تاج العروس من جواهر القاموس المجلد 12

اشاره

سرشناسه: مرتضی زبیدی ، محمد بن محمد، 1145-1205ق .

عنوان قراردادی: تاج العروس فی شرح القاموس

عنوان و نام پدیدآور: تاج العروس من جواهر القاموس / محمدمرتضی الحسینی الزبیدی .

مشخصات نشر: بیروت: دارالهدایه ‫، 1385ق. ‫= 1965م. ‫= 1344 -

مشخصات ظاهری: ‫ 20ج.

فروست: التراث العربی ‫؛ 16.

وضعیت فهرست نویسی: برونسپاری

یادداشت: عربی.

یادداشت: کتاب حاضر به "تاج العروس فی شرح القاموس " نیز معروف است .

یادداشت: هر جلد را محقق جداگانه به نگارش در آورده است.

یادداشت: ج.2 و 3 (چاپ اول: 1386ق.= 1966م.= 1345).

یادداشت: ج.4 (چاپ اول: 1387ق.= 1968م.=1347).

یادداشت: ج.5 و 6 (چاپ اول: 1389ق.= 1969م.=1368).

یادداشت: ج.8 (چاپ اول: 1390ق.= 1970م.= 1369).

یادداشت: ج.9 (چاپ اول: 1391ق.= 1971م.= 1350).

یادداشت: ج.10 (چاپ اول: 1392ق.= 1972م.= 1351).

یادداشت: ‫ج.13و14 (چاپ اول: 1394ق.= 1974م.= 1353).

یادداشت: کتابنامه .

موضوع: زبان عربی -- واژه نامه ها

رده بندی کنگره: ‫ PJ6620 ‫ /م 4ت 2 1344

رده بندی دیویی: ‫ 492/73

شماره کتابشناسی ملی: م 75-5538

ص :1

اشاره

تاج العروس من جواهر القاموس

محمدمرتضی الحسینی الزبیدی

ص :2

بَابْ الغَینَ

اشاره

فی اللِّسَانِ :الغَیْنُ :مِنَ الحُرُوفِ الحَلْقِیَّهِ ،و أَیْضاً مِنَ الحُرُوفِ المَجْهُورَهِ ،و هِیَ وَ الخاءُ فی حَیِّزٍ واحِدٍ.

قال شَیْخُنَا:أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَیْنِ :من الخاءِ المُعْجَمَهِ فی قَوْلِهِمْ :غَطَرَ بیَدِه یَغْطِرُ،بمَعْنَی خَطَرَ یَخْطِرُ.حَکَاهُ ابنُ جِنِّی وَ جَمَاعَهٌ ،و مِنَ العَیْنِ المُهْمَلَهِ فی قَوْلِهِم:لغَنَّ فی لَعَنَّ ،قالَهُ ابنُ أُمِّ قاسِمٍ ،و غَیْرُه.

فصل الهمزه مع الغین

أبغ

عَیْنُ أُبَاغَ ،کسَحَابٍ ،و یُثَلَّثُ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ مِنْهَا عَلَی الضَّمِّ فَقَط ،و هُوَ الأَشْهَرُ (1)،و هو قَوْلُ أَبِی عُبَیْدَهَ ، وَ الفَتْحُ عَن الأَصْمَعِیِّ ،قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ حَسّانَ :

هُنَّ أَسْلابُ یَوْمَ عَیْنِ أَباغٍ

مِنْ رِجَالٍ سُقُوا بسُمٍّ ذُعافِ

هکَذا رَواهُ بالفَتْحِ (2)،و قالَتْ ابنَهُ فَرْوَهَ بنِ مَسْعُودٍ تَرْثِی أَباهَا،و کانَ قُتِلَ بعَیْنِ أُباغ :

بعَیْنِ أُباغَ قَاسمْنا المَنَایَا فکانَ قَسِیمُها خَیْرَ القَسِیمِ 3

هکَذا رُوِیَ بالضَّمِّ ،کَذا وُجِدَ بخَطِّ أَبِی الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ ،و أَمّا الکَسْرُ فلَم أَجِدْ لَهُ سَمَاعاً وَ لا شاهدًا،إلاّ أنَّ الصّاغَانِیَّ قَدْ ذَکَرَ فِیهِ التَّثْلِیثَ : ع بالشّامِ ،أو بَیْنَ الکُوفَهِ وَ الرَّقَّهِ و قَالَ أَبُو الفَتْحِ التَّمِیمِیُّ :عَیْنُ أَباغ ،لَیْسَتْ بعَیْنِ ماءٍ،و إِنّمَا هُوَ وادٍ وَراءَ الأَنْبَارِ،عَلَی طَرِیقِ الفُرَاتِ إلی الشّامِ .

وَ قالَ الرِّیَاشِیُّ هِیَ اسْمُ بَغْدَادَ وَ الرَّقَّهِ جَمِیعاً، وَ قالَ أَبو الفَتْحِ التَّمِیمِیُّ النَّسَّابُ :کانَتْ مَنَازِلُ إِیادِ بنِ نِزَارٍ بعَیْن أَباغ ،و أَباغُ :رَجُلٌ مِنَ العَمَالِقَهِ نَزَلَ ذلِکَ الماءَ،فنُسِبَ إِلَیْهِ ،قال یاقُوت:و قِیلَ فی قَوْلِ أَبِی نُواس:

فَما نَجِدَتْ بالماءِ حَتَّی رَأَیْتُها مَعَ الشَّمْسِ فی عَیْنَیْ أَباغَ تَغُورُ

حُکَی أَنَّه قالَ :جَهِدْتُ عَلَی أَنْ یَقَعَ فی الشِّعْرِ عَیْنُ أَباغَ ،فامْتَنَعَتْ عَلَیَّ ،فَقُلْت:عَیْنَیْ أَباغَ ؛لیَسْتَوِیَ الشِّعْرُ، قال:و کانَ عِنْدَها فی الجاهِلِیَّهِ یَوْمٌ لَهُمْ بَیْنَ مُلُوکِ غَسّانَ وَ مُلُوکِ الحِیرَهِ ،قُتِلَ فِیهِ المُنْذِرُ بنِ المُنْذِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ اللَّخْمِیُّ ،و قَدْ أَسْقَطَ النّابِغَهُ الذُّبْیَانِیُّ الهَمْزَهَ مِنْ أَوَّلِهِ ،فقَالَ یَمْدَحُ آلَ غَسّانَ :

یَوْمَا حَلیمَهَ کانَا مِنْ قَدِیمِهِمُ

وَ عَیْنُ باغَ فکانَ الأَمْرُ ما ائْتَمَرا

یَا قَوْمِ إِنّ ابْنَ هِنْدٍ غَیْرُ تارِکِکُمْ

فَلا تَکُونُوا لأَدْنَی وَقْفَهٍ جَزَرَا 4

أرغ

أَرْغَیانُ ،کأَصْبَهَانَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ یاقُوت وَ الصّاغَانِیُّ : ناحِیَهٌ بنَیْسَابُورَ، وَ ضَبَطَهُ

ص:3


1- (1) نص یاقوت علی ضم أوله.
2- (2) و مثله ضبط یاقوت.

یاقُوت بکَسْرِ الغَیْنِ ،و قالَ :یُقَالُ :إنَّها تَشْتَمِلُ عَلَی إحْدَی وَ سَبْعِینَ قَرْیَهً ،قَصَبَتُهَا الراوَنیر (1)،یُنْسَبُ إِلَیْهَا جَمَاعَهٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَ الأَدَبِ ،منهم الحاکِمُ أَبُو الفَتْحِ سَهْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِیٍّ الأَرْغَیانِیُّ ،تُوُفِّیَ سنه 499.

فصل الباء مع الغین

ببغ

البَبْغَاءُ ، بفَتْحٍ فسُکُونٍ ، و قَد تُشَدَّدُ الباءُ الثّانِیَهُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهرِیُّ وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ الصّاغَانِیُّ :هُو طائِرٌ أَخْضَرُ مَعْرُوفٌ .

قال: و هُوَ أَیْضاً: لَقَبُ أَبِی الفَرَجِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ نَصْرٍ المَخْزُومِیِّ الشّاعِر،لُقِّبَ لِلُثْغَهٍ (2)،أی:فی لِسَانِه.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

ابنُ البَبْغِ ،بمُوحَّدَتَیْنِ ،الثانِیَهُ ساکِنَهٌ :صَدَقَهُ بنُ جَرْوَانَ المُقْرِیءُ،سَمِعَ أَبا الوَقْتِ ،و تُوفِّیَ سنه 616، هکذَا ضَبَطَهُ الحافِظُ .

بثغ

البَثَغُ بالمُثَلَّثَهِ ،مُحَرَّکَهً ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،هُو: ظُهُورُ الدَّمِ فی الجَسَدِ لُغَهٌ فی البَثَعِ ،بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،کما فی العُبَابِ (3).

بدغ

بَدِغَ بالعَذِرَه،کَفَرِحَ بَدَغًا : تَلَطَّخَ بِها، و کَذَا بَدِغَ بالشَّرِّ: إذا تَلَطَّخَ بهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، فهُوَ بَدِغٌ ، کَکَتِفٍ .

و قال أَبُو أُسَامَهَ جُنَادَهُ بنُ مُحَمَّدٍ الأزْدِیُّ : البَدْغُ بالفَتْحِ : کَسرُ الجَوْزِ وَ اللَّوْزِ.

و و البِدْغُ ، بالکَسْرِ:الخَارِیءُ فی ثِیابِه،و قَدْ بَدُغَ ، ککَرُمَ بَدَاغَهً ،فهو بِدْغٌ ،مثل:ذَمِرَ ذَمَارَهٌ فهُو ذِمْرٌ.

قال ابنُ فارِسٍ :الباءُ وَ الدّالُ وَ الغَیْنُ لَیْسَتْ فیهِ کَلِمَهٌ أَصْلِیَّهٌ ؛لأَنَّ الدَّالَ فی أَحَدِ أُصُولِهَا مُبْدَلَهٌ مِن طاءٍ،و هُوَقَوْلُهُم: بَدِغَ الرَّجُلُ :إِذَا تَلَطَّخَ بالشَّرِّ،فَهُوَ بَدِغٌ ،و هذا إِنَّمَا هُوَ فی الأَصْلِ طاءٌ.

قال: و بَقِیَتْ کَلِمَتَانِ مَشْکُوکٌ فِیهِمَا:إِحْدَاهُمَا قَوْلُهُم:

البَدَغُ بالتَّحْرِیکِ :التَّزَحُّفُ بالاسْتِ عَلَی الأرْضِ . قلتُ :

وَ هُوَ قَوْلُ اللَّیْثِ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ رُؤْبَهَ :

لَوْ لاَ دَبُوقاءُ اسْتِه لَم یَبْدَغِ 4

وَ یُرْوَی:«لَم یَبْطَغِ »و دَبُوقاؤُه:ما قَذَفَ بهِ مِنْ جَوْفِه.

قال ابنُ فارِسٍ : و الأُخْرَی قَوْلُهُم: هُمْ بَدِغُونَ ،بکَسْرِ الدّالِ أی: سِمَانٌ حَسَنُو الأَحْوَالِ و فی بعضِ النُّسَخِ حَسَنَهُ الأَحْوَالِ ،قال ابنُ فارِسٍ :وَ اللّه أَعْلَمُ بِصِحَّهِ ذلِکَ .

قلتُ :و فی العُبَابِ :حَسَنَهُ الألْوَانِ 5،بَدَل الأَحوَالِ .

و الأَبْدَغُ :ع قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَحْسِبَهُ هکَذَا،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ عنه بالدّالِ المُهْمَلَهِ ،و فی المُعْجَمِ لِیَاقُوت بالذّالِ المُعْجَمَهِ ،و نَسَبَهُ إلی ابْنِ دُرَیْدٍ،فتَأَمَّلْ .

و البَدِغُ کَکَتِفٍ :لَقَبُ قَیْسِ بنِ عاصِمٍ المِنْقَرِیِّ رَضِیَ اللّه عنه،کانَ یُدْعَی بهِ فی الجَاهِلِیَّهِ لأَنَّهُ عذرَ عَذره هکَذَا ضَبَطَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و زَعَمَه،قال الصّاغَانِیُّ :و فی نُسَخِ الجَمْهَرَهِ المُصَحَّحَهِ المَقْرُوءَهِ : البِدْغُ بکَسْرِ البَاءِ وَ سُکُونِ الدّالِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَبْدَغَ زَیْدٌ عَمْرًا،و أَبْطَغَهُ :إذا أَعانَهُ عَلَی حِمْلِه لیَنْهَضَ بهِ .

وَ البِدْغُ بالکَسْرِ:مَنْ به أُبْنَهٌ ،قِیلَ :و بهِ لُقِّبَ قَیْسٌ المَذْکُور،و فیه یَقُولُ مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَه:

تَرعی ابنَ زُبَیْرٍ 6خَلْفَ قَیْسٍ کأَنَّهُ

حِمارٌ وَدعی خَلْفَ اسْتِ آخَرَ قائِمِ

وَ البِدْغُ ،بالکَسْرِ:التّارُّ السَّمِینُ ،قالَهُ ابنُ بَرِّیّ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

بذغ

بذغ ،بالذّالِ المُعْجَمَهِ ،نَقَلَ یاقُوت عن ابْنِ

ص:4


1- (1) عن معجم البلدان« [1]أرغیان»و بالأصل«الرادنیز»و بهامش المطبوعه المصریه:«...الذی فی نسخه یاقوت التی رأیتها:قصبتها الرواتین ا ه ».
2- (2) فی القاموس: [2]للُثْغَتِه.
3- (3) و مثله فی التکمله.

دُرِیدٍ:أَحْسِبُ أنَّ الأَبْذَغَ مَوْضِعٌ ،و ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ فی «بدغ»تَقْلِیدًا للصّاغانِیِّ .

برزغ

البُرْزُغُ ،کقُنْفُذٍ: نَشَاطُ الشَّبَابِ ،نَقَلَه اللَّیْثُ ، وَ أَنْشَدَ لِرُؤْبَهَ :

هَیْهَاتَ رَیْعانُ الشَّبَابِ البُرْزُغِ

قال الصّاغَانِیُّ ،و ابنُ بَرِّیٍّ :و الرِّوَایَهُ :

بَعْدَ أَفانِینِ الشَّبَابِ البُرْزُغِ

و قال غَیْرُه: البُرْزُغُ : الشّابُّ المُمْتَلِیءُ التّامُّ التّارُّ کالبُرْزُوغِ ،کعُصْفُورٍ،و قِرْطاسٍ و أَنْشَدَ أَبُو عُبَیْدَهَ لرَجُلٍ مِنْ بَنِی سَعْدٍ جاهِلِیٍّ :

حَسْبُکِ بَعْضُ القَوْلِ لا تَمَدَّهِی

غَرَّکِ بِرْزاغُ الشَّبَابِ المُزْدَهِی

قَوْلُه:«لا تَمَدَّهِی»یُریدُ:«لا تَمَدَّحِی»کَذا فی الصِّحاحِ .

برغ

البَرْغُ ، بالفَتْحِ ،أَهمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هُو اللُّعَابُ ، لُغَهٌ فی المَرْغِ .

و قال ابْنُ الأَعْرَابِیِّ : بَرِغَ الرَّجُلُ ، کَفَرِحَ : إذا تَنَعَّمَ ، کَأَنَّهُ مَقْلُوبُ رَبَغَ ،قالَهُ الأَزْهَریُّ .

بزغ

بَزَغَت الشَّمْسُ ، بَزْغًا ،و بُزُوغًا : بَدَا مِنْهَا طُلُوعٌ ،أو شَرَقَتْ ، وَ کَذلِکَ القَمَرُ،قال اللَّهُ تَعَالَی: فَلَمّا رَأَی الْقَمَرَ بازِغاً (1).

أَو البُزُوغُ :ابْتِداءُ الطُّلُوعِ ، وَ هذا هُوَ الأَصْلُ ،نَقَلَهُ الزَّجّاجُ .

و منه: بَزَغَ نابُ البَعِیرِ أی: طَلَعَ و مِنْهُ أُخِذَ بُزُوغُ الشَّمْسِ وَ القَمَرِ،و هُوَ طُلُوعُه مُنْتَشِرَ الضَّوْءِ،کما حَقَّقَهُ الرّاغِبُ ،و فی الأَساسِ :بَزَعَ النّابُ :إذا شَقَّ اللَّحْمَ فَخَرَجَ ،و مِنْهُ : بَزَغَتِ الشَّمْسُ وَ القَمَرُ،و نُجُومٌ بوازِغُ ،کأَنَّهَا تَشُقُّ بِنُورِهَا الظُّلْمَهَ شَقًّا.

و بَزَغَ الحاجِمُ وَ البَیْطَارُ الدَّابَّهَ بَزْغًا : شَرَطَ (2)و شَقَّ أَشْعَرَها بمِبْزَغِهِ . و المِبْزَغُ کمِنْبَرٍ:المِشْرَطُ قال الأَخْطَلُ :

یُساقِطُها تَتْری بکُلِّ خَمِیلَهٍ

کبَزْغِ البِیَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الکَوادِنِ (3)

وَ نَسَبَهُ الجَوْهَرِیُّ للأَعْشَی،و لَیْسَ لهُ ،و قِیلَ :هُوَ للطِّرِمّاحِ ،کما فی التَّکْمِلَه.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: بَزِیغٌ ، کأَمِیرٍ:فَرَسٌ مَعْرُوفٌ .

و بَزِیغُ بِنُ خالِدٍ: صالِحٌ قُتِلَ فی فِتْنَهِ الأَشْعَثِ ، کَذَا فی النُّسَخِ وَ الصوابُ «ابنُ الأَشْعَثِ »کما هو نَصُّ الحافِظِ فی التَّبْصِیرِ،و قالَ رَوَی عَنْهُ مُغِیرَهُ .

و بَیْزَغُ کحَیْدَرٍ:ه،بالعِرَاقِ من أَعْمَالِ دَیْرِ عاقُول،بَیْنَه وَ بَیْنَ جَبُّل (4).

و ابْتَزَغَ الرَّبِیعُ :جاءَ أَوَّلُه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

بَزَّغَ البَیْطَارُ الدّابَّهَ تَبْزِیغاً ، کَبَزَغَ ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ .

وَ قالَ أَبو عَدْنَانَ : التَّبْزِیغُ وَ التَّغْزِیبُ واحِدٌ،و هُوَ الوَخْزُ الخَفیُّ الَّذِی لا یَبْلُغُ العَصَبَ .

وَ بَزَغَ لا یَبْلُغُ العَصَبَ .

وَ بَزَغَ دَمَه:أَسالَهُ .

وَ قالَ الفَرّاءُ:یُقَال لِلْبَرْکِ (5): مِبْزَغَهُ وَ مِیزَغَهٌ .

وَ بازُوغاءُ :قَرْیَهٌ ببَغْدَادَ.

بستغ

بَسْتِیغُ ،بالفَتْحِ و سُکُونِ السِّینِ المُهْمَلَهِ وَ کَسْرِ المُثَنّاهِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ الصّاغَانِیُّ وَ ابْنُ السَّمْعَانِیِّ :هی: ه،بنَیْسابُورَ،مِنْهَا المُحَدِّثانِ : أَبُو سَعْدٍ شَبِیبٌ ،و أَخُوه عَلِیُّ ابْنَا أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خُشْنَامَ البَسْتِیغِیّانِ ، وَ وَقَع فی کُتُبِ الأَنْسَابِ فی اسْمِ جَدِّهِما هِشَامٌ ،و هُوَ تَصْحِیفٌ من النَّسّاخِ ،رَوَی شَبِیبٌ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ الإسْفَرایِینِیّ ،و أَخُوه عَلِیُّ عنِ ابْنِ مَحْمَشٍ

ص:5


1- (1) سوره الأنعام الآیه 77. [1]
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«شرطا»و فی المفردات:بزغ البیطار الدابه:أسال دمها.
3- (3) البیت فی اللسان وَ [2]عجزه فی التهذیب منسوبا فیهما للطرماح وَ هو فی دیوانه ص 172 وَ نسبه الجوهری للأعشی خطأ.
4- (4) عن معجم البلدان«بیزغ»و بالأصل«دجیل».
5- (5) ضبطت عن اللسان وَ ضبطت فی التهذیب بکسر الباء وَ فتح الراء، وَ کلاهما ضبط حرکات.

الزِّیادِیّ (1)،قال الحافِظُ :و ذَکَر ابنُ السَّمْعَانِیّ :أنَّ أَحْمَدَ المَذْکُورَ کانَ کَرَامِیًّا،و اللّه أَعْلَمُ .

بشغ

البَشْغُ بالشِّینِ المُعْجَمَهِ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو المَطَرُ الضَّعِیفُ کالبَغْشِ .

و یُقَالُ : بُشِغَتِ الأَرْضُ ،بالضَّمِّ أی: بُغِشَتْ ، فهِیَ مَبْشُوغَهٌ وَ مَبْغُوشَهٌ .

و أَصابَتْنَا بَشْغَهٌ مِنَ المَطَرِ، و بَغْشَهٌ مِنْهُ ، بمَعْنًی.

و أَبْشَغَ اللّه الأَرْضَ و أَبْغَشَها بمَعْنًی.

بطغ

بَطِغَ بالعَذِرَهِ ،کَبدِغَ ،زِنَهً وَ مَعْنًی نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو قولُ ابنِ السِّکِّیتِ وَ أَبِی عُبَیْدٍ،و رُوِیَ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

لَوْ لاَ دَبُوقاءُ اسْتِهِ لَم یَبْطَغِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

بَطِغَ بالأَرْضِ ،کفَرِحَ :إذا تَمَسَّحَ بِهَا،کما فی الصِّحاح زادَ غَیْرُه:و تَزَحَّفَ .

وَ قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَبْطَغَ زَیْدٌ عَمْرًا:أَعَانَهُ عَلَی حِمْلِه لیَنْهَضَ به،و کذلِکَ أَزْقَنَهُ ،و أَبْدَغَهُ .

بغغ

البُغْبُغُ ،کقُنْفُذ:البِئْرُ القَرِیبَهُ الرِّشَاءِ، عن ابُنِ الأَعْرَابیِّ .

و یُقَالُ : البُغَیْبِغُ لِمُصَغَّرِهِ عَنْهُ أَیْضاً،قال الشّاعِرُ:

یا رُبَّ ماءٍ لک بالأَجْبالِ

أَجْبالِ سَلْمَی الشُّمَّخِ الطِّوالِ

بُغَیْبِغٍ یُنْزَعُ بالعِقالِ

یعنی أَنَّهُ یُنْزَعَ بالعِقالِ لِقِصَرِ (2)الماءِ؛لأَنَّ العِقَالَ قَصِیرٌ، وَ قالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِیُّ :

فَصَبَّحَتْ بُغَیْبِغاً تُعَادِیهْ

ذَا عَرْمَضٍ یَخْضَرُّ کَفُّ عافِیهْ

و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

قَدْ وَرَدَتْ بُغَیْبِغاً لا تُنْزَفُ

کأَنَّ مِنْ أَثْباجِ بَحْرٍ تَغْرِفُ

و البُغَیْبغُ : تَیْسُ الظِّبَاءِ السَّمِینُ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و البُغَیْبِغَهُ بهاءٍ:ضَیْعَهٌ بالمَدِینَهِ ، عَلَی ساکِنِها أَفْضَلُ الصَّلاهِ وَ السّلام،کانَتْ لِآلِ جَعْفَرٍ ذِی الجَنَاحَیْن،رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ،قالَهُ الخَلِیلُ .

و (3) عَیْنٌ غَزِیرَه الماءِ، کَثِیرَهُ النَّخْلِ ،لآلِ رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه وَ آلِهِ وَ سلَّم، نَقَلَهُ اللَّیْثُ وَ الأَزْهَرِیُّ .

و یُقَالُ : عَدَا طَلَقًا بُغَیْبِغاً :إذا کانَ لا یُبْعِدُ فِیهِ ، عنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و قال أَبُو عَمْرٍو: بَغَّ الدَّمُ : إذا هَاجَ .

و قال أَبُو عُمَرَ الزّاهِدُ: البُغُّ ،بالضَّمِّ :الجَمَلُ الصَّغِیرُ، و هِیَ بهاءٍ.

و قال اللَّیْثُ : البَغْبَغَهُ :حکایَهُ ضَرْبٍ مِنَ الهَدِیرِ و فی اللِّسَانِ :حِکایَهُ بَعْضِ الهَدِیرِ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: البَغْبَغَهُ : الغَطِیطُ فی النَّوْمِ .

قال: و البَغْبَغَهُ أَیْضا: الدَّوْسُ وَ الوَطْ ءُ، یُقَالُ : بَغْبَغَهُمُ الجَیْشُ ،أیْ :داسَهُم وَ وَطِئَهُمْ .

قال: و المُبَغْبِغُ :المُخَلِّطُ .

و قال ابْنُ بَرِّیٍّ : المُبَغْبِغُ : السَّرِیعُ العَجِلُ .

و قَرَبٌ مُبَغْبَغٌ علی صِیغَهِ المَفْعُولِ ، و تُکْسَرُ الباءُ الثّانِیَهُ ، أی: قَرِیبٌ ، عن أَبی حاتِم،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ یَصِفُ حِمَارًا:

یَشْتَقُّ بَعْدَ القَرَبِ المُبَغْبَغِ

أی: یُبَغْبِغُ ساعَهً ثُمَّ یَشْتَقُّ أُخْرَی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

البَغْبَاغُ ،بالفَتْحِ :حِکَایَهُ بَعْضِ الهَدِیرِ،قال رُؤْبَهُ :

بِرَجْسِ بَغْبَاغِ الهَدِیرِ البَهْبَهِ (4)

ص:6


1- (1) فی معجم البلدان«بستیغ»:عن أبی طاهر محمد بن محمد بن محسن الزیادی.
2- (2) فی التهذیب 113/16 لقرب رشائه.
3- ((*)) بالقاموس:«أو»بدل«و».
4- (3) و یروی:«بعباع الهدیر»و یروی«بهباه الهدیر»انظر اللسان« [1]بهنه» وَ التهذیب«به».

و قال الصّاغَانِیُّ :الرِّوَایَهُ «بَخْبَاخِ الهَدِیرِ»بالخَاءِ لا غَیْرُ.

وَ مَشْرَبٌ بُغَیْبِغٌ :کَثِیرُ الماءِ.

وَ البَغْبَغَهُ :شُرْبُ الماءِ.

بلغ

بَلَغَ المَکَانَ ، بُلُوغًا ، بالضَّمِّ : وَصَلَ إِلَیْهِ وَ انْتَهَی،و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی: لَمْ تَکُونُوا بالِغِیهِ إِلاّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ (1).

أَو بَلَغَه : شارَفَ عَلَیْهِ ، و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی: فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ (2).

أی:قارَبْنَهُ ،و قالَ أَبُو القاسِمِ فی المُفْرَداتِ : البُلُوغُ وَ الإِبْلاغُ (3):الانْتِهَاءُ إلی أَقْصَی المَقْصِدِ وَ المنْتَهَی،مَکَانًا کان،أو زَمانًا،أو أَمْرًا مِنَ الأُمُورِ المُقَدَّرَهِ .و رُبَّمَا یُعَبَّرُ بهِ عن المُشَارَفَهِ علیهِ ،و إِن لَم یُنْتَهَ إِلَیْهِ ،فمِنَ الانْتِهَاءِ: حَتّی إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَهً (4)و ما هُمْ بِبالِغِیهِ (5)و فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْیَ (6)و لَعَلِّی أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (7)و أَیْمانٌ عَلَیْنا بالِغَهٌ (8)أی مُنْتَهِیَهٌ فی التَّوْکِیدِ،و أَمّا قوله:

فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِکُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ (9)فلِلْمُشارَفَهِ ؛ فإِنّهَا إذا انْتَهَتْ إلی أَقْصَی الأَجَلِ لا یَصِحُّ للزَّوْجِ مُرَاجَعَتُهَا وَ إِمْسَاکُها.

و بَلَغَ الغُلامُ :أَدْرَکَ ، وَ بَلَغَ فی الجَوْدَهِ مَبْلَغاً ،کما فی العُبَابِ ،و فی المُحْکَمِ :أی احْتَلَمَ ،کأَنَّهُ بَلَغَ وَقْتَ الکِتابِ عَلَیْهِ وَ التَّکْلِیفِ ،و کَذلِکَ : بَلَغَتِ الجارِیَهُ ،و فی التَّهْذِیبِ :

بَلَغَ الصَّبِیُّ ،و الجارِیَهُ :إذا أَدْرَکَا،و هُمَا بالِغَانِ .

و ثَنَاءٌ أَبْلَغُ : مُبَالِغٌ فِیهِ قال رُؤْبَهُ یَمْدَحُ المُسَبِّحَ بن الحَوَارِیِّ بنِ زِیَادِ بنِ عَمْرٍو العَتَکِیُّ :

بَلْ قُلْ لِعَبْدِ اللَّهِ بَلِّغْ وَ ابْلُغِ

مُسَبِّحاً حُسْنَ الثَّنآءِ الأَبْلَغِ

و شییْ ءٌ بالِغٌ ، أی: جَیِّدٌ،و قَدْ بَلَغ فی الجَوْدَهِ مَبْلَغاً .

و قال الشّافِعِیُّ -رَحِمَهُ اللّه-فی کِتَابِ النِّکَاحِ :

جارِیَهٌ بالِغٌ ، بغَیْرِ هاءٍ،هکَذَا رَوَی الأَزْهَرِیُّ عَنْ عَبْدِ المَلِکِ عَنِ الرَّبِیعِ ،عَنْهُ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و الشّافِعِیُّ فَصِیحٌ [و قوله] (10)حُجَّهٌ فی اللُّغَهِ ،قال:و سَمِعْتُ فُصَحاءَ العَرَبِ یَقُولُونَ :جارِیَهٌ بالِغٌ ،و هکذا قَوْلُهُمْ :امْرَأَهٌ عاشِقٌ ، وَ لِحْیَهٌ ناصِلٌ ،قال: و لَوْ قال قائِلٌ :جارِیَهٌ بالِغَهٌ لمْ یَکُنْ خَطَأً؛لأَنَّهُ الأَصْلُ ،أی: مُدْرِکَهٌ و قَدْ بَلَغَتْ .

و یُقَال: بُلِغَ الرَّجُلُ ،کعُنِیَ :جُهِدَ و أَنْشَدَ أَبو عُبَیْدٍ:

إنَّ الضِّبابَ خَضَعَتْ رِقَابُها

للسَّیْفِ لَمّا بُلِغَتْ أَحْسَابُها

أی:مَجْهُودُهَا (11)،و أَحْسَابُها:شَجَاعَتُها وَ قُوَّتُهَا وَ مَنَاقِبُهَا.

و التَبْلِغَهُ :حَبْلٌ یُوصَلُ بهِ الرِّشَاءُ إلَی الکَرَبِ ، و مِنْهُ قَوْلُهم:وَصَلَ رِشَاءَهُ بتَبْلِغَهٍ ،قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و هُوَ حَبْلٌ (12)یُوصَلُ بهِ حَتَّی یَبْلُغَ الماءَ. ج: تَبَالِغُ یُقَالُ :لا بُدَّ لأَرْشِیَتِکُمْ مِنْ تَبالِغَ .

و قال الفَرّاءُ:یُقَالُ : أَحْمَقُ بَلْغٌ ، بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ، وَ بَلْغَهٌ ، بالفَتْحِ ، أی: هُوَ مَعَ (13)حَماقَتِه یَبْلُغُ ما یُرِیدُ،أَو المُرادُ: نِهَایَهٌ فی الحُمْقِ ، بالِغٌ فِیهِ .

قال: و یُقَالُ : اللَّهُمَّ سَمْعٌ لا بَلْغٌ ،و سَمْعاً لا بَلْغاً ، و یُکْسَرانِ ،أی:نَسْمَعُ بهِ وَ لا یَتِمُّ ، کمَا فی العُبَابِ ،و فی اللسَانِ :وَ لا یَبْلُغُنَا ،یُقَالُ ذلِکَ إذا سَمِعُوا أَمْرًا مُنْکَرًا، أَو یَقُولُه مَنْ سَمِعَ خَبَرًا لا یُعْجِبُه، قالَهُ الکِسَائِیُّ ،أَوْ للخَبَرِ یَبْلُغُ واحِدَهُمْ وَ لا یُحَقِّقُونَهُ .

و أَمْرُ اللَّهِ بَلْغٌ بالفَتْحِ أی: بالِغٌ نافِذٌ، یَبْلُغُ أَیْنَ أُرِیدَ بهِ ، قال الحارِثُ بنُ حِلِّزَهَ :

فَهَدَاهُمْ بالأَسْوَدَیْنِ وَ أَمْرُ ال

لّهِ بَلْغٌ تَشْقَی بهِ الأشْقِیَاءُ

ص:7


1- (1) سوره النحل الآیه 7. [1]
2- (2) سوره البقره الآیه 234. [2]
3- (3) فی المفردات [3]المطبوع:البلوغ وَ البلاغ.
4- (4) سوره الأحقاف الآیه 15. [4]
5- (5) سوره غافر الآیه 56. [5]
6- (6) سوره الصافات الآیه 102. [6]
7- (7) سوره غافر الآیه 36. [7]
8- (8) سوره القلم الآیه 39. [8]
9- (9) سوره الطلاق الآیه 2. [9]
10- (10) زیاده عن التهذیب.
11- (11) کذا بالأصل وَ اللسان و بهامشه:«کذا بالأصل،و لعلها:جهدت لیطابق بلغت».
12- (12) فی الأساس:حُبیلٌ .
13- (13) فی اللسان:من حماقته.

و هو من قوله تعالی: إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ (1).

و جَیْشٌ بَلْغٌ کَذلِکَ ، أی: بالِغٌ .

و قال الفَرّاءُ: رَجُلٌ بِلْغٌ مِلْغٌ ،بکَسْرِهِمَا: إِتْباعٌ ،أی خَبِیثٌ مُتَنَاهٍ فی الخَباثَهِ .

و البَلْغُ بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ،و البِلَغُ کعِنَبٍ ،و البَلاغَی مثل: سَکَارَی وَ حُبَارَی و مِثْلُ الثّانِیَهِ :أَمْرٌ بِرَحٌ ،أی:مُبَرِّحٌ ، وَ لَحْمٌ زِیَمٌ ،و مَکانٌ سِوًی،و دِینٌ قِیَمٌ ،و هو: البَلِیغُ الفَصِیحُ الَّذِی یَبْلُغُ بِعِبَارَتِه کُنْهَ ضَمِیرِه، وَ نِهَایَهَ مُرَادِه،و جَمعُ البَلِیغِ ، بُلَغاءَ ،و قَدْ بَلُغَ الرَّجُلُ کَکَرُمَ بَلاغَهً ،قال شَیْخُنا:

وَ أَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ تَقْصِیرًا،أی:ذِکْرَ المَصْدَرِ،و المَعْنَی:

صارَ بَلِیغاً .

قُلْتُ :و البَلاغَهُ عَلَی وَجْهَیْن (2):

أَحَدُهُما:أَنْ یَکُونَ بِذَاتِه بَلِیغاً وَ ذلِکَ بأَنْ یَجْمَعَ ثَلاثَهَ أَوْصَافٍ :صَوَاباً فی مَوْضوعِ لُغَتِه،و طِبْقًا للمَعْنَی المَقْصُودِ بِهِ ،و صِدْقًا فی نَفْسِهِ ،و مَتَی اخْتُرِمَ وَصْفٌ مِنْ ذلِکَ کانَ نَاقِصاً فی البَلاغَه .

وَ الثانی:أَنْ یَکُونَ بَلِیغاً بِاعْتِبَارِ القائِلِ وَ المَقُولِ لَهُ ،و هُو أَنْ یَقْصِدَ القائِلُ بهِ أَمْرًا مَا،فیُورِدَهُ عَلَی وَجْهٍ حَقِیقٍ أَنْ یَقْبَلَهُ المَقُولُ لَهُ .

وَ قَوْلُه تَعالَی: وَ قُلْ لَهُمْ فِی أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِیغاً (3)، یَحْتَمِل المَعْنَییْنِ ،و قولُ مَنْ قالَ :مَعْناهُ :قُلْ لَهُمْ إِنْ أَظْهَرْتُمْ ما فی أَنْفُسِکُمْ قُتِلْتُمْ ،و قَوْلُ من قالَ :خَوِّفْهُمْ بمَکارِهَ تَنْزِلُ بِهِمْ ،فإِشَارَهٌ إلی بَعْضِ ما یَقْتَضِیه عُمُومُ اللَّفْظِ ،قالَهُ الرّاغِبُ .

17- وَ قَرَأْتُ فی مُعْجَمِ الذَّهَبِیِّ ،فی تَرْجَمَهِ صُحارِ بنِ عَیّاشٍ العبْدِیِّ رَضِی اللَّهُ عَنْهُ : سَأَلَهُ مُعَاوِیَهُ عَنِ البَلاَغَهِ ،فقَال:

«لا تُخْسِیءْ وَ لا تُبْطِیءْ».

و البَلاغُ کسَحابٍ :الکِفَایَهُ ، و هُوَ:ما یُتَبَلَّغُ بهِ وَ یُتَوَصَّلُ إلَی الشَّیءِ المَطْلُوبِ ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعالَی: إِنَّ فِی هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِینَ (4)أی:کِفَایَهً ،و کَذا قَوْلُ الرّاجِزِ:

تَزَجَّ مِنْ دُنْیَاکَ بالبَلاغِ

و باکِرِ المِعْدَهَ بالدِّباغِ

بِکِسْرَهٍ جَیِّدَهِ المِضاعِ

بالمِلْحِ أو ما خَفَّ مِن صِباغِ

و البَلاغُ : الاسْمُ مِنَ الإِبْلاغٍ وَ التَّبْلِیغِ ؛و هُمَا:

الإیصالُ ، یُقَال: أَبْلَغَهُ الخَبَرَ إِبْلاغا ،و بَلَّغَهُ تَبْلِیغاً ،و الثّانِی أَکْثَرُ،قالَهُ الرّاغِبُ ،و قَوْلُ أَبِی قَیْسِ بنِ الأَسْلَتِ السُّلَمی:

قالَتْ وَ لَم تَقْصِدْ لِقِیلِ الخَنَا:

مَهْلاً لَقَدْ أَبْلَغْتَ أَسْمَاعِی

هُوَ مِنْ ذلِکَ ،أی:قَد انْتَهَیْتَ فِیه،و أَوْصَلْتَ ،و أَنْعَمْتَ .

وَ قَوْلُه تَعَالَی: هذا بَلاغٌ لِلنّاسِ (5)أی:هذا القُرْآن ذُو بَلاغٍ ،أی:بَیَانٍ کافٍ .

وَ قولُه تَعَالَی: فَهَلْ عَلَی الرُّسُلِ إِلاَّ اَلْبَلاغُ الْمُبِینُ (6)، أی: الإِبْلاغُ .

16- و فی الحَدِیثِ : «کُلُّ رافِعَهٍ رَفَعَتْ عَلَیْنَا کذا فی العُبَابِ ، وَ فی اللّسَانِ :عَنّا مِنَ البَلاغِ فَقَدْ حَرَّمْتُهَا أَنْ تُعْضَدَ،أَو تُخْبَطَ ،إلاّ لِعُصْفُورِ قَتَبٍ ،أو مَسَدِّ مَحَالَهٍ ،أو عَصَا حَدِیدَهٍ ».

یَعْنِی المَدِینَهَ عَلَی ساکِنِها أَفْضَلُ الصَّلاهِ وَ السَّلامِ ،و یُرْوَی بفَتْح الباءِ وَ کَسْرِهَا،فإِنْ کانَ بالفَتْحِ فلَهُ وَجْهَانِ ،أَحَدُهُما:

أی ما بَلَغَ (7)مِن القُرْآنِ وَ السُّنَنِ ،أو المَعْنَی:مِنْ ذَوِی البَلاغِ ،أی :الَّذِینَ بَلَّغُونا ،أیْ :مِنْ ذَوِی التَّبْلِیغِ و قد أَقامَ الاسْمَ مُقامَ المَصْدَرِ الحَقِیقِیِّ ،کما تَقُول:أَعْطَیْتُ (8)عَطاءً، کذا فی التهْذِیبِ وَ العُبَاب، و یُرْوَی بالکَسْرِ، قال الهَرَوِیُّ :

أی:مِنْ المُبَالِغِینَ فی التَّبْلِیغِ ،مِنْ بالَغَ یُبَالِغُ مُبَالَغَهً وَ بِلاغًا ، بالکَسْرِ:إذا اجْتَهَدَ فی الأمْر و لَم یُقَصِّرْ، وَ المَعْنَی:کُلُّ جَماعَهٍ أَوْ نَفْسٍ تُبَلِّغُ عَنّا وَ تُذِیعُ ما نَقُولَهُ ، فلْتُبَلِّغْ ولْتَحْکِ .قلتُ :و قدْ ذُکِرَ هذا الحَدِیثُ فی «ر ف ع»و یُرْوَی أَیْضاً:«مِنَ البُلاّغ »مِثَال الحُدّاثِ ، بمَعْنَی المُحَدِّثِینَ ،و قد أَسْبَقْنَا الإِشَارَهَ إِلَیْهِ ،و کانَ عَلَی المُصَنِّفِ أَنْ یُوردَهُ هُنَا؛لتَکْمُلَ لَه الإِحَاطَهُ .

ص:8


1- (1) سوره الطلاق الآیه 3. [1]
2- (2) انظر المفردات« [2]بلغ».
3- (3) سوره النساء الآیه 63. [3]
4- (4) سوره الأنبیاء الآیه 106. [4]
5- (5) سوره إبراهیم الآیه 52. [5]
6- (6) سوره النحل الآیه 35. [6]
7- (7) ضبطت فی النهایه« [7]بلّغ»بتشدید اللام،و اللسان [8]کالأصل.
8- (8) فی النهایه وَ [9]اللسان: [10]أعطیته.

و البالِغَاءُ :الأَکَارِعُ بلُغَهِ أَهْلِ المَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ ،قال أَبو عُبَیْدٍ: مُعَرَّبُ بایْهَا، أی:أنَّ الکَلِمَهَ فارِسِیَّهٌ عُرِّبَتْ ،فإِنّ بایْ بالفَتْحِ وَ إِسْکَانِ الیاءِ:الرِّجْلُ ،و هَا:علامَهُ الجَمْعِ عِنْدَهُمْ ،و مَعْنَاهُ :الأَرْجُلُ ،ثم أُطْلِقَ عَلَی أَکارِعِ الشّاهِ وَ نَحْوِهَا،و یُسَمُّونَهَا أَیْضاً:باجْهَا،و هذا هُوَ المَشهُورُ عِنْدَهُم،و هذا التَّعْرِیبُ غَرِیبٌ ،فَتَأَمَّلْ .

و البَلاغاتُ : مِثْلُ الوِشایات.

و البُلْغَهُ ،بالضَّمِّ : الکِفَایَهُ و ما یُتَبَلَّغُ بهِ مِنَ العَیْشِ ، زادَ الأَزْهَرِی:و لا فَضْلَ فِیه،تَقُولُ :فی هذَا بَلاغٌ ،و بُلْغَهٌ ، أی:کِفَایَهٌ .

و البِلَغِینَ بکَسْرِ أَوَّلهِ وَ فَتْح ثانِیَه وَ کَسْرِ الغَیْن

1- فی قَوْلِ عائِشَهَ رَضِیَ اللَّهُ تَعالَی عَنْهَا لِعَلیٍّ رَضِیَ اللَّهُ تَعالَی عَنْهُ حِینَ ظفِرَ بِهَا«[قد] (1)بَلَغْتَ مِنّا البِلَغِینَ . هکَذا رُوِیَ ، و یُضَمُّ أَوَّلُه أی:مَع فَتْحِ الّلام،و مَعْنَاهُ : الدّاهِیَهُ و هُوَ مَثَلٌ أَرادَتْ :

بَلَغْتَ مِنّا کُلَّ مَبْلَغٍ و قِیلَ :مَعْنَاهُ أنَّ الحَرْبَ قَدْ جَهِدَتْها، وَ بَلَغَتْ مِنْهَا کُلَّ مَبْلَغٍ ،و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:هُوَ مِثْل قَوْلِهِمْ :

لَقِیتَ مِنّا (2)البِرَحِینَ وَ الأَقْوَرِینَ ،و کُلُّ هذَا مِنَ الدَّوَاهِی،قال ابنُ الأَثِیرِ:و الأَصْلُ فِیهِ کأَنَّهُ قِیلَ :خَطْبٌ بِلْغٌ ،أی: بَلِیغٌ ، وَ أَمْرٌ بِرَحٌ ،أی:مُبَرِّحٌ ،ثُمَّ جُمِعَا عَلَی السَّلامَهِ إِیذانًا بأَنَّ الخُطُوبَ فی شِدَّهِ نکایَتِهَا بمَنْزِلَهِ العُقلاءِ الّذِینَ لَهُمْ قَصْدٌ وَ تَعَمُّدٌ، و قَدْ نُقِلَ فی إِعْرَابِهَا طَرِیقانِ ،أَحَدُهُما: أَنْ یُجْرَی إعْرَابُه عَلَی النُّونِ ،و الیاءُ یُقَرُّ بحالِهِ ،أَوْ تُفْتَح النُّونُ أَبَدًا، و یُعْرَب ما قَبْلَه، فیُقَالُ :هذِه البِلَغُونَ ،و لَقِیتُ البِلَغِینَ ، وَ أَعُوذُ باللَّهِ مِنَ البِلَغِینَ ،کما فی العُبَابِ .

و بَلَّغَ الفارِسُ تَبْلِیغاً :مَدَّ یَدَهُ بِعِنانِ فَرَسِه؛لیَزِیدَ فی جَرْیِه، و فی الأساس:فی عَدْوِهِ .

و تَبَلَّغَ بِکَذا:اکْتَفَی بهِ ، و وَصَلَ مُرَادَه،قال:

تَبَلَّغْ بأَخْلاقِ الثِّیَابِ جَدِیدَها

وَ بالقَضْمِ حَتَّی یُدْرَکَ الخَضْمُ بالقَضْمِ

وَ یُقَالُ :هذا تَبَلُّغٌ ،أی: بُلْغَهٌ .

و تَبَلَّغَ المَنْزِلَ : إذا تَکَلَّفَ إِلَیْهِ البُلُوغَ حَتّی بَلَغَ ، وَ مِنْهُ قَوْلُ قَیْسِ بنِ ذَرِیحٍ :

شَقَقْتِ القَلْبَ ثُمَّ ذَرَرْتِ فِیهِ

هَوَاکِ فَلِیمَ فالْتَأَمَ الفُطُورُ

تَبَلَّغَ حَیْثُ لَم یَبْلُغْ شَرابٌ

وَ لا حُزْنٌ وَ لَمْ یَبْلُغْ سُرُورُ

أی:تَکَلَّفَ البُلُوغَ حَتَّی بَلَغَ .

و تَبَلَّغَتْ بِهِ العِلَّهُ ، أی: اشْتَدَّتْ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ الزَّمَخْشَرِیُّ ،و الصّاغَانِیُّ .

و بالَغَ فی أَمْرِی مُبَالَغَهً ،و بِلاغًا :اجْتَهَدَ و لَم یُقَصِّرْ، وَ هذا قَدْ تَقَدَّمَ بِعَیْنِه،فهُوَ تَکْرارٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

البَلاغُ :الوُصُولُ إِلَی الشَّیْ ءِ.

وَ بَلَغَ فُلانٌ مَبْلَغَتَه ،کمَبْلَغِه.

وَ بَلَغَ النَّبْتُ :انْتَهَی.

وَ تَبَالَغَ الدِّباغُ فی الجِلْدِ:انْتَهَی فِیهِ ،عن أَبِی حَنِیفَهَ .

وَ بَلَغَتِ النَّخْلَهُ وَ غَیْرُهَا مِنَ الشَّجَرِ:حانَ إِدْرَاکُ ثَمَرِهَا، عَنْهُ أَیْضا.

وَ فی التَّنْزِیلِ : بَلَغَنِیَ الْکِبَرُ وَ امْرَأَتِی عاقِرٌ (3)و فی مَوْضِعٍ : وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْکِبَرِ عِتِیًّا (4)،قال الرّاغِبُ :

وَ ذلِکَ مِثلُ :أَدْرَکَنِی الجَهْدُ،و أَدْرَکْتُ [الجََهْدَ] (5)،و لا یَصِحُّ بَلَغَنِی المَکَانُ ،و أَدْرَکَنِی.

وَ المَبَالِغُ :جَمْعُ المَبْلَغِ ،یُقَال: بَلَغَ فی العِلْمِ المَبَالِغَ .

وَ المَبْلَغُ ،کمَقْعَدٍ:النَّقْدُ مِنَ الدَّرَاهِمِ وَ الدَّنانِیرِ،مُوَلَّدَهٌ .

وَ بَلَغَ اللَّهُ بِه،فهو مَبْلُوغٌ بِه.

وَ أَبْلَغْتُ إِلَیْهِ :فَعَلْتُ بهِ ما بَلَغَ بهِ الأَذَی وَ المَکْرُوهَ البَلِیغَ .

وَ تَبَالَغَ فیهِ الهَمُّ وَ المَرَضُ :تَنَاهَی.

وَ تَبَالَغَ فی کَلامِه:تَعَاطَی البَلاغَهَ ،-أی:الفَصَاحَهَ - وَ لَیْسَ مِنْ أَهْلِها،یُقَال:ما هُوَ بِبَلِیغٍ و لکِن یَتَبَالَغُ .

وَ قوله تَعَالَی: أَمْ لَکُمْ أَیْمانٌ عَلَیْنا بالِغَهٌ (6)قال ثَعْلَبٌ :

ص:9


1- (1) زیاده عن التهذیب وَ اللسان وَ النهایه.
2- (2) فی النهایه: [1]لقیت منه.
3- (3) سوره آل عمران الآیه 40. [2]
4- (4) سوره مریم الآیه 8. [3]
5- (5) زیاده عن المفردات.
6- (6) سوره القلم الآیه 39. [4]

مَعْنَاهُ مُوجَبَهٌ أَبَدًا،قَدْ حَلَفْنَا لَکُمْ أَنْ نَفیَ بِهَا،و قالَ مَرَّهً :

أی قَد انْتَهَتْ إلی غایتِها،و قِیلَ :یَمِینٌ بالِغَهٌ ،أی:مُؤکَّدَهٌ .

و المُبَالَغَهُ :أَنْ تَبْلُغَ فی الأَمْرِ جَهْدَکَ .

وَ البِلَغْنُ ،بکَسْرٍ ففَتْحٍ : البَلاغَهُ ،عن السِّیرافیِّ ،و مَثّلَ بهِ سِیبَوَیْهٌ .

وَ البِلَغْنُ أَیْضاً:النَّمّامُ ،عن کُراع.و قِیلَ :هُوَ الَّذِی یُبَلِّغُ للنّاسِ بَعْضِهِمْ حَدِیثَ بَعْضٍ .

وَ بَلَغَ بهِ البِلَغِینَ ،بکَسْره الباءِ و فَتْحِ الّلامِ ،و تَخْفِیفِها، عن ابْنِ الأَعْرابِیِّ :إذا اسْتَقْصَی فی شَتْمِه وَ أَذاهُ .

وَ البُلاّغُ ،کرُمّانٍ :الحُدّاثُ .

وَ فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ ،لابْنِ الأَعْرَابِیِّ : بَلَّغَ الشَّیْبُ فی رَأْسِه تَبْلِیغاً :ظَهَرَ أَوَّلَ ما یَظْهَرُ،و کَذلِکَ بَلَّعَ بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،و زَعَمَ البَصْرِیُّونَ أنَّ الغَیْنَ المُعْجَمَهَ تَصْحِیفٌ منَ ابْنِ الأَعْرابیِّ ،و نَقَلَ أَبُو بَکْرٍ[الصولی] (1)-عَنْ ثَعْلَبٍ : بَلَّغَ ، بالغَیْنِ مُعْجَمَهً ،سَماعاً،و هُوَ حاضِرٌ فی مَجْلِسِه.

وَ التَّبْلِغَهُ :سَیْرٌ یُدْرَجُ عَلَی السِّیَهِ حَیْثُ انْتَهَی طَرَفُ الوَتَرِ ثَلاثَ مِرارٍ،أَوْ أَرْبَعاً؛لِکَیْ یَثْبُتَ الوَتَرُ،حَکَاهُ أَبُو حَنِیفَهَ ، وَ جَعَلَه اسْماً؛کالتَّوْدِیَهِ ،و التَّنْهِیَهِ .

وَ البُلْغَهُ ،بالضَّمِّ :مَداسُ الرجلِ ،مِصْرِیَّهٌ مُوَلَّدَهٌ .

وَ حَمْقَاءُ بِلْغَهٌ ،بالکَسْرِ:تأْنِیثُ قَوْلِهِمْ :أَحْمَقُ بِلْغٌ .

وَ أَبُوا البَلاغِ جِبْرِیلُ ،کسَحابٍ :مُحَدِّثٌ ،ذَکَرَهُ ابنُ نُقْطَهَ .

بوغ

البَوْغاءُ : التُّرابُ عامَّهً ،و قِیلَ :الهابِی فی الهواءِ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و قِیلَ :النّاعِمُ الَّذِی یَطِیرُ مِنْ دِقَّتِه (2)إذا مُسَّ .

وَ قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:هی التُّرْبَهُ الرِّخْوَهُ الَّتِی کأَنَّهَا ذَرِیرَهٌ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و مِنْهُ حَدِیثُ سَطِیحٍ :

تَلُفُّهُ فی الرِّیحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ

قال ابنُ الأَثِیرِ:و هذا اللَّفْظُ کأَنَّهُ مِنَ المَقْلُوبِ ،تَقْدِیرُه:

«تَلُفُّهُ الرِّیحُ فی بَوْغَاءِ الدِّمَن»و یَشْهَدُ لَهُ الرِّوَایَه الأُخْرَی:

تَلُفُّه الرِّیحُ بِبَوْغاءِ الدِّمَنْ

وَ مِنْهُ

16- الحَدِیثُ فی أَرْضِ المَدِینَهِ : «إِنّمَا هِیَ سِبَاخٌ وَ بَوْغَاءُ ». و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لِذِی الرُّمَّهِ :

تَشُحُّ بِهَا بَوْغاءَ قُفٍّ وَ تارَهً

تَسُنُّ عَلَیْهَا تُرْبَ آمِلَهٍ عُفْرِ

وَ قالَ آخَرُ:

لَعَمْرُکَ لَوْلا هاشِمٌ (3)ما تَعَفَّرَتْ

بِبَغْدانَ فی بَوْغَائِهَا القَدَمانِ

و قال اللَّیْثُ : البَوْغَاءُ : طاشَهُ النّاسِ وَ حَمْقاهُمْ وَ سَفِلَتُهُمْ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: البَوْغاءُ بَیْنَ القَوْم: الاخْتِلاطُ .

قال: و البَوْغَاءُ مِنَ الطِّیبِ :رائِحَتُه.

و بُوغُ ،کهُودٍ:ه،بتِرْمِذَ، و مِنْهَا الإمامُ أَبُو عِیسَی التِّرْمِذِیُّ صاحِبُ السُّنَنِ ،و غَیْرُه.

و باغُ :ه،بمَرْوَ، مَعْناهُ :البُسْتَانُ ،فارِسِیَّهٌ ،بَیْنَهَا وَ بَیْنَ مَرْوَ فَرْسَخَانِ مِنْهَا إِسْمَاعِیلُ الباغِیُّ یَرْوِی عَن الفَضْلِ بنِ مُوسَی،و غَیْرِه،نَقَلَهُ یاقُوت.

و باغَهُ :د،بالمَغْرِبِ بالأَنْدَلُسِ ،مِنْ کُورَهِ إلْبِیرَهَ ،بَیْنَ المَغْرِبِ (4)و القِبْلَهِ مِنْهَا،و بَیْنَها وَ بَیْنَ قُرْطُبَهَ خَمْسُونَ مِیلاً، مِنْهَا:عَبدُ الرَّحْمنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِی المُطَرّفِ عبدِ الرَّحْمن،قاضِی الجَمَاعَهِ بقُرْطُبَهَ ،قال ابنُ بَشْکُوال:

أَصْلُه مِنْ باغَهَ ،اسْتقْضاهُ الخَلِیفَهُ هِشامُ بنُ الحَکَمِ فی دَوْلَتِه الثّانِیَهِ سنه 402،و کانَ مِنْ أَفاضِلِ الرِّجالِ .

و قال الفَرّاءُ:یُقَالُ : إِنّکَ لَعالِمٌ وَ لا تُبَاغُ بالرَّفْعِ ،و قد سَقَطَتِ الواوُ مِنْ بَعْضِ النُّسَخِ ،و الصّوابُ إِثْباتُهَا، و لا تُباغَانِ ،و لا تُباغُونَ ،أی:لا یُقْرَنُ بِکَ ما یَغْلِبُکَ هُنَا ذَکَرَهُ الصّاغَانِیُّ ،و أَوْرَدَهُ بعضُهم فی المُعْتَلِّ ،و تَبِعَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ، وَ قالَ :مَعْنَاهُ أی:لا تُصِیبُکَ عَیْنٌ تُبَاغِیکَ بسُوءٍ،قال:

وَ یُقَالُ :إِنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ تَبَیَّغَ الدَّمُ ،أی لا تَبَیَّغُ بکَ عَیْنٌ فتُؤْذِیکَ ،و ذَکَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ فی«ب ی غ».

ص:10


1- (1) زیاده عن اللسان للإیضاح.
2- (2) عن اللسان وَ [1]بالأصل:من وقته.
3- (3) فی اللسان: [2]لو لا أربعٌ .
4- (4) عن معجم البلدان« [3]باغه»و بالأصل«الغرب».

قلتُ فی-المعجم (1):-یُقَالُ : أَباغَ (2)فُلانٌ عَلَی فُلانٍ :

إذا بَغَی،و فُلانٌ ما یُباغُ علیهِ ،و یُقَالُ :إِنَّهُ لکَرِیمٌ وَ لا یُباغُ ، وَ أَنْشَدُوا:

إِمّا تُکَرَّمْ إِنْ أَصَبْتَ کَرِیمَهً

فلَقَدْ أَراکَ -و لا تُباغُ -لَئِیمَا (3)

و تَبَوَّغَ الدَّمُ بهِ :هاجَ فَقَتَلَهذ،کَتَبَیَّغَ .

و تَبَوَّغَ فُلانٌ بِصاحِبهِ : غَلَبَ و نَصُّ الصِّحاحِ :و حَکَی ابنُ السِّکِّیتِ ،عَنِ الفَرّاءِ: تَبَوَّغَ الرَّجُلُ بصاحِبِه فغَلَبَهُ ، وَ تَبَوَّغَ الدَّمُ بصاحِبِه فقَتَلَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

البَوْغُ :الّذِی یَکُونُ فی أَجْوَافِ الفِقَعَهِ .

وَ حَکَی بَعْضُ الأَعْرَابِ :مَنْ هذا المُبَوَّغُ عَلَیْهِ ؟و مَنْ هذا المُبَیَّغُ عَلَیْه ؟مَعْنَاهُ :لا یُحْسَدُ.

وَ تَبَوَّغَ الشَّرُّ،و تَبَوَّقَ :إذَا اتَّسَعَ .

وَ باغُون ،بضَمِّ الغَیْنِ :بَلْدَهٌ مِنْ أَعْمَالِ بُوشَنْجَ ،من نَوَاحِی هَرَاهَ ،جاءَ ذِکْرُها فی الفُتُوحِ ،فَتَحَها المُسْلِمُونَ فی سَنَهِ 31 عَنْوَهً .

بهغ

البُهُوغُ ،بالضَّمِّ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِی،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو النَّوْمُ ، کالهُبُوغِ یُقَال:هابِغٌ باهِغٌ ، کُرِّرَ للمُبَالَغَهِ .

بیغ

البَیْغُ :ثَوَرَانُ الدَّمِ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ،و خَصَّهُ بَعْضُهُم فی الشَّفَهِ .

و باغَ یَبِیغُ :هَلَکَ ، عن ابنِ عَبّادٍ،و فی اللِّسَان:تاغَ ، بالمُثَنّاهِ الفَوْقِیَّهِ ،کما سَیَأْتِی.

و البَیّاغُ کَشَدّادٍ ابنُ قَیْسِ بنِ عَبْدِ المَلِکِ بنِ مَخْزُومٍ التَّغْلِبِیُّ : فارِسٌ ، أَدْرَکَ زَمَنَ عَلِیِّ بنِ أَبِی طالِبٍ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،ذَکَرَهُ الأمِیرُ فی الإکْمَالِ . و بَیَّغْتُ بهِ .انْقَطَعْتُ بهِ ،و بُیِّغَ [به] (4)مَجْهُولاً.

و تَبَیَّغَ عَلَیْهِ الأَمْرُ:اخْتَلَطَ ، عَنِ ابنِ عَبّادٍ.

و تَبَیَّغَ بهِ الدَّمُ :هاجَ بِهِ و غَلَبَ ، و ذلِکَ حِینَ تَظْهَرُ حُمْرَتُه فی البَدَنِ ،و قالَ شَمِرٌ: تَبَیَّغَ بهِ الدَّمُ :أَنْ یَغْلِبَهُ حَتّی یَقْهَرَهُ :و قالَ بَعْضُ العَرَبِ : تَبَیَّغَ بهِ الدَّمُ ،أی:تَرَدَّدَ فِیه الدَّمُ ،و قِیلَ :هُو تَوَقُّدُ الدَّمِ حَتَّی یَظْهَرَ فی العُرُوقِ ،و قِیلَ :

هُوَ مَقْلُوبٌ مِنَ البَغْیِ ،أی:تَبَغَّی،مِثْل:جَبُذَ وَ جَذَبَ ،و ما أَطْیَبَهُ وَ ما أَیْطَبَهُ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : تَبَیَّغَ وَ تَبَوَّغَ بالواوِ وَ الیاءِ،و أَصْلُهُ مِنَ البَوْغَاءِ،و هُوَ التُّرابُ إِذَا ثارَ،و

16- فی الحَدِیثِ : «عَلَیْکُمْ بالحِجَامَهِ ،لا یَتَبَیَّغْ بأَحَدِکُمُ الدَّمُ فیَقْتُلَهُ ».

و قال ابنُ عَبّادٍ: تَبَیَّغَ اللَّبَنُ : إِذَا کَثُرَ.

و بِیغُو ،بالکَسْرِ و ضَمِّ الغَیْنِ : ه،بالمَغْرِبِ بَیْن غَرْناطَهَ وَ قُرْطُبهَ (5)، مِنْهَا شَیْخُ القاضِی عِیَاضٍ ،سُلَیْمَانُ ،و الضِّیاءُ عَلِیُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ یُوسُفَ الخَزْرَجِیُّ الغَرْناطِیُّ الشّاعِرُ، الزّاهِدُ، المُعَمَّرُ،أَدْرَکَهُ البِرْزالِیُّ ،وُلِدَ ببِیغُو البِیغیّانِ نَقَلَه الحافِظُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

تَبَیَّغَ بهِ النَّوْمُ :إِذَا غَلَبَهُ ،قالَهُ أَبُو زَیْدٍ،و کذا تَبَیَّغَ بهِ المَرَضُ :إذا غَلَبَهُ .

وَ تَبَیَّغَ الماءُ،إذا تَرَدَّدَ،فتَحَیَّرَ فی مَجْرَاهُ مَرَّهً کَذا وَ مَرَّهً کذا.

وَ قالع شَمِرٌ:أَقْرَأَنِی ابْنُ الأَعْرَابِیِّ قَوْلَ رُؤْبَهَ :

فاعْلَم،و لَیْسَ الرَّأْیُ بالتَّبَیُّغِ

بأَنَّ أَقْوَالَ العَنِیفِ المِنْشَغِ

خَلْطٌ کخَلْطِ الکَذِبِ المُمَغْمَغِ

وَ فَسَّرَ التَّبَیُّغَ مِنْ کُلِّ وَجْهٍ کَتَبَیُّغِ الدّاءِ إذا أَخَذَ فی جَسَدِه کُلِّهِ وَ اشْتَدَّ،و قَوْلُه-أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ -:

وَ تَعْلَمْ نَزِیغاتُ الهَوَی أنَّ وُدَّهَا

تَبَیَّغَ مِنِّی کُلَّ عَظْمٍ وَ مَفْصِلِ

ص:11


1- (1) کذا بالأصل،یعنی فی معجم البلدان،و [1]فی المطبوعه الکویتیه صححها فی«المعتل»و العباره التالیه وردت فی معجم البلدان« [2]أباغ»و المثبت هو الصواب لا ما ذهب إلیه محقق المطبوعه الکویتیه.
2- (2) فی یاقوت:باغ.
3- (3) معجم البلدان« [3]أباغ».
4- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
5- (4) فی معجم البلدان:بلده بالأندلس من أعمال جَیَّان.

لَم یُفَسِّرْهُ ،و هُوَ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُون فی مَعْنَی رَکِبَ ، فَیَنْتَصِبَ انْتِصَابَ المَفْعُولِ ،و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ فی مَعْنَی هاجَ وَ ثارَ،فیَکُونَ التَّقْدِیرُ عَلَی هذا:«ثَارَ مِنِّیَ عَلَی کُلِّ عَظْمٍ وَ مَفْصِلٍ »فحذَفَ «عَلَی»و عدَّی الفِعْلَ بَعْدَ حَذْفِ الحَرْفِ .

وَ حَکَی بَعْضُ الأَعْرَابِ :مَنْ هذا المُبَیَّغُ علیهِ ؟مَعْنَاه:لا یُحْسَدُ.

وَ بِیغُو بالکَسْرِ:عِدَّهُ قُرًی بالأَنْدَلُسِ غیر الَّتِی ذَکَرَها المُصَنِّفُ ،مِنْهَا: بِیغُو أَبِی الهَیْثَمِ ،و بِیغُو الحَجَر،و بِیغو أَفتِیشَه،و مِنْ إِحْداها أَبُو مُحَمَّد یَعِیشُ (1)بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِیدٍ الأَنْصَارِیُّ البِیغِیُّ ،کَتَبَ عَنْهُ السِّلَفیّ .

فصل التاءِ مع الغین

اشاره

*مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

تثغ

التَّثْغُ [ التَّسْغ ]،بالفَتْحِ ،أَهْمَلَه المُصَنِّفُ کالجَوْهَرِیِّ وَ الصَّاغَانِیِّ ،و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ:هُوَ لَطْخُ سَحَابٍ رَقِیقٍ ،و لَیْسَ بثَبْتٍ ،کذا فی اللِّسَانِ .

تغغ

تَغْتَغَ کَلامَهُ تَغْتَغَهً : رَدَّدَهُ وَ لَم یُبَیِّنْهُ ، نَقَلَهُ ابْنُ دُرَیْد.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یُقَالُ : أَقبَلُوا تِغ تِغ بکَسْرِ التاءِ وَ یُثَلَّثُ الغَیْنُ ، قال:و کَذا قِه قِه، أیْ :مُقَرْقِرِینَ بالضَّحِک، و قالَ الفَرّاءُ:یَقُولُونَ :سَمِعْت تِغٍ تِغٍ ،یُرِیدُونَ صَوْتَ الضِّحِکِ ،قال اللَّیْثُ :و فی بَعْضِ رِوَایاتِ العُقَیْلِیّ :

فأَقْبَلُوا تِغٍ تِغٍ ،یَحْکِی الصَّوْتَ المَسْمُوعَ مِنَ الضّاحِکِ .

و قال اللَّیْثُ أَیْضاً: التَّغْتَغَهُ :حِکَایَهُ صَوْتِ الحَلْیِ ، وَ مِنْهُ أَخَذَ الجَوْهَرِیُّ ،فقَالَ َ:سَمِعْتُ لِهذَا الحَلْیِ تَغْتَغَهً :

إذا أَصابَ بَعْضُه بَعْضاً فسَمِعْتَ صَوْتَه،و قالَ الأَزْهَرِیُّ بَعْدَ حِکَایَهُ قَوْلِ الَّلْیثِ ما نَصُّه: و قَوْلُ اللَّیْثِ :إنَّ التَّغْتَغَهَ :

حِکَایَهُ صَوْتِ الحَلْیِ تَصْحِیفٌ ،إِنَّمَا هُوَ حِکَایَهُ صَوْتِ الضَّحِکِ . و قال ابنُ دُرَیْدٍ: التَّغْتَغَهُ : رُتَّهٌ وَ ثِقَلٌ فی اللِّسَانِ ، وَ قَدْ تَغْتَغَ کلامَهُ .

و المُتَغْتِغُ -للفاعِلِ -:مُتَکَلِّمٌ لَم یَکَدْ یُسْمَعُ کَلامُه، وَ لَم یُفْهَمْ لسُقُوطِ أَسْنَانِه،و قَدْ تَغْتَغَ الشَّیْخُ ،قال رُؤْبَهُ :

لِلأَرْضِ مِنْ جِنِّیِّهِ المُتَغْتِغِ

وَجْسٌ کتَحْدِیثِ الهَلُوکِ الهَیْتَغِ

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

التَّغْتَغَهُ :إِخْفَاءُ الضَّحِکِ ،عن أَبِی زَیْدٍ.

وَ قَالَ الفَرّآءُ:اتَّغُوْا (2)بالضَّحِک،و أَوْتَغُوا:إذا قَرْقَرُوا بهِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

توغ

تاغَ یَتُوغُ تَوْغًا:هَلَکَ .

وَ أَتَاغَهُ اللَّهُ :أَهْلَکَهُ ،و کأَنَّهُ مَقْلُوبٌ مِنْ وَ تَغَ ،و قد ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ فی«بوغ»تَقْلِیدًا لصاحِبِ المُحِیطِ وَ الصّاغَانِیِّ .

تنغ

تَنْغَهُ بالفَتْحِ وَ سُکُونِ النّون:قَرْیَهٌ بحَضْرَمَوْتَ ، وَ کذا فی المُعْجَمِ (3)،و ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ فی«ت ن ع»و هذا مَوْضِعُ ذکره،و قِیلَ :بضَمِّ التَّاءِ،و قِیلَ :بالفَاءِ،و هو تَصْحِیفٌ .

وَ وُجِدَ بخَطِّ الفَضْلِ : تُنْغَهُ :مَنْهَلٌ فی بَطْنِ وادِی حائِلِ ،لبَنِی عَدِیِّ بنِ أَخْزَم،و قد نَزَلهُ حاتِمٌ .

فصل الثاءِ المثلثه مع الغین

ثدغ

ثَدَغَ رَأْسَهُ ،کمَنَعَ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ (4)،و قال شَمِرٌ:أی شَدَخَهُ ، وَ کذلِکَ هَمَغَهُ ،و ثَمَغَهُ فانْثَدَغَ ، وَ انْهَمَغَ ،و انْثَمَغَ ،و یُقَالُ :انْهَمَغَتْ الرُّطَبَهُ ، وَ انْثَدَغَتْ ،و انْثَمَغَتْ :إذا انْفَضَخَتْ .قُلْتُ :و هُوَ لُغَهٌ فی فَدَغَه بالفَاءِ،مِثْل:جَدَثٍ و جَدَفٍ .

ص:12


1- (1) عن معجم البلدان«بیغو»و بالأصل«نفیس»و نسبه إلی بیغو البلده التی بالأندلس من أعمال جیّان.
2- (2) عن اللسان وَ بالأصل«ابتغوا».
3- (3) الذی فی معجم البلدان:تنعه بالکسر ثم السکون وَ العین المهمله. وَ فی کتاب نصر بالغین المعجمه.
4- (4) أهمله صاحب اللسان هنا وَ ذکره فی ماده«فدغ».

ثرغ

ثُرُوغُ الدِّلاءِ، بالضَّمِّ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قَالَ ابنُ السَّکِّیتِ :هِیَ : ما بَیْنَ العَرَاقِی مِثْلُ فُرُوغِهَا،و الثّاءُ بَدَلٌ مِنَ الفاءِ،قال ابْنُ سِیدَه:و لا یُعْجِبُنِی ذلِکَ ؛لأَنَّهُمْ لا یَکادُونَ یَتَّسِعُونَ فی المُبْدَلِ بجَمْعٍ وَ لا غَیْرِه الوَاحِدُ ثَرْغٌ ، وَ فَرْغٌ ،کِلاهُمَا بالفَتْحِ .

وَ قال ابْنُ السِّکِّیتِ أَیْضاً: الثَّرْغُ :مَصَبُّ الماءِ فی الدَّلْوِ، کالفَرْغِ .

و ثَرغَ زَیْدٌ،کفَرِحَ :اتَّسَعَ مَصَبُّ دَلْوِه کَمَا فی العُبَابِ وَ اللسانِ .

ثغغ

ثَغْثَغَ کَلامَهُ ثَغْثَغَهً : خَلَّطَ فِیهِ و لَم یُبَیِّنْهُ ،و کَذلِکَ تَغْتَغَ بالتاءِ،کما تَقَدَّمَ ،قال ابنُ عَبّادٍ: و هُوَ ثَغْثَغٌ وَ ثَغْثَاغُ الکلامِ ، أیْ :مُخَلِّطُه.

و قال اللَّیْثُ : الثَّغْثَغَهُ :عَضُّ الصَّبِیِّ قَبْلَ أَنْ یَشْقَأَ (1)نابُه و یَثَّغِرَ قال رُؤْبَهُ :

و عَضَّ عَضَّ الأدْرَدِ المُثَغْثِغِ

بَعْدَ أَفانِینِ الشَّبَابِ البُرْزُغِ

و الثَّغْثَغَهُ : الکَلامُ لا نِظَامَ لَهُ قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و أَنْشَدَ:

و لا بِقِیلِ (2)الکَذِبِ المُثَغْثَغِ

و قال ابْنُ عَبّادٍ: الثَّغْثَغَهُ : التَّفْتِیشُ .

و قال الجَوْهَرِیُّ : الثَّغْثَغَهُ :فِعْلُ المُتَکَلِّمِ [المُضْطَرِب] (3)المُحَرِّکِ أَسْنَانَهُ فی فَمِه و المُضْطَرِبِ اضْطِراباً شَدِیداً،فَلَم یُبَیِّنْ کَلامَهُ ،و مِنْه قَوْلُ رُؤْبَهَ السّابِقُ ذِکْرُه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

المُثَغْثِغُ :الَّذِی یُبَلُّ بِرِیقِه،و لا یُؤَثِّرُ فِیمَا یَعَضُّ ؛لأَنَّهُ لا أَسْنَانَ لَهُ ،قالَهُ اللَّیْثُ .

ثلغ

ثَلَغَ رأْسَهُ ،کمَنَعَ :شَدَخَهُ و هَشَمَهُ ،قالَهُ اللَّیْثُ ، وَ قِیلَ : الثَّلْغُ فی الرُّطَبِ خاصَّهً ،و

16- فی الحَدِیثِ : «فقُلْتُ :یا رَبِّ إِنْ آتِهِمْ یَثْلَغُوا رَأْسِی،کَما تُثْلَغُ الخُبْزَهُ ». فانُثْلَغَ أی:

انْشَدَخَ ،و قالَ رُؤبَهُ :

و العَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُزَغْزَغِ

کالفِقْعِ إِنْ یُهْمَزْ بوَط ءٍ یُثْلَغِ

وَ قِیلَ : الثَّلْغُ :ضَرْبُکَ الشَّیْ ءَ الرَّطْبَ بالشَّیْ ءِ الیابِسِ ، حَتَّی یَنْشَدِخَ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الأَثْلَغِیُّ :الذَّکَرُ، کالأَذْلَغِیِّ ،کما سَیَأْتِی.

و المُثَلَّغُ کمُعَظَّم:ما سَقَطَ مِنَ النَّخْلَهِ رُطَباً فانْشَدَخَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ أَو هُوَ الَّذِی أَسْقَطَهُ المَطَرُ و دَقَّهُ یُقَالُ :

تَنَاثَرَتِ الثِّمَارُ فثُلِّغَتْ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: انْثَلَغَ النَّخْلُ :أَرْطَبَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیْهِ :

ثَلَغَهُ بالعَصَا:ضَرَبَهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ یُقَالُ : المُثَلَّغَهُ ،کمُعَظَّمَهِ :المُعَرَّقَهُ ،و هی المَعْوَهُ .

ثمغ

ثَمَغَ یَثْمَغُ ثَمْغًا : خَلَطَ البَیَاضَ بالسَّوَادِ، عَنِ اللَّیْثِ .

قال: و ثَمَغَ رَأْسَه بالحِنّاءِ و الخَلُوقِ : غَمَسَهُ وَ أَکْثَرَ، وَ کَذا ثَمَغَ لِحْیَتَهُ فی الخِضابِ :إذا غَمَسَهَا،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ -للعُلَیْکِم یَذْکُرُ امْرَأَتَهُ ،و قَدْ رَأَتْ شَیْباً برَأْسِه-:

و لِحْیَهً تُثْمَغُ فی خَلُوقِهَا

کأَنَّمَا غَذَّی عَلَی فُرُوقِهَا

صارَ یَمُجُّ الدَّمَ مِنْ عُرُوقِهَا

و فی المُحِیط وَ الصِّحاحِ :یُقَالُ : ثَمَغَ رَأْسَهُ بالدُّهْنِ أَو بِخَلُوقٍ : بَلَّهُ .

و قال أَبُو عَمْرٍو: ثَمَغَ الثَّوبَ یَثْمَغه ثَمْغاً : صَبَغَهُ مُشْبَعاً، قال ضَمْرَهُ بنُ ضَمْرَهَ :

تَرَکْتُ بَنِی الغُزَیِّلِ غَیْرَ فَخْرٍ

کأَنَّ لِحَاهُمُ ثُمِغَتْ بوَرْسِ » (4)

و لا یَکُونُ الثمْغُ إِلاّ مِنْ حُمْرَهٍ أَوْ صُفْرَهٍ .

ص:13


1- (1) عن اللسان وَ [1]بالأصل«یشق».
2- (2) بالأصل«و لا یقبل»و المثبت عن الجمهره 132/1 وَ [2]بهامشها:«و بهامش الأصل:و فی نسخه الکلم،و قد رویا جمیعا».
3- ((*)) ساقطه من المصریه وَ الکویتیه.
4- (3) الجمهره 46/2 وَ [3]التهذیب وَ فیه ثیابهم بدل لحاهم.

و ثَمْغٌ ،بالفَتْحِ و إِنَّما قَیَّدَهُ دَفْعاً لِمَنْ قالَهُ بالتَّحْرِیکِ (1):

مَالٌ بالمَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ ،هکَذَا هُوَ فی النِّهَایَهِ ، لعُمَرَ رَضِیَ اللَّهُ تَعَالَی عَنْهُ فَجَعَلَهُ صَدَقَهً حَبِیساً و وَقَفَه، وَ

17- قد جاءَ ذِکْرُه فی حَدِیثِ صَدَقَهِ عُمَرُ: «إنْ حَدَثَ بهِ حَدَثٌ إنَّ ثَمْغاً وَ صِرْمَهَ ابْنِ الأَکْوَعِ ،و کذا وَ کَذا جَعَلَهُ وَقْفاً». و نَقَلَ شَیْخُنا عَنْ شُرّاحِ البُخَارِیِّ وَ غَیْرِهِمْ أَنَّهُ کَانَ بخَیْبَرَ.

و نَقَلَ الفَرّاءُ عَنْ الکِسَائِیِّ ،قال: ثَمَغَهُ الجَبَلِ ، مُقْتَضَی سِیاقِه أَنْ یَکُونَ بالفَتْحِ ،و لَیْسَ کذلِکَ ،بل الصَّوابُ بالتَّحْرِیکِ ،کما ضَبَطَهُ الصّاغَانِیُّ ،و هُوَ أَعْلاهُ ، قال الفَرّاءُ:

هکَذا قالَهُ الکِسَائِیُّ ،و الَّذِی سَمِعْتُه أَنا«نَمَغَهُ »الجَبَلِ ، بالنُّونِ .

و قال ابْنُ عَبّادٍ: الثَّمِیغَهُ ، کَسَفِینَهٍ :ما رَقَّ مِنَ الطَّعَامِ وَ اخْتَلَطَ بالوَدَکِ .

قال: و الثَّمِیغَهُ : أَرْضٌ رَطْبَهٌ .

قال: و الثِمِیغَهُ : الشَّجَّهُ فی لَحْمِ الرَّأْسِ .

قال: و یُقَالُ : تَرَکَهُ مَثْمُوغًا ، أی: مُسْتَرْخِیاً.

و نَقَلَ ابْنُ بَرِّیّ : ثَمَّغَ رَأْسَه تَثْمِیغاً :غَلَّفَهُ بالحِنّاءِ،قال رُؤبهُ :

قَدْ عَجِبَتْ لَبّاسَهُ المُصَبَّغِ

أَنْ لاَحَ شَیْبُ الشَّمَطِ المُثَمَّغِ (2)

و انْثَمَغَتْ الرُّطَبَهُ :انْفَضَخَتْ ، وَ ذلِکَ حِینَ تَسْقُطُ مِنَ الشَّجَرِ.

و قال ابنُ عَبّادٍ:و انْثَمَغَتِ القُرُوحُ :ابْتَلَّتْ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الثَّمْغُ :[الکَسْرُ] (3)فی الرُّطَبِ خاصَّهً . ثَمَغَه یَثْمَغُهُ ثَمْغًا .

وَ ثَمَغَ رَأْسَهُ بالعَصَا ثَمْغاً :شَدَخَهُ ،مِثْلُ ثَلَغَهُ .

وَ ثَمَغَ البَیَاضُ بسَوَادٍ:اخْتَلَطَا یَتَعَدَّی وَ لا یَتَعَدَّی.

وَ ثَمَّغَ ثَوْبَهُ تَثْمِیغاً :أَشْبَعَهُ مِنَ الصبْغ،عن ابْنِ بَرِّی.و ثَمَّغَ الشَّیْ ءَ تَثْمِیغاً :کَسَرَه.

فصل الجیم مع الغین

اشاره

هذا الفَصْلُ مَکْتُوبٌ بالحُمْرَهِ ؛لأَنَّه مِنْ زیاداتِه عَلَی الجَوْهَرِیِّ ،و قد ذَکَرَ فیه حَرْفَیْنِ .

جلغ

جَلَغَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بالسَّیْفِ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ الخَارْزَنْجِیُّ فی تَکْمِلَهِ العَیْنِ :أی هَبَرَ.

قال: و نابٌ جَلْغاءُ :ذاهِبَهُ الفَمِ .

قال: و المُجَالَغَهُ :الضَّحِکُ بالأَسْنَانِ .

قال: و المُجَالَغَهُ : المُکَافَحَهُ بالسَّیْفِ مُوَاجَهَهً ،هکَذا نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ عَنْ الخَارْزَنْجِیِّ ،کَمَا أَوْرَدْتُه،و أَهْمَلَهُ فی التَّکْمِلَهِ ،و هذا الحَرْفُ أَشَدُّ شَبَهاً بِجَلَعَ ،بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ، إِنْ لَم یُصَحِّفْه الخَارْزَنْجِیُّ ،و لا أُومِنُ عَلَیْهِ ذلِکَ ،و قد سَبَقَت الإِشَارَهُ إلی مِثْلِ ذلِکَ فی تَرْجَمَتِهِ فی الجیم.

جوغ

جُوغانُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ وَ الصّاغَانِیُّ وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و هو: ع،مِنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الجُوغَانِیُّ المُحَدِّثُ الجُرْجَانِیُّ ،رَوَی عَنْ نُوح بنِ حَبِیبٍ القُومَسِیِّ .

قلتُ :و فی کَلامِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ مِنْ وَجْهَیْنِ ،الأَوّلُ :

إِطْلاقُه فی الضَّبْطِ ،و هُو یُوهِمُ أَنَّهُ بالفَتْحِ ،و لَیْسَ کَذلِکَ ، بَلْ هُوَ بالضَّمِّ (4)،کما ضَبَطَهُ الحافِظُ وَ غَیْرُه،و الثّانِی:فإِنَّ الصّوابَ فی نِسْبَتِهِ الجُوغانِیُّ (5)بالهَمْزِ مِنْ غَیْرِ نُونٍ ،کما ضَبَطَهُ أَئِمَّهُ النَّسَبِ ،و هو یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ مَنْسُوباً إلی مَوْضِعٍ أَوْ جَدٍّ،و بالنُّونِ تَصْحِیفٌ مِنَ المُصَنِّفِ .

فصل الدال مَع الغین

دبغ

دَبَغَ الإِهَابَ ،کنَصَرَ،و مَنَعَ ، کِلاهُمَا عَن الکِسَائِیِّ ، و ضَرَبَ ، و هذِه عَنِ اللِّحْیَانِیِّ ، دَبْغاً ،وَ دِباغًا ،

ص:14


1- (1) و نص یاقوت علی ضبطه بالفتح ثم السکون،ثم قال:و قیده بعض المغاربه بالتحریک.
2- (2) دیوانه 97 وَ فیه«الشعر»بدل«الشمط ».
3- (3) زیاده عن اللسان. [1]
4- (4) و نص یاقوت علی ضبطه بالضم ثم السکون وَ غین معجمه وَ ألف وَ نون.
5- (5) فی معجم البلدان:الجوغانی،بالنون.

و دِباغَهً ،بِکَسْرِهِمَا، فانْدَبَغَ ، وَ

16- فی الحَدِیثِ : « دِبَاغُها طَهُورُهَا».

و الدِّباغُ أَیْضاً، و الدِّبْغُ و الدِّبْغَهُ ،مَکْسُوراتٍ : اسمُ ما یُدْبَغُ بِهِ ، أی یُصْلَحُ و یُلَیَّنُ بِهِ مِنْ قَرَظٍ و نَحْوِه،یُقَالُ :الجِلْدُ فی الدِّباغِ .

و الدِّباغَهُ ککِتَابَهٍ :حِرْفُهُ الدَّبّاغِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: مَسْکٌ دَبِیغٌ ، أی: مَدْبُوغٌ ، وَ الدَّبَّاغُ :

فَعّالٌ مِنْ ذلِکَ .

و المَدْبَغَهُ کمَرْحَلَهٍ : مَوْضِعُه،و تُضَمُّ باؤُه، عَن الأَزْهَرِیِّ (1).

و قال الأَزْهَرِیُّ أَیْضاً: المَدْبَغَهُ و المَنِیئَهُ : الجُلُودُ الَّتِی جُعِلَتْ فی الدِّباغِ ، هکَذَا نَصُّ الصّاغَانِیِّ ،و نَصُّ الأَزْهَرِیِّ :الَّتِی ابْتُدِیءَ بِها فی الدِّباغِ (2)،قال الصّاغَانِیُّ :

کأَنَّهُ جَعَلَهَا جَمْعَاً، کالمَشْیَخَهِ و المَسْیَفَهِ ، للمَشَایِخِ وَ السُّیُوفِ .

و دابِغٌ اسْمُ رَجُل،م مَعْروُفٍ ،زادَ فی التَّکْمِلَهِ : مِنْ رَبِیعَهَ ،و لَهُ حَدِیثٌ ، أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

وَ إِنَّ امْرَأً یَهْجُو الکِرَامَ و لَم یَنَلْ

مِنَ الثَّأْرِ إلاّ دابِغًا لَلَئِیمُ (3)

و الدَّبُوغُ ، کَصَبُورٍ.المَطَرُ الّذی یَدْبُغُ الأَرْضَ بمائِهِ ، عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و هو مَجَازٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:

الدِّباغَهُ ،بالکَسْرِ:اسمُ ما یُدْبَغُ بِه،عن أَبِی حَنِیفَهَ .

وَ الدَّبْغَهُ ،بالفَتْحِ :المَرَّهُ الوَاحِدَهُ .

وَ مِنَ المَجَازِ:هذا کَلامٌ غَیْرُ مَدْبُوغٍ :إذا لَم یُرَوَّ فیهِ .

وَ فی المَثَلِ : «جِلْدُ الخِنْزِیرِ لا یَنْدَبِغُ » یُقَالُ :لِمَنْ لا یَنْفَعُ (4)فیهِ النُّصْحُ .و هذا البَلَدُ مُدْبَغَهُ الرِّجالِ ،کُلُّ ذلِکَ مَجَازٌ.

وَ أُدُمٌ مُدَبَّغَهٌ ،کمُعَظَّمَهٍ .

وَ الدَّبّاغِیُّ :لَقَبُ الشَّرِیفِ عِیسَی بنِ إِدْرِیسَ الحَسَنِیِّ ، المَقْبُورِ بجَبَلِ تادَلَه (5)،و هو جَدُّ الدَّبّاغِیِّینَ ،کانُوا بالجَزِیرَهِ ، ثم انْتَقَلُوا إلی«سَلاَ»فی ثامِنِ المِائَهِ ،کذا فی مِرْآهِ المَحَاسِنِ للفاسِیِّ .

وَ شَیْخُنَا أَبُو الإقْبَالِ الحَسَنُ بنُ عَلِی المنطاوِیُّ الشّافِعِیُّ عُرِفَ بالمدابِغِیِّ ،لسُکْناهُ بحارَهِ المَدَابِغِ بِمِصْرَ،أَحَدُ المُعَمَّرِینَ المَشْهُورِینَ بِعُلُوِّ السَّنَدِ،توفی سنه 1177.

دغغ

دَغْدَغَهُ بکَلِمَهٍ ، دَغْدَغَهً : طَعَنَ عَلَیْهِ ، نَقَلَهُ الأَصْمَعِیُّ ،و هُوَ مَجَازٌ،و فی الأَسَاسِ :طَعَنَهُ بِهَا فی عِرْضِهِ ،و قَالَ رُؤْبَهُ :

و احْذَرْ أَقاوِیلَ العُدَاهِ النُّزَّغِ

عَلَیَّ إِنِّی لَسْتُ بالمُدَغْدَغِ

وَ قَالَ أَیْضاً:

و العَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُدَغْدَغِ

کالفِقْعِ إِنْ یُهْمَزْ بِوَطْ ءٍ یُثْلَغِ

و الدَّغْدَغَهُ : مِثْلُ الزَّغْزَغَهِ فی مَعانِیها، و بِهِ یُرْوَی أَیْضاً قَوْلُ رُؤْبَهَ فی رِوَایَهٍ :«لَسْتُ بالمُزَغْزَغِ ».

و الدَّغْدَغَهُ : حَرَکَهٌ و انْفِعَالٌ فی نَحْوِ الإِبِطِ و البُضْعِ وَ الأَخْمَصِ ، وَ منْه دَغْدَغَهُ الثَّدْیِ و قَدْ لا یَکُونُ لبَعْضِ النّاسِ ، و قَدْ دَغْدَغَهُ ،قال ابْنُ دُرَیْدٍ: الدَّغْدَغَهُ مُسْتَعْمَلَهٌ ، وَ أَحْسَبِهُا عَرَبِیَّهً .

و قال الأَصْمَعِیُّ : یُقَالُ للمَغْمُوزِ فی حَسَبِهِ أَو نَسَبِهِ :

مُدَغْدَغٌ ،مَبْنِیًّا للمَفْعُولِ ، قال رُؤْبَهُ :

و عِرْضِی لَیْسَ بِالمُدَغْدَغِ (6)

أیْ :لا یُطْعَنُ فی حَسَبِی.

دفغ

الدَّفْغُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هُوَ تِبْنُ الذَّرَهِ و حُطَامُها، و نُسَافَتُهَا، وَ أَنْشَدَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ

ص:15


1- (1) الذی فی التهذیب مدبَغه،بفتح الباء ضبط حرکات،و فی التکمله: وَ المدبغه و المدبُغه مثل المقبَرَه و المقبُرَهَ .
2- (2) کذا بالأصل و اللسان [1]عن التهذیب،و الذی فی التهذیب 77/8 الجلود التی جعلت فی الدباغ.
3- (3) الجمهره 246/1. [2]
4- (4) فی الأساس:لا یحیک.
5- (5) عن معجم البلدان و بالأصل«تادلا».
6- (6) دیوانه ص 98 و فیه: أعلو و عرضی لیس بالممثغ وَ علی هذه الروایه فلا شاهد فیه.

الیَمَنِ یُخَاطِبُ أُمَّهُ ،و فی اللِّسَانِ هُوَ للحِرْمازِیِّ :

دُونَکِ بَوْغاءَ رِیَاغِ الرَّفْغِ

فأَصْفِغِیهِ فاکِ أیَّ صَفْغِ

ذلِکَ خَیْرٌ مِنْ حُطامِ الدِّفْغِ

و أَنْ تَرَیْ کَفَّکِ ذَاتَ نَفْغِ

تَشْفِینَها بالنَّفْثِ أَوْ بالمَرْغِ

وَ أَنْشَدَ فی اللِّسَانِ :«رِیاغِ الدَّفْغِ »بالدّالِ ،و ظَنَّ أَنّه مَحَلُّ الشاهِدُ،و لَیْسَ کذلِکَ ،بل شاهِدُه فی الشطْرِ الثّالِثِ ، فتأَمَّلْ ،و أَوْرَدَهُ أَیْضاً فی«ر ف غ»مع ذِکْرِ قَوْلِ الحِرْمَازِیِّ .

دمرغ

الدُّمَرغُ ،کعُلَبِطٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هُو الرَّجُلُ الشَّدِیدُ الحُمْرَهِ ، هکذا ضَبَطَهُ الصّاغَانِیُّ ، وَ فی اللِّسَانِ بتَشْدِیدِ المِیمِ .

و أَبْیَضُ دُمَّرْغِیُّ ،کقَبَّیْطِیٍّ :یَقَقٌ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ هکَذا، وَ قالَ ابنُ سِیدَه:أُرَی اللِّحْیَانِیَّ قالَ :أَبْیَضُ دُمَّرِغٌ ،أیْ :

شَدِیدُ البَیَاضِ ،و قَدْ شَکَّ فِیهِ الطُّوسِیُّ .

دمغ

الدِّماغُ ،ککتَابٍ :مُخُّ الرَّأْسِ ، أَوْ حَشْوُه، أَو هُوَ أُمُّ الهامِ ،أَوْ أُمُّ الرَّأْسِ ،أو أُمُّ الدِّماغِ :جُلَیْدَهٌ رَقِیقَهٌ ، وَ فی بَعْضِ النَّسَخِ :دَقِیقَهٌ بالدّال، کخَرِیطَهٍ هُوَ فِیها، أی:مُشْتَمِلَهٌ عَلیهِ ، ج: أَدْمِغَهٌ و دُمُغٌ ،بضَمَّتَیْنِ ،ککِتَابٍ وَ کُتُبٍ .

و دَمَغَهُ ،کمَنَعَهُ ،و نَصَرَهُ کِلاهُمَا عن ابْنِ دُرَیْدٍ: شَجَّهُ حَتَّی بَلَغَتِ الشَّجَهُ الدِّماغَ .

و دَمَغَ فُلانًا یَدْمَغُه دَمْغًا : ضَرَبَ دِماغهُ ، وَ کَسَرَ صاقُورَتَهُ ، فهُوَ دَمِیغٌ ،و مَدْمُوغٌ و الجَمْعُ دَمْغَی ،و کذلِکَ امْرَأَهٌ دَمِیغٌ مِنْ نِسْوَهٍ دَمْغَی ،عَنْ أَبِی زَیْدٍ،و

1- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ -رَضِیَ اللّهُ عَنْهُ : -:«رَأَیْتُ عَیْنَیْهِ عَیْنَیْ دَمِیغٍ ».

یُقَالُ :رَجُلٌ دَمِیغٌ ،و مَدْمُوغٌ :خَرَجَ دِماغُه .

و دَمَغَتِ الشَّمْسُ فُلانًا:آلَمَتْ دِمَاغَهُ ، عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و الدَّامِغَهُ :شَجَّهٌ تَبْلُغُ الدِّماغَ ، وَ تَنْتَهِی إِلَیْهِ ،فتَهْشِمُه حَتَّی لا تُبْقِیَ شَیْئًا. و هِیَ آخِرَهُ الشِّجاجِ ،و هِیَ عَشَرَهٌ مُرَتَّبَهٌ :

قاشِرَهٌ ،حارِصَهٌ ، وَ تُسَمَّی الحَرِصَهُ أَیْضاً،و کَوْنُ أنَّ الحارِصَهَ و الحَرِصَهَ اسْمَانِ للقاشِرَهِ ،هُو مُقْتَضَی الصِّحاحِ وَ غَیْرِه،و ظَنَّها بَعْضُهُم غَیْرَ القاشِرَهِ ،فجَعَلَها إِحْدَی عَشَرَهَ ، و اعْتَرَضَ عَلَی المُصَنِّفِ فتَأَمَّلْ ،ثُمَّ باضِعَهٌ ، ثُمَّ دامِیَهُ ، ثُمَّ مُتَلاحِمَهٌ ، ثُمَّ سِمْحَاقٌ ، ثُمَّ مُوضِحَهٌ ، ثُمَّ هاشِمَهٌ ، ثُمَّ مُنَقِّلَهٌ ، ثُمَّ آمَّهٌ ، کذا بصِیغَهِ اسْمِ الفاعِلِ ،و وَقَعَ فی کُتُبِ الفِقْهِ و الحَدِیثِ «المَأْمُومَهُ »ثُمَّ دامِغَهً ،و زادَ أَبو عُبَیْدٍ (1)- قَبْلَ دَامِیَهٍ -دامِعَهً ،بالمُهْمَلَهِ ،و وَهِمَ الجَوْهَریُّ ،فقال:بَعَدَ الدّامِیَهِ هکذا هُوَ فی أُصُولِ الصِّحاحِ (2)،و قَدْ وُجِدَ فی بَعْضِها قَبْلَ «دامِیَه»،و کأَنَّهُ تَصْحِیحٌ .

قلتُ :و نَصُّ أَبِی عُبَیْدٍ:الدّامِیَهُ هِیَ الَّتِی تُدْمِی مِنْ غَیْرِ أَنْ یَسِیلَ منْهَا الدَّمُ ،فإِذا سالَ مِنْهَا دَمٌ فَهِیَ الدّامِعَهُ ،فهذَا صَرِیحٌ فی أنَّ الدّامِعَهَ بعدَ الدّامِیَهِ ،و الحَقُّ مَعَ الجَوْهَرِیِّ ، وَ لا وَهَمَ فِیهِ ،مَعَ أَنَّه سَبَق لَهُ مِثْلُ ذَلِکَ فی«د م ع»حَیْثُ قال:و الدّامِعَهُ مِن الشِّجاجِ :بَعْدَ الدّامِیَهِ ،فهُوَ مُطَابِقٌ لِما قالَهُ الجَوْهَرِیُّ هُنا،فتَأَمَّلْ ذلِکَ .

قال شَیْخُنَا:ثُم إِنَّه جَعَلَ الشِّجاجَ عَشَرَهً ،و عَدَّهَا إِحْدَی عَشَرَهَ ،إلاّ أَنْ یُقَالَ :إنَّ حَارِصَهَ اسمُ القاشِرَهِ ،مع بُعْدِه مِنْ کَلامِه،و بِزِیادَهِ الدّامِعَهِ تَصِیرُ اثْنَتَیْ عَشَرَهَ ،و عَدَّ الجَوْهَرِیُّ -کالمصَنِّفِ -مِنْها فی«ف ر ش»المُفَرِّشَهَ ،فتَصِیرُ ثَلاثَهَ عَشَرَ (3)،فَتَدَبَّرْ،انْتَهَی.

قلتُ :و سَیَأْتِی مِن الشِّجاجِ :الجَائِفَهُ ،و هِی:الَّتِی تَصِلُ إلی الجَوْفِ ،و الحالِقَهُ :الّتِی تَقْشِرُ الجِلْدَ مِنَ اللَّحْمِ ،و سَبَقَ أَیْضاً:الّلاطِئَهُ ،و هِیَ السِّمْحَاقُ ،و هی أَیْضا المِلْطَاءُ و المِلْطَاءَهُ ،و الواضِحَهُ و هِی المُوضِحَهُ ،فیکُونُ الجَمِیعُ خَمْسَهَ 3عَشَرَ،فَتَأَمَّلْ .و مِنْهُم مَنْ زادَ البازِلَهَ ،و هِیَ المُتَلاحِمَهُ ؛لأَنَّهَا تَبْزِلُ اللَّحْمَ ،أی تَشُقُّه،و المَنْقُوشَهُ :الَّتِی تُنْقَشُ مِنْهَا العِظَامُ أی:تُخْرَجُ ،فتَکُونُ سِتّهَ عَشَرَ 3.

و الدّامِغَهُ : طَلْعَهٌ تَخْرُجُ مِنْ شَظِیّاتِ القُلبِ ، بِضَمِّ القافِ ،أیْ قُلْبِ النَّخْلَهِ ، طَوِیلَهٌ صُلْبَهٌ ،إِنْ تُرِکَتْ أَفْسَدَتِ النَّخْلَهَ ، فإِذا عُلِمَ بِهَا امْتُصِخَتْ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : الدّامِغَهُ : حَدِیدَهٌ فَوْقَ مُؤْخِرَهِ

ص:16


1- (1) فی الصحاح أبو عبیده،و بهامشه نقل محققه عن القاموس [1]أبو عبیده أیضا.
2- (2) و هو المذکور فی الصحاح المطبوع.
3- (3) کذا بالأصل،فإن أراد الشحاج فهی مؤنث فقد أخطأ و إلاّ فإنه أراد الصنف أو النوع فتکون الألفاظ صحیحه.

الرَّحْلِ ،. وَ تُسَمَّی هذه الحَدِیدَهُ أَیْضا:الغاشِیَهَ ،قال ذُو الرَّمَّهِ :

فَرُحْنَا و قُمْنَا و الدَّوامِغُ تَلْتَظِی

عَلَی العِیسِ مِنْ شَمْسٍ بَطِیءٍ زَوَالُهَا (1)

وَ قَال ابنُ شُمَیْل: الدَّوامِغُ :عَلَی حاقِّ رُؤُوسِ الأحْنَاءِ منْ فَوْقِهَا،واحِدَتُها دامِغَهٌ ،و رُبَّمَا کانَت مِنْ خَشَب،و تُؤْسَرُ [بالقِدِّ] (2)أَسْرًا شَدِیدا،و هِیَ الخَذَارِیفُ ،واحِدُهَا خُذْرُوفٌ ،و قَدْ دَمَغَتْ المَرْأَهُ حَوِیَّتَها تَدْمَغُ دَمْغًا ،قال الأَزْهَرِیُّ : الدّامِغَهُ إذا کانَتْ مِنْ حَدِیدٍ عُرِّضَتْ فَوْقَ طَرَفَیِ الحِنْوَیْنِ ،و سُمِّرَتْ بمِسْمَارَیْنِ ،و الخَذارِیفُ تُشَدُّ عَلَی رُؤُوسِ العَوارِضِ ،لئلاّ تَتَفَکَّکَ (3).

و قال ابنُ عَبّادٍ: الدّامِغَهُ : خَشَبَهٌ مَعْرُوضَهٌ بَیْنَ عَمُودَیْنِ یُعَلَّقُ عَلَیْهَا السِّقَاءُ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: دَمِیغُ الشِّیْطانِ کأَمِیرٍ: لَقَب و فی الجَمْهَرَهِ :نَبْزُ رَجُلٍ مِنَ العَرَبِ م مَعْرُوف،کأَنَّ الشَّیْطَانَ دَمَغَهُ .

و مِنَ المَجَازِ: دَمَغَهُمْ بمُطْفِئَهِ الرَّضْفِ أی: ذَبَحَ لَهُم شاهً مَهْزُولَهً ،و یُقَال:سَمِینَهً ، و عَلَیهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، وَ حَکَاهُ اللِّحْیَانِیُّ ،و قالَ :یَعْنِی بمُطْفِئَهِ الرَّضْفِ :الشَّاهَ المَهْزُولَهَ ،قال ابنُ سِیدَه:و لَم یُفَسِّرْ دَمَغَهُم إِلاَّ أَنْ یَعْنِیَ غَلَبَهُمْ .قلتُ :و فَسَّرَهُ ابنُ عَبّادٍ و الزَّمَخْشَرِیُّ بما قالَهُ المُصَنِّفُ ،و قَدْ مَرَّ شَیْ ءٌ مِنْ ذلِکَ فی«ط ف أ»و فی «ج د س».

و قال ابنُ عَبّادٍ: الدّامُوغُ :الَّذِی یَدْمَغُ و یَهْشِمُ .

قال: و حَجَرٌ دامُوغَهٌ ، و الهاءُ للمُبَالَغَهِ ، وَ أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ لأَبِی خِماسٍ (4):

تَقْذِفُ بالأُثْفِیَّهِ اللَّطّاسِ

و الحَجَرِ الدّاموغَهِ الرَّدّاسِ

و قال أَبُو عَمْرٍو: أَدْمَغَهُ إِلَی کَذا، أی: أَحْوَجَهُ ، وَ کذلِکَ أَدْغَمَهُ ،و أَحْرَجَهُ ،و أَزْأَمَهُ ،و أَجْلَدَهُ ،کُلُّ ذلِکَ بمَعْنًی واحِدٍ، قالَهُ فی نَوَادِرِه.

و قال ابنُ عَبّادٍ: دَمَّغَ الثَّرِیدَهَ بالدَّسَمِ تَدْمِیغًا :لَبَّقَها بِهِ وَ هُوَ مَجَازٌ،کَمَا فی الأَسَاسِ .

و المُدَمَّغُ ، کمُعَظَّم: الأَحْمَقُ ، کأَنَّ الشَّیْطَانَ دَمَغَهُ مِنْ لَحْنِ العَوَامِّ و قالَ ابنُ عَبّادٍ:و هُوَ کَلامٌ مُسْتَهْجَنٌ مُسْتَرْذَلٌ ، قَدْ أَولِعَ بِهِ أَهْلِ العِرَاقِ ،أی: و صَوَابُه الدَّمِیغُ ،أَو المَدْمُوغُ . و فی النّامُوسِ :یَصِحُّ أَنْ یکُونَ المُدَمَّغُ مُبَالَغَهً فهی الدَّمِیغِ و المَدْمُوغِ ،فلا یَکُونُ لَحْنًا،قَالَ شَیْخُنَا:فِیهِ نَظَرٌ:إِذْ هذا یَتَوَقَّفُ علی مدمغ،هَلْ هُوَ کَمُکْرَمٍ ،أَو کَمَقْعَدٍ،أَوْ کمَجْلِسٍ ،أَوْ کمِنْبَرٍ،و لا یَصِحُّ هذا التَّأْوِیلُ إِلاَّ إذا کانَ کمِنْبَرٍ؛لأَنَّه الَّذِی یَکُونُ لِلْمُبَالَغَهِ ،کمِسْعَرِ حَرْبٍ ، وَ نَحْوِه،عَلَی أنَّ التَّحْقِیقَ أَنَّهُ یَتَوَقَّفُ عَلَی السَّمَاعِ ،و هُوَ مَضْبُوطٌ فی نُسَخٍ صَحِیحَهٍ مُدَمِّغ ،کمُحَدِّثٍ ،و مِثْلُه لا دَلاَلَهَ فِیهِ عَلَی المُبَالَغَهِ بالکُلِّیَّهِ ،فَتَأَمَّلْ .

قُلْتُ :النُّسَخُ الصَّحِیحَهُ الَّتِی لا عُدُولَ عَنْهَا: المُدَمَّغُ کمُعَظَّمٍ ،و هکَذَا ضَبَطَهُ ابنُ عَبّادٍ فی المُحِیطِ ،و مِنْهُ أَخَذَ الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْه،و ضَبَطَهُ هکَذَا،و أَشارَ صاحِبُ النّامُوسِ بقَوْلِه:«مُبَالَغَهٌ فی الدَّمِیغِ و المَدْمُوغِ »إِلَی أَنَّه إِنَّمَا شُدِّدَ لِلْکَثْرَهِ ،أی:سُمِّیَ بِهِ لِوُفُورِ حُمْقِهِ ؛لأَنَّهُ إذا وُجِدَ فِیهِ الحُمْقُ فَهُوَ دَمِیغٌ و مَدْمُوغٌ ،فإِذا کَثُرَ فِیهِ و زادَ فَهُوَ مُدَمَّغٌ ، کما أَنَّکَ تَقُولُ لِذِی الفَضْلِ :فاضِلٌ .و تَقُولُ لِلّذِی یَکْثُر فَضْلُه:فَضّالٌ و مِفْضالٌ ،و قد مَرَّتْ لَذلِکَ أَمْثَالٌ ،و یَأْتِی قَرِیباً فی«س ب غ»و«ص ب غ»و«ص د غ»ما یؤَیِّدُه، وَ کأَنَّ المَعْنَی أنَّ الشَّیْطَانَ دَمَغَه ،و عَلاهُ و غَلَبَهُ کَثِیرًا حَتَّی قَهَرَهُ ،و هذَا أَیْضاً صَحِیحٌ ،إلاّ أنَّ کَوْنَه صَحِیحاً فی المَعْنَی أو المَأْخَذِ أو الاشْتِقَاقِ لا یُخْرِجُه عُنْ کَوْنِه لَحْنًا غَیْرَ مَسْمُوعٍ عَن الفُصَحاءِ،فتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الدَّمْغُ :الأَخْذُ و القَهْرُ مِنْ فَوْقُ ،کما یَدْمَغُ الحَقُّ الباطِلَ ، وَ قَدْ دَمَغَهُ دَمْغًا :أَخَذَهُ مِنْ فَوْقُ ،و غَلَبَهُ ،و هو مَجَازٌ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعالَی: فَیَدْمَغُهُ (5)أی یَغْلِبُه،و یَعْلُوه و یُبْطِلُه،و قالَ

ص:17


1- (1) دیوانه ص 543 و روایته: فقمنا فرحنا و الدوافع تلتظی علی العیس من شمس بطیء زوالها.
2- (2) زیاده عن التهذیب 80/8 دمغ.
3- (3) فی التهذیب:«تنفکّ »و الأصل کالتکمله و اللسان. [1]
4- (4) فی التکمله:لأبی حماس،بالحاء المهمله.
5- (5) من الآیه 18 من سوره الأنبیاء.

الأَزْهَرِیُّ :أی:فیَذْهَبُ بِه ذَهَابَ الصَّغَارِ و الذُّلِّ .

وَ الدّامِغُ :جَبَلٌ بالیَمَنِ .

وَ أَدْمَغَ الرَّجُلُ طَعَامَهُ :ابْتَلَعَهُ بَعْدَ المَضْغِ ،و قِیلَ :قَبْلَه.

وَ دَمَغَتِ (1)الأرْضُ :أَکَلَتْ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ الدِّماغُ ،ککِتَاب:سِمهٌ لِلإبِلِ فی مَوْضِعِ الدَّمْغِ ،نَقَلَهُ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ ،کما قالَهُ شَیْخُنا.

قُلْتُ :و هکَذَا قَرَأْتُهُ فی الرَّوْضِ عَنْدَ ذِکْرِ سِماتِ الإِبِلِ ، غَیرَ أَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَ للمُصَنِّفِ فی«د م ع»أنَّ الدِّماعَ :مِیسَمٌ فی المَنَاظِرِ سائِلٌ إلی المَنْخِرِ،فلَعَلَّ ما ذَکَرَهُ السُّهَیْلِیُّ هُو هذا،و قد صَحَّفَه النُّسَاخُ حَیْثُ أَعْجَمُوا الغَیْنَ ،فتَأَمَّلْ ذلِکَ .

وَ الدّامِغَانِ ،بِکَسْرِ المِیمِ :مَدِینَهٌ عَظِیمَهٌ بفارِسَ ،منها الإمامُ قاضِی القُضَاهِ أَبُو عَبْدِ اللّه (2).

دنغ

رَجُلٌ دَنِغٌ ،ککَتِف، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ ،و أَوْرَدَهُ فی العُبَابِ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أی:رَذْلٌ سافِلٌ ، ج:دَنَغَهٌ مُحَرَّکَهً ، وَ هو نادِرٌ،لأَنَّ فَعَلَهً جَمْعاً إِنَّما هُوَ تَکْسِیرُ فاعِلٍ ، و هُمْ سَفِلَهُ النّاسِ و رُذَالُهُمْ قال ابنُ دُرَیْدٍ:و یُقَالُ بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ أَیْضاً،و هُوَ الوَجْهُ .قُلْتُ :و قد تَقَدَّمَ ذلِکَ عَن الجَوْهَرِیِّ و غَیْرِه.

دوغ

داغَ القَوْمُ دَوْغًا ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الفَرَجِ :سَمِعْتُ سُلَیْمَانَ الکِلابِیَّ یَقُولُ : داغَ القَوْمُ و دَاکُوا:

إِذا عَمَّهُمْ المَرَضُ ،و هُمْ فی دَوْغَهٍ مِنَ المَرَضِ و دَوْکَهٍ :إِذَا عَمَّهُمْ و آذاهُمْ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: داغَهُ الحَرُّ، أی: أَفْسَدَهُ یَدُوغُه دَوْغًا ، وَ منه قَوْلُهُم:هُوَ صاحِبُ دَوْغاتٍ ،أی:فَسادٍ.

و داغَ الطَّعَامُ :رَخُصَ .

قال: و داغَ القَوْمُ بَعْضُهُم إلی بَعْضٍ فی القِتَالِ :

اسْتَرَاحُوا. و قال غَیْرُه:أَصَابَتْنا الدَّوْغَهُ أی: البَرْدُ.

و قال أَبُو سَعِیدٍ:فی فُلانٍ الدَّوْغَهُ (3)و الدَّوْکَهُ ،أی:

الحُمْقُ .

و ذَکَرَ الأَطِبّاءُ فی کُتُبِهمْ الدُّوغُ ،بالضَّمِّ ، و هو المَخِیضُ ، وَ هو فارِسِیُّ .

وَ أَمَّا قَوْلُهُمْ :«أَحْمَقُ مِنْ دُغَهَ »فَسَیَأْتِی فی المُعْتَلِّ إِنْ شاءَ اللّهُ تَعَالَی.

فصل الذال المعجمه مع الغین

اشاره

هذا الفَصْلُ مَکْتُوبٌ بالحُمْرَهِ ؛لأَنَّهُ مُسْتَدْرَکٌ عَلَی الجَوْهَرِیِّ .

ذغغ

ذَغَّ جارِیَتَهُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ، وَ قالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّیْبَانِیُّ :أی جامَعَهَا، نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ فی کِتابَیْهِ .

ذلغ

ذَلِغَتْ شَفَتُه،کَفرِحَ تَذْلَغُ ذَلَغًا ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قَالَ ابنُ بُزُرْجَ :أی انْقَلَبَتْ و قالَ غَیْرُه:

تَشَقَّقَتْ ،و هُوَ أَذْلَغُ .

و ذَلَغَهَا ،کمَنَعَ :جَامَعَها نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و فی نَوادِرِ الأَعْرَابِ : ذَلَغَ الطَّعَامَ و دَلَعَهُ ،و لَغِفَه: أَکَلَهُ ، أَوْ ذَلَغَهُ : سَغْسَغَهُ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ، أَو الذَّلْغُ :الأَکْلُ لِمَا لانَ ، کما قالَهُ ابنُ عَبّادٍ أَیْضاً.

و الأَذْلَغُ ،و الأَذْلَغِیُّ ،و المِذْلَغُ ،کمِنْبَرٍ:الذَّکَرُ، وَ أَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو:

و اکْتَشَفَتْ لِنَاشِیءٍ دَمَکْمَکِ

عَنْ وارِمٍ أَکْظَارُه عَضَنَّکِ

تَقُولُ :دَلِّصْ ساعَهً ،لا،بَلْ نِکِ

فداسَهَا بأَذْلَغِیٍّ بَکْبَکِ

فَصَرَخَتْ قَدْ جُزْتَ أَقْصَی المَسْلَکِ

ص:18


1- (1) کذا بالأصل و اللسان. [1]
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:قاضی القضاه أبو عبد اللّه،هکذا هو فی النسخ التی بأیدینا بدون ذکر اسمه ا ه »و الذی فی لباب [2]ابن الأثیر:قاضی القضاه أبو عبد اللّه محمد بن علیّ بن محمد الدامغانی...توفی ببغداد سنه 478 ه .و کانت ولادته بالدامغان سنه 400 ه .
3- (3) فی التهذیب و اللسان و التکمله:فی فلان دوغه و دوکه أی حمق بحذف الألف و اللام فی الألفاظ الثلاثه.

کأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إلی بَنِی أَذْلَغَ ،و هُمْ قَوْمٌ مِنْ بَنِی عامِرٍ یُوصَفُونَ بالنِّکَاحِ ، قالَهُ ابنُ السِّکِّیتِ فی کِتَابِ الفَرْقِ ، وَ قالَ ابنُ بَرِّیٍّ :و قِیلَ : الأَذْلَغِیُّ :مَنْسُوبٌ إلی الأَذْلَغِ بنِ شَدّادٍ،مِنْ بَنِی عُبَادَهَ بنِ عُقَیْل،و کانَ نَکّاحاً،و نَقَلَ الصّاغَانِیُّ عن ابْنِ الکَلْبِیُّ : الأَذْلَغُ :هُو عَوْفُ بنُ رَبِیعَهَ بنِ عُبَادَهَ ،و أُمَّه من ثُمَالَهَ ،مِنْهُمْ کُرْزُ بنُ عامِرِ بنِ الأَذْلَغِ ، قاتِلُ حُصَیْنِ بنِ حُذَیْفَهَ یومَ الحاجِرِ.

وَ قالَ ابنُ بَرِّیّ :و قالَ الوَزِیرُ: الأَذْلَغُ :الأَیْرُ الأَقْشَرُ، وَ یُقَالُ لَهُ أَیضاً: مِذْلَغٌ ،و قالَ کُثَیِّرٌ المُحَارِبِیُّ :

لَم أَرَ فِیهِمْ کسُوَیْدٍ رامِحَا

یَحْمِلُ عَرْدًا کالمَصَادِ زامِحا

مُلَمْلَمَ الهَامَهِ یُضْحِی قاسِحَا (1)

لَمّا رَأَی السَّوْدَاءَ هَبَّ جانِحَا

فشَامَ فِیهَا مِذْلَغًا صُمَادِحَا

فَصَرَخَتْ لَقَدْ لَقِیتُ ناکِحَا

رَهْزًا دِرِاکاً یَحْطِمُ الجَوَانِحَا

وَ قالَ الأَزْهَرِیُّ :الذَّکَرُ یُسَمَّی أَذْلَغَ إِذَا اتْمَهَلَّ فصارَتْ ثُومَتُه مِثْلَ الشَّفَهِ المُنْقَلِبَهِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الذّالِغُ :لَقَبُ الإِنْسَانِ فی سُوءِ ضَحِکِه.

قال: و أَمْرٌ ذالِغٌ و مُتَذَلِّغٌ :لَیْسَ دُونَهُ شَیْ ءٌ، الأَخِیرُ نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ عَنْ غَیْرِ ابنِ عَبّادٍ.

و الانْذِلاغُ :إِرْطابُ النَّخْلِ ، کالانْثِلاغِ .

و الانْذِلاغُ : انْسِلاخُ ظَهْرِ البَعِیرِ مِن الحَمْلِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رَجُلٌ أَذْلَغُ و أَذْلَغِیُّ :غَلِیظُ الشَّفَهِ ،کما فی المُحْکَمِ ، وَ فی التَّهْذِیبِ :غَلِیظُ الشَّفَتَیْنِ .

وَ قالَ رَجلٌ مِنَ العَرَبِ :کانَ کُثَیِّرٌ أُذَیْلِغَ ،لا ینَالُ خِلْفَ النّاقَهِ لقِصَرِه.

وَ رَجُلٌ أَذْلَغُ :مُتَقَشِّرُ (2)الشَّفَهِ .و الأَذْلَغُ ،و الأَذْلَغیُّ :الأَقْلَفُ ،قال النّابِغَهُ الجَعْدِیُّ یَهْجُو لَیْلَی الأَخْیَلِیَّهَ :

دَعِی عَنْکِ تَهْجَاءَ الرِّجَالِ و أَقْبَلِی

عَلَی أَذْلَغِیٍّ یَمْلَأُ اسْتَکِ فَیْشَلاَ

وَ ذَلِغَ الذَّکَرُ یَذْلَغُ :أَمْذَی،و ذَکَرٌ أَذْلَغِیُّ :مَذّاءٌ.

قال ابنُ بَرِّیٍّ :و یُقَالُ ، تَذَلَّغَتِ الرُّطَبَهُ :انْقَشَرَ جِلْدُها.

وَ تَذَلُّغَ ظَهْرُ الجَمَلِ مِنَ الحِمْلِ :إذا انْقَشَرَ جِلْدُه.

فصل الراءِ مع الغین

ربغ

رَبَغَ القَوْمُ فی النَّعِیمِ : إذا أَقامُوا فیه.

و عَیْشٌ رابِغٌ : رافِغٌ : ناعِمٌ و رَبِیعٌ رابِغٌ ، أی: مُخْصِبٌ کُلُّ ذلِکَ عَنْ أَبِی عَمْرٍو.

و قال أَبُو سَعِیدٍ: الرّابِغُ :مَنْ یُقِیمُ عَلَی أَمْرٍ مُمْکِنٍ لَهُ .

و رابِغٌ بلا لامٍ :وادٍ عَنْدَ الجُحْفَهِ :یَقْطَعُهُ الحاجُّ بَیْنَ الحَرَمَیْنِ الشَّرِیفَیْنِ ، قُرْبَ البَحْرِ قال ابنُ بَرِّیٍّ :بَیْنَ البَزْواءِ وَ الجُحْفَهِ دُونَ عَزْوَرَ،و قالَ ابنُ ظَهِیرٍ الطَّرَابُلُسِیُّ فی مَنَاسِکِه،ثُمَّ یُحْمَلُ الماءُ مِنْ بَدْرٍ إلی رابِغٍ ،و بَیْنَهُما خَمْسُ مَرَاحِلَ ،الأُولَی:قاعُ البَزْواءِ،ثُمّ عَقَبَهُ وَادِی السَّوِیقِ ،ثُمَّ آخِرُ وَدّانَ ،ثُمّ شَقْرَاءُ،ثُمَّ رابِغٌ ،و هو مَنْهَلٌ حَسَنٌ ،و مِنْهُ یُحْمَلُ الماءُ إلی خُلَیْصٍ ،و بَیْنَهُمَا أَرْبَعُ مَراحِلَ ،قال کُثَیِّرٌ:

أَقُولُ و قَدْ جاوَزْنَ مِنْ عَیْنِ رابِغٍ

مَهامِهَ غُبْرًا یَرْفَعُ الأُکْمَ آلُها (3)

و رابِغُ بنُ یَحْیَی الصِّنْهاجِیُّ [الدِمَشْقِیُّ ] (4)المُقْرِیءُ الجَنَائِزِیّ مُتَأَخِّرٌ،رَوَی هُو عَن ابْنِ المُقیَّرِ،و تُوُفِّی سنه 678 بدِمَشْقَ و ابْنُه مُحَمَّدُ بنُ رابِغٍ الوَکِیلُ ،عَنْهُ الحَاکِمُ ، حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ النُّشْبِیِّ ،و ماتَ سَنَهَ بِضْعٍ و عِشْرِینَ وَ سَبْعِمائَهٍ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الرَّبْغُ ، بالفَتْحِ : الرِّیُّ

ص:19


1- (1) و یروی:قازحا.
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«منتشر».
3- (3) دیوانه و معجم البلدان بروایه:صدر رابغ.
4- ((*)) ساقطه من الکویتیه.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الرَّبْغُ : التُّرَابُ المُدَقَّقُ ، مِثْلُ الرَّفْغِ سَوَاء.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الرَّبَغُ بالتَّحْرِیکِ :سَعَهُ العَیْشِ .

قال و الرَّبِغُ کَکَتِفٍ :الماجِنُ الفاجِرُ، وَ قد رَبِغَ ، کفَرِحَ .

و الأَرْبَغُ :الکَثِیرُ مِنْ کُلِّ شَیءٍ،و الاسمُ الرَّباغَهُ ، کَسَحَابَهٍ (1)قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و فِعْلُه رَبُغَ ،ککَرُمَ .

و الیَرْبَغُ ،کالیَرْمَعِ :ع،م مَعْرُوفٌ (2)،عن ابْنِ دُرَیْدٍ، وَ أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

فاعْسِفْ بناجٍ کالرَّبَاعِی المُشْتَغِی

بصُلْبِ رَهْبَی أو جِمَادِ الیَرْبَغِ (3)

قال الصّاغَانِیُّ : هُوَ بَیْنَ عُمَانَ و البَحْرَیْنِ .

و یُقَالُ : أَخَذَهُ برَبَغِهِ ،مُحَرَّکَهً أی: بحِدْثانِهِ و رُبّانِهِ قَبْلَ أَنْ یَفُوتَ ، کَذا فی المُحیطِ ،و فی اللِّسَانِ :و قِیلَ :بأَصْلِه.

و أَرْبَغَ إِبِلَهُ :تَرَکَها تَرِدُ الماءَ کَیْفَ شاءَتْ ،بِلا تَوْقِیتٍ ، هکذا رَوَاهُ أَبُو عُبَیْدٍ،و الصَّحِیحُ بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،و قد تَقَدَّمَ ، یُقال:تُرِکَتْ إِبِلُهُمْ هَمَلاً مُرْبَغًا ،کَذا نَص التَّهْذِیبِ ،و فی المُحْکَم: مُرْبَغَه .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیهِ :

أَرْبَغَ الشَّیْطَانُ فی قَلْبِهِ و عَشَّشَ ،أی:أَقامَ عَلَی فَسَادٍ اتَّسَعَ لَهُ المُقَامُ مَعَهُ ،قالَهُ أَبُو سَعِیدٍ.

وَ ناقَهُ مُرْبِغَهٌ ،کمُحْسِنَهٍ :سَمِینَهٌ مُخْصِبَهٌ ،و مِنْهُ

17- قَوْلُ عُمَرَ رَضِیَ اللّهُ عَنهُ : «هَلْ لَکَ فی ناقَیْنِ مُرْبِغَتَیْنِ ؟».

وَ رَبِغَت الإِبِلُ رَبْغًا :وَرَدَتِ الماءَ مَتی شاءَتْ وَ أَرْبَغُ ،کأَحْمَد:مُوضِعٌ عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و أَهْمَلَهُ یاقُوت.

وَ أَرْبَاغ :موضِعٌ آخَرُ،قال الشَّنْفَرَی:

وَ أُصْبِحُ بالعَضْداءِ أَبْغِی سَرَاتَهُم

وَ أُسْلِکُ خِلاًّ بَیْنَ أَرْبَاغَ و السَّرْدِ

و مِنْ أَمْثَالِهم:«الفُساءُ خَیْرٌ من الرَّبْغ »و قد مَرَّ ذِکْرُه فی «ف س أَ» (4).

رثغ

الرَّثَغُ ،مُحَرَّکَهً أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :

هُوَ لُغَهٌ فی اللَّثَغِ ، بالّلامِ ،کما سَیَأْتِی،هکَذا هُوَ فی اللِّسَانِ و العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ .

ردغ

الرَّدَغَهُ ،مُحَرَّکَهً و تُسَکَّنُ :الماءُ و الطِّینُ ، و الوَحَلُ الکَثِیرُ الشَّدِیدُ، قال أبُو زَیْدٍ:هِیَ الرَّدَغَهَ ،أی:

بالتَّحْرِیکِ ،و قد جاءَ رَدْغَهُ و فی مَثَلٍ مِنَ المُعَایاه:قالُوا:

«ضَأْنٌ بِذِی تُنَاتِضَهَ (5)،تَقْطَعُ رَدْغَهَ الماءِ،بعَنَقٍ و إِرْخَاءٍ» یُسَکِّنُونَ دالَ الرَّدْغَهِ فی هذِه وَحْدَها،و لا یُسَکِّنُونَها فی غَیْرِها،و قد ذُکِرَ فی«ن ت ض»فراجِعْهُ .

ج: رَدْغٌ ،و رَدَغٌ ،و رِدَاغٌ ، کصَحْبٍ ،و خَدَمٍ ،و جِبَالٍ وَ مِنْهُ

17- حَدِیثُ شَدّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُ : «مَنَعَنَا هذا الرِّداغُ عَن الجُمُعَهِ »و فی حَدِیثٍ آخرَ:«خَطَبَنا فی یَوْمٍ ذِی رَدْغٍ ».

و مَکَانٌ رَدِغٌ ککَتِفٍ :کَثِیرُهُ ، وَ فی اللِّسَانِ :أی:وَحِلٌ ، وَ فی التَّکْمِلَهِ :ذُو رَدْغٍ (6).

و رَدْغَهُ الخَبَالِ بالفَتْحِ و یُحَرَّک:عُصَارَهُ أَهْل النّارِ، هکَذَا فُسِّرَ بِهِ

16- حَدِیثُ حَسّانِ بنِ عَطِیَّهَ : «مَنْ قَفَا مُسْلِما بما لَیْسَ فِیهِ وَقَفَه اللّه فی رَدْغَهِ الخَبَالِ ،حَتَّی یَجیءَ بالمَخْرَجِ مِنْهُ ». و

16- فی رِوَایهٍ أُخْرَی: «مَنْ قالَ فی مُؤْمِنٍ ما لَیْسَ فِیهِ حَبَسَهُ اللّهُ فی رَدْغَهِ الخَبَالِ ». و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ سَقَاهُ اللّه مِنْ رَدْغَهِ الخَبَالِ ».

و الرَّدِیغُ ،کأَمِیرٍ:الصَّرِیعُ عن ابْنِ الأَعْرابِیِّ ،و العَیْنُ لُغَهٌ فِیهِ ،کما تَقَدَّمَ ،و قَدْ رُدِغَ بِه،أی:صُرعَ .

و الرَّدِیغُ ،قال الأَزْهَرِی:هکَذَا أَقْرَأَنِیهِ الإِیادِیُّ عَنْ شَمِرٍ،و أَمّا المُنْذِریُّ فإِنَّهُ أَقْرَأَنی لأبِی عُبَیْدٍ فِیما قَرَأَ عَلَی أَبِی الهَیْثَمِ بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،قَالَ :و کِلاهُمَا عِنْدِی مِنْ نَعْتِ الأحْمَق، وَ زادَ غَیْرُه:الضَّعِیف.

و ناقَهٌ ذاتُ مَرادِغَ أی: سَمِینَهٌ و کذلِکَ :جَمَلٌ ذُو مَرادِغَ ،

ص:20


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:کصحابه.
2- (2) فی معجم البلدان:موضع فی دیار بنی تمیم بین عمان و البحرین.
3- (3) المشتغی:الذی قد همّ أن یلقی رباعیته إذا شخصت و نفضت،أراد البزول،تکمله.
4- (4) کذا بالأصل،و لم أعثره عَلَیه هناک.
5- (5) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:تناقضه بالقاف.
6- (6) فی التکمله:ذو ردغه.

قال ابنُ شُمَیْلٍ :إذا شَبِعَ (1)البَعِیرُ کانَتْ لَهُ مُرادِغُ فی بَطْنِه، وَ عَلَی فُرُوعِ کَتِفَیْهِ ،و ذلِکَ لِأنَّ الشَّحْمَ یَتَرَاکَبُ عَلَیْهَا کالأَرَانِبِ الجُثُومِ ،و إِذَا لَم تَکُنْ سَمِینَهً فلا مَرْدَغَهَ هُنَاک.

و المَرادِغُ :جَمْعُ مَرْدَغَهٍ ،و هِیَ ما بَیْنَ العُنُقِ إلی التَّرْقُوَهِ وَ مِنْهُ

17- حَدِیثُ الشَّعْبِیِّ : «دَخَلْتُ عَلَی مُصْعَبِ بْنِ الزُبَیْرِ، فدَنَوْتُ مِنْهُ حَتّی وَقَعَتْ یَدِی عَلَی مَرادِغِهِ ».

و المَرْدَغَهُ : الرَّوْضَهُ [البَهِیَّهُ ] (2)،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ، وَ کَذلِکَ المَرْغَدَهُ .

قال: و المَرْدَغَهُ : اللَّحْمَهُ الّتِی بَیْنَ وابِلَهِ الکَتِفِ وَ جَنَاجِنِ الصَّدْرِ.

وَ قیل: المَرادِغُ :أَسْفَلُ التَّرْقُوَتَیْنِ فی جانِبَی الصَّدْرِ.

و ارْتَدَغَ الرَّجُلُ : وَقَعَ فی رِداغٍ ، أَو رَدْغَهٍ ،أو رَدِغٍ ، ککَتِفٍ ،الأَخِیرُ من الأَسَاسِ .

و أَرْدَغَت الأَرْضُ ،کَثُرَ رِداغُهَا ، وَ العَیْنُ لُغَهٌ فِیهِ .

وَ قَالَ الصّاغَانِیُّ :التَّرْکِیبُ یَدُلُّ عَلَی اسْتِرْخَاءِ وَ اضْطِرَابٍ ،و قَدْ شَذَّ عَنْهُ المَرادِغُ بوُجُوهِها.

قُلْتُ :و قَوْلُه:بَوُجُوهِها،فیهِ نَظَرٌ،فإِنَّ المَرْدَغَهَ بمَعْنَی الرَّوْضَهِ البَهِیَّهِ لَیْسَ بشاذٍّ عَن التَّرْکِیبِ ،فَتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الرَّدْغُ ،بالفَتْحِ :الوَحَلُ عَنْ کُرَاعٍ ، کالرِّداغِ ،ککِتَابٍ ، وَ هُمَا مُفْرَدانِ .

وَ رَدَغَتِ السَّمَاءُ:مِثْلُ رَزَغَتْ .

وَ الرَّدِیغُ :الضَّعِیفُ .

وَ مَرْدَغَهُ العُنُقِ :لَحْمَهٌ تَلِی مُؤَخَّرَ النّاهِضِ مِنْ وَسَطِ العَضُدِ إلی المِرْفَقِ ،و قِیلَ :هُوَ لَحْمُ الصَّدْرِ،و بِه فُسِّرَ حَدِیثُ الشَّعْبِیِّ .

وَ قَالَ ابنُ عَبّادٍ: مَرَادِغُ السَّنَامِ :ما لَحِقَ بالمَأْنَهِ مِنْ شَحْمٍ (3).

وَ ماءٌ رَدَغَهٌ ،و رَدَعَهٌ .مُحَرَّکَهٌ ؛بمَعْنًی.و أَخَذَ فُلانًا فَرَدَغَ بِهِ الأَرْضَ :إذا ضَرَبَهُ بِهَا.

رزغ

الرَّزَغَهُ ،مُحَرَّکَهً : الطِّینُ الرَّقِیقُ ،و الوَحَلُ الکَثِیرُ، ج: رَزَغٌ ،و رِزَاغٌ کخَدَمٍ ،و جِبَالٍ .

وَ فی المُحْکَمِ : الرَّزَغَهُ :أقَلُّ مِنَ الرَّدَغَهِ ،و فی التَّهْذِیبِ :أَشَدُّ مِنَ الرَّدَغَهِ .

و الرَّزِغُ ، کَکَتِفٍ :المُرْتَطِمٌ فِیهِ أی:فی الوَحَلِ ،و فی اللِّسَانِ :فِیهَا: و أَرْزَغَ المَطّرُ الأَرْضَ : إذا بَلَّهَا و بالَغَ و لَم تَسِلْ ، أی الأَرْضُ ،و فی الأُصُولِ الصَّحِیحَهِ و لَم یَسِلْ ،أی المَطَرُ،قال طَرَفَهٌ یَهْجُو،کما فی الصِّحاحِ ،و فی التَّهْذِیبِ :یَمْدَحُ رَجُلاً،و فی العُبَابِ :یَهْجُو عَبْدَ عَمْرِو بنَ بِشْرِ بنِ عَمْرِو بنِ مَرْثَدٍ.

وَ أَنْتَ (4)عَلَی الأَدْنَی شَمالٌ عَرِیَّهٌ

شَآمِیَهٌ تَزْوِی الوُجُوهَ بَلِیلٌ

وَ أَنْتَ عَلَی الأَقْصَی صَباً غَیْرُ قَرَّهٍ

تَذَاءَبُ مِنْهَا مُرْزِغٌ و مُسِیلُ (5)

یَقُولُ :أَنْتَ لِلْبُعَداءِ کالصَّبَا،تَسُوقُ السِّحَابَ مِنْ کُلِّ وَجْهٍ ،فیَکُونُ مِنْهَا مَطَرٌ مُرْزغٌ ،و مِنْهَا مَطَرٌ مَسِیلٌ ،و هُوَ الَّذِی یُسِیلُ الأَوْدِیَهَ و التِّلاعَ .

و أَرْزَغَ الماءُ:قَلَّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قال أَبُو زَیْدٍ: أَرْزَغَ فی فُلانٍ : إِذَا أَکْثَرَ مِنْ أَذاهُ و هو ساکِتٌ ، و قِیلَ : أَرزَغَ فِیه:إِذَا احْتَقَرَهُ .

و قال ابنُ عَبّاد: أَرْزَغَهُ :إذا عَابَهُ و طَعَنَ فِیه، و فی اللِّسَانِ : أَرْزَغَهُ :إِذَا لَطَّخَهُ بغَیْبٍ .

أَو أَرْزَغَ فی فُلانٍ :إذا طَمِعَ فِیهِ ، نَقَلَهُ ابْنُ عَبّادٍ أَیْضاً.

و (6) أَرزَغَ فیه إِرْزاغًا ،و أَغْمَزَ فِیه إِغْمازًا: اسْتَضْعَفَهُ و احْتَقَرَهُ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لرُؤْبَهَ :

و أُعْطِیَ الذِّلَّهَ کَفُّ المُرْزِغِ

قال ابن بَرِّیّ :صَوَابُه:

ثُمَّتَ أَعْطَی الذُّلَّ کَفَّ المُرْزِغِ

ص:21


1- (1) فی التهذیب و اللسان: [1]إذا سمن.
2- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
3- (2) المأنه:باطن الکرکره.
4- (3) فی الدیوان:فأنت.
5- (4) قوله:تذاءب من رواه بالفتح جعله للمرزغ،و من رفع جعله للصبا.
6- ((*)) بالکویتیه:وردت«أو»بدل«و».

و قالَ الصاغانِیُّ :الروایَه:«شَیْئاً و أَعْطَی الذُّلَّ »و أَوَّلَّهُ :

إِذا البَلایَا انْتَبْنَه لَم یَصْدَغِ

شَیْئًا..

إلی آخِرِه،و آخِرُهُ :

فالحَرْبُ شَهْبَاءُ الکِبَاشِ الصُّلَّغِ

کاسْتَرْزغَهُ ، وَ هذِه عن ابْنِ عَبّادٍ.

و أَرْزَغَتِ الأَرْضُ :کَثُرَ رِزَاغُهَا ، أیْ :وَحَلُهَا وَ رُطُوبَتُهَا.

و أَرْزَغَ المُحْتَفِرُ: حَفَرَ حَتَّی بَلَغَ الطِّینَ الرَّطْبَ ، یُقَال:

احْتَفَرَ القَوْمُ حَتّی أَرْزَغُوا .

و أَرْزَغَتِ الرِّیحُ :جَاءَتْ بِنَدًی، نَقَلَهُ ابنُ فارِسٍ .

و المُرَازَغَهُ :المُرَاوَغَهُ (1)،و المُحَاوَلَهُ ،یُقَالُ ذلِکَ لِلذِّئْبِ وَ غَیْرِه،نَقَلَهُ ابن عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الرَّزْغُ ،بالفَتْحِ :الماءُ القَلِیلُ فی الثِّمَادِ و الحِسَاءِ وَ نَحْوِهَا.

وَ أَرْزَغَتِ السَّمَاءُ،فهِیَ مُرْزِغَهٌ :أَتَتْ بِمَا یَبُلُّ الأَرْضَ .

وَ الرَّزَغُ ،مُحَرَّکَهً :الرُّطُوبَهُ .

رسغ

الرُّسْغُ ، وَ الرُّسُغُ ، بالضَّمِّ و بضَمَّتَیْنِ ، کیُسْرٍ وَ یُسُرٍ: المَوْضِعُ المُسْتَدِقُّ بَیْنَ الحَافِرِ و مَوْصِلِ الوَظِیفِ مِنَ الیَدِ و الرِّجْلِ ، قالَ العَجّاجُ :

فی رُسُغٍ لا یَتَشَکَّی الحَوْشَبَا

مُسْتَبْطِنًا مَعَ الصَّمِیمِ عَصَبَا

و قِیلَ :هُوَ مَفْصِلُ ما بَیْنَ السّاعِدِ و الکَفِّ ،و السّاقِ وَ القَدَمِ ، وَ قِیلَ :هُوَ مَفْصِلُ ما بَیْنَ الکَفِّ و الذِّرَاعِ ،و قِیلَ :

مُجْتَمَعُ السّاقَیْنِ و القَدَمَیْنِ ، و مِثْلُ ذلِکَ مِنْ کُلِّ دابَّهٍ ، و قِیلَ :

هُو مِنْ ذَواتِ الحَوافِرِ:مَوْصِلُ وظِیفَیِ الیَدَیْنِ و الرِّجْلَیْنِ فی الحافِرِ،و مِنَ الإِبِلِ :مَوْصِلُ الأَوْظِفَهِ فی الأَخْفَافِ ، ج:

أَرْسَاغٌ و أَرْسُغٌ ، قال أَبو زُبَیْدٍ الطّائِیُّ یَصِفُ الأَسَدَ:

کأَنَّمَا یَتَفَادَی أَهْلُ وُدِّهِمُ

مِنْ ذِی زَوَائِدَ فی أَرْسَاغِهِ فَدَعُ

و قالَ رُؤْبَهُ :

مُسْتَقْرِعِ (2)النَّعْلِ شَدِیدِ الأَرْسُغِ

و الرِّسَاغُ ،بالکَسْرِ:حَبْلٌ یُشَدُّ فی رُسْغِ ، و فی التَّهْذِیبِ :فی رُسْغَیِ البَعِیرِ و غیْرِه،ثُمَّ یُشَدُّ إِلَی شَجَرَهٍ ،أَو وَتِدٍ،فیَمْنَعُه عن الانْبِعَاثِ فی المَشْیِ و قِیلَ :هُوَ جَمْعُ رُسْغٍ بالضَّمِّ ،و هُوَ حَبْلٌ یُقَیَّدُ بِهِ البَعِیرُ و الحِمَارُ.

و الرِّساغُ : مُرَاسَغَهُ الصَّرِیعَیْنِ فی الصِّرَاعِ إِذا أَخَذَا أَرْساغَهُمَا ،قالَهُ اللّیْثُ .

و الرَّسَغُ ،مُحَرَّکَهً :اسْتِرْخَاءُ فی قَوَائِمِ البَعِیرِ، عَنِ الأَصْمَعِی.

و قال أَبُو مالِکٍ : عَیْشٌ رَسِیغٌ ، أی: واسِعٌ .

و طَعَامٌ رَسِیغٌ ، أی: کَثِیرٌ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: رُساغٌ کغُرَابٍ :ع، وَ یُرْوَی بالصّادِ، کما یَأْتِی.

التَّرْسِیغُ :التَّوْسِیعُ ، یُقَالُ :هُوَ مُرَسَّغٌ عَلَیْهِ فی العَیْشِ ، أی:مُوَسَّعٌ عَلَیْهِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: التَّرْسِیغُ فی الکَلامِ :التَّلْفِیقُ بَیْنَهُ یُقَال: رَسَّغَ الکَلامَ تَرْسِیغًا .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : التَّرْسِیغُ فی المَطَرِ:أَنْ یُثَرِّیَ الأَرْضَ یُقَال:أصَابَنَا مَطَرٌ مُرَسِّغٌ ،و ذلِکَ إذا ثَرَّی الأَرْضَ ، حَتَّی تَبْلُغَ یَدُ الحافِرِ عَنْهُ إلی أَرْسَاغِه ،و قِیلَ :أَصَاب الأَرْضَ مَطَرٌ فرَسَّغَ ،أی:بَلَغَ الماءُ الرُّسْغَ ،أو حَفَرَه حافِرٌ فبَلَغَ الثَّرَی قَدْرَ رُسْغِهِ ،و قِیلَ : رَسَّغَ المَطَرُ:کَثُرَ حَتَّی غابَ فِیهِ الرُّسْغُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: رَأْیٌ مُرسَّغٌ ،کمُعَظَّمٍ ،أی غَیْرُ مُحْکَمٍ .

قال: و راسَغَهُ مُرَاسَغَهً و رِساغًا : أَخَذ رُسْغَهُ فی الصِّراعِ ، وَ هذا قَدْ تَقَدَّمَ قَرِیباً،یُقَالُ :رادَغَهُ ،ثُمَّ راسَغَهُ ،ثُمَّ مارَغَهُ .

و قال ابنُ بُزْرْجَ : ارْتَسَغَ فُلانٌ عَلَی عِیالِه:إذا وَسَّعَ عَلَیْهِمُ النَّفَقَهَ ،یُقَال: ارْتَسِغْ عَلَی عِیَالِکَ و لا تُقَتِّرْ،أی:

وَسِّعِ النَّفَقَهَ عَلَیْهِم.

ص:22


1- (1) فی المطبوعه الکویتیه:المرازغه،تصحیف.
2- (2) عن الدیوان/98 و بالأصل«مستفرغ».

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیهِ :

رَسَغَ البَعِیرَ یَرْسَغُه رَسْغًا:شَدَّ رُسْغَ یَدَیْهِ بخَیْطٍ ،و اسْمُ ذلِکَ الحَبْلِ : الرُّسْغُ ،بالضَّمِّ .

وَ أَرْسَغَ المَطَرُ:کَثُرَ حَتّی غابَ فِیه الرُّسْغُ ،لُغَهٌ فی رَسَّغَ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ فی أَیْدِیهِنَّ المَرَاسِغُ ،و هِیَ المَسَکُ ،الواحِدَهُ مَرْسَغَهٌ ، وَ رُسْغٌ (1).

رصغ

الرُّصْغُ ،بالضَّمِّ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :هُوَ لُغَهٌ فی الرُّسْغِ ، بالسِّینِ ،و هکَذَا ذَکَرَهُ إِبْرَاهِیمُ الحَرْبِیُّ فی غَرِیبِ الحَدِیثِ أَیْضاً.

قال: و کَذلِکَ الرِّصاغُ ، ککِتَابٍ : لُغَهٌ فی الرِّساغِ للحَبْلِ قال ابنُ السِّکِّیتِ :هُوَ لُغَهُ العامَّهِ .

و کغُرَابٍ :ع،لُغَهٌ فی السِّینِ عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

رغغ

الرَّغِیغَهُ :العَیْشُ الصّالِحُ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

قال: و الرَّغِیغَهُ : حَسْوٌ مِنَ الزُّبْدِ، وَ قالَ غَیْرُهُ :

الرَّغِیغَهُ :ما عَلَی الزُّبْد،و هُوَ ما یُسْلَأُ مِنَ اللَّبَنِ مِثْلُ الرَّغْوَهِ .

أَوْ لَبَنٌ یُغْلَی و یُذَرُّ عَلَیْهِ دَقِیقٌ و هُوَ طَعَامٌ یُتَّخَذُ للنُّفَساءِ.

وَ قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :لَبَنٌ یُطْبَخُ ،و قالَ غَیْرُه:طَعَامٌ مِثْلُ الحَسَاءِ،یُصْنَعُ بالتَّمْرِ،و بکُلِّ ذلِکَ فُسِّرَ قَوْلُ أَوْسِ بنِ حَجَرٍ:

فکَیْفَ وَجَدْتُمْ و قْد ذُقْتُمُ

رَغِیغَتَکُمْ بَیْنَ حُلْوٍ و مُرّ

قال الأَصْمَعِیُّ :کَنَی بالرَّغِیغَهِ عَنِ الوَقَعَهِ ،أی:ذُقْتُم طَعْمَهَا فکَیْفَ وَجَدْتُمُوها؟ و قال اللَّیْثُ : الرَّغْرَغَهُ :رَفاغَهُ العَیْشِ ،و الانْغِمَاسُ فی الخَیْرِ.

قال: و الرَّغْرَغَهُ : أَنْ تَرِدَ الإِبِلُ کُلَّ یَوْمٍ مَتَی شاءَتْ ، مِثْلُ الرِّفْهِ ،قال مُدْرِکُ بنُ لایٍ :

رَغَرْغَهً رِفْهاً إذا وِرْدٌ حَضَرْ

أَذاکَ خَیْرٌ أَمْ عناءٌ و عَسَرْ

قال الصّاغَانِیُّ :و الرِّوَایهُ :«إذَا وِرْدٌ صَدَرْ».

قلتُ :و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ شاهِدًا لِرَفاغَهِ (2)العَیْشِ ،و نَسَبَهُ لِبَشِیرِ (3)بْنِ النِّکْثِ :

حَلاَ غُثَاءُ الرّاسِیَاتِ فَهدَرْ

رَغْرَغَهً رِفْهاً إذا الوِرْدُ حَضَرْ

أَو الرَّغْرَغَهُ : أَنْ یَسْقِیَهَا یَوْما بالغَدَاهِ و یَوْماً بالعَشِیِّ قال ابنُ دُرَیْدٍ:و هُوَ ظِمْ ءٌ مِنْ أَظْمَاءِ الإِبِلِ ،فإِذَا سَقَاهَا فی کُلِّ یَوْمٍ إذا انْتَصَفَ النَّهَارُ،فذلِکَ الظِّمْ ءُ:الظّاهِرَهُ .

أَو الرَّغْرَغَهُ :أَنْ تُرَدَّدَ عَلَی الماءِ فی الیَوْمِ مِرَارًا،قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ .

وَ قَالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :المَغْمَغَهُ :أَنْ تَرِدَ الماءَ کُلَّمَا (4)شَاءَتْ ،یَعْنِی الإِبِلَ ،و الرَّغْرَغَهُ :هو أَنْ یَسْقِیَهَا سَقْیاً لَیْسَ بتامٍّ و لا کَافٍ . و الَّذی ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیُّ فی الرَّغْرَغَهِ قوْلُ أَبِی عُبَیْدٍ.

و الرَّغْرَغَهُ : إِخْفَاءُ الشَّیْ ءِ، کَذا فی المُحِیطِ و اللِّسَانِ ، وَ سَیَأْتِی ذلِکَ عن المُفَضَّلِ فی ز غ ز غ».

قال ابنُ عَبّادٍ: و الرَّغْرَغَهُ أَیْضاً: أَنْ تَلْزَمَ الإبِلُ الحَمْضَ وَ هِیَ لا تُرِیدُه،و قِیل:هو أَنْ تُصِیبَ مِنَ الحَمْضِ الَّذی حَوْلَ الماءِ،ثُمَّ تَشْرَبَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیهِ :

الرَّغِیغَهُ :العَجِینُ الرَّقِیقُ ،عن الفَرّاءِ.

وَ قالَ ابنُ بَرِّیّ : الرَّغِیغَهُ :عُشْبٌ ناعِمٌ .

وَ المُرَغْرَغُ :غَزْلٌ لَم یُبْرَمْ .

وَ رَجُلٌ مُرَغْرَغٌ :مُوَسَّعٌ عَلَیهِ فی العَیْشِ ،عامِّیَّهٌ .

رفغ

الرَّفْغ :أَلْأَمُ مَوْضِعٍ فی الوادِی،و شَرُّهُ تُراباً، قَالَهُ أَبُو مالِکٍ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً: الرَّفْغ : النّاحِیَهُ عَن الأَخْفَشِ ،

ص:23


1- (1) کذا،و رُسْغ واحد الأرساغ،ففی العباره سقط ،و تمامها فی الأساس: وَ فی أیدیهن المراسغ و الأرساغ...الواحده مرسغه و رسغ.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:شاهدا لرفاغه العیش،المراد: الرغرغه بمعنی رفاغه العیش ا ه ».
3- (3) عن اللسان [1]دار المعارف و بالأصل«لبشر».
4- (4) فی الصحاح:متی شاءت.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یُقَالُ :هُوَ فی رَفْغٍ مِنْ قَوْمِه،و فی رَفْغٍ مِنَ القَرْیَهِ ،أیَ فی ناحِیَهٍ مِنْهُم و مِنْهَا،و لَیْسَ فی وَسَطِ القَرْیَهِ .

ج: أَرْفُغ کأَفْلُسٍ ، قال رُؤْبَهُ :

لا جْتَبْتَ مَسْحُولاً جَدِیبَ الأَرْفُغِ

أَرادَ بالمَسْحُولِ :الطَّرِیقَ .

و قال أَبُو زَیْدٍ: الرَّفْغُ : الأَرْضُ السَّهْلَهُ و ج: رِفَاغٌ کجِبَال.

و الرَّفْغُ : السِّقَاءُ الرَّقِیقُ المُقَارِبُ .

و فی اللِّسَانِ : الرَّفْغُ : الأَرْضُ الکَثِیرَهُ التُّرَابِ یُقَالُ :

جاءَ فُلانٌ بمَالٍ کرَفْغِ التُّرَابِ ،أی:فی کَثْرَتِهِ ،قال أَبُو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ جَمَلاً بُخْتِیًّا:

أَتَی قَرْیَهً کانَتْ کَثِیرًا طَعَامُهَا

کرَفْغِ التُّرَابِ کُلُّ شَیءٍ یَمِیرُها (1)

و الرَّفْغُ : المَکَانُ الجَدْبُ الرَّقِیقُ المُقَارِبُ ،کَما فی اللِّسانِ .

و الرَّفْغُ : وَسَخُ الظُّفْرِ،و یُضَمُّ و قِیلَ :هُوَ الوَسَخُ الَّذِی بَیْنَ الأَنْمُلَهِ و الظُّفْرِ،و مِنْهُ

14- الحَدِیثُ : «و کَیْفَ لا أُوِهِمُ و رُفْغُ أَحَدِکُمْ بَینَ ظُفُرِهِ و أُنْمُلَتِهِ » (2). و قالَ الصّاغانِیُّ :و کأَنَّهُ أَرادَ وَسَخَ ظُفُرِهِ ،فاخْتَصَرَ الکَلامَ ،و مِمّا یُبَیِّنُ ذلِکَ

14- حَدِیثُه الآخَر: «و اسْتَبْطأَ النّاسُ الوَحْیَ ،فقَالَ َ: و کَیْفَ لا یَحْتَبِسُ الوَحْیُ و أَنْتُمْ لا تُقَلِّمُونَ أَظْفَارَکُمْ ،و لا تُنَقُّون بَراجِمَکُمْ ». أَرادَ أَنَّکُمْ لا تُقَلِّمُونَ أَظْفَارَکُمْ ،ثُمّ تَحُکُّونَ بِهَا أَرْفَاغَکُم ،فیَعْلَقُ بِهَا ما فی الأَرْفَاغ .

أَو الرَّفْغُ : وَسَخٌ و عَرَقٌ یَجْتَمِعُ فی المَغَابِنِ مِنَ الآباطِ وَ أُصُولِ الفَخِذَیْنِ و الحَوَالِبِ ،و غَیْرِهَا مِن مَطَاوِی الأَعْضَاءِ.

و الرَّفْغُ : السَّعَهُ مِنَ العَیْشِ و الخِصْب، وَ قد رَفُغَ عَیْشُهُ ،ککَرُمَ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الرَّفْغُ : أَصْلُ الفَخِذِ، و یُضَمُّ ،قال غَیْرُه: الرَّفْغُ و الرُّفغُ :أُصُولُ الفَخِذَیْنِ مِنْ باطِنٍ ،و هُمَا:مااکْتَنَفَا أَعالِی جانِبَی العانَهِ عِنْدَ مُلْتَقَی أَعالِی بَوَاطِنِ الفَخِذَیْنِ وَ أَعْلَی البَطْنِ ،و قِیلَ : الرُّفْغُ :مِنْ باطِنِ الفَخِذِ عِنْدَ الأُرْبِیَّهِ .

قال ابنُ دُرَیْدٍ و قِیلَ : کُلُّ مُجْتَمَعِ وَسَخٍ مِنَ الجَسَدِ:

رَفْغٌ ،و نَصُّ الجَمْهَرَهِ :کُلُّ مَوْضِعٍ مِنَ الجَسَدِ یَجْتَمِعُ فیهِ الوَسَخُ فهُوَ رَفْغٌ ،زادَ فی اللِّسَانِ :کالإبْطِ و العُکْنَهِ ، وَ نَحْوِهِما،و قولُه: و یُضَمُّ ، هذا راجِعٌ لقَوْلِهِ أَصْلُ الفَخِذِ، فإِنَّه الَّذِی ذُکِرَ فیهِ الوَجْهَانِ ،و کَلامُ المُصَنِّفِ لا یَخْلُو عَنْ نَظَر،قال ابنُ دُرَیْدٍ: ج: أَرْفاغٌ ،و رُفُوغٌ زادَ غَیْرُه:و أَرْفُغٌ ، کَأَفْلُسٍ .

وَ فی المِصْبَاحِ : الرُّفْغُ بالضَّمِّ :لُغَهُ أَهْلِ العالِیَهِ وَ الحِجَازِ،و الفَتْحُ لُغَهُ تَمِیمٍ .قُلْتُ :و هُوَ قَوْلُ أَبِی خَیْرَهَ .

و تُرَابٌ رَفْغٌ ، و طَعَامٌ رَفْغٌ ، و کِلْسٌ رَفْغٌ ، أی: لَیِّنٌ ، وَ أَصْلُ الرَّفْغِ :اللِّینُ و السُّهُولَهُ ،کما فی اللِّسَانِ و العُبَابِ ، وَ قَالَ شَیْخُنا:أَصْلُ الرَّفْغِ :اللِّینُ و القَذَرُ،کَمَا قالَهُ الرّاغِبُ وَ غَیْرُه.

قلتُ :القَذَرُ لَیْسَ مِنْ أُصُولِ مَعَانِی الرَّفْغِ ،و ما نَسَبَهُ إلی الرّاغِبِ فَغَیْرُ وَجِیهٍ ،فإِنَّهُ لا یَذْکُرُ فی کِتَابِهِ إلاّ لُغَاتِ القُرْآنِ ،و لَیْسَ الرَّفْغُ فیهِ ،و شَیْخُنَا-رَحِمَهُ اللّه تَعالَی- أَحْیَانًا یَنْسبُ إِلَیْهِ -نَظَرًا إِلَی أَنَّهُ مِنْ أَئِمَّهِ الاشْتِقَاقِ -بَعْضَ التَّحْقِیقَاتِ مِن بابِ الحَدْسِ (3)و التَّخْمِینِ ،فَتَأَمَّلْ .

و الرُّفْغُ بالضَّمِّ :الإِبْطُ عَن الفَرّاءِ،و رَوَی

16- الحَدِیثَ :

«عَشْرٌ مِنَ السَّنَهِ »فذَکَرَهُنَّ ،و قالَ :«نَتْفُ الرُّفْغَیْنِ ». هکَذَا رَواهُ ،و فَسَّرَهُ بالإِبْطَیْنِ ،و

14- المرْوِیُّ عَنْ أَبِی هُرَیْرَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهُ أنَّ النَّبِیَّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم قالَ : خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَهِ ،و فِیهِ :«و نَتْفُ الإِبْطِ ،و تَقْلِیمُ الأَظْفَارِ». و قِیلَ : الرُّفْغُ :أَصْلُ الإِبْطِ .

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : الرُّفْغُ : ما حَوْلَ فَرْجِ المَرْأَهِ و فی المِصْبَاحِ :و یُطْلَقُ عَلَی الفَرْجِ أَیْضاً،و

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ رَضِیَ اللّه عَنْهُ : إذَا الْتَقَی الرُّفْغَانِ فقَدْ وَجَبَ الغُسْلُ ». یُرِیدُ:

إِذَا الْتَقَی ذلِکَ مِن الرَّجُلِ و المَرْأَهِ ،و لا یَکُونُ ذلِکَ إِلاّ بالْتِقَاءِ الخِتانَیْنِ ،قالَهُ أَبُو عُبَیْدٍ،و اعْتَرَضَ صاحِبُ اللِّسَانِ ، فقَالَ َ:و هذا فِیهِ نَظَرٌ؛لأنَّهُ قَدْ یُمْکِنُ الْتِقَاءُ الرُّفْغَیْنِ و لا یَلْتَقِی الخِتَانانِ ،و لکِنَّه أَرادَ الغَالِبَ مِنْ هذِه الحالَهِ ،و اللّه أَعْلَمُ .

ص:24


1- (1) دیوان الهذلیین 154/1.
2- (2) انظر التهذیب رفغ و الفائق 184/3. [1]
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الحدث».

و جَمْعُ الرُّفْغ : أَرْفَاغٌ ،قال الشّاعِرُ:

قَدْ زَوَّجُونِی جَیْئَلاً فِیها حَدَبْ

دَقِیقَهَ الأَرْفاغِ ضَخْماءَ الرَّکَبْ

و قال ابنُ عَبّادٍ: المَرْفُوغَهُ :المَرْأَهُ الصَّغِیرَهُ الهَنَه (1)لا یَصِلُ إِلَیْهَا الرَّجُلُ و فی اللسَانِ :هِیَ الَّتِی الْتَزَقَ خِتَانُهَا صَغِیرَهً ،فلا یَصِلُ إِلَیْهَا الرَّجُلُ .

قال ابنُ عَبّادٍ: و الرَّفْغَاءُ :الدَّقِیقَهُ الفَخِذَیْنِ ،الصَّغِیرَهُ الهَنَهِ ،المَعِیقَهُ (2)الرُّفْغَیْنِ ، و فی اللّسان:الصَّغَیرَهُ المَتَاعِ .

و مِن المَجَازِ: الأَرْفاغُ :السَّفِلَهُ مِنَ النّاسِ و أَرَاذِلُهُم تَشْبِیهاً بأَرْفاغ الوَادی، الوَاحِدُ رَفْغٌ ، بالفَتْح،أَوْ بالضَّمِّ ، کَقُفْلٍ و أَقْفَالٍ .

و الأَرْفَغُ :ع عن ابْنِ دُرَیْدٍ،نَقَلَهُ یَاقُوت و الصّاغَانِیُّ .

و فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ : تَرَفَّغَها : إذا قَعَدَ بَیْنَ فَخِذَیْهَا لِیَطَأَهَا.

و یُقَالُ : تَرَفَّغَ فُلانٌ فَوْقَ البَعِیرِ: إذا خَشِیَ أَنْ یَرْمِیَ بِهِ خَلْفَ رِجْلَیْهِ هکَذَا فی سَائِرِ النُّسَخِ ،و وَقَعَ هکَذَا فی نُسَخِ العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ ،و هو غَلَطٌ و تَصْحِیفٌ ،و صَوَابُه:«فَلَفَّ رِجْلَیْهِ » عِنْدَ ثَیلِه، وَ قَدْ أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ عَلَی الصَّوابِ .

و الرُّفَغْنِیَهُ ،کبُلَهْنِیَهٍ :سَعَهُ العَیْشِ و کَذلِکَ الرُّفَهْنِیَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیهِ :

ناقَهٌ رَفْغَاءُ :واسِعَهُ الرُّفْغِ ،کما فی اللِّسَانِ ،و فی الأَسَاسِ :امْرَأَهٌ رَفْغَاءُ :واسِعَهُ الرُّفْغِ .

وَ ناقَهٌ رَفِغَهٌ ،کفَرِحَه:فَرِجَهُ (3)الرُّفْغَیْنِ .

قال ابن الأَعْرَابِیِّ : المَرَافِغُ :أُصُولُ الیَدَیْنِ و الفَخِذَیْنِ ، لا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِها.

وَ الأَرْفاغُ -واحِدُهَا الرُّفْغُ و الرَّفْغُ -:المَغَابِنُ و المَحَالِبُ مِنَ الجَسَدِ،قال الأَصْمَعِیُّ :یَکُونُ فی الإِبِلِ و النّاسِ .وَ رَفَغَ المَرْأَهَ ، کتَرَفَّغَ .

وَ الرَّفْغُ ،بالفَتْحِ :تِبْنُ الذُّرَهِ ،هُنَا ذَکَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ ، وَ أَنْشَدَ قَوْلَ الشّاعِرِ:

دُونَکَ بَوْغاءَ تُرَابِ الرَّفْغِ (4)

وَ قَدْ ذَکَرَهُ الصّاغَانِیُّ و غَیْرُه فی«دَفغ»بالدّالِ ،و إِن لَم یَکُنْ تَصْحِیفاً فإِنَّ التَّرْکِیبَ لا یَدْفَعُه إِذَا تَؤُمِّلَ فِیهِ .

وَ الرَّفْغُ :أَسْفَلُ الفَلاهِ و أَسْفَلُ الوَادِی،و قَالَ أَبو حَنِیفَهَ :

أَرْفَاغُ الوادِی:جوانِبُه.

وَ الرَّفْغُ ،و الرَّفَاغَهُ ،و الرَّفاغِیَهُ ،بالفَتْحِ فی الکُلِّ :سَعَهُ العَیْشِ و الخِصْبِ ،و عَیْشٌ أَرْفَغُ ،و رافِغٌ ،و رَفِیغٌ :خَصِیبٌ واسِعٌ طَیِّبٌ ،و قَدْ رَفُغَ ،ککَرُمَ :اتَّسَعَ .

وَ تَرَفَّغَ الرَّجُلُ :تَوَسَّعَ ،و قالَ الشَّاعِرُ:

تَحْتَ دُجُنّاتِ النَّعِیمِ الأَرْفَغِ

وَ الرَّافِغَهُ (5):النِّعْمَهُ ،و الجَمْعُ : الرَّوافِغُ .

وَ أَرْفَغَ لَکُمُ المَعَاشَ :أی أَوْسَعَهُ .

رمغ

رُمَاغٌ ،کغُرَابٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هُو ع، وَ هکذا نَقَلَه یاقُوت و الصّاغَانِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ (6).

و فی المُحِیطِ و اللِّسَانِ : رَمَغَهُ کمَنَعَهُ یَرْمَغُه رَمْغًا : عَرَکَهُ بِیَدِهِ و دَلَکَهُ ، کالأَدِیمِ و نَحْوِهِ .

و فی المُحِیطِ خاصَّهً : تَرْمِیغ الکَلامِ :تَلْفِیقُه من هُنَا وَ مِنْ هُنَا.

قال: و التَّرْمِیغُ فی الرَّأْسِ :تَدْهِینُه و تَرْوِیَتُه بالدُّهْنِ .

قال: و التَّرْمِیغُ فی الطَّعَامِ :تَرْوِیَتُه بالأُدْمِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:

رِماغٌ ،ککِتَابٍ :لُغَهٌ فی رُمَاغٍ ،کغُرابٍ ،للمَوْضِعِ ، نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ .

ص:25


1- (1) فی التکمله:الهَنِ .
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:قوله:المعیقه،یظهر أن المیم من زیاده الناسخ فی المتن،و حقه:العیقه کضیقه بتشدید الیاء علی فیعله من عوق،و فی اللسان:عیق إتباع لضیق أی بشد الیاء فیهما ففی ضیقه تعویق للرجل عن حاجته،قاله نصر».
3- (3) فی التهذیب و اللسان: [1]قرحه.
4- (4) تقدم فی«دفغ»و نسبه فی اللسان [2]للحرمازی و روایته: دونک بوغاء ریاغ الدفغ.
5- (5) عن النهایه و اللسان و بالأصل«و الرافغ».
6- (6) فی اللسان:«و رُماغ و رِماغ»و نص یاقوت علی ضم أوله و تشدید ثانیه وَ آخره عین معجمه.

روغ

راغَ الرَّجُلُ و الثَّعْلَبُ یَرُوغُ رَوْغًا و رَوَغَانًا ، الأَخِیرُ بالتَّحْرِیکِ ،أی:مالَ ، و حادَ عَنِ الشَّیْ ءِ.

وَ رَاغَ فُلانٌ إِلَی فُلانٍ :مالَ إِلَیْهِ سِرًا،و مِنْهُ قَوْلُه تَعالَی:

فَراغَ إِلی أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِینٍ (1)و قَوْلُه تَعالَی:

فَراغَ عَلَیْهِمْ ضَرْباً بِالْیَمِینِ (2)کُلُّ ذلِکَ انْحِرَافٌ فی اسْتِخْفَاءٍ،و قیلَ :أَقْبَلَ ،و قالَ الفَرّاءُ:قَوْلُه: « فَراغَ إِلی أَهْلِهِ » مَعْنَاهُ :رَجَعَ إِلَی أَهْلِه فی حالِ إِخْفَاءٍ مِنْه لِرُجُوعِه، وَ لا یُقَالُ لِلَّذِی رَجَعَ :قَدْ راغَ ،إلاّ أَنْ یَکُونَ مُخْفِیاً لِرُجُوعِهِ ، وَ قالَ :فی قَوْلِهِ تَعَالَی: فَراغَ عَلَیْهِمْ :مالَ عَلَیْهِم،و کَأَنَّ الرَّوْغَ ههُنَا أیْ :أَنَّهُ اعْتَلَّ عَلَیْهِمْ رَوْغًا ؛لِیَفْعَلَ بآلِهَتِهِمْ مَا فَعَلَ ،و قالَ الرّاغِبُ :أَصْلُ مَعْنَی الرَّوْغِ :المَیْلُ فی جانِبٍ ،لِیَخْدَعَ مَنْ خَلْفَهُ .

و الاسْمُ : الرَّواغُ ، کسَحابٍ .

و الرَّوّاغُ کشَدّادٍ.الثَّعْلَبُ ، وَ مِنْهُ

17- قَوْلُ مُعَاوِیَهَ لِعَبْدِ اللّهِ بنِ الزُّبَیْرِ-رَضِیَ اللّهُ عَنْهُم: -:«إِنَّمَا أَنْتَ ثَعْلَبٌ رَوّاغٌ ،کُلَّما خَرَجْتَ مِنْ جُحْرٍ انْجَحَرْتَ فی جُحْرٍ».

و الرَّوّاغُ بنُ عَبْدِ المَلِکِ بْنِ قَیْسٍ بنِ سُمَیٍّ من تُجِیبَ القَبِیلَه المَشْهُورَه.

و الرَّوّاغُ والِدُ (3)سُلَیْمَانَ الخُشَنِیِّ الَّذِی هُوَ شَیْخٌ لسَعِیدِ بنِ عُفَیْرٍ، و والِدُ أَبِی الحَسَنِ أَحْمَدَ بنِ الرَّوّاغِ بنِ بُرْدِ بنِ نَجِیحٍ الأَیْدَعَانِیِّ المِصْرِیِّ ، الَّذِی یَرْوِی عَنْ بُجَیْرِ بنِ بُکَیْرٍ المُحَدِّثِینَ ذکَرَهُم ابنُ یُونُسَ فی تَارِیخِ مِصْرَ،و قد سَبَقَ للمُصَنِّفِ فی«رَوَعَ »هذا الکَلامُ بعَیْنِه تَقْلِیدًا للِصّاغانِیِّ ،ثُمَّ أَعادَه هُنَا عَلَی الصّوابِ من غَیْرِ تَنْبِیهٍ علیهِ ،و هُوَ غَرِیبٌ مِنْهُ یُحْتَاجُ التَّنَبُّهُ له.

و یُقَال: هذِه رِواغَتُهم و رِیاغَتُهُم بِکَسْرِهِما،أی:

مُصْطَرَعُهُمْ أی:المَوْضِعُ الَّذِی یَصْطَرِعُونَ فِیهِ ،صارَت الواوُ یاءً لاِنْکِسَارِ ما قَبْلَها،نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ الثانِیَهَ عَن الیَزِیدِیِّ ،قال الصّاغَانِیُّ :و هذا القَلْبُ لَیْسَ بضَرْبَهِ لازِبٍ .

و الرِّیاغُ ،کَکِتَابٍ :الخِصْبُ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

قال: و یُقَالُ : أَخَذْتَنِی بالرُّوَیْغَهِ ، کجُهَیْنَهَ ،أی: بالحِیلَهِ ،و هُوَ مِنَ الرَّوْغِ ، بالفَتْحِ .

و أَراغَ إِراغَهً : أَرادَ و طَلَبَ ، کارْتاغَ ، تَقُول: أَرَغْتُ الصَّیْدَ،و ماذَا تُرِیغُ :أی:ما تُرِیدُ و ما تَطْلُبُ .و قَال خالِدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ کِلابٍ فی فَرَسِه حَذْقَهَ :

أَرِیغُونِی إِراغَتَکُمْ فإِنِّی

وَ حَذْقَهَ کالشَّجَی تَحْتَ الوَرِیدِ (4)

وَ فی التَّهْذِیبِ :فُلانٌ یُرِیغُ کَذا و کَذا،و یُلِیصُه،أی:

یَطْلُبُه و یُرِیدُه (5)،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

یُدِیرُونَنِی عَن سالِمٍ و أُرِیغُه

وَ جِلْدَهُ بَیْنَ العَیْنِ و الأَنْفِ سالِمُ (6)

وَ یُقَال:فُلانٌ یُرِیغُنِی عَلَی أَمْرٍ،و عَنْ أَمْرٍ،أی:یُراوِدُنِی وَ یَطْلُبُه مِنِّی،و مِنْهُ

17- حَدِیثُ قَیْسٍ : «خَرَجْتُ أُرِیغُ بَعِیرًا شَرَدَ مِنِّی». أی:أَطْلُبُه بِکُلِّ طَرِیقٍ ،و مِنْهُ رَوَغانُ الثَّعْلَبِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : رَوَّغ فُلانٌ الثَّرِیدَهَ تَرْوِیغًا :إذا دَسَّمَهَا و رَوّاها، وَ کَذلِکَ مَرَّغَهَا،و سَغْبَلَهَا،و روَّلَها،و هو مَجَازٌ،و منه

16- الحَدِیثُ : « فَلْیُرَوِّغْ لَهُ لُقْمَهً ». أی:یُشرِّبْهَا بالدَّسَمِ .

و المُرَاوَغَهُ :المُصَارَعَهُ ، یُقَالُ :هُوَ یُرَاوِغُ فُلانًا:إذا کانَ یحِیدُ عَمّا یُدِیرُه عَلَیْهِ و یُحَایِصُه،قال عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ العِبَادِیُّ :

یَوْمَ لا یَنْفُعُ الرِّواغُ و لاَ یَنْ

فَعُ إِلاَّ المُشَیَّعُ النِّحْرِیرُ

کالتَّراوُغِ یُقَال: تَرَاوَغَ القَوْمُ ،أی: راوَغَ بَعْضُهم بَعْضاً.

[ و أَنْ یَطْلُبَ بعضُ القومِ بعضاً.] (7).

و قال ابْنُ دُرَیْدٍ: تَرَوَّغَ ، هکَذَا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :

تَرَوَّغَتِ الدّابَّهُ : إذا تَمَرَّغَتْ .

ص:26


1- (1) سوره الذاریات الآیه 26. [1]
2- (2) سوره الصافات الآیه 93. [2]
3- (3) فی القاموس:«والدا سلیمان الخشنی و أحمد.».
4- (4) البیت فی اللسان«حذف»قاله فی فرسه حذفه و روایته: فمن یک سائلا عنی فإنی وَ حذفه کالشجا تحت الورید.
5- (5) فی التهذیب و اللسان:و [3]یدیره.
6- (6) البیت فی التهذیب و نسبه لداره أبی سالم.
7- ((*)) ساقطه من المطبوعتین:المصریه و الکویتیه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:

أَراغَهُ إِراغَهً :خادَعَهُ ،و کَذلِکَ راوَغَهُ رِواغًا .

وَ رَاغَ الصَّیْدُ:ذَهَبَ ههُنَا و ههُنَا،و هُوَ مَجَازٌ.

وَ فی المَثَلِ : « أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبٍ » قال طَرَفَهُ بنُ العَبْدِ لَعمْرِو بنِ هِنْدٍ یَلُومُ أَصْحَابَهُ فی خِذْلانِهِم[إِیّاه]:

کُلُّ خَلیلٍ کُنْتُ خالَلْتُه

لا تَرَکَ اللّهُ لَه واضِحَهْ

کُلُّهُمُ أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبٍ

ما أَشْبَهَ اللَّیْلَهَ بالبَارِحَهْ (1)!

وَ فی مَثَلٍ آخَرَ:

« رُوغِی جَعارِ،و انْظُرِی أَیْنَ المَفَرّ» وَ جَعَارِ:اسْمٌ للضَّبُعِ ،و لا تَقُلْ : رُوغِی إلاّ للمُؤَنَّثِ .

و راغَ حاجَهً إلی فُلانٍ یَرُوغُهَا :بَغاهَا بَغْیاً وشِیکاً.

وَ یُقالُ :خَیْرٌ رُواغاءُ ،أی:کَثِیرٌ.

وَ یُقَالُ :هوَ یَرُوغُ عَن الحَقِّ ،و طَرِیقٌ رائِغٌ زائِغٌ ،و هو مَجَازٌ،و مِنْهُ

17- حَدِیثُ الأَحْنَفِ : «فَعَدَلْتُ إلی رائِغَهٍ مِنْ رَوَائِغِ المَدِینَه». أی:طَرِیقٍ یَعْدِلُ و یَمِیلُ عَن الطَّرِیقِ الأَعْظَم.

وَ المُرَاوَغَهُ :المُرَاوَدَهُ ،تقول:ما زِلْتُ أُراوِغُهُ عَنْ کَذا، فما راغَ إِلَیْهِ ،أی:أُراوِدُه (2).

وَ رائِغَهُ (3):مَنْزِلُ لِحَاجِّ البَصْرَهِ بَیْنَ إِمَّرَهَ و طَحْفَهَ (4).

وَ قِیلَ :ماءٌ لبَنِی الحُلَیْفِ (5)من بَجِیلَهَ .

و:أَیْضاً:جَبَلٌ لغَنِیّ .

ریغ

الرِّیغُ ،بالکَسْرِ، أَهْمَلَهُ الجَوهَرِیُّ ،و هُوَ هکَذَا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و صَوَابُه: الرِّیاغُ ،کَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ وَ اللِّسَان و التَّکْمِلَهِ ،قالوا:قال شَمِرٌ: الرِّیاغُ : الغُبارُ وَ الرَّهَجُ . و قِیلَ : التُّرَابُ عامَّهً ،و قِیلَ :المُدَقَّقُ مِنْهُ ،قال رُؤْبَهُ یَصِفُ عَیْرًا،و أُتُنَهُ :

و إِنْ أَثارَتْ مِنْ رِیَاغٍ سَمْلَقَا

تُهْوِی حَوامِیهَا بِهِ مُدَقِّقَا (6)

أَرادَ أَثارَتْ رِیاغًا مِنْ سَمْلَقٍ ،فقَلَبَ .

و قِیلَ : الرِّیَاغُ : النِّفارُ، قال الصّاغَانِیُّ :و ثَلاثَتُهَا یَدْخُلُ فی التَّرْکِیبَیْنِ ،یَعْنِی هذا التَّرْکِیبَ و الَّذِی قَبْلَه.

و أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللّهِ بنُ إبْرَاهِیمَ المَغْرِبِیُّ الرِّیغِیُّ بالکَسْرِ: قاضِی الإِسْکَنْدَرِیَّهِ ، سَمِعَ أَبَا الطّاهِرِ بنَ عَوْفٍ ، وَ عُمِّرَ دَهْرًا طَوِیلاً،و ماتَ سنهَ 645 و ذُرِّیَّتُه بَعْدَه و أَقارِبُه:

مُحَدِّثُونَ مُتَأَخِّرُونَ .

و قال النَّضْرُ: رَیَّغَ الثَّرِیدَهَ أی: رَوَّغَها ،فَتَرَیَّغَتْ بالدَّسَمِ .

و قال العُزَیْرِیّ : المُرَیَّغُ ،کمُعَظَّمٍ :الشَّیءُ المُتَرَّبُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

تَرَیَّغَتِ اللُّقْمَهُ بالسَّمْنِ ،أی:تَرَوَّتْ ،قالَهُ النَّضْرُ.

وَ قالَ الأَزْهَرِیُّ :و أَحْسَبُ المَوْضِعَ الَّذِی یَتَمَرَّغُ فیهِ الدَّوابُّ سُمِّیَ مَرَاغًا مِنَ الرِّیاغِ ،و هو:الغُبَارُ.

فصل الزای مع الغین

زبغ

یُقَالُ : أَخَذَهُ بزَبَغِه ،مُحَرَّکَهً ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ ابنُ عَبّادٍ: أی:بجُمْلَتِهِ و حِدْثانِه، هکَذا نَقَلَه عَنْهُ الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْهِ ،و هو تَصْحِیفٌ ، وَ الصّوابُ بِرَبَغِه بالرّاءِ،کما تَقَدَّمَ ،و کانَ الجَوْهَرِیُّ -رَحِمَهُ اللّهُ -لا یَحْتَجُّ بابْنِ عَبّادٍ فِیمَا أَوْرَدَهُ فی کِتَابِه.

زدغ

المِزْدَغُ ،کمِنْبَرٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ هُنَا،و أَوْرَدَهُ اسْتِطْرَادًا فی«ص د غ»و قَالَ ابنُ عَبّادٍ:هی المِخَدَّهُ

ص:27


1- (1) دیوانه ص 15.
2- (2) فی الأساس:أی أداوره.
3- (3) فی معجم البلدان«رابغه»بالباء الموحده...قال:و روی رایغه بالیاء تحتها نقطتان و غین معجمه.
4- (4) عن معجم البلدان«رابغه»و بالأصل«و ملحقه».
5- (5) عن معجم البلدان«رابغه»و بالأصل«الحلبس».
6- (6) روایته فی دیوانه ص 111 تهوی حوامیها به مذلقا وَ الأول فی التهذیب:«أثارت»بحذف«و إن».

تُوضَعُ تَحْتَ الصُّدْغِ لُغَهٌ فی المِصْدَغِ بالصّادِ.

و یُقَالُ : تَزَدَّغَ بِها، وَ أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسانِ فی «ص د غ»اسْتِطْرَادًا،فقَالَ َ:و المِصْدَغَهُ :المِخَدَّهُ ، وَ قالوا: مِزْدَغَهٌ بالزّایِ ،و لو قالَ المُصَنِّفُ :« المِزْدَغَهُ :

المِخَدَّهُ ،لُغَهٌ فی المِصْدَغَهِ »لأَصَابَ ،فإِنَّ المِخَدَّهَ هِیَ المِزْدَغَهُ و المِصْدَغَهُ ،کما فی العُبَابِ و الصِّحاحِ و التَّکْمِلَهِ وَ اللِّسَانِ ،فَتَأَمَّلْ .

زغغ

الزُّغُّ ،بالضَّم:صُنانُ الحَبَشِ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الزُّغْزُغُ کهُدْهُدٍ:طائِرٌ، زَعَمُوا،و لا أَعْرِفُ ما صِحَّتُه.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الزُّغْزُغُ : القَصِیرُ الصَّغِیرُ (1).

قال: و الزُّغْزُغُ أَیْضاً: الوَلَدُ الصَّغِیرُ جَمْعُه الزَّغازِغُ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الزَّغْزَغُ بالفَتْحِ :الخَفِیفُ النَّزِقُ مِنّا.

و قال ابنُ بَرِّیٍّ : الزَّغْزَغُ : ع،بالشّامِ هکَذا أَوْرَدَهُ مُعَرَّفاً بالأَلِفِ و اللاّمِ ،و هُوَ فی المُحِیطِ و اللِّسَانِ و العَیْنِ :« زَغْزَغٌ » بلا لامٍ .

و الزَّغْزَغَهُ :ضَعْفُ الکلامِ عَن ابْنِ عَبّادٍ،و فی الأَسَاسِ : زَغْزَغَ کلامَهُ :لَم یُلحصْ مَعْنَاهُ ،و یُقَالُ :لا تُزَغْزِغِ الکَلامَ ،و بَیِّنِ الحَقَّ .

و قال المُفَضَّلُ : الزَّغْزَغَهُ : إِخْفَاءُ الشَّیْ ءِ و خَبْؤُهُ ، وَ کَذلِکَ الرَّغْرَغَهُ بالرّاءِ،کما تقَدَّمَ .

و الزَّغْزَغَهُ : السُّخْرِیَهُ عن الخَلِیلِ ،یُقَالُ : زَغْزَغَ بالرَّجلِ :إذا هَزِءَ بِهِ ،و سَخِرَ مِنْهُ ،و مِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

عَلَیَّ إِنِّی لَسْتُ بالمُزَغْزَغِ

أی:لَسْتُ مِمَّنْ یُسْخَرُ مِنْهُ و یُهْزَأُ.و یُرْوَی:«بالمُدَغْدَغِ » وَ قَدْ تَقَدَّمَ .

و فی المُحِیطِ : الزَّغْزَغَهُ : أَنْ تَرُومَ حَلَّ رَأْسِ السِّقَاءِ، وَ قَدْ زَغْزَغَهُ .

و الزَّغْزَغِیَّهُ :الکَبُولاءُ (2). و یُقَالُ : کَلَّمْتُه بالزُّغْزُغِیَّهِ بالضَّمِّ ،و هِیَ لُغَهٌ لبَعْضِ العَجَمِ ، کَما فی اللِّسَانِ ،و العُبَابِ .

وَ قال ابنُ فارِسٍ :الزّایُ و الغَیْنُ لَیْسَ بشَیْ ءٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

زَغْزَغَ الرَّجُلُ فَما أَحْجَمَ ،أیْ حَمَلَ فَلَم یَنْکُصْ ، وَ لَقِیتُه فما زَغْزَغَ ،أی:فَمَا أَحْجَمَ ،و قَالَ الأَزْهَرِیُّ :و لا أَدْرِی أَصَحِیحٌ [هو] (3)أَمْ لاَ.

وَ الزَّغْزَغُ ،کجَعْفَرٍ:اللَّئِیمُ .

وَ قالَ ابنُ بَرِّیٍّ : الزَّغْزَغُ :المَغْمُوزُ فی حَسَبِهِ و نَسَبهِ .

وَ قالَ غَیْرُه:هُوَ المُزَغْزَغُ ،و بِهِ فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَهَ السابِقُ ، وَ قَوْلُه أَیْضاً:

فلا تَقِسْنِی بِامْرِیءٍ مُسْتَوْلِغِ

أَحْمَقَ أَوْ ساقِطَهٍ مُزَغْزَغِ

وَ کَذا قوله:

و العَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُزَغْزَغِ

وَ یُرْوَی أَیْضاً:«المُدَغْدَغِ »کما سَبَقَ (4).

وَ تَزَغْزَغَ الرَّجُلُ :خَفَّ و نَزِقَ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

زلغ

زَلَغَتِ الشَّمْسُ زُلُوغًا ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابْنُ عَبّادٍ:أی طَلَعَتْ .

و کذا: زَلَغَتِ النّارُ أی: ارْتَفَعَتْ .

و قال اللَّیْثُ : تَزَلَّغَتْ رِجْلُه، أی: تَشَقَّقَتْ ،أَو الصَّوابُ بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ فی الکُلِّ قال الأَزْهَرِیُّ :أَمَّا زَلَغ فَهُوَ عِنْدِی مُهْمَلٌ ،قال:و ذَکَرَ اللَّیْثُ ،أَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ ،و قالَ :

تَزَلَّغَتْ رِجْلِی:إذا تَشَقِّقَتْ و التَّزَلُّغُ :الشُّقَ (5)، 1،قال الأَزْهَرِیُّ :و المَعْرُوفُ تَزَلَّعَتْ یَدَهُ و رِجْلُه:إِذَا تَشَقَّقَتْ ، بالعَیْنِ غَیْرِ مُعْجَمَهٍ ،و مَنْ قالَ : تَزَلَّغَتْ ،بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ ، فقَدْ صَحَّفَ ،و نَقَلَ الصّاغَانِیُّ کَلامَ الأَزْهَرِیِّ هذا،و قالَ :

لَم أَجِدْ هذا التَّرْکِیبَ فی کِتَابِ اللَّیْثِ ،انْتَهَی.

ص:28


1- (1) فی التکمله:الزغزغ:اللئیم و الصغیر و القصیر.
2- (2) الکبولاء:العصیده.
3- (3) زیاده عن التهذیب 47/16«ز غ».
4- (4) و هی روایه الدیوان ص 99.
5- (5) الأصل و التهذیب و اللسان و [1]بهامشه«کذا بالأصل و لعله الانشقاق أو التشقق».

قُلْتُ :و قَوْلُ المُصَنِّفِ :«فی الکُلِّ »یُشْعرُ بأَنَّ زُلُوغَ الشَّمْسِ و النّارِ أَیْضاً بإِهْمَالِ العَیْنِ ،فیحتاج أَنْ یُذْکَرا فی تَرْکِیبِ «ز ل ع»و قَدْ أَهْمَلَهُمَا هُنَاکَ ،کما نَبَّهْنَا عَلَیْهِ ،و أَمّا الصّاغَانِیُّ فأَوْرَدَهُمَا عَن ابْنِ عَبّادٍ و سَلَّمَ ،و لَم یَقُلْ :إِنَّهُ تَصْحِیفٌ ،فالأَوْلَی حَذْفُ لَفْظَهِ «فی الکُلِّ »،فإِنَّهُ لَوْ کانَ إِهْمَالُ العَیْنِ فِیهِمَا صَوابا لذَکَرَهُما الأَئِمَّهُ فی تَرْکِیبِ «ز ل ع»و لَم یَتَعَرَّضْ لَهُمَا أَحَدٌ مِنْهُمْ ،فَعَلِمْنَا أَنَّهُمَا بالغَیْنِ مُعْجَمَهً ،فَتأَمَّلْ .

و ازْدَلَغَ الجِلْدُ: إذا أَصابَتْهُ النّارُ فاحْتَرَقَ ، نَقَلَهُ العُزَیْزِیُّ فی تَکْمِلَهِ العَیْنِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

زَلَغَهُ بالعَصَا:ضَرَبَهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،کَذا فی اللِّسَان.

زوغ

زاغَ یَزُوغُ زَوْغًا و زَیْغًا: مَالَ عَنِ القَصْدِ،عَن ابْنِ دُرَیْدٍ.

وَ زَاغَ عن الطَّرِیقِ زَوْغًا ،و زَیْغًا:عَدَلَ ،و الیاءُ أَفْصَحُ ، وَ أَنْشَدَ ابنُ جِنِّی فی الواوِ:

صَحَا قَلْبِی و أَقْصرَ واعِظَایَهْ

وَ عُلِّقَ وَصْلَ أَزَوغَ مِنْ عَظَایَهْ

جَعَلَ الزَّیَغَانَ للعَظایَهِ .

و زاغَ قَلْبَه یَزُوغُه : أَمالَ جاءَ مُتَعَدِّیاً أَیْضاً،و قَرَأَ نافِعٌ فی الشَّواذِّ: رَبَّنَا لا تَزُغْ قُلُوبَنا (1)بفَتْحِ التّاءِ و ضَمِّ الزّایِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: زاغَ النَّاقَهَ یَزُوغُها زَوْغًا : جَذَبها بالزِّمامِ وَ أَنْشَدَ قَوْلَ ذِی الرُّمَّهِ :

و لا مَنْ زاغَها بالخَزائِمِ (2)

قال:و العَیْنُ أَعْرَفُ ،قال الصّاغَانِیُّ أَمّا اللُّغَهُ فَبالعَیْنِ المُهْمَلَهِ لا غَیْرُ،و أَمّا ما ذَکَرَ لِذِی الرُّمَّهِ فَلَم أَجِدْهُ فی مِیمِیَّتِه الَّتِی أَوَّلُهَا:

خَلِیلَیَّ عُوجا النّاعِجَاتِ فسَلِّما

عَلَی طَلَلٍ بَیْنَ النَّقَی و الأَخارِمِ

قلتُ :و البَیْتُ المَذْکُورُ لِذِی الرُّمَّهِ تَقَدَّمَ إِنْشادُه عَلَی الکَمَالِ فی«ز و ع»فراجِعْه.

و قال:الیَزِیدِیُّ : زاغَ فی کُلِّ ما جَرَی فی المَنْطِقِ یَزُوغُ زَوَغَانًا مُحَرَّکَهً ،أی: جَارَ.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَزاغَهُ فی المَنْطِقِ إِزاغَهً ،و أَنا أُزِیغُه ،و زاوَغْتُه مُزَاوَغَهً وَ زِوَاغًا ،و زُغْتُ بِه.

ثُمَّ هذا الحَرْفُ مَکْتُوبٌ عِنْدَنا بالأَسْوَدِ،و هکَذا فی غالِبِ النُّسَخِ ،و قَالَ الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ :«ز و غ»أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و نَقَلَ قَوْلَ الیَزِیدِیِّ الَّذِی أَوْرَدْنَاهُ ،فتَأَمَّلْ .

زیغ

زاغَ یَزِیغُ زَیْغًا ،و زَیَغانًا ، الأَخِیرَهُ مُحَرَّکَهً ، و زَیْغُوغَهً کشَیْخُوخَهٍ : مَالَ فهُوَ زائِغَ ،و الواوُ لُغَهٌ .

و مِنَ المَجَازِ: زاغَ البَصَرُ زَیْغًا ،أی: کَلَّ ، وَ مِنْهُ قَوْلُه تَعالَی: ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغی (3)و قِیلَ : زاغَتِ الأَبْصَارُ،أی:مالَتْ عَنْ مَکانِهَا،کما یَعْرِضُ للإنْسانِ عِنْدَ الخَوْفِ .

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً: زَاغَتِ الشَّمْسُ زَیْغًا و زُیُوغًا ،فَهِیَ زائِغَهٌ : مالَتْ ،ففَاءَ الفَیْ ءُ.

و الزَّیْغُ :الشَّکُّ ،و الجَوْرُ عَنِ الحَقِّ ، و مِنْهُ قَوْلُه تَعالَی:

فِی قُلُوبِهِمْ زَیْغٌ (4)و

17- فی حَدِیثِ أَبِی بَکْرٍ،رَضِیَ اللّهُ عَنْهُ : «أَخَافُ إِنْ تَرَکْتُ شَیْئًا مِنْ أَمْرِه أَنْ أَزِیغَ ». أی:أَجُورَ وَ أَعْدِلَ عَنِ الحَقِّ ،و قالَ الرّاغِبُ : الزَّیْغُ :المَیْلُ عن الاسْتِقَامَهِ إلی أَحَدِ الجانِبَیْنِ ،و زالَ ،و مَالَ ،و زاغَ مُتَقَارِبَهٌ ، لکِنْ زاغَ لا یُقَالُ إلاّ فِیما کانَ عَنْ حَقٍّ إِلَی باطِلٍ .

و قَوْمٌ زاغَهٌ عَنِ الشَّیْ ءِ،أی: زائِغُونَ ، کالباعَهِ للبَائِعِینَ .

و الزَّاغُ :غُرَابٌ صَغِیرٌ إِلَی البَیَاض، لا یَأْکُلُ الجِیَفَ ، وَ قد رُخِّصَ فی أَکْلِه.قُلْتُ :و هُوَ المُسَمَّی الآنَ بمِصْر بالغُرَاب النُّوحِیِّ ج: زِیغانٌ کطِیقانٍ و طاقٍ ،و قالَ الأزْهَرِیُّ :

لا أَدْرِی أَعَرَبِیٌّ أَمْ مُعَرِّب ؟

ص:29


1- (1) سوره آل عمران الآیه 8. [1]
2- (2) تمامه فی اللسان«زوع» ألا لا تبالی العین من شد کورها علیها و لا من زاعها بالخزائم قال فی التکمله:زاغ الناقه بزمامها مثل زاعها.
3- (3) سوره النجم الآیه 17. [2]
4- (4) سوره آل عمران الآیه 7. [3]

قُلْتُ :الصَّحِیحُ أَنَّه فارِسیُّ ثُمَّ عُرِّبَ ،و لکِنْ یُطْلَقُ عَلَی مُطْلَق الغِرْبَانِ صَغِیرًا أَمْ کَبِیرًا،فلَمّا عُرِّبَ خُصِّصَ لِنَوْعٍ واحِدٍ مِنْهَا،فتَأَمَّلْ .

و أَزَاغَهُ إِزاغَهً : أَمالَهُ و مِنهُ قَوْلُه تَعالَی: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا (1)أیْ :لا تُمِلْنَا عَن الهُدَی و القَصْدِ،و لا تُضِلَّنَا، وَ قَوْلُه تَعَالَی: فَلَمّا زاغُوا أَزاغَ اللّهُ قُلُوبَهُمْ (2)،قال الراغِبُ :لمّا فارَقُوا الاسْتِقَامَهَ عَامَلَهُمْ بِذلِکَ .

و قال أَبُو سَعِیدٍ: زَیَّغَهُ تَزْیِیغًا :أَقامَ زَیْغَهُ ، قال:و هُو مِثْلُ قَوْلِهِمْ :تَظَلَّمَ فُلانٌ مِنْ فُلان إلی فُلانٍ ،فظَلَّمَه تَظْلِیماً.

و تَزَایَغَ :تَمَایَلَ ، وَ خَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ التَّمَایُلَ فی الأَسْنَانِ ، وَ هو مَجَازٌ.

و قال أَبُو زَیْدٍ: تَزَیَّغَتِ المَرْأَهُ : تَزَیُّغًا :مثلُ تَزَیَّقَتْ تَزَیُّقًا:إذا تَبَرَّجَتْ و تَزَیَّنَتْ و تَلَبَّسَتْ ،و نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ أَیْضا،و قَالَ ابنُ فارِسٍ :و هُوَ مِنْ بابِ الإِبْدَالِ ،نُونٌ أُبْدِلَتْ غَیْنًا.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیهِ :

الزُّیُوغُ ،بالضَّمِّ :المَیْلُ .

وَ أَزَاغَهُ :أَوْقَعَهُ فی الزَّیْغِ .

فصل السین مع الغین

سبغ

سَبَغَ الشَّیْ ءُ سُبُوغًا ، بالضَّمِّ : طالَ إِلَی الأَرْض، قالَهُ اللَّیْثُ ،کالثَّوْبِ ،و الشَّعَرِ،و الدِّرْعِ و نَحْوِها.

و مِنَ المَجَازِ: سَبَغَتِ النِّعْمَهُ :اتَّسَعَتْ ، وَ یُقَالُ :الحَمْدُ للّهِ عَلَی سُبُوغِ النِّعْمَهِ .

و سَبَغَ لِبَلَدِهِ سُبُوغًا : مالَ إِلَیْهِ و وَصَلَهُ ، وَ نَصُّ أَبِی عَمْرٍو فی نَوَادِرِه: سَبَغْتُ لِبَغْدَادَ،و سَبَغْت لِلکُوفَهِ ،أیْ :مِلْتُ إلَیْهِما سُبُوغًا ،و بَلَغْتُهُما أَیْضاً.

و مِنَ المَجَازِ: ناقَهٌ سابِغَهُ الضُّلُوعِ ، قالَهُ اللَّیْثُ ،أی:

وافِرَتُهَا. و عَجِیزَهٌ سابِغَهٌ ، و أَلْیَهٌ سابِغَهٌ ، و نِعْمَهٌ (3)سابِغَهٌ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :عِمَّهٌ ، و مَطْرَهٌ سابِغَهٌ ، و دِرْعٌ سابِغَهٌ أی:

تامَّهٌ وافِرَهٌ طَوِیلَهٌ واسِعَهٌ ،و فِیه لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ ،و کُلُّهُنَّ مَجازٌ غیرُ الأَخِیرَهِ ،و قالَ اللّه تَعالَی: أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ (4)و الدِّرْعُ السّابِغَهُ :الَّتِی تَجُرُّها فی الأَرْضِ -أَوْ عَلَی کَعْبَیْکَ -طُولاً و سَعَهً ،و أَنْشَدَ شَمِرٌ لِعَبْدِ اللّهِ بنِ الزَّبِیرِ الأَسَدِیِّ :

وَ سابِغَهٍ تَغْشَی البَنَانَ کَأَنَّهَا

أَضاهٌ بضحْضاحٍ مِنَ الماءِ ظاهِرِ

وَ سَبَغَ المَطَرُ؛إذا دَنَا إلی الأرْضِ و امْتَدَّ،قال الشّاعِرُ:

یَسِیلُ الرُّبَا واهِی الکُلَی عَرِضُ الذُّرَا

أَهِلَّهَ نَضَّاخِ النَّدَی سابِغِ القَطْرِ

وَ قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِیکَرِبَ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،لاِمْرَأَهِ أَبِیهِ ، وَ کانَ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ أَبِیهِ قَبْل إسْلامِه فِی الجَاهِلِیَّهِ :

فَزَیْنُک فی شَرِیطِکِ أُمَّ بَکْرٍ

وَ سَابِغَهٍ و ذِی النُّونَیْنِ زَیْنِی

وَ قالَ أَبُو ذُؤَیْبٍ الهُذَلِیُّ :

وَ عَلَیْهِمَا مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُمَا

دَاوُدُ أَوْ صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ (5)

و لِثَهٌ سابِغَهٌ :قَبِیحَهٌ نَقَلَه اللَّیْثُ ،و هُوَ مَجَاز.

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً: فَحْلٌ سابِغٌ : إذا کانَ طَوِیلَ الجُرْدَانِ (6)و ضِدُّه:الکَمِیشُ .

و قال الأصْمَعِیُّ :یُقَالُ : بَیْضَهٌ لَها سابِغٌ ،أی:لها تَسَابُغٌ ،و تَسْبِغُها ،و تَسْبِغَتُها ،و یُفْتَحُ ثالِثُهُما، وَ الثّانِیهُ هِی الفُصْحَی،سُمِّیَتْ بمَصْدَرِ سَبَّغَ ،مِنَ السُّبُوغِ :الشُّمُول، وَ هِیَ : ما تُوصَلُ بِهِ البَیْضَهُ مِنْ حَلَقِ الدِّرْعِ ،فتَسْتُرُ العُنُقَ ، لأَنَّ البَیْضَهَ بِه تَسْبُغُ ،و لَوْ لاهُ لکانَ بَیْنَهَا و بَیْنَ جَیْبِ الدِّرْعِ خَلَلٌ و عَوْرَهٌ ،و قالَ : تَسْبِغَهُ البَیْضِ :رَفْرَفُهَا (7)مِنَ الزَّرَدِ

ص:30


1- (1) سوره آل عمران الآیه 8. [1]
2- (2) سوره الصف الآیه 5. [2]
3- (3) فی القاموس«و عِمَّهٌ »و بهامشه:قوله:و عمّه فی بعض النسخ وَ نعمه اه .
4- (4) سوره سبأ الآیه 11. [3]
5- (5) دیوان الهذلیین 19/1 و یروی:و تعاورا مسرودتین.
6- (6) فی القاموس: [4]الجرذان،بالذال.و المثبت کاللسان. [5]
7- (7) فی التهذیب و اللسان:« [6]رفوفها».

أَسْفَلَ البَیْضَهِ ،یَقِی بِهَا الرَّجُلُ عُنُقَهُ ،و یُقَالُ لِذلِک:المِغْفَرُ أَیضا،و قالَ أَبُو وَجْزَهَ :

وَ تَسْبِغَهٍ یَغْشَیَ المَنَاکِبَ رِیْعُهَا

لِدَاوُدَ کانَتْ ،نَسْجُها لَم یُهَلْهَلِ

وَ قَالَ مُزَرِّدٌ:

وَ تَسْبِغَهٌ فی تَرْکَهٍ حِمْیَرِیَّهٍ

دُلامِصَهٍ تَرْفَضٌ عَنْهَا الجَنَادِلُ

قُلْتُ :و الَّذِی قَرَأْتُه فی کِتَابِ الدِّرْعِ و البَیْضَهِ لأَبِی عُبَیْدَهَ :أنَّ رَفْرَفَ البَیْضَهِ غَیْرُ تَسْبِغَتِها ؛فإنَّهُ قالَ -فی بابِ البَیْضِ و ما فِیهَا-ما نَصُّهُ :و مِنْهَا ما لَهَا رَفْرَفٌ حَلَقٌ قَدْ أَحاطَ بأَسْفَلِهَا حَتَّی یُطِیفُ بالقَفَا و العُنُقِ و الخَدَّیْنِ حَتَّی یَنْتَهِیَ إلی مِحْجَرَیِ العَیْنَیْنِ ،فذلِکَ رَفْرَفُ البَیْضَهِ ،و قَالَ فِیمَا بَعْدُ:فإذَا لَم تَکُنْ صَفِیحاً،و کانَتْ سَرْداً،و هُوَ الحَلَقُ ، فهِیَ مِغْفَرٌ و غِفَارَهٌ ،و یُقَالُ لَها: تَسْبِغَهٌ ،فتَأَمَّلْ ذلِکَ .

و السَّبْغَهُ :السَّعَهُ و الرَّفاهِیَّهُ ، وَ هوَ مَجازٌ،یَقَالُ :إنَّهُمْ لَفی سَبْغَهٍ مِنَ العَیْشِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : رَجُلٌ سُبُغُ ،کعُنُقٍ :عَلَیْهِ دِرْعٌ سابِغَهٌ ، هکَذَا قَیَّدَهُ الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ (1)،و هو غَرِیب، ثُمَّ رَأَیْتُ فی اللِّسَانِ :رَجُلٌ مُسْبِغٌ -هکَذَا قَیَّدَهُ مِثَال مُحْسِنٍ -:عَلَیْهِ دِرْعٌ سابِغَهٌ ،و فی الأَسَاسِ :کَمِیٌّ مُسْبِغٌ :عَلَیْهِ سابِغَهٌ ،و لا إخالُ ما نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ إلاّ تَصْحِیفاً،و قَلَّدَهُ المُصَنِّفُ عَلَی عادَتِه،فَتَأَمَّلْ .

و مِنَ المَجَازِ: أَسْبَغَ اللّهُ عَلَیْهِ : النِّعْمَهَ ، أی: أَتَمَّهَا وَ أَکْمَلَهَا،و وَسَّعَها،و مِنْهُ قوْلُه تَعَالَی: وَ أَسْبَغَ عَلَیْکُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَهً وَ باطِنَهً (2).

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً: أَسْبَغ الوُضُوءَ إسْبَاغًا : أَبْلَغَهُ مَوَاضِعَهُ ،و وَفَّی کُلَّ عُضْوٍ حَقَّهُ ، وَ مِنْهُ

14- قَوْلُهُ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم لإنْسٍ -رَضِیَ اللّهُ عَنْهُ -: « أَسْبِغْ وُضُوءَکَ یُزَدْ فی عُمْرِکَ ».

و سَبَّغَتِ الحامِلُ تَسْبِیغًا ، فَهِیَ مُسَبِّغٌ ،بلا هاءٍ: أَلْقَتْ وَلَدهَا لِغَیْرِ تَمامٍ ،و فی التَّهْذِیبِ :أَجْهَضَتْهُ ،و قال أَبُو عُبَیْدٍ-عَنِ الأَصْمَعِیِّ -:إذا أَلْقَتْ النّاقَهُ وَلَدَها و قَدْ أَشْعَرَ قِیلَ : سَبَّغَتْ فهِیَ مُسَبِّغٌ ،و قالَ أَبُو عَمْرٍو:سَبَّطَت الإبِلُ بأَوْلادِهَا (3)،و سَبَّغَتْ :إذَا أَلْقَتْها،قال اللَّیْثُ :و کَذلِکَ مِنَ الحَوَامِلِ کُلِّهَا.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

شَیْ ءٌ سابِغٌ ،أی:کامِلٌ وافٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

وَ أَسْبَغَ شَعْرَه:أَطالَهُ .

وَ ثَوْبَه:أَوْسَعَهُ .

وَ دَلْوٌ سابِغَهٌ :طَوِیلَهٌ ،و هو مَجازٌ،قال:

دَلْوُکَ دَلْوٌ-یا دُلَیْحُ - سابِغَهْ

فی کُلِّ أَرْجَاءِ القَلِیبِ و الِغَهْ

وَ ذَنَبٌ سابِغٌ :وافٍ .

وَ رَجُلٌ سابِغُ الأَلْیَتَیْنِ ،أی:عَظِیمُهُما.

وَ سَبَغَتْ قُصَیْرَی الفَرَسِ :و فُرَتْ ،قال ابنُ أَحْمَرَ یَصِفُ فَرَساً:

سَبَغَتْ قُصَیْرَاهُ و أُسْنِدَ ظَهْرُه

وَ إذا تَدَافَعَ خِلْتَهُ لَم یُسْنَدِ

14- وَ ذُو السُّبُوغِ ،بالضَّمِّ :اسمُ دِرْعٍ للنَّبِیِّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم.

و المُسَبَّغُ ،کمُعَظَّمٍ ،مِن الرَّمَلِ :ما زِیدَ عَلَی حَرْفهِ جُزْءٌ،نَحْو«فاعِلاتانْ »مِنْ قَوْلِه:

یا خَلِیلیَّ ارْبَعَا فاسْ

ستَنْطِقَا رَسْمًا بِعُسْفانْ

فَقَوْلُه:«مَنْ بِعُسْفَانْ »:فاعِلاَتان،سُمِّیَ بِهِ لوُقُور سُبُوغِه ؛لأَنَّ فاعِلاَتُنْ إذا جاءَ تامًّا فَهُوَ سابِغٌ ،فإذا زِدْتَ عَلَی السّابغِ فَهُوَ مُسَبَّغٌ ،و نَظِیرُه الفاضِلُ لِذِی الفَضْلِ ،فإذا کَثُرَ فَضْلُه،فَهُوَ فَضّالٌ و مُفَضَّلٌ .

و المِسْبَاغُ ،بالکَسْرِ:النّاقَهُ تُلْقِی وَلَدَهَا لِغَیْرِ تَمَامٍ ،نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ (4)،و قالَ :لَیْسَ بِمَعْرُوفٍ .

ص:31


1- (1) و فی التهذیب:سُبُغٌ .
2- (2) سوره لقمان الآیه 20. [1]
3- (3) التهذیب و اللسان: [2]أولادها.
4- (4) الذی فی الجمهره 286/1 و [3]سبغت الناقه إذا ألقت ولدها حین یشعر...و هی مسبغ،و إذا کان ذلک من عادتها فهی مسباغ و الولد مسبَّغ»و عباره لیس بمعروف لم ترد فی الجمهره،و هی فی اللسان [4]عن ابن درید.

و المُسَبَّغُ ،کمُعَظَّمٍ :الَّذِی رَمَتْ بِه أُمُّه بَعْدَ ما نُفِخَ فِیهِ الرُّوحُ ،عَنْ کُراع.

و هذا أَسْبَغُ مِنْهُ ،أیْ :أَتَمُّ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «ودِدْتُ أنَّ الدَّرْعَ کانَتْ أَسْبَغَ مِمّا هِیَ ».

و أَسْبَغَ لَهُ فی النَّفَقَهِ :إذا أَنْفَقَ علَیْهِ تَمَامَ ما یَحْتَاجُ إلیهِ ، و وَسَّعَ عَلَیْهِ .

سدغ

السُّدْغُ ،بالضَّمِّ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الصّاغَانِیُّ :هِیَ لُغَه فی الصّدْغِ ، و الصادُ أکْثَرُ.قلتُ :

و أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللّسانِ فی«ص د غ»اسْتِطْرَادًا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

المِسْدَغَهُ ،بالکَسْرِ:المِخَدَّهُ ،لُغَه فی المِصْدَغَهِ ، و العَجَبُ مِنْهُ أَنَّه ذَکَرَ المِزْدَغَ ،و لم یَذْکُرِ المِسْدَغَ ،و هُمَا واحِد.

سرغ

السَّرْغُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

هُوَ قَضِیبُ الکَرْمِ الرَّطْبُ ، ج: سُرُوغٌ و قال اللَّیْثُ :هِیَ السُّرُوعُ ،بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،و قد تَقَدَّمَ .

و سَرْغٌ بلا لامٍ :ع،قُرْبَ الشّامِ ، و هُو فی آخِرِ الشّامِ و أَوَّلِ الحِجَازِ، بَیْنَ المُغِیثَهِ و تَبُوکَ ، مِنْ مَنَازِلِ حاجِّ الشّامِ ،و قِیلَ :عَلَی ثَلاثَ عَشَرَهَ مَرْحَلَهً مِنَ المَدِینَهِ ،عَلَی ساکِنِها الصَّلاهُ و السَّلامُ ،هُنَاکَ لَقِیَ عُمَرُ-رَضِیَ اللّهُ عَنْهُ -أُمْراءَ الأَجْنَادِ،و مِنْهُ

17- الحَدِیثُ : «حَتَّی إذا کانَ بِسَرْغٍ لَقِیهُ النّاسُ ،فأُخْبِرَ أنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بالشّامِ ». و قِیلَ :إنَّهُ مِنْ وادِی تَبُوکَ ،و قِیلَ :یَقْرُبُ مِنْ رِیفِ الشّامِ .

و سَرْغَی مَرْطَی، کِلاهُمَا، کسَکْری:ه،بالجَزِیرَهِ ، مِنْ دِیارِ مُضَرَ، نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیُّ : سَرِغَ کفَرِحَ :أَکَلَ السُّرُوغَ ،أی:

القُطُوفَ مِنَ العِنَبِ بأُصُولِهَا، و رَوَاهُ اللَّیْثُ بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ، و قد تَقَدَّمَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

سَرَغٌ ،مُحَرَّکَهً :لُغَهً فی سَرْغٍ ،بالفَتْحِ (1)للمَوْضِعِ .

سغغ

سَغْسَغَ الشَّیءَ سَغْسَغَهً : حَرَّکَهُ مِنْ مَوْضِعِهِ ، کالوَتِدِ و نَحْوِه، نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و سَغْسَغَهُ فی التُّرَابِ :دَسَّهُ فِیهِ ، کَما فی الصِّحاحِ ، أَو دَحْرَجَهُ فیهِ .

و قال أَبُو عُبَیْدٍ عَنْ أَبِی زَیْدٍ: سَغْسَغَ الطَّعَامَ : إذا أَوْسَعَهُ دَسَماً، و قَدْ حُکِیَتْ بالصادِ،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ واثِلَهَ : «و صَنَعَ ثَرِیدَهً ثُمَّ سَغْسَغَهَا ». بالسِّینِ و الغَیْنِ ،أی:رَوّاهَا بالدُّهْنِ و السَّمْنِ ،و یُرْوَی بالشِّینِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : سَغْسَغ رَأْسَهُ سَغْسَغَهً : رَوّاهُ دُهْنًا، و قال غَیْرُه:وَضَعَ عَلَیْه الدُّهْنَ بکَفَیْهِ ،و عَصَرَهُ لیُتَشَرَّبَ ، و قِیلَ : سَغْسَغَ الدُّهْنَ فی رَأْسِه:أَدْخَلَهُ تَحْتَ شَعَرِه.

قال اللَّیْثُ :و أَصْلُ سَغْسَغْتُه سَغَّغْتُه ،بثَلاثِ غَیْنَاتٍ ،إلاّ أَنَّهُمْ أَبْدَلُوا مِنَ الغَیْنِ الوُسْطَی سِینًا،فَرْقًا بَیْنَ فَعْلَلَ و فَعَّلَ ، و إنَّمَا أَرادُوا السِّینَ دُونَ سائِرِ الحُرُوفِ ؛لأَنَّ فی الکَلِمَهِ سِینًا،و کذلِکَ القَوْلُ فی جَمِیع ما أَشْبَهَهُ مِنَ المُضَعَّفِ ، مِثْل:لقْلَقَ ،و قَلْقَلَ ،و عَثْعَث،و کَعْکَعَ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: تَسَغْسَغَتْ ثَنِیَّتُه: إذا تَحَرَّکَتْ ، و قال ابنُ فارِسٍ :مُمکِنٌ أَنْ یَکُونَ مِنْ بابِ الإبْدَالِ و مِنَ البَابِ الَّذِی قَبْلَهُ ،یَعْنی تَرْکِیبَ «س ع ع».

و تَسَغسَغَ فی الأَرْضِ : أَوْغَلَ فِیها،و أَنشَدَ اللَّیْثُ لرُؤْبَه:

إلَیْکَ أَرجُو مِنْ جَدَاکَ الأَسْوَغِ

إنْ لَم یَعُقْنِی عائِقُ التَّسَغْسُغِ (2)

و فی المُحِیطِ : تَسَغْسَغَ إلَیْهِ فی الشَّجَرِ حَتَّی دَخَلَ إلَیْهِ ، أی:تَخَلَّلَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیهِ :

السَّغْسَغَهُ :الاضْطِرَابُ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و السِّغْسَاغُ ،بالکَسْرِ: السَّغْسَغَهُ ،و هو إرْواءُ الرَّأْسِ بالدّهْنِ .

ص:32


1- (1) اقتصر یاقوت علی تقییده نصاً بفتح أوله و سکون ثانیه..قال:والعین لغه فیه.
2- (2) التهذیب و اللسان و بعده فیهما: فی الأرض فارقبنی و عجم المضّغ و فی اللسان و الدیوان/97 من نداک بدل من جداک.

و سَغْسَغَتْ ثَنِیَّتُهْ ، کتَسَغْسَغَتْ .

وَ تَسَغْسَغَ مِنَ الأَمْرِ:تَخَلَّصَ مِنْهُ .

و التَّسَغْسُغُ :کنایَهٌ عنِ المَوْتِ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَهَ أَیْضاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیهِ :

سقغ

سُقُغٌ ،بضَمَّتَیْنِ ،أَنْشَدَ ابنُ جِنِّی:

قُبِّحْتِ مِنْ سَالِفَهٍ و مِنْ صُدُغْ

کأَنَّهَا کُشْیَهُ ضَبٍّ فی سُقُغْ (1)

کَذا رَوَاهُ یُونُسُ ،عن أَبِی عَمْرو،و قالَ أَبُو عَمْرٍو لِیُونُسَ -و قَدْ رَأَی مِنْهُ ما یَدُلُّ عَلَی التَّوَحُّشِ مِنْ هذَا-:لَوْ لاَ ذاکَ لَم أَرْوِهِمَا (2)،و قَدْ أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ ،و أَفْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ هکَذَا و لَم یُفَسِّرْهُ ،و سَیَأْتِی فی«ص ق غ».

سلغ

سَلَغَتِ البَقَرَهُ و الشّاهُ ،کمَنَعَ ، سُلُوغًا ، بالضَّمِّ : خَرَجَ نابَاهُمَا، یُقَال: بَقَرَهٌ سالِغٌ ،و نَعْجَهٌ سالِغٌ ، نَقَلَه اللَّیْثُ ، وَ قالَ غَیْرُه:أی تَمَّ سِمَنُهَا (3).

أَوْ هِیَ کَذا فی النُّسَخِ ،و صَوَابُه:أَو هُوَ،أی السُّلُوغُ :

إِسْقَاطُ السِّنِّ الَّتِی خَلْفَ السَّدِیسِ ، فَهِیَ سالِغٌ ، و ذلِکَ فی السَّنَهِ السّادِسَهِ .

و السُّلُوغُ فی ذَوَاتِ الأَظْلافِ :بِمَنْزِلَهِ البُزُولِ فی ذَوَاتِ الأَخْفَافِ ،لأَنَّهُمَا أَقْصَی أَسْنَانِهِما؛لأَنَّ وَلَد البَقَرَهِ أَوَّلَ سَنَهٍ عِجْلٌ ،ثُمَّ تَبِیعٌ ،ثُمَّ جَذَعٌ ،ثُمَّ ثَنِیٌّ ،ثُمّ رَباعٌ ،ثُمّ سَدِیسٌ ، ثُمّ سالِغُ سَنَهٍ ،و سالِغُ سَنَتَیْنِ إلَی ما زادَ، هکَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و قالَ ابنُ بَرِّیّ -عِنْدَ قَوْلِ الجَوْهَرِیِّ :لأَنّ وَلَدَ البَقَرَهِ أَوَّلَ سَنَه عِجْلٌ ،ثُمَّ تَبِیعٌ ،ثُمَّ جَذَعٌ -قال-صَوابُه:أَوَّل سَنَهٍ عِجْلٌ و تَبِیعٌ ؛لأَنَّ التَّبِیعَ لأوَّلِ سَنَهٍ ،و الجَذَعَ لِلثّانِیَهِ ،فَیَکُونُ السّالِغُ هُوَ السّادِسُ ، وَ قد ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ -فی«تبع»-أنَّ التَّبِیعَ لأَوَّلِ سَنَهٍ ، فَیَکُونُ الجَذَعُ عَلَی هذا للِسَّنَهِ الثّانِیَهِ ،انْتَهَی.

قُلْتُ :و قَدْ مَرَّ فی«ت ب ع»عَنِ اللَّیْثِ قالَ :التَّبِیعُ هُوَ:العِجْلُ المُدْرِکُ ،إلاّ أَنَّه تَبِعَ أُمَّهُ بَعْدُ،و قَدْ وَهَّمَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و قالَ :لأَنَّهُ یُدْرِکُ إذا صارَ ثَنِیًّا،فتَأَمَّلْ .

و وَلَدُ الشّاه أَوَّلَ سَنَهٍ حَمَلٌ أو جَدْیٌ ،ثُمَّ جَذَعٌ ،ثمَّ ثَنِیٌّ ،ثُمَّ رَبَاعٌ ،ثمَّ سَدِیسٌ ،ثُم سالِغٌ وَأَلاءٌ، وَ قَدْ تَقَدَّمَ ذِکْرُ الأَلاءِ فی الهَمْزَهِ ،و هُو شَجَرٌ حَسَنٌ المَنْظَرِ لا یَزالُ أَخْضَرَ صَیْفاً و شِتاءً،و لا أَدْرِی ما ذا أَرادَ بذِکْرِه هُنَا،و کأَنَّهُ یَعْنِی شَدِیدَ الحُمْرَهِ أَوْ غَیْرَ ذلِکَ ،فَتَأَمَّلْ ،فإِنِّی هکَذا وَجَدْتُه فی النُّسَخ.

و لَحْمٌ أَسْلَغُ بَیِّنُ السَّلَغِ ،مُحَرَّکَهً :یُطْبَخُ و لا یُنْضَجُ ، قالَهُ الفَرّاءُ.

و قال أَبُو عَمْرٍو: الأَسْلَغُ مِنَ اللَّحْمِ : النِّیءُ.

و قال ابن الأَعْرَابِیّ :یقال:رَأَیْتُه کاذِیاً ماتِعاً أَسْلَغَ مُنْسَلِخاً،کُلُّه: الشَّدِیدُ الحُمْرَهِ .

و الأَسْلَغُ أَیضاً: الأَبْرَصُ ، ،و العَیْنُ لُغَهٌ فِیهِ .

و الأَسْلَغُ : اللَّئِیمُ السّاقِطُ .

و سَلَغَ رأْسَهُ :لُغَهٌ فی ثَلَغَهُ ، بالمُثَلَّثَهِ .

وَ قالَ ابنُ فارِسٍ :السِّینُ و الّلامُ و الغَیْنُ لَیْسَ بأَصْلٍ ، وَ إنَّما هُوَ مِن بابِ الإِبْدَالِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

غَنَمٌ سُلَّغٌ ،کرُکَّعٍ ،مثلُ صُلَّغٍ (4).

وَ سَلَغَ الحِمَارُ:قَرِحَ .

وَ أَحْمَرُ أَسْلَغُ :شَدِیدُ الحُمْرَهِ ،بالَغُوا بِه،کما قالُوا:

أَحْمَرُ قانِیءٌ.

وَ الأَسْلَغُ :الأَحْمَقُ ،کما قالَ رُؤْبَهُ :

أَسْلَغَ یُدْعَی باللَّئِیمِ الأَسْلَغِ

سمغ

السّامِغانِ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ:

هُمَا جانِبَا الفَمِ (5)،تَحْتَ طَرَفَیِ الشّارِبِ مِنْ عَنْ یَمِینٍ وَ شِمَالٍ ،لُغَهٌ فی الصّادِ، کما سَیَأْتِی.

ص:33


1- (1) نسبهما بحواشی المطبوعه الکویتیه لجواس بن هریم.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:لم أروهما،کذا فی اللسان [1]بالتثنیه ا ه ».
3- (3) کذا بالأصل و اللسان و بهامشه«...و لعله تم سنها،کما یشیر إلیه قوله:و السلوغ فی ذوات..الخ بل سیأتی التصریح به فی صلغ بقوله:و صلغت الشاه و البقره،و سلغت تمت أسنانها».
4- (4) عن اللسان و [2]بالأصل«ضلع».
5- (5) فی اللسان:«جامعا الفم»و نبه بهامشه إلی عباره القاموس.

و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

سَمَّغَهُ تَسْمِیغًا :أَطْعَمَهُ و جَرَّعَه،کسَغَّمَهُ ،عَنْ کُرَاعٍ .

وَ برسمَغْمُون :مَوْضِعٌ بالمَغْرِبِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

سملغ

السمْلَغُ :کجَعْفَرٍ،و عَمَلَّسٍ :الطَّوِیلُ ، کالسَّلْغَمِ ،و ذَکَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ .

سوغ

ساغَ الشَّرَابُ یَسُوغُ سَوْغًا ،و سَوَاغًا ، بفَتْحِهِمَا،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :الأَخِیرُ بالضَّمِّ : سَهُلَ مَدْخَلُهُ فی الحَلْقِ ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعالَی: سائِغاً لِلشّارِبِینَ (1).

وَ قال الشّاعِرُ:

فَسَاغَ لِیَ الشَّرَابُ و کُنْتُ قِدْماً

أَکادُ أَغَصُّ بالماءِ الحَمِیمِ (2)

قال ثَعْلَبٌ :سَأَلْتُ ابْنَ الأَعْرَابِیِّ عَنْ مَعْنَی«الحَمِیمِ » فی هذَا البَیْتِ ،فقَالَ :هُوَ الماءُ البارِدُ،قال ثَعْلَبٌ :

فالحَمِیمُ عِنْدَهُ مِنَ الأَضْدادِ.

وَ کَذا ساغَ الطَّعامُ سَوْغًا :إذا نَزَلَ فی الحَلْقِ .

و یُقَالُ : سُغْتُه ، بالضَّمِّ ، أَسُوغُه ،و سِغْتُه ، بالکَسْرِ، أَسِیغُه ،لازَمٌ مُتَعَدٍّ، وَ الأَجْوَدُ أَسَغْتُه إساغَهً .

و السِّراغُ ،ککِتَابٍ :ما أَسَغْتَ بِهِ غُصَّتَکَ ، یُقَالُ :الماءُ سِواغُ الغَصَصِ ،قال الکُمَیْتُ :

وَ کَانَتْ سِوَاغًا أَنْ جَئِزْتُ بغُصَّهٍ

یَضِیقُ بِهَا ذَرْعًا سِوَاهُم طَبِیبُهَا

و شَرَابٌ أَسْوَغُ .و سائِغٌ ، ،أی:عَذْبٌ ،قَالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، وَ کَذلِکَ طَعَامٌ أَسْوَغُ :إذا کانَ یَسُوغُ فی الحَلْقِ .

و ساغَتْ بِه الأَرْضُ سَوْغًا مِثْلُ ساخَتْ قالَهُ أَبُو عَمْرٍو.

و ساغَتِ النّاقَهُ :شَذَّتْ و تَبَاعَدَتْ .

و مِنَ المَجَازِ: ساغَ لَهُ ما فَعَلَ أی: جَازَ لَهُ ذلِکَ .

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً:قَوْلُهُم: هذا سَوْغُ هذَا،و سَوْغَتهُ ، کِلاهُمَا فی الذَّکَرِ و الأُنْثَی ، لِلَّذِی وُلِدَ بَعْدَهُ ، وَ فی المُفْرَداتِ :عَلَی إثْرِهِ عاجِلاً، و لَم یُولَدْ بَیْنَهُمَا، یُقَالُ :هِیَ أُخْتُه سَوْغُهُ و سَوْغَتُه ،و هُوَ أَخُوه سَوْغُه و سَوْغَتُه ،و قِیلَ : سَوْغُ الرَّجُلِ :الَّذِی یُولَدُ عَلَی إثْره و إنْ لَم یَکُ أَخاهُ ،و قال الفَرّاءُ:سَمِعْتُ رَجُلَیْنِ مِنْ بَنِی تَمِیمٍ قال أَحَدُهُما: سَوْغُه ، وَ قال الآخَرُ: سَوْغَتُه ،معناهُ :یَتْلُوه.

وَ قال ابنُ فارِسٍ :هذا سَوْغُ هذا،أی:عَلَی صِیغَتِه، قال:یَجُوزُ أَنْ تَکُونَ السِّینُ مُبْدَلَهً مِنْ صادٍ،کأَنَّهُ صِیغَ صِیَاغَتَهُ .

و یُقَالُ : أَسِغْ لِی غُصَّتیِ أی: أَمْهِلْنِی و لا تُعْجِلْنِی،عنِ ابْنِ عَبّاد و الجَوْهَرِیِّ .

و قال اللِّحْیَانِیُّ : أَسْوَغَ الرَّجُلُ أَخاهُ : إذا وُلِدَ مَعَهُ ، وَ قِیلَ : إذا وُلِدَ بَعْدَه و هُوَ عن ابن عبَاد.

و قَالَ ابن بَزرج أساغ فلان بِفلان: إذَا تَمَّ أَمْرُه بِه، وَ بِه کانَ قَضَاءُ حاجَتِه، و ذلِکَ أَنَّهُ یُرِیدُ عِدَّهَ رِجال،أَو عِدَّهَ دَرَاهِمَ ،فَیَبْقَی واحِدٌ بِه یَتِمُّ الأَمْرُ،فإِذا أَصَابَهُ قِیلَ : أَساغَ بِه و یُقَالُ فی الکَثِیرِ: أَساغُوا بِهِمْ .

و مِنَ المَجَازِ: سَوَّغَهُ تَسْوِیغًا :جَوَّزَهُ ، وَ فی المُفْرَدَاتِ :

سَوَّغَهُ مالاً،مُسْتَعارٌ (3).

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: سَوَّغَ لَهُ کذا ،أی: أَعْطَاهُ إیّاهُ .

قال الصّاغَانِیُّ : و تَسْوِیغَاتُ السَّلاطِینِ مِنْ هذا،أی:منْ سَوَّغَهُ لَهُ تَسْوِیغًا :جَوَّزَهُ ،قال:و هِیَ مُوَلَّدَهٌ ، قال شَیْخُنَا:

والمُرَادُ بالتَّسْوِیغِ :الإِذْنُ فی تَنَاوُلِ الاسْتِحْقاقِ مِنْ جِهَهٍ مُعَیَّنَهٍ ؛تَیْسِیرًا و تَسْهِیلاً عَلَی الآخِذِ،فهُوَ مِنْ ساغَ الشَّرَابُ :

سَهُلَ ،أو مِنْ سَوَّغَهُ :جَوَّزَهُ ،فیکُونُ عَرَبِیًّا،و هُوَ الظّاهِرُ و الأَوْلَی.

قُلْتُ :مُرَادُ الصّاغَانِیِّ -بکَوْنِهَا مُوَلَّدَهً -أَنَّهَا لَم تُسْمَعْ فی کَلامِ الفُصَحاءِ،و لَم تُرْوَ عَنْهُمْ ،و کَوْنُ مَأْخَذِهَا صَحِیحاً لا یَمْنَعُ مِنْ تَوْلِیدِها؛لفِقْدَانِ السَّماعِ عَنِ الفُصَحَاءِ،و عَدَمِ وُرُودِهَا فی کَلامِهِمْ ،فَتَأَمَّلْ .

ص:34


1- (1) سوره النحل الآیه 67. [1]
2- (2) نسبه بحاشیه المطبوعه الکویتیه لعبد اللّه بن یعرب.
3- (3) کذا بالأصل و عباره المفردات: [2]ساغ الشراب فی الحلق سهل انحداره، وَ أساغه کذا،قال تعالی: سائِغاً لِلشّارِبِینَ و سوّغته مالاً مستعار منه.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیهِ :

أَساغَ فُلانٌ الشَّرَابَ و الطَّعَامَ ، یُسِیغُه إساغَهً .

وَ سَوَّغَهُ ما أَصابَ :هَنَّأَهُ ،و قِیلَ :تَرَکَهُ له خالِصاً.

وَ طَعَامٌ سَیِّغٌ ،کسَیِّدٍ: سائِغٌ .

وَ ساغَ النَّهَارُ:سَهُلَ ،و هُوَ مَجَازٌ،قال عَبْدُ اللّهِ بنُ مُسْلِمٍ الهُذَلِیُّ :

قَدْ ساغَ فِیهِ لَهَا وَجْهُ النَّهَارِ کَمَا

ساغَ الشَّرَابُ لعَطْشَانٍ إذا شَرِبَا

وَ أَسْواغُ الرَّجُلِ :الَّذِینَ وُلِدُوا مَعَهُ فی بَطْنٍ واحِدٍ بَعْدَهُ ، لَیْسَ بَیْنَهُ و بَیْنَهُمْ بَطْنٌ سواهُمْ ،و الصّادُ لُغَهٌ .

وَ یُقَالُ : سُغْ فی الأَرْضِ ما وَجَدْت مُساغًا ،أی:ادْخُلْ فِیها ما وَجَدْتَ مَدْخَلاً.

وَ یُقَالُ :هذَا لا أَجِدُ لَهُ مَسَاغًا ،أیْ :جَوَازًا،أَوْ مَدْخَلاً، وَ هُوَ مَجَازٌ.

سیغ

هذا سَیْغُ هذَا،أیْ :سَوْغُه هذا الحَرْفُ مَکْتُوبٌ فی سائِرِ النُّسَخِ بالأَحْمَرِ،عَلَی أَنَّه مُسْتَدْرَکٌ عَلَی الجَوْهَرِیِّ ،و لَیْسَ کَمَا زَعَمَ ،فإِنَّ الجَوْهَرِیَّ ذَکَرَهُ فی الَّذِی قَبْلَهُ ،فقَالَ َ:و یُقَالُ :هذا سَوْغُ هذَا،و سَیْغُ هذا:لِلَّذِی وُلِدَ بَعْدَهُ و لَم یُولَدْ بَیْنَهُمَا،فالأَوْلَی أَنْ یُکْتَبَ بالأَسْوَدِ،و نَقَلَ المُفَضَّلُ أَیْضاً هکذا،فقَالَ َ:هُوَ سَوْغُه و سَیْغُه ،بالوَاوِ و الیاءِ.

و سِغْتُ الشَّرَابَ ، بالکَسْرِ، أَسِیغُه بمَعْنَی سُغْتُه أَسُوغُهُ سَیْغًا و سَوْغًا بمَعْنَی واحِدٍ.

و سِیغُ ،بالکَسْرِ: اسمُ ناحِیَهٍ بِخُراسانَ ، کانَ بِهَا مَهْلِکُ أَسَدِ بنِ عَبْدِ اللّهِ القَسْرِیّ ، و یُقَالُ :صِیُغ، بالصّادِ (1)،و هُوَ المَشْهُورُ، مِنْهَا:الإِمَامُ أَبُو بَکْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الصِّیغِیُّ المُفَسِّرُ،مُصَنِّفُ کِتَابِ التَّلْخِیصِ فی اللُّغَهِ ، وَ هکَذا نَقَلَهُ الحَافِظُ فی التَّبْصِیرِ،و اقْتَصَرَ عَلی السِّینِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

یُقَالُ :هذا سَیْغُ هذَا:إذا کانَ عَلَی قَدْرِه.

فصل الشین مع الغین

شتغ

شَتَغَهُ یَشْتِغُهُ شَتْغًا ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ (2):أیْ وَطِئَهُ و ذلَّلَهُ ، وَ أَوْرَدَهُ ابنُ القَطّاعِ فی العَیْنِ المُهْمَلَهِ ،کما سَبَقت الإشَارَهُ إلَیْهِ .

قال: و المَشاتِغُ :المَهَالِکُ .

قال: و أَشْتَغَهُ :أَهْلَکَهُ کَذا فی العُبَابِ ،و اللِّسَانِ ، وَ التَّکْمِلَهِ (3).

شجغ

الشَّجْغُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسانِ ، وَ فی العُبَابِ :هو نَقْلُ القَوَائِمِ بِسُرْعَهٍ ،و جَمَلٌ أَشْجَغُ :

مُقْدِمٌ ، کمُحْسِنٍ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :کمُعَظَّمٍ ،نُقِلَ ذلِکَ عَن العُزَیْزِیِّ فی تَکْمِلَهِ العَیْنِ ،قال الصَّاغَانِیُّ :هذا تَصْحِیفٌ ، و الصَّوابُ بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.

شرغ

الشَّرْغُ ، بالفَتْحِ ،و الکَسْرِ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ قال ابنُ دُرَیْدٍ (4):هُوَ الضَّفْدَعُ الصَّغِیرَهُ قالَ : و بالکَسْرِ أَفْصَحُ ، و الجَمْعُ : شُرُوغٌ ، و یُحَرَّکُ ، نُقِلَ ذلِکَ عَن اللَّیْثِ .

و شَرْغُ : ه،بِبُخاراءَ، مُعَرَّب جَرْخَ (5)،یُنْسَبُ إلَیْهَا الفُقَهاءُ و المُحَدِّثُونَ ، مِنْهَا:شَدَّادُ بنُ سَعِیدٍ،أَبُو حَکِیمٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَیْلٍ ،و عَنْهُ ابْنُه عامِرٌ،و سَهْلُ بنُ شادوَیْهِ .

و أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ عَلِیٍّ .

و عَلِیُّ بنُ الحَسَنِ بنِ سَلامٍ ، عَنِ البَغَوِیِّ .

و أَبُو صالِحٍ شُعَیْبُ بنُ اللَّیْثِ الکَاغِدِیُّ ،عَنْ أَبِی مُصْعَبٍ الزُّهْرِیِّ ،ماتَ بسَمَرْقَنْدَ سنه (6)372 فی رَجَبَ .

و سَعِیدُ بنُ سُلَیْمَانَ ، بنِ داوُدَ بنِ کَثِیرٍ،حَدَّثَ أَبُوه عَنْ مُحمَّدِ بنِ سَلامٍ ،و عَنْهُ مُحمَّدُ بنُ نَصْرٍ بنِ خَلَفٍ ، المُحَدِّثُونَ الشَّرْغِیُّونَ .

ص:35


1- (1) و قیدها یاقوت صیغ بالکسر ثم السکون و آخره غین معجمه.
2- (2) الجمهره 18/2 و الذی فی اللسان:شتغ الشیء یشتَغُهُ .
3- (3) الذی فی التکمله:«و اشتغه:أتلفه»و لم یرد هذا المعنی فی اللسان.
4- (4) الجمهره 344/2. [1]
5- (5) فی معجم البلدان:جَرْغ.
6- (6) فی معجم البلدان سنه 272 فی رجب.

و فَاتَه:مُحَمَّدُ بنُ إبْراهِیمَ بنِ صابِرٍ الشَّرْغِیُّ ،رَوَی عن أَبِی (1)أَحْمَدَ الحَنَفیِّ و غَیْرِه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الشّارَغِیُّ ،بِفَتْحِ الرّاءِ و کَسْرِ الغَیْنِ :نِسْبَهُ أَبِی الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ عَلِیِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدٍ،حَدَّثَ بِهَرَاهَ عَنْ بَکْرِ بنِ مِقْسَم،سَمِعَ مِنْهُ نَجِیب بنُ مَیْمُونٍ الواسِطِیُّ ، هکَذا قَیَّدَهُ الحافِظُ .

شرنغ

الشُّرْنُوغُ ،کزُنْبُورٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هُوَ الضِّفْدَعُ الصَّغِیرُ (2)بلُغَهِ أَهْلِ الیَمَنِ ،هکَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ فی کِتابَیْهِ بالنُّونِ ،و وَقَعَ فی اللِّسَانِ :الشُّرْفُوغُ ،بالفَاءِ،و لَعَلَّهُ الصَّوابُ ،فانْظُرْهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

شزغ

الشَّزْغُ ،بالزّای،بالفَتْحِ ،و یُحَرَّکُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و المُصَنِّفُ ،و هُوَ فی کِتَابِ العَیْنِ فی باب الغَیْنِ و الشِّینِ و الزّایِ ،قال:و یُخَفَّفُ و یُثَقَّلُ ،و هُوَ الضِّفْدَعُ الصَّغِیرَهُ ،و أَنْشَدَ:

یا مَعْشَرَ الصِّبْیَانْ (3)

مَنْ یَشْتَرِی الشّزْغانْ

بناتِ الغِزْلانْ

قال:و یُقَالُ لَهُ أَیْضاً: الشُّزَیْزِیغُ ،و الشِّزِّیغُ (4)،کسِکِّیتٍ ، وَ أَنْشَدَ:

تَرعی الشُّزَیْزِیغَ یَطْفُو فَوْقَ طاحِرَهٍ

مُسْحَنْطِرًا ناظِرًا نَحْوَ الشَّناغِیبِ

هَذا هُوَ الصَّوَابُ ،و أَوْرَدَ الأَخِیرَیْنِ صاحِبُ اللِّسَانِ (5)فی «شرغ»فصَحَّفَ ،فاعْلَم ذلِکَ .

شغغ

شَغَّ البَعِیرُ ببَوْلِهِ شَغًّا : فَرَّقَهُ تَقْطِیرًا،و هُوَ بالعَیْنِ أَعْرَفُ .

و قَدْ شَغَّ القَوْمُ :تَفَرَّقُوا، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ. و الشَّغْشَغَهُ :تَحْرِیکُ السِّنَانِ فی المَطْعُونِ ، لِیَتَمَکَّنَ فیهِ ، أَوْ هُوَ الغَمْزُ بالرُّمْحِ و الطَّعْنُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ،و قال أَبُو عُبَیْدَهَ :هِیَ أَنْ تُدْخِلَهُ و تُخْرِجَهُ ،کمَا فی الصِّحاحِ ،و قِیلَ :

هِیَ صَوْتُ الطَّعْنِ ،و بِکُلِّ ذلِکَ فُسِّرَ قَوْلُ عَبْدِ مَنَافِ [بْن رِبْعٍ ]الهُذَلِیِّ :

فالطَّعْنُ شَغْشَغَهٌ و الضَّرْبُ هَیْقَعَهٌ

ضَرْبَ المُعَوِّلِ تَحْتَ الدِّیمَهِ العَضَدَا (6)

و الشَّغْشَغَهُ : ضَرْبٌ مِنَ الهَدِیرِ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الشَّغْشَغَهُ أَیْضاً: التَّقْلِیلُ فی الشُّرْبِ ، نَقَلَه اللَّیْثُ .

و الشَّغْشَغَهُ : تَکْدِیرُ البِئْرِ، قال الأَزْهَرِیُّ :کأَنَّهُ مَقْلُوبٌ مِنَ التَغْشِیشِ و الغَشَشِ :و هُوَ الکَدَرُ،و مِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

لَوْ کُنْتُ أَسْطِیَعُکَ لَم تُشَغْشِغِ

شِرْبِی،و ما المَشْغُولُ مِثْلُ الأَفْرَغِ (7)

أی:لَم تُکدِّرهُ .

و الشَّغْشَغَهُ : العَجَلُهُ ، عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الشَّغْشَغَهُ : أَنْ تَصُبَّ فی الإِناءِ أو غَیْره ماءً فَلَم یَمْلأْهُ ، هکَذَا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هو غَلَطّ ، وَ الصَّوابُ :فی الإِناءِ ماءً أَوْ غَیْرَه،و لَم (8)تَمْلَأْهُ ،کما هُوَ نَصُّ الجَمْهَرَهِ ،و فی اللِّسَانِ :لِیَمْلأَهُ .

قال: و الشَّغْشَغَهُ : تَرْدِیدُ الفارِسِ اللِّجَامَ فی فَمِ الفَرَسِ إذا امْتَنَعَتْ عَلَیْه،فَرَدَّدَهُ فی فَمِهَا تَأْدِیباً، قال أبو کَبِیرٍ الهُذَلِی یَصِفُ فَرَساً:

ذُو غَیِّثِ یسر یَبُذُّ قَذَالُهُ

إنْ کَانَ شَغْشَغَهً سِوارَ المُلْجِمِ (9)

السِّوارُ:المُسَاوَرَهُ ،و المَعْنَی یَغْلِبُ (10)قَذالُه سِوَارَ المُلْجِمِ .

ص:36


1- (1) فی معجم البلدان:«أبی محمد».
2- (2) کذا بالأصل و اللسان«شرفغ»و فی التکمله:الصغیره.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:یا معشر الخ کذا بالأصل و لم یوجد فی اللسان و التکمله و الأساس و حرر».
4- (4) فی التهذیب 168/16 الشِّرِّیغ و الشُّرَیرِیغ بالراء فی اللفظتین.
5- (5) التهذیب أیضا فی شرغ 168/16.
6- (6) دیوان الهذلیین 40/2 و بالأصل«الطعن»و المثبت عن الدیوان،و الزیاده التی تقدمت أیضا.
7- (7) فی الدیوان ص 97 لم یشغشغ.
8- (8) عن الجمهره 152/1 و [1]بالأصل«فلم یملأه».
9- (9) دیوان الهذلیین 113/2 بروایه:«ذو غیث بَثْرٍ»و«إذ»بدل«إن»قال فی التهذیب:و من رواه:إن کان...فتح:سوارَ.
10- (10) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«یقلب».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الشَّغْشَغَهُ :صَوْتٌ و تَقَعْقُعٌ فی الحَرْبِ ،ذَکَرَه السُّکَّرِیُّ فی شَرْحِ الدِّیوانِ .

وَ شَغْشَغَ الثَّرِیدَهَ :رَوّاهَا بالدَّسَمِ ،لُغَهٌ فی السِّینِ المُهْمَلَهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

شفدغ

الشِّفْدِغُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و المُصَنِّفُ ، وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو الضِّفْدَعُ الصَّغِیرَهُ و اخْتُلِفَ فی الضَّبْطِ علی الصّاغَانِیِّ ،ففی العُبَابِ أَنَّهُ بالضَّمِّ ،و فی التَّکْمِلَهِ بالکَسْرِ.

شلغ

شَلَغَ رَأْسَهُ شَلْغًا ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أیْ شَدَخَهُ ،لُغَهٌ فی ثَلَغَهُ ، و فَدَفَهُ ،و فَلَغَهُ مِثْلُه (1)، وَ نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ أَیْضاً هکذا.

شمغ

شَمْغُونُ بنُ زَیْدٍ،بالفَتْحِ ، هکَذَا فی النُّسَخِ ، وَ ذِکْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَکٌ ،و الصّوابُ أَنَّه شَمْغُونُ بنُ یَزِیدَ بنِ خِنافَه،أَبُو رَیْحَانَهَ الأَزْدِیُّ ،حَلِیفُ الأَنْصَارِ: صحابِیٌّ ، رَضِیَ اللّه عَنْهُ سَکَنَ بَیْتَ المَقْدِسِ و رَوَی عَنْهُ جَمَاعَهٌ ، أَو الصَّوابُ بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،و قد سَبَقَ عَنْ أَبِی سعِید بنِ یُونُسَ أَنَّه بالمُعْجَمَهِ أَصَحُّ ،فانْظُرْهُ فی«ش م ع».

فصل الصاد مع الغین

صبغ

الصِّبْغُ ،بالکَسْرِ،و بِهاءٍ،و الصِّبَغُ ، کعِنَبِ ، مِثْلُ :شِبْعٍ و شِبَعٍ و الصِّباغُ :مِثْلُ کِتَابٍ ، کدِبْغٍ و دِباغٍ ، وَ لِبْسٍ و لِبَاسٍ : ما یُصْبَغُ بِه، و تُلَوَّنُ بِه الثَیَابُ .

و قال أَبُو زَیْدٍ:یُقَال: ما أَخَذَه بِصِبْغِ ثَمَنِهِ ،أیْ :لَم یَأْخُذْهُ بِثَمَنِه،بَلْ بِغَلاءٍ، و ما تَرَکَهُ بِصِبْغِ الثَّمَنِ ،أی:لَم یَتْرُکْهُ بِثَمَنِه الَّذِی هُوَ ثَمَنُهُ .

و یُقَالُ لِلْجَارِیَهِ أَوَّلَ ما یَتَسَرّی بِها،أو یُعَرَّسَ بِهَا: إنَّهَا لَحَدِیثَهُ الصِّبْغِ ،بالکَسْرِ أی: أَوَّلُ ما تُزُوِّجَ بِها. و أَبُو بَکْرٍ أَحْمَدُ بنُ أَبِی یَعْقُوبَ إسْحقَ بنِ أَیُّوبَ بنِ یَزِیدَ الصِّبْغِیِّ ، بالکَسْرِ: مِن الفُقَهاءِ، و هُوَ شَیخُ الحاکِمِ ، وَ أَخُوهُ أَبُو العَبّاسِ مُحَمَّدٌ،و ابْنُ عَمَّهِما عَلِیُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَیُّوبَ ،سَمِعَ ابنَ الضُّرَیْسِ (2)،و أَبا خَلِیفَهَ و غَیْرَهُمَا،و رَوَی أَبُو شَیْخِ الحاکِمِ -،و هُوَ أَبُو یَعْقُوبَ إسْحقُ بنُ أَیُّوبَ - عَنِ الذُّهْلِیِّ (3)،و ابنِ وارَهَ (4)و غَیْرِهِمَا،ماتَ فی شَعْبَانَ سنَه 271.

و فاتَه-مِنْ هذِه النِّسْبَهِ -جَمَاعَهٌ اشْتَهَرُوا بِهَا،مِثْلُ :

مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمِّنِ الصِّبْغِیِّ ،عن تَمِیمِ بنِ طُمْغاج.

وَ أَبُو بَکْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللّه بن مُحَمَّدِ بنِ الحُسَیْنِ الصِّبْغِیُّ عن أَبِی حامِدِ بنِ الشَّرْقِیِّ .

وَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِیٍّ الصِّبْغِیُّ ،عَنْ ابْنِ خُزَیْمَهَ ، وَ مَاتَ 384.

وَ عَبْدُ اللّه بنُ مُحَمَّدٍ الصِّبْغِیُّ :شَیْخٌ لاِبْنِ المُقْرِیءِ.

وَ أَبُو الحَسَنِ عَلِیُّ بنُ الحَسَنِ الصِّبْغِیُّ ،رَوَی عَنْ أَبِی العَبّاسِ السَّرّاجِ .

وَ غَیْرُ هؤلاءِ،و لَعَلَّهُم نُسِبُوا إلَی الصِّبْغ :الَّذِی تُلَوَّنُ بِه الثِّیَابُ .

و صَبَغَهُ أی:الثَّوْبَ و الشَّیْبَ و نَحْوَهُمَا بها، هکَذَا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هُوَ غَیْرُ مُحْتَاجٍ إلَیْهِ ،و إنْ کانَ و لا بُدَّ فتَذْکِیرُ الضَّمِیرِ أَوْلَی،أی: بالصِّبْغِ ، کَمَنَعَهُ ،و ضَرَبَهُ ،و نَصَرَهُ ، الثّانِی عَنِ اللِّحْیَانِیِّ ،کمَا فی اللِّسَانِ ،و نَسَبَهُ فی التَّکْمِلَهِ إلی الفَرّاءِ صَبْغًا ، بِالفَتْحِ ، و صِبَغًا ،کعِنَبٍ : إذا لَوَّنَهُ ، و قال أَبُو حاتِمٍ :سَمِعْتُ الأَصْمَعِیَّ و أَبا زَیْدٍ یَقُولانِ : صَبَغْتُ الثَّوْبَ أَصْبُغُه و أَصْبَغُه (5)صِبَغًا حَسَنًا،الصّادُ مَکْسُورَهٌ ،و الباءُ مُتَحَرِّکَهٌ ،و الَّذِی یُصْبَغُ بِه الصِّبْغُ بِسُکُونِ الباءِ،کالشِّبْعِ و الشِّبَعِ ،و أَنْشَدَ:

و اصْبَغْ ثِیَابِی صِبَغًا تَحْقِیقا

ص:37


1- (1) لم یرد هذا فی الجمهره،و فیها فی ماده فلغ 148/3 فلغت رأسه وَ ثلغته سواء،و هو الشدخ.و العباره فی التکمله کالأصل عن ابن درید.و اللسان أیضا.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«ابن الغرس».
3- (3) هو محمد بن یحیی الذهلی.
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«ابن داره».
5- (5) ضبطت اللفظتان عن التهذیب و اللسان.و [1]نقل الأزهری عن الفراء قال: صبغت الثوب أصبُغُه و أصبَغُه و أصبِغه ثلاث لغات.

مِنْ جَیِّدِ العُصْفُرِ لا تَشْرِیقا

قال:و التَّشْرِیقُ : الصَّبْغُ الخَفِیفُ .قُلْتُ :و هُوَ قَوْلُ عُذافِرٍ الکِنْدِیِّ .

و مِنَ المَجَازِ: صَبَغَ یَدَهُ بالماءِ و فی الماءِ:إذا غَمَسَهَا فِیه قالَهُ الأَصْمَعِیُّ .

قال الأَزْهَرِیُّ :و قَدْ سَمَّتِ النَّصَارَی غَمْسَهُم أَوْلادَهُمْ فی الماءِ (1)صَبْغًا ؛لِغَمْسِهِمْ إیّاهُمْ فیهِ ،و الصَّبْغُ :الغَمْسُ .

و مِنَ المَجَازِ: صَبَغَ ضَرْعُهَا، أی:النّاقَهِ ، صُبُوغًا بالضَّمِّ : امْتَلأَ،و حَسُنَ لَوْنُه،و هِیَ نَاقَهٌ صابِغٌ ، بِغَیْرِ هاءٍ:

إذا کانَ ضَرْعُهَا کَذلِکَ ،و هِیَ أَجْوَدُهَا مَحْلَبَه،و أَحَبُّهَا إلَی النّاسِ .

و صَبَغَتْ عَضَلَتُه:طالَتْ تَصْبُغُ صُبُوغًا ، وبالسِّینِ أَیْضاً،کما تَقَدَّمَ .

یُقَالُ : صَبَغَ فُلانًا عِنْدَ فُلانٍ ،أَو صَبَغُوهُ فی عَیْنِه: إذا أَشارَ إلَیْه بأَنَّهُ مَوْضِعٌ لِمَا قَصَدْتَهُ بِه،و هُوَ مِنْ قَوْلِ العَرَبِ : صَبَغَ فُلانًا بعَیْنِه: إذَا أَشارَ إلَیْهِ ، هکَذا نَقَلُوه، أَو هِیَ بالمُهْمَلَهِ ، نَبَّهَ عَلَیْهِ الأَزْهَرِیُّ ،و قال:هُوَ غَلَطٌ ،إذا أَرَادَتِ العَرَبُ بإِشَارَهٍ أَوْ غَیْرِهَا قالُوا:صَبَعْتُ ،بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،قالَهُ أَبُو زَیْدٍ،و قَدْ تَقَدَّمَ فی مَوْضِعِهِ .

و الصِّبْغَهُ ،بالکَسْرِ:الدِّینُ ، قالَهُ أَبُو عَمْرٍو،و حُکِیَ عَنْ أَبِی عَمْرٍو أَیْضاً أَنَّهُ قال:کُلُّ ما تُقُرِّبَ بِه إلَی اللّهِ فَهُوَ الصِّبْغَهُ .

و قِیلَ : المِلَّهُ ، و الشَّرِیعَهُ ، و فی التَّنْزِیلِ : صِبْغَهَ اللّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَهً (2)یُقَال:هِیَ فِطْرَهُ اللّهِ تَعَالَی، أَوْ هِیَ : الَّتی أَمَرَ اللّهُ تَعَالَی بِهَا مُحَمَّداً صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،و هِیَ الخِتانهُ اخْتَتَنَ إبْرَاهِیمُ صَلواتُ اللّهِ عَلَیْهِ ،فَهِیَ الصِّبْغَهُ ،فَجَرَتِ الصِّبْغَهُ عَلَی الخِتَانِهِ .

وَ صَبَغَ الذِّمِّیُّ وَلَدَهُ فی الیَهُودِیَّهِ أبو النَّصْرَانِیَّهِ صِبْغَهً قَبِیحَهً :أَدْخَلَهُ فِیهَا،و قال بَعْضُهُمْ :کانَتِ النَّصَارَی تَغْمِسُ أَبْنَاءَها فی ماءِ المَعْمُودِیَّهِ ؛یُنَصِّرُونَهُمْ بذلِکَ ،نَقَلَهُ الرّاغِبُ وَ غَیْرُه،و هو ضَعِیفٌ . و الأَصْبَغُ :أَعْظَمُ السُّیُولِ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

و مَنْ أَحْدَثَ فی ثِیَابِه إذا ضُرِبَ فهو أَصْبَغُ ،و کَذا إذا فَزِعَ ،و هُو مَجازٌ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ .

وَ أَمّا قَوْلُ رُؤْبَهَ :

یُعْطِینَ مِنْ فَضْلِ الإِلهِ الأَسْبَغِ

سَیْلاً (3)و دُفّاعاً کسَیْلِ الأَصْبَغِ

قال أَبُو إسْحقَ :لا أَدْرِی ما سَیْلُ الأَصْبَغِ ، و قال الصّاغَانِیُّ :هُوَ وَادٍ بالبَحْرِینِ .

و مِنَ المَجَازِ: الأَصْبَغُ مِنَ الطَّیْرِ:المُبْیَضُّ الذَّنَبِ ، قَدْ صَبَغَ الزَّرَقُ ذَنَبَهُ بِلَوْنٍ یُخَالِفُ جَسَدَهُ ،و قَرَأْتُ فی«غَرِیب الحَمَامِ »لِلْحَسَنِ بنِ عَبْدِ اللّهِ الأَصْبَهَانِیِّ الکاتِبِ ما نَصُّهُ :

فإِذا ابْیَضَّ الرَّأْسُ کُلُّهُ فَهُوَ الأَصْبَغُ عِنْدَنَا،فأَمّا عِنْدَ أَصْحَابِ الحَمامِ فَهُوَ الأَبْیَضُ الذَّنَبِ ،فإِذا کان البَیَاضُ فی الذَّنَبِ فهُوَ أَشْعَلُ ،و یُسَمِّیهِ أَصْحَابُ الحَمَامِ الأَصْبَغَ .

و الأَصْبَغُ مِنَ الخَیْلِ :المُبْیَضُّ النّاصِیَهِ أو أَطْرَافِ الأُذُنِ ، و أَمّا إذا کانَ البَیاضُ فی الذَّنَبِ فَهُوَ الأَشْعَلُ ،و قال أَبُو عُبَیْدَهَ :إذا شابَتْ نَاصِیَهُ الفَرَسِ فَهُوَ أَسْعَفُ ،فإِذا ابْیَضَّتْ کُلُّهَا فَهُوَ أَصْبَغُ ،قال:و الشَّعَلُ :بَیاضٌ فی عُرْضِ الذَّنَبِ ،فإِن ابْیَضَّ کُلُّه أَوْ أَطْرَافُهُ ،فهُو أَصْبَغُ .

و أَصْبَغُ بنُ غِیاثٍ ،قیلَ :صَحَابِیٌّ .

و أَصْبَغُ بنُ نُباتَهَ ، بضَمِّ النُّونِ ،الحَنْظَلِیُّ الکُوفیُّ :

تابِعَیُّ ، عَنْ عَلِیٍّ ،و عَنْهُ رَزِینُ بنُ حَبِیبِ الجُهَنِیُّ ، وَ زِیَادُ بنُ المُنْذِر الهَمْدانِیُّ ،قال الذَّهَبِیُّ :ضَعِیفٌ بِمَرَّه.

و أَصْبَغُ بنُ الفَرَجِ المِصْرِیُّ :أَعْلَمُ الخَلْقِ برَأْیِ الإمامِ مالِکٍ ، رَحِمَهُ اللّهُ تَعالَی،و أَقْوَالُه فی المَذْهَبِ مَعْرُوفَهٌ ،رَوَی عَنْهُ الرَّبِیعُ بنُ سُلَیْمَانَ الجِیزِیُّ .

و أَصْبَغَ بنُ زَیْدٍ الجُهَنِیُّ ،الواسِطیُّ ،الوَرّاق: مُحَدِّثٌ قد وُثِّقَ .

و أَصْبَغُ : مَوْلًی لعَمْرِو بنِ حُرَیْثٍ قال الذَّهَبِیُّ :یُقَالُ :

إنَّهُ تَغَیَّرَ.

وَ مِمّا بَقِیَ عَلَیهِ : أَصْبَغُ بنُ سُفیانَ الکَلْبِیُّ .

ص:38


1- (1) فی التهذیب:فی ماء فیه صبغٌ صبغًا.
2- (2) سوره البقره الآیه 138. [1]
3- (3) دیوانه ص 97 و فیه«سیباً».

و أَصْبَغُ بنُ عَبْدِ العَزِیرِ اللَّیْثِیُّ .

وَ أَصْبَغُ بنُ دَحْیَهَ .

وَ أَصْبَغ ،أَبُو بَکْرٍ الشَّیْبَانِیُّ .

وَ أَبُو الأَصْبَغِ :عَبْدُ العَزِیزِ بنُ یَحْیَی الحَرّانِیُّ :

مُحَدِّثُونَ .

و الصَّبْغَاءُ مِنَ الشّاءِ:المُبْیَضُّ طَرَفُ ذَنَبِهَا و سائِرُها أَسْوَدُ، و الاسْمُ الصُّبْغَهُ بالضَّمِّ ،و قَالَ أَبُو زَیْدٍ:إذا ابْیَضَّ طَرَفُ ذَنَبِ النَّعْجَهِ فهِیَ صَبْغَاءُ .

و الصَّبْغَاءُ : شَجَرَهٌ کالثُّمامِ و الضَّعهُ (1)أَعْظَمُ وَرَقًا، وَ أَنْضَرُ خُضْرَهً ،قال أَبُو نَصْرٍ: بَیْضَاءُ الثَّمَرِ و قَالَ أَبُو زِیادِ:

رَمْلِیَّهٌ و هِیَ مِنْ مَساکِنِ الظِّبَاءِ فی الصَّیْفِ ،یَحْتَفِرْنَ فی أُصُولِهَا الکُنُس،و قَدْ جَاءَ

14- فی الحَدِیثِ : «هَلْ رَأَیْتُم الصَّبْغَاءَ ؟».

و قِیلَ : الصَّبْغَاءُ : الطّاقَهُ مِنَ النَّبْتِ إذا طَلَعَتْ کانَ ما یَلِی الشَّمْسَ مِنْ أَعالِیها أَخْضَرَ،و ما یَلِی الظِّلَّ أَبْیَضَ کأَنَّهَا سُمِّیَتْ بالنَّعْجَهِ الصِّبْغَاءِ .قلتُ :و الحَدِیثُ المَذْکُور

14- رَوَاهُ عَطاءُ بنُ یَسارٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الخُدْرِیِّ رَضِیَّ اللّهُ عَنْهُ ، رَفَعَهُ : «أَنَّه ذَکَرَ قَوْماً یُخْرَجُونَ مِنَ النّارِ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، فیُطْرَحُونَ عَلَی نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الجَنَّهِ فیَنْبُتُونَ کما تَنْبُتُ الحِبَّهُ فی حَمِیل السَّیْلِ ،قال صلّی اللّه عَلَیه و سلّم:هَلْ رَأَیْتُمُ الصَّبْغاءَ »و فی رِوَایَهٍ :«أَ لَم تَرَوْها ما یَلِی الظِّلَّ مِنْهَا أُصَیْفِرُ أَوْ أَبْیضُ ،و ما یَلِی الشَّمْسَ مِنْهَا أُخَیْضِرُ». قَالَ ابنُ قُتَیْبَهَ :شَبَّهَ نَبَاتَ لُحُومهِمْ بَعْدَ إِحْرَاقِها بَنباتِ الطّاقَهِ مِنَ النَّبْتِ حَینَ تَطْلُعُ (2)تَکُونُ صَبْغَاءَ .

و الصَّبّاغُ کَشدّادٍ: مَنْ یَصْبُغُ أی: یُلَوِّنُ الثِّیَابَ و فی اللِّسَانِ :مُعَالِجُ الصَّبْغِ .

و الصَّبّاغُ : الکَذّابُ (3)و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «کِذْبَهٌ کَذَبَهَا الصَّبّاغُونُ »و یُرْوَی«الصّیّاغُونُ »و یُرْوَی:«الصَّوّاغُونَ ». و هُوَالَّذِی یُلَوِّنُ الحَدِیثَ و یَصْبُغُه و یُغَیِّرُه و

16- عَنْ أَبِی هُرَیْرَهَ -رَضِیَ اللّهُ عَنهُ -رَفَعَهُ : «أَکْذَبُ النَّاسِ الصَّبّاغُونَ وَ الصَّوّاغُونَ ». قال الخَطّابِیُّ :مَعْنَی هذا الکَلامِ أنَّ أَهْلَ هاتَیْنِ الصِّناعَتَیْنِ تَکْثُر مِنْهُم المَوَاعِیدُ فی رَدِّ المَتَاعِ ، وَ ضَرْبِ المَوَاقِیتِ فِیهِ ،و رُبَّمَا وَقَعَ فیهِ الخُلْفُ ،فقِیلَ عَلَی هذا:إِنَّهُمْ مِنْ أَکْذَبِ النّاسِ ،قال:و لَیْسَ المَعْنَی أنَّ کُلَّ صائِغٍ و صَبّاغٍ کاذِبٌ ،و لَکِنَّهُ لَمّا فَشَا هذَا الصَّنِیعُ مِنْ بَعْضِهِمْ أُطْلِقَ عَلَی عامَّتِهِمْ ذلِکَ ،إِذْ کانَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِرَصْدِ أَنْ یُوجَدَ ذلِکَ مِنْهُ ،قال:و قِیلَ :إنَّ المُرَادَ بِهِ صِیَاغَهُ الکَلامِ و صَبْغَتُه و تَلْوِینُه بالبَاطِلِ ،کما یُقَال:فُلانٌ یَصُوغُ الکَلامَ و یُزَخْرِفُه،و نَحْوُ ذلِکَ مِنَ القَوْلِ .

و ابْنُ الصَّبّاغِ صاحِبُ الشّامِلِ هُوَ: أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ السِّیِّدِ بنُ مُحَمَّدٍ،الفَقِیهُ الشّافِعِیُّ المَشْهُورُ.

و الصُّبْغَهُ ،بالضَّمِّ :البُسْرَهُ قَدْ نَضِجَ بَعْضُها تَقُولُ :قَدْ نَزَعْتُ مِنَ النَّخْلَهِ صُبْغَهً أَوْ صُبْغَتَیْنِ ،و هُو بالصّادِ أَکْثَرُ.

و کَأَمِیرٍ: صَبِیغُ بنُ عُسَیْلٍ ، هکَذا عُسَیْل فی سائِرِ النُّسَخِ ،ففی بَعْضِها کزُبَیْرٍ،و فی بَعْضِها کأَمِیرٍ،و کِلاهُمَا خَطَأٌ،و الصَّوابُ «عِسْلٌ »بکَسْرِ العَیْنِ کَما ضَبَطَهُ الحافِظُ فی التَّبْصِیرِ،و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ ذلِکَ فی الّلامِ ،حَدَّثَ عَنْهُ ابنُ أَخِیهِ عِسْلُ بنُ عَبْدِ اللّهِ بنِ عِسْلٍ ،و قالَ ابنُ مَعِینٍ :بَلْ هُوَ صَبِیغُ بنُ شَرِیکِ بنِ المُنْذِرِ بنِ قَطَنِ بنِ قِشْعِ بنِ عِسْلِ بنِ عَمْرِو بنِ یَرْبُوعٍ التَّمِیمِیُّ ،فَمَنْ قالَ : صَبِیغُ بنُ عِسْلٍ فَقَدْ نَسَبَه إلی جَدِّهِ الأَعْلَی،

17- و لَهُ أَخٌ اسْمُه رَبِیعَهُ ، شَهِد الجَمَلَ ،و هُوَ الَّذِی کانَ یُعَنِّتُ النّاسَ بالغَوَامِضِ و السُّؤالاتِ مِن مُتَشَابِهِ القُرْآن (4)، فَنَفَاهُ عُمَرُ، رَضِیَ اللّه عَنْهُ ، إلَی البَصْرَهِ بَعْدَ ضَرْبِه،و کَتَبَ إلی والیها أَلا یُؤْوِیَهُ تَأْدِیباً،و نهَی عَنْ مُجَالَسَتِهِ .

و صُبَیْغٌ ، کزُبَیْرٍ:ماءٌ لبَنِی مُنْقِذِ بنِ أَعْیَا،مِنْ بَنِی أَسَدِ بنِ خُزَیْمَهَ .

و صُبَیْغَاءُ ،کحُمَیْرَاءَ:ع،قُرْب طَلْح مِنَ الرَّمْلِ ،و قد سَبَقَ فی الحاءِ أنَّ طَلَحَا-بالتَّحْرِیکِ -:مَوْضِعٌ دُونَ الطّائِفِ ،و بالإِسْکَانِ :بَیْنَ بَدْرٍ و المَدِینَهِ ،و المُرَادُ هُنَا هُوَ

ص:39


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله و الضعه،لعل الأولی:و الصبغاء» وَ الصواب ما أثبت فقد تقدم عن الدینوری عن أبی عمرو-فی وضع-قال:الضَّعَه نبت کالثمام و هی أرق منه.و انظر اللسان«صبغ» وَ فیه:الصبغاء شجره شبیهه بالضعه.
2- (2) فی التهذیب و اللسان: [1]حین تطلع و ذلک أنّها حین تطلع تکون صبغاء.
3- (3) علی هامش القاموس عن إحدی نسخه:«و من یُلوّن»بدل من «و الکذاب یلون الحدیث».
4- (4) فی التهذیب:کان یتعنت الناس بسؤالات مشکله من القرآن.

الأَخِیرُ،و وَجَدْتُ فی المُعْجَمِ -لأَبی عُبَیْدٍ و غَیْرِه-ما نَصّهُ : صَبْغَاءُ ،کحَمْرَاءَ:ناحِیَهٌ بالحِجَازِ،و ناحِیَهٌ بالیَمَامَهِ ، وَ قالَ فی طَلْح-بالإسْکانِ أَیْضاً-:إِنَّهُ مَوْضِعٌ بَینَ مَکَّهَ و الیَمَامَهِ ،و لکِنَّ الصّاغَانِیَّ ضَبَطَهُ بالتَّصْغِیرِ،و إِیّاهُ قَلَّدَ المُصَنِّفَ ،و بِهَا عَرَفْتَ أنَّ الصَّوابَ فی المَوْضِعِ صَبْغَاءُ ، کحَمْرَاءَ،فَتَأَمَّلْ .

و أَصْبَغَ عَلَیْهِ النِّعْمَهَ : لُغَهٌ فی أَسْبَغَها، بالسِّینِ .

و مِنَ المَجَازِ: أَصْبَغَتِ النَّخْلَهُ : إِذا ظَهَرَ فی بُسْرِهَا النُّضْجُ ، فهِیَ مُصْبِغٌ .

و أَصْبَغَتِ النّاقَهُ : إِذَا أَلْقَتْ وَلَدَهَا و قَدْ أَشْعَرَ،کصَبَّغَتْ تَصْبیغًا فِیهِمَا، أی:فی النّاقَهِ و النَّخْلَهِ ،قَالَ الأَزْهَرِیُّ :و مِنَ العَرَبِ مَنْ یَقُولُ : صَبَّغَتِ النّاقَهُ ،و هِیَ مُصَبِّغٌ بالصادِ، وَ السِّینُ أَکْثَرُ،و قد تَقَدَّمَ عَن الأَصْمَعِیِّ ،و أَمَّا التَّصْبِیغُ فی النَّخْلَهِ فلَم یُعْرَفْ ،و الَّذِی ذَکَرَهُ الصّاغَانِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ و صاحِبُ اللّسَانِ : صَبَّغَت البُسْرَهُ (1)تَصْبِیغاً:مِثْلُ ذَنَّبَتْ ، وَ صاحِبُ اللّسَانِ : صَبَّغَتِ (2)الرُّطَبَهُ :مِثْلُ تَلَوَّنتْ ،و بِهذَا تَعْرِفُ ما فی کلامِ المُصَنِّف من المُخَالَفَهِ لنُصُوصِ الأَئِمَّهِ ، زادَ الزَّمَخْشَرِیُّ :و هُوَ مَجَازٌ.

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً: اصْطَبَغَ فُلانٌ بالصِّبْغِ ، أَطْلَقَه فأَوْهَمَ الفَتْحَ ،و لَیْسَ کَذلِکَ ،بَلْ هُوَ بالکَسْرِ،ثُمَّ إِنَّهُ ذَکَرَه وَ لَم یَسْبِقْ لَهُ تَفسِیرُه،فظاهِرُه أَنَّهُ الَّذِی تُلَوَّنُ بِهِ الثِّیَابُ ، وَ لَیْسَ کَذلِکَ ،بل المُرَادُ بِهِ الخَلُّ و الزَّیْتُ و نَحْوُهُما مِن الإِدامِ ،کما سَیَأْتِی،أی: ائْتَدَمَ بِه،و لَوَّنَ .

و قال اللِّحْیَانِیُّ : تَصَبَّغَ فی الدِّین تَصَبُّغًا ، مِن الصِّبْغَه ، وَ کَذا تَصَبَّغَ صِبْغَهً حَسَنَهً ،و فَسَّرَه الزَّمَخْشَرِیُّ ،فَقالَ :أی حَسُنَ حالُه (3).

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الصِّبْغُ ،و الصِّبَاغُ ،بالکَسْرِ:ما یُصْطَبَغُ بِهِ من الإِدامِ ، وَ قد ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ الصِّبْغَ بِهذا المَعْنَی،و مِنْهُ قَولُه تَعالَی- فی الزَّیْتُون: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَ صِبْغٍ لِلْآکِلِینَ (4)یَعْنِیدُهْنَه،و قالَ الفَرّاءُ:یَقُولُ :الآکِلُونَ یَصْطَبِغُونَ بالزَّیْتِ ، فجَعَلَ الصِّبْغَ الزَّیْتَ نَفْسَه،و قالَ الزَّجّاجُ :أَرادَ بالصِّبْغِ الزَّیْتُونَ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و هذا أَجْوَدُ القَوْلَیْنِ .

وَ صَبَغَ اللُّقْمَهَ یَصْبُغُهَا صَبْغًا :دَهَنَهَا و غَمَسَها،و کُلُّ ما غُمِسَ فَقَدْ صُبِغَ .

وَ یُطْلَقُ الصِّبْغُ و الصِّباغُ أَیْضاً عَلَی الخَلِّ ؛لأَنَّ الخُبْزَ یُغْمَسُ بِه،و مِنْهُ قَوْلُهُم:«نِعْمَ الصِّبْغُ الخَلُّ ».

وَ جَمْعُ الصِّباغِ : أَصْبِغَهٌ ،یُقَالُ :کَثُرَتِ الأَصْبِغَهُ عَلَی مائِدَتِهِ ،و هُو مَجَازٌ.

وَ یُقَالُ :إنَّ الصِّباغَ جَمعُ صِبْغٍ ،و مِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:

بالمِلْحِ أَوْ ما خَفَّ مِنْ صِباغِ (5)

و اصْطَبَغَ بِکَذا:تَلَوَّنَ بِه،و هُو مَجَازٌ.

وَ یُقَالُ : صَبَغَتِ النَّاقَهُ مَشَافِرَهَا بالماءِ:إذا غَمَسَتْهَا فِیهِ ، وَ أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ قَوْلَ الرّاجِزِ:

قَدْ صَبَغَتْ مَشَافِرًا کالأَشْبَارْ

تُرْبِی عَلَی ما قُدَّ یَفْرِیهِ الفَارْ

مَسْکُ شَبُوبَیْنِ لَهَا بأَصْبارْ

وَ صَبَغَهُ یَصْبُغُهُ ،من حَدِّ نَصَرَ:لُغَهٌ فی صَبَغَ ،کضَرَبَ وَ مَنَعَ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،فَفِیهِ التَّثْلِیثُ ، صَبْغًا ،و صِبَغَهً کعِنَبَهٍ ،الأَخِیرُ عَنْ أَبِی حَنِیفَهَ .

وَ الصَّبْغُ ،بالفَتْحِ :المَصْدَرُ،و جَمْعُه: أَصْباغٌ ،و جَمْعُ الصِّباغِ : أَصْبِغَهٌ ،و جَمْعُ الجَمْع: أصابِیغُ .

و اصْطَبَغَ :اتَّخَذَ الصِّبْغَ .

و الصِّبَاغَهُ ،بالکَسْرِ:حِرْفَهُ الصِّبّاغِ .

و ثِیَابٌ مُصَبَّغَهٌ ،شُدِّدَ للْکَثْرَهِ ،قال رُؤْبَهُ :

قَدْ عَجِبَتْ لَبّاسَهُ المُصَبَّغِ

و ثَوْبٌ صَبِیغٌ ،و ثِیَابٌ صَبِیغٌ ،أی: مَصْبُوغٌ ،فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُول.

ص:40


1- (1) فی اللسان:صبغت الرُّطَبَهُ .
2- (2) عباره الأساس:و ذنّبت الرطبه و صبّغت کما تقول:لوّنت.
3- (3) عباره الأساس:و تصبّغ فلانٌ فی الدین إذا حسُن دینه و تمکن فیه.
4- (4) سوره«المؤمنون»الآیه 20. [1]
5- (5) الصحاح و قبله: تزجّ من دنیاک بالبلاغ و باکر المعده بالدباغ بکسره لینه المضاغ بالملح..

و یُقَال: صَبَغُوه فی عَیْنِه،أیْ :غَیَّرُوه عِنْدَهُ ،و أَخْبَرُوه أَنَّهُ قَدْ تَغَیَّرَ عَمّا کانَ عَلَیْهِ ،و أَصْلُ الصَّبْغِ فی کَلامِ العَرَبِ :

التَّغْیِیرُ،و مِنْهُ صَبْغُ الثَّوْبِ :إذا غُیِّرَ لَوْنُه،و أُزِیلَ عَنْ حالِهِ إلی حالِ سَوادٍ،أَوْ حُمْرَهٍ ،أو صُفْرَهٍ .

و الصَّبَغُ فی الفَرَسِ ،مُحَرَّکَهً :أَنْ تَبْیَضَّ الثُّنَّهُ کُلُّهَا،و لا یَتَّصِلَ بَیاضُها بِبَیَاضِ التَّحْجِیلِ .

و الأَصْبَغُ :نَوْعٌ مِنَ الطُّیُورِ ضَعِیفٌ .

و صَبَغَ الثَّوْبُ صُبُوغًا :طَالَ و اتَّسَعَ ،لُغَهٌ فی سَبَغَ .

و صَبَغَتِ الإِبِلُ فی الرِّعْیِ ، تَصْبُغُ ،فهِیَ صَابِغَهٌ ، و صَبَغَتْ فِیه رأْسَها و کَذلِکَ صَبَأَتْ بالهَمْزِ،قال جَنْدَلٌ یَصِفُ إِبِلا:

قَطَعْتُهَا بُرجُعٍ أَبْلاءِ

إِذا اغْتَمَسْنَ مَلَثَ الظَّلْمَاءِ

بالقَوْمِ لَم یَصْبُغْنَ فی عَشَاءِ (1)

و الصَّبْغَاءُ :مَوْضِعٌ بالحِجَازِ.

و بَنُو صَبْغَاءَ :حَیٌّ مِنَ العَرَبِ .

و قَدْ سَمَّوْا صِبْغًا بالکَسْرِ،و صُبَیْغًا کزُبَیْرٍ.

و صَبَغَ یَدَهُ بالعَمَلِ ،و بِفَنٍّ مِن العِلْمِ ،و هو مَجَازٌ.

و خالِدُ بنُ یَزِیدَ:مَوْلَی أَبِی الصَّبِیغِ ،مِصْرِیٌّ فَقِیهٌ ، حَدَّثَ عَنْهُ مُفَضَّلُ بنُ فَضالَهَ ،و ابْنُه عَبْدُ الرَّحِیمِ الفَقِیهُ ، مِنْ أَصْحَابِ مالکٍ .

و نَجَبَهُ (2)بنُ صَبِیغٍ ،عَنْ أَبِی هُرَیْرَهَ .

و أَبو الصَّبِیغِ مَوْلَی خالِدٍ مِنْ فَوْقُ ،هُو مَوْلَی عُمَیْرِ بنِ وَهْبٍ الجُمَحِیِّ مِنْ أَسْفَلَ ،و مِنْ مَوالِیه،سَعِیدُ بنُ الحَکَمِ بنِ أَبِی مَرْیَمَ ،مَوْلَی أَبِی فاطِمَهَ ،مَوْلَی أَبِی الصَّبِیغِ ،مَوْلَی بَنِی جُمَح،مَشْهُورٌ.

صدغ

الصُّدْغُ ،بالضَّمِّ : ما انْحَدَرَ مِنَ الرَّأْسِ إلیمَرْکَبِ اللَّحْیَیْنِ ،و قِیلَ : ما بَیْنَ العَیْنِ و الأُذُنِ ، و فی الأَساسِ :یُقَالُ :ضَرَبَهُ فی صُدْغِه ،و هُو ما بَیْنَ اللِّحَاظِ و أَصْلِ الأُذُنِ ،و هُمَا صُدْغَانِ ،و قالَ أَبُو زَیْدٍ:هُمَا مَوْصِلٌ ما بَیْنَ اللِّحْیَهِ و الرَّأْسِ إِلَی أَسْفَلَ مِن القَرْنَیْنِ ،و فِیهِ الدُّوّارَهُ ، و هِیَ الَّتِی فی وَسَطِ الرَّأْسِ ،یَدْعُونَهَا الدائِرَهَ ،و إِلَیْهَا یَنْتَهِی فَرْوُ (3)الرَّأْسِ ،قال:و رُبَّمَا قالُوا:السُّدْغُ بالسِّینِ ،و أَنْشَدَ ابنُ سِیدَه:

قُبِّحَتْ مِن سالِفَهٍ و مِنْ صُدُغْ

قال:لا أَدْرِی أَ لِلشِّعْرِ فَعَلَ ذلِکَ (4)،أَمْ هُو فی مَوْضُوعِ الکَلامِ ؟.

و مِنَ المَجَازِ: الصُّدْغُ :هُوَ الشَّعَرَ المُتَدَلِّی عَلَی هذا المَوْضِع و یُقَالُ : صُدْغٌ مُعَقْرَبٌ ،قال الشّاعِرُ:

صُدْغُ الحَبِیبِ و حالِی

کِلاهُمَا کاللَّیَالِی

و قَدْ صَرَّحَ السَّعْدُ و غَیْرُه مِنْ عُلَمَاءِ البیانِ أَنَّهُ مِنْ إِطْلاقِ المَحَلِّ عَلَی الحالِّ .

ج: أَصْداغٌ قال الشّاعِرُ:

عاضَها اللّهُ غُلاماً بَعْدَ مَا

شابَت الأَصْداغُ و الضِّرْسُ نَقَدْ

و یُجْمَعُ أَیْضاً عَلَی أَصْدُغٍ .

و یُجْمَعُ أَیْضاً عَلَی أَصْدُغٍ .

و قالَ مُحَمَّدُ بنُ المُسْتَنِیرِ قُطْرُبٌ :إنَّ قَوْماً مِنْ بَنِی تَمِیمٍ یُقَالُ لَهُمْ :بَلْعَنْبَرِ،یَقْلُبِونَ السِّینَ صادًا عِنْدَ أَرْبَعَهِ أَحْرُفٍ :

عِنْدَ الطّاءِ،و القافِ ،و الغَیْنِ ،و الخاءِ،إذا کُنَّ بَعْدَ السِّینِ ، و لا تُبَالِی أَ ثانِیَهً کانَتْ أَمْ ثالِثَهً أَمْ رابِعَهً ،بَعْدَ أَنْ یکُنَّ بَعْدَها، یَقُولُون:سِراطٌ و صِراطٌ ،و بَسْطَهٌ و بَصْطَهٌ ،و سَیْقَلٌ و صَیْقَلٌ ، و سَرَقْتُ ،و صَرَقْتُ ،و سَخَّرَ لَکُم،و صَخَّرَ لکُم،و السَّخَبُ و الصَّخَبُ .

و المِصْدَغَهُ کمِکْنَسَهٍ :المِخَدَّهُ لأَنَّهَا تُوضَعُ تَحْتَ

ص:41


1- (1) و یروی:لم یصبُؤن فی عشاء.و بعد ذکر رجز جندل ورد فی التهذیب و اللسان: [1]یقال صبأ فی الطعام إذا وضع فیه رأسه.و هذا أوضح مما ورد بالأصل قبل رجز جندل:و صبغت فیه رأسها و کذلک صبأت بالهمز.و الذی فی اللسان« [2]صبأ»و قدّم إلیه طعام فما صبأ و لا أصبأ فیه أی ما وضع فیه یده.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و نجبه».
3- (3) فی التهذیب:«فرق الرأس».
4- (4) أراد قبحت یا سالفه من سالفه و قبحت یا صدغ من صدغٍ فحذف لعلم المخاطب بما فی قوه کلامه و حرّک الصُّدُغ...و مما جاء فی اللسان [3]عن ابن سیده:أحرکهما لغه أم تحریکاً معتبطاً؟و سیرد کلام ابن سیده بتمامه فی ماده«صقغ».

الصُّدْغِ ،و رُبّما قالُوا:مِزْدَغَهٌ بالزّایِ ،کما قالُوا للصِّراطِ :

زِرَاط . و صَدَغَهُ ،کمَنَعَهُ :حاذَی بصُدْغِهِ صُدْغَهُ فی المَشْیِ ، حَکاهُ أَبُو عُبَیْدٍ.

و صَدَغَ النَّمْلَهَ :قَتَلَها، یُقالُ :فُلانٌ ما یَصْدَغُ نَمْلَهً ،و لا یَقْصَعُ قَمْلَهً ،أی:ما یَقْتُلُ مِنْ ضَعْفِه.

و یُقَالُ : صَدَغَه عن الأَمْرِ، أی: صَرَفَهُ و رَدَّهُ ، قالَهُ :

الأَصْمَعِیُّ ،و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :و یُقَالُ لِلفَرَسِ أو البَعِیرِ -إذا مَرَّ مُنْفَلِتًا یَعْدُو،فأُتْبِعَ لِیُرَدَّ-:اتَّبَعَ فُلانٌ بَعِیرَهُ فَما صَدَغَهُ ،أی:فَما ثَنَاهُ و ما رَدَّهُ ،و ذلِکَ إذا نَدَّ،کما فی الصِّحاحِ ،و رَوَی أَصْحَابُ أَبِی عُبَیْدٍ هذَا الحَرْفَ عَنْهُ بالعَیْنِ ،و الصَّوابُ بالغَیْنِ ،کما قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ و غَیْرُه، و عَنْ سَلَمَهَ :«اشْتَرَیْتُ سِنَّوْرًا فَلَم یَصْدَغْهُنَّ »یَعْنِی الفَأْرَ، لِأَنَّهُ لضَعْفِه لا یَقْدِرْ عَلَی شَیْ ءٍ،فکأَنَّهُ مَصْرُوفٌ عَنْهُ .

و الصِّداغُ ، ککِتَابٍ :سِمَهٌ فی مَوْضِعِ -و فی الأَساسِ عِنْدَ مُسْتَوَی- الصُّدْغ طولاً،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و السُّهَیْلِیُّ .

و الأَصْدَغانِ :عِرْقانِ تَحْتَ الصُّدْغَیْنِ ، قال الأَصْمَعِیُّ :

هُمَا یُضْرَبانِ مِنْ کُلِّ أَحَدٍ فی الدُّنْیَا أَبَدًا،و لا واحِدَ لَهُمَا یُعْرَفُ ،کما قالُوا:المِذْرَوَانِ .

و الصَّدِیغُ کأَمِیر:الصَّبِیُّ أَتَی لَهُ مِنَ الوِلاَدَهِ سَبْعَهُ أَیّام، سُمِّیَ بِذلِکَ لِأنَّهُ لا یَشْتَدُّ صُدْغاهُ إلاّ إلی سَبْعَهِ أَیّامٍ (1)،و منه

16- حَدِیثُ قَتَادَهَ : «کانَ أَهْلُ الجاهِلِیَّهِ لا یُوَرِّثُونَ الصَّبِیَّ ، یَقولُونَ :ما شَأْنُ هذا الصَّدِیغِ الَّذِی لا یَحْتَرِفُ و لا یَنْفَعُ نَجْعَلُ لَهُ نَصِیبًا مِنَ المِیرَاثِ ؟!».

و الصَّدِیغُ أَیضًا: الضَّعِیفُ ،و قَدْ صَدُغَ ،ککَرُمَ ، صَداغَهً ،أی:ضَعُفَ ،قال ابْنُ بَرِّیّ :و شاهِدُه قَوْلُ رُؤْبَهَ :

إِذا المَنَایَا انْتَبْنَهُ لَم یَصْدُغِ

أی:لَم یَضْعُفْ ،و قِیلَ :هُو فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ ،من صَدَغَهُ عن الشَّیْ ءِ:إذا صَرَفَهُ .

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : بَعِیرٌ مَصْدُوغٌ ،و مُصَدَّغٌ کمُعَظَّمٍ :

وُسِمَ بِه، أی: بالصِّداغِ (2)،و نَصُّ ابْنِ شمَیْلٍ :بَعِیرٌ مَصْدُوغٌ :وُسِمَ بالصِّداغِ ،و إِبِلٌ مُصَدَّغَهٌ ،وُسِمَتْ بالصِّداغِ ،ففَرَّقَ بَیْنَهُما فی الذِّکْر،و لو أنَّ مآلَ المَعْنَی إِلَی وَاحِدٍ،إِشارَهً إِلَی ما فی الثّانِی مِنَ التَّکْثِیرِ،فتَأَمَّلْ .

و صادَغَهُ :داراهُ ،أو عارَضَهُ فی المَشْی، و نَصُّ المُحِیطِ : صادَغْتُ الرَّجُلَ :إذا دارَیْتَهُ ،و هِیَ المُعَارَضَهُ فی المَشْیِ ،و فی الأَساسِ : صَادَغْتُه :[عارَضْتُه] (3)فی المَشْیِ - صُدْغِی لِصُدْغِه.

قال الصّاغَانِیُّ :و التَّرْکِیبُ یَدُلُّ عَلَی عُضْوٍ منَ الأَعْضَاءِ، و عَلَی ضَعْفٍ ،و قد شَذَّ عَنْهُ : صَدَغْتُه عَن الشَّیْ ءِ:إذا صَرَفْتَه عَنْهُ .

قلتُ :لَیْسَ بشاذٍّ عَنْ التَّرْکِیبِ ،فإِنّه مِنْ قَوْلِهِم:

صَدَغَه :إذا ضَرَبَ صُدْغَهُ ،و مَنْ کانَ کَذلِکَ فَقَدْ صُرِفَ ، فتَأَمَّلْ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیهِ :

صَدَغَهُ یَصْدَغُه صَدْغًا :ضَرَبَ صُدْغَه .

و صُدِغَ ،کعُنِیَ ، صَدْغًا :ضَرَبَ صُدْغَه .

و صَدَغَ إِلَی الشَّیْ ءِ صُدُوغًا :مالَ ،و کَذا: صَدَغَ عن طَرِیقِه:إذا مالَ .

و صَدَغَه صَدْغًا :أَقَامَ صَدَغَه ،مُحَرَّکَهً ،و هُو العِوَجُ و المَیْلُ .

صردغ

الصُّرْدُغَهُ ،بالضَّمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و الصّاغَانِیُّ ،و صاحِبُ اللِسَانِ ،و هِیَ مِنَ الشّاءِ کالبادِرَهِ مِنَ الإِنْسَانِ ،و لَیْسَتْ لَها بادِرَهٌ ،و إِنَّمَا مَکَانَهَا صُرْدَغَهٌ ،و هُمَا الأُولَیَانِ تَحْتَ صَلِیفَیِ العُنُقِ ،لا عَظْمَ فیهِمَا. نُقِلَ ذلِکَ عَنْ أَمَالِی أَبِی عَلِیٍّ الهَجَرِیِّ

صغغ

صَغَّ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قَالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

أیْ أَکَلَ أَکْلاً کَثِیرًا.

و صَغْصَغَ شَعَرَهُ :رَجَّلهُ ، و قَد جاءَ ذلِکَ

17- فی حَدِیثِ ابْنِ عَبّاسٍ ،رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمَا: حِینَ سُئلَ عَن الطِّیبِ ، للمُحْرِمِ ،فقَالَ َ:«أَمّا أَنَا فأُصَغْصِغُهُ فی رَأْسِی». قال ابنُ الأَثِیرِ:هکذا رُوِیَ ،و قالَ الحَرْبِیُّ :إِنَّمَا هُو أُسْغَسِغُه،أی:

ص:42


1- (1) عباره التهذیب:و قال اللیث:الصدیغ الولد قبل استتمامه سبعه أیام لأنه لا یشتد صدغه إلا إلی تمام السبعه.
2- (2) ضبطت بکسر الصاد عن اللسان و [1]التکمله،و ضبطت فی التهذیب، بالقلم،بضمها.
3- (3) زیاده عن الأساس.

أُرَوِّیهِ بِه،و السِّینُ و الصّادُ یَتَعَاقَبانِ مع الخاءِ و الغَیْنِ و القافِ و الطّاءِ،کما تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی«ص د غ»،و قالَ قُطْرُبٌ :

صَغْصَغَ رَأْسَه بالدُّهْنِ صَغْصَغَهً و صِغْصاغًا :لُغَهٌ فی سَغْسَغَهُ .

و صَغْصَغَ الثَّرِیدَهَ : رَوّاهَا دَسَمًا،مِثْلُ : سَغْسَغَها و قَدْ مَرَّ ذِکْرُه.

صفغ

الصَّفْغُ ،کالمَنْعِ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :هذا حَرْفٌ صَحِیحٌ ،رَوَاهُ أَبُو مَالِکِ عَمْرُو بنُ کِرْکِرَهَ ،و هُو ثِقَه،قال:هُو القَمْحُ بالیَدِ و قد صَفَغَهُ صَفْغًا .

و أَصْفَغَ غَیْرَهُ الشَّیْ ءَ:أَقْمَحَهُ إِیّاهُ ، و فی التَّهْذِیبِ :

و أَصْفَغَهُ فَمَهُ ،و أَنْشَدَ أَبُو مالِکٍ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الیَمَنِ یُخَاطِبُ أُمَّهُ :

دُونَکِ بَوْغاءَ تُرابِ الرَّفْغِ

فأَصْفِغِیهِ فاکِ أیَّ صَفْغِ (1)

أَرادَ:أیَّ إِصْفاغٍ ،فلم یُمْکِنْه.

صقغ

الصُّقْغُ ،بالضَّمِّ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ جِنِّی:هُوَ لُغَهٌ فی الصُّقْعِ بالعَیْنِ ،بمَعْنَی النّاحِیَهِ ،و أنْشَدَ:

قُبِّحْتِ مِنْ سالِفَهٍ و مِنْ صُدُغْ

کأَنَّهَا کُشْیَهُ ضَبٍّ فی صُقُغْ (2)

أَرادَ:قُبِّحْتِ یا سالِفَهُ مِنْ سالِفَهِ ،و قُبِّحْتَ یا صُدْغُ مِنْ صُدْغِ ،فَحَذَفَ لعِلْمِ المُخَاطَبِ بِمَا فی قُوَّهِ کَلامِه،قال ابنُ سِیدَه:قال:صُدُغْ ،و صُقُعْ ،فجَمَعَ بَینَ العَیْنِ و الغَیْنِ ، لِأَنَّهُمَا مُجَانِسانِ ؛إذْ هُمَا حَرْفا حَلْقٍ ،و یُرْوَی:« صُقُغْ » بالغَیْنِ أَیْضًا،فلا أَدْرِی:هَلْ هِیَ لُغَهٌ فی صُقُع،أَم احْتَاَج إِلَیْهِ للقافِیَهِ ،فَحَوَّلَ العَیْنَ غَیْنًا؛لأَنَّهُمَا جَمِیعًا مِنْ حُرُوفِ الحَلْقِ ،و قالَ أَیْضًا:لا أَدْرِی أَحَرَّکَ صُدُغْ ،و صُقُغْ لُغَهً ،أَمْ حرّکَهُما تَحْرِیکًا مُعْتَبَطًا؟و ذَکَرَهُ ابنُ عَبّادٍ أَیْضًا فی المُحِیطِ ،و أَنْشَدَ ما سَبَقَ ،ثُم قالَ :و أُنْکِرَ أَنْ یَکُونَ إِکفاءً.

صلغ

صَلَغَتِ البَقَرَهُ و الشّاهُ صُلُوغًا : لُغَهٌ فی سَلَغَتْ ، بالسِّینِ ، و هِیَ صالِغٌ و سالِغٌ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:شاهٌ صَالِغٌ و سالِغٌ ،و هِیَ المُسِنُّ ،مِثْلُ المُشِبِّ مِنَ البَقَرِ،و زَعَمَ سِیبَوَیْه أنَّ الأَصْلَ السّینُ ،و الصّادُ مُضَارِعَهٌ لِمَکَانِ الغَیْنِ .

أَو الصالِغُ مِنْهَا کالقَارِحِ مِنَ الخَیْلِ ، کذا فی المُحِیطِ و اللِّسان،و

16- فی الحَدِیثِ : «عَلَیْهِم فِیهِ الصّالِغُ و القارِحُ ». قَالَ أَبُو عُبَیْدٍ:لَیْسَ بَعْدَ الصّالِغِ فی الظِّلْفِ سنٌّ ،و قد تَقَدَّمَ تَرْتِیبُ الأَسْنَانِ فی«سلغ» أَو الصّالِغُ مِنَ الضَّأْنِ :ما دَخَلَتْ فی الخامِسَهِ ، و قالَ ابنُ فارِسٍ :هِیَ الَّتِی تَمَّ لَها أَرْبَعُ سِنِینَ ،و هِیَ فی الخامِسَهِ ، أَو الشّاهُ تَصْلَغُ فی السَّنَهِ السَّادِسَهِ (3)،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :بَلْ فی الخَامِسَهِ ، و کِبَاشٌ صَوالِغُ ،و صُلَّغٌ ،کرُکَّعٍ لِتَمَامِ خَمْسِ سِنِینَ ،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ (4)،قال رُؤْبَهُ :

و الحَرْبُ شَهْبَاءُ الکِبَاشِ الصُّلَّغِ

أَرادَ بالکِبَاشِ :الأَبْطَالَ .

و الصَّلْغَهُ :السَّفِینَهُ الکَبِیرَهُ ، قالَهُ اللَّیْثُ .

و الصَّلَغَهُ بالتَّحْرِیکِ :الرَّبَاعِیَهُ مِنَ الإِبِلِ ،السَّمِینَهُ ،أَو السَّدِیسُ ، قالَهُ أَبُو عَمْرٍو،و أَنْشَدَ:

فِدَی ابْنِ دَاوُدَ أَبِی و أُمِّی

جَهَّزَ فی رِسْلٍ أُلُوفَ الطِّمِّ

کَتائِبًا کالصَّلَغِ الأَغَمِّ

قال: و الصَّلَغُ ،مُحَرَّکَهً :الهَضْبَهُ الحَمْرَاءِ، کما فی العُبَابِ .

صمغ

الصَّمْغُ ، بالفَتْحِ ، و یُحَرَّکُ ، نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه عَنْ أَبِی حَنِیفَهَ : غِرَاءُ القَرَظِ ،و هُو الصَّمْغُ العَرَبِیُّ لا صَمْغِ مُطْلَقِ الطَّلْحِ ،و وَهِمَ الجَوْهَرِیُّ ،و لِکُلِّ شَجَرَهٍ (5)صَمْغٌ یَنْضَحُهُ (6)فیَسِیلُ مِنْهَا،الوَاحِدَهُ ، صَمْغَهٌ و صَمْغَهٌ ، ج:

ص:43


1- (1) بعده فی اللسان و [1]التکمله: و إن تریْ کفک ذات نفغ شفیتها بالنفث أو بالمرغ و قبل هذین الشطرین فی التکمله: ذلک خیر من حطام الدفغ و فی التکمله:«ریاغ الرفغ»و المثبت کاللسان.و [2]فسره فی التکمله: الرفغ أسفل الوادی و ألأم موضع فیه.و الدفغ:تبن الذره.و المرغ: اللعاب.
2- (2) تقدم فی ماده«صدغ»فی اللسان [3]بروایه«صقع»بالعین.
3- (3) نقله أبو عبید عن أبی زید کما فی التهذیب.
4- (4) نقل عنه ثعلب بالصاد و السین فی اللفظتین کما فی التهذیب.
5- (5) فی القاموس:و [4]لکلِّ شَجَرٍ.
6- (6) عن اللسان و بالأصل«نضحه».

صُمُوغٌ قالَ أَبُو حَنِیفَهَ :و مِنَ الصُّمُوغِ المُقْلُ ،قال:و هذا لَیْسَ مَعْرُوفاً (1).

و الصّامِغَانِ ،و الصِّماغانِ ، و هذِه عَنْ أَبِی عُبَیْدَهَ ، و الصِّمْغَانِ ، بالکَسْرِ،و هذِه عَنْ اللَّیْثِ : جانِبَا الفَمِ ،و هُمَا مُلْتَقَی الشَّفَتَیْنِ مِمّا یَلِی الشِّدْقَیْنِ و قِیلَ :هُمَا مُؤَخَّرُ الفَمِ ، أَوْ مُجْتَمَعَا الرِّیقِ فی جانِبَیِ الشَّفَهِ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ، وَ فی التَّهْذِیبِ :مُجْتَمَعُ الرِّیقِ فی جانِبِ الشَّفَهِ ،و تُسَمِّیهِما العامَّهُ الصِّوارَیْنِ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الصّامِغَانِ :مِثْلُ السّامِغَیْنِ سَواءٌ،و

16- فی الحَدِیثِ (2): «نَظِّفُوا الصِّماغَیْنِ ، فإِنَّهُمَا مُقْعَدَا المَلَکَیْنِ ». و هذا حَضٌّ عَلَی السِّواکِ .

و یَقُولُونَ : لَقِیتُ الیَوْمَ صَمْغَانَ ،کسَکْرَانَ ، و أَبا صِمْغَهَ ، بالکَسْرِ،و هُمَا:الَّذِی یُصْمِغُ فُوه و أُذُناهُ و عَیْنَاهُ و أَنْفُه،کما تُصْمِغُ الشَّجَرَهُ قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.

وَ قالَ : و أَصْمَغَ شِدْقُه: إِذا کَثُرَ بُصاقَه.

قال: و أَصْمَغَتِ الشَّجَرَهُ ، أی: خَرَجَ مِنْهَا الصَّمْغُ .

و أَصْمَغَتِ الشّاهُ :إذا کانَ لَبَنُهَا، هکذا فی النُّسَخِ ، وَ صوابُه«لِبَؤُهَا» طَرِیًّا أَوَّلَ ما تُحْلَبُ ،کما فی المُحِیطِ ، وَ هکَذا نَصُّه،و نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ، و شَاهٌ مُصْمِغَهٌ ، کمُحْسِنَهٍ ، بَلَبَنِها، هکَذَا فی النُّسَخِ ،و صَوَابُه بِلِبَئِها،کمَا هو نَصُّ المُحِیطِ .

و صَمَّغَهُ ، أی الحِبْرَ تَصْمِیغًا :جَعَلَ فیهِ الصَّمْغَ ، کَما فی المُحِیطِ ،و فی الصِّحَاحِ :حِبْرٌ مُصَمَّغٌ :مُتَّخَذٌ مِنْهُ ،قال:

وَ هذا الحَرْفُ لا أَدْرِی مِمَّنْ سَمِعْتُه.

و قال أَبُو الغَوْثِ : اسْتَصْمَغ الصّابَ : إذا شَرَطَ شَجَرَهُ لِیُخْرِجَ مِنْهُ غِرَاءَهُ ، و هُوَ شَیْ ءٌ مرٌّ فیَنْعَقِدُ کالصَّبِرِ.

و قال أَبُوا الغَوْثِ : اسْتَصْمَغ الصّاب :إذا شَرَطَ شَجَرَهُ لِیُخْرِجَ مِنْهُ غِرَاءَهُ و هُوَ شَیْ ءٌ مرٌّ فَیَنْعَقِدُ کالصَّبِرِ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: اسْتَصْمَغَ فُلانٌ :صارَتْ بِه الصَّمْغَهُ ، بالفَتْح، و هِیَ القَرْحَهُ .

و الصِّمَغُ و الصِّمَغَهُ کعِنَبٍ و عِنَبَهٍ :شَیْ ءٌ یابِسٌ یُوجَدُ فی أَحَالِیلِ ضَرْعِ النّاقَهِ ، کذا نَصُّ أَبِی زَیْدٍ،و نَقَل الأَزْهَرِیُّ فی تَرْجَمَهِ «صمخ» (3)عَنْ أَبِی عُبَیْدٍ:الشّاهُ إذاحُلِبَتْ عِنْدَ وِلادِهَا،فَوُجِدَ فی أَحالِیلِ ضَرْعِهَا شَیْ ءٌ یابِسٌ یُسَمَّی الصِّمَخَ (4)و الصِّمَغَ ،الواحِدَهُ صِمَخَهٌ و صِمَغَهٌ ، فإِذا فُطِرَ ذلِکَ طابَ لَبَنُهَا،و أَفْصَحَ و احْلَوْلی.

و صامَغانُ ، بِفَتْحِ المِیمِ : کُورَهٌ مِنْ کُوَرِ الجَبَلِ بطَبَرِسْتَانَ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

فی المَثَلَ : «تَرَکْتُه عَلَی مِثْلِ مَقْرِفِ الصَّمْغَهِ » ،و ذلِکَ إذا لَم یَتْرُکْ لَهُ شَیْئًا،لأَنَّهَا تُقْتَلَعُ مِنْ شَجَرَتِها حَتَّی لا تَبْقَی عَلَیْهَا عُلْقَهٌ ،و یُرْوَی:«عَلَی مِثْلِ مَقْلَعِ الصَّمْغَهِ »،و

17- فی حَدِیثِ الحَجّاجِ : «لأَقْلَعَنَّکَ قَلْعَ الصَّمْغَهِ ». أی:

لأَسْتَأْصِلَنَّکَ ،و قد تَقَدَّمَ فی«قلع».

صنغ

الصُّنَّغُ ،کرُکَّعٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و الأَزْهَرِیُّ ،و ابنُ سِیدَه،و غَیْرُهُم،و قد جاءَ فی قَولِ رُؤْبَهَ بنِ العَجّاج:

قال الصّاغَانِیُّ :هو تَصْحِیفٌ وقَعَ فی غَالِبِ نُسَخِ أَراجِیزِه المَوْجُودَهِ ببَغْدَادَ؛إِذْ ذَاک بخُطُوطِ الأَثْبَاتِ کأَبِی الحَسَن عَلِیِّ بنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ بنِ الحَسَنِ السُّلَمِیِّ الرَّقِّیِّ ، عُرِفَ بابْنِ العَصّارِ،و خَطُّهُ فی الصِّحَّهِ و الإتْقَانِ حُجَّهٌ ،و فی مَزالِّ المُعْضِلاتِ و مَعامِیها،و مَضَالِّ (5)المُشْکِلاتِ و مَوَامِیها مَحَجَّه،هکذا أَوْرَدَهُ ،و لَم یَتَعَرَّضْ فی الشرح لمعناه قال وَ رأیت فی نُسْخَهٍ مَقْرُوءَهٍ عَلَی ابْنِ دُرَیْدٍ من أَرَاجِیزِهِ بِرِوَایَهِ أَبِی حاتِمٍ ،و تاریخُ الفَرَاغِ مِنْ نَسْخِهَا ذُو الحجَّهِ سَنَه 267.

فلا تَسَمَّعْ للعَنِیِّ الصُّبَّغِ

بالنُّونِ فی«العَنِیِّ »و بالباءِ المُوَحَّدَهِ فی«الصُّبَّغِ »و لَم یَتَعَرَّضْ لشرْحِه أَیْضاً،و بإِزائِه فی الحَاشِیَهِ :لَم یَعْرِفْهُ أَبُو بَکْرٍ أَیْضاً،قال:و لا شَکَّ بأَنَّ اللَّفْظَ مُصَحَّفٌ ،فإِنَّهُ لَوْ خَلا

ص:44


1- (1) عباره النبات رقم 370 و [1]من الصموغ المُقْل الذی یسمی الکور و هو من الأدویه و لا نعلمه ینبت إلا ببلاد الیمن فیما بین الشّحْر و عُمان.
2- (2) فی النهایه و اللسان: [2]فی حدیث علیّ .
3- (3) کذا بالأصل و اللسان [3]عن الأزهری و لم ترد العباره التالیه فی التهذیب «صمخ»إِنما ذکرها فی ماده«صمغ»نقلا عن أبی زید،و مثله فی التکمله.
4- (4) الأصل و اللسان و [4]التکمله و فی التهذیب:الصَّمَغ و الصَّمْغ،الواحده صَمَغَه و صَمْغه.
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«ومضان».

مِنَ التَّصْحِیفِ لَفُسِّرَ،قال:و لَم یَخْطُرْ بِبالِی الفَحْصُ عَنْ هذا اللَّفْظِ إِبّانَ إِلْبَابِی ببِلادِ الهِنْدِ،و أَوانَ تَرَدُّدِی إِلَیْهَا،فإِنَّ بِهَا نُسَخاً مُتْقَنَهً بِهذا الدِّیوَانِ ،و بِسائِر دَوَاوِینِ العَرَبِ ،فأَمَّا الآنَ «فقَدْ حِیلَ بَیْنَ العَیْرِ و النَّزَوانِ »و لاتَ حِینَ أَوان،و اللّهُ المُسْتَعَان:

حَنَّتْ نَوَارُ و لاتَ هَنّا حَنَّتِ

وَ بَدَا الَّذِی کانَتْ نَوَارُ أَجَنَّتِ

و قِیلَ :الصَّوابُ الصَّیِّغُ ،فَیْعِلٌ مِنْ صاغَ یَصُوغُ ،و هُوَ الکَذّابُ الَّذِی یَصُوغُ الکذِبَ و یُزَخْرُفُه،و یُقَرِّظُ الزُّورَ وَ یُشَنِّفُه، أَصْلُه صَیْوغٌ ،کسَیِّدٍ و صَیِّبٍ ، أَصْلُه سَیْوِدٌ وَ صَیْوِبٌ ،و أَمْثَالُهُما،و هذا الوَجْهُ هُو الَّذِی صَوَّبَهُ الصّاغَانِیُّ وَ أَیَّدَهُ .

صوغ

صاغَ الماءُ یَصُوغُ صَوْغًا : رَسَبَ فی الأَرْضِ ، وَ کَذَلِکَ صاغَ الأُدْمُ فی الطَّعَامِ : إذا رَسَبَ فِیه،قالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ .

و مِنَ المَجَازِ: صاغَ اللّهُ تَعالَی فُلانًا صِیغَهً حَسَنَهً ، أی:

خَلَقَهُ خِلْقَهً حَسَنَهً ،و هُوَ حَسَنُ الصِّیغَهِ أی حَسَنُ العَمَلِ وَ قِیلَ حَسَنُ الخِلْقَهِ و القَدِّ،و صِیغَ عَلَی صِیغَتهِ ،أیْ :خُلِقَ خِلْقَتَه.

و صاغَ الشَّیْ ءَ یَصُوغُه صَوْغًا : هَیَّأَهُ عَلَی مِثَالٍ مُسْتَقِیمٍ وَ سَبَکَه عَلَیْهِ فانْصاغَ .

و هُوَ صَوّاغٌ ،و صَائِغٌ ،و صَیّاغٌ مُعاقَبَهٌ فی لُغَهِ أَهْلِ الحِجَازِ،و

1- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ -رَضِیَ اللّهُ عَنْه-: «واعَدْتُ صَوّاغًا مِنْ بَنِی قَیْنُقَاعَ ». و هُوَ صَوّاغُ الحَلْیِ ،قال ابنُ جنِّی:

إِنَّمَا قال بَعْضُهُمْ : صَیّاغٌ ؛لأَنَّهُمْ کَرِهُوا الْتِقاءَ الوَاوَیْنِ ،لا سِیَّمَا فِیمَا کَثُرَ اسْتِعْمَالُه،فأَبْدَلُوا الأولی مِن العَیْنَیْنِ یاءً، کما قالُوا فی أَمّا أَیْمَا،و نَحْوُ ذلِکَ ،فصارَ تَقْدِیرُه: الصَّیْوَاغُ ، فلَمَّا التَقَتِ الواوُ و الیاءُ عَلَی هذا أَبْدَلُوا الوَاوَ لِلیَاءِ قَبْلهَا، فقَالُوا: الصَّیّاغ ،فإِبْدالُهم العَیْنَ الأولی مِنَ الصَّوّاغِ دَلِیلٌ عَلَی أَنَّها هِی الزَّائِدَهُ ؛لأَنَّ الإِعْلالَ بالزَّائِدِ أَوْلَی مِنْهُ بالأَصْلِ .

و الصِّیَاغَهُ ،بالکَسْرِ:حِرْفَتُه و عَمَلُه.

و یُقَالُ : سِهَامٌ صِیغَهٌ ،بالکَسْرِ، أی:مُسْتَوِیَهٌ مِنْ عَمَلِ رَجُلٍ واحِدٍ،و أَصْلُهَا الواوُ،انْقَلَبَتْ یاءً لِکَسْرَهِ ما قَبْلَها، قال العَجّاجُ :

و صِیغَهً قَدْ رَاشَهَا و رَکَّبَا

و فارِجاً مِنْ قَضْبِ ما تَقَضَّبَا

وَ قال أَبُو حِزَامٍ العُکْلِیُّ :

وَ مَعِی صِغَهٌ وَخَشاءُ فِیها

شِرْعَهٌ جَشْرُها حر أَنْ یُکِیسَا

وَ هُوَ مَجَازٌ.

و یُقَال: هُوَ مِنْ صِیغَهٍ کَرِیمَهٍ أی: من أَصْلٍ کَرِیم و هُوَ مَجَازٌ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ و ابْنُ عَبّادٍ.

و هُمَا صَوْغانِ أی: سِیّانِ ، أَو هُمَا عَلَی لِدَه واحِدَهٍ ،عن ابْن دُرَیْدٍ.

و قال ابْنُ بُزُرْجَ ،و أَبُو عَمْرٍو: و هُوَ صَوْغُ أَخِیهِ ، مِثْلُ :

سَوْغهِ بالسِّینِ ،أی:طَرِیدُهُ ،وُلِدَ فی أَثَرِه،قال الفَرّاءُ:بَنو سُلَیْمٍ ،و هَوازِنُ ،و أَهْلُ العالِیَهِ ،و هُذیْلٌ ،یَقولونَ :هُوَ أَخُوه صَوْغُهُ ،بالصَّادِ،قال:و أَکْثَرُ الکَلامِ بالسِّینِ :سَوْغُه.

و یُقَالُ أَیْضاً:هُوَ صَوْغَهُ أَخِیهِ مِثْلُ سَوْغَهِ أَخِیهِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هِی أُخْتُکَ صَوْغُکَ و صَوغَتُکَ و صاغَ لَهُ الشَّرَابُ :

لُغَهٌ فی ساغَ بالسِّینِ .

و الصَیِّغُ ،کسَیِّدٍ:الکَذّابُ المُزَخْرِفُ حَدِیثَهُ و أَصْلُه صَیْوغٌ ،و قد تَقَدَّمَ قَرِیبًا،و بِه فَسَّرَ الصّاغَانِیُّ قَوْلَ رُؤْبَهَ السّابِقَ فی«ص ن غ».

و الصَّیِّغَهُ بهاءٍ:الثَّرِیدَهُ ، نَقَلَهُ الفَرّاءُ.

و الأَصْیَغُ : اسمُ وادٍ، و یُقال نَهْرٌ،قال الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ :و هُوَ غَیْرُ الأَصْبَغِ .قُلْتُ :و فِیهِ نَظَرٌ،و الصَّحِیحُ أَنّه تَصْحِیفٌ عَنْهُ (1)،و بَعْضُهُم فَسَّرَ بِه قَوْلَ رُؤْبَهَ السابِقَ فی «صبغ»:

آذِیَّ دُفّاعٍ کسَیْلِ الأَصْیَغِ

و صِیغٌ :ناحِیَهٌ بخُراسانَ ، و قد ذَکَرَهَا المُصَنِّف فی

ص:45


1- (1) ذکر یاقوت اللفظتین فی ترجمتین مختلفتین،و فیه:الأصبع بالباء،اسم وادِ من ناحیه البحرین،أما الأصیغ هو وادٍ و قیل ماء،و لم یحدد موقعه.

«س ی غ»،و نَسَبَ إِلَیْهَا صاحِبَ «المُهَذَّبِ فی اللُّغَهِ »و قد تَرْجَمَهُ المُصَنِّفُ أَیْضاً فی طَبَقَاتِ اللُّغَوِیِّینَ مِنْ مُصَنَّفاتِه، وَ الصّادُ أَشْهَرُ (1).

و قُریءَ نَفْقِدُ صَوْغَ المَلِکِ (2)و هُوَ مَصْدَرٌ بمَعْنَی المَصُوغِ (3)،سُمِّیَ بِه کقَوْلِکَ : هذا دِرْهَمٌ ضَرْبُ الأَمِیرِ، أی مَضْرُوبُه،و قال الرّاغِبُ :یُذْهَبُ إِلَی أَنّه کانَ مَصُوغًا مِن الذَّهَبِ قُلْتُ :و هِیَ قِرَاءَهُ یَحْیَی بنِ یَعْمَرَ،و العُطَارِدِیِّ و ابنِ عُمَیْرٍ، و قرِیءَ أَیْضاً صُواغَ «المَلِکِ » کغُرَابٍ ، و هِیَ قِرَاءَهُ سَعِیدِ بن جُبَیْرٍ،و قَتَادَهَ ،و الحَسَنِ البَصْرِیِّ ، کأَنَّهُ مَصْدَرُ صاغَ ، کالبُوَالِ و القُوَامِ ، یُقَالُ :بهِ بُوَالٌ ،مِن«بالَ »و بالدّابَّهِ قُوَامٌ ،من«قَامَ ».

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الصِّیَاغَهُ و الصِّیغَهُ :بکَسْرِهِما،و الصَّیْغُوغَهُ ،و هذِه عن اللِّحْیَانِیِّ :التَّسْبِیکُ ،و قد صُغْتُه أَصُوغُه ،و کذلِکَ الصُّواغُ بالضّمِّ ،و قد ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ اسْتِطْرَادًا.

وَ جَمْعُ الصّائِغِ : صاغَهٌ ،و صُوّاغٌ ،و صُیّاغٌ ،بالضَّمِّ فیهِمَا مَعَ التَّشْدِیدِ،و

17- رُوِیَ عَنْ أَبِی رافِعٍ الصّائِغِ : «کانَ عُمَرُ یُمَازِحُنِی یَقُولُ :أَکْذَبُ النّاسِ الصَّوّاغُ ،یَقُولُ :الیَوْمَ وَ غَدًا».

و الصُّوّاغُ أَیْضاً:الَّذِینَ یَصُوغُونَ الکَلامَ ،أیّ :یُغَیِّرُونَهُ وَ یَخْرُوصُونَهُ .

و الصَّوّاغُ ،کشَدّاد:مَنْ یَصُوغُ الکَلامَ و یُزَوِّرُه،و رُبَّمَا قالُوا:فَلانٌ یَصُوغُ الکَذِبَ ،و هو مَجَازٌ،و مِنْهُ : صاغَ فُلانٌ زُورًا و کَذِباً:إذا اخْتَلَقَه.

و المَصُوغُ ،کمَقُولٍ :ما صِیغَ ، کالمُصَاغِ ،کمُقَامٍ .

وَ المَصَاغُ ،بالفَتْحِ :الحُلِیُّ المَصُوغَهُ .

وَ یُجْمَعُ الصّیِّغُ عَلَی صاغَهٍ ،کسَیِّدٍ و سادَهٍ .

وَ صاغَ شِعْرًا أَوْ کَلامًا:وَضَعَهُ و رَتَّبَه،و هو مَجَازٌ.

وَ یُقَالُ :هذا صَوْغُ هذا،أی:[علی] (4)قَدْرِهِ .و یُقَالُ : صِیغَهُ الأَمْرِ کَذَا و کَذَا؛بالکَسْرِ،أی:هَیْئَتُهُ التی بُنِیَ عَلَیْهَا.

و ابْنُ الصّائِغِ :نَحْوِیٌّ مَشْهُورٌ،و هو مُوَفِّقٌ أَبو البَقَاءِ، یَعِیشُ بنُ عَلِیِّ بنِ یَعِیشَ ،الأَسَدِیُّ المَوْصَلِی الحَلَبِیُّ ، شَرَحَ المُفَصَّلِ و تَصْرِیفَ المُلُوکِیّ لابْنِ جِنِّی،وُلدَ بحَلَبَ سنه 553 و تُوفِّیَ بها سنه 643.

و الأَصْیَغُ :الماءُ العامُّ الکَثِیرُ،و به فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَهَ السابِقُ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ ابنُ الصَّائِغِ المُکْتِبِ ،هُوَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ یُوسُفَ القاهِرِیُّ ،ولِدُ سَنَهَ 769 و سَمِعَ الثانِی من أَمالِی أَبی الحُصَیْن علی الجَمالِ المَحَلاّوِیّ بقِراءَهِ الحافِظِ بنِ حَجَرٍ بقَصْرِ بَشْتَاکَ ،فی سَنَه 799،و کَتَبَ الخَطَّ المَنْسُوبَ ،عَنِ الوَسِیمِیّ و الزِّفْتَاوِیِّ ،و ماتَ سنه 845.

صیغ

صَیَّغَ طَعامَهُ تَصْیِیغًا ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ شُمَیْلٍ :أی أَنْقَعَهُ فی الأُدْمِ حَتَّی تَرَیَّغَ ، و قَدْ رَیَّغَه وَ رَوَّغَه بهذا المَعْنَی.

فصل الضاد مع الغین

ضغغ

الضَّغِیغُ ،کأَمِیرٍ:الخِصْبُ ، و السَّعَهُ ،و الکَلَأُ الکَثِیرُ،یُقَال:أَقَمْنَا عِنْدَهُ فی ضَغِیغٍ ،و قال أَبو حَنِیفَهَ :

یُقَالُ :هُمْ فی ضَغِیغَهٍ مِنَ الضَّغَائِغِ :إذا کَانُوا فی خِصْبٍ و سَعَهٍ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَقَمْتُ عِنْدَه فی ضَغِیغِ دَهْرِه،أی قَدْرِ تَمامِه.

و الضَّغِیغَهُ : بهاءٍ:الرَّوْضَهُ عن أَبِی عَمْرٍو،قال:و هِیَ المَرْغَدَهُ ،و المَغْمَغَهُ ،و المَخْجَلَهُ ،و المَرْغَهُ ،و الحَدِیقَهُ ، وَ زادَ أَبو صاعِدٍ الکِلابِیُّ الناضِرَهُ مِنْ بَقْلٍ و مِنْ عُشْبٍ ،و زاد غَیْرُه المُتَخَلِّیَهُ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :تَرَکْنَا بَنِی فُلانٍ فی ضَغِیغَهٍ مِنَ الضَّغَائِغِ ،و هِیَ العُشْبُ الکَثِیرُ (5).

و الضَّغِیغَهُ : العَجینُ الرَّقِیقُ عَنِ الفَرّاءِ،کالرَّغِیغَهِ .

ص:46


1- (1) اقتصر یاقوت علی صیغ بالصاد.
2- (2) سوره یوسف الآیه 73.
3- (3) مصدر وضع موضع اسم المفعول.
4- (4) زیاده عن اللسان،و [1]فی الأساس:إذا کان علی قدره.
5- (5) عن التهذیب و اللسان و [2]بالأصل«الکبیر».

و الضَّغِیغَهُ : الجَمَاعَهُ مِنَ النّاسِ یَخْتَلِطُونَ ، عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قال بَعْضُهُم: الضَّغِیغَهُ : خُبْزُ الأُرْزِ المُرقَّقُ ، کَما فی المُحِیطِ .

قال: و الضَّغِیغَهُ مِنَ العَیْشِ :النّاعِمُ الغَضُّ .

و مِنْهُ قَوْلُهُمْ : أَضَغُّوا : إذا صَارُوا فِیهِ ، کَما فی المُحِیطِ .

و أَضَغَّتِ الأَرْضُ :ارْتَوَی نَبَاتُها، و فی بَعْضِ النُّسَخِ :

«الْتَوَی»بالَّلامِ ، کاضْطَغَّتْ ، کما هُوَ نَصُّ المُحِیطِ .

قال: و الضَّغْضَغَهُ :لَوْکُ الدَّرْدَاءِ، یُقَال: ضَغْضَغَتِ العَجُوزُ:إذا لاکَتْ شیْئاً بَیْنَ الحَنَکَیْنِ و لا سِنَّ لَهَا،قالَه ابن عَبّادٍ،و مِثْلُه فی اللِّسَانِ .

و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:هُوَ أَنْ یَتَکَلَّمَ الرَّجُلُ فلا یُبَیِّنُ کَلامَه.

و قال غَیْرُه:هُوَ حِکَایَهُ ،أَکْلِ الذِّئْبِ اللَّحْمَ ، نَقَلَهُ ابنُ فارِسٍ (1).

و الضَّغْضَغَهُ : زِیَادَهٌ فی الکَلامِ و کَثْرَهٌ ، کما فی العُبَابِ .

و قال ابْن دُرَیْدٍ: ضَغْضَغَ اللَّحْمَ فی فیهِ : إذا لمْ یُحْکِمْ مَضْغَهُ .

وَ قال ابْنُ فارِسٍ :الضَّادُ و الغَیْنُ لَیْسَا بِشَیْ ءٍ.و لا هُوَ أَصلاً (2)یُفَرَّعُ مِنْهُ أو یُقَاسُ عَلَیْهِ ،و ذَکَرَ أَکْلَ الذِّئْبِ اللَّحْمَ ، وَ لَوْکَ الدَّرْدَاءِ،و العَجِینَ الرَّقِیقَ ،و الخِصْبَ ،ثُمَّ قال:و لَیْسَ هذا کُلُّه بشَیءٍ،و إِنْ ذُکِرَ.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الضَّغَاغَهُ ،کسَحَابَهٍ :الأَحْمَقُ ،نَقَلَهُ ابْنُ فارِسٍ ،و هُوَ فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

ضفغ

ضَفَغَهُ (3) ضَفْغًا :قَمَحَهُ بالیَدِ،نَقَلَه ابْنُ القَطّاعِ ،و قال:هُوَ بالصّادِ و الضّادِ. *و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

ضمغ

أَضْمَغَ شِدْقَهُ ،بالضّادِ مع الغَیْنِ ،و قَدْ أَهْمَلَه الجَمَاعَه،و لَم یَحْکِه إلاّ صاحِبُ العَیْنِ ،قال:أیْ کَثَّرَ لُعَابَه،و أَنْشَدَ:

وَ أَضْمَغَ شِدْقَهُ یَبْکِی عَلَیْهَا

یُسِیلُ عَلَی عَوَارِضِه البُصَاقَا

نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ (4).

وَ یُقَال: ضَمَغْتُ الجِلْدَ:إِذَا بَلَلْتَهُ إذا کَانَ یابِسا.

وَ قال الخَارْزَنْجِیُّ : ضَمَغَ شِدْقُ البَعِیرِ:إذا انْشَقَّ .

وَ قال أَبُو عَمْرٍو: انْضَمَغَ ،أی:انْشَقَّ ،کما فی العُبَابِ .

فصل الطاءِ مع الغین

اشاره

هذا الفَصْلُ مَکْتُوبٌ بالأَحْمَرِ؛لأَنَّهُ مُسْتَدْرِکٌ عَلَی الجَوْهَرِیِّ ،و قَد ذَکَرَ فیه ثَلاثَهَ أَحْرُفٍ :

طغغ

الطَّغُّ و الطَّغْیَا (5)أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هُوَ الثَّوْرُ، هکَذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی کِتابَیْهِ ،و الأَشْبَهُ أَنْ یَکُونَ الطَّغْیَا مَحَلُّ ذِکْرِهِ فی المُعْتَلِّ ؛لأَنَّهُ فَعْلَی،کما صرَّحَ بِه السُّکَّرِیُّ فی شَرْحِ الدِّیوانِ ،ثُمَّ رَأَیْتُ الجَوْهَرِیَّ ذَکَرَ اسْتِطْراداً فی«ح ف ف» ما نَصُّه:و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ قَوْلَ أُسامَهَ الهُذَلِیِّ :

وَ إِلاَّ النَّعَامَ و حَفّانَهُ

وَ طَغْیَا مع اللَّهَقِ النّاشِطِ (6)

قال:الطُّغْیَا،بالضَّمِّ :الصَّغِیرُ مِنْ بَقَرِ الوَحْشِ ، وَ أَحْمَدُ بنُ یَحْیَی یَقُول:الطَّغْیَا بالفَتْح (7)،و قال السُّکَّرِیُّ :

ص:47


1- (1) انظر المقاییس فی اللغه 355/3.
2- (2) عن المقاییس 355/3 و [1]بالأصل«أصل».
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«صغفه صغفاً».
4- (4) ضبطت العباره و الشاهد عن اللسان. [2]
5- (5) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:هذه الکلمه مضروب علیها بنسخه المؤلف.
6- (6) دیوان الهذلیین 196/2 فی شعر أسامه بن الحارث الهذلی بروایه:من اللهق.و نسبه صاحب اللسان [3]فی ماده«طغی»لأمیه بن أبی عائذ الهذلی.
7- (7) قال ابن بری:قول الأصمعی هو الصحیح و قول ثعلب غلط لأنّ فعلی إذا کانت اسماً یجب قلب یائها واواً نحو شروی و تقوی و هما من شریت و تقیت.

أی نَبْذٌ مِنَ البَقَرِ،فتَأَمَّلْ ذلِکَ .

طلغ

الطَّلَغانُ ،مُحَرَّکَهً ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :أَهْمَلَهُ اللَّیْثُ ،و أَخْبَرَنِی الثِّقَهُ مِنْ أَصْحابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عِیسَی بنِ جَبَلَهَ عَنْ شَمِرٍ،عَنْ أَبِی صاعِدٍ الکِلابِیِّ ،قال:هو أَنْ یَعْیَا فیَعْمَلَ عَلَی الکَلالِ و قال غَیْرُهُ :

هُوَ التَّلَغُّبُ ،قال الأَزْهَرِیُّ :لَم یَکُنْ هذا الحَرْفُ عِنْدَ أَصْحَابِنَا عَنْ شَمِرٍ،فأَفَادَنِیهِ أَبُو طاهِرِ بنُ الفَضْلِ ،و هو ثِقَهٌ ،عن مُحَمَّدِ بنِ عِیسَی.

و یُقَالُ :هُوَ یَطْلَغُ المِهْنَهَ ،کَیَمْنَعُ ،أی:عَجَزَ نَقَلَهُ أَبو عَدْنَانَ عَنِ الغِتْرِیفیّ (1)،و نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ عَنْهُ ،و عَنْ الکِلابِیِّ أَیْضاً.

طمغ

طَمَغَتْ عَیْنُه،کفَرِحَ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال الصّاغَانِیُّ :أی کَثُرَ غَمَصُها، هکَذا هُوَ فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

طوغ

الطّاغُوتُ ،و وَزْنُه فِیمَا قِیلَ :فعَلُوت،نحو:

جَبَرُوتٍ ،و مَلَکُوتٍ ،و قِیلَ :أَصْلُه طَغَوُوتٌ ،فَلَعُوتٌ ،فقُلِبَ لامُ الفِعْلِ ،نَحْوُ صاعِقَهٍ و صاقِعَه،ثمَّ قُلِبَتِ الواوُ أَلِفًا، لتَحَرُّکِهَا و انْفِتَاحِ ما قَبْلَها،کذا فی المُفْرَدَاتِ (2).

وَ قال ابنُ سِیدَه:و إنّمَا آثَرْتُ طَوَغُوتًا فی التقدیر عَلَی طَیَغُوتٍ لأَنَّ قَلْبَ الوَاو عَنْ مَوْضِعِها أَکْثَرُ مِنْ قَلْبِ الیاءِ فی کَلامِهِمْ .

و اخْتُلِفَ فی تَفْسِیرِه،فقِیلَ :هُوَ ما عُبِدَ مِنْ دُونِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ،و کُلُّ رأْسٍ فی الضَّلالِ طاغُوتٌ ،و قِیلَ :الأَصْنَامُ ، وَ قِیلَ :الشَّیْطانُ ،و قِیلَ :الکَهَنَهُ ،و قِیلَ :مَرَدَهُ أَهْلِ الکِتَابِ ، کَذا فی اللِّسَانِ ،و زادَ الرّاغِبُ 2:و یُرَادُ بِه السّاحِرُ و المارِدُ مِنَ الجِنِّ ،و الصّارِفُ عَنْ طَرِیقِ الخَیْرِ.

وَ قَدْ یُجْمَعُ عَلَی الطّواغِیتِ ،و طَواغٍ ،الأَخیرُ عَن اللِّحْیَانِیِّ ،و سَیَأْتِی ذلِکَ فی المُعْتَلِّ أَیْضاً،إِنْ شَاءَ اللّه تَعَالی.

فصل الظاء مع الغین

اشاره

هذا الفَصْلُ أَیْضاً مَکْتُوبٌ بالأَحْمَرِ؛لأَنَّهُ مِنْ زِیاداتِه.

ظربغ

الظَّرْبَغَانَهُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ثَعْلَبٌ -فِیما رَواهُ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ -:هی الحَیَّهُ أَوْرَدَهُ الأَزْهَرِیُّ فی الخُمَاسِیِّ ،و نَقَلَه الصّاغَانیُّ فی کِتَابَیْهِ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ .

فصل الغین

اشاره

مع مِثْلِه هذا الفَصْلُ أَیْضاً مَکْتُوبٌ بالأَحْمَرِ؛لأَنَّهُ مِنْ زِیَاداتِه.

غوغ

الغَاغُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:هُو الحَبَقُ مُحَرَّکَهً :نَوْعٌ مِنَ الرَّیاحِینِ ،و لَمّا کانَ الحَبَقُ مُحْتَمِلاً لِمَعْنَی النَّبْتِ و غَیْرِه فَسَّرَهُ بِقَوْلهِ : أی الفُوذَنْجُ ، و قَدْ سَبَقَ أَنَّهُ مُعَرَّبُ بُودینه،و قال اللَّیْثُ : الغَاغَهُ :نَباتٌ شِبْهُ الهَرْنَوَی (3).

و قال أَبُو عُبَیْدَهَ : الغَوْغَاءُ :الجَرَادُ بَعْدَ أَنْ یَنْبُتَ جَنَاحُه، وَ قَبْلَهُ یُسَمَّی دَبًی،و ذلِکَ إذا تَحَرَّکَ و لَم یَنْبُتْ جَنَاحُه.

أَوْ هُوَ الجَرَادُ إِذا انْسَلَخَ مِنَ الأَلْوَانِ ،وَ صَارَ إِلَی الحُمْرَهِ ، وَ هذا قَوْلُ الأَصْمَعِیِّ .

و قال أَبُو عُبَیْدَهَ : الغَوْغَاءُ أَیْضا: شَیْ ءٌ یُشْبِهُ البَعُوضَ و لا یَعَضُّ ، و لا یُؤْذِی لضَعْفِهِ ، قال: و بِه سُمِّیَ الغَوْغَاءُ مِنَ النّاسِ ، و هُوَ مَجَازٌ،والَّذِی قالَهُ أَبُو عُبَیْدَه:إنَّ أَصْلَ الغَوْغَاءِ :الجَرادُ حِینَ یَخِفُّ للطَّیَرانِ ،و مِثْلُه لابْنِ الأَثِیرِ، وَ

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ: -:«قال لَهُ ابْنُ عَوْفٍ ،رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمَا:

یَحْضُرُکَ غَوْغَاءُ النّاسِ ». أَرادَ بِهِم السَّفِلَهَ مِنَ النّاسِ وَ المُتَسَرِّعِینَ إِلَی الشَّرِّ،و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ مِنَ الغَوْغَاءِ :

الصوْت و الجَلَبَه؛لکَثْرَهِ لَغَطِهِم و صِیَاحِهِم.

وَ مِنْ سَجَعَاتِ الأَسَاسِ :غِمَارُ الغَوْغَاءِ غُبَارُ البَوْغاءِ.

فصل الفاءِ مع الغین

فتغ

فَتَغَهُ ،بالمُثَنّاهِ ،کمَنَعَه، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،

ص:48


1- (1) فی التهذیب و اللسان:«العتریفی»بالعین المهمله و نبه مصحح اللسان بهامشه إلی روایه المصنف.
2- (2) انظر المفردات« [1]طغی».
3- (3) فی اللسان:«الهربُون»و نبه مصححه بهامشه إلی روایه الشارح.

و قال ابْنُ دُرَیْدٍ (1):أیْ وَطِئَهُ حَتَّی یَنْشَدِخَ ، مِثْلُ الفَدْغِ ،أَوْ نَحْوِه،زَعَمُوا (2).

و قال غَیْرُهُ : تَفَتَّغَ الشَّیْ ءُ تَحْتَ الضِّرْسِ ، کالبِطِّیخِ وَ نَحْوِه:إذا تَشَدَّخَ ، کما فی العُبَابِ .

فثغ

فَثَغَ رَأْسَهُ ،کمَنَعَ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:أیْ شَدَخَهُ ، کما فی العُبَابِ .

فدغ

فَدَغَهُ ،کَمَنَعَه، فَدْغًَا : شَدَخَهُ ، و شَقَّه یَسِیرا، وَ رَضَّهُ ،و کَذلِکَ ثَدَغَهُ ،و منهُ

17- حَدِیثُ ابنِ سِیرینَ : و قَدْ سُئِلَ عَن الذَّبِیحَهِ بالعُودِ فقَالَ :«کُلْ مَا لَم یَفْدَغْ ». یُرِیدُ:ما قَتَلَ بحَدِّهِ فکُلْهُ ،و ما قَتلَ بثِقَلِهِ فَلا تَأْکُلْهُ ،و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «إِنْ آتِهِمْ یُفْدَغْ رَأْسِی،کما تُفْدَغُ العِتْرَهُ »و یُرْوَی:«یُفْلَغ» و«یُثْلَغْ ».

أَو هُوَ شَدْخُ الشَّیْ ءِ المُجَوَّفِ کحَبَّهِ عِنَب و نَحْوِه،و قِیلَ :

هُوَ کَسْرُ الشَّیْ ءِ الرَّطْبِ ،و شَدْخُه.

و فَدَغَ الطَّعَامَ :سَغْسَغَهُ بالسَّمْنِ ،و قِیلَ لأَعْرابِیٍّ :کَیْفَ أَکْلکَ الثَّرِیدَ؟فقَالَ :أَصْدَغُ بِهاتَیْنِ ،السَّبّابَهِ و الوُسْطَی، و أَفْدَغُ بِهذه،یَعْنِی الإِبْهَامَ .

و المِفْدَغُ کمِنْبَر:المِشْدَخُ ، یُقَالُ :رَجُلٌ مِفْدَغٌ ،کما یُقَالُ :مِدَقٌ ،قال رُؤْبَهُ :

و ذَاقَ حَیّاتُ الدَّوَاهِی (3)اللُّدَّغِ

مِنِّی مَقَاذِیفَ مِدَقٍّ مِفْدَغِ

و الفَدَغُ ،مُحَرَّکَهً :الْتِواءٌ فی القَدَم، عن ابْنِ عَبّادٍ،و قال غَیْرُه:هُوَ الفَدَعُ ،بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،و الإِهْمَالُ أَکْثَرُ.

و الأَفْداغُ :ماءٌ،و عَلَیْهِ نَخْلٌ بِجَبَلِ قَطَن، شَرْقِیَّ الحاجِرِ،نَقَلَه یاقوت و الصّاغَانِیُّ .

و انْفَدَغَ الشَّیءُ:لانَ عَنْ یُبْسٍ ، نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

فرغ

فَرَغَ مِنْهُ ، أی:مِنَ الشَّغْلِ ، کمَنَعَ ،و سَمِعَ ، وَ نَصَرَ، الأُولَی ذَکَرَهَا یُونُسُ فی کِتَابِ اللُّغَاتِ ،و هِیَ و الثّانِیَهُ لُغَتَانِ فی الثّالثَهِ ،قال الصّاغَانِیُّ :و کَذلِکَ فَرِغَ ،بالکَسْرِ، یَفْرُغُ بالضَّمِّ ،مُرَکَّبٌ مِنْ لُغَتَیْنِ ، فُرُوغًا ،و فَرَاغًا ،فهُوَ فَرِغٌ ککَتِفٍ ، و فَارِغٌ ؛ أی: خَلاَ ذُرْعُه، و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی:

وَ أَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسی فارِغاً (4)،أی خالیًا مِنَ الصَّبْرِ، وَ مِنْهُ یُقَالُ :أنا فارِغٌ ،و قِیلَ :خالِیًا مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ إلاّ مِنْ ذِکْرِ مُوسَی عَلَیْهِ السلامُ ،و قِیلَ : فارِغًا مِنَ الاهْتِمَامِ بِه؛لأَنَّ اللّهُ تَعالَی وَعَدَهَا أَنْ یَرُدَّهُ إِلَیْهَا،و رَجُلٌ فَرِغٌ ،أی: فارِغٌ ،کفَکِه وَ فاکِهٍ ،و فَرِهٍ و فارِهٍ ،و مِنْهُ قِرَاءَهُ أَبِی الهُذَیْلِ ، و أَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَی فَرِغًا .

و فَرَغَ لَهُ ،و إِلَیْهِ ، کمَنَعَ ،و سَمِعَ ،و نَصَرَ، فُرُوغًا و فَرَاغًا :

قَصَدَ، فالفَرَاغُ فی اللُّغَهِ عَلَی وَجْهَینِ : الفَرَاغُ مِنَ الشُّغْلِ ، و الآخَرُ:القَصْدُ لِلشَّیْ ءِ،و مِنَ الأَخِیرِ قَوْلُه تَعَالَی: سَنَفْرُغُ لَکُمْ أَیُّهَ الثَّقَلانِ (5)،لأَنَّ اللّهَ تَعالَی لا یَشْغَلُهُ شَیْ ءٌ عَنْ شَیْ ءٍ،قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أی سَنَعْمِدُ،و اسْتَدَلَّ بقَوْلِ جَرِیرٍ -یَرُدُّ عَلَی البَعِیثِ و یَهْجُو الفَرَزْدَقَ -:

وَ لَمَّا اتَّقَی القَیْنُ العِرَاقِیَّ باسْتِه

فَرَغْتُ إِلَی القَیْنِ المُقَیَّدِ بالحِجْلِ

قال:أیْ عَمَدْتُ ،و

17- فی حَدِیثِ أَبِی بَکْرٍ،رَضِیَ اللّهُ عَنْهُ :

« افْرُغْ إِلَی أَضْیافِکَ ». أی:اعْمِدْ و اقْصِدْ،و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ بمَعْنَی التَّخَلِّی و الفَرَاغِ ،لِیتَوَفَّرَ عَلَی قِرَاهُم،و الاشْتِغَالِ بِهِمْ ،و قَرَأَ قَتَادَهُ ،و سَعِیدُ بنُ جُبَیْرٍ،و الأَعْرَجُ ،و عُمَارَهُ الدّارِعُ : سَنَفْرَغُ لَکُمْ بِفَتْحِ الرّاءِ،عَلَی فَرِغَ یَفْرَغُ ،و فَرَغَ یَفْرَغُ ،و قَرَأَ أَبو عَمْرٍو،و عِیسَی بنُ عُمَرَ،و أَبُو السّمَالِ (6)« سَنِفْرَغُ » بِکَسْرِ النُّونِ و فَتْحِ الرّاءِ،عَلَی لُغَهِ مَنْ یَکْسِرُ أَوَّلَ المُسْتَقْبَلِ ،و قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو أَیْضاً « سَنِفْرِغُ » بِکَسْرِ النُّونِ و الرّاءِ، وَ زَعَمَ أنَّ تَمِیمًا تَقُول:نِعْلِمُ .

و مِنَ المَجَازِ: فَرَغَ الرَّجُلُ فُرُوغًا ، أی: ماتَ ، مِثْلُ قَضَی؛لأَنَّ جِسْمَهُ خَلاَ مِنْ رُوحِهِ .

و الفَرْغُ :مَخْرَجُ (7)الماءِ مِنَ الدَّلْوِ بَیْنَ العَرَاقِی، و کَذلِکَ الثَّرْغُ ،و جَمْعُهُمَا: فُرُوغٌ ،و ثُرُوغٌ ، کالفِراغِ ،ککِتَابٍ ، و هُوَ ناحِیَهُ الدَّلْوِ الَّتِی تَصُبُّ (8)،الماءَ مِنْهُ ،قال الشّاعِرُ:

کأَنَّ شِدْقَیْهِ إِذَا تَهَکَّمَا

ص:49


1- (1) الجمهره 22/2.
2- (2) قوله:«زعموا»لم ترد فی الجمهره و لا فی التکمله و اللسان.
3- (3) بالأصل«اللواهی»و المثبت عن الدیوان ص 98.
4- (4) سوره القصص الآیه 10. [1]
5- (5) سوره الرحمن الآیه 31 [2] أی سنقصدکم،و قیل سنقصد لکم.
6- (6) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«أبو السماک».
7- (7) فی التهذیب:مفرغ الدلو،و هی خَرْقُهُ الذی یأخذ الماء.
8- (8) فی التهذیب:التی یُصبّ الماء منه.

فَرْغَانِ مِنْ غَرْبَیْنِ قَدْ تَخَرَّما

وَ قالَ آخَرُ:

تَسْقِی بِهِ ذاتَ فِرَاغ عَثْجَلاَ

و الفَرْغُ : الإِنَاءُ فِیهِ الدِّبْسُ ، وَ قالَ أَعْرَابِیٌّ :«تَبَصَّرُوا الشَّیَّفَانَ ،فإِنَّهُ یَصُوکُ عَلَی شَعَفَهِ المَصَادِ،کأَنَّهُ قِرْشَامٌ عَلَی فَرْغِ صَقْرٍ»الشَّیَّفانُ ،کهَیَّبان:الطَّلِیعَهُ ،و المَصَادُ:الجَبَلُ ، وَ یَصُوکُ ،أی:یَلْزَمُ ،و القِرْشَامُ :القُرَادُ،و الصَّقْرُ:الدِّبْسُ .

و مِنْ فَرْغِ الدَّلْوِ سُمِّیَ الفَرْغانِ : فَرْغُ الدَّلْو المُقَدَّمُ ، و فَرْغُ الدَّلْوِ المُؤَخَّرُ،و هُمَا:مَنْزِلانِ للقَمَرِ فی بُرْجِ الدَّلْوِ، کُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا کَوْکَبَان نَیِّرانِ ، بَیْنَ کُلِّ کَوْکَبَیْنِ فی المَرْأَی قَدْرُ رُمْحٍ ، وَ فی اللِّسَانِ :قَدْرُ خَمْسِ أَذْرُعٍ فی رَأْیِ العَیْنِ ، وَ قَدْ یُجْمَعُ ،فَیُقَالُ : الفُرُوغُ ؛بما حَوْلَهُمَا مِنَ الکَوَاکِبِ ،قال أَبُو خِرَاشِ الهُذَلِیُّ :

وَ ظَلَّ لَنَا یَوْمٌ کأَنَّ أُوَارَهُ

ذَکَا النّارِ مِنْ فَیْحِ الفُرُوغ طَوِیلُ (1)

و قال الجُمَحِیُّ : الفُرُوغُ :الجَوْزَاءُ: و فی شَرْحِ الدِّیوانِ : فُرُوغُ الجَوْزَاءِ:نُجُومُ أَعَالِیها.

و فَرْغُ القِبَه بِکسْرِ القافِ و فَتْح المُوَحَّدَهِ الخَفِیفَهِ ، و فَرْغُ الحَفَرِ بفَتْحِ الحاءِ و الفاءِ: بَلَدانِ لتَمِیمٍ بینَ الشَّقِیقِ و أُود (2)، فِیها ذِئابٌ تَأْکُلُ النّاسَ .

و فَرْغَانَهُ :ناحِیَهٌ بالمَشْرِقِ تَشْتَمِلُ عَلَی أَرْبَعِ مُدُنٍ و قَصَباتٍ کَثِیرَهٍ ،فالمُدُنُ :أُوشُ (3)و أُوزْجَنْدُ ،و کاسانُ و مَرْغِینَانُ ، وَ لَیْسَتْ فَرْغَانَهُ بَلْدَهً بعَیْنِهَا.

و فَرْغانُ ؛ه،بفارِسَ ، وَ یُقَالُ لَهَا أَیْضاً: فَرْغَانَهُ .

و فَرْغَانُ : د،بالیَمَنِ مِنْ مِخْلافِ بَنِی زُبَیْدٍ.

و فَرْغَانُ : جَدٌّ لأَبِی الحَسَنِ أَحْمَدَ بنِ الفَتْحِ بن عَبْدِ اللّه المَوْصِلِیِّ المُحَدِّثِ عَنْ عُبَیْدِ اللّه بنِ الحُسَیْنِ القاضِی،عَنْ أَبِی یَعْلَی. و الأَفْراغُ :مَوَاضِعُ حَوْلَ مَکَّهَ ، حَرَسَهَا اللّهُ تَعالَی،هکذا فی سائِرِ النُسَخِ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و هُوَ غَلَطٌ مِنَ الصّاغَانِیِّ ،و المُصَنِّفُ قَلَّدَهُ ،و الصَّوابُ :مَوْضِعٌ حَوْلَ مَکَّهَ ، کما حَقَّقَه یاقُوت فی المُعْجَمِ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ الفَضْلِ اللَّهَبِیِّ :

فالهَادَتانِ فکَبْکَبٌ فَجَنَادِبٌ

فالبَوْصُ فالأَفْرَاغُ مِنْ أَشْقَابِ (4)

فتَأَمَّلْ .

و أَفْرَاغَهُ (5):د،بالأَنْدَلُسِ من أَعْمَالِ مارِدَهَ [کَثِیرهُ ] الزَّیْتُونِ ،تَمَلَّکَهَا الفِرِنْجُ فی سنه 543 فی أَیّامِ عَلِیِّ بنِ یُوسُفَ بنِ تاشفِینَ المُلَثَّمِ ،ثُمَّ ظاهِرُ سِیاقِ المُصَنِّفِ -کالصاغَانِیِّ -أَنَّهُ بفَتْحِ الهَمْزَهِ (6)،و الصَّوابُ أَنَّهُ بکَسْرِهَا، کما ضَبَطَهُ یاقُوت و غَیْرُه.

و فَرُغَتِ الضَّرْبَهُ ،ککَرُمَ :اتَّسَعَتْ ،فَهِیَ فَرِیغَهٌ ، أی:

جائِفَهٌ ذاتُ فَرْغٍ ،أی:سَعَهٍ ،شُبِّهَتْ لِسَعَتِها بِفَرْغِ الدَّلْوِ، وَ هُوَ مَجَازٌ،قال لَبِیدٌ،رَضِیَ اللّهُ عَنْهُ :

وَ کُلُّ فَرِیغَهٍ عَجْلَی رَمُوحٍ

کأَنَّ رَشَاشَهَا لَهَبُ الضِّرامِ (7)

وَ کَذلِکَ ضَرْبَهٌ فَرِیغٌ ،بِلا هاءٍ أَیْضاً.

و الفَرِیغُ :مُسْتَوًی مِنَ الأَرْضِ کأَنَّهُ طَرِیقٌ ، وَ هُوَ الوَاسِعُ ، وَ هُوَ مَجَازٌ،و قِیلَ :هُوَ الَّذِی قَدْ أُثِّرَ فِیهِ ،لِکَثْرَهِ ما وُطیءَ،قال أَبُو کَبِیرٍ الهُذَلِیُّ :

فأَجَزْتُه بِأَقَلَّ تُحْسَبُ أَثْرُه

نَهْجاً أَبانَ بذِی فَرِیغٍ مَخْرَفِ (8)

شَبَّهَ بَیَاضَ الفِرِنْدِ بوُضُوحِ هذا الطَّرِیقِ .

و الفَرِیغُ مِنَ الخَیْلِ :الهِمْلاجُ الواسِعُ المَشْیِ ، کالفِراغِ ،ککِتَابٍ ، و قَدْ فَرُغَ فَرَاغَهً ،و هو مَجَازٌ.

ص:50


1- (1) دیوان الهذلیین 119/2 بروایه«و ظل لها».
2- (2) فی معجم البلدان:بین الشقیق و أُود و خُفاف.
3- (3) عن معجم البلدان و [1]بالأصل«أُوس»قال یاقوت:بلد من نواحی فرغانه کبیر.و فی معجمه:«فرغانه».مدینه و کوره واسعه بما وراء النهر. وَ قال الإصطخری:فرغانه اسم الاقلیم و هو عریض موضوع علی سعه مدنها و قراها.
4- (4) فی معجم البلدان« [2]الأفراغ»فالهاوتان فکبکب فحُتاوِب.
5- (5) ضبطت فی معجم البلدان [3]بالنص بکسر الهمزه،و الزیاده الآتیه عن یاقوت.
6- (6) ضبطت فی القاموس بالقلم بفتح الهمزه،و نبه بهامشه إلی عباره الشارح إنها بکسر الهمزه،وانظر یاقوت.
7- (7) رموح:یرمح دمها کأنها تفور،و تروی:عجلی رهوج.و الضرام: الحطب الدقیق تسرع فیه النار.
8- (8) دیوان الهذلیین 107/2 بروایه بأفلّ بالفاء،یُحسَبُ .و قد ورد أیضاً فی الدیوان:فریع بالعین المهمله و صوبها محققه«فریغ»عن اللسان.

و قِیلَ : الفَرِیغُ :هُوَ الجَوَادُ البَعِیدُ الشَّحْوَهِ ،قال الشّاعِرُ:

وَ یَکَادُ یَهْلِکُ فی تَنُوفَتِه

شَأْوُ الفَرِیغِ و عَقْبُ ذِی العَقْبِ

وَ قالَ کُراع:هِمْلاجٌ فَرِیغٌ :سَرِیعٌ أَیْضا،و المَعْنَیانِ مُتَقَارِبَانِ .

وَ یُقَالُ :دَابَّهٌ فِرَاغُ السَّیْرِ،أیْ :سَرِیعُ المَشْیِ ،واسِعُ الخُطَا،و

14- فی الحَدِیثِ :أنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ قالَ : «حَمَلْنَا رَسُولَ اللّهِ ،صَلَّی اللّهُ تَعالَی عَلَیْهِ و سَلَّمَ ،عَلَی حِمَارٍ لَنَا قَطُوفٍ ،فنَزَلَ عَنْهُ ،فإِذا هُوَ فِراغٌ لا یُسَایَرُ». أی:سَرِیعُ المَشْیِ ،واسِعُ الخُطْوَهِ (1)،و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :حِمارٌ فَرِیغٌ :

واسِعُ المَشْیِ ،و قَدْ عُلِمَ من ذلِکَ أَنَّه یُطْلَقُ علَی غَیْرِ الخَیْلِ أَیْضاً.

و الفَرِیغَهُ :المَزَادَهُ الکَثِیرَهُ الأَخْذِ للماءِ نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ، کأَنَّهَا ذاتُ فَرْغٍ ،أیْ :سَعَهٍ ،و هُو مَجَازٌ.

و الفِراغُ ، ککِتَابٍ :العِدْلُ مِنْ الأَحْمَالِ ، بلغَهِ طَیِّ ءٍ، قالَهُ أَبُو عَمْرٍو.

و قال الأَصْمَعِیُّ : الفِرَاغُ : حَوْضٌ واسِعٌ ضَخْمٌ مِنْ أَدَمٍ ، قال أَبُو النَّجْمِ :

تَهْدِی (2)بِهَا کُلَّ نِیافٍ عَنْدَلِ

طاوِیَهٍ (3)جَنْبَیْ فِرَاغٍ عَثْجَلِ

و الفِرَاغُ : الإِنَاءُ بِعَیْنِه،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و فی التَّهْذِیبِ :کُلُّ إِنَاءٍ عِنْدَ العَرَبِ : فِرَاغٌ .

و قال أَبُو زَیْدٍ: الفِرَاغُ : الغَزِیرَهُ مِنَ النُّوقِ ،الوَاسِعَهُ جِرَابِ الضَّرْعِ ، نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللسَانِ .

و الفِرَاغُ -فی قَوْلِ امْرِیءِ القَیْسِ :

وَ نَحَتْ لَهُ عَنْ أَرزِ تَأْلبَهٍ

فِلْقٍ فِرَاغِ مَعَابِلٍ طُحْلِ (4).

-: القَوْسُ الوَاسِعَهُ جُرْحِ النَّصْلِ ، وَ نَحَتْ :تَحَرَّفَتْ ، أی:رَمَتْهُ عَنْ قَوْس،و أَرز:قُوَّهٌ و زِیَادَهٌ ،و الضَّمِیرُ فی«له» لامْرِیءِ القَیْسِ .

أَو الفِرَاغُ هُنَا:القَوْسُ البَعِیدَهُ السَّهْمِ و یُرْوَی« فِرَاغَ » بالنَّصْبِ ،أی:نَحَتْ فِرَاغَ ،و المَعْنَی:کأَنَّ هذِه المَرْأَهَ رَمَتْهُ بسَهْمٍ فی قَلْبِه.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الفِراغُ : القَدَحُ الضَّخْمُ ، الَّذِی لا یُطَاقُ حَمْلُه،ج: أَفْرِغَهٌ ، کجِرابٍ و أَجْرِبَهٍ .

و قِیلَ : الفِرَاغُ فی قَوْلِ امْریءِ القَیْسِ السّابِقِ : النِّصالُ العَرِیضَهُ (5)،و أَرادَ بالأَرْزِ:القَوْسَ نَفْسَهَا (6).

و فَرِغَ الماءُ،کفَرِحَ :انْصَبَّ ، الأَوْلَی کسَمِعَ ؛لِیُطَابِقَ مَصْدَرَه، فَرِغَ فَرَاغًا کسَمِعَ سَمَاعاً،و هُوَ نَصُّ اللِّسَان،و فی العُبَابِ : فَرِغَ الماءُ،بالکَسْرِ،ففِیهِ إِشارَهٌ لِمَا قُلْنَا،و أَمّا إذا کانَ کفَرِحَ ،فَیَلْزَمُ أَنْ یَکُونَ مَصْدَرُه فَرَغًا ،مُحَرَّکَهً ،و لا قائِلَ بِه،فَتَأمَّلْ .

و الفَرَاغَهُ :الجَزَعُ و القَلَقُ ، قال:

یَکادُ مِنَ الفَرَاغَهِ یُسْتَطارُ

و الفُرَاغَهُ ، بالضَّمِّ :نُطْفَهُ الرَّجُلِ ، أی مَنِیُّه،نَقَلَه ابنُ سِیدَه و الجَوْهَرِیُّ .

و الفِرْغُ ،بالکَسْرِ: الفَرَاغِ ، قال طُلَیْحَهُ بنُ خُوَیْلِدٍ الأَسَدِیّ فی قَتْلِ ابْنِ أَخِیهِ حِبَالِ بنِ سَلَمَهَ بنِ خُوَیْلِدٍ:

فَمَا ظَنُّکُمْ بالقَوْمِ إِذْ تَقْتُلُونَهُمْ

أَلَیْسُوا-و إِنْ لَم یُسْلِمُوا-بِرِجَالِ ؟

وَ أَنْشَدَ:

فإِنْ تَکُ أَذْوادٌ أُخِذْنَ (7)و نِسْوَهٌ

فَلَم تَذْهَبُوا فِرْغًا بِقَتْلِ حِبَالِ

و یُقَالُ : ذَهَبَ دَمُهُ فِرْغًا ، بالکَسْرِ: و یُفْتَحُ ، أیْ :باطِلاً هَدَرًا لَم یُطْلَبُ بِهِ ،و زادَ الزَّمَخْشَرِیُّ :و کَذا ذَهَبَتْ دِماؤُهُمِ فَرْغًا .

و الأَفْرَغُ : الفارِغُ ، وَ مِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

ص:51


1- (1) فی النهایه: [1]واسع الخطو.
2- (2) عن التکمله و بالأصل«تهوی».
3- (3) فی اللسان:« [2]طاف به جنبی»و الأصل کالتهذیب و التکمله.
4- (4) التهذیب و اللسان،و [3]فی التکمله:«أزر تألبه»هنا و فی الشرح،و نقل الشارح النص عنها،و فی اللسان [4]فسر الأرز بالقوس نفسها تشبیهاً لها بالشجره التی یقال لها الأرزه.
5- (5) کما فی التهذیب.
6- (6) انظر التعلیق فی الحاشیه قبل السابقه.
7- (7) فی التهذیب بروایه:«أصبن»بدل«أخذن».

لَوْ کُنْتُ أَسْطِیعُکَ لَم یُشَغْشَغِ

شِرْبِی،و مَا المَشْغُولُ مِثْلُ الأَفْرَغِ

و مِنَ المَجَازِ: الطَّعْنَهُ الفَرْغَاءُ ، هی: الوَاسِعَهُ یَسِیلُ دَمُها،کأَنَّها ذاتُ فَرْغٍ ،شُبِّهَتْ لِسَعَتِهَا بِفَرْغِ الدَّلْوِ.

و أَفْرَغَهُ إِفْرَاغًا : صَبَّهُ ، کفَرَّغَهُ تَفْرِیغًا ،و فی التَّنْزِیلِ رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَیْنا صَبْراً (1)،أی:أصْبُبْ ،کَما تُفْرَغُ الدَّلْوُ، أی:تُصَبُّ ،و قِیلَ :أَنْزِلْ عَلَیْنَا صَبْرًا یَشْتَمِلُ عَلَیْنَا،و هُوَ مَجَازٌ.

و أَفْرَغَ الدِّماءَ:أَراقَهَا.

و یُقَال: حَلْقَهٌ مُفْرَغَهٌ : إذا کانَتْ مُصْمَتَه الجَوَانِبِ غَیْرَ مَقْطُوعَهٍ ،و فی الأَسَاسِ :«هُمْ کَالْحَلْقَهِ المُفْرَغَهِ ؛لا یُدْرَی أَیْنَ طَرَفَاهَا».

و تَفْرِیغُ الظُّرُوفِ :إِخْلاؤُهَا، وَ قَرَأَ الحَسَنُ البَصْرِیُّ ،و أَبو رَجَاءٍ و النَّخَعِیُّ ،و عِمْرَانُ بنُ جَرِیرٍ: حَتَّی إِذَا فُرِّغَ عَنْ قُلُوبِهِمْ (2)و تَفْسِیرُه:أَخْلَی قلُوبَهُمْ مِنَ الفَزَعِ ،و قالَ ابْنُ جِنِّی-فی کِتابِ الشَّواذِّ- فُرِّغَ ،و فُزِّعَ ،و افْرُنْقِعَ ،بمَعْنًی واحِدٍ.

و یَزِیدُ بنُ رَبِیعَهَ بنِ مُفَرِّغٍ ،کمُحَدِّثٍ الحِمْیَرِیُّ : شاعِرٌ یُقَالُ :إنَّ جَدّه راهَنَ عَلَی أَنْ یَشْرَبَ عُسًّا مِنْ لَبَنٍ ، ففَرَّغَهُ شُرْباً، وَ قالَ ابنُ الکَلْبِیِّ -فی نَسَبِ حِمْیَرَ-هُوَ یَزِیدُ بنُ زِیَادِ بْنِ رَبِیعَهَ بنِ مُفَرِّغٍ ،و کانَ حَلِیفاً لآلِ خالِدِ بنِ أَسِیدِ بْنِ أَبِی العِیصِ بنِ أُمَیَّهَ ،قال:و لَهُ الیَوْمَ عَقِبٌ بالبَصْرَهِ ،و هکَذا قَرَأْتُهُ فی أَنْسَابِ أَبِی عُبَیْدٍ أَیْضاً.

و المُسْتَفْرِغَهُ مِنَ الإِبِلِ :الغَزِیرَهُ : اللَّبَنِ .

و مِنَ المَجَازِ: المُسْتَفْرِغَهُ مِنَ الخَیْل: الَّتِی لا تَدَّخِرُ مِنْ حُضْرِهَا شَیئاً، أیْ :مِنْ عَدْوِهَا.

و اسْتَفْرَغَ :تَقَیَّأَ، وَ فی اصْطِلاحِ الأَطِبّاءِ:تکَلَّفَ القَیْ ءَ.

و مِنَ المَجَازِ: اسْتَفْرَغَ مَجْهُودَهُ فی کَذا،أی: بَذَلَ طاقَتَهُ و لَم یُبْقِ مِنْ جُهْدِه شَیْئاً.

و تَفَرَّغَ ، أی تَخَلَّی مِنَ الشُّغْلِ ، یُقَال: تَفَرَّغَ لِکَذا،و مِنْ کَذا،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : « تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْیَا ما اسْتَطَعْتُم».

و افْتَرَغْتُ لِنَفْسِی ماءً:صَبَبْتُه، وَ فی العُبَابِ : افْتَرَغْتُ :

صَبَبْتُ عَلَی نَفْسِی،و افْتَرَغْتُ مِنَ المَزَادَهِ لنَفْسِی ماءً:إذا اصْطَبَبْتَهُ ،و فی اللِّسَانِ ، افْتَرَغَ : أَفْرَغَ عَلَی نَفْسِه الماءَ، وَ صَبَّهُ عَلَیهِ ،و فی الأَساسِ :رأَیْتُهُ یَغْتَرِفُ الماءَ،ثُمَّ یَفْتَرِغُه عَلَی (3)نَفْسِه.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

إِناءٌ فُرُغٌ ،بضَمَّتَیْنِ ،أی: مُفَرَّغٌ ،کذُلُلٍ بمَعْنَی مُذَلَّلٍ ، وَ بِهِ قَرَأَ الخَلِیلُ : و أَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَی فُرُغًا (4)أی:

مُفَرَّغًا .

وَ قَوْسٌ فُرُغٌ ،بِضَمَّتَیْنِ ،و فِراغٌ ،ککِتَابٍ :بغَیْرِ وَتَرٍ، و قِیلَ :بِغَیْرِ سَهْمٍ .

وَ نَاقَهٌ فِرَاغٌ ،بالکَسْرِ:بغَیْرِ سِمَهٍ .

و الفَرْغُ ،بالفَتْحِ :السَّیَلان.

وَ فِرَاغُ النّاقَهِ ،بالکَسْرِ:ضَرْعُها،و هکذا فُسِّرَ بِه قَوْلُ أَبِی النَّجْمِ السّابِقُ (5)،أَرادَ أَنَّه قَدْ جَفَّ ما فِیهِ مِنَ اللَّبَنِ فَتَغَضَّنَ .

و الفَرِیغُ ،کأَمِیرٍ:العَرِیضُ .

وَ سَهْمٌ فَرِیغٌ ،أی حَدِیدٌ،قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ ،رَضِیَ اللّهُ عَنْهُ :

فَرِیغَ الغِرارِ عَلَی قَدْرِهِ

فشَکَّ نَوَاهِقَهُ و الْفَمَا (6)

ص:52


1- (1) سوره البقره الآیه 250. [1]
2- (2) سوره سبأ الآیه 23 و [2]القراءه المشهوره: فُزِّعَ .
3- (3) فی الأساس:أی یفرغه علی نفسه.
4- (4) سوره القصص الآیه 10 و [3]القراءه المشهوره: فارِغاً ،و قد تقدم عن أبی الهذیل أنه قرأ: فَرِغًا ،و قرأت أیضاً: فِرْغًا بکسر فسکون انظر اللسان (حاشیه). [4]
5- (5) یعنی قوله: طاویهٍ جنبی فِراغٍ عثجلِ .
6- (6) الأصل و اللسان و [5]بهامشه:کذا بالأصل هنا و فی شرح القاموس،و الذی فی ماده هزع و نهق: فأرسل سهماً له أهزعا فشک نواهقه و الفما وَ کذا فی الصحاح».

و سِکِّینٌ فَرِیغٌ کَذلِکَ ،و کَذلِکَ رَجُلٌ فَرِیغٌ :إذا کانَ حَدِیدَ اللِّسَانِ .

وَ رَجُلٌ فِرَاغٌ ،ککِتَابٍ :سَرِیعُ المَشْیِ ،واسِعُ الخُطَا.

وَ فَرَغَ عَلَیهِ الماءَ:صَبَّهُ ،عَن ثَعْلَبٍ ،و أَنْشَدَ:

فَرَغْنَ الهَوَی فی القَلْبِ ثُمَّ سَقَیْنَهُ

صُبَاباتِ ماءِ الحُزْنِ بالأَعْیُنِ النُّجْلِ

وَ الإِفْرَاغَهُ :المَرَّهُ الواحِدَهُ مِن الإِفْرَاغِ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ (1):

«کانَ یُفْرِغُ عَلَی رَأْسِه ثَلاثَ إِفْرَاغَاتٍ ».

وَ أَفْرَغَ عِنْدَ الجِمَاعِ :صَبَّ ماءَهُ .

وَ أَفْرَغَ الذَّهَبَ و الفِضَّهَ و غَیْرَهُمَا مِنَ الجَوَاهِرِ الذّائِبَهِ :

صَبَّهَا فی قَالَبٍ .و دِرْهَمٌ مُفْرَغٌ (2)،کمُکْرَمٍ :مَصْبُوبٌ فی قَالَبٍ ،لَیْسَ بمَضْرُوبٍ .

وَ مَفْرَغُ الدَّلْوِ،کمَقْعَدٍ:ما یَلِی مُقَدَّمَ الحَوْضِ .

و الفَرْغَانُ :الإِنَاءُ الوَاسِعُ .

و الفِرَاغُ بالکَسْرِ:الأَوْدِیَهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و لم یَذْکُرْ لَها واحِداً،و لا اشْتَقَّها (3).

وَ قالَ ابْنُ بَرِّیّ : الفَرْغُ :الأَرْضُ المُجْدِبَهُ ،قال مالِکٌ العَلِیمِیُّ :

انْجُ نَجاءً مِنْ غَرِیمٍ مَکْبُولْ

یُلْقَی عَلَیْه النَّیْدُلانُ و الغُولْ

و اتَّقِ أَجْسَاداً بفَرْغٍ مَجْهُولْ

وَ مَفَارِغُ الدَّلْوِ:مَصَابُّهَا،جَمْعُ فَرْغٍ ،کما فی الأَسَاسِ ، أَوْ جَمْعُ مَفْرَغٍ .

وَ

16- فی الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُکَ العَیْشَ الرّافِغَ ،و البالَ و الفَارِغَ .

وَ مِنَ المَجَازِ:یُقَالُ :هذا کَلامٌ فارِغٌ .

وَ یُقَالُ -فی الوَعِیدِ-: لأَفْرَغَنَّ لَکَ .

وَ قَدْ أَفْرَغَ عَلَیْهِ ذَنُوباً:إذا ناطَقَه بما یُتَشَوَّرُ مِنْه،أی:یُسْتَحْیَا و یُخْجَلُ ،و مِنْهُ (4)قَوْلُ الأَخْطَلِ فی حَقِّ الشَّعْبِیِّ :

«أَنَا أَسْتَفْرِغُ من إِناءٍ واحِدٍ،و هو یَسْتَفْرِغُ مِنْ أَوانٍ شَتَّی» یُرِیدُ سَعَهَ حِفْظِ الشَّعْبِیِّ .

و المُفْرَغُ ،بِضمِ المِیمِ و فَتْحِهَا،فالضَّمُّ :بمَعْنَی الإِفْراغِ ،و الفَتْحُ بمَعْنَی المَوْضِعِ ،و بِهِمَا فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

بمِدْفَقِ الغَرْبِ رَحِیبِ المَفْرَغِ

فشغ

فَشَغَهُ ،کمَنَعَهُ ، فَشْغًا : عَلاهُ حَتّی غَطّاهُ ، قالَ عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ العِبَادِیُّ یَصِفُ فَرَساً:

لَهُ قُصَّهٌ فشَغَتْ حاجِبَیْ

هِ و العَیْنُ تُبْصِرُ ما فی الظُّلَم

کفَشَّغَهُ تَفْشِیغًا ، و مِنْهُ النّاصِیَهُ الفَشْغاءُ و الفاَشِغَهُ ، وَ هی:

المُنْتَشِرَهُ المُغَطِّیَهُ للعَیْنِ ،و قَدْ فَشَغَتِ النّاصِیَهُ و القُصَّهُ .

و الفُشَاغُ ، کغُرَابٍ :الرُّقْعَهُ مِنْ أَدَمٍ یُرْقَع بِهَا السِّقَاءُ.

و أَیْضاً: نَباتٌ یَلْتَوِی عَلَی الأَشْجَارِ و یَعْلُوها فَیُفْسِدُهَا، أَوْرَدَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و لَم یَضْبِطْهُ بوَزْنٍ و لا مِثَالٍ عَلَی عادَتِه، وَ فِیهِ وَجْهَانِ :یُخَفَّفُ و یُشَدَّدُ، کما نَقَلَه ابْنُ بَرِّیٍّ عن الأَزْهَرِیِّ ،و کَذلِکَ نَقَلَهُ الهَرَوِیُّ فی الغَرِیبَیْنِ ،و الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْهِ (5)،و أَوْرَدَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ فی العَیْنِ المُهْمَلَهِ (6)، فلیُنْظَرْ ذلِکَ .

و الفَشْغَهُ :اللِّبْلابُ یَعْلُو الشَّجَرَ و یَلْتَوِی عَلَیْهِ .

و قال اللَّیْثُ : الفَشْغَهُ : قُطْنَهٌ فی جَوْفِ القَصَبَهِ هکذا نَصُّ العُبَابِ ،و وَقَعَ فی اللِّسَانِ :«قَصَبَهٌ فی جَوْفِ قَصَبَهٍ »، فلیُنْظَرْ ذلِکَ (7).

قال اللَّیْثُ : و الفَشْغَهُ أَیْضاً: ما تَطایَرَ مِنْ جَوْفِ الصَّوْصَلاَّهِ اسمٌ لِحَشِیشَهٍ (8)،و هُوَ أَیْضاً الصّاصُلَّی م مَعْرُوفَهٌ ،هِیَ الَّتِی یَأْکُلُ جَوْفَهَا صِبْیَانُ العِرَاقِ .

ص:53


1- (1) الذی فی اللسان و [1]النهایه:فی حدیث الغسل.
2- (2) فی الأساس:درهم مُفْرَغ و مفرَّغ.
3- (3) کذا بالأصل و اللسان و [2]فی معجم البلدان«فراغ»یجوز أن یکون جمع فرْغ الدلاّء.
4- (4) الذی فی الأساس:و قال الأخطل للشعبی.
5- (5) نظر له فی التکمله:الفُشّاع مثال المُکَّاءِ،و الفُشاع مثال الصُّداع.
6- (6) الذی فی الأساس:الغُشاغ،بالغین المعجمه،و ضبطه بالقلم بالتشدید.
7- (7) و فی التهذیب و التکمله:«قطنه»کالأصل.
8- (8) فی اللسان نبت یقال له صاصلی و قیل هو حشیش یأکل جوفه صبیان العراق.

و رَجُلٌ أَفْشَغُ الثَّنِیَّهِ :ناتِئُها (1)،قالَهُ اللیث،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ أَبِی هُرَیْرَهَ ،رِضِیَ اللّهُ عَنْهُ : «أَنَّه کانَ آدَمُ ،عَلَیْهِ السّلامُ ،ذَا ضَفِیرَتَیْنِ ، أَفْشَغَ الثَّنِیَّتَیْنِ ». أی:ناتِئَهُمَا،خارِجَتَیْنِ عَنْ نَضَدِ الأَسْنَانِ .

و رَجُلٌ أَفْشَغُ الأَسْنَانِ :مُتَفَرِّقُهَا لِسَعَهِ ما بَیْنَها،قالَهُ اللَّیْثُ أَیْضاً.

و المفْشَغُ ، کمِنْبَرٍ:مَنْ یُوَاجِهُ صاحِبَهُ بالمَکْرُوهِ ، وَ مِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

بأَنَّ أَقْوَالَ العَنِیفِ المِفْشَغِ

خَلْطٌ کخَلْطِ الکَذِبِ المُمَغْمَغِ

أَوْ هو الذی یَقْدَعُ الفَرَسَ و یَقْهَرُهُ و فی بَعْضِ النُّسَخِ ،«أَوْ یَفْدَحُ »والأُولی الصوابُ .

و المُفْشِغُ کمُحْسِنٍ : الرَّجُلُ المَنُونُ القَلِیلُ الخَیْرِ،و قد أَفْشَغَ : إذا قَلَّ خَیْرُه.

و الأَفْشَغُ :کَبْشٌ ذَهَبَ قَرْناهُ ،کَذا و کَذا.

و أَفْشَغَ زَیْدًا السَّوْطَ أیْ ضَرَبَه بِهِ و کَذا أَفْشَغَهُ بِهِ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : فَشَّغَهُ النَّوْمُ تَفْشِیغًا :غَلَبَهُ و عَلاهُ وَ کَسَّلَه،و أَنْشَدَ لأَبِی دُؤَادٍ:

فإِذا غَزَالٌ عاقِدٌ

کالظَّبْیِ فَشَّغَهُ المَنَامُ

و انْفَشَغَ الشَّیْ ءُ: ظَهَرَ و کَثُرَ.

و تَفَشَّغَ الرَّجُلُ : لَبِسَ أَخَسَّ ثِیَابِه، و فی نُسْخَهٍ :أَخْشَنَ ثِیَابِه» (2)و مِنْهُ

17- حَدِیثُ عُمَرَ رِضِیَ اللّهُ عَنْهُ : «أنَّ وَفْدَ البَصْرَهِ أَتَوْهُ و قَدْ تَفَشَّغُوا ،فقَالَ َ:ما هذِه الهَیْئَهُ ؟فقالُوا:تَرَکْنَا الثِّیَابَ فی العِیَابِ ،و جِئْناکَ ،قال:الْبَسُوا و أَمِیطُوا الخُیَلاءَ». قَالَ شَمِرٌ:أی لَبِسُوا أَخْشَنَ (3)ثِیابِهِمْ ،و لَم یَتَهَیَّأُوا لِلِقائِه،و قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ فی الفائِقِ (4):أَنَا لا آمَنُ أَنْ یَکُونَ مُصَحَّفاً مِنْ تَقَشَّفُوا،و التَّقَشُّفُ :أَن لا یَتَعَاهَدَ (5)الرَّجُلُ نَفْسَهُ ،قال:فإِنْ صَحَّ ما رَوَوْهُ فَلَعَلَّ مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ لَم یَحْتَفِلُوا فی المَلابِسِ ، وَ تَثَاقَلُوا فی ذلِکَ ،لِمَا عَرَفُوا مِنْ خُشُونَهِ عُمَرَ رضی الله عَنْهُ .

و تَفَشَّغَ فِیهِ الشَّیْبُ أَوْ الدَّمُ :انْتَشَرَ و کَثُرَ، فِیهِ لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ ،فالانْتِشَارُ للشَّیْبِ ،و الکَثْرَهُ للدَّمِ ،یُقَالُ : تَفَشَّغَ فِیهِ الدَّمُ ،أی:غَلَبَهُ و تَمَشَّی فی بَدَنِه،و مِنْهُ قَوْلُ طُفَیْلٍ الغَنَوِیِّ :

وَ قَدْ سَمِنَتْ حَتَّی کأَنَّ مَخاضها

تَفَشَّغَهَا ظَلْعٌ و لَیْسَتْ بظُلَّعِ

و تَفَشَّغَ الرَّجُلُ المَرْأَهَ :دَخَلَ بَیْنَ رِجْلَیْهَا و وَقَعَ عَلَیْهَا و افْتَرَعَهَا.

و حَکَی ابْنُ کَیْسَانَ : تَفَشَّغَ الرَّجُلُ البُیُوتَ :دَخَلَ بَیْنَهَا، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قِیلَ :إذا غابَ فِیهَا و لَم تَرَهُ .

و تَفَشَّغَ الدَّیْنُ فُلانًا:عَلاهُ و رَکِبَهُ ، وَ کَذلِکَ الجَمَلُ النّاقَهَ .

و المُفاشَغَهُ :أَنْ یُجَرَّ وَلَدُ النّاقَهِ و یُنْحَرَ،و تُعْطَفَ عَلَی وَلَدٍ آخَرَ یُجَرُّ إِلَیْهَا،فیُلْقَی تَحْتَهَا،فَتَرْأَمُه،تَقُولُ (6): فاشَغَ بَیْنَهُمَا،و قَدْ فُوشِغَ بِهَا قال الحارِثُ بنُ حِلِّزَهَ :

بَطَلاً یُجَرِّرُهُ و لاَ یَرْثِی لَهُ

جَرَّ المُفَاشِغِ هَمَّ بِالإِرْآمِ (7)

کَذا فی التَّهْذِیبِ ،و الَّذِی فی المُحْکَمِ : فاشَغَ النّاقَهَ :

إذا أَرادَ أَنْ یَذْبَحَ وَلَدَها،فَجَعَلَ عَلَیْهِ ثَوْباً یُغَطِّی بِهِ رَأْسَهُ ، وَ ظَهَرَهُ کُلَّهُ ،ما خَلا سَنَامَهُ ،فیَرْضَعُهَا یَوْما أَوْ یَوْمَیْنِ ،ثُمَّ یُوثَقُ ،و تُنَحَّی عَنْهُ أُمُّه حَیْثُ تَرَاهُ ،ثُمَّ یُؤْخَذُ عَنْهُ الثَّوْبُ فیُجْعَلُ عَلَی حِوَارٍ آخَرَ فَتَری أَنَّهُ ابْنُهَا،و یُنْطَلَقُ بالآخَرِ فیُذْبَحُ .

و الفِشَاغُ ککِتَابِ ،الشِّغارُ، وَ هو نَحْوُ القِرَافِ فی المَهْرِ.

و الفِشاغُ أَیضاً: الکَسَلُ ، کالتَّفَشُّغِ ، کَما فی اللِّسَانِ ، وَ یُوجَدُ هُنَا فی بَعْضِ النُّسَخ زِیَادَه قوله: و کَغُرَابٍ و رُمّانٍ :

ص:54


1- (1) فی التهذیب:نابتها.
2- (2) و هی عباره اللسان،و [1]الأصل کالتهذیب.
3- (3) فی التهذیب 181/16 و الفائق 119/3« [2]أخسّ ثیابهم و المثبت کاللسان وَ [3]النهایه. [4]
4- (4) انظر الفائق 120/3. [5]
5- (5) الأصل و الفائق و [6]فی النهایه و [7]اللسان [8]عن الزمخشری:أن لا یتعهد.
6- (6) فی التهذیب:یقال:فاشغها و فاشغ بینهما.
7- (7) التهذیب بروایه:«بطلٌ ...بالإرزامِ ».

نَبَاتٌ یَلْتَوِی عَلَی الشَّجَرِ و یَتَفَشَّغُ ، أی یَنْتَشِرُ و هُو مُکَررٌ مَعَ ما مَرَّ لَهُ آنِفاً،فَیَنْبَغِی حَذْفُهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علَیهِ :

تَفَشَّغَهُ الشَّیْبُ ،و تَشَیَّعَهُ ،و تَشَیَّمَهُ ،و تَسَنَّمَهُ بمَعْنًی واحِدٍ، عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ فَشَغَ الشَّیْ ءُ:اتَّسَعَ و انْتَشَرَ، کانْفَشَغَ .

وَ تَفَشَّغَتِ الغُرَّهُ :مِثْلُ فَشَغَتْ .

وَ فَشَغَهُ بالسَّوْطِ فَشْغًا :عَلاهُ بِهِ .

وَ تَفَشَّغَ الوَلَدُ:کَثُرُوا،و

17- فی حَدِیثِ ابْنِ عَبّاسٍ ،رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمَا: قال لَهُ مُسْلِمٌ الأَعْرَجُ :ما هذِهِ الفُتْیَا الَّتِی قَدْ تَفَشَّغَتْ ،«مَنْ طاف فقَدْ حَلَّ »،قال:سُنَّهُ نَبِیِّکُم،صَلَّی اللّهُ عَلَیْهِ و سَلَّم،و إِنْ رَغَمْتُمْ ». أی:انْتَشَرَتْ ،و یُرْوَی قَدْ تَشَقَّقَتْ ،و تَشَعَّفَتْ ،و تَشَعَّبَتْ .

وَ یُقَالُ : تَفَشَّغَ الخَیْرُ فی بَنِی فُلانٍ :إذا کَثُرَ و فَشَا.

وَ فاشَغَهُ بالأَمْرِ:عَاجَلَهُ بِه ساعَهَ لَقِیَهُ .

فضغ

فَضَغَ العُودَ-بالضَّادِ المعجَمَهِ -کمَنَعَ ، فَضْغًا ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابْنُ دُرَیْد:أیْ هَشَمَهُ .

قال: و المِفْضَغُ ، کمِنْبَرٍ:مَنْ یَتَشَدَّقُ و یَلْحَنُ ،کأَنَّهُ یَفْضَغُ الکَلامَ فَضْغًا ،کَذا فی العُبَابِ ،و اللِّسَانِ ،و التَّکْمِلَهِ .

فغغ

الفَغَّهُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ ابْنُ عَبّاد:هُوَ تَضَوُّعُ الرّائِحَهِ و قَدْ فَغَّتْنِی الرّائِحَهُ تَفُغُّنِی فَغًّا .

قُلْتُ :و أَصْلُه:الفَوْغَهُ ،کما سَیَأْتِی قریبا.

فلغ

فَلَغَ رَأْسَهُ ،کمَنَعَ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أی ثَلَغهُ ، أی:شَدَخَهُ ،زادَ الأَزْهَرِیُّ بالعَصَا، وَ أَوْرَدَهُ یَعْقُوبُ فی البَدَلِ ،أی (1):فأُبْدِلَ مِنْ ثاءِ ثَلَغَ ،و بِکُلٍّ مِنْهُمَا

16- رُوِیَ الحَدِیثُ : «إِنِّی إِنْ آتِهِمْ یُفْلَغْ رأْسِی،کما تُفْلَغُ العِتْرَهُ ». کما تَقَدَّمَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

تَفَلَّغَ الشَّیْ ءُ:تَهَشَّمَ .

فوغ

الفَوَغُ ،مُحَرَّکَهً ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الصّاغَانِی،نَقْلاً عن بَعْضِهِمْ :هُوَ الضَّخَمُ فی الفَمِ ،و هُوَ أَفْوَغُ .

و قال ابْنُ عَبّادٍ: فَاغَتِ الرّائِحَهُ ، أی: فاحَتْ .

و قَالَ ابْنُ الأَثِیرِ: فَوْغَهُ الطِّیبِ :فَوْحَتُه، یُرْوَی بالعَیْنِ وَ بالغَیْنِ ،و قالَ کُرَاع: فَوْغَهُ الطِّیبِ کَفَوْعَتِهِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :

وَ لَم یَقُلْهَا أَحَدٌ غَیْرُه،قال:و لَسْتُ مِنْهَا عَلَی ثِقَهٍ ،قال شَمِرٌ:و فَوْغَهٌ مِنَ الفاغِیَهِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :کأَنَّهُ مَقْلُوبٌ عِنْدَهُ .

و قال ابْنُ الأَعْرَابِیِّ : الفائِغَهُ :الرّائِحَهُ المُخَشِّمَهُ مِنَ الطِّیبِ و غَیْرِه.

قُلْتُ :و کأَنَّهُ مَقْلُوبُ الفاغِیَهِ .

و فاغُ :ه،بسَمَرْقَنْدَ. قُلْتُ :و هو مُعَرَّبُ باغْ .

فصل الکاف مع الغین

اشاره

هذا الفَصْلُ مَکْتُوبٌ بالحُمْرَهِ ،لأَنَّهُ مِنْ زِیَاداتِهِ .

کرغ

کَرَاغٌ ،کسَحَابٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسانِ ،و قالَ الصّاغَانِیُّ :هُوَ اسْمُ نَهْرٍ بِهَراهَ ، و وَقَعَ فی التَّکْمِلَهِ ضَبْطُه بالضَّمِّ (2).

فصل اللام مع الغین

لتغ

لَتَغَهُ بِیَدِهِ ،کمَنَعَهُ لَتْغًا ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أیْ ضَرَبَهُ بِهَا، زَعَمُوا،قال:و لَیْسَ بثَبَتٍ .

و قال غَیْرُه: لَتَغَهُ :مِثْلُ لَدَغَهُ سَواءٌ.

لثغ

اللَّثَغُ ،مُحَرَّکَهً ،و اللُّثْغَهُ ،بالضَّمِّ :تَحوُّلُ اللِّسَانِ مِنَ السِّینِ إِلَی الثّاءِ، نَقَلَهُ اللَّیْثُ ،الأَوَّلُ مَصْدَرٌ،و الثّانِی اسْمٌ .

أَوْ مِنَ الرّاءِ إِلَی الغَیْنِ ، وَ أَنْشَدَنَا بَعْضُهُمْ فی حِکَایَهِ الأَلْثَغِ :

ص:55


1- (1) کذا بالأصل و فی اللسان:أی أن فاء فلغ بدلٌ من ثاء ثلغ.
2- (2) قیدها یاقوت:کراغ بالفتح و آخره غین معجمه.

تَشْغَبُ المُنْکَغَ الحَغَامَ و غِیقِی

أَحْمَغٌ سُکَّغٌ شَغَابٌ مُکَغَّغْ

یرید:

تَشْرَبُ المُنْکَرَ الحَرَامَ و رِیقِی

أَحْمَرٌ سُکَّرٌ شَرَابٌ مُکَرَّرْ

أَو مِنَ الرّاءِ إِلَی اللاَّمِ ،أَوْ إِلَی الیاءِ،أَو هُوَ تَحَوُّلٌ فی اللِّسَانِ مِنْ حَرْفٍ إِلَی حَرْفٍ الأَخِیرُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ یَزِیدَ، وَ قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ: اللَّثغُ :اخْتِلالٌ فی اللِّسَانِ ،و أَکْثَرُ ما یُقَالُ فی الرَّاءِ إذا جُعِلَتْ یاءً،أَوْ غَیْنًا.

أَوْ هُوَ أَنْ لا یَتِمَّ رَفْعُ لِسَانِه فی الکَلامِ و فِیهِ ثِقَلٌ ، قَالَهُ أَبو زَیْد،یُقَالُ :ما أَشَدَّ لُثْغَتَهُ !بالضَّمِّ ،هُوَ ثِقَلُ اللِّسَانِ بالکَلامِ .

وَ قَدْ لَثِغَ کفَرِحَ ،فهُوَ أَلْثَغُ بَیِّنُ اللُّثْغَهِ ،بالضَّمِّ ،و لا یُقَالُ :

بَیِّنُ اللَّثْغَهِ ،أی:بالفَتْحِ .

و لَثَغَهُ ، کَنَصَرَهُ :جَعَلَهُ أَلْثَغَ ، الأَوْلَی لَثَغَ لِسانَه:جَعَلَهُ أَلْثَغَ ،کَمَا هُوَ نَصُّ اللِّسَانِ (1)و العُبَابِ .

و اللَّثَغَهُ مُحَرَّکَهً :الفَمُ ، وَ فی نَوَادِرِ الأَعرَابِ :ما أَشَدَّ لُثْغَتَهُ و ما أَقْبَحَ لَثَغَتَهُ ،فبالضَّمِّ :ثِقَلُ اللِّسَان بالکلامِ ، وَ بالتَّحْرِیکِ :الفَمُ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الأَلْثَغُ :الَّذِی لا یَسْتَطِیعُ أَنْ یَتَکَلَّمَ بالرّاءِ،و قِیلَ :هُوَ الَّذِی یَجْعَلُ الرّاءَ فی طَرَفِ لِسَانِهِ ،أَوْ یَجْعَلُ الصَّادَ فاءً، وَ قِیلَ :هُوَ الَّذِی لا یُبَیِّنُ الکَلامَ ،و قِیلَ :هُوَ الَّذِی قَصُرَ لِسانُه عَنْ مَوْضِعِ الحَرْفِ ،و لَحِقَ مَوْضِعَ أَقْرَبِ الحُرُوفِ مِنَ الحَرْفِ الَّذِی یَعْثُرُ لِسانُه عَنْهُ .

وَ هِیَ لَثْغَاءُ ،بَیِّنَهُ اللُّثْغَهِ .

لدغ

لَدَغَتْهُ العَقْرَبُ ، زادَ ابْنُ دُرَیْدِ: و الحَیَّهُ ،کَمَنَعَ ، تَلْدَغُ لَدْغًا ، وَ قِیلَ : اللَّدْغُ بالفَمِ ،و اللَّسْعُ بالذَّنَبِ ،و قالَ اللَّیْثُ : اللَّدْغُ بالنّابِ ،و فی بَعْضِ اللُّغَاتِ تَلْدَغُ العَقْرَبُ .

قال شَیْخُنَا:و اللَّدْغُ لِلْحَارّاتِ ،کالنّارِ و نَحْوِها،و مَنْ جَوَّزَ إِعْجَامَ الذّالِ مَعَ الغَیْنِ المُعْجَمَهِ فی مَعْناهُ فَقَدْ وَهِمَ ؛لِماعُلِمَ أنَّ الذّالَ و الغَیْنَ المُعْجَمَتَیْنِ لا یَجْتَمِعَانِ فی کَلِمَهٍ عَرَبیَّهٍ ،انتهی.

وَ قَالَ أَبُو وَجْزَهَ (2): اللَّدغَهُ جَامِعَهٌ لِکُلِّ هَامَّهٍ تَلْدَغُ لَدْغًا ، و تَلْدَاغًا بفَتْحِهِمَا فَهُوَ مَلْدُوغٌ ،و لَدِیغٌ ، وَ مِنْهُ

16- الحَدِیثُ :

«و أَعُوذُ بِکَ أَنْ أَمُوتَ لَدِیغًا ». و هُوَ فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ ، وَ کَذلِکَ الأُنْثَی،و قَوْمٌ لَدْغَی ،و لُدَغاءُ ،و لا یُجْمَعُ جَمْعَ السَّلامَهِ ؛لأَنَّ مُؤَنَّثَهُ لا تَدْخُلُه الهاءُ.

و مِنَ المَجَازِ: قَوْمٌ لَدْغَی ،و لُدَغاءُ :وُقّاعٌ فی النّاسِ .

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً: لَدَغَهُ بِکَلِمَهٍ لَدْغًا ،أی: نَزَغَهُ (3)بِهَا، نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و المِلْدَغُ کمِنْبَرٍ:مَنْ کانَ ذلِکَ فِعْلُه و دَأْبُه،و هُوَ مَجَازٌ أَیْضاً.

و قال ابنُ عَبّادٍ: اللُّدّاغُ ، کزُنّارٍ:الشَّوْکُ ،و طَرَفُه المُحَدَّدُ، وَ هو مَجَازٌ أَیضاً.

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً: اللّدّاغَهُ بهاءٍ و مُقْتَضَاهُ أَنْ یَکُونَ بالضمِّ .و الصَّوابُ أَنَّهُ بالفَتْحِ مَعَ التَّشْدِیدِ،و هو القارِصَهُ مِنَ الرِّجَالِ ، کما هُو نَصُّ المُحِیطِ ،و فی الأساسِ :فلانٌ قَرّاصَهٌ لَدّاغَه .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

أَلْدَغْتُه :إذا أَرْسَلْتَ إِلَیْه (4)حَیَّهً تَلْدَغُه ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ وَ صاحِبُ اللِّسَانِ .

و اللُّدَّغُ ،کسُکَّرٍ:جَمْعُ لادِغٍ ،وَحَیَّهٌ لادِغَهٌ ،و حَیّاتٌ لُدَّغٌ ،و مِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

و ذاقَ حَیّاتُ الدَّوَاهِی اللُّدَغِ (5)

مِنِّی مَقَاذِیفَ مِدَقٍّ مِفْدَغِ

وَ یُقَالُ :أَصَابَهُ مِنْهُ ذُبَابٌ لادِغٌ ،أی:شَرٌّ،عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و هُوَ مَجَازٌ.

وَ اللَّدْغَهُ فی اللِّسَانِ :اللُّثْغَهُ ،عَامِّیَّهٌ .

لصغ

لَصَغَ الجِلْدُ،کمَنَعَ لَصْغًا ،و لُصُوغًا ، بالضَّمِّ ،

ص:56


1- (1) فی اللسان:« [1]ولثغ لسانَ [2]فَلانٍ إذا صیّره ألثغ»و فی التهذیب:لثغ فلان لسان [3]فلانٍ ....
2- (2) الأصل و اللسان و [4]فی التهذیب:أبو خیره.
3- (3) فی الأساس:«لذعته بها»و الأصل کاللسان.
4- (4) فی الأساس:«علیه»و الأصل کاللسان و التهذیب.
5- (5) بالأصل:و ذات حیات اللواهی اللدغ و المثبت عن الدیوان ص 98.

أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و فی المُحِیطِ و اللِّسَانِ :أی یَبِسَ عَلَی العَظْمِ عَجَفاً، نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ أَیْضاً هکَذا،و کَذا ابْنُ القَطّاعِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

لضغ

لَضِغَتْ الأَسْنَانُ ،کفَرِحَ لَضَغًا :أُکِلَتْ مِنَ الکِبَرِ،نَقَلَهُ ابنُ القَطّاعِ ،و أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ .

لغلغ

اللَّغْلَغُ ، کجَعْفَرٍ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: طائِرٌ مَعْرُوفٌ ،قال:لا أَحْسِبَهُ عَرَبِیًّا (1)،قال:و یُقَالُ :

اللَّقْلَقُ لِطائِرٍ آخَرَ،قال الصّاغَانِیُّ :أَرادَ أنَّ اللَّغْلَغَ غَیْرُ اللَّقْلَقِ .

و قال أَبُو عَمْرو: لَغْلَغَ ثَرِیدَه و سَغْسَغَهُ و رَوَّغَهُ : رَوّاهُ مِنَ الأَدْمِ ،و نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ أَیْضاً.هکَذا.

و یُقَالُ : فی کَلامِهِ لَغْلَغَهٌ أیْ : عُجْمَهٌ و لَخْلَخَهٌ (2)،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

لَغْلَغَ الطَّعَامَ :أَدَمَهُ بالسّمْنِ و الوَدَکِ ،نَقَلَهُ کُرَاعٌ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

لمغ

الْتُمِغَ لَوْنُه،مَبْنِیًّا للمَفْعُولِ ،کالْتُمِعَ ،هکَذا ذَکَرَهُ الهَرَوِیُّ ،و أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قَدْ أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ .

وَ اللَّمْغانُ (3)،بالفَتْحِ :مَدِینَهٌ بفَارِسَ ،مِنْهَا ابنُ اللَّمْغَانِیِّ المَشْهُورُ.

لوغ

لاَغَهُ لَوْغًا ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (4):

أی أَدارَهُ فی فیهِ ،ثُمَّ لَفْظَه.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : لاغَ فُلانًا یَلُوغُه لَوْغًا :إِذَا لَزَمَهُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ:یُقَالُ : هو سائِغٌ لائِغٌ ،و سَیِّغٌ لَیِّغٌ ، کهَیِّن، هکَذا نَقَلَهُ عنه الصّاغَانِیُّ ،و لَم یَذْکُرْ مَعْنَاهُ ،و هوإِتْبَاعٌ ،أی:یَسُوغُ فی الحَلْقِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

اللَّوْغُ :السَّوادُ الّذِی حَوْلَ الحَلَمَهِ ،نَقَلَهُ ابنُ بَرِّیٍّ عَنْ ثَعْلَبٍ هکَذا.

قلتُ :و قَدْ تَقَدَّمَ ذلِکَ لِلْمُصنِّفِ فی«ل و ع».

لیغ

الأَلْیَغُ ، کأَحْمَدَ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ أَبو عَمْرٍو:هُوَ مَنْ لا یُبَیِّنُ الکَلامَ ، وَ الاسْمُ : اللَّیَغُ و اللِّیَاغَهُ ، أَوْ هُوَ الَّذِی یَرْجِعُ کَلامُه و لِسَانُه إلی الیاءِ، نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

و الأَلْیَغُ : الأَحْمَقُ ،کاللِّیاغَهِ ،بالکَسْرِ کِلاهُما عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

قال: و اللَّیَغُ ،مُحَرَّکَهً :الحُمْقُ التّامُّ الجَیَّدُ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: لِغْتُه الشِّیْ ءَ،بالکَسْرِ، أَلِیغُه لَیْغًا ،أی:

راوَدْتُه عَنْهُ ، زادَ فی اللِّسَانِ :لانتَزِعَهُ .

قال: و تَلَیَّغَ ، أی: تَحَمَّقَ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

اللَّیْغَاءُ :المَرْأَهُ الحَمْقَاءُ.

وَ اللَّیاغَهُ بالفَتْحِ :الأَحْمَقُ عَنْ ثَعْلَبٍ ،و الکَسْرُ عَن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و قد تَقَدَّمَ .

فصل المیم مع الغین

مرغ

المَرْغُ : المُخَاط ،و قِیلَ :الرِّیقُ ،و قِیلَ :

اللُّعَابُ ، وَ قِیلَ :لُعابُ الشّاءِ،و هُوَ فی الإِنْسَانِ مُسْتَعَارٌ، کقَوْلِهِمْ :«أَحْمَقُ ما یَجْأَی مَرْغَهُ »أی لا یَسْتُرُ لُعَابَهُ ،و جَأَیْتُ الشَّیْ ءَ:سَتَرْتُه،و فی العُبَابِ :أیْ لا یَحْبِسُ لُعَابَهُ ،و عمَّ بِهِ بَعْضُهُم،و قَصَرَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ عَلَی الإنْسَانِ ،فَقال: المَرْغُ للإنْسَانِ ،و الرُّوالُ -غَیْرَ مَهْمُوزٍ-لِلخَیْلِ ،و اللُّغَامُ للإِبِلِ ، قال الحِرْمَازِیُّ یُخَاطِبُ أَمَهً :

و أَنْ تَرَیْ کَفَّکِ ذاتَ نَفْغِ

تشْفِینَها بالنَّفْثِ أو بالمَرْغِ

و المَرْغُ : مُجْتَمَعُ و فی العُبَابِ :مَصِیرُ بَعَرِ الشّاهِ الَّذِی یَجْتَمِعُ فیهِ (5).

ص:57


1- (1) الجمهره 161/1.
2- (2) قال اللیث:اللخلخه من الطیب:ضرب منه.و فی الحدیث:«فأتانا رجل فیه لخلخانیه»قال أبو عبیده:اللخلخانیه:العجمه،یقال:رجل لخلخانی،و امرأه لخلخانیه»إذا کانا لا یفصحان.(انظر اللسان: [1]لخخ).
3- (3) فی معجم البلدان:لمغان،بدون ألف و لام،بالفتح و السکون،و هی لام غان.و فی موضع آخر لامَغَان من قری غزنه.
4- (4) الجمهره 150/3.
5- (5) فی التهذیب:و المرغ المصیر الذی یجتمع فیه بعر الشاه.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : المَرْغُ : الرَّوْضَهُ ،أَو هِیَ : الکَثِیرَهُ النَّبَاتِ ، کالمَرْغَهِ ، عَنْ أَبِی عَمْرٍو،و ابنِ الأَعْرَابِیِّ أَیضاً.

و قال ابنُ عَبّادٍ: مَرَغَ ، کَمَنَعَ :أَکَلَ العُشْبَ ، قال أَبو حَنِیفَهَ : مَرَغَتِ السّائِمَهُ و الإِبِلُ العُشْبَ تَمْرَغُه مَرْغًا :أَکَلَتْهُ .

و قال أَبُو عَمْرٍو: مَرَغَ العَیْرُ فی العُشْبِ :أَقامَ فِیه یَرْعَی، وَ أَنْشَدَ:

إِنِّی رَأَیْتُ العَیْرَ بالعُشْبِ مَرَغْ

فجِئْتُ أَمْشِی مُسْتَطارًا فی الرَّزَغْ

قُلْتُ :هُوَ لِرِبْعِیٍّ الدُّبَیْرِیِّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: مَرَغَ البَعِیرُ مَرْغًا :کأَنَّهُ رَمَی باللُّغَامِ .

قال: و بِکَارٌ مُرَّغٌ ،کسُکَّرٍ: یَسِیلُ لُغامُهَا،و هو فی قَوْلِ رُؤْبَهَ :

أَعْلُو و عِرْضِی لَیْسَ بالمُمَشَّغِ

بالهَدْرِ تَکْشَاشَ البِکَارِ المُرَّغِ

و لا واحِدَ لَها و قالَ أَبُو عَمْرٍو: المُرَّغُ : مُرَّغٌ فی التُّرَابِ .

وَ قالَ ابنُ الأَعْرَابیِّ : المُرَّغُ :الَّتِی تَمَرَّغُهَا الفُحُولُ .

و المَرَاغَهُ ، کسَحَابَهٍ : مُتَمَرَّغُ الدّابَّهِ ، کالمَراغِ ، أی:

مَوْضِعُ تَمَرُّغِها ،و فی صِفَهِ الجَنَّهِ :« مَرَاغُ دَوَابِّها المِسْکُ ».

وَ قال أَبُو النَّجْمِ -یَصِفُ نَاقَهً (1)-:

یَجْفِلُهَا کُلُّ سَنَامٍ مُجْفِلِ

لأْیًا بَلأْیٍ فی المَراغِ المُسْهِلِ

و قال ابنُ عَبّادٍ: المَرَاغَهُ : الأَتَانُ لا تَمْنَعُ الفُحُولَهَ ، وَ عِبَارَهُ اللَّیْثِ :لا تَمْتَنِعُ مِنَ الفُحُولِ .

و المَرَاغَهُ : أُمُّ جَرِیرٍ الشّاعِرِ، لَقَّبَهَا الفَرَزْدَقُ لا الأَخْطَلُ ، وَ وَهِمَ الجَوْهَرِیُّ ،أیْ : مَرَاغَهٌ لِلرِّجالِ ، أی یَتَمَرَّغُ علیها الرِّجالُ أَوْ لُقِّبَتُ لأَنَّ أُمَّهُ وُلِدَتْ فی مَرَاغَهِ الإِبِلِ ، وَ هذا قَوْلُ الغُورِیِّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:«فأَمّا قَوْلُ الفَرَزْدَقِ لِجَرِیرٍ:یابْنَ المَرَاغَهِ ،فإِنَّمَا یُعَیِّرُه ببَنِی کُلَیْبٍ ؛لأَنَّهُمْ أَصْحابُ حَمِیرٍ»و قالَ ابنُ عَبّادٍ:و قِیلَ :هی مَشْرَبُ (2)النّاقَهِ الَّتِی أَرْسَلَهَا جَرِیرٌفَجَعَلَ لَهَا قِسْماً مِنَ الماءِ،و لأَهْلِ الماءِ قِسْمًا (3)،قال الفَرَزْدَقُ یَهْجُو جَرِیرًا:

یابْنَ المَرَاغَهِ أَیْنَ خالُکَ إِنَّنِی

خالِی حُبَیْشٌ ذُو الفَعالِ الأَفْضَلُ

وَ قالَ الجَوْهَریُّ : المَرَاغَهُ :أُمُّ جَرِیرٍ،لَقَّبَهَا بِه الأَخْطَلُ حَیْثُ یَقُولُ :

و ابْنُ المَرَاغَهِ حابِسٌ أَعْیَارَهُ

قَذْفَ الغَرِیبَهِ ما تَذُوقُ مِلاَلاَ

أَرادَ أُمَّهُ کانَتْ مَرَاغَهً للرِّجالِ ،و یُرْوَی«رَمْیَ الغَرِیبَهِ »و نَقَلَ الصّاغَانِیُّ هذا القَوْلَ فی التَّکْمِلَهِ ،ثُمّ قالَ :و الَّذِی قالَهُ الجَوْهَرِیُّ حَزْرٌ،و قِیاسٌ ،و القَوْلُ ما قَالَتْ حَذَامِ .

و مَراغَهُ : د،بأَذْرَبِیجَانَ مِنْ أَشْهَرِ مُدُنِهَا.

و المَرَاغَهُ : د،لِبَنِی یَرْبُوع بنِ حَنْظَلَهَ ،قال أَبُو البِلادِ الطُّهَوِیُّ ،و کانَ خَطَبَ امْرَأَهً ،فزُوِّجَتْ مِنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِی عَمْرِو بنِ تَمِیمٍ ،فَقَتَلَها (4)

أَلاَ أَیُّهَا الظَّبْیُ الَّذِی لَیْسَ بارِحًا

جَنُوبَ المَلأ بَیْنَ المَرَاغَهِ و الکُدْرِ (5)

سُقِیتَ بِعَذْبِ الماءِ،هَلْ أَنْتَ ذاکِرٌ

لَنَا مِنْ سُلَیْمَی إِذْ نَشَدْنَاکَ بالذِّکْر؟

و بَنُو المَرَاغَهِ :بُطَیْنٌ (6)مِنَ العَرَبِ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،قال شَیْخُنَا:یُقَالُ :إِنَّهُ مِنَ الأَزْدِ.

و یُقَال: هُوَ مَرَاغَهُ مالٍ ، کما یُقَال: إِزاؤُهُ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

قال: و رَجُلٌ مَرّاغَهٌ بالتَّشْدِیدِ، وَ هُوَ: المَتَمَرِّغُ .

و المَرَائِغُ (7):کُورَهٌ بصَعِیدِ مِصْرَ غَرْبِیَّ النِّیلِ ،کَذا فی العُبَاب.

قُلتُ :أَمّا الکُورَهُ فهِیَ المَعْرُوفَهُ الآنَ بجَزِیرَهِ شَنْدَوِیلِ ، وَ إذا أُطْلِقَت الجَزِیرَهُ فی الصَّعِیدِ فالمُرَادُ بِهَا هِیَ ،و أَما

ص:58


1- (1) فی التهذیب:یصف الإبل.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«شرب الناقه».
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«قسمین».
4- (4) فی معجم البلدان« [1]مراغه»فقتلها و هرب ثم قال:
5- (5) فی معجم البلدان: [2]أیها الرّبع.
6- (6) فی التکمله،عن ابن درید،بطن.
7- (7) فی معجم البلدان:المرایغ،بدون همز.

المَرَاغَهُ فهِیَ قَصَبَتُها،و هِیَ قَرْیَهٌ صَغِیرَهٌ ،و قَد دَخَلْتُهَا،و تُعَدُّ الآنَ مِنْ أَعْمَالِ إِخْمِیمَ ،و یُنْسَبُ إِلَیْهَا الشَّیْخُ وَقارُ الدِّینِ أَبُو القاسِمِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ،المالِکِیُّ ،صاحِبُ الزّاوِیَهِ بِها،و حَفِیدُه الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِی القاسِمِ ،سَمِعَ مِنْ ابْنِ سَیِّدِ النّاسِ ،لَقِیَهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ،کذا فی تارِیخِ السَّخَاوِیِّ .

و المِمْرَغَهُ ،کمِکْنَسَهٍ :المِعَی الأَعْوَرُ، سُمِّیَ أَعْوَرَ لأَنَّهُ کالکِیسِ لا مَنْفَذَ لَهُ ، وَ سُمِّیَ بالمِمْرَغَهِ لأَنَّهُ یُرْمَی بِه کما فی العُبَابِ و الصِّحاحِ و اللِّسَانِ .

و المارِغُ :الأحمقُ لِعَدمِ حَبْسِهِ اللُّعَابَ .

و الأَمْرَغُ : المُتَمَرِّغُ فی الرَّذائِلِ ، وَ هُوَ مَجَازٌ،و بِه فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

خالَطَ أَخْلاَقَ المُجُونِ الأَمْرَغِ

أی:خالَطَ الأَخْلاقَ السَّیِّئَهَ المُنْتِنَهَ ،فصارَ کالمُتَمَرِّغِ فی السَّوءَاتِ ،و قَدْ مَرِغَ عِرْضُه،کفَرِحَ : دَنِسَ .

و شَعَرٌ مَرِغٌ ،ککَتِفٍ :ذُو قَبُولٍ لِلدُّهْنِ .

و أَمْرَغَ الرَّجُلُ ،و البَعِیرُ کَذلِکَ : سالَ مَرْغُه (1)،أی لُعَابُه من جانِبَیْ فِیهِ ،و ذلِکَ إذا نامَ الإِنْسَانُ .

و أَمْرَغَ الرَّجُلُ :کَثُر کَلامُهُ فی خَطَإِ، وَ نَصُّ العُبَابِ وَ الصِّحاحِ :إِذَا أَکْثَرَ الکَلامَ فی غَیْرِ صَوابٍ ،و مِثْلُه فی اللِّسَانِ .

و أَمْرَغَ العَجِینَ :أَکْثَرَ ماءَهُ حَتَّی رَقَّ ،لُغَهٌ فی أَمْرَخَهُ ، فَلمْ یَقْدِرْ أَنْ یُیَبِّسَهُ .

و مَرَّغَ الدَّابَهَ التُّرَابِ تَمْرِیغًا :قَلَّبَهَا و مَعَّکَهَا، فتَمَرَّغَتْ .

و تَمَرَّغَ الإِنْسَانُ : تَقَلَّبَ و تَمَعَّکَ ،و مِنْهُ

17- حَدِیثُ عَمّارِ، رَضِیَ اللّهُ عَنْهُ : «أَجْنَبْنا فی سَفَرٍ،و لَیْسَ عِنْدَنَا ماءٌ، فتَمَرَّغْنَا فی التُّرَابِ ». ظَنَّ أنَّ الجُنُبَ یَحْتَاجُ أَنْ یُوصِلَ التُّرَابَ إِلَی جَمِیعِ جَسَدِهِ کالماءِ.

و عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : تَمَرَّغَ الرَّجُلُ ،أی: تَنَزَّهَ .

و مِنَ المَجَاز: تَمَرَّغَ الرَّجُلُ :إذا تَلَوَّی و تَقَلَّبَ مِنْ وَجَعٍ یَجِدُهُ تَشْبِیهًا بالدّابَّهِ . و تَمَرَّغَ الحَیَوَانُ :رَشَّ اللُّعَابَ مِنْ فِیهِ ، قال الکُمَیْتُ یُعَاتِبُ قُرَیْشًا:

فلَمْ أَرْغُ مِمّا کانَ بَیْنِی و بَیْنَهَا

وَ لَم أَتَمَرَّغْ أَنْ تَجَنَّی غَضُوبُهَا

قَوْلُه:«فَلَمْ أَرْغُ »مِنْ رُغَاءِ البَعِیرِ.

و قال أَبُو عَمْرٍو: تَمَرَّغَ المالُ : إِذَا أَطَالَ الرَّعْیَ فی المَرْغَهِ ،أی: الرَّوْضَهِ .

و منَ المَجَازِ: تَمَرَّغَ فی الأَمْرِ: إذا تَرَدَّدَ فیهِ ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ و ابنُ عَبّادٍ.

و قال أَبُو عَمْرٍو: تَمَرَّغَ عَلَی فُلانٍ : إذا تَلَبَّثَ و تَمَکَّثَ .

و قال غَیْرُه: تَمَرَّغَ الرَّجُلُ : إذا صَبَغَ کَذا بالباءِ المُوَحَّدَهِ ، و الغَیْنِ المُعَجَمَهِ فی سائِرِ النُّسَخِ ،و فی بَعْضِها صَنَعَ بالنُّونِ و العَیْنِ المُهْمَلَهِ و هو الصَّوابُ (2)نَفْسَهُ بالأَدْهانِ (3)و التَّزَلُّقِ و هو مَجازٌ.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الأَمْرَغُ :الرَّجُلُ ذُو شَعَرٍ مَرِغٍ .

و المَرْغُ :الإِشْبَاعُ بالدُّهْنِ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

وَ أَمْرَغَ عِرْضَه،و مَرَّغَهُ تَمْرِیغًا :دَنَّسَهُ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و هو مَجَازٌ.

وَ مارَغَهُ بالتُّرابِ مِراغًا:أَلْزَقَهُ بِه،و الاسْمُ : المَراغَهُ ، بالفَتْحِ .

و المُمارَغَهُ :المُخاتَلَهُ .

وَ مِنَ المَجَازِ:هِوَ یَتَمَرَّغُ فی النَّعِیمِ ،أی:یَتَقَلَّبُ فیهِ .

وَ المَرَاغَهُ :ماءٌ خَبِیثٌ لِبَنِی کَلْبٍ .

وَ الأَمْرَغُ :مَوْضِعٌ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ،و نَقَلَه یاقُوت أَیْضًا عَنْهُ .

وَ مَرِیغَهُ (4)،بالفَتْحِ :مَوْضِعٌ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

مزغ

التَّمَزُّغُ :التَّوَثُّبُ ،نَقَلَهُ ابنُ بَرِّیّ ،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

ص:59


1- (1) عن الأساس و بالأصل«مراغه».
2- (2) و هی روایه التهذیب.
3- (3) هذا ضبط القاموس،و ضبطت فی التهذیب:بالادِّهان.
4- (4) فی معجم البلدان:مَرْغَهُ و هو موضع بینه و بین مکه بریدان فی طریق بدر.

بالوَثْبِ فی السَّوْءاتِ و التَّمَزُّغِ

هکَذا نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ .

قلتُ :و هُوَ تَصْحِیفٌ صَوَابُه:«و التَّمَرُّغِ (1)»بالرّاءِ،أی:

بالوَثْبِ فی الرَّذائِلِ ،و التَّمَرُّغِ فِیها،و هُوَ مَجَازٌ،و یُشْبِهُهُ قَوْلُه:

خالَطَ أَخْلاقَ المُجُونِ الأَمْرَغِ

وَ قَدْ تَقَدَّمَ قَرِیبًا،فَتَأَمَّلْ .

مسغ

أَمْسَغَ الرَّجُلُ و امْتَسَغَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أی تَنَحَّی ،نَقَلَه الصاغَانِیُّ هکَذَا،فِفی العُبَابِ : أَمْسَغَ ،و فی التَّکْمِلَهِ : امْتَسَغَ ،و اقْتَصَرَ عَلَی کُلِّ حَرْفٍ فی کُلٍّ مِنْ کِتَابَیْهِ ،و المُصَنِّفُ جَمَعَ بَیْنَهُمَا، وَ هُوَ تَحْرِیفٌ مِنْ الصّاغَانِیِّ ،فإِنَّ الَّذِی فی نُسَخِ النَّوَادِرِ -لابْنِ الأَعْرَابِیِّ -:انْتَسَغَ الرَّجُلُ :إذَا تَحَرَّی،هکَذا هُوَ بالنُّونِ ،و قالَ فی«نَشَغَ »:انْشَغَ :إذا تَنَحَّی،فَتَأَمَّلْ ذلِکَ ، وَ کَثِیرًا ما یُقَلِّدُه المُصَنِّفُ مِنْ غَیْرِ مُرَاجَعَهٍ و لا تَأَمُّلٍ .

مشغ

المَشْغُ ،کالمَنْعِ : ضَرْبٌ مِنَ الأَکْلِ ،و هُوَ أَکْلٌ غَیْرُ شَدِیدٍ، وَ قِیلَ :هُوَ کَأَکْلِ القِثّاءِ و نَحْوِهِ .

و المَشْغُ : الضَّرْبُ ، قال أَبُو تُرَابٍ عَنْ بَعْضِ العَرَبِ :

مَشَغَهُ مِائَهَ سَوْطٍ ،و مَشَقَهُ :إذا ضَرَبَه.

و المَشْغُ : التَّعْیِیبُ فی عِرْضِ الرَّجُلِ ،عنِ ابْنِ دُرَیْدٍ.

و المِشْغُ : بالکَسْرِ:المَغْرَهُ و هُوَ المِشْقُ أَیْضًا، و مَشَّغَهُ أی:الثَّوْبَ تَمْشِیغًا : إذا صَبَغَهُ بِهَا، وَ قالَ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :ثَوْبٌ مُمَشَّغٌ :مَضْبُوغٌ بالمِشْغِ ،قال الأَزْهَرِی:

أَرادَ بالمِشْغِ المِشقَ ،و هُوَ الطِّینُ الأَحْمَرُ.

و مَشَّغَ عِرْضَهُ تَمْشِیغًا : کَدَّرَهُ ،و لَطَّخَهُ ؛و منه قَوْلُ رُؤْبَهَ :

و أَعْلُو و عِرْضِی لَیْسَ بالمُمشَّغِ (2)

أیْ :لَیْسَ بالمَکَدَّرِ المُلَطَّخ (3)المُعَابِ . و قال ابنُ عَبّادٍ: المِشْغَهُ :قِطْعَهٌ مِنْ ثَوْبٍ أو کِساءٍ خَلَقٍ قُلْتُ :و هُوَ قَوْلُ أَبِی عَمْرٍو،و أَنْشَدَ:

کأَنَّهُ مِشْغَهُ شَیْخٍ مُلْقاه (4)

و قال غَیْرُه: المِشْغَهُ : طِینٌ یُجْمَعُ ،و یُغْرَزُ فِیهِ شَوْکٌ وَ یُتْرَکُ لِیَجِفَّ ثُمَّ یُضْرَبُ عَلَیْهِ الکَتّانُ لیَتَسَرَّحَ کَذا فی اللّسَانِ والعُبَاب.

مضغ

مَضَغه ،کمَنَعَهُ و نَصَرَهُ ، یَمْضُغُه مَضْغًا : لاکَهُ بسِنِّهِ طَعَامًا أو غَیْرَه.

و المَضَاغُ ، کسَحَابٍ :ما یُمْضَغُ و فی التَّهْذِیبِ :کُلَّ طَعَامٍ یُمْضَغُ ،و یُقَالُ :ما ذُقْتُ مَضَاغًا و لا لَوَاکًا،أی:

ما یمضغ و یُلاکُ ، و هذِهِ کِسْرَهٌ لَیِّنَهُ المَضَاغِ بالفَتْحِ أَیْضًا، وَ رُوِی قَوْلُ الرّاجِزِ:

بکِسْرَهٍ لَیِّنَهِ المَضَاغِ

بالمِلْحِ أَوْ ما شِئْتَ مِنْ صَباغِ

و یُرْوَی:«طَیِّبَهِ المَضَاغِ »و قد تَقَدَّمَ (5)،و

16- فی حَدِیثِ أَبِی هُرَیْرَهَ رَضِیَ اللّهُ عَنْهُ : «لأَنَّها-أیِ التَّمَرَاتِ -شَدَّت فی مَضَاغِی ». و یُقَالُ :إنَّ المَضَاغَ هُنَا هُوَ المَضْغُ نَفْسُه.

و المُضَاغَهُ بالضَّمِّ :ما مُضِغَ و قِیلَ :ما یَبْقَی فی الفَمِ مِنْ آخِرِ ما مَضَغْتَهُ .

و المُضّاغَهُ بالتَّشْدِیدِ:الأَحْمَقُ .

و المُضُغَهُ ،بالضَّمِّ :قِطْعَهٌ مِنْ لَحْمٍ ، کَمَا فی الصِّحاحِ ، زادَ الأَزْهَرِیُّ : و تَکُونُ المُضُغَهُ مِنْ غَیْرِهِ أَیضًا،یُقَالُ :أَطْیَبُ مُضْغَهٍ أَکَلَهَا النّاسُ صَیْحَانِیَّهٌ مَصْلِیَّهٌ .و قالَ خالِدُ بنُ جَنْبَهَ :

المُضْغَهُ مِنَ اللَّحْمِ :قَدْرُ ما یُلْقِی الإِنْسانُ فی فِیهِ ،و مِنْهُ قِیلَ :«فی الإِنْسَانِ مُضْغَتَانِ إذَا صَلَحَتَا (6)صَلَحَ البَدَنُ :

القَلْبُ و اللِّسَانُ » ج: مُضَغٌ ، کصُرَدٍ، وَ قَلْبُ الإِنْسَانِ مُضْغَهٌ مِنْ جَسَدِه،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :إذا صارَتِ العَلَقَهُ الَّتِی خُلِقَ مِنْهَا الإِنْسانُ لَحْمَهً فهِیَ مُضْغَهٌ ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی: فَخَلَقْنَا

ص:60


1- (1) و هی روایه الدیوان ص 98.
2- (2) هذه روایه الدیوان 98 و فی اللسان: [1] أغدو و عرضی لیس بالممشغ وَ فی التهذیب: عنه و عرضی لیس بالممشغ.
3- (3) عن اللسان و بالأصل«المخلط ».
4- (4) اللسان و [2]نسبه لأبی بدر السلمی.
5- (5) تقدم فی ماده بلغ بروایه جیده المضاغ.و الشطر الثانی:بروایه:أو ما خف من صباغ و فیها قبلهما مشطوران: تزج من دنیاک بالبلاغ وَ باکر المعده بالدباغ.
6- (6) الأصل و اللسان و [3]فی التهذیب:صلحا.

اَلْعَلَقَهَ مُضْغَهً (1)،و

16- فی الحَدِیثِ : «ثُمَّ أَرْبَعِینَ یَومًا مُضْغَهً ».

وَ قالَ زُهَیْرُ بنُ أَبِی سُلْمَی:

تُلَجْلِجُ مُضْغَهً فِیهَا أَنِیضٌ

أَصَلَّتْ (2)فَهْیَ تَحْتَ الکَشْحِ داءُ

و مُضَّغُ الأُمُور،کسُکَّرٍ:صِغارُهَا، هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ کصُرَدٍ،و قَدْ ضَبَطَهُ الصاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ عَلَی الصّوابِ (3)،و هکذا

17- رُوِیَ الحَدِیثُ مِنْ قَوْلِ سَیِّدِنا عُمَرَ، رضی الله عَنْهُ ،للبَدَوِیِّ :

«إنَّا لا نَتَعَاقَلُ المُضَغَ بَیْنَنَا». أَرَادَ الجِرَاحاتِ (4)،و سَمَّی ما لا یُعْتَدُّ بِه فی أصْحابِ الدِّیَهِ مُضَغًا ،تَقْلِیلاً و تَحْقِیرًا،عَلَی التَّشْبِیهِ بِمُضْغَهِ الإنْسَانِ فی خَلْقِهِ ،فتأَمَّلْ ذلِکَ .

و المَضِیغَهُ ، کسَفِینَهٍ :کُلُّ لَحْمٍ عَلَی عَظْمٍ قالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: المَضِیغَهُ : لَحْمَهٌ تَحْتَ ناهِضِ الفَرَسِ قال:و النّاهِضُ :لَحْمُ العَضُدِ.

و قال الأَصْمَعِیُّ : المَضِیغَهُ : عَقَبَهُ القَوْسِ الَّتِی عَلَی طَرَفِ السِّیَتَیْنِ : و قالَ غَیْرُه: المَضِیغَهُ :ما بُلَّ و شُدَّ عَلَی طَرَفِ سِیَهِ القَوْسِ مِن العَقَبِ ؛لأَنَّهُ یُمْضَغُ ،و مَآلُ القَوْلَیْنِ إلَی واحِدٍ.

أَو المَضِیغَهُ : عَقَبَهُ القَوّاسِ المَمْضُوغَهُ .

وَ کُلُّ لَحْمَهٍ یَفْصِلُ بَیْنَها و بَیْنَ غَیْرِهَا عِرْقٌ فهِیَ مَضِیغَهٌ .

و اللِّهْزِمَهُ : مَضِیغَهٌ .

و العَضَلَهُ : مَضِیغَهٌ ،قالَهُ اللَّیْثُ .

ج: مَضِیغٌ کسَفِینٍ ، عن ابْنِ شُمَیْلٍ و قال الأَصْمَعِیُّ :

جَمْعُه مَضائِغُ ،مِثْلُ : سفائِن.

و الماضِغانِ :أُصُولُ (5)اللَّحْیَیْنِ عِنْدَ مَنْبِتِ الأَضْرَاسِ بحِیَالِه، أَوْ هُمَا: عِرْقانِ فی اللَّحْیَیْنِ ، أَوْ هُمَا:ما شَخَصَ عِندَ المَضْغِ . و أَمْضَغَ النَّخْلُ :صارَ فی وَقْتِ طِیبِه حَتَّی یُمْضَغَ ، عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قال الزَّجّاجُ : أمْضَغَ اللَّحْمُ : إذا اسْتُطِیبَ و أُکِلَ .

و قال غَیْرُه: ماضَغَهُ فی القِتَالِ : إذا جادَّهُ فِیهِ ، هکَذا فی العُبَابِ ،و هو مَجازٌ،و نَصُّ الأَساسِ : ماضَغْتُ فُلانًا مُمَاضَغَهً :إذا جادَدْتَهُ (6)القِتَالَ و الخُصُومَهَ ،و نَصُّ اللِّسَانِ :

ماضَغَهُ القِتَالَ و الخُصُومَهَ :طَاوَلَه إیّاهُما.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

أَمْضَغَهُ الشَّیْ ءَ،و مَضَّغْتَهُ تَمْضِیغًا:أَلاَکَهُ إیَّاهُ ،قال:

أُمْضِغُ مَنْ شاحَنَ عُوداً مُرًّا

وَ قال آخَرُ:

هاعٍ یُمَضِّغُنِی و یُصْبِحُ سادِرًا

سلِکًا بِلَحْمِی ذِئْبُه لا یَشْبَعُ

وَ کَلَأٌ مَضِغٌ ،ککَتِفٍ :قَدْ بَلَغَ أَنْ تَمْضَغَهُ الراعِیَهُ ،و مِنْهُ قَولُ أَبِی فَقْعَسٍ فی صِفَهِ الکَلإِ:«خَضِعٌ مَضِعٌ ،صافٍ (7)رَتِعٌ »أراد« مَضِغ »فَحَوَّلَ الغَیْنَ عَیْنًا لِمَا قَبْلَهُ مِنْ «خَضِعٍ » وَ لِمَا بَعْدَهُ مِنْ «رَتِع».

و المَوَاضِعُ :الأَضْرَاسُ ؛ لمَضْغِهَا ،صِفَهٌ غَالِبَهٌ .

و المَاضِغَانِ ،و الماضِغَتَانِ ،و المَضِیغَتانِ :الحَنَکُ الأَعْلَی و الأَسْفَلُ ؛ لمَضْغِهمَا المأْکُولَ ،و قِیلَ :هُمَا روذَا الحَنَکَیْنِ (8)لِذلِکَ .

و المَضِیغَهُ ،کَسَفِینَهٍ :کُلُّ عَصَبَهٍ ذاتِ لَحْمٍ ،فإِمّا أَنْ تَکُونَ مِمّا یُمْضَغُ ،و إمّا أَنْ تُشَبَّهَ بذلِکَ إنْ کانَ مِمّا لا یُؤْکَلُ .

وَ المَضَائِغُ مِنْ وَظِیفَیِ الفَرَسِ :رُؤُوسُ الشَّظایَتَیْنِ ؛لأَنَّ آکِلَهَا مِنَ الوَحْشِ یَمْضَغُهَا ،و قَدْ یَکُونُ عَلَی التَّشْبِیهِ ،کما تَقَدَّمَ ؛لمَکَانِ المَضْغِ أَیْضًا.

ص:61


1- (1) سوره«المؤمنون»الآیه 14. [1]
2- (2) عن شرح دیوانه لثعلب ص 82 و بالأصل«أحیلت».
3- (3) و التهذیب أیضًا و فیه:و المُضَغُ من الجراح:صغارها.
4- (4) فی النهایه:أراد بالمضغ ما لیس فیه أرش معلوم مقدّر من الجراح و الشجاج.
5- (5) فی التهذیب:أصلا اللحیین.
6- (6) بالأصل:«جاددته فی القتال»و المثبت عن الأساس.
7- (7) فی اللسان: [2]ضافٍ .
8- (8) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:هما روذا الحنکین مثله فی اللسان، وَ [3]لعله:رؤدا اللحیین،راجع ماده رأد من اللسان [4]ا ه »ففی اللسان [5]رأد:الرأد و الرؤد أیضا رأد اللحی و هو أصل اللحی الناتیء تحت الأذن...و قیل الرأدان طرفا اللحیین الدقیقان اللذان فی أعلاهما.

و المُضَغُ مِنَ الجِرَاحِ :ما لَیْسَ لَهُ أَرْشٌ مُقَدَّرٌ مَعْلُومٌ ، وَ هُوَ مَجازٌ.

وَ أَمْضَغَ التَّمْرُ:حانَ أَنْ یُمْضَغَ .

وَ تَمْرٌ ذُو مَضْغَهٍ :صُلْبٌ مَتِینٌ یُمضَغُ کَثِیرًا.

وَ هَجَاهُ هِجَاءً ذَا مَمْضَغَهٍ :یَصِفُهُ بالجَوْدَهِ و الصَّلاَبهِ ، کالتَّمْرِ ذِی المَمْضَغَهِ .

وَ إِنَّهُ لَذُو مُضْغَهٍ :إذا کانَ مِنْ سُوسِهِ اللَّحْمُ .

وَ مِنَ المَجَازِ:هُوَ یَمْضَغُ لَحْمَ أَخِیهِ ،و رَجُلٌ مَضّاغَهٌ لِلُحُومِ النّاسِ .

وَ أَمّا قَوْلُ رُؤْبَهَ :

إِنْ لَم یَعُقْنِی عائِقُ التَّسَغْسُغِ

فی الأَرْضِ فارْقُبْنِی و عَجْمَ المُضَّغِ

مَعْنَاهُ انْظُرْ إِلَیَّ و إلی الَّذِینَ یَمْضَغُونَ عِنْدَکَ کَیْفَ فِعْلِی وَ فِعْلُهُم ؟:

وَ یُقَالُ :هُوَ یَمْضَغُ الشِّیحَ و القَیْصُومَ :إذا کانَ بَدَوِیًّا.

مغغ

مَغْمَغَ اللَّحْمَ مَغْمَغَهً : مَضَغَهُ و لمْ یُبَالِغْ ، أی:

لمْ یُحْکِمْ مَضْغَهُ ،کما فی الجَمْهَرَهِ .

قال: و کَذلِکَ مَغْمَغَ کَلامَهُ : إذا لَم یُبَیِّنْهُ ، کأَنَّهُ قَلْبُ غَمْغَمَ .

و قال غَیْرُه: مَغْمَغَ الکَلْبُ فی الإِناءِ، أی: وَلَغَ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: مَغْمَغَ الثَّوْبَ فی الماءِ: مِثْلُ غَثْغَثَهُ أی:مَعَسَهُ (1).

و قال أَبُو عَمْرٍو: مَغْمَغَ الثَّرِیدَ:رَوّاهُ دَسَماً، وَ کَذلِکَ رَوَّغَه،و سَغْسَغَه،و صَغْصَغَهُ .

و مَغْمَغَ الشَّیْ ءَ:خَلَطَهُ .

و قال اللَّیْثُ : مَغْمَغَ الأَمْرُ:اخْتَلَطَ قال رُؤْبَهُ :

ما مِنْکَ خَلْطُ الخُلُقِ المُمَغْمَغِ

و انْفُحْ بسَجْلٍ مِنْ نَدًی مُبَلِّغِ

و المَغْمَغَهُ :العَمَلُ الضَّعِیفُ ، کَما فی المُحیطِ ،زادَالمُصَنِّفُ : الرَّدِیءُ، وَ لَیْسَ هُوَ فی نَصِّ المُحِیطِ ،و إِنَّمَا زادَهُ الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ .

و تَمَغْمَغَ :نالَ شَیْئًا مِنَ العُشْبِ ، عَنْ ابْنِ عَبّادِ.

و تَمَغْمَغَ المَالُ (2):إذا جَرَی فِیهِ السِّمَنُ ، کَما فی اللِّسَانِ و المُحِیطِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ (3):

ملغ

المِلْغُ ،بالکَسْرِ:المُتَمَلِّقُ ،و قِیلَ :هُوَ الشّاطِرُ، وَ قِیلَ :الَّذِی لا یُبَالِی ما قَالَ و لا ما قِیلَ لَهُ .

وَ مُلِغَ فی کلامِهِ ،کعُنِیَ :إذا تَحَمَّقَ .

وَ کَلامٌ مِلْغٌ ،و أَمْلَغُ :لا خَیْرَ فِیهِ ،قال رُؤْبَهُ :

و المِلْغُ یَلْکَی بالکَلامِ الأَمْلَغِ

منغ

مَنَغٌ ،کجَبَلٍ ، هکَذا ضَبَطَهُ الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،و فی التَّکْمِلَهِ بالتّشْدِیدِ،مِثْل بَقَّمٍ (4)،و قَدْ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و هِیَ : ناحِیَهٌ بحَلَبَ ،و کانَتْ تدْعَی قَدِیمًا مَنَعَ بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،فغُیِّرَتْ بالمعْجَمَهِ .

و مَنُوغان :د،بکِرْمانَ و إذا عَرَّبُوه قالُوا:مَنُوجانُ ، بالجِیمِ ،کذا فی العُبَابِ (5).

قلتُ :و قد تَقَدَّمَ للمُصَنِّفِ فی«م ن ج»مِثْلُ ذلِکَ ، و الَّذِی فی المُعْجَمِ لیاقُوت أنَّ هذا البَلَدَ یُسَمَّی«مَنُوقانُ » بالقافِ ،فانْظُرْ ذلِکَ .

موغ

ماغَتِ الهِرَّهُ تَمُوغُ مَوْغًا ،و مُوَاغًا ،بالضَّمِّ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أی صَوَّتَتْ ، وَ کَذلِکَ ماءَتْ مُوَاءً.

ص:62


1- (1) قوله معسه،یقال معس الثوب إذا دلکه دلکاً شدیداً بالیدین.
2- (2) المال بمعنی الإبل.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«ماده:ملغ مذکوره فی المتن المطبوع وَ نصه:(المِلْغُ بالکسر:النَّذْلُ الأَحمقُ یتکلمُ بالفُحشِ ج:أملاغ، و هی المُلُوغَهُ .و رَجلٌ مالِغٌ :داهرٌ،ج ککفارٍ.و تمالغ به:ضحک به. وَ مالغه بالکلامِ :مازَحَه بالرَّفَثِ .و التَّمَلُّغُ :التَّحَمُّقُ ).و قوله التملّغ هو تفعل منه و شاهده-کما فی التکمله-قول رؤبه: فلا تسمع للعیی الصنّغ یمارس الأعضال بالتملّغ.
4- (4) و قیدها یاقوت نصًا بفتح أوله و تشدید ثانیه و غین معجمه.
5- (5) فی معجم البلدان منوقان بالقاف و آخره نون.

فصل النون مع الغین

نبغ

نَبَغَ الشَّیْ ءُ مِنَ الشَّیْ ءِ کمَنَعَ ،و نَصَرَ،و ضَرَبَ أی: ظَهَرَ، وَ مِنْهُ :« نَبَغَتْ لَنَا مِنْکَ أُمُورٌ»،أی:ظَهَرَتْ و فَشَتْ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و نَبَغَ الماءُ نُبُوغًا :مثلُ نَبَغَ ، بالعَیْنِ .

و مِنَ المَجَازِ: نَبَغَ فُلانٌ : إذا قال الشِّعْرَ و أَجادَهُ و لَم یَکُنْ فی إِرْثِ الشِّعْرِ، وَ فی اللِّسَانِ :فی إِرْثِهِ الشِّعْرُ،و مِنْهُ سُمِّیَ النَّوابِغُ مِنَ الشُّعَرَاءِ،کَمَا سَیَأْتِی ذِکْرُهُمْ .

و نَبَغَ فُلانٌ فی الدُّنْیَا: إِذا اتَّسَعَ .

و قال ابْنُ دُرَیْدٍ: نَبَغَ رأْسُه نَبْغًا : ثارَ مِنْهُ النُّبَاغَهُ ، وَ هِیَ ککُنَاسَهٍ ،و تُشَدَّدُ: اسمٌ لِلْهِبْرِیَهِ و کَذلِکَ النُّبَاغُ (1)و النُّبّاغُ بالوَجْهَیْنِ ،بغَیْرِ هاءٍ.

و مِنَ المَجَازِ: نَبَغَتْ عَلَیْنَا مِنْهُمْ نَبّاغَهٌ ،کشَدّادَهٍ ، أی:

خَرَجَتْ مِنْهُمْ خَوَارِجُ .

و یُقَالُ : نَبَغَ الوِعَاءُ بالدِّقِیقِ : إذا تَطَایَرَ مِنْ خَصَاصِهِ ما دَقَّ کَذ فی النُّسَخِ ،و صَوَابُه تَطَایَر مِنْ خَصَاصِ ما رَقَّ مِنْهُ ،کما هُوَ فی اللِّسَانِ و العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ .

و النَّابِغَهُ :الرَّجُلُ العَظِیمُ الشَّأْنِ ، وَ الهاءُ للمُبَالَغَهِ ،کما فی العُبابِ .

و النَّوابِغُ :الشُّعَرَاءُ منْ : نَبَغَ :إذا لَم یَکُنْ فی إِرْثِ الشِّعْرِ،ثُمَّ قالَ و أَجَادَ،و قد تَقَدَّمَ ذلِکَ ،و هُم: زِیادُ بنُ مُعَاوِیَهَ بنِ ضِبَابِ (2)بنِ جابِرٍ بنِ یَرْبُوعِ بنِ عَیْظِ بنِ مُرَّهَ بن عَوْفِ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْیَانَ الذُّبْیَانِیُّ کُنْیَتُه أَبو ثُمامَهَ ،و یُقَال:أَبُو أَمَامَهَ ،قال الجَوْهَرِیُّ :یُقالُ :سُمِّیَ بقَوْلِه:

فقَدْ نَبَغَتْ لَنا مِنْهُمْ شُؤُونُ

قُلْتُ :الرِّوَایَهُ :«مِنْهَا» (3)أیْ :مِنْ سُعَادَ المَذْکُورَهِ فی أَوَّلِ القَصِیدَهِ ،و هُو قَوْلُه:

نَأَتْ بسُعَادَ عَنْکَ نَویً شَطُونُ

فبانَتْ و الفُؤادُ بِهَا رَهِینُ

وَ صَدْرُ البَیْتِ :

و حَلَّتْ فی بَنی القَیْنِ بنِ جَسْرٍ (4)

14- و أَبُو لَیْلَی: قَیْسُ بنُ عَبْدِ اللّهِ بنِ عُدَسَ بنِ رَبِیعَهَ بنِ جَعْدَهَ بنِ کَعْبِ بنِ رَبِیعَهَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَهَ الجَعْدِیُّ ، رَضِیَ اللّهُ عَنه،قَدِمَ عَلَی رَسُولِ اللّهِ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم و مَدَحَهُ ،و دَعَا لَهُ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم. رَوَی عَنْهُ یَعْلَی بنُ الأَشْدَقِ ،قِیلَ :عاشَ مائِهً وَ عِشْرِینَ سَنَهً ،و ماتَ بأَصْبَهَانَ ،و قَدْ وَقَعَ لَنَا حَدِیثُه عالِیًا فی ثُمَانِیاتِ النَّجِیبِ ،و عُشَارِیَاتِ الحَافِظ بنِ حَجَرٍ،قال الصّاغَانِیُّ :و هُوَ أَشْعَرُ مِنَ النّابِغَهِ الجعدِی (5)،و هَجَتْهُ لَیْلَی الأَخْیَلِیَّهُ فقالَتْ :

أَنابَغَ لَم تَنْبُغْ و لَم تَکُ أَوَّلاً

وَ کُنْتَ صُنَیًّا بَیْنَ صُدَّیْنِ مُجْهَلاَ

وَ تَرْجَمَهُ ابنُ العَدِیمِ فی تَارِیخِ حَلَبَ ،فقَالَ َ-بَعْدَ أَنْ ساقَ نَسَبَه و ذَکَرَ الاخْتِلافَ فِیهِ -:إنَّ أُمَّه فاخِرَهُ ابنَهُ عَمْرِو بنِ جابِرٍ الأَسَدِیِّ ،قِیلَ :إِنَّهُ شَهِدَ صِفِّینَ مَعَ عَلِیٍّ ، رَضِیَ اللّهُ عنهُ ،و إِنَّمَا لُقِّبَ بِهِ لأَنَّهُ أَقَامَ ثَلاَثِینَ سَنَهً لا یَتَکَلَّمُ بشِعْرٍ،ثُمَّ نَبَغَ ،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و قالَ القَحْذَمِیُّ :إِنَّهُ کانَ أَسَنَّ مِنْ نابِغَهِ بَنِی ذُبْیانَ ،و کَانَ فی عَصْرِه،و ماتَ قَبْلَه، وَ لَم یُدْرِکِ الإِسْلامَ ،و فی اللِّسَانِ :و قالُوا: نابِغَهُ ،أی:بلا لامٍ ،و أَنْشَدَ:

وَ نابِغَهُ الجَعْدِیُّ بالرَّمْلِ بَیْتُه

عَلَیْهِ صَفِیحٌ مِنْ تُرَابٍ مُوَضَّع

قال سِیبَوَیْه:و أَخْرَجَ الأَلِفَ و الّلامَ و جُعِلَ کواسِط .

و عَبْدُ اللّهِ بنُ المُخَارِقِ بنِ سُلَیْمَ بن حَصِیرَهَ (6)بنِ قَیْسِ بنِ شَیْبَانَ بنِ حِمارِ بنِ حارِثَهَ بنِ عَمْرِو بنِ أَبِی رَبِیعَهَ بنِ شَیْبَانَ بنِ ثَعْلَبَهَ الشَّیْبَانِیُّ .

ص:63


1- (1) اقتصر الأَزهری علی التخفیف فی اللفظتین و فیه:و یقال:لهبریه الرأس نُباغُه و نُبَاغته.
2- (2) عن جمهره ابن حزم ص 253 و [1]بالأصل«خباب».
3- (3) روایه الدیوان ص 256«منهم»أی من بنی القین و قد ورد ذکرهم فی صدر البیت.
4- (4) انظر عامود نسبه فی جمهره ابن حزم ص 289. [2]
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و هو أشعر من النابغه مکتوب فوقه فی النسخه الخط لفظه:کذا،یعنی أنه نقله من الصاغانی هکذا، فلعل الصواب و هو أسنّ من النابغه الذبیانی،کما ذکره بعد ا ه ».
6- (6) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«حصره»و فی المؤتلف و المختلف ص 192«خضیر»وانظر فیه بقیه نسبه.

و یَزِیدُ بنُ أَبانَ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْنِ بنِ زِیادِ بنِ الحارِثِ بنِ کَعْبٍ (1)الحارِثِیُّ ،و هو نابِغَهُ بَنِی الدَّیّانِ لأَنَّهُ یَجْتَمِعُ مَعَهُمْ فی زیَادِ بنِ الحارِثِ ،لأَنَّ الدَّیّانَ هو ابْنُ قَطَنِ بنِ زِیَادِ،فهُوَ یُعْرَفُ بِهِمْ .

و النَّابِغَهُ ابنُ لأْیِ بنِ مُطِیعِ بنِ کَعْبِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ سَعْدِ بنِ عَوْفِ بنِ کَعْبٍ الغَنَوِیّ .

و الحارِثُ بنُ بَکْرٍ (2)الیَرْبُوعِیُّ هو نابِغَهُ بَنِی قِتَالِ بنِ یَرْبُوع.

و الحَارِثُ بنُ عَدْوانَ التَّغْلبِیُّ و یُقَالُ :هُوَ نابِغَهُ بَنِی قتّالِ ابنِ یَرْبُوعِ ،کما فی التَّکْمِلَهِ (3).

و النّابِغَهُ العَدْوَانِیُّ ،و لَم یُسَمَّ فهُمْ ثَمَانِیَهٌ ،ذَکَرَ الصّاغَانِیُّ مِنْهُم خَمْسَهً ،و هُمْ المَذْکورُونَ أَوّلاً.

و النُّبَاغُ کغُرَابٍ :غُبَارُ الرَّحَی، وَ هُوَ ما تَطَایَرَ مِنَ الدَّقِیقِ ، کالنَّبْغِ قَالَهُ الفَرّاءُ،و بَیْنَ غُبَارٍ و غُرَابٍ جِنَاسُ قَلْبٍ .

و النُّبَاغَهُ ، ککُنَاسَهٍ :الطَّحِینُ ، الَّذِی یُذَرُّ عَلَی العَجِینِ .

و النَّبّاغُ ، کشَدّادِ:الهِبْرِیَهُ ، وَ ضَبَطَهُ الصّاغَانِیُّ کرُمّانٍ .

و النَّباغَهُ بهاءٍ:الاسْتُ .

و مَحَجَّهٌ نَبّاغَهٌ ، أی: یَثُورُ تُرَابُهَا، نَقَلَه الصاغَانِیُّ .

و نَبَغَهُ القَوْمِ ،مُحَرَّکَهً أی: وَسَطُهُمْ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و تَنْبُغُ ،کتَنْصُرُ:ع، قالَهُ ابن دُرَیْدٍ.قلتُ :غَزَا بِهِ کَعْبُ بنُ مُزَیْقِیاءَ بَکْرَ بنَ وائِلٍ .

و التَّنْبِیغُ :أَنْ تُنْفَضَ النَّخْلَهُ فیَطِیرَ غُبَارُها فی وَلِیعِ الإِناثِ ،و ذلِکَ تَلْقِیحٌ ، نَقَلَه الصّاغَانِیُّ . و أَنْبَغَ البَلَدَ إِنْبَاغًا : أَکْثَرَ التَّرْدَادَ إِلَیْهِ .

و أَنْبَغَ النّاخِلُ :أَخْرَجَ الدَّقِیقَ مِنْ خَصَاصِ المُنْخُلِ فَنَبَغَ ،أی:خَرَجَ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

نَبَغَ فِیهِمُ النِّفَاقُ :إذا ظَهَرَ بَعْدَ ما کانُوا یُخْفُونَهُ منهُ ،و مِنْه

17- حَدِیثُ عائِشَهَ تَصِفُ أَبَاهَا-رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمَا: -:«غاضَ نَبْغَ النِّفَاقِ والرِّدَّهِ ». أی:نَقَصَهُ و أَهْلَکَهُ و أَذْهَبَه.

وَ النَّوابِغُ :إِناثُ الثَّعَالِبِ .

وَ نَبَغَتِ المَزادَهُ :کانَتْ کَتُومًا فصَارَتْ سَرِبَهً .

وَ نَبَغَ فُلانٌ بتُوسِهِ :إذا خَرَجَ بِطَبْعِه،و قِیلَ :إذا أَظْهَرَ خُلُقَه،و تَرَکَ التَّخَلُّقَ .

وَ تَنَبَّغَتْ بَناتُ الأَوْبَرِ:إذا یَبِسَتْ فَخَرَجَ مِنْهَا مِثْلُ الدَّقِیق.

وَ تَقُولُ :أَنْعَمَ (4)اللّهُ عَلَیَّ بالنَّعَمِ السَّوَابِغ،و أَلْهَمَنِی الکَلِمَ النَّوَابِغ .

وَ نَبُغَ ،ککَرُمَ ، نَبَاغَهً :لُغَهٌ فی نَبَغَ ،کمَنَعَ ،و نَصَرَ، وَ ضَرَبَ ،نَقَلَهُ ابنُ القَطّاعِ .

نتغ

نَتَغَهُ یَنْتِغُه و یَنْتُغُه ، مِنْ حَدَّیْ ضَرَبَ و نَصَرَ، نَتْغًا ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،کما قالَ الصّاغَانِیُّ ،و قَدْ وُجِدَ هذا الحَرْفُ فی بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ ،و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ:أی عابَهُ و ذَکَرَهُ بِما لَیْسَ فِیهِ ،و رَجُلٌ مِنْتَغٌ کمِنْبَرٍ:فَعّالٌ (5)لِذلِکَ أی:مُعْتَادٌ لَهُ .

و أَنْتَغَ الرَّجُلُ إِنْتَاغًا : ضحِکَ کالمُسْتَهْزِیءِ، قالَهُ اللَّیْثُ ، وَ أَنْشَدَ:

لَمّا رَأَیْتُ المُنْتَغِینَ أَنْتَغُوا

وَ عِبَارَهُ الصِّحاح:ضَحِکَ ضَحِکَ المُسْتَهْزِیءِ أَو أَخْفَی ضَحِکَهُ و أَظْهَرَ بَعْضَهُ قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَد؛

غَمَزَتْ بِشَیْبِی تِرْبَهَا فتَعَجَّبَتْ

وَ سَمِعْتُ خَلْفَ قِرَامِهَا إِنْتَاغَها

وَ کَذاکَ ما هِیَ إِنْ تَرَاخَی عُمْرُهَا

شَبَّهْتُ جَعْدَ غُمُوقِها أَصْداغَها

ص:64


1- (1) انظر نسبه فی المؤتلف والمختلف للآمدی ص 191.
2- (2) عن القاموس و [1]الآمدی ص 193 و بالأصل«بن کعب»و نبه بهامش المطبوعه المصریه إلی روایه المتن.و قال الآمدی:لم یذکر له شعرًا و أظن شعره درس.
3- (3) فرق بینهما الآمدی ص 193 انظر فیه ما قال فی نسبهما و مما جاء عنده للتغلبی: هجرت أمامه هجرًا طویلاً وَ ما کان هجرک إلا جمیلا علی غیر بغض و لا عن قلی وَ إلا حیاء و إلا ذهولا بخلنا لبخلک قد تعلمین فکیف یلوم بخیل بخیلا.
4- (4) فی الأساس:الحمد للّه الذی أنعم علیّ النعم.
5- (5) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:الفعّال لذلک.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

النَّتْغُ :الشَّدْخُ ،عَنْ ابْنِ دُرَیْدٍ.

وَ قَالَ ابْنُ بَرِّیّ : نَتَغَ :ضَحِکَ ضِحْکَ المُسْتَهْزِیءِ.

ندغ

نَدَغَهُ ،کمَنَعَهُ نَدْغًا : نَخَسَهُ بإِصْبَعِهِ ، وَ طَعَنَهُ .

و نَدَغَهُ أَیْضًا:مِثْلُ لَدَغَهُ .

و قال ابْنُ عَبّادٍ: نَدَغَهُ : سَاءَهُ ، کأَنْدَغَ بِهِ .

و نَدَغَهُ بالرُّمْحِ ،و بالکَلامِ : إذا طَعَنَهُ . و فی اللِّسَانِ :

نَدَغَهُ بکَلِمَهٍ :إذا سَبَعَهُ و رَجُلُ مِنْدَغٌ ، کمِنْبَرٍ:فَعّالٌ لِذلِکَ قَالَ رُؤْبَهُ :

مالَتْ لأَقْوَالِ الغَوِیِّ المِنْدَغِ (1)

و النَّدْغُ :السَّعْتَرُ البَرِّیُّ ،و یُکْسَرُ، الفَتْحُ عَنْ أَبِی عُبَیْدَهَ ، وَ الکَسْرُ عن أَبِی زَیْدٍ (2)،و هُوَ مِمّا تَرْعاهُ النَّحْلُ و تُعَسِّلُ عَلَیهِ و زَعَمَ الأَطِبَّاءُ أنَّ عَسَلَهُ أَمْتَنُ العَسَلِ ، وَ أَشَدُّه حَرَارَهً وَ لُزُوجَهً ،

17- و یُرْوَی: أنَّ سُلَیْمَانَ بِن عَبْدِ المَلِکِ دَخَلَ الطّائِفَ ، فوَجَدَ رائِحَهَ السَّعْتَرِ،فَقَالَ :بِوَادِیکُمْ هذا نَدْغَهٌ .

17- و کَتَبَ الحَجّاجُ (3)إلی عامِلِهِ بالطّائِفِ : أَرْسِلْ إِلَیَّ بِعَسَلٍ أَخْضَرَ فی السِّقَاءِ،أَبْیَضَ فی الإِنَاءِ،مِنْ عَسَلِ النَّدْغِ و السِّحاءِ،مِنْ حَدَبِ (4)بَنِی شَبَابَهَ .

وَ قالَ أَبُو عَمْرٍو: النَّدْغُ :شَجَرَهٌ خَضْرَاءُ،لَهَا ثَمَرَهٌ بَیْضَاءُ،الوَاحِدَهُ نَدْغَهٌ ،و قالَ أَبُو حَنِیفَه: النَّدْغُ :مِمّا یَنْبُتُ فی الجِبَالِ ،وَرَقُهُ مِثْلُ وَرَقِ الحَوْکِ ،و لا یَرْعَاهُ شَیْ ءٌ (5)،و لَهُ زَهَرٌ صَغِیرٌ شَدِیدُ البَیَاضِ ،و کَذلِکَ عَسَلُهُ أَبْیَضُ ،کأَنَّهُ زُبْدُ الضَّأْنِ ،و هو ذَفِرٌ (6)کَرِیهُ الرِّیحِ .

و المِنْدَغَه بالکَسْرِ: المِنْسَغَهُ ، وَ هِیَ إِضْبَارَهٌ مِنْ ذَنَبِ طائِرٍو نَحْوِه یَنْسَغُ بِهَا الخَبّازُ الخُبْزَ.

و المِنْدَغَهُ أَیْضًا: البَیَاضُ فی آخِرِ الظُّفُرِ،کالنُّدْغَهِ ، بالضَّمِّ ، الأَخِیرُ نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و نُدِغَ الصَّبِیُّ ،کعُنِیَ :دُغْدِغَ .

و انْتَدَغَ الرَّجُلُ : ضَحِکَ خَفِیًّا.

و نَادَغَهُ مُنَادَغَهً : غَازَلَهُ ، وَ قِیلَ : المُنَادَغَهُ :شِبْهُ المُغَازَلَهِ .

و قال أَبُو عَمْرٍو:یُقَالُ : نَدِّغِی عَجِینَکِ ، أی: ذُرِّی عَلَیْهِ الطَّحِینَ .

و العِیدِیُّ بنُ النَّدَغِیِّ ،کعَرَبِیٍّ : رَجُلٌ مِنْ قُضَاعَهَ ، و النَّدَغِیُّ هو ابْنُ مَهْرَهَ بنِ حَیْدانَ ،و إِلَیْهِ نُسِبَتِ الإِبِلُ العِیدِیَّهُ ،و قَدْ ذُکِرَ فی الدّالِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

النَّدْغُ :دَغْدَغَهٌ شِبْهُ المُغازَلَه و قد نَدَغَه نَدْغًا ،و هُوَ مِنْدَغٌ کمِنْبَرٍ،و بِهِ فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

لَذَّتْ أَحادِیثَ الغَوِیِّ المِنْدَغِ (7)

وَ قَدْ نَدَغَ النِّسَاءَ نَدْغًا :غازَلَهُنَّ ،قالَهُ ابنُ القَطّاعِ .

و النَّدَغُ ،مُحَرَّکَهً :السَّعْتَرُ البَرِّیُّ ،لُغَهٌ فی المَفْتُوحِ و المَکْسُورِ،قال ابنُ سِیدَه:أُرَاهُ عَنْ ثَعْلَبٍ ،و لا أَحُقُّه.

قلتُ :و لَعَلَّهُ بِهِ سُمِّیَ النَّدَغِیُّ أَبُو العِیدِیِّ المَذْکُورِ، فتَأَمَّلْ .

نزغ

نَزَغَه ،کمَنَعَهُ ، نَزْغًا :نَخَسَهُ ،و طَعَنَ فِیهِ ، و اغْتَابَهُ ، وَ ذَکَرَهُ بقَبِیحٍ ،و هُوَ مَجَازٌ،مِثْلُ نَدَغَهُ ،و نَسَغَهُ .

و مِنَ المَجَازِ: نَزَغَ بَیْنَهُمْ نَزْغًا : أَفْسَدَ،و أَغْرَی، وَ حَمَلَ بَعْضَهُمْ عَلَی بَعْضٍ ،قالَهُ أَبُو زَیْدٍ،و کَذلِکَ نَزَأَ بَیْنَهُمْ ، وَ مَأَسَ ،و دَحَسَ ،و آسَدَ،و أَرَّشَ ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی: مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّیْطانُ بَیْنِی وَ بَیْنَ إِخْوَتِی (8)أی:أَغْرَی، وَ قِیلَ :أَفْسَدَ.

و مِنَ المَجَازِ: نَزَغَ الشَّیْطانُ ،أی: وَسْوَسَ و مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی: وَ إِمّا یَنْزَغَنَّکَ مِنَ الشَّیْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ (9)

ص:65


1- (1) دیوانه ص 97 بروایه:لذّت أحادیث الغویّ ..و قبله رجس کتحدیث الهلوک الهینغ و قد ورد الشاهد فی اللسان [1]بروایتیه.
2- (2) ضبطت بالقلم فی کتاب النبات لأبی حنیفه برقم 781 بالضم. وَ ضبطت فیه رقم 981 بالفتح.
3- (3) کذا بالأصل و اللسان،و [2]یفهم من عباره أبی حنیفه فی النبات رقم 981 [3]أن سلیمان بن عبد الملک هو الذی کتب إلی والی الطائف.
4- (4) فی کتاب النبات: [4]حداب،و هی من جبال السراه ینزلها بنو شبابه من فهم بن مالک من الأزد و لیسوا من فهم عدوان(النبات رقم 981 وَ 987). [5]
5- (5) زید فی النبات رقم 981 إلا النحل فهو لها أبداً زاهر.
6- (6) عن اللسان و [6]بالأصل«زفر».
7- (7) هی روایه الدیوان،و قد تقدم الشطر بروایه أخری.
8- (8) سوره یوسف الآیه 100. [7]
9- (9) سوره الأعراف الآیه 200. [8]

نَزْغُ الشَّیْطَانِ :وساوِسُهُ و نَخْسُهُ فی القَلْبِ بِمَا یُسَوِّلُ للإنْسَانِ مِنْ المَعَاصِی،یَعْنِی یُلْقِی فی قَلْبِه ما یُفْسِدُه عَلَی أَصْحَابِه.

و رَجُلٌ مِنْزَغٌ ،کمِنْبَرٍ،و مِنْزَغَهٌ بهاءٍ، وَ نَزّاغٌ ، کشَدّادٍ:

یَنْزَغُ النّاسَ و الهاءُ للمُبَالَغَهِ .

و المِنْزَغَهُ ، کمِکْنَسَهٍ :المِنْسَغَهُ کما سَیَأْتِی.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

نَزَغَ بَیْنَهُمْ یَنْزِغُ ،مِنْ حَدِّ ضَرَبَ :لُغَهٌ فی نَزَغَ ،کَمَنَعَ .

و النَّزْغُ ،بالفَتْحِ :الکَلامُ الَّذِی یُغْرِی بَیْنَ النّاسِ .

وَ نَزَغَهُ :حَرَّکَه أَدْنَی حَرَکَهٍ .

وَ النَّزْغَهُ :النَّخْسَهُ ،و الطَّعْنَهُ ،و قدْ نَزَغَه نَزْغًا :طَعَنَهُ بِیَدٍ أَو رُمْحٍ ،و قِیلَ : النَّزْغُ :شِبْهُ الوَخْزِ،و مِنْهُ النَّوَازِغُ :جَمْعُ نازِغَهٍ .

وَ النَّزِیغَهُ ،کسَفِینَهٍ :الکَلِمَهُ السَّیِّئَهُ .

وَ أَدْرَکَ الأَمْرَ بنَزَغِهِ ،مُحَرَّکَهً ،أی:بحِدْثانِهِ ،عَنْ ثَعْلَبٍ .

قلتُ :و قَدْ مَرَّ فی«ز ب غ».

و النُّزَّغُ ،کسُکَّرٍ:المُغْتَابُونَ ،و مِنْهُ قولُ رُؤْبَهَ :

و احْذَرْ أَقاوِیلَ العُدَاهِ النُّزَّغِ

وَ نَزَغَهُ :اسْتَخَفَّهُ ،عن الیَزِیدِیِّ .

نسغ

نَسَغَهُ بسَوْطٍ ،کمَنَعَهُ :نَخَسَهُ ، وَ کَذلِکَ بیَدٍ،أَو رُمْحٍ .و قالَ ابنُ فارِسٍ : نَسَغْتُ دابَّتِی لِتَثُورَ.

و نَسَغَهُ بکَلِمَه: مِثْلُ نَزَغَهُ أی:طَعَنَ فِیهِ .

و نَسَغَهُ بکَذا: إذا رَمَاهُ بِهِ .

و نَسَغَتِ الوَاشِمَهُ نَسْغًا : غَرَزَتْ فی الیَدِ الإِبْرَهَ ، وَ ذلِکَ أَنَّهَا إذا وَشَمَتْ یَدَهَا ضَبَّرَتْ عِدَّهَ إِبَرٍ فَنَسَغَتْ بِهَا یَدَهَا،ثُمَّ أَسَفَّتْهُ النُّؤُورَ فإِذا بَرَأَ قُلِعَ قِرْفُه عَنْ سَوادٍ قَدْ رَصُنَ .

و نَسَغَ فی الأَرْضِ نُسُوغًا :إذا ذَهَبَ فِیها،قالَهُ الأَمَوِیُّ ،و قد تَقَدَّمَ فی العَیْنِ .

و نَسَغَ اللَّبَنَ بالماءِ: إِذا مَذَقَهُ ، قالَهُ ابنُ فارِسٍ .

و نَسَغَتْ أَسْنَانُه:اسْتَرْخَتْ أُصُولُهَا، وَ قِیلَ : نَسَغَتْ ثَنِیَّتُه:إذا تَحَرَّکَتْ و رَجَعَتْ کنَسَّغَتْ تَنْسِیغًا ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ،و قَدْ تَقَدَّمَ فی العَیْنِ .

و نَسَغَ مِنْ إِبِلِه:أَخَذَ مِنْهَا شَیْئًا سَلاًّ نَقَلَهُ ابنُ فارِسٍ .

و المِنْسَغَهُ کمِکْنَسَه:إِضْبَارَهٌ مِنْ ذَنَبِ طائِرٍ،و نَحْوِه، کرِیشَه یَنْزَغُ (1)کَذا نَصُّ العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ یَنْسَغُ ،أی:

یَغْرِزُ بِهَا الخَبّازُ الخُبْزَ، وَ کَذلِکَ إذا کانَ مِنْ حَدِیدٍ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : المِنْسَغَهُ و المِنْزَغَهُ (2):البَرْکُ الَّذِی یُغْرَزُ بِهِ الخُبْزُ.

و النَّسِیغُ ، کأَمِیرٍ:العَرَقُ عَنْ أَبِی عَمْرٍو.

و قال ابْنُ فارِسٍ : النُّسْغُ ،بالضَّمِّ :ماءٌ یَخْرُجُ مِنَ الشَّجَرَهِ إِذَا قُطِعَتْ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : أَنْسَغَتِ الفَسِیلَهُ إِنْساغًا :إِذَا أَخْرَجَتْ قُلْبَهَا و فی بَعْضِ النُّسَخِ :الفِیلَه،بَدَلَ الفَسِیلَهِ ،و هو غَلَطٌ .

و أَنْسَغَتِ الشَّجَرَهُ :نَبَتَتْ بَعْدَ ما قُطِعَتْ ، و کَذلِکَ الکَرْمُ ،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ کنَسَّغَتْ تَنْسِییغًا .

و نَسَّغَتِ النَّخْلَهُ تَنْسِیغًا :أَخْرَجَتْ سَعَفًا فَوْقَ سَعَفٍ ، وَ قِیلَ :أَخْرَجَتْ قُلْبَهَا،و وَقَعَ فی المُحِیطِ :«و نَسَّغَ الرَّجُلُ تَنْسِیغًا :إذا أَخْرَجَ سَعَفًا فَوْقَ سَعَفٍ »و لَعَلَّه تَحْرِیفٌ مِنَ النُّسّاخِ .

و قال ابْنُ الأَعْرَابِیِّ : انْتَسَغَتِ الإِبِلُ بالعَیْنِ و الغَیْنِ :إذا تَفَرَّقَتْ فی مَرَاعِیهَا و تَبَاعَدَتْ ، وَ قَدْ مَرَّ قَوْلُ الأَخْطَلِ فی العَیْنِ (3)،و قالَ المَرّارُ بْنُ سَعِیدٍ:

تَنقَّلَتِ الدِّیارُ بِها فحَلَّتْ

بجُزَّهَ حَیْثُ یَنْتَسِغُ البَعِیرُ (4)

و انْتَسَغَ البَعِیرُ:ضَرَبَ بِیَدِه إِلَی کِرْکِرَتِهِ مِنَ الذُّبابِ کَذا فی العُبَابِ ،و قِیلَ :ضَرَبَ مَوْضِعَ لَسْعَهِ الذُّبَابِ بخُفِّه،کما فی اللِّسَانِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

نَسَغَ الخُبْزَهَ نَسْغًا :غَرَزَها.

ص:66


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«یَنْزِعُ ».
2- (2) الأصل و التهذیب و فی اللسان:و [1]المبزغه بالباء الموحده.
3- (3) یعنی قوله،کما فی التهذیب و اللسان. [2] رجنّ بحیث ننتسغ المطایا فلا بقًّا تخاف و لا ذبابا.
4- (4) البیت فی اللسان و التکمله«نشغ»منسوبًا فیهما للأخطل،و هو فی دیوانه.

و نَسَّغَهُ تَنْسِیغًا،و أَنْسَغَهُ :طَعَنَهُ .

وَ رَجُلٌ ناسِغٌ مِنْ قَوْمٍ نُسَّغٍ :حاذِقُ الطَّعْنِ (1)،قال رُؤْبَهُ :

إِنِّی عَلَی نَسْغِ الرِّجَالِ النُّسَّغِ

و انْتَسَغَ الرَّجُلُ :تَحَرَّی.

وَ نَسَغَتْ ثَنِیَّتاهُ :خَرَجَتا مِنَ الفَمِ ،عَن ابْنِ دُرَیْدٍ،و کَذلِکَ بالعَیْنِ .

وَ نَسَغَهُ الکَلامَ :لَقَّنَهُ ،لُغَهٌ فی الشِّینِ ،کما فی اللِّسَانِ .

نشغ

نَشَغَ الماءُ فی الأَرْضِ کَمَنَعَ :سالَ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : نَشَغَهُ بالرُّمْحِ : إذا طَعَنَ بهِ .

و مِنَ المَجَازِ: نَشَغَ فُلانًا الکَلامَ نَشْغًا : لَقَّنَهُ و عَلَّمَهُ وَ السِّینُ المُهْمَلَهُ لُغَهٌ فیهِ ،کَما فی اللِّسَانِ ،و قَدْ مَرَّ للمُصَنِّفُ فی«ن ش ع»أَیْضًا هذا المَعْنَی،و نَصُّ الصِّحاح.هُنَاکَ :

وَ رُبَّمَا قالُوا: نَشَغَهُ الکلامَ :لَقَّنَهُ إِیّاهُ و هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ : نَشَغَ الصَّبِیَّ نَشْغًا :إِذَا أَوْجَرَهُ قالَهُ اللَّیْثُ و أَبُو تُرابٍ ،و قالَ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ : نُشِغَ الصِّبِیُّ و نُشِعَ ،بالغَیْنِ و العَیْنِ :إذا أُوجِرَ فی الأَنْفِ ،و العَیْنُ أَعْلَی.

و نَشَغَ الماءَ:شَرِبَهُ بِیَدِهِ ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.

و نَشَغَ یَنْشَغُ نَشْغًا ،و نَشِیغًا : شَهِقَ حَتَّی کادَ یُغْشَی عَلَیْهِ ، وَ مِنْهُ

17- حَدِیثُ أَبِی هُرَیْرَهَ رِضِیَ اللّهُ عَنْهُ : «أَنَّهُ ذَکَرَ النَّبِیَّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم فَنَشَغَ نَشْغَهً ». أی:شَهِقَ و غُشِیَ عَلَیْهِ ، کَتَنَشَّغَ وَ مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «لا تَعْجَلُوا بتَغْطِیَهِ وَجْهِ المَیِّتِ حَتَّی یَنْشَغَ ، أَوْ یَتَنَشَّغَ » حَکاهُ الهَرَوِیُّ فی الغَرِیبَیْنِ . قال أَبُو عُبَیْدَهَ (2):

و إِنَّمَا یَفْعَلُ ذلِکَ تَشَوُّقًا إِلَی صاحِبِه،أَو إِلَی شَیْ ءٍ فائِتٍ ، أَو أَسَفًا عَلَیْهِ ،و حُبًّا لِلِقَائِهِ (3)،قال:و هذا بالغَیْنِ لا خِلافَ فِیهِ ، وَ مِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

عَرَفْتُ أَنِّی ناشِغٌ فی النُّشَّغِ

إِلَیْکَ أَرْجُو مِنْ نَدَاکَ الأَسْبَغِ (4)

و النَّشُوغُ ، کصَبُورٍ:الوَجُورُ، قالَهُ أَبو تُرَابٍ ،و السَّعُوطُ ، و العَیْنُ لُغَهٌ فیهِ ،کما تَقَدَّمَ ،و هُوَ أَعْلَی. و قَدْ نُشِغَ الصَّبِیُّ ،کعُنِیَ :أُوجِرَ فی الأَنْفِ ،و کَذلِکَ بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،قالهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ .

و قال أَبُو عَمْرٍو: نُشِغَ بالشَّیْ ءِ و نُشِعَ (5)بهِ :إذا أُولِعَ بهِ فَهُوَ مَنْشُوغٌ بهِ ،و مَنْشُوغٌ بِهِ .

و النَّواشِغُ :مَجَارِی الماءِ فی الوادِی قالَهُ الفَرّاءُ،و أَنْشَدَ للمَرّارِ بنِ سَعِیدٍ:

وَ لا مُتَدَارِکٍ و الشَّمْسُ طِفْلٌ

ببَعْضِ نَوَاشِغِ الوَادِی حُمُولاَ (6)

وَ قالَ ابنُ فارِسٍ :هِیَ أَعالِی الوَادِی،الواحِدُ ناشِغَهٌ ، وَ خَصَّ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ بِهَا الشُّعْبَهَ المَسِیلَهَ ،أو الشِّعْبَ المَسِیلَ ،و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ : النَّواشِغُ :أَضْخَمُ مِنَ الشِّحاحِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَنْشَغَ الرَّجُلُ (7):إِذَا تَنَحَّی هذَا هُوَ الصَّوابُ ،و قَدْ صَحَّفَه المُصَنِّفُ ،فَذَکَرَ فی«م س غ»ما نَصُّهُ :مَسَغَ ،و امْتَسَغَ :تَنَحَّی،کَمَا نَبَّهْنَا عَلَیْه هُنَاکَ .

و انْتَشَغَ البَعِیرُ، مِثْلُ انْتَسَغَ ، بالسِّینِ ،و هُوَ أَنْ یَضْرِبَ بِخُفِّه مَوْضِعَ لَذْعِ الذُّبابِ ،و هکذا رَواهُ الأَزْهَرِیُّ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنشَدَ لِلأَخْطَلِ البَیْتَ الَّذِی سَبَقَ فی«نسغ»قال الصّاغانِیُّ :و الصّوَابُ بالسِّینِ المُهْمَلَهِ فی اللُّغَهِ و فی الشِّعْرِ، وَ قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

النَّشْغُ :المَصُّ بالفَمِ .

و انْتَشَغَ الصَّبِیُّ الوَجُورَ:أَخَذَهُ جُرْعَهً بعدَ جُرْعَهٍ .

و المِنْشَغَهُ :المُسْعُطُ ،أَوْ الصَّدَفَهُ یُسْعَطُ بِها،و قَدْ أَنْشَغَهُ بِهَا،قال الشّاعِرُ:

سأَنْشَغُهُ حَتَّی یَلِینَ شَرِیسُه

بمِنْشَغَهٍ فِیهَا سِمامٌ و عَلْقَمُ

وَ أَنْشَغَهُ الکَلامَ :لَقَّنَهُ ، فَنَشَغَ ،و تَنَشَّغَ ،و انْتَشَغَ ،و ناشَغَ ، قال:

ص:67


1- (1) اللسان:حاذقٌ بالطعن.
2- (2) فی التهذیب و اللسان: [1]أبو عبید.
3- (3) الأصل و اللسان،و فی التهذیب:و حبّا له.
4- (4) فی الدیوان ص 97 من نداک الأسوغ،و الأصل کاللسان.
5- (5) عن التهذیب و بالأصل«و نشغ به»و زید فی التهذیب:و شُعف به.
6- (6) فی اللسان«و [2]لا متلاقیًا»و فی ماده طفل،و لم ینسبه فیها:«و لا متلافیا» بالفاء.
7- (7) فی التهذیب:انتشغ الرجل.

أَهْوَی و قَدْ نَاشَغَ شِرْباً واغِلاَ (1)

وَ النُّشَّغُ ،کسُکَّرٍ:جَمْعُ ناشِغٍ ،للشّاهِقِ .

و النَّشْغَهُ ،بالفَتْحِ :تَنَفُّسَهٌ مِن تَنَفُّسِ الصُّعَداءِ.

و النَّشْغَ :جُعْلُ الکاهِنِ ،و العَیْنُ أَعْلَی.

و یُقَالُ :أَنَّهُ لَنَشُوغٌ إلی اللَّحْمِ ،أی:مَشْغُوفٌ بِه،قالَهُ أَبُو عَمْرٍو.

و نَشِغَ بالشَّیْ ءِ،کفَرِحَ و نَصَرَ:لُغَتَانِ فی نُشِغَ بِه،کعُنِیَ ، نَقَلَهُ ابنُ القَطّاعِ .

و النّاشِغانِ :الواهِنَتانِ ،و هُمَا ضِلَعانِ ،مِنْ جانِبٍ ضِلَعٌ .

و النَّشَغاتُ :فُوَاقَاتٌ خَفِیَّهٌ (2)جِدًّا عِنْدَ المَوْتِ .

و قالَ أَبُو زُبَیْدٍ الطّائِیُّ یَصِفُ طَرِیقًا:

شَأْسُ الهَبُوطِ زَناءُ الحامِیَیْنِ مَتَی

یَنْشَغْ بوارِدَهٍ یَحْدُثْ لَها فَزَعُ

یَنْشَغْ بِوارِدَهٍ ،أی:یَصِرْ فِیه النّاسُ فیَتَضایَقُ الطَّرِیقُ بالوارِدَهِ ،کما یُنْشَغُ بالشَّیْ ءِ إذا غُصَّ بِه،و یُرْوَی:«یُبْشَعْ » بالباءِ المُوَحَّدَهِ و العَیْنِ المُهْمَلَهِ ،و المَعْنَیانِ مُتَقَارِبَانِ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: النُّشْغَهُ ،بالضَّمِّ :الرَّمَقُ .

و قالَ غَیْرُه:النّاشِغُ :الَّذِی یَجیء (3)بَعْدَ الجَهْدِ.

و الأُنْشُوغَهُ :الإِسْتِیجُ ،کما فی العُبَابِ .

و اسْتَنْشَغَ الرَّجُلُ :اسْتَقَی بدَلْوٍ واهِیَه،عن ابنِ شُمَیْلٍ .

نغغ

النُّغْنُغُ ،بالضَّمِّ :الأَحْمَقُ الضَّعِیفُ ، کما فی العُبَابِ عَنْ بعْضِهِمْ ، و هِیَ بهاءٍ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: النُّغْنُغُ : الفَرْجُ ذُو الرَّبَلاتِ .

و قال اللَّیْثُ : النُّغْنُغُ (4): مَوْضِعٌ بَیْنَ اللَّهَاهِ و شَوَارِبِ الحُنْجُورِ، وَ الجَمْع: النَّغانِغُ . و قِیلَ : النُّغْنُغُ : اللَّحْمَهُ تَکُونُ فی الحَلْقِ عِنْدَ اللَّهازِمِ ، کَمَا فی العُبَابِ ،و فی اللّسَانِ :عِنْدَ اللَّهَاهِ ،قال جَرِیرٌ:

غَمَزَ ابْنُ مُرَّهَ -یا فَرَزْدَقُ -کَیْنَهَا

غَمْزَ الطَّبِیبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ

قال ابنُ فارِسٍ : و یُقَال:إنَّ النُّغْنُغَ : الَّذِی یَکُونُ فَوْقَ عُنُقِ البَعِیرِ إِذَا اجْتَرَّ تَحَرَّکَ .

و یُقَالُ : نُغْنِغَ (5)زَیْدٌ عَلَی ما لَم یُسَمَّ فاعِلُه: أَصَابَهُ داءٌ فی نُغْنُغِهِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

قال ابنُ بَرِّیٍّ : النُّغْنُغَهُ :لَحْمُ أُصُولِ الآذانِ مِنْ داخِلِ الحَلْقِ تُصِیبُهَا العُذْرَهُ ،و کُلُّ وَرَمٍ فِیهِ اسْتِرْخَاءٌ: نُغْنُغَهٌ ، و قِیلَ : النُّغْنُغَهُ :لَحْمٌ مْتَدَلٍّ فی بُطُونِ الأُذُنَیْنِ ،و قالَ ابنُ فارِسٍ :الزَّوائِدُ الَّتِی فی باطِنِ الأُذُنَیْنِ : نَغانِغُ .

و قالَ غَیْرُه: النَّغْنُغُ ،بالفَتْحِ :غُدَّهٌ تَکُونُ فی الحَلْقِ .

و قالَ ابنُ بَرِّیٍّ : النُّغْنُغُ ،بالضمِّ :الحَرَکَهُ ،قال رُؤْبَهُ :

فَهْیَ تُرِی الأَعْلاقَ ذاتِ النُّغْنُغِ

والأَعْلاَقُ :الحُلِیُّ .

نفغ

نَفَغَتْ یَدُهُ ،بالفَاءِ-کَمَنَعَ - نَفْغًا ،و نُفُوغًا أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أی تَنَفَّطَتْ ،و وَرِمَتْ (6)و فی نُسْخَهٍ و رَقّتْ مِنْ کَدِّ العَمَلِ ، لُغَهٌ یَمَانِیَهٌ ،و أَنْشَدَ أَبُو حاتِمٍ ،لرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الیَمَنِ ،قُلْتُ :و هُوَ الحِرْمَازِیُّ یُخاطِبُ أَمَهً :

و أَنْ تَرَیْ کَفَّکِ ذاتَ نَفْغِ

تَشْفِینَها بالنَّفْثِ أَوْ بالمَرْغِ

کتَنَفَّغَت ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

نمغ

النَّمَغَهُ ،مُحَرَّکَهً :ما تَحَرَّکَ (7)مِنْ یافُوخٍ الصَّبِیِّ أَوَّلَ ما یُولَدُ، قالَهُ ابنُ فارِسٍ ،فإِذا اشْتَدَّ ذلِکَ ذَهَبَ منه، و فی بَعْضِ النُّسَخِ :«ما یَخْرُجُ مِنْ یافُوخِ »و هو غَلَطٌ ،و قالَ المُفَضَّلُ :هِیَ مِنْ رَأْسِ الصَّبِیِّ الرَّمّاعَهُ ،و قالَ ابْنُ

ص:68


1- (1) دیوانه ص 127 بروایه:و قد ناسغن،و قبله: لما خبطن الماء و المآجلا و بعده: فلم یصب و اصعنفرت جوافلا.
2- (2) فی اللسان: [1]خفیات.
3- (3) فی المطبوعه الکویتیه:«یحیا».
4- (4) فی التهذیب و اللسان: [2]النُّغْنُغه.
5- (5) کذا بالأصل و القاموس و [3]اللسان،و [4]فی التهذیب:تَنَغْنَعَ فلانٌ .
6- (6) علی هامش القاموس [5]عن نسخه أخری:«ورقّت»و سینبه إلیها الشارح.
7- (7) فی القاموس:«ما یخرج»و علی هامشه عن نسخه أخری:«ما تحرک» کالأصل و اللسان،و سینبه الشارح إلی روایه القاموس المطبوع.

الأَعْرَابِیِّ :یُقَالُ لرَأْسِ الصَّبِیِّ قَبْلَ أَنْ یَشْتَدَّ یافُوخُه:

النَّمَغَهُ ،و الغَاذِیَهُ (1)،و الغاذَهُ .

و النَّمَغَهُ مِنَ القَوْمِ :خِیَارُهُمْ و وَسَطُهُمْ ، نَقَلَهُ الفَرّاءُ.

قال: و النَّمْغَهُ مِنَ الجَبَلِ :أَعْلاهُ و رَأْسُه، وَ رَوَاهُ غَیْرُه «ثَمَغَتُه»بالمُثَلَّثَهِ ،کما تَقَدَّمَ .

و قِیلَ : نَمَغَهٌ مِنَ النّاسِ و المالِ یَعْنِی: الکَثْرَه.

و قال اللَّیْثُ : التَّنْمِیغِ :مَجْمَجَهٌ بِسَوَادٍ (2)و حُمْرَهٍ و بَیَاضٍ .

و رَجُلٌ مُنَمَّغُ الخَلْقِ ،کمُعَظَّمٍ ، أی:مُخْتَلِفُ اللَّوْنِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

نَمْغَهُ الجَبَلِ ،بالفَتْحِ :لُغَهٌ فی نَمَغَتِه ،مُحَرَّکَهً .

و النَّمّاغَهُ :أَعْلَی الرَّأْسِ .

و أَیْضًا:ما تَحَرَّکَ مِنَ الرَّمَغَهِ ،أیْ :یافُوخُ الصَّبِیِّ ،قَبْلَ أَنْ یَشْتَدَّ،کما فی اللِّسَانِ .

نهبغ

النُّهْبُوغُ ،کعُصْفُورٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ هُنَا،و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ ،و أَوْرَدَهُ فی العُبَابِ نَقْلاً عَنْ ابْنِ دُرَیْدٍ،قال:هُو طائِرٌ، وَ أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ فی«ن ب غ» (3).

و قال غَیْرُه:هی السَّفِینَهُ الطَّوِیلَهُ السَّرِیعَهُ الجَرْیِ ، من السُّفُنِ البَحَرِیَّهِ ، شَبَّهُوهَا بالطّائِرِ،و یُقَالُ لَها: الدُّونِیجُ أَیْضًا،و هُوَ بالضَّمِّ مُعَرَّبُ دُونِی، کَمَا فی العُبَابِ .

فصل الواو مع الغین

وبغ

وبَغَهُ ،کَوَعَدَهُ ،عابَهُ ،أو طَعَن عَلَیْهِ ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،قال الأَزْهَرِیُّ :و لا أَعْرِفُه (4).

و الأَوْبَغُ :ع، عَن ابْن دُرَیْدٍ. والوَبَغُ ،مُحَرَّکَهً :هِبْرِیَهٌ الرَّأْسِ ، وَ نُبّاغَتُه الَّتی تَتَنَاثَرُ مِنْهُ ،و قد تَقَدَّمَ .

و قال اللَّیْثُ : الوَبَغُ : داءٌ یأْخُذُ الإِبِلَ فَتَرَی فَسَادَهُ فی أَوْبَارِهَا.

و قال غَیْرُهُ :رَجُلٌ وَبِغٌ ، کَکَتِف:ذُو هِبْرِیَهٍ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: وَبَغَهُ القَوْمِ ،مُحَرَّکَهً :مُجْتَمَعُهُم و وَسَطُهُم.

و الوَبّاغَهُ ،مُشَدَّدَهً :الاسْتُ ، بالعَیْنِ و الغَیْنِ جَمِیعًا، و مِنْهُ قَولُهُم: کَذَبَت وَبّاغَتُهُ و وَبّاعَتُهُ :إذَا ضَرِطَ فکَأَنَّهَا صَدَقَتْ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

رَجُلٌ وَبِغٌ ،ککَتِفٍ :وَقَعَ فی وَسَطِ القَوْمِ .

و مُجْتَمَعُ کُلِّ شَیْ ءٍ: وَبَغَتُه (5)،مُحَرَّکَهً .

وتغ

الوَتَغُ مُحَرَّکَهً :الإثْمُ ، قالَهُ اللَّیْثُ .

و أَیْضًا: الهلاکُ فی الدِّینِ و الدُّنْیَا،قالَهُ الکِسَائِیُّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الوَتَغُ : المَلامَهُ .

و قال اللَّیْثُ : الوَتَغُ : قِلَّهُ العَقْلِ فی الکَلامِ و أَنْشَدَ:

یا أُمَّتَا (6)لا تَغْضَبِی إِنْ شِئْتِ

و لا تَقُولِی وَتَغًا إِنْ فِئْتِ

و قال ابْنُ عَبّادٍ: الوَتَغُ : الوَجَعُ ،و سُوءُ الخُلُقِ ، هکَذَا فی سَائِرِ النُّسَخِ ،وَ سَقَطَ مِنْ بَعْضِهَا،و لَیْسَ هُوَ فی نَصِّ المُحِیطِ ،بَلْ فِیهِ بَعْدَ الوَجَعِ و سُوءُ القَوْلِ ،و فَرْطُ الجَهْلِ ، فِعْلُ الکُلِّ کَوَجِلَ ، وَتِغَ یَوْتَغُ وَتَغًا .

و قال أَبُو زَیْدٍ: الوَتِغَهُ مِنَ النِّسَاءِ، کفَرِحَهٍ :المُضَیِّعَهُ لِنَفْسِهَا فی فَرْجِهَا، یُقَال: وَتِغَتْ ،کوَجِلَ ، تَوْتَغُ و تَیْتَغُ وَتَغًا .

و أَوْتَغَهُ اللّهُ أی: أَهْلَکَهُ ، وَ مِنْهُ

16- حَدِیثٌ : «فإِنَّهُ لا یُوتِغُ إِلاّ نَفْسَهُ ». و

16- فی حَدِیثٍ (7): «حَتَّی یَکُونَ عَمَلُه هُوَ الَّذِی یُطْلِقُه أَوْ یُوتِغُهُ ».

ص:69


1- (1) عن التهذیب و اللسان و [1]بالأصل«و الغادیه»بالدال المهمله.
2- (2) فی التهذیب:«مجمجمهُ سوادٍ..»و الأصل کاللسان. [2]
3- (3) کذا بالأصل و لم یرد فی اللسان فی ماده«نبغ»و ذکر فی ماده «ن ه ب ع»قال ابن بری:النهبوع طائر عن ابن خالویه.
4- (4) أی لا یعرف و بغته بمعنی عبته،انظر التهذیب 214/8«وبغ».
5- (5) عن التکمله و بالأصل«و بغه».
6- (6) فی التهذیب:«یا أمنا»و الأصل کاللسان. [3]
7- (7) فی اللسان:و [4]فی حدیث الإماره.

و أَتْغَاهُ یُتْغِیهِ بمَعْنَاهُ ،و سَیَأْتِی فی المُعْتَلِّ إِنْ شاءَ اللّهُ تَعَالَی.

و أَوْتَغَ السُّلْطَانُ فُلانًا: إذا حَبَسَهُ ،أَوْ أَلْقاهُ فی بَلِیَّهٍ .

أَو أَوْتَغَهُ : أَوْجَعَهُ ، یُقَالُ :و اللّهِ لأوتِغَنَّکَ ،أی:

لأُوِجِعَنَّکَ .

و أَوْتَغَ دِینَهُ بالإِثْمِ و قَولَه،أیْ : أَفْسَدَهُ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

وَتِغَ الرَّجُلُ ،کوَجِلَ :فَسَدَ.

و المَوْتَغَهُ :المَهْلَکَهُ ،زِنَهً و مَعْنًی.و وَتِغَ فی حُجَّتِه، کوَجِلَ :أَخْطأ.

و الاسْمُ الوَتِیغَهُ .

و أَوْتَغَهُ عِنْدَ السُّلْطَانِ :لَقَّنَهُ ما یَکُونُ عَلَیْهِ لا لَهُ .

و رَجُلٌ وَتِغٌ ،ککَتِفٍ :یُضَیِّعُ نَفْسَه فی فَرْجِه،نَقَلَهُ أَبُو زَیْدٍ.

وثغ

وَثَغَ رَأسَهُ ،کَوَعَدَ:شَدَخَهُ .

و قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَثَغَ الظّائِرُ ناقَتَهُ یَثَغُهَا وَثْغًا : اتَّخَذَ لَها وَثِیغَهً ،و هِیَ الدُّرْجَهُ الَّتِی تُتَّخَذُ للنّاقَهِ ، تُدْخَلُ فی حَیائِها إِذَا أَرَادُوا أَنْ یَظْأَرُوها عَلَی وَلَدِ غَیْرِهَا.

و قال ابْنُ عَبّاد: ثَرِیدَهٌ مَوْثُوغَهٌ و وَثِیغَهٌ :رُدَّ بَعْضُها عَلَی بَعْضٍ .

قال: و وَثِیغَهٌ مِنَ المَطَرِ،و وَثْغَهٌ أی: قَلِیلٌ مِنْهُ و فی بَعْضِ النُّسَخِ :قَلِیلَهٌ مِنْهُ ،و هو غَلَطٌ .

و فی النَّوادِرِ: الوَثِیغَهُ :ما الْتَفَّ و اخْتَلَطَ مِنْ أَجْنَاسِ العُشْبِ الغَضِّ فی الرَّبِیعِ ، کالوَثِیخَهِ ،بالخَاءِ (1)،و نَقَلَهُ ابْنُ السِّکِّیتِ أَیْضًا.هکَذا.

وزغ

الوَزَغَهُ ،مُحَرَّکَهً : سامُّ أَبْرَصَ کَمَا فی المُحْکَمِ ،و فی العُبَابِ :دُوَیْبَّهٌ سُمِّیَتْ بِهَا لِخِفَّتِهَا،و سُرْعَهِ حَرَکَتِهَا،ج: وَزَغٌ ،و أَوزَاغٌ ،و وِزْغانٌ ، بالکَسْرِ،و ضَبَطَهُ بعضٌ بالضَّمِّ أَیْضًا، و وِزاغٌ بالکَسْرِ، و إِزْغانٌ عَلَی البَدَلِ ، و

16- فی الحَدِیث: «أَنَّهُ أَمَرَ بقَتْلِ الأَوْزَاغِ ». و

14- فی حَدِیثِ أُمِّ شَرِیکٍ : «أَنَّهَا اسْتَأْمَرَتِ النَّبِیَّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم فی قَتْلِ الوِزْغانِ ،فأمَرَها بِذلِکَ ». و أَنْشَدَ ابْن الأَعْرَابِیِّ :

فَلَمَّا تَجَاذَبْنَا تَفَرْقَعَ ظَهْرُه

کَمَا تُنْقِضُ الوِزْغانُ زُرْقًا عُیُونُها (2)

و قالَ ابْنُ سِیدَه:و عِنْدِی أنَّ الوِزْغَانِ إِنَّمَا هُوَ جَمْعُ وَزَغٍ ،الَّذِی هُوَ جَمْعُ وَزَغَهٍ ،کَوَرَلٍ و وِرْلانٍ ؛لأَنَّ الجَمْعَ إذا طَابَقَ الواحِدَ فی البِنَاءِ و کانَ ذلِکَ الجَمْعُ مِمّا یُجْمَعُ ، جُمِعَ عَلَی ما جُمِعَ عَلَیْهِ ذلِکَ الوَاحِدُ،و لَیْسَ بجَمْعِ وَزَغَهٍ ؛ لأَنَّ ما فِیه الهاءُ لا یُجْمَعُ عَلَی فِعْلانٍ .

و الوَزَغُ أَیْضا: الارْتِعَاشُ و الرِّعْدَهُ ،نَقَلَهُ ابنُ بَرِّی عنِ ابْنِ خالوَیْهِ ،و فی العُبَابِ :هُوَ الرِّعْشَهُ ، و مُقْتَضَاهُ أَنَّهُ بالتَّحْرِیکِ ،کَمَا ذَهَبَ إِلَیْهِ الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْهِ ،

14- و أَوْرَدَ حَدِیثَ الحَکَمِ بنِ (3)العاصِ ،و قَوْلَ النَّبِیِّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم فِیهِ :

«اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِه وَزَغًا »فرَجَفَ مَکَانَه.و رُوِیَ أَنَّهُ قالَ :

«کَذلِکَ (4)فَلْتَکُنْ فأَصَابَهُ مَکانَه وَزَغٌ لَم یُفَارِقْهُ ». و ضَبَطَهُ ابنُ الأَثِیرِ و غَیْرُه مِنْ أَصْحابِ الغَرِیبِ بالفَتْحِ فالسُّکُونِ (5)،فانْظُرْ ذلِکَ .

و الوَزَغُ : الرَّجُلُ الحارِضُ الفَشِلُ (6)،نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ، هُوَ هکَذا فی بَعْضِ النُّسَخِ بالشِّینِ المُعْجَمَهِ ککَتِفٍ ، و وُجِدَ فی بَعْضِ الأُصُولِ «الفَسْلُ »بفَتْحٍ فسُکُونِ المُهْمَلَهِ .

و وَقَعَ فی نُسَخِ الأَسَاسِ :و الوَزَغُ :الفِیلُ ،و یُقَال:ما هُوَ إلاّ وَزَغٌ مِن الأَوْزَاغِ ،أی:فِیلٌ (7):مِنَ الأَفْیَالِ ،و لا أَدْرِی کَیْفَ ذلِکَ ،و لَعَلَّهُ تَصْحِیفٌ مِنَ الفَسْل،فتَأَمَّلْ ذلِکَ .

و الأَوْزَاغُ :الضُّعَفَاءُ من الرِّجَالِ ،جَمْعُ وَزَغٍ ،کسَبَبٍ و أَسْبَابِ .

و وَزَغَتِ النّاقَهُ بِبَوْلِها،کوَعَدَ:رَمَتْهُ دُفْعَهً دُفْعَهً ، نَقَلَهُ ابنُ

ص:70


1- (1) الذی فی التکمله عن ابن السکیت وثیجه بالجیم.
2- (2) الصحاح [1]بروایه:تقعقع ظهره.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:الحکم بن العاص،فی اللسان: أنه الحکم أبو مروان ا ه »و فی التهذیب و التکمله کالأصل.
4- (4) فی التهذیب و التکمله:کذا فلتکن.
5- (5) فی الفائق 158/3 [2] بفتح فسکون.
6- (6) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«الفسل»و سینبه علیها الشارح.
7- (7) نص الأساس:«فُسْلٌ »و لعله وقعت بید الشارح نسخه أخری من الأساس تصحفت فیها اللفظه.

عَبّادٍ، کأَوْزَغَتْ بِه إِیزاغًا ،و کَذلِکَ أَزْغَلَتْ بِه،قال ذُو الرُّمَّهِ :

إِذَا ما دَعَاهَا أَوْزَغَتْ بَکَراتُهَا

کإِیزاغِ آثارِ المُدَی فی التَّرائِبِ

و الحَوَامِلُ مِنَ الإِبِلِ تُوزِغُ بأَبْوالِهَا،قال مالِکُ بنُ زُغْبَهَ الباهِلِیُّ :

بضرْبٍ کآذانِ الفِرَاءِ فُضُولُهُ

و طَعْنٍ کإِیْزَاغِ المَخاضِ تَبُورُهَا

تَبُورُهَا:تَخْتَبِرُهَا.

و وُزِّغَ الجَنِینُ تَوْزِیغًا :صُوِّرَ فی البَطْنِ ، فَتَبَیَّنَتْ صُورَتُه و تَحَرَّکَ ،و قال أَبُو عُبَیْدَهَ :إِذَا تَبَیَّنَتْ صُورَهُ المُهْرِ فی بَطْنِ أُمِّهِ فَقَدْ وُزِّغَ تَوْزِیغًا .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

أَوْزَغَتِ الفَرَسُ إِیزاغًا کإِیزاغِ الإِبِلِ ،و کَذلِکَ إِیزاغُ الدَّلْوِ،و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

قد أَنْزِغُ (1)الدَّلْوَ تَقَطَّی بالمَرَسْ

تُوزِغُ مِنْ مَلْ ءٍ (2)فَیَجْرِی ذلِکَ الماءُ.

و الطَّعْنَهُ تُوزِغُ بالدَّمِ .

وشغ

الوَشْغُ : الشَّیْ ءُ القَلِیلُ ، یُقَالُ :شَیْ ءٌ وَشْغٌ ، أی:قَلِیلٌ وَتِحٌ .

و الوَشُوغُ ، کصَبُورٍ:ما یُوجَرُ فی الفَمِ مِنَ الدَّوَاءِ.

و وَشَغَ بِبَوْلِه،کوَعَدَ وَشْغًا : رَمَیَ بِه، کأَوْشَغَ بهِ ،مِثْلُ :

وَزَغَ بِه،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَوْشَغَتِ النّاقَهُ ،و أَوْزَغَتْ ، و أَغَلَتْ بمَعْنَی واحِدٍ (3).

قال: و أَوْشَغَهُ مِثْلُ : أَوْجَرَهُ .

و قال غَیْرُه: أَوْشَغَ العَطِیَّهَ : إذا أَوْتَحَها،و قَلَّلَها، قال رُؤْبَهُ :

لَیْسَ کإِیْشَاغِ القَلِیلِ المُوْشَغِ

بمِدْفَقِ الغَرْبِ رَحِیبِ المَفْرَغِ

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : التَّوْشِیغُ :تَلْطِیخُ الثَّوْبِ بالدَّمِ حَتَّی یَصِیرَ عَلَیْهِ طَرَائِقُ .

و قال اللَّیْثُ : تَوَشَّغَ فُلانٌ بالسُّوءِ: إِذَا تَلَطَّخَ بِهِ ، وَ وَقَعَ فی نُسْخَهِ اللِّسَانِ (4):بالسَّوَادِ:تَلَطَّخَ بِه،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ للقُلاَخِ :

إِنّی امْرُؤٌ لَم أَتَوَشَّغْ بالکَذِبْ

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : اسْتَوْشَغَ فُلانٌ : اسْتَقَی بدَلْوٍ واهِیَهٍ ، و هُوَ الاسْتِنْشَاغُ ،کما مَرَّ (5).

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الوَشِیغُ ،کأَمِیرٍ:الشَّیْ ءُ القَلِیلُ .

و الوَشْغُ ،بالفَتْحِ :الکَثِیرُ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ،عَنْ کُرَاع، و جَمْعُه: وشُوغٌ ،قُلْتُ :فَهُوَ ضِدٌّ.

ولغ

وَلَغَ السَّبُعُ ،و الکَلْبُ ، وَ کُلُّ ذِی خَطْمٍ فی الإِنَاءِ و قالَ أَبُو زَیْدٍ: وَلَغَ فی الشَّرَابِ ،و مِنْهُ ،و بِه، یَلَغُ ،کیَهَبُ ،و قال ابْنُ دُرَیْدٍ: یَالَغُ فِیهِ :لُغَهٌ ،و نَسَبَهُ اللَّیْثُ لِبَعْضِ العَرَبِ ،قال:أَرادُوا بَیان الواوِ فجَعَلُوا مَکَانَهَا أَلِفًا،و أَنْشَدَ عَلَی هذِه اللُّغَهِ لعُبَیْدِ اللّهِ بنِ قَیْسِ الرُّقَیّاتِ :

ما مَرَّ یَوْمٌ إلاّ و عِنْدَهُمَا

لَحْمُ رِجَالٍ أَوْ یالغَانِ دَمَا

قُلْتُ :و یُرْوَی«أَوْ یَوْلَغانِ »و هِیَ لُغَهٌ أَیْضًا،کما سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ ،و قَدْ نَسَبَهُ الجَوْهَرِیُّ لأَبِی زُبَیْدٍ الطّائِیِّ ،و أَوَّلُهُ :

مُرْضِعُ شِبْلَیْنِ فی مَغَارِهِمَا

قَدْ نَهَزَا لِلْفِطَامِ أَوْ فُطِمَا

و قالَ ابنُ بَرِّیٍّ :هُوَ لابْنِ هَرْمَهَ ،و صَوَّبَ الصَّاغَانِیُّ قَوْلَ اللَّیْثِ .قلتُ :و مِثْلُه قَرَأْتُ فی کِتَابِ الأَغَانِیِّ لأَبِی الفَرَجِ ، قال:و کَانَ فی قَصِیدَتِهِ هذِهِ «أَوْ یالَغَانِ »بالأَلِفِ ،و کَذلِکَ رُوِیَ عَنْهُ ،ثُمَّ غَیَّرَتْهُ الرُّوَاهُ ،سَمِعْتُ ابنَ الأَعْرَابِیِّ یَقُولُ :

سُئِلَ یُونُسُ عَنْ قَوْلِ ابْنِ الرُّقیّاتِ :«أَو یالَغَانِ دَمَا»فقَالَ َ یُونُسُ :یَجُوزُ یَوْلَغَانِ ،و لا یَجُوزُ یالَغَانِ ،فقِیلَ لَهُ :قَدْ قالَ

ص:71


1- (1) فی اللسان:« [1]أنْزع»بالعین المهمله.
2- (2) عن اللسان و بالأصل«من الماء».
3- (3) زید فی التهذیب و اللسان:إذا قطعته فرمت به زُغله زُغله.
4- (4) فی التهذیب و اللسان(ط دار المعارف)و التکمله:«بالسوء»کالأصل.
5- (5) کذا بالأصل و التهذیب و اللسان و [2]التکمله و قد مرّ فی نشغ عنه:و استنشغ الرجل:استقی بدلوٍ واهیه.

ذلِکَ ابنُ قَیْسٍ ،و هُوَ حِجَازِیٌّ فَصِیحٌ ،فقَالَ :لَیْسَ بفَصِیحٍ و لا ثِقَهٍ ،شَغَلَ نَفْسَهُ بالشَّرابِ بتَکْرِیتَ ،انْتَهَی.

و حَکَی اللِّحْیَانِیُّ : وَلِغَ یَلِغُ ، کوَرِثَ یَرِثُ ، و قال غَیْرُهُ : ولِغَ یَوْلَغُ ،مثلُ : وَجِلَ یَوْجَلُ ،و مِنْهُ رِوَایَهُ الجَوْهَرِیِّ :«أَو یَوْلَغانِ دَمَا» وَلْغًا بالفَتْحِ ،و أَنشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ -لِحَاجِزٍ الأَسَدِیِّ اللِّصِّ -:

بغَزْوٍ مِثْلِ وَلْغِ الذِّئْبِ حَتَّی

یَثُوبَ بصاحِبِی ثَأْرٌ مُنِیمُ

و قالَ آخَرُ:

بغَزْوٍ کوَلْغِ الذِّئْبِ غَادٍ و رَائِحٍ

و سَیْرٍ کنَصْلِ السَّیْفِ لا یَتَعَوَّجُ

وَلْغُ الذِّئْبِ نَسَقٌ لا یَفْصِلُ (1)بَیْنَهُمَا فَتْرَهٌ کعَدّ الحاسِبِ ، و یُضَمُّ عَن الفَرّاءِ، و وُلُوغًا ، کقُعُودٍ، و وَلَغانًا،مُحَرَّکَهً ، أی: شَرِبَ ما فِیهِ ، ماءً أَوْ دَمًا بأَطْرَافِ لِسَانِه،أَوْ أَدْخَلَ لسَانَهُ فِیهِ فَحَرَّکَهُ ، و

16- فی الحَدِیثِ : «إذا وَلَغَ الکَلْبُ فی إِناءِ أَحَدِکُمْ فَلْیَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرّاتٍ ». أی:شَرِبَ مِنْهُ بلِسَانِهِ خاصُّ بالسِّباعِ أی:أَکْثَرُ ما یَکُونُ الوُلُوغُ فی السِّباعِ و مِنَ الطَّیْرِ بالذُّبابِ ، یُقَالُ :لَیْسَ شَیْ ءٌ مِنَ الطُّیُورِ یَلَغُ غَیْرُ الذُّبابِ .

و ما وَلَغَ الیَوْمَ وَلُوغًا ،بالفَتْحِ ، أی: لَم یَطْعَمْ شَیْئًا، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ و الزَّمَخْشَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ.

و المِیلَغُ ،و المِیلَغَهُ -بکَسْرِهِمَا.الإِناءُ یَلَغُ فِیهِ الکَلْبُ ، و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی الأَوَّلِ ، و زادَ فی الدَّمِ ، وَ

14,1- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ ،رَضِیَ اللّهُ عَنْهُ : أنَّ رَسُولَ اللّهِ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،بَعَثَهُ لِیَدِیَ قَوْمًا قَتَلَهُم خالِدٌ،فأَعْطَاهُمْ مِیلَغَهَ الکَلْبِ ». یَعْنِی:

أَعْطَاهُمْ قِیمَهَ کُلِّ ما ذَهَبَ لَهُمْ ،حَتَّی قِیمَهَ المِیلَغَهِ ،و قد مَرَّ ذِکْرُ الحَدِیثِ أیْضًا فی«ر د ع».

و والِغٌ :جَبَلٌ بَیْنَ الأَحْسَاءِ و الیَمَامَه قال:

إِذا قَطَعْنَا والِغًا والسَّبْسَبَا (2)

ذَکَرْتُ مِنْ رَبْعَهَ قِیلاً مَرْحَبَا

و خُبْزَ بُرٍّ (3)عِنْدَهَا و مَشْرَبَا

و والِغُونَ ،بکَسْرِ اللاّمِ (4):وادٍ و لَعَلَّهُ الَّذِی ذُکِرَ،جُمِعَ بما حَوْلَه،قال الأغْلَبُ العِجْلِیُّ :

نَحْنُ مَنَعْنَا جَوْفَ والِغینَا

و قَدْ تَدَلَّی عِنَبًا و تِینَا

و إِعْرَابُه کنَصِیبِینَ ، کما فی العُبَابِ .

و وَلْغُونُ :ه،بالبَحْرَیْنِ (5).

و الوَلْغَهُ :الدَّلْوُ الصَّغِیرَهُ قال:

شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغَهُ المُلازِمَهْ

و البَکَرَاتُ شَرُّهُنَّ الصّائِمَهْ (6)

و أَوْلَغَ الکَلْبَ :سَقَاهُ ، أَوْ جَعَلَ لَهُ ماءً أَوْ شَیْئًا یَوْلَغُ فیهِ .

و مِنَ المَجَازِ: رَجُلٌ مُسْتَوْلِغٌ : إذا کانَ لا یُبَالِی دَمًّا و لا عَارًا، وَ فی الأَسَاسِ :ما یُبَالِی بالمَذامِّ ،یَطْلُبُ أَنْ یُولَغَ فی عِرْضِه،و أَنْشَدَ ابْنُ بَرِّیٍّ لرُؤْبَهَ :

فلا تَقِسْنِی بِامْرِیءٍ مُسْتَوْلِغِ

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

مَیَالِغُ الکِلابِ :جَمْعُ مِیلَغٍ .

و فی مَثَلٍ : «غَزْوٌ کَوَلْغ الذِّئْبِ » ،أیْ :مُتَدَارِک،و قَدْ مَرَّ شاهِدُه (7).

و فُلانٌ یَأْکُلُ لُحُومَ النّاسِ ،و یَلَغُ فی دِمَائِهِم،و هُوَ مَجَازٌ.

و اسْتَعَارَ بَعْضُهُم الوُلُوغَ للدَّلْوِ،فقَالَ َ:

دَلْوُکَ دَلْوٌ یا دُلَیْحُ سابِغَهْ

فی کُلِّ أَرْجَاءِ القَلِیبِ والِغَهْ

ومغ

الوَمْغَهُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :

هِیَ الشَّعَرَهُ الطَّوِیلَهُ ، هکَذَا نَقَلَهُ ثَعْلَبٌ عَنْهُ .

ص:72


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:لا یفصل بینهما إلخ کذا بالأصل و اللسان»و [1]بهامش اللسان أیضًا:« [2]قوله لا یفصل بینهما،کذا بالأصل».
2- (2) زید فی معجم یاقوت عن الحفصی:والغ فلاه بین هجر و الیهماء.
3- (3) فی معجم البلدان:و خیر بئرٍ...
4- (4) فی معجم البلدان:والغِین.
5- (5) فی معجم البلدان:موضع بالبحرین،و یقال:هذه و لغون و مررت بولغین.
6- (6) بعدها فی التهذیب:یعنی التی لا تدور.
7- (7) یعنی قوله: یغزو کولغ الذئب غادٍ و رائحٍ و سیر کنصل السیف لا ینعوَجُ .

فصل الهاءِ مع الغین

هبغ

هَبَغَ ،کَمَنَعَ ، یَهْبَغُ هُبُوغًا :نامَ ، أَوْ سَبَتَ لِلنَّوْمِ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

هَبَغْنا بَیْنَ أَذْرُعِهِنَّ حَتَّی

تَبَخْبَخَ حَرُّ ذِی رَمْضاءَ حامٍ

و قِیلَ : هَبَغَ :رَقَدَ رَقَدَهً مِنَ النَّهارِ،أیَّ قَدْرٍ کَانَ .

و قِیلَ : الهُبُوغُ :المُبَالَغَهُ القَلِیلَهُ مِنَ النَّوْمَ أیَّ حِینٍ کانَ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الهَبْغَهُ :الاسْمُ مِنَ هَبَغَ هُبُوغًَا ،و مِنْهُ الهِبْیَغُ ،کحِذْیَمٍ .

و امْرَأَهٌ هَبَیَّغَهٌ ،و هَبَیَّغٌ ،کعَمَلَّسَهٍ و عَمَلَّسٍ ،أی:فاجِرَهٌ لا تَرُدُّ یَدَ لامِسٍ ،الأَخِیرَهُ عَن اللِّحْیَانِیِّ .

و نَهْرٌ هَبَیَّغٌ ،و وادٍ هَبَیَّغٌ :عَظِیمَانِ ،حَکَاهُمَا السِّیرافیُّ عَنِ الفَرّاءِ.

و الهَبَیَّغُ :وادٍ بعَیْنِه.

و رَوَی الأَزهَرِیُّ عَنِ الخَلِیلِ (1)،قال:لا تُوجَدُ الهاءُ مع الغَیْنِ إلاّ فی هذِه الأَحْرُفِ ،و هِیَ :الأَهْیَغُ ،و الغَیْهَقُ ، و الهَبَیَّغُ (2)،و الهِلْیَاغُ ،و الغَیْهَبُ ،و الهِمْیَغُ ،و کُلٌّ مِنْهَا مَذْکُورٌ فی مَوْضِعِهِ .

هبنغ

الهَبَیْنَغُ ،کهَمَیْسَعٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ:هُو الأَحْمَقُ ، وَ أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ فی «ه ن ب غ»کما سَیَأْتِی.

هدغ

هَدَغَهُ ، أی:الطَّعَامَ ، کَمَنَعَهُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قَالَ ابْنُ عَبّادٍ:أیّ فَدَغَهُ .

قال: و انْهَدَغَ الشَّیْ ءُ: لانَ عَنْ یُبْسٍ .

و فی نَوادِرِ الأَعْرَابِ : انْهَدَغَتِ الرُّطَبَهُ ، أی: انْفَضَخَتْ حِینَ سَقَطَتْ ،و کَذلِکَ :انْثَمَغَتْ ،و انْثَدَغَتْ . و قال ابْنُ عَبّادٍ: المُنْهَدِغُ :الحَسْوُ اللَّیِّنُ مِنَ الطَّعَامِ ، کَمَا فی العُبَابِ .

هدلغ

الهِدْلَوْغَهُ ،کهِرْکَوْلَهٍ ، هکَذا ضَبَطَهُ صاحِبُ المُحِیطِ ،و قَدْ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و یُضَمُّ ، أی مَعَ ضَمِّ اللاّم،و عَلَیْهِ اقْتَصَرَ فی اللِّسَان: القَبِیحُ الخَلْقِ ، بفَتْحِ الخاءِ و سُکُونِ الّلامِ ، الأَحْمَقُ ، قالَهُ اللَّیْثُ (3)،و اقْتَصَرَ ابْنُ عَبّادٍ عَلَی الأَحْمَقِ .

هذلغ

الهُذْلُوغُ ، بِالذّالِ ، کعُصْفُورٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ هُنَا،و قَالَ ابْنُ عَبّاد:هُوَ الغَلِیظُ الشَّفَهِ ، وَ أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ فی العَیْنِ ،و قَدْ سَبَقَتِ الإِشَارَهُ إِلَیْهِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الهُذْلُوغَه ،بالضَّمِّ :لُغَهٌ فی الهُدْلُوغَهِ .

هرنغ

الهُرْنُوغُ ،کعُصْفُورٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قَالَ اللَّیْثُ :هُوَ شَیْ ءٌ کالطُّرْثُوثِ یُؤْکَلُ ، نَقَلَهُ عَنْهُ الأَزْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و یُقَال:هُو بالزّای،و قَدْ تَقَدَّمَ الاخْتِلافُ فیهِ فی العَیْنِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الهُرْنُوغُ :القَمْلَهُ ،لُغَهٌ فی العَیْنِ ،کَمَا تَقَدَّمَ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

هغغ

هَغَّ هَغَّهً :هُوَ حِکَایَهُ التَّغَرْغُرِ،و لا یُصَرَّفُ مِنْهُ فِعْلٌ ؛لِثِقَلِهِ عَلَی اللِّسَانِ ،و قُبْحِهِ فی المَنْطِقِ ،إِلاَّ أَنْ یُضْطَرَّ شاعِرٌ،کَذا فی اللِّسَانِ ،و قَدْ أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ .

هقغ

هَقَغَ بالقَافِ (4)،هکَذَا فی سَائِرِ النُّسَخِ ،و هُوَ غَلَطٌ ،صَوَابُه بالفَاءِ کَمَنَعَ هُقُوغًا ، و قَدْ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أی: ضَعُفَ مِنْ جُوعٍ أَوْ مَرَضٍ (5)،هکَذَا هُوَ بالفَاءِ فی نُسْخَهِ الجَمْهَرَهِ و فی اللِّسَانِ ،و العُبَابِ ، و التَّکْمِلَهِ ،و القافُ تَحْرِیفٌ .

ص:73


1- (1) التهذیب«ه غ»386/5.
2- (2) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:«و الهَیْنَغُ »و الهَینغ هی المرأه المائعه الضاحکه الملاعبه.و الغیهق:النشاط .
3- (3) فی التکمله عن اللیث«الهُذلُوغه»و مثلها فی التهذیب بالذال المعجمه (هذلغ 497/6).
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:هفغ(بالفاء)هکذا بالنسخه و ضرب علی قوله بالقاف.
5- (5) و نقله الأزهری عن ابن درید هَفَغَ یَهفَغُ هفوغًا بالفاء،و قال:لم أجده لغیره و لا أحقّه.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

هفغ

الهَفْغُ ، کالهُفُوغِ ،نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

هلغ

الهِلْیاغُ ،کجِرْیالٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ : شَیْ ءٌ مِنْ صِغَارِ السِّباعِ ، و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ:ضَرْبٌ مِنَ السِّبَاعِ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

و هِلْیَاغُهَا فِیها مَعًا و الغَنَاجِلُ (1)

و أَنْکَرَ الأَزْهَرِیُّ الهِلْیَاغَ ،و قَدْ تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی العَیْنِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الهِلْیَاغُ :المَرْأَهُ المُمَانِعَهُ ،المُضَاحِکَهُ المُلاعِبَهُ ،قالَهُ اللَّیْثُ .

همغ

الهِمْیَغُ ،کغِرْیَنٍ ، مَکْتُوبٌ عِنْدَنا فی النُّسَخِ بالأَحْمَرِ،و قَدْ وُجِدَ فی نُسَخِ الصِّحاحِ ،فالصَّوابُ کَتْبُه بالأَسْوَد،و هُوَ المَوْتُ المُعَجَّلُ الوَحِیُّ ،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ، و أَنْشَدَ للهُذَلِیِّ :

إِذا بَلَغُوا مِصْرَهُمْ عُوجِلُوا

مِنَ المَوْتِ بالهِمْیَغِ الذّاعِطِ (2)

أی:الذّابِحِ ،قال:هذا هُوَ الصَّحِیحُ ،و حَکَاهُ اللَّیْثُ بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،قال:و هُوَ تَصْحِیفٌ ،و قَدْ ذَکَرْنَاه هُنَاکَ ، وَ کانَ الخَلِیلُ یَقُولُه بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،و قد خالَفَهُ النّاسُ .

و قال شَمِرٌ: هَمَغَ رَأْسَهُ کمَنَعَ ، أی: شَدَخَهُ .

قلتُ :و رُوِیَ ذلِکَ بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ أَیْضًا عَنْ أَبی زَیْدٍ، کما تَقدَّمَ .

و الهَمْیَغُ (3)،کحَیدَرٍ:شَجَرَهٌ ثَمَرُهَا المَغْد، وَ العَیْنُ لُغَهٌ فیهِ ،و قد تَقَدَّمَ .

و فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ : انْهَمَغَتِ الرُّطَبَهُ :انْشَدَخَتْ ، کانْهَدَغَتْ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: انْهَمَغَتِ القَرْحَهُ : إذا ابْتَلَّتْ فهِیَ قَرْحَهٌ مُنْهَمِغَهٌ .

هنبغ

الهُنْبُغُ ،کقُنْقُذٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قَالَ اللَّیْثُ :هُو شِدَّهُ الجُوعِ و قال أَبُو عَمْرٍو: الجُوعُ الهُنْبُغُ :

الشَّدِیدُ، یُوصَفُ بِه کالهِنْبَاغِ باکَسْرِ،قال رُؤْبَهُ :

کالفِقْعِ إنْ یُهْمَزْ بوَطْ ءٍ یُثلَغِ

فعَضَّ بالوَیْلِ وَ جُوعٍ هُنْبُغِ

و الهُنْبُغُ أَیْضًا: التُرَابُ الَّذِی یَطِیرُ بَأدْنَی شَیْ ءٍ، کَمَا فی العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ :العَجَاجُ الَّذِی یَطْفُو مِنْ رِقَّتِهِ و دِقَّتِهِ ، قال رُؤْبَهُ :

یَشْتَقُّ بَعْدَ الطَّرَدِ المُبَغْبِغِ

و بَعْدَ إِیغافِ العَجَاجِ الهُنْبُغِ

و قیلَ : الهُنْبُغُ مِنَ العَجاجِ :الَّذِی یَجِیءُ و یَذَهَبُ .

و الهُنْبُغُ : الأَسَدُ نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: المَرْأَهُ الضَّعِیفَهُ البَطْشِ .

و أَیْضًا: الحَمْقَاءُ مِنَ النِّسَاءِ.

و هَنْبَغَ :جَاعَ .

و فی المُحِیطِ : هَنْبَغَ العَجاجُ :کَثُرَ و ثارَ.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

جُوعٌ هُنْبُوغٌ ،کعُصْفُورٍ:شَدِیدٌ.

و الهُنْبُغُ ،بالضَّمِّ :الّلازِقُ .

و أَیْضًا:المَرْأَهُ الفَاجِرَهُ .

و:کزِبْرِجٍ :لُغَهٌ فِیهِ ،عَنْ کُرَاعٍ .

و قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :یُقَالُ للقَمْلَهِ الصَّغِیرهِ : الهُنْبُغُ ، و الهُنْبُوغُ ،و القَهْبَلِسُ .

و الهُنْبُوغُ :شِبْهُ الطُّرْثُوثِ یُؤْکَلُ .

و الهُنْبُوغُ :طائِرٌ.قلتُ :و هُوَ مَقْلُوبُ نُهْبُوغٍ .

و الهَنَیْبَغُ ،کسَمَیْدَعٍ :الأَحْمَقُ .

هنغ

الهَیْنَغُ ،کهَیْکَلٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ أَبُو مالِک:هِیَ المَرْأَهُ الفاجِرَهُ ، قَال الأَزْهَرِیُّ :و هکَذَا قَرَأَْتُ بخَطِّ شَمِرٍ لَهُ (4).

ص:74


1- (1) الغناجل واحدها غُنُجل و هو عناق الأرض،عن التهذیب.
2- (2) البیت فی دیوان الهذلیین 196/2 فی شعر أسامه بن الحارث الهذلی. و فی التهذیب:إذا وردوا...الضاغط ».
3- ((*)) فی القاموس:«الهَیْمَغُ »بدل«الهَمیغُ ».
4- (3) الأصل و اللسان عن الأزهری،و حذفت لفظه«له»من عباره التهذیب.

و قال غَیْرُه:هِیَ المُظْهِرَهُ سِرَّها لِکُلِّ أَحَدٍ.

و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:هِی الضَّحّاکَهُ المُغَازِلَهُ لزَوْجِها،قَالَ رُؤْبَهُ :

وَجْسٌ کتَحْدِیثِ الهَلُوکِ الهَیْنَغِ (1)

لَذَّتْ أَحَادِیثَ الغَوِیِّ المِنْدَغِ

و قال أَبُو زَیْدٍ:خاضَنَ (2)المَرْأَهَ ،و هَانَغَها : إذا غَازَلَهَا.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الهَنْغُ :إخْفَاءُ الصَّوْتِ مِنَ الرَّجُلِ و المَرْأَهِ عِنْدَ الغَزَلِ .

وَ هَانَغَها :أَخْفَی کُلُّ واحِدٍ مِنْهُما صَوْتَهُ .

وَ هَنَغَتِ المَرْأَهُ :فجَرَتْ ،قالَه أَبُو مالِکٍ .

هوغ

الهَوْغُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ:هُوَ الشَّیْ ءُ الکَثِیرُ، یُقَالُ :جاءَ فُلانٌ بالهَوْغِ ،أی:بالمالِ الکَثِیرِ،قال:و لَیْسَ باللُّغَهِ المُسْتَعْمَلَهِ (3).

هیغ

الأَهْیَغُ :أَرْغَدُ العَیْشِ و أَخْصَبُه.

و الأَهْیَغُ : الماءُ الکَثِیرُ.

و الأَهْیَغُ مِنَ الأَعْوَامِ :المُخْصِبُ المُعْشِبُ ، قالَهُ ابنُ السِّکِّیتِ .قال: و الأَهْیَغانِ :الخِصْبُ و حُسْنُ الحالِ ، یُقَالُ :إنَّهُمْ لَفی الأَهْیَغَیْنِ ، و قِیلَ :هُمَا الأَکْلُ و النَّکَاحُ (4)،قالَهُ الفَرّاءُ، أَو الأَکْلُ و الشُّرْبُ ، أَو الشُّرْبُ و النِّکَاحُ .

و هَیَّغَ المَطَرُ الأَرْضَ :جَادَهَا.

و هَیَّغَ الثَّرِیدَهَ :أَکْثَرَ وَدَکَهَا، کَمَا فی اللِّسَانِ و العُبَابِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

هَیغَ العامُ ،کفَرِحَ :أَخْصَبَ ،و أَهْیَغَ القَوْمُ ،کَذلِکَ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

یرغ

یرغ :جَبَلٌ بأَجَأَ،و قِیلَ :مَجَنَّهٌ ،کَمَا فی المُعْجَمِ (5).

وَ بِهِ تَمَّ حَرْفُ الغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،و الحَمْدِ للّه الَّذِی بنِعْمَتِه تَتِمُّ الصّالِحَاتُ .

وَ صَلَّی اللّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ و عَلَی آلِهِ و صَحْبِه و تابِعِیهِمْ ما ازَّیَّنَتِ الأَرْضُ بالنَّبَات.

وَ کانَ الفَراغُ مِنْ ذلِکَ فی الثّالِثَهِ مِنْ لَیْلَهِ خَمِیسِ العَهْدِ، ثامِنَ عَشْرَ ذِی الحجَّهِ الحَرَامِ خِتَام(سنه 1184).

اللّهُمَّ اخْتِمْ بخَیْرٍ یا کَرِیم،و ذلِکَ بمَنْزِلِی فی عَطْفهِ الغَسّال بمِصْر،و کَتبه مُحَمَّدٌ مُرْتَضَی الحُسَیْنِیُّ عُفیَ عنه.

ص:75


1- (1) فی التهذیب و اللسان و الجمهره 354/3«قولاً»بدل«وجسٌ »و فی الدیوان ص 97«رجس»و قد مرّ الشطران بروایات مختلفه.
2- (2) عن التهذیب و اللسان و [1]بالأصل«حاضن».
3- (3) الجمهره 153/3. [2]
4- (4) شاهده،کما فی التهذیب و اللسان،قول رؤبه: یغمسنَ من یغمِسْنَه فی الأهیغِ فی اللسان:من غَمَسْنه.
5- (5) کذا و لم أعثر عَلَیه فی معجم البلدان و لا فی معجم ما استعجم.

ص:76

بَابْ الفَاء

اشاره

و هو من الحُروفِ المَهْمُوسَهِ و الشَّفَوِیَّه.

قال شیخُنَا:و قد أُبْدِلَتْ مِن الثَّاءِ المُثَلَّثَه فی ثُمَّ العاطِفَه، قالوا:جاءَ زیدٌ فُمَّ عمرٌو،کما قالوا:ثُمَّ ،و من الثُّومِ ؛ البَقْلَهِ المعروفَهِ ،قالوا:فُومٌ ،و من الجَدَثِ بمعنی القَبْرِ، قالوا:جَدَفٌ ،و جَمَعُوا فقالُوا:أَجْدَاثٌ ،و لم یقولوا:

أَجْدَافٌ ،فدَلَّ علی أنَّ الثاءَ هی الأَصْلُ ،کما صَرَّح به ابنُ جِنِّی،و غیرُه.

قلتُ :و هذا البحثُ أَوْرَدَه الإمامُ أَبُو القاسم السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوض،و سَنُورِدُه فی«ج د ف»إن شاءَ اللّه تعالی.

فصل الهمزه مع الفاءِ

أثف

الأُثْفِیَّهُ ،بِالضَّمِّ و یُکْسَرُ، هکذا ضبَطَهُ أَبُو عُبَیْدٍ بالوَجْهَیْنِ : الْحَجَرُ الذی تُوضَعُ عَلَیه الْقِدْرُ، قال الأَزْهَرِیُّ :

وَ ما کان من حدِیدٍ سَمَّوْه مِنْصَباً،و لم یُسَمُّوه أُثْفِیَّهً ،و فی اللسان:و رأَیْتُ حاشِیهً بخطِّ بعضِ الأَفاضِل،قال أَبو القاسم الزَّمَخْشَرِیُّ : الأُثْفِیَّهُ ذاتُ وَجْهَیْن،تکون فُعْلُویَهً (1)وَ أُفْعُولَهً .

قلتُ :و کَذا نَصُّه فی الأَساسِ ،و ذَکَر اللَّیْثُ أَیْضاً کذلِک،فَعَلَی أَحدِ القَولَیْنِ ذکرَه المُصَنِّفُ فی هذا التَّرْکِیبِ ،و سیُعِیدُ ذِکْرَه أَیضاً فی المُعْتَلِّ ،و یَأْتی الکلامُ عَلیه هناک.

ج: أَثافیُّ بالتَّشْدید و یُخَفَّفُ ، قال الأَخْفَشُ :اعْتَزَمتِ العربُ أَثَافیَ ،أی:أَنهم لم یتکَلَّمُوا بها إلاَّ مُخَفَّفَهً ،و بالوَجْهَیْنِ رُوِیَ قولُ زُهَیْرِ بن أَبی سُلْمَی:

أَثَافیَّ سُفْعاً فی مُعَرَّسِ مِرْجَلٍ

وَ نُؤْیاً کَجِذْمِ الْحَوْضِ لم یَتَثَلَّمِ (2)

و من المَجَازِ:بَقِیَتْ مِنْ فلانٍ إثْفِیَّهٌ خَشْنَاءُ،أی: العَدَدُ الْکَثِیر،و الجَماعَهُ من النَّاسِ (3)و هو بکسر الهمزه،قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ فی حدیثٍ له:إنَّ فی الْحِرْمَازِ الیومَ لَثَفِنَهً إثْفِیَّهً مِن أَثَافی النَّاسِ صُلْبَهً ،نصَب إثْفِیَّهً علی البَدَل،و لا یکون صِفَهً ؛لأَنها اسْمٌ .

و ثَالِثَهُ الأَثَافی :الْقِطْعَهُ مِنْ الجَبَلِ ،یُجْعَلُ إلَی جَنْبِهَا اثْنَتَانِ ،فَتَکُونُ الْقِطْعَهُ مُتَّصِلَهً بالْجَبَلِ ، و ذلِکَ إذا لم یَجِدُوا ثالثهَ الأَثافی ، و به فُسِّرَ قولُهم فی المَثَلِ : رَمَاهُ اللّه بِثَالِثَهِ الأَثَافی أی:بالجَبَلِ ،أی:بدَاهِیَهٍ مثلِ الجَبَلِ ،قالَه ثَعْلَبٌ ،قال خُفَافُ بنُ نُدْبَهَ :

وَ إنَّ قَصِیدَهً شَنْعَاءَ مِنِّی

إذَا حَضَرَتْ کَثَالِثَهِ الأَثَافی

وَ قال أَبو سعیدٍ:الضَّرِیرُ:معناه أَنَّه رَمَاه بِالشَّرِّ کُلِّهِ ، جَعَلَ الشَّرَّ أُثْفِیَّهً بَعْدَ أُثْفِیَّهٍ حتی إذا رَمَاهُ بالثَّالِثَهِ لم یَتْرُکْ منها غَایَهً ، وَ قال الأَصْمَعِیُّ :معناه رَمَاه بالمُعْضِلاتِ ،و قال عَلْقَمَهُ بنُ عَبَدَهَ -و خَفَّفَ یاءَ الأَثَافیّ -:

بَلْ کُلُّ قَوْمٍ و إنْ عَزُّوا و إنْ کَثُرُوا

عَرِیفُهُمْ بِأَثَافی الشَّرِّ مَرْجُومُ

وَ هو مَجَازٌ.

ص:77


1- (1) فی الأساس:«فعلوَّه و أفعوله»و الأصل کاللسان. [1]
2- (2) شرح دیوانه ص 7 بروایه: وَ نؤیاً کحوض الجدّ لم یتثلّمِ وَ یروی:کحوض الجرّ.
3- (3) فی القاموس المطبوع:«و جماعهُ الناس».

و أَثَفَهُ یَأْثِفُهُ من حَدِّ ضرَب،أی: تَبِعَهُ فهو آثِفٌ :تَابِعٌ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

قلتُ :و هو قول أَبِی عُبَیْدٍ،نقَلَه عن الکِسَائِیِّ فی نَوَادِرِه.

و قیل: أَثَفَهُ :إذا طَرَدَهُ عن ابن عَبَّادٍ.

و قال أَبو عَمْرٍو: أَثَفَهُ یَأْثِفُهُ بالکَسْر، و یَأْثُفُهُ بالضَّمِّ :إذا طَلَبَهُ .

و أُثَیْفِیَهُ ،کحُدَیْبِیَهٍ تصغیر أُثْفِیَه : ه بِالْیَمَامَهِ بالوَشْمِ منها، لبنی کُلَیْبِ بن یَرْبُوعٍ ،و أَکْثَرُها لِأَوْلاد جَرِیرِ بْنِ الخَطَفَی الشاعر،و قال ابنُ أَبی حَفْصَهَ :هی أُکَیْماتٌ ثَلاثهٌ شُبِّهتْ بأَثَافیِّ القِدْرِ،و بها کان جَرِیرٌ،و بها له مَالٌ ،و بها مَنْزِل عُمَارَهَ بنِ عَقِیلِ بنِ بِلاَلِ بنِ جَرِیرٍ،و قال نَصْرٌ: أُثَیْفِیَهٌ :

حِصْنٌ من مَنَازلِ تَمِیمٍ ،و اسْتَدَلَّ بقَولِ الرَّاعِی الآتی.

و ذُو أُثَیْفِیَه :ع،بِعَقِیقِ الْمَدِینَهِ علی ساکِنها أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السلامِ .

و أُثَیْفِیَاتُ جمعُ أُثَیْفِیَهٍ : ع فی قول الرَّاعِی:

دَعَوْنَ قُلُوبَنَا بِأُثَیْفِیَاتٍ

فَأَلْحَقَنَا قَلاَئِصُ یَعْتَلِینَا (1)

وَ قالَ یاقُوت: أُثَیْفِیَهُ و أُثَیْفِیَاتٌ کلاهما مَوْضِعٌ واحِدٌ، وَ إنما جَمَعَه بما حَوْلَه،و له نَظَائِرُ کَثیره.

قلتُ :و أَقْرَبُهَا ما مَرَّ فی«ولغ».

أَوْ جِبَالٌ صِغَارٌ کالأَثَافی قاله ابنُ حَبِیب،و مثلُه قولُ ابنِ أَبِی حَفْصَهَ ،و قد تقدَّم.

و المُؤَثَّفُ کَمُعَظَّمُ :القَصِیرُ العَرِیضُ التَّارُّ اللَّحِیمُ ، وَ أَنْشَد أَبُو عَمْرٍو:

لیسَ مِنَ القُرِّ بِمُسْتَکِینِ

مُؤَثَّفٌ بِلَحْمِهِ سَمِینِ

و الآثِفُ :الثَّابِتُ کما فی المُحِیط .

و الآثِفُ : التَّابِعُ کما فی الصِّحاح، و قال أَبو حاتم:

الأَثَافی :کَواکِبُ بِحِیالِ رأَْسِ القِدْرِ، قال: و الْقِدْرُ أَیْضاً:

کَوَاکِبُ مُسْتَدِیرَهٌ و قد ذُکِرَ فی الراءِ. و أَثَّفَ الْقِدْرَ تَأْثِیفاً :جَعَلَهَا عَلَی الأَثَافی لغَه فی ثَفَّاهَا تَثْفِیَهُ ،کما فی الصحاح،و سیأْتی فی المُعْتَلِّ إن شاءَ اللّه تعالی.

و من المجاز: تَأَثَّفَهُ : إذا تَکَنَّفَهُ ، وَ فی الصِّحاح:

تَأَثَّفُوه ،أی تَکَنَّفُوه،و فی الأَساس:أی اجْتَمَعُوا حَوْلَهُ ، وَ أَنشد الجَوْهَریُّ للشاعر-و هو النابغه،یعتذرُ إلی النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ-:

لاَ تَقْذِفَنِّی بِرُکْنٍ لاَ کِفَاءَ لَهُ

وَ إنَّ تَأَثَّفَکَ الأَعْدَاءُ بالرِّفَدِ (2)

و قال أَبو زَیْد: تَأَثَّفَ المکانَ :إذا لَزِمَهُ ،و أَلِفَهُ و لم یَبْرَحْهُ .

و قال الأَزْهَرِیُّ : تَأَثَّفَهُ :إذا اتَّبَعُهُ ،و أَلَحَّ عَلَیه،و لم یَبْرَحْ یُغْرِیهِ و به فُسِّر قولُ النَّابِغَهِ المذکور،قال:و هُوَ من أَثَفْتُ الرَّجُلَ آثِفُهُ أَثْفاً (3):إذا تبِعْتَه،و لیس هو مِن الأُثْفِیَّهِ فی شیءٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

تَأَثَّفَتِ القِدْرُ،أی:وُضِعَتْ علی الأَثَافی .

وَ آثَفَتِ القِدْرُ،أی:وُضِعَتْ علی الأَثَافی .

وَ آثَفَهَا إیثافاً :لغهٌ فی أَثَّفَهَا تَأْثِیفاً (4).

وَ تأَثَّفُوا علی الأَمْرِ،أی:تَأَلَّبوا عَلَیه،و هو مجاز.

وَ هم عَلَیه أُثْفِیَّهٌ واحدهٌ .

وامرأهٌ مُؤَثَّفَهٌ ،کمُعَظَّمهٍ ،لزوجِها امرأَتان سِوَاها،و هی ثالثتُهما،شُبِّهَتْ بأَثَافی الْقِدْرِ،و منه قولُ الْمَخْزُومِیَّهَ :إنِّی أَنا الْمؤَثَّفهُ المُکَثَّفَهُ ،حکاه ابنُ الأَعْرَابِیِّ .

وَ ذَاتُ الأَثَافی :موضِعٌ فی بلادِ تَمِیمٍ :قال عُمارهُ فی (5)بنی نُمَیْرٍ:

إن تَحْضُرُوا ذَاتَ الأَثَافی فَإنَّکُمْ

بِهَا أَحَدَ الأَیَّامِ عُظْمُ الْمَصَائِبِ

أخف

أُخَیْفٌ ،کزُبَیْرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ

ص:78


1- (1) دیوانه ص 271 و تخریجه فیه،و فیه:یغتلینا.
2- (2) بالأصل«بالرمد»و المثبت عن الدیوان،أی یرفد بعضهم بعضاً.
3- (3) بالأصل«إثفاً»والثبت عن اللسان.
4- (4) بالأصل«إثفاء»و المثبت عن الصحاح،و فیه: أثّفت القدر تأثیفاً.
5- (5) فی المطبوعه الکویتیه:«من».

اللِّسَان،و هکذا ضَبَطَه أَصْحابُ الحَدِیثِ ،منهم ابنُ الْبَرْقِیِّ ،و ابنُ قانِعٍ ،و أَهْلُ المعرِفَهِ بالأَنْسَابِ ،و رَجَّحَه الأَمِیرُ ابنُ مَاکُولاَ،و قال:صَرَّحَ به شَبَابٌ ،فی طبقاتِه، فالهمزه إذاً أَصْلِیَّهٌ أَصالتهَا فی أُسَیْدٍ و أُمَیْن، أَوْ هو کأَحْمَدَ کما ذکَره الدَّارَقُطْنِیُّ فیما حَکَاهُ عن شَبَاب و حِینَئذٍ فمَوْضِعُه الْخَاءُ مع الفاءِ،و الأَوَّلُ أَصْوَبُ ،کما قاله الصَّاغَانِیُّ ، قالوا:هو اسْمُ مُجْفِرِ بْنِ کَعْبِ بْنِ الْعَنْبَرِ بن عَمْرو بن تَمِیمٍ ،و من ذُرِّیَّتِه الخَشْخَاشُ بنُ مالک الْعَنْبَرِیُّ الصَّحابِیُّ ، وَ غیره.

أدف

الأُدافُ ،کغُرَابٍ أَهْمَلَه الْجَوْهَرِیُّ ،و قال ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :هو الذَّکَرُ، وَ منه

16- الحدیثُ (1): «فی الأُدَاف الدِّیَهُ (2)». یعنی الذَّکَرَ إذا قُطِعَ ،و هَمْزَتُه بَدَلٌ مِنْ الواو،و قال الرَّاجِزُ:

أَدْخَلَ فی کَعْثَبِهَا الأُدَافَا

مِثْلَ الذَّرَاعِ یَمْتَطِی النِّطَافَا

قلتُ :و هو مَأخُوذٌ مِن وَدَفَ الإِناءُ،إذا قَطرَ،و وَدَفَتِ الشَّحْمَهُ :إذا قَطَرت دُهْنًا،کما سَیَأْتِی.

و قال غیرُه: الأُدَافُ : الأُذُنُ نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .

و أُدْفِیَّهُ ، کأُثْفِیَّهٍ :جَبَلٌ لِبَنِی قُشَیْرٍ هکَذَا ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ ، وَ قَلَّدَه المُصَنِّفُ ،و الذِی صَحَّ أَنَّه بالقَاف،کما حَقَّقه یاقوتُ فی المعجم،و قد أوردها المُصَنِّف ثانِیاً فی المُعْتَلِّ ،إشارهً إلی أَنَّهَا ذاتُ وَجْهَیْن:فُعْلُویَه،و أُفْعُولَه،کما سیأْتی.

و أُدْفُوَّهُ :بِضَمِّ الهَمْزَهِ و فَتْحِها،و قد تُعْجَمُ الدَّالُ هکذا بزِیادهِ هاءٍ فی آخِرِها،و یُوجَدُ فی بعضِ النُسَخ تَشْدِیدُ الواوِ أَیضاً،و کلاهما خَطَأٌ،و الصوابُ فی ضَبْطِه« أُدْفُو »بضَمٍّ فسُکونِ الدَّالِ و الواوِ و الفاءُ مضمومه (3)، و قد تُبْدَلُ الدَّالُ تاءً:ه قُرْبَ الإِسْکَندَرِیَّهِ من کُوَرِ البُحَیْرَهِ .

و أَیضاً: بُلَیْدٌ بالصَّعِیدِ و هی قریهٌ عامرهٌ بین أُسْوَانَ وَ قُوص،کثیرهُ النَّخْل،بها ثَمَرٌ (4)لا یُقْدَر علی أَکْلِهِ حتی یُدَقَّ فی الْهاوُنِ ،مِثْل السُّکَّر،و یُذَرُّ علی العَصائِدِ،قاله ابنُ زُولاَق،و هکَذَا ضَبَطَ اسْمَ القَریهِ کما ذَکَرْنا، مِنْهُ الإمامُ أَبو بکر مُحَمَّدُ بنُ علیّ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد الأُدْفُوِیُّ الأَدِیبُ المُقْرِیءُ النَحْوِیُّ الْمُفَسِّرُ انْفَرَد بالإِمامهِ فی قِرَاءَهِ نَافِع، رِوَایهِ وَرْشٍ ،معَ سَعَهِ عِلْمٍ ،و حَدَّث عن أَبی جعفر أحمدَ بن محمد بن النَّحَّاسِ بکتابِ معانی القرآن،و إعرابِ القرآن،وُلِد سنه 304،و تُوُفِّیَ بمصرَ سنه 388 و تَفْسِیرُه فی أَرْبَعِینَ و فی المعجم:خمسین (5)مُجَلداً کِبَارًا،و فی أَنسَاب البِلْبِیسِیّ مائه و عشرین مُجَلَّداً،قال:و منه نسخهُ الْفَاضِلِیَّهِ ،و له غیرُ ذلِک من کُتُبِ الأَدبِ ،و ترجمتُه فی معجم الأُدباءِ مشهوره.

و منه أَیضاً الشیخُ کمالُ الدِّینِ أَبو الفضل جَعْفَرٌ،و یُدْعَی عبدَ اللّه بنِ ثَعْلَبَ هکذا بالثاءِ و العین المُهْمَله،و صوابُه بالتَّاءِ الفَوْقِیَّه و الغَیْنِ المُعْجَمَه،و هو ابن جَعْفَر بن تَغْلِب الأُدْفُوِیّ الفَقِیهُ المُؤرِّخُ المُحَدِّثُ ،مُؤلِّفُ تاریخ الصَّعِیدِ،و فی جُزْءٍ حافِلٍ سَمَّاه«الطَّالعَ السَّعِیدَ»و هو عندی،و قد أَخَذَ عن أبی حَیَّان،و غیره من الشُّیوخ،و أَخذ عنه الحافِظُ بنُ حَجَرٍ بوَاسِطَهِ أَبِی الخَیْرِ أحمدَ بنِ الصَّلاحِ خلیلِ بنِ کَیْکَلَدِی الْعَلاَئِیِّ ،کما رأَیتُه علی رسالهٍ من تأْلیفِ المُتَرْجَم فی حُکْمِ السَّماع.

قلتُ :و منه أَیضاً ضیاءُ الدین أَحْمَدُ بنُ عبدِ القَوِیِّ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ علیٍّ الأُدْفُوِیُّ ،مات بها،و له کَراماتٌ ، تَرْجَمَه الأُدْفُوِیُّ المذکور فی التاریخ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَدْفَهُ ،بفَتْحٍ فسُکون:من قُرَی إخْمِیم بالصَّعِید من مصر،نَقَلَه یاقوت.

قلتُ :و قد رأَیْتُها،و هی فی حِذَاءِ جَزِیرَهِ شَنْدَوید (6)،مِن أَعْمَالِ المَراغَاتِ .

أذف

الأُذَافُ کغُرَابٍ بالذَّالِ المُعْجَمَه،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه (7)،و أَوْرَدَه فی العُبَاب، فقَالَ :و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هی لغهٌ فی الأُداف،بالدال المهمله،بمعنی: الذَّکَر.

ص:79


1- (1) اللسان:فی حدیث الدیات.
2- (2) التکمله:الدیه کامله.
3- (3) کما فی معجم البلدان.
4- (4) معجم البلدان: [1]تمر،بالتاء.
5- (5) فی معجم البلدان«ادفو»:خمسه مجلدات.
6- (6) عن معجم البلدان«شندوید»و بالأصل«شندویل»باللام.
7- (7) ذکره الصاغانی فی التکمله استطراداً فی أدف و فیها:الأُداف وَ الأُذاف:الذکر.

قال الصَّاغَانِیُّ : و تَأْذِفُ (1)،کتَضْرِبُ :د،علی بَرِیدٍ مِنْ حَلَبَ ، وَ فی العبابِ علی ثلاثهِ (2)فَرَاسِخَ منها بوادِی بُطْنَان، قال امرؤُ القیس:

أَلاَ رُبَّ یَوْمِ صَالِحٍ قد شَهدْتُهُ

بِتَأْذِفَ ذَاتِ التَّلِّ مِنْ فَوْقِ طَرْطَرَا

أرف

الأُرْفَهُ ،بالضَّمِّ :الحَدُّ بین الأَرْضَیْنِ و فَصْلُ ما بین الدُّورِ و الضِّیاعِ ،و زَعَم یعقوبُ أَن فاءَ أُرْفَهٍ بَدَلٌ مِن ثاءِ أُرْثَهٍ ، ج: أُرَفٌ کغُرَفٍ ، و

17- فی حدیثِ عثمانَ رضی الله عنه: الأَرَفُ تَقْطَعُ الشُّفْعَهَ . و هِیَ المَعَالِمُ و الحُدودُ،هذا کلامُ أَهلِ الْحِجَازِ،و کانوا لا یَرَوْنَ الشُّفْعَهَ لِلْجَارِ،و قال اللِّحْیَانِیُّ : الأَرَفُ و الأُرَثُ :الحُدُودُ بین الأَرْضین،و فی الصِّحاحِ :مَعالِمُ الحُدودِ بینَ الأَرْضِین.

و الأُرْفَهُ أَیضاً: العُقْدَهُ نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .

و الأُرْفیُّ :کقُمْرِیٍّ :اللَّبَنُ الطَّیِّبُ المَحْضُ الخَالِصُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و به فُسِّر

17- حدیثُ المُغِیرَهِ : «لَحَدِیثٌ مِنْ فی الْعَاقِلِ أَشْهَی إلَیَّ مَنَ الشُّهْدِ بِمَاءِ رَصَفَهٍ بِمَحْضِ الأُرْفیِّ ».

قال ابنُ الأَثِیرِ:کذا قالَهُ الْهَرَوِیُّ عندِ شَرْحهِ الرَّصَفَهَ ،فی حرف الرَّاءِ.

و الأُرْفیُّ أَیْضاً المَاسِحُ الَّذِی یَمْسَحُ الأَرْضَ و یُعْلِمُهَا بحُدُودٍ.

قال الصَّاغَانِیُّ :و الکلامُ عَلی الأُرْفیِّ کالکلامِ علی الأُثْفِیَّهِ .

و أُرِّفَ علَی الأرضِ تَأْرِیفاً :جُعِلَتْ لها حُدودٌ، وَ قُسِّمَتْ ، وَ منه

16- الحَدیثُ : «أیُّ مالٍ اقْتُسِم،و أُرِّفَ عَلَیْهِ فَلاَ شُفْعَهَ فِیهِ » (3). کما فی الصِّحاح.

و تَأَرِیفُ الحَبْلِ :عَقْدُهُ .

و یقال: هو مُؤَارِفی أی: حَدُّهُ إلی حَدِّی فی السُّکْنَی وَ الْمَکَانِ کما نقولُ :مُتَاخِمِی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَرَّفَ الدارَ و الأَرْضَ تَأْرِیفاً :قَسَّمَها و حَدَّهَا.و الأُرْفَهُ ،بالضَّمِّ :الحَدُّ،و منه

16- حدیثُ عبدِ اللّه بن سَلامٍ : «مَا أَجِدُ بهذهِ الأُمَّهِ مِن أُرْفَهِ أَجَلٍ بَعْدَ السَّبْعَیْنَ ».

أی:مِن حَدٍّ یُنْتَهَی إلیهِ ،و قالت امرأَهٌ مِن العَرَبِ :جَعَلَ عَلَیَّ زَوْجِی أُرْفَهً لا أَخُورُهَا (4).أیْ :عَلامهً ،قاله ثَعْلَب.

وَ إنَّهُ لفی إرْفِ مَجْدٍ،کإرْثِ مَجْدٍ،حکاه یعقوب فی البَدَل.و الأَرْفَهُ أَیضاً:المُسَنَّاهُ بینَ قَرَاحَیْن،عن ثَعْلَب، وَ جَمْعُهُ : أُرَفٌ ،کدُخْنَهٍ و دُخَنٍ .

وَ قال الأَصْمَعِیُّ :[ الآرِفُ ] (5):الذی یأْتِی قَرْنَاهُ علی وَجْهِه مِن الکُبُوش.

أزف

أَزِفَ التَّرَحُّلُ ،کفَرِحِ ، أَزَفاً بالتَّحْرِیک، و أُزُوفاً ، بالضَّمِّ : دَنَا و أَفِدَ،کما فی الصِّحاح،و یقال:

سَاءَنِی أُزُوفُ رَحِیلِهم،و أَنشد اللَّیْثُ :

أَزِفَ التَّرَحُّلُ غَیْرَ أنَّ رِکَابَنَا

لَمَّا تزُلْ بِرِحَالِهَا و کأَنْ قَدِ (6)

و أَزِفَ الرَّجُلُ :عَجِلَ فهو آزِفٌ ،علی فاعِل،و

16- فی الحدیثِ : «قد أَزِفَ الوَقْتُ و حانَ الأَجَلُ ». أی:دَنَا و قَرُبَ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: أَزِفَ الْجُرْحُ ،و یُثَلَّثُ زَایُهُ و لم یذکُرْ معناه (7)،قال الصَّاغَانِیُّ :الذی انْدَمَلَ ،و یُقَال: أَزِفَ الشَّیْ ءُ أی: قَلَّ .

و الآزِفَهُ :القِیامَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ سُمِّیَتْ لقُرْبِهَا و إن اسْتَبْعَدَ الناسُ مَداهَا،قال اللّه تعالی: أَزِفَتِ اَلْآزِفَهُ لَیْسَ لَها مِنْ دُونِ اللّهِ کاشِفَهٌ (8)یَعْنِی دَنَتِ الْقِیَامَهُ .

و من المجاز: الأَزَفُ ،مُحَرَّکهً :الضِّیقُ ،و سُوءُ الْعَیْشِ ، قال عَدِیُّ بنُ الرِّقَاعِ :

مِن کُلِّ بَیْضَاءَ لم یَسْقَعْ عَوَارِضَهَا

مِنَ الْمَعِیشَهِ تَبْرِیحٌ و لا أَزَفُ

و الْمَأْزَفَهُ ، کمَرْحَلَهٍ : العَذِرَهُ نَقَلَه ابنُ بَرِّیّ (9)،زادَ

ص:80


1- (1) قیدها یاقوت:تاذف بدون همز.
2- (2) فی معجم البلدان:أربعه فراسخ.
3- (3) بعدها فی النهایه: [1]أی حدَّ و أعلم.
4- (4) کذا بالأصل،و لعله لا أجوزها،أی لا أتعداها.
5- (5) زیاده عن التهذیب و نص عبارته:الآرف الذی یأتی قرناه علی أذنیه، و الأقبل الذی یُقبل قرناه علی وجهه.
6- (6) البیت للنابغه الذبیانی ص 30 بروایه:«أفِدَ الترحّل».
7- (7) فی التکمله:«أزَف و أزُف لغتان فی أزِف»بدون تقیید و عبارته تفیید الاطلاق.
8- (8) سوره النجم الآیتان 57 و 58. [2]
9- (9) الأصل و اللسان و بهامشه:کذا بالأصل،و بهامشه صوابه:أبو زید.

الصَّاغَانِیُّ : و الْقَذَرُ أَیضاً ج: مَآزِفُ ، وَ أَنْشَدَ ابنُ فَارِس:

کَأَنَّ رِدَائَیْهِ إذَا مَا ارْتَدَاهُمَا

عَلَی جُعَلٍ یَغْشَی الْمَآزِفَ بِالنُّخَرْ

قال:و ذلِکَ لا یکادُ أَنْ یکون إلاَّ فی مَضِیقٍ .

قلتُ :و فی الأَمالِی لابنِ بَرِّیّ هذا البیت،أَنْشَدَه أَبو عمروٍ للهَیْثَمٍ بن حَسَّان التَّغْلِبِیِّ .

و الأَزْفَی ،کسَکْری:السُّرْعَهُ و النَّشَاطُ هکذا ضَبَطَه الصَّاغَانِیُّ فی العُباب،و ضَبَطَه فی التَّکْمِلَه بضَم الهَمزه وَ سکُون الزَّای و کسر الفاءِ و تَشْدِید التَّحْتِیَّه.

وَ فی الأَساس:و أَزِفَ الرَّحِیلُ :دَنَا و عَجِل،و منه:أَقْبَلَ یمْشِی الأزَفَی ،کالْجَمَزَی،و کأَنَّهُ من الوَزِیف،و الهمزه عن واو،و أَرَی الصَّواب ما ذَهَب إلیه الزَّمَخْشَرِیُّ و أنَّ ضَبْطَ (1)الصَّاغَانِیّ فی کِتَابَیْهِ خَطَأٌ.

و قال الشَّیبانِی: آزَفَنِی فلان،علی أَفْعَلَنِی،أی:

أَعْجَلَنِی.

و المُتَآزِفُ ، علی مُتَفَاعِلٍ : القَصِیرُ مِن الرِّجَالِ ،و هو المُتَدَانِی، کما فی الصِّحاح،قال:و قال أَبو زَیْد:قالتُ لأَعْرَابِیٍّ ،ما الْمُحْبَنطِیءُ؟:قال:المُتَکَأْکِیءُ،قلتُ :ما الْمُتَکَأْکِیءُ؟:قال: الْمُتآزِفُ ،قلتُ :ما الْمُتآزِفُ :قال أَنْتَ أَحْمَقُ ،و تَرَکَنِی و مَرَّ،زاد الزمَخْشَرِیُّ فی الأَساسِ :إنَّمَا سُمِّیَ الْقَصِیرُ مُتآزِفاً لتَقَارُبِ خِلْقَتِهِ (2)،و هو مَجَاز،و فی التَّکْمِلَه:هو قَوْلُ الأَصْمَعِیِّ ، و المُتَآزِفُ : الْمَکَانُ الضَّیِّقُ کما فی اللِّسَان و العُبَابِ ، و هو أَیضاً: الرَّجُلُ السَّیِّ ءُ الْخُلُقِ ،الضَّیِّقُ الصَدْرِ نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ ،و هو مَجِاز.

و التَّآزُفُ :الْخَطْوُ المُتَقَارِبُ و الذی فی العُبَابِ و اللِّسَان:

خَطْوٌ مُتآزِفٌ ،أی:مُتَقَارِب (3).

و قال ابن فارس: تآزَفُوا :تَدَانَی بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ .

*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الْآزِفُ :المُسْتَعْجِل.و المُتَآزِفُ :الضَّعِیفُ الْجَبَان،و به فُسِّر قَوْلُ العُجَیْرِ السَّلُولِیِّ :

فَتًی قُدَّ السَّیْفِ لاَ مُتَآزِفٌ

وَ لاَ رَهِلٌ لَبَّاتُهُ و بَآدِلُهْ (4)

و الآزِفُ :الْبَرْدُ الشَّدِید،عن ابنِ عَبَّادٍ.

أسف

الْأسَفُ ،مُحَرَّکَهً :أَشَدُّ الحُزْنِ ، وَ قد أَسِفَ علَی ما فَاتَهُ ، کفَرِحَ کما فی الصِّحاحِ ، و الاْسمُ أَسَافَهُ کسَحَابَهٍ ، وَ أَسِفَ عَلَیْه:غَضِبَ فهو أَسِفٌ ،ککَتِفٍ ،و منه قوله تعالی: غَضْبانَ أَسِفاً (5)،قال شیخُنا:و قَیَّدَه بعضُهم بأَنَّه الحُزْنُ مع ما فَاتَ ،لا مُطْلَقًا،و قال الرَّاغِبُ :حقیقهُ الأَسَفِ :ثَوَرانُ دَمِ القلبِ شَهْوَهَ الانْتِقَامِ ،فمتی کان ذلک علَی مَن دُونَه انْتَشَر و صار غَضَباً،و متی کان علی مَن فَوْقَه انْقَبَضَ فصارَ حُزْنًا،و لذلِکَ سُئِل ابنُ عَبَّاسٍ عن الحُزْنِ وَ الغَضَبِ ،فقَالَ :مَخْرَجُهما واحدٌ،و اللَّفْظُ مُخْتَلِف،فمَن نازَع مَن یَقوَی عَلَیه أَظْهَرَ غَیْظاً و غَضَباً،و مَنْ نازَع مَن لا یقْوَی عَلیه أَظْهَرَ حُزْنًا و جَزعًا،و لهذا قال الشاعر:

فحُزْنُ کُلِّ أَخِی حُزْنٍ أَخو الغَضَبِ

14- و سُئِلَ النبیُّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم عَن مَوْتِ الْفَجْأَهِ ،فَقَالَ :«رَاحَهٌ لِلْمُؤْمِنِ ،و أَخْذَهُ أَسَفٍ لِلْکَافِرِ». و یُرْوَی: أَسِفٍ ،ککَتِفٍ ، أی أَخْذَهُ سَخَطٍ ،أَو أَوْ أخَذَهُ ساخِطٍ و ذلِک لأَنَّ الغَضْبانَ لا یَخْلُو مِن حُزْنٍ و لَهَفٍ ،فقِیل لَه: أَسِفٌ ،ثُم کَثُرَ حَتی اسْتُعْمِل فی مَوْضِعٍ لا مَجالَ للحُزْنِ فیه،و هذِه الإِضافهُ بمعنَی مِن،کخاتمِ فِضَّهٍ ،و تکون بمعنَی فی،کقولِ صِدْقٍ ،و وَعْدِ حَقٍّ ،و قال ابنُ الأَنْبَارِیِّ : أَسِفَ فلانٌ عَلَی کذا و کذا،و تَأَسَّف ،و هو مُتَأَسِّفٌ علی ما فَاتَهُ ،فیه قَولان:

أَحَدُهما:أَن یکونَ المعنَی حَزِنَ علَی ما فَاتَهُ ؛لأَنَّ الأَسَفَ عندَ العَربِ الحُزْنُ ،و قِیل:أَشَدُّ الحُزْنِ ،و قال الضَّحَّاکُ فی قوله تعالی: إِنْ لَمْ یُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِیثِ أَسَفاً (6):أی

ص:81


1- (1) بالأصل«ضبطه»و المثبت عن حاشیه التکمله.
2- (2) فی الأساس:خَلْقه.
3- (3) و مثله فی التکمله و التهذیب.
4- (4) من أبیات الحماسه بشرح التبریزی 194/2 یرثی ابن عمٍ له بروایه: لا متضائلٌ ...و آباجله». وَ علی هذه الروایه فلا شاهد فیه.و یعده فیها: یسرّک مظلوماً و یرضیک ظالماً وَ کل الذی حمّلته فهو حامله.
5- (5) سوره طه الآیه 86. [1]
6- (6) سوره الکهف الآیه 6. [2]

جَزَعاً (1)،و قال قَتَادَهُ : أَسِفاً ،أی غَضَباً،و قَوْلُه عَزَّ و جَلَّ :

یا أَسَفی عَلی یُوسُفَ (2)أی:یا جَزَعَاه.

و الأَسِیفُ ، کأَمِیرٍ: الأَجِیرُ لِذُلِّهِ ،قاله المُبَرِّدُ،و هو قَوْلُ ابنِ السِّکِّیتِ أَیضاً.

و الأَسِیفُ الحَزِینُ المُتَلَهِّفُ عَلَی مَا فَاتَ ، و قال ابنُ السِّکِّیتِ : الأَسِیفُ : الْعَبْدُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الجَمْعُ :

الأَسَفاءُ ،قال اللَّیْثُ :لأَنَّه مَقْهُورٌ مَحْزُونٌ ،و أَنْشَدَ:

کَثُرَ (3)الآنَاسُ فیما بَیْنَهُمْ

مِنْ أَسِیفٍ یَبْتَغِی الْخَیْرَ وصر

و الاسْمُ الأَسَافَهُ ، کسَحَابَهٍ . و الأَسِیفُ أَیضاً: الشَّیْخُ الْفَانِی و الجَمْعُ الأَسَفَاءُ ،و منه

16- الحدیثُ : «فنَهَی عن قَتْلِ الأُسَفَاءِ ». و یُرْوَی:العُسَفَآء و الوُصَفَاء،و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «لا تَقْتُلُوا عَسِیفاً و لاَ أَسِیفاً ».

و الأَسْیفُ أَیضاً:الرجلُ السَّرِیعُ الْحُزْنِ ،و الرَّقِیقُ الْقَلْبِ ، کالأَسُوفِ ، کصَبُورٍ،و منه

17- قول عائِشَهَ رضی الله عنها: «إنَّ أَبا بکرٍ رَجلٌ أَسِیفٌ ،إذا قَامَ لَم یُسْمَعْ مِن البُکَاءِ».

و الأَسِیفُ أَیضاً: مَنْ لا یَکَادُ یَسْمَنُ .

و من المَجَاز: أَرْضٌ أَسِفَهٌ ، بَیِّنَهُ الأَسافَهِ :لا تکادُ تُنْبِتُ شَیْئاً،کما فی الصِّحاح،و فی الأَساس لا تَمْرَحُ (4)بالنَّباتِ .

و أُسَافَهٌ ،ککُنَاسَهٍ ،و سَحَابَهٍ :رَقِیقَهٌ ،أَوْ لا تُنْبِتُ ،أو أَرْضٌ أَسِفَهٌ بَیِّنَهُ الأَسَافَهِ :لا تَکَادُ تُنْبِتُ .

و کسَحَابَهٍ :قَبیلَهٌ من العرب،قال جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّی الطُّهَوِیّ :

تَحُفُّهَا أَسَافَهٌ و جَمْعَرُ

و خَلَّهٌ قِرْدَانُها تَنَشَّرُ

جَمْعَر أَیضاً:قَبِیلَه،و قد ذُکِرَ فی مَحَلِّه،و قال الفَرَّاءُ:

أَسَافَهُ هنا مَصْدَرُ أَسِفَتِ الأَرْضُ ،إذا قَلَّ نَبْتُهَا،و الجَمْعَرُ:

الحِجَارَهُ المَجْمُوعَه. و أَسَفٌ کأَسَدٍ:ه بالنَّهْرَوَانِ مِن أَعْمَالِ بَغْدَاد بقُرْبِ إسْکَاف،یُنْسَب إلیها مسعودُ بنُ جامِع،أَبو الحَسَن البَصْرِیُّ الأَسَفیُّ ،حَدَّث ببغداد عن الحُسَیْن بن طَلْحَهَ النِّعالِیِّ (5)، وَ عنه أبو محمد عبدُ اللّه بنُ أحمد بن محمد الخَشَّاب، المُتَوَفَّی سنه 540.

و یاسُوفُ :ه،قُرْبَ نَابُلُسَ .

و أَسَفَی :بفَتْحَتَیْنِ هکذا فی سائِر النُّسَخ،و الصوابُ فی ضَبْطِه بکَسْرِ الفاءِ،کما فی المُعْجم لیاقوت: د،بأَقْصَی الْمَغْرِبِ بالعُدْوَهِ ،علی ساحِلِ البحرِ المُحِیطِ .

و أُسْفُونَا ،بالضَّمِّ ، و ضَبَطَه یاقُوتُ بالفَتْح: ه،قُرْبَ الْمَعَرَّهِ و هو حِصْنٌ افْتَتَحَه محمودُ بنُ نصرِ بنِ صالحِ بنِ مِرْدَاسٍ الکِلاَبِیُّ ،فقَالَ أَبو یَعْلَی عبدُ الباقی بنُ أَبِی حُصَیْن (6)یَمْدَحُه و یذْکُره:

عِدَاتُکَ مِنْکَ فی وَجَلٍ (7)و خَوْفٍ

یُرِیدُونَ المَعَاقِلَ أَنْ تَصُونَا

فَظَلُّوا حَوْلَ أُسْفُونَا کَقَوْمٍ

أَتَی فِیهِمْ فَظَلُّوا آسِفِینَا

وَ هو خَرَابٌ الیَوْمَ .

و إسَافٌ ، ککِتَابٍ هکذا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ ، وَ یاقُوتُ ،زاد ابنُ الأَثِیرِ: و أَسَافٌ ،مثلُ سَحَابٍ :صَنَمٌ وَضَعَهُ عَمْرُو بن لُحَیٍّ الخُزَاعِیُّ عَلَی الصَّفَا،و نَائِلَهُ عَلَی الْمَرْوَهِ ، وَ کانَا لقُرَیْشٍ و کانَ یُذْبَحُ علیْهِمَا تُجَاهَ الْکَعْبَهِ کما فی الصِّحاح أَوْ هُمَا رَجُلان مِن جُرْهُمَ (8): إسَافُ بنُ عَمْرٍو:

وَ نَائِلُهُ بِنْتُ سَهْلٍ ،فَجَرَا فی الکَعْبَهِ و قِیل:أَحْدَثَا فیها فمُسِخَا حَجَرَیْنِ ،فعَبَدْتُهمَا قُرَیْشٌ هکذا زَعَمَ بَعْضُهُم،کما فی الصِّحاح.

قلتُ :و هو قَوْلُ ابنِ إسْحَاق،قال:و قیل:هما إسافُ بنُ یَعْلَی (9)،و نَائِلَهُ بنتُ ذِئْبٍ (10)،و قیل:بنتُ زقیل،و إنَّهُمَا

ص:82


1- (1) هذا قول مجاهد کما فی اللسان،و [1]الذی فیه عن الضحاک:حزنًا.
2- (2) سوره یوسف الآیه 84. [2]
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:کثّر،هکذا فی الأصل،و لم یوجد بمواد اللغه التی بأیدینا».
4- (4) فی الأساس:لا تموج.
5- (5) عن معجم البلدان و [3]بالأصل«الثعالبی».
6- (6) معجم البلدان: [4]حصن.
7- (7) عن معجم البلدان« [5]أسفونا»و بالأصل«حل».
8- (8) فی الصحاح:« [6]أنهما کانا من جرهم»بحذف لفظه:«رجلان».
9- (9) فی سیره ابن هشام 84/1« [7]بَغْی»و فی معجم البلدان عن ابن اسحاق «بُغاء».
10- (10) الأصل و معجم البلدان و [8]فی السیره«بنت دیک»و قیل«نائله بنت سهیل».

زَنَیَا فی الکَعبه،فمُسِخَا،فنُصِبَا عند الکعبه،فأَمرَ عمرُو بن لُحَیٍّ بِعبَادَتِهِما،ثم حَوَّلَهُمَا قُصِیٌّ ،فجَعَلَ أَحدَهما بلِصْقِ الْبَیْتِ ،و الآخَرَ بِزَمْزَم،و کانَت الجاهِلِیَّهُ تَتَمَسَّحُ بهما.

وَ أَمَّا کَوْنُهما مِن جُرْهُمَ ،

14- فقَالَ أبو المنذر هِشَامُ بن محمد:

حَدَّثَنِی أَبِی عن أَبی صالحٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ رضِیَ اللّه عنهم: أنَّ إِسافاً :رجُلٌ مِن جُرْهُمَ ،یُقَال لَه: إِسَافُ بنُ یَعْلَی،و نَائِلَهُ بنت زَیْدٍ،مِن جُرْهُم،و کانَ یَتَعَشَّقُهَا مِن أَرْضِ الیَمَنِ ،فأَقْبَلاَ حَاجَّیْنِ ،فدَخَلاَ الکَعْبَهَ ،فوَجَدَا غَفْلَهً مِنَ الناس،و خَلْوَهً مِن البَیْتِ ،فَفَجَرَا،فمُسِخَا،فأَصْبَحُوا فَوَجَدُوهما مَمْسُوخَیْنِ ،فأَخْرَجُوهُمَا فوَضَعُوهُمَا مَوْضِعَهُمَا، فعَبَدَتْهُما خُزَاعَهُ و قُرَیْشٌ ،و مَن حَجَّ البَیْتَ بَعْدُ مِن العربِ .

قال هشام:إِنَّمَا وُضِعا عندَ الکَعْبَهِ لِیَتَّعِظَ بهما النَّاسُ ، فلمَّا طالَ مُکْثُهُمَا،و عُبِدَتِ الأَصْنَامُ ،عُبِدَا مَعَهَا،و کانَ أَحَدُهُمَا بلِصْقِ الکَعْبَهِ ،و لهما یَقولُ أَبو طالبٍ -و هُوَ یَحْلِفُ بِهِمَا حِینَ تَحَالَفَتْ قُرَیْشٌ ،عَلی بنی هاشِمٍ -:

أَحْضَرْتُ عندَ البَیْتِ رَهْطِی و مَعْشَری

وَ أَمْسَکْتُ مِنْ أَثْوَابِهِ بِالوَصَائِلِ

وَ حَیْثُ یُنِیخُ الأَشْعَرُونَ رِکَابَهُمْ

بِمُفْضَی السُّیُولِ من إِسَافٍ و نَائِلِ (1)

فکَانَا علَی ذلِک إلی أَنْ کَسَرَهُمَا رسولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم یَوْمَ الفَتْحِ فِیمَا کَسَرَ مِن الأَصْنَامِ .

16- قال:یاقوت:و جاءَ فی بعضِ أَحادِیثِ مُسْلِمٍ : أَنَّهُمَا کَانَا بِشَطِّ الْبَحْرِ،و کانتِ الأَنْصَارُ فی الجَاهِلِیَّهِ تُهِلُّ لهما.

و هو وَهَمٌ ،و الصَّحِیحُ أنَّ الَّتی کانتْ بشَطِّ البَحْرِ مَنَاهُ الطَّاغِیَهُ .

و إِسَافُ بْنُ أَنْمَارٍ،و إِسَافُ بنُ نَهِیکٍ ،أَو هو نَهِیکُ بْنُ إِسافٍ ،ککِتَابٍ ، ابنِ عَدِیٍّ الأَوْسِیُّ الحَارِثِیُّ : صَحَابِیَّانِ ، الصَّوابُ أنَّ الأَخِیرَ له شِعْرٌ و لا صُحْبَهَ له،کما فی مُعْجَم الذَّهبِیّ .

و أَسَفَهُ :أَغْضَبَهُ ، هکذا فی سَائِرِ النُّسَخِ ،مِن حَدِّ ضَرَبَ ،و الصوابُ : آسَفَهُ بالمَدِّ،کما فی العُبَاب،و اللِّسَان،و منه قَوْلُه تعالی فَلَمّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ (2)أی:أَغْضَبُونَا.

و یُوسُفُ ،و قد یُهْمَزُ،و تُثَلَّثُ سِینُهُمَا أی:مَعَ الهَمْزِ وَ غَیْرِه،و نَصُّ الجَوْهَرِیّ :قال الفَرّاءُ:یُوسُفُ و یُوسَفُ وَ یُوسِفُ ،ثلاثُ لُغَاتٍ ،و حُکِیَ فیه الهَمْزُ أَیضاً،انتهی.

وَ قَرَأَ طلَحَهُ بنُ مُصَرِّف: لَقَدْ کَانَ فی یُؤْسِفَ (3)بالْهَمْزِ وَ کَسْرِ السِّین،کما فی العُبَابِ ،و هو الکَرِیمُ ابنُ الکَریمِ ابنِ الکریمِ ابنِ الکریمِ یُوسُفُ بنُ یَعْقُوبَ بنِ إِسْحاقَ بنِ إِبْرَاهِیمَ علیهم الصَّلاهُ و السَّلام،

14- و یُوسُفُ بنُ عبدِ اللّه بنِ سَلاَمٍ ،أَجْلَسَهُ النَّبِیُّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم فی حِجْرِه،و سَمَّاهُ و مَسَحَ رأْسَه.

وَ یُوسُفُ الفِهْرِیُّ ،روَی عنه ابنه یَزِیدُ فی قِصَّهَ جُرَیْجٍ ، بخَبَرٍ باطِلٍ : صَحَابِیَّانِ .

و أَمَّا یُوسُفُ الأَنْصَارِیُّ الذی روَی له ابنُ قَانِعٍ فی مُعْجَمِهِ ،فالصَّوابُ فیه سَهْلُ بنُ حُنَیْفٍ .

و تَأَسَّفَ علَیْه:تَلَهَّفَ ، و قد تَقَدَّمَ عنِ ابنِ الأَنْبَارِیِّ ما فِیه غُنْیَهٌ عن ذِکْرِه ثانیاً.

وَ قال أَحمدُ بنُ حَوَّاسٍ :کانَ ابنُ المُبَارَکِ یَتَأَسَّفُ عَلَی سُفْیَانَ الثَّوْرِیّ ،و یقُول:لِمَ لَم أَطْرَحْ نَفْسِی بینَ یَدَیْ عَلیْه:إشارَهً بَرْخِیَا کَبِرَا الأَوّلِ *و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

رجلٌ أَسْفانُ و آسِفُ ،کحَنَّانٍ ،و نَاصِرٍ:مَحْزُونٌ وَ غَضْبانُ ،و کذلِکَ الأَسِیفُ .

و الأَسِیفُ أَیضاً:الأَسِیرُ،و بِهِ فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَی:

أَرَی رَجُلاً مِنْهُمْ أَسِیفاً کَأَنَّمَا

یَضُمُّ إِلَی کَشْحَیْهِ کَفًّا مُخَضَّبَا

یقول:هو أَسِیرٌ قد غُلَّتْ یَدُهُ ،فجَرَحَ الغُلُّ یَدَهُ (4).

وَ الأَسِیفَهُ :الأَمَهُ .

وَ آسَفَهُ :أَحْزَنَهُ .

وَ تَأَسَّفَتْ یَدُهُ :تَشَعَّثَتْ ،و هو مَجَازٌ.

ص:83


1- (1) بالأصل«و حیث ینخ...بمغضی السیول»و المثبت عن سیره ابن هشام 85/1 و [1]معجم البلدان. [2]
2- (2) سوره الزخرف الآیه 55. [3]
3- (3) سوره یوسف الآیه 7. [4]
4- (4) قال فی اللسان و [5]القول المجتمع عَلَیه فی تفسیر قول الأعشی:کأن یده قطعت فاختضبت بدمها فیغضب لذلک.

و إِسَافٌ ،ککِتَابٍ :اسْمُ الْیَمِّ الذی غَرِقَ فیه فِرْعَوْنُ وَ جُنُودُه،عن الزَّجَّاجِ ،قال:و هو بِنَاحِیَهِ مِصْرَ.

وَ خالد،و خُبَیْب،و کُلَیْب،بنو إِسَافِ الجُهَنِیِّ ، صَحَابِیُّون،الأَوَّلُ شَهِدَ فَتْحَ مَکَّهَ ،و قُتِلَ بالْقَادِسِیَّهِ .

أشف

الإِشْفَی ،بِکَسْرِ الْهَمْزَهِ و فَتْح الْفَاءِ:الإسْکَافُ هکذا وَقَعَ فی سَائِرِ النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ظاهِرٌ،و هکَذا وَقَعَ فی نُسَخِ العُبَابِ أَیْضاً،و الصَّوابُ :للإِسْکَافِ ،أی،مِخْیَطٌ له و مِثْقَبٌ ،کما هو فی نُسَخِ الصِّحاحِ ،و قد أَعادَهَا المُصَنِّفُ فی المُعْتَلِّ أَیضاً،إِشارَهً إِلَی أَنَّهَا ذاتُ وَجْهَیْنِ ، وَ فَسَّرَهَا عَلی الصَّوَابِ ،فعُلِمَ مِن ذلِکَ أنَّ الذی هنا غَلَطٌ مِن النُّسّاخِ .

وَ قال الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ :هو فِعْلَی،و ج:

الأَشَافی ، وَ قال ابنُ بَرِّیّ :صَوَابُه إِفْعَلُ ،و الهَمزَهُ زائِدَهٌ ،و هو مُنَوَّنٌ غَیرُ مَصْرُوفٍ .

قلتُ :و سیأْتِی فی المُعْتَلِّ ،إِن شاءَ اللّه تعالی.

أصف

آصَفُ ،کهَاجَرَ قال اللَّیْثُ :هو کاتِبُ سُلَیْمَانَ صَلَوَاتُ اللّه عَلیْهِ الذی دَعَا بِالاسْمِ الأَعْظَمِ ،فَرأَی سُلَیْمَانُ الْعَرْشَ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ .

قلتُ :و هو ابنُ بَرْخِیَا بن أَشْمَویل،کما أَفَادَنا بعضُ أَصْحَابِنَا،عن شَیْخِنَا المرحُومِ عبدِ اللّه بنِ محمدِ بنِ عامرٍ الْقَاهِرِیِّ ،رَحِمَهُ اللّه تعالی.

و الأَصَفُ ،مُحَرَّکَهً :الکَبَرُ قَالَهُ أَبو عَمْرِو،قال:و الذی یَنْبُتُ فی أَصْلِهِ مِثْلُ الخِیَارِ فهو اللَّصَفُ ،و نَقَلَ أَبو حَنِیفَهَ عن بعضِ الرُّواهِ أَنَّه لُغَهٌ فی اللَّصَفِ (1)،و قال الفَرّاءُ:هو اللَّصَفُ ،و لم یَعْرِفِ الأَصَفَ ،و سَیَأْتِی إِن شَاءَ اللّه تعالَی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَصْفُونُ :بالفَتْحِ و ضَمِّ الفاءِ:قَرْیَهٌ بالصَّعِیدِ الأَعْلَی، علی شاطِیءِ غَرْبِیِّ النِّیلِ ،تَحْتَ إِسْنَا (2)،و هی عَلَی تَلٍّ مُشْرِفٍ عَالٍ .

أفف

أَفَّ ، یَؤُفُّ ، بالضَّمِّ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ: و قالوا: یَئِفُّ أَیضاً،أی بالکَسْرِ،و لم یذْکُرْهُ ابنُ مالِکٍ فی اللاَّمِیَّهِ ، وَ کذا فی شُروحِ التَّسْهیلِ ،و لا اسْتَدْرَکَهُ أَبو حَیَّانَ ،و هو القِیَاسُ ،و قَوْلُ شَیْخِنَا:فیَحْتَاجُ إلی ثَبْتٍ .

قلتُ :و قد نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ فی الجَمْهَرَهِ کما عَرَفْتَ ، وَ نَاهِیکَ بِه ثِقَهً ثَبْثاً،و عنه نَقَلَ الصَّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ، وَ صاحِبُ اللِّسَانِ (3).

و لا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ (4)قال القُتَیْبِیُّ :أی لا تَسْتَثْقِلْ مِن أَمْرِهِمَا شَیْئا،و تَضِقْ صَدْرًا به،و لا تُغْلِظْ لهما،قال:

وَ الناسُ یقولون لِمَا یَسْتَثْقِلُونَ و یَکْرَهُونَ : أُفٍّ له،و أَصْلُ هذا نَفْخُکَ للشَّیْ ءِ یسْقُطُ علیکَ مِن تُرَابٍ أو رَمَادٍ،و للْمَکَانِ تُرِیدُ إِمَاطَهَ أَذًی عنه،فقِیلَتْ لکُلِّ مُسْتَثْقَلٍ ،و قال الزَّجّاجُ :

لا تَقُلْ لَهُمَا ما فِیه أَدْنَی تَبَرُّمٍ إذا کَبِرَا أو أَسَنَّا،بل تَوَلَّ خِدْمَتَهُمَا.

وَ

16- فی الحَدِیثِ : «فَأَلْقَی طَرَفَ ثَوْبِهِ عَلَی أَنْفِهِ ،و قَالَ أُفٍّ أُفٍّ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:مَعْنَاه الاحْتِقَارُ و الاسْتِقْلالُ ،و هو صَوْتٌ إذا صَوَّتَ به الإِنْسانُ عُلِمَ أَنَّهُ مُتَضَجِّرٌ مُتَکَرِّهٌ .

و قد أَفِّفَ تَأْفِیفاً کما فی الصِّحاحِ ، و تَأَفَّفَ به: قَالَهَا له، وَ لیس بفِعْلٍ مَوْضُوعٍ علَی أَفَّ عند سیبَوَیْه،و لکنه مِن بابِ سَبَّحَ و هَلَّلَ ،إذا قال:سُبْحَانَ اللّه،و لا إِلهَ إِلاَّ اللّه،و منه

17- حدیثُ عائشهَ لأخِیهَا عبد الرحمنِ رضی الله عنهما:

«فَخَشِیتُ أَنْ تَتَأَفَّفَ بِهِمْ نِسَاؤُک». تَعْنِی أَوْلاَدَ أَخِیهَا محمد بنِ أَبِی بَکْرٍ حینَ قُتِلَ بمِصْرَ.

و لُغَاتُهَا أَرْبَعُونَ ، ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ منها سِتَّهً عن الأَخْفَشِ ، وَ زاد ابنُ مَالِکٍ علیها أَرْبَعَهً ،فصار المجموعُ عشرهً ،و قد وَ زاد ابنُ مَالِکٍ علیها أَرْبَعَهً ،فصارَ المجموعُ عشرَهً ،و قد نَظَمَهَا فی بیتٍ واحد کما سیأتِی بَیَانُه: أُفِّ بِالضَّمِّ ،و تُثَلَّثُ الْفَاءُ و هی ثلاثهٌ و تَنَوَّنُ الفاء أَیضاً،فیقال: أُفُّ [و أُفٌّ ] (5)وَ أُفِّ و أفٍّ [و أُفَّ و] 5أُفّاً ،کلُّ ذلِکَ مع ضَمِّ الهَمْزَهِ ، فصارتْ سِتَّهً ،و هی التی نَقَلَهَا الجَوْهَرِیُّ عن الأَخْفَشِ .

قال الفَرَّاءُ:قُرِیءَ: أُفِّ ،بالکَسْرِ بغَیْرِ تَنْوِینٍ ،و أُفٍّ ،

ص:84


1- (1) نقل اللسان [1]عن ابن سیده قال:و لا أعرف فی هذا الباب غیره فی کلام العرب.
2- (2) فی معجم البلدان: [2]إشْنی.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:هنا کلام فی المتن قبل قوله:و افف تأفیفاً نصه:(تأَفَّفَ من کَرْبٍ أو ضَجَرٍ.و أُفِّ کلمهُ تکَرُّهٍ )ا ه و قد سقط ذلک من نسخ الشارح التی بأیدینا و اتیانه متعین کما لا یخفی و حق ذکره فی الشرح قبل: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ قال القتیبی الخ فتأمل.
4- (4) سوره الاسراء الآیه 23 و [3]فی المصحف الامام: «فَلا» .
5- (5) زیاده مقتبسه عن الصحاح و التهذیب.

بالتَّنْوِین،فمن خَفَضَ و نَوَّنَ ذَهَب إِلَی أَنَّهُ صَوْتٌ لا یُعْرَفُ مَعْنَاهُ إِلاَّ بالنُّطْقِ بِه،فخَفَضُوه،کما تُخْفَضُ الأَصْوَاتُ ، وَ نَوَّنُوهُ کما قَالَتِ العَرَبُ :سمعتُ طَاقٍ طَاقٍ ،لِصَوْتِ الضَّرْبِ و سمعتُ تِغٍ تِغٍ ،لِصَوْتِ الضَّحِکِ ،و الذین لم یُنَوِّنُوا و خَفَضُوا،قالُوا: أُفِّ ،علی ثَلاثهِ أَحْرُفٍ ،و أَکْثَرُ الأَصْواتِ علی حَرْفَیْنِ ،مثلَ صَهٍ و تِغٍ و مَهٍ ،فذلِکَ الذی یُخْفَضُ و یُنَوَّنُ ؛لأَنَّه مُتَحَرِّکُ الأَوّلِ ،و لَسْنَا مُضْطَرِّین إلی حرکَهِ الثانِی من الأَدَواتِ و أَشْبَاهِها،فخُفِضَ بالنُّونِ .کذا فی التَّهْذِیبِ .

وَ قال ابنُ الأَنْبَارِیِّ :مَن قال: أُفًّا لَکَ ،نَصَبَهُ عَلی مَذْهَبِ الدُّعَاءِ،کَما یُقالُ :وَیْلاً لِلکَافِرِینَ ،و مَنْ قالَ : أُفٌّ لَکَ ، رفَعَهُ باللامِ ،کما یُقالُ : وَیْلٌ لِلْکافِرِینَ ،و من قال: أُفٍّ لک،خَفَضَهُ عَلَی التَّشْبِیه بالأَصْواتِ [کما یقال:صَهٍ وَ مَهٍ ] (1).

و تُخَفَّفُ فِیهِمَا، أی فی المُنَوَّن و غیرِه،فیُقَال: أُفٌّ أُفُّ ، وَ أُفٍّ و أُفِّ ،و أُفًّا و أُفَّ ،فهذِهِ سِتَّهٌ ،و قرأَ ابنُ عَبّاسٍ : فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفَ (2)خَفِیفَهً مَفْتُوحَهً علی تَخْفِیف الثَّقِیلَهِ ،مثل رُبَ ،و قِیَاسُه التَّسْکِینُ بعدَ التَّخْفِیفِ ،فیُقَال: أُفْ ،کطُفْ ، لأَنَّهُ لا یَجْتَمِعُ سَاکِنَان،لکِنَّهُ تُرِکَ علَی حَرَکَتِه لیَدُلَّ علَی أَنها ثقیلَهٌ خُفِّقَتْ ،و أُفّ ،مُشَدَّدَهُ الْفاءِ بالجَمْعِ بین السَّاکِنیْنِ ،و هو جائزٌ عندَ بعضِ القُرَّاءِ،کما مَرَّ بَحْثُه فی قولِه تعالی: فَمَا اسْطاعُوا (3)فی«طوع»فراجِعْهُ ،و أُفَّی بِغَیْرِ إِمَالَهٍ ،و أُفّی بالإمَالهِ الْمَحْضَهِ ، وَ قد قُرِیءَ بِه و أُفِّی بالإِمَالَهِ بَیْنَ بَیْنَ ، وَ قد قُرِیءَ به أَیْضاً و الأَلِفُ فی الثَّلاثَهِ للتَّأْنِیثِ ، و أُفِّی ،بکَسْرِ الفَاءِ أیِ بالإِضَافَهِ ،و أُفَّوهْ بضَمِّ الهَمْزَهِ و الفاءِ المُشَدَّدَهِ المَضْمومهِ و تَسْکِینِ الواوِ و الهاءِ،و فیه أَیضا الجَمْعُ بین السَّاکِنَیْنِ ،و أُفُّهْ ،بالضَّمِّ ،مُثَلَّثَهَ الْفَاءِ مُشَددَّهً فهذِه ثلاثهُ أَوْجُهٍ ، أُفَّهْ و أُفُّهْ و أُفِّهْ ،الأولُی نَقَلَها الجَوْهَرِیُّ و تُکْسَرُ الْهَمْزَهُ مع تَثْلِیثِ الفاءِ المُشَدَّدَهِ ،فهَی أَیضاً أَوْجُهٌ ثلاثهٌ ،الأُولَی نَقَلَها ابنُ بِرِّیّ عن ابنِ القَطّاعُ ، و إِفْ کمِنْ و إِفّ مُشَدَّدَهً أی:مع کَسْرَهِ الهَمْزَهِ ،و فیه أَیضاً الجَمْعُ بَیْنَ السَّاکِنَیْنِ ،و إِفِ ،بکَسْرَتَیْنِ مُخَفَّفَهً ، و إِفٍ (4)مُنَوَّنَهً مُخَفَّفَهً ، مع کَسْرِ الهَمْزَهِ و إِفّ مُشَدَّدَهً مع کَسْرِ الهمزهِ و تُثَلَّثُ هذِه،أی مَعَ التَّنْوِینِ ،فهی أَوْجُهٌ ثلاثهٌ ،و قرأَ عمرُو بنُ عُبَیْدٍ: فَلا (5)تَقُلْ لَهُمَا إِفَ بِکَسْرِ الهَمْزَهِ و فَتْحِ الفاءِ،و إِفُّ ،بضَمِّ الْفَاءِ مُشَدَّدَهً أیْ مع کَسْرِ الهَمْزَهِ ،و إِفَّا کإِنَّا، و إِفِّی ،بالإِمالَهِ و إِفِّی ،بالکَسْرِ، أی بالإِضافَهِ إِلَی نَفْسِه،قاله ابنُ الأَنْبَارِیِّ ، و تُفْتَحُ (6)الْهَمْزَهُ ، أی فی الوَجْهِ الأَخِیرِ،و یَحْتَمِلُ أَن یَکونَ المُرَادُ به فَتْحَ الهَمْزَهِ فی کلٍّ مِن إِفُّ و إِفَّا و إِفّی و إِفِّی ،فتکون الأَوْجُهُ أَرْبَعَهً ،و أَفْ ،کعَنْ ، و أَفِّ ،مُشَدَّدَهَ الْفَآءِ مَکْسُورَهً ، و آفُ ،مَمْدُودَهً ، و أَفٍ مَقْصُورًا،و آفٍ مَمْدُودا- مُنَوَّنَتَیْنِ ، فهذِهِ أربَعَهٌ و أربعون وَجْهاً حَسْبَما بَیَّنَّاهُ ،و أَعْلَمْنَا عَلَیه (7)،و علی الاحْتِمَالِ الذی ذَکَرْنَاه یکونُ سَبْعا و أَرْبعین وَجْهاً،فقَوْل المُصَنِّفِ أَوّلاً:

وَ لُغَاتُها أَربعون.مَحَلُّ نَظَرٍ یُتَأَمَّلُ له.

وَ قَد فاتَهُ أَیضاً مِن لُغَاتِهَا أَفَهً ،مُحَرَّکَهً ،و أَفُوهْ ،بفتحٍ فَضَمٍّ فسُکُون الواوِ و الهاءِ،و أَفَّهً بفَتْحٍ فتَشْدِیدٍ،الأَخِیرُ نَقَلَه ابنُ بَرِّیّ عن ابنِ القَطّاعِ ،فإِذا جَمَعْنَاها مع ما قَبْلَهَا مِن الأَوْجُهِ یتَحَصَّلُ لنا خَمْسُونَ وجهاً.

وَ أَما بیتُ ابنِ مَالِکٍ -المُتَضمِّنُ العشره منها-الذی وَعَدْنَا به سابقًا،فهو هذا:

فَأُفَّ ثَلِّثْ و نَوِّنْ إنْ أَرَدْتَ و قُلْ

أُفَّا و أُفِّی و أُفَّهً تُصِبِ

وَ قد ذَیَّلْتُ عَلَیهِ بِبَیْتَیْنِ جَمَعْت فیهما ما بَقِیَ مِن لُغَاتِهِ لا علَی وَجْهِ الاسْتِیعابِ ،فقلتُ :

وَ أَفِّ آفٍ أَفْ أَفَّا و أَفُّ و أُفْ

وَ إِفْ و أُفِّی أَمِلْ واضْمُمْ مع النَّسَبِ

إفُّ و أُفّهْ و ثَلِّثْ فَاءَهْ و إِفٍ

إِفَّا یَلِیهِ أَفٍ مَعْ إِفَّ فاحْتَسِبِ

فالبیتُ الأَوَّلُ یتَضَمَّنُ ثلاثَهَ عَشرَ وَجْهاً،و ذلِکَ فإِنَّ المُرَادَ بِأُفّی إِمالَهٌ بَیْنَ بَیْنَ ،و قَوْلِی:أَمِلْ ،أی إِمالهً خالصهً ، وَ قَوْلِی:و اضْمُمْ ،إِشارهٌ إلی الضَّمِّ فی المُمَالَیْنِ بَیْنَ بَیْنَ

ص:85


1- (1) زیاده عن اللسان. [1]
2- (2) سوره الإسراء الآیه 23 و [2]بالأصل«و لا».
3- (3) سوره الکهف الآیه 97. [3]
4- (4) فی القاموس المطبوع:«إفٍ »بدون واو.
5- (5) بالأصل«و لا».
6- (6) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:و بفتحِ الهمزه.
7- (7) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و أَعلمنا عَلَیه.أی بالأرقام العددیه،یعنی فی نسخته،و تعذر علینا وضعها فی الطبع ا ه ».

و الخَالِصَهِ ،و قَوْلِی:مع النَّسَبِ ،إِشارَهٌ إلی الإضَافَهِ ،أی فی المَضْمُومِ و المَکْسورِ،و فی البیت الثانی ثَمَانِیَهٌ ،فهذه أَحَدٌ و عشرون وَجْهًا،فإِذا ضُمَّ مع بیتِ ابنِ مالِکٍ یَتَحَصَّلُ أَحَدٌ و ثلاثُون وَجْهاً،و مع التَّأَمُّلِ الصادِقِ یظهرُ غیرُ مَا ذَکَرْنَا،و اللّه المُوَفِّقُ لا إِلهَ غیرُه..

قال ابنُ جِنِّی:أَمَّا أُفّ ،و نَحْوُهُ مِنْ أَسْمَاءِ الفعلِ ، کهَیْهات فی الجَرِّ،فمَحْمُولٌ علی أَفْعَالِ الأَمْرِ،وکان المَوْضِعُ فی ذلک إِنَّمَا هو لِصَهْ و مَهْ ،و رُوَیْدَ،و نحوِ ذلِکَ ، ثم حُمِل عَلَیهِ بابُ أُفّ و نَحْوِهَا،مِن حیثُ کان اسْماً سُمِّیَ بهِ الفعلُ ،و کان کُلُّ واحدٍ من لفظِ الأَمْرِ و الخَبَرِ قد یَقَعُ مَوْقِعَ صاحِبِه،صار کلُّ واحِدٍ منهما هو صاحبَه،فکَأَنْ لا خِلافَ هناک فی لَفْظٍ و لا مَعْنًی.

و الأُفُّ ،بالضَّمِّ :قُلاَمَهُ الظُّفْرِ،أَوْ وَسَخُهُ الذی حَوْله، وَ التُّفُّ :الذی فیهِ أَو وَسَخُ الأُذُنِ ،و قیل:هو مَا رَفَعْتَهُ مِنَ الأَرْضِ مِنْ عُودٍ أو قَصَبَهٍ و بِکُلِّ ذلِکَ فُسِّرَ قولُهُم: أُفًّا لَه وُتفًّا، أَوْ الأَفُّ :وَسَخُ الأُذُنُ ،و التُّفُّ :وَسَخُ الظُّفُرِ قاله الأَصْمَعِیُّ ،قال:یقال ذلک عندَ اسْتِقْذَارِ الشَّیْ ءِ،ثم اسْتُعْمِلَ عندَ کُلِّ شیءٍ یُتَأَذَّی به،و یُضْجَرُ منه.

أَو الأُفُّ :مَعْنَاه القِلَّهُ ،و التُّفُّ إِتْبَاعٌ له،و مَنْسُوقٌ عَلَیه، وَ معناه کمَعْنَاه،و سیأْتِی فی بابِه.

و الأُفَّهُ ،کقُفَّهٍ :الْجَبَانُ و به فُسِّرَ

14- حدیثُ أَبی الدَّرْدَاءِ رَضِیَ اللّه عَنْه: قال لَهُ رسول اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم-حِینَ رأی النَّاسَ مُنْهَزِمِینَ یَوْمَ أُحُدٍ-:«نِعْمَ الْفَارِسُ عُوَیْمِرٌ (1)غیْرَ أُفَّه ». فکأَنَّ أَصْلَه:غیر ذِی أُفَّهٍ ،أی غیرَ مُتَأَفِّفٍ عن القتالِ ، و قیل:

الأُفَّهُ : الْمَعْدِمُ الْمُقِلُّ ،و یُقَال:هو الرَّجُلُ القَذِرُ،و الأَصلُ فی ذلک کلِّه الأَفَفُ ،مُحَرَّکَهً ، وَ هو الضَّجَرُ،و الشَّیْ ءُ الْقَلِیلُ فمِن الأَوَّلِ أُخِذَ معنَی الجَبَانِ ،و من الثانی مَعْنَی المُقِلِّ المُعْدِمِ ،و أُخِذَ الرجُلُ القَذِرُ مِن الأَفِّ ،بمعنی وَسَخِ الظُّفُرِ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،فی تفسیرِ حدیثِ أَبی الدَّرْدَاءِ:

یُرِیدُ أَنَّه غیرُ ضَجِرٍ و لا وَکِلٍ فی الحربِ .

و قد سُمِّیَ الیَأْفُوفُ بمعْنَی الجَبَان لذلِک و الیَأْفُوفُ المُرُّ مِنَ الطَّعَامِ ،و، قال أَبو عمرو: الْیَأْفُوفُ :الخَفِیفُ السَّرِیعُ ،و الیَأْفُوفُ : الْحَدِیدُ الْقَلْبِ مِنَ الرِّجالِ ،و قال غیره:هو و الْیَهْفُوفُ سَوَاءٌ کَالأَفُوفِ ،کَصَبُورٍ، وَ الجَمْعُ یَآفِیف ،قال:

هُوجاً یآفِیفَ صِغَارًا زُعْرًا

و الْیَأْفُوفُ : فَرْخُ الدُّرّاجِ نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ ، و قال الأَصْمَعِیُّ : الْیَأْفُوفُ : العَیِیُّ الْخَوَّارُ، وَ أَنْشَدَ للرَّاعِی:

مُغَمَّرُ العَیْشِ یَأْفُوفٌ شَمَائِلُهُ

نائِی الْمَوَدَّهِ لاَ یُعْطِی و لاَ یَسَلُ (2)

وَ یُرْوَی:«و لا یَصِل».و المُغَمَّرُ:المُغَفَّلُ .

و الْإِفُّ ،و الْإِفَّانُ ،بکَسْرِهما، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و یُفْتَح الثَّانِی، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَهِ ،و صاحِبُ اللِّسَان و الأَفَفُ ،مُحَرَّکَهً ، نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ أَیْضاً،و صاحِبُ اللِّسَانِ ، وَ هما عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ . و التَّئِفَّهُ ،کتحِلَّهٍ ، قال الجَوْهَرِیُّ :

وَ هو تَفْعِلَهٌ : الحِینُ ،و الأَوانُ ، یُقَال:کان ذلِکَ علی إِفِّ ذاک،و إِفَّانِهِ ،و أَفَفَهِ ،و تَئِفَّتِهِ ،أی:حِینِهِ و أَوانِهِ ،قال یَزِیدُ بنُ الطَّثْرِیَّهِ :

علی إِفِّ هِجْرَانٍ و سَاعَهَ خَلْوَهٍ

مِنَ النَّاسِ یَخْشَی أَعْیُنًا أَنْ تَطَلَّعَا

وَ حَکَی ابنُ بَرِّیّ ،قال:فی أَبْنِیهِ الکِتَاب تَئِفَّهٌ ،فَعِلَّهٌ ، قال:و الظَّاهِرُ مع الجَوْهَرِیِّ ،بدلیلِ قَوْلِهِم:علَی إِفِّ ذلِک وَ إِفَّانِهِ ،قال أَبو علیّ :الصَّحِیحِ عندی أَنَّهَا تَفْعِلَهٌ ، وَ الصّحِیح فیه عن سِیبَوَیْهِ ذلِکَ ،علی ما حَکَاهُ أَبُو بکر أَنه فی بَعْضِ نُسَخِ الکِتَابِ فی بابِ زِیَادَهِ التَّاءِ،قال أَبو علیّ :

وَ الدّلِیلُ عَلَی زِیادتِهَا ما رَوَیْنَاهُ عن أَحمد عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، قال:یُقَال:أَتانِی فی إِفَّانِ ذلِک،و أُفَّانِ ذلِکَ ،و أَفَفِ ذلِک، وَ تَئِفَّهِ ذلِک،و أَتَانَا علی إِفِّ ذلِک،و إِفَّتِهِ ،و أَفَفِهِ ،و إِفَّانِهِ ، وَ تَئِفَّتِهِ ،و عِدَّانِهِ ،أی:علَی إِبّانِهِ و وَقْتِهِ ،یَجْعَلُ تَئِفَّهً ، فَعِلَّهً ،و الْفَارِسِیُّ یَرُدُّ عَلَیه ذلک بالاشْتِقَاقِ ،و یَحْتَجُّ بِما تَقَدَّمَ .

و الأُوفُوفهُ (3)،بالضَّمِّ هکذا هو فی نُسَخِ العُبَابِ ، وَ التَّکْمِلَهِ ،بِزیادهِ الوَاوِ قَبلَ الفاءِ،و فی اللِّسَانِ و غیرِه من

ص:86


1- (1) ضبطت بالفتح عن اللسان و النهایه،و ضبطت فی التکمله بالرفع، وَ عقب قائلاً:و غیرُ خبر مبتدأ محذوف تقدیره هو غیرُ أفّه.
2- (2) دیوانه ص 200 و تخریجه فیه و الضبط عنه،و فیه:تأبی بدل نائی.
3- (3) فی القاموس المطبوع:«و الأُفُوفه»و مثله فی اللسان و التهذیب.

الأُصُولِ بحَذْفِهَا،و قد جاءَ أَیضاً فی بعضِ نُسَخِ الکتابِ هکذا،و هو المُکْثِرُ مِن قَوْلِ أُفِّ ، وَ فی العُبابِ :الذی لا یَزَالُ یقولُ لغیرِهِ : أُفِّ لک،و فی الْجَمْهَرَهِ :یُقَال:کان فلانٌ أَفُوفَهً ،و هو الذی لا یَزَالُ یقولُ لبعضِ أَمْرِهِ : أُفِّ لَک، فذلِک الأُفُوفَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَفَّفَ به تأَفِیفاً ، کَأَفَّفَهُ ،و أُفًّا له،و أُفَّهً (1)له أی:قَذَرًا، وَ التَّنْوِینُ للتَّنْکِیرِ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الأُفّ :النَّتْنُ ،قالَه الزَّجَّاجُ ،و الأَفَفُ ،مُحَرَّکَهً :وَسَخُ الأُذُنِ ،و تأَفَّفَ به، کأَفَّفَهُ ،و رَجلٌ أَفَّافٌ ،کشَدَّادٍ:کثیرُ التَّأَفُّفِ ،و یُقَال:کان علَی إِفَّهِ ذلک،أی أَوانِهِ .

وَ الأُفَّهُ ،کقُفَّهٍ :الثَّقِیلُ ،قال ابنُ الأَثِیرِ:قال الخَطَّابِیُّ :

أَرَی الأَصْلَ فیه الأَفَفَ ،و هو الضَّجَرُ.

وَ الْیَأْفُوفُ :الأَحْمَقُ الخَفِیفُ الرَّأْی.

وَ الیَأْفُوفُ :الرَّاعِی،صِفَهٌ کَالیَخْضُورِ،و الْیَحْمُومِ ،کأَنَّهُ مُتَهَیِّیءٌ لرِعَایتِه،عارِفٌ بأَوْقَاتِها،مِنْ قَوْلِهِم:جاءَ علَی إِفَّانِ ذلِکَ .

وَ الْیَأْفُوفُ :الضَّعِیفُ .

وَ الْیَأْفُوفَهُ :الْفَراشهُ ،و به فُسِّرَ حدیثُ عَمْرِو بن مَعْدِیکَرِبَ ،أَنه قال فی بعضِ کلامِه:فُلانٌ أَخَفُّ مِن یأْفُوفَهٍ ،و کذا وُجِدَ بخَطِّ الشیخِ رَضِیَ الدِّین الشَّاطِبِیِّ ، وَ قال الشاعرُ:

أَرَی کُلَّ یَأْفُوفٍ و کُلَّ حَزَنْبَلٍ

وَ شِهْذَارَهٍ تِرْعَابَهٍ قد تَضَلَّعَا

وَ یُقَال:إِنه لَیُؤَفِّفُ عَلَیه،أی:یَغْتَاظُ .

أکف

إِکَافُ الْحِمَارِ،ککِتَابٍ ، کما فی الصِّحاح و أُکافُه ،مثل غُرَابٍ ،و وِکَافُهُ بالکَسْرِ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ یُرْوَی فیه الضَّمُّ أَیضاً،کما سیأْتِی فی«و کف»و زَعَمَ یعقُوبُ أنَّ همزهَ إِکافٍ بَدَلٌ من واوِ وِکَافٍ : بَرْذَعَتُهُ ، وَ هو فی المَرَاکِبِ شِبْهُ الرِّحالِ و الْأَقْتَابِ ،و قال الرَّاجِزُ:

إنَّ لَنَا أَحْمِرَهً عِجَافَا

یَأْکُلْنَ کُلَّ لَیْلَهٍ إِکَافَا

أی:ثَمَنَ إِکافٍ یُبَاعُ و تُطْعَمُ ثَمَنَهُ ،و هذا کالمَثَلِ :

«تَجُوعُ الْحُرَّهُ و لا تَأْکُلُ ثَدْیَیْها» أیْ :أُجْرَهَ ثَدْیَیْها.

و الْأَکَّافُ کشَدَّادٍ: صَانِعُهُ ، و کذلِک الوَکَّافُ .

و آکَفَ الْحِمَارَ، إِیکَافاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و أَکَّفَهُ تَأْکِیفاً لُغَهٌ فیه،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،أی: شَدَّهُ علیْهِ و وَضَعَهُ ،و کذلک أَوْکَفَهُ إِکَافاً ،و قال اللِّحْیَانِیّ : آکَفَ الْبَغْلَ ،لُغَهُ بنی تَمِیم، وَ أَوْکَفَهُ ،لغهُ أَهلِ الحِجَاز، و أَکَّفَ الْإِکَافَ تَأْکِیفاً :اتَّخَذَهُ (2)وَ کذلِک وَکَّفَ تَوْکِیفاً،و قال ابنُ فارِسٍ :الهمزهُ و الکافُ وَ الفاءُ لیس أَصْلاً؛لأَنَّ الهمزهَ مُبْدَلَهٌ مِن واوٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیْه:

جَمْعُ الإِکافِ : آکِفَهٌ ،و أُکُفٌ ،کإِزَارٍ و آزِرَهٍ و أُزُرٍ،و حِمَارٌ مُؤْکَفٌ ،کمُکْرَمٍ :مَوْضُوعٌ عَلَیه الإِکَافُ ،قال العَجَّاجُ یشْکُو ابْنَه رُؤْبَهَ :

حَتَّی إذا ما آضَ ذَا أَعْرافِ

کَالْکَوْدَنِ المُوْکَفِ بالْإِکَافِ

وَ مِن سَجَعاتِ الأَسَاسِ :رَایَتُهُم علی الهَوَانِ مُعَکَّفَه، کأنَّهم حُمُر مُؤَکَّفَه .

ألف

الأَلْفُ مِن الْعَدَدِ مُذَکَّرٌ، یُقال:هذا ألْفٌ ، بدلیلِ قَوْلِهِمْ :ثلاثهُ آلافٍ ،و لَم یقولوا:ثَلاثَ آلافٍ ، وَ یُقَال:هذا أَلفٌ واحِدٌ،و لا یُقَال:واحدهٌ ،و هذا أَلفٌ أَقْرَعُ ،أی:تَامٌّ ،و لا یُقَال:قَرْعاءُ،قال ابنُ السِّکِّیت و لَوْ أُنِّثَ باعْتِبَارِ الدَّرَاهِم لَجَازَ، بمعنی هذِه الدَّراهمُ (3)أَلْفٌ ، کما فی الصِّحاحِ ،و العُبابِ ،و فی اللِّسَانِ :و کلامُ العربِ [فیهِ ] (4)التَّذْکِیرُ،قال الأَزهَرِیُّ :و هذا قَوْلُ جمیعِ النَّحْوِیِّینَ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ فی التَّذْکیر:

فَإِنْ یَکُ حَقِّی صَادِقًا و هْوَ صَادِقِی

نَقُدْ نَحْوَکُمْ أَلْفاً مِن الْخَیْلِ أَقْرَعَا

قال:و قال آخَرُ:

وَ لَوْ طَلَبُونِی بالْعَقُوقِ أَتَیْتُهُم

بِأَلْفٍ أُؤَدِّیهِ إِلَی الْقَومِ أَقْرَعَا

ص:87


1- (1) عن الصحاح و اللسان و بالأصل«وافا».
2- (2) الأصل و التکمله و فی اللسان: [1]عمله.
3- (3) أنتَ علی أنه جمع.
4- (4) زیاده عن اللسان. [2]

ج: أُلُوفٌ و آلاَفٌ کما فی الصِّحاحِ ،و یُقَال:ثَلاثهُ آلافٍ إلی العشرهِ ،ثم أُلوف جَمْعُ الجَمْعِ ،قال اللّه عَزَّ و جَلَّ :

وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ (1)کما فی اللِّسَانِ .

و أَلَفَهُ ، یَأْلِفُهُ مِن حَدِّ ضَرَبَ : أَعْطَاهُ أَلْفاً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،أی:مِن المالِ ،و من الأَبِلِ ،و أَنْشَدَ:

وَ کَرِیمَهٍ مِن آلِ قَیْسَ أَلَفْتُهُ

حَتَّی تَبَذَّخَ فَارْتَقَی الْأَعْلامِ

أی:و رُبَّ کَرِیمَهٍ ،و الهاءُ لِلْمُبَالِغَهِ ،و مَعْنَاه ارْتَقَی إلی الأَعْلامِ ،فحذَف«إلی»و هو یُرِیدُهُ .

و الْإِلْفُ ،بالکَسْرِ: الأَلِیفُ ، تقول:حَنَّ فُلانٌ إلی فُلانٍ حَنِینَ الْإِلْفِ إلی الإِلْفِ ج: آلافٌ ،و جَمْعُ الأَلِیفِ :

أَلاَئِفُ ، مثلُ تَبِیع و تَبَائِعَ ،و أَفِیل و أَفائِلَ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

فَأَصْبَحَ الْبَکْرُ فَرْداً مِنْ أَلاَئِفِهِ

یَرْتَادُ أَحْلِیَهً أَعْجَازُهَا شَذَبُ (2)

و الأَلُوفُ ، کصَبُورٍ: الْکَثِیرُ الأُلْفَهِ ،ج: أُلُفٌ ، ککُتُبٍ .

و الْإِلْفُ ،و الإِلْفَهُ ،بکَسْرِهِما:الْمَرْأَهُ تَأْلَفُهَا و تَأْلَفُکَ ، قال:

وَ حَوْرَاءِ الْمَدَامِعِ إِلْفِ صَخْرِ

وَ قال:

قَفْرُ فَیَافٍ تَرَی ثَوْرَ النِّعَاجِ بِهَا

یَرُوحُ فَرْداً و تَبْقَی إِلْفُهُ طَاوِیَهْ

وَ هذا مِنْ شَاذِّ البَسِیط ،لأَنَّ قَوْلَه:طاوِیَه،فَاعِلُنْ ، وَ ضَرْبُ البَسِیطِ لا یأْتِی علَی فَاعِلُنْ ،و الذی حکاه أَبو إِسحاقَ ،و عَزَاهُ إلی الأَخْفَشِ ،أنَّ أَعْرابِیاً سُئِلَ أَنْ یَصْنَعَ بَیْتاً تَامًّا مِن البَسِیطِ ،فَصَنَعَ هذا البیتَ ،و هذا لیس بحُجَّهٍ ، فیُعْتَدُّ بفَاعِلُنْ ضَرْباً فی البَسِیطِ ،إِنَّمَا هو فی مَوْضُوع الدَّائِرَهِ ،فأَمَّا المُسْتَعْمَلُ فهو:فَعِلُنْ ،و فَعْلُنْ .

و قد أَلِفَهُ أی:الشَّیْ ءَ، کَعَلِمَهُ ، إِلْفاً ،بالکَسْرِ و الْفَتْحِ کالعِلْمِ و السَّمْعِ ، و هو آلِفٌ ککاتِبٍ ، ج: أُلاَّفٌ ککُتّابٍ ، یُقَال:نَزَعَ البَعِیرُ إِلی أُلاَّفِهِ .و قال ذُو الرُّمَّهِ :

أَکُنْ مِثْلَ ذِی الأُلاَّفِ لُزَّتْ کُرَاعُهُ

إِلَی أُخْتِهَا الأُخْرَی و وَلَّی صَوَاحِبُهْ

مَتَی تَظْعَنِی یَامَیُّ مِن دَارِ جِیرَهٍ

لَنَا و الْهَوَی بَرْحٌ علَی مَن یُغالِبُهُ

وَ قال العَجَّاجُ یصِفُ الدَّهْرَ:

یَخْرمُ الإِلْفَ علَی الأُلاَّفِ

وَ مِن الإِلْفِ -بالکَسْرِ-قراءَهُ النبی صلّی اللّه عَلَیه و سلّم لإِلْفِ قُرَیْشٍ .

إِلفِهِمْ (3)بغیر یاءٍ و أَلِفٍ ،و سیأْتی قریباً،و

16- فی الحدیثِ :

«المُؤْمِنُ إِلْفٌ مَأْلُوفٌ ».

و هی آلِفَهٌ ،ج: آلِفَاتٌ ،و أوالِفُ ، قال العَجَّاجُ :

و رَبِّ هذا الْبَلَدِ الْمُحَرَّمِ

و الْقَاطِنَاتِ الْبَیْتَ غَیْرِ الرُّیَّمِ

أَوَالِفاً مَکَّهَ مِنْ وُرْقِ الْحَمِی

هکذا أَوْرَدَهُ فی العُبَابِ .

قلتُ :أَراد بالأَوَالِفِ هنا أَوَالِفَ الطَّیْرِ التی قد أَلِفَتِ الْحَرَمَ ،و قولُه:مِن وُرْقِ الْحَمِی،أَراد الحَمَامَ ،فلم یَسْتَتِمَّ له الوَزْنُ ،فقَالَ :الْحَمِی.

و المَأْلَفُ کمَقْعَدٍ:مَوْضِعُهَا أی: الأَوَالِفُ مِن الإِنْسَانِ أَو الإِبِلِ .

و قال أَبو زید: الْمَأْلَفُ : الشَّجَرُ الْمُورِقُ الذی یَدْنُو إِلیه الصَّیْدُ لإِلْفِهِ إِیَّاهُ .

و الأُلْفَهُ ،بالضَّمِّ :اسْمٌ مِن الائْتِلافِ و هی الأُنْسُ .

و الأَلِفُ ،ککَتِفٍ :الرَّجُلُ العَزَبُ فیما یُقَالُ ،کما فی العُبَابِ ، و الأَلِفُ : أَوَّلُ الحُرُوفِ ، قال اللِّحْیَانِیُّ :قال الْکِسَائِیُّ : الأَلِفُ من حروفِ المُعْجَمِ مُؤَنَّثَهٌ ،و کذلِک سائِرُ الحروفِ ،هذا کلامُ العربِ ،و إن ذُکِّرَتْ جاز،قال سِیبَوَیْهِ :حروفُ المعجم کلُّها تُذَکَّرُ و تُؤَنَّثُ ،کما أنَّ الإنْسَانَ یُذَکَّرُ و یُؤَنَّثُ ، و الْأَلِفُ أَیْضاً: الْأَلِیفُ ، وَ الجَمْعُ :

آلافٌ ککَتِف و أَکْتافٍ و الأَلِفُ عِرْقٌ مُسْتَبْطِنُ الْعَضُدِ إِلَی الذِّراعِ علَی التَّشْبِیهِ و هُما الأَلِفَانِ ،و الأَلِفُ : الْوَاحِدُ مِن

ص:88


1- (1) سوره البقره الآیه 243. [1]
2- (2) دیوانه و فیه«من حلائله»و علی هذه الروایه فلا شاهد فیه،و یروی:من صواحبه.و الأحلیه جمع حلی و هو ضرب من النصی الیابس.
3- (3) سوره قریش الآیتان 1 و 2.

کُلِّ شَیْ ءٍ علَی التَّشْبِیه بالأَلِف ،فإِنَّه واحدٌ فی الأَعْدَادِ.

و آلَفَهُمْ إِیلاَفاً : کَمَّلَهُمْ أَلْفاً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال أَبو عُبَیْدٍ:یُقَالُ :کان القومُ تِسْعَمِائهٍ وَ تِسْعَهً وَ تِسْعِین فَآلَفْتُهُمْ ، مَمْدُودٌ،و آلَفُوا هُمْ :إذا صارُوا أَلْفاً ،و کذلِکَ أَمْأَیْتُهُم فأَمْأُوا:

إذا صارُوا مِائهً .

و آلَفَتِ الإِبِلُ الرَّمْلَ : جَمَعَتْ بَیْنَ شَجَرٍ وَ مَاءٍ، قال ذُو الرُّمَّهِ :

مِنَ المُؤْلِفَاتِ الرَّمْلِ أَدْمَاءُ حُرَّهٌ

شُعَاعُ الضُّحَی فی مَتْنِها یَتَوَضَّحُ

أی:من الإِبلِ التی أَلِفَت الرَّمْلَ و اتَّخَذَتْه مأْلَفاً .

و الْمَکَانَ : أَلِفَهُ (1)، و فی الصِّحاحِ : آلَفَ الدَّرَاهِمَ إِیلاَفاً : جَعَلَهَا أَلْفاً أی:کَمَّلَها أَلْفاً فَآلَفَتْ هی صارتْ أَلْفاً و آلَفَ فُلانًا مَکانَ کذا: إذا جَعَلَه یَأْلفُهُ قال الجَوْهَرِیُّ :

وَ یقال أَیْضاً: آلَفْتُ الْمَوْضِعَ أُوْلِفُهُ إِیلاَفا،و کذلِکَ آلَفْتُ الْمَوْضِعَ أُؤَالِفُهُ مُؤَالَفَهٌ وَ إِلاَفاً ،فصار صورَهُ أَفْعَلَ وَ فَاعَلَ فی الْمَاضِی وَاحِدَهً .

و الْإیلاَفُ فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ (2): العَهْدُ و الذِّمامُ و شِبْهُ الْإِجَازَهِ بالْخفَارَهِ ،و أَوَّلُ مَن أَخَذَهَا هَاشِمُ بنُ عبدِ مَنَافٍ مِن مَلِکِ الشَّأْمِ کما جاءَ فی حدیثِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللّه عنه، و تَأْوِیلُهُ أنَّ قُرَیْشاً (3)کانُوا سُکَّانَ الْحَرَمِ و لم یَکُنْ لهم زَرْعٌ وَ لا ضَرْعٌ آمِنِینَ فی امْتَیارِهِمْ (4)،و تَنَقُّلاتِهِمْ شِتَاءً وَ صَیْفاً،و النَّاسُ یُتُخَطَّفُونَ مِن حَوْلِهِمْ ،فَإِذَا عَرَضَ لَهُمْ عَارِضٌ قالُوا:نَحْنُ أَهْلُ حَرِمِ اللّه،فلا یَتَعَرَّضُ لَهُم أَحَدٌ کما فی العُبَابِ ،و منه قول أَبِی ذُؤَیْبٍ :

تَوَصَّلَ بِالرُّکْبَانِ حِینًا وَ یُؤْلِفُ الْ

جِوَارَ وَ یُغْشِیَها الأَمَانَ رِبابُهَا (5)

أَو الَّلامُ لِلتَّعَجُّبِ ،أی:اعجبوا لإِیلاَفِ قُرَیْشٍ . و قالبعضُهم:مَعْنَاهَا مُتَّصِلٌ بما بعدُ،المَعْنَی فَلْیَعْبُدْ هؤُلاَءِ رَبَّ هذا البیتِ لإِیلاَفِهِمْ رِحْلَهَ الشَّتَاءِ وَ الصَّیْفِ لِلامْتِیَارِ،و قال بعضُهُم:هی مَوصُولَهٌ بما قَبْلَها،المعنی فَجَعَلَهُمْ کَعَصْفٍ مَأْکُولٍ ... لِإِیلافِ قُرَیْشٍ ،و هذا القَوْلُ الأَخِیرُ ذَکَره الجَوْهَرِیُّ ،و نَصُّهُ یقول:أَهْلَکْتُ أَصْحابَ الفِیل لِأُولِفَ قُرَیْشاً مَکَّهَ ،و لِتُؤْلِفَ قُرَیْشٌ رِحْلَتَیْهَا (6)،أی تَجْمَعَ بینهما، إذا فَرَغُوا مِن ذِهِ أَخَذُوا فی ذِهِ ،کما تقولُ :ضَرَبْتُهُ لِکَذَا لِکَذَا،بحَذْفِ الواو انتهی.

وَ قال ابنُ عَرَفَهَ :هذا قَوْلٌ لا وَجْهَ له مِن وَجْهَیْنِ ؛ أَحَدُهِما:أنَّ بینَ السُّورَتَیْنِ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ ، وَ ذلِکَ دلیلٌ علَی انْقِضَاءِ السُّورهِ ،و افْتِتَاحِ الأُخْرَی.

وَ الآخَرُ:أنَّ الإِیلافَ إِنَّمَا هو العُهُودُ التی کانُوا یَأْخُذُونَها إذا خَرَجُوا فی التِّجَارَاتِ ،فیَأْمَنُونَ بها.

وَ

17- قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَصْحابُ الإِیلاَفِ أربعهُ إِخْوَهٍ :

هاشِمٌ ،و عبدُ شَمْسٍ ،و المُطَّلِبُ ،و نَوْفَلٌ ،بنو عَبْدِ مَنافٍ ، وَ کانو یُؤَلِّفُونَ الجِوَارَ،یُتْبِعُونَ بَعْضَهُ بَعْضاً،یُجِیرُونَ قُرَیْشاً بِمِیرِهِمْ ،و کانوا یُسَمَّوْنَ الْمُجِیرِین، و کان هَاشِمٌ یُؤَلِّفُ إلی الشَّأْمِ ،و عَبْدُ شَمْسٍ یُؤَلِّفُ إلی الْحَبَشَهِ ،و المُطَّلِبُ یُؤَلِّفُ إلی الْیَمَنِ ،و نَوْفَلٌ یُؤَلِّفُ إلی فَارِسَ ، قال: و کان تُجَّارُ قُرَیْشٍ یختَلِفُونَ إلی هذِه الأَمْصَارِ بِحِبَالِ هذِه کذا فی النُّسَخِ ،و الأَوْلَی هؤُلاءِ الْإِخْوَهِ الأَرْبَعَهِ فلا یُتَعَرَّضُ لهم، وَ کان کُلُّ أَخٍ منْهُم أَخَذَ حَبْلاً مِن مَلِکِ نَاحِیَهِ سَفَرِهِ أَمَانًا لَهُ فأَمَّا هاشِمٌ فإِنَّهُ أَخَذَ حَبْلاً مِن مَلِکِ الرُّومِ ،و أَما عبدُ شَمْسٍ فإِنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن النَّجَاشِیِّ ،و أَمَّا المُطَّلِبُ فإِنَّهُ أَخَذَ حَبْلاً مِن أَقْیَالِ (7)حِمْیَرَ،و أَمَّا نَوْفَلٌ فإِنَّهُ أَخَذَ حَبْلاً مِن کِسْرَی.

کُلُّ ذلِکَ قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ قال أَبو إِسحاق الزَّجَّاج:فی لِإِیلافِ قُرَیْشٍ ثلاثهُ أَوْجُه: لِئیلاَفِ و لإِلاَفِ و وَجْهٌ ثالِثٌ : لإِلْفِ قُرَیْشٍ ،قال:و قد قُرِیءَ بالوَجْهَیْنِ الأَوَّلَیْنِ .

قلتُ :و الوَجْهُ الثالثُ تقدَّم أَنَّهُ قَرَأَهُ النَّبِیُّ صلّی اللّه عَلَیه وَ سلّم.

وَ قال ابنُ الأَنْبَارِیِّ :مَنْ قَرَأَ لإلافِهِمْ و إِلْفِهم فهُمَا مِن أَلِفَ یَأْلَفُ ،و مَن قَرَأَ لإِیلاَفِهِمْ فهو مِن آلَفَ یُؤْلِفُ ،

ص:89


1- (1) سقطت من الأصل و زدناها عن القاموس.
2- (2) یعنی قوله تعالی: لِإِیلافِ قُرَیْشٍ إِیلافِهِمْ رِحْلَهَ الشِّتاءِ وَ الصَّیْفِ .
3- (3) فی القاموس [1]المطبوع نسخه مصر و ط الرساله بیروت:«و تأویله أنهم کانوا».
4- (4) فی القاموس [2]ط مؤسسه الرساله بیروت:امتیازهم خطأ.
5- (5) دیوان الهذلیین 73/1 بروایه«و تؤلف»و بالأصل:«زمامها»و المثبت «ربابها»عن الدیوان.و یروی:و یعطیها بدل وَ یغشیها.
6- (6) و نقله صاحب التهذیب أیضاً.
7- (7) فی التهذیب وَ اللسان: [3]ملوک حمیر.

قال:و معنی یُؤْلَفونَ ،أی:یُهَیِّئُونَ وَ یُجَهِّزُونَ .

قال الأَزْهَرِیُّ :و علَی قَوْلِ ابنِ الأَعْرَابِیِّ بمعنَی یُجِیرُون.

وَ قال الْفَرَّاءُ:مَن قَرَأَ إِلْفِهِمْ فقد یکون من یُؤَلِّفُونَ ، قال:و أَجْوَدُ مِن ذلِکَ أَنْ یُجْعَلَ مِن یَأْلَفُونَ رِحْلَهَ الشِّتاءِ وَ الصَّیْفِ ،و الإِیلافُ مِن یُؤْلِفُونَ (1)،أی:یُهَیِّئونَ وَ یُجَهِّزونَ .

و أَلَّفَ بَیْنَهُمَا تَأْلِیفاً :أَوْقَعَ الأُلْفَهَ ، و جمعَ بینهما بعدَ تَفَرُّقٍ ،و وَصَلَهُمَا،و منه تَأْلِیفُ الکُتُبِ ،و الفَرْقُ بینه وَ بینَ التَّصْنِیفٍ مَذْکُورٌ فی کُتُبِ الْفُرُوقِ ،و منه قولُه تعالی:

وَ لکِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَیْنَهُمْ (2).

و أَلّفَ أَلِفاً :خَطَّها، کما یقال:جَیَّمَ جیماً.

و أَلَّفَ الأَلفَ :کمَّلَهُ ، کما یُقَالُ : أَلْفٌ مُؤَلَّفَهٌ ،أی:

مُکَمَّلَهٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

14- قال الأَزْهَرِیُّ : وَ اَلْمُؤَلَّفَهِ قُلُوبُهُمْ فی آیَهِ الصَّدَقَاتِ (3):

قَوْمٌ مِن سَادَهِ الْعَرَبِ ،أَمَرَ [اللّه] (4)النَّبی صلّی اللّه علیه وَ سلّم فی أَوَّلِ الإِسْلاَمِ بِتَأَلُّفِهِمْ أی بمُقَارَبَتِهمْ ، و إعْطَائِهِمْ مِن الصَّدَقاتِ لِیُرَغِّبُوا مَنْ وَرَاءَهُمْ فی الإسْلاَمِ ، وَ لِئلاَّ تَحْمِلَهُمْ الْحَمِیَّهُ مع ضَعْف نِیَّاتِهِم علَی أَن یَکُونُوا إِلْباً مع الکُفَّارِ عَلَی المُسْلِمِینَ ،و قد نَفَّلهم النبیُ صلّی اللّه علَیه وَ سلّم یَوْمَ حُنَیْنٍ بِمِائَتَیْنِ مِن الْإِبِلِ ، تَأَلُّفاً لهم. و هُمْ أَحَدٌ وَ ثلاثون رجلاً،علی تَرْتِیبِ حُرُوفِ المُعْجَمِ :

الأَقْرَعُ بنُ حَابِسِ بنِ عِقال الْمُجَاشِعِیُّ الدَّارِمِیُّ ،و قد تَقدَّم ذِکْرُه،وَ ذِکْرُ أَخِیهِ ،مَرْثَدٍ فی«ق ر ع».

و جُبَیْرُ بنُ مُطْعِمِ بنِ عَدی بنِ نَوْفَلِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ النَّوْفَلِیُّ أَبو محمدٍ،و یُقَال:أَبو عَدِیٍّ ،أَحَدُ أَشْرَافِ قُرَیْشٍ وَ حُلَمَائِها،و کانَ یُؤْخَذُ عنه النَّسَبُ لِقُرَیْشٍ وَ للعربِ قَاطِبَهً ، وَ کان یقول:أَخذتُ النَّسَبَ عن أَبی بکرٍ رضی الله عنه، أَسْلَمَ بعدَ الحُدَیْبِیَهِ ،و له عِدَّهُ أَحادِیثَ .

و الْجَدُّ بنُ قَیْسِ بنِ صَخْرِ بنِ خَنْسَاءِ بنِ سِنَانِ بنِ عُبَیْدِ بنِ عَدِیِّ بنِ غَنْمِ بنِ کَعْبِ بنِ سَلِمَهَ الأَنْصَارِیُّ السَّلَمِیِّ أَبو عبدِ اللّه بنِ عَمِّ الْبَرَاءِ بنِ مَعْرُورٍ،رَوَی عنه جابرٌ،و أَبو هُرَیْرَهَ ،

14- و کان یُزَنُّ (5)بالنِّفَاقِ ،و کان قَدْ سَادَ فی الجَاهِلِیَّهِ جَمِیعَ بنی سَلِمَه،فنَزَعَ رَسُولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه وَ سلّم منه بقَوْلِهِ :

«یَا بَنِی سَلِمَهَ ،مَنْ سِیِّدُکُمْ ؟»قالوا:الجَدُّ بنُ قَیْسٍ ،قال:

«بَلْ سیِّدُکُمْ ابنُ الجَمُوحِ ». و کان الْجَدُّ یَومَ بَیْعَهِ الرِّضْوَانِ اسْتَتَرَ تحتَ بَطْنِ رَاحِلَتِهِ ،و لم یُبَایعْ ،ثُم تَابَ ،و حَسُنَ إِسْلاَمُهُ ،و مات فی خِلافهِ عثمانَ ،رضی الله عنهما.

و الْحَارِثُ بنُ هِشَامٍ بنِ المُغِیرَهِ الْمَخْزُومِیُّ ،أَسْلَمَ وَ قُتِلَ یَومَ أَجْنَادِینَ .

و حَکِیمُ بنُ حِزَامِ بنِ خُوَیْلِدٍ الأَسَدِیُّ ،وُلِدَ فی الکعبهِ ، کان منهم،ثم تَابَ وَ حَسُنَ إِسْلامُه.

و حَکِیمُ بنُ طُلَیْقِ بن سُفْیَان بنِ أُمَیَّه بن عَبْدِ شَمْس الأُمَوِیُّ ،کَان منهم وَ لا عَقِبَ له.

و حُوَیْطِبُ بنُ عبدِ الْعُزَّی بنِ أَبی قَیْسِ بنِ عَبْدِ وُدٍّ الْعَامِرِیُّ (6)أَبو یَزِیدَ.أَحَدُ أَشْرَافِ قُرَیْشٍ وَ خُطَبائِهم،و کانَ أَعْلَمَ الشَّفَهِ ،و أَخُوه السَّکْرَانُ مِن مُهاجِرَهِ الْحَبَشَهِ ،و أَخوهما سَهْلٌ مِن مُسْلِمَهِ الفَتْحِ ،له عَقِبٌ بالمَدِینَه.

و سُهَیْلُ بنُ عَمْرٍو الْجُمَحِیُّ ، هکَذَا،ذکَرَهُ الصَّاغَانِیُّ ، وَ قَلَّدَهُ المُصَنِّفُ ،و لم أَجِدْ لَهُ ذِکْرًا فی مَعاجِمِ الصِّحابَهِ ، فَلْیُنْظَرْ فیه،و إِن صَحَّ أَنَّه مِن بَنِی جُمَح،فلَعَلَّه ابنُ عَمْرِو بنِ وَهْبِ بنِ حُذَافه بنِ جُمَحَ .

و صَخْرُ بنُ أُمَیَّهَ ، هکَذَا ذکَره الصَّاغَانِیُّ ،و لم أَجِدْهُ فی مَعَاجِم الصَّحابهِ ،و الصَّوابُ صَخْرُ بنُ حَرْبِ بنِ أُمَیَّهَ ،و هو المَکْنِیُّ بِأَبِی سُفْیَانَ وَ أَبی حَنْظَلَهَ ،فتَأَمَّلْ ،و کانَ إِلیه رَایهُ العُقَابِ ،و هو الذی قَادَ قُرَیْشاً کلَّهَا یومَ أُحُدٍ.

ص:90


1- (1) ضبطت عن التهذیب وَ اللسان. [1]
2- (2) سوره الأنفال الآیه 63. [2]
3- (3) الآیه 60 من سوره التوبه. [3]
4- (4) زیاده عن التهذیب وَ اللسان. [4]
5- (5) فی أسد الغابه:و [5]کان ممن یُظن فیه النفاق.
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«هنا زیاده فی المتن بعد قوله(العزی) نصها(و خالد بن أسیدٍ وَ خالد بن قیسٍ ،و زیدُ الخیلِ ،و سعید بن یَربُوع،و سهیلُ بن عمرو بن عبد شمس العامری أ ه )و قد وضعت هذه الزیاده فی المطبوعه الکویتیه بعد قوله:له عقب بالمدینه مما شوش المعنی و أدی إلی اضطراب العباره وَ تداخل فی الترجمات. فالسکران وَ أخوه سهل هما من أولاد عمرو بن عبد شمس وَ لیسا من إخوه حویطب بن عبد العزی کما فهم من عباره المطبوعه الکویتیه.

و صَفْوانُ بنُ أُمَیَّهَ بنِ خَلَفِ بن وَهْبِ بنِ حُذَافَه بنِ جُمَح الْجُمَحِیُّ کُنْیَتُه أَبو وَهْبٍ ،أَسْلَمَ یَومَ (1)حُنَیْنٍ ،کان أحَدَ الأَشْرَافِ وَ الفُصَحاءِ،و حَفِیدُه صَفْوانُ بنُ عبدِ الرحمنِ له رُؤْیَهٌ .

و الْعَبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ بنِ أَبِی عامِرٍ السُّلَمِیُّ ،أَبو الهَیْثَمِ ، أَسْلَمَ قُبَیْلَ الفَتْحِ ،و قد تَقَدَّم ذِکْرُه فی السین.

و عبدُ الرَّحْمنِ بنُ یَرْبُوعِ بنِ مِنْکَثَهَ بنِ عامِرٍ المَخْزُومِیُّ ، ذَکرَه یَحْیَی بن أَبِی کَثِیرٍ فِیهِم.

و الْعَلاَءُ بنُ جَارِیَهَ (2)بنِ عبدِ اللّه الثَّقَفیُّ من حُلَفَاءِ بنی زُهْرَهَ .

و عَلْقَمَهُ بنُ عُلاَثَهَ بنِ عَوْفٍ الْعَامِرِیُّ الْکِلاَبِیُّ ،من الأَشْرَافِ ،و مِنَ المُؤَلَّفَهِ قلوبُهُم،ثم ارْتَدَّ،ثم أَسْلَمَ وَ حَسُنَ إِسْلامُه،واسْتَعْمَلَه عمرُ رضی الله عَنْه-علَی حَرَّانَ (3)، فماتَ بها.

و أَبُو السَّنَابِلِ عَمْرُو بنُ بَعْکَکِ بنِ الحَجّاجِ ،و یُقَال:

اسمُه حَبَّهُ بنِ بَعْکَکٍ .

و عَمْرُو بنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِیُّ :أَخو العبّاس،ذکَرَه ابنُ الْکَلْبِیِّ فیهم.

و عُمَیْرُ بنُ وَهْبٍ بنِ خَلَفِ بنِ وَهْبِ بنِ حُذافَه بنِ جُمَح، أَبو أُمَیَّهَ ،أَحَدُ أَشْرَافِ بنی جُمَح،و کان من أَبْطَالِ قُرَیْشٍ ، قَدِمَ المدِینَه لیَغْدِرَ بِرسولِ اللّه صلّی اللّه علَیه وَ سلّم،فأَسْلَمَ ،قَالَهُ ابنُ فَهْدٍ.

قلتُ :و الذی فی أَنْسَابِ أَبِی عُبَیْدٍ،أَن عُمَیْرًا هذا أُسِرَ یومَ بَدْرٍ،ثم أَسْلَمَ ،و ابنُه وَهْبُ بنُ عُمَیْرٍ،الذی کان ضَمِنَ لِصَفْوانَ بنِ أُمَیَّهَ أَن یَقْتُلَ النبیَّ صلّی اللّه علیه وَ سلّم،ثم أَسْلَمَ .

14- و عُیَیْنَهُ بنُ حِصْنِ بنِ حُذَیْفَه بنِ بَدْرِ الْفَزَارِیُّ ،شَهِدَ حُنَیْنًا وَ الطَّائِفَ ،و کان أَحْمَقَ مُطَاعاً،دخلَ علَی النبیِّ صلّی اللّه علَیه وَ سلّم بِغَیْرِ إِذْنٍ ،و أَساءَ الأَدَبَ ،فصَبَرَ النَبیُّ صلی اللّه علَیه وَ سلّم عَلَی جَفْوَتِهِ وَ أَعرَابِیَّتِهِ .

وَ قد ارْتَدَّ،و آمَنَ بطُلَیْحَهَ ،ثم أُسِرَ،فمَنَّ علیه الصِّدِّیقُ ،ثم لم یَزَلْ مُظْهِرًا لِلإِسْلامِ ،و کان یَتْبَعُهُ عَشْرَهُ آلافِ قَتَّاتٍ ،و کان مِن الجَرَّارهِ ،و اسْمُه حُذَیْفَهُ ،و لَقَبُه عُیَیْنَهُ لشَتَرِ عَیْنِه، وَ سیأْتِی فی«ع ی ن».

و قَیْسُ بنُ عَدِیٍّ السُّهْمِیُّ ،هکذا فی العُبَابِ ،و المُصَنِّفُ قَلَّدَهُ ،و هو غَلَطٌ ،لأَنَّ قَیْساً هو جَدُّ خُنَیْسِ بنِ خُذَافَهَ الصَّحَابِیِّ ،و لم یذْکُرْهُ أَحَدٌ فی الصَّحابهِ ،إِنَّمَا الصُّحْبَهُ لحَفِیدِه المذکورِ،و حُذافَهُ أَبو خُنَیسٍ لا رُؤْیَهَ له علَی الصَّحِیحِ ،فَتَأَمَّلْ .

و قَیْسُ بنُ مَخْرَمَهَ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ المُطَّلِبِیُّ ، وُلِدَ عامَ الفِیلِ ،و کان شَرِیفاً.

و مَالِکُ بنُ عَوْفٍ النَّصْرِیُّ أَبو عَلیٍّ ،رئیسُ المُشْرِکین یومَ حُنَیْنٍ ،ثم أَسْلَمَ .

و مَخْرَمَهُ بنُ نَوْفَلِ بن أُهَیْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَهَ الزُّهْرِیُّ .

و مُعَاوِیَهُ بنُ أَبِی سُفْیَانَ صَخْرِ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَیَّهَ الأُمَوِیُّ .

و المُغِیرَهُ بنُ الْحَارِثِ بن عبدِ المُطَّلِبِ ،کُنْیَتُه أَبو سُفْیَان،مَشْهورٌ بکُنْیَتِه،هکذا سَمَّاه الزُّبَیرُ بنُ بَکَّارٍ،و ابنُ الکَلْبِیِّ ،و إبراهِیمُ بن المُنْذِرِ،و وَهِم ابْنُ عَبْدِ البَرِّ،فقَالَ :

هو أَخُو أَبی سُفْیَان.

قلتُ :و وَلَدُه جعفرُ بن أَبی سُفْیَانَ شاعرٌ،و کان المُغِیرَهُ هذا ابْنَ عَمِّ رسولِ اللّه صلی اللّه علَیه وَ سلّم،و أَخاهُ من الرَّضاعَهِ ،تُوُفِّیَ سنهَ عشرین.

و النُّضَیْرُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَلْقَمَهَ بنِ کَلَدَهَ الْعَبْدَرِیُّ ،قیل:

کان مِن المُهَاجِرِین،و قیل:مِن مُسْلِمَهِ الفَتْحِ ،قال ابنُ سَعْدٍ:أُعْطِیَ مِن غَنَائِمِ حُنَیْنٍ مائهً مِن الإِبِلِ ،اسْتُشْهِدَ بالیَرْمُوکِ ،هذا هو الصَّحِیحُ ،و قد رُوی عن ابنِ إِسحاق، أَن الذی شَهِدَ حُنَیْنًا وَ أُعْطِیَ مائهً مِن الإِبِلِ هو النَّضْرُ (4)بنُ الحارِثِ ،و هکذا أَخْرَجَه ابنُ مَنْدَه،و أَبو نُعَیْم أَیضاً،و هو وَهَمٌ فَاحِشٌ ،

1,14- فإنَّ النَّضْرَ هذا قُتِلَ بعدَ مَا أُسِرَ یومَ بَدْرٍ،قَتَلَهُ علیٌّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ بأَمْرِ رسولِ اللّه صلی اللّه علَیه وَ سلّم. فتَأمَّلْ .

و هِشَامُ بنُ عَمْرِو بنِ ربیعه بن الحارثِ الْعامِرِیُّ ،أَحَدُ

ص:91


1- (1) کذا بالأصل وَ یفهم من عباره ابن الأثیر فی أسد الغابه [1]أنه أسلم بعد حنین.
2- (2) فی أسد الغابه:حارثه.
3- (3) فی أسد الغابه:حوران.
4- (4) کذا بالأصل وَ الذی فی سیره ابن هشام عن ابن إسحاق 135/4 الحارث بن الحارث بن کلده.قال ابن هشام:نُصیر وَ یجوز أن یکون اسمه الحارث،و فی بعض نسخ السیره:نضیر.

المُؤَلَّفَهِ قُلوبُهُم بِدُونِ مائهٍ من الإِبلِ ،و کان أَحَدَ مَن قام فی نَقْضِ الصَّحِیفَهِ ،و له فی ذلک أَثَرٌ عَظِیمٌ ، رَضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْهُمْ أَجْمَعِینَ .

وَ قد فَاتَهُ :طُلَیْقُ بنُ سُفْیَانَ ،أَبو حَکِیمٍ المذکور،فقد ذَکَرَهُمَا ابنُ فَهْدٍ وَ الذَّهَبِیُّ فی اَلْمُؤَلَّفَهِ قُلُوبُهُمْ ،و کذا هِشَامُ بنُ الولِیدِ بنِ المُغِیرهِ الْمَخْرُومِیُّ ،أَخو خالدِ بنِ الولِید،هکذا ذَکَرَه بعضُهُمْ ،و لکن نُظِرَ فیه.

وَ

14- قد قَالَ بعضُ أَهْلِ العلم: إنَّ النبیَّ صلّی اللّه علیه وَ سلّم تَأَلَّفَ فی وَقْت بعضَ سَادَهِ الکُفَّارِ،فلمَّا دَخَلَ الناسُ فِی دِینِ اللّهِ أَفْواجاً ، وَ ظَهَرَ أَهْلُ دِینِ اللّه علَی جمِیعِ أَهْلِ المِلَلِ ،أَغْنَی اللّه تعالَی-و لَهُ الحَمْدُ-عَنْ أَن یُتَأَلَّفَ کافِرٌ الیومَ بمَالٍ یُعْطَی، لِظُهورِ أَهلِ دِینِهِ علَی جَمِیعِ الکُفَّارِ. وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ .

و تَأَلَّفَ فُلانٌ فُلانًا: إذا دَاراهُ ، وَ آنَسَهُ ، و قَارَبَهُ ،و وَاصَلَهُ ، حتی یَسْتَمِیلَهُ إِلیه، وَ منه

14- حدِیثُ حُنَیْنٍ : «إِنِّی أُعْطِی رِجَالاً حَدیثِی عَهْدٍ بِکُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ ». أی:أُدَارِیهِم،و أُونِسُهُم،لِیَثْبُتُوا عَلَی الإسْلامِ ،رَغْبَهً ،فیما یصِلُ إِلیهم مِنْ الْمالِ .

و تَأَلَّفَ الْقَوْمُ تَأَلُّفاً : اجْتَمَعُوا، کائْتَلَفُوا ائْتِلافاً ،و هما مُطَاوِعا أَلَّفَهُمْ تَأْلِیفاً .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

جَمْع أَلْفٍ آلُفٌ ،کفَلْسٍ وَ أَفْلُسٍ ،و منه قَوْلُ بُکَیْرٍ أَصَمِّ بنی الحارِثِ بنِ عَبَّادٍ:

عَرَباً ثَلاثَهَ آلُفٍ وَ کَتِیبَهً

أَلْفَیْنِ أَعْجَمَ مِنْ بَنِی الْفَدَّامِ

وَ قد یُقال:« الأَلَفُ »،مُحَرَّکهً فی الآلافِ ،فی ضَرُورَهِ الشِّعْرِ،قال:

وَ کانَ حامِلُکُمْ مِنَّا وَ رافِدُکُمْ

وَ حامِلُ الْمِینَ بَعْدَ المِینَ وَ الأَلَفِ

فإِنَّهُ أَراد الآلاَفَ ،فحَذَفَ للضَّرُورهِ ،و کذلِکَ أَراد المِئِینَ ،فحَذَفَ الهَمْزَهَ .

وَ آلَفَ الْقَوْمُ :صَارُوا أَلْفاً ،و منه

14- الحَدِیث: «أَوَّلُ حَیٍّ آلَفَ مَعَ رَسُولِ اللّه صلی اللّه علَیه وَ سلّم بَنُو فُلانٍ ».

وَ شَارَطَهُ مُؤَالَفَهً :أی علَی أَلْفٍ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و أَلِفَ الشَّیْ ءَ،کعَلِمَ إِلاَفاً ،و وِلاَفاً،بکَسْرِهِمَا،الأَخِیرَهُ شَاذَّهٌ ،و أَلَفَانًا ،مُحَرَّکَهً :لَزِمَهُ ، کَأَلَفَهُ ،مِن حَدِّ ضَرَبَ .

وَ آلَفَهُ إِیلافاً:هَیَّأَهُ وَ جَهَّزَهُ ،و الْإِلْفُ وَ الْإِلاَفُ ،بکَسْرِهِمَا، بمَعْنًی واحدٍ،و أَنْشَدَ حَبِیبُ بن أَوْسٍ ،فی باب الهِجَاءِ لمُساوِرِ بن هِنْد،یَهْجُو بنی أَسَدٍ:

زَعَمْتُمْ أنَّ إِخْوَتُکمْ قُرَیْشاً

لَهُمْ إِلْفٌ وَ لَیْسَ لَکُمْ إِلاَفُ

أُولئِکَ أُومِنُوا جُوعاً وَ خَوْفاً

وَ قد جَاعَتْ بنو أَسَدٍ وَ خَافُوا

وَ أَنْشَدَ بَعْضُهُم:

إِلاَفُ اللّه مَا غَطَّیْت بَیْتاً

دَعائِمُهُ الخَلاَفَهُ وَ النُّسُورُ

قیل: إِلاَفُ اللّه:أَمَانُهُ ،و قیل:مَنْزِلَهٌ منه.

وَ آلِفٌ وَ أُلُوفٌ ،کشَاهِدٍ وَ شُهُودٍ:و بهِ فَسِّرَ بعضُهُم قولَه تعالَی: وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ (1)،و آلِفٌ وَ آلافٌ ، کَناصِرِ وَ أَنْصَارٍ،و بِه رُوِیَ قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ السابقُ أَیضاً،و کذا قَوْلُ رُؤْبهَ :

تَاللّه لَوْ کُنْتُ مِنَ الآلافِ (2)

قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أراد الذین یَأْلَفُونَ الأَنْصَارَ (3)، وَاحِدُهُم آلِفٌ .

وَ جَمْعُ الأَلِیفِ ،کأَمِیرٍ: أُلَفَاءُ ،کَکُبَرَاءَ.

وَ أُوالِفُ الْحَمَامِ :دَوَاجِنُهَا التی تَأْلَفُ الْبُیُوتَ .

وَ آلَفَ الرَّجُلُ مُؤَالَفَهً :تَجَرَ.

وَ أَلَّفَ الْقَوْمُ إلی کذا،و تَأَلَّفُوا :اسْتَجَارُوا.

وَ الأَلِیفُ ،کأَمِیرٍ:لُغَهٌ فی الأَلِفِ أَحَدِ حُرُوفِ الْهِجَاءِ.

وَ هو مِن الْمُؤَلِّفِینَ ،بالفَتْحِ :أی أَصْحابِ الأُلُوفِ :

صارَتْ إِبِلُهُ أَلْفاً .

ص:92


1- (1) سوره البقره الآیه 243. [1]
2- (2) دیوانه ص 99 بروایه:«الأُلاّف»و مثله فی التهذیب وَ فیه«باللّه»بدل «تاللّه».
3- (3) فی التهذیب وَ اللسان:« [2]الأمصار».

و أَلِفٌ ،ککَتِفٍ :مُحَدِّثَهٌ ،و هی أُخْتُ نَشْوَانَ ،حَدَّث عنها الحافظُ السَّیُوطِیُّ ،و غیرُه.

وَ هذَا أَلْفیٌّ :مَنْسُوبٌ إِلَی الأَلْفِ مِنْ العَدَدِ.

وَ بَرْقٌ إِلاَفٌ ،بالکَسْرِ:مُتَتَابِعُ اللَّمَعَانِ .

أنف

الْأَنْفُ لِلإِنْسانِ وَ غیْرِه: م أی:مَعْرُوفٌ ،قال شیخُنَا:هو اسمٌ لِمَجْمُوعِ الْمِنْخَرَیْنِ ،و الْحَاجِزِ،و الْقَصَبَهِ ، وَ هی ما صَلُبَ مِن الأَنْفِ ،فَعَدُّ المِنْخَرَیْنِ مِن المُزْدَوَجِ لا یُنَافی عَدَّ الأَنْفِ مِنْ غَیْرِ المُزْدَوَجِ ،کما تَوَهَّمَهُ الْغُنَیْمِیُّ فی شرحِ الشَّعْرَاوِیَّهِ ،فَتَأَمَّلْ ، ج: أُنُوفٌ ،و آنافٌ ،و آنَفٌ ، الأَخِیرُ کأَفْلُسٍ ،و

16- فی حدِیثِ السَّاعَهِ : «حَتَّی تُقَاتِلُوا قَوْما صِغَارَ الأَعْیُنِ ،ذُلْفَ الآنُفِ ». و

17- فی حدیثِ عائشهَ : «یا عُمَرُ،ما وَضَعْتَ الْخُطُمَ عَلَی آنُفِنا ». و أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

بِیضُ الْوُجُوهِ کَرِیمَهٌ أَحْسَابُهُمْ

فی کُلِّ نَائِبَهٍ عِزَازُ الآنُفِ

وَ قال الأَعْشَی:

إذا رَوَّحَ الرَّاعِی اللِّقَاحَ مُعَرِّبًا

وَ أَمْسَتْ عَلَی آنَافِهَا غَبَرَاتُهَا (1)

وَ قال حسّانٌ بن ثابت:

بِیضُ الْوُجُوهِ کَرِیمَهٌ أَحْسَابُهُمْ

شُمُّ الأُنُوفِ مِنَ الطَّرَازِ الأَوَّلِ

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الأَنْفُ : السَّیِّدُ، یُقَال:هو أَنْفُ قَوْمِهِ ،و هو مَجَاز.

و أَنْفٌ : ثَنِیَّهٌ قال أَبو خِرَاشٍ الْهُذَلِیُّ .و قد نَهَشَتْهُ حَیَّهٌ :

لَقَدْ أَهْلَکْتِ حَیَّهَ بَطْنِ أَنْفٍ

علَی الأَصْحَابِ سَاقًا ذَاتَ فَقْدِ (2)

وَ یُرْوَی:«بَطْنِ وَاد».

و الْأَنْفُ مِن کُلِّ شَیْ ءٍ:أَوَّلُهُ ،أو أَشَدُّهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، یُقَال:هذا أَنْفُ الشَّدِّ:أی أَشَدُّ العَدْوِ. و قال ابنُ فَارِسٍ : الْأَنْفُ مِن الأَرْضِ :ما اسْتَقْبَلَ الشَّمْسَ مِنْ الْجَلَدِ وَ الضَّوَاحِی.

و قال غیرُه: الْأَنْفُ مِن الرَّغِیفِ :کِسْرَهٌ منه، یُقَال:ما أَطْعَمَنِی إِلاَّ أَنْفُ الرَّغِیفِ ،و هو مَجاز.

و الأَنْفُ مِن الْبابِ (3)هکذا بالمُوحَدَّهِ فی سائِرِ النُّسَخِ ، وَ صَوَابُه:النَّاب،بالنُّونِ : طَرَفُهُ و حَرْفُهُ حِینَ یُطْلَعُ ، وَ هو مَجاز، و الْأَنْفُ مِن اللِّحْیَهِ :جانِبُهَا، وَ مُقَدَّمُهَا،و هو مَجاز، قال أَبُو خِراشٍ :

تُخَاصِمُ قَوماً لاَ تَلَقَّی جَوابَهُمْ

وَ قَدْ أَخَذتْ مِن أَنْفِ لِحْیَتِکَ الْیَدُ (4)

یقول:طَالَتْ لِحْیَتُکَ ،حتی قَبَضْتَ علیها،و لاَ عَقْلَ لَکَ .

و الْأَنْفُ مِن الْمَطَرِ:أَوَّلُ مَا أَنْبَتَ ، قال امْرُؤُ القَیْسِ :

قد غَدَا یَحْمِلُنِی فی أَنْفِهِ

لاَحِقُ الْأَیْطَلِ مَحْبُوکٌ مُمَرْ

و الأَنْفُ مِن خُفِّ الْبَعِیرِ:طَرَفُ مَنْسِمِهِ ،و یقال رَجُلٌ حَمِیُّ الأَنْفِ :أی آنِفٌ ، یَأْنَفُ أَنْ یُضَامَ ، و هو مَجاز،

17- قال عامرُ بن فُهَیْرَهَ رَضِیَ اللّه عنه فی مَرَضِهِ -و عَادَتْهُ عائشَهُ رَضِیَ اللّه عنها،و قالَتْ له:کیفَ تَجِدُک ؟-:

لَقَدْ وَجَدْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ

و الْمَرْءُ یَأْتِی حَتْفُهُ مِن فَوْقِهِ

کُلُّ امْرِیءٍ مُجَاهِدُ بِطَوْقِهِ

کَالثَّوْرِ یَحْمِی أَنْفَهُ بِرَوْقِهِ .

و یُقَال لِسَمَّی الْأَنْفِ : الْأَنْفَانِ (5)،تقول:نَفَسْتُ عن أَنْفَیْهِ ،أی:منْخَرَیْهِ ،قال مُزَاحِمٌ العُقِیلِیُّ :

یَسُوفُ بِأَنْفِیْهِ النِّقَاعَ کَأَنَّهُ

عَنِ الرَّوْضِ مِنْ فَرْطِ النشَاطِ کَعِیمُ (6)

و

16- فی الْأَحَادِیثِ التی لا طُرَقَ لها: «لِکُلِّ شَیْ ءٍ أَنْفَهٌ ،

ص:93


1- (1) دیوانه بروایه لا شاهد فیها.
2- (2) دیوان الهذلیین 171/2 بروایه«بعد فقد»و هی روایه التکمله وَ قد نبه إلیها بهامش المطبوعه المصریه،و فی معجم البلدان: [1]بطن أنف:من منازل هذیل.
3- (3) فی القاموس [2]ط مصر و ط الرساله بیروت:«الناب».
4- (4) دیوان الهذلیین 167/2 فی شعر معقل بن خویلد من ثلاثه أبیات.
5- (5) فی التهذیب وَ اللسان:«و العرب تسمی«الأنف»أنفان»و الأصل کالتکمله.
6- (6) البیت فی التهذیب وَ اللسان [3]منسوباً لابن أحمر.

و أَنْفَهُ الصَّلاَهِ التَّکْبِیرَهُ الأُوْلَی». أی: ابْتِدَاؤُهَا،و أَوَّلُهَا،و، قال ابنُ الْأَثِیرِ:هکَذا رُوِیَ فی الحَدِیثِ مَضْمُومَهً (1)قال:

و قال الْهَرَوِیُّ : الصَّوَابُ الْفَتْحُ ، قال الصَّاغَانِیُّ :و کأَنَّ الهاءَ زِیدَتْ علَی الْأَنْفِ ،کَقَوْلِهِم فی الذَّنَبِ :ذَنَبَهٌ ،و فی المَثَلِ : «إِذَا أَخَذْتَ بِذَنَبَهِ (2)الضَّبِّ أَغْضَبْتَهُ » .

و مِنَ المَجَازِ: جَعَلَ أَنْفَهُ فی قَفَاهُ :أی:أَعْرَضَ عَنِ الْحَقِّ ،و أَقْبَلَ علَی الْباطِلِ و هو عبارهٌ عن غایهِ الإِعْراضِ عن الشَّیْ ءِ،وَلَیِّ الرَّأْسِ عنه،لأَنَّ قُصارَی ذلِک أَنْ یُقْبِلَ بِأَنْفِهِ علی مَا وَرَاءَهُ ،فکأَنَّهُ جَعَلَ أَنْفَهُ فی قَفَاهُ »،و منه قَوْلُهُم لِلْمُنْهَزِمِ :عَیْنَاهُ فی قَفاهُ لِنَظْرِه إِلَی مَا وَرَاءَهُ دَائِبا؛فَرَقًا من الطَّلَبِ ، و مِن المَجَاز هو یَتَتَبَّعُ أَنْفَهُ :أی:یَتَشَمَّمُ الرَّائِحَهَ فَیَتْبَعُهَا، کما فی اللِّسَانِ وَ الْعُبابِ .

و ذُو الْأَنْفِ : لَقَبُ النُّعْمَان بنِ عبدِ اللّه بن جابرِ بنِ وَهْبِ بنِ الأُقَیْصِرِ بن مَالِکِ بن قُحَافَهَ بنِ عامِر بنِ رَبِیعَه بنِ عامرِ بنِ سَعْدِ بن مالکٍ الخَثْعَمِیِّ ، قَائِدُ خَیْلِ خَثْعَمَ إلی النبیِّ صلّی اللّه علَیه وَ سلّم یَوْمَ الطَّائِفِ ، وَ کانُوا مع ثَقِیفٍ ،نَقَلَهُ أَبو عُبَیْدٍ وَ ابنُ الْکَلْبِیِّ فی أَنْسَابِهِمَا.

و أَنْفُ النَّاقَهِ :لَقَبُ جَعْفَرِ بنِ قُرَیْع بنِ عَوْفِ بنِ کَعْبٍ أَبو بَطْنٍ مِن سَعْدِ بنِ زَیْدِ مَنَاهَ مِن تَمِیمٍ ،و إِنَّما لُقِّبَ به لأَنَّ أَبَاهُ قُرَیْعاً نَحَرَ جَزُورًا،فَقَسَمَ بین نِسَائِه،فَبَعَثَتْ جَعْفَرًا هذا أُمُهُ وَ هی الشَّمُوسُ مِن بَنِی وَائِل ثُمَّ مِن سَعْدِ هُذَیْمٍ فَأَتَاهُ وَ قد قَسَمَ الْجَزُورَ،و لم یَبْقَ إِلاَّ رَأسُهَا وَ عُنُقُهَا فقَالَ :شَأْنَکَ بِه، فَأَدْخَلَ یَدَهُ فی أَنْفِهَا ،و جَعَلَ یَجُرُّهَا،فَلُقِّبَ بهِ ،و کانوا یَغْضَبُونَ منه،فَلَمَّا مَدَحَهُم الْحُطَیْئَهُ بقولِهِ :

قَومٌ هُمُ الْأَنْفُ وَ الْأَذْنَابُ غَیْرُهُمُ

وَ مَن یُسَوِّی (3)بِأَنْفِ النَّاقَهِ الذَّنَبَا؟

صَارَ اللَّقَبُ مَدْحًا لَهُمْ .

و النِّسْبَهُ إِلیهم أَنْفیُّ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ:قَوْلُهُم: أَضَاعَ مَطْلَبَ أَنْفِهِ قیلَ : فَرْجَ أُمِّهِ ، وَ فی اللِّسَان:أی الرَّحِمَ التی خَرَجَ مِنْهَا،عن ثَعْلَبٍ ، وَ أَنْشَدَ:

وَ إِذَا الْکَرِیمُ أَضَاعَ مَوْضِعَ أَنْفِهِ

أَوْ عِرْضَهُ لِکَرِیهَهٍ لمْ یَغْضَبِ

و أَنْفَهُ یأْنِفُهُ وَ یأْنُفُهُ مِن حَدِّیْ ضَرَبَ وَ نَصَرَ: ضَرَبَ أَنْفَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و یُقَال: أَنَفَ الماءُ فُلانًا: أی بَلَغَ أَنْفَهُ ، و ذلِکَ إذا نَزَلَ النَّهْرَ،نَقَلَهُ الْجَوْهَرِیُّ ، و قال ابنُ السِّکِّیت: أَنَفَتِ الْإِبِلُ أَنْفاً :إذا وطِئَتْ کَلأَ أُنُفاً بضَمَّتَیْنِ (4). و قال أَیْضاً: رَجُلٌ أُنافیٌّ ،بالضَّمِّ أی: عَظِیمُ الأَنْفِ .

قلتُ :و کذا عُضَادِیٌّ ،عَظِیم العَضُدِ،و أُذَانِیٌّ ،عَظِیمُ الأُذُنِ .

قال و امرَأَهٌ أَنُوفٌ ، کصَبُورٍ: طَیِّبَهُ رَائِحَتِهِ ، أی: الأَنْفِ ، هکذا نَقَلَهُ الْجَوْهَرِیُّ ، أَو تأْنَفُ مِمَّا لا خَیْرَ فیه و هذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،عن ابنِ عَبَّادٍ.

و من المجاز: رَوْضَهٌ أُنُفٌ ،کَعُنُقٍ ،و مُؤْنِفٍ ،مِثْلِ مُحْسِنٍ و هذِه عنِ ابنِ عَبّادٍ:إذا لَم تُرْعَ ، وَ فی المُحْکَمِ :

لم تُوطَأْ،و احْتَاجَ أَبو النَّجْمِ إِلیه فسَکَّنَهُ ،فقَالَ :

أُنْفٌ تَرَی ذِبَّانَهَا تُعَلِّلُهْ

وَ کَلٌأ أُنُفٌ :إذا کَانَ بِحَالِهِ لم یَرْعَهُ أَحَدٌ، و کذلِک کَأْسٌ أُنُفٌ إِذا لم تُشْرَب، وَ فی اللِّسَانِ ،أی مَلْأَی،و فی الصِّحاحِ :لم یُشْرَبْ بها قَبْلَ ذلِک،کأَّنَهُ اسْتُؤْنِفَ شُرْبُها (5)، وَ أَنْشَدَ الصَّاغَانِیُّ لِلَقِیطِ بنِ زُرَارَهَ :

إنَّ الشِّواءَ وَ النَّشِیلَ وَ الرُّغُفْ

و الْقَیْنَهَ الْحَسْنَاءَ وَ الْکَأْسَ الْأُنُفْ

و صَفْوَهَ القِدْرِ وَ تَعْجِیلَ الْکَتِفْ

للِطّاعِنِینَ الْخَیْلَ وَ الْخَیْلُ قُطُفْ

و أَمْرٌ أُنُفٌ : مُسْتَأْنَفٌ لم یَسْبِقْ به قَدَرٌ، و منه

17- حدیثُ یحیی بن یَعْمُرَ: أَنه قال لعبدِ اللّه بن عمرَ رَضِی اللّه تعالی عنهما:«أَبَا عبدَ الرحمنِ ،إِنه قد ظَهَرَ قِبَلَنَا أُنَاسٌ یقْرَؤُونَ

ص:94


1- (1) یعنی مضموم الهمزه،و قد ضبط فی اللسان وَ النهایه وَ الفائق بضمها،.
2- (2) و المثبت عن القاموس [1]موافقا للتکمله.
3- (3) المستقصی 122/1 وَ [2]فیه:و لم یسمع بها إلا فی هذا المثل. دیوانه،و فی جمهره ابن حزم ص 219 وَ [3]من یساوی.
4- (4) و هو الکلأ الذی لم یُرعَ .
5- (5) و هی عباره التهذیب أیضاً.

القُرْآنَ ،و یَتَقَعَّرُونَ الْعِلْمَ ،و إِنَّهُمْ یَزْعُمُونَ أَنْ لاَ قَدَرَ،و أنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ ،قال:إذا لَقِیتَ أُولِئِکَ فَأَخْبِرْهُم أَنِّی منهم بَرِیءٌ،و أَنَّهُم بُرَآءُ مِنِّی».

و الأُنُفُ أیضاً:الْمِشْیَهُ الْحَسَنَهُ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، و قَالَ آنِفاً وَ سَالِفَاً، کصاحِب، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و أَنِفاً ،مِثْل کَتِفٍ ، وَ هذه عن ابن الأَعْرَابِیِّ ، و قُرِیءَ بهما قولُه تعالی: ما ذا قالَ آنِفاً (1)و أَنِفاً قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أی مُذْ ساعَهٍ و قال الزَّجَاجُ :أی ما ذا قالَ السَّاعَهَ ،أی: فی أَولِ وَقْتٍ یَقْرُبُ مِنّا.

و نَقَلَ ابنُ السِّکِّیتِ عن الطَّائِی: أَرْضٌ أَنِیفَهُ النَّبْتِ : إذا أَسْرَعَت النَّبَاتَ ،کذا نَصُّ الصِّحاح،و فی المُحْکَمِ :

مُنْبِتَهٌ (2)،و فی التَّهْذِیب:بَکَّرَ نَباتُهَا،و کذلک أَرْضٌ أُنُفٌ ، قال الطَّائِیُّ : و هی أَرْضٌ آنَفُ بِلاَدِ اللّه کما فی الصِّحاح، أی أَسْرَعُها نَباتاً،قال الجَوْهَرِیّ :و یُقَال أَیْضاً: آتِیکَ من ذِی أُنُفٍ ،بضَمَّتَیْنِ ،کما تقول:مِن ذِی قُبُلٍ : أی فِیما یُسْتَقْبَلُ ، وَ قال اللَّیْثُ :أَتَیْتُ فُلانًا أُنُفاً ،کما تَقُولُ :من ذِی قُبُل، و قال الکِسَائِیُّ : آنِفَهُ الصِّبَا (3)،بالْمَدِّ: مَیْعَتُهُ ، وَ أَوَّلِیَّتُهُ ، وَ هو مَجَازٌ،قال کُثَیِّرٌ:

عَذَرْتُکَ فی سَلْمَی بِآنِفَهِ الصِّبَا

وَ مَیْعَتِه إِذْ تَزْدَهِیکَ ظِلالُهَا

و قال أَبو ترابٍ : الأَنِیفُ ،و الْأَنِیثُ بالفَاءِ و الثَّاءِ مِنَ الْحَدِیدِ:اللِّیِّنُ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الْأَنیفُ من الْجِبَالِ :الْمُنْبِتُ قَبْلَ سائِرِ الْبِلاَدِ.

قال: و الْمِئْنَافُ ، کمِحْرَابٍ :الرجلُ السَّائِرُ فی أَوَّلِ اللَّیْلِ ، هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و نَصُّ المُحِیطِ :فی أَوَّلِ النَّهَارِ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و هو الصَّوابُ ، و قال الأَصْمَعِیُّ :

الْمِئْنَافُ : الرَّاعِی مَالَهُ أُنُفَ الْکَلإِ، أی أَوَّلَهُ ،و من کتابِ عَلِیِّ بنِ حمزَهَ :رجلٌ مِئنافٌ : یَسْتَأْنِفُ الْمَرَاعِیَ و الْمَنَازِلَ ، وَ یُرَعّیِ مَالَهُ أُنُفَ الْکَلإِ. و أَنِفَ منه،کفَرِحِ ، أَنَفاً ،و أَنفَهً ،مُحَرَّکَتَیْنِ : أی اسْتَنْکَفَ ، یُقَال:ما رأَیْتُ أَحْمَی أَنْفاً ،و لا آنَفَ مِن فُلانٍ ، کما فی الصِّحاح.

وَ فی اللِّسَانِ : أَنِفَ مِن الشَّیْ ءِ أَنَفاً :إذا کَرِهَهُ ،و شَرُفَتْ عنه نَفْسُه،و

16- فی حدیثِ مَعْقِلِ بن یَسَارِ: «فَحَمِیَ مِن ذلِک أَنْفاً ». أی:أَخَذَتْهُ الْحَمِیَّهُ مِن الغَیْرَهِ و الغَضَبِ ،و قال أَبو زید: أَنِفْتُ مِنْ قَوْلِکَ لِی أَشَدَّ الْأَنَفِ ،أی:کَرِهَتْ ما قُلْتَ لِی.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: أَنِفَتِ المَرْأَهُ تَأْنَفُ :إذا حَمَلَتْ فلم تَشْتَهِ شَیْئاً، وَ فی اللِّسَانِ :الْمَرْأَهُ و النّاقَهُ و الْفَرَسُ تَأْنَفُ فَحْلَهَا إذا تَبَیَّنَ حَمْلُهَا (4).

و أَنِفَ الْبَعِیرُ: أی اشْتَکَی أَنْفَهُ مِن الْبُرَهِ ،فهو أَنِفٌ ، ککَتِفٍ ، کما تَقُول:تَعِبَ فهو تَعِبٌ ،عن ابنِ السِّکِّیتِ ، وَ

16- فی الحدیثِ : الْمُؤمِنُ کَالْجَملِ الْأَنِفِ ،إِنّ قِیدَ اْنقادَ، وَ إِن اسْتُنِیخَ (5)علَی صَخْرَهٍ اسْتَنَاخَ ». و ذلک للْوَجَعِ الذی به،فهو ذَلُولٌ مُنْقَادٌ،کذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال غیرُه:

الْأَنِفُ :الذی عَقَرَهُ الْخِطَامُ ،و إِنْ کان مِن خِشَاشٍ أو بُرَهٍ أَو خِزَامَهٍ فی أَنْفِهِ ،فمَعْنَاهُ أنه لیس یَمْتَنِعُ عَلَی قَائِدِهِ فی شیءٍ؛ لِلْوَجَعِ ،فهو ذَلُولٌ مُنْقَادٌ،و قال أَبو سَعِیدٍ:الجَمَلُ الْأَنِفُ :

الذَّلِیلُ المُؤَاتِی،الذِی یَأْنَفُ مِن الزَّجَرِ و الضَّرْبِ ،و یُعْطِی ما عندَه مِن السَّیْرِ عَفْواً سَهْلاً،کذلِکَ المُؤْمِنُ لا یَحْتَاجُ إلی زَجْرٍ و لا عِتَابٍ ،و ما لَزِمَهُ مِن حَقٍّ صَبَرَ عَلَیه،و قامَ به.

قال الجَوْهَرِیُّ :و قال أَبو عُبَیْدٍ،و کانَ الأَصْلُ فی هذا أَن یُقَالَ : مَأَنُوفٌ ،لأَنَّه مَفْعُولٌ به،کما قالوا:مَصْدُورٌ و مَبْطُونٌ ، لِلَّذِی یَشْتَکِی صَدْرَه و بَطْنَه،و جمیعُ ما فی الجَسَدِ علَی هذا،و لکِنَّ هذا الحَرفَ جاءَ شَاذًّا عنهم.انتهی.

و یُقَال أَیضاً:هو آنِفٌ ،مثل صَاحِبٍ ، هکذا ضَبَطَهُ أَبو عُبَیْدٍ،قال الصَّاغَانِیُّ : و الأَوَّلُ أَصَحُّ و أَفْصَحُ ، وَ عَلَیهِ اقْتَصَرَ الْجَوْهَرِیُّ :و هو قَوْلُ ابنِ السِّکِّیتِ .

قلتُ :و هذا القَوْلُ الثَّانِی قد جاءَ

16- فی بَعْضِ رِوَایاتِ الحَدِیثِ : «إنَّ الْمُؤْمِنَ کَالبَعِیرِ الْآنِفِ ». أی:أَنَّه لا یَرِیمُ التَّشَکِّی (6).

ص:95


1- (1) سوره محمد الآیه 16. [1]
2- (2) عن اللسان و [2]بالأصل«منبت».
3- (3) فی القاموس [3]المطبوع:«الصبی»و علی هامشه عن نسخه أخری «الصبا»کالأصل و التکمله.
4- (4) بعدها فی اللسان و التهذیب:فکرهته،و هو الآنَفُ .
5- (5) فی اللسان«و إن أُنیخ»و المثبت کالصحاح. [4]
6- (6) أی یدیم التشکی مما به إلی مولاه لا إلی سواه.

و کزُبَیْرٍ: أُنَیْفُ بنُ جُشَمَ و فی بعضِ النُّسَخِ خَیْثَمِ بنِ عَوْذِ اللّه،حَلِیفُ الْأَنْصَارِ،شَهِدَ بَدْرًا.

قال ابْنُ إِسْحَاق: و أُنَیْفُ بن مَلَّهَ الیَمَامِیُّ ،قَدِمَ فی وَفْدِ الْیَمَامَهِ مُسْلِماً فیما قِیل،و قیل:قَدِمَ فی وَفْدِ جُذَام،ذَکَرَه ابنُ إسحاق.

و أُنَیْفُ بنُ حَبِیبٍ ذَکَرَه الطَّبَرِیُّ فِیمَنْ اسْتُشْهِدَ یَوْمَ خَیْبَرَ، قِیل:إِنَّه مِن بنی عَمْرِو بنِ عَوْفٍ .

و أُنَیْفُ بنُ وَاثِلَهَ ، اسْتُشْهِدَ بِخَیْبَرَ،قالَه ابنُ إِسحاق، وَ وَاثِلَهُ ،بالمُثَلَّثَهِ هکذا ضَبَطَه،و قال غیرُه:وَایِلَهُ (1)،بالیاءِ التَّحْتِیَّه: صَحَابِیُّونَ رَضِیَ اللّه تعالَی عنهم.

و قُرَیْطُ بنُ أُنَیْفٍ :شَاعِرٌ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و أُنَیْفُ فَرْعٍ :ع قال عبدُ اللّه بن سَلِیْمَهَ :

وَ لَم أَرَ مِثْلَهَا بِأُنَیْفِ فَرْعٍ

عَلَیَّ إِذَنْ مُدَرَّعَهٌ خَضِیبُ

و آنَفَ الْإِبِلَ ، فهی مُؤْنَفَهٌ ، تَتَّبَعَ کما فی الصِّحاح،و فی اللِّسَان: انْتَهَی بها أَنُفَ الْمَرْعَی و هو الذی لم یُرْعَ ، و قال ابنُ فارِسٍ : آنَفَ فُلانًا: إذا حَمَلَهُ علی الْأَنَفَهِ أی:الغَیْرَهِ وَ الحِشْمَهِ ، کأَنَّفَهُ تَأْنِیفاً فیهما أی:فی المَرْعَی و الْأَنَفَهِ ، یُقال: أَنَّفَ فُلانٌ مَالَهُ تأْنِیفاً ،و آنَفَهَا إِینَافاً ،إذا رَعَاهَا أُنُفَ الْکَلإِ،قال ابنُ هَرْمَهَ :

لَسْتُ بِذی ثَلَّهٍ مُؤَنَّفَهٍ

آقِطُ أَلْبَانَهَا و أَسْلَؤُهَا

وَ قال حُمَیْدٌ[الأَرْقَط ] (2):

ضَرَائِرٌ لَیْسَ لَهُنَّ مَهْرُ

تَأْنِیفُهُنَّ نَقَلٌ و أَفْرُ

أی:رَعْیُهُنَّ الْکَلَأ الْأُنُفَ .

و آنَفَ فُلانًا:جَعَلَهُ یَشْتَکِی أَنَفَهُ ، نَقَلَهُ الْجَوْهَرِیُّ ،قال ذُو الرُّمَهِ :

رَعَتْ بَارِضَ الْبُهْمَی جَمِیماً و بُسْرَهً

وَ صَمْعَاءَ حَتَّی آنَفَتْهَا نِصَالُهَا

أی:أصَابَ شَوْکُ الْبُهْمَی أُنُوفَ الْإِبِلِ ،فأَوْجَعَهَا حین دخل أُنُوفَها ،و جَعَلَهَا تَشْتَکِی أُنُوفَها ،و قال عُمَارَهُ بنُ عَقِیلٍ : آنَفَتْهَا :جَعَلَتْهَا تَأْنَفُ منها،کما یَأْنَفُ الإِنْسَانُ ، وَ یُقَال:هَاجَ الْبُهْمَی حَتّی آنَفَتِ الرَّاعِیَهَ نِصَالُها،و ذلِکَ أَنْ یَیْبَسَ سَفَاهَا،فلا تَرْعَاهَا الْإِبِلُ و لا غیرُهَا،و ذلِکَ فی آخِرِ الْحُرِّ،فکأَنَّهَا جَعَلَتْهَا تَأْنَفُ رَعْیَهَا،أی:تَکْرَهُهُ .

و آنَفَ أَمْرَهُ :أَعْجَلَهُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و الاسْتِئْنَافُ و الإِئْتِنافُ .الابْتِدَاءُ کما فی الصِّحاح،و قد اسْتَأْنَفَ الشَّیْ ءَ و ائْتَنَفَهُ :أَخَذَ أَوَّلَهُ و ابْتَدَأَه،و قِیل:اسْتَقْبَلَه، فهما اسْتِفْعَالٌ و افْتِعَالٌ ،من أَنْفِ الشَّیْ ءَ،و هو مَجاز.

وَ یُقَال: اسْتَأْنَفَهُ بِوَعْدٍ:ابْتَدَأَهُ به (3)،قال:

وَ أَنْتِ الْمُنَی لَوْ کُنْتِ تَسْتَأْنِفِینَنَا

بِوَعْدٍ و لکِنْ مُعْتَفَاکِ جَدِیبُ

أی:لو کُنْتِ تَعِدینَنَا الْوَصْلَ .

و المُؤْتَنَفُ ،للمفعول:الذی لم یُؤْکَلْ منه شَیْ ءٌ، کالمُتَأَنِّفِ للفاعِلِ ، و هذِه عن ابنِ عَبّادٍ،و نَصُّهُ : الْمُتَأَنِّفُ مِن الأَماکنِ :لم یُؤْکَلْ قَبْلَهُ .

و جَارِیَهٌ مُؤْتَنَفَهُ الشَّبَابِ : أی مُقْتَبِلَتُهُ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و یُقَال: إِنَّها، أی المَرْأَهُ لتَتَأَنَّفُ الشَّهَوَاتِ :إذا تَشَهَّتْ علَی أَهْلِهَا الشَّیْ ءَ بعدَ الشَّیْ ءِ لِشِدَّهِ الوَحَمِ ، وَ ذلِکَ إذا حَمَلَتْ ،کذا فی اللِّسَانِ و المُحِیطِ .

و نَصْلٌ مُؤَنَّفٌ کمُعَظَّمٍ :قد أُنِّفَ تَأْنِیفاً ، هکذا فی سائر النُّسَخِ ،و لیس فیه تَفْسِیرُ الحَرْفِ ،و الظاهرُ أَنَّهُ سَقَطَ قولُه:مُحَدَّدٌ،بعدَ کمُعَظَّمٍ ،کما فی العُبَابِ ،و فی الصِّحاحِ : التَّأْنِیفُ :تَحْدِیدُ طَرَفِ الشَّیْ ءِ،و فی اللِّسَانِ :

الْمُؤَنَّفُ ،المُحَدَّدُ مِن کلِّ شیءٍ،و أَنشد ابنُ فَارِسٍ :

بکُلِّ هَتُوفٍ عَجْسُهَا رَضَوِیَّهٍ

وَ سَهْمٍ کسَیْفِ الحِمْیَرِیِّ الْمُؤَنَّفِ

و التَّأْنِیفُ .طَلَبُ الْکَلإِ الأُنُفِ ، و قوله: غَنَمٌ مُؤَنَّفَهٌ ، کمُعَظَّمَهٍ غیرُ مُحْتَاجٍ إِلیه؛لأَنَّه مَفْهُومٌ مِن قَولِهِ سابِقًا:

کأَنَّفَهَا ؛ تَأْنِیفاً لأَنَّ الإِبِلَ و الغَنَمَ سَواءٌ،نعمْ لو قال أَولاً:

ص:96


1- (1) هو قول الواقدی،کما فی أسد الغابه.
2- (2) زیاده عن التهذیب.
3- (3) فی اللسان: [1]ابتدأه به من غیر أن یسأله إیاه.

آنَفَ المالَ ،بَدَلَ الإِبِلِ ،لَکَانَ أَصابَ المَجَزَّ،و قد تقدَّم قولُ ابْنِ هَرْمَهَ سابقًا.

و قوله: آنَفَهُ الْماءُ:بَلَغَ أَنْفَهُ مُکَرَّرٌ،یَنْبَغِی حَذْفُه،و قد سَبَقَ أنَّ الجَوْهَرِیَّ زاد:و ذلِک إذا نَزَلَ فی النَّهْرِ،فتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الأَنْفُ ،بالضَّمِّ :لغَهٌ فی الأَنْفِ ،بالفَتْحِ ،نَقَلَهُ شَیخُنَا عَن جماعهٍ .

قلتُ :و بالکَسْرِ،مِن لُغَهِ العامَّهِ .

وَ بَعِیرٌ مَأْنُوفٌ :یُسَاقُ بِأَنْفِهِ ،و قال بعضُ الکِلابِیِّینَ : أَنِفَتِ الإِبِلُ ،کفَرِح:إذا وَقَعَ الذُّبَابُ عَلَی أُنُوفِها ،و طَلَبَتْ أَماکِنَ لم تَکُنْ تَطْلُبُها قبلَ ذلِکَ ،و هو الأَنَفُ ،و الأَنَفُ یُؤْذِیها بالنَّهَارِ،و قال مَعْقِلُ بنُ رَیْحَانَ :

وَ قَرَّبُوا کُلَّ مَهْرِیٍّ و دَوْسَرَهٍ

کَالْفَحْلِ یَقْدَعُها التَّفْقِیرُ و الْأَنَفُ

وَ أَنْفَا الْقَوْسِ :الحَدَّان اللّذانِ فی بَوَاطِنِ السیَتَیْنِ ،و أَنْفُ النَّعْلِ :أَسَلَتُهَا،و أَنْفُ الْجَبَلِ :نَادِرٌ یَشْخَصُ و یَنْدُرُ منه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن ابنَ السِّکِّیتِ ،قال:

خُذَا أَنْفَ هَرْشَی أَوْقَفَاهَا فَإِنَّهُ

کِلاَ جَانِبَیْ هَرْشَی لَهُنَّ طَرِیقُ

وَ هو مَجاز.

وَ المُؤَنَّفُ ،کمُعَظَّمٍ :الْمُسَوَّی،و سَیْرٌ مُؤَنَّفٌ :مَقْدُودٌ عَلَی قَدْرٍ و اسْتِوَاءٍ،و منه قَوْلُ الأَعْرَابِیِّ یَصِفُ فَرَساً:لُهِزَ لَهْزَ الْعَیْرِ،و أُنِّفَ تَأْنِیفَ السَّیْرِ،أی:قُدَّ حَتَّی اسْتَوَی کما یَسْتَوِی السَّیْرُ المَقْدُودُ.

وَ یُقَال:جاءَ فی أَنْفِ الخَیْلِ ،و سار فی أَنْفِ النَّهَارِ، وَ مَنْهَلٌ أُنُفٌ ،کعُنُقٍ :لم یُشْرَبْ قَبْلُ (1)،و قَرْقَفٌ أُنُفٌ :لمَ تُسْتَخْرَجْ مِن دَنِّها قَبْلُ ،و کُلُّ ذلِکَ مَجازٌ،قال عَبْدَهُ بنُ الطَّبِیبِ :

ثُمَّ اصْطَبَحْنَا کُمَیْتاً قَرْقَفاً أُنُفاً

مِنْ طَیِّبِ الرَّاحِ ،و الَّلذَّاتُ تَعْلِیلُ

وَ أَرْضٌ أُنُفٌ :بَکَّرَ نَباتُها.و مُسْتَأْنَفُ الشَّیْ ءِ:أَوَّلُهُ .

وَ المُؤَنَّفَهُ مِن النِّسَاءِ،کمُعَظَّمَهٍ :التی اسْتُؤْنِفَتْ بالنکَاحِ أَوَّلاً،و یُقَال:امْرَأَهٌ مُکَثَّفَهٌ مُؤَنَّفَهٌ .

وَ قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :فَعَلَهُ بِآنِفَهٍ (2)،و لم یُفَسِّره،بالنکَاحِ أَوَّلاً،و یُقَال:امْرَأَهٌ مُکَثَّفَهٌ .

وَ قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :فَعَلَهُ بِآنِفَهٍ 2،و لم یُفَسِّره،قال ابنُ سِیدَه:و عندی أَنَّه مِثْلُ قَوْلِهم:فَعَلَهُ آنِفاً ،و

14- فی الحَدِیثِ :

«أُنْزِلَتْ عَلَیَّ سُورَهٌ آنِفاً ». أی الآنَ .

وَ قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَنِفَ :إِذَا أَجَمَ ،و نَئِفَ :إِذَا کَرِهَ ، قال:و قال أَعْرَابِیٌّ : أَنِفَتْ فَرَسِی هذِه هذا الْبَلَدَ (3)،أی:

اجْتَوَتْهُ و کَرِهَتْهُ ،فهُزِلَتْ .

وَ یُقَال:حَمِیَ أَنَفُهُ ،بالفَتْحِ :إذا اشْتَدَّ غَضَبُه و غَیْظُه، قال ابنُ الأَثِیرِ:و هذا مِن طَرِیقِ الکِنَایَهِ ،کما یُقَالُ لِلْمُتَغَیِّظِ :

وَرِمَ أَنْفُهُ .

وَ رَجُلٌ أَنُوفٌ ،کصَبُورٍ:شَدِیدُ الأَنَفَهِ ،و الجَمْعُ : أُنُفٌ .

وَ یُقَال:هو یَتَأَنَّفُ الإِخْوانَ :إذا کان یَطْلُبُهم آنِفِینَ ،لم یُعاشِرُوا أَحَداً،و هو مَجَاز.

وَ الأَنْفِیَّه :النَّشُوغُ ،مُوَلَّدَهٌ .

وَ یُقَال:هو الفَحْلُ لا یُقْرَعُ أَنْفُهُ ،و لا یُقْدَعُ ،أی:هو خَاطِبٌ لا یُرَدُّ،و قد مَرَّ فی«ق د ع».

وَ یُقَال:هذا أَنْفُ عَمَلِهِ ،أی أَوَّلُ ما أَخَذَ فیه،و هو مَجَاز.

وَ التَّأْنِیفُ فی العُرْقُوبِ :تَحْدِیدُ طَرَفِهِ ،و یُسْتَحَبُّ ذلِکَ فی الْفَرَسِ .

أوف

الآفَهُ :الْعَاهَهُ کما فی الصِّحاحِ .

أَو هی: عَرَضٌ مُفْسِدٌ لِما أَصَابَهُ ، وَ فی المُحْکَمِ ، وَ العُبَابِ ،لِما أَصابَ مِن شَیْ ءٍ،و

16- فی الحَدِیث: « آفَهُ الْحَدِیثِ الْکَذِبُ ،و آفَهُ الْعِلْم النِّسْیَانُ ».

و یُقَال: إِیفَ الزَّرْعُ ،کقِیل.أَصَابَتْهُ آفَهٌ فهو مَؤُوفٌ ، کمَعُوفٍ ،کما فی الصِّحاح، و مِئیفٌ و قال اللَّیْثُ :إذا دَخَلَتِ الآفَهُ علَی القَوْم قیل:قد أُوفُوا ، هکذا بالواو بیْنَ

ص:97


1- (1) فی اللسان:و کأس أُنُف:ملأی،و کذلک المنهل.
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«بانفه».
3- (3) فی التهذیب:هذه البلده،أی:اجتوت کلأها فهزلت،و الأصل کاللسان. [2]

الهَمْزَهِ و الفاءِ فی نسخهٍ صحیحهٍ من العَیْنِ (1)، و نَقَلَ الأَزْهَرِیّ عن اللَّیْثِ ،یُقَال فی لغهٍ : إِیفُوا بالیاءِ و أُفُوا بضَمِّ الهَمْزَهِ و إِفُوا بکَسْرِهَا، قال الأَزْهَرِیُّ :قُلْتُ (2): الهَمْزَهُ (3)مُمَالَه بَیْنَهَا و بین الْفَاءِ سَاکِنَه (4)یُبَیِّنُهَا اللَّفْظُ لا الْخَطُّ ،قال الصَّاغَانِیُّ :و الذی فی کِتَابِهِ :و یُقَال فی لُغَهٍ :قد أُفِّفُوا، بفَاءَیْنِ مُحَقَّقَتَیْنِ ،و الأُولَی منهما مُشَدَّدَهٌ فی عِدَّهِ نُسَخٍ من کتابِه،و فی بعضِ النُّسَخِ ما قدَّمْنَا ذِکْرَهُ آنِفاً:أی دَخَلتِ الآفَهُ عَلَیْهِم،ج: آفاتٌ ، وَ منه قَوْلُهُم:لِکُلِّ شَیْ ءٍ آفَهٌ ، وَ لِلْعِلْمِ آفاتٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

آفَ القَوْمُ ،و أُوفُوا ،و إِیفُوا :دَخَلَتْ علیهم آفَهٌ .

وَ آفَتِ البلادُ تَؤُوفُ ، أَوْفاً ،و آفَهً ،و أُوُوفاً بالضَّمِّ :صارَتْ فیها آفَهٌ .

فصل الباءِ مع الفاءِ

اشاره

هذا الفصلُ مکتوبٌ بالأَحْمَرِ؛لأَنَّه مُسْتَدْرَکٌ علَی الجَوْهَرِیِّ ،و الصَّاغَانِیِّ ،و صاحِبِ اللِّسَانِ .

برسف

بُرْسُفُ ،ککُرْسُفٍ أَهْمَلَهُ الجماعَهُ ،و هو:

اسْمُ ه بالسَّوَادِ سَوادِ بَغْدَادَ،بالجَانِبِ الشَّرْقِیِّ علَی طَرِیقِ خُرَاسَانَ ، منها أَحمدُ بن الحَسَنِ الْمُقْرِیءُ عن أَبی طالبِ بن یُوسُفَ الْبُرْسُفیِّ و أَبُو الحسین (5)محمدُ بنُ بَقَاءِ بنِ الحسَنِ بن صالح بن یُوسُفَ الْمُقْرِیءُ،سمع أَبا الوَقْتِ ، وَ عنه ابنُ النَّجّارِ،مات سنه 605 البُرْسُفِیّانِ الضَّرِیرَانِ الْمُحْدِّثانِ .

برنف

الْبَرْنُوفُ ،کصَعْفُوقٍ (6)أَهْمَلَهُ الجماعَهُ ،ثم وَزْنُهُ بصَعْفُوقٍ مع کَوْنِهِ نَادِرًا نَادِرٌ: نَبَاتٌ م مَعْرُوفٌ کَثِیرٌبِمِصْرَ ینْبُتُ علَی حُرُوفِ التُّرَعِ و الجُسُورِ،و فی الأَرْضِ السَّهْلَهِ ،لا فَرْقَ بَیْنَه و بین الطیون إلاّ نُعُومَهُ أَوْرَاقِه،و عدمُ الدِبْقِ فِیه،و فی رائِحتِه لُطْفٌ ،و هوَ الشاه بابک بالفارسیَّهِ ، وَ له خَواصُّ ،قالوا: مَسْحُ عُصَارَتِهِ فی مَحْلُولِ النِّیلَنْجِ علَی مَفاصِل الصِّبْیانِ نافِعٌ مِن صَرَعٍ یَعْرِضُ لَهُم جِدًّا،و کذا سَقْیُ دِرْهَمٍ منه بِلَبَنِ أُمِّهِ یَفْعَلُ ذلِکَ و شَمُّ وَرَقِهِ نَافِعٌ للزُّکَام،و سُدَدِ الدِّماغِ ،و أَمْغَاصِ الْأَطْفَالِ مِن الرِّیاحِ الْبَارِدَهِ ،و قَطْعِ سَیَلانِ لُعَابِهِمْ ، وَ یُذْهِبُ النِّسْیَانَ و الجُنُونَ ، عن تَجْرِبَهٍ مَحْکِیَّهٍ .

برنجاشف

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

بِرَنْجَاشِفُ (7)بالکَسْرِ،و یُقَال بالَّلامِ بَدَلَ الرَّاءِ:ضَرْبٌ مِن القَیْصُوم یَقْرُبُ من الأَفْسَنْتِین ،و قد ذَکَرَه المُصَنِّفُ فی «ح ب ق»انْظُرْه إذاً،و أَهْمَلْهُ هنا،فتَأَمَّلْ .

باف

بَافٌ أَهْمله الجماعَهُ ،و قال یاقُوتُ ،فی مُعْجَمِهِ : ه بخُوَارَزْمَ ،منها عبد اللّه بنُ محمدٍ البُخَارِیُّ أَبو محمد الْبَافیُّ شَیْخُ الشَّافِعِیَّهِ بِبَغْدَادَ،فِقْهاً و أَدَباً، قال الخَطِیبُ :هو مِن بُخَارَی،و له أَدَبٌ و شِعْرٌ مَأْثُورٌ،مات ببَغْدَادَ سنه 398،و مِن شِعْرِه:

عَلَی بَغْدَادَ مَعْدِنِ کُلِّ طِیبٍ

وَ مَغْنَی نُزْهَهِ المُتَنَزِّهِینَا

سَلامٌ کُلَّما جَرَحَتْ بلَحْظٍ

عُیُونُ المُشْتَهَیْنَ المُشْتَهِینَا

دَخَلْنَا کَارِهِینَ لها فلَمَّا

أَلِفْناهَا خَرَجْنَا مُکْرَهِینَا

وَ مَا حُبُّ الدِّیارِ بِنَا و لکِنْ

أَمَرُّ العَیْشِ فُرْقَهُ مَن هَوِینَا

فصل التاءِ مع الفاءِ

اشاره

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه فی هذا الفصل:

تأف

أَتَیْتُهُ عَلَی تَئِفَّهِ ذلِک،فَعِلَّهٌ عندَ سِیبَوَیْهِ ،و تَفْعِلَهٌ

ص:98


1- (1) فی التکمله:«آفوا».
2- (2) عن التهذیب و بالأصل«قلبت»و تمام عباره الأزهری:قلت:و قول اللیث«إفوا»(و فی التکمله عنه:آفوا)الألف مماله.
3- ((*)) فی القاموس:و الهمزه.
4- (3) فی التهذیب و اللسان:«ساکنٌ »و الأصل کالتکمله.
5- (4) فی معجم البلدان:أبو الحسن محمد بن بعّار.
6- (5) فی القاموس [1]ط مصر و ط الرساله بیروت:کعُصْفُور.
7- (6) فی تذکره الأنطاکی:برنجاسف،بالسین المهمله.و فی المعتمد فی الأدویه فکالأصل.

عند أَبی عَلِیٍّ ،أی علَی حینِ ذلِکَ ،و قد تَقدَّم البحثُ فیه فی«أَ ف ف».

تحف

التُّحْفَهُ ،بالضَّمِّ ،و کَهُمَزَهٍ ، نَقَلَهَا الجَوْهَرِیُّ ، و الصَّاغَانِیُّ :ما أَتْحَفْتَ به الرَّجُلَ مِن البِرّ و اللَّطَف، مُحَرَّکَهً ،و فی بعض النُّسَخِ بالضَّمِّ ، و التُّحْفَهُ : الطُّرْفَهُ مِن الْفَاکِهَهِ و غیرِهَ من الرَّیاحِینِ ، ج: تُحَفٌ ،و قد أَتْحَفْتُهُ تُحْفَهً :

إذا أَطْرَفْتَه بها،و

16- فی الحَدِیث: « تُحْفَهُ الصَّائِمِ الدُّهْنُ وَ المِجْمَرُ». یَعْنِی أَنَّه یُذْهِبُ عنه مَشَقَّه الصَّومِ و شِدَّتَهُ .و

16- فی حدیث أَبی عَمْرَهَ : « تُحْفَهُ الکَبِیرِ (1)و صُمْتَهُ الصَّغِیرِ». و

16- فی حدیثٍ آخَرَ: « تُحْفَهُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ ». أَو أَصْلُهَا وُحْفَهٌ بالوَاوِ،إِلاَّ أنَّ هذِهِ التاءَ لاَزمَهٌ فی تَصْرِیفِ الفِعْل کُلِّه،إِلاَّ فی قَوْلِهِم:یَتَفَعَّلُ ،فإِنَّهُمْ یقولون: أَتْحَفْتُ الرَّجُلَ تُحْفَهً ، وَ هو یَتَوَحَّفُ ،کما یقولون:یَتَوَکَّفُ ،قَالَهُ اللَّیْثُ ،و کأَنَّهُم کَرِهُوا لُزُومَ البَدَلِ هنا،لاِجْتِماعِ المِثْلَیْنِ ،فرَدّوه إلی الأَصْلِ ،فإِنْ کانَ علَی ما ذَهَبَ إِلیه فتُذْکَرُ فی و ح ف، وَ کذلک التُّهَمَهُ ،و التُّخَمَهُ ،و تُقَاهٌ ،و تُرَاثٌ ،و أَشْبَاهُها.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

اتَّحَفَهُ ،بتَشْدِید التَّاءِ،فهو« مُتَّحِفٌ ،بمِعنَی أَتْحَفَهُ ،قال ابنُ هَرْمَهَ :

و اسْتَیْقَنَتْ أَنَّهَا مُثَابِرَهٌ

وَ أَنَّهَا بِالنَّجَاحِ مُتَّحِفَهْ

ترف

التُّرْفَهُ ،بالضَّمِّ :النَّعْمَهُ ، و سَعَهُ العَیْشِ .

وَ قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: التُّرْفَهُ : الطَّعَامُ الطَّیِّبُ أو الشَّیْ ءُ الظَّرِیفُ تَخُصُّ به صَاحِبَکَ ، وَ کُلُّ طُرْفَهٍ تُرْفَهٌ .

و قال الجَوْهَرِیُّ : التُّرْفَهُ : هَنَهٌ نَاتِئَهٌ وَسْطَ الشَّفَهِ الْعُلْیَا خِلْقَهً و قال اللَّیْثُ :و هو أَتْرَفُ مِن التُّرْفَهِ ، تُرْفَهِ الشَّفَهِ ،و قال ابنُ فارِسٍ :هی النُّقْرَهُ .

و تَرَفٌ ،مُحَرَّکَهً (2):جَبَلٌ لبنی أَسَدٍ، أَو:ع قال:

أَراحَنِی الرَّحْمنُ مِنْ قُبْلِ تَرَفْ

أَسْفَلُهُ جَدْبٌ و أَعْلاهُ قَرَفْ (3)

و ذُوَ تَرَفٍ (4):ع آخَرُ.

و کَفَرِحَ :تَنَعَّمَ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ و أَتْرَفَتْهُ النِّعْمَهُ و سَعَهُ العَیْشِ : أَطْغَتْهُ ، کما فی الصِّحاحِ ، و (5)قیل: أَتْرَفَتْهُ :

نَعَّمَتْهُ ، وَ منه قولُه تعالَی: ما أُتْرِفُوا (6)،أی ما نُعِّمُوا، کَتَرَّفَتْهُ تَتْرِیفاً ، أی أَبْطَرَتْهُ .

و أُتْرِفَ فلانٌ :أَصَرَّ علَی الْبَغْیِ نَقَلَه الْعُزَیزِیُّ ،و أَنْشَد لِسُوَیْدٍ الیَشْکُرِیّ (7):

ثُمَّ وَلَّی و هْوَ لا یَحْمِی اسْتَهُ

طَائِرُ الأَطْرَافِ عَنْهُ قد وَقَعْ (8)

و قال ابنُ عَرَفَهَ : المُتْرَفُ ،کمُکْرَمٍ :المَتْرُوکُ یَصْنَعُ ما یَشَاءُ لا یُمْنَعُ منه،قال: و إِنَّمَا سُمِّیَ المُتَنَعِّمُ المُتَوَسِّع فی مَلاَذِّ الدُّنْیَا و شَهَوَاتِهَا مُتْرَفاً لأَنَّهُ مُطْلَقٌ له، لا یُمْنَعُ مِن تَنَعُّمِهِ .

و المُتْرَفُ : الجَبَّارُ، وَ به فَسَّرَ قَتَادَهُ قولَهُ تعالَی: أَمَرْنا مُتْرَفِیها (9)أی:جَبَابِرَتَهَا،و قال غیرُه:أُولِی التُّرْفَهِ ،و أَرادَ رُؤَساءَها و قَادَهَ الشَّرِّ منها.

و تَتَرَّفَ : أی تَنَعَّمَ .و اسْتَتْرَفَ : أی تَغَتْرَفَ و طَغَی، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

التَّرَفُ ،مُحَرَّکَهً :التَّنَعُّمُ .

وَ التَّتْرِیفُ :حُسْنُ الغِذاءِ.

وَ صَبِیٌّ مُتْرَفٌ ،کمُکْرَمٍ :إذا کان مُنَعَّمَ البَدَنِ مُدَلَّلاً.

و رجلٌ مُتَرَّفٌ ،کمُعَظَّمٍ :مُوَسَّعٌ عَلَیه.

ص:99


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:تحفه الکبیر،أی التمر،کما صرح به فی اللسان»و [1]مثله فی النهایه. [2]
2- (2) فی معجم تُرَف مثال زمَر و مثله فی التکمله،و نقل یاقوت عن الأصمعی ضبطه بفتح أوله و ثانیه،کالأصل.
3- (3) القرف:داء یأخذ المعزی من بول الأروی،إذا شمته ماتت.
4- (4) ضبطت فی التکمله بضم ففتح،کسابقتها.
5- ((*)) بالقاموس:«أو»بدل:«و».
6- (5) سوره هود الآیه 116. [3]
7- (6) بالأصل«الشکری».
8- (7) کذا بالأصل طائر الأطراف،فلا شاهد علی هذه الروایه و فی المفضلیات:طائر الإتراف.
9- (8) سوره الإسراء الآیه 16. [4]

و تَرَّفَ الرَّجُلَ ،و أَتْرَفَهُ :ذَلَّلَهُ (1).

وَ أَتْرَفَ الرَّجُلَ :أَعْطاهُ شَهْوَتَهُ ،و هذِه عن اللِّحْیَانِیِّ .

وَ تَرِفَ النَّبَاتُ ،کفَرِح:تَرَوَّی.

و التُّرْفَهُ ،بالضَّمِّ :مِسْقَاهٌ یُشْرَبُ بها.

تفف

التُّفُّ ،بالضَّمِّ ، هذا الحَرْفُ مَکْتُوبٌ بالأَسْوَدِ، وَ لیس مَوْجُوداً فی نُسَخِ الصِّحاحِ کُلِّهَا (2)،و لذا قال الصَّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ :أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و لکِنَّه أَوْرَدَهُ فی ترکیب«أ ف ف»اسْتِطْراداً،و لا إخَالُ المُصَنِّفُ یَلْحَظُ إلی ذلک،و قال أَبو طالبٍ :أُفٌّ و أُفَّهٌ و تُفٌّ و تُفَّهٌ ،فالْأُفُّ :وَسَخُ الأُذُنِ ،و التُّفُّ : وَسَخُ الظُّفُرِ و فی المُحْکَمِ :وَسَخُ ما بَیْنَ الظُفُرِ و الْأُنْمُلَهِ ،و قیل:ما یَجْتَمِعُ تحتَ الظُّفُرِ أَو هو إِتْبَاعٌ لأُفٍّ ، وَ هو الْقِلَّهُ ،و قال ابنُ عَبَّادٍ: ج: تِفَفَهٌ ،کعِنَبَهٍ .

و قال غیرُه: التُّفَّهُ ،کَقُفَّهٍ :الْمَرْأَهُ الْمَحْقُورَهُ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : التَّفَّهُ : دُوَیْبَّهٌ کجِرْوِ الکَلْبِ ، قال:و قد رأَیتُها، أَو کالْفَأَرَهِ ، وَ هذا نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و قد أَنْکَرَهُ الأَصْمَعِیُّ ،و قال الصَّاغَانِی:هذِه الدَّابَّهُ مِن الجَوَارِحِ الصائِدَهِ ،و کانت عندی منها عِدَّهُ دَوَابَّ .و هی تکبرُ حتی تکونَ بقَدْرِ الخَرُوفِ ،حَسَنَهُ الصُّورَهِ ،و یقال لهَا:العُنْجُلُ ، وَ عَناقُ الأَرْضِ ، فَارِسیَّتُهُ سِیَاهْ کُوشْ (3)،و بالتُّرْکِیَه:

قَر اقُلاغ،و بالبَرْبَرِیَّه نَبَهْ (4)کُدُودْ،و معنی الکُلِّ ذُو الْآذَانِ السُّودِ،و أَکثرُ ما تُجْلَبُ مِن البَرَابِرَهِ ،و هی أَحْسَنُهَا و أَحْرَصُهَا علَی الصَّیْدِ،قال:و أَوّلُ ما رأَیْتُ هذِه الدَّابَّهَ فی مَقْدَشُو (5).

و فی المَثَلِ : اسْتَغْنَتِ التُّفَّهُ عَنِ الرُّفَّهِ ، یُشَدَّدَانِ ، و یُخَفَّفَانِ ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و نَصُّهُ «أَغنی مِن التُّفَّهِ عنالرُّفَّهِ » (6)و الذی ذکَرَه المُصَنِّفُ هو نَصُّ المُحْکَمِ و العُبَابِ یُضْرَبُ لِلَّئِیمِ إِذَا شَبعَ ، قال:و الرُّفَّهُ :دُقاقُ التِّبْنِ ،أو التِّبْنُ عَامَّهً ،کما سیأتِی.

و التُّفَفَهُ ،کهُمَزَهٍ :دُودَهٌ صَغِیرَهٌ تُؤثِّرُ فی الجِلْدِ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: التُّفَاتِفُ من الکلامِ : شِبْهُ الْمُقَطَّعَاتِ مِن الشِّعْرِ، بکَسْرِ الشینِ و تَسْکِینِ العَیْنِ ،و فی بَعْضِ النُّسَخ بالتَّحْرِیک،و هو غَلَطٌ .

قال: و التَّفْتَافُ :مَن یَلْقُطُ أَحادِیثَ النِّسَاءِ: کالمُتَفْتِفِ ، ج: تَفْتَافُون ،و تَفَاتِفُ .

قال: و یُقَال: أَتَیْتُکَ بِتِفَّانِهِ ،و علَی تِفَّانِهِ ،بالکَسْرِ فیهما، أی: حِینِهِ و أَوانِهِ ، و کذلِک بِعِدَّانِهِ ،و قد تَقَدَّم فی «أ ف ف».

و تَفَّفَهُ تَتْفِیفاً : إذا قال له: تُفّاً ، وَ کذلِک أَفَّفَهُ تَأْفِیفاً:إذا قال له:أُفًّا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

التَّفَّافُ ،کشَدَّادٍ:الوَضِیعُ ،و قیل:هو الذی یَسْأَلُ الناسَ شَاهً أو شَاتَیْنِ ،قال:

و صِرْمَهٍ عِشْرِینَ أو ثَلاثِینْ

یُغْنِینَنا عَنْ مَکْسَبِ التَّفّافِینْ

تلف

تَلِفَ ،کفَرِحَ تَلَفاً : هَلَکَ ، قال اللَّیْثُ : التَّلَفُ :

الهَلاکُ و الْعَطَبُ فی کُلِّ شیءٍ، و أَتْلَفَهُ ، غیرُه،کما فی الصِّحاحِ :أی أَفْنَاهُ .

و المَتْلَفُ کمَقْعَدٍ:الْمَهْلَکُ و الْمَفَازَهُ ، وَ الجَمْعُ مَتَالِفُ ، وَ أَنْشَدَ ابنُ فارِسٍ :

أَمِنْ حَذَرٍ آتِی الْمَتَالِفَ سَادِرًا

وَ أَیَّهُ أَرْضٍ لیس منها مَتَالِفُ ؟

ص:100


1- (1) فی اللسان: [1]دلّله و ملّکه.
2- (2) لم یرد فی الصحاح المطبوع هنا.
3- (3) فی عجائب المخلوقات للقزوینی«عناق»:«شیاه کوس».
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«بنه».
5- (5) عن معجم البلدان و بالأصل«مقدشوه». وَ قد وصفه الناشی فی حیاه الحیوان الدمیری:ج 1 ص 149 [2] بأبیات منها: حلو الشمائل فی أجفانه و طفٌ صافی الأدیم هضیم الکشح ممسود له من اللیث ناباه و مخلبه وَ من غریر الظباء النحر و الجید إذا رأی الصید أخفی شخصه أدبا وَ قلبه باقتناص الطیر«مَزؤودُ».
6- (6) فی حیاه الحیوان للدمیری:و [3]الأصل فیهما رفهه و تفهه قال حمزه وَ جمعهما تفات و رفات قال الشاعر: غنینا عن حدیثکم قدیماً کما غنی التفات عن الرفات وَ قال الأَزهری:و التفه تکتب بالهاء و الرفت بالتاء،قال المیدانی:و هذا من أصح الأقوال لأن التبن مرفوت أی مکسور.

و قال بَدْرُ بن عامرٍ الهُذَلِیُّ :

أَفُطَیْمُ هَلْ تَدْرِینَ کَمْ مِنْ مَتْلَفٍ

حَاذَرْتُ لا مَرْعًی (1)و لا مَسْکُونِ

قال السُّکَّرِیُّ :بَلَدٌ مَتْلَفٌ :ذُو تَلَفٍ و ذُو هَلاَکٍ ،لا مَرْعًی به یُرْعَی.

وَ إِنَّمَا سُمِّیَتِ المَفَازهُ مَتْلَفاً لِأَنَّهَا تُتْلِفُ سَالِکَها فی الْأَکْثَرِ، قال أَبو ذُؤَیْبٍ :

وَ مَتْلَفٍ مِثْلِ فَرْقِ الرَّأْسِ تَخْلِجُهُ

مَطَارِبٌ زَقَبٌ أَمْیَالُهَا فِیحُ (2)

وَ کذلِکَ المَتْلَفَهُ ،و منه قول طَرَفَهَ :

بمَتْلَفَهٍ لَیْسَتْ بِطَلْحٍ و لاَ حَمْضٍ (3)

أی لیستْ بمَنْبِتِ طَلْحٍ و لا حَمْضٍ .

و یُقال: ذَهَبَتْ نَفْسُهُ تَلَفاً ،و طَلَفاً، مُحَرَّکَتَیْن،بمعْنًی واحدٍ،أی هَدَرًا نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و رَجُلٌ مُخْلِفٌ مُتْلِفٌ ،و مِخْلاَفٌ مِتْلاَفٌ ، وَ قد أَتْلَفَ مَالَهُ :إذا أَفْنَاهُ إِسْرَافاً،و فی الصِّحاحِ :رَجُلٌ مِتْلاَفٌ :کَثِیرُ الإِتْلاَفِ لِمَالِهِ .

و أَتْلَفْنَا الْمَنَایَا،فی قَوْلِ الفَرَزْدَقِ الشاعر:

و أَضْیَافِ لَیْلٍ قد بَلَغْنَا قِرَاهُمُ

وَ فی العُبَابِ :فَعَلْنَا قِرَاهُمُ :

إِلَیْهِمْ و أَتْلَفْنَا الْمَنَایَا و أَتْلَفُوا

وَ فی اللِّسَانِ :

وَ قَوْمٍ کِرَامٍ قد نَقَلْنَا إِلَیْهِمُ

قِرَاهُمْ فَأَتْلَفْنَا الْمَنَایَا و أَتْلَفُوا

أی:صَادَفْنَاهَا ذاتَ إِتْلاَفٍ هؤُلاءِ (4)غَزِیٌّ غَزَوْهُمْ ، یقولُ :وقَعْنا بهم فقَتَلْنَاهم،کما تقولُ :أَتَیْنَا فُلانًا فأَبْخَلْنَاهُ وَ أَجْبَنَّاهُ ،أی صَادَفْنَاهُ کذلک،و نَصُّ ابنِ السِّکِّیتِ أی:

صَادَفْنَاهَا تُتْلِفُنَا ،و صَادَفُوهَا تُتْلِفُهم ،قال: أَو صَیَّرْنَا الْمَنَایَا تَلَفاً لهم،و صَیَّرُوهَا تَلَفاً لنا، وَ قال غیرُه: أَو وَجَدْنَاهَا تُتْلِفُنَا ، أی:ذاتَ تَلَفٍ ،أو ذاتَ إِتْلافٍ ، و وَجَدُوهَا تُتْلِفُهُمْ کذلِک.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

المَتْلَفَهُ :مَهْوَاهٌ مُشْرِفَهٌ عَلَی تَلَفٍ .و التَّلْفَهُ :الْهَضْبَهُ الْمَنِیعَهُ التی یَغْشَی مَن تَعاطَاهَا التَّلَفُ ،عن الهَجَرِیّ ، وَ أَنْشَدَ:

أَلاَ لَکُمَا فَرْخَانِ فی رَأْسِ تَلْفَهٍ

إِذَا رَامَهَا الرَّامِی تَطَاوَلَ نِیقُهَا

وَ رَجلٌ تَلْفَانُ ،و تَالِفٌ :أی هَالِکٌ ،مُوَلَّدَهٌ ،و المَتْلُوفُ :

ضِدُّ المَعْرُوفِ ،مُوَلَّدَهٌ أَیضاً،و مِن أَمْثَالِهِم:«السَّلَفُ تَلَفٌ » وَ

16- فی الحدیثِ : «إنَّ مِنَ الْقَرَفِ التَّلَفَ ». و سیأْتی فی«قرف».

تنف

التَّنُوفَهُ ،و التَّنُوفِیَّهُ ، قال الجَوْهَرِیُّ :و هذا کما قالوا:دَوٌّ و دَوِّیَّهٌ ؛لأَنَّها أَرْضٌ مِثْلُهَا،فنُسِبَ إِلیها: الْمُفَازَهُ ، و (5)القَفْرُ من الأَرْضِ ،قال المُؤَرِّجُ : التَّنُوفَهُ : الأَرْضُ الْوَاسِعَهُ الْبَعِیدَهُ (6)ما بَیْنَ الْأَطْرَافِ ،أَو هی الْفَلاَهُ التی لاَ مَاءَ بها و لا أَنِیسَ ،و إِن کَانَتْ مُعْشِبَهً ، وَ هذا قولُ ابنُ شُمَیْلٍ ،و قالَ أَبو خَیْرَهَ :هی البَعِیدَه،و فیها مُجْتَمَعُ کَلإٍ، وَ لکنْ لا یُقْدَرُ علَی رَعْیِهِ لِبُعْدِهَا،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لابنِ أَحْمَرَ:

کَمْ دُونَ لَیْلَی مِن تَنُوفِیَّهٍ

لَمَّاعَهٍ تُنْذَرُ فِیها النُّذُرْ

ص:101


1- (1) دیوان الهذلیین 256/2 بروایه جاوزت بدل حاذرت و نقل شارحه عن ابن درید:لا مَرعٍ .
2- (2) دیوان الهذلیین 110/1.
3- (3) دیوانه ط بیروت ص 66 و روایته: فأقسمت عند النصب:إنی لهالک بملتفّهٍ لیست بغبط و لا خفض وَ علی هذه الروایه فلا شاهد فیه،و المثبت کروایه اللسان و [1]فیه:قال طرفه أو غیره.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:هؤلاء الخ کذا فی الأصل و لیحرر» وَ فی اللسان [2]غزا:و رجل غازٍ من قوم غُزًّی...و غَزِیٌّ علی مثال فعیلٍ .حکاها سیبویه و قال قلبت الواو یاء لخفه الیاء و ثقل الجمع. قال الأزهری یقال لجمع الغازی غزیٌّ مثل ناد و ندِیٍّ ،و شاهده قول زیاد الأعجم،و قیل لغیره: قل للقوافل و الغزیّ إذا غزوا وَ الباکرین و للمجدّ الرائح.
5- ((*)) بالقاموس:«أو»بدل:«و».
6- (5) فی التهذیب و اللسان: [3]المتباعده.

و الجَمْعُ : تَنَائِفُ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

أَخَا تَنَائِفَ أَغْفَی عِنْدَ سَاهِمَهٍ

بِأَخْلَقِ الدَّفِّ مِنْ تَصْدِیرِهَا جُلَبُ

و قال ابنُ عَبَّادٍ: تَنَائِفُ تُنَّفٌ ،کَرُکَّعٍ ، أی: بَعِیدَهُ الْأَطْرَافِ وَاسِعَهٌ .

و تَنُوفَی ،کجَلُولَی:ثَنِیَّهٌ مُشْرِفَهٌ ، ذَکَرَهَا ابنُ فَارِسٍ هکذا فی هذا التَّرْکِیب،و جَعَلَهَا فَعُولَی،قال شَیخُنَا:المعروفُ فی جَلُولاَءَ أَنَّهَا بالْمَدِّ،و قَضِیَّتُه أنَّ تَنُوفَی بالْمَدِّ أَیْضاً،و لم یَضْبِطْهُ أَحَدٌ بذلِک،و إِنَّمَا قالَهُ ابنُ جِنِّی بَحْثاً،ففی کَلامِه نَظَرٌ.ا ه ،و هی قُرْب القَوَاعِلِ فی جَبَلَیْ طَیِّیءٍ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

کَأَنَّ دِثَارًا حَلَّقَتْ بلَبُونِهِ

عُقَابُ تَنُوفَی لاَ عُقابُ الْقَوَاعِلِ

وَ رَوَی ابنُ الکَلْبِیِّ :«عُقَابُ تَنُوفٍ » (1)دِثَار:کان رَاعِیاً لامْرِیءٍ الْقَیْسِ ،و هو دِثَارُ بنُ فَقْعَسِ بنِ طَرِیفٍ الأُسَیْدِیّ ، وَ فی اللِّسَانِ :و هو مِن المُثُلِ التی لم یَذْکُرْهَا سِیبَوَیْه،قال ابنُ جِنِّی:قلتُ مَرّهً لأَبِی علیٍّ :یَجُوزُ أَن یکونَ تَنُوفَی مَقْصُورَهً مِن تَنُوفَاءَ ،بمَنْزِلَهِ بَرُوکاءَ؟فسمِع ذلِکَ و تَقَبَّلَهُ ،قال ابنُ سِیدَه:و قد یجوزُ أَن تَکونَ أَلِفُ تَنُوفَا إِشْباعاً لِلْفَتْحَهِ ،لا سِیَّمَا و قد رَوَیْنَاهُ مَفْتُوحاً،و تکونُ هذه الألِفُ مُلْحَقَه مع الإِشْباعِ ،لإِقامَهِ الْوَزْنِ .

و یُقَالُ :یَنُوفَی،بالتَّحْتِیَّهِ ، و هی رِوَایَهُ أَبی عُبَیْدَهَ ،و قال الصَّاغَانِیُّ :إنْ کَانَتْ التَّاءُ فی تَنُوفَی أَصْلِیَّهً فمَوْضِعُهُ هذا التَرکِیبُ ،و إِن کانَتْ زَائِدَهً ،مِن نَافَ ،أی:ارْتَفَع،و یُؤَیِّدُه روایهُ أَبِی عُبَیْدَهَ فیکون مَحَلُّهُ ن و ف، کما ستأْتِی الإشارَهُ إِلیه إِن شاءَ اللّه تعالَی.

تاف

تَافَ بَصَرُهُ یَتُوفُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبو تُرَابٍ :سمعتُ عَرّاماً السُّلَمِیَّ یقولُ :هو مِثْلُ تَاهَ ، وَ ذلک إذا نَظَرَ إلی الشَّیْ ءِ فی دَوَامٍ ،و أَنْشَدَ:

فَمَا أَنْسَ مِلْأَشْیَاءِ لاَ أَنْسَ نَظْرَتِی

بِمَکَّهَ أَنِّی تَائِفُ النَّظَرَاتِ

و فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ ،یُقَال: مَا فِیهِ تُوفَهٌ ،بالضَّمِّ (2)،و لا تَافَهٌ : أی ما فیه عَیْبٌ ،أو ما فیه تُوفَهٌ :أی: مَزِیدٌ عن الخَارْزَنْجِیِّ ، أَو ما ترکتُ له تُوفَهً ،أی حَاجَه، عنه أَیضاً، أَو ما فی سَیْرِه تُوفَهٌ ،أی إِبْطَاءٌ، عنه أَیضاً،قال: و طَلَبَ عَلَیَّ تَوْفَهً ،بالفَتْحِ : أی عَثْرَهً و ذَنْباً،ج: تَوْفَاتٌ یُقال:أَنهُ لَذُو تَوْفَاتٍ :أی کَذِبٍ و خِیَانَهٍ و ذَنْبٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

التُّوفَهُ ،بالضَّمِّ :الغَیْرَهُ (3)،نَقَلَهُ الخَارْزَنْجِیُّ ،و فی اللِّسَانِ :ما فی أَمْرِهِمْ تَوِیفَهٌ ،أی:کسَفِینَهٍ ،أو جُهَیْنَهٍ :أی تَوَانٍ ،و قال عَرّامٌ : تَافَ عَنِّی بَصَرُ الرَّجُلِ :إذا تَخَطَّی.

فصل الثاءِ مع الفاءِ

ثحف

الثَّحْفُ ،بالمُهْمَلَهِ مَکْسُورَهً ، وَ الثَّحِفُ ، کَکَتِفٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال أَبو عمرو:هما لُغَتَانِ فی الفَحْثِ و الحَفِثِ ،و هُمَا ذَاتُ الطَّرِیقِ ، هکذا فی النُّسَخ،و الصَّوابُ :ذات الطَّرائِقِ مِن الْکَرِشِ ،کأَنَّهَا أَطْباقُ الْفَرْثِ ،ج: أَثْحَافٌ ، کما فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ .

ثطف

الثَطَفُ :مُحَرَّکَهً أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و اللَّیْثُ ، وَ قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :و هو النَّعْمَهُ فی الطَّعَامِ و الشَّرَابِ وَ الْمَنَامِ ، وَ أَطْلَقَهُ شَمِرٌ،فقَالَ : الثَّطَفُ :النَّعْمَهُ ، و قال ابنُ عَبَّادٍ: الثَّطَفُ الخِصْبُ ،و السَّعَهُ ، کما فی العُبَابِ .

ثقف

ثَقُفَ :کَکَرُمَ ،و فَرِحَ ، ثَقْفاً بالفَتْحِ عَلَی غیرِ قِیَاسٍ و ثَقَفاً ، مُحَرَّکَهً :مَصْدَرُ ثَقِفَ ،بالکَسْرِ، و ثقَافَهً مَصْدَرُ ثَقُفَ ،بالضَّمِّ : صارَ حَاذِقًا خَفِیفاً فَطِنًا فَهِماً فهو ثَقْفٌ ، کحِبْرٍ،و کَتِفٍ ، وَ فی الصِّحاحِ : ثَقُفَ فهو ثَقْفٌ ،کضَخُمَ فهو ضَخْمٌ ، و قال اللَّیْثُ (4):رجلٌ ثَقْفٌ لَقْفٌ ،و ثَقِفٌ لَقِفٌ ، أی:رَاوٍ شَاعِرٌ رَامٍ ،و قال ابنُ السِّکِّیتِ :رجُلٌ لَقْفٌ ثَقْفٌ :

إذا کان ضَابِطاً لِمَا یَحْوِیهِ قائماً به، و زَادَ اللِّحْیَانِیُّ : ثَقِیفٌ

ص:102


1- (1) و مثله أبو عمرو و ابن الأعرابی،و روی أبو عبیده تنوفی بکسر الفاء، وَ رواه أبو حاتم تنوفی بفتحها،و وردت فی معجم البلدان« [1]تنوف» عقاب تنوفٍ شاهداً علی قوله تَنُوفُ موضع فی جبال طیء.
2- (2) ضبطت بالقلم فی التکمله بفتح التاء،و فیما سیأتی.
3- (3) فی التکمله:الغِرَّهُ .
4- (4) فی اللسان: [2]أبو زیاد.

لَقِیفٌ ،مثلُ أَمِیرٍ،و قالُوا أَیضاً: ثَقُفٌ و ثَقِفٌ ،مِثْل نَدُسٍ وَ نَدِسٍ ،و حَذُرٍ و حَذِرٍ،إذا حَذَقَ و فَطِنَ ،نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ، قال: و ثَقُفَ فهو ثِقِّیفٌ ،مثل سِکِّیتٍ ، یُقَال:رجلٌ ثِقِّیفٌ لِقِّیفٌ .

و ثَقِیفٌ ، کأَمِیرٍ:أَبو قَبِیلَهٍ مِن هَوَازِنَ ،و اسْمُه قَسِیُّ بنُ مُنَبِّهِ بنِ بَکْرِ بنِ هَوَازِن بن منصورِ بن عِکْرَمَهَ بنِ خَصْفَهَ بن قَیْسِ عَیْلاَنَ ،و قد یکون ثَقِیفٌ اسْماً لِلْقَبِیلَهِ ،و الأَوَّلُ أَکَثَرُ، قال سِیبَوَیْه:و أَما قَوْلُهُم:هذه ثَقِیفُ ،فعلَی إِرادَهِ الجَمَاعَهِ ، وَ إِنما قال ذلک لِغَلَبَهِ التَّذْکِیرِ عَلَیه،و هو ممَّا لا یُقَال فیه:مِن بَنِی فُلانٍ .

قلتُ :و من الْأَوَّلِ قَوْلُ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

تُؤَمِّلُ أَنْ تُلاَقِیَ أَمَّ وَهْبٍ

بِمَخْلَفَهٍ (1)إِذَا اجْتَمَعَتْ ثَقِیفُ

و هو ثَقَفیٌّ ،مُحَرَّکَهً ، قال سِیبَوَیْهِ :و هو علی غیرِ قِیاسٍ .

و خَلٌّ ثَقِیفٌ :کَأَمِیرٍ:و سِکِّینٍ ، الأَخِیرَهُ عَلَی النَّسَبِ :

حَامِضٌ جِدًّا، وَ قد ثَقُفَ ثَقَافَهً و ثَقِفَ ،و هذا مِثْل قَوْلهِم بَصَلٌ حِرِّیفٌ .

و ثقِفَهُ ثَقْفاً ، کسَمِعَهُ سَمْعاً: صَادَفَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ أَنْشَد و هو لِعَمْرٍو ذی الکَلْبِ :

فَإِمَّا تَثْقَفُونِی فَاقْتُلُونِی

فإِنْ أَثْقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بَالِی (2)

أَو ثَقِفَهُ فی مَوْضِعِ کذا: أَخَذَهُ ، قَالَهُ اللَّیْثُ ، أَو ظَفِرَ به، قاله (3)ابنُ دُرَیْدٍ، أَو أَدْرَکَهُ قالَهُ ابنُ فَارِسٍ ،زاد الرَّاغِبُ :بِبَصَرِهِ لحِذْقٍ فی النَّظَرِ،ثم قد یُتَجَوَّزُ به فیُسْتَعْمَلُ فی الإِدْرَاکِ و إن لم یکُنْ معه ثَقَافَهٌ ،و بکُلِّ ذلِک فُسِّرَ قَوْلُه تعالی: وَ اقْتُلُوهُمْ حَیْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ (4)و قال تعالَی: فَإِمّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِی الْحَرْبِ (5)،و قال تعالَی: مَلْعُونِینَ أَیْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِیلاً (6).

و امْرَأَهٌ ثَقَافٌ ،کسَحَابٍ :فَطِنَهٌ ، وَ منه

17- قَولُ أُمِّ حَکِیمٍ بنتُ عبدِ المُطَّلِبِ : «إِنَّی حَصَانٌ فما أُکَلَّمُ ،و ثَقَافٌ فما أُعَلَّمُ ».

قَالَتْ ذلِکَ لمَّا حَاوَرَتْ أُمَّ جَمِیلٍ ابْنَهَ حَرْبٍ .

و الثِّقَافُ ، ککِتَابٍ :الْخِصَامُ و الْجِلاَدُ، و منهُ

16- الحدیثُ :

«إِذَا مَلَکَ اثْنَا عَشَرَ مِنْ بَنِی عَمْرِو بْنِ کَعْبٍ کَانَ الثَّقَفُ و الثِّقَافُ إِلَی أَنْ تَقَومَ السَّاعَهُ ».

و الثِّقَافُ : ما تُسَوَّی بِهِ الرِّمَاحُ نَقَلَهُ الْجَوْهَرِیُّ ،و کذلِک الْقِسِیُّ ،و هی حَدِیدَهٌ تکونُ مَعَ الْقَوَّاسِ و الرَّمَّاحِ یُقَوِّمُ بِها الشَّیْ ءَ الْمُعَوَجَّ ،و قال أَبو حَنِیفَهَ : الثِّقَافُ :خَشَبَهٌ قَوِیَّهٌ قَدْرَ الذِّراعِ ،فی طَرَفِهَا خَرْقٌ یَتَّسِعُ لِلْقَوَسِ ،و تُدْخَلُ فیه عَلَی شُحُوبَتِهَا،و یُغْمَزُ منها حیثُ یُبْتَغی أَنْ یُغْمَزُ،حَتَّی تَصِیرَ إلی ما یُرادُ منها،و لا یُفْعَلُ ذلِکَ بالْقِسِیِّ و لا بِالرِّمَاحِ إِلاّ مَدْهُونهً مَمْلُولَهً ،أو مَضْهُوبَهً علی النَّارِ مُلَوَّحَهً ،و العَدَدُ:

أَثْقِفَهٌ ،و الجمعُ : ثُقُفٌ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لعَمْرِو بنِ کُلْثُومٍ :

إِذَا عَضَّ الثِّقَافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ

تَشُجُّ قَفَا الْمُثَقِّفِ و الْجَبِینَا

قال الصَّاغَانِیُّ :الإِنْشَادُ مُدَاخَلٌ ،و الرِّوَایَهُ بعدَ «اشْمَأَزَّتْ »:

وَ وَلَّتْهُمْ عَشَوْزَنَهً زَبُونًا

عَشَوْزَنَهً إذا انْقَلَبَتْ أَرَنَّتْ

نَشُجُّ (7).

إلی آخرِه.

و ثِقافُ بنُ عَمْرِو بنِ شُمَیْطٍ الْأَسَدِیُّ :صَحَابِیٌّ ، رَضِیَ اللّه عَنْهُ هکذا ضَبَطَه الْواقِدِیُّ أَو هو ثَقْفٌ ،بالفَتْحِ .

و الثَّقَافُ مِن أَشْکَالِ الرَّمْلِ : فَرْدٌ وَزَوْجانِ و فَرْدٌ،هکذا صُورَتُه (8)و هُوَ مِن قِسْمَهِ زُحَلَ .

و ثَقْفُ بنُ عَمْرٍو الْعَدْوَانِیُّ ،بَدْرِیُّ ، رَضِیَ اللّه عَنه،و هو الذی تَقَدَّمَ ،ذِکْرُهُ ،و قال الْوَاقِدِیُّ فیه:إنَّ اسْمَهُ ثِقَافٌ ،و قد نَسَبَهُ أَوَّلاً إِلَی أَسَدٍ،و ثانِیاً إِلَی عَدْوَانَ ،و هما وَاحِدٌ،و رُبَّمَا

ص:103


1- (1) عن دیوان الهذلیین 98/1 و بالأصل«محلفه»و یروی:أم عمرو. وَ المخلفه:الطریق وراء الجبل.
2- (2) دیوان الهذلیین 114/3 و یروی:«فإن أثقفتمونی»یقول:إن قدر لکم أن تصادفونی فاقتلونی.
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«قال»و انظر اللسان. [1]
4- (4) سوره البقره الآیه 191 و [2]بالأصل«فاقتلوهم».
5- (5) سوره الأنفال الآیه 57. [3]
6- (6) سوره الأحزاب الآیه 61. [4]
7- (7) فی التکمله:«تشج»بالتاء.
8- (8) صورته فی القاموس:.

یَشْتَبِهُ علَی مَنْ لا مَعْرِفَهَ له بالرِّجالِ و أَنْسَابِهم،فیَظُنُّ أَنَّهما اثْنانِ ،فَتَأَمَّلْ .

و ثَقْفُ بنُ فَرْوَهَ بن الْبَدَنِ السّاعِدِیّ بن عَمِّ أَبی أُسَیْد السَّاعِدِیِّ ،رَضِیَ اللّه عَنْه، اسْتُشْهِدَ بِأُحُدٍ.أَوْ بِخَیْبَرَ رَضِیَ اللّه عنه،و الأَوَّلُ أَصَحُّ أَو هُو ثَقْبٌ ،بِالْبَاءِ المُوَحَّدَهِ ،و هو الْأَصَحُّ (1)،کما قَالَهُ عبدُ الرحمنِ (2)بنِ محمدِ بنِ عُمَارَهَ بنِ القَدَّاحِ الأَنْصَارِیُّ النَّسَّابَهُ ،و هُو أَعْلَمُ النَّاسِ بأَنْسَابِ الأَنْصَارِ،و قد ذُکِرَ فی المُوَحَّدَهِ أَیضاً.

و أُثْقِفْتُهُ ، علَی مَا لَم یُسَمَّ فَاعِلُهُ : أی:قُیِّضَ لِی، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ عمرٍو ذِی الکَلْبِ ،علَی هذا الوَجْهِ :

فَإِمَّا تُثْقِفُونِی فَاقْتُلُونِی

فَإِنْ أُثْقَفْ فسَوْفَ تَرَوْنَ بَالِی

هکذا رَوَاهُ ،و قد تقدَّم إِنْشَادُهُ عن الجَوْهَرِیِّ بِخِلافِ ذلک (3).

قلتُ :و الذی فی شِعْرِ عَمْرٍو هو الذی ذکرَه الصَّاغَانِیُّ ، قال السُّکَّرِیُّ فی شَرْحِه:یقولُ :إِن قُدِّر لکم أَنْ تُصَادِفُونِی فَاقتُلُونِی،و یُرْوَی«و مَن أَثْقَفْ »،أی:من أَثْقَفْهُ منکم، وَ یُقَال (4)، أُثْقِفْتُمُونِی :ظَفِرْتُمْ بِی فَاقْتُلُونِی فمَن أَظْفَرْ به منکم[فإِنی]قَاتِلُهُ ،فاجْتَهِدُوا فَإِنِّی مُجْتَهِدٌ.

و ثَقَّفَهُ تَثْقِیفاً :سَوَّاهُ ، وَ قَوَّمَهُ ،و منه:رُمْحٌ مُثَقَّفٌ ،أی:

مُقَوَّمٌ مُسَوًّی،و شاهِدُهُ قَوْلُ عمرِو بنِ کُلْثُومٍ الذی تقدَّم.

و ثَاقَفَهُ ، مُثَاقَفَهً و ثِقَافاً : فَثَقِفَهُ ،کنَصَرَهُ :غَالَبَهُ فَغَلَبَهُ فی الحِذْقِ ، وَ الفَطَانَهِ ،و إِدْرَاکِ الشَّیْ ءِ،و فِعْلِهِ .قال الرَّاغِبُ :

وَ هو مُسْتَعَارٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الثَّقَافُ ،بالکَسْرِ،و الثُّقُوفَهُ ،بالضَّمِّ :الحِذْقُ و الفَطانَهُ .

وَ یقال: ثَقِفَ الشَّیْ ءَ[و هو] (5)سُرْعَهُ التَّعَلُّمِ ،یُقال: ثَقِفْتُ العِلْمَ و الصِّناعَهَ فی أَوْحَی مُدَّهٍ :أَسْرَعْتُ أَخْذَهُ .

وَ ثَاقَفَهُ مثاقَفَهً :لاَعَبَهُ بالسِّلاحِ ،و هو مُحاوَلَهُ إِصَابَهِ الغِرَّهِ فی نَحْوِ مُسَابِقَهٍ .

وَ الثِّقَافُ و الثِّقَافَهُ ،بکَسْرِهما:العَمَلُ بالسَّیْفِ ،یقال:

فُلانٌ مِن أَهْلِ المُثَاقَفَهِ ،و هو مُثَاقِفٌ حَسَنُ الثِّقَافَهِ بالسَّیْفِ ، قال:

وَ کَأَنَّ لَمْع بُرُوقِهَا

فی الْجَوِّ أَسْیَافُ المُثَاقِفْ

وَ تَثاقَفُوا فکان فُلانٌ أَثْقَفَهُمْ .

وَ الثَّقْفُ :الخِصَامُ و الْجِلادِ.

وَ مِن المَجَازِ: التَّثقِیفُ :التَأْدِیبُ و التَّهْذِیبُ ،یُقَال:لو لا تَثْقِیفُکَ و تَوْقِیفُک ما کنتُ شَیْئاً،و هل تَهَذَّبْتُ و تَثَقَّفْتُ إِلاَّ علی یَدِکَ ؟کما فی الأَساس.

فصل الجیم مع الفاءِ

جأف

جَأَفَهُ ،کمَنَعَهُ ،صَرَعَهُ ، لُغَهٌ فی جَعَفَهُ ،قال الجَوْهَرِیُّ : و جَأَفَهُ ذعَرَهُ ،و أَفْزَعَهُ ، لُغَهٌ فی جَأَثَهُ ،و قال اللیْثُ : الجَأْفُ :ضَرْبٌ مِن الفَزَعِ و الخَوْفِ ، کجَأَّفَهُ تَجْئِیفاً قال العَجَّاجُ یَصِفُ جَمَلَهُ و یُشَبِّهُه بالثَّوْرِ الوَحْشِیِّ المُفَزَّعِ :

کَأَنَّ تَحْتِی نَاشِطاً مُجَأَّفَا

مُدَرَّعاً بوَشْیِهِ مُوَقَّفَا

و جَأَفَ الشَّجَرَهَ :قَلَعَهَا مِن أَصلِهَا، قال الشاعرِ:

وَلَّوْا تَکَبُّهُمُ الرِّمَاحُ کَأَنَّهُمْ

نَخْلٌ جَأَفْتَ أُصُولَهُ أو أَثْأَبُ

فَانْجَأَفَتْ ، قال ابنُ الْأَعْرَابِیِّ :أی انْقَلَعَتْ و سَقَطَتْ ، وَ کذلکَ جَعَفْتُهَا فانْجَعَفَتْ .

و الْجئّافُ ، کشَدَّادٍ:الصَّیَّاحُ ،و المَجْؤُوفُ :الْجَائِعُ ، حَکاهُ أَبُو عُبَیْدٍ،و قد جُئِفَ کعُنِیَ ،کما فی الصِّحاحِ ، و المَجْؤُوفُ أَیضاً: المَذْعُورُ، و قد جُئِفَ أَشَدَّ الْجَأْفِ ،کما فی الصِّحَاحِ أَیضاً.

ص:104


1- (1) فی أسد الغابه:و [1]الصحیح ثقب أو ثقیب.
2- (2) فی أسد الغابه:عبد اللّه.
3- (3) کذا بالأصل و هی نفس الروایه التی تقدمت،و مثلها روایه الصحاح وَ فی الدیوان 114/3 و إن أثقف...
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و یقال أثقفتمونی الخ کذا بالأصل وَ لعل فیه سقطاً،فلیحرر».
5- (5) زیاده عن اللسان.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

اجْتَأَفَهُ :صَرَعَهُ ،و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

و اسْتَمَعُوا قَوْلاً به یُکْوَی النَّطِفْ

یَکَادُ مَنْ یُتْلَی عَلَیه یَجْتَئِفْ

وَ الجُؤَافُ ،کغُرَابٍ :الخَوْفُ ،و رَجُلٌ مُجَأَّفٌ ،کمُعَظَّمٍ :

لا فُؤَادَ له.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

جترف

جَتْرَفُ ،أَهْمَلَهُ الجماعَهُ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :

کُورَهٌ مِن کُوَرِ کَرْمانَ .

قلتُ :و لَعَلَّهُ مَقْلُوبُ جِیرَفْتَ (1)،و قد سَبَقَ للمُصَنِّف فی التاءِ أَنَّهَا مِن کُوَرِ کَرْمانَ ،فُتِحَتْ فی خِلافَهِ عُمَرَ (2)رضِیَ اللّه عنه،فتأَمَّلْ ذلِک.

جحف

جَحَفَهُ ،کَمَنَعَهُ ، جَحْفاً : قَشَرَهُ ، وَ جَحَفَهُ جَحْفاً : جَرَفَهُ ، وَ أَخَذَهُ ،و قیل: الجَحْفُ :شِدَّهُ الجَرْفِ ،إِلاّ أنَّ الجَرْفَ للشَّیْ ءِ الکثیرِ.

و جَحَفَه لنفسِه: جَمَعَهُ ، وَ قال ابنُ دُرَیْدٍ: جَحَفَ الشَّیْ ءَ بِرِجْلِه:رَفَسَهُ بها حتی یَرْمِیَ به،و جَحَفَ مَعَهُ علَی غیرِه:

مَالَ ، وَ کذلک جَحَفَ له،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : جَحَفَ له الطَّعَامَ : أی غَرَفَ ، وَ کذلِکَ المَشْرُوبَ و جَحَفَ لنَفْسِهِ :

جَمَعَ و هذا تَکْرارٌ مع ما سَبَقَ لَه. و جَحَفَ الکُرَهَ مِنْ وَجْهِ الأَرْضِ : خَطَفَهَا.

و الْجَحُوفُ ،کصَبُورٍ (3):الثَرِیدُ یَبْقَی فی وَسَطِ الْجَفْنَهِ عن ابن الأَعْرَابِیِّ ، و فی الصِّحاحِ : الْجَحُوفُ : الدَّلْوُ التی تَجْحَفُ الْمَاءَ،أی تَأْخُذُهُ و تَذْهَبُ به.

و الجَحّافُ کشَدَّادٍ:مَحَلَّهٌ بِنَیْسَابُورَ نُسِبَ إِلیها بعضُ المُحَدِّثینَ .

و أَبُو الجَحَّافِ :رُؤْبَهُ بنُ العَجَّاجِ ، وَ اسمُ العَجّاجِ عبدُ اللّه،و کُنْیَتُه أَبو الشَّعْثَاءِ:رَاجِزٌ من بنی سَعْدِ بنِ مالکِ بنِ سَعْدِ بنِ زَیْدِ مَنَاهَ بنِ تَمِیمٍ ،تَقَدَّم نَسَبُه فی «ر أ ب»و فی«ع ج ج».

1,14- و أَبُو جُحَیْفَهَ ،کجُهَیْنَهَ : کُنْیَهُ وَهْبِ بن عَبْدِ اللّه، وَ یُقَال:

وَهْبُ بنُ وَهْبٍ السُّوَائِیُّ الصَّحَابِیُّ رَضِیَ اللّه عنه،تُوُفِّیَ رسول اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم و هو مُرَاهِقٌ ،و وَلِیَ بَیْتَ المالِ لعلیٍّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،و هو آخِرُ مَن مات بالکوفه مِن الصَّحابهِ .

و الجَحْفَهُ :الْقِطْعَهُ مِن السَّمْنِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ، و الْجَحْفَهُ أَیضاً: بَقِیَّهُ الْمَاءِ فی جَوَانِبِ الْحَوْضِ ،و یُضَمُّ ، وَ هذِه عن کُرَاعٍ ، و الجَحْفَهُ : شِبْهُ الْمَغَصِ فی الْبطْنِ عن تُخْمَهٍ ، و الجَحْفَهُ ، اللَّعِبُ بالکُرَهِ ، کالجَحْفِ بغَیْرِ هاءٍ، وَ قد جَحَفَها مِن الأَرْضِ :إذا خَطَفَهَا.

و الجُحْفَهُ ، بالضَّمِّ :ما اجْتُحِفَ مِن مَاءِ الْبِئْرِ،أو بَقِی فیها بَعْدَ الاجْتِحَافِ ، وَ المُرَادُ بالاجْتِحَافِ النَّزْفُ بالْکَفِّ أَو بالإِنَاءِ، و الجُحْفَهُ : الْیَسیرُ مِن الثَّرِیدِ فی الْإِنَاءِ لا یَمْلَؤُهُ ، یُقال:أَتَی بقَصْعَهٍ لیس فیها إِلاَّ جُحْفَهٌ :أی لیستْ مَلْأَی، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و الجُحْفَهُ : النُّقْطَهُ مِن الْمَرْتَعِ فی قَوْزِ الْفَلاهِ ، هکَذَا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ فی قَرْنِ الفَلاَهِ ، وَ قَرْنُهَا:رَأْسُهَا و قُلَّتُهَا التی تَشْتَبِهُ المِیاهُ مِن جَوَانِبِهَا جَمعاءَ فلا یَدْرِی الْقَارِبُ أیَّ المِیاهِ منه أَقْرَب بِطَرَفِهَا، و الجُحْفَهُ الْغَرْفَهُ مِن الطَّعَامِ ،او مِل ءُ الْیَدِ، و هذا عنِ ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، وَ الجمعُ : جُحَفٌ .

16- و الجُحْفَهُ (4): مِیقَاتُ أَهْلِ الشَّأْمِ ، کما جاءَ فی حَدِیثِ ابنِ عَبَّاسٍ ،رَضِیَ اللّه عنهما . و کانَتْ قَرْیَهً جَامِعَهً ،علی اثْنَیْنِ و ثَمَانِینَ مِیلاَ مِن مَکّهَ ، وَ فی بَعْضِ النُّسَخِ :و کانَتْ به، و کانتْ تُسَمَّی مَهْیَعَهَ کما تقدَّم فی«ه ی ع» فَنَزَلَ بها بَنُو عَبِیل (5)کأَمِیرٍ باللاَّمِ ،و هو الصَّوابُ ،و فی بعضٍ :بنو عُبَیْدٍ،کزُبَیْرٍ،بالدَّالِ ،و هو غَلَطٌ ، و هم إِخْوَهُ عَادٍ بنِ عَوْصِ بن إِرَمَ ، و کان أَخْرَجَهُم الْعَمَالِیقُ ، وَ هم مِن وَلَدِ عِمْلِیقِ بنِ لاَوَذَ بنِ إِرَمَ مِن یَثْرِبَ ،فجَاءَهُمْ سَیْلُ الجُحافِ ، فَاجْتَحَفَهُمْ ،فَسُمِّیَتِ الْجُحْفَهَ ، قال ابنُ دُرَیْدٍ:هکذا ذَکَرَهُ ابنُ الکَلْبِیِّ ،و قال غیرُه: الجُحْفَهُ قَرْیَهٌ تَقْرُبُ مِن سِیفِ البَحْرِ، أجْحَفَ السَّیْلُ بِأَهْلِهَا؛فَسُمِّیَتْ جُحْفَهً .

ص:105


1- (1) ضبطت عن معجم البلدان«جیرفت».
2- (2) عن معجم البلدان«جیرفت»و بالأصل«عثمان»خطأ.
3- (3) ضبطت فی نسخ التهذیب بضم الجیم و صوبها محققه عن اللسان وَ [1]القاموس بفتحها.
4- (4) فی الصحاح:جُحفه بدون ألف و لام.
5- (5) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:«بنو عُبَیْدٍ»و سینبه علیها الشارح.و فی معجم البلدان عن ابن الکلبی:«بنو عقیل».

و جَبَلُ جِحَافٍ ،ککِتَابٍ ،بالیَمَنِ ، هکَذا ضَبَطَهُ الصَّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،و وَقَعَ فی التَّکْمِلَهِ ضَبْطُهُ بالضَّمِّ ،و مثلُه فی التَّبْصِیرِ للحافظِ ،و هو الصَّوابُ (1)،و منه الفَقِیهُ إِسماعِیلُ الجُحَافِیُّ ،قال الحافِظُ :شاعِرٌ مُعَاصِرٌ،من أَهْل تَعِزَّ طَارَحَنِی بأَبیاتٍ (2)لَمَّا قَدِمْتُهَا،فَأَجَبْتُهُ .

و الجُحَافُ کغُرابٍ :المَوْتُ عن أبی عمرٍو:نَقَلَه الجوهری،جعَلَه اسماً له.

و الجُحاف : مَشْیُ البَطْنِ عَن تُخَمَهٍ ،و الرَّجُلُ مَجْحُوفٌ ، کذا فی الصِّحاحِ و التَّهْذِیبِ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ الرَّاجِزِ:

أَرْفَقَهٌ تَشْکُو الجُحَافَ الْقَبَصْ

جُلُودُهُمْ أَلْیَنُ مِنْ مَسِّ الْقُمُصْ

وَ قیلَ : الجُحَافُ :وَجَعٌ یأْخُذ عن أَکْلِ اللَّحْمِ بَحْتاً، وَ القَبَصُ :عن أَکْلِ التَّمْرِ،و قد جُحِفَ الرَّجُلُ ،کَعُنِیَ .

و سَیْلٌ جُحافٌ : یَجْحَفُ کُلَّ شیْ ءٍ و یَجْرُفُه و یَقْشِرُه، وَ کذلِک جُرَافٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

لَهَا کَفَلٌ کَصَفَاهِ الْمَسِی

لِ أَبْرَزَ عنها جُحَافٌ مُضِرْ

و مَوْتٌ جُحَافٌ : شَدِیدٌ یَذْهَبُ بکلِّ شَیْ ءٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَد لذِی الرُّمَّهِ :

و کَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتِی مِنْ مَفازَهٍ

وَ کَمْ زَلَّ عنها مِنْ جُحَافِ المَقَادِرِ

و أَجْحَفَ بِهِ : ذَهَبَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و أَجْحَفَتْ بِهِ الْفَاقَهُ : أَذْهَبَتْ مَالَهُ ،و أَفْقَرَتْهُ الْحَاجَهُ ، وَ منه

17- حدیثُ عُمَرَ:

قَال لِعَدِیٍّ : «إِنَّمَا فَرَضْتُ لِقَوْمٍ أَجْحَفَتْ بهمُ الْفَاقَهُ ».

وَ

17- قال بعضُ الحُکَماءِ: مَن آثَرَ الدنیا أَجْحَفَ بآخِرَتِهِ .

و أَجْحَفَ بِهِ أَیْضاً:قَارَبَهُ ،و دَنَا مِنْهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

یُقَال:مَرَّ الشَّیْ ءُ مُضِرًّا،و مُجْحِفاً ،أی:مُقَارِباً،و یُقَال:

أَجْحَفَ بالطَّرِیقِ :دَنَا منه،و لم یُخَالِطْهُ .

و المُجْحِفَهُ ، کمُحْسِنَهٍ : الدَّاهِیَهُ ؛لأَنَّهَا تُجْحِفُ بالقَوْمِ ، أی:تَسْتَأْصِلُهم. و اجْتَحَفَهُ اجْتِحَافاً : اسْتَلَبَهُ ، وَ منه

17- حدیثُ عَمَّارٍ: «أَنَّهُ دخَل علَی أُمِّ سَلَمَهَ -و کان أَخَاهَا مِن الرَّضاعَهِ - فاجْتَحَفَ ابْنَتَهَا زَیْنَبَ مِن حِجْرِهَا».

و اجْتَحَفَ الثَّرِیدَ:حَمَلَهُ بِالأَصَابِعِ الثَّلاَثِ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و اجْتَحَفَ مَاءَ الْبِئْرِ:نَزَحَهُ و نَزَفَهُ بالکَفِّ ،أو بالإِناءِ،و ما بَقِیَ منه هِیَ الجُحْفَهُ التی ذَکَرَهَا المُصَنِّفُ آنِفاً.

و تَجَاحَفُوا فی القتالِ : تَنَاوَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالْعِصِیِّ ، وَ وَقَعَ فی العُبابِ :بِالْقِسِیِّ ، و السُّیُوفِ و منه

16- الحَدِیث:

«خذُوا الْعَطَاءَ مَا کَانَ عَطَاءً،فإِذَا تَجَاحَفَتْ قُرَیْشٌ الْمُلْکَ بَیْنَهُمْ فارْفُضُوهُ ». یُرِیدُ:إذا تَقاتَلُوا عَلَی المُلْکِ .

و تَجَاحَفُوا الْکُرَهَ بینهُمْ : دَحْرَجُوهَا، و تَخَاطَفُوهَا بِالصَّوَالِجِ (3).

و یُقَال: جَاحَفَهُ مُجَاحَفَهً :إذا زَاحَمَهُ ، وَ کذا جَاحَفَ به، وَ منه

17- قَوْلُ الْأَحْنَفِ : «إِنَّمَا أَنا لِبَنِی تَمِیمٍ کعُلْبَهِ الرَّاعِی یُجَاحِفُونَ بها یَوْمَ الوِرْدِ».

و قال ابنُ فارِسٍ : جَاحَف الذَّنْبَ : دَانَاهُ .

و الجِحَافُ ، کَکِتَابٍ :الْقِتَالُ .

قال العَجّاجُ :

و کَانَ مَا اهْتَضَّ الْجِحَافُ بَهْرَجَا

یعْنِی ما کَسَرَهُ التَّجاحُفُ بَیْنَهُم،یُرِیدُ به القَتْلَ .

و فی الصِّحاحِ : الجِحَافُ : أَنْ تُصِیبَ الدَّلْوُ فَمَ الْبِئْرِ فَیَنْصَبَّ مَاؤُهَا،و رُبَّمَا تَخَرَّقَتْ ، قال الرَّاجِزُ:

قد عَلِمَتْ دَلْوُ بَنِی مَنَافِ

تقوِیمَ فَرْغَیْهَا عَنِ الجِحَافِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

المُجَاحَفَهُ :أَخْذُ الشَّیْ ءِ و اجْتِرَافُهُ ،و اجْتَحَفَ السَّیْلُ الوَادِیَ :قَشَرَهُ .

وَ اجْتَحَفَ الْکُرَهَ :خَطَفَها.

وَ الجَحْفُ ،بالفَتْحِ :أَکْلُ الثَّرِیدِ.

ص:106


1- (1) و قیده یاقوت بالضم و التخفیف،أیضا.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه،و العباره بالأصل«من أهل نهر طاب حیاتی بأبیات».
3- (3) فی التهذیب و اللسان و [1]التکمله:بالصوالجه.

و الجَحْفُ أَیضاً:الضَّرْبُ بالسَّیْفِ ،و منه قَوْلُ الشاعر:

وَ لاَ یَسْتَوِی الْجَحْفَانِ جَحْفُ ثَرِیدَهٍ

وَ جَحْفُ حَرُورِیٍّ بِأَبْیَضَ صَارِمِ

قال أَبو عَمْرٍو،و الجِحَافُ بالکَسْرِ:

المُزَاحَمَهُ فی الحَرْبِ ،و المُزَاوَلَهُ فی الْأَمْرِ.

وَ جَاحَفَ عنه:کجَاحَشَ .

وَ أَجْحَفَ بالْأَمْرِ:قارَبَ الإِخْلالَ به.

وَ أَجْحَفَ بهم فُلانٌ :کَلَّفَهُم مَا لا یُطِیقُونَ .

وَ سَنَهٌ مُجْحِفَهٌ ،مُضِرَّهٌ بالْمَالِ .

وَ أَجْحَفَ بهم الدَّهْرُ:اسْتَأْصَلَهُم.

وَ قیلَ :السَّنَهُ المُجْحِفَهُ :التی تُجْحِفُ بالقَوْمِ قَتْلاً وَ إِفْسَاداً للْأَمْوَالِ .

وَ أَجْحَفَ العَدُوُّ بِهِمْ ،و السماءُ و السَّیْلُ ،أو الغَیْثُ :دَنَا منهم،و أَخْطَأَهُم،و سَیْلٌ جَاحِفٌ ،کجُحَافٍ .

وَ جَحَّافٌ ،کشَدَّادٍ:اسمُ رجلٍ من العَرَبِ مَعروفٌ ، وَ یقال: الجَحَّافُ باللاَّمِ .

وَ القاضی أَبو أحمد جَعْفَرُ بنُ عبد اللّه الجَحَّافیُّ ،قُتِلَ بِبَلَنْسِیَهَ سنه 341 ذَکَرَه الرُّشَاطِیُّ .

قلتُ :و هو نِسْبَهٌ إلی الجَدِّ،أو إلی مَوْضِعٍ بالغَرْبِ ، وَ یبعُد أَن یکونَ مَنْسُوباً إلی مَحَلٍّ بنَیْسَابُورَ.

وَ بالضَّمِّ ،و التَّخْفِیفِ ،محمدُ بنُ عبدِ اللّه (1)بن أَبِی الوَزِیرِ التَّاجِرُ الجُحَافیُّ (2)سمع أبا حاتمٍ الرَّازِیَّ ،و عنه الحاکمُ وَ غیرُه،مات سنه 341،و هو ابنُ إِحْدَی و تِسْعِین سَنَهً .

وَ الجَحَّافُ ،کشَدَّادٍ:لَقَبُ محمدِ بن جعفرِ بن القاسِمِ بن علِیِّ بنِ عبدِ اللّه بنِ محمدِ بنِ القاسم الرَّسِّیِّ الْحَسَنیِّ ،من وَلَدِه إِبراهیمُ بنُ المَهْدِیِّ بنِ أَحمدَ بنِ یحیی بنِ القاسِمِ بنِ یحیی بنِ عُلَیَّان بنِ الحَسَنِ بن مُحَمَّدٍ بن الحسن بن محمد بنِ حَیّانَ بنِ محمدٍ الجَحَّافُ ، عَقِبُهُ بالْیَمَنِ سَادَهٌ عُلَماءُ بُلَغاءُ شُعَرَاءُ وُزَرَاءُ أُمَرَاءُ.

جخدف

الجَخْدَفُ ،کجَعْفَرٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و الصَّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،و أَوْرَدَهُ فی التَّکْمِلَهِ مِن غیرِ عَزْوٍ،فقَالَ :هو النَّبِیلُ الضَّخْمُ أی:مِن الرِّجالِ .

قلتُ :و کذلک الجُحَافُ ،بالضَّمِّ .

جخف

الْجَخِیفُ ،کأَمِیرٍ:الْغَطِیطُ فی النَّوْمِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و منه

17- حدیثُ ابنِ عمرَ: «أَنَّه نَامَ و هو جالِسٌ حتی سُمِع جَخِیفُه ،ثمّ قام فصَلَّی و لم یَتَوَضَّأْ». قال الجَوهَرِیُّ ، قال أَبو عُبَیْدٍ:و لم أَسمَعْهُ فی الصَّوُتِ إِلاَّ فی هذا الحدیثِ ، أَو هو صَوْتٌ مِن الجَوْفِ أَشَدُّ مِنْهُ ، أی مِن الغَطِیطِ .

و الجَخِیفُ : الطَّیْشُ مع الخِفَّهِ ، کالجَخْفِ فِیهِمَا، أی:

بالفَتْح،یقال: جَخَفَ الرَّجلُ جَخْفا و جَخِیفاً :إذا غَطَّ وَ طَاشَ .

و الجَخِیفُ : النَّفْسُ عن أَبی عَمرٍو، و قال أَبُو زَیْدٍ:مِنْ أَسماءِ النَّفْسِ : الرُّوحُ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و صَوَابُه الرُّوعُ ، وَ الخَلَدُ،و الجَخِیفُ ،یقال:ضَعْهُ فی جَخِیفِک ،أی:فی تَامُورِکَ و رُوعِکَ .

و قال أَبو عمرٍو: الجَخِیفُ : الجَیْشُ الْکَثِیرُ، کذا فی التَّکْمِلَهِ و فی العُبَابِ :الشیءُ الکثیرُ،و فی اللِّسَانِ :الکثیرُ:

وَ کُلُّهم نَقَلُوا عن أَبی عمرٍو،فتَأَمَّلْ ذلِک.

و الجَخِیفُ : الْقَصِیرُ،ج: جُخُفٌ . ککُتُبٍ ، نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ ، و الجَخِیفُ : المُتَکَبِّرُ، هکذا فی النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ،و الصَّواب:التَّکَبُّرُ،کما هو فی سائرِ الأُصُولِ هکذا؛فإِنَّه مَصْدَرٌ کما سیَأْتِی.

و الجَخِیفُ : صَوْتُ بَطْنِ الْإنْسَانِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و جَخَفَ ،کنَصَرَ،و ضَرَبَ ،و سَمِعَ ، و اقْتَصَرَ الجَوهَرِیُّ علَی الثانِی، جَخْفاً ، بالفَتْحِ ، و جَخِیفاً ، کأَمِیرٍ:أی تَکبَّرَ، وَ کذلِکَ جَفَخَ ،علَی القَلْبِ ،کما فی الصّحاحِ ،و قیل:

جَخَفَ جَخِیفَا : افْتَخَرَ بِأَکْثَرَ مِمَّا عِنْدَه، نَقَلَه الجَوهَرِیُّ ، وَ أَنْشَدَ لِعَدِیِّ بن زَیْدٍ العِبَادِیِّ :

أَرَاهُمْ بِحَمْدِ اللّه بَعْدَ جَخِیفِهِمْ

غُرَابُهُمُ إِذْ مَسَّه الْفَتْرُ وَاقِعَا (3)

ص:107


1- (1) فی اللباب: [1]محمد بن عبد اللّه بن محمد بن أبی الوزیر.
2- (2) ضبطت فی اللباب نصا بفتح الجیم...نسبه إلی جَحاف سکه بنیسابور،و تقدم ضبطها بتشدید الحاء.
3- (3) فی الصحاح [2]المطبوع:«القترُ واقعُ »قال أبو عبید:و قوله بعد جخیفهم یعنی بعد سوادهم و کثرتهم.

و قال أَبو عمرٍو: جَخَفَ : نَامَ ، قال الصَّاغَانِیُّ :و النَّوْمُ غَیْرُ الغَطِیطِ ، و قال غیرُه: جَخَفَ :إذا تَهَدَّدَ ،

17- و قَوْلُ عُمَرَ رضی الله عنه: إِذِ الْتَفَتَ إلی ابن عَبَّاسٍ رَضِیَ اللّه عَنْهما، فقَالَ : جَخْفاً جَخْفاً . أیْ :فَخْرًا فَخْرًا،و شَرَفاً شَرَفاً، قال ابنُ الأَثِیرِ:و یُرْوَی: جَفخاً ،بتَقْدِیمِ الفاءِ علَی القَلْبِ .

و الجَخْفَهُ ، ظاهرُه أَنَّه بالفَتْحِ ،و وَقَعَ فی التَّکْمِلَهِ کفَرِح (1):المَرْأَهُ القَصِیرَهُ الْقَضِیفَهُ ، وَ الجَمْعُ : جِخَافٌ ، بالکَسْرِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الجُخَافُ ،کغُرَابٍ :التَّکَبُّرُ،و رجلٌ جَخَّافٌ ،کشَدَّادٍ، مثل جَفَّاخ:صاحبُ فَخْرٍ و تَکَبُّرٍ،حکاه یَعْقُوبُ فی المُبْدَلِ .

قلتُ :و العامَّهُ تَقولُ :جَخَّاخٌ ،و هو غَلَطْ .

وَ الجَخْفَهُ :التَّکَبُّرُ و الافْتِخَارُ.

وَ الجَخِیفَهُ ،کسَفِینَهٍ :القَصِیرَهُ ،کما فی العُبَابِ .

جدف

جَدَفَهُ یَجْدِفُهُ مِن حَدِّ ضَرَبَ ، جَدْفاً : قَطَعَهُ ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و إِعْجَامُ الذَّالِ لُغَهٌ فیه، و قال الکِسَائِیُّ :

جَدَفَ الطَّائِرُ یَجْدِفُ جُدُوفاً ، بالضَّمِّ ،کذا فی الصِّحاحِ وَ هو مِن حَدِّ ضَرَبَ أَیضاً،کما ضَبَطَه ابنُ دُرَیْدٍ،و نُقِلَ عن الکِسَائِیِّ أنَّ مصدرَ جَدَفَ الطَّائِرُ الجَدْفُ (2)،کذا فی اللّسَانِ ،فتَأَمَّلْ : طارَ و هو مَقْصُوصٌ فَرَأَیْتَه کأَنَّهُ یَرُدُّ جَنَاحَیْهِ إلی خَلْفِهِ و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لِلْفَرَزْدَق:

وَ لَوْ کُنْتُ أَخْشَی خَالِداً أَنْ یَرُوعَنِی

لَطِرْتُ بِوَافٍ رِیشُهُ غَیْرَ جَادِفِ

وَ قیل:هو أَن یَکْسِرَ مِن جَنَاحَیْهِ شَیْئاً،ثم یَمِیلَ عندَ الفَرَقِ مِن الصَّقْرِ،و منه قَولُ الشاعِرِ:

تُنَاقِضُ بِالأَشْعَارِ صَقْرًا مُدَرَّباً

وَ أَنْتَ حُبَارَی خِیفَهَ الصَّقْرِ تَجْدِفُ

و مِجْدَافَاهُ :جَنَاحَاهُ ، قال الأَصْمَعِیُّ : و مِنْهُ سُمِّیَ مِجْدَافُ السَّفِینَهِ ، قال الجَوْهَرِیُّ :قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو بالدَّالِ وَ الذَّالِ جَمِیعا،لُغَتَانِ فَصِیحَتَان،و فی المُحْکَمِ : مِجْدَافُ السَّفِینَهِ :خَشَبَهٌ فی رَأْسِهَا لَوْحٌ عَرِیضٌ یَدْفَعُ (3)بها،مُشْتَقٌّ مِن جَدَفَ الطَّائِرُ،و قال أبو عمرو: جَدَفَ الطَّائِرُ،و جَدَفَ المَلاَّحُ بالمِجْدَافِ ،و هو المُرْدِیُّ و المِقْذَفُ و المِقْذَافُ ، و قال أَبو المِقْدَامِ السُّلَمِیُّ : جَدَفَتِ السَّمَاءُ بِالثَّلْجِ تَجْدف به:إذا رَمَتْ بِهِ (4)،و الذَّالُ لُغَهٌ فیه.

و جَدَفَ الرَّجُلُ :ضَرَبَ بِالْیَدَیْنِ ، و فی العُبَابِ : جَدَفَ الرجلُ :ضَرَبَ بالْیَدِ،و لم یَزِدْ أَکْثَرَ من ذلِک،و الذی یظْهَرُ أنَّ مَعْنَاه الإسْرَاعُ فی المَشْیِ ،و ذلِکَ أنَّ الرَّجُلَ إِذا أَسْرَعَ فی مِشْیَتِهِ ضَرَبَ بِیَدَیْهِ و حَرَّکَهُمَا،و یدُلّ لذلِک قوْلُ الْفَارِسِیِّ : جَدَفَ الرَّجُلُ فی مِشْیَتِهِ :أَسْرَعَ ،و أَما أَبو عُبَیْدٍ فإِنَّه ذَکَرَ جَدَفَ الإِنْسَانُ مع جَدَفَ الطَّائِرُ،و قال فی جَدَفَ الإِنْسَانُ :هذِه بالذَّالِ ،و ضَبَطَهُ الْفَارِسیُّ بالدَّالِ المُهْمَلَهِ ، أَو هو أی: الجَدْفُ : تَقْطِیعُ الصَّوْتِ فی الحُدَاءِ و منه قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ یصف حمارًا:

إذا خَافَ مِنْهَا ضِغْنَ حَقْبَاءَ قِلْوَهٍ

حَدَاهَا بِحَلْحَالٍ مِنَ الصَّوْتِ جادِفِ (5)

و جَدَفَ الظَّبْیُ جَدْفاً : قَصَّرَ خَطْوَهُ فی المَشْیِ ، و ظِبَاءٌ جَوَادِفُ : قِصَارُ الخُطَی،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و هو مَجْدُوفُ الْکُمَّیْنِ :قَصِیرُهُمَا، وَ کذا: مَجْدُوفُ الیَدِ وَ الْقَمِیصِ ،و الْإِزَارِ،قال سَاعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ :

کحَاشِیَهِ المَجْدُوفِ زَیَّنَ لِیطَهَا

مِنَ النَّبْعِ أَزْرٌ حَاشِکٌ و کَتُومُ (6)

وَ زِقٌّ مَجْدُوفٌ :مَقْطُوعُ الْأَکَارِعِ أی:القَوَائِمِ ،و منه قَوْلُ الْأَعْشَی یذکر قَیْسَ بنَ مَعْدِی کَرِبَ :

قَاعِداً عِنْدَهُ النَّدَامَی فَما یَنْ

فَکُّ یُؤْتَی بمُوکَرٍ مَجْدُوفِ

هکذا روَاهُ اللَّیْثُ (7)،و رَوَاهُ الأَزْهَرِیُّ بالدَّالِ و الذَّالِ ، قال.و مَعْنَاهُمَا المَقْطُوعُ ،و رَوَاهُ أَبو عُبَیْدٍ:مَنْدُوف،

ص:108


1- (1) ضبطت اللفظه فی التکمله ضبط حرکات،و الأصل کاللسان.
2- (2) فی التهذیب:«الجُدُوف»و الأصل کاللسان.
3- (3) فی اللسان: [1]تُدفع.
4- (4) فی التهذیب عن أبی المقدام:جدفت...و خذفت تجدف و تخذف.
5- (5) بالأصل:«ضغن حقباء فلوه»و المثبت عن الدیوان و اللسان( [2]جذف) وَ جاء فیه شاهداً علی قوله:و جذف الشیء کجذبه.
6- (6) دیوان الهذلیین 231/1 بروایه:«المحذوف»بدل«المجدوف» وَ فسرها:بالإزار القصیر.و المثبت کروایه اللسان. [3]
7- (7) صرح فی اللسان أن اللیث رواه«محذوف».

و المُوکَرُ:السِّقَاءُ المَلْآنُ بالْخَمْرِ.

و الْجَدَفَاءُ مَمْدُودَهً ، وَ الجُدَافَی ، کحُبَارَی، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،قال:کذلک الغُنَامَی،و الغُنْمَی،و الأُبالَهُ ، وَ الحُوَاسَهُ ،و الحُبَاسَهُ . و الجَدَافَاهُ ، وَ هذِه عن أَبی عَمْرٍو:

الغَنِیمَهُ ، وَ أَنشد:

و قَدْ أَتانَا رَافِعاً قِبِرّاهْ

لاَ یَعْرِفُ الْحَقَّ و لَیْسَ یَهْوَاهْ

کَانَ لَنَا لَمَّا أَتَی جَدَافَاهْ (1)

و الْجَدَفُ ،مُحَرَّکَهً :الْقَبْرُ، قال الجَوْهَرِیُّ :و هو إِبْدَالُ الْجَدَثِ .

قال الفَرَّاءُ:العَرَبُ تُعْقِبُ بین الفاءِ و الثاءِ فی اللُّغَهِ ، فیقولون: جَدَفٌ و جَدَثٌ ،و هی الأَجْدَاثُ و الْأَجْدَافُ (2)انتهی،و قال ابنُ جِنِّی فی سِرِّ الصَّنَاعَهِ :إِنَّه من باب الإَّْبْدَالِ ،و مُحْتَجًّا بأَنَّهُ لا یُجْمَعُ عَلی أَجْدافٍ ،و قد تَعَقَّبَهُ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ ،و أَثْبَتَ جَمْعَهُ فی کَلامِ رُؤْبَهَ ، وَ قال:الذی نَذْهَبُ إِلیه أَنَّهُ أَصْلٌ ،و أَطالَ فی البَحْثِ ،کذا نَقَلَهُ شَیْخُنَا.

قلتُ :و بیتُ رُؤْبَهَ الذی أَشارَ إِلیه،هو قَوْلُهُ :

لو کان أَحْجَارِی مع الأَجْدَافِ

تَعْفُو علی جُرْثُومِهِ العَوَافی (3)

و جَدَفٌ ،مُحَرَّکهً : ع، نقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و

17- فی حدیث عمر رَضِیَ اللّه عنه: أَنَّه سَأَلَ المَفْقُودَ الذی اسْتَهْوَتْهُ الجِنُّ :مَا کَانَ طَعَامُهم ؟فقال الفُولُ ،و ما لَمْ یُذْکَرِاِسْمُ اللّهِ عَلَیْهِ ،قال:و ما کانَ شَرَابُهُمْ ؟فقَالَ : الجَدَفُ . قال الجَوْهَرِیُّ :و تَفسِیرُه فی الحدیثِ أَنَّهُ مَا لاَ یُغَطَّی مِنَ الشَّرَابِ .

قلتُ :و هو قَوْلُ قَتَادَهَ ،و زَادَ: أَو مَا لا یُوکَی، وَ یُقَال:

إِنَّهُ نَبَاتٌ بِالْیَمَنِ یُغْنِی آکِلَهُ عن شُرْبِ الْمَاءِ عَلَیه، وَ قال کُرَاعٌ :لا یُحْتَاجُ مَعَ أَکْلِهِ إِلَی شُرْبِ ماءٍ،و عبارهُ الجَوْهَرِیِّ :

لا یَحْتَاجُ الذی یأْکُلُه أَنْ یَشْرَبَ عَلَیهِ الماءَ،و عبارَهُ المُحْکَمِ :نَباتٌ یکُونُ بالیَمَنِ تَأْکُلُهُ الْإِبِلُ فَتَجْزَأُ بِهِ عَنِ الْمَاءِ،و قال ابنُ بَرِّیّ :و عَلَیه قَوْلُ جَرِیرٍ:

کَانُوا إِذَا جَعَلُوا فی صِیرِهِمْ بَصَلاً

ثُمَّ اشْتَوَوْا کَنْعَداً مِنْ مَالِحٍ جَدَفُوا

و قال أَبو عمرٍو (4): الجَدَفُ :لم أَسْمَعْهُ إِلاَّ فی هذا الحدیثِ ،و ما جاءَ إِلاَّ و له أَصْلٌ ،و لکِنْ ذَهَبَ مَنْ کان یَعْرِفُهُ وَ یَتَکَلَّمُ به،کما قد ذَهَبَ مِن کَلامِهم شَیْ ءٌ کَثِیرٌ،و قال بعضُهم:هو مِن الجَدْفِ ،و هو القَطْعُ ،کأَنَّهُ أَراد: مَا رُمِیَ به عن الشَّرَابِ (5)مِن زَبَدٍ،أَو رَغْوَهٍ ،أَو قَذًی، کأَنَّهُ قُطِعَ مِنَ الشَّرَابِ فَرُمِیَ به،قال ابنُ الأَثِیرِ:کذا رَوَاهُ الهَرَوِیُّ عن القُتَیْبِیِّ .

و الْمَجَادِفُ :السِّهَامُ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و الأَجْدَفُ :القَصِیرُ مِن الرِّجَالِ ،قال الشاعرُ:

مُحِبٌّ لِصُغْرَاهَا بَصِیرٌ بِنَسْلِهَا

حَفِیظٌ لِأُخْرَاهَا حُنَیِّفُ أَجْدَفُ

قالَهُ اللَّیْثُ :وَ رَوَاهُ إِبرَاهِیم الحَرْبِیُّ رَحِمَهُ اللّه تعالَی:

أُجَیْدِفُ أَحْنَفُ .

و شَاهٌ جَدْفَاءُ :قُطِعَ مِن أُذُنِهَا شَیءٌ،و الْجَدَفَهُ ،مُحَرَّکَهً :

الْجَلَبَهُ ،و الصَّوْتُ فی الْعَدْوِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و أَجْدُفٌ ،أو أَجْدُثٌ ، بالثَّاءِ، أَوْ أَحْدُثٌ ،بالحَاءِ، کأَسْهُم رَوَی الأَخِیرَتَیْنِ السُّکَّرِیُّ فی شَرْحِ الدِّیوانِ ،قال یاقُوتُ :کأَنَّهُ جَمْعُ جَدَثٍ ،و هو القَبْرُ،و قد ذکر فی المثلثه:

ع (6)بالحِجَازِ،قال المُتَنِخِّلُ الهُذَلِیُّ :

ص:109


1- (1) الرجز فی الجمهره منسوباً لمرداس الدبیری 67/2 و روایته: لما أتانا رافعا... فکان لما جاءنا.. وَ فی اللسان جدف:قد أتانا. وَ فیه فی ماده قبر:لما أتانا. وَ فی ماده رمع:جاء فلان رامعاً قبراه. وَ فی التهذیب: لقد أتانِی رامعا... لا یعرف الحق و لا یهواه فکان لی إذ جاءنی جدافاه.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و الأجداف،سبق له أنه لا یجمع إلاّ علی أجداث،و یؤیده ما بعده».
3- (3) بالأصل«علی جرمی»و المثبت عن الدیوان.
4- (4) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:قال أبو عبید.
5- (5) فی التهذیب:ما یُرمی من الشراب.
6- (6) فی القاموس( [2]م)أی معروف،و علی هامشه عن نسخه أخری(ع).

عَرَفْتُ بِأَجْدُثٍ فنِعَافِ عِرْقٍ

عَلاَمَاتٍ کتَحْبِیرِ النِّمَاطِ (1)

وَ أَجْدَفُوا : أی جَلَّبُوا و صَاحُوا، و قال الأَصْمَعِیُّ :

التَّجْدِیفُ :الْکُفْرُ بِالنِّعَمِ ، یُقَالُ منه: جَدَّفَ تَجْدِیفاً ،کذا فی الصّحاحِ :یُقَال:لاَ تُجَدِّفُوا بِأَیَّامِ اللّه، أَو هو اسْتِقْلاَلُ عَطَاءِ اللّه تَعَالَی، قَالَهُ الأُمَوِیُّ ،و نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و

16- فی الحدیث: «لاَ تُجَدِّفُوا بِنِعْمَهِ (2)اللّهِ تَعالی». أی لا تَکْفُرُوهَا وَ تَسْتَقِلُّوهَا،و قد جَمَعَ أَبو عُبَیْدٍ بیْنَ القَوْلَیْنِ ،و أَنْشَدَ:

وَ لکِنِّی صَبَرْتُ و لم أُجَدِّفْ

وَ کانَ الصَّبْرُ غَایَهُ أَوَّلِینَا (3)

و قیل:هو أَنْ یُسْأَلَ القَوْمُ و هم بخَیْرٍ:کیف أَنْتُمْ :

فیقولُونَ :نَحْنُ بِشَرٍّ،

14- و سُئِلَ رسولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم:أیُّ الْعَمَلِ شَرٌّ؟ قال:« التَّجْدِیفُ قالوا:و مَا التَّجْدِیفُ ؟قال: أَنْ تَقُولَ :لیسَ لِی،و لیسَ عِنْدِی، . وَ

17- قال کَعْبُ الأَحْبَارِ: «شَرُّ الحدِیثِ التَّجْدِیفُ و حَقِیقَهُ التَّجدِیفِ نِسْبَهُ النَّعْمَهِ إِلَی التَّقَاصُرِ.

و إِنَّهُ لَمُجَدَّفٌ عَلَیه العَیْشُ ،کمُعَظَّمٍ ، وَ فی اللّسَانِ لَمَجْدُوفٌ عَلَیه:أی مُضَیَّقٌ علیه،قالَه أَبُو زَیْدٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

جَدَفَ المَلاَّحُ بالسَّفِینَهِ جَدْفاً ،عن أَبی عمرٍو، وَ المِجْدَافُ :العُنُقُ ،علَی التَّشْبِیهِ ،قال:

بِأَتْلَعِ الْمِجْدَافِ ذَیَّالِ الذَّنَبْ

وَ المِجْدَافُ :السَّوْطُ ،لُغَهٌ نَجْرَانِیَّهٌ ،یأْتِی فی الذَّالِ .

وَ رَجلٌ مَجْدُوفُ الیَدَیْنِ :بَخِیلٌ ،و کذلک إذا کان مَقْطُوعَهُمَا.

وَ جَدَفَتِ المَرْأَهُ تَجْدِفُ :مَشَتْ مِشْیَهَ القِصَارِ،و جَدَفَ الرَّجُلُ فی مَشْیِهِ :أَسْرَعَ ،نَقَلَهُ الْفَارِسیُّ .

جذف

جَذَفَهُ یَجْذِفُهُ جَذْفاً : قَطَعَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عَمْرٍو،و الدَّالُ لُغَهٌ فیه، و جَذَفَ الطَّائِرُ:أَسْرَعَ بجَنَاحَیْهِ ، کَأَجْذَفَ ،و انْجَذَفَ ، قال ابنُ دُرَیْدٍ:و أَکثرُ ما یکونُ ذلِکَ إذا قُصَّ أَحَدُ الجَنَاحَیْنِ ، و جَذَفَتِ المَرْأَهُ :

مَشَتْ مِشْیَهَ الْقِصَارِ، و بالدَّالِ کذلِک، و قِیل: جَذَفَتِ الظَّبْیَهُ و المَرْأَهُ : قَصَّرَتِ الْخَطْوَ، کَأَجْذَفَتْ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و المَجْذُوفُ :الْمَقْطُوعُ الْقَوائِمِ ، وَ قد تقدَّم فی الدَّالِ ، وَ هکذا رَوَی الْأَزْهَرِیُّ قَوْلَ الأَعْشَی بالوَجْهَیْنِ (4)،و اقْتَصَرَ اللَّیْثُ علَی المُهْمَلَهِ .

و مِجْذَافَهُ السَّفِینِه:م معروفَهٌ ،هکذا فی النُّسَخِ ، وَ الأَوْلَی مِجْذَافُ ،و قوله:معروفٌ ،فیه نَظَرٌ،و کان الأَوْلَی أن یقولَ : مِجْذَافُ السَّفِینَهِ ما یُدْفَعُ بها،أو ما أَشْبَهَه،أو إِحَالَتُه علَی الدَّالِ .

قال الصَّاغَانِیُّ : و الدَّالُ الْمُهْمَلَهُ لُغَهٌ فی الْکُلِّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

المِجْذَافُ :السَّوْطُ ،قَالَهُ أَبو الغَوْثِ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ المُثَقِّبِ العَبْدِیِّ یَصِفُ نَاقَهً :

تَکَادُ إِنْ حُرِّکَ مِجْذَافُهَا

تَنْسَلُّ مِن مَثْنَاتِهَا و الْیَدِ

قال الجَوْهَرِیُّ :سُئلَ أَبو الغَوْثِ :ما مِجْذافُها ؟قال:

السَّوْطُ ،جَعَلَهُ کالمِجْذَافِ لها،انتهی.أی:فهو عَلَی التَّشْبِیهِ .

وَ جَذَفَ الرَّجُلُ فی مَشْیِهِ :أَسْرَعَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدٍ،و کذلک تَجَذَّفَ ،و جَذَفَ الشَّیْ ءَ:کَجَذَبَهُ ،حَکَاهُ نُصَیْرٌ،و جَذَفَتِ السَّمَاءُ بالثَّلْجِ :رَمَتْ به،لُغَهٌ فی الذَّالِ .

جرف

جَرَفَهُ یَجْرُفُهُ جَرْفاً ،و جَرْفَهً ،بفَتْحِهِما، الأَخِیرَهُ عن اللِّحْیَانِیِّ :أی ذَهَبَ به کُلِّهِ ، أَو جُلِّهِ ،کما فی الصِّحاحِ ، أو جَرَفَهُ : أَخَذَهُ أَخْذاً کَثِیرًا.

و جَرَفَ الطِّینَ جَرْفاً : کَسَحَهُ عن وَجْهِ الأَرْضِ ، کجَرَّفَهُ تَجْرِیفاً ، و تَجَرَّفَهُ ، یُقَالُ : جَرَفَتْهُ السُّیُولُ و تَجَرَّفَتْهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لبعضِ بنی طَیِّیءٍ:

ص:110


1- (1) دیوان الهذلیین 18/2 قال أبو سعید:أجدث و نعاف عرق هی مواضع.
2- (2) فی النهایه:بنعم اللّه.
3- (3) فی التهذیب: وَ کان الصبر عاده أولینا وَ فی اللسان جزم: وَ لکنی مضیت و لم أجزّم وَ کان الصبر عاده أولینا وَ علی هذه الروایه فلا شاهد فی البیت،و المثبت کاللسان هنا.
4- (4) لم یرد بیت الأعشی فی التهذیب إلا فی الذال المعجمه و قد تقدم عن اللسان أن الذی رواه اللیث فی البیت«لمحذوف».

فإِنْ تَکُنِ الْحَوَادِثُ جَرَّفَتْنِی

فلَم أَرَ هَالِکاً کَابْنَیْ زِیَادِ

و الْمجْرَفَهُ ،کمِکْنَسَهٍ :الْمِکْسَحَهُ ، و هو:ما جُرِفَ به.

و الْجَارِفُ :الْمَوْتُ الْعَامُّ یَجْتَرِفُ مالَ القَوْمِ ،کذا فی الصِّحاحِ ،و هو مَجازٌ، و الجَارِفُ : الطَّاعُونُ ، وَ قال اللَّیْثُ :

الطَّاعُونُ الْجَارِفُ :الذی نَزَلَ بأَهْلِ العِرَاقِ (1)ذَرِیعاً،فَسُمِّیَ جَارِفاً ، جَرَفَ النَّاسَ کجَرْفِ السَّیْلِ ،و فی الصِّحاحِ :

وَ الجَارِفُ :طَاعُونٌ کان فی زَمَنِ ابنِ الزُّبَیْرِ، و قال اللَّیْثُ :

الْجَارِفُ : شُؤْمٌ ،أَوْ بَلِیَّهٌ تَجْتَرِفُ مَالَ الْقَوْمُ ،و هو مَجَازٌ، قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الْجَرْفُ :الْمالُ الکثیرُ مِن الصَّامِتِ وَ النَّاطِقِ .

و قال أَیضاً: الجَرْفُ : الْخِصْبُ ،و الْکَلأُ الْمُلْتَفُّ ، وَ أَنْشَدَ:

فی حِبَّهٍ جَرْفٍ و حَمْضٍ هَیْکَلِ

قال:و الإِبِلُ تَسْمَنُ علیها سِمَنًا مُکْتَنِزاً،یعنی علَی الحِبَّهِ ،و هو ما تَنَاثَرَ مِن حُبُوبِ البُقُولِ ،و اجْتَمَعَ معها وَرَقُ یَبِیسِ البَقْلِ ،فتَسْمَنُ الإِبِلُ علیها.

و الجَرْفَهُ ، بِهَاءٍ و یُضَمُّ ، نَقَلَهُمَا أَبو علیٍّ فی التَّذْکِرَهِ ، وَ اقْتَصَرَ أَبو عُبَیْدٍ عَلَی الفَتْحِ ،و قال: سِمَهٌ فی الفَخِذِ،أَو فی جَمِیعِ الجَسَدِ، عن أَبی زَیدٍ.

و یُقَال: بَعِیرٌ مَجْرُوفٌ : أی وُسِمَ به،أو وُسِمَ باللِّهْزِمَهِ تَحْتَ الْأُذُنِ ، و هذا نَقَلَهُ ابنُ بَرِّیّ و أَنْشَد لمُدْرِکٍ :

یُعَارِضُ مَجْرُوفاً ثَنَتْهُ خِزَامَهٌ

کأَنَّ ابْنَ حَشْرٍ تَحْتَ حَالِبِهِ رَأْلُ

وَ قال ابنُ عَبَّادٍ: المَجْرُوفُ :البَعِیرُ المَوْسُومُ فی اللَّهْزِمَهِ وَ الفَخِذِ،و قال أَبو علیٍّ : الجَرْفَهُ (2)أَنْ تُجْرَفَ لِهْزِمَهُ البَعِیرِ، و هو أَنْ یُقْشَرَ جِلْدَهُ فُیُفْتَلَ ثُمَّ یُتْرَکَ فَیَجِفَّ ،فیکونَ جَاسِیاً، کأَنَّهُ بَعْرَهٌ ،أو أَنْ تُقْطَعَ جِلْدَهٌ مِن جَسَدِ الْبَعِیر دُونَ أُذُنِهِ ، وَ فی اللِّسَانِ :دُونَ أَنْفِهِ مِن غَیْرِ أَنْ تَبِینَ ، وَ قیل: الجَرْفَهُ فی الفَخِذِ خاصَّهً :أَنْ تُقْطَعَ جِلْدَهَ مِن فَخِذِهِ مِن غَیْرِ بَیْنُونَهٍ ،ثم تُجْمَعُ ،و مِثْلُهَا فی الأَنْفِ و اللِّهْزِمَهِ ،و فی الصِّحاحِ : الجَرْفُ ،بالفَتْحِ :سِمَهٌ مِن سِمَاتِ الإِبلِ ،و هی فی الفَخِذ بمَنْزِلَهِ القَرْمَهِ (3)فی الأَنفِ ،تُقْطَعُ جِلْدَهٌ ،و تُجْمَعُ فی الفَخِذِ،کما تُجْمَعُ علَی الْأَنْفِ ، و ذلِک الْأَثَرُ جُرْفَهٌ ،بالضَّمِّ وَ الفَتْحِ ، قال سِیبَوَیْه:اسْتَغْنَوْا بالعَمَلِ عَنِ الْأَثَرِ،یَعْنِی أَنَّهُم لو أَرادُوا لَفْظَ الْأَثَرِ لَقَالُوا: الجُرْفُ ،أو الجِرَافُ ، کالمُشْطِ و الْخِبَاطِ ،فَافْهَمْ .

و قال بعضُ أَعْرَابِ قَیْسٍ : أَرْضٌ جَرْفَهٌ ، کذا هو بالفَتْحِ کما یقْتَضِی إِطْلاَقُهُ ،و ضَبَطَهُ فی التَّکْمِلَهِ کفَرِحَهٍ ،و کذا فی العُمْدَهِ ،و مثلُه فی العُبَابِ :أی مخْتَلِفَهٌ فیها تَعادی (4)وَ اخْتِلافٌ ،قال: و کذلک (5)عُودٌ جَرْفٌ ،و قِدْحٌ جَرْفٌ ، وَ رَجُلٌ جَرْفٌ .

و سَیْلٌ جُرَافٌ ،کَغُرَابٍ :جُحَافٌ ، أی:یذْهَبُ بِکلِّ شَیْ ءٍ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ :قال: و رَجُلٌ جُرَافٌ أی: أَکُولٌ جِداً، یَأْتِی علَی الطَّعَامِ کُلِّه،و فی المُحْکَمِ :شَدِیدُ الْأَکْلِ ،لا یُبْقِی شَیئًا،و هو مَجَازٌ،قال جَرِیرٌ:

وُضِعَ الخَزِیرُ فَقِیلَ :أَیْنَ مُجَاشِعٌ

فَشَحَا جَحَافِلَهُ جُرَافٌ هِبْلَعُ

وَ قیل:رَجُلٌ جُرَافٌ : نُکَحَهٌ نَشِیطٌ ، قال جَرِیرٌ یذکر شَبَّهَ بنَ عِقَالٍ ،و یهْجُو الفَرَزْدَقَ :

یا شَبُّ وَیْلَکَ مَا لاَقَتْ فَتَاتُکُمُ

وَ الْمِنْقَرِیُّ جُرَافٌ غَیْرُ عِنِّینِ

کجَارُوفٍ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و هو مَجَازٌ.

و ذُو جُرَافٍ :وَادٍ یُفْرَغُ مَاؤُه فی السُّلَیِّ .

و جُرَافُ ، بالضَّمِّ ، و یُکْسَرُ:ضَرْبٌ مِن الْکَیْلِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للرَّاجِزِ:

کَیْلَ عِدَاءٍ بِالْجُرَافِ :الْقَنْقَلِ

مِنْ صُبْرَهٍ مِثْلِ الْکَثِیبِ الْأَهْیَلِ

العِدَاءُ:المُوالاَهُ .

وَ قال ابنُ السِّکِّیتِ : الجُرَافُ :مِکْیَالٌ ضَخْمٌ .

ص:111


1- (1) الأصل و التهذیب و فی اللسان:نزل بالبصره.
2- (2) فی اللسان [1]عنه بالفتح و الضم،ضبط حرکات.
3- (3) القرمه بفتح القاف و ضمها،قاموس.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:تعادی،لعله:تعادل أو ما أشبهه».
5- ((*)) وردت بالکویتیه:«کذا»بدل:«کذلک».

و الْجَارُوفُ : الرجُلُ المَشْؤُومُ ، وَ هو مَجَازٌ، و قیلَ :هو النَّهِمُ الحَرِیصُ ،و هو مَجَازٌ أَیضاً.

و أُمُّ الْجَرَّافِ ،کشَدَّادٍ،الدَّلْوُ،و التُّرْسُ ، کما فی العُبَابِ .

و الجِرْفَهُ ،بِالْکَسْرِ:الْحَبْلُ مِن الرَّمْلِ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

و الجِرْفَهُ مِن الْخُبْزِ:کسِرْتُهُ و کذلک حِلْقَهٌ (1)،و بهما

16- رُوِیَ الحدیثُ : «لیسَ لاِبْنِ آدَمَ إِلاَّ بَیْتٌ یُکِنُّهُ ،و ثَوْبٌ یُوَارِی عَوْرَتَهُ ،و جِرَفُ الْخُبْزِ،و الْمَاءُ». قال الصَّاغَانِیُّ :

لیستِ الأَشْیَاءُ المَذْکُورَهُ بخِصَالٍ ،و لکنَّ المُرَادَ إِکْنَانُ بَیْتٍ ، وَ مُوَارَهُ ثَوْبٍ ،و أَکلُ جِرَفٍ ،و شُرْبُ ماءٍ،فحذف ذلِک، کقَوْلِه تعالَی: وَ سْئَلِ الْقَرْیَهَ (2).

و الجُرْفَهُ ، بِالضَّمِّ :ماءٌ بالْیَمَامَهِ لِبَنِی عَدِیٍّ .

و قال ابنُ فَارِسٍ : الجُرْفَهُ : أَنْ تُقْطَعَ مِن فَخِذِ الْبَعِیرِ جِلْدَهٌ و تُجْمَعَ علَی فَخِذِهِ .

و فی اللِّسَانِ : الجَرْفُ :یَبِیسُ الْحَمَاطِ ،أو یَابِسُ الْأَفَانِی،کالجَرِیفِ فیهِمَا، وَ لَوْنُه مثلُ حَبِّ القُطْنِ إذا یَبِسَ .

وَ الجِرْفُ (3)، بِالْکَسْرِ:باطِنُ الشِّدْقِ ، وَ الجَمْعُ أَجْرَافٌ ، نَقَلَهُ ابن عَبَّادٍ.

و الجِرْفُ : الْمَکَانُ الذِی لا یَأْخُذُه السَّیْلُ ،و یُضَمُّ .

و الجُرْفُ ، بِالضَّمِّ :ع،قُرْبَ مَکَّهَ ، شَرَّفَهَا اللّه تعالَی، کانَتْ به وَقْعَهٌ بینَ هُذَیْلٍ و سُلَیْمٍ .

و الجُرْفُ أَیضاً: ع،قُرْبَ الْمَدِینَهِ صَلَّی اللّه و سَلَّم علی سَاکِنِهَا،علَی ثَلاثَهِ أَمْیَالٍ منها،بها کانَتْ أَمْوَالُ عُمَرِ رَضِیَ اللّه عَنهُ ، و منه

17- حدیثُ أَبی بَکْرٍ-رضی الله عنهُ : -«أَنَّهُ مَرَّ یَسْتَعْرِضُ النَّاسَ بِالْجُرْفِ ،فَجَعَلَ یَنْسِبُ القَبَائِلَ حتی مَرَّ ببَنِی فَزَارَهَ ». هکَذَا ضَبَطَه ابنُ الْأَثِیرِ فی النِّهَایَهِ ،و کذا صاحِبُ الْمِصْبَاحِ ،و الصَّاغَانِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،قال شَیْخُنَا:و الذِی فی مَشَارِقِ عِیاضٍ أَنَّه بضَمَّتَیْنِ فی هذاالمَوْضِعِ ،ففی کلامِ المُصَنِّفِ قُصُورٌ ظاهِرٌ،إِذْ أَغْفَلَهُ مع شُهْرَتِهِ .

و الجُرْفُ : ع بِالْیَمَنِ ،منه أَحْمدُ بنُ إِبْرَاهِیمَ الْمُحَدِّثُ الجُرْفیُّ ،سَمِعَ منه هِبَهُ اللّه الشِیرَازِیُّ .

و الجُرْفُ : ع:بِالْیَمَامَهِ .

و قال أَبو خَیْرَهَ : الجُرْفُ : عُرْضُ الجَبَلِ الأَمْلَس،و فی الصِّحاحِ : الجُرْفُ : مَا تَجَرَّفَتْهُ السُّیُولُ ،و أَکَلَتْهُ مِن الْأَرْضِ .

و فی المُحْکَمِ : الْجُرْفُ :ما أَکَلَ السَّیْلُ مِن أَسْفَلِ شِقِّ الوَادِی و النَّهْرِ. ج: أَجْرَافٌ ، وَ جُرُوفٌ : کالجُرُفِ بِضَمَتَّیْنِ ، قَال الجَوْهَرِیُّ :مِثْل عُسْرٍ و عُسُرٍ،و منه قولُه تعالَی: عَلی شَفا جُرُفٍ هارٍ (4)،و قَرَأَ بالتَّخْفِیفِ ابنُ عامِرٍ،و حَمْزَهُ ، وَ حَمَّادٌ،و یحیی،و خَلَفٌ ، ج: جِرَفَهٌ ،کجِحَرَهٍ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و تَأَخِیرُ المُصَنِّفِ ذِکْرَ هذا الجمعِ بعدَ قولِهِ :

«بضَمَّتَیْنِ »یَقْتَضِی أَن یَکونَ جَمْعاً له،و لیس کذلِکَ ،بل جَمْعُ المُثَقَّلِ : أَجْرَافٌ ،کطُنُبٍ و أَطْنَابٍ ،و جَمْعُ المُخَفَّفِ جِرَفَهٌ ،کجُحْرٍ و جِحَرَهٍ ،ففی کَلامِه نَظَرٌ مع إِغْفَالِهِ عن جُرُوفٍ ،الذِی ذَکَرَ ابنُ سِیدَه،زادَ ابنُ سِیدَه:فإِنْ لم یکنْ مِن شِقِّهِ فهو شَطٌّ و شاطِیءٌ،و قالَ غیرُه: جُرْفُ الوَادِی وَ نَحْوِه مِن أَسْنَادِ المَسَایِلِ إذا نَخَجَ الْمَاءُ فی أَصْلِهِ فَاحْتَفَرَهُ ، فصارَ کالدَّحْلِ و أَشْرَفَ ،و هو المَهْوَاهُ (5).

و الجَوْرَفُ ، کجَوْهَرٍ: الْحِمَارُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و فی التَّهْذِیبِ :قال بعضُهم: الجَوْرَفُ : الظَّلِیمُ ، وَ أَنْشَدَ لکَعْبِ بن زُهَیْرٍ:

کَأَنَّ رَحْلِی و قَدْ لاَنَتْ عَرِیکَتُهَا

کَسَوْتُهُ جَوْرَفاً أَقْرَابُه خَصِفَا

قال:و هذا تَصْحِیفٌ ،و الصَّوابُ :«جَوْرَقٌ »،بالقافِ .

قلتُ :و هکَذا أَوْرَدَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ بالْقَافِ ،و قال أَبو

ص:112


1- (1) کذا بالأصل،و الذی فی النهایه و اللسان بعد ذکرهما الحدیث التالی: وَ جرف الخبر أی کسره الواحده جِرْفه و یروی باللام بدل الراء، فالصواب أن تکتب:جِلْفَه.
2- (2) سوره یوسف الآیه 82.
3- (3) ضبطت فی التکمله بالکسر،ضبط قلم.
4- (4) سوره التوبه الآیه 109. [1]
5- (5) کذا بالأصل و الذی فی التهذیب:فصار کالدحل و أشرف أعلاه،فإذا انصدع أعلاه فهو هارٍ،و قد جرّف السیلُ أسنادَه. وَ فی موضع آخر نقل عن شمر قال:یقال:جرف و أجراف و جرفه و هی المهواه.

الْعَباسِ :مَن قَالَه بالْفَاءِ فقد صَحَّفَ ،و قد أَوْرَدَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسانِ ،فی کُتُبِهِم،مع التَّنْبِیهِ علَی تَصْحِیفِه،ففی إِیرَادِ المُصَنِّفِ هکذا نَظَرٌ لا یَخْفَی.

و الجَوْرَفُ : الْبِرْذَوْنُ السَّرِیعُ .

قال الصَّاغَانِیُّ : و الجَوْرَفُ : السَّیْلُ الْجُرَافُ یَجْرِفُ کُلَّ شَیءٍ،و بِهِ شُبِّهَ البِرْذَوْنُ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَجْرَفَ الرَّجُلُ : رَعَی إِبلَهُ الجَرْفَ بالفَتْحِ ،و هو الکَلأُ الْمُلْتَفُّ ،تقدَّم، و أَجْرَفَ الْمَکَانُ :

أَصَابَهُ سَیْلٌ جُرَافٌ .

و قال اللِّحْیَانِیُّ : رَجُلٌ مُجَارَفٌ ،بِفَتْحِ الرَّاءِ:لا یَکْسِبُ خَیْرًا،و لا یُنَمِّی مَالَهُ ، کالمُحَارَفِ ،بالْحَاءِ،و قال یعقوبُ :

المُجَارَفُ :الفقیرُ،کالمُحَارَفِ ،و عَدَّهُ بَدَلاً،و لیس بشَیْ ءٍ.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: کَبْشٌ مُتَجَرِّفٌ ، وَ هو الذِی قد ذَهَبَتْ :

عامَّهُ سِمَنِه، وَ کذلِکَ الإِبِلُ .

قال: و جاءَ فلانٌ مُتَجَرِّفاً : أی هَزِیلاً مُضْطَرِباً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

اجْتَرَفَ الشَّیْ ءَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ ،کجَرَفَهُ .

وَ المِجْرَفُ ،کمِنْبَرٍ: المِجْرَفَهُ .

وَ بَنَانٌ مِجْرَفٌ :کَثِیرُ الأَخْذِ للطَّعَامِ ،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

أَعْدَدْتُ لِلَّقْمِ بَنَانًا مِجْرَفَا

و مِعْدَهً تَغْلِی و بَطْنًا أَجْوَفَا

وَ سَیْلٌ جَارِفٌ :یَجْرُفُ ما مرَّ به مِن کَثْرَتِهِ ،یذْهَبُ بکلِّ شَیْ ءٍ،و جَیْشٌ جَارِفٌ ،کذلِکَ .

وَ المُجَرِّفُ ،کمُحَدِّثٍ :المَهْزُولُ ،کما فی المُحْکَمِ ، وَ رَجُلٌ مُجَرَّفٌ :قد جَرَّفَهُ الدَّهْرُ،أی:اجْتَاحَ مَالَهُ و أَفْقَرَهُ .

وَ جُرِفَ النَّبَاتُ ،کعُنِیَ :أُکِلَ عَن آخِرِهِ .

وَ المُجْتَرَفُ :الفَقِیرُ عنِ ابن السِّکِّیتِ (1).

وَ سَیْفٌ جُرَافٌ ،کغُرَابٍ : یَجْرِفُ کلَّ شَیْ ءٍ،و هو مَجَازٌ.

وَ طَعْنٌ جَرْفٌ :وَاسِعٌ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

فَأُبْنَا جَذَالی لَم یُفَرَّقْ عَدِیدُنَا

وَ آبُوا بِطَعْنٍ فی کَوَاهِلِهِمْ جَرْفُ

وَ الجُرَّافُ ،کرُمَّانٍ :اسمُ رَجُلٍ ،أَنْشَدَ سِیبَوَیْهِ :

أَمِنْ عَمَلِ الْجُرّافِ أَمْسِ و ظُلْمِهِ

وَ عُدْوَانِهِ أَعْتَبْتُمُونَا بِرَاسِمِ ؟

أَمِیرَیْ عَدَاءٍ إِنْ حَبَسْنَا عَلَیْهِمَا

بَهائِمَ مَالٍ أَوْدَیَا بِالْبَهَائِمِ (2)

نَصَبَ :أَمِیرَیْ عَدَاءٍ،علی الذَّمِّ .

وَ الجُرَّافَهُ ،کرُمَّانَهٍ : المِجْرَفَهُ ،عَامِّیَّهٌ ،و الجَمْعُ الجَرَارِیفُ .

وَ الأَجْرَافُ :مَوْضِعٌ ،قال الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ اللَّهَبِیُّ :

دارُ (3)أَقْوَتْ بالجِزْعِ ذِی الأَخْیَافِ

بَیْنَ حَزْمِ الجُزَیْزِ و الْأَجْرَافِ

وَ الْأُجَیْرَافُ ،مُصَغَّرًا،کأَنَّهُ تَصْغِیرُ أَجْرَافٍ :وادٍ لِطَیِّیءٍ، فیه تِینُ و نَخْلٌ ،عن نَصْرٍ،کذا فی المُعْجَمِ .

جزف

الْجُزَافُ ،و الجُزَافَهُ ،مُثَلَّثَتَیْنِ ، وَ اقْتَصَرَ الصَّاغَانِیُّ علَی ضَمِّهما، و کذلِکَ الْمُجَازَفَهُ : هو الْحَدْسُ وَ التَّخْمِینُ ،و قال الجَوْهَرِیُّ :الْأَخْذُ بالحَدْسِ فی البَیْعِ وَ الشِّرَاءِ، قال الجَوْهَرِیُّ :فَارِسیٌّ مُعَرَّبٌ ، وَ أَصلُه کَزَاف، بالفَتْحِ ،یقولون:لاف و کَزَاف،یُرِیدُون به التَّزَیُّدَ فی الکلامِ بِالْحَدْسِ ،و قیل:هو فی البَیْعِ و الشِّراءِ:ما کان بِلا وَزْنٍ و لا کَیْلٍ ،و هو یَرْجِعُ إِلَی المُسَاهَلَهِ .

و بَیَعٌ جَزَافٌ ،مُثَلَّثَهٌ ،و جَزِیفٌ ،کأَمِیرٍ: أی مجهولُ القَدْرِ،مَکِیلاً کان أو مَوْزُونًا،و

16- فی الحَدِیث: «ابْتَاعُوا الطَّعَامَ جُزَافاً ».

وَ قال صَخْرُ الغَیِّ :

فَأَقْبَلَ مِنْهُ طِوَالُ الذُّرَی

کَأَنَّ عَلَیْهِنَّ بَیعًا جَزِیفَا

ص:113


1- (1) فی اللسان:و [1]المجرَّف و المُجارف:الفقیر کالمحارف عن یعقوب.
2- (2) البیتان فی الکتاب 150/2 و بهامشه:نصب أمیری علی الشتم و لا یجوز نصبه علی الحال و لا جرّه علی البدل من الاسمین لاختلاف العامل فیهما لأن الجراف مجرور بالاضافه و راسماً مجرور بالباء و هما متعلقان بأعتبتمونا فلهذا نصب علی القطع.
3- (3) فی معجم البلدان:یا دار أقوت.

أَرادَ:طَعَاماً بِیعَ جُزَافاً بغَیْرِ کَیْلٍ ،یَصِفُ سَحَاباً.

قال شیخُنَا:سَمِعْنَا مِن کثیرٍ من شُیوخِنا تَثْلِیثَ الجُزافِ ،و قالَ جَماعَهٌ :الأَفْصَحُ فیه الکسرُ،و اقْتَصَرَ ابنُ الضِّیاءِ فی المَشْرَعِ عَلی الضَّمِّ ،قال:و قِیاسُه الکَسرُ لو بُنِی علی الکسرِ،و فی الجَمْهَرَهِ أنَّ أَصلَهُ الکَسْرَهُ ،و قال بعضُ شُیوخ شُیُوخِنَا:تَثْلِیثُ جِیمِ جُزاف مِن الجُزافِ .و عندی أَنَّه کلُّه من الکلامِ الذی لا فائدهَ له،و لا سِیَّمَا و کلُّهُم مُصَرِّحون بأَنَّهُ فَارِسِیٌّ مُعَرَّبٌ ،فکیف یکونُ فَارِسِیًّا و یکون مَصْدَرًا،و یَکُونُ جَارِیاً عَلی الفِعْلِ ،و یکونُ فیه القِیَاسُ ، هذا کلُّه یُنافی بَعْضُه بَعْضاً،فتَأَمَّلْ ،انتهی.

قلتُ :و هو کَلامٌ نَفِیسٌ جِداً،و کأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَّبُوه تُنُوسِیَ أَصْلُهُ ،فَبَنَوْا منه فِعْلاً،و اشْتَقُّوا منه،و أَجْرَوْا فیه القِیَاسَ ، کما یُفِیدُهُ نَصُّ الجَوْهَرِیِّ و ابنِ درَیْدٍ و أَبی عمرٍو.

و قال العُزَیْزِیُّ : المِجْزفَهُ ، کمِکْنَسَهٍ :شَبَکَهٌ یُصَادُ بِها السَّمَکُ .

قال: و کَشَدَّادٍ:الصَّیَّادُ.

و قال غیرُه: الجَزُوفُ مِن الْحَوَامِلِ ، کصَبُورٍ:

الْمُتَجَاوِزَهُ حَدَّ وِلاَدَتِهَا.

وَ یُقَال: جِزْفَهٌ مِن النَّعَمِ ،بالکَسْرِ: أی قِطْعَهٌ منها، وَ کذا جَرْفَهٌ من الشَّعرِ.

و قال أَبو عَمْرٍو: اجْتَزَفَ الشَّیْ ءَ (1)اجْتِزَافاً : اشْتَرَاهُ جُزَافاً .

و قال غیرُه: تَجَزَّفَ فیه: أی تَنَفَّذَ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الجَزْفُ :الأَخْذُ بالکَثْرَهِ ،و جَزَفَ له فی الکَیْلِ :أَکْثَرَ، کذا فی الجَمْهَرَهِ ،و فی الصِّحاحِ : الجَزْفُ (2):أَخْذُ الشَّیْ ءِ مُجازَفَهً و جِزَافاً ،و فی النِّهَایَهِ : الجَزْفُ :المجهُولُ القَدْرِ، مَکِیلاً کان أو مَوْزُونًا.انتهی.

وَ المُجَازَفَهُ :المُخَاطَرَهُ ،یُقَال: جَازَفَ بنَفْسِهِ ،إذا خَاطَرَبها،و کذلکَ الجِزْفُ ،بالکَسْرِ،یَرْجِعُ إِلَی المُسَاهَلَهِ ،کأَنَّهُ سَاهَلَ بها،و هو مَجَازٌ.

وَ بَیْعٌ مُجْتَزَفٌ : جَزِیفٌ .

جعف

جَعَفَهُ ،کمَنَعَهُ جَعْفاً : صَرَعَهُ ، وَ ضَرَبَ به الأَرْضَ ،و کذلک جَعَبَهُ ،و جَأَبَهُ ،و جَعْفَلَهُ ، کأَجْعَفَهُ عن ابنِ عَبَّادٍ،و أَنْشَدَ:

إذا دَخَلَ النَّاسُ الظِّلالَ فَإِنَّهُ

عَلَی الحَوْضِ حتَّی یُصْدِرَ النَّاسُ مُجْعَفُ

و جَعَفَ الشَّجَرَهَ :قَلَعَهَا مِن الأَرْضِ ،و قَلَبَهَا، کاجْتَعَفَها ، فَانْجَعَفَتْ انْقَلَعَتْ .

وَ یُقَال:رجُلٌ مُنْجَعِفٌ :أی مَصْرُوعٌ ،و منه

16- الحَدِیثُ :

«حَتَّی یَکُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّهً وَاحِدَهً ». أی انْقِلاعهَا.

و سَیْلٌ جَاعِفٌ ،و جُعَافٌ ،کغُرَابٍ أی: جُحَافٌ و جَاحِفٌ یَجْعَفُ کلَّ شَیْ ءٍ أَتَی عَلَیه،أی یَقْلِبُهُ .

و یُقَال: مَا عِنْدَهُ سِوَی جَعْفٍ وَ جَعْبٍ : أی الْقُوتِ الذِی لاَ فَضْلَ فیه.

و جُعْفیٌّ ،ککُرْسِیٍّ ، وَ هو ابنُ سَعْدِ الْعَشِیرَهِ بنِ مَذْحِجٍ :

أَبُو حَیٍّ بِالْیَمَنِ ،و النِّسْبَهُ إِلیه جُعْفیٌّ أَیضاً، کما فی الصحاحِ ،و أَنْشَدَ لِلَبِیدٍ:

قَبَائِلُ جُعْفیِّ بنِ سَعْدٍ کَأَنَّمَا

سَقَی جَمْعَهُمْ مَاءَ الزُّعَافِ مُنِیمُ (3)

وَ قال ابنُ بَرِّیٍّ :فإِذا نَسَبْتَ إِلیه قَدَّرْتَ حَذْفَ الیاءِ المُشَدَّدهِ و إِلْحَاقَ یاءِ النَّسَبِ مَکَانَها.

قال الصَّاغَانِیُّ :و قد غَلِطَ اللَّیْثُ حیثُ قال: جُعْفٌ :حَیٌّ مِن الیَمَنِ ،و النِّسْبَهُ إِلیهم جُعْفیٌّ ،أی أنَّ الصَّوابَ أَن الاسْمَ وَ المَنْسُوبَ إِلیه واحدٌ کما عَرَفْتَ ،غیرَ أنَّ ابنَ بَرِّیّ ذَکَرَ أَنه قد جُمِعَ جَمْعَ رُومِیٍّ ،فقیل: جُعْفٌ ،و أَنْشَدَ للشَّاعِرِ:

جُعْفٌ بِنَجْرَانَ تَجُرُّ الْقَنَا (4)

ص:114


1- (1) فی القاموس:«و اجتزفه اشتراه جزافاً»و الأصل کالتهذیب و اللسان وَ التّکمله.
2- (2) ضبطت فی الصحاح بالتحریک،ضبط حرکات،و المثبت یوافق اللسان عن الجوهری.
3- (3) قوله منیم أی مهلک،جعل الموت نوماً.
4- (4) اللسان و [1]عجزه فیه: لیس بها جعفیٌّ بالمشرعِ .

قلتُ :أَعْقَبَ جُعْفیٌّ مِن وَلَدَیْه:مَرَّانُ و صُرَیْمٌ (1)،فمِن وَلَدِ مَرَّانَ :جابِرُ بنُ یزیدَ الفَقِیهُ ،و من صُرَیْمٍ 1:

عُبَیْدُ اللّه بن الحَذَّاءِ،و الْفَاتِکُ (2)،و غیرُهما.

و قال ابنُ عَبَّادٍ. الْجُعْفیّ فی قَوْلِ ابنِ أَحْمَرَ الْبَاهِلِیِّ :

و بَذَّ الرَّخَاخِیلَ جُعْفِیُّهَا

هو السَّاقِی، قال:و الرَّخَاخِیلُ :أَنْبِذَهُ التَّمْرِ،کذا فی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الجُعْفَهُ ،بالضَّمِّ :مَوْضِعٌ .

وَ المَجْعُوفُ ،و المُنْجَعِفُ :المَصْرُوعُ .

وَ المَجْعَفُ :مَوْضِعُهُ .

جفف

الْجَفُّ و الْجَفَّهُ ، بفَتْحِهِما، و یُضَمَّانِ ، وَ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علَی الجَفَّهِ ،بالفَتْحِ ،و الجُفّ ،بالضَّمِّ ،و قالَ الصَّاغَانِیُّ : الجُفَّهُ ،بالضَّمِّ :قلیلهٌ : جَمَاعَهُ النَّاسِ ،أَو العَدَدُ الْکَثِیرُ منهم، و یُقَال:دُعِیتُ فی جَفَّهِ الناسِ ، و جَاءُوا جَفَّهً واحِدَهً : أی جُمْلَهً و جَمِیعاً، قال الکِسَائِیُّ :

الجَفَّهُ ،و الضَّفَّهُ ،و القَمَّهُ :جَماعهُ القومِ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ شاهداً علی الجُفِّ ،بالضَّمِّ ،قَوْلَ النَّابِغَهِ یُخَاطِبُ عمرَو بنَ هِنْدٍ المَلِکَ :

مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ آیَهً

وَ مِنَ النَّصِیحَهِ کَثْرَهُ الْإِنْذَارِ

لاَ أَعْرِفَنَّکَ عَارِضاً لِرِمَاحِنَا

فی جُفِّ تَغْلِبَ وَارِدِی الْأَمْرَارِ

یعنی:جَمَاعَتَهم:

قال:و کان أَبو عُبَیْدَهَ (3)یَرْوِیهِ «فی جُفِّ ثَعْلَبَ »قال:یُرِیدُ ثَعْلَبَهَ بنَ عَوْفِ بن سَعْدِ بن ذُبْیَانَ ،قال ابنُ سِیدَه:وَ رَوَاهُ الکوفیُّون:«فی جَوْفِ ثَعْلَبَ » (4)،قال:و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هذا خَطَأٌ (5).

و جَفُّوا أَمْوَالَهُمْ ، أی: جَمَعُوهَا،و ذَهَبُوا بها، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و المرادُ بالأَمْوَالِ الْأَبَاعِر.

و جَفَّهُ الْمَوْکِبِ :هَزِیزُهُ ، کَجَفْجَفَتِه کما فی اللِّسَانِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:سَمِعْتُ جَفْجَفَهَ المَوْکِبِ :إذا سَمِعْتَ حَفِیفَهم فی السَّیْرِ (6).

و الجُفُّ ،بِالضَّمِّ :وِعَاءُ الطَّلْعِ ، کما فی الصِّحاحِ ، وَ خَصَّ بعضُهم،فقَالَ :هو غِشَاءُ الطَّلْعِ إذا جَفَّ ، أَو هو قِیقاءَتُهُ ، قال اللَّیْثُ : و هو الْغِشَاءُ الذی یکُونُ مع الْوَلِیعِ ، وَ أَنْشَدَ فی صِفَهِ ثَغْرِ امْرَأَهٍ :

وَ تَبْسِمُ عَنْ نَیِّرٍ (7)کَالْوَلِی

عِ شَقَّقَ عَنْهُ الرُّقَاهُ الْجُفُوفَا

الوَلِیعُ :الطَّلْعُ ،و الرُّقَاهُ :الذین یَرْقَوْنَ إِلَی النَّخْلِ .

وَ قال أَبو عمرٍو: جُفٌّ و جُبٌّ لِوِعَاءِ الطَّلْعِ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «جُعِلَ سِحْرُهُ فی جُفِّ طَلْعَهِ ذَکَرٍ،و دُفِنَ تَحْتَ رَاعُوفَهِ الْبِئْرِ». رَوَاهُ ابنُ دُرَیْدٍ بِإِضَافَهِ طَلْعَهٍ إلی ذَکَرٍ و نَحْوِهِ .

وَ قال أَبو عُبَیْدٍ: جُفُّ الطَّلْعَهِ :وِعَاؤُهَا الذی تکُونُ فیه، وَ الجَمْعُ الجُفُوفُ ،و یُرْوَی«فی جُبِّ »بالبَاءِ،و قد ذُکِر هناک،و فی«طبب».

و الجُفُّ : الوِعَاءُ من الْجُلُودِ لا یُوکَی، أی لا یُشَدُّ،و به فُسِّرَ حدیثُ أَبی سَعِیدٍ،و قد سُئِلَ عن النَّبِیذِ فی الْجُفِّ ، فقَال:أَخْبَثُ و أَخْبَثُ .

و جُفُّ : جَدُّ الْإِخْشِیدِ مُحَمَّدِ بنِ طُغُجَ الفَرْغَانِیِّ ،أَمِیرِ مِصْرَ،أَوْرَدَهُ هنا تَبَعاً للصَّاغَانِیِّ ،قال شیخُنَا:ذکَر هذا اللَّفْظ ،أی طُغُجَ ،هنا اسْتِطْرَادًا،و لم یذْکُرْهُ فی الجِیمِ ،

ص:115


1- (1) فی جمهره ابن حزم ص 409«حَرِیم»و مثلها فی المعارف لابن قتیبه وَ أنشد للبید: وَ لقد نأت یوم النخیل و قبله مران من أیامنا و حریم.
2- (2) کذا بالأصل و جعلهما رجلین،و الذی فی جمهره ابن حزم: عبید اللّه بن الحر...بن حریم بن جعفی،الشاعر الفاتک.
3- (3) الأصل و اللسان،و [1]فی الصحاح [2]المطبوع:أبو عبید.
4- (4) فی اللسان: [3]فی جوف تغلب.
5- (5) انظر الجمهره:53/1. [4]
6- (6) بعد قوله کجفجفته فی نسخه الشارح نقص فی نقله عن القاموس [5]نبه علیه بهامش المطبوعه المصریه و عباره الهامش:«هنا زیاده فی المتن بعد قوله کجفجفته نصها:و بالضم الدلوُ العظیمهُ ،و لا نَفَلَ فی غنیمهٍ حتی تُقسَّمَ جُفَّهً ،أی کلها،و یروی:علی جُفَّتِهِ ،أی علی جماعَهِ الجیش أولاً».
7- (7) قوله:نیِّر أی عن ثغر مضیءٍ حسنٍ .

و ضَبَطَه البُخَارِیُّ فی تاریخ المدینه،بضَمِّ الغَیْنِ المُعْجَمَهِ وَ إِسْکَانِهَا انْظُر تَمَامَهُ .انتهی.

قلتُ :و کذا الإِخْشِیدُ،فإِنَّهُ لم یَتَعَرَّض له أَیضاً،و هو لَقَبُ محمدٍ المذکورِ،و قد ضُبِطَ بالکَسْرِ و الذَّال مُعْجَمَهٌ (1)، وَ إِلیه نُسِبَ کَافُورٌ الإخْشِیدِیُّ ،مَمْدُوحُ المُتَنَبِیِّ ،أَحَدُ أُمَرَاءِ مِصْرَ،مشُهورٌ کسَیَّدِه،رَوَی الإِخْشِیدُ عن عَمِّه بَدْرِ بنِ جُفّ ،و أَمَّا طُغُجُّ ،فقد ضَبَطَه أَهْلُ المَعْرِفَهِ بضَمِّ الغَیْنِ وَ الطّاءِ و تَشْدِیدِ الجِیمِ ،و هی کلمهٌ تُرْکِیَّهٌ .

و الجُفُّ : الشَّنُّ الْبَالِی یُقْطَعُ مِن نِصْفِهِ ، کذَا نَصُّ العَیْنِ ،و فی الصِّحاحِ :مِن نِصْفِهَا فَیُجْعَلُ کالدَّلْوِ، قال اللَّیْثُ : و ربما کان الجُفُّ مِن أَصْل النَّخْلَهِ یُنْقَرُ، وَ قال أَبو عُبَیْدٍ: الجُفُّ شیءٌ یُنْقَرُ مِنْ جُذُوعِ النَّخْلِ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ ، الجُفُّ :الوَطْبُ الخَلَقُ ،و قال القُتَیْبِیُّ : الجُفُّ قِرْبَهٌ تُقْطَعُ عندَ یَدَیْها و یُنْبَذُ فیها،و قال ابنُ دُرَیْدٍ، الجُفُّ نِصْفُ قِرْبَهٍ ،تُقْطَعُ مِنْ أَسْفَلِها فتُجْعَلُ دَلْواً،قال الرَّاجِزُ:

رُبَّ عَجُوزٍ رَأْسُهَا کَالْقُفَّهْ

تَحْمِلُ جُفًّا مَعَهَا هِرْشَفَّهْ

الهِرْشَفَّهُ :خرْقَهٌ یُنَشَّفُ بها الماءُ مِن الأَرْضِ .

وَ قال غیرُه: الجُفُّ :شیءٌ من جُلُودِ الإِبلِ ،کالإِنَاءِ أَو کالدَّلوِ،یُؤْخَذُ فیه ماءُ السَّماءِ،یَسَعُ نِصْفُ قِرْبَهٍ ،أو نحوَهُ ، و الجُفُّ أَیضاً: الشَّیْخُ الْکَبِیرُ، علَی التَّشْبِیهِ بِالشَّنِّ البَالِی، عن الهَجَرِیّ ،کما فی اللِّسَانِ ،و نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبَّادٍ.

قال ابنُ عَبَّادٍ: و الجُفُّ أَیضاً: السُّدُّ الذی تَرَاهُ بَیْنَکَ وَ بین الْقِبْلَهِ .

قال و کُلُّ شیءٍ خَاوٍ ما فی جَوْفِهِ شَیْ ءٌ کالجَوْزَهِ وَ الْمَغْدَهِ : جُفٌّ .

قال: و یُقَال: هُوَ جُفُّ مَالٍ : أی مُصْلِحُهُ ، أی:عَارِفٌ برَعْیَتِهِ ،یَجْمَعُه فی وَقْتِهِ علَی المَرْعَی.

و فی الصِّحاح: الجُفَّانِ :بَکْرٌ و تَمِیمٌ قال حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ الْهِلالِیُّ :

مَا فَتِئَتْ مُرّاقُ أَهْلِ الْمِصْرَیْنْ

سَقْطَ عُمَانَ و لُصُوصَ الْجُفَّیْنْ

وَ قال ابنُ بَرِّیٍّ و الصَّاغَانِیُّ :الرَّجَزُ لحُمَیدٍ الأَرْقَطِ ، وَ الرِّوَایَهُ «سَقْطَی عُمَانَ »و قال أَبو مَیْمونٍ العِجْلِیُّ :

قُدْنَا إِلَی الشَّأْمِ جِیَادَ الْمِصْرَیْنْ

مِنْ قَیْسِ عَیْلاَنَ و خَیْلِ الْجُفَّیْنْ

وَ

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ رضی الله عَنْه: «کیف یَصْلُحُ أَمْرُ بَلَدٍ جُلُّ أَهْلِهِ هذانِ الجُفَّانِ ». و

17- فی حدیثِ عُثْمَانَ رضی الله عنه:

«ما کُنْتُ لِأَدَعَ المُسْلِمِینَ بَیْنَ جُفَّیْنِ ،یَضْرِبُ بعضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ ». و

17- فی حدیثٍ آخَرَ: «الْجَفَاءُ فی هذَیْنِ الْجُفَّیْنِ :

رَبِیعَهَ ،و مُضَرَ». و أَصْلُ معنَی الجُفِّ :العَدَدُ الکثیرُ، وَ الجماعهُ مِن الناسِ ،کما سَبَقَ .

و جُفَافُ الطَّیْرِ،کغُرَابٍ :ع لِأَسَدٍ:و حَنْظَلَهَ ،وَاسِعَهٌ فیها أَماکنُ کَثِیرَهُ الطَّیْرِ، هکذا فی سائِر النُّسَخِ ،و صَوَابُه-بعدَ قولِه مَوْضِعِ -:و أَرْضٌ لِأَسَدٍ،إِلَی آخِرِه،کما فی العُبَابِ وَ غَیْرِهِ ،و نَصُّهُ : جُفَافُ الطَّیْرِ:مَوْضِعٌ ،و قال السُّکَّرِی:

أَرْضٌ لِأَسَدٍ و حَنْظَلَهَ ،فیها أَماکِنُ یَکُونُ فیها الطَّیْرُ،و أَنشد السُّکَّرِیُّ لجَرِیرٍ:

فَمَا أَبْصَرَ النَّارَ التی وَضَحَتْ لَهُ

وَرَاءَ جُفَافِ الطَّیْرِ إِلاَّ تَمَارِیَا (2)

و یُقَال بالْحَاءِ المُهْمَلَهِ المَکْسُورَهِ ، قال الصَّاغَانِیّ :

وَ هکَذَا کانَ یَرْوِیهِ عُمَارَهُ بنُ عَقِیلِ بنِ بِلالِ بنِ جَرِیرٍ، وَ یقول:هذه أَمَاکِنُ تُسَمَّی الْأَجِفَّهَ (3)،فاخْتارَ منها مَکانًا، فسَمّاهُ جُفَافًا .

قلتُ :و قرأْتُ فی مُخْتَصَر المُعْجَمِ : جُفَافٌ ،بضَمِّ الجِیمِ :صُقْعٌ مِن بِلادِ بنِی أَسَدٍ،و الثَّعْلَبِیَّهُ (4)منه،و ماءٌ أَیضاً لبَنِی جَعْفَرِ بن کِلابٍ فی دِیَارِهِم.

و الْجُفَافُ أَیضا:مَا جَفَّ مِن الشَّیْ ءِ الذِی تُجَفِّفُهُ ، تَقُولُ :اعْزِلْ جُفَافَهُ مِنْ رَطْبِهِ .

ص:116


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و الذال معجمه،کذا فی النسخ التی بأیدینا ا ه ».
2- (2) دیوانه،و معجم البلدان« [1]جفاف الطیر»و روایته فیه: «و ما أبصر الناس.. .إلی تمادیا».
3- (3) فی معجم البلدان:الأحفه...فسماه جفافاً.
4- (4) بالأصل«صقع من بلاد بنی أسید و التغلبیه منه»و المثبت عن معجم البلدان«جفاف الطیر».

و الجُفَافَهُ بِهَاء:ما یُنْتَثِرُ مِن الْحَشِیشِ و الْقَتِّ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،زاد غیرُه:و نَحْوِه.

و الجَفِیفُ ، کأَمِیرٍ:ما یَبِسَ مِن النَّبْتِ ، قال الأَصْمَعِیُّ :

یُقَال:الإِبِلُ فیما شَاءَتْ مِن جَفِیفٍ و قَفِیفٍ ،کذا فی الصِّحاحِ ،و قال غیرُه: الجَفِیفُ ما یَبِسَ مِن أَحْرَارِ البُقُولِ ، قیل:هو ما ضَمَّتْ منه الرِّیحُ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لِلرَّاجِزِ:

یُثْرِی بِهِ الْقَرْمَلَ و الْجَفِیفَا

و عَنْکَثاً مُلْتَبِساً مَصْیُوفَا

و جَفَفْتَ یَا ثَوْبُ ،کدَبَبْتَ ، تَجِفُّ کتَدِبُّ بالکَسْرَهِ ، و تَجَفُّ ،مثل تَعَضُّ أی:بالفَتْحِ ،لُغَهٌ فی الکَسْرِ حکاهَا أَبو زیْدٍ،و رَدَّهَا الکِسَائِیُّ ،کما فی الصِّحاحِ و العُبَابِ .

قلتُ :الذی فی نَوادِرِ أَبی زَیْدٍ: جَفَفْتُ الشَّیْ ءَ إِلیَّ أَجُفُّهُ جَفًّا :جَمَعْتُهُ انْتَهَی،فتَأَمَّلْ .

و جَفِفْتَ تَجَفُّ ، کبَشِشْتَ تَبَشُّ ، أی:بِکَسْرِ العَیْنِ فی الماضی و فَتْحِهَا فی المضارِع،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ جُفُوفاً ، وَ جَفَافاً ،کسَحَابٍ ، هکَذا فی سائر النُّسَخ،و قد عکَسَ المُصَنِّفُ قَاعِدَتَه حیثُ ضَبَطَ ما هُو مَضْبُوطٌ حُکْماً،و أَطْلَقَ ما یُحْتَاجُ إِلیه فی الضَّبْطِ ،فلو قال: جَفافاً و جُفُوفاً بالضَّمِّ ، لأَصَابَ ،ثم إنَّ الجَوْهَرِیَّ ،و الصَّاغَانِیّ ،ذکَرا المَصْدَرَیْنِ المذکورَیْن لِجَفَّ یَجِفُّ ،کدَبَّ یَدِبُّ ،و المُصَنِّف جعلهما لِلْبَابَیْنِ ،و تَقَدَّم عن نَصِّ النَّوَادِرِ لأَبِی زَیْدٍ،أنَّ مصدرَ جَفَّ یَجِفُّ عندَه: الجَفُّ ،لا غیر،ففی کلامِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ لا یَخْفَی.

و الْجَفْجَفُ :الأَرْضُ المُرْتَفِعَهُ لیْسَتْ بالْغَلِیظَهِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ هکذا،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لِمُتَمِّمِ بنِ نُوَیْرَهَ :

و حَلُّوا جَفْجَفاً غَیْرَ طَائِلِ

وَ الذی رُوِیَ عن الأَصْمَعِیِّ ما نَصُّه: الجُفُّ :الأَرْضُ المُرْتَفِعَهُ ،و لیسَتْ بالْغَلِیظَهِ و لا اللَّیِّنَهِ ،فتَأَمَّلْ ذلِک.

و الجَفْجَفُ : الرِّیحُ الشَّدِیدَهُ تُیْبِسُ کلَّ ما مرَّتْ عَلَیه.

و الجَفْجَفُ : الْقَاعُ المُسْتَدِیرُ الْوَاسِعُ ، و أَنْشَدَ فی اللِّسَانِ :

یَطْوِی الْفَیَافی جَفْجَفاً فَجَفْجَفَا

قلت:الرَّجَزُ للعَجَّاجِ ،و الرِّوایهُ :

فی مَهْمَهٍ یُنْبِی نَطَاهُ العُسَّفَا

مَعْقِ المَطَالِی جَفْجَفاً فجَفْجَفَا

و الجَفْجَفُ : الْوَهْدَهُ مِن الْأَرْضِ ، و فی التَّهذِیبِ فی تَرْجَمَهِ «ج ع ع»،قال إسحاقُ بنُ الفَرَجِ :سَمِعْتُ (1)أَبا الرَّبِیعِ البَکْرِیَّ یقول:العَجْعَجُ (2)،و الجَفْجَفُ مِن الأَرْضِ :المُتَطَامِنُ ،و ذلِک أنَّ الماءَ یَتجَفْجَفُ فیه فیقومُ ، أی:یدومُ ،قال:و أَرَدْتُه علَی یَتَجَعْجَعُ ،فلم یقُلْها فی الماءِ.

قلتُ :و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الجَفْجَفُ هو:الغِلَظُ مِن الأَرْضِ ،جَعَلَهُ اسْماً لِلْعَرضِ ،إلاّ أَنْ یَعْنِیَ بالغِلَظِ الغَلِیظَ ،کما فسَّره غَیرُه،فهو ضِدٌّ.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الجَفْجَفُ : المِهْذَارُ.

و قال غیرُه: جَفَاجِفُکَ :هَیْئَتُکَ و لِبَاسُکَ .

و التِّجْفَافُ ،بالکَسْرِ (3):آلَهٌ لِلْحَرْبِ مِن حَدِیدٍ و غَیْرِه، یَلْبَسُهُ الْفَرَسُ و عَلَیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ ، و قد یَلْبَسُهُ الْإِنْسَانُ أَیضاً لِیَقِیَهُ فی الْحَرْبِ ، وَ الجمع التَّجَافِیفُ ،و منه

16- حدیث أَبی موسی: «کانَ علی تَجَافِیفِهِ الدِّیبَاجُ ». ذَهَبُوا فیه إلی معنَی الجُفُوفِ و الصَّلابَهِ ،قال ابنُ سِیدَه:و لو لا ذلک لَوَجَبَ القضاءُ علی تَائِهَا بأَنها أَصْلٌ ،لأَنَّهَا بإِزاءِ قَافِ قِرْطَاسٍ ، قال ابنُ جِنِّی:سأَلتُ أَبا علیٍّ عن تِجْفَافٍ ،أَتاؤُهُ للْإِلْحاقِ ببابِ قِرْطَاسٍ ؟فقَالَ :نعم،و احْتَجَّ فی ذلک بما انْضَافَ إِلیها مِن زِیادَهِ الْأَلِفِ معها انتهی.

وَ

16- فی الحدیثِ : «أُعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافاً ». قال ابنُ الْأَثِیرِ:

التِّجْفَافُ ما جُلِّلَ به الفَرَسُ مِنْ سِلاَحٍ و آلَه تَقِیهِ الْجِرَاحَ .

و جَفَّفَ الْفَرَسَ :أَلْبَسَهُ إِیّاهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و منه

14- حدیثُ الحُدَیْبِیَهِ : فجاءَ یَقُودُه إلی رَسُولِ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم علَی فَرَسٍ مُجَفَّفِ . أی:علیه تِجْفَافٌ .

و قال اللَّیْثُ : التَّجْفَافُ ، بالفَتْحِ :التَّیْبِیسُ ، کالتَّجْفِیفِ وَ قد جَفَّفْتُه تَجْفِیفاً .

ص:117


1- (1) عن التهذیب«جعع»68/1 و بالأصل«سمت».
2- (2) فی التهذیب و اللسان: [1]الجعجع.
3- (3) فی اللسان: [2]التِّجفاف و التَّجفاف»و اقتصر الأزهری و الجوهری علی الکسر،.

و تَجَفْجَفَ الطَّائِرُ:انْتَفَشَ ،أو تَجَفْجَفَ :تَحَرَّکَ فَوْقَ الْبَیْضَهِ ،و أَلْبَسَهَا جَنَاحَیْهِ و به فُسِّرَ قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ :

کَبَیْضَهِ أُدْحِیٍّ تَجَفْجَفَ فَوْقَهَا

هِجَفٌّ حَدَاهُ الْقَطْرَ و اللَّیْلُ کَانِعُ

کذا فی العُبَابِ ،و فی اللِّسَان:« تَجَفَّفَ فَوْقَها».

و تَجَفْجَفَ الثَّوْبُ : إذا ابْتَلَّ ،ثُمَّ جَفَّ ،و فیه نَدًی، فإِن یَبِسَ کُلَّ الْیُبْس،قیل:قد قَفَّ ،قال اللَّیْثُ :و الأصلُ تَجَفَّفَ ،فَأَبْدَلُوا مکانَ الْفَاءِ الوُسْطَی فاءَ الفِعْلِ ،کما قالوا:تَبَشْبَشَ أَصلُهَا تَبَشَّشَ ،کذا فی الصِّحاحِ ،و أَنْشَدَ یَعْقُوبُ :

فَقَامَ علَی قَوَائِمَ لَیِّنَاتٍ

قُبَیْلَ تَجَفْجُفِ الْوَبَرِ الرَّطِیبِ

قلتُ :هو لرجلٍ من کَلْبِ بن وَبَرَهَ ،ثم من بنی عُلَیْم، یُقَال له:هُرْدانُ بن عمرٍو،و أَولُه-علی ما أَنْشَدَه أَبو الوَفَاءِ الأَعْرَابِیُّ -:

لَمَلَّ بُکَیْرَهً لَقِحَتْ عِرَاضاً

لِقَرْعِ هَجَنَّعٍ نَاجٍ نَجِیبِ

فَکَبَّرَ رَاعِیَاهَا حِینَ سَلَّی

طَوِیلَ السَّمْکِ صَحَّ مِنَ الْعُیُوبِ

فَقَامَ عَلَی قَوَائِمَ ..

إلی آخِرِه.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:سَمِعْتُ جَفْجَفَه الْمَوْکِبِ : إذا سَمِعْتَ حَفِیفهُمْ فی السَّیْرِ، وَ هذا قد تقدَّم للمُصَنِّفِ فی أَوَّلِ المادَّهِ ،و فَسَّرَه بالهَزِیزِ،و هو و الحَفِیفُ واحِدٌ،فهو تَکْرَارٌ.

و جَفْجَفَ :حَبَسَ ، فی العُبَابِ : جَفْجَفَ القومَ :

حَبَسَهم،و الذی فی التَّهْذِیبِ :جَعْجَعَ بالْمَاشِیَهِ ، وَ جَفْجَفَهَا :إذا حَبَسَهَا.

و جَفْجَفَ الشَّیْ ءَ إِلیهِ : جَمَعَ کما فی العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ : الجَفْجَفَهُ :جَمْعُ الأَباعِر بَعْضِها إِلَی بعْضٍ .

و جَفْجَفَ : رَدَّ إِبِلَهُ بِالْعَجَلَهِ ،مَخَافَهَ الْغَارَهِ ، قال ابنُ دُرَیْدٍ: و جَفْجَفَ النَّعَمَ :سَاقَهُ بعُنْفٍ حتی رَکِبَ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَ هو بعَیْنِهِ الذی قاله ابنُ دُرَیْدٍ،فإِنَّ المَآلَ واحدٌ، ففیه إِطَالَهٌ مِن غیرِ فائِدَه،فتَأَمَّلْ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: اجْتَفَّ ما فی الْإِناءِ: أی أَتَی عَلَیه، أی:شَرِبَهُ کُلَّه،و کذلِک اشْتَفَّ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

المُجَفَّفُ ،کمُعَظَّمٍ :الضَّرْعُ الذی کالْجُفِّ ،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

إِبْلُ أَبِی الْحَبْحَابِ إِبْلٌ تُعْرَفُ

یَزِینُهَا مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ

وَ المُوقَّفُ :الذی به آثارُ الصِّرارِ.

وَ جُفُّ الشَّیْ ءِ:بالضَّمِّ :شَخْصُهُ .

وَ الجَفْجَفَهُ :صوتُ الثَّوْبِ الجَدِیدِ،و حَرَکهٌ القِرْطَاسِ ، وَ کذلِکَ الخفْخَفَهُ ،و لا تکون الخَفْخفَهُ إِلاَّ بعدَ الجَفْجَفَهِ .

وَ الْجَفَفُ ،مُحَرَّکهً :الغَلِیظُ الیابِسُ مِن الأَرْضِ .

وَ الْجُفُّ مِن الأَرْضِ :مثلُ القُفِّ .

وَ قال ابنْ الأَعْرَابِیِّ الضَّفَفُ :القِلَّهُ ،و الْجَفَفُ :الحاجَهُ ، وَ قال الأَصْمَعِیُّ :أَصابَهُم مِن العَیْشِ ضَفَفٌ و جَفَفٌ وَ شَظَفٌ ،کلُّ هذا مِن شِدَّهِ العَیْشِ ،و ما رُئِیَ عَلَیه ضَفَفٌ ، وَ لا جَفَفٌ :أی أَثَرُ حاجَهٍ .

وَ وُلِدَ لِلإِنْسَانِ عَلَی جَفَفٍ :أی علَی حاجَهِ إِلیهِ .

وَ مِن المَجَاز:فلانٌ لا یَجِفُّ لِبْدُه:إذا لم یَفْتُرْ عن سَعْیِهِ .

وَ یُقَال:الْبَسْ لِلْفَقْرِ تِجْفَافاً :أی اسْتَعِدَّ له.

جلف

جَلَفَهُ ، أی الشَّیْ ءَ، یَجْلُفُه ، جَلْفاً ،مِن حَدِّ نَصَرَ: قَشَرَهُ : یُقَالُ : جَلَفَ الطِّینَ عن رَأْسِ الدَّنِّ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ، فهو جَلِیفٌ ،و مَجْلُوفٌ ، أی:مَقْشُورٌ،و قیل:

الجَلْفُ :قَشْرُ الجِلْدِ مع شیءٍ مِن اللَّحْمِ .

و جَلَفَهُ جَلْفاً : جَرَفَهُ ، و قیل: الجَلْفُ :أَجْفَی مِن الجَرْفِ ،و أَشَدُّ اسْتِئْصالاً.

و جَلَفهُ بالسَّیْفِ :ضَرَبَهُ به،و فی الأَسَاسِ :بَضَعَ لَحْمَه بَضْعًا (1).

و جَلَفَ الشیءَ: قَلَعَهُ (2)،و اسْتَأْصَلَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، کاجْتَلَفَهُ .

ص:118


1- (1) نص الأساس:جلفته بالسیف جلفهً إذا بضعت من لحمه بضعهً .
2- (2) فی الصحاح:قطعه.

و الْجَالِفَهُ :الشَّجَّهُ التی تَقْشِرُ الْجِلْدَ باللَّحْمِ ، وَ فی الصِّحاحِ :مع اللَّحْمِ .

قال: و الطَّعْنَهُ الجَالِفَهُ :التی لم تَصِلْ إلی الْجَوْفِ ، وَ هی خِلافُ الْجَائِفَهِ .

قال: و الْجَالِفَهُ : السَّنَهُ التی تَذْهَبُ بالأَمْوَالِ ، زادَ فی اللِّسَانِ :و هی الشَّدِیدَهُ ، کالْجَلِیفَهِ ، کسَفِینَهٍ ،و هو عَامٌّ فی کُلِّ آفَهٍ مِن الْآفاتِ المُذْهِبَهِ للْمَالِ ،و الجَمْعُ :الْجَلائِفُ ، وَ فی الصِّحاحِ :یُقَالُ :أَصابَتْهُمْ جَلِیفَهٌ عَظِیمَهٌ :إذا اجْتَلَفَتْ أَمْوَالَهُم،و هم قوْمٌ مُجْتَلَفُونَ .

و الجِلْفُ ،بالْکَسْرِ:الرَّجُلُ الْجَافی، کالْجَلِیفِ ، کأَمِیرٍ، وَ فی الصِّحاحِ :قَوْلُهم:أَعْرَابِیٌّ جِلفٌ ،أی جَافٍ ،و أَصْلُه مِن أَجْلاَفِ الشَّاهِ ،و هی المَسْلُوخَهُ بِلا رَأْسٍ و لا قَوَائِمَ و لا بَطْنٍ .

و قد جَلِفَ ،کفَرِحَ ، جَلَفاً ،و جَلاَفَهً ، وَ فی المُحْکَمِ :

الجِلْفُ :الْجَافی[فی] (1)خَلْقِهِ و خُلُقِه،شُبِّهَ بِجِلْفِ الشّاهِ ، أی:أنَّ جَوْفَهُ هَوَاءٌ لا عَقْلَ فیه،قال سِیبَوَیْه:الجَمْعُ أَجْلاَفٌ ،هذا هو الأَکْثَرُ،لأَنَّ باب فِعْلٍ یُکَسَّرُ علَی أَفْعَالٍ ، وَ قد قالوا: أَجْلُفٌ ،شَبَّهُوهُ بأَذْؤُبٍ علَی ذلک؛لاعْتِقابِ أَفْعُلٍ و أَفْعَالٍ علی الاسْم الواحِدِ کثیرًا،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ لِلْمَرَّارِ:

وَ لَم أَجْلَفْ و لمْ یُقْصِرْنَ عَنِّی

وَ لکِنْ قَدْ أَنَی لِی أَنْ أَرِیعَا

أی:لم أَصِرْ جِلْفاً جَافِیًّا.

وَ

16- فی الحَدِیثِ : «فَجَاءَهُ رَجُلٌ جِلْفٌ جَافٍ ». قال ابنُ الْأَثِیرِ: الجِلْفُ :الْأَحْمَقُ ،شُبِّهَ بالشَّاهِ المَسْلُوخَهِ لِضَعْفِ عَقْلِه،و إذا کان المالُ لا سِمَنَ له و لا ظَهْرَ و لا بَطْنَ یَحْمِلُ ، قِیلَ :هو کالجِلْفِ .

و فی المُحْکَمِ : الجِلْفُ فی کلامِ العربِ : الدَّنُّ ، وَ لم یُحَدَّ علَی أیِّ حالٍ هو،و جَمْعُه: جُلُوفٌ ،قال عَدِیٌّ بنُ زَیْدٍ:

بَیْتُ جُلُوفٍ بَارِدٌ ظِلُّهُ

فِیهِ ظِبَاءٌ و دَوَاخِیلُ خُوصْ (2)

أَو هو الدَّنُّ الفارِغُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدَهَ ، أَو أَسْفَلُهُ أی:الدَّنّ إِذا انْکَسَرَ، نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه،و الصَّاغَانِیُّ .

و قال اللَّیْثُ : الجِلْفُ : فُحَّالُ النَّخْلِ الذی یُلْقَحُ بِطَلْعِهِ ، وَ أَنْشَدَ أَبو حَنِیفَهَ :

بَهَازِرًا لم تَتَّخِذْ مَآزِرَا

فَهْیَ تُسَامِی حَوْلَ جِلْفٍ جَازِرَا (3)

وَ الجَمْعُ : جُلُوفٌ .

و الجِلْفُ : الغَلِیظُ الْیَابِسُ مِن الْخُبْزِ.أَو هو الخُبْزُ غَیْرُ الْمَأْدُومِ ، کالجَشِبِ و نحوِه،و

17- فی حدیثِ عُثْمَان رضی الله عنه: «إنَّ کُلَّ شَیْ ءٍ سِوَی جِلْفِ الطَّعَامِ ،و ظِلِّ ثَوْبٍ ، وَ بَیْتٍ یَسْتُرُ فَضْلٌ ». قال الشاعرُ:

الْقَفْرُ خَیْرٌ مِن مَبِیتٍ بِتُّهُ

بِجُنُوبِ زَخَّهَ عِنْدَ آلِ مُعَارِکِ

جَاءُوا بِجِلْفٍ مِنْ شَعِیرٍ یَابِسٍ

بَیْنِی و بَیْنَ غُلاَمِهِمْ ذِی الْحَارِکِ

أَو:حَرْفُ الْخُبْزِ، وَ بِهِ فُسِّر

16- الحَدِیثُ : «لیسَ لاِبْنِ آدَمَ حَقٌّ فِیمَا سِوَی هذِه الخِصَالِ ،بَیْتٌ یُکِنُّهُ ،و ثَوْبٌ یُوَارِی عَوْرَتَهُ :و جِلْفُ الْخُبْزِ و الْمَاءُ». و قد ذُکِرَ فی«جرف».

قلتُ :و یُرْوَی أَیضاً بفَتْحِ اللاَّمِ ،جَمْعُ جِلْفَهٍ ،و هی الکِسْرَهُ .

و قال الهَرَوِیُّ : الجِلْفُ فی حَدِیثِ عُثْمَانَ : الظَّرْفُ مِثْل الخُرْجِ و الجُوَالِقِ ،یُرِیدُ:ما یُتْرَکُ فیه الخُبْزُ.

و قال أَبو عمرٍو: الجِلْفُ : الوِعَاءُ جَمْعُه: جُلُوفٌ .

و الجِلْفُ مِن الغَنَمِ :المَسْلُوخُ الذِی أُخْرِجَ بَطْنُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبی عُبَیْدٍ،زادَ غیرُه: و قُطِعَ رَأْسُهُ و قَوَائِمُهُ ، وَ قیل: الجِلْفُ :البَدَنُ الذی لاَ رَأْسَ عَلَیه مِن أیِّ نَوْعٍ کان،و الجَمْعُ : أَجْلافٌ ،و به شُبِّهَ الْجَافی مِن الرِّجَالِ وَ الْأَحْمَقُ ،کما تَقَدَّمَ .

و الجِلْفُ : طائِرٌ،م مَعْرُوفٌ .

و الجِلْفُ : الزِّقُّ بِلاَ رَأْسٍ و لا قَوَائِمَ ، عن ابنِ الْأَعْرَابِیِّ .

ص:119


1- (1) زیاده عن اللسان. [1]
2- (2) التهذیب بروایه:طیّب ظلّه.
3- (3) یعنی بالبهازر النخل التی تتناول منها بیدک،و الجازر هنا المقشِّر للنخله عند التلقیح.

و الجِلْفَهُ ، بِهاءٍ:الْکِسْرَهُ مِن الْخُبْزِ الْیَابِسِ الغَلِیظِ الْقَفَارِ الذِی بلا أُدْمٍ ،و الجمعُ جِلَفٌ ،بکَسْرٍ ففَتْحٍ ،و به رُوِیَ الحَدِیث المُتَقَدِّمُ .

و الجِلْفَهُ : القِطْعَهُ مِنْ کُلِّ شَیءٍ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ، وَ الجمعُ : جِلَفٌ .

و الجِلْفَهُ مِن الْقَلَمِ :ما بَیْن مَبْرَاهُ إلَی سِنَّتِهِ ،و یُفْتَحُ فی هذِه،قال الزَّمَخْشَرِیُّ :سُمِّیَتْ بالمَرَّهِ من الجَلْفِ و منه قَوْلُ عبدِ الحمید الکاتبِ لِسَلْمِ بنِ قُتَیْبَهَ و الذی قَرَأْتُ فی مِنْهَاجِ الإصَابَهِ ،لأَبِی عَلِیٍّ الزِّفْتَاوِیِّ ،الذی کتَب عَلَیهِ الحافظُ بنُ حَجَرٍ العَسْقَلاَنِیُّ ،رَحِمَهما اللّه تعالی،أَنه قال لِرَغْبانَ ، و قد رَآهُ یَکْتُبُ بقَلَمٍ قَصِیرِ البُرَایَهِ ،فیَجِیءُ خَطُّهُ رَدِیًّا:إِنْ کُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تُجَوِّدَ خَطَّکَ ، وَ فی مِنهَاجِ الإصَابَهِ :أَ تُرِیدُ أَن یَجُودَ خَطُّکَ ؟قال:نعم،قال: فَأطِلْ جَلْفَتَکَ أی: جَلْفَهَ قَلَمِکَ ، و أَسْمِنْهَا،و حَرِّفْ قَطَّتَکَ ، و فی الْمِنْهَاجِ :و حَرِّفِ الْقَطَّهَ و أَیْمِنْهَا،قال: سلْمٌ ،أو رَغْبَانُ : فَفَعَلْتُ ذلِکَ ، فَجادَ خَطِّی.

أَمَّا طُولُ الجَلْفَهِ ،فقَالَ أَبو القاسم:یکونُ مِقْدَارَ عُقْدَهِ الإبْهَامِ ،و کمَنَاقِیرِ الحَمَامِ ،و قال علیُّ بن هِلاَلٍ :کلُّ قَلَمٍ تَقْصُرُ جَلْفَتُه فإنَّ الخَطَّ یَجِیءُ به أَوْقَصَ ،و تکون الجَلْفَهُ علَی أَنْحَاءٍ،منها:أَن تُرْهِفَ جَانِبَی البَرْیَهِ ،و تُسْمِنَ وَسَطَهَا شَیْئًا،و هذا یصلح لِلْمَبْسُوطِ و المُحَقَّقِ و المُعَلَّقِ ،و منها:ما تُسْتَأْصَلُ شَحْمَتُه کُلُّهَا،و هذا یصلُح للمُرْسَلِ و المَمْزُوج وَ المُفَتِّحِ ،و منها:ما یُرْهَفُ مِنْ جَانِبِهِ الْأَیْسَرِ،و تَبْقَی فیه بَقِیَّهٌ فی الأَیْمَنِ ،و هذا یصلُح للطَّوَامِیرِ (1)و ما شَابَهَها، وَ منها:ما رُهِفَ مِن جَانِبِیْ وَسَطِه و یکونُ کأَنَّ القَطَّهَ منه أَعْرَضُ مِمَّا تَحْتَهَا،و هذا یَصْلُح فی جَمِیعِ قَلَمِ الثُّلُثِ وَ فُرُوعِه.

وَ أَمَّا الْقَطَّهُ ،فقَالَ محمدُ بن العَفِیفِ الشِّیرازِیُّ :هی علَی صِفاتٍ ،مِنها:المُحَرَّفُ ،و المُسْتَوِی،و القائِم، و المُصَوَّبُ ،و أَجْوَدُها المُحَرَّفَهُ المُعْتِدَلهُ التَّحْرِیفِ ،و أَفْسَدُها المُسْتَوِی؛لأَنَّ المُسْتَوِیَ أَقَلُّ تَصَرُّفاً مِن المُحَرَّفِ ،قال:

وَ هَیْئَهُ المُحَرَّفِ أَن تُحَرَّفَ السِّکِّینُ فی حَالِ الْقَطِّ ،و إذا کانَ السِّنُّ الیُمْنَی أَعْلَی مِن الیُسْرَی،قیل:قَلَمٌ مُحَرَّفٌ ،و إِنتَسَاوِیَا قِیل:قَلَمٌ مُسْتَوٍ،کذا فی المِنْهَاجِ ،و أَوْضَحْتُ ذلک بَیانًا فی کتابِی«حِکْمَهُ الإشْرَاقِ إلَی کُتَّابِ الْآفَاقِ »،و هو بَحْثٌ نَفِیسٌ فَرَاجِعْهُ إنْ شِئْتَ .

و الجَلْفَهُ ، بِالْفَتْحِ :لُغَهٌ فی الْجَرْفَهِ بالرَّاءِ، لِسِمَهِ الْبَعِیرِ، وَ قد تقدَّم بَیانُه فی الرَّاءِ.

و الجُلْفَهُ ، بالضَّمِّ ما جَلَفْتَهُ مِنْ الْجِلْدِ، أی:قَشَرْتَهُ ، وَ فی اللِّسَانِ :ما جَلَفْتَ عنه.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الجَلَفَهُ ، بالتَّحْرِیکِ :الْمِعْزَی التی لا شَعَرَ علیها إلاَّ صِغَارٌ (2)و لا خَیْرَ فِیها.

و قال غیرُه: خُبْزٌ مَجْلُوفٌ : إذا کان أَحْرَقَهُ التَّنُّورُ فلَزِقَ به قُشُورُهُ .

و قال ابنُ الْأَعْرَابِیِّ : الجُلاَفُ ، کغُرَابِ :الطِّینُ ، قال:

و الجُلاَفَی مِن الدِّلاَءِ:الْعَظِیمَهُ الکَبِیرَهُ ،و أَنْشَدَ:

مِنْ سَابغ الْأَجْلاَفِ ذِی سَجْلٍ رَوِیْ

وُکِّرَ تَوْکِیرَ جُلاَفیِّ الدُّلِیْ

قال: و أَجْلَفَ الرَّجُلُ : نَحَّی الْجُلافَ عن رَأْسِ الْخُنْبُجَهِ ، کقُنْفُذَهٍ ،تقدَّم فی الجیم.

و قال أَبو حَنِیفَهَ : الجَلِیفُ ، کَأَمِیرٍ:نَبْتٌ سُهْلِیُّ ، بضَمِّ السِّینِ ،مَنْسُوبٌ إلی السَّهْلِ علَی خِلافِ القیاسِ ،قال:

شَبِیهٌ بالزَّرْعِ ،فیه غُبْرَهٌ ،و سِنْفَتُهُ فی رُؤوسِهِ کالبَلُّوطِ مَمْلُوءَهٌ حَبًّا کالأَرْزَنِ (3)،و هو مَسْمَنَهٌ لِلْمَالِ .

و المُجَلَّفُ ، کمُعَظَّمٍ :مَنْ ذَهَبَتِ السِّنونَ و جَلَّفَتْ بِأَمْوَالِهِ ، کالمُجَرَّفِ ،بالرَّاءِ.

و قال الجَوْهَرِیُّ : المُجَلَّفُ الذی أُخِذَ مِن جَوَانِبِهِ ، وَ أَنْشَدَ لِلْفَرَزْدَقِ :

وَ عَضُّ زَمَانٍ یَا ابْنَ مَرْوَانَ لَم یَدَعْ

مِنَ الْمَالِ إلاَّ مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ (4)

و قال أَبو الغَوْثِ :المُسْحَتُ :المُهْلَکَ ،و المُجَلَّفُ :

الذی بَقِیَتْ مِنْهُ بَقِیَّهٌ ، یُرِیدُ إلاَّ مُسْحَتاً أَوْ هو مُجَلَّفٌ .

ص:120


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الطوابیر».
2- (2) فی القاموس:« [1]لا خیر»بحذف الواو.
3- (3) فی التکمله:کحبّ الأرزن.
4- (4) دیوانه بروایه:«أو مجرّف»و المثبت کروایه اللسان و [2]الصحاح وَ [3]التهذیب.

و یُقَالُ : جَلَّفَتْ کَحْلُ تَجْلِیفاً :أی اسْتَأْصَلَتِ السَّنَهُ الأَمْوَالَ ، قال ابنُ مُقْبِلٍ یَرْثِی عُثْمَانَ رضی الله عَنْه:

نَعَاءِ لِفَضْلِ الحِلْمِ و العِلْمِ و التُّقَی

وَ مَأْوَی الیَتَامَی الغُبْرِ عَامُوا و أَجْدَبُوا

وَ مَلْجَإ مَهْرُوئِینَ یُلْفَی بِهِ الْحَیَا

إذا جَلَّفَتْ کَحْلٌ هو الْأُمُّ و الْأَبُ

عَامُوا:أی قَرِمُوا إلی اللَّبَنِ .

و المُتَجَلِّفُ :الْمَهْزُولُ کالمُتَجَرِّفِ ، و سِنُونَ جِلائِفُ ، و جُلُفٌ ،بضَمَّتَیْنِ ، جَمْعُ جَلِیفَهٍ ،کسَفائِنَ و سُفُنٍ و یُقَال أَیضاً: جُلفٌ ، بِضَمَّهٍ عَلَی التَّخْفِیفِ : تَجْلُفُ الْأَمْوَالَ وَ تُذْهِبُهَا، (1)،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ للعُجَیْرِ السَّلُولِیِّ :

وَ إذا تَعَرَّقَتِ الْجَلاَئِفُ مَالَهُ

قُرِنَتْ صَحِیحَتُنَا إلَی جَرْبَائِهِ (2)

وَ مِن سَجَعَاتِ الأَساس:مَن اسْتُؤْصِلَ بالْجَلائِفِ ، اسْتُوصِلَ بالْخَلائِفِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

جَلَف ظُفُرَه عن أُصْبُعِهِ :کَشَطَهُ :نَقَلَهُ اللَّیْثُ ،و رِجْلٌ جَلِیفَهٌ .

وَ الجَلْفُ :النَّزْعُ .

وَ جُلِفَ (3)النَّبَاتُ ،کعُنِی:أُکِلَ عن آخِرِه.

وَ الجَلْفَهُ ،بالفتْحِ :مَصْدَرٌ بمعنی المَرَّهِ .

وَ من المَصْدَرِ قوْلُهم: جُلِف فی مَالِه جَلْفهً ،کعُنِی:إذا ذَهَبَ منه شَیْ ءٌ.

و اجْتَلَفَه الدَّهْرُ:أَذْهَبَ مَالَه.

وَ زَمانٌ جَالِفٌ و جَارِفٌ .

وَ الجَلائِفُ :السُّیُولُ .

وَ الجِلْفُ ،بالکَسْرِ:الْأَحْمَقُ ،و هو مَجازٌ.و أَما قولُ قَیْسِ بنِ الخَطِیمِ [یصف امرأه] (4):

کَأَنَّ لَبَّاتِهَا تَبَدَّدَهَا

هَزْلَی جَرَادٍ أَجْوَافُهُ جُلُفُ

فإنَّه شَبَّهَ الْحُلْیَّ التی علَی لَبَّتِها بجَرَادٍ لا رُؤُوسَ لها و لا قَوَائِمَ .

وَ قیل: الجُلُفُ :جَمْعُ جَلِیفٍ ،و هو الذی قُشِرَ،و ذَهَبَ ابنُ السِّکِّیتِ إلی المَعْنَی الأَوَّلِ .

وَ الجِلْفَهُ ،بالکَسْرِ:فَرَسٌ منْسُوبٌ .

جلنف

طَعَامٌ جَلَنْفَاهٌ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَوْرَدَهُ الأَزْهَرِیُّ فی التَّهْذِیبِ عن اللَّیْثِ ،و قال:أی قَفَارٌ لا أُدْمَ فِیهِ ، هکذَا أَوْرَدَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و صَاحبُ اللِّسَان.

جندف

الجُنَادِفُ ،بِالضَّمِّ ، کَتَبَهُ بالأَحْمَر علَی أَنَّه مُسْتدْرَکٌ عَلی الجَوْهَرِیِّ ،و لیس کذلِکَ ،بل ذکَره فی تَرْکِیبِ «ج د ف»،و تَبِعَه الصَّاغَانِیُّ ،ذکره هناک فی التَّکْمِلَهِ (5)،و خالَف فی العُبَابِ کصاحبِ اللِّسَانِ ،فذَکَرَاهُ هنا علی أنَّ النُّونَ أَصْلِیَّهٌ ،و فیه نَظَرٌ،قال اللَّیْثُ : الجُنَادِفُ :

الْجَافی الْجَسِیمُ مِن النَّاسِ ،و الإبِلِ ،و قیل:هو الذِی إذا مَشَی حَرَّکَ کَتِفَیْهِ ، و هو مَشْیُ القِصَارِ.

و قال الجَوْهَرِیُّ : الجُنَادِفُ : الْغلِیظُ الخِلْقهِ القَصِیرُ المُلَزَّزُ،و قیل:قَصِیرُ الرَّقَبَهِ ،و أَنْشدَ لِجَنْدَلِ بنِ الرَّاعِی یَهْجُو ابْنَ الرِّقاعِ ،و فی اللسان:یهجُو جَرِیرَ بنَ الخَطَفَی، وَ کلاهما خَطَأٌ،و الصوابُ [أَنَّهُ للراعِی] (6)یَرُدُّ علی خنْزَرِ بنِ [أَبِی] 5أَرْقَمَ ،و هو أَحَدُ بنی عَمِّ الرَّاعِی:

جُنَادِفٌ لاحِقٌ بِالرَّأْسِ مَنْکِبُهُ

کَأَنَّهُ کَوْدَنٌ یُوشَی بِکُلاَّبِ

ص:121


1- ((*)) بعدها فی القاموس: [1]طعامٌ .
2- (1) الأساس:بروایه خُلطت صحیحتنا.
3- (2) فی اللسان:و [2]جُلِّف.
4- (3) زیاده عن التهذیب و اللسان،و [3]البیت فی الأصمعیات بروایه: کأن لباتها تضمنها هزلی حراد أجوازه حلف.
5- (4) بهامش المطبوعه الکویتیه:«أهمل الصاغانی فی التکمله ماده جندف فلم یوردها فی ترتیبها و لا فی جدف»ذکر الصاغانی فی التکمله جدف قول جندل بن الراعی یهجو ابن الرقاع: جنادف لاحقٌ بالرأس منکبه کأدنه کودن یوشی بکلاب وَ هو للراعی یرد علی خنزر بن أبی أرقم.
6- (5) زیاده عن التکمله و انظر الحاشیه السابقه.

مِنْ مَعْشَرٍ کُحِلَتْ بِاللُّؤْم أَعْیُنُهُم

وُقْصِ الرِّقَابِ مَوَالٍ غَیْرِ صُیَّابِ (1)

و ناقَهٌ جُنَادِفٌ ،و جُنَادِفَهٌ ،بضَمِّهِمَا: أی سَمِینَهٌ ظَهِیرَهٌ ، وَ کذلِکَ أَمَهٌ جُنَادِفَهٌ قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ، و قال اللَّیْثُ ، لا تُوصَفُ بِهَا الْحُرَّهُ ، کذا فی اللِّسَانِ و العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

جَنْدَفٌ ،کجَعْفَرٍ:جَبَلٌ بالیَمَنِ فی دِیَارِ خَثْعَمٍ .

جنف

الْجَنَفُ ،مُحَرَّکَهً ،و الجُنُوفُ ،بالضَّمِّ :الْمَیْلُ وَ الْجَوْرُ و العُدُولُ ،و منه قَوْلُه تعالَی: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً (2)،قال الزَّجَّاجُ :أی مَیْلاً،زَادَ الرَّاغِبُ :

ظَاهِرًا، و قد جنِفَ فی وصِیَّتِهِ ،کفَرِحَ ، و کذا أَجْنَفُ ، و قال: الجَنَفُ :المَیْلُ فی الکلامِ ،و فی الأُمُورِ کُلِّهَا، تقول: جَنِفَ فُلانٌ علینا،و أَجْنَفَ فی حُکْمِه،و هو شَبِیهٌ بِالْحَیْفِ ،إلاَّ أنَّ الحَیْفَ من الحَاکِمِ خَاصَّهً ،و الجَنَفُ عَامٌّ ، قال الأَزْهَرِیُّ :أَمَّا قَوْلُهُ :«الحَیْفُ مِن الحاکمِ خَاصَّهً »، فَخَطَأٌ،الحَیْفُ یکونُ مِن کُلِّ مَن حَافَ ،أی:جَارَ،و منه

17- قولُ بعضِ التَّابِعینَ (3): «یُرَدُّ مِنْ حَیْفِ النَّاحِل ما یُرَدُّ مِن جَنَفِ المُوصِی. النَّاحِلُ إذا نَحَلَ بَعْضَ وَلَدِهِ دُونَ بَعْضٍ فَقَدْ حَافَ ،و لیس بحَاکِمٍ ،و

17- فی حدیثِ عُرْوَهَ : «یُرَدُّ مِنْ صَدَقَهِ الجَانِفِ فی مَرَضِهِ مَا یُرَدُّ مِن وَصِیَّهِ المُجْنِفِ عِنْدَ مَوْتِهِ ». یُقَالُ : جَنِفَ و أَجْنَفَ :إذا مالَ و جَارَ،فجَمَعَ بیْنَ اللُّغَتَیْنِ ، فهو أَجْنَفُ ، أی:مَائِلٌ فی أَحَدِ شِقَّیْهِ مُتَزَاوِر،کما فی الأَساس،قال جَرِیرٌ یَهَجُو الفَرَزْدَقَ :

تَعَضُّ الْمُلُوکَ الدَّارعِین سُیُوفُنَا

و دَفُّکَ مِنْ نَفَّاخَهِ الْکِیرِ أَجْنَفُ

أَو أَجْنَفَ مُخْتَصُّ بالْوَصِیَّهِ ،و جَنِفَ فی مُطْلَقِ الْمَیْلِ عن الْحَقِّ ، قال لَبِیدٌ رَضِیَ اللّه عنه:

إنِّی امْرُؤٌ مَنَعَتْ أَرُومَهُ عَامِرٍ

ضَیْمِی و قد جَنِفَتْ عَلَیَّ خُصُومُ (4)

و جَنِفَ عَن طَرِیقِهِ ،کفَرِحَ ،و ضَرَبَ ، جَنَفاً ،و جُنُوفاً ، بالضَّمِّ ،و فیه لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ :إذا عَدَلَ عنه، أَو الْجَنَفُ فی الزَّوْرِ:دُخُولُ أَحَدِ شِقَّیْهِ و انْهِضَامُهُ مَع اعْتِدَالِ الْآخَرِ، یُقَال: جَنِفَ ،کفَرِح،فهو جَنِفٌ ،و أَجْنَفُ ،و هی جَنْفَاءُ ، و خَصْمٌ مِجْنَفٌ ،کمِنْبَرٍ،مَائِلٌ ، جائرٌ،و به فسِّر قَوْلُ أَبِی کَبیرٍ الهُذَلِیِّ :

و لَقَدْ نُقِیمُ إذَا الْخُصُومُ تَنَافَدُوا

أَحْلاَمَهُمْ صَعَرَ الْخَصِیمِ الْمِجْنَفِ (5)

و رَوَاهُ الجَوْهَرِیُّ کمُحْسِنٍ ،کما سیأْتِی.

و الأَجْنَفُ :الْمُنْحَنِی الظَّهْرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و قال شَمِرٌ: الْجُنَافیُّ ،بالضَّمِّ ، هکذا قَیَّدَهُ بخَطِّه:

الْمُخْتَالُ فیه مَیْلٌ ، وَ قال غیرُه:و هُو الذی یَتَجَانَفُ فی مِشْیَتِهِ فیَخْتَالُ فیها،و قال شَمِر:لم أَسْمَعْهُ إلاَّ فی رَجَزِ الْأغْلَبِ العِجْلِیِّ :

فبَصُرَتْ بنَاشِیءٍ فَتِیِّ

غِرٍّ جُنَافیٍّ جَمِیلِ الزِّیِّ

و قال أَبو سَعِیدٍ:یُقَالُ : لَجَّ فی جِنَافٍ قَبِیحٍ ، وَ جَنابٍ قَبِیحٍ ، ککِتَابٍ فیهما:أی لَجَّ فی مُجَانِبَهِ أَهْلِهِ .

و فی جِنفی خمسُ لُغاتٍ ، کجَمَزی،و أُرَبَی مُحَرَّکَهً ، و بِضَمٍّ ففَتْحِ مَقْصُوران (6)،و علَی الثَّانِیَهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ و یُمَدَّان، وَ عَلی الأولی مَمْدُودَهً اقْتَصَرَ ابنْ دُرَیْدٍ، و الجَنْفَاءُ ، کحَمْرَاءَ، الْأَرْبَعَهُ الأُوَلُ ذَکَرَهُنَّ الصَّاغَانِیُّ : مَاءٌ لِفَزَارَهَ ،لا مَوْضِعٌ ،و وَهِمَ الْجَوْهَرِیُّ فیه نَظَرٌ مِن وَجْهَیْن:

أَوَّلاً:فقد نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ ذلک عن ابنِ السِّکِّیتِ ،و نِسْبَهُ الوَهْمِ إلَی النَّاقِل غیرُ سَدِیدٍ،و مثلُه فی کتابِ سِیبَوَیْه، قال:هوَ مَوْضِعٌ ،و أَنْشَدَ قولَ زَبَّانَ بن سَیَّارٍ الآتِی،و ثانِیاً:

فإنَّ أَصْحَابَ المعاجِمِ فی البُلْدَانِ اتَّفَقُوا علَی أنَّ الجَنَفَاءَ :

مَوْضِعٌ بین الرَّبَذَهِ و ضَرِیَّهَ ،مِن دِیَارِ مُحَارِبٍ ،علی جادَّهِ

ص:122


1- (1) دیوان الراعی ص 10-11 و تخریجهما فیه،و عجز الثانی فیه بروایه: قُفْد الأکفّ لئام غیر صُیّابِ .
2- (2) سوره البقره الآیه 182. [1]
3- (3) فی التهذیب:«بعض الفقهاء»و الأصل کاللسان. [2]
4- (4) دیوانه ص 156 و بالأصل«خصومی»و المثبت عن الدیوان و البیت من قصیده مضمومه القافیه مطلعها: طلل لخوله بالرسیس قدیمٌ فبعاقل فالأنعمین رسومُ .
5- (5) دیوان الهذلیین 107/2 بروایه«تناقدوا»أی تناقشوا و ضبطت المجنف فی الدیوان«کمحسن»کما سیرد عن الصحاح.و [3]فسرها بأنه الذی یأمر بأمر فیه جنف.
6- (6) فی معجم البلدان عن الفراء جُنَفاء بالضم و ثانیه مفتوح.

الیَمَامَهِ إلَی المَدِینَهِ ،و یُقَالُ له أَیضاً:ضِلَعُ الجَنَفَاءِ ، و أَیضاً:مَوْضِعٌ آخَرُ بَیْن فَیْدٍ و خَیْبَرَ،و هذا لا یَمْنَعُ أَن یکونَ هناک مَاءٌ لِفَزَارَهَ ،فتَأَمَّلْ ذلک،و

14- قال ابنُ شِهَابٍ : کانَتْ بنو فَزَارَهَ مِمِّنْ قَدِمَ علَی أَهلِ خَیْبَرَ لِیُعِینُوهُم،فرَاسَلَهُم رسولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،و سَأَلَهم أَنْ یَخْرُجُوا عنهم،و لَهُم مِن خَیْبَرَ کذا و کذا،فأَبَوْا،فلَمَّا فَتَح اللّه خَیْبَرَ،أَتَاهُ مَنْ کانَ هُنَاک مِن بَنِی فَزَارَهَ ،فقالوا:حَظَّنَا و الذی وَعَدْتَنَا،فقَالَ لهُمْ رسولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم:«حَظُّکُمْ ذُو الرُّقَیْبَهِ »:جَبَلٌ مُطِلٌّ عَلَی خَیْبَرَ، فقالُوا:إذَنْ نُقاتِلُکُم،فقَالَ :«مَوْعِدُکُمْ جَنْفَاءُ » (1)فلمَّا سَمِعُوا ذلِکَ خَرَجُوا هَارِبَیْن،و قال زَبَّانُ بنُ سَیَّارٍ الفَزَارِیُّ :

رَحَلْتُ إلَیْکَ مِنْ جَنَفَاءَ حَتَّی

أَنَخْتُ فِنَاءَ بَیْتِکَ بِالْمَطَالِی

و قال ضَمْرَهُ بنُ ضَمْرَهَ :

کأَنَّهُمُ عَلَی جَنْفَاءَ خُشْبٌ

مُصَرَّعَهٌ أُخَنِّعُها بفَأْسِ .

و أَجْنَفَ الرَّجُلُ : عَدَلَ عَن الْحَقِّ ، وَ مالَ عَلَیه فی الحُکْمِ و الخُصُومَه،و هذا قد تَقَدَّم،فذِکْرُه ثانیاً تَکْرارٌ.

و أَجْنَفَ فُلانًا:صَادَفَهُ جَنِفاً ، ککَتِفٍ ، فی حُکْمِهِ .

و تَجَانَفَ عن طَرِیقِه: تَمَایَلَ ، وَ تَجَانَفَ إلَی الشَّیْ ءِ کذلِکَ ،و منه قوْلُه تعالَی: غَیْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ (2)،أی:

مُتَمَایِلٍ مُتَعَمِّدٍ،قال الأَعْشَی:

تَجَانَفُ عَنْ جَوِّ الْیَمَامَهِ نَاقَتِی

و مَا عَدَلَتْ مِنْ أَهْلِهَا لِسِوَائِکَا

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:

الجَنَفُ ،مُحَرَّکهً :جَمْعُ جَانِفٍ ،کرَائِحٍ و رَوَحٍ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ أَبی العِیَالِ الهُذَلِیِّ :

هَلاَّ دَرَأْتَ الْخَصْمَ حِینَ رَأَیْتَهُمْ

جَنَفاً عَلَیَّ بِأَلْسُنٍ و عُیُونِ ؟ (3)

و یجوزُ أن یکونَ علَی حَذْفِ مُضَافٍ ،کأَنَّه قال:ذَوِی جَنَفٍ ،و عَلَیه اقْتَصَرَ السُّکَّرِیُّ فی شَرح الدیوان.و أَجْنَفَ الرجُلُ :جاءَ بالجَنَفِ ،کما یُقَال:أَلاَمَ ،أی أَتَی بما یُلامُ عَلَیه،و أَخَسَّ أَتی بخَسِیسٍ ،نَقَلَه الجوهَرِیّ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ أَبِی کَبِیرٍ السَّابِقُ ذِکْرُه.

و ذَکَرٌ أَجْنَفُ ،و هو کالسَّدَلِ .

و قَدَحٌ أَجْنَفُ :ضَخْمٌ ،قال عَدِیُّ بنُ الرِّقَاعِ :

و یُقالُ :بَعِیرٌ جِنِفَّی العُنُقِ أی شَدِیدُه (4)،هکذا وجدتُ هذا الحَرْفَ فی هَامِش کتاب الجَوْهَرِیِّ ،و الصوابُ :

خِنِفَّی،بالخاءِ،کما سیَأْتِی.

جوف

الْجَوْفُ :المُطْمَئنُّ المُتَّسِعُ من الْأَرْضِ ، الذی صار کالجَوْفِ ،و هو أَوْسَعُ من الشِّعْبِ ،تَسِیلُ فیه التِّلاَعُ و الْأَدْوِیَهُ ،و له جِرَفَهٌ ،و ربما کان أَوْسَعَ من الوَادی و أَقْعَرَ،و رُبَّما کان سَهْلاً یُمْسِکُ الماءَ،و ربما کان قَاعاً مُسْتَدِیرًا فأَمْسَکَ الماءَ،و قالَ ابنُ الْأَعْرَابِیِّ : الجَوْفُ :

الوَادِی،یُقَال: جَوْفٌ لاَخٌّ :إذا کان عَمیقًا،و جَوْفٌ جِلْوَاحٌ :

وَاسِعٌ ،و جَوْفٌ زَقَبٌ :ضَیِّقٌ .

و الجَوْفُ مِنْکَ :بَطْنُکَ مَعْرُوفٌ ،قال ابنُ سِیدَه:هو بَاطِنُ البَطْنِ ،و الجَوْفُ أَیضا:ما انْطَبَقَتْ عَلَیه الکَتِفَانِ و العَضُدَانِ و الأَضْلاعُ و الصُّقْلانِ ،و الجَمْعُ : الْأَجْوُفُ ،و

16- فی الحدِیثِ : «و أَنْ (5)لا تَنْسَوُا الجَوْفَ و مَا وَعَی». المُرَادُ به الحَضُّ علَی الحَلالِ مِن الرِّزْقِ ،و قال سِیبَوَیْه: الجَوْفُ :

مِن الأَلْفَاظِ التی لا تُسْتَعْمَلُ ظَرْفاً إلاَّ بالحُرُوفِ ،لأَنَّه صارَ مُخْتَصَّا کالْیَدِ و الرِّجْلِ .

و الجَوْفُ : ع بنَاحِیَهِ عُمَانَ و فی الصِّحاحِ : الجَوْفُ :اسْمُ وَادٍ بأَرْضِ عَادٍ فیهِ ماءٌ و شَجَرٌ، حَمَاهُ رَجُلٌ اسْمُهُ حَمَارٌ، وَ کان له بَنُونَ ،فأَصَابَتْهُم صَاعِقَهٌ ،فمَاتُوا،فکفَرَ کُفْرًا عَظِیماً،و قَتَلَ کلَّ مَن مَرَّ به مِن النَّاسِ (6)،فأَقْبَلَتْ نَارٌ مِن أَسْفَلِ الجَوْفِ فَأَحْرَقَتْهُ و مَنْ فِیهِ ، و غَاضَ مَاؤُه،فضَرَبَتِ العربُ به المَثَلَ ،فقالُوا: «أَکْفَرُ مِن

ص:123


1- (1) ضبطت عن النهایه،و ضبطها یاقوت هنا بالتحریک.
2- (2) سوره المائده الآیه 3. [1]
3- (3) دیوان الهذلیین 260/2 بروایه:«جنفوا علیّ »و المثبت کروایه اللسان. [2]
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«سریعه».
5- (5) فی التهذیب و النهایه و اللسان:« [3]لا تنسوا»بدون«و أن».
6- (6) فی الصحاح: [4]من المسلمین.

حِمَارِ» و«وَادٍ کجَوْفِ الحمارِ»،و« کَجَوْفِ العَیْرِ»، و«أَخْرَبُ مِن جَوْفِ حِمارٍ» و قد ذُکِرَ فی:ح م ر.

و الجَوْفُ : کُورَهٌ بِالأَنْدَلُس،و الجَوْفُ : ع بِنَاحِیَهِ أَکْشُونِیَهَ غَرْبِیَّ قُرْطُبَهَ ، و الجَوْفُ : ع بأَرْضِ مُرَادٍ،و هو المذکورُ فی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تعالَی: إِنّا أَرْسَلْنا نُوحاً (1)،و به فُسِّرَ أَیضاً

16- الحَدِیثُ : «فتَوَقَّلَتْ بِنَا الْقِلاَصُ مِنْ أَعَالِی الْجَوْفِ ».

و الجَوْفُ : ع بِالْیَمَامَهِ ، وَ منه قَولُ الشاعرِ:

الْجَوْفُ خَیْرٌ لَکَ مِنْ أَغْوَاطِ

و مِنْ أَلاَءَاتٍ و مِنْ أُرَاطِ

و یُقَال: الجَوْفُ :اسْمٌ للیَمَامَهِ کُلِّهَا: و الجَوْفُ : ع بِدِیَارِ سَعْدٍ مِن بَنِی تَمِیمٍ ،یُقَال له: جَوْفُ طُوَیْلِعٍ .

و دَرْبُ الْجَوْفِ :بالْبَصْرَهِ و منه حَیَّانُ الْأَعْرَجُ الْجَوْفیُّ ، و أَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بنُ زَیْدٍ الجَوْفیُّ ،هکَذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،و اخْتَلَفَ کلامُ الحافظِ بنِ حَجَرٍ فی التَّبْصِیرِ، فقَالَ فی الحُرَقِیِّ ،بضَمٍّ فَفَتْحٍ ثم قَافٍ مَکْسُورَهٍ ،نِسْبَهً إلَی الحُرَقَهِ :بَطْنٌ مِن جُهَیْنَهَ ،مِنْهُم أَبُو الشَّعْثَاءِ جابرُ بنُ زَیْدٍ الأَزْدِیُّ الحُرَقِیُّ ،تابِعیٌّ مَشْهُورٌ،و قال بعدَ ذلک فی الْخَوْفیِّ -بخاءٍ مُعْجَمَهٍ -:أَبو الشِّعْثَاءِ الخَوْفیُّ :جابرُ بنُ زیدٍ، و الخَوْفُ :نَاحِیَه مِن بِلادِ عُمَانَ .انتهی.

قلتُ :و الصَّوابُ فی نِسْبَهِ أَبی الشَّعْثاءِ المذکورِ إلی الْجَوْفِ ،بالجِیمِ ،لِمَوْضِع مِن عُمَانَ ؛فإنَّه أَزْدِیٌّ ،و ما عَدَا ذلک تَصْحِیف.

و أَهْلُ الیَمَنِ و الغَوْرِ یُسَمُّون فَسَاطِیطَ عُمَّالِهِم:

الْأَجْوَافَ .

و جَوْفُ اللَّیْلِ :الْآخِرُ،فی الحَدِیثِ ، و هو

14- قَوْلُهُ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم: لَمَّا سُئِلَ :أیُّ اللَّیْلِ أَسْمَعُ ؟قال:« جَوْفُ اللَّیلِ الآخِرِ». أی:

ثُلُثُهُ الْآخِر،و هو الجُزْءُ الخَامِسُ مِن أَسْدَاسِ اللَّیْلِ ، أی لا نِصْفُه،کما زَعَمَهُ بَعْضُهُم.

و الْأَجْوَفَانِ :الْبَطْنُ ،و الْفَرْجُ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و منه

14- الحدیثُ : «إنَّ أَخْوَفَ ما أَخَافُ عَلَیکُم الْأَجْوَفَانِ ». ؛و إنَّمَا سُمِّیَا لاِتِّسَاعِهِمَا. و الْجَوَفُ ،مُحَرَّکَهً :السَّعَهُ ، یُقَال:شَیْ ءٌ أَجْوفُ بَیِّنُ الْجَوَفِ :أی وَاسِعٌ .

و الْأَجْوَفُ : مِنْ صِفَاتِ (2)الْأَسَدِ الْعَظِیمُ الْجَوْفِ ، قال:

أَجْوَفُ جَافٍ جَاهِلٌ مُصَدَّرُ

و الْأَجْوَفُ فی الاصْطِلاحِ الصَّرْفیِّ :الْمُعْتَلُّ الْعَیْنِ ، أی:ما کان أَحَدُ حُرُوفِ العِلَّهِ فی عَیْنِ الکَلِمَهِ ،أی:

وَسَطِهَا و جَوْفِها ،نحو:قال،و باع. و الْأَجْوَفُ : الْوَاسِعُ بَیِّنُ الْجَوَفِ ،و

16- فی خَلْقِ آدَمَ عَلَیه السِّلامُ : «فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خَلْقٌ لا یَتَمَالَکُ ». أی:لا یَتَمَاسَکُ ،و الْأَجْوَفُ :

الذی له جَوْفٌ ،و

17- فی حدیثِ عِمْرَانَ : «کانَ عُمَرُ أَجْوَفَ جَلِیداً». أی کَبیرَ الجَوْفِ عَظِیمَهُ ،و الجَمْع: الجُوفُ ، بالضمِّ ،قال:

حَارِ بنَ کَعْبٍ أَلاَ الْأَحْلاَمُ (3)تَزْجُرُکُمْ

عَنَّا و أَنْتُمْ مِنَ الْجُوفِ الْجَمَاخِیرِ؟

کالْجُوفیّ ،بالضَّمِّ أی:وَاسِعُ الجَوْفِ ،و ضَبَطَهُ الجَوْهَرِیُّ بالفَتْحِ ،و أَنْشَدَ لِلعَجَّاجِ یَصِفُ کِنَاسَ ثَوْرٍ:

فَهْوَ إذا مَا اجْتَافَهُ جَوْفیُّ

کَالْخُصِّ إذْ جَلَّلَهُ الْبَارِیُّ

قال الصَّاغَانِیُّ :الصَّوابُ ضَمُّ الجِیمِ فی اللُّغَهِ و الرَّجَزِ، و هو من تَغَیُّراتِ النَّسَبِ ،کالسُّهَیْلِیِّ و الدُّهْرِیِّ .

و الجَوْفَاءُ مِن الدِّلاَءِ:الوَاسِعَهُ ذاتُ جَوْفٍ ،أی:سَعَهٍ ، و مِن الْقَنَا و الشَّجَرِ (4):الْفَارِغَهُ ذاتُ جَوْفٍ ،و جَمْعُ الکُلِّ :

جُوْفٌ ،بالضمِّ .

و الجَوْفَاءُ :مَوْضِعٌ ،أَوْ مَاءٌ لِمُعَاوِیَهَ ،و عَوْفٍ ،ابْنَیْ عامرِ بنِ رَبِیعَهَ ، قال جَرِیرٌ:

و قَدْ کَانَ فی بَقْعَاءَ رِیٌّ لِشَائِکُمْ

و تَلْعَهِ و الْجَوْفَاءُ یَجْرِی غَدِیرُهَا

و قال أَبو عُبَیْدَهَ فی تَفْسِیرِ هذا البیتِ :هذِه أَماکنُ و مِیَاهٌ لبَنِی سَلِیطٍ حَوَالِی الْیَمَامَهِ ،و نَسَبَ الشِّعْرَ لِغَسَّانَ بنِ ذُهَیْلٍ .

و الجَائِفَهُ :طَعْنَهٌ تَبْلُغُ الْجَوْفَ ، وَ قال أَبو عُبَیْدٍ:و قد تکونُ

ص:124


1- (1) الآیه الأولی من سوره نوح. [1]
2- (2) فی التکمله:و الأجوف:الأسد،کأنه جعله اسماً له.
3- (3) الأساس بروایه:ألا أحلام.
4- (4) فی القاموس المطبوع ط مصر و الرساله بیروت:و من الشَّجَرِ.

التی تُخَالِطُ الجَوْفَ ،و التی تَنْفُذُ أَیضاً،کما فی الصِّحاحِ ، وَ منه

16- الحَدِیثُ : «فی الْجَائِفَهِ ثُلُثُ الدِّیَهِ ». قال ابنُ الأَثِیر:

وَ المُرَادُ بالجَوْفِ هاهنا کُلُّ ما لَهُ قُوَّهٌ مُحِیلَهٌ کالبَطْنِ وَ الدِّمَاغِ ،و

16- فی حدیثٍ (1): «و مَا مِنَّا أَحَدٌ لَوْ فُتِّشَ إِلاَّ فُتِّشَ عَنْ جَائِفَهٍ أَوْ مُنَقِّلَهٍ إِلاَّ عُمَرَ،و ابنَ (2)عُمَرَ». أَراد لیس أَحَدٌ إِلاَّ وَ فیه عَیْبٌ عَظِیمٌ ،فاسْتَعَارَ الْجَائِفَهَ و المُنَقِّلَهَ لذلک.

و جِیفَانُ عَارِضِ الْیَمَامَهِ :خَمْسَهُ مَوَاضِعَ ،یُقَال: جَائِفُ کذا،و جَائِفُ کذا نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ (3).

و تَلْعَهٌ جَائِفَهٌ :قَعِیرَهٌ ،ج: جَوَائِفُ .

وَ جَوَائِفُ النَّفْسِ :ما تَقَعَّرَ مِن الجَوْفِ فی (4)مَقَارِّ الرُّوحِ قال الفَرَزْدَقُ :

أَ لَم یَکْفِینِی مَرْوَانُ لَمَّا أَتَیْتُهُ

زِیَاداً و رَدَّ النَّفْسَ بَیْنَ الْجَوَائِفِ ؟

کذا فی اللسان،و یُروی:

نِفَارًا و رَدَّ النَّفْسَ بَیْنَ الشَّرَاسِفِ

و الْمَجُوفُ ،کمَخُوفٍ : الرَّجُلُ الْعَظِیمُ (5)الْجَوْفِ ، عن أَبِی عُبَیْدهَ ،قال الْأَعْشَی یَصِفُ نَاقَتَهُ :

هِی الصَّاحِبُ الْأَدْنَی و بَیْنِی و بَیْنَهَا

مَجُوفٌ عِلاَفیٌّ و قِطْعٌ و نُمْرُقُ

یقول:هی الصَّاحِبُ الذی یَصْحَبُنِی،کما فی الصِّحاحِ وَ العُبَابِ .

و المُجَوَّفُ ، کمُعَظَّمٍ :ما فِیه تَجْوِیفٌ ، و هو أَجْوَفُ ، کما فی الصِّحاحِ ،قال: و المُجَوَّفُ مِن الدَّوابِّ ،الذی یَصْعَدُ الْبَلَقُ منه حتَّی یَبْلُغَ الْبَطْنَ ، عن الأَصْمَعِیِّ ،و أَنْشَدَ لطُفَیْلٍ الْغَنَوِیِّ :

شَمِیطُ الذُّنابَی جُوِّفَتْ وهْیَ جَوْنَهٌ

بِنُقْبَهِ دِیبَاجٍ و رَیْطٍ مُقَطَّعِ

وَ قال أَبو عمرٍو:و إذا ارْتَفَعَ بَلَقُ الفَرَسِ إلی جَنْبَیْهِ فهو مُجَوَّفٌ بَلَقًا،و أَنْشَدَ:

وَ مُجَوَّف بَلَقًا مَلَکْتُ عِنَانَهُ

یَعْدُو علَی خَمْسٍ قَوَائِمُهُ زکَا

علی خمْسٍ ،أی:مِن الوَحْشِ فیَصِیدُهَا.

وَ قال أَبو عُبَیْدٍ: أَجْوَفُ :أَبْیَضُ البَطْنِ إِلَی مُنْتَهَی الجَنْبَیْنِ ،و لَونُ سَائِرِه ما کانَ ،و هو المُجَوَّفُ بالْبَلَقِ ، وَ مُجَوَّفٌ بَلَقًا.

و مِن المَجَازِ: المُجَوَّفُ مِنَ الرِّجَالِ : مَن لاَ قَلْبَ له، وَ هو الجَبَانُ ،و منه قَوْلُ حَسَّانَ یَهْجُو أَبا سُفْیَانَ بنَ المُغِیرَهِ بنِ الحارِث بن عبدِ المُطَّلِبِ رَضِیَ اللّه عنهما:

أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفْیَانَ عَنِّی

فَأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَوَاءُ

أی خَالِی الجَوْفِ مِن القَلْبِ ،و وَقَعَ فی اللِّسَانِ :«أَلا أَبلغ أَبا حَسَّانَ » (6)و الصوابُ ما ذکرتُ .

و الْجُوفیُّ ،ککُوفیٍّ ،و قد یُخَفَّفُ لِضَرُورَهِ الشِّعْرِ، و الجُوَافُ ، کغُرَابٍ :سمَکٌ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال:

وَ أَنْشَدَنِی أَبو الغَوْثِ قَوْلَ الرَّاجِزِ:

إِذا تَعَشَّوْا بَصَلاً و خَلاَّ

و کَنْعَداً و جُوفِیا قَدْ صَلاَّ

باتُوا یَسُلُّونَ الْفُسَاءَ سَلاَّ

سَلَّ النَّبِیطِ الْقَصَبَ الْمُبْتَلاَّ

قلتُ :و رِوَایَهُ ابنُ دُرَیْدٍ:

و جُوفِیاً مُحَسَّفاً قد صَلاَّ (7)

قال الجَوْهَرِیُّ :و إِنَّمَا خَفَّفَهُ للضَّرُورَهِ .

وَ

17- فی النِّهایَهِ ،فی حَدِیثِ مالِکِ بنِ دِینَارٍ: «أَکَلْتُ رِغیفاً وَ رَأْسَ جُوَافَه فَعَلَی الدُّنیَا الْعَفَاءُ». الجُوَافَهُ ،بالضَّمِّ :ضَرْبٌ مِن السَّمَکِ ،و لیس مِن جَیِّدِهِ .

و قال المُؤَرِّجُ (8): الْجُوفَانُ ،بالضَّمِّ :أَیْرُ الْحِمَارِ، وَ کانَتْ بنو فَزَارَهَ تُعَیَّرُ بأَکْلِ الجُوفَانِ ،فقَالَ سَالِمُ بنُ دَارَهَ یَهْجُوهم:

ص:125


1- (1) فی النهایه و [1]اللسان: [2]حدیث حُذیفه:«ما منا»بدون واو العطف.
2- (2) وردت بالأصل«وبن».
3- (3) التکمله فی ماده جیف.
4- (4) فی التهذیب و اللسان:و [3]مقارّ الروح.
5- (5) فی الصحاح و اللسان:الضخم الجوف.
6- (6) الذی فی اللسان:« [4]أبا سفیان»و نبه مصححه بهامشه إلی روایه الشارح.
7- (7) بالأصل«مجنّفا»و المثبت عن الجمهره 109/2. [5]
8- (8) کذا بالأصل و اللسان و [6]فی التهذیب:ابن شمیل.

لاَ تَأْمَنَنَّ فَزَارِیّاً خَلَوْتَ بِهِ

عَلَی قَلُوصِکَ و اکْتُبْهَا بِأَسْیَارِ

لاَ تَأْمَنَنْهُ و لاَ تَأْمَنْ بَوَائِقَهُ

بَعْدَ الذی امْتَلَّ أَیْرَ الْعَیْرِ فی النَّارِ

أَطْعَمْتُمُ الضَّیْفَ جُوفَانًا مُخَاتَلَهً

فَلاَ سَقَاکُمْ إِلهِی الْخَالِقُ البَارِی

و قال أَبو عُبَیْدٍ: أَجَفْتُه الطَّعْنَهَ :بَلَغْتُ بها جَوْفَهُ ،کجُفْتُه بها، حَکَاهُ عن الکِسَائِیِّ فی باب أَفْعَلْتُ الشَّیْ ءَ و فَعَلْتُ به.

و أَجَفْتُ الْبَابَ :رَدَدْتُهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجازٌ، وَ منه

16- الحَدِیثُ : «و أَجِیفُوا الْأَبْوَابَ ،و أَطْفِئُوا المَصَابِیحَ » (1).

و تَجَوَّفَهُ :دَخَلَ جَوْفَهُ ، کاجْتَافَهُ ، قال لَبِیدٌ رَضِیَ اللّه عنه،یَصِفُ مَهَاهً ،و فی اللِّسَانِ :مَطَرًا:

بِجْتَافُ أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّذاً

بِعُجُوبِ أَنْقَاءٍ یَمِیلُ هَیَامُهَا

وَ قال ذُو الرُّمَّهِ :

تَجَوَّفَ کُلَّ أَرْطَاهٍ رَبُوضٍ

مِن الدَّهْنَا تَفَرَّعَتِ الْحِبَالاَ

و اسْتَجَافَ الْمَکَانَ :وَجَدَهُ أَجْوَفَ ، کما فی العُبَابِ وَ اللِّسَانِ .

و اسْتَجَافَ الشَّیْ ءُ:اتَّسَعَ ، کاسْتَجْوَفَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ أَنْشَدَ لأَبِی دُؤَادٍ.یَصِفُ فَرَساً:

فهْیَ شَوْهَاءُ کَالْجُوَالِقِ فُوهَا

مُسْتَجَافٌ یَضِلُّ فیه الشَّکِیمُ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:

جَافَهُ جَوْفاً :أَصابَ جَوْفَه ،و جَافَ الصَّیْدُ (2):دَخَلَ السَّهْمُ فی جَوْفِهِ و لم یَظْهَرْ مِنَ الجانِبِ الآخَر.

وَ جَافَهُ الدَّوَاءُ فهو مَجُوفٌ :إذا دَخَلَ جَوْفَهُ .

وَ وِعَاءٌ مُسْتَجَافٌ :واسِعٌ .

وَ جَوَّفَهُ تَجْوِیفاً :طَعَنَهُ فی جَوْفِهِ .و فَرَسٌ أَجْوَفُ ،و مَجُوفٌ کمَقُولٍ :أبْیَضُ الجَوْفِ إلی مُنْتَهَی الجَنْبِیْنِ .

وَ رَجُلٌ أَجْوَفُ و مَجُوفٌ :جَبَانٌ .

وَ قَوْمٌ جُوفٌ :بالضَّمِّ .

وَ المُجَافُ ،بالضَّمِّ :البابُ المُغْلَقُ :و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

فَجِیئآ مِنَ البابِ الْمُجَافِ تَوَاتُرًا

وَ إِنْ تَقْعُدَا بِالْخَلْفِ فَالخَلْفُ وَاسِعُ

وَ تَجَوَّفَتِ الْخُوصَهُ الْعَرْفَجَ ،و ذلِکَ قبلَ أَن تَخْرُجَ و هی فی جَوْفِهِ .

وَ الجَوْفُ :الوَادِی،و قیلَ :بَطْنُهُ ،و الجُوفَانُ ،بالضَّمِّ :

ذَکَرُ الرَّجُلِ ،قال:

لأَحْنَاءُ الْعِضَاهِ أَقَلُّ عَارًا

مِنَ الْجُوْفَانِ یَلْفَحُهُ السَّعِیرُ

وَ الجَائِفُ :عِرْقٌ یَجْرِی علَی العَضُدِ إِلَی نُغْضِ الْکَتِفِ ، وَ هو الفَلِیقُ .

وَ اللُّؤْلُؤُ المُجَوَّفُ ،کمُعَظَّمٍ :هو الأَجْوَفُ .

جهف

جُهافَهُ ،کثُمامَهٍ أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللسان،و الصّاغانِیّ فی التَّکْمِلَهِ (3)،و الأَزْهَرِیُّ ،و ابنُ سِیدَه،و قال ابنُ فَارِسَ :هو اسْمُ رَجُلٍ (4).

قال: و اجْتَهَفَ الشَّیْ ءَ اجْتِهَافاً : أَخَذَهُ أَخْذاً کَثِیرًا، هکَذا نَقلَهُ عنه الصَّاغَانِیُّ فی العُبَابِ .

قلتُ :و کأَنَّهُ لُغَهٌ فی:اجْتَأَفَهُ ،بالهَمْزَهِ ،أو اجْتَحَفَهُ ، بالحاءِ.

جیف

الْجِیفَهُ ،بالکَسْرِ:جُثَّهُ الْمَیِّتِ و قَدْ أَراحَ ، أَنْتَنَ ،و عَمَّهُ بعضُهُمْ ،و

16- فی حدیثِ ابنِ مَسْعُودٍ: «لا أَعْرِفَنَّ أَحَدَکُمْ جِیفَهَ لَیْلٍ قُطْرُبَ نَهَارٍ». أی،یَسْعَی طُولَ نَهَارِهِ لِدُنْیاه،و یَنَامُ طُولَ لَیْلِهِ کالجِیفَهِ التی لا تَتَحَرَّکُ ، ج: جِیَفٌ ،ثم أَجْیَافٌ ، کعِنَبٍ ،و أَعْنَابٍ المُرَادُ مِن ذلک مُطْلَقُ الوَزْنِ ،و إِلاَّ فالعِنَبُ مُفْرَدٌ لا جَمْعٌ ،کما هو ظَاهِرُ.

ص:126


1- (1) أی ردوها و أغلقوها،کما فی الأساس.
2- (2) اللسان:و حافَ الصیدَ:أدخل السهمَ .
3- (3) ذکره الصاغانِی فی التکمله.
4- (4) قال ابن فارس فی المقاییس 489/1 [1] الجیم و الهاء و الفاء لیس أصلا إنما هو من باب الإبدال.

و ذُو الْجِیفَهِ :ع،بیْن الْمَدِینَهِ علَی ساکِنِها الصَّلاهُ وَ السلامُ ، و بین تَبُوکَ .

و الجِیافُ ، ککِتَابِ :مَاءٌ بَیْن الْبَصْرَهِ ، علَی یَسَارِ طَرِیقِ الحَاجِّ منها،بینَهَا و بینَ مَکَّهَ ، شَرَّفَهَا اللّه تعالَی،قال ابنُ الرِّقاعِ :

إِلی ذِی الْجِیافِ ما بِه الیَوْمَ نَازِلٌ

وَ ما حَلَّ مُذْ سَبْتٍ طَوِیلٍ مُهَجِّرُ

وَ قیل:هو بالحاءِ،و هو أَصَحُّ ،و سیُذْکَر فی مَحَلِّه إِن شاءَ اللّه تَعَالی.

و الجَیَّافُ . کشَدَّا.النَّبَّاشُ ، وَ منه

16- الحدیثُ : «لاَ یَدْخُلُ الْجَنَّهَ دَیُّوثٌ (1)و لا جَیَّافٌ ». و إِنَّمَا سُمِّیَ به لأَنَّه یَکْشِفُ الثِّیَابَ عن جِیَفِ المَوْتَی و یأْخُذُهَا،و قِیل:سُمِّیَ به لِنَتَنِ فِعْلِهِ ، وَ قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَصلُ الیاءِ فی الجِیفَهِ وَاوٌ،و ذکَرها فی تَرْکِیبِ «ج و ف».

و جَافَتِ الْجِیفَهُ ، تَجِیفُ : إذا أَنْتَنَتْ ، و أَرْوَحَتْ ، کجَیَّفَتْ تَجْیِیفاً ، و اجْتَافَتْ ، وَ منه

14- حدیثُ بَدْرٍ: «أَ تُکَلِّمُ أَنَاساً جَیَّفُوا ؟».

أی:أَنْتَنُوا.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: جَیَّفَهُ : إِذا ضَرَبَهُ .

قال: و جَیَّفَ فُلانٌ فی کذا،و جُیِّفَ : أی فَزَّعَ و أُفْزِعَ .

قلتُ :و کأَنَّهُ لُغَهٌ فی جُیِفَ ،کعُنِیَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

انْجَافَتِ الجِیفَهُ :أَنْتَنَتْ .

فصل الحاءِ مع الفاءِ

حترف

الْحُتْرُوفُ ،کعُصْفُورٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، وَ قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو الکَادُّ علی عِیَالِهِ ، هکذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و غیرُهُم.

حتف

الْحَتْفُ الْمَوْتُ ، قال الجَوْهَرِیُّ :و لا یُبْنَیمنه فِعْلٌ ،و کذا صَرَّحَ به ابنُ فَارِسٍ ،و المَیْدَانِیُّ ، وَ الْأَزْهَرِیُّ ،قال شیخُنَا:و حَکَی ابنُ القُوطِیَّهِ ،و ابنُ القَطَّاع -و غیرُهما من أَرْبَاب الأَفْعَالِ -أَنَّه یُقَالُ منه: حَتَفَ ، کَضَرَبَ و إِخَالُه فی المِصْبَاحِ أَیضاً.انتهی.

قلتُ :و إِلیه یَلْحَظُ کلامُ الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَسَاسِ ،حیثُ قال:«المَرْءُ یَسْعَی و یَطُوف،و عَاقِبَتُه الحُتُوف » الحُتُوفُ :

مَصْدَرٌ بمَعْنَی الحَتْفِ .و هو أَیضاً:جَمْعُ حَتْفٍ ،فَتَأَمَّل.

و یُقال: مَاتَ فلانٌ حَتْفَ أَنْفِهِ ،و یُقال أَیضا:مات حَتْفَ فِیهِ ، وَ هو قَلِیلٌ (2)،کأَنَّه لِأَنَّ نَفْسَهُ تَخْرُجُ بتَنَفُّسِه منه،کما یَتَنَفَّسُ مِن أَنْفِهِ ، و یُقَال أَیضاً: حَتْفَ أَنْفَیْهِ ، وَ منه قَوْلُ الشاعِرِ:

إِنَّمَا المَرْءُ رَهْنُ مَیْتٍ سَوِیٍّ

حَتْفَ أَنْفَیْهِ أو لِفِلْقٍ طَحُونِ

وَ یَحْتَمِلُ أَن یکونَ المرادُ مِنْخَرَیْهِ ،و یَحْتَمِلُ أَن یکونَ المُرَادُ أَنْفَهُ و فَمَهُ ،فغَلَّبَ الأَنْفَ للتَّجاوُرِ،و منه

14- الحَدِیثُ :

«و منْ مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللّهِ ». أی فی سَبِیلِ اللّه،قال أَبو عُبَیْدٍ:هو أَن یَمُوتَ عَلَی فِرَاشِهِ مِن غَیْرِ قَتْلٍ و لا ضَرْبٍ و لا غَرَقٍ و لا حَرَقٍ ،و لا سَبُعٍ .و لا غیرِه، وَ فی روایهٍ :«فهو شَهِیدٌ»،قال عبدُ اللّه بنُ عَتِیکٍ -رَضِیَ اللّه عنهُ ،و هو رَاوِی هذا الحدیث-:و اللّه إِنَّهَا لَکَلِمَهٌ ما سَمِعْتُها مِنْ أَحَدٍ من العَرَبِ قَطُّ قَبْلَ رسولِ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،یعنی قولَه:« حَتْفَ أَنْفِهِ »،و

16- فی حدیثِ عُبَیْدِ (3)بنِ عُمَیْرٍ،أَنَّه قال فی السَّمَک: «ما مَاتَ مِنْها حَتْفَ أَنْفِهِ فَلاَ تَأْکُلْهُ ». یعنی السَّمَکَ الطَّافیَ ،قال القَطَرِیُّ :

فإِنْ أَمُتْ حَتْفَ أَنْفی لا أَمُتْ کَمَداً

علَی الطِّعَانِ و قَصْرُ الْعَاجِزِ الْکَمَدُ

قال أَبو أحمد الحسنُ بنُ عبدِ اللّه بنِ سَعِیدٍ العَسْکَرِیُّ :

و إِنَّمَا خُصَّ الْأَنْفُ ،لِأَنَّه أَرَادَ أنَّ رُوحَه تَخْرُجُ مِن أَنْفِهِ بِتَتَابُعِ نَفَسِهِ ؛ لأَنَّ المَیِّتَ علَی فِرَاشِهِ مِن غَیْرِ قَتْلٍ یَتَنَفَّسُ حتی یَنْقَضِیَ رَمَقُهُ ،فخُصَّ الأَنْفَ بذلِکَ ؛لأَنَّ مِن جِهَتِهِ یَنْقَضِی الرَّمَقُ ،أَو لِأَنَّهُمْ کانُوا یَتَخَیَّلُونَ أنَّ الْمَرِیضَ تَخْرُجُ رُوحُهُ مِن أَنْفِهِ ،و رُوحُ الْجَریحِ مِن جِرَاحَتِهِ ، قالَه ابن

ص:127


1- (1) کذا بالأصل و اللسان و [1]فی الفائق 382/1«دیبوب و لا قلاع»و الدیبوب الذی یدب بین الرجال و النساء و یسعی حتی یجمع بینهم.
2- (2) یعنی قلیل الاستعمال.
3- (3) فی اللسان: [2]عبید اللّه.

الْأَثِیرِ،و فی العُبَابِ :و قیل:لِأَنَّ نَفْسَهُ تَخرُج بتَنَفُّسِهِ مِن فِیهِ وَ أَنْفِهِ ،و غُلِّب أَحَدُ الاسْمَیْنِ علَی الآخَرِ لِتَجَاوُرِهما، وَ انْتَصَبَ « حَتْفَ أَنْفِهِ »عَلَی المَصْدَرِ،کأَنَّه قِیلَ :مَوْتَ أَنْفِهِ ، وَ فی اللسَانِ :کأَنَّهم تَوَهَّمُوا« حَتَفَ »و إن لم یَکُنْ له فِعْلٌ .

وَ فی حَدِیثِ عامِرِ بنِ فُهَیْرَهَ :

و الْمَرْءُ یَأْتِی حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ

یُرِیدُ أنَّ حَذَرَهُ و جُبْنَهُ غیرُ دَافِعٍ عنه الْمَنِیَّهِ إذا حَلَّتْ به، وَ أَوَّلُ مَن قال ذلک عَمْرُو بنُ مَامَهَ فی شعره،کما فی اللسانِ .

قلتُ :و قد جاءَ فی بَیْتِ السَّمَوْأَلِ أَیضاً (1)،و هو یُخَالِفُ ما سبَق مِن قَوْلِ رَاوِی الحَدِیثِ :إِنَّهَا کلمهٌ لَم یَسْمَعْها مِن أَحَدٍ مِن العَرَبِ قَطُّ قَبْلَ رسولِ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،و أَجابُوا بأَنَّه لم یَسْمَعْهَا،أو أنَّ الرِّوَایَهَ لیْسَتْ کذلکَ ،کما نَقَلَهُ شَیْخُنَا،و فیه نَظَرٌ و تَأَمُّلٌ .

ج: حُتُوفٌ ، وَ أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِحَنَشِ بنِ مَالِکٍ :

فَنَفْسَکَ أَحْرِزْ فإِنَّ الْحُتُو

فَ یَنْبَأْنَ بِالمَرْءِ فی کُلِّ وَادٍ

و حَیَّهٌ حَتْفَهٌ :نَعْتٌ لها، هکذا فی شِعْرِ أُمَیَّهَ ،زاد الزَّمَخْشَرِیُّ :کما یُقَالُ :امْرَأَهٌ عَدْلَهٌ ،قال أُمَیَّهُ :

وَ الْحَیَّهُ الْحَتْفَهُ الرَّقْشَاءُ أَخْرَجَهَا

مِنْ بَیْتِهَا أَمَنَاتُ اللّه و الکَلِمُ (2)

و الْحُتَیْفُ ،کزُبَیْرٍ:ابنُ السِّجْفِ ،و اسْمُهُ الرَّبِیعُ بنُ عَمْرِوٍ، وَ السِّجْفُ لَقَبُ أَبِیهِ ،و هو ابنُ عبدِ الحارِثِ بنِ طَرِیفِ بنِ عَمْرِو بنِ عَامرِ بنِ ربِیعَهَ بنِ کَعبِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ سَعْدِ بنِ ضَبَّهَ بنِ أُدٍّ،و نَسَبَهُ ابنُ الیَقْظَان،فقَالَ :هو الحُتَیْفُ بنُ السِّجْفِ بنِ بَشِیرِ بنِ أَدْهَمَ بنِ صَفْوَانَ بنِ صَبَاحِ بنِ طَرِیفِ بنِ عَمْرٍو: شَاعِرٌ،فَارِسٌ ، قال جَمِیلُ بنُ عَبَدَهَ بنِ سَلَمَهَ بنِ عَرَادَهَ یَفْخَرُ بفِعَالِ جَدِّهِ الحُتَیْفِ ،و أُمُّ سَلَمَهَ بنِ عَرَادَهَ سَلامَهُ بنتُ الحُتَیْفِ :

حُتَیْفُ بنُ عَمْرٍو و جَدُّنا کان رِفْقَهً

کضَبَّهَ أَیَّامٌ له و مَآثِرُ

أَوْ هُوَ حَنْتَفٌ کجَعْفرٍ،کما قالَه ابنُ دُرَیْدٍ فی کتابِ الاشْتِقاقِ ،و وَافَقَهُ ابنُ الکَلْبِیِّ ،و هو وَهَمٌ .

و حُتَیْفُ بنُ زَیْدِ بنِ جَعْوَنَهَ النَّسَّابَهُ ، وَ هو أَحَدُ بنی المُنْذِرِ بنِ جَهْمهَ بنِ عَدِیِّ بنِ جُنْدَبِ بنِ الْعَنْبَرِ بنِ عَمْرِو بن تَمِیمٍ ،له مع دَغْفَلٍ النَّسَّابَهِ خَبَرٌ.

قلتُ و یُقالُ فیه أَیضاً:حَنْتَفٌ ،کما ضَبَطَه الحافظُ هکذا.

*و مما یستدرک عَلَیه:

حُتَافَهُ الخِوَانِ ،بالضَّمِّ کحُتَامَتِه:ما انْتَثَرَ فَیُؤْکَلُ و یُرْجَی فیه الثَّوابُ ،و یُقالُ :هو حُفَافَهٌ ،بالَفاءِ،کما سیأْتی.

وَ الحتْفُ ،بالفَتْحِ :سَیْفٌ لِلنَّبِیِّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،نَقَلَهُ شَیْخُنَا.

حثرف

الْحَثْرَفَهُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:

هی الخُشُونَهُ ،و الْحُمْرَهُ تکونُ فی الْعَیْنِ .

قال: و حَثْرَفَهُ عَن (3)مَوْضِعِهِ :زَعْزَعَهُ و حَرَّکَهُ ،و لیس بثَبْتٍ .

قال: و تَحَثْرَفَ الشَّیْ ءُ من یَدِی: إذا تَبَدَّدَ (4)،فی بعضِ اللُّغَاتِ .

حثف

الْحِثْفُ ،بِالْکَسْرِ،و کَکَتِفٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحبُ اللِّسَانِ ،و قال أَبو عمرٍو:هما لُغَتَانِ فی الحِفْثِ ، بالکَسْرِ، و الفَحِثِ ، ککَتِفٍ ،کما فی العُبَابِ ، وَ الجَمْعُ : أَحْثَافٌ .

حجرف

الْحُجْرُوفُ ،کعُصْفُورٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ قال ابنُ دُرَیْدٍ:هی دُوَیْبَهٌ طَوِیلَهُ الْقَوَائِمِ أَعْظَمُ مِن النمْلَهِ ، کذا فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ ،و قال أبو حاتمٍ :هی العُجْرُوفُ بالعَیْنِ ،کما سیأْتی.

حجف

الْحَجَفُ ،مُحَرَّکَهً :التُّرُوسُ مِن جُلُودٍ خَاصَّهً ،و قیل:مِن جُلُودِ الْإِبِلِ مُقَوَّرَهً ، بِلاَ خَشَبٍ ،و لاَ

ص:128


1- (1) یعنی قوله: وَ ما مات منا سیّدٌ حتف أنفه وَ لا طلّ منا حیث کان قتیلُ عن حاشیه المطبوعه الکویتیه،و تخریجه فیها.
2- (2) الأساس و عجزه فیه: من جُحرها أمناتُ اللّه و القَسَمُ .
3- (3) اللسان:من موضعه.
4- (4) فی التکمله:«إذا بدّدته»و الأصل کاللسان.

عَقَبٍ و قال ابنُ سِیدَه:یُطَارَقُ بَعْضُها بِبَعْضٍ ،و کذلک الدَّرَقُ ،و أَنشد ابنُ فارِسٍ :

أَ یَمْنَعُنَا الْقَوْمُ ماءَ الْفُرَاتِ

وَ فِینَا السُّیُوفُ و فِینَا الْحَجَفْ ؟

و قال أَبو العَمَیْثَلِ : الحَجَفُ : الصُّدُورُ، علی التَّشْبِیهِ بالتُّرُوسِ ، وَاحِدَتُهُما حَجَفَهٌ بالتَّحْرِیکِ أَیضاً،و منه

14- الحَدِیثُ : «أَنَّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم أُتِیَ بِسَارِقٍ سَرَقَ حَجَفَهً ،فَقَطَعَهُ ». و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرَّاجِزِ و هو سُؤْرُ الذِّئْبِ :

مَا بَالُ عَیْنٍ عَنْ کَرَاهَا قَد جَفَتْ

مُسْبَلَهً تَسْتَنُّ لَمَّا عَرَفَتْ

دَارًا لِلَیْلَی بَعْدَ حَوْلٍ قد عَفَتْ

بَلْ جَوْزِ تَیْهَاءَ کَظَهْرِ الْحَجَفَتْ

یُرِیدُ:رُبَّ جَوْزِ تَیْهَاءَ،قال:و مِنَ العربِ مَن إذا سَکَتَ علَی الْهَاءِ جَعَلَهَا تاءً،فقَال:هذا طَلْحَتْ ،و خُبْزُ الذُّرَتْ ، قال الصَّاغَانِیُّ :و هُم طَیِّیءُ.

قلتُ :و الرَّجَزُ المذکورُ مُدَاخَلُ ،و قد أَنْشدَه صاحِبُ اللِّسَانِ (1)علَی الصَّوابِ ،فانْظُرْهُ .

و قال بعضُهم: الحُجَافُ ، کغُرَابٍ :مَشْیُ الْبَطْنُ عَن تُخَمَهٍ ، أَو مِنْ شَیْ ءٍ لا یُلاَئِمُ لُغَهٌ فی تَقْدِیمِ الْجِیمِ .

و قال ابنُ الْأَعْرَابِیِّ : الْمَحْجُوفُ ، وَ المحْجُوفُ وَاحِدٌ، وَ أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

بل أَیُّهَا (2)الدَّارِیءُ کَالمَنْکُوفِ

و المُتَشَکِّی مَغْلَهَ الْمَحْجُوفِ

قلتُ :الرَّجَزُ لِرُؤْبَهَ ،و الدَّارِیءُ:الذی دَرأَتْ غُدَّتُه:أی خَرَجَتْ .

قال ابنُ الْأَعْرَابِیِّ ،و المَنْکُوفُ : المُشْتَکِی نَکَفَتَهُ ،و هی أَصْل اللِّهْزِمَهِ ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ هکذا،و قیل:النَّکَفَتَانِ (3)اللَّتَانِ فی رَأْدَی اللَّحْیَیْنِ ،کما سیأْتِی،و عَلَی کلِّ حالٍ فکلامُ المُصَنِّفِ ،لا یَخْلُو عن نَظَرٍ،فإِنَّ الذی ذکَرَه إِنَّمَا هو تَفْسِیرُ المَنْکُوفِ ،لا المَحْجُوفِ ،و إِنَّما المَحْجُوفُ :مَنْ بِهمَغَسٌ فی بَطْنِهِ شَدِیدٌ،فتَأَمَّلْ .

و الْحَجِیفُ ، کأَمِیرٍ:صَوْتٌ یَخْرُجُ مِن الْجَوْفِ کالجَحِیفِ .

و احْتَجَفَهُ :اسْتَخْلَصَهُ .

و احْتَجَفَ الشَّیْ ءَ:حَازَهُ .

و احْتَجَفَ نَفْسَهُ عَن کَذَا: أی ظَلَفَهَا، وَ کذلک:

اجْتَحَفَهَا (4).

و الْمُحَاجِفُ :صَاحِبُ الْحَجَفَهِ الْمُقَاتِلُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و المُحَاجِفُ : الْمُعارِضُ ، یُقَالُ : حَاجَفْتُ فُلانًا:إذا عَارَضْتَهُ و دَافَعْتَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و انْحَجَفَ :تَضَرَّعَ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

حَجَفَهُ :مُحَرَّکَهً :مِن أَسْمَائِهِم.

وَ أَبو ذَرْوَهَ بنُ حَجَفَهَ ،مِن شُعَرَائِهم،قَالَهُ ثَعْلَبٌ ،کذا فی اللِّسَانِ .

حذرف

المُحَذْرَفُ ،بفَتْحِ الرَّاءِ، أی علَی صِیغَهِ اسْمِ المَفْعُول،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبَّاد:هو الشَّیْ ءُ الْمُسَوَّی،نَحْوَ الْحَافِرِ و الظِّلْفِ .

قال: و المُحَذْرَفُ : الْمَمْلُوءُ مِنَ الْأَوَانِی.

قال: و أُمُّ حِذْرِفٍ ،کزِبْرِجٍ : کُنْیَهُ (5)الضَّبُع.

و قال ابو حاتمٍ : مَالَه حَذْرَفُوتٌ ،کَعَنْکَبُوتٍ :أی مالَه فَسِیطٌ ، کما یُقَالُ :مَالَهُ قُلامَهُ ظُفْرٍ، أَو الْحَذْرَفُوتُ ،قُلامَهُ الظُّفْرِ، قال ابنُ دُرَیْدٍ:زَعَمَهُ قَوْمٌ ،و لیس بثَبْتٍ .

حذف

حَذَفَهُ ، یَحْذِفُهُ ، حَذْفاً : أَسْقَطَهُ ، وَ حَذَفَهُ مِن شَعْرِهِ : إذا أَخَذَهُ ، وَ کذا مِن ذَنَبِ الدَّابَّهِ ،کما فی الصِّحاحِ ،و قال غیرُه: حَذَفَهُ حَذْفاً :قَطَعَهُ مِن طَرَفِهِ ، وَ الحَجَّامُ یَحْذِفُ الشَّعَرَ،من ذلِکَ .

و حَذَفَهُ بالعَصَا: ضَرَبَهُ ،و رَمَاهُ بِها، وَ یُقَال:هم ما بَیْنَ حَاذِفٍ و قَاذِفٍ : الحَاذِفُ بالعَصَا،و القَاذِفُ بِالْحَجَرِ،و فی

ص:129


1- (1) بالأصل«أهمان».
2- (2) فی التهذیب و اللسان و التکمله:یا أیها.
3- (3) اللسان:هما الغُدَّتان اللتان....
4- (4) فی اللسان و التهذیب:و احتجنها.
5- (5) التکمله:و أم حذرف:الضبع.

المَثَلِ :«إِیَّایَ و أَنْ یَحْذِفَ أَحَدُکُمُ الْأَرْنَبَ »حَکَاهُ سِیبَوَیْهٌ عن العَرَبِ ،أی:و أَن یَرْمِیَهَا أَحَدٌ،و ذلِکَ لأَنَّهَا مَشْؤُومَهٌ یُتَطَیَّرُ بالتَّعَرُّضِ لها، فالحَذْفُ یُسْتَعْمَلُ فی الضَّرْبِ و الرَّمْیِ مَعاً،و قال اللَّیْثُ : الحَذْفُ :الرَّمْیُ عَن جانبٍ ،و الضَّرْبُ عَن جانبٍ .

و حَذَفَ فی مِشْیَتِهِ : إذا حَرَّکَ جَنْبَهُ و عَجُزَهُ ، قالَهُ النَّضْرُ.

أَو حَذَفَ إِذَا تَدَانَی خَطْوُهُ ، عنه أَیضاً.

و من المَجَازِ: حَذَفَ فُلانًا بِجَائِزَهٍ : إذا وَصَلَهُ بِهَا، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ، و حَذَفَ السَّلاَمَ ، حَذْفاً : خَفَّفَهُ ،و لم یُطِلِ الْقَوْلَ بِهِ ، وَ هو مَجَازٌ أَیْضاً،و منه

16- الحدیثُ : « حَذْفُ السَّلامِ فی الصَّلاَهِ سُنَّهٌ ». و یَدُلُّ عَلَیه

16- حدیثُ النَّخَعِیِّ : «التَّکْبِیرُ جَزْمٌ ،و السَّلامُ جَزْمٌ ». فإِنَّه إذا جَزَمَ السَّلامَ و قَطَعَهُ ،فقد خَفَّفَهُ وَ حَذَفَهُ .

و الحُذَافَهُ ، ککُنَاسَهِ :ما حَذَفْتَهُ مِن الْأَدِیمِ و غَیْرِهِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغَانِیُّ ،هکذا خَصَّ اللِّحْیَانِیُّ بِه حُذَافَهَ الْأَدِیمِ ،و قیل:هو ما حُذِفَ مِن شَیْ ءٍ فطُرِحَ ، و یُقَال أَیضاً: مَا فی رَحْلِهِ حُذَافَهٌ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و لم یُفَسِّرْهُ ، وَ قال الصَّاغَانِیُّ :أی شَیْ ءٌ مِن الطَّعَامِ ، وَ قال الزَّمخْشَرِیُّ :

أی شَیْ ءٌ قلیلٌ مِن الطَّعَامِ و غیرِه،و هی ما حُذِفَ مِن وَشَائِظِ الأَدِیمِ و نَحْوِه.

وَ تقول:أَکَلَ فما أَبْقَی حُذَافَهً ،و شَرِبَ فما تَرَکَ شُفَافَهً ، وَ هو مَجَازٌ،و قال ابنُ السِّکِّیتِ :یُقَال:أَکَلَ الطَّعَامَ فما تَرَکَ منه حُذافَهً ،و احْتَمَلَ رَحْلَهُ فما تَرَکَ منه حُذَافَهً ،قال الْأَزْهرِیُّ :و أصْحَابُ أَبی عُبَیْدٍ رَوَوْا هذا الحَرْفَ فی باب النَّفْیِ :حُذَاقَهً ،بالقاف،و أَنْکَرَهُ شَمِرٌ،و الصوابُ ما قَالَهُ ابنُ السِّکِّیتِ ،و نَحْو ذلک قَالَهُ اللِّحْیَانِیُّ بالفَاءِ،فی نَوَادِرِه.

و حَذْفَهُ ،بالفَتْحِ :فَرَسُ خَالدِ بن جَعْفَرِ بنِ کِلابٍ ،و فیها یقول:

فمَنْ یَکُ سَائِلاً عَنِّی فَإِنِّی

وَ حَذْفَهَ کَالشَّجَا تَحْتَ الْوَرِیدِ

و الحُذَفَهُ ، کهُمَزَهٍ :الْمَرْأَهُ الْقَصِیرَهُ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ (1).

و حُذَافَهٌ ، کثُمَامَهٍ :أَبو بَطْنٍ مِن قُضَاعَهَ ،منهم مُحَمَّدٌ،و إِسْحَاقٌ ،ابْنَا یُوسُفَ الْحُذَافِیَّانِ (2)،الصَّنْعَانِیَّانِ (3)،رَوَی عنهما عُبیْدُ بنُ محمدٍ الکَشْوَرِیُّ (4)،و روی محمد (5)عن عبد الرزَّاقِ الصَّنْعَانِی،قال الحافظُ :و ذکَر الدَّارَقُطْنِیُّ ،أنَّ الذی مِن قُضَاعَه نُسِبَ إلی جُشَمَ و الْحَارِثِ ابْنَی بَکْرٍ یُقَالُ لهُم:بَنُو الْحُذَاقِیَّهِ ،بالقافِ :قال:و منهم مَن قالَ بالْفَاءِ.

و کجُهَیْنَهَ : حُذَیْفَهُ بنُ أَسِیدٍ بن خالدٍ،أبو سُرَیْجَهَ الغِفَارِیُّ ،بَایَعَ تحتَ الشَّجَرَهِ ،و تُوُفِّیَ بالکُوفَهِ .

و حُذَیْفَهُ بنُ أَوْسٍ له نُسْخَهٌ عندَ أَوْلاَدِهِ ،قَالَهُ النِّسَائِیُّ وَحْدَه.

و حُذَیْفَهُ بنُ عُبَیْدٍ المُرَادِیُّ أَدْرَکَ الجاهِلیَّه،و شَهِد فَتْحَ مِصْرَ.

و حُذَیْفَهُ بنُ الْیَمَانِ ، وَ اسمُ أَبِیهِ حِسْل، وَ قیل:حُسَیْل، ابن جابِرِ بنِ عَمْرٍو،و أَبو عبد اللّه العَبْسِیُّ ،و قیل:الیَمَانُ لَقَبُ جَدِّهم جَرْوَهَ بنِ الْحَارِثِ ،کما سیأْتی،تُوُفِّی سنه 36.

و حُذَیْفَهُ :رَجُلان آخَرَانِ ،أَزْدِیٌّ رَوَی عنه جُنَادَهُ الأَزْدِیُّ فی صَوْمِ الجُمُعه،و ذلِک غَلَطٌ و بَارِقِیٌّ یُحَدِّث عنه أَبُو الخَیْرِ مَرْثِدٌ الْیزَنِیُّ ،و هو الأَزْدِیُّ بعَیْنِه،و فیه نِزَاعٌ ، غَیْرُ مَنْسُوبَیْنِ صَحَابِیُونَ ، رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنهم.

و المحَذُوفُ :الزِّقُّ ، نقَلَهُ اللَّیْثُ ،زادَ الزَّمَخْشَرِیُّ :

المَقْطُوعُ (6)،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ قَوْلَ الأَعْشَی:

قَاعِداً حَوْلَهُ النَّدَامَی فَمَا یَنْ

فَکُّ یُؤْتَی بِمُوکَرٍ مَحْذُوفِ (7)

وَ رَوَاهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :مَجْذُوف،بالجِیمِ ،و بالدَّالِ ، وَ الذَّالِ ،و مِثْلُه رَوَی شَمِرٌ،و المَعْنی واحدٌ،و رَوَی أَبو

ص:130


1- (1) فی التکمله:المرأه القصیره جداً.
2- (2) کذا بالأصل،و نقل ابن الأثیر فی اللباب [1]عن ابن الکلبی قال:جشم وَ الحارث ابنا بکر بن عامر الأکبر بن عوف أمهما هند بنت أنمار بن عمرو بن إیاد بن حذاقه یقال لَهُم بنو الحذاقیه،بها یعرفون و من أهل صنعاء أخوان و هما محمد و اسحاق ابنا یوسف الحذاقی.
3- (3) عن اللباب و [2]بالأصل«الصغانیان».
4- (4) عن اللباب و [3]بالأصل«الکشودی».
5- (5) فی اللباب [4]رویا أی محمد و إسحاق.
6- (6) فی الأساس:وزق محذوف:مقطوع القوائم.
7- (7) دیوانه بروایه مجدوف،و قد تقدم عن اللسان أن اللیث وحده رواه «محذوف»انظر ماده«جدف».

عُبَیْدٍ:«مَنْدُوفُ »و أَمّا: مَحْذُوفُ ،فما رَوَاهُ غیرُ اللَّیْثِ .

قلتُ :و تَبِعَه الزَّمَخْشَرِیُّ (1).

و المَحْذُوفُ فی الْعَرُوضِ :ما سَقَطَ مِن آخِرِهِ سَبَبٌ خَفِیفٌ ، مِثْلُ قَوْلِ امْرِیءِ القَیْسِ :

دِیَارٌ لِهِنْدٍ و الرَّبَابِ و فَرْتَنَی

لَیَالِیَنَا بالنَّعْفِ مِنْ بَدَلاَنِ (2)

فالضَّرْبُ مَحْذُوفٌ .

و کتُؤَدَهٍ :الْقَصِیرَهُ ، هکَذَا وُجِدَ فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هو مُکَرَّرٌ،و لعلَّه سَقَطَ مِن هنا قَوْلُه:«مِن النِّعاجِ »،کما هو فی العُبَابِ ،فالأُولَی تکونُ للمَرْأَهِ ،و الثَّانِیَهُ للنِّعاجِ ،و هو الصوابُ إِن شاءَ اللّه تعالَی،و لو جَمَعهما فی مَوْضِعٍ کما فَعَلَهُ الصَّاغَانِیُّ لأَصابَ (3).

و الْحَذَفُ ،مُحَرَّکَهً :طَائِرٌ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ، أَوْ:بَطٌّ صِغَارٌ، قال ابنُ دُرَیْدٍ:و لیس بعَرَبِیٍّ مَحْضٍ ،و هو شَبِیهٌ بحَذَفِ الغَنَمِ ، و قال الجَوْهَرِیُّ : غَنَمٌ سُودٌ صِغَارٌ حِجَازِیَّهٌ أی مِن غَنَمِ الحِجَازِ،الوَاحِدَهُ حَذَفَهٌ ،و به فُسِّرَ

16- الحَدِیثُ :

«تَرَاصُّوا بَیْنَکُمْ فی الصَّلاَهِ ،لا تَتَخَلَّلْکُمُ الشَّیَاطِینُ کأَنَّهَا بَنَاتُ حَذَفٍ »،و فی روایَهٍ :«کَأَوْلاَدِ الْحَذَفِ ». یَزْعُمُونَ أَنَّها علَی صُورهِ هذِه الغَنَمِ ،و قال الشّاعِر:

فَأَضْحَتِ الدَّارُ قَفْرًا لاَ أَنِیسَ بِهَا

إِلاَّ الْقِهَادُ مَعَ الْقَهَبِیِّ و الْحَذَفُ

اسْتَعَارَهُ للظِّبَاءِ،و قیل: الحَذَفُ :أَولادُ الغَنَمِ عَامَّهً .

أَو جُرَشِیَّهٌ یُجَاءُ بِها مِن جُرَشِ الیَمَنِ ،و هی صِغَارٌ جُرْدٌ بِلا أَذْنَابٍ ،و لا آذَانٍ قَالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ (4). و قال اللَّیْثُ : الحَذَفُ : الزَّاغُ الصَّغِیرُ الذِی یُؤْکَلُ .

وَ قال ابنُ شُمَیْلٍ :الْأَبْقَعُ :الغُرَابُ الأَبیضُ الجَنَاحِ ، وَ الحَذَفُ :الصِّغارُ السُّودُ،و الواحِدَهُ حَذَفَهٌ ،و هی الزِّیغَانُ التی تَؤْکَلُ .

و الحَذَفُ مِن الْحَبِّ :وَرَقُهُ ، کذا فی العُبَابِ ،و نَصُّ اللِّسَانِ :و حَذَفُ الزَّرْعِ :وَرَقُهُ .

و قالُوا:هُم علَی حُذَفاءِ أَبِیهِمْ ،کشُرَکَاءَ، هکذا نَقَلَهُ أَبو عمرٍو فی کِتَابِ الحُرُوفِ ، و لم یُفَسَّرْ، وَ نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ هکذا،و لم یُفَسِّرْهُ أَیْضا، کأَنَّهُمْ أَرادُوا:علَی سِیرَتِهِ وَ طَرِیقَتِهِ .

و الْحَذَّافَهُ ،بِالْفَتْح مُشَدَّدَهً :الاسْتُ ، وَ قد حَذَفَ بها:إذا خَرَجَتْ منه رِیحٌ ،قاله ابن عَبَّادٍ.

وَ أُذُنٌ حَذْفَاءُ ،کأَنَّهَا حُذِفَتْ ، أی:قُطِعَتْ .

و حَذَّفَهُ تَحْذِیفاً :هَیَّأَهُ و صَنَعَهُ ، قال الجَوْهَرِیُّ :و هو مَجَازٌ،و أَنْشَدَ لامْرِیءِ القَیْسِ یَصِف فَرَساً:

لَهَا جَبْهَهٌ کَسَرَاهِ الْمِجَنِّ

حَذَّفَهُ الصَّانِعُ الْمُقْتَدِرْ (5)

وَ قال الْأَزْهَرِیُّ :تَجْذِی الشَّعَرِ:تَطْرِیرُهُ و تَسْوِیَتُه،و إذا أَخَذْتَ مِن نَوَاحِیهِ ما تُسَوِّیهِ به فقد حَذَّفْتَهُ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ امْرِیءِ القَیْسِ .

وَ قال النَّضْرُ: التَّحْذِیفُ فی الطُّرَّهِ :أَن تُجْعَلَ سُکَیْنِیَّهً ، کما تَفْعَلُ النَّصارَی.

وَ فی الأَساسِ : حَذِّفَ الصَّانِعُ الشَّیْ ءَ:سَوَّاهُ تَسْوِیَهً حَسَنَهً ،کأَنَّهُ حَذَفَ کُلَّ ما یجبُ حَذْفُه حتی خَلا مِن کُلِّ عَیْبٍ و تَهَذَّبَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الحَذْفَهُ ،القِطْعَهُ مِن الثَّوْبِ ،و قد احْتَذَفَهُ .

وَ حَذَفَ رأْسَه بالسَّیْفِ حَذْفاً :ضَرَبَهُ فقَطَعَ منه قِطْعَهً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و حَذَفَهُ حَذْفاً :ضَرَبَهُ عن جانبٍ ،أو رَماهُ عنه.

ص:131


1- (1) أی أن الزمخشری تبع أبا عبید،و قد ذکره فی الأساس(ندف)بروایه: «مندوف».
2- (2) بالأصل ورد صدره: دیار نهر و الرباب وفر لی وَ بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:دیار نهر...الخ الشاهد فی آخر الشطر الثانی حیث صیر مفاعیلن إلی فعولن.بحذف السبب الخفیف، إلا أن بالشطر الأول سقطاً»و ما أثبت عن معجم البلدان« [1]بدلان».
3- (3) اقتصر فی التکمله علی القول الحذفه کهمزه المرأه القصیره جداً.
4- (4) قال أبو عبید:و أحب التفسیرین إلیّ هو أن الحذف هی ضأن سود جرد صغار تکون فی الیمن.
5- (5) دیوانه بروایه:حذّقه بالقاف،و المثبت کروایه الصحاح و اللسان وَ التهذیب.

و قال اللَّیْثُ : الحَذْفُ :قَطْعُ الشَّیْ ءِ مِن الطَّرَفِ ،کما یُحْذَفُ ذَنَبُ الدَّابَّهِ .

وَ الحُذَافیُّ ،بالضَّمِّ :الجَحْشُ ،عن ابنِ عَبَّادٍ،قال الصَّاغَانِیُّ :و هو تَصْحِیفٌ ،صوابُه بالقافِ ،و قد جاءَ ذِکْرُه فی الحَدِیثِ (1).

وَ رجلٌ مُحَذَّفُ الکلام،کمُعَظَّم:مُهَذَّبٌ حَسَنٌ خَالٍ مِن کُلِّ عَیْبٍ ،و هو مَجَازٌ،و قیل لابْنَهِ الخُسِّ :أیُّ الصِّبْیَانِ شَرٌّ؟ قالت: المُحَذَّفَهُ الکَلامِ ،الذی یُطِیعُ أُمَّهُ و یَعْصِی عَمَّهُ ، وَ التاءُ للمُبَالَغَهِ .

وَ کُثَمامَهٍ : حُذافَهُ بنُ نَصرِ بنِ غانمٍ العَدَوِی،أَدْرَکَ النبِیَّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،قال الزُّبَیْرُ:تُوُفِّیَ فی طَاعُونِ عِمْواسَ .

وَ حُذَافیُّ بنِ حُمَیْدِ بنِ المُسْتَنِیر (2)بنِ خُذَافیٍّ العَمِّیُّ ،عن آبائِه،و عنه الطَّبَرانِیُّ .

وَ حُذَافَهُ بن جُمَحَ :بَطْنٌ من قُرَیْشٍ ،منهم عثمانُ بنُ مَظْعُونٍ الحُذَافیُّ ،رضِیَ اللّه عنه،ذکَره ابنُ السَّمْعَانِیِّ (3)وَ آلُ بَیْتهِ ،و منهم عبدُ اللّه بنُ حُذَافَهَ السَّهْمِیُّ ،

14- و فیه یقولُ حَسَّانُ بنُ ثابتٍ ،لَمَّا أَرْسَلَهُ النَّبِیُّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم بکتابِه:

قُلْ لرُسْلِ النَّبِیِّ :صاح إلی النا س

-شُجَاعٍ و دِحْیَهَ بنِ خَلِیفَهْ (4)

وَ الحُذَافیِّ مِن عُمارَهِ سَهْمٍ

اتَّقُوا اللّه فی أَدَاءِ الوَظِیفَهْ .

حرجف

الْحَرْجَفُ .کجَعْفَرٍ:الرِّیحُ الْبارِدَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و زاد أَبو حنیفَه: الشَّدِیدَهُ الْهُبُوبِ مع یُبْسِ ، قال الفَرَزْدَقُ :

إذا اغْبَرَّ آفاقُ السَّمَاءِ و هَتَّکَتْ

سُتُورَ بُیُوتِ الْحَیِّ نَکْبَاءُ حَرْجفُ

*و ممّا یستدرَک عَلَیه:

لیلهٌ حَرْجَفٌ :باردهُ الرِّیح،عن أبی علیٍّ فی التَّذْکِرَهِ .

حرشف

الحَرْشَفُ ، کجَعْفَرٍ: فُلُوسُ السَّمَکِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو قَوْلُ اللَّیْثِ ،و غَلِط ابنُ دُرَیْدٍ حیث قال:

وَ یُقَال لضَرْبٍ مِن السَّمَکِ : حَرْشَفٌ ،و الصّوابُ ما ذَکَرَه اللَّیْثُ ،نَبَّهَ عَلَیه الصَّاغَانِیُّ ، و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الحَرْشَفُ :

صِغَارُ الطَّیْرِ و النَّعَامِ ،و صِغارُ کُلِّ شَیْ ءٍ: حَرْشَفَهً (5)، و الحَرْشَفُ ، مِن الدِّرْع:حُبُکُهُ ، نَقَلَهُ الأزْهَرِیُّ ،شُبِّهَ بحَرْشَفِ السَّمَکِ التی علی ظَهْرِهَا،و هی فُلُوسُهَا، و یُقَال:

ما ثَمَّ غیرُ حَرْشَفِ رِجَالٍ ،و هم الضَّعَفَاءُ،و الشُّیُوخُ ، و الحَرْشَفُ : الرَّجَّالَهُ ، وَ به فُسِّرَ قَوْلُ امرِیءِ القَیْسِ :

کَأَنَّهُمْ حَرْشَفٌ مَبْثُوثٌ

بِالْجَوِّ إذْ تَبْرُقُ النِّعَالُ (6)

وَ کذا قَوْلُ الفَرَزْدَقِ :

لِزَحْفِ أُلُوفٍ مِنْ رِجَالٍ و مِنْ قَنًا

وَ خَیْلٌ کَرَیْعَانِ الْجَرَادِ و حَرْشَفُ

و قال الجَوْهَرِیُّ : الحَرْشَفُ : ما یُزَیَّنُ به السَّلاحُ ، وَ هی فُلُوسٌ مِن فِضَّهٍ ،و هو بعَیْنِهِ حُبُکُ الدِّرْعِ الذِی ذکَره قریباً، فهو تَکْرَارٌ.

و الحَرْشَفُ : نَبْتٌ شَائِکٌ خَشِنٌ ،قاله أَبو نَصْرٍ،و قیل:

نبْتٌ عَرِیضُ الوَرَقِ ،و قال أَبو حَنِیفَهَ :هو أَخْضَرُ مِثْلُ الحَرْشَاءِ،غیرَ أَنه أَخْشَنُ منها و أَعْرَضُ ،و له زَهْرَهٌ حَمْرَاءُ، وَ قال الأَزْهَرِیُّ :رأَیْتُه بالبَادِیَهِ ،و فی الصِّحاحُ : فَارِسِیَّتُهُ کَنْکَرْ کجَعْفَر،الکافُ الثانِیَهُ مُعْجَمَهٌ .

قلتُ :و هو قَولُ أَبی نَصْرٍ.

و حکی أَبو عمرٍو: الْحَرْشَفَهُ :الْأَرْضُ الغَلِیظَهُ ، قال الجَوْهَرِیُّ :نَقَلَهُ من کِتَابِ الاعْتِقَابِ ،من غیرِ سَماعٍ ، کالحُرْشُفِ ،بِالضَّمِّ ، وَ هذِه عن ابنِ عَبَّادٍ.

*و ممّا یُستدرَکُ عَلَیه:

الحَرْشَفُ :جَرَادٌ کثیر،و به فُسِّر قَوْلُ امریءِ القَیْسِ ،

ص:132


1- (1) نصه کما فی اللسان«حذق»:أنه خرج علی صعده یتبعها حذاقیّ ،هو الجحش،و الصعده الأتان.
2- (2) بالأصل:«و حذافی بن حمیدی السر بن حذافی»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه،و انظر حاشیتها.
3- (3) الذی فی اللباب عن ابن السمعانی«الحذاقی»بالقاف.و لم یرد فیه بالفاء.
4- (4) عجزه بالأصل: «من شجاع و وقته ابن خلیفه» و التصحیح عن المطبوعه الکویتیه.
5- (5) فی اللسان و [1]التکمله:حرشفُه.
6- (6) النعال جمع نعل و هو ما استطال علی وجه الأرض من الحره.

و قَوْلُ الفَرَزْدَقِ السابِقُ ذِکْرُهما،و قال الرَّاجِزُ:

یَا أَیُهَا الْحَرْشَفُ ذَا الْأَکْلِ الْکُدَمْ (1)

وَ به شُبِّهَ أَیضاً کَتِیبَهُ العَسْکَرِ،و الحَرْشَفُ :الکُدْسُ ، یَمَانِیَّهٌ ،یُقَالُ :دُسْنَا الحَرْشَفَ ،قالَهُ النَّضْرُ،و یُقال للحجارهِ التی تَنْبُتُ علی شَطِّ البَحْرِ: الحَرْشَفُ .

حرف

الْحَرْفُ مِن کُلِّ شَیْ ءٍ:طَرَفُهُ و شَفِیرُهُ و حَدُّهُ ، وَ مِن ذلِک حَرْفُ الْجَبَلِ ، و هو: أَعْلاَهُ الْمُحَدَّدُ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال شَمِرٌ: الحَرْفُ مِن الجَبَلِ :ما نَتَأَ فی جَنْبِه منه کهَیْئَهِ الدُکَّانِ الصَّغِیرِ أو نَحوِه،قال:و الحَرْفُ أَیضاً فی أَعْلاَهُ ،تَرَی له حَرْفاً دَقِیقًا مُشْفِیاً (2)علی سَوَاءِ ظَهْرِهِ ،قال الفَرَّاءُ: ج حَرْفِ الجَبَلِ ، حِرَفٌ ، کعِنَبٍ :و لا نَظِیرَ له سِوَی طَلٍّ و طِلَلٍ ، قال:و لم یُسْمَعْ غَیْرُهِما،کما فی العُبَابِ ،قال شیخُنَا:أی:و إن کان الحَرْفُ غَیْرَ مُضَاعَف.

و الحَرْفُ : وَاحِدُ حُرُوفِ التَّهَجِّی الثَّمَانِیَهِ و العِشْرِین، سُمِّیَ بالحَرْفِ الذی هو فی الأَصْلِ الطَّرَفُ و الجانبُ ،قال الفَرّاءُ،و ابنُ السِّکِّیتِ :و حُرُوفُ المُعْجَمِ کلُّهَا مُؤَنَّثَهٌ ، وَ جَوَّزُوا التَّذْکِیرَ فی الأَلِفِ ،کما تقدَّم ذلک عن الکِسَائِیِّ وَ اللِّحْیَانِیِّ فی«أ ل ف».

و الحَرْفُ : النَّاقَهُ الضَّامِرَهُ الصُّلْبَهُ ،شُبِّهتْ بحَرْفِ الجَبَلِ ،کذا فی الصِّحاحِ ،و فی العُبَابِ ،تَشْبِیهاً لها بحَرْفِ السَّیْفِ ،زَادَ الزَّمَخْشَرِیُّ :فی هُزَالِها و مَضَائِهَا فی السَّیْرِ،و فی اللِّسَانِ :هی النَّجِیبَهُ المَاضِیَهُ التی أَنْضَتْهَا الأَسْفَارُ،شُبِّهَتْ بحَرْفِ السَّیْفِ فی مَضَائِها و نَجَائِها وَ دِقَّتِها، أَو هی الْمَهْزُولَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن الأَصْمَعِیِّ ، قال:و یُقالُ : أَحْرَفْتُ نَاقَتِی،إذا هَزَلْتَهَا،قال الجَوْهَرِیُّ :

وَ غَیْرُه یقولُ بالثّاءِ، أَو هی العَظِیمَهُ ، تَشْبِیهاً لها بحَرْفِ الجَبَلِ ،هذا بعَیْنِه قَوْلُ الجَوْهَرِیُّ ،کما تقدَّم.

وَ أَنْشَدَ لذِی الرُّمَّهِ :

جُمَالِیَّهٌ حَرْفٌ سِنَادٌ یَشُلُّهَا

وَظِیفٌ أَزَجُّ الْخَطْوِ رَیّانُ سَهْوَقُ

فلو کان الحَرْفُ مَهْزُولاً لم یَصِفْهَا بِأَنَّهَا جُمَالِیَّهٌ سِنَادٌ،و لا أنَّ وَظِیفَها رَیَّانُ ،و هذا البیتُ یَنْقُضُ تفسیرَ مَن قال:نَاقَهٌ حَرْفٌ ،أی:مَهْزُولَهٌ ،فشُبِّهَتْ بحَرْفِ کتابَهٍ ،لِدِقَّتِها وَ هُزَالِهَا،و قال أَبو العباسِ فی تَفْسِیرِ قولِ کَعْبِ بنِ زُهَیْرٍ:

حَرْفٌ أَخُوهَا أَبُوها مِنْ مُهَجَّنَهٍ

وَ عَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شِمْلِیلُ (3)

قال:یَصِفُ النَّاقَهَ بالحَرْفِ ،لأَنَّها ضَامِرٌ،و تُشَبَّهُ بالحَرْفِ مِن حُرُوفِ المُعْجَمِ و هو الأَلِفُ ،لِدِقَّتِهَا،و تُشَبَّه بحَرْفِ الجَبَلِ إذا وُصِفَتْ بالْعِظَمِ ،قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :و لا یُقَالُ :

جَمَلٌ حَرْفٌ ،إِنما تُخَصُّ به النَّاقَهُ .

وَ قال خالدُ بنُ زُهَیْرٍ:

مَتَی مَا تَشَأْ أَحْمِلْکَ و الرَّأْسُ مَائِلٌ

علَی صَعْبَهٍ حَرْفٍ وَشِیکٍ طُمُورُهَا

کَنَی بالصَّعْبَهِ الحَرْفِ عن الدَّاهِیَهِ الشَّدِیدَهِ ،و إِن لم یکُنْ هنالک مَرْکُوبٌ .

[ و مَسِیلُ الْمَاءِ،و آرَامٌ سُودٌ بِبِلادِ سُلَیْمٍ ] (4).

و الحَرْفُ عِنْدَ النُّحَاهِ ، أی فی اصْطِلاحِهم: ما جاءَ لِمَعْنًی لیْسَ باسْمٍ و لا فِعْلٍ ،و ما سِواهُ مِن الْحُدُودِ فَاسِدٌ، وَ مِن المُحْکَمِ : الحَرْفُ :الأَداهُ التی تُسَمَّی الرَّابِطَهَ ،لأَنَّهَا تَرْبِطُ الاسْمَ بالاسْمِ ،و الفِعْلَ بالفِعْلِ ،کَعَنْ و عَلَی، وَ نحوِهما،و فی العُبَابِ (5): الحَرْفُ :ما دَلَّ علَی مَعْنًی فی غَیْرِه،و من ثَمَّ لم ینْفَکَّ عن اسْمٍ أو فِعْلٍ یَصْحَبُه،إِلاَّ فی مَوَاضِعَ مَخْصُوصهٍ حُذِفَ فیها الفِعْلُ ،و اقْتُصِرَ علی الحرفِ ،فجَرَی مَجْرَی النَّائِبِ ،نحو قَوْلِک:نَعَمْ ،و بَلَی، وَ أیْ ،و إِنَّه،و یَا زِیْدُ،و قد،فی مِثْلِ قَوْلِ النَّابِغَهِ الذُّبْیَانِیِّ :

أَفِدَ التَّرَحُّلُ غَیْرَ أنَّ رِکَابَنَا

لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا و کَأَنْ قَدِ (6)

و رُسْتَاقُ حَرْفٍ : نَاحِیَهٌ بالْأَنْبَارِ، وَ ضَبَطَهُ الصّاغَانِیُّ بضَمِّ

ص:133


1- (1) النبات [1]لأبی حنیفه رقم 271 و بعده: أدلج فواقع لی عقالا و الأصم وَ لا تنم دونهما و لا تنم وَ فیه:ذو الأکل الکدم،و الکدم:الشدید الأکل.
2- (2) عن اللسان و [2]بالأصل«مشفاً».
3- (3) من قصیدته بانت سعاد.
4- (4) زیاده استدرکت عن القاموس،و [3]نبه علیها بهامش المطبوعه المصریه. و نص یاقوت علی ضبطها بالضم ثم السکون.
5- (5) و مثله فی التکمله أیضاً.
6- (6) دیوانه صنعه ابن السکیت ص 30 بروایه:برحالها.و یروی أزف،قال أبو عبیده أفد:دنا و قرب.

الحَاءِ،و کذا فی مُخْتَصَرِ المُعْجَمِ ،ففِیهِ مُخَالَفَهٌ للصَّوابِ ظَاهِرَهٌ .

وَ حَرْفُ الشَّیْ ءِ:ناحِیَتُه،و فلانٌ علی حَرْفٍ مِنْ أَمْرِهِ :

أی نَاحِیَهٍ منه؛کأَنَّهُ یَنْتَظِرُ و یَتَوَقَّعُ ،فإِنْ رأَی مِن نَاحِیَهٍ ما یُحِبُّ ،و إِلاَّ مَالَ إِلَی غَیرِهَا.و قال ابنُ سِیدَه:فُلانٌ عَلی حَرْفٍ من أَمْرِه:أی نَاحِیَهٍ منه،إذا رَأَی شَیْئاً لا یُعْجِبُه عَدَلَ عنه،و فی التَّنْزِیلِ الْعَزِیزِ: وَ مِنَ النّاسِ مَنْ یَعْبُدُ اللّهَ عَلی حَرْفٍ (1): أیْ علَی وَجْهٍ وَاحِدٍ، أی:إذا لم یَرَ ما یُحِبُّ انْقَلَبَ علَی وَجْهِه، و قیل: هُوَ أَنْ یَعْبُدَهُ علَی السَّرَّاءِ لا (2)الضَّرَّاءِ، قال الأَزْهَرِیُّ :کأَنَّ الخَیْرَ و الخِصْبَ نَاحِیَهٌ ،و الضُّرَّ وَ الشَّرَّ و المَکْرُوهَ نَاحِیَهٌ أُخْرَی،فهما حَرْفَانِ ،و علَی العَبْدِ أَن یَعْبُدَ خَالِقَه علَی حَالَتَی السَّرَّاءِ و الضَّرَّاءِ،و مَن عَبَدَ اللّه علَی السَّرَّاءِ وَحْدَها دُونَ أَن یعبُدَه علَی الضَّرَّاءِ یَبتَلِیهِ اللّه بها،فقد عَبَدَهُ علَی حَرْفٍ ،و مَنْ عَبَدَهُ کَیْفَمَا تَصَرَّفَتْ به الحالُ ،فقد عَبَدَهُ عِبَادَهَ عَبْدٍ مُقِرٍّ بأَّن له خَالِقًا یُصَرِّفُه کیفَ شاءَ،و أَنَّه إِن امْتَحَنَه بالَّلأْوَاءِ،و أَنْعَمَ عَلَیه بالسَّرَاءِ،فهو فی ذلک عادِلٌ ، أَوْ مُتَفَضِّلٌ أَو علی شَکٍّ ، وَ هذا قَوْلُ الزَّجَّاج فَإِنْ أَصابَهُ خَیْرٌ أی:خِصْبٌ و کَثْرَهٌ مَالٍ ، اِطْمَأَنَّ بِهِ وَ رَضِیَ بدِینِه وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَهٌ اخْتِبارٍ بِجَدْبٍ و قِلَّهِ مَالٍ ، اِنْقَلَبَ عَلی وَجْهِهِ أی:رَجَعَ عن دِینِهِ إلَی الکُفْرِ و عِبَادَهِ الأَوْثَانِ ، أوْ عَلَی غَیْرِ طُمْأَنِینَهٍ علَی أَمْرِهِ ، وَ هذا قَوْلُ ابنِ عَرَفَهَ ، أیْ :لاَ یَدْخُلُ فی الدِّینِ مُتَمَکِّنًا، وَ مَرْجِعُهُ إِلَی قَوْلِ الزَّجَّاج.

و

14- فی الحَدِیثِ :قال صلّی اللّه عَلَیه و سلّم: « نَزَلَ (3)الْقُرْآنُ عَلَی سَبْعَهِ أَحْرُفٍ ، کُلُّهَا شَافٍ کَافٍ ،فَاقْرَؤُوا (4)کَمَا عُلِّمْتُمْ ». قال أبو عُبَیْدٍ:أی علَی سَبْعِ لَغَاتِ مِنْ لُغاتٍ الْعَرَبِ ، قال: و لَیْسَ مَعْنَاهُ أَنْ یَکُونَ فی الْحَرْف الْواحِدِ عَلَی سَبْعَهٍ أَوْجُهٍ ، هذا لم یُسْمَعْ به،زَادَ غیرُ أَبی عُبَیْدٍ: و إِنْ جاءَ علَی سَبْعَهٍ أو عَشَرَهٍ أو أَکْثَرَ، نَحو مَلِک یَوْمِ الدِّینِ (5)و وَ عَبَدَاَلطّاغُوتَ (6)،قال أَبو عبید: و لکِنِ الْمَعْنَی:هذِه اللُّغَاتُ السَّبْعُ مُتَفَرِّقَهٌ فی الْقُرْآنِ ، فبَعْضُه بِلُغَهِ قُرَیْشٍ ،و بَعْضُه بِلُغَهِ أَهْلِ الیَمَنِ ،و بَعضُهُ بلُغَهِ هَوَازِنَ ،و بَعضُهُ بلُغَهِ هُذَیْلٍ ، وَ کذلِکَ سائرُ اللُّغَاتِ ،و مَعَانِیها فی هذا کُلِّه وَاحِدَهٌ ،و مِمَّا یُبَیِّنُ ذلِکَ

17- قَوْلُ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِیَ اللّه عنه: «إِنّی قد سمعتُ القَرَأهَ (7)،فوَجَدْتُهم مُتَقَارِبِینَ ،فَاقْرَؤُوا کما عُلِّمْتُمْ ،إِنَّما هو کقَوْلِ أَحَدِکُم:هَلُمَّ ،و تَعَالَ ،و أَقْبِلْ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:و فیه أَقْوَالٌ غَیْرُ ذلِک،هذا أَحْسَنُهَا،و رَوَی الأَزْهَرِیُّ :أَن أَبا العباسِ النَّحْوِی-و هو وَاحِدُ عَصْرِه-قد ارْتَضَی ما ذَهَبَ إِلیه أَبو عُبَیْدٍ،و اسْتَصْوَبَه،قال:و هذِه السَّبْعَهُ الْأَحْرُفُ التی مَعْنَاها اللُّغَاتُ ،غَیْرُ خَارِجَهٍ مِن الذی کُتِبَ فی مَصَاحِفِ المُسْلِمین،التی اجْتَمَع علیها السَّلَفُ المَرْضِیُّونَ ،و الخَلَفُ المُتَّبِعُونَ ،فمَن قَرَأَ بحَرْفٍ و لا یُخالِفُ المُصْحَفَ بِزیَادَهٍ أَو نُقْصَانٍ ،أو تَقْدِیمِ مُؤَخَّرٍ،أَوْ تَأْخِیرِ مُقَدَّم،و قد قَرَأَ به إِمامٌ مِن أَئِمَّهِ القُرّاءِ المُشْتَهَرِین فی الأَمْصَارِ،فقد قَرَأَ بحَرْفٍ مِن الحُرُوفِ السَّبْعَهِ التی نَزَلَ القُرْآنُ بها،و مَن قَرَأَ بحَرْفٍ شَاذٍّ یُخَالِفُ المُصْحَفَ ،و خَالَفَ فی ذلِک جُمْهُورَ القُرَّاءِ (8)المَعْرُوفِین فهو غیرُ مُصِیبٍ ،و هذا مَذْهَبُ أَهل الدِّین وَ العِلْم،الذین هم القُدْوَهُ ،و مَذْهَبُ الرَّاسِخِینَ ،فی عِلْمِ القُرْآنِ قَدِیماً و حَدِیثاً،و إلی هذا أَوْمَأَ[أَبو العباس النحوی و] (9)أَبو بَکْرِ بنُ الأَنْبارِیِّ فی کتاب له أَلَّفَهُ فی اتِّبَاعِ ما فی المُصْحَف الإمامِ ،و وَافَقَهُ علَی ذلک أَبو بکر بنُ مُجَاهِدٍ مُقْرِیءُ أَهلِ العِراق،و غیرُه من الأَثْباتِ المُتَقِنِین،قال:و لا یَجوزُ عندی غیرُ ما قالُوا،و اللّه تعالَی یُوَفِّقُنا لِلاتِّباعِ ، وَ یُجَنِّبُنَا الابْتِدَاعَ ،آمینَ .

و حَرَفَ لِعِیَالِهِ ، یَحْرِفُ مِن حَدِّ ضَرَبَ :أی کَسَبَ مِن ههُنَا و ههُنَا،مِثْل یَقْرِشُ و یَقْتَرِشُ ،قَالَهُ الْأَصْمَعِیُّ .

و قال أَبو عُبَیْدَهَ : حَرَفَ الشَّیْ ءَ عَنْ وَجْهِهِ حَرْفاً : صَرَفَهُ و قال غیرُه: حَرَفَ عَیْنَهُ حَرْفَهً ، بالفَتْحِ :مَصْدَرٌ،و لیست لِلْمَرَّهِ : کَحَلَهَا بالمِیلِ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

ص:134


1- (1) سوره الحج الآیه 11. [1]
2- (2) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:لا علی الضرّاء.
3- (3) کذا بالأصل و اللسان و [3]النهایه:و [4]ضبطت بالقلم فی التهذیب«نُزِّلَ »علی ما لم یسم فاعله.
4- (4) قوله:فاقرأوا کما علمتم،من کلام ابن مسعود،کما فی التهذیب وَ اللسان و [5]النهایه.و [6]سیرد قوله قریباً.
5- (5) سوره الفاتحه الآیه 4. [7]
6- (6) سوره المائده الآیه 60.
7- (7) عن النهایه و [8]بالأصل«القراء»و فی التهذیب و اللسان: [9]القراءه.
8- (8) فی التهذیب:«القرأه»و الأصل کاللسان. [10]
9- (9) زیاده عن التهذیب.

بِزَرْقَاوَیْنِ لم تُحْرَفْ و لَمَّا

یُصِبْهَا عَائِرٌ بِشَفِیرِ مَاقِ

أَراد:لم تُحْرَفَا ،فأَقَامَ الوَاحِدَ مُقَامَ الاثْنَیْنِ .

و یُقَال: مَالِی عنه مَحْرِفٌ ، وَ کذلِک: مَصْرِفٌ ، بمعنًی وَاحِدٍ،نَقَلَهُ أَبو عُبَیْدَهَ .

وَ منه قَوْلُ أَبِی کَبِیرٍ الهُذَلِیُّ :

زُهَیْرَ هَلْ عَنْ شَیْبَهٍ مِنْ مَحْرِفِ

أَمْ لاَ خُلُودَ لِباذِلٍ مُتَکَلِّفِ (1)

وَ یُرْوَی:«مِن مَصْرِفِ » و و مَعْنَی مَحْرِفٍ و مَصْرِفٍ :أی مُتَنَحًّی،و المَحْرِفُ أَیضاً، أی:کمَجْلِسٍ و الْمُحْتَرَفُ ، بفَتْحِ الرَّاءِ: مَوْضِعٌ یَحْتَرِفُ فیه الْإنْسَانُ ،و یَتَقَلَّبُ وَ یَتَصَرَّفُ ، وَ منه قولُ أَبی کَبِیرٍ أَیْضاً:

أَ زُهَیْرَ إنَّ أَخاً لنا ذَا مِرَّهٍ

جَلْدَ الْقُوَی فی کُلِّ سَاعَهِ مَحْرِفِ

فَارَقْتَهُ یَوْماً بِجَانِبِ نَخْلَهٍ

سَبَقَ الْحِمَامُ بِهِ -زُهَیْرَ-تَلَهُّفی (2)

و قال اللِّحْیَانِیُّ : حُرِفَ فی مَالِه،بِالضَّمِّ ، أی:کُفیَ ، حَرْفَهً ، بالفَتْح: ذَهَبَ منه شَیْ ءٌ، وَ قد ذُکِرَ أَیضاً فی الجِیمِ .

و الْحُرْفُ ،بِالضَّمِّ :حَبُّ الرَّشَادِ، وَاحِدَتُه حُرْفَهٌ ،و قال أَبو حَنِیفَهَ :هو الذِی تُسَمِّیهِ العَامَّهُ حَبَّ الرَّشَادِ،و قال الأَزْهَرِیُّ : الحُرْفُ :حَبٌّ کالخَرْدَلِ .

و أَبو القاسم عبدُ الرَّحْمنِ بنُ عُبَیْدِ اللّهِ بنِ عبدِ اللّه بنِ محمدِ بن الحُسَیْنِ و أَبُوهُ ،و جَدُّهُ المَذْکُوران،سَمِعَ عبدَ الرَّحْمن النَّجَّادَ،و حَمزَهَ الدِّهْقان،و غیرَهما،و جَدُّه رَوَی عن حَمْدانَ بنِ علیٍّ الوَرَّاقِ ،و حدَّث أَبوه أَیضاً:

و مُوسَی بنُ سَهْل الوَشّاءُ:شَیْخُ (3)أَبِی بکرٍ الشَّافِعِیِّ ، و الحَسَنُ بنُ جَعْفَرٍ البَغْدَادِیُّ ، سَمِعَ أَبا شُعَیْبٍ الحَرَّانِیَّ .

الْحُرْفِیُّونَ المُحَدِّثُونَ ؛نِسْبَهَ إلی بَیْعِهِ أی: الحُرْفِ ،و قال الحافِظُ :إِلَی بَیْعِ البُزُورِ. و الحُرْفُ : الْحِرْمَانُ : کالْحُرْفَهِ ،بالضَّمِّ ،و الکَسْرِ، وَ منه

17- قولُ عُمَرَ رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه: « لَحُرْفَهُ أَحَدِهِمْ أَشَدُّ عَلَیَّ مِن عَیْلَتِهِ . »ضُبِطَ بالوَجْهَیْنِ ،أی:إِغْنَاءُ الفَقِیرِ،و کِفَایَهُ أَمْرِهِ أَیْسَرُ عَلَیَّ مِن إِصْلاَحِ الفاسِدِ،و قیل:أَرادَ لَعَدَمُ حِرْفَهِ أَحَدِهِم و الاغْتِمامُ لذلِک أَشَدُّ عَلَیَّ مِن فَقْرِهِ ،کذا فی النِّهَایَهِ .

و و قیل: الْحِرْفَهُ ،بِالْکَسْر:الطُّعْمَهُ و الصِّنَاعَهُ التی یُرْتَزَقُ مِنْهَا، وَ هی جِهَهُ الکَسْبِ ،و منه ما

17- یُرْوَی عنه رَضِیَ اللّه عنه: «إِنِّی لأَرَی الرَّجُلَ فَیُعْجِبُنِی،فَأَقُولُ :هل له حِرْفَهٌ ؟ فإِنْ قالُوا:لا،سَقَطَ مِنْ عَیْنِی». و کُلُّ ما اشْتَغَلَ الإِنْسَانُ بِه وَ ضَرِیَ به من أیِّ أَمْرٍ کان،فإِنَّهُ عندَ العَرَبِ یُسَمَّی صَنْعَهً وَ حِرْفَهً ، یقولون:صَنْعَهُ فُلانٍ أَنْ یَعْمَلَ کذا،و حِرْفَهُ فُلانٍ أَنْ یَفْعَلَ کذا،یُرِیدُونَ دَأْبَهُ و دَیْدَنَهُ ؛ لأَنَّهُ یَنْحَرِفُ إِلَیْهَا أی:

یَمِیلُ ،و فی اللِّسَانِ : حِرْفَتُهُ :ضَیْعَتُه أو صَنْعَتُهُ .

قلتُ :و کلاهما صَحِیحان فی المَعْنَی.

و أَبُو الْحَرِیفِ ،کأَمِیرٍ:عُبَیْدُ اللّه بنُ أَبِی رَبِیعهَ ، وَ فی نُسَخَهٍ :ابن رَبیعَهَ السُّوَائِیُّ ، الْمُحَدِّثُ الصَّوابُ أَنه تَابِعِیٌّ ، هکذا ضَبَطَهُ الدُّولابِیُّ ،بالحاءِ المُهْمَلَهِ ،و خَالَفَهُ ابنُ الْجَارُودِ فأَعْجَمَهَا.

و حَرِیفُکَ :مُعَامِلُکَ ، کما فی الصِّحاح، فی حِرْفَتِکَ :

أی:فی الصَّنْعَه.

قلتُ :و منه اسْتِعْمَالُ أَکْثَرِ العَجَمِ إِیَّاهُ فی مَعْنَی النَّدِیمِ وَ الشَّرِیبِ ،و منه أَیضا یُسْتَفَادُ اسْتِعْمَالُ أَکْثَرِ التُّرْکِ إِیّاهُ فی مَعْرِضِ الذَّمِّ ،بحیثُ لو خاطَب به أَحَدُهم صَاحِبَه لَغَضِبَ .

و الْمِحْرَافُ ، کمِحْرَابٍ : الْمِیلُ الذی تُقَاسَ (4)بِه الْجِرَاحَاتُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لِلْقُطَامِیِّ ،یذکر جِرَاحَهً :

إِذَا الطَّبِیبُ بمِحْرَافَیْهِ عَالَجَهَا

زَادَتْ عَلَی النَّقْرِ أَوْ تَحْرِیکِهَا ضَجَمَا

وَ یُرْوَی«النَّفْرِ»و هو الوَرَمُ ،و یُقَال:خُرُوجُ الدَّمِ .

و حُرْفَانُ ،کعُثْمَانَ :عَلَمٌ ، سُمِّیَ به،من حَرَفَ :أی کَسَبَ .

ص:135


1- (1) دیوان الهذلیین 104/2 فی شعره بروایه:من مصرف.
2- (2) دیوان الهذلیین 104/2.
3- (3) بالأصل«موسی بن سهل أبو شاشیخ»و بهامش المطبوعه المصریه: قوله:أبو شاشیخ کذا بالأصل،و لیحرر»و التصحیح عن المطبوعه الکویتیه.
4- ((*)) بالقاموس:«یقاس»بدل:«تقاس».

و أَحْرَفَ الرَّجُلُ ،فهو مُحْرِفٌ : نَمَا مَالُهُ و صَلُحَ و کَثُرَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ ،و غیرُه یقول بالثَّاءِ کما تَقَدَّمَ .

و نَاقَتَهُ :هَزَلَهَا (1).

و أَحْرَفَ الرَّجُلُ :إذا کَدَّ عَلَی عِیَالِهِ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و أَحْرَفَ :إذا جَازَی علَی خَیْرٍ أو شَرٍّ، عنه أَیضاً.

و التَّحرِیفُ :التَّغْیِیرُ و التَّبْدِیلُ و منه قولُه تعالَی: ثُمَّ یُحَرِّفُونَهُ (2)،و قَوْلُه تعالَی أَیضاً: یُحَرِّفُونَ الْکَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ (3)،و هو فی القرآنِ و الکَلِمَهِ :تَغْیِیرُ الحَرْفِ عَنْ مَعْنَاه،و الکَلِمَهِ عن مَعْنَاهَا،و هی قَرِیبَهُ الشَّبَهِ کما کانَتْ الیَهُودُ تُغَیِّرُ مَعانِی التَّوْرَاهِ بالأَشْبَاهِ .

وَ

17- قَوْلُ أَبی هُرَیْرَهَ رَضِیَ اللّه عنه: «آمَنْتُ بمُحَرِّفِ القلوبِ ». أی:بمِصْرِّفِهَا.أَوْ مُمِیلِهَا و مُزِیلِهَا،و هو اللّه تعالَی،و قیل:هو المُحَرِّکُ .

و التَّحْرِیفُ : قَطُّ الْقَلَمِ مُحَرَّفاً ، یُقَال:قَلَمٌ مُحَرَّفٌ :إذا عُدِلِ بأَحَدِ حَرْفَیْهِ عن الآخَرِ،قال:

تَخَالُ أُذْنَیْهِ إِذَا تَحَرَّفَا

خَافِیَهً أو قَلَماً مُحَرَّفاً

وَ قال محمدُ بنُ العَفِیفِ الشِّیرَازِیُّ -فی صِفاتِ القَطِّ -:

وَ منها المُحَرَّفُ ،قال:و هَیْئَتُهُ أَن تُحَرَّفَ السِّکِّینُ فی حَالِ القَطِّ ،و ذلِک علَی ضَرْبَیْنِ :قائمٍ ،و مُصَوَّبٍ ،فما جُعِلَ فیه ارْتِفَاعُ الشَّحْمَهِ کَارْتِفَاعِ القِشْرَهِ فهو قَائِمٌ ،و ما کانَ القَشْرُ أَعْلَی مِن الشَّحْمِ فهو مُصَوَّبٌ و تُحْکِمُهُ المُشَاهَدَهُ وَ المُشَافَهَهُ ،و إذا کان السِّنُّ الیُمْنَی أَعْلَی مِن الیُسْرَی،قیل:

قَلَمٌ مُحَرَّفٌ ،و إِن تَسَاوَیا قیل:قَلَمٌ مُسْتَوٍ،و تقدَّم للمُصَنِّفِ فی«ج ل ف»قوْلُ عبدِ الحمید الکاتبِ لِسَلْمٍ :«و حَرِّفِ الْقَطَّهَ و أَیْمِنْهَا».و مَرَّ الکلامُ هناک.

و احْرَوْرَفَ :مَالَ و عَدَلَ ،کانْحَرَفَ و تَحَرَّفَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :و إذا مَالَ الإِنْسَانُ عن شَیْ ءٍ یُقَال: تَحَرَّفَ ،و انْحَرَفَ ،و احْرَوْرَفَ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرَّاجِزِ-قال الأَزْهَرِیُّ و الصَّاغانِیُّ :هو العَجَّاجُ یَصِف ثَوْرًایَحْفِرُ کِناساً-:

و إِنْ أَصَابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفَا

عَنْهَا و وَلاَّهَا ظُلُوفاً ظُلَّفَا

أی:إِن أَصابَ مَوَانِعَ ،و عُدَوَاءُ الشَّیْ ءِ:مَوَانِعُهُ .

وَ شَاهِدُ الانْحِرافِ

17- حدیثُ أَبی أَیوبَ رَضِیَ اللّه عَنْهُ :

«فَوَجَدْنَا مَرَاحِیضَ بَیْتٍ قِبَلَ القِبْلَهِ ، فَنَنْحَرِفُ و نَسْتَغْفِرُ اللّه».

وَ شَاهِدُ التَّحَرُّفِ قَوْلُهُ تعالَی: إِلاّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ (4)أی:

مُسْتَطْرِداً (5)یُرِیدُ الکَرَّهَ .

و مِن المَجَازِ: حَارَفَهُ بِسُوءٍ: أی:کَافَأَهُ ،و جَازَاهُ ، یُقَال:لا تُحَارِفْ أَخاک بسُوءٍ أی لا تُجَازِهِ بِسُوءِ صَنِیعِهِ تُقَایِسُه،و أَحْسِنْ إذا أَساءَ،و اصْفَحْ عنه،و الذی یَظْهَرُ أنَّ المُحَارَفَهَ :المُجَازَاهُ مُطْلَقًا،سَوَاءً بسُوءٍ أو بخیرٍ،و یدُلُّ له هذا

16- الحدیثُ : «إنَّ الْعَبْدَ لَیُحَارَفُ عَنْ عَمِلِهِ :الْخَیْرُ أَو الشَّرِّ». قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أی:یُجَازَی.

و المُحَارَفَهُ :الْمُقَایَسَهُ بِالْمِحْرَافِ ، أی:مُقَایَسَهُ الجُرْحِ بالمِسْبَارِ،قال:

کَمَا زَلَّ عَنْ رَأْسِ الشَّجِیجِ الْمَحَارِفُ (6)

و الْمُحَارَفُ ،بِفَتْحِ الرَّاءِ:الْمَحْدُودُ الْمَحْرُومُ ، قال الجَوْهَرِیُّ :و هو خِلافُ قَوْلِکَ :مُبَارَکٌ ،و أَنْشَدَ للرَّاجِز:

مُحَارَفٌ بِالشَّاءِ و الْأَبَاعِرِ

مُبَارَکٌ بِالْقَلَعِیِّ الْبَاتِرِ

وَ قال غیرُه: المُحَارَفُ :هو الذی لا یُصِیبُ خَیْرًا مِن وَجْهٍ تَوَجَّهُ له،و قیل:هو الذی قُتِرَ رِزْقُهُ ،و قیل:هو الذی لا یَسْعَی فی الکَسْبِ ،و قیل:رجلٌ مُحَارَفٌ :مَنْقُوصُ الحَظِّ ، لا ینْمُو له مالٌ ،و قد تقدَّم ذلِکَ أَیضاً فی الجِیمِ ،و هما لُغَتَان.

و قَوْلُهم

16- فی الحدیثِ : «سَلَّطَ عَلَیْهِمْ مَوْتَ طَاعُون ذَفِیف (7)یُحَرِّفُ الْقُلُوبَ »: . أی: یُمِیلُهَا و یَجْعَلُهَا علَی حَرْفٍ ،أیْ :جَانِبٍ و طَرَفٍ ، وَ یُرْوَی:یُحَوِّفُ ،بالواو

ص:136


1- (1) زیاده عن القاموس،و قد نبه لها بهامش المطبوعه المصریه.
2- (2) من الآیه 75 من سوره البقره. [1]
3- (3) سوره المائده الآیه 13. [2]
4- (4) سوره الأنفال الآیه 16. [3]
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«متطرداً».
6- (6) البیت لأوس بن حجر دیوانه ص 66 و صدره: یزلّ قتودُ الرحل عن دأیاتها.
7- (7) عن النهایه و [4]بالأصل«دفیف»بالدال.

و سیأْتی،و منه

16- الحدیثُ الآخَرُ: «و قالَ بِیَدِهِ فَحَرَّفَها ». کأَنَّه یُرِیدُ القَتْلَ ،و وَصَفَ بها قَطْعَ السَّیْفِ بحَدِّه.

*و ممّا یستدرَکُ عَلَیه:

حَرْفَا الرَّأْسِ :شِقّاهُ .

وَ حَرْفُ السَّفِینَهِ و النَّهْرِ (1):جانبُهما.

وَ جَمْعُ الحَرْفِ : أَحْرُفٌ .

وَ جمعُ الحِرْفَهِ ،بالکسرِ: حِرَفٌ ،کعِنَبٍ .

وَ حَرَفَ عن الشَّیْ ءِ حَرْفاً :مَالَ ،و انْحَرَفَ مِزَاجُه:

کحَرَّف ، تَحْرِیفاً ،و التَّحْرِیفُ :التَّحْرِیک.

وَ الحِرَافُ ،ککِتَابٍ :الحِرْمَانُ .

وَ المُحَارَفُ ،بفَتْحِ الرَّاءِ:هو الذی یَحْتَرِفُ بیَدَیْهِ ،و لا یبلُغ کَسْبُه ما یُقِیمُه و عِیَالَهُ ،و هو المحرومُ الذی أُمِرْنا بالصَّدَقَهِ عَلَیه؛لأَنَّه قد حُرِمَ سَهْمَهُ مِن الغَنِیمَهِ ،لا یَغْزُو مَع المُسْلمین،فَبَقِیَ مَحْرُوماً،فیُعْطَی مِن الصَّدَقَهِ ما یسُدُّ حِرْمَانَهُ ،کذا ذکَره المُفَسِّرُون فی قَوْلهِ تعالَی: وَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ (2).

وَ احْتَرَفَ :اکْتَسَبَ لعِیَالِهِ مِن هُنَا و هُنَا.

وَ المُحْتَرِفُ :الصَّانِعُ .

وَ قد حُورِفَ کَسْبُ فُلانٍ :إذا شُدِّد عَلَیه فی مُعَامَلَتِه، وَ ضُیِّقَ فی مَعاشِهِ ،لأَنَّه (3)مِیلَ برِزْقِهِ عنه.

وَ المُحَرَّفُ ،کمُعَظَّمٍ مَن ذَهَبَ مَالُه.

وَ المِحْرَفُ ،کمِنْبَرٍ:مِسْبَارُ الجُرْحِ ،و الجمعُ : مَحَارِفُ وَ مَحَارِیفُ ،قال الجَعْدِیّ :

وَ دَعَوْتَ لَهْفَکَ بَعْدَ فَاقِرَهٍ

تُبْدِی مَحَارِفُهَا عَنِ الْعَظْمِ

وَ قال الأَخْفَشُ : المَحَارِفُ :وَاحِدُهَا مِحْرَفَهٌ ،قال سَاعِدَهٌ الهُذَلِیُّ :

فَإِنْ یَکُ عَتَّابٌ أَصَابَ بِسَهْمِهِ

حَشَاهُ فَعَنَّاهُ الْجَوَی و الْمَحَارِفُ (4)

وَ المُحَارَفَهُ :شِبْهُ المُفَاخَرَهِ ،قال سَاعِدَهُ :

فإِنْ تَکُ قَسْرًا أَعْقَبَتْ مِنْ جُنَیْدِبٍ

فقد عَلِمُوا فی الْغَزْوِ کَیْفَ نُحَارِفُ (5)

وَ قال السُّکَّرِیُّ :أی کیفَ مُحَارَفَتُنَا لهم،أی:مُعَامَلَتُنَا، کما تقولُ للرَّجُلِ :ما حِرْفَتُکَ ؟أی ما عَمَلُک و نَسَبُکَ .

وَ الحُرْفُ ،و الحُرَافُ ،بضَمِّهِمَا:حَیَّهٌ مُظْلِمُ اللَّونِ ، یَضْرِبُ إِلَی السَّوادِ،إذا أَخَذَ الإِنْسانَ لم یَبْقَ فیه دَمٌ إِلاَّ خَرَجَ .

وَ الحَرَافَهُ :طَعْمٌ یَحْرِقُ اللِّسَانَ و الْفَمَ ،و بَصَلٌ حِرِّیف ، کسِکِّیتٍ :یُحرِقُ الفَمَ ،و له حَرَارَهٌ ،و قیل:کُلُّ طَعَامٍ یُحْرِقُ فَمَ آکِلِهِ بحَرَارَهِ مَذَاقِهِ حِرِّیفٌ ،و لا یُقَال: حَرِّیفٌ (6).

وَ تَحَرَّفَ لِعِیَالِهِ :تَکَسَّبَ مِن کُلِّ حِرْفَهِ .

حرقف

الْحَرْقَفَهُ :عَظْمُ الْحَجَبَهِ ،أی:رَأْسِ الْوَرِکِ ، یُقَالُ :المَرِیضُ إذا طَالَتْ ضَجْعَتُه:دَبِرَتْ حَرَاقِفُهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

لَیْسُوا بِهِدِّینَ فی الْحُرُوبِ إِذَا

یُعْقَدُ فَوْقَ الْحَرَاقِفِ النُّطُقُ

وَ قیل: الحَرْقَفَتانِ :مُجْتَمَعُ رَأْسِ الفَخِذِ و الوَرِکِ حیث یَلْتَقِیَانِ مِن ظَاهِرٍ.

و الحُرْقُوفُ ، کعُصْفُورٍ:الدَّابَّهُ الْمَهْزُولَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،أی:قد بَدَتْ حَرَاقِیفُها.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الحُرْقُوفُ : دُوَیْبَهٌ مِن الأَحْنَاش و قال: الْحُرَنْقِفَهُ ،بضَمِّ الْحَاءِ و فَتْحِ الرَّاءِ و سُکُونِ النُّونِ و کَسْرِ الْقَافِ :الْقَصِیرَهُ مِن النِّسَاءِ،ذکره الأَزْهَرِیُّ فی الخُمَاسِیِّ .

ص:137


1- (1) اللسان:و [1]الجبل.
2- (2) سوره الذاریات الآیه 19. [2]
3- (3) فی اللسان: [3]لأنه.
4- (4) دیوان الهذلیین 226/2 فی شعر ساعده بن جؤیّه الهذلی و فسر المحارف بالملامیل التی تقاس بها الشجاج.
5- (5) البیت فی دیوان الهذلیین 227/2 فی شعر ساعده بن جُؤیّه الهذلی بروایهٍ :«فإن تک قسرٌ»و فیه:یرید قسر بجیله.
6- (6) نبه علی ضبطها بفتح الحاء بهامش المطبوعه المصریه و ضبطت اللفظتان هذه و التی قبلها عن اللسان. [4]

و قال ابنُ عَبَّادٍ: حَرْقَفَ الْحِمَارُ الْأَتَانَ :أَخَذَ بِحَرَاقِفِهَا ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ هکذا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

حَرْقَفَ الرَّجُلُ :وَضَعَ رأْسَهُ علَی حَرْقَفَتَیْهِ (1).

حزنقف

الْحُزَنْقِفَهُ ،بِالضَّمِّ و فَتْحِ الزَّایِ و کَسْرِ القافِ ،أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ ،و قال ابنُ عَبَّادٍ: لِلْقَصِیرَه مِن النِّسَاءِ،قال الصَّاغَانِیُّ :و هو تَصْحِیفٌ ،و الصَّوَابُ بِالرَّاءِ الْمُهْمَلَهِ ، کما تَقَدَّم عن ابنِ دُرَیْدٍ.

حسف

حَسَفَ التَّمْرَ، یَحْسِفُهُ حَسْفاً : نَقّاهُ مِن الحُسافَهِ .

و الحُسَافَهُ ، ککُنَاسَهٍ :ما تَنَاثَرَ مِن التَّمْرِ الْفَاسِدِ کذا فی الصِّحاح،و قیل: الحُسَافَهُ فی التَّمْرِ خَاصَّهً :ما سَقَطَ مِن أَقْمَاعِهِ و قُشُورِهِ و کِسَرِه،قَالَهُ اللِّحْیَانِیُّ ،و قال اللَّیْثُ : حُسَافَهُ التَّمْرِ:قُشورُهُ و رَدِیئُهُ .

و الحُسَافَهُ : الْغَیْظُ ،و الْعَداوَهُ ، کالْحَسِیفَهِ ، کسَفِینَهٍ فِیهِمَا: أی فی الغَیْظِ و العَدَاوَهِ ،یُقَالُ :فی صَدْرِهِ عَلَیَّ حَسِفَهٌ و حُسَافَهٌ :أی غَیْظُ و عَدَاوَهٌ ،و قال أَبو عُبَیْدٍ،فی قَلْبِهِ علیه کَتِیفَهٌ ،و حَسِیفَهٌ ،و حَسِیکَهٌ ،و سَخِیمَهٌ :بمعنًی واحِدٍ، وَ بالْحَسِیفَهِ -بِمَعْنَی الضَّغِینَهِ -فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَی:

فَمَاتَ و لم تَذْهَبْ حَسِیفَهُ صَدْرِهِ

یُخَبِّرُ عنه ذاکَ أَهْلُ الْمَقَابِرِ

و الحُسَافَهُ : الْمَاءُ الْقَلِیلُ ، نَقَلهُ شَمِرٌ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ لِکُثَیِّرٍ:

إِذَا النَّبْلُ فی نَحْرِ الْکُمَیْتِ کَأَنَّهَا

شَوَارِعُ دَبْرٍ فی حُسَافَهِ مُدْهُنِ (2)

قال شَمِر:و هی الحُشَافَهُ ،بالشِّینِ أَیضاً،و المُدْهُنُ :

صَخْرٌ یسْتَنْقِعُ فیها الماءُ.

و الحُسَافَهُ : بَقِیَّهُ الطَّعَام، وَ کذا بَقِیَّهُ کُلِّ شَیْ ءٍ أُکِلَ فلم یَبْقَ منه إِلاَّ قَلِیل.

و الحُسَافَهُ : سُحَالَهُ الفِضَّهِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ . و الْحَسْفُ :الشَّوْکُ ، مُقْتَضَی سِیَاقِهِ أَنَّه بالفَتْح،و ضَبَطَهُ الصَّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ بالتَّحْرِیک.

و الحَسْفُ ،بالفَتْح: جَرْیُ السَّحَابِ .

و الحَسْفُ : جَرْسُ الْحَیَّاتِ ، حَکاهُ الأَزْهَرِیُّ عن بعضِ الأَعْرَابِ ،و أَنْشَدَ:

أَبَاتُونِی بِشَرِّ مَبِیتِ ضَیْفٍ

به حَسْفُ الْأَفَاعِی و الْبُرُوصِ

کالْحَسِیفِ ، کأَمِیرٍ،و کذلک الحَفِیفُ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الحَسْفُ : الحَصْدُ،کالْحُسَافِ ، بِالضَّمِّ ، قال: و الحَسْفُ : سَوْقُ الغَنَمِ ، وَ قد حَسَفْتُهَا .

قال: و الحَسفُ : الْجِمَاعُ دُونَ الْفَخِذَیْنِ ، وَ قد حَسَفَها فی الجِمَاعِ .

و قال غیرُه: الحَسْفَهُ ، بِهَاءٍ:السَّحَابَهُ الرَّقِیقَهُ .

و یقال: بِئْرٌ حَسِیفٌ ،کأَمِیرٍ لِلَّتِی تُحْفَرُ فی الْحِجَارَهِ ،فلا یَنْقَطِعُ مَاؤُهَا کَثْرَهً ، کالخَسِیف،بالخاءِ.

و قال أَبو زَیْدٍ:یُقَال: رَجَعَ بِحَسِیفَهِ نَفْسِهِ ،أی: رَجَعَ ، و لَم یَقْضِ حَاجَتَهَا، أی:حَاجَهَ نَفْسِهِ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :حَاجَتَهُ ،و أَنْشَدَ:

إذا سُئِلُوا الْمَعْرُوفَ لم یَبْخَلُوا بِهِ

وَ لم یَرْجِعُوا طُلاّبَهُ بِالْحَسَائِفِ

و قال ابنُ عَبَادٍ: حَسِفَ قَلْبُهُ ، کَفَرِحَ :أَجِنَ و حَسِکَ ، و قال الفَرَّاءُ: حُسِفَ فُلانٌ ، کعُنِیَ :رُذِلَ (3)و أُسْقِطَ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: أَحْسَفَ التَّمْرَ: إذا خَلَطَهُ بحُسَافَتِهِ .

قال: و تَحْسِیفُ الشَّارِبِ :حَلْقُهُ ، یُقَال: حَسَّفَ شَارِبَهُ تَحْسِیفاً .

و تَحَسَّفَتِ الْأَوْبَارُ: إذا تَمَعَّطَتْ و تَطَایَرَتْ ، وَ کذلک تَوَسَّفَتْ ،کذا فی اللِّسَانِ و المُحِیطِ .

و الْمُتَحَسِّفُ مِنَ النَّاسِ : مَن لا یَدَعُ شَیْئاً إِلاَّ أَکَلَهُ ، کذا فی المُحِیطِ .

و انْحَسَفَ الشَّیْ ءُ فی یَدِی: تَفَتَّتَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

ص:138


1- (1) اللسان:علی حراقفه.
2- (2) و یروی:فی ظهر الکمیت.
3- (3) فی التهذیب و التکمله:«أُرذل»و الأصل کاللسان. [1]

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

حُسَافُ المائدهِ ،بالضَّمِّ :ما یَنْتَثِرُ فیُؤْکَلُ ،فیُرْجَی فیه الثَّوَابُ ،و حُسَافُ الصِّلِّیانِ و نَحْوِه:یَبِیسُهُ ،و الجَمْعُ أَحْسَافٌ .

وَ قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ الحُسُوفُ :استِقْصَاء الشَّیْ ءِ و تَنْقِیَتُه.

وَ تَحَسَّفَ الجِلْدُ:[تَقَشَّرَ] (1)،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ هو مِن حُسَافَتِهِمْ :أی مِن خُشَارَتِهِم،و حُسَافَهُ النَّاسِ :

رُذَالُهم.

وَ حَسَفَ القَرْحَهَ :قَشَرَهَا.

حشف

الحَشْفُ بالفَتْح: الْخُبْزُ الْیَابِسُ قال مُزَرِّدٌ:

وَ ما زَوَّدُونِی غَیْرَ حَشْفٍ مُرتدٍ

نَسُوا الزَّیْتَ عنه فهْو أَغْبَرُ شَاسِفُ (2)

وَ یروی:«غَیْرَ شَسْفٍ »و هما بِمَعْنًی.

و الْحَشَفُ ، بالتَّحْرِیکِ :أَرْدَأُ التَّمْرِ، کما فی الصِّحاحِ ، أَو هو الضَّعِیفُ الذی لا نَوَی لَهُ ، کالشِّیصِ ، أَو الْیَابِسُ الْفَاسِدُ منه،فإِنَّهُ إذا یَبِسَ صَلُبَ و فَسَدَ،لا طَعْمَ له و لا حَلاَوَه،قال امْرُؤُ القَیْسِ یصِف عُقَاباً:

کأَنَّ قُلوبَ الطَّیْرِ رطْباً و یَابِساً

لَدَی وَکْرِهَا الْعُنَّابُ و الْحَشَفُ الْبَالِی

و الحَشَفُ : الضَّرْعُ الْبَالِی، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و تُکْسَرُ شِینُهُ ، وَ بهما رُوِیَ قَوْلُ طَرَفَهَ ،یصِف نَاقَتَهُ :

فَطَوْرًا به خَلْفَ الزَّمِیلِ و تَارَهً

علَی حَشَفٍ کَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ

و الْحَشَفَهُ ،مُحَرَّکَهً : الکَمَرَهُ .و فی الصِّحاحِ و التَّهْذِیبِ :

مَا فَوْقَ الْخِتَانِ ، وَ

1- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه عنه: «فی الْحَشَفَهِ الدِّیَهُ ». هی رأْسُ الذَّکَرِ،إذا قَطَعَهَا إِنْسَانٌ وَجَبَت علیه الدِّیَهُ کامِلَهً ،و

16- فی حدِیثٍ آخَرَ: «إِذَا الْتَقَی الْخِتَانَانِ ، وَ تَوَارَتِ الْحَشَفَهُ ،وَجَبَ الْغُسْلُ ». و الحَشَفَهُ : أُصُولُ الزَّرْعِ التی تَبْقَی بَعْدَ الْحَصَادِ، بلُغَهِ أَهلِ الیَمَنِ ، و العَجُوزُ الْکَبِیرَهُ ، یُقَال لها: الحَشَفَهُ ، و الحَشَفَهُ : الْخَمِیرَهُ الْیَابِسَهُ ،و الحَشَفَهُ : قَرْحَهٌ تَخْرُجُ بِحَلْقِ الانْسَانِ و الْبَعِیرِ.و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الحَشَفَهُ : صَخْرَهٌ رِخْوَهٌ حَوْلَهَا سَهْلٌ مِن الْأَرْضِ ،أَوْ: هی صَخْرَهٌ تَنْبُتُ فی الْبَحْرِ، قال ابنُ هَرْمَهَ یَصِفُ نَاقَهً :

کأَنَّهَا قَادِسٌ یُصَرِّفُهُ النُّو

تِیُّ تحتَ الأَمْوَاجِ عن حَشَفَهْ

: ج حِشَافٌ ، ککِتَابٍ .

وَ قال الأَزْهَرِیُّ : الحَشَفَهُ :جَزِیرَهٌ فی البَحْرِ لا یَعْلُوها الماءُ إذا کانتْ صغِیرَهً مُسْتَدِیرَهً ،و جاءَ

16- فی الحَدِیثِ : «إنَّ مَوْضِعَ بَیْتِ اللّه کَانَتْ (3)حَشَفَهً فَدَحَا اللّه الْأَرْضَ عَنْهَا».

و الحُشَافَهُ ، ککُنَاسَهٍ :المَاءُ الْقَلِیلُ ، حَکَاهُ شَمِر،و السِّینُ لُغَهٌ فیه.

و الحَشِیفُ : کأَمِیرٍ:الْخَلَقُ مِن الثِّیَابِ ، قال صَخْرُ الْغَیِّ الهُذَلِیُّ :

أُتِیحَ لَهَا أُقَیْدِرُ ذُو حَشِیفٍ

إذا سَامَتْ علَی الْمَلَقَاتِ سَامَا

و اسْتَحْشَفَ الرَّجُلُ ،هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و صَوَابُه:

تَحَشَّفَ ، کما هو نَصُّ العُبَابِ و اللِّسَانِ : لَبِسَهُ ، أی:

الحَشِیفُ ،و هو الثَّوْبُ البَالِی،یقال:رَجُلٌ مُتَحَشِّفٌ :عَلیه أَطْمارٌ رِثاثٌ ،کما فی الصِّحاحِ ،و منه

14- حدیثُ عُثْمَانَ : قال له أَبَانُ بنُ سَعِیدٍ رَضِیَ اللّه عنهما:«مَالِی أَرَاکَ مُتَحَشِّفاً ! أَسْبِلْ ،فقَالَ :هکذا کانَتْ إِزْرَهُ صَاحِبِنَا صلّی اللّه عَلَیه و سلّم.».

و قال ابن دُرَید: حَشّفَ الرجُلُ عَیْنَهُ تَحْشِیفاً : إذا ضَمَّ جُفُونَه،و نَظَرَ مِن خَلَلِ هُدْبِها.

قال: و اسْتَحْشَفَتِ الْأُذُنُ : إذا یَبِسَتْ فتَقَبَّضَتْ ، و اسْتَحْشَفَ الضَّرْعُ : إذا یَبِسَتْ فتَقَلَّصَت (4)،هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :یَبِسَ فتَقَلَّصَ ،و نَصُّ الجَمْهَرَهِ :

وَ کذلک ضرْعُ الأُنْثَی إذا تَقَلَّصَ (5)و تَقَبَّضَ ،یُقَال:قد اسْتَحْشَفَ .

ص:139


1- (1) زیاده عن اللسان. [1]
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:غیر حشف مرتد،لعله مربَدّ فقد مرّ للمصنف أن المربد المولع بسواد و بیاض»و صححها فی المطبوعه الکویتیه«مرمَّد عن العباب».
3- (3) کذا بالأصل،و الصواب«کان».
4- (4) فی القاموس:و تَقَلّصَتْ .
5- (5) فی التهذیب و التکمله:قَلَصَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

تَمْرٌ حَشِفٌ ،ککَتِفٍ :کثیرُ الحَشَفِ ،علَی النَّسَبِ .

وَ قد أَحْشَفَتِ النَّخْلَهُ :صارَ تَمْرُهَا حَشَفاً و فی المَثَلِ :

«أَ حَشَفاً و سُوءَ کِیلَهٍ ؟» ،هکذا ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ و لم یُفَسِّرْهُ ، وَ فی العُبَاب:انْتِصَابُه بإِضْمَارِ الفِعْلِ ،أی:أَتَجمَعُ التَّمْرَ الرَّدِیءَ و الکَیْلَ المُطَفَّفَ ؟،یُضْرَبُ فی خَلَّتَیْ إِساءَهٍ تَجْتَمِعان علَی الرَّجُلِ .

وَ أَحْشَفَ ضَرْعُ الناقَهِ :إذا تَقَبَّضَ (1)و اسْتَشَنَّ ،أی:صار کالشَّنِّ .

وَ حَشَفَ خِلْفُ النَّاقَهِ :إذا ارْتَفَعَ منها اللَّبنُ ،نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

وَ تَحَشَّفَتْ أَوْبَارُ الإِبِل:طارَتْ عنها و تَفَرَّقَتْ ،لُغَهٌ فی السِّینِ .

وَ یُقَال:رأَیْتُ فُلانًا مُتَحَشِّفاً :أی سَیِّیءَ الحالِ ،مُتَقَهِّلاً، رَثَّ الهَیْئَهِ ،و قیل:مُبْتَئِساً مُتَقَبِّضاً،و قیل:مُشَمِّرًا ثَوْبَهُ .

حصف

الْحَصْفُ :الْإِقْصَاءُ و الْإِبْعَادُ، کالْإحصَافِ ، کذا فی النَّوادِرِ،و کذا،حَصَبَهُ عن کذا،و أَحْصَبَهُ :إذا أَقْصَاهُ .

و الحَصَفُ بِالتَّحْرِیکِ :الْجَرَبُ الْیَابِسُ ، وَ قد حَصِفَ جِلْدُه، کَفَرِحَ :جَرِبَ ، کما فی الصِّحاح،و قیل:

الحَصَفُ :بَثْرٌ صِغَارٌ یَقِیحُ و لا یَعْظُمُ ،و ربما خَرَجَ فی مَرَاقٍّ البَطْنِ أَیَّامَ الحَرِّ.

و حَصُفَ الرَّجُلُ ، کَکَرُمَ :اسْتَحْکَمَ عَقْلُهُ ،فهو حَصِیفٌ :

مُحْکَمُ العَقْلِ ،و المَصْدَرُ الْحَصَافَهُ ،ککَرُمَ فهو کَرِیمٌ ،و هو مَجَازٌ،و یُقَال: الحَصَافَهُ :ثَخَانَهُ العَقْلِ و جَوْدَهُ الرَأْی،قال:

حَدِیثُکَ فی الشِّتَاءِ حَدیثُ صَیْفٍ

وَ شَتْوِیُّ الْحَدِیثِ إذا تَصِیفُ

فَتَخْلِطُ فِیهِ مِنْ هذا بِهذا

فمَا أَدْرِی:أَ أَحْمَقُ أَمْ حَصِیفُ ؟

وَ

17- فی کِتَابِ عُمَرَ إلی أَبِی عُبَیْدَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا: «أَنْ لا یُمْضِیَ أَمْرَ اللّه إِلاَّ بَعِیدُ الغِرَّهِ ، حَصِیفُ العُقْدَهِ ». أَرادبالعُقْدَهِ :الرَّأْیَ و التَّدْبِیرَ.

و أَحْصَفَ الْأَمْرَ:أَحْکَمَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ.

و أَحْصَفَ الْحَبْلَ :أَحْکَمَ فَتْلَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و مِن المَجَازِ: أَحْصَفَ الرَّجُلُ ، وَ کذلِکَ الْفَرَسُ : إذا مَرَّا سَرِیعاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للرَّاجِزِ،و هو العَجَّاجُ :

ذَارٍ إِذَا لاَقَی الْعَزَازَ أَحْصَفَا

و إِنْ تَلَقَّی غَدَراً تَخَطْرَفَا (2)

و فَرَسٌ مُحْصِفٌ ،کمُحْسِنٍ ،و مِنْبَرٍ،و مِصْبَاح، کما فی الْمِصْبَاحِ (3)،و الذی فی الصِّحَاحِ نَاقَهٌ مِحْصَافٌ ،و شَاهِدُه قَوْلُ عبدِ اللّه بنِ سَمْعَانَ التَّغْلِبِیِّ (4):

وَ سَرَیْتُ لا جَزِعاً و لا مُتَهَلِّعاً

یَعْدُو برَحْلِی جَسْرَهٌ مِحْصَافُ

أَو هو، أی: الإِحْصَافُ : أَنْ یُثِیرَ الْحَصْبَاءَ فی عَدْوِهِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ، أَو هو مَشْیٌ فیه تَقَارُبُ خَطْوٍ،و هو مَعَ ذلِکَ سَرِیعٌ ، قَالَهُ ابنُ السِّکِّیتِ ،و قال أَبو عُبَیْدَهَ : الإِحْصَافُ فی الخیلِ :أَن یُخَذْرِفَ الْفَرَسُ فی الجَرْیِ و لیس فیه فَضْلٌ ،یُقَالُ :فَرَسٌ مُحْصِفٌ ،و الأُنْثَی مُحْصِفَهٌ ،و ذلِک بُلُوغُ أَقْصَی الحُضْرِ.

و اسْتَحْصَفَ الشَّیْ ءُ: اسْتَحْکَمَ ، وَ هو مَجَازٌ فی الرَّأْیِ وَ الْأَمْرِ،حَقِیقَه فی الحَبْلِ ،و قد نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و استَحْصَفَ عَلَیه الزَّمَانُ : أی اشْتَدَّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ هو مَجازٌ.

و مِن المَجَازِ: اسْتَحْصَفَ الْفَرْجُ :ضَاقَ و یَبِسَ عِنْدَ الْجِمَاعِ ، وَ ذلِکَ مما یُسْتَحَبُّ ،فهی مُسْتَحْصِفَهٌ ،قال:

النَّابِغَهُ الذُّبْیَانِیُّ یَصِفُ فَرْج امْرَأَه:

وَ إِذَا طَعَنْتَ طَعَنْتَ فی مُسْتَهْدِفٍ

رَابِی الْمَجَسَّهِ بالعَبِیرِ مُقَرْمَدِ

وَ إِذَا نَزَعْتَ نَزَعْتَ مِنْ مُسْتَحْصِفٍ

نَزْعَ الْحَزَوَّرِ بِالرِّشَاءِ الْمُحْصَدِ

ص:140


1- (1) فی التهذیب:«انقبض»و الأصل کاللسان. [1]
2- (2) الذرو:المرّ الخفیف،و الغدر:ما ارتفع من الأرض و انخفض.
3- (3) کذا بالأصل،و لم یرد هذا المعنی فی المصباح.
4- (4) عن اللسان و [2]بالأصل«البعلی».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رَجُلٌ حَصِفٌ ،ککَتِفٍ :مُحْکَمُ العَقْلِ ،مَتِینُ الرَّأْیِ ، علَی النَّسَبِ .

وَ کُلُّ مُحْکَمٍ لاَ خَلَلَ فیه: حَصِیفٌ .

وَ المُحْصَفُ :الکَثِیفُ الْقَوِیُّ .

وَ ثَوْبٌ حَصِیفٌ :مُحْکَمُ النَّسْجِ صَفِیقُهُ ،و فی الکِفَایَهِ :

ثَوْبٌ حَصِیفٌ :کَثِیفٌ سَاتِرٌ.

وَ أَحْصَفَ النَّاسِجُ نَسْجَهُ ،و اسْتَحْصَفَ الْقَوْمُ ، وَ اسْتَحْصَدُوا:إذا اجْتَمَعُوا.

وَ المَحْصُوفَهُ :الکَتِیبَهُ المَجْمُوعهُ ،هکذا فَسَّرَ الأَزْهَرِیُّ بِهِ قَوْلَ الأَعْشَی:

تَأْوِی طَوَائِفُهَا إِلَی مَحْصُوفَهٍ

مَکْرُوهَهٍ یَخْشَی الْکُمَاهُ نِزَالَهَا (1)

وَ اسْتَحْصَفَ الْحَبْلُ :شُدَّ فَتْلُهُ .

وَ الحَصِیفَهُ :الحَیَّهُ ،طَائِیَّهٌ .

وَ أَحْصَفَهُ الحَرُّ إِحْصَافاً :أَخْرَجَ بَثْراً فی جَسَدِهِ .

وَ یُقَال:بینهما حَبْلٌ مُحْصَفٌ ،کمُکْرَمٍ :أی إِخَاءٌ ثَابِتٌ ، وَ هو مَجازٌ.

حضف

الْحِضْفُ ،بالْکَسْرِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال الصَّاغَانِیُّ : الْحَیَّهُ ، کالحِضْبِ ، بالباءِ،و أَنْشَدَ لرُوَیْشِدٍ:

وَ هَدَّتْ جِبَالَ الصُّیْح (2)هَدًّا و لم یَدَعْ

مَدَقُّهُمُ أَفْعَی تَدِبُّ و لا حَضْفَا

کَفَاکُمْ أَدَانِینَا و مِنَّا وَراءَنا

کَبَاکِبُ لَوْ سَالَتْ أَتَی سَیْلُها کَثْفَا

حظف

الحَنْظَفُ ،بِالْمُعْجَمَهِ ،کجَنْدَلٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :هو الضَّخْمُ الْبَطْنِ ، وَ النُّونُ زَائِدَهٌ .قلتُ :و الذی فی نُسَخِ التَّهْذِیبِ ،و اللِّسَانِ ،و العُبَابِ ، وَ التَّکْمِلَهِ ،بالطّاءِ المُهْمَلَهِ ،و لم أَجِدْ أَحَداً مِن المُصَنِّفِین ضَبَطَهَا بالمُعْجَمَهِ ،غیرَ المُصَنِّف،و لیس له سَلَفٌ فی ذلک فَتَأَمَّلْ .

حفف

حَفَّ رأْسَهُ ، یَحِفُّ ، حُفُوفاً :بَعُدَ عَهْدُهُ بالدُّهْنِ ، قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،زادَ غَیْرُه،و شَعِثَ ،و هو مَجازٌ، وَ أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِلْکُمَیْتِ یَصِفُ وَتِداً:

وَ أَشْعَثَ فی الدَّارِ ذِی لِمَّهٍ

یُطِیلُ الْحُفُوف و لا یَقْمَلُ

فی اللِّسَان:یعنی وَتِداً.

وَ أَحَفَّه (3)صاحبُه،تَرَکَ تَعَهُّدَه.

و حَفَّتِ الْأَرْضُ تَحِفُّ حُفُوفاً : یَبِسَ بَقْلُهَا لِفَقْدِ المَاءِ، وَ کذلِکَ قَفَّتْ ،کما فی الأَساسِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : حَفَّ سَمْعُهُ حُفُوفاً : ذَهَبَ کُلُّهُ ، فلم یَبْقَ منه شَیْ ءٌ،قال الراجزُ:

قَالَتْ سُلَیْمَی إذ رَأَتْ حُفُوفی

مَعَ اضْطِرَابِ اللَّحْمِ و الشُّفُوفِ

أَنْشَدَه الأَزْهَرِیُّ ،و لیس له (4)،کما فی العُبَابِ .

و حَفَّ شَارِبَهُ ،و رَأْسَهُ یَحِفُّ حَفًّا : أَحْفَاهُمَا ، وَ فی المُحْکَمِ : حَفَّ اللِّحْیَهَ یَحِفُّها حَفًّا :أَخَذَ منها،و حَفَّتْ هی بنَفْسِها، تَحِفُّ حُفُوفاً :شَعِثَتْ .

و حَفَّ الْفَرَسُ یَحِفُّ حَفِیفاً :سُمِعَ عِنْدَ رَکْضِهِ صَوْتٌ ، وَ هو دَوِیُّ جَرْیِهِ .

و الْأَفْعَی حَفَّ حَفِیفاً :أی فَحَّ فَحِیحاً،إِلاَّ أنَّ الْحَفِیفَ مِن جِلْدِهَا،و الْفَحِیحَ مِن فِیهَا، وَ هذا عن أَبی خَیْرَهَ ،و فی اللِّسَانِ :الْأُنْثَی مِن الأَسَاوِدِ تَحِفُّ حَفِیفاً ،و هو صَوتُ جِلْدِهَا إذا دَلَکَتْ بعضَه ببَعْضِ ، و کَذلِکَ حَفِیفُ جَنَاحِ الطَّائِر، قالَهُ الْجَوْهَرِیُّ ،قال رُؤْبَهُ :

وَلَّتْ حُبَارَاهُمْ لها حَفِیفُ

وَ یُقَالُ : حَفَّ الجُعَلُ یَحِفُّ :إذا طارَ.

ص:141


1- (1) دیوانه ص 154 بروایه«إلی مخضره»و المثبت روایه التهذیب وَ اللسان. [1]
2- (2) کذا بالأصل«الصیح»بالیاء،و قیدها یاقوت«جبال صُبْح»بالباءِ و هی فی دِیار بنی فزاره.
3- (3) بالأصل«حفّه»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
4- (4) کذا،و نسبه الأزهری لرؤبه،و هو فی دیوانه ص 101.

و حَفَّتِ الشَّجَرَهُ حَفِیفاً : إِذا صَوَّتَتْ بمُرُورِ الرِّیحِ علَی أَغْصانِهَا،و قولُه-أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ -:

أَبْلِغْ أَبَا قَیْسٍ حَفِیفَ الْأَثْأَبَهْ

فَسَّرَه فقَالَ :إِنَّهُ ضَعِیفُ العَقْلِ ،کأَنَّهُ حَفِیفُ أَثْأَبَهٍ تُحَرِّکُهَا الرِّیحُ ،و قیل:مَعْنَاه أُوعِدُه و أُحَرِّکُه کما تُحَرِّک الرِّیحُ هذِه الشَّجَرَهَ ،قال ابنُ سِیدَه:و هذا لیس بشَیْ ءٍ.

و حَفَّتِ المَرْأَهُ تَحِفُّ (1) وَجْههَا مِن الشَّعَر، تَحِفُّ ، حِفَافاً بِالْکَسْرِ،و حَفًّا : أَزالتْ عنه الشَّعرَ بالمُوسَی،و قَشَرَتْهُ ، کاحْتَفَّتْ ، وَ یُقَالُ :هی تَحْتَفُّ :تَأْمُرُ مَن یَحِفُّ شَعْرَ وَجْهِها نَتَفاً بخَیْطَیْنِ ،و هو مِن القَشْرِ،کما سیأْتِی عن اللَّیْثِ .

و یُقَال: الْحَفَّهُ :الْکَرَامَهُ التَّامّهُ نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ،و صاحبُ اللِّسَانِ .

و الحَفَّهُ : کُورَهٌ غَرْبِیَّ حَلَبَ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و الحَفَّهُ : المَنْوَالُ ، وَ هو الذی یُلَفُّ عَلَیه الثَّوْبُ ،و الذی یُقَالُ له: الْحَفُّ هو الْمِنْسَجُ ، قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،قال أَبو سَعِیدٍ: الحَفَّهُ :المِنْوَالُ ،و لا یُقَالُ له: حَفٌّ ،و إِنما الحَفُّ المِنْسَجُ ،کما فی الصِّحاح و العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ : حَفَّهُ الحائِکِ (2):خَشَبَتُه العَرِیضَهُ ،یُنَسِّقُ بها اللُّحْمَهَ بینَ السَّدَی، وَ یُقَالُ : الحَفَّهُ :القَصَباتُ الثَّلاثُ ،و قیل: الحِفَّهُ ،بالکَسْرِ، وَ قیل:هی التی یَضْرِبُ بها الحائِکُ کالسَّیْفِ ،و الحَفُّ :

القَصَبَهُ التی تَجِیءُ و تَذْهَبُ ،قال الأَزْهَرِیُّ ،کذا هو عند الأَعْرَابِ ،و جَمْعُهَا: حُفُوفٌ ،و یُقَال«ما أَنْتَ بحَفَّهٍ و لا نِیرَهٍ » (3)الحَفَّهُ :ما تَقَدَّم،و النِّیرَهُ :الخَشَبَهُ المُعْتَرِضهُ ، یُضْرَبُ هذا لِمَن لا یَنْفَعُ و لا یَضُرُّ،معناهُ :لا یَصْلُحُ لِشَیءٍ.

و الحَفُّ : سَمَکَهٌ بَیْضَاءُ شَاکَهٌ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و الْحَفَّانُ :فِرَاخُ النَّعَامِ و صِغَارُها، لِلْذَّکَرِ و الْأُنْثَی، قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و خَصَّهُ ابنُ السَّیدِ بالإِنَاثِ فقط ،و نَقَلَهُ شیخُنَا فی شَرْح الکِفَایَهِ ، و الْوَاحِدَهُ حَفَّانَهٌ ، وَ قد خالَف هنا قَاعِدَتَهُ ، وَ لم یَقُلْ :بهاءٍ،قال الجَوْهَرِیُّ :و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ لِأُسامَهَ الهُذَلِیِّ :

و إِلاَّ النَّعَامَ و حَفَّانَهُ

وَ طَغْیَا مِنَ اللِّهِقِ النَّاشِطِ (4)

وَ رَوَی أَبو عمرٍو و أبو عبدِ اللّه:«و طَغْیاً»بالتَّنْوِین،أی:

صَوْتاً،یُقَال:طَغَی الثَّوْرُ طَغْیاً،و رَوَاه غیرُهما:و طُغْیَا، بالضَّمِّ :الصَغِیرُ مِن بَقَر الوَحْشِ ،و قال ثَعْلَبٌ :هو الطَّغْیَا، بالفَتْحِ .

و الحَفَّانُ : الْخَدَمُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و کأَنَّهُ تَشْبِیهاً بصِغَارِ النَّعَامِ .

و الحَفَّانُ : الْمَلْآنُ من الْأَوانی قَرِیبَهِ المَلْ ءِ مِن حِفَافِهَا ، أَوْ مَا بَلَغَ الْمَکِیلُ حِفَافَیْهِ ، کما فی الصِّحاحِ ،أی:جانِبَیْهِ .

و الحِفَافُ ، ککِتابٍ :الْجَانِبُ ، قال طَرَفَهُ یَصِفُ ناحِیَتَیْ عَسِیبِ ذَنَبِ النَّاقَهِ :

کَأَنَّ جَنَاحَیْ مَضْرَحِیٍّ تَکَنَّفَا

حِفَافَیْهِ شُکَّا فی الْعَسِیبِ بِمِسْرَدِ

و الحِفَافُ : الْأَثَرُ و یُقَال: قد جَاءَ علَی حِفَافِهِ ، وَ حَفَفِهِ ، و حَفِّهِ ،مَفْتُوحَتَیْنِ ، أی: أَثَرِهِ ، کما فی العُبَاب،و فی اللِّسَانِ :جاءَ علی حَفِّ ذلک،و حَفَفِهِ ،و حِفَافِهِ :أی:حِینِهِ وَ إِبَّانِهِ .

و الحِفَافُ : الطُّرَّهُ مِن الشَّعَر حَوْلَ رَأْسِ الْأَصْلَعِ ، قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،و کان عمرُ رضی الله عنه أَصْلَعَ له حِفَافٌ ، ج:

أَحِفَّهٌ ، قال ذو الرُّمَّهِ یذکُر الجِفَانَ :

فمَا مَرْتَعُ الْجِیرَان إِلاَّ جِفَانُکُمْ

تبَارَوْنَ أَنْتُمْ و الرِّیَاحُ تَبَارِیَا

لَهُنَّ إذا أَصْبَحْنَ مِنْهُمْ أَحِفَّهٌ

وَ حِینَ یَرَوْنَ اللَّیْلَ أَقْبَلَ جَائِیَا

أَحِفَّهٌ :أی قَوْمٌ اسْتَدَارُوا حَوْلَهَا.

و قَوْلُه تعالَی: وَ تَرَی الْمَلائِکَهَ حَافِّینَ مِنْ حَوْلِ

ص:142


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:تحف،لعل الأولی إسقاطه، اکتفاء بذکر المصنف له».
2- (2) فی التهذیب:حفّ الحائکُ خشبَتَه.
3- (3) فی التهذیب:ما أنت بنیره و لا حفّه.
4- (4) دیوان الهذلیین 196/2 فی شعر أسامه بن الحارث الهذلی،و فسر شارحه الحفان بصغار النعام،و طغیا من اللهق هو نُبذ من البقر.و قد ورد البیت أیضا فی اللسان« [1]طغی»شاهداً علی أن«طغیا»مقصوره غیر مصروفه،و نسبه فیها إلی أمیه بن أبی عائذ الهذلی.و الذی بالأصل «مع اللهق»و التصحیح من الدیوان.

الْعَرْشِ (1)،قال الزَّجَّاجُ :أی: مُحْدِقینَ ، زَادَ الصَّاغَانِیُّ :

بِأَحِفَّتِه ،أیْ :جَوانِبِهِ ، وَ قال الرَّاغِبُ :مُطِیفِینَ بحِفَافَیْهِ .

و قال اللَّیْثُ : سَویقٌ حَافٌّ : أی غیرُ مَلْتُوتٍ ، وَ قَال أَعْرَابِی:أَتَوْنا بعَصِیدهٍ قد حُفَّتْ ،فکأَنَّهَا عَقِبٌ فیها شُقُوقٌ ، وَ قیل:هو ما لم یُلَتَّ بسَمْن و لا زَیْتٍ .

و قال اللِّحْیَانِیُّ : هو حَافٌّ بَیِّنُ الْحُفُوفِ :شدِیدُ الْإِصَابَه بِالْعَیْن، وَ المَعْنَی أنه یُصِیبُ الناسَ بها.

و قولُه تَعَالَی: وَ حَفَفْناهُما بِنَخْلٍ (2):أی جَعَلْنَا النَّخْلَ مُطِیفَهً بِأَحِفَّتِهِمَا ، أی:جَوَانِبِهما.

و مِن المَجَازِ: الْحَفَفُ ،مُحَرَّکَهً ،و الْحُفُوفُ ، إِطْلاقُهُ یَقْتَضی أنه بالفَتْح،و الصَّوابُ أَنَّه بالضَّمِّ : عَیْشُ سَوءٍ عن الأَصْمَعِیِّ ، و قِلِّهُ مَال، یُقال:ما رُئِی علیهم حَفَفٌ و لا ضَفَفٌ ،أی:أَثرُ عَوَزٍ،کأَنَّه جُعِلَ فی حَفَفٍ منه،أی جَانب،بخِلافِ مَن قیل فیه:هو فی وَاسِطهٍ مِن العَیْشِ ، صِفَه الرَّاغِدِ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الحَفَفُ :الضِّیقُ فی المَعَاشِ (3)،و قالتْ امرأَهٌ :خرَجَ زَوْجِی،و یَتِمَ وَلَدِی،فما أَصَابَهُمْ حَفَفٌ و لا ضَفَفٌ ،قال:و الْحَفَفُ :الضِّیقُ ، و الضَّفَفُ :أَن یَقِلَّ الطَّعَامُ و یکْثُرَ آکِلُوهُ ،و قیل:هو مِقْدَارُ العِیَالِ ،و قال اللِّحْیَانِیُّ : الحَفَفُ :الکَفَافُ مِن المَعِیشَه، وَ أَصابَهم حَفَفٌ مِن العَیْشِ ،أی:شِدَّهٌ .و قال ثَعْلَبٌ :

الحَفَفُ :أن یکونَ العِیَالُ قَدْرَ الزَّادِ،و

14- فی الحَدِیثِ : «أَنه علیه السَّلامُ لم یَشْبَعْ مِن طعَامٍ إِلاَّ علَی حَفَفٍ ». أی لم یَشْبَعْ إِلاَّ و الحالُ عندَه (4)خِلافُ الرَّخَاءِ و الخِصْب،و

17- فی حدیثِ عُمَرَ رضی الله عنه: أَنَّه«سَأَلَ رَجُلاً کیف وَجَدْتَ أَبَا عُبَیْدَه ؟قال:رَأَیْتُ حُفُوفاً ». أی ضِیقَ عَیْشٍ ،و قال الأَصْمَعِیُّ :أَصَابَهم مِن العَیْشِ ضَفَفٌ و حَفَفٌ و قَشَفٌ ،کلُّ هذا مِن شِدَّهِ العَیْشِ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :الضَّفَفُ :

القِلَّهُ ،و الْحَفَفُ :الحَاجَهُ ،و یُقَالُ (5):هما وَاحِدٌ،و أَنْشَدَ:

هَدِیَّه کَانَتْ کَفَافاً حَفَفَا

لاَ تبْلُغُ الْجَارَ و مَنْ تَلَطَّفَا

قال أَبو العَبّاسِ :الضَّفَفُ :أَن تکونَ الْأَکَلَهُ أَکْثَرَ مِن مِقْدَارِ المال،و الحَفَفُ :أن تکونَ الأَکَلَهُ بمِقْدَارِ المالِ ،

14- قال: و کان النَّبِیُّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم إذا أَکَلَ کان مَن یَأْکُلُ معَه أَکْثَرَ عَدَداً مِن قَدْرِ مَبْلَغِ المَأْکُولِ و کَفافِهِ . و الحَفَفُ مِن الْأَمْرِ:

نَاحِیَتُهُ ، یُقَال:هو علَی حَفَفِ أَمْرٍ،أی:نَاحِیَهٍ منه و شَرَفٍ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الحَفَفُ مِن الرِجالِ ؛ القَصِیرُ المُقْتَدِرُ.

وَ الْمِحَفَّهُ ،بِالکَسْرِ، هکذا ضَبَطَه الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغَانِیُّ ، وَ قال شیخُنَا:و فی مَشَارِقِ عِیَاضٍ أنه بالفَتْحِ : مَرْکَبٌ لِلنِّسَاءِ کَالْهَوْدَج،إِلاّ أَنَّهَا لا تُقبَّبُ ، أی:و الْهَوْدَجُ یُقَبَّبُ ، نَقَلهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال غیرُه: المِحَفَّهُ :رَحْلٌ یُحَفُّ ثم ترکبُ فیه المَرْأَهُ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:سُمِّیَتْ بها لأَنَّ الخَشَبَ یَحُفُّ بالقاعِدِ فیها،أی یُحِیطُ به مِن جَمِیعِ جَوَانِبِه.

و حَفَّهُ بالشَّیْ ءِ،کمَدَّهُ ،أَحَاطَ بِهِ ، کما یُحَفُّ الهَوْدَجُ بالثِّیَابِ ،کما فی العُبابِ ،و فی اللِّسَانِ :أَحْدَقُوا به،و أَطافُوا بِه،و عَکفُوا،و اسْتَدارُوا،و فی التَّهْذِیبِ : حَفَّ القَوْمُ بسَیِّدِهِم،و

16- فی الحَدِیثِ : « فَیحُفُّونَهم بأَجْنِحَتِهم». أی:

یَطُوفُون بهم،و یَدُورُونَ حَوْلَهُم،و

16- فی حدیثٍ آخَرَ: «إِلاَّ حَفَّتْهُمُ المَلائِکَه».

و فی الْمَثَلِ : «مَنْ حَفَّنَا أو رَفَّنَا فَلْیَقْتَصدْ» نَقَلَهُ الجَوهَرِیُّ ،قال أَبو عُبَیْدٍ،یُضْرَب فی القَصْدِ فی المَدْحِ :

أیْ [مَنْ ] (6)طَافَ بنَا و اعْتَنَی بِأَمْرِنَا و أَکْرَمَنَا،و فی الصِّحاحِ :

أی مَن خَدَمَنَا، وَ حَاطَنَا،و تَعَطَّف علینا (7)، و قال أَبو عُبَیْدٍ:

أی مَن مَدَحَنَا فَلاَ یَغْلُوَنَّ فی ذلِکَ ،و لکن لِیَتَکَلَّمْ بالحَقِّ ، وَ فی مَثَلٍ آخَرَ: «مَنْ حَفَّنَا أو رَفَّنَا فَلْیَتَّرِکْ » .

و منه قَوْلُهُمْ :مالَهُ حَافٌّ و لاَ رَافٌّ و ذَهَبَ مَن کَانَ یَحُفُّهُ وَ یَرُفُّهُ کما فی الصِّحاحِ ،أی:یُعْطِیهِ و یَمِیرُهُ ،و قال الأَصْمَعِیُّ :هو یَحُفُّ و یَرُفُّ :أی یَقُومُ و یَقْعُدُ،و یَنْصَحُ وَ یُشْفِقُ ،قال:و مَعْنَی یَحُفُّ :تَسْمَعُ له حَفِیفاً .

و الحَفَّافُ ، کشَدَّادٍ:اللَّحْمُ اللَّیِّنُ أَسْفَلَ اللَّهَاهِ ، یُقَال:

یبِس حَفَّافُهُ ،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،و نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ :و لم یَضْبِطْهُ کشَدَّادٍ،و إِنما سِیاقُهُ یَدُلُّ علَی أَنه ککِتَابٍ (8)،و قال:

ص:143


1- (1) سوره الزمر الآیه 75. [1]
2- (2) سوره الکهف الآیه 32. [2]
3- (3) نقله الأزهری فی التهذیب عن ابن السکیت.
4- (4) بالأصل:«و الحال ما عنده»و المثبت عن اللسان. [3]
5- (5) هذا قول العقیلی کما فی التهذیب.
6- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
7- (6) فی الصحاح: [4]من خدمنا أو تعطف علینا و حاطنا.
8- (7) فی التهذیب:یقال یبس حَفّافُه و هو اللحم اللیّن أسفل اللهاه،ضبطت ضبط حرکات.

الحفافُ :اللَّحْمُ الذِی فی أَسْفَلِ الحَنَک إلی اللَّهاهِ .

و الحُفَافَهُ ، ککُنَاسَهٍ :بَقِیَّهُ التِّبْنِ و الْقَتْ ، وَ هی بَقِیَّتُهما (1)، قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

و مِن المَجَازِ: حَفَّتْهُمُ الحَاجَهُ تَحُفُّهُم حَفٍّا شَدِیداً: أیْ هم مَحَاوِیجُ ،و قَوْمٌ مَحْفُوفُونَ ، هکذا فی النُّسَخِ ، وَ الصوابُ فی السِّیَاقِ :أی مَحَاوِیجُ ،و هم قَوْمٌ مَحْفُوفُونَ ، کما هو نَصُّ الصِّحاحِ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: حَفْ حَفْ :زَجْرٌ لِلدِّیکِ و الدَّجَاجِ .

قال: و أَحْفَفْتُهُ :ذَکَرْتُهُ بِالْقَبِیحِ و هو مَجَازٌ، و أَحْفَفْتُ رَأْسِی:أَبْعَدْتُ عَهْدَهُ بِالدُّهْنِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو قَوْلُ الأَصْمَعِیِّ .

وَ أَحْفَفْتُ الفَرَسَ :حَمَلْتُه عَلی الحُضْرِ الشَّدِیدِ،إِلَی أَنْ یَکُونَ لَهُ حَفِیفٌ ،و هو دَوِیُّ جَوْفِهِ ، هکذا فی النُّسَخِ ، وَ مِثْلُه فی العُبَابِ ،و الذی فی الصِّحاحِ ،و اللِّسَانِ :دَوِیُّ جَرْیِهِ ،و لَعَلَّه الصَّوابُ .

و أَحْفَفْتُ الثَّوْبَ :نَسَجْتُهُ بِالْحَفِّ ، أی:المِنْسَجِ ، کحَفَّفْتُهُ تَحْفِیفاً ،مِن الْحَفِّ .

و مِن المَجَازِ: حَفَّفَ الرَّجُلُ تَحْفِیفاً : إذا جُهِدَ،و قَلَّ مَالُهُ ، مِن حَفَّتِ الأَرْضُ ،أی یَبِسَتْ ،و

17- فی حَدِیثِ مُعَاوِیَهَ رضی الله عنه: -أَنَّهُ بَلَغَهُ أنَّ عبدَ اللّه بن جَعْفَرٍ،رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا، حَفَّفَ و جَهِدَ مِن بذَلْهِ و إِعْطَائِهِ ،فَکَتَبَ إِلَیْهِ یأْمُرُهُ بالقصْدِ،و یَنْهاهُ عن السَّرَفِ ،و کَتَبَ إِلیه بَیْتَیْنِ مِن شِعْرِ الشَّمَّاخِ :

لَمَالُ الْمَرْءِ یُصْلِحُهُ فَیْغْنِی

مَفَاقِرَهُ أَعَزُّ مِنَ الْقُنُوعِ

یَسُدُّ بِهِ نَوَائِبَ تَعْتَرِیهِ

مِنَ الْأَیَّامِ کَالنَّهَلِ الشُّرُوعِ .

و حَفَّفَ حَوْلَهُ : أَحْدَقَ بِه،مِثْلُ حَفَّ حَفًّا ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

کَبَیْضَهِ أُدْحِیٍّ بِمَیْثِ خَمِیلَهٍ

یُحَفِّفُهَا جَوْنٌ بِجُؤْجُئِه صَعْلُ

کاحْتَفَّ احْتِفَافاً :أی اسْتَدَارَ حَوْلَهُ .

و احْتَفَّ النَّبْتَ :جَزَّهُ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و فی بعضِ النُّسَخِ :حَزَّزَهُ ،و فی نُسْخَهٍ أُخْرَی،جَزّرَهُ ،و هذا غَلَطٌ ، قال اللَّیْثُ : و إِحْتَفَّتِ الْمَرْأَهُ :أَمَرَتْ مَن یَحُفُّ شَعَرَ وَجْهَهَا یُنْقّی بخَیْطَیْنِ کذا فی العُبَابِ ،و الصَّوابُ :نَتْفاً بخَیْطَیْنِ ،و هو مِن الحَفِّ ،بمعنَی القَشْرِ:

و اسْتَحَفَّ أَموالَهُمْ فی الغَارَهِ :أی أَخَذَهَا بِأَسْرِهَا.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : حَفْحَفَ الرجلُ : ضَاقَتْ مَعِیشَتُهُ ، وَ هو مَجازٌ، و قال ابنُ دُرَیْدٍ: حَفْحَفَ جَنَاحُ الطَّائِرِ،و کذا الضَّبُع: إذا سُمِعَ لَهُمَا صَوْتٌ ، وَ کذلک خَفْخَفَ الضَّبُعُ ، بالخاءِ المُعْجَمَهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

المُحَفَّفُ ،کمُعَظَّمٍ :الضَّرْعُ المُمْتَلِیءُ،الذی له جَوَانِبُ ،کأَنَّ جَوَانِبَهُ حَفَّفَتْهُ ،أی: حَفَّتْ بِهِ ،و رَوَاهُ ابنُ الأعْرَابِیِّ بالجِیمِ ،و قد تقَدَّم شَاهِدُه هناک.

وَ الحِفَافُ ،ککِتَابٍ :الْإِحْدَاقُ بالشیءِ،و الإِطافَهُ به.

وَ الحَفَفُ ،مُحَرَّکَهً :الجَمْعُ ،و القِلَّهُ (2)،یُقَال:ما عندَ فُلانٍ إِلاَّ حَفَفٌ مِن المَتَاعِ ،و هو القُوتُ القلیلُ (3)،و هذهِ حَفَّهٌ مِن مَالٍ أو مَتَاعٍ ،أی:قُوتٌ قلیلٌ ،لیس فیه فَضْلٌ مِن أَهْلِهِ .

وَ هو حَافُّ المَطْعَمِ :أی یَابِسُه و قَحِلُهُ ،و کان الطَّعَامُ حِفَافَ ما أَکَلُوا:أی قَدْرَهُ .

وَ وُلِدَ له علَی حَفَفٍ :أی علَی حَاجَهٍ إلیهِ .هذِه عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و یُرْوَی بالجِیمِ ،و قد تقدَّم.

وَ قال الفَرَّاءُ:ما یَحُفُّهم إلی ذلک إلاّ الْحَاجَهُ ،یُرِیدُ ما یَدْعُوهم،و ما یُحْوِجُهم.

وَ الاحْتِفَافُ :أَکْلُ جَمِیعِ ما فی القِدْرِ،و الاشْتِفَافُ :

شُرْبُ جَمِیعِ ما فی الإناءِ.

وَ الحُفُوفُ ،بالضَّمِّ :الیُبْسُ مِن غیرِ دَسَمٍ .

وَ حَفَّ بَطْنُ الرَّجُلِ :لم یَأْکُلْ دَسَماً و لا لَحْماً،فیَبِسَ .

ص:144


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و هی بقیتهما،الأولی حذفه کما لا یخفی».
2- (2) فی اللسان: [1]الحفف:الجمع،و قیل:قله المأکول و کثره الأکله.
3- (3) هذا قول أبی زید کما فی التهذیب.

و حَفَّتِ الثَّرِیدَهُ :یَبِسَ أَعْلاَهَا فَتَشَقَّقَتْ .

وَ فَرَسٌ قَفِرٌ حَافٌّ :لا یَسْمَنُ علی الصَّنْعَهِ (1).

وَ أَحَفَّتِ المرأَهُ إِحْفَافاً ، کاحْتَفَّتْ .

و الحُفَافَهُ ،بالضَّمِّ :الشَّعَرُ المَنْتُوفُ ،و قیل:ما سَقَطَ مِن الشَّعَرِ المَحْفُوفِ .

وَ قَوْمٌ أَحِفَّهٌ به: حَافُّونَ .

وَ الحَافَّانِ مِن اللِّسَانِ :عِرْقَانِ أَخْضَرانِ یَکْتَنِفَانِه مِن بَاطِنٍ ،و قیل: حَافُّ اللِّسَانِ :طَرَفُهُ .

وَ الحَفِیفُ :صَوْتُ الشَّیْ ءِ تَسْمَعُه کالرَّنَّهِ ،أو الرَّمْیَهِ ،أَو الْتِهَاب النارِ،و نَحْو ذلک،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ یَصِفُ هُوِیَّ حَجَرِ المِنْجَنِیقِ .

أَقْبَلَ یَهْوِی و له حَفِیفُ

وَ حَفِیفُ الرِّیحِ :صَوْتُهَا فی کُلِّ مَا مَرَّتْ به.

وَ الحَفِیفُ : حَفِیفُ السَّهْمِ النَّافِذِ.

وَ الحَفِیفُ :صَوْتُ أَخْفَافِ الإِبِلِ إذا اشْتَدَّ سَیْرُها،قال:

یَقُولُ و الْعِیْسُ لَهَا حَفِیفُ

أَکُلُّ مَنْ سَاقَ بِکُمْ عَنِیفُ ؟

وَ قال الأَصمَعِیُّ : حَفَّ الغَیْثُ :إذا اشْتَدَّتْ غَیْثَتُه (2)حتی تَسْمَعَ له حَفیفاً .

وَ یُقَال:أَجْرَی الفَرَسَ حتی أَحَفَّهُ :أی حَمَلَهُ علی الحُضْرِ الشَّدِیدِ.

وَ حَفَّانُ النَّعَامِ :رِیشُهُ .

وَ الحَفَّانُ :صِغَارُ الإِبِلِ ،قال أَبو النَّجْمِ :

و الْحَشْوُ مِنْ حَفَّانِهَا کَالْحَنْظَلِ

شَبَّهَها لَمَّا رَوِیَتْ بالْمَاءِ بالحَنْظَلِ فی بَرِیقِهِ و نَضارَتِهِ ، وَ قیل: الحَفَّانُ من الإِبِلِ :ما دُونَ الْحِقاقِ .

وَ فُلانٌ حَفٌّ بنَفْسِهِ :أی مُعْنًی.

وَ حُفُّ العَیْنِ :شُفْرُهَا.و احْتَفَّتِ الإِبِلُ الکَلأَ:أَکَلَتْهُ أَوْ نَالَتْ منه.

وَ الحَفَّهُ :ما احْتَفَّتْ منه.

وَ الحَفِیفُ :الیابِسُ مِن الْکَلإِ،و الجِیمُ لُغَهٌ فیه.

وَ حِفَافُ الرَّمْلِ :ککِتَابٍ :مُنْقَطَعُهُ ،و الجَمْعُ : أَحِفَّهٌ .

وَ حَفَفْتُه بالنَّاسِ :أی جعلتُهم حَافِّین به،و« حُفَّتِ الجَنَّهُ بالمَکارِه»و هو مَحْفُوفٌ بخَدَمِهِ ،و هوْدَجٌ مُحَفَّفٌ بدِیبَاجٍ .

وَ الأَحِفَّهُ :أَماکِنُ فی دِیَارِ أَسَدٍ و حَنْظَلَهَ ،وَاحِدُها حُفَافٌ .

قَالَهُ عُمَارَهُ بنُ عَقِیلٍ ،و به فَسَّرَ قَوْلَ جَدِّه جَرِیرٍ،و قد تقدَّم کُلُّ ذلِک فی«ج ف ف»و نَبَّهَ المُصَنَّفُ عَلَیه هناک،و أَغْفَلَهُ ههُنَا،فانْظَرْهُ .

حقف

الْحِقْفُ ،بِالْکَسْرِ:المُعَوجُّ مِن الرَّمْل،ج:

أَحْقَافٌ .و حِقافٌ ، بالکسْرِ،و علیهما اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، و فی العُبَابِ و اللِّسَانِ : حُقُوفٌ ،وجج، أی:جَمْعُ الجَمْعِ حَقَائِفُ ،و حِقَفَهٌ ، بکَسْرٍ ففَتْحٍ ،و

17- فی حدیثِ قُسٍّ : «فی تَنَائِفَ حَقَائِفَ ». أَمّا حَقائِفُ فجَمْعُ الجَمْعِ ،إِمَّا جَمْعُ أَحْقَافٍ أو حِقَافٍ ،کذا فی اللِّسَانِ :و أَمَّا حِقَفَهٌ فسِیَاقُ العُبَابِ یَقْتَضِی أَنَّه جَمْعٌ ،لا جَمْعُ الجَمْعِ (3)،فَانْظُرْه،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَهَ الْحَیِّ و انْتَحَی

بِنَا بَطْنَ خَبْتٍ ذِی حِقَافٍ عَقَنْقَلِ

وَ أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

مِثْل الأَفَاعِی اهْتَزَّ بالحُقُوفِ

أَو هو الرَّمْلُ العَظِیمُ الْمُسْتَدِیرُ قالَهُ ابن عَرَفَهَ ،أو الکَثِیبُ منه إذا تَقَوَّسَ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، أَو الْمُسْتَطِیلُ الْمُشْرِفُ ، قَالَهُ الفَرّاءُ، أَوْ هی رِمَالٌ مُسْتَطِیلَهٌ بنَاحِیَهِ الشِّحْرِ، وَ به فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعالَی: وَ اذْکُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ (4)قال الجَوْهَرِیُّ :و هی دِیارُ عادٍ،و قال ابنُ عَرَفَهَ :قَوْمُ عَادٍ کانَتْ مَنَازِلُهم فی الرِّمالِ ،و هی الأَحْقافُ ،و فی المُعْجَمِ :

وَ

17- رُوِیَ عن ابنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهَا وَادٍ بیْن عُمَانَ و أَرْضِ مَهْرَهَ ، وَ قال ابنُ إِسْحَاقَ : الأَحْقَافُ :رَمْلٌ فیما بیْنَ عُمَانَ إِلَی حَضْرَمَوْتَ ،و قال قتَادَهُ : الأَحْقَافُ :رِمَالٌ مُشْرِفَهٌ علَی

ص:145


1- (1) عن التهذیب و بالأصل«الضعه».
2- (2) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:غیبته.
3- (3) و مثله فی اللسان. [2]
4- (4) سوره الأحقاف الآیه 21. [3]

البَحْرِ (1)بالشَّحْرِ من أَرْضِ الیَمَنِ . قال یاقُوتُ :فهذه ثلاثهُ أَقْوَالٍ غیرُ مُخْتَلِفَهٍ فی المعنَی.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الحِقْفُ : أَصْلُ الرَّمْلِ ،و أَصْلُ الْجَبَلِ ،و أَصْلُ الْحائِطِ ، کما فی العُبَابِ ،و اللَسَانِ ،و قال غیرُهُ : حِقْفُ الجَبَلِ :ضِبْنُهُ .

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : جَمَلٌ أَحْقَفُ : أی خَمِیصٌ و أَمَّا الجَبَلُ الْمُحِیطُ بالدُّنْیَا فإِنَّهُ قَافُ علَی الصَّحِیحِ ، لا الأَحْقَافُ ،کَمَا ذَکَرَهُ اللَّیْثُ فی العَیْنِ ،و نَصُّه: الأَحْقَافُ فی القُرْآنِ :جَبَلٌ مُحِیطٌ بالدُّنْیَا،مِن زَبَرْجَدَهٍ خَضْراءَ،تَلْتَهِبُ یَوْمَ القِیَامَهِ ،و قد نَبَّهَ علَی هذا الغَلَطِ الأَزْهَرِیُّ ،و تَبِعَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و یاقوتُ فی الرَّدِّ عَلَیه،و کذا قَوْلُ قَتَادَهَ :

الأَحْقَافُ :جَبَلٌ بالشَّأْمِ ،و قد رَوَوْا ذلک،و صَوَّبُوا ما رَوَاهُ قَتَادَهُ ،و ابنُ إِسْحَاقَ ،و غیرُهما،قاله یاقوتُ .

و ظَبْیٌ حَاقِفٌ : أی رَابِضٌ فی حِقْفٍ مِن الرَّمْلِ ، قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ، أَوْ یَکُونُ مُنْطَوِیاً کالْحِقْفِ ، قَالَهُ الأَزْهَرِیُّ ،زَادَ الصَّاغَانِیُّ : و قد انْحَنَی، وَ

14- فی الحدیثِ : «أَنَّه صلَّی اللّه عَلَیه و سلَّم مَرَّ هُوَ و أَصْحَابُه و هم مُحْرِمُونَ بظَبْیٍ حَاقِفٍ فی ظِلِّ شَجَرَهٍ ،فقَالَ َ:«یا فلانٌ ،قِفْ ههُنَا حتَّی یَمُرَّ النَّاسُ ،لا یَرِبْهُ أَحَدٌ بِشَیْ ءٍ»هکَذا رَوَاهُ أَبو عُبَیْدٍ،و قال:هو الذی نَامَ و انْحَنَی، و تَثَنَّی فی نَوْمِهِ ، وَ قال إبراهِیمُ الحَرْبِیُّ ،رَحِمَه اللّه تعالی فی غَرِیبِهِ :«بِظَبْیٍ حَاقِفٍ فیه سَهْمٌ ،فقَالَ َ لأصْحَابِهِ :

دَعُوهُ حتی یَجِیءَ صَاحِبُهُ ». و قال ابنُ عَبَّادٍ: هو ظَبْیٌ حَاقِفٌ بَیِّنُ الحُقُوفِ بالضَّمِّ .

قال: و المِحْقَفُ ، کمِنْبَرٍ:مَن لا یَأْکُلُ و لا یَشْرَبُ ، وَ کأَنَّهُ مِن مَقْلُوبِ قَفَحَ .

و احْقَوْقَفَ الرَّمْلُ ،و الظَّهْرُ،و الْهِلاَلُ :طَالَ ،و اعْوَجَّ ، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی الرَّمْلِ و الهِلالِ ،و قال فیهما:

اعْوَجَّ ،و أَنْشَدَ للعجَّاجِ :

سَمَاوَهَ الْهِلاَکِ حَتَّی احْقَوْقَفَا

وَ فی اللِّسَانِ ،و کلُّ ما طَالَ و اعْوَجَّ فقد احْقَوْقَفَ ،کظَهْرِ البَعِیرِ،و شَخْصِ القَمَرِ،و أَنْشَدَ الصَّاغَانِیُّ فی الظَّهرِ:

قُوَیْرِحُ عَامَیْنِ مُحْقَوْقِفٌ

قَلِیلُ الإِضَاعَهِ للخُذَّلِ (2)

حکف

الْحُکُوفُ ،بِالضَّمِّ أَهْمَلَهُ الجَوهَرِیُّ ،و ابنُ سِیدَه،و اللَّیْثُ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو الاسْتِرْخَاءُ فی العَمَلِ ، کذا فی التَّهْذِیبِ لِلأَزْهَرِیِّ خَاصَّهً ،و أَوْرَدَه صاحبُ اللِّسَانِ ،و الصَّاغَانِیُّ .

حلف

حَلَفَ ، یَحْلِفُ ، مِن حَدِّ ضَرَبَ ، حَلْفاً ، بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ، وَ هما لُغَتَانِ صَحِیحَتانِ ،اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی الأَولَی، و حَلِفاً ،ککَتِفٍ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و مَحْلُوفاً قال الجَوْهَرِیُّ :و هو أَحَدُ ما جَاءَ مِن المَصَادرِ علَی مَفْعُولٍ ، مِثْلِ :المَجْلُودِ و المَعْقُولِ ،و المعْسُورِ (3)، و مَحْلُوفَهً ، نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

و قال ابنُ بُزُرْجَ : یقال: (4)لا و مَحْلُوفَائِهِ : لا أَفْعَلُ ، بِالْمَدِّ، یُرِیدُ:و مَحْلُوفِه ،فمَدَّهَا.

و قال اللَّیْثُ :یقولونَ : مَحْلُوفَهً بِاللّه ما قالَ ذلک، ینْصِبُونَ علَی الإضْمَارِ، أی: أَحْلِفُ مَحْلُوفَهً ،أی:قَسَماً، فالمُحْلُوفَهُ :هی القَسَمُ .

و الأُحْلُوفَهُ :أُفْعُولَهٌ مِن الحَلِفِ و قال اللِّحْیَانی: حَلَفَ أُحْلُوفَهً .

و الْحِلْفُ ،بِالْکَسْرِ:الْعَهْدُ یکونُ بَیْنَ الْقَوْمِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال ابنُ سِیدَه،لأَنَّه لا یُعْقَدُ إِلا بالحَلِفِ و الحِلْفُ : الصَّدَاقَهُ ،و أَیضا: الصَّدِیقُ ، سُمِّیَ به لأَنَّه یَحْلِفُ لِصَاحِبِهِ أَنْ لا یَغْدِرَ بِهِ ، یُقَال:هو حِلْفُهُ ،-کما یُقَالُ : حَلِیفُهُ - ج: أَحْلاَفٌ ، قال ابنُ الأَثِیرِ: الحِلْفُ فی الأَصلِ :المعَاقَدَهُ ،و المُعَاهَدَهُ علَی التَّعَاضُدِ و التَّسَاعُدِ وَ الاتَّفَاقِ ،فما کان منه فی الجَاهِلِیَّهِ علی الفِتَنِ و القتالِ وَ الغَارَاتِ ،فذلک الذی وَرَدَ النَّهْیُّ عنه فی الإِسلامِ

14- بِقَولِهِ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم: «لا حِلْفَ فی الإِسلاَمِ ». و ما کان منه فی الجَاهِلیَّهِ علی نَصرِ المَظلُومِ و صِلَهِ الأَرحَامِ ، کحِلْفِ المُطَیِّبِینَ و ما جَرَی مَجرَاهُ ،ذلک الذی

14- قالَ فیه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم: «و أَیُّمَا حِلفٍ کَان فی الجَاهِلِیَّهِ لم یَزِدهُ الإسلامُ إِلاَّ شِدَّهً ». یُرِیدُ مِن

ص:146


1- (1) عن معجم البلدان« [1]الأحقاف»و بالأصل«هجر».
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و برح عامین».
3- (3) زید فی التهذیب:«و المیسور»و لم یذکر«المجلود».
4- (4) زیاده عن القاموس،نبه إلی هذا النقص بهامش المطبوعه المصریه.

المُعَاقَدَهِ علَی الخیرِ،و نُصرهِ الحَقِّ ،و بذلک یَجْتَمِعُ الحَدِیثَان،و هذا هو الحِلْفُ الذی یقْتَضِیه الإِسْلامُ ، وَ المَمْنُوعُ منه ما خَالَفَ حُکْمَ الإِسْلامِ .

قال الجَوْهَرِیُّ : و الأَحْلاَفُ الذین فی قَوْلِ زُهَیْرِ بن أَبی سُلْمَی،و هو:

تدَارَکْتُمَا الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُهَا

وَ ذُبْیَانَ قد زَلَّتْ بِأَقْدَامِهَا النَّعْلُ

هم: أَسَدٌ،و غَطَفَانُ ،لأَنَّهُمْ تَحالَفُوا و فی الصِّحاح:

حَلَفُوا (1) علَی التَّنَاصُرِ، وَ کذا فی قَوْلِهِ أَیضا أَنْشَدَهُ ابنُ بَرِّیّ :

أَلاَ أَبْلِغِ الأَحْلاَفَ عَنِّی رِسَالَهً

وَ ذُبْیَانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ کُلَّ مَقْسَمِ

و الأَحْلافُ أَیضاً: قَوْمٌ مِن ثَقِیفٍ ، لأَنَّ ثَقِیفاً فِرْقَتَانِ :بنو مالِکٍ ،و الأَحْلافُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و الأَحْلاَفُ فی قُرَیْشٍ :سِتُّ قبَائِلَ ، و هم: عبدُ الدَّارِ،و کَعْبٌ ،و جُمَحُ ، وَ سَهْمٌ ،و مَخْزُومٌ ،و عَدِیٌّ ، وَ قَال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :خَمْسُ قَبَائِلَ ،فأَسْقَطَ کَعْباً،سُمُّوا بذلک لأَنَّهُم لَمَّا أَرَادَتْ بَنُو عبدِ مَنَافٍ أَخْذَ مَا فی أَیْدِی بَنِی عَبدِ الدَّارِ مِن الْحِجَابَهِ ، وَ الرِّفَادَهِ ، وَ اللِّوَاءِ، و السِّقَایَهِ ،و أَبَت بَنُو عبدِ الدَّارِ،عَقَدَ کُلُّ قَوْمٍ علَی أَمْرِهِمْ حِلْفاً مُؤَکَّداً علَی أَنْ لا یَتَخَاذَلُوا،فَأَخْرَجَتْ عبدُ مَنَافٍ جَفْنَهً مَمْلُوءَهً طِیباً،فَوَضَعَتْهَا لأَحْلاَفِهِمْ ،و هم أَسَدٌ، وَ زُهْرَهُ ،و تَیْمٌ فی المَسْجِدِ عِنْدَ الْکَعْبَهِ ،فَغَمَسُوا أَیْدِیَهُمْ فِیهَا،و تَعَاقَدُوا ثم مَسَحُوا الکَعْبَهَ بأَیْدِیهم تَوْکِیداً،فسُمُّوا المُطَیَّبِینَ ، و تَعَاقَدَتْ بَنُو عبدِ الدَّارِ و حُلَفَاؤُهُمْ حِلْفاً آخَرَ مُؤَکَّداً علَی أَن لا یَتَخَاذَلُوا، فَسُمُّوا الأَحْلاَفَ ، وَ قال الکُمَیْتُ یَذْکُرُهم:

نَسَباً فی الْمُطَیَّبِینَ و فی الأَحْ

لاَفِ حَلَّ الذُّؤابَهَ الْجُمْهُورَا

و قیلَ لِعُمَرَ رضی الله عَنْهُ : أَحْلاَفیٌّ لأَنَّهُ عَدَوِیٌّ ، قال ابنُ الأَثِیرِ:و هذا أَحَدُ ما جَاءَ مِن النَّسَبِ لا یُجْمَعُ (2)،لأَنَّ الأَحْلافَ صَار اسْماً لهم،کما صَار الأَنْصَارُ اسْماً للأَوْسِ وَ الخَزْرَجِ ،و کانَ رسولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم و أَبو بَکْرٍ رضی الله عنه مِن المُطَیَّبِینَ . و الحَلِیفُ ، کأَمِیرٍ: الْمُحَالِفُ ، کما فی الصِّحاحِ ، کالْعَهِیدِ،بِمَعْنَی المُعَاهِدِ،و هُو مَجَازٌ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ :

فَسَوْفَ تَقُولُ إِنْ هِیَ لم تَجِدْنِی

أَخَانَ الْعَهْدَ أَم أَثِمَ الْحَلِیفُ (3)

وَ قال الکُمَیْتُ :

تَلْقَی النَّدَی و مَحْلَفاً حَلِیفَیْنْ

کَانَا مَعاً فی مَهْدِهِ رَضِیعَیْنْ

وَ قال اللَّیْثُ :یُقَال: حَالَفَ فُلانٌ فُلانًا،فهو حَلِیفَهُ ، وَ بینهما حِلْفٌ ،لأَنَّهما تحالَفَا بالأَیْمَانِ أَن یکون أَمْرُهما وَاحِداً بالْوَفَاءِ،فلمَّا لَزِمَ ذلِک عندَهم فی الأَحْلاَفِ التی فی العَشَائِرِ و القَبَائِلِ ،صار کلُّ شَیْ ءٍ لَزِمَ سَبَباً (4)فلم یُفَارِقْهُ فهو حَلِیفُهُ ،حتی یُقَالَ :فُلانٌ حَلِیفُ الجُودِ،و حَلِیفُ الإِکْثَارِ، وَ حَلِیفُ الإِقْلالِ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ الأَعْشَی:

وَ شَرِیکَیْنِ فی کَثِیرٍ مِنَ الْمَا

لِ و کَانَا مُحَالِفَیْ إِقْلاَلِ

و الْحَلِیفَانِ :بَنُو أَسَدٍ وَ طِیِّیءٌ کما فی الصِّحاحِ و العُبَابِ .

وَ قال ابنُ سِیدَهُ :أَسَدٌ و غَطَفَانُ ،صِفَهٌ لاَزِمَهٌ لهما لُزُومَ الاسْمِ .

قال: و فَزَارَهُ و أَسَدٌ أَیْضاً حَلِیفَانِ ؛لأَنَّ خُزَاعَهَ لَمَّا أَجْلَتْ بنی أَسَدٍ عن الحَرَمِ ،خَرَجَتْ فَحَالَفَتْ طَیِّئاً،ثم حَالَفَتْ بنی فَزَارَهَ .

و مِن المَجَازِ: هو حَسَنُ الوَجْهِ حَلِیفُ اللِّسَانِ ، طَوِیلُ الْإِمَّهِ ،أی: حَدِیدُهُ ، یُوَافِقُ صَاحِبَهُ علَی ما یُرِیدُ لِحِدَّتِهِ ، کأَنَّهُ حَلِیفٌ ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ،و بهذا یُجَابُ عن قَوْلِ الصَّاغَانِیِّ -فی آخَرِ التَّرْکِیبِ -:و قد شَذَّ عنه لِسَانٌ حَلِیفٌ ، فتَأَمَّلْ .

و

17- فی حَدِیثِ الحَجَّاجِ : أَنه أُتِیَ بیَزِیدَ بنِ المُهَلَّبِ یَرْسُفُ فی حَدِیدِهِ ،فأَقْبَلَ یخْطِرُ بیَدَیْهِ ،فغَاظَ الحَجَّاجَ ،فقَالَ :

جَمِیلُ المُحَیَّا بَخْتَرِیٌّ إِذَا مَشَی

ص:147


1- (1) الذی فی الصحاح: [1]تحالفوا.
2- (2) فی النهایه: [2]من النسب إلی الجمع.
3- (3) دیوان الهذلیین 99/1 و فسر الحلیف بأنه الحالف فیما کان بینی و بینه من العهد.
4- (4) فی التهذیب:لزم شیئاً.

و قد وَلَّی عنه،فالْتَفَتَ إِلیه،فقَالَ :

و فی الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْکِبَیْنِ شِنَاقُ

فقَالَ الحَجَّاجُ :قَاتلَهُ اللّه، مَا أَمْضَی جَنانَهُ ،و أَحْلَفَ لِسَانَهُ . !:أی أَحَدَّ و أَفْصَحَ .

و الْحَلِیفُ فی قَوْلِ سَاعِدَهَ بنِ جُؤَیَّهَ الهُذَلِیِّ :

حتَّی إذا مَا تَجَلَّی لَیْلُهَا فَزِعَتْ

مِنْ فَارِسٍ و حَلِیفِ الْغَرْبِ مُلْتَئِمِ (1)

قِیلَ :سِنَانٌ حَدِیدٌ،أو فَرَسٌ نَشِیطٌ ، وَ القَوْلانِ ذَکَرَهما السُّکَّرِیُّ فی شَرْحِ الدِّیوان،و نَصُّه:یعنی رُمْحاً حَدِیدَ السِّنَانِ ،و غَرْبُ کلُّ شَیْ ءٍ:حَدُّه،و مُلْتَئِم:یُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً،لا یکونُ کَعْبٌ منهُ دَقِیقًا و الآخَرُ غَلِیظاً،و یُقَال:

حَلِیفُ الغَرْبِ ،یَعْنِی فَرَسَهُ ،و الغَرْبُ :نَشاطُهُ و حِدَّتُه (2).

انتهی.

قال الصَّاغَانِیُّ :و یُرْوَی:«مُلْتَحِم»و قال الأَزْهَرِیُّ :

وَ قَوْلُهم:سِنَانٌ حَلِیفٌ :أی حَدِیدٌ،أُراهُ جُعِلَ حَلِیفاً لِأَنَّهُ شبَّه حِدَّهَ طَرَفِه بِحِدَّهِ أَطْرَافِ الحَلْفَاءِ ،و هو مَجَازٌ.

و الحُلَیْفُ کزُبَیْرٍ:ع،بِنَجْدٍ و قال ابنُ حَبِیبَ :کُلُّ شَیْ ءٍ فی العَرَبِ خُلَیْفٌ ،بالخَاءِ المَعْجَمَهِ ،إِلاَّ فی خَثْعَم بنِ أَنْمَار حُلَیْفُ بنُ مَازِنِ بن جُشَمَ بنِ حَارِثَهَ بنِ سَعْدِ بنِ عَامِرِ بنِ تَیْمِ اللّه بنِ مُبَشَّرٍ،فإنَّهُ بالحاءِ المُهْمَلَهِ .

و ذُو الْحُلَیْفَهِ :ع،علَی مِقْدارِ سِتَّهِ أَمْیَالٍ (3)مِن الْمَدِینَهِ ، علَی ساکِنِهَا الصلاهُ و السلامُ ،مِمَّا یَلِی مَکَّهَ ،حَرَسَهَا اللّه، و هُوَ مَاءٌ لِبَنِی جُشَمَ ، و مِیقَاتٌ لِلْمَدِینَه و الشَّأْم هکذا فی النَّسَخِ ،و الذی

14- فی حدیثِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللّه تعالَی عنهما: «وَقَّتَ رسولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم لأَهْلِ المَدِینَهِ ذَا الحُلَیْفَهِ ، وَ لأهْل الشَّامِ الجُحْفَهَ ،و لأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ ،و لأَهْلِ الْیَمَنِ یَلَمْلَمَ ،فهُنَّ لَهُنَّ ،و لِمَنْ أَتَی علیهِنَّ من غَیْرِ أَهْلِهِنَّ ».

الحدِیث،فتَأَمَّلْ .

و ذُو الحُلَیْفَهِ ،الذی

14- فی حَدِیثِ رَافِعِ بنِ خَدِیجٍ رَضِیَ اللّه تعالَی عَنه: «کُنَّا مَعَ النبیِّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم بِذِی الحُلَیْفَهِ مِن تِهَامَهَ ،و أَصَبْنَا نَهْبَ غَنَمٍ »فهو: ع بَیْنَ حَاذَهَ و ذَاتِ عِرْقٍ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و الحُلَیْفَاتُ :ع.

و قال ابنُ حَبِیبَ : حَلْفُ ، بسُکُونِ اللاَّمِ :هو ابنُ أَفْتَلَ (4)،و هو خَثْعَمُ بنُ أَنْمَارٍ.

قال أَبو عُبَیْدٍ القاسمُ بنُ سَلاَّمٍ :و أُمُّ حَلْفٍ :عَاتِکَهُ بنتُ رَبِیعَهَ بنِ نِزَارٍ،فوَلَدَ حَلْفٌ عِفْرِساً،و ناهِساً (5)و شَهْرَانَ ، وَ رَبِیعَهَ ،و طرْداً.

و الْحَلْفَاءُ ،و الْحَلَفُ ،مُحَرَّکَهً ، الأَخِیرُ عن الأَخْفَشِ :

نَبْتٌ مِن الأَغْلاثِ (6)،قال أَبو حَنِیفهَ :قال أَبو زِیادٍ:و قَلَّما تَنْبُتُ الحَلْفَاءُ إِلاَّ قَرِیباً مِن مَاءٍ أو بَطنِ وَادٍ،و هی سَلِبَهٌ غَلِیظَهُ المَسِّ ،لا یکادُ أَحَدٌ یقْبِضُ عَلَیْهَا مَخافَهَ أَن تَقطَعَ یَدَهُ ،و قد یأْکُلُ منها الإِبِلُ و الغَنَمُ أَکْلاً قَلِیلاً،و هی أَحَبُّ شَجَرَهٍ إِلَی البَقَرِ، الْوَاحِدَهُ منها: حَلِفَهٌ ،کفَرِحَهٍ ، قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،و نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و قیل: حَلَفَهٌ ،مِثالُ خَشَبهٍ ، قَالَهُ أَبو زِیادٍ،و نَقَلَهُ أَبو حَنِیفَهَ ،و قال سِیبَوَیْه: الحَلْفاءُ :

واحِدٌ و جَمْعٌ ،و کذلک طَرفاءُ،و نَقَلَهُ أَبو عَمْرٍو أَیضاً هکذا، وَ قال الشاعرُ:

یَعْدُو بِمِثْلِ أُسُودِ رَقَّهَ و الثَّرَی

خَرَجَتْ مِن البَرْدِیِّ و الحَلْفَاءِ

وَ قال أَبو النَّجْمِ :

إِنَّا لَتَعْمَلُ (7)بالصُّفوفِ سُیُوفُنَا

عَمَلَ الحَرِیقِ بِیَابِسِ الحَلْفاءِ

وَ

17- فی حدیثِ بَدْرٍ: «أنَّ عُتْبهَ بنَ ربیعَهَ بَرَزَ لعُبَیْدَهَ ،فقَالَ :

مَن أَنْتَ ؟قال:أَنا الذی فی الحَلْفاءِ ». أَرادَ:أَنا الأسَدُ،لأَنَّ مَأْوَی الأَسَدِ الآجَامُ و مَنَابِتُ الحَلْفَاءِ .

و صَحْراه (8).

و وَادٍ حُلاَفیٌّ ،کغُرَابِیٍّ :یُنْبِتُهُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

ص:148


1- (1) دیوان الهذلیین 199/1.
2- (2) الذی فی دیوان الهذلیین:و قوله:حلیف الغرب أی حدید الحدّ.
3- (3) معجم البلدان:سته أمیال أو سبعه.
4- (4) فی جمهره ابن حزم ص 390« [1]أَقْیَل».
5- (5) عن جمهره ابن حزم ص 390 و [2]بالأصل«وناها»و الذی فی ابن حزم: فولد حلف:عفرس،فولد عفرس:ناهس و شهران.
6- (6) عن اللسان و بالأصل«الاغلاس».
7- (7) بالأصل«لنعمل»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
8- ((*)) ساقطه من المصریه و الکویتیه.

و الْحَلْفَاءُ :الْأَمَهُ الصَّخَّابَهُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، ج:

حُلُفٌ ، ککُتُبٍ .

و أَحْلَفَتِ الْحَلْفَاءُ :أَدْرَکَتْ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

قال: و المُحْلِفُ مِن الغِلْمَانِ :المَشْکُوکُ فی احْتِلامِه؛ لأَنَّ ذلِک ربَّمَا عادَ إِلَی الحَلِفِ ،و قال اللَّیْثُ : أَحْلَفَ الْغُلاَمُ :

إِذا جَاوَزَ رِهَاقَ الْحُلُمِ ، قال:و قال بعضُهُم:قد أَحْلَفَ (1)، وَ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ أَیضاً کذا،و زَادَ:فیُشَکُّ فی بُلُوغِهِ ،قال الأَزْهَرِیُّ : أَحْلَفَ الغلامُ 1،بهذا المعنَی خطأٌ،إِنَّمَا یُقَالُ :

أَحْلَفَ الغلامُ :إذا رَاهَقَ الحُلمَ ،فاخْتَلَفَ النَّاظِرُون إِلیه، فقائلٌ یقولُ :قد احْتَلَمَ و أَدْرَکَ ،و یَحْلِفُ علی ذلِکَ ،و قائلٌ یقول:غیرُ مُدْرِکٍ ،و یَحْلِفُ علَی ذلک.

و أَحْلَفَ فُلاَنًا: حَلَّفَهُ تَحْلِیفاً ،قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ :

قَامَتْ إِلَیَّ فَأَحْلَفْتُهَا

بِهَدْیٍ قَلاَئِدُهُ تَخْتَنِقْ

و قَوْلُهُمْ :حَضَارِ و الْوَزْنُ مُحْلِفَانِ ، قال الجَوْهَرِیُّ : هُمَا نَجْمَانِ یَطْلُعَانِ قَبْلَ سُهَیْلٍ ، أی مِن مَطْلَعِه،کما فی المُحْکَمِ ، فیَظُنُّ النَّاظِرُ، وَ فی الصِّحاح:النّاسُ بِکُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا أَنَّهُ سُهَیْلٌ ،و یَحْلِفُ أَنَّهُ سُهَیْلٌ ،و یَحْلِفُ آخَرُ أَنَّهُ لَیْسَ بِهِ ، و فی اللِّسَانِ : و کُلُّ مَا یُشَکُّ فِیهِ فیُتَحَالَفُ عَلَیْهِ فهُوَ مُحْلِفٌ ، وَ مُحْنِثٌ عندَ العَرَبِ ،قال ابنُ سِیدَه:لِأَنَّه دَاعٍ إلی الحَلِفِ ،و هو مَجازٌ، و مِنْهُ کُمَیْتٌ مُحْلِفٌ ، وَ فی الصِّحَاحِ : مُحْلِفَهٌ :أی بَیْنَ الأَحْوَی و الأَحَمِّ ،حتی یُخْتَلَفَ فی کُمْتَتِهِ ،و کُمَیْتٌ غیرُ مُحْلِفٍ :إذا کان أَحْوَی خَالِصَ الحُوَّهِ ،أو أَحَمَّ بَیِّنَ الحُمَّهِ ،و یُقَال:فَرَسٌ مُحْلِفٌ و مُحْلِفَهٌ ، وَ هو الکُمَیْتُ الْأَحَمُّ و الأَحْوَی،لأَنَّهُمَا مُتَدَانِیَان حتی یَشُکَّ فیهما البَصِیرَانِ ، فیحْلِفَ هذا أَنَّه کُمَیْتٌ أَحْوَی،و یَحْلِفَ هذا أَنه کُمَیْتٌ أَحَمُّ .

فإِذا عَرَفْتَ ذلک ظهَر لک أنَّ قَوْلَ المُصَنِّفِ : خَالِصُ اللَّوْنِ إِنَّمَا هو تَفْسِیرٌ لغیرِ مُحْلِفٍ ،فالصَّوَابُ :غیرُ خالِصِ اللَّوْنِ ،و منه قولُ ابنُ کَلْحَبَهَ الیَرْبُوعِیّ :

کُمَیْتٌ غَیْرُ مُحْلِفَهٍ و لکِنْ

کَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ بِهِ الْأَدِیمُ (2)

یعنی أَنَّهَا خَالِصَهُ اللَّوْنِ ،لا یُحْلَفُ علیها أَنَّهَا لَیْسَتْ کذلِک،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :مَعْنَی مُحْلِفَهٍ هنا،أَنَّه فَرَسٌ لا تُحْوِجُ صاحبَها إلی أَن یَحْلِفَ أنه رأَی مِثْلَها کَرَماً، وَ الصحیحُ هو الأَوَّلُ .

و حَلَّفَهُ القاضِی تَحْلِیفاً ، و اسْتَحْلَفَهُ : بمعنًی واحدٍ، وَ کذلک أَحْلَفَهُ ،و قد تقدَّم،کأَرْهَبْتُه و اسْتَرْهَبْتُه،و قد اسْتَحْلَفَهُ باللّه ما فَعَل ذلک،و حَلَّفَهُ ،و أَحْلَفَهُ .

و مِن المَجَازِ: حَالَفَهُ علی ذلک مُحَالَفَهً و حِلافاً:أی عَاهَدَهُ ، وَ هو حِلْفُه ،و حَلِیفُه .

و مِن المَجَازِ: حَالَفَ فُلانًا بَثُّهُ و حُزْنُهُ :أی لاَزَمَهُ .

وَ قال أَبو عُبَیْدَهَ : حَالَفَها إِلَی مَوْضِعِ کذا،و خَالَفَهَا، بالحاءِ و الخاءِ،أی:لاَزَمَهَا،و به فُسِّرَ قَوْلُ أَبی ذُؤَیْبٍ :

و حَالَفَهَا فی بیْتِ نُوبٍ عَوَامِلِ (3)

وَ قیل:الحاءُ خَطَأٌ،و سیأْتی البَحْثُ فیه فی«خ ل ف»إِن شاءَ اللّه تَعَالَی.

و تَحَالَفُوا :تَعَاهَدُوا، وَ هو مَجَازٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

المُحَالَفَهُ :المُؤَاخاهُ ،و منه

14- الحدیثُ : « حَالَفَ بَیْنَ قُرَیْشٍ وَ الْأَنْصَارِ». أی آخَی،لأَنَّهُ لا حِلْفَ فی الإِسْلام.

وَ الحَلِیفُ : الحَالِفُ ،و جَمْعُهُ : الحُلَفَاءُ ،و هو حَلِیفُ السَّهَرِ:إذا لم یَنَمْ ،و هو مَجَازٌ.

وَ نَاقَهٌ مُحْلِفَهٌ :إذا شُکَّ فی سِمَنِهَا حتی یَدْعُوَ ذلک إِلَی الحَلِفِ ،و هو مَجَازٌ.

وَ رَجلٌ حَالِفٌ ،و حَلاَّفٌ ،و حَلاَّفَهٌ :کَثِیرُ الحَلِفِ .

وَ حَلَفَ حِلْفَهً فاجِرهً ،و حَالَفَهُ علَی کذا،و تَحَالَفُوا عَلَیه، وَ احتَلَفَوا ،کلُّ ذلک مِن الحَلِفِ ،و هو القَسَمُ .

وَ الحَلاَفَهُ ،بالفَتْحِ :الحِدَّهُ فی کلِّ شَیْ ءٍ،و کأَنَّهُ أَخُو الحَلْفاءِ ،أی:الأَسَد،و أَرْضٌ حَلِفَهٌ ،کفَرِحَهٍ ،و مُحْلِفَهٌ :

کثیرهُ الحَلْفَاءِ ،و قال أَبو حَنِیفهَ :أَرْضٌ حَلِفَهٌ :تُنْبِتُ الحَلْفاءَ .

ص:149


1- (1) ضبطت عن اللسان،و ضبطت اللفظه فی التهذیب بالبناء للمجهول.
2- (2) المفضلیات ص 33 مفضلیه رقم 3.
3- (3) دیوان الهذلیین 143/1 و تمام روایته: إذا لسعته الدَّبرُ لم یرجُ لسعها وَ خالفها فی بیت نوبٍ عواسلِ .

و حَلِیفٌ ،کأَمِیرٍ:اسْمٌ .

وَ ذُو الحُلَیْفِ -فی قَوْل ابن هَرْمَهَ -:

لم یُنْسَ رَکْبُکَ یَوْمَ زَالَ مَطِیُّهُمْ

مِن ذِی الْحُلَیْفِ فَصَبَّحُوا الْمَسْلُوقَا

-:لُغَهٌ فی ذِی الحُلَیْفَهِ ،الذی ذَکَرَه المُصَنِّفُ ،أَو حَذْفُ الهاءِ ضَرُورَهٌ للشّعْرِ.

وَ قد تُجْمَعُ الحَلْفَاءُ علَی حَلاَفیٍّ ،کبَخَاتیٍّ .

وَ تَصْغِیرُ الحَلْفَاءِ حُلَیْفِیَه (1)،کما فی العُبَابِ .

وَ مُنْیَهُ الحَلْفاءِ :قَرْیَهٌ بِمِصْرَ.

وَ حُسَیْنُ بنُ مُعَاذِ[بنِ ] (2)حُلَیْفٍ ،کزُبَیْرٍ:شَیْخٌ لأَبِی دَاوُد.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

حلقف

احْلَنْقَفَ الشَّیْ ءُ:أَفْرَطَ اعْوِجَاجُهُ .أَهْمَلَهُ الجماعَهُ ،و ذَکَرَه کُراع،و أَنْشَدَ لهِمْیانَ بنِ قُحَافَهَ :

و انْعَاجَتِ الْأَحْنَاءُ حَتَّی احْلَنْقَفَتْ

کذا فی اللِّسَانِ ،قلتُ :و اللاَّمُ و النُّونُ زَائِدَتان،و أَصْلُهُ «حقف».

حنتف

الْحَنْتَفُ ،کجَعْفَرٍ، مَکْتُوبٌ بالحُمْرَهِ فی سائِرِ النُّسَخِ ،مع أنَّ الجَوْهَرِیَّ لم یُهْمِلْهُ ،بل ذَکَرَه فی تَرْکِیبِ «حتف»لأَنَّ النُّونَ عنده زائدَهٌ ،فالصَّوابُ کَتْبُه إِذَنْ بالسَّوادِ، قال الصَّاغَانِیُّ ،و صاحبُ اللِّسَانِ : الحَنْتَفُ : الْجَرَادُ الْمُنَتَّفُ الْمُنَقَّی لِلطَّبْخِ ، وَ هو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و وَقَعَ فی التَّکْمِلَهِ :

للطَّبِیخِ ،و فی اللِّسَانِ :مِن الطَّبِیخِ .

و أَبو عبدِ اللّه الحَنْتَفُ بنُ السِّجْفِ بنِ سَعْدِ بنِ عَوْفِ بنِ زُهَیْرِ بنِ مالِکِ بنِ رَبِیعَهَ بنِ مالکِ بنِ حَنْظَلَهَ بنِ مالکِ بنِ زَیْدِ مَنَاهَ بنِ تَمِیمٍ ،و قوله: الْیَافِعِیُّ ، هکذا فی غالبِ النُّسَخِ ، وَ هو تَصْحِیفٌ شَنِیعٌ ،صَوابُه التّابِعِیُّ ،کما صَرَّح به الحافظُ ، وَ الصَّاغَانِیُّ ،یَرْوِی عن ابنِ عُمَرَ،و عنه الحسنُ ،قال الصَّاغَانِیُّ :و لیس بتَصْحِیفِ حُتَیْفِ بنِ السِّجْفِ الشاعرِالفَارِسِ (3)،الذی تقدَّم ذِکْرُه.

و الحَنْتَفان -فی قَوْلِ جَرِیرٍ-:

مِنْهُمْ عُتَیْبَهُ و الْمُحِلُّ و قَعْنَبٌ

وَ الْحَنْتَفَانِ و مِنْهُمُ الرِّدْفَانِ

وَ قال أَیضاً:

مَنْ مِثْلُ فَارِسِ ذِی الْخِمَارِ و قَعْنَبٍ

وَ الْحَنْتَفَیْنِ لِلَیْلَهِ الْبَلْبَالِ

-: حَنْتَفٌ ،و أَخوهُ سَیْفٌ ، نَقَلَهُ ابنُ السِّکِّیتِ ،و عنه الجَوْهَرِیُّ ، أَو حَنْتَفٌ و الحارثُ ، کما فی النّقائِضِ و هُما ابْنَا أَوْسِ بن حِمْیَرِیّ بنِ رَباحِ بن یَرْبُوعٍ هذا علَی قَوْلِ ابنِ السِّکِّیتِ ،و فی النَّقائِضِ :ابْنَا أَوْسِ بنِ سَیْفِ بنِ حِمْیَرِیٍّ .

و الحِنْتِفُ ، کَزِبْرِجٍ :أَبو یَزِیدَ بنُ حِنْتِفٍ الْمَازِنِیُّ ، عن عُمارهَ بنِ أَحْمَرَ، و فیه اخْتِلافٌ کما فی التَّبْصِیرِ.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الحُنْتُوفُ ، کَزُنْبُورٍ:مَن یَنْتِفُ لِحْیَتَهُ مِن هَیَجَانِ الْمِرَارِ بِهِ ، أی:السَّوْدَاءِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

حَنْتَفُ بنُ أَوْسٍ ،کجَعْفَرٍ:جَاهِلِیٌّ .

وَ کذا حَنْتَفُ بنُ ذُهْلِ بنِ عَمْرِو بن مزید:جَاهلِیٌّ أَیضاً.

حنجف

الْحَنْجَفُ ،کجَعْفَرٍ،و زِبْرِجٍ ،و قُنْفُذٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ،و اقْتَصَرَ علی الأَخِیرَهِ ، وَ الأُولَیَان عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : رأْسُ الْوَرِکِ مِمَّا یَلِی الْحَجَبَهَ ، کالْحُنْجُفَهِ ،بِالضَّمِّ أَیضاً.

و الْحُنُجُوفُ ،کزُنْبُورٍ: طَرَفُ حَرْقَفَهِ الوَرِکِ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : رَأْسُ الضِّلَعِ مِمَّا یَلِی الصُّلْبَ :ج: حَنَاجِفُ ، و رَوَی الخَرَّازُ (4)عنه: الحَنَاجِفُ :رُؤُوسُ الأَضْلاعِ ،و لم نَسْمَعْ لها بوَاحِدٍ،و القیاسُ : حَنْجَفَهٌ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

جُمَالِیَّهٌ لم یَبْقَ إِلاَّ سَرَاتُهَا

وَ أَلْوَاحُ شُمٍّ مُشْرِفَاتُ الْحَنَاجِفِ (5)

ص:150


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و تصغیر الحلفاء حُلَیفیه هکذا فی النسخ التی بأیدینا،و راجع العباب ا ه ».
2- (2) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.
3- (3) بالأصل«الفارسی»و المثبت عن التاج ماده«حتف».
4- (4) فی التهذیب:«الخزاز»و قد نقل العباره فی اللسان [1]عن الأزهری.
5- (5) اللسان [2]بروایه:سمر مشرفات.

*و ممّا یُستَدْرَکُ عَلَیه:

الحُنْجُوفُ ،بالضَّمِّ :دُوَیْبَّهٌ ،نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

حنف

الحَنَفُ ،مُحَرَّکَهً :الاسْتِقَامَهُ ، نَقَلَهُ ابنُ عَرَفَهَ ، فی تفسیرِ قَوْلِه تعالَی: بَلْ مِلَّهَ إِبْراهِیمَ حَنِیفاً (1)،قال:

وَ إِنَّما قِیل للْمَائلِ الرِّجْلِ : أَحْنَفُ ،تَفَاؤُلاً بالاسْتِقَامَهِ .

قلتُ :و هو معنًی صَحِیحٌ ،و سیأْتِی ما یُقَوِّیهِ مِن قَوْلِ أَبی زَیْد،و الجَوْهَرِیِّ ،و قال الرَّاغِبُ :هو مَیْلٌ مِن الضَّلالِ إِلَی الاسْتِقَامِه،و هذا أَحْسَنُ .

و الْحَنَفُ : الاعْوِجَاجُ فی الرِّجْلِ .أَو أَنْ ، وَ فی الصِّحاحِ و العُبَابِ :و هو أن یُقْبِلَ (2)إحْدَی إِبْهَامَیْ رِجْلَیْهِ علَی الْأُخْرَی،أَوْ: هو أَنْ یَمْشِیَ الرَّجُلُ عَلَی ظَهْر قَدَمَیْهِ ، وَ فی الصِّحاحِ :قَدَمِهِ ، مِن شِقِّ الْخِنْصَرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

أَو: هو مَیْلٌ فی صَدْرِ الْقَدَمِ ، قَالَهُ اللَّیْثُ .

أَو:هو انْقِلاَبُ القَدَمِ حتی یَصِیرَ ظَهْرُهَا بَطْنَها.

و قد حَنِفَ ،کفَرِحَ ،و کَرُمَ ،فهو أَحْنَفُ ،و رِجْلٌ ، بالکَسْرِ حَنْفَاءُ : مَائِلَهٌ و حَنَفَ ، کضَرَبَ :مَالَ عن الشَّیْ ءِ.

و صَخْرٌ أَبو بَحْرٍ الْأَحْنَفُ بنُ قَیْسِ بنِ مُعَاوِیَهَ التَّمِیمِیُّ البَصْرِیُّ : تَابِعِیٌّ کَبِیرٌ من العُلَمَاءِ الحُکَمَاءِ،وُلِدَ فی عَهْدِه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم و لم یُدْرِکْهُ ،و الْأَحْنَفُ لَقَبٌ له،و إِنَّمَا لُقِّبَ بِهِ لِحَنَفٍ کان به،قالتْ حَاضِنَتُه و هی تُرَقِّصُهُ :

و اللّه لَوْ لاَ حَنَفٌ بِرِجْلِهِ

مَا کَانَ فی صِبْیَانِکُمْ (3)کَمِثْلِهِ

وَ یُقَال:إِنَّهُ وُلِدَ مَلْزُوقَ الأَلْیَتَیْنِ حتی شُقَّ ما بَیْنَهُمَا، وَ کان أَعْوَرَ مُخَضْرَماً،و هو الذی افْتَتَحَ الرَّوْزناتِ سنه 67 بالکُوفَهِ ،و یُقَال:سنه 73.

قال اللَّیْثُ : و السُّیُوفُ الحَنِیفِیَّهُ تُنْسَبُ لَهُ ،لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَن أَمَرَ بِاتِّخَاذِهَا قال: و الْقِیاسُ أَحْنَفیٌّ .

و الْحَنْفَاءُ :الْقَوْسُ لاِعْوِجَاجِها، و الحَنْفَاءُ : المُوسَی کذلِک أَیضا. و الحَنْفَاءُ : فَرَسُ حُذَیْفَهَ بنِ بَدْرٍ الفَزَارِیِّ ،قال ابنُ بَرِّیّ :هی أُخْتُ دَاحِسٍ ،مِن وَلَدِ العُقَّالِ (4)،و الغَبْرَاءُ خَالَهُ دَاحِسٍ ،و أُخْتُهُ لأَبِیهِ .

و الحَنْفَاءُ : مَاءٌ لِبَنِی مُعَاوِیَهَ بنِ عَامِرِ بنِ ربیعَهَ ،قال الضَّحَّاکُ بنُ عُقَیْلٍ :

أَلا حَبَّذَا الحَنْفاءُ و الحاضِرُ الذی

به مَحْضَرٌ مِن أَهْلِهَا و مُقَامُ

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الحَنْفَاءُ : شَجَرَهٌ .

قال: و الحَنْفَاءُ : الْأَمَهُ الْمُتَلَوِّنَهُ تَکْسَلُ مَرَّهً ،و تَنْشَطُ أُخْرَی، وَ هو مَجازٌ.

و الحَنْفاءُ : الْحِرْبَاءُ.

و الحَنْفَاءُ : السُّلَحَفْاهُ .

و الحَنْفَاءُ : الأَطُومُ : اسْمٌ لِسَمَکَهٍ بَحَرِیَّهٍ کالمَلِکَهِ .

و الحْنَیِفُ ،کأَمِیرِ:الصَّحِیحُ الْمَیْلِ إلی الْإسْلاَمِ ،الثَّابتُ عَلَیْهِ ، وَ قال الرَّاغِبُ :هو المائلُ إلی الاسْتِقَامهِ .و قال الأَخْفَشُ : الحَنِیفُ :المُسْلِمُ ،قال الجَوْهَرِیُّ :و قد سُمِّیَ المُسْتَقِیمُ بذلِک،کما سُمِّی الغُرابُ أَعْوَرَ،و قیل: الحَنِیفُ هو المُخْلِصُ ،و قیل:مَن أَسْلَمَ لأَمْرِ اللّه،و لم یَلْتَوِ فی شَیْ ءٍ.

وَ قال أَبو زَیْدٍ: الحَنِیفُ :المُسْتَقِیمُ ،و أَنْشَدَ:

تَعَلَّمْ أَنْ سَیَهْدِیکُمْ إِلَیْنَا

طَرِیقٌ لاَ یَجُورُ بِکُمْ حَنِیفٌ

و قال الأَصْمَعِیُّ : کُلُّ مَن حَجَّ فهو حَنِیفٌ ،و هذا قَوْلُ ابن عَبَّاس،و الحسنِ ،و السُّدِّیِّ ،و رَوَاهُ الأَزْهَرِیَّ عن الضَّحَّاکِ مثلَ ذلک.

أو الحَنِیفُ :مَن کَانَ علَی دِینِ إبْراهِیمَ صَلَّی اللّه عَلَیْهِ ، و علی نَبِیِّنا و سَلَّمَ فی اسْتِقْبَالِ قِبْلَهِ البَیْتِ الحَرَامِ ،و سُنَّهِ الاْختِتَانِ .قال أَبو عُبَیْدَهَ :و کانَ عَبَدَهُ الأَوْثانِ فی الجاهِلیَّهِ یقولون:نحنُ حُنَفَاءُ علی دِینِ إِبْراهِیمَ ،فلَمَّا جاءَ الإسلامُ سَمَّوُا المُسْلِمَ حَنِیفاً ،و قال الأَخْفَشُ :و کان فی الجاهِلِیَّهِ یُقَال:مَن اخْتَتَنَ .و حَجَّ البیتَ ،قیل له: حَنِیفٌ ؛لأَنَّ

ص:151


1- (1) سوره البقره الآیه 135. [1]
2- (2) الصحاح و اللسان«تُقبل».
3- (3) اللسان:فی فتیانکم.
4- (4) فی أنساب الخیل لابن الکلبی«ذی العقال»و المثبت کاللسان. [2]

العربَ لم تتَمَسَّکْ فی الجاهِلِیَّهِ بشَیْ ءٍ مِن دِینِ إبْراهِیمَ غیر الخِتانِ ،و حَجِّ البیتِ ،و قال الزَّجَّاجی: الحَنِیفُ فی الجاهِلِیَّه مَنْ کان یحُجُّ البیتَ ،و یَغْتَسِلُ مِن الجَنابَهِ ، وَ یَخْتَتِنُ ،فلمَّا جاءَ الإِسْلاَمُ کان الحَنِیفُ :المُسْلِمَ ،لِعُدُولِه عن الشِّرْکِ ،و قال[الزَّجَّاجِی] (1)فی قَوْلِه تعالَی: بَلْ مِلَّهَ إِبْراهِیمَ حَنِیفاً (2)نَصَبَ : حَنِیفاً ،علَی الحالِ ،و المَعْنَی:

بل نَتَّبعُ مِلَّهَ إِبراهِیمَ فی حالِ حَنِیفِیَّتِهِ ،و معنی الحَنِیفِیَّهِ فی اللُّغَهِ :المَیْلُ ،و المعنی أنَّ إِبْرَاهِیمَ حَنَفَ إلی دِینِ اللّهِ ، وَ دِینِ الإِسْلامِ .

و الحَنِیفُ : الْقَصِیرُ.

و الحَنِیفُ : الْحَذَّاءُ.

و حَنِیفٌ :اسمُ وَادٍ.

و حَنِیفُ : بنُ أَحْمَدَ أَبو العَبَّاسِ الدِّینَوَرِیُّ ،شَیْخُ ابْنِ دَرَسْتَوَیْهِ هکذا فی العُبَاب،و الصَّوابُ أَنه تِلْمِیذُه قال الحافظُ :[روی] (3)عن جَعْفَرِ بنِ دَرَسْتَوَیْهِ .

و حَنِیفٌ أَیضاً: وَالِدُ أَبی مُوسَی عِیسَی بن حَنِیفِ بنِ بُهْلُولٍ القَیْرَوانِیِّ ، عاصَرَ الخَطَّابِیِّ ،و رَوَی عن ابْنِ (4)دَاسَهَ .

قلتُ :و محمدُ بنُ مُهاجِرٍ،المعروفُ بأَخِی حَنِیفٍ ،فیه مَقَالٌ ،رَوَی عن وَکِیعٍ ،و أَبی مُعَاوِیهَ .

و حَنِیفَهُ ، کسَفِینَهٍ :لَقَبُ أُثَالٍ کغُرَابٍ بنِ لُجَیْمِ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِیٍّ بنِ بکرِ بنِ وَائِل: أبِی حَیٍّ ، وَ هم قومُ مُسَیْلِمَهَ الکَذَّابِ ،و إِنَّمَا لُقِّبَ بقَوْلِ جَذِیمَهَ ،و هو الأَحْوَی بنُ عَوْفٍ ،لَقِیَ أُثالاً فضَرَبَهُ فحَنَفَهُ ،فلُقِّبَ حَنِیفَهَ ، وَ ضَرَبَهُ أُثَالٌ فَجَذَمَهُ ،فلُقِّبَ جَذِیمَهَ ،فقَالَ جَذِیمَهُ :

فإِنْ تَکُ خِنْصَرِی بَانَتْ فَإِنِّی

بها حَنَّفْتُ حَامِلَتَیْ أُثَالِ

مِنْهُمْ :خَوْلَهُ بِنْتُ جَعْفَرِ بنِ قَیْسِ بنِ مَسْلَمَهَ بنِ عبدِ اللّه بن ثَعْلَبَهَ بن یَرْبُوعِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ الزُّمَیْلِ بنِ حَنِیفَهَ الْحَنَفِیَّهُ ، وَ هی أُمُّ محمدِ بنِ عَلِیِّ بنِ أَبِی طَالِبٍ رحمَهُ اللّهتعالی،و لذا یُعْرَفُ بابنِ الحَنَفِیَّهِ ،و کُنْیَتُه أَبو القاسم،وُلِدَ سنهٌ 26،و تُوُفِّیَ بالمدینَهِ فی المُحَرَّمِ سنه 81،و هو ابنُ خَمْسٍ و سِتِّین سنه (5)،و دُفِنَ بالبَقِیعِ ،و قال بإِمامَتِه جمیعُ الکَیْسَانِیَّهِ ،و قد أَعْقَبَ أَرْبَعَهَ عشرَ ولداً ذَکَرًا.

قال الشیخُ تاجُ الدِّین بنُ مُعَیَّهَ النِّسَّابَهُ :و هم قَلِیلُون.

و کزُبَیْرٍ: حُنَیْفُ بنُ رِئَابِ بنِ الحارِثِ بنِ أُمَیَّهَ الأَنْصَارِیُّ ،شهِد أُحُداً،و قُتِلَ یومَ مُؤْتَهَ .

و سَهْلٌ ،و عُثْمَانُ ،ابْنَا حُنَیْفِ بنِ وَاهِبٍ الأَوْسِیّ ،أَمَّا سَهْلٌ فشهِد بَدْرًا،و أَبْلَی یومَ أُحُدٍ،و ثَبَتَ فیه،و أَمَّا عُثْمَانُ فإِنَّهُ شهِد أُحُداً أَیْضاً و ما بَعْدَها،و مَسَحَ سَوَادَ العِرَاقِ ، وَ قَسَّطَ خَرَاجَهُ لِعُمَرَ،و وَلِیَ البَصْرهَ لعلیٍّ ،و عاشَ إلی زَمَنِ مُعَاوِیَهَ : صَحَابِیُّونَ ، رَضِیَ اللّه عنهم.

و حَنَّفَهُ تَحْنِیفاً :جَعَلَهُ أَحْنَفَ ، نَفَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و تَقَدَّم شاهِدُه من شِعْرِ جَذِیمَهَ .

و أَبو حَنِیفَهَ :کُنیَهُ عِشْرِینَ رجلاً مِن الْفُقَهَاءِ،أَشْهَرُهُمْ إِمامُ الْفُقَهَاءِ، و فَقِیهُ العُلَمَاءِ، النُّعْمَانُ بنُ ثابِتِ بنِ زُوطَی الکُوفیُّ ،صاحِبُ المَذْهَبِ ،رَضِیَ اللّه تعالَی عنه و أَرْضَاهُ عَنَّا،و منهم أبو حَنِیفَهَ العَمِیدُ:أَمِیرٌ،کاتبُ ابن العَمِیدِ عُمَرَ بن الأَمِیرِ غَازِی الفَارَابِیُّ الإِتْقَانِیُّ ،شارِحُ الهِدایه، دَرَّس بالْمَاردَانِیّ ،و بالصَّرْغَتْمَشِیَّه،و أَبو حَنِیفَهَ محمدُ بنُ عُبَیْدِ اللّه الخَطِیبِیُّ ،یَرْوِی عن أَبی مُطِیعٍ ،تقدَّم ذِکْرُه فی «خطب».

و تَحَنَّفَ :عَمِلَ عَمَلَ الْحَنِیفیَّهِ (6)،نَقَلَهُ الجَوهَرِی،یعنی شَرِیعهَ إبراهِیمَ عَلَیهِ السَّلامُ ،و هی مِلَّهُ الإسْلامِ ،و یُوصَفُ بها فیُقَال:مِلَّهٌ حَنِیفِیَّهٌ ،و قال ثَعْلَبٌ : الحَنِیفِیَّهُ :المَیْلُ إلی الشَّیْ ءِ،قال ابنُ سیدَه:و هذا لیس بشَیْ ءٍ،و

14- فی الحدیثِ :

«بُعِثْتُ بِالحَنِیفِیَّهِ السَّمْحَهِ السَّهْلَهِ ». و

14- فی حدیثِ ابنِ عَبَّاسٍ : «سُئِلَ رسولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم:أیُّ الأَدْیَانِ أَحَبُّ إِلَیْکَ ؟ قال: الحَنِیفِیَّهُ السَّمْحَهُ ». یعنی شَرِیعَهَ إبراهیمَ عَلَیه السَّلامُ ،لِأَنَّهُ تَحَنَّفَ عن الأَدْیانِ ،و مَالَ إِلَی الحَقِّ ،و قال عمرُ رضی الله عنه-:

ص:152


1- ((*)) بالأصل:الزَّجاج و الصواب ما أثبتناه.
2- (1) سوره البقره الآیه 135. [1]
3- (2) زیاده للإیضاح.
4- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«أبی داسه».
5- (4) کذا،انظر تاریخ ولادته و تاریخ وفاته.
6- (5) فی القاموس:«الحنفیه»و المثبت کالصحاح و اللسان. [2]

حَمَدْتُ اللّه حین هَدَی فُؤَادِی

إِلَی الإِسْلامِ و الدِّینِ الحَنِیفِ

أَو تحنَّف : اخْتَتَنَ ،أو اعْتَزَلَ عِبَادَهَ الْأَصْنَامِ ، وَ تَعَبَّدَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لجِرَانِ العَوْدِ:

وَ لَمَّا رَأَیْنَ الصُّبْحَ بَادَرْنَ ضَوْءَهُ

رَسِیمَ قَطَا الْبَطْحَاءِ أو هُنَّ أَقْطَفُ

وَ أَدْرَکْنَ أعْجَازاً مِنَ اللَّیْلِ بَعْدَ مَا

أَقَامَ الصَّلاَهَ الْعَابِدُ الْمُتَحَنِّفُ

و تَحَنَّفَ فُلانٌ إِلَیْهِ : إذا مَالَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

المُتَحَنِّفُ :المُتَعَبِّدُ المُتَدَیِّنُ .

وَ حَسَبٌ حَنِیفٌ ،أی:حَدِیثٌ إسْلامِیٌّ لا قَدِیمَ له،قال ابنُ حَبْنَاءَ:

وَ مَا ذَا غَیْرَ أَنَّکَ ذُو سِبَالٍ

تُمَسِّحُهَا و ذُو حَسَبٍ حَنِیفِ (1)

وَ حَنِیفَهُ :وَالِدُ جَذِیمه،الرَّقَاشِیِّ ،صَحَابِیَّانِ (2).

وَ الحَنْفَاءُ :عَصاً مُعْوَجَّهٌ ،شَامِیَّهٌ .

وَ الحَنْفَاءُ :فرسُ حُجْرِ بنِ مُعَاوِیَهَ .

وَ الحَنَفِیَّهُ :المَنْسُوبُون إلی الإمامِ أَبِی حَنِیفَهَ ،و یقال لهم أَیضاً: الأَحْنَافُ .

وَ تسْمِیهُ المِیضَأَهِ بالحَنَفِیَّهِ :مُوَلَّدَهٌ .

وَ عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ العَزِیزِ بنِ عبدِ اللّه بنِ عُثْمَانَ بنِ حُنَیْفِ الأَنْصَارِی الحُنَیْفیُّ (3)،بالضَّمِّ ،نُسِبَ إلی جَدِّهِ ،و قد تَقدَّم ذِکْرُ جَدِّه،کان ضَرِیرًا عَالِماً بالسِّیرَهِ ،ذکَره ابنُ سَعْد فی الطَّبَقات،تُوُفِّیَ سنه 162[و هو ابن بضع و سبعین سنه].

وَ أبو حَنِیفَهَ الدِّینَوَرِیُّ :مُؤَلِّفُ کتابِ النَّبَاتِ ،مَشْهُورٌ.و عبدُ الوارِث بنُ أَبی حَنِیفَهَ ،رَوَی عن شُعبَهَ .

حوف

الْحَوْفُ : الرَّهْطُ ،و هو جِلْدٌ یُشَقُّ کَهَیْئَهِ الإِزَارِ،تَلْبَسَهُ الْحُیَّضُ و الصِّبْیَانُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ الجَمْعُ : أَحْوَافٌ .

أَو هو أَدِیمٌ أَحْمَرُ یُقَدَّ أَمْثَالَ السُّیُورِ،ثم یُجْعَلُ عَلَی السُّیُورِ شَذْرٌ تَلْبَسُهُ الْجَارِیَهُ فَوْقَ ثیَابِها.

أو جِلْدٌ یُقَدُّ سُیُورًا،قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و قال مَرَّهً :هو الوِثْرُ،و هو: نُقْبَهٌ مِن أَدَمٍ تُقَدُّ سُیُوراً،عَرْضَ السَّیْرِ أَرْبَعُ أَصَابِعَ ، أَو شِبْرٌ، تَلْبُسَهَا الصَّغِیرَهُ قَبْلَ إِدْرَاکِهَا، وَ تَلْبُسَهَا أَیضاً و هی حائضٌ ،حِجَازِیَّهٌ ،و هی الرَّهْطُ نَجْدِیَّهٌ ،و

14- فی حدیثِ عائشهَ رضی الله عنها: «تَزَوَّجَنِی رسولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم وَ عَلَیَّ حَوْفٌ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:و هی البَقیرَهُ ،و هی ثَوْبٌ لا کُمَّیْنِ له.

وَ أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

جَارِیَهً ذَات هَنٍ کَالنَّوْفِ

مُلَمْلَمٍ تَسْتُرُهُ بِحَوْفِ

یا لَیْتَنِی أَشِیمُ فِیهِ عَوْفی

وَ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لشاعِرٍ:

جَوَارٍ یُحَلَّیْنَ اللِّطَاطَ تَزِینُهَا

شَرَائِحُ أَحْوَافٍ مِنَ الأَدَمِ الصِّرْفِ

و الحَوْفُ : شَیْ ءٌ مِن مَرَاکِبِ النِّساءِ کَالْهَوْدَجِ ،و لَیْسَ بِهِ ، تَرْکَبُ به المَرأَهُ علی البعِیرِ،بلُغَهِ أَهْلِ الحَوْفِ و أَهْلِ الشِّحْرِ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

قال: و الحَوْفُ : الْقَرْیَهُ فی بعضِ اللُّغَاتِ ،و الجَمْعُ :

الأَحْوَافُ ،کذا فی عِدَّهِ نُسَخِ مِن کتابِ اللَّیْثِ بالقَافِ المَفْتُوحَه و بالیاءِ التَّحْتِیَّهِ المُثَنَّاهِ .

أَو الْقِرْبَهُ بکَسْرِ القافِ ،و الباءُ مُوَحَّدَهٌ ،کذا فی نُسَخِ التَّهْذِیبِ بخَطِّ الأَزْهَرِیِّ (4)،و لم یذْکُرْهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و لا ابنُ فَارِسٍ .

ص:153


1- (1) الأساس و نسبه للبعیث.
2- (2) کذا،بالأصل،و الذی فی أسد الغابه:حنیفه أبو حذیم...و لحذیم صحبه،و فیه أیضاً:حنیفه الرقاشی صحابی.و هما شخصان کما یفهم من قوله:صحابیان.
3- (3) عن اللباب لابن الأثیر،و بالأصل«الحنفی»و الزیاده التالیه عن اللباب.
4- (4) الذی فی التهذیب المطبوع:«القریه»بالیاء،و لم یشر محققه إلی ذکر «القربه»بالباء فی أیّ من نسخه المخطوطه.و قد ذکر یاقوت فی «الحوف»أنه القِرْبه ضبطه من خط أبی منصور الأزهری،کالأصل.

و الحَوْفُ : د،بِعُمَانَ ، و ضَبَطَهُ الحافظُ بالخَاءِ المُعْجَمَهِ .

و أیضاً نَاحِیَهٌ شَرْقِیَّهٌ ، تُجَاهَ بُلْبَیْسَ جَمِیعُ رِیفِهَا یُسَمُّونَهَا الحَوْفَ و مَدِینَتُهَا قَصَبَهُ بُلْبَیْسَ ،و قد نُسِبَ إِلیها جَمَاعَهٌ مِن أَهْلِ الحَدِیثِ ،منهم:خَلَفُ بنُ أَحْمدَ البَصْرِیَّ ،عن القاضِی أَبی الحسنِ الحَلَبِیّ (1)،و أَبو الحسن علیُّ بنُ إِبراهِیمَ بنِ سعِیدِ بنِ یُوسُفَ الحَوْفیَّ النَّحْوِیُّ المُفَسِّرُ، تُوُفِّیَ سنه 430.

و الْحَافانِ :عِرْقَانِ أَخْضَرَانِ تَحْتَ اللِّسَانِ الواحِدُ حَافٌ ، بتَخْفِیفِ الفَاءِ،کما فی العُبَابِ ،و یُرْوَی بتَشْدِیدِهَا،و قد أَشَرْنَا إلیه آنِفاً.

و حَافَتَا الْوَادِی و غَیْرِهِ مِن کُلِّ شیءٍ: جَانِبَاهُ ، و ناحِیَتَاهُ ،قال ضَمْرَهُ بنُ ضَمْرَهَ (2):

وَ لَوْ کُنْتَ حَرْباً مَا طَلَعْتَ طُوَیْلِعاً

وَ لا حَوْفَهُ أَلاَّ خَمِیساً عَرَمْرَمَا

وَ

14- فی حدیثِ الکَوْثَرِ: «إِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتاهُ قِبَابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ ». و قال أُحَیْحَهُ بنُ الجُلاَحِ :

یَزْخَرُ فی أَقْطَارِهِ مُغْدِفٌ

بحَافَتیْهِ الشُّوعُ و الغِرْیَفُ

ج: حَافاتٌ ، وَ منه

16- الحدیثُ : «عَلَیْکَ بِحَافَاتِ الطَّرِیقِ ».

و الْحَافهُ أَیْضاً:الْحَاجَهُ و الشِّدَّهُ فی العَیْشِ ، و الحَافَهُ مِنْ الدَّوَائِسِ فی الکُدْسِ : التی تَکُونُ فی الطَّرَفِ ،و هی أَکْثَرُهَا دَوَرَانًا.

و حَافَهُ ، بِلاَ لاَمٍ :ع، قال امْرُؤُ القَیْسِ :

وَ لو وَافقْتُهُنُّ علَی أُسَیْسٍ

وَ حَافَهَ إِذْ وَرَدْنَ بنا وُرُوداً (3)

و الْحُوَافَهُ ککُنَاسَهٍ :ما یَبْقی مِن وَرَقِ الْقَتِّ علی الأَرْضِ بَعْدَ ما یُحْمَلُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ . و حَوَّفهُ تَحْوِیفاً : جَعَلَهُ علَی الْحَافَهِ ، أی:الجانبِ .

و حَوَّفَ الْوَسْمِیُّ الْمَکَانَ : إذا اسْتَدَارَ بِهِ ، کأَنَّهُ أَخَذَ حَافاتِهِ .

16- و فی الْحَدِیثِ : «سُلِّطَ عَلَیْهِمْ مَوْتٌ طَاعُونٌ یُحَوِّفُ الْقُلُوبَ ». قال ابنُ الأَثِیرِ: أی:یُغَیِّرُهَا عَنِ التَّوُکُّلِ ، وَ یُنَکِّبُهَا إِیَّاه، و یَدْعُوهَا إِلَی الانْتِقال و الْهَرَبِ مِنْهُ ، وَ هو مِن الْحَافهِ :نَاحِیَه المَوْضِعِ و جَانِبِهِ ، و یُرْوَی: یَحُوفُ ،کیَقُولُ ، وَ به جَزَمَ أَبو عُبَیْد.

قلتُ :و قد تَقَدَّم أَنَّه یُرْوَی أَیضاً:«یُحَرِّفُ »من التَّحْرِیفِ .

و تَحَوَّفْتُ الشَّیْ ءَ:تنَقَّصْتُهُ ، نَقَلَهُ الجوهَرِیُّ ،و کذلک تَخَوَّفْتُه،بالخَاءِ و تَخَوَّنْتُهُ ،بالنُّونِ ،قال عبدُ اللّه بنُ عَجْلانَ النهْدِیُّ :

تحَوَّفَ الرَّحْلُ منها تَامِکاً قَرِداً

کما تَحَوَّفَ عُودَ النَّبْعَهِ السَّفَنُ (4)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الحَوْفُ :الناحِیَهُ و الجانبُ ،وَاوِیَّهٌ یائِیَّهٌ .

وَ تَحَوَّفَ الشَّیْ ءَ:أَخَذَ حَافَتُه ،و أَخَذَهُ مِن حَافَتِهِ و الخاءُ لُغَهٌ فیه.

وَ حَافَ الشَّیْ ءَ حَوْفاً :کان فی حَافَتِهِ ،و حَافَهُ حَوْفاً :

زَارَهُ .

وَ مِیحَافُ السَّفِینهِ ،کمِحْرَابٍ :حَرْفُهَا و جَانِبُهَا،و یُرْوَی بالنُّونِ و الجِیمِ .

وَ الحَوْفُ ،شِدَّهُ العَیْشِ ،و به فُسِّرَ حدیثُ عائشه السَّابِقُ .

حیف

الْحَیْفُ :الْجَوْرُ و الظُّلْمُ ، وَ قد حَافَ عَلَیه، یَحِیفُ :أی جَارَ،کما فی الصِّحاحِ ،و قیل:هو المَیْلُ فی الحُکْمِ ،و هو حَائِفٌ .

وَ فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ: أَمْ یَخافُونَ أَنْ یَحِیفَ اللّهُ عَلَیْهِمْ وَ رَسُولُهُ (5)أی:یَجُورَ.

ص:154


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الجلی».
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:ضمره بن ضمره.عباره اللسان: وَ [1]حوف الوادی حرفه و ناحیته ثم ذکر البیت و قال:و یروی جوفه و جوّه...
3- (3) دیوانه ط بیروت بروایه:و حاقه،و فی شرحه:أُسیس و حاقه موضعان.
4- (4) البیت فی اللسان« [2]خوف»و نسبه لابن مقبل،و فی الأساس«خوف» وَ نسبه لزهیر.و انظر المطبوعه الکویتیه(الحاشیه).
5- (5) سوره النور الآیه 50. [3]

و

17- فی حدیث عُمَرَ رضی الله عنه: «لاَ یَطْمَعُ شَرِیفٌ فی حَیْفِکِ ». أی:فی مَیْلِک مَعَهُ لِشَرَفِهِ .

وَ فی التَّهْذِیبِ :قال بعضُ الفُقَهَاءِ:یُرَدُّ مِن حَیْفِ النَّاحِلِ ما یُرَدُّ مِن جَنَفِ المُوصِی،و حَیْفُ النَّاحِلِ :أَن یکونَ للرجلِ أَوْلاَدٌ،فیُعْطِی بَعْضاً دُونَ بَعْضٍ ،و قد أُمِرَ بأَنْ یُسَوِّیَ بَیْنَهُمْ فإِذا فَضَّلَ بعضَهُم علَی بعضٍ فقد حَافَ .

و الحَیْفُ : الْهَامُ ،و الذَّکَرُ، هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ، وَ صَوَابُه:الْهَامُ الذَّکَرُ،بغیرِ وَاوٍ،کما هو نَصُّ اللِّسَانِ (1)، وَ العُبَابِ ،و هو قَوْلُ کُرَاعٍ ،و نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ أَیضاً هکذا.

و الحَیْفُ : حَدُّ الْحَجَرِ، عن ابنِ عَبَّادٍ،و الجَمْعُ :

حُیُوفٌ .

و یقال: بَلَدٌ أُحْیَفُ ،و أَرْضٌ حَیْفاءُ :لم یُصِبْهُمَا الْمَطَرُ، عن ابنِ عَبَّادٍ،فکأَنَّه حَافَهُمَا.

و الْحَائِفُ مِنَ الْجَبَلِ : بمَنْزِلَهِ الْحَافَهِ ، وَ حُیُفٌ (2).

و الحَائِفُ : الْحَائِرُ، هکذا فی النُّسَخِ بِالحَاءِ المُهْمَلَهِ ، وَ هو غَلَطٌ ،صَوَابُه بالجِیمِ ،کما هو نَصُّ اللَّیْثِ .

قال:و ج: حَافَهٌ ، حُیَّفٌ ، کسُکَّرٍ.

و الْحِیفَهُ :بِالکَسْرِ:النَّاحِیَهُ ،ج: حِیَفٌ ، کَعِنَبٍ مِثَالُ :

قِیقَهٍ و قِیَقٍ .

و الحِیفَهُ : خَشَبَهٌ علَی مِثَالِ نِصْفِ قَصَبَهٍ ،فی ظَهْرِهَا قَصَبَهٌ ،تُبْرَی بِهَا السِّهَامُ و الْقِسِیُّ ، وَ هی الطرِیدَهُ ،سُمِّیَتْ حِیفَهً لأَنَّهَا تَحِیفُ ما یَزِیدُ،فتَنْقُصُه.

و الحِیفَهُ : الْخِرْقَهُ التی یُرْقَعُ بها ذَیْلُ القَمِیصِ مِن خَلْفُ ، وَ إذا کان مِن قُدَّامُ ،فهو کِیفَهٌ ،قالهُ أَبو عَمْرٍو،قال الصَّاغَانِیُّ :و یُمْکِنُ أَنْ [تَکُونَ (3)] الحِیفَهُ وَاوِیَّهً انْقَلَبَت الواوُ یاءً لکَسْرهِ ما قَبْلَها.

و ذُو الْحِیَافِ ،ککِتَابٍ :ماءٌ بیْن مَکَّهَ و الْبَصْرَهِ ، علَیطَرِیق الحاجِّ مِن البَصْرَهِ ،و یُقَال بالجِیمِ (4)،قال ابنُ الرِّقاعِ :

إلی ذِی الحِیَافِ ما بِهِ الیومَ نَازِلٌ

وَ ما حُلَّ مُذْ سَبْتٌ طَوِیلٌ مُهَجِّرُ

و تَحَیَّفْتُهُ : أی تَنَقَّصْتُهُ مِن حِیَفِهِ ،أیْ ، مِن نَوَاحِیهِ ، وَ کذلِک تَحَوَّفْتُهُ ،و قد تَقَدَّم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

قَوْمٌ حُیُفٌ ،بضَمَّتَیْنِ :أی جائِرُونَ ،جَمْعُ حَائِفٍ .

وَ ذکَر المُصَنِّف الحِیفَ ،و فَسَّرَهُ بالنَّوَاحِی اسْتَطْرَاداً،و لم یَضْبِطِ الحَرْفَ ،و هو بالکَسْرِ:جَمْعُ الحافهِ علی غیرِ قِیَاسٍ ،و حِیَفٌ :جَمْعُ الحَافَهِ علَی القیاسِ ،و فی کلامِ ابنِ الأَعْرَابِیِّ :تَرَی سَوَادَ الماءِ فی حِیفِهَا ،أی نَوَاحِیهَا.

وَ الحَوَافی ،فی قَوْلِ الطِّرِمَّاحِ :

تَجَنَّبَهَا الْکُمَاهُ بِکُلِّ یَوْمٍ

مَرِیضِ الشَّمْسِ مُحْمَرِّ الْحَوَافی

مَقْلُوبٌ عن الحَوَائِفِ ،جَمْعِ حَافَهٍ ،و هو نَادِرٌ عَزِیزٌ،کما جَمَعُوا حَاجَهً عَلَی:حَوَائِجَ .

وَ ذَاتُ الحِیفَهِ ،بالکَسْرِ:مِن مَساجِدِ النبیِّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،بین المَدِینَهِ و تَبُوک،و یُرْوَی بالجِیمِ ،و قد تقدَّم.

وَ سَهْمٌ حَائِفٌ :مائِلٌ عن القَصْدِ،و قد یُشَبَّهُ به الرَّجُلُ العاجِزُ،الذی لا یُصِیبُ فی حَاجَتِهِ .

وَ الحَیْفُ :من سُیُوفِ النَّبِیِّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،کذا حَقَّقَهُ أَهْلُ السِّیَرِ، وَ قال بعضٌ بأَنَّهُ تَصْحِیفُ الحَتْفِ ،بالتَّاءِ.

قال شیخُنَا:الصَّحِیحُ أنَّ کُلاًّ منهما صَوابٌ ،و لیس أَحَدُهما بتَصْحِیفِ الآخَرِ.

فصل الخاءِ مع الفاءِ

خترف

خَتْرَفَهُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحب اللِّسَانِ ،

ص:155


1- (1) فی اللسان ط دار المعارف:الهام و الذکر.کالأصل.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و حیف،هکذا فی النسخ التی بأیدینا»و فی المطبوعه الکویتیه عن العباب:«و جمعه حُیُف»و وردت اللفظه حُیُف جمعاً لحائف فی اللسان و سیذکره الشارح فی المستدرکات.
3- (3) زیاده عن هامش التکمله،نقلا عن التاج.
4- (4) و قیده یاقوت بالجیم أیضاً و بالکسر:ماء علی یسار طریق الحاج من الکوفه.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أی ضَرَبَهُ فَقَطَعَهُ ، یُقَال: خَتْرَفَهُ بالسَّیْفِ :

إذا قَطَعَ أَعْضَاءَهُ .

خنتف

الخُنْتُفُ ،کقُنْفُذٍ، هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ، وَ هو غَلَطٌ ،و قد أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّوابُ :الخُتْفُ بالضَّمِّ و سُکُونِ التَّاءِ الفَوْقِیَّهِ (1)،قال ابنُ دُرَیْدٍ فی الجَمْهَرَهِ :

هو السَّذَابُ ، فیما زَعَمُوا،لُغَهٌ یَمَانِیّهٌ ،و هکذا ضَبَطَهُ بالضَّمِّ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و اللِّسَانِ ،و التَّکْمِلَهِ ،و الذی ذَکَرَهُ الأَزْهَرِیُّ فی ترکیب«خ ف ت» (2)،ما نَصُّه:ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ :الخُفْتُ ،بضَمِّ الخاءِ و سُکُونِ الفاءِ:

السَّذَابُ و هو الفَیْجَلُ ،و الفَیْجَنُ (3)،و لم یَذْکُرْهُ الدِّینَوَرِیُّ فی کتابِ النَّبَاتِ .

خجف

الْخَجْفُ بالفَتْحِ ، و الْخَجِیفُ ،کأَمِیرٍ، أَهْمَلَهُمَا الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هما لُغَتَانِ فی الجَخْفِ وَ الجَخِیفِ ،بتَقْدِیمِ الجیمِ علی الخاءِ،و هما: الْخِفَّهُ وَ الطَّیشُ مع الکِبْرِ،قال: و الخَجِیفُ أَیضاً:الْقَضِیفُ ،و هی بِهَاءٍ،ج، أی جَمْعُ الخَجِیفَهِ : خِجَافُ ، کصِحَافٍ وَ صَحِیفَهٍ ، أَو الصَّوَابُ تَقْدِیمُ الْجِیمِ ، قال الأَزْهَرِیُّ :لمْ أَسْمَعْ الخَجِیفَ -الخاءُ قبلَ الجیمِ -فی شیْ ءٍ مِن کلامِ العَرَبِ لِغَیْرِ اللَّیْثِ ،و فی العُبَابِ :الذی ذَکَرَهُ الأَزْهَرِیُّ عن اللَّیْثِ هو فی ترکیب«ج خ ف»الجیمُ قبلَ الخاءِ (4).انتهی.

وَ لم یذْکُرِ اللَّیْثُ فی هذا الترکیب شَیْئا،و لم یذکرِ اللُّغَتَیْنِ ،و الذی فی التَّکْمِلَهِ ما نَصُّه:و حکَی الأَزْهَرِیُّ فی هذا الترکیب حِکَایهً عن اللَّیْثِ ،قال:و الخَجِیفَهُ :المَرْأَهُ القَضِیفَهُ (5)،و هُنَّ الخجَافُ ،و رَجُل خَجِیفٌ :قَضِیفٌ 5، وَ وَجَدْتُه فی کتابِ اللَّیْث فی ترکیب«ج خ ف»،الجِیمُ قبلَ الخَاءِ.انتهی.

ففی العِبَارَتَیْن مُخَالَفَهٌ ظاهِرَهٌ ،فتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه: الخَجِیفَهُ :التَّکَبُّرُ،یُقَال:ما یَدَعُ فُلانٌ خَجِیفَتَهُ ،کما فی العُبَابِ ،و غُلامٌ خُجَافٌ :صَاحِبُ تَکَبُّرٍ و ضَجَرٍ (6)،کما حَکَاهُ یعقوبُ ،کما فی اللِّسَانِ .

خدف

الْخَدْفُ ، هکذا هو مَکْتُوبٌ بالأَحْمَرِ،مع أنَّ الجَوْهَرِیَّ ذکَرَه هنا،و لذا لم یَقُلْ صاحِبُ التَّکْمِلَهِ هنا:

أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ علَی عَادتِهِ ،و کأَنَّ الجَوْهَرِیَّ لمَّا لم یذْکُر فی هذا الترکیبِ غیرَ الخَنْدَفَهِ ،و خِنْدِف ،و لم یَذْکُرْ من مَعانِی الخَدْفِ شَیْئًا،جَعَلَهُ مُهْمَلاً عندَه،و جعَل نُونَ الخَنْدَفَهِ ،و خِنْدَفَ ،أَصْلِیَّهً ،و هذا غریبٌ مِن المُصَنِّف،فإِنَّ ابنَ الأَعْرَابِی صَرَّح بأَنَّ الخنْدَفَهَ مُشْتَقٌّ مِن الخَدْفِ ،و هو الاخْتِلاسُ ،قال ابنُ سِیدَه:فإنْ صَحَّ ذلک فالخَنْدَفَهُ ثُلاثِیَّهٌ ، فالأَوْلَی کَتْبُه بالسَّوادِ،فإِنَّهُ لیس بمُهْمَلٍ عندَ الجَوْهَرِی، وَ سیأتی البحثُ فیما بَعْدُ.

قال ابنُ دُرَیْدٍ: الخَدْفُ : سُرْعَهُ الْمَشْیِ و تَقَارُبُ الْخَطْوِ، وَ فی اللسَانِ :الخُطَا (7).

قلتُ :و منه قَوْلُهم: خَنْدَفَ الرَّجُلُ :إذا أَسْرَعَ ،و مِن هنا قال الجَوْهَرِیُّ فی هذا التَّرْکِیبِ : الخَنْدَفَهُ ،کالهَرْوَلَهِ ،و منه سُمِّیَتْ -زعَمُوا- خِنْدِفَ ،کما سیأْتِی.

و الخَدْفُ : سُکَّانُ السَّفِینَهِ ، عن أَبی عَمْرٍو،هکذا فی العُبَابِ ،و الذی فی اللسَانِ ،و التَّکْمِلَهِ :الذی للسَّفِینَهِ ، فتأَمَّلْ .

و خَدَفَ فُلانٌ فی الخَصْبِ ، یَخْدِفُ ، خَدْفاً :إذا تَنَعَّمَ ، وَ تَوَسَّعَ .

و خَدَفتِ السَّمَاءُ بِالثَّلْجِ :رَمَتْ بِه، هکذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و قد تَقدَّم عن ابی المِقْدَامِ السُّلَمِی أَنَّه:

جَدَفَتْ ،بالجِیمِ و الدَّالِ ،و الذَّالُ لُغَهٌ فیه،فإِذَنْ الخاءُ تصْحِیفٌ مِن الصَّاغَانِیِّ ،فتَنَبَّهْ لذلک.

و قال ابنُ الأعْرَابِیِّ :امْتَعَدَهُ ،و امْتشَقَهُ ،و اخْتَدَفَهُ ، وَ اخْتَوَاهُ و اخْتَاتَهُ ،و تَخَوَّتَه،و امْتَشَنَهَ :إذا اخْتَطَفَه، وَ نُقِلَ عن غیرِهِ : اخْتَدَفَه : اخْتَلَسَهُ ، وَ سیأْتِی أنَّ ابنَ الأَعْرَابِیِّ جَعَلَ خِنْدَفَهَ مُشْتَقًّا مِنْ خَدَفَ ،و قال:هو الاخْتِلاس،فإِذَن

ص:156


1- (1) کما فی التکمله،نقلاً عن ابن درید،و اللسان.
2- (2) انظر التهذیب 306/7.
3- (3) فی القاموس:و الفیجن:السذاب و فی التاج و تبدل نونه لاماً،و قال ابن درید:و لا أحسبها عربیه صحیحه.
4- (4) کذا بالأصل و لم یرد فی التهذیب 67/7«جخف»أی من هذه المعانی عن اللیث و الذی ذکره الأزهری عنه هو فی ماده خجف 66/7.
5- (5) الذی فی التکمله بالصاد المهمله،و المثبت کروایه التهذیب.
6- (6) فی اللسان:و فخر.
7- (7) فی اللسان:مشی فیه سرعه و تقارب خُطًی.

القَوْلان لابن الأَعْرَابِیِ ، و اخْتَدَفَ الثَّوْبَ .قَطَعَهُ ، کخَدَفَهُ یَخْدِفُهُ خَدْفاً ، و هذا عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و الْخِدَفُ ،کعِنَبٍ خِرَقُ الْقَمِیصِ قَبْلَ أَن یُؤَلَّفَ ، وَاحِدَتُهَا خِدْفَهٌ بالکَسْرِ،و هی الکِسَفُ أَیْضاً،قَالَهُ أَبو عمرٍو.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

خَدَفْتُ الشَّیْ ءَ:قَطَعْتُه،کما فی اللِّسَانِ ،و هو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابیِّ ،و کذلک الخذْفُ ،کما سیأْتی.

وَ الخِدْفَهُ ،بالکسرِ:القِطْعَهُ مِن الشَیْ ءِ.

وَ یُقَال:کُنَّا فی خَدْفَهٍ مِن النَّاسِ :أی جَمَاعَهٍ .

وَ خِدْفَهٌ مِن اللَّیْلِ :أی سَاعَهٌ منه،کما فی العُبَابِ .

خذرف

الْخُذْرُوفُ کعُصفُورٍ شَیْ ءٌ یُدَوِّرُهُ الصَّبِیُّ بِخَیْطٍ فی یَدَیْهِ (1)،فَیُسْمَعُ له دَوِیٌّ ، قال امْرُؤُ القَیْسِ ، یَصِفُ فَرَسا:

دَرِیرٍ مَخُذْرُوفِ الْوَلِیدِ أَمَرَّهُ

تَتَابُعُ کَفَّیْهِ بِخَیْطٍ مُوَصَّلِ (2)

وَ قال عُمَیْرُ بنُ الجَعْدِ بنِ القَهْدِ:

وَ إذا أَرَی شَخْصاً أَمامِی خِلْتُهُ

رَجُلاً فمِلْتُ کمَیْلَهِ الخُذْرُوفِ

وَ قال اللَّیْثُ : الخُذْرُوفُ :عُوَیْدٌ،أو قَصَبَهٌ مَشْقُوفهٌ ، یُفْرَضُ فی وَسَطِه،ثم یُشَدُّ بِخَیْطٍ ،فإِذا مُدَّ (3)دَارَ،و سَمِعْتَ له حَفِیفاً،یَلْعَبُ به الصِّبْیَانُ ،و یُسَمَّی الخَرَّارَه،و به یُوصَفُ الفَرَسُ لِخِفَّهِ سُرْعَتِهِ .

قال: و الخُذْرُوفُ : السَّرِیعُ فی جَرْیِهِ ، وَ قال غیرُه:هو السَّرِیعُ المَشْیِ .

و الخُذْرُوفُ : القَطِیعُ مِن الْإِبِلِ الْمُنْقَطِعُ عَنْهَا،و الْبَرْقُ اللاَّمِعُ فی السَّحَابِ الْمُنْقَطِعُ مِنْهُ (4)،و قال غیره:

الخُذْرُوفُ : طِینٌ یُعْجَنُ ،و یُعْمَلُ شَبِیهاً بالسُّکَّرِ،یَلْعَبُ به الصِّبْیَانُ ،و کُلُّ شَیْ ءٍ مُنْتَشِرٍ مِن شَیْ ءٍ فهو خُذْرُوفٌ ،کما فیاللِّسانِ ،و العُبَابِ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

سَعَی و ارْتَضَخْنَ المَرْوَ حَتَّی کأَنَّه

خَذَارِیفُ مِنْ قَیْضِ النَّعَامِ التَّرَائِکِ

وَ یُقَالُ : تَرَکَتِ السُّیُوفُ رأسَهُ خَذَارِیفَ ،أیْ :قِطَعاً، کُلُّ قِطْعَهٍ کالْخُذْرُوفِ ، کما فی العُبَابِ ، و قال ابنُ عَبّادٍ:

خَذَارِیفُ الْهَوْدَجِ :سَقَائِفُ یُرَبَّعُ بِهَا الْهَودَجُ (5).

و قال اللَّیْثُ : الْخِذْرَافُ ،بِالْکَسْرِ:نَبَاتٌ رِبْعِیٌّ (6)،إِذَا أَحَسَّ بِالصَّیْفِ یَبِسَ ، الوَاحِدهُ بهَاءٍ، أَو ضَرْبٌ مِن الحَمْضِ ، لهُ وُرَیْقَهٌ صغیرَهٌ یَرْتَفِعُ قَدْرَ الذِّرَاعِ ،قَالَهُ أَبو حَنِیفَهَ ،و أَنْشَدَ:

تَوَائِمُ أَشْبَاهٌ بأَرْضٍ مَرِیضَهٍ

یَلُذْنَ بِخِذْرَافِ الْمِتَانِ و بِالْغَرْبِ

وَ صَوَّبَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و أَنْکَرَ ما قَالَهُ اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

فَتَذَکَّرَتْ نَجْداً و بَرْدَ مَیَاهِهَا

وَ مَنَابِتَ الحَمَصِیصِ و الْخِذْرَافِ

و خَذْرَفَ خَذْرَفَهً : أَسْرَعَ ، یُقَال: خَذْرَفَتِ الأَتَانُ :أی أَسْرَعَتْ ،و رَمَتْ بقَوَائِمِهَا،قال ذُو الرُّمَّهِ :

إذا واضَخَ التَّقْرِیبَ وَاضَخْنَ مِثْلَهُ

وَ إِنْ سَحَّ سَحًّا خَذْرَفَتْ بِالأَکَارِعِ (7)

و خَذْرَفَ الإِنَاءَ:مَلأَهُ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

و خَذْرَفَ السَّیْفَ :حَدَّدَهُ ، قال ابنُ مُقْبَلٍ یَصِفُ بَقَرَهً (8):

تُذْرِی الخُزَامَی بأَظْلاَفٍ مُخَذْرَفَهٍ

وُقُوعُهُنَّ إذا وَقَّعْنَ تَحْلِیلُ

و خَذْرَفَ فُلاَنًا بِالسَّیْفِ : إذا قَطَعَ أَطْرَافَهُ .

و قال بعضُهُمْ : خَذْرَفَتِ الإِبِلُ رَمَتِ الْحَصَی بأَخْفَافِهَا

ص:157


1- (1) اللسان:« [1]فی یده»و الأصل«کالصحاح». [2]
2- (2) دیوانه بروایه:تقلّب.
3- (3) فی اللسان: [3]فإذا أُمِرَّ دارَ.
4- (4) فی التکمله:منها.
5- (5) فی القاموس:«الهوادج»و المثبت کالتکمله.
6- (6) الأصل و التهذیب و فی اللسان«ربیعی».
7- (7) بالأصل:«إذا وضح»و المثبت عن الدیوان ص 365 و فی التکمله: «إذا وضخ».
8- (8) بالأصل«مقبره»و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:یصف مقبره: تذری الخزامی الخ هکذا فی جمیع النسخ التی بأیدینا و تأمل و حرره ا ه »و ما أثبت عن المطبوعه الکویتیه نقلاً عن العباب.

سُرْعَهً ،و قال مُدْرِکٌ القَیْسِیُّ : تَخَذْرَفَتْهُ النَّوَی، وَ تَخَذْرَمَتْهُ :

إذا قَذَفَتْهُ ، و رَمَتْ بِهِ ، و فی اللِّسَانِ :و رَحَلَتْ بِهِ (1).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الخَذْرَفَهُ :اسْتِدَارَهُ القَوَائِمِ .

وَ الخُذْرُوفُ ،بالضَّمِّ :العُودُ الذی یُوضَعُ فی خَرْق الرَّحَی العُلْیَا.

وَ رَجُلٌ مُتَخَذْرِفٌ :طَیَّبُ الخُلُق.

وَ الخَذْرَفَهُ :القِطْعَهُ مِن الثَّوب.

وَ تَحَذْرَفَ الثَّوْبُ :تَخَرَّقَ .

خذف

الْخَذُفُ ،کالضَّرْبِ :رَمْیُکَ بحَصَاهٍ أو نَوَاهٍ أَو نَحْوِهِمَا تَأْخُذُهُ بیْنَ سَبَّابَتَیْکَ ، تَخْذِفُ به،أو بمِخْذَفَهٍ مِن خَشَبٍ تَرْمِی به،قَالَهُ اللَّیْثُ ،

14- و قد نَهَی رسولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم عن الخَذْفِ ،و قال:«إِنَّه لاَ یُصَادُ به الصَّیْدُ،و لا یُنْکَی به العَدُوُّ،و لکِنَّهُ یَکْسِرُ السِّنَّ ،و یَفْقَأُ الْعَیْنَ ». و

16- فی حَدِیثِ رَمْیِ الجِمَارِ: «عَلَیْکُمْ بِمِثْلِ حَصَی الخَذْفِ ». أی:صِغَارًا.

و المِخْذَفُ ، کَمِنْبَرٍ:عُرَی الْمِقْرَنِ ،تُقْرَنُ بِهِ الْکِنَانَهُ إلی الْجَعْبَهِ ، وَ الجَمْعُ : المَخَاذِفُ ،نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

و المِخْذَفَهُ ، بِهَاءٍ:خَشَبَهٌ یُخْذَفُ بِهَا بَیْنَ الأَصَابعِ .

و قال ابنُ سَیدَه: المِخْذَفَهُ التی یُوضَعُ فیها الحَجَرُ وَ یُرْمَی بها الطَّیْرُ و غیرُهَا،مِثْلُ المِقْلاَع، وَ منه

16- الحَدِیثُ : «لم یَتْرُکْ عِیسَی بْنُ مَرْیَمَ ،عَلَیْهِما و عَلَی نَبِیَّنَا الصَّلاهُ و السَّلاَمُ إِلاَّ مِدْرَعَهَ صُوفٍ ،و مِخْذَفَهً ».

و المِخْذَفَهُ : الاسْتُ و الخَذُوفُ ، کصَبُورٍ:السَّرِیعَهُ السَّیْرِ مِن الدَّوَابِّ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

و مِن المَجَازِ: أَتَانٌ خَذُوفٌ ،و هی التی تدْنُو سُرَّتُهَا مِن الأَرْضِ سِمَنًا، وَ الجَمْعُ : خُذُفٌ ،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،قال الرَّاعِی یَصِفُ عِیراً و أُتُنَهُ :

نَفَی بِالْعِرَاکِ حَوَالِیَّهَا

فَخَفَّتْ لَهُ خَذُفٌ ضُمَّرُ (2)

و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :هی التی بَلَغَ مِن سِمَنِهَا أَنَّکَ لو خَذَفْتَهَا بحَصاهٍ لَسَاخَتْ فی شَحْمِها.

أو الخَذُوفُ :هی التی مِن سُرْعَتِهَا تَرْمِی الْحَصَی، قال النَّابِغَهُ الذُّبْیَانِیُّ :

کَأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ بِهِ خَذُوفٌ

مِنَ الْجَوْنَاتِ هَادِیَهٌ عَنُونُ (3)

و الخَذَفَانُ ،مُحَرَّکَهً :ضَرْبٌ مِن سَیْرٍ الإِبِلِ ، کما فی العَیْنِ ،و التَّهْذِیبِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

خَذْفُ النُّطْفَهِ :إِلْقَاؤُهَا فی وَسَطِ الرَّحِمِ ،و خَذَفَ بها یَخْذِفُ خَذْفاً :ضَرَطَ ،و الخَذَّافَهُ :الاسْتُ .

وَ خَذَفَ بِبَوْلِهِ :رَمَی به فَقَطَّعَهُ .

وَ الخَذْفُ :القَطْعُ عن کُرَاعٍ ،و الخَذْفُ :سُرْعَهُ سَیْرِ الإِبِلِ ،و الخَذُوفُ :التی تَرْفَعُ رِجْلَیْهَا إِلَی شِقِّ بَطْنِهَا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

عَیْنَاهُ تَخَاذَفَتَا بالدَّمْعِ :أی أَسْرَعَتَا،و هو مَجَاز،کما فی الأَسَاسِ .

خرشف

الْخَرْشَفَهُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو الْحَرَکَهُ ، یُقَالُ :سَمِعْتُ خَرْشَفَهَ القَوْمِ .

و قال غیرُه: الخَرْشَفَهُ : اخْتِلاطُ الْکَلاَمِ ، کالحَرْشَفَهِ .

و قال أَبو عمرٍو: الخَرْشَفَهُ : الأَرْضُ الْغَلِیظَهُ من الْکَذَّانِ التی لا یُسْتَطَاعُ أَنْ یُمْشَی فِیهَا،إِنَّمَا هِیَ کالأَصْرَاسِ ، کالْخِرْشَافِ بِالْکَسْرِ.

و خِرْشَافٌ ،بِالْکَسْرِ:د بالبَیْضَاءِ مِن بلادِ بَنِی جَذِیمَهَ ، فی رِمَالٍ وَعْثَهٍ ، تَحْتَهَا أَحْسَاءٌ عَذْبَهُ الماء،علیها نَخْلٌ بَعْلٌ ،عُرُوقُه رَاسِخَهٌ فی تلک الأَحْسَاءِ،و ذلک بِسِیفِ الْخَطِّ .

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیه:

الخُرُشْنُفُ ،بضَمِّ الأَوَّلَیْن و الرَّابِع و سُکونِ الشِّین:هو ما

ص:158


1- (1) فی التهذیب:«و زحلت به»و فی بعض نسخه کاللسان. [1]
2- (2) دیوانه ص 106 انظر تخریجه فیه.
3- (3) دیوانه(صنعه ابن السکیت)بروایه من الجونیّ .و فسر الخذوف بالسمینه.

یَتَحَجَّرُ مِمَّا یُوقَدُ به علی مِیَاهِ الحَمَّاماتِ مِن الأَزْبَالِ ،نَقَلَهُ المَقْرِیزِیّ فی الخِطَطِ ،قال:و به سُمِّیَ خَطُّ الخُرُشْنُفِ بمِصْرَ.

قلتُ :و هو المَعْرُوفُ الآنَ بالخُرُنْفُشِ ،و قد أَشَرْنَا إِلیه فی الشین المُعْجَمَهِ ،فرَاجِعْهُ .

خرف

خَرَفَ الثِّمَارَ، یَخْرُفُها، خَرْفاً ، بالفَتْحِ ، و مَخْرَفاً کمَقْعَدٍ، و خَرَافاً ،و یُکْسَرُ:جَنَاهُ هکذا فی النُّسَخِ ، وَ الصَّوابُ :جَنَاهَا،و فی المُحْکَمِ ، خَرَفَ النَّخْلَ یَخْرُفُهُ خَرْفاً و خَرَافاً :صَرَمَهُ ،و اجْتَنَاهُ ، کاخْتَرَفَهُ و قال أَبو حَنِیفَهَ :

الاخْتِرَافُ :لَقْطُ النَّخْلِ (1)بُسْرًا کان أو رُطَبَا.

و قال شَمِرٌ: خَرَفَ فُلانًا، یَخْرُفُه ، خَرْفاً : لَقَطَ له التَّمْرَ، هکذا بفَتْحِ التَّاءِ و سُکُونِ المِیمِ ،و فی بَعْضِ الأُصُولِ بالمُثَلَّثَهِ (2)مُحَرَّکَهً .

و المَخْرَفَهُ ، کمَرْحَلَهٍ :الْبُسْتَانُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قَیَّدَهُ بعضُهُم مِن النَّخْلِ .

و قال شَمِرٌ: المَخْرَفَهُ : سِکَّهٌ بیْن صَفَّیْنِ مِن نَخْلٍ یَخْتَرِفُ الْمُخْتَرِفُ مِن أَیِّهِمَا شَاءَ، أی یَجْتَنِی،و بِهِ فُسِّرَ

16- حدیثُ ثَوْبانَ رَضِیَ اللّه عنه،رَفَعَهُ : «عَائِدُ المَرِیضِ علَی (3)مَخْرَفَهِ الجَنَّهِ -و یُرْوَی: مَخَارِفِ الجَنَّهِ -حَتَّی یَرْجِعَ . أی:

أنَّ العائدَ فیما یَحُوزُهُ مِن الثَّوَابِ کأَنَّهُ علی نَخْلِ الجَنَّهِ یَخْتَرِفُ ثِمَارَهَا،قَالَهُ ابنُ الأَثِیرِ.

قلتُ :و

1- قد رُوِیَ أَیضاً عن عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه عنه،رَفَعَهُ :

«مَنْ عَادَ مَرِیضاً إِیمَانًا بِاللّه و رَسُولهِ ،و تَصْدِیقًا لِکِتَابِهِ ، کأَنَّمَا کانَ قَاعِداً فی خِرَافِ الجَنَّهِ ». و

16- فی رِوَایَهٍ أُخْرَی: «عَائِدُ الْمَرِیضِ لَهُ خَرِیفٌ فی الجَنَّهِ ». أی: مَخْرُوفٌ مِن ثِمَارِهَا، وَ

16- فی أُخْرَی: «عَلَی خُرْفَهِ الجَنَّهِ ».

و المَخْرَفَهُ : الطَّرِیقُ اللاَّحِبُ الوَاضِحُ ،و منه

17- قَوْلُ عُمَرَ رَضِیَ اللّه عنه: «تَرَکْتُکُمْ عَلَی (4)مَخْرَفَهِ النَّعَمِ ،فَاتَّبَعُوا و لا تَبْتَدِعُوا». قال الأصْمَعِیُّ :أَراد تَرَکْتُکُمْ علَی مِنْهَاجٍ وَاضِحٍ ، کالجَادَّهِ التی کَدَّتْهَا النَّعَمُ بأَخْفَافِها،حتی وَضَحَتْ وَ اسْتَبَانَتْ ،و به أَیضاً فَسَّرَ بعضُهم الحدیثَ المُتَقَدِّم، وَ المَعْنَی:عَائِدُ المَرِیضِ علَی طَرِیقِ الجَنَّهِ ،أی:یُؤَدِّیهِ ذلک إلی طُرُقِها، کَالْمَخْرَفِ ،کمَقْعَدٍ فِیهِمَا، أی:فی سِکَّهِ النَّخْلِ ،و الطَّرِیقِ .

فمِن الأَوَّل

14- حدیثُ أَبی قَتَادَهَ رَضِیَ اللّه عنه: لمَّا أَعْطاهُ رسولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم سَلَبَ القَتِیلِ ،قال:فبِعْتُهُ ،فابْتَعْتُ به مَخْرَفاً ،فهو أَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُه فی الإِسْلامِ »و رِوَایَهُ المُوَطَّأَ:

فإِنَّهُ لأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ ،و یُرْوَی:اعْتَقَدْتُهُ . أی اتَّخَذْتُ منه عُقْدَهً ،کما فی الرَّوْضِ ،قال:و مَعْنَاه:البُسْتَانُ مِن النَّخْلِ ،هکذا فَسَّرُوهُ ،و فَسَّره الحَرْبِیُّ و أَجَادَ فی تَفْسِیرِه، فقَالَ : المَخْرَفُ :نَخْلَهٌ واحدهٌ ،أو نَخَلاتٌ یَسِیرَهٌ إلی عَشَرَهٍ ،فما فَوْقَ ذلک فهو بُسْتَانٌ أو حَدِیقَهٌ ،قال:و یُقَوِّی هذا القَوْلَ ما قَالَهُ أَبُو حَنِیفَهَ مِن أنَّ المَخْرَفَ مِثْلُ المَخْرُوفَهِ ، وَ هی النَّخْلَهُ یَخْتَرِفُها الرجلُ لِنَفْسِه و عِیَالِهِ ،و أَنْشَدَ:

مِثْلِ المَخَارِفِ مِن جَیْلاَنَ أو هَجَرَا

وَ فی اللِّسَانِ : المَخْرَفُ :القطعهُ الصّغِیرَهُ مِن النَّخْلِ ، سِتٌ أو سَبْعٌ ،یَشْتَرِیها الرَّجُلُ للخُرْفَهِ ،و قیل:هی جَمَاعَهُ النَّخْلِ مَا بَلَغَتْ .

وَ قال ابنُ الأَثِیرِ: المَخْرَفُ :الْحَائطُ مِن النَّخْلِ ،و به فُسِّرَ أَیضاً

14- حدیثُ أَبی طَلْحَهَ : «إنَّ لِی مَخْرَفاً ،و إِنِّی قد جَعَلْتُه صَدَقَهً »فقَالَ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم:«اجْعَلْهُ فی فُقَرَاءِ قَوْمِکَ ».

و قال أبو عُبَیْدٍ،فی تَفْسِیرِ حدِیثِ :«عَائِد الْمَرِیضِ »ما نَصُّهُ :قال الأَصْمَعِیُّ : المَخَارِفُ :جَمْعُ مَخْرَفٍ ، کمَقْعَدٍ، هو جَنَی النَّخْلِ ، إِنَّمَا سُمِّیَ مَخْرَفاً لأَنَّهُ یُخْرَفُ (5)منه،أی:

یُجْتَنَی.

وَ قال ابْنُ قُتَیْبَهَ ،فیما رَدَّ علَی أَبی عُبَیْدٍ:لا یکونُ المَخْرَفُ جَنَی النَّخْلِ ،و إِنَّمَا المَخْرَفُ النَّخْلُ ،قال:

وَ مَعْنَی الحدیثِ :عَائِدُ المَرِیضِ فی بَسَاتِینِ الجَنَّهِ .

قال ابنُ الأَنْبَارِیِّ :بل هو المُخْطِیءُ؛لِأَنَّ المَخْرَفَ یَقَعُ علَی النَّخْلِ ،و علَی المَخْرُوفِ مِن النَّخْلِ ،کما یَقَعُ

ص:159


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:لقط النخل،هکذا فی اللسان، وَ [1]لعل الأولی:لقط ثمر النخل».
2- (2) یعنی:الثمر،کما فی اللسان. [2]
3- (3) الأصل و التهذیب و فی اللسان:فی مخرفه.
4- (4) فی التهذیب:تُرکتم علی مثل مخرفه النعم.
5- (5) فی التهذیب و اللسان:« [3]یُخْترف».

المَشْرَبُ علَی الشُّرْبِ ،و المَوْضِعِ ،و المَشْرُوبِ ،و کذلِک المَطْعَمُ ،و المَرْکَبُ ،یَقَعَان علَی الطَّعَامِ المَأْکُولِ ،و علَی المَرْکُوبِ ،فإِذا جازَ ذلک جازَ أَنْ یَقَعَ المَخْرَفُ علَی الرُّطَبِ المَخْرُوفِ ،قال:و لا یَجْهَلُ هذا إِلاَّ قَلِیلُ التَّفْتِیشِ لِکَلامِ العَرَبِ ،قال الشاعرُ:

وَ أُعْرِضُ عَنْ مَطَاعِمَ قد أَرَاهَا

تُعَرَّضُ لِی و فی الْبَطْنِ انْطِوَاءُ

قال:و قَوْلُهُ :«عَائِدُ المَرِیضِ علَی بَسَاتِینِ الجَنَّهِ »،لِأَنَّ علَی لا تکونُ بِمَعْنَی فی،لا یَجُوزُ أَن یُقَالَ :الکیسُ عَلَی کُمِّی،یُرِیدُ:فی کُمِّی،و الصِّفاتُ لا تُحْمَلُ عَلَی أَخَوَاتِهَا إِلاَّ بأَثَرٍ،و ما رَوَی لُغَوِیٌّ قَطُّ أَنَّهُم یضَعُون علَی مَوْضِعَ فی.

انتهی.

وَ مِن المَخْرَفِ بمَعْنَی الطَّریقِ قَوْلُ أَبِی کَبِیرٍ الهُزَلِیِّ ، یَصِفُ رَجُلاً ضَرَبَهُ ضَرْبَهً :

فَأَجَزْتُهُ بِأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَهُ

نَهْجاً أَبَانَ بِذِی فَرِیغٍ مَخْرَفِ (1)

وَ یُرْوَی:مِجْزَفِ ،کمِنْبَرٍ،بالجِیم و الزَّای،أی:یَجْزُفُ کلَّ شَیْ ءٍ،و هی رِوَایَهُ ابنُ حَبِیب،و قد تقدَّم (2).

وَ قال ثَعْلَبٌ :المَجَارِفُ :الطَّرِیقُ ،و لم یُعَیِّنْ أَیَّهَ الطُّرُقِ هی.

و الْمِخْرَفُ ، کمِنْبَرٍ:زِنْبِیلٌ (3)صَغِیرٌ یُخْتَرَفُ فِیهِ مِن أَطایِبِ الرُّطَبِ ، هذا نَصُّ العَبَابِ ،و أَخْصَرُ منه عبارهُ الرَّوْضِ : الْمِخْرَفُ ،بکَسْرِ المِیمِ :الآلَهُ التی تُخْتَرَفُ بها الثِّمَارُ،و أَخْصَرُ منه عِبَارَهُ الجَوهَرِیِّ : الْمِخْرَفُ ،بالکَسْرِ:ما تُجْتَنَی فیه الثِّمَارُ،و من سَجَعَاتِ الأَسَاسِ :خَرَجُوا إِلَی المَخَارِفِ بالمَخَارِفِ ،أی:إِلَی البَسَاتِینِ بالزُّبُلِ .

و الخُرَفَهُ ، کهُمَزَهَ :ه بَیْنَ سِنْجَارَ و نَصِیبِیْنَ ،مِنْهَا: أَبو العباس أَحمدُ بنُ الْمُبَارَکِ بنِ نَوْفَلٍ النَّصِیبِیُّ الخُرَفیُّ المُقْرِیءُ، وَ له تَصَانِیفُ ،مات فی رجب سنه 664،و یُفْهَم مِن سِیاقِ الحافظ فی التَّبْصِیرِ أَنَّه بالضَّمِّ فالسُّکُونِ . و الإمامُ أَبو علیٍّ ضِیاءُ بنُ أَحمدَ بنِ أَبی علیِّ بنِ أَبی القاسِمِ بنِ الْخُرَیفِ ،کزُبَیْرٍ:مُحَدِّثٌ ، عن القاضی أَبی بکرٍ محمدِ بنِ عبدِ الباقِی بنِ محمدِ البَزَّار النَّصْرِیِّ الأَنْصَارِیِّ ،و عنه الأَخَوان:النَّجِیبُ عبدُ اللَّطِیف،و العِزُّ عبدُ العزیز،ابْنَا عبدِ المُنْعِمِ الحَرَّانِیِّ ،و قد وَقَعَ لنا طَرِیقُهُ عَالیاً،فی کتابِ شَرَفِ أَصْحَابِ الحَدِیثِ ،للحافِظ أَبی بَکرٍ الخَطِیبِ .

و الْخَرُوفَهُ : النَّخْلَهُ یُخْرَفُ ثَمَرُها،أی:یُصْرَمُ ،فَعُولَهٌ بمعنی مَفْعُولَهٍ ،و قال أَبو حَنِیفَهَ : و کذلک الْخَرِیفَهُ : هی النَّخْلَهُ یَخْتَرِفُها الرَّجُلُ لنفسِه و عِیَالِهِ ،و فی العُبَابِ : نَخْلَهٌ تَأْخُذُهَا لِتَلْقُطَ رُطَبَهَا. قاله شَمِرٌ:و قیل: الخَرِیفَهُ :هی التی تُعْزَلُ للخَرْفَهِ ،جَمْعُهَا خَرائِفُ ، أَوْ الْخَرَائِف :النَّخْلُ التی، وَ نَصُّ الصِّحاحِ :الَّلاتِی تُخْرَصُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبی زَیْدٍ.

و الخَرُوفُ کصَبُورٍ: وَلَدُ الحَمَلِ (4)،و قال اللِّیْثُ :هو الذَّکَرُ مِن أَوْلاَدِ الضَّأْنِ (5)،أو إذا رَعَی و قَوِیَ منه خَاصَّهً ، وَ هو دُونَ الجَذَعِ ، و هی خَرُوفَهٌ ، وَ قد خَالَفَ هنا قَاعِدَتَهُ ، وَ هو قَوْلُه:و الأُنْثَی بهاءٍ،فلْیُتَنَبَّه لذلک، ج: أَخْرِفَهٌ ، فی أَدْنَی العَدَدِ، و خِرْفَانٌ ، بالکَسْرِ،فی الجَمِیعِ ،و إِنَّمَا اشْتِقَاقُهُ مِن أَنَّهُ یخْرُفُ مِن ههُنَا (6)و ههُنَا،أی:یَرْتَعُ .

وَ قد یُرَادُ بالخِرْفانِ :الصِّغارُ و الجُهَّالُ ،کما یُرَادُ بالکِباش.الکِبَارُ و العُلَمَاءُ،و منه

16- حدیثُ المَسِیح عَلَیه السَّلامُ : «إِنَّمَا أَبْعَثُکُمْ کَالْکِبَاشِ تَلْتَقِطُونَ خِرْفَانَ بَنِی إِسْرَائِیلَ ».

و الخَرُوفُ : مُهْرُ الْفَرَسِ إِلَی مُضِیِّ الْحَوْلِ ، نَقَلَهُ ابنُ السِّکِّیتِ ،و أَنْشَدَ رَجُلٌ مِن بَلحَارِث بنِ کَعْبٍ یَصِفُ طَعْنَهً :

دَفُوعِ الأَصَابِع ضَرْحَ الشَّمُو س

ِ نَجْلاَءَ مؤْیِسَهِ الْعُوَّدِ

ص:160


1- (1) دیوان الهذلیین 107/2 بروایه:یُحسَبُ أَثرُه.
2- (2) کذا،و قد تقدم فی فرغ بروایه«مخرف»کالأصل هنا.
3- (3) التهذیب:زبیلٌ .
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:ولد الحمل،الذی فی الصحاح: الخروف:الحمل.ا ه ».
5- (5) الذی نقله الأزهری عن اللیث:الخروف:الحمل الذکر.
6- (6) التهذیب من هنا و ههنا.

مُسْتَنَّه:یعنی طَعْنَهً فَارَ دَمُها،و اسْتَنَّ :أی مَرَّ عَلَی وَجْهِه،کما یَمْضِی المُهْرُ الأَرِنُ ،و بالمِرْوَدِ:أی مَعَ المِرْوَدِ،قال الجَوْهَرِیُّ :و لم یَعْرِفْهُ أَبو الغَوْثِ .

أَو الخَرُوفُ :وَلَدُ الفَرَسِ إِذا بَلَغَ سِتَّهَ أَشْهُرٍ أو سَبْعَهً ، حَکَاهُ الأَصْمَعِیُّ ،فی کتاب الفَرَسِ ،و أَنْشَدَ البَیْتَ المُتَقَدِّمَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ السُّهَیْلِیُّ ،فی الرَّوْضِ هذا البیتَ ،و قال:قِیل: الخَرُوفُ هنا:المُهْرُ،و قال قَوْمٌ :

الفَرَسُ یُسَمَّی خَرُوفاً .

قلتُ :فی اللِّسَانِ : الخَرُوفُ مِن الخَیْلِ :ما نُتِجَ فی الخَرِیفِ ،و قال خَالِدُ بنُ جَبَلَهَ :ما رَعَی الخَرِیفَ .

ثم قال السُّهَیْلِیُّ :و مَعْنَاهُ عندِی فی هذا البیتِ :أَنَّه صِفَهٌ مِن خَرَفْتُ الثَّمْرَهَ ،إذا جَنَیْتَها،فالفَرَسُ خَرُوفٌ للشَجَرِ وَ النَّبَاتِ ،لا تقول:إنَّ الفَرَسَ یُسَمَّی خَرُوفاً فی عُرْفِ اللُّغَهِ ،و لکنْ خَرُوفٌ ،فی مَعْنَی أَکُولٍ ،لِأَنَّه یَخْرُفُ ،أی:

یَأْکُلُ ،فهو صِفَهٌ لکلِّ مَن فَعَلَ ذلک الفِعْلَ مِن الدَّوَابِّ .

و الْخَارِفُ :حَافِظُ النّخْلِ ، وَ منه

14- حدیثُ أَنَسٍ رَضِیَ اللّه عنه،رَفَعَهُ : «أیُّ الشَّجَرَهِ (1)أَبْعَدُ مِنَ الْخَارِفِ ؟قالوا:

أفَرْعُهَا،قال:فَکَذَلِکَ الصَّفُّ الأَوَّلُ ».

وَ جَمْعُ الخَارِفِ : خُرَّافٌ ،و یُقَالُ :أَرْسَلُوا خُرّافَهم :أی نُظَّارَهُمْ .

و خَارِفٌ ، بِلاَ لاَمٍ :لَقَبُ مالِکِ بنِ عبدِ اللّه بن کَثِیرٍ، أَبی قَبِیلَهٍ مِن هَمْدَانَ و فی اللِّسَانِ : خَارِف و یَامٌ ،و هما قَبِیلَتان، وَ قد نُسِبَ إِلیهما المِخْلاَفُ بالیَمَنِ .

و الْخُرْفَهُ ،بِالضَّمِّ : المُخْتَرَفُ ،و الْمُجْتَنَی مِن الثِّمَارِ وَ الفَوَاکِهِ ،و منه

16- حدیثُ أَبی عَمْرَهَ : «النَّخْلَهُ خُرْفَهُ الصائِمِ ».

أی ثَمَرَتُه التی یَأْکُلُهَا،و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «فی التَّمْرِ خُرْفَهُ الصَّائِمِ و تُحْفَهُ الکَبِیرِ». و نَسَبَهُ للصَّائِمِ لِأَنَّهُ یُسْتَحَبُّ الإفْطارُ علیه.

کالخُرافَهِ ،ککُناسَهٍ و هو:ما خُرِفَ من النَّخْلِ .

و الخَرائِفُ :النَّخْلُ التی تُخْرَصُ ، وَ هذا قد تقدَّم للمُصَنِّف قَرِیباً،فهو تَکْرَارٌ،و أَسْبَقْنَا أَنَّه نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، عن أَبی زَیْدٍ. و الخَرِیفُ ، کأَمِیرٍ: أَحَدُ فُصُولِ السَّنَهِ الذی تُخْتَرِفُ فیه الثِّمَارُ،قال اللَّیْثُ :هو ثَلاثَهُ أَشْهُرٍ،بیْنِ آخِرِ الْقَیْظِ و أَوَّلِ الشِّتَاءِ، سُمِّیَ خَرِیفاً لأَنَّه تُخْتَرَفُ فیها الثِّمَارُ،و النِّسْبَهُ إِلیه خَرْفیٌّ بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ،و یُحَرَّکُ ، کُلُّ ذلک علی غیرِ قِیَاسٍ .

و الخَرِیفُ : الْمَطَرُ فی ذلِک الْفَصْلِ ، وَ النِّسْبَهُ کالنِّسْبَهِ ، قال العَجَّاجُ :

جَرَّ السَّحَابُ فَوْقَهُ الخَرْفیُّ

و مُرْدِفَاتُ المُزْنِ و الصَّیْفیُّ

أَو هو أَوَّلُ الْمَطَرِ فی أَوَّلِ الشِّتَاءِ، وَ هو الذی یَأْتِی عندَ صِرَامِ النَّخْلِ ،ثم الذی یَلِیهِ الوَسْمِیُّ ،و هو[أوّل الربیع، وَ هذا] (2)عندَ دُخُولِ الشِّتَاءِ،ثم یَلِیهِ الرَّبِیعُ ،ثم یَلِیهِ الصَّیْفُ ،ثم الحَمِیمُ (3)،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ .

وَ قال الغَنَوِیُّ (4): الخَرِیفُ :ما بَیْنَ طُلوعِ الشِّعْرَی إِلَی غُرُوبِ العَرْقُوَتَیْنِ ،و الغَوْرُ،و رُکْبَهُ (5)،و الحِجَازُ،کُلُّه یُمْطَرُ بالخَرِیفِ ،و نَجْدٌ لا تُمْطَرُ فیه.

وَ قال أَبو زَیْدٍ:أَوَّلُ المَطَرِ الوَسْمِیُّ ،ثم الشَّتَوِیُّ ،ثم الدَّفَئِیُّ (6)،ثم الصَّیْفُ ،ثم الحَمِیمُ ،ثم الخَرِیفُ ،و لذلک جُعِلَتِ السَّنَهُ سِتَّهَ أَزْمِنَهٍ .

وَ قال أَبو حَنِیفَهَ :لیس الخَرِیفُ فی الأَصْلِ باسْمٍ لِلْفَصْلِ ،و إِنَّمَا هو اسْمُ مَطَرِ القَیْظِ ،ثم سُمِّیَ الزَّمَنُ به.

و یُقَال: خُرِفْنَا ،مَجْهُولاً، أی: أَصَابَنَا ذلک الْمَطَرُ، فنحن مَخْرُوفُونَ ،و کذا خُرِفَتِ الأَرْضُ ، خَرْفاً :إذا أَصَابَهَا مَطَرُ الخَرِیفِ .

وَ قال الأَصْمَعِیُّ :أَرْضٌ مَخْروفَهٌ :أَصَابَهَا خَرِیفُ المَطَرِ، وَ مَرْبُوعَهٌ :أَصَابَهَا الرَّبِیعُ ،و هو المَطَرُ،و مَصِیفَهٌ :أَصَابَهَا الصَّیْفُ .

و الخَرِیفُ : الرُّطَبُ الْمَجْنِیُّ (7)،فَعِیلٌ بمعنَی مَفْعُولٍ .

ص:161


1- (1) اللسان و النهایه:إن الشجر.
2- (2) زیاده عن التهذیب و اللسان. [1]
3- (3) الحمیم:المطر یأتی بعد اشتداد الحر،قاموس.
4- (4) فی اللسان:و [2]قال أبو زید الغنوی.
5- (5) رکبه مواضع،انظر یاقوت،أی موضع منها یرید.
6- (6) التهذیب:الدَّفائِیُّ .
7- (7) التهذیب:«الرطب المُجْتنَی»و الأصل کاللسان. [3]

و قال أَبو عمرٍو: الخَرِیفُ : السَّاقِیَهُ .

و الخَرِیفُ : السَّنَهُ و الْعَامُ ، و منه

14- الحدیثُ : «فُقَرَاءُ أُمَّتِی یَدْخُلُونَ الْجَنَّهَ قَبْلَ أَغْنِیَائِهِم بِأَرْبَعِینَ خَرِیفاً ». قال ابنُ الأَثِیرِ:هُوَ الزَّمَانُ المعرُوفُ فی فُصُولِ السَّنَهِ ،ما بَیْنَ الصِّیْفِ و الشِّتَاءِ،و یُرِیدُ به أَربعینَ سَنَهً ؛لأَنَّ الخَرِیفَ لا یَکُونُ فی السَّنَهِ إِلاَّ مَرَّهً وَاحِدَهً ،فإِذا انْقَضَیَ أربعون خَرِیفاً ، فقد مَضَتْ أَربعون سنَهً .

وَ منه

16- الحدیثُ الآخَرُ: «إنَّ أَهْلَ النَّارِ یَدْعُونَ مَالِکاً أَرْبعینَ خَرِیفاً ».

وَ

16- فی حدیثٍ آخَر: «مَا بَیْنَ مَنْکِبَیِ الْخَازِنِ مِن خَزَنَهِ جَهَنَّمَ خَرِیفٌ ». أَراد مَسَافَهً تُقْطَعُ مِن الخَرِیفِ إِلَی الخَرِیفِ ،و هو السَّنَهُ ،ثم إِنَّه ذکَر العامَ و السَّنَهَ -و إن کان أَحَدُهما یُغْنِی عن الآخَر-إِشَارَهً إلَی ما فیهما مِن الفَرْقِ الذی ذَکَرَه أَئِمَّهُ الفِقْهِ مِن اللغَهِ ،و فَصَّلَهُ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ ،و سنَذْکُره فی مَوْضِعِه،إِن شاء اللّهُ تعالَی.

و قَیْسُ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ -علَی ما سَبَقَ له فی«ق ق س»-قَاقِیسُ بنُ صَعْصَعَهَ بنِ أَبی الْخَرِیفِ ، مُحَدِّثٌ رَوَی عن أَبِیهِ ،و أَضَافَ فی إِسْنَادِ حَدِیثِه،عَلَی ما أَسْلَفْنَا ذِکْرَه فی السِّین،فراجِعْهُ .

و الخَرِیفَهُ ، کسَفِینَهٍ :أَنْ یُحْفَرَ لِلْنَّخْلَهِ فی البَطْحَاءِ،و هی مَجْرَی السَّیْلِ الذی فیه الْحَصَی حتی یُنْتَهَی إلی الْکُدْیَهِ ،ثم یُحْشَی رَمْلاً،و تُوضَعُ فیه النَّخْلَهُ ، کما فی العُبَابِ .

و الْخَرْفَی ،کسَکْرَی:الجُلْبَانُ ، بتَشْدِیدِ اللاّمِ ،و تَخْفِیفُها غیرُ فَصِیحٍ .

قال أَبو حَنِیفَهَ :و هو اسْمٌ لِحَبٍّ م مَعْرُوف،و هو مُعَرَّبٌ ، وَ أَصْلُهُ فَارِسِیٌّ ،مِن القَطَانِیِّ ،و فَارِسِیَّتُه: خرْبَا و خُلَّر،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و خُرَافَهُ ، کثُمَامَهٍ :رَجُلٌ مِن عُذْرَهَ ، کما فی الصِّحاحِ ، أو من جُهَیْنَهَ ،کما لابْنِ الکَلْبِی، اسْتَهْوَتْهُ الْجِنُّ .

وَ اخْتَطَفَتْهُ ،ثم رَجَعَ إلی قَوْمِهِ ، فَکَانَ یُحَدِّثُ بمَا رَأَی [أَحَادِیثَ ] (1)یَعْجَبُ منها النَّاسُ ، فَکَذَّبُوهُ فجَرَی علی أَلْسُنِ النَّاسِ ، و قَالُوا:حَدِیثُ خُرَافه ، قال الجَوْهَرِیُّ :و الرَّاءُمُخَفَّفَهٌ ،و لا یَدْخُلُه الأَلفُ و اللاَّمُ ،لأَنَّه مَعْرِفَهٌ ،إِلاَّ أَنْ تُرِیدَ به الخُرَافَاتِ المَوْضُوعَهَ مِن حَدِیثِ اللَّیْلِ ، أَو هی حَدِیثٌ مُسْتَمْلَحٌ کَذِبٌ ، نَقَلَهُ اللَّیْثُ ،و الذی ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و ابنُ الکَلْبِیِّ ،فقد اسْتَنْبَطَهُ (2)الحَرْبِیُّ فی غَرِیبِ الحدیثِ -من تَأْلِیفِهِ -

14- أنَّ عائِشَهَ رضی الله عنها قالت: قال رسُولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم:

«حَدِّثِینِی»،قلتُ :مَا أُحَدِّثُکَ حَدِیثَ خُرَافَهَ ؟قال:«أَمَا إِنَّهُ قَدْ کَانَ ».

و الخَرَفُ ،مُحَرَّکَهً :الشِّیصُ مِن التَّمْرِ،نَقَلَهُ أَبو عمرٍو.

و الخُرُفُ ، بِضَمَّتَیْنِ فی قَوْلِ الْجَارُودِ بنِ المُنْذِرِ أَبو مُعَلَّی (3)الْأَزْدِیِّ رَضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْهُ ،

14- قال: قلتُ : یَا رَسُولَ اللّه قَدْ عَلِمْتَ مَا یَکْفِینَا مِنَ الظَّهْرِ ذَوْدٌ نَأْتِی عَلَیْهِنَّ فی خُرُفٍ فنَسْتَمْتِعُ مِن ظُهُورِهِن.قال:«ضالَّهُ الْمُؤْمِنِ حَرَقُ النَّارِ».

أَرادَ:فی وَقْتِ خرُوجِهِمْ ، هکذا نَصُّ العُبَابِ ،و فی النَّهایهِ :

خُرُوجِهنَّ إلی الْخَرِیفِ .

و الخَرَافُ ، کسَحَاب،و یُکْسَرُ:وَقْتُ اخْتِرَافِ الثِّمَارِ، کالحَصَادِ و الحِصَادِ،نَقَلَهُ الکِسَائِیُّ .

و خَرَفَ الرَّجُلُ ، کنَصَرَ،و فَرِحَ ،و کَرُمَ ، وَ علَی الثَّانِیَهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَان، فهو خَرِفٌ ،ککَتِفٍ :فَسَدَ عَقْلُهُ من الکِبَرِ،کما فی الصِّحاحِ ، وَ الْأُنْثَی خَرِفَهٌ ،و قال عبدُ اللّه بن طَاوُس:العَالِمُ لا یَخْرَفُ ، وَ أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لأَبِی النَّجْمِ :

أَتَیْتُ (4)مِنْ عِنْدِ زِیَادٍ کَالْخَرِفْ

تَخُطُّ رِجْلاَیَ بِخَطٍّ مُخْتَلِفْ

و تَکْتُبَانِ فی الطَّرِیقِ لاَمَ الِف

قال الصَّاغَانِیُّ :و رَواهُ بعضُهُم:«و تِکِتِّبان»بالکَسراتِ ، وَ هی لُغَهٌ لبَعْضِهِمْ ،و قال آخَرُ:

مِجْهَالُ رَأْدِ الضُّحَی حتی یُوَرِّعَها

کما یَوَرِّعُ عن تَهْذائِهِ الخرِفَا

ص:162


1- (1) زیاده مقتبسه عن اللسان [1]للإِیضاح،و العباره فی التهذیب:فرجع بعجائب رآها فیهم.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:فقد استنبطه الخ،العباره هکذا فی جمیع النسخ التی بأیدینا ا ه ».
3- (3) کذا بالأصل و الذی فی أسد الغابه: [2]جارود بن المعلی و قیل ابن العلاء وَ قیل جارود بن عمرو بن المعلی العبدی یکنی أبا المنذر و قیل أبا غیاث و قیل أبا عتاب.و قال الکلبی:الجارود اسمه بشر بن حنش بن المعلی...بن عبد القیس العبدی.
4- (4) الصحاح و [3]اللسان: [4]أقبلت.

و خَرِف الرَّجُلُ ، کَفَرِحَ :أُولِعَ بِأَکْلِ الْخُرْفَهِ ، بالضَّمِّ ، وَ هی جَنَی النَّخْلَهِ .

و أَخْرَفَهُ الدَّهْرُ: أَفْسَدَهُ ، وَ أَخْرَفَ النَّخْلُ :حَان لَهُ أَنْ یُخْرَفَ ، أی یُجْنَی،کقولِک:أَحْصَدَ الزَّرْعُ ،و لو قال:حَانَ خَرَافُهُ ،کان أَخْصَرَ.

و أَخْرَفَتِ الشَّاهُ :وَلَدَتْ فی الخَرِیفِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، وَ أَنْشَدَ للکُمَیْتِ :

تَلْقَی الْأَمَانَ علَی حِیَاضِ مُحَمدٍ

ثَوْلاَءُ مُخْرِفَهٌ و ذِئْبٌ أَطْلَسُ

قال الصّاغَانِیُّ :و لم أَجِدْهُ فی شِعْرِهِ :

قلتُ :و یُرْوَی بَعْدَهُ :

لاذِی تَخافُ و لا لِذَلِکَ جُرْأَهٌ

تُهْدَی الرَّعِیَّهُ مَا اسْتَقَامَ الرِّیِّسُ

یَمْدَحُ محمدَ بنَ سلیمانَ الهَاشِمیَّ ،و قد مَرَّ ذِکْرهُ فی «حوض» (1)و فی«رأَس».

و أَخْرَفَ الْقَوْمُ :دَخَلُوا فِیهِ ، أی:فی الخَرِیفِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و کذلک:أَصَافُوا،و أَشْتَوْا،إِذَا دَخُلوا فی الصَّیْفِ و الشِّتاءِ.

و أَخْرَفَتِ الذُّرَهُ :طَالَتْ جِدًّا، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

و قال اللَّیْثُ : أَخْرَفَ فُلانًا نَخْلَهً : إذا جَعَلَهَا له خُرْفَهً یَخْتَرِفُهَا .

و فی الصِّحاحِ :قال الْأُمَوِیُّ : أَخْرَفَتِ النَّاقَهُ :وَلَدَتْ فی مِثْلِ الْوَقْتِ الذِی حَمَلَتْ فیه من قابِلٍ ، و هی مُخْرِفٌ ، وَ قال غیرُهُ : المُخْرِفُ :النَّاقَهُ التی تُنْتَجُ فی الخَرِیفِ ،و هذا أَصَحُّ (2)؛لأَنَّ الاشْتِقَاقَ یَمُدُّهُ ،و کذلک الشَّاهُ .

و خرَّفَهُ ، تَخْرِیفاً نَسَبَهُ إلی الْخَرَفِ ، أی:فَسَادِ العَقْلِ .

و خَارَفَهُ ، مُخَارَفَهً : عَامَلَهُ بالْخَرِیفِ ، وَ فی العُبَابِ :مِن الخَرِیفِ ،کالمُشَاهَرَهِ ،مِنَ الشَّهْرِ.

و رَجُلٌ مُخَارَفٌ ،بِفَتْحِ الرَّاءِ، أی: مَحْرُومٌ مَحْدُودٌ، و الجِیمُ و الحاءُ لُغَتَانِ فیه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَرْضٌ مَخْرُوفَهٌ :أَصابَهَا مَطَرُ الخَرِیفِ .

وَ خُرِفَتِ البَهائِمُ ،بالضَّمِّ :أَصَابَهَا الخَرِیفُ ،أو أَنْبَتَ لها ما تَرْعَاهُ ،قال الطِّرِمَّاحُ :

مِثْلَ مَا کَافَحَتْ مَخْرُوفَهً

نَصَّهَا ذَاعِرُ رَوْعٍ مُؤَامْ

یعْنِی الظَّبْیَهَ التی أَصابَهَا الخَرِیفُ .

وَ أَخْرَفُوا :أَقامُوا بالمَکانِ خَرِیفَهم.

وَ المَخْرَفُ ،کمَقْعَدٍ:مَوْضِعُ إِقَامَتِهم ذلکَ الزَّمَنَ ،کأَنَّهُ علی طَرْحِ الزَّائِدِ،قال قَیْسُ بنُ ذَرِیحٍ :

فَغَیْقَهُ فَالْأَخْیَافُ أَخْیَافُ ظَبْیَهٍ

بِهَا مِنْ لُبَیْنَی مَخْرَفٌ و مَرَابِعُ

وَ خَرَفُوا فی حَائِطِهم:أَقَامُوا فیه وَقْتَ اخْتِرَافِ الثِّمَارِ، وَ قد جاءَ ذلک فی حَدِیثِ عُمَرَ رضی الله عنه،کقَوْلِک:

صَافُوا و شَتُوا،إذا أَقامُوا فی الصَّیْفِ و الشِّتَاءِ.

وَ عَامَلَهُ مُخَارَفَهً ،و خِرَافاً :مِنَ الخَرِیفِ ،الأَخِیرَهُ عن اللِّحْیَانِیِّ ،و کذا اسْتَأْجَرَهُ مُخَارَفَهً و خِرَافاً ،عنه أَیضاً.

وَ اللَّبَنُ الْخَرِیفُ :الطَّرِیُّ الحَدِیثُ العَهْدِ بالحَلْبِ ،أُجْرِیَ مُجْرَی الثِّمَارِ التی تَخْتَرَفُ ،علَی الاسْتِعَارهِ ،و به فَسَّرَ الهَرَوِیُّ رَجَزَ سَلَمَهَ بنِ الأَکْوَعِ :

لم یَغْذُهَا مُدٌّ و لاَ نَصِیفُ

و لاَ تُمَیْرَاتٌ و لاَ رَغِیفٌ (3)

لکِنْ غَذَاهَا اللَّبَنُ الْخَرِیفُ

وَ رَوَاهُ الأَزْهَرِیُّ :«لَبَنُ الْخَرِیفِ »و قال:اللَّبَنُ یکونُ فی الخَرِیفِ أَدْسَمَ .

وَ المَخْرَفُ ،کمَقْعَدٍ:النَّخْلَهُ نَفْسُهَا،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

وَ خَرَفَ الرَّجُلُ ، یَخْرُفُ ،مِن حَدِّ نَصَرَ:أَخَذَ مِن طُرَفِ الفَوَاکِهِ .

وَ المَخْرِفُ ،کمَجْلِسٍ :لُغَهٌ فی المَخْرَفِ ،کمَقْعَدٍ،

ص:163


1- (1) کذا،و لم یرد فی«حوض».
2- (2) یؤیده قول شمر-کما نقله فی التهذیب-قال:و لا أعرف أخرفت بهذا المعنی إلا من الخریف،تحمل الناقه فیه و تضع فیه.
3- (3) الصحاح«عجف»بروایه:«و لا تعجیف»و التعجیف الأکل دون الشبع.

بمَعْنَی البُسْتَانِ مِن النَّخْلِ ،نَقَلَهُ السهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ ،فی تَفْسِیرِ حدیثِ أَبی قَتَادَهَ .

وَ الخَرِیفَهُ ،کسَفِینَهٍ :النَّخْلَهُ تُعْزَلُ لِلْخُرْفَهِ .

وَ المَخْرَفُ ،کمَقْعَدٍ:الرُّطَبُ .

خَرَّفْتُهُ أَخَارِیفَ .نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

وَ مِن أَمْثَالِهمْ :« کالخَرُوفِ ،أَیْنَمَا اتَّکَأَ اتَّکَأَ علَی الصُّوفِ »،یُضْرَب لذِی الرَّفاهِیَهِ .

وَ الإِمَامُ جادُ اللّه (1)محمدُ بنُ علیٍّ الطَّوِیلِ القادِرِیِّ ، وَ الشمس اللَّقَّانِیِّ ،و أَخوه ناصِرُ الدِّینِ ،و عنه محمدُ بنُ قاسِمٍ القَصَّارُ،و أَبو المَحاسِنِ یُوسُفُ بنُ محمدٍ الفَاسِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

خرقف

الخُرَنْقَفَهُ :القَصِیرُ،و هکذا أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللسانِ هنا،و قد تقدَّم للمُصَنِّف (2)،فی«حَرْقَفَ »،بالحاءِ وَ الراءِ،فانْظُرْهُ .

خرنف

خِرْنِفٌ (3)،کزِبْرِجٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال العُزَیْزِیُّ :هو القُطْنُ .

و الخِرْنِفُ مِن النُّوقِ :الْغَزِیرَهُ اللَّبَنِ ،و قیل:هی السَّمِینَهُ منها،الجَمْعُ : خَرانِفُ ،قال مُزَرِّدٌ:

تمَشّونَ بالأَسْوَاقِ بُدًّا کأَنَّکُم

رَذَایَا مُرَذّاتُ الضُّرُوعِ خَرَانِفُ

وَ قال زِیَادٌ المِلْقَطِیُّ :

،یلُفُّ مِنهَا بِالخَرَانِیفِ الْغُرَرْ

لَفاً بِأَخْلاَفِ الرَّخِیَّاتِ الْمَصَرْ

و الخِرْنِفَهُ ، بِهَاءٍ:ثَمَرَهُ الْعِضَاهِ ، وَ منها یکونُ الأَیْدَعُ :دَمُ الأَخَوَیْنِ ، ج: خرَانِفُ . و قال ابنُ عَبَّادٍ: الخُرْنُوفُ ،کزُنْبُورٍ:حِرُ الْمَرأَهِ ، وَ مَتَاعُهَا.

و قال العُزَیْزِیُّ : الخُرَانِفُ ، کعُلاَبِطٍ :الطَّوِیلُ .

و فی النَّوَادِرِ: خَرْنَفه بِالسَّیْفِ : إذا ضَرَبَهُ بِهِ ، وَ کَرْنَفَهُ به.

خزرف

الخِزْرَافَهُ ،بالْکَسْرِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو مَن لاَ یُحْسِنُ القُعُودَ فی الْمَجْلِسٍ ، وَ قال غیرُهُ :هو الذی یَضْطَرِبُ فی جُلُوسِه،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

وَ لَسْتُ بِخِزْرَافَهٍ فی الْقُعُودِ

وَ لَسْتُ بِطَیَّاخَهٍ أَخْدَبَا (4)

أو: هو الْکَثِیرُ الْکَلامِ الْخَفِیفُ ، قَالَ ابنُ السِّکِّیتِ .

وَ قیل:هو الرَّخْوُ الضَّعیف الخَوَّارُ.

و الْخَزْرَفَهُ فی المَشْیِ :الخَطَرَانُ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

خزف

الْخَزَفُ ،مُحَرَّکَهً ،الْجَرُّ، قَالَهُ اللَّیْثُ ،و الذی یَبِیعُه الخَزَّافُ ،کما فی الصِّحاحِ ، و قال ابنُ دُرَیْدٍ:

الخَزَفُ معرُوفٌ ،و هو: کُلُّ مَا عُمِل مِن طِینٍ و شُوِیَ بِالنَّارِ حتی یَکُونَ فَخَّارًا، وَ أَنْشَد ثَعْلَبٌ :

بَنِی غُدَانَهَ ما إِنْ أَنْتُم ذَهَبٌ

وَ لا صَرِیفٌ و لکِنْ أَنْتُمُ الخَزَفُ

و إِلَی بَیْعِهِ نُسِبَ أَبو بکرٍ محمدُ بنُ عَلِیٍّ الرَّاشِدِیُّ السَّرْخَسِیُّ الخَزَفیُّ الْفَقِیهُ المُفْتِی،سَمِع أَبا الفِتْیَانِ الرَّوَّاسِیَّ (5)،مات سنه 147 (6).

و سَابَاطُ الْخَزَفِ :ع بِبَغدَادَ،منه أَبو الحَسَنَ محمدُ بنُ الفَضْلِ النَّاقِدُ الخَزَفیُّ ،سَمِعَ البَغَوِیَّ ،مات سنهِ 382.

و فَاتَهُ :أَبو شُجَاعٍ محمدُ بن محمد بن عبدِ الصَّمَدِ

ص:164


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و الامام جاد اللّه الخ هکذا فی النسخ التی بأیدینا و فیه سقط و لعل هؤلاء ممن کان یلقب بالخروف فلینظر ا ه »و قد صوب محقق المطبوعه الکویتیه العباره:«و الامام جار اللّه أبو عبد اللّه محمد بن أبی الفضل،خروف الأنصاری التونسی نزیل فاس توفی بها سنه 966 ه أخذ عن محمد بن علی..».
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و قد تقدم للمصنف.لکنه قال هناک:القصیره بهاء التأنیث ا ه ».
3- (3) فی القاموس:الخِرنِف.
4- (4) و یروی کما فی اللسان [1]طیخ: وَ لستَ بطِیاخَهٍ فی الرجال وَ لستَ بطیاخهٍ أخدبا وَ الأخدب الذی لا یتمالک حمقًا. وَ فی الدیوان ط بیروت ص 74:«بخذرافهٍ »و الخذرافه:الکثیر الکلام الخفیف.
5- (5) و اسمه عمر بن عبد الکریم بن سعدویه الرواسی.
6- (6) نص ابن الأثیر فی اللباب [2]بالأحرف علی وفاته سنه سبع و أربعین وَ خمسمئه.

الخَزَفیُّ ،حَدَّثَ ببُخَارَی عن أَبی الحسن علیِّ بنِ محمدٍ الخَزَفیِّ ،سمِعَ منه محمدُ بنُ أَبِی الفَتح النَّهَاوَنْدِیُّ ،ذکَرَه ابنُ نُقْطَهَ ،قالَهُ الحافظ .

و محمدُ بنُ علِیِّ بنِ خَزَفَهَ ،مُحَرَّکَهً ،مُحَدِّثٌ هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوَابُ علیُّ بنُ محمدِ بن علیِّ بنِ خَزَفَهَ الوَاسِطِیُّ ،رَاوِی تاریخِ ابنِ أَبِی خَیْثَمَهَ ،عن الزَّعْفَرانِیُّ ، عنه،کما فی التَّبْصِیرِ.

و کجُهَیْنَهَ :عَلَمٌ (1).

قال: و خَزَفَ فی مَشْیِهِ ، یَخْزِفُ : إذا خَطَرَ بِیَدِهِ ، لُغَهٌ یَمَانِیَهٌ ،یُقَال:مَرَّ فُلانٌ یَخْزِفُ ، خَزْفاً :إذا فَعَلَ ذلک.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الخَزَفُ ،مُحَرَّکَهً :ما غَلُظَ مِن الجَرَبِ ،نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، وَ قال:هی لُغَهٌ لبعْضِ أَهلِ الیَمَنِ ،و سیأْتِی فی «خ ش ف».

خسف

خَسَفَ الْمَکَانُ ، یَخْسِفُ ، خُسُوفاً :ذَهَبَ فی الأَرْضِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

قال: و خَسَفَ الْقَمَرُ: مِثْلُ کَسَفَ .

أَو کَسَفَ لِلشَّمْسِ ،و خَسَفَ لِلْقَمَرِ، قال ثَعْلَبٌ :هذا أَجْوَدُ الکلامِ .

أَو الخُسُوفُ :إذا ذَهَبَ بَعْضُهُمَا،و الْکُسُوفُ کُلُّهُمَا، قَالَهُ أَبو حاتمٍ .

وَ

14- فی الحَدِیثِ : «إنَّ الشَّمْسَ و الْقَمَرَ لاَ یَخْسِفَانِ (2)لِمَوْتِ أَحَدٍ و لا لِحَیَاتِهِ ». یقال: خَسَفَ القَمَرُ،بوَزْنِ ضرب:إذا کان الفِعْلُ له،و خُسِفَ علی ما لم یُسَمَّ فاعِلُهُ و یُقَال: خُسُوفُ الشمسِ :دُخُولُهَا فی السماءِ،کأَنَّهَا تَکَوَّرَتْ فی جُحْرٍ.

قال ابنُ الأَثِیرِ:قد وَرَدَ الخُسُوفُ فی الحدیثِ کثیرًا للشَّمْسِ ،و المعرُوفُ لها فی اللُّغَهِ الکُسوفُ لا الخُسُوفُ ، فأَمَّا إِطْلاقُه فی مِثْلِ هذا فتَغْلِیباً للقمرِ،لِتَذکِیرِه،علی تَأنِیثِ الشَّمْسِ فجَمَعَ بَیْنَهُمَا فیما یَخُصُّ القمرَ،و لِلْمُعَاوَضَهِ أَیضاً؛فإِنَّه قد جاءَ

14- فی رِوَایَهٍ أُخْرَی: «إنَّ الشَّمْسَ و الْقمَرَ لا یَنْکَسِفَانِ ». و أَمّا إِطْلاقُ الخُسُوفِ عَلَی الشمسِ مُنْفَرِدَهً ،فلاشْتِرَاکِ الخُسُوفِ و الکُسُوفِ فی معنی ذَهَابِ نُورِهِما وَ إِظْلامِهِمَا.

و من المَجَازِ: خَسَفَ عَیْنَ فُلانٍ ، یَخْسِفُها ، خَسْفاً :أی فَقَأَهَا،فهی خَسِیفَهٌ ، فُقِئَتْ حتی غابَتْ (3)حَدَقَتاهَا فی الرَّأْسِ .

و مِن المَجَازِ: خَسَفَ الشَّیْ ءَ، یَخْسِفُهُ ، خَسْفاً :أی خَرَّقَهُ ، فَخَسَفَ هو، کضَرَبَ ،أی انْخَرَقَ ،لاَزِمٌ مُتَعَدٍّ، وَ الشَّیْ ءَ:قَطعَهُ ،و العَیْنُ :ذَهَبَتْ أو سَاخَتْ ،و الشَّیْ ءُ، خَسْفاً :نَقَصَ (4).

یُقَالُ : خَسَفَ السَّقْفُ نَفْسُه:أی انْخَرَقَ .

و خَسَفَ فُلاَنٌ :خَرَجَ مِن الْمَرَضِ ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، وَ هو مَجازٌ.

و خَسَفَ البِئْرَ، خَسْفاً : حَفَرَهَا فی حِجَارَهٍ ،فَنَبَعَتْ بِمَاءٍ کَثِیرٍ فَلاَ یَنْقَطِعُ ، وَ قیل:هو أن یُنْقَب جَبَلُهَا (5)عن عَیْلَمِ الماءِ فلا یَنْزَحُ أَبَداً،و قیل:هو أَن یَبْلُغَ الحَافِرُ إِلَی مَاءٍ عِدٍّ.

وَ

17- فی حدیثِ الحَجَّاجِ : قال لرَجُل بَعَثَهُ یَحْفِرُ بِئْرًا:

« أَخْسَفْتَ ،أَم أَوْشَلْتَ ؟». أی:أَأَطْلَعْتَ مَاءً کثیرًا أَم قَلِیلاً؟ وَ من ذلک أَیضاً ما

17- جاءَ فی حدیثِ عُمَرَ: أنَّ العَبَّاسَ رَضِیَ اللّه عنهما سَأَلَهُ عَن الشُّعَراءِ،فقَالَ :امْرُؤُ القَیْسِ سَابِقُهُم، خَسَفَ لَهُم عَیْنَ الشِّعْرِ،فَافْتَقَرَ عَنْ مَعانٍ عُورٍ أَصَحَّ بَصَرٍ. أی:أَنْبَطَهَا لهم و أَغْزَرَهَا،یُرِید أَنَّه ذَلَّلَها لهم، وَ بَصَّرَهُم بمَعَانِی الشِّعْرِ،و فَنَّنَ أَنْوَاعَهُ و قَصَّدَهُ ،فاحْتَذَی الشُّعَراءُ علَی مِثَالِهِ ،فاسْتَعَارَ العَیْنَ لذلک،و قد ذُکِرَ فی «ف ق ر» (6)،و فی«ن ب ط ».

فهی خَسِیفٌ ، و خَسُوفٌ کأَمِیرٍ،و صَبُورٍ، و مَخْسُوفَهٌ ، وَ خَسِیفَهٌ ، وَ قال بعضُهم (7):یُقَالُ :بِئْرٌ خَسِیفٌ ،لا یُقَالُ غیر ذلک،و یُقَال:و ما کانَتِ البِئْرُ خَسِیفاً ،و لقد خُسِفَتْ ،قال:

قد نَزَحَتْ إِنْ لَم تَکُنْ خَسِیفاً

ص:165


1- (1) فی القاموس ط مصر و ط الرساله بیروت:اسمٌ .
2- (2) النهایه: [1]یخنسغان.
3- (3) بالأصل:غاب،و المثبت عن التهذیب و اللسان.
4- (4) زیاده عن القاموس، [2]نبه لها بهامش المطبوعه المصریه.
5- (5) عن التهذیب و اللسان و [3]بالأصل«حیلها».
6- (6) فسر ابن الأثیر فی ماده فقر قوله«فافتقر»فقَالَ :أی فتح عن معانٍ غامضه.
7- (7) هو الفراء،کما فی التهذیب عنه.

أَوْ یَکُنِ الْبَحْرُ لَهَا حَلِیفا

ج: أَخْسِفَهٌ ،و خُسُفٌ ، الأَخِیرُ بضَمَّتَیْنِ عن أَبی عمرٍو، وَ شاهِدُهُ قَولُ أَبِی نُوَاسٍ یَرْثِی خَلَفاً الأَحْمَر:

مَنْ لا یَعُدُّ الْعِلْمَ إِلاَّ مَا عَرَفْ

قَلَیْذَمٌ مِنَ الْعَیَالِیمِ الْخُسُفْ

و خَسَفَ اللّه بِفَلاَنٍ الأَرْضَ ، خَسْفاً : غَیَّبَهُ فیها، وَ منه قَوْلُهُ تَعالَی: فَخَسَفْنا بِهِ وَ بِدارِهِ الْأَرْضَ (1)وَ قَرَأَ حَفْصٌ ، وَ یَعْقُوبُ ،و سَهْلٌ قَوْلَه تعالی: لَخَسَفَ بِنا (2)،کضَرَبَ ، وَ الباقُونَ : لَخُسِفَ بِنَا ،علَی بِنَاءِ المَجْهُولِ .

و مِن المَجَازِ: الْخَسْفُ :النقِیصَهُ ، یُقَال:رَضِیَ فُلانٌ بالخَسْفِ ،أی:بالنَّقِیصَهِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و الخَسْفُ :

مَخْرَجُ مَاءِ الرَّکِیَّهِ ، حَکَاهُ أَبو زَیْدٍ،کما فی الصِّحَّاحِ .

و الخَسْفُ : عُمُوقُ ظَاهِرِ الأَرْضِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الخَسْفُ : الجَوْزُ الذِی یُؤْکَلُ ، وَ یُضَمُّ فِیهِمَا فی الجَوْزِ و العُمُوقِ ،أَمَّا أَبو عمرٍو فإِنَّهُ رَوَی فیه بمَعْنَی الجَوْزِ الفَتْحَ و الضَّمَّ ،و قال:هی لُغَهُ أَهلِ الشِّحْرِ،و اقْتَصَرَ أَبو حَنِیفَهَ علَی الضَّمِّ ،قال ابنُ سِیدَه:و هو الصحیحُ .

و الخَسْفُ أَیضاً مِن السَّحَابِ :مَا نَشَأَ مِن قِبَلِ الْمَغْرِبِ الأَقْصَی عَن یَمِینِ الْقِبْلَهِ ، وَ قال غیرُه:ما نَشَأَ مِن قِبَلِ العَیْنِ حَامِلاً ماءً کَثِیرًا،و العَیْنُ عن یَمِینِ القِبْلَهِ .

و مِن المَجَازِ: الخَسْفُ : الإِذْلاَلُ ،و أَن یُحَمِّلَکَ الإِنْسَانُ مَا تَکْرَهُ ، قال جَثَّامَهُ :

وَ تِلْکَ التی رَامَهَا خُطَّهٌ

مِنَ الخَصْمِ تَسْتَجْهِلُ المَحْفِلاَ (3)

یُقَالُ :سَامَهُ خَسْفاً ، بالفَتْحِ ، و یُضَمُّ ، وَ سَامَهُ الخَسْفَ :

إِذا أَوْلاهُ ذُلاًّ، وَ یُقَال:کَلَّفَهُ المَشَقَّهَ و الذُّلَّ ،کما فی الصِّحاحِ .

و

1- فی حدیثِ علیٍّ رَضِیَ اللّه عنه: «مَنْ تَرَکَ الجِهَادَ أَلْبَسَهُ اللّه الذِّلَّهَ ،و سِیمَ الخَسْفَ ». و أَصْلُه أَنْ تَحْبِسَ الدَّابَّهَ بِلاَعَلَفٍ ، ثم اسْتُعِیرَ فوُضِعَ مَوْضِعَ الهَوَانِ و الذُّلِّ ،و سِیمَ :أی کُلِّفَ و أُلْزِمَ .

و یُقَال: شَرِبْنَا علَی الْخَسْفِ : أی: علَی غَیْرِ أَکْلٍ ، قَالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و ابنُ الأَعْرَابِیِّ .

و یُقَال: بَاتَ فُلانٌ الخَسْفَ :أیْ جَائِعاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ هکذا،و هو مَجازٌ.

وَ قال غیرُه:بَاتَ القَوْمُ عَلَی الخَسْفِ :إذا بَاتُوا جِیَاعاً، لیس لَهُم شَیْ ءٌ یَتَقَوَّتُونَ به،و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

بِتْنَا علَی الْخَسْفِ لاَ رِسْلٌ نُقَاتُ بِهِ

حَتَّی جَعَلْنَا حِبَالَ الرَّحْلِ فُصْلاَنَا

أی:لا قُوتَ لنا،حتی شَدَدْنَا النُّوقَ بالحِبَالِ لِتَدِرَّ علَیْنَا،فنَتَقَوَّتَ لَبَنَهَا،قال بِشْرٌ:

بِضَیْفٍ قد أَلَمَّ بِهِمْ عِشَاءً

علَی الْخَسْفِ المُبَیَّنِ و الْجُدُوبِ

وَ قال أَبُو الهَیْثَمِ : الخَاسِفُ :الجَائِعُ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ أَوْسٍ :

أَخُو قُتُرَاتٍ قد تَبَیَّنَ أَنَّهُ

إِذَا لم یُصِبْ لَحْمًا مِنَ الْوَحْشِ خَاسِفٌ (4)

و الْخَسْفَهُ ، بالفَتْحِ : مَاءٌ غَزِیرٌ،و هو رأْسُ نَهْرِ مُحَلِّمٍ بِهَجَرَ.

و الْخَاسِفُ :الْمَهْزُولُ ، وَ هو مَجَازٌ، و قال ابنُ عَبَّادٍ:هو الْمُتَغَیِّرُ اللَّوْنِ ، وَ قد خَسَفَ بَدَنُهُ :إذا هَزُلَ ،و لَوْنُهُ :إذا تَغَیَّرَ،و فی الأَسَاسِ :فُلانٌ بَدَنُهُ خَاسِفٌ ،و لَوْنُهُ کَاسِفٌ ، و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الخَاسِفُ : الْغُلاَمُ النَّشِیطُ الْخَفِیفُ ، وَ الشِّینُ المُعْجَمَهُ لُغَهٌ فیه، و قال أَبو عمرٍو: الخَاسِفُ :

الرَّجُلُ النَّاقِهُ ،ج: خُسُفٌ ، ککُتُب.

و یُقَال: دَعِ الأَمْرَ یَخْسُفُ ،بِالضَّمِّ : أی دَعْهُ کَمَا هُوَ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

وَ خُسَاف ، کغُرَابٍ :بَرِّیَّهٌ ، بَیْنَ بَالِسَ و حَلَبَ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:مَفَازَهٌ بیْنَ الْحِجَازِ و الشَّأْمِ .

ص:166


1- (1) سوره القصص الآیه 81. [1]
2- (2) من الآیه 82 من سوره القصص. [2]
3- (3) کذا وردت روایه البیت بالأصل و لا شاهد فیها.
4- (4) البیت لأوس بن حجر الشاعر الجاهلی المشهور،فی دیوانه و فیه: «تیقن»بدل«تبین».

و مِن المَجَازِ: الخَسِیفُ ، کأَمِیرٍ:الْغائِرَهُ مِن الْعُیُونِ ، یُقَال:عَیْنٌ خَسِیفٌ ،و بِئْرٌ خَسِیفٌ ،لا غَیْرُ،و أَنْشَدَ الفَرَّاءُ:

مِنْ کُلِّ مُلْقِی ذَقَنٍ جَحُوفِ

یُلِحُّ عِنْدَ عَیْنِهَا الْخَسِیفِ

کالْخَاسِفِ ، بلاَ هَاءٍ أَیضًا، و من المَجَازِ: الخَسِیفُ مِن النُّوقِ :الْغَزِیرَهُ اللَّبَنِ ،السَّرِیعَهُ الْقَطْع فی الشِّتَاءِ،و قد خَسَفَتْ هی، تَخْسِفُ ، خَسْفًا ،[ و خَسَفَهَا اللّه، خَسْفًا ،و مِنَ السَّحَابِ :مَا نَشَأَ مِنْ قِبَلِ العَیْنِ حَامِلاً مَاءً کثِیرًا،کالخِسْفِ بالکَسْرِ ] (1).

و الأَخَاسِیفُ .الأَرْضُ اللَّیِّنَهُ ، یُقَال:وقَعُوا فی أَخَاسِیفَ مِنَ الأَرْضِ ،کما فی الصَّحَاحِ ،و یُقَال أَیضًا:الأَخَاسِفُ ، نَقَلَهُ الفَرَّاءُ.

و الْخَیْسَفَانُ ،بِفَتْحِ السِّینِ ،و ضَمَّهَا، هکذا فی سَائِرِ النُّسَخِ ،بتَقْدِیمِ الیاءِ علی السِّینِ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ، وَ الذی فی اللِّسَانِ : الخَسِیفَانُ ،بتَقْدِیمِ السِّینِ علی الیاءِ، وَ هذا الضَبْطُ الذی ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ غَریبٌ ،لم أَجِدْهُ فی الأُمَّهَاتِ ،و الصَّوابُ أنَّ هذا الضَّبْطَ إِنَّمَا هو فی النُّونِ ففی النَّوَادِرِ لأَبی عمرٍو الشَّیَبانِیِّ و التَّذْکِرَهِ لأَبی علیّ الهَجَرِیِّ ، ما نَصُّه: الخَسِیفانُ : التَّمْرُ الرَّدِّیءُ، وَ زَعَمَ الأَخِیرُ أنَّ النُّونَ نُونُ التَّثْنِیَهِ و أنَّ الضَّمِّ فیها لُغَهٌ ،و حُکِیَ عنه أیضًا:هُمَا خَلِیلاَنُ ،بضَمِّ النُّونِ ، أَو: هی النَّخْلَهُ یَقِلُّ حَمْلُهَا و یَتَغَیَّرُ بُسْرُهَا، کما فی العُبَابِ .

و یُقَال: حَفَرَ فأَخْسَفَ ، أی وَجَدَ بِئْرَهُ خَسِیفًا ، أی غَائِرَهَ .

و مِن المَجَازِ: أَخْسَفَتِ العَیْنُ أی: عَمِیَتْ ، کَانْخَسَفَتْ ، الأَخِیرُ مُطَاوِعُ خَسَفَهُ فَانْخَسَفَ ،و هو مَجَازٌ.

و قُرِیءَ قَوْلُه تَعالَی: لَوْ لاَ أَنْ مَنَّ اللّه عَلَیْنَا لاَنْخُسِفَ بِنا (2)،علی بِنَاءِ الْمَفْعُولِ ، کما یُقَالُ :انْطُلِقَ بِنَا،و هی قِرَاءَهُ عبدِ اللّه بنِ مَسْعُودٍ رَضِیَ اللّه عنه،کما فی الصِّحاحِ ، زَادَ الصَّاغَانِیُّ :و الأَعْمَشِ ،و طَلْحَهَ بنِ مُصَرِّفٍ ،و ابنِ قُطَیْبٍ ،و أَبَان بنِ تَغْلِبَ ،و طَاوُس. و المُخَسَّفُ ، کمُعَظَّمٍ :الأَسَدُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،فی التَّکْمِلَهِ .

*و ممّا یُستَدْرَکُ عَلَیه:

انْخَسَفَتِ الأَرْضُ :سَاخَتْ بما علیها.

وَ خَسَفَهَا اللّه تعالَی، خَسْفًا .

وَ انْخَسَفَ به الأَرْضُ ،و خُسِفَ به الأَرْضُ ،مَجْهُولاً:إذا أَخَذَتْهُ الأَرْضُ و دَخَلَ فیها.

و الخَسْفُ :إِلْحَاقُ الأَرْضِ الأُولَی بالثَّانِیَهِ ،و انْخَسَفَ السَّقْفُ :انْخَرَقَ ،و الخَسِیفُ ،کأَمِیرٍ السَّحَابُ ،یَنْشَأُ مِن قِبَلِ العَیْنِ ،و الخَسْفُ :الهُزَالُ و الظُلْمُ ،قال قَیْسُ بنُ الخَطِیمِ :

وَ لم أَرَ کَامْرِیءٍ یَدْنُو لِخَسْفٍ

له فی الأَرْضِ سَیْرٌ و انْتِوَاءُ

وَ المَخَاسِفُ -فی قَوْلِ سَاعِدَهَ الهُذَلِیِّ :

أَلا یَا فَتًی مَا عَبْدُ شَمْسٍ بِمِثْلِهِ

یُبَلُّ عَلَی الْعَادِی و تُؤْبَی المخَاسِفُ (3)

-:جمع خَسْفٍ ،خَرَجَ مَخْرَجَ مَشَابِهَ ،و مَلامِحَ .

وَ الخَسِیفَهُ :النَّقِیصهُ ،عن ابن بَرِّیّ ،و أَنْشَدَ:

وَ مَوْتُ الفَتَی لم یُعْطَ یَوْمًا خَسِیفَهً

أَعَفُّ و أَغْنَی فی الأَنَام و أَکْرَمُ

وَ مِنَ المَجَازِ: خَسَفَتْ إِبِلُکَ و غَنَمُک،و أَصابَتْهَا الخَسْفَهُ ، وَ هی تَوْلِیَهُ الطِّرْقِ (4)،و للْمَالِ خَسْفَتَانِ ، خَسْفَهٌ فی الحَرِّ، وَ خسْفَهٌ فی البَرْدِ،کما فی الأَسَاسِ .

وَ آبِی (5)الخَسْفِ :لَقَبُ خُوَیْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عبدِ العُزَّی، وَ هو أَبو خَدِیجَهَ ،زَوْج النَّبِیِّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،و رَضِیَ عنها،و عَن بَنِیهَا،و فیه یَقُولُ یحیی بنُ عرْوَهَ بنِ الزُّبَیْرِ:

ص:167


1- (1) ما بین معقوفتین سقطت من نسخ الشارح و استدرکت عن القاموس، وَ [1]قد نبه إلی هذا السقط بهامش المطبوعه المصریه.
2- (2) سوره القصص الآیه 82. [2]
3- (3) البیت فی دیوان الهذلیین 222/1 فی شعر ساعده بن جؤیه الهذلی. وَ یروی:أُبلّ علی العادی.و فسر المخاسف بالضیم.
4- (4) عن الأساس و بالأصل«الطریق».
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و أبو الخسف»و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و أبو الخسف:لقب،الأولی کنیه،و مع ذلک فالبیت المستشهد به لا یدل عَلَیه».

أَبٌ لِیَ آبِی الخَسْفِ قد تَعْلَمونَه

وَ فَارِسُ مَعْرُوفٍ رَئِیسُ الکَتَائبِ

وَ الخُسُوف :مَوْضِعٌ بین الجَوْزِ و جَازَانَ بالیَمَنِ .

خشف

الْخَشْفُ ،و یُحَرَّکُ أی:الأَخِیرُ،أو کِلاهُمَا، وَ الأَوَّلُ مَصْدَرٌ،و هو: الصَّوْتُ و الْحَرَکَهُ ، و منه

14- قَوْلُ النَّبِیِّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم لِبِلاَل رَضِیَ اللّه عنه: «مَا عَمَلُکَ یَا بِلاَلُ فإِنِّی لاَ أَرَانِی أَدْخُلُ الْجَنَّهَ ،فَأَسْمَعُ الخَشْفَهَ ،فَأَنْظُرُ إِلاَّ رَأَیْتُکَ ».

یُقَال: خَشَفَ الإِنْسَانُ ، خَشْفًا ،مِن حَدِّ ضَرب:إذا سُمِعَ له صَوْتٌ أو حَرَکَهٌ .

وَ قال أَبو عُبَیْدٍ: الخَشْفَهُ :صَوْتٌ لیس بالشَّدِیدِ،و رَوَی الأَزْهَرِیُّ عن الفَرَّاءِ،أنه قال: الخَشْفَهُ ،بالسُّکونِ :الصَّوْتُ الوَاحِدُ (1).

أو الخَشَفَهُ ،بالتَّحْرِیکِ : الْحِسُّ و الحَرَکَهُ ،و قیل:الحِسُّ الْخَفیُّ ، وَ قیل:الحِسُّ إذا وَقَعَ السَّیْفُ علَی اللحْمِ قُلْتَ :

سمعت له خَشْفًا ،و إذا وَقَعَ السَّیْفُ علَی السِّلاحِ قال:لا أَسْمَعُ إِلاَّ خَشْفًا .

وَ

16- فی حدیثِ أَبی هُرَیْرَهَ رضی الله عنه: «فَسَمِعَتْ أُمِّی خَشْفَ قَدَمِی». و هو صَوْتٌ لیس بالشَّدِیدِ.

أَو الْخَشْفَهُ ، بالفَتْح: صَوْتُ دَبِیبِ الْحَیَّاتِ ،و کذا صوتُ الضَّبُعِ .

و الخَشْفَهُ : قُفٌّ قد غَلَبَ ، وَ فی اللِّسَان:غَلَبَتْ عَلَیْهِ السُّهُولَهُ .

و خَشَفَ ،کضَرَبَ ،و نَصَرَ، وَ علَی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ الصَّاغَانِیُّ ،و الجَوْهَرِیُّ : صَوَّتَ ، وَ فی اللِّسَانِ :إذا سُمِعَ له صَوْتٌ و حَرَکَهٌ .

و خَشَفَ فی السَّیْرِ:أَسْرَعَ ، یُقَال:مَرَّ یَخْشِفُ ،أی:

یُسْرِعُ .

و خَشَفَ رَأْسَهُ بِالْحَجَرِ: أی فضَخَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و خَشَفَتِ الْمَرْأَهُ بِالْوَلَدِ:رَمَتْ بِهِ ، وَ فی النَّوادِرِ:یُقَال:

خُشِفَ به،و خُفِشَ به،و حُفِشَ به،و لُهِطَ به:إذا رُمِیَ به (2). و الخُشَّافُ ، کَرُمَّانٍ :الخُفَّاشُ علَی القَلْبِ ،سُمِّیَ به لِخَشَفانِهِ باللَّیْلِ ،أی:جَوَلاَنِهِ ،و هو أَحْسَن (3)-و فی العُبَابِ :أَفْصَحُ -مِن الخُفَّاشِ ،قَالَهُ اللَّیْثُ ،و قال غیرُه:

هو طائرٌ صَغِیرُ العَیْنَیْنِ ،زَادَ الجَوْهَرِیُّ :و قیل:الخُطَّافُ ، قال اللَّیْثُ :و مَنْ قال:الخُفَّاش،فاشْتِقَاقُ اسْمِه مِن صَغَرِ عَیْنَیْهِ .

و خُشَّافٌ ،غیرُ مَنْسُوبٍ : مُحَدِّثٌ ، رَوَی عن أُمِّهِ ،کذا فی العُبَابِ .

قلتُ :و هُوَ شَیْخٌ لمحمدِ بن کُنَاسَهَ ،نَقَلَهُ الحافظُ .

و خُشَّافٌ : وَالِدُ طَلْقِ التَّابِعِیِّ الذی رَوَی عنه سَوَادَهُ بنُ مُسْلِمٍ .

و خُشَافٌ (4)، کغُرَابٍ :ع قال الأَعْشَی:

ظَبْیَهٌ مِنْ ظِبَاءِ بَطْنِ خُشَافٍ

أُمُّ طِفْلٍ بِالجَوِّ غَیْرِ رَبِیبِ

و خَشَّافٌ ، کشَدَّادٍ:وَالِدُ (5)فَاطِمَهَ التَّابعِیَّهِ ، رَوَتْ عن عبدِ الرحمنِ بنِ الرَّبِیعِ الظَّفَرِیّ ،و له صُحْبَهُ .

قلتُ :و له حَدِیثٌ فی قَتْلِ مَن مَنَعَ صَدَقَتَهُ .

و خَشَّافٌ : جَدُّ زَمْلِ بنِ عَمْرِو بنِ العَنْزِ بنِ خَشَّافِ بنِ خَدِیجِ بنِ وَاثِلَهَ بنِ حَارِثَهَ بنِ هِنْد بنِ حَرامِ بنِ ضِنَّهَ (6)العُذْرِیِّ ،رَضِیَ اللّه عنه،له وِفَادَهٌ ،و کان صاحِبُ شُرْطَهِ مُعَاوِیَهَ رَضِیَ اللّه عنه بصِفِّینَ ،قُتِلَ بمَرْجِ رَاهِط ،و کان علَی المُصَنِّفِ أَن یُشِیرَ إلی صُحْبَتِهِ ،کما هو عادتُه فی هذا الکتاب.

و أُمُّ خَشّافٍ :الدّاهِیَهُ (7)،قال:

یَحْمِلْنَ عَنْقَاءَ و عَنْقَفِیرَا

و أُمَّ خَشَّافٍ و خَنْشَفِیرَا

ص:168


1- (1) کذا باللسان عن الأزهری،و لم یرد فی التهذیب.
2- (2) ضبطت العباره علی ما لم یسم فاعله عن التهذیب،و ضبطت فی اللسان بالبناء للفاعل.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و هو أحسن الخ الأولی أن یقول: وَ قیل:هو أحسن الخ کما لا یخفی ا ه ».
4- (4) قیدها یاقوت«خساف»بالسین بضم أوله و تخفیف ثانیه هنا و فی البیت الشاهد.
5- (5) بالأصل«ولد»و المثبت عن أسد الغابه(ترجمه عبد الرحمن بن الربیع) وَ نص علی ضبطه بفتح الخاء المعجمه و الشین المعجمه المشدده.
6- (6) ضبطت عن أسد الغابه( [1]ترجمه زمل).
7- (7) و یقال لها:خشاف بدون أم.

و خَشَفَ ، مِن حَدِّ نَصَر،و ضَرَب، خُشُوفًا بالضَّمِّ ، و خَشَفَانًا مُحَرَّکهً :إذا ذَهَبَ فی الأَرْضِ ،فهو خَاشِفٌ ، وَ خَشُوفٌ ،و خَشِیفٌ ، کصَاحِبٍ ،و صَبُورٍ،و أَمِیرٍ.

و خَشَفَ فی الشَّیْ ءِ، یخْشُفُ ، دَخَلَ فیه، کانْخَشَفَ ، فهو مِخْشَفٌ ، وَ خشِیفٌ ،و خَشُوفٌ ،و خَاشِفٌ ، کمِنْبَرٍ، وَ أَمِیرٍ،و صَبُورٍ،و صَاحِبٍ .

و خَشَفَ الْمَاءُ:جَمَدَ.

و خَشَفَ الْبَرْدُ:اشْتَدَّ، و قال الجَوْهَرِیُّ : خَشَفَ الثَّلْجُ ، وَ ذلک فی شِدَّهِ البَرْدِ،تُسْمَعُ له خَشْفَهٌ عِنْدِ المَشْیِ ،و أَنْشَدَ هو و الصَّاغَانِیُّ للشاعِرِ-و هو القُطَامِیُّ -:

إذا کَبَّدَ النَّجْمُ السَّمَاءَ بِشَتْوَهٍ

علَی حِینَ هَرَّ الْکَلْبُ و الثَّلْجُ خَاشِفُ (1)

قال ابنُ بَرِّیّ :و الذی فی شِعْرِه:«السَّمَاءَ بسُحْرَهٍ ».

و خَشَفَ فُلانٌ : إذا تَغیَّبَ فی الأَرْضِ .

و یُقَال: خَشَفَ زَیْدٌ: إذا مَشَی بِاللَّیْلِ ، خَشَفَانًا ، مُحَرَّکَهً .

و المَخْشَفُ ، کمَقْعَدٍ: الیَخْدَان،عن اللَّیْثِ ،قال الصَّاغَانِیُّ :و معناه مَوْضِعُ الْجَمْدِ.

قلتُ :و الیَخْ ،بالفَارِسِیَّهِ :الجمدان و دَان:مَوْضِعُهُ ،هذا هو الصَّوابُ ،و قد غَلِطَ صاحبُ اللِّسَانِ ،لَمَّا رأَی لَفْظَ الیَخْدَان فی العَیْنِ ،و لم یَفْهَمْ مَعْنَاهُ ،فصَحَّفَهُ ،و قال:هو النَّجْرَانُ ،و زَادَ:الذی یَجْرِی عَلَیه البَابُ ،و لا إِخَالُهُ إِلاَّ مُقَلِّدَا للأَزْهَرِیِّ ،و الصَّوابُ ما ذَکَرْنَاه،رَضِیَ اللّه عنهم أَجْمَعِینَ .

و المِخْشَفُ ، کمَنْبَرٍ:الأَسَدُ، لِجَراءَتِهِ علَی الجَوَلاَنِ .

و أَیضًا: الدَّلیلُ الْمَاضِی، قال اللَّیْثُ :دَلیلٌ مِخْشَفٌ :

یَخْشِفُ باللَّیْلِ .

و قد خَشَفَ بِهِمْ خَشَافَهً ، کَسَحَابَهٍ ، و خَشَّفَ تَخْشِیفًا : إذا مَضَی بهِم،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

تَنَحَّ سُعَارَ الحَرْب لا تَصْطَلِی بِهَا

فإِنَّ لها مِنَ القَبِیلَیْنِ مِخْشَفَا

و المِخْشَفُ أَیْضًا: الْجَرِیءُ عَلَی السُّرَی، وَ قال أَبو عمرٍو:رَجُلٌ مِخَشٌّ مِخْشَفٌ ،و هُمَا الجَرِیئانِ علَی هَوْلِ اللَّیْلِ ، أَو هو الْجَوَّالُ بِاللَّیْلِ طُرَقَهٌ ، کالْخَشُوفِ کصَبُورٍ، و الْمَصْدَرِ الْخَشَفَانُ ، مُحَرَّکهً ،و هو الجَوَلاَنُ باللَّیْلِ ،حَکَی ابنُ بَرِّیّ ،عن أَبی عمرٍو: الخَشُوفُ :الذَّاهِبُ فی اللیلِ أَو غیرِه بجَراءَهٍ (2)،و أَنْشَدَ لأبِی المُسَاوِرِ العَبْسِیِّ :

سَرَیْنَا و فِینَا صَارِمٌ مُتَغَطْرِسٌ

سَرَنْدَی خَشُوفٌ فی الدُّجَی مُؤْلِفُ الْقَفْرِ

وَ أَنْشَدَ لأَبِی ذُؤَیْبٍ :

أُتِیحَ لَه مِنَ الفِتْیَانِ خِرْقٌ

أَخُو ثِقَهٍ و خِرِّیقٌ خَشُوفٌ (3)

و الأَخْشَفُ مِن الْإِبِلِ : مَن عَمَّهُ الْجَرَبُ ،فَیَمْشِی مِشْیَهَ الشَّنِجِ (4)،قَالَهُ اللَّیْثُ ،و الشَّنِجُ ،ککَتِفٍ :کذا هو نَصُّ العَیْنِ ،و فی سَائِرِ نُسَخِ القَامُوسٍ :«الشَّیْخ»و هو غَلَطٌ ، وَ قال الأَصْمَعِیُّ :إذا جَرِبَ البَعِیرُ أَجْمَعُ ،فیقَال:أَجْرَبُ أَخْشَفُ ،و قال اللَّیْثُ :و قیل:هو الذی یَبِسَ عَلَیه جَرَبُهُ ، قال الفرَزْدَقُ :

کِلاَنَا به عَرٌّ یُخَافُ قِرَافُهُ

علَی النَّاسِ مَطْلِیُّ الْمَسَاعِرِ أَخْشَفُ

وَ قال ابنُ دُرَیْدٍ:یُسَمِّیه بعضُ أَهلِ الیَمَنِ الخَزَفَ ، وَ أَحْسَبُهم یخُصُّونَ بذلک ما غَلُظَ منه ج: خُشْفٌ ،بالضَّمِّ وَ قد خَشِفَ البَعِیر، کَفِرحَ خَشَفًا ،و کذا خَزِفَ خَزَفًا.

و الْخُشْفُ ،مُثَلَّثَهً قال شیخُنَا:المشهورُ الضَّمَّ ،ثم الکَسْرُ،و عَلَیه اقْتَصَرَ ابنُ دُرَیْدٍ: وَلَدُ الظَّبْیِ أَوَّلَ ما یُولَدُ، وَ قال الأصْمَعِیُّ :أَوَّلُ ما یُولَدُ الظَّبْیُ طَلاً،ثم خِشْفٌ ،و قال غیرُه:هو الظَّبْیُ بعدَ أَن کان جِدَایَهً ، أَو هو خِشْفٌ أَوَّلَ مَشْیِهِ ،أَو هی التی نَفَرَتْ مِن أَوْلاَدِهَا و تَشَرَّدَتْ ،ج:

خِشَفَهٌ ، کَقِرَدَهٍ ،و هی خِشْفَهٌ ، بِهَاءٍ.

ص:169


1- (1) نصب«حین»لأنه جعل«علی»فضلاً فی الکلام و أضافه إلی جمله فترکت الجمله علی إعرابها.
2- (2) اللسان: [1]بجُرْأهٍ .
3- (3) دیوان الهذلیین 100/1 و فسر الخشوف:السریع المرّ.
4- (4) فی القاموس:«مِشْیَهَ الشیخِ »،و سینبه الشارح علی أنها غلط .

و الخَشْفُ ، بِالْفَتْح:الذُّلُّ ، لُغَهٌ فی الخَسْفِ ،بالسِّینِ المُهْمَلَهِ .

و الخَشْفُ أَیضا: الرَّدِیءُ مِن الصُّوفِ ،و یُضَمُّ .

و الخَشْفُ : الذُّبَابُ الأَخْضَرُ، وَ جَمْعُه أَخْشَافٌ ، و یُثَلَّثُ ، الفَتْحُ عن اللَّیْثِ ،و الضَّمُّ عن أَبِی حَنِیفَهَ ، و یُقَال: هُوَ خُشَفٌ ، کصُرَدٍ.

و بالْکَسْرِ الخِشْفُ بنُ مَالِکٍ الطَّائِیُّ .

قلتُ :و أَحمَدُ بنُ عبدِ اللّه بنِ الخِشْفِ القارِیءُ:مِن المُحَدِّثینَ .

و الخَشَفُ ، بالتَّحْرِیکِ :الثَّلْجُ الْخَشِنُ ، وَ تُسْمَعُ لَهُ خَشَفَهٌ عندَ المَشْیِ ، و کذلک الْجَمْدُ الرِّخْوُ، وَ قد خَشَفَ یَخْشِفُ خُشُوفاً ، کَالْخَشِیفِ فِیهِمَا أی:فی الثَّلْجِ و الجَمْدِ،و لیس لِلْخَشِیفِ فِعْلٌ ،یُقَال:أَصْبَحَ الماءُ خَشِیفاً ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

أَنْتَ إذا مَا انْحَدَرَ الْخَشِیفُ

ثَلْجٌ و شَفَّانٌ لَهُ شَفِیفُ

جَمُّ السَّحابِ مِدْفَعٌ غَرُوفُ

و الخَشُوفُ کصَبُور:مَن یَدْخُلُ فی الْأَمُورِ، وَ لا یَهَابُ ، کالمِخْشَفِ .

و قال الفَرَّاءُ: الأَخَاشِفُ :الْعَزَازُ الصُّلْبُ مِن الْأَرْضِ ، قال: و أَمَّا الأَخَاسِفُ ، بالسِّینِ الْمُهْمَلَهِ فالْأَرْض اللَّیِّنَهُ ، وَ قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِهِ ،یُقَال:وقَعَ فی أَخَاشِفَ مِن الأَرْضِ .

و یُقَال:إنَّ الخَشِیفَ ، کأَمِیرٍ:یَبِیسُ الزَّعْفَرَانِ .

و الخَشِیفُ : الْمَاضِی مِنَ السُّیُوفِ ،کالخَاشِفِ ، وَ الْخَشُوفِ ، کصَاحِبٍ ،و صَبُورٍ.

و ظَبْیَهٌ مُخْشِفٌ ،کمُحْسِنٍ :لها خِشْفٌ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و انْخَشَفَ فیه:دَخَلَ ، وَ هو تَکْرَارٌ،فَإِنَّهُ قد تَقَدَّم له ذلک بعَیْنِهِ .

و خَاشَفَ فی ذِمَّتِهِ : إذا سَارَعَ فی إِخْفَارِهَا،

17- وَ کان سَهْمُ بنُ غَالِبٍ مِن رُؤُوسِ الخَوارِجِ خرَجَ بالبَصْرَهِ عندَ الجِسْرِ،فأَمَّنَهُ عبدُ اللّه بنُ عامِرٍ،فکَتَبَ إِلَی مُعَاوِیَهَ -رَضِیَ اللّه تعالَی عنه-:«قد جَعَلْتُ لَهُم ذِمَّتَکَ »،فکتَب إِلیه مُعَاوِیَهُ -رَضی اللّه تعالَی عنه-:«لو کُنْت قَتَلْتَهُ کانَتْ ذِمَّهً خَاشَفْتَ فیها»-فلمَّا قَدِمَ زِیَادٌ صَلَبَهُ عَلَی بَابِ دَارِهِ . -أی:

سَارَعْتَ إلی إِخْفَارِهَا،یُقَال: خَاشَفَ فُلانٌ إلی (1)الشَّرِّ، یُرِیدُ:لم یکُنْ فی قَتْلِکَ إِیّاهُ إِلاَّ أن یُقَالَ :قد أَخْفَرَ ذِمَّتَهُ ، یَعْنِی أنَّ قَتْلَهُ کانَ الرَّأْیَ .

و خَاشَفَ الإِبِلَ لَیْلَتَهُ : إذا سَایَرَهَا.

و خَاشَفَ السَّهْمُ ، مُخاشَفَهً : سُمِعَ لَهُ خَشْفَهٌ ، أی:

صَوْتٌ ، عِنْدَ الْإصابَهِ بالغَرَضِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الخُشَّفُ مِن الْإبِلِ :التی تَسِیرُ فی اللَّیْلِ ،الواحدهُ خَشُوفٌ ،و خَاشِفٌ ،و خَاشِفَهٌ ،قال:

بَاتَ یُبَارِی وَرِشَاتٍ کَالْقَطَا

عَجَمْجَمَاتٍ خُشَّفاً تَحْتَ السُّرَی

قال ابنُ بَرِّیّ :الوَاحِدُ مِن الخُشَّفِ . خَاشِفٌ ،لا غَیْرُ، فأَمّا خَشُوفٌ فجَمْعُهُ : خُشُفٌ .

وَ الوَرِشَاتُ :الخِفَافُ مِن النُّوقِ .

وَ مَاءٌ خَاشِفٌ ،و خَشْفٌ :جَامِدٌ.

وَ الخَشِیفُ من المَاءِ:ما جَرَی فی البَطْحَاءِ تَحْتَ الحَصَی یَوْمَیْنِ أو ثلاثهً ،ثُمَّ ذَهَبَ .

وَ الخَشَفُ ،مُحَرَّکَهً :الیُبْسُ ،قال عَمْرُو بنُ الأَهْتَمِ :

وَ شَنَّ مَائِحَهً فی جِسْمِهَا خَشَفٌ

کَأَنَّهُ بِقِبَاصِ الْکَشْحِ مُحْتَرِقُ

وَ جِبَالٌ خُشَّفٌ :مُتَوَاضِعَهٌ ،عن ثَعْلَبٍ ،و أَنْشَدَ:

جَوْنٍ تَرَی فیه الْجِبَالَ الْخُشَّفَا

کَمَا رَأَیْتَ الشَّارِفَ الْمُوَحَّفَا

وَ أُمُّ خَشَّافٍ ،کشَدَّادٍ:الدَّاهِیَهُ ،و یُقَال لها: خَشَّافُ ، أَیضاً،بغیرِ أُمّ .

وَ خَاشَفَ إلی الشَّرِّ:بَادَرَ إِلیه.

وَ الخَشَفُ :الخَزَفُ ،یَمَانِیَّهٌ ،نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ:کذا فی اللِّسَانِ ،و الصَّوابُ هو بالسِّینِ المُهْمَلَهِ ،و قد تقدَّم.

و الخَشَفَهُ ،مُحَرَّکَهً :وَاحِدَهُ الخَشَفِ :حِجَارَهٌ تَنْبُتُ فی

ص:170


1- (1) التکمله:فی الشر.

الأَرْضِ نَبَاتًا،قالَهُ الخَطَّابِیُّ ،و به فسّرَ

16- حدیث الکَعْبَهِ :

«إِنَّهَا کَانَتْ خَشَفَهً عَلَی الْمَاءِ فَدُحِیَتْ ».

خصف

الْخَصْفُ :النَّعْلُ ذَاتُ الطَّرَاقِ ،و کُلُّ طِرَاقٍ منها خَصْفَهٌ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و خَصَفَ النَّعْلَ ، یَخْصِفُهَا ، خَصْفاً ،ظَاهَرَ بَعْضَهَا علَی بَعضٍ ، و خَرَزَهَا، وَ کُلُّ ما طُورِقَ بَعْضُه علَی بَعْضٍ فقد خُصِفَ ،و

14- فی الحدیثِ : «کانَ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم یَخْصِفُ نَعْلَهُ »و فی آخَرَ:

«و هو قاعِدٌ یَخْصِفُ نَعْلَهُ ». و هو من الخَصْفِ ،بمعْنَی الضَّمِّ وَ الجَمْعِ .

و مِن المَجَازِ: خَصَفَ العُرْیَانُ الْوَرَقَ علَی بَدَنِهِ ، یَخْصِفُهَا ، خَصفاً : أَلْزَقَهَا، أی:أَلْزَقَ بَعْضَها إلی بَعْضٍ ، و أَطْبَقَهَا عَلَیْهِ و رَقَهً وَرَقَهً ، لِیَسْتُرَ به عَوْرَتَهُ ،و به فُسِّرَ قَوْلُه تعالَی: وَ طَفِقا یَخْصِفانِ عَلَیْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّهِ (1)،و منه أَیضا

14- قَوْلُ العَبّاسِ رَضِیَ اللّه عنه: یَمْدَحُ النَّبِیَّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم:

مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فی الظِّلاَلِ و فی

مُسْتَوْدَعٍ حَیْثُ یُخْصَفُ الْوَرَقُ .

أی:فی الجَنَّهِ ، کَأَخْصَفَ ، وَ منه قِرَاءَهُ ابنُ بُرَیْدَهَ ، وَ الزُّهْرِیِّ ،-فی إحْدَی الرِّوَایَتَیْنِ -: و طَفِقَا یُخْصِفَانِ .

و اخْتَصَفَ قال اللَّیْثُ : الاخْتِصَافُ :أَن یَأْخُذَ العُرْیَانُ علَی عَوْرَتِهِ وَرَقًا عَرِیضاً،أو شَیْئًا نَحْوَ ذلک،یُقال:

اخْتَصَفَ بکذا،و قَرَأَ الحَسَنُ البَصْرِیُّ ،و الزُّهْرِیُّ ، وَ الْأَعْرَجُ و عُبَیْدُ بنُ عُمَیْرٍ: و طَفِقَا یَخِصِّفانِ ،بکَسْرِ الخاءِ و الصَّادِ و تَشْدِیدِهَا،علَی معنَی یخْتَصِفَان ،ثم تُدْغَمُ التَّاءُ فی الصَّادِ،و تُحَرَّکُ الخاءُ بِحَرَکهِ الصَّادِ،و بعضُهُمْ حَوَّلَ حَرَکَهَ التَّاءِ ففَتَحَهَا،حَکاهُ الأَخْفَشُ .

قلتُ :و یُرْوَی عن الحَسَنِ أَیضاً،و قَرَأَ الأَعْرَجُ و أَبو عمرٍو یَخْصِّفَانِ بسُکُونِ الخاءِ و کَسْرِ الصَّادِ المُشَدَّدَهِ .

قلتُ :و فیه الجَمْعُ بین السَّاکنَیْن،و قد تقدَّم الکلامُ عَلَیه فی اسْتَطاع،فرَاجِعْهُ .

و خَصَفَتِ النَّاقَهُ ، تَخْصِفُ ، خِصَافاً (2)،بِالْکَسْرِ: إذا أَلْقَتْ وَلَدَهَا و قَدْ بَلَغَ الشَّهْرَ التَّاسِعَ ، فهی خَصُوفٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

قلتُ :و هو قَوْلُ أَبِی زَیْدٍ،و نَصُّه فی النَّوادِرِ،یُقَال للنَّاقَهِ إذا بَلَغَتِ الشَّهْرَ التَّاسِعَ مِن یَوْمِ لَقِحَتْ ثم أَلْقَتْهُ :قد خَصَفَتْ ، تَخْصِفُ ، خِصَافاً ،فهی خَصُوفٌ .

و قیل: الخَصُوفُ :هی التی تُنْتَجُ بَعْدَ الْحَوْلِ مِن مَضْرِبِهَا بِشَهْرَیْنِ ، هکذا فی النُّسَخِ :و الصَّوابُ -کما فی الصِّحاحِ و العُبَابِ -:بشَهْرٍ،و الجَرُورُ بشَهْرَیْنِ .

قلتُ :و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الخَصُوفُ :هی التی تُنْتَجُ عندَ تَمَامِ السَّنَهِ ،و قال غیرُه: الخَصُوفُ مِن مَرَابِیعِ الإِبِلِ :

التی تُنْتَجُ عندَ تَمامِ السَّنَهِ ،و قال غیرُه: الخَصُوفُ مِن مَرَابِیعِ الإِبلِ :التی تُنْتَجُ إذا أَتَتْ علَی مَضْرِبِها تَمَاماً لا یَنْقُصُ .

و الخَصَفَهُ ،مُحَرَّکَهً :الْجُلَّهُ تُعْمَلُ مِن الْخُوصِ لِلْتَمْرِ، یُکْنَزُ فیها،بلُغَهِ البَحْرَانِیِّینَ .

و الخَصَفَهُ أَیضاً: الثَّوْبُ الْغَلِیظُ جِدًّا تَشْبِیهاً بالخَصَفَهِ المَنْسُوجَهِ مِنَ الخُوصِ ،قَالَهُ اللَّیْثُ ج: خَصَفٌ ، وَ خِصَافٌ ، بالکَسْرِ،قال الأَخْطَلُ یذْکُر قَبِیلَهً :

فَطَارُوا شَقافَ الْأُنْثَیَیْنِ فَعَامِرٌ

تَبِیعُ بَنِیهَا بِالْخِصَافِ و بِالتَّمْرِ (3)

أی صارُوا فِرْقَتَیْنِ بِمَنْزِلَهِ الأُنْثَیَیْنِ ،و هما البَیْضَتانِ .

قال اللَّیْثُ :بَلَغَنَا أَن تُبَّعاً کَسَا الْبَیْتَ المُسوحَ ،فانْتَفَضَ البیتُ منها،و مَزَّقَهَا عن نَفْسِهِ ،ثُمَّ کَسَاهُ الخَصَف ،[فلم یَقْبلها،ثُمَّ کَسَاهُ الأَنطاعَ فقبلها] (4)،قال الأَزْهَرِیُّ :

الخَصَفُ الذی کَسَا تُبَّعٌ البَیْتَ لم یکُنْ ثِیَاباً غِلاظاً کما قال اللَّیْثُ ،إِنَّمَا الخَصَفُ سَفَائِفُ (5)تُسَفُّ مِن سَعَفِ النَّخْلِ ، فیُسَوَّی منها شُقَقٌ تُلبَّسُ بُیُوت الأَعْرَابِ ،و رُبَّمَا سُوِّیَتْ جِلالاً للتَّمْرِ،و منه

14- الحدیثُ : «أنه کان یُصَلِّی فأَقْبَلَ رَجُلٌ فی بَصَرِه سُوءٌ،فَمَرَّ بِبِئْرٍ عَلَیْهَا خَصَفَهٌ ،فَوَطِئَها،فَوَقَعَ

ص:171


1- (1) سوره الأعراف الآیه 22. [1]
2- (2) کذا بالأصل و الصحاح،و [2]فی اللسان عن الجوهری:خَصْفاً.
3- (3) و یروی صدره: فساروا شقافاً لاثنتین فعامر هامش المقاییس 186/2 [3] نقلا عن الدیوان.
4- (4) زیاده عن التهذیب.
5- (5) فی التهذیب:حصر تُسفّ من خوص النخل.

فیها (1)،فَضَحِکَ بعضُ مَن کان خَلْفَ النَّبِیِّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،فأَمَرَ رسولُ اللّهِ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم مَن ضَحِکَ أَنْ یُعِیدَ الوُضُوءَ و الصَّلاهَ ».

و خَصَفَهٌ أَیْضاً:ابنُ قَیْسِ عَیْلانَ أَبو حَیٍّ مِن العَرَبِ .

و خَصَفی ، کَجَمَزَی:ع، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و الأَخْصَفُ :الأَبْیَضُ الْخَاصِرَتَیْنِ مِن الْخَیْلِ و الْغَنَمِ وَ سَائِرُ لَوْنِهَا مَا کانَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هی خَصْفَاءُ ،و قد یکونُ أَخْصَفَ بجَنْبٍ وَاحِدٍ:و قیل:هو الذی ارْتَفَعَ البَلَقُ مِن بَطْنِهِ إلی جَنْبَیْهِ .

و الأَخْصَفُ مِن الْجِبَالِ و الظِّلْمَانِ :الذی لَوْنُه کلَوْنِ الرَّمَادِ، فِیهِ بَیَاضٌ و سَوَادٌ، و النَّعَامَهُ خَصْفاءُ ،یُقال:جَبَلٌ أَخْصَفُ ،و ظَلِیمٌ أَخْصَفُ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِلْعِجَّاجِ فی صِفَهِ الصُّبْحِ :

حَتَّی إِذَا مَا لَیْلُهُ تَکَشَّفَا

أَبْدَی الصَّبَاحُ عَنْ بَرِیمٍ أَخْصَفَا

و أَخْصَفُ : ع، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و أَهْمَلَهُ یَاقُوتُ .

و کَتِیبَهٌ خَصِیفَهٌ :ذَاتُ لَوْنَیْنِ لَوْنِ الحَدِیدِ و غَیْرِهِ ، وَ فی اللِّسَانِ :لِمَا فِیهَا مِن صَدَإِ الحَدِیدِ و غیرِه،و نَصُّ الصِّحاحِ وَ العُبَابِ ،و کَتِیبَهٌ خَصِیفٌ ،لم تَدْخُلْهَا الهاءُ (2)،لأَنَّهَا مَفْعُولَهٌ ،أی: خُصِفَتْ مِن وَرَائِهَا بخَیْلٍ ،أی:أُرْدِفَتْ (3)، وَ لو کانتْ لِلَوْنِ الحَدِیدِ لَقالُوا: خَصِیفَهٌ ،لأَنَّهَا بمعنَی فَاعِلَه، فَتَأَمَّلْ ذلک.

و الْخَصِیفُ ،کأَمِیرٍ:الرَّمَادُ، سُمِّیَ بِهِ لِمَا فِیه لَوْنانِ سَوَادٌ وَ بَیَاضٌ ،و یُقَال:رَمَادٌ خَصِیفٌ ،علَی الوَصْفِ ،و هو الأَکْثَرُ، قال الطِّرِمَّاحُ :

وَ خَصِیفٍ لِذِی مَنَاتِجِ ظِئْرَیْ

نِ مِنَ الْمَرْخِ أَتْأَمَتْ زُنُدُه (4)

شَبَّهَ الرَّمادَ بالْبَوِّ،و ظِئْرَاهُ :أُثْفِیَتَان أُوْقِدَتِ النَّارُ بَیْنَهما.

و الخَصِیفُ أَیضاً: النَّعْلُ الْمَخْصُوفَهُ ، خُرِزَ بَعْضُهَا علَیبَعْضٍ ، و الخَصِیفُ أَیضاً: اللَّبَنُ الْحَلِیبُ یُصَبُّ عَلَیْهِ الرَّائِبُ ، فإن جُعِلَ فیه التَّمْرُ و السَّمْنُ فهو العَوْبَثَانِیُّ (5)،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للسَّعْدِیّ :

إِذَا مَا الْخَصِیفُ الْعَوْبَثَانِیُّ سَاءَنَا

تَرَکْنَاهُ و اخْتَرْنَا السَّدِیفَ الْمُسَرْهَدَا

قلتُ :و قد تَقَدَّم فی«ع ب ث»عن ابْنِ بَرِّیّ ،أنَّ البَیْتَ لِنَاشِرَهَ بنِ مَالِکٍ ،یَرُدُّ علَی المُخَبَّلِ السَّعْدِیِّ ،و کان المُخَبَّلُ قد عَیَّرَه باللَّبَنِ ،فرَاجِعْهُ .

و خَصِیفُ (6) بنُ عبدِ الرَّحمنِ الجَزَرِیُّ : مُحَدِّثٌ ، وَ سیأْتی ذِکْرُ ابنِ أَخِیهِ قریباً.

و مِن المَجَاز: الخَصَّافُ ، کَشَدَّادٍ:الکَذَّابُ ، کأَنَّهُ یَخْرِزُ القَوْلَ علَی القَوْلِ و یُنَمِّقُهُ .

و الخَصَّافُ : مَن یَخْصِفُ النِّعَالَ ، أی:یَخْرِزُهَا.

و أَبو بکر أَحمدُ بنُ عُمَرَ بنِ مُهَیْر (7)الخَصَّافُ شَیْخٌ شَرُوطِیٌّ (8)حَنَفیّ ، أَلَّفَ فی الشُّرُوطِ ،و الأَوْقَافِ ،و آدابِ الْقَضَاءِ،و الرِّضَاعِ ،و النَّفَقاتِ ،علَی مَذْهَبِ أَبی حَنِیفَهَ رَضِیَ اللّه عنه.

و خَصَافِ ، کَقَطَامِ :فَرَسٌ أُنْثَی کَانَتْ لِمَالِکِ بنِ عَمْرٍو الغَسّانِیِّ ، وَ کان فِیمَنْ شَهِدَ یَوْمَ حَلِیمَهَ فأَبْلَی بَلاءً حَسَنا، وَ جاءَتْ حَلِیمَهُ تُطَیِّبُ رِجَالَ أَبِیهَا مِن مِرْکَنٍ ،فلَمَّا دَنَتْ مِنْ هذا قَبَّلَهَا،فشَکَتْ ذاک إلی أَبِیهَا،فقَالَ :هو أَرْجَی رَجُلٍ عِنْدِی فَدَعِیهِ ،فإِمَّا أَنْ یُقْتَلَ ،و إِمَّا أَنْ یُبْلِیَ بَلاءً حَسَنًا، وَ یُسَمَّی فَارِسَ خَصافِ ،کذا فی العُبَابِ .

وَ رَوَی ابنُ الکَلْبِیِّ ،عن أَبِیهِ ،یُقَال:کان مالکُ بنُ عَمْرٍو هذا مِنْ أَجْبَنِ النَّاسِ ،قال:فَغَزَا یَوْماً،فأَقْبَلَ سَهْمٌ حتی وَقَعَ عندَ حَافِرِ فَرَسِهِ ،فَتَحَرَّکَ سَاعَهً ،فقَالَ :إنَّ لهذا السَّهْمِ

ص:172


1- (1) هذه روایه النهایه و [1]اللسان،و [2]روایه التهذیب:أن رجلاً توطّأ خصفهً علی رأس بئرٍ فطاح فیها.
2- (2) و فی التهذیب أیضا بدون هاء.
3- (3) فی الصحاح: [3]رُدِفت.
4- (4) بالأصل«أتأمت ریده»و المثبت عن الدیوان و التهذیب،و فی اللسان «ربده»و فی التهذیب:«لدی»بدل«لذی».
5- (5) کذا بالأصل و اللسان [4]هنا فی الشاهد،و جاءت فی الصحاح [5]فی الموضعین«العوثبانی»بتقدیم الثاء علی الباء.و البیت فی اللسان وَ [6]نسبه لناشره بن مالک یرد علی المخبّل.
6- (6) ضبطت بالقلم فی اللباب 450/1 بضمه فوق الخاء.
7- (7) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«فهر».
8- (8) کذا ضبطت فی القاموس،و جاء فی اللباب لابن الأثیر 193/2 [7]الشروطی بضم الشین و الراء...هذه النسبه إلی الشُرُوط و هی کتابه الوثائق بالدیون و المبیعات و غیر ذلک.

شَیْئاً یَنْجُثُهُ ،فاحْتَفَرَ (1)عنه،فإِذا هو قد وَقَعَ علَی نَفَقِ یَرْبُوعٍ فأَصَابَ رَأْسَهُ (2)،فتَحَرَّکَ الیَرْبُوعُ سَاعَهً ،ثُمَّ مَاتَ ،فقَالَ :

هذا فی جوْفِ جُحْرٍ،جاءَ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ ،و أَنا ظَاهِرٌ علَی فَرَسِی،

ما المَرْءُ فی شَیْ ءٍ و لا الیَرْبُوعُ

فذَهَبَ مَثَلاً،ثم شَدَّ علیهم،فکان بَعْدَ ذلک مِنْ أَشْجَعِ النَّاسِ .

قَوْلُه:یَنْجُثُه:أی:یُحَرِّکُهُ .

و منه:أَجْرَأُ مِن فَارِسِ خَصَافِ (3)و رَوَی ابنُ الأَعْرَابِیِّ أنَّ صَاحِبَ خَصَافِ کان یُلاقِی جندَ کِسْرَی فلا یَجْتَرِیءُ علیهم،و یَظُنُّ أَنَّهُمْ لا یَمُوتُونَ کما تَمُوتُ النَّاسُ ،فَرَمَی رَجُلاً منهم یَوْمًا بسَهْمٍ فَصَرَعَهُ ،فمات،فقَالَ :إنَّ هؤلاءِ یمُوتُونَ کما نَمُوتُ نحن،فَاجْتَرَأَ علیهم،فَکانَ مِن أَشْجَعِ النَّاسِ ،و أَنْشَدَ ابْنُ بَرِّیّ :

تَاللّهِ لَوْ أَلْقَی خَصَافِ عَشِیَّهً

لَکُنْتُ علَی الأَمْلاَکِ فَارِسَ أَسْأَمَا

و خِصَافٌ ، ککِتَابٍ :حِصَانٌ کان لِسُمَیْرِ بنِ رَبِیعَه الْباهِلیِّ ، کذا فی العُبَابِ ،و نَصُّ کتاب الخیْلِ لابنِ الکَلْبِیِّ ،سُفْیَان بن رَبِیعَهَ البَاهِلِیّ ،قال:و علیها قُتِل:

خَوَلاَ (4)المَرْزُبَانَ ،و سِیَاقُهُ یقتَضِی أَنَّهَا کانَتْ أُنْثَی، و کان یُقَالَ فِیهِ ، وَ فی العُبَابِ :له أَیْضاً: فَارِسُ خِصَافٍ (5)، أَجْرَأَ مِن فَارِسِ خِصَافٍ .

و خِصَافٌ أیضاً: حِصَانٌ آخَرُ، کان لِحَمَلِ بنِ زَیْدِ بنِ عَوْفِ بنِ عامرِ بنِ ذُهْلٍ ، مِن بنی بَکْرِ بنِ وَائِلٍ ، یُقال: کَانَ مَعَهُ هذا الفَرَسُ ،و طَلَبَهُ مِنْهُ الْمُنْذِرُ بنُ امْرِیءِ الْقَیْسِ لِیَفْتَحِلَهُ ،فَخَصَاهُ بَیْنَ یَدَیْهِ لِجُرْأَتِهِ ،فَسُمِّیَ خَاصِیَ خِصَافٍ ، وَ مِنْهُ «أَجْرَأُ مِن خَاصِی خِصَافٍ »،فأَمَّا ما ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیُّ علَی مِثَالِ قَطَامِ ،فهی کانت أُنْثَی،فکیفَ تُخْصَی ؟،و صِحَّهُ إِیرَادِ ذلِکَ المَثَلِ : «أَجْرَأُ مِنْ فَارِسِ خِصَافٍ » (6)نَبَّهَ علیه الصَّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ .

و عبدُ المَلِکَ بنُ خِصَافِ ابنِ أَخِی خَصِیفٍ الجَزَرِیّ :

مُحَدِّثٌ ، رَوَی عن هَبّارِ بنِ عَقِیلٍ ،و تقدَّمَ ذِکْرُه عَمِّه آنِفاً.

و سَمَاءٌ مَخْصُوفَهٌ :مَلْسَاءُ خَلْقَاءُ،أَو مَخْصُوفَهٌ : ذَاتٌ لَوْنَیْنِ فِیهَا سَوَادٌ و بَیَاضٌ ، کما فی العُبَابِ .

و الْخُصْفَهُ ،بِالضَّمِّ :الْخُرْزَهُ بالضَّمِّ أَیضاً.

و قال اللَّیْثُ : أَخْصَفَ فی عَدْوِهِ :أی أَسْرَعَ ، قال:و هو بالحَاءِ جَائِزٌ أَیضاً،قال الأَزْهَرِیُّ :و الصَّوابُ بالحاءِ المُهْمَلَهِ لا غَیْرُ،و قد ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ علَی الصَّوابِ .

و التَّخْصِیفُ :سُوءُ الْخُلُقِ ، وَ ضِیقُهُ ،یُقَال:رَجُلٌ مُخْصِفٌ .

و التَّخْصِیفُ أَیضاً: الاجْتِهَادُ فی التَّکَلُّفِ بِمَا لَیْس عِنْدَکَ .

وَ من المَجَازِ: خَصَّفَهُ الشَّیْبُ ، تَخْصِیفاً ، أی: اسْتَوَی هو أی بَیَاضُهُ و السَّوَادُ، وَ قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : خَصَّفَهُ الشَّیْبُ تَخْصِیفاً ،و خَوَّصَهُ تَخْوِیصاً،و نَقَّبَ فیه تَنْقِیباً،بمعنًی واحدٍ،و فی الأَساسِ : خَصَّفَ الشَّیْبُ لِمَّتَهُ :جَعَلَهَا خَصِیفاً :

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الخَصْفُ :الضَّمُّ و الجَمْعُ .

وَ المِخْصَفُ ،کمِنْبَرٍ:المِثْقَبُ و الإِشْفَی،قال أَبو کَبِیرٍ الهُذَلِیُّ یَصِفُ عُقَاباً:

حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی فِرَاشِ عَزِیزَهٍ

فَتْخَاءَ رَوْثَهُ أَنْفِهَا کَالْمِخْصَفِ (7)

وَ قد تقدَّمَ للمُصنِّف إِنْشَادُ هذا البیتِ فی«ف ر ش».

وَ من المَجَازِ قَوْلُه:فما زَالُوا یَخْصِفُون أَخْفَافَ المَطِیِّ بحَوَافِرِ الْخَیْلِ حتی لَحِقُوهم (8)،یعنی أنهم جَعَلُوا آثارَ

ص:173


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«فاجترف».
2- (2) عباره المیدانی مثل رقم 971:فإذا هو فی ظهر یربوع.
3- (3) فی المیدانی عن ابن درید:خضاف بالضاد المعجمه.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:خولا المرزبان،هکذا فی جمیع النسخ التی بأیدینا و راجع ابن الکلبی»و فی المطبوعه الکویتیه-نقلاً عن ابن الکلبی:قولا المرزبان.
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله فارس خصاف،هکذا فی النسخ».
6- (6) و انظر المستقصی للزمخشری 47/1 رقم 173. [2]
7- (7) دیوان الهذلیین 110/2 بروایه:«سوداء روثه»و فسر المخصف بأنه الذی تخصف به أخفاف الابل،کذا و أخفاف الإبل لا تخصف وَ الصواب:الأخفاف دون ذکر الإبل.
8- (8) الأساس:أدرکوهم.

حَوَافِرِ الخَیْلِ علَی آثارِ أَخْفَافِ الإِبِلِ ،فکأَنَّهُم طَارَقُوها بِهَا،أی: خَصَفُوها بِهَا،کما یُخْصَفُ النَّعْلُ .

وَ یُقَال: خَصَّفَ یُخَصِّفُ تَخْصِیفاً ،مِثْل اخْتَصَفَ ،و مِنْهُ قراءَهُ أَبی بُرَیْدَهَ ،و الزُّهْرِیِّ ،فی إِحْدَی الرِّوایَتَیْنِ : و طَفِقَا یُخَصِّفَانِ (1).

وَ منه

16- الحدیثُ : «إِذا دَخَلَ أَحَدُکُم الحَمَّامَ فعَلَیْهِ بالنَّشِیرِ، وَ لاَ یَخْصِفْ ». النَّشِیرُ:المِئْزَرُ،و لا یَخْصِفْ :أی لا یَضَعْ یَدَهُ علَی فَرْجِهِ .

وَ تَخَصَّفَهُ ،کذلک،و رَجُلٌ مِخْصَفٌ و خَصَّافٌ :صَانِعٌ لِذلک،عن السِّیرَافیِّ ،و جَبَلٌ خَصِیفٌ ،مِثْلُ أَخْصَفَ ،و کُلُّ لَوْنَیْنِ اجْتَمَعَا،فهو خَصِیفٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ .

وَ الخَصُوفُ مِن النِّسَاءِ:التی تَلِدُ فی التَّاسِعِ و لا تَدْخُلُ فی العاشرِ.

وَ الخَصَفُ ،مُحَرَّکَهً :لُغَهٌ فی الخَزَفِ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

وَ اخْتَصَفَتِ النَّاقَهُ :صارَتْ خَصُوفاً.

وَ الخُصَّافُ ،کرُمَّانٍ :حَصِیرٌ مِن خُوصٍ .

وَ من المَجَازِ: خَصَّفْتُ فُلانًا:أَربَیْتُ عَلَیه فی الشَّتْمِ .

خصلف

خَصْلَفَهُ النَّخْلِ :خِفَّهُ حَمْلِهِ ، وَ منه:نَخِیلٌ مُخَصْلَفٌ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و نَقَلَهُ الصَّاغانِیُّ عَنِ ابْن عَبَّادٍ، فی المُحِیطِ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ عن ابْنِ بَرِّیٍّ فی أَمالِیهِ ، وَ أَنْشَدَ لابْنِ مُقْبِلٍ :

کَقِنْوَانِ النَّخِیلِ الْمُخَصْلَفِ .

قال الصّاغَانِیُّ : و الصَّوَابُ بِالضَّادِ المُعْجَمَهِ ، وَ سیأتی قریباً.

خضف

خَضَفَ البَعِیرُ و غیرُه، یَخْضِفُ ، خَضْفاً ، وَ خُضَافاً ، کغُرَابٍ : ضَرِطَ نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و فی الصِّحاحِ :

خَضَفَ بها:إذا رَدَمَ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

إِنَّا وَجَدْنَا خَلَفاً بِئْسَ الْخَلَفْ

عَبْداً إِذَا مَا نَاءَ بِالْحِمْلِ خَضَفْ

وَ فی العُبَابِ :و یُرْوَی:«شَرَّ الخَلَفْ »،و بَعْدَهُ :

أَغْلَقَ عَنَّا بَابَهُ ثُمَّ حَلَفْ

لاَ یُدْخِلُ الْبَوَّابُ إِلاَّ مَنْ عَرَفْ

وَ رَوَی أَبو الهَیْثَمِ :

إنَّ عُبَیْداً خَلَفٌ مِنَ الْخَلَفْ (2)

وَ یُفْهَمُ مِن سِیاقِ الأَسَاسِ ،أنَّ أَصْلَ الخَضْفِ لِلْبَعِیرِ (3)، وَ اسْتِعْمَالُه فی الإِنْسَانِ مَجَازٌ.

و خَضَفَ الطَّعَامَ :أَکَلَهُ ، مِثْل فَضَخَ ،نَقَلَهُ العُزَیْزیُّ .

و فَارِسُ خَضَاف ،و هَمٌ لِلْجَوْهَرِیِّ ،و الصَّوَابُ بالصَّادِ، هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هذا الوَهَمُ لا أَصْلَ له،فإِنَّ الجَوْهَرِیَّ لم یَذْکُرْه فی هذا الحَرْفِ ،و إِنَّمَا الذی ذَکَرَه هنا هو ابنُ دُرَیْدٍ،فإِنَّهُ قال فی الجَمْهَرَهِ (4)،-بعدَ ما ذَکَرَ خضف -:و فَارِسُ خَضَافِ ،مِثْل حَذَامِ :أَحَدُ فُرْسَانِ العَرَبِ المشْهُورِینَ ،و له حدیثٌ ،و خَضَافِ :اسْمُ فَرَسِهِ ، هکذا ذَکَرَهُ فی هذا التَّرْکِیبِ ،و لم یذْکُرْها فی الصَّادِ المُهْمَلَهِ ،کما ذُکِرَ فی مَوْضِعِهِ ،فکأَنَّ المُصَنِّفَ تَوَهَّمَ أنَّ ابنَ دُرَیْدٍ هو الجَوْهَرِیُّ .

وَ نَقَلَ شیخُنَا عن المَیدَانِیِّ (5)،أنَّ المَثَلَ المذکورَ یُرْوَی بالمُهْمَلَهِ و المُعْجَمَهِ ،فلا معنی لِتَوْهِیمِ من رَوَاهُ بالمُعْجَمَهِ مع ثُبُوتِه عن الثِّقاتِ ،و کثیرًا ما یَتَصَدَّی المُصَنِّفُ لِرَدِّ النَّقْلِ الوَارِدِ الثَّابِتِ بِمُجَرَّدِ الرَّأْیِ و الحَدْسِ ،و هو غیرُ سَدِیدٍ، وَ عن طُرُقِ الصَّوَابِ بَعِیدٌ.

قلتُ :الذی صَرَّح به الصَّاغَانِیُّ فی تکْمِلَتِهِ ،أنَّ ابنَ دُرَیْدٍ لم یُوَافِقْه أَحَدٌ فیما قَالَهُ ،و الناسُ کلُّهم سِوَاهُ علَی الصَّادِ المُهْمَلَهِ ،کما ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ فی مَوْضِعِهِ علَی الصَّحَّهِ ،فما تقدَّم لشیْخِنا مِن التَّشْنِیعِ علَی المُصَنِّفِ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ .

و الْخَیْضَفُ ، وَ الخَضُوفُ ، کَهَیکَلٍ ،و صَبُورٍ:الضَّرُوطُ مِن الرِّجَالِ و النِّسَاءِ،و قال ابنُ بَرِّیّ : الخَیْضَفُ :فَیْعَلٌ مِن

ص:174


1- (1) سوره الأعراف الآیه 22. [1]
2- (2) فی التهذیب بروایه:بئس الخلق.
3- (3) بالأصل:«البعیر»و ما أثبت عن المطبوعه الکویتیه.و عباره الأساس: خضف الجملُ .و من المجاز:قولهم للرجل قد خضف بها.
4- (4) انظر الجمهره 229/2 و [2]التکمله عن ابن درید،و قد نبهنا فی«خصف» أن المیدانی نقل عن ابن درید خضاف بالضاد المعجمه.
5- (5) انظر مجمع المیدانی مثل رقم 971 ج 181/1.

الخَضْفِ ،و هو الرُّدَامُ ،قال جَرِیرٌ:

فَأَنْتُمْ بَنُو الْخَوَّارِ یُعْرَفُ ضَرْبُکُمْ

وَ أُمَّاتُکُمْ فُتْخُ الْقُذَامِ و خَیْضَفُ

و الْخَضَفُ ،مُحَرَّکَهً :صِغَارُ الْبِطِّیخِ ،أو کِبَارُهُ ، قَالَهُ ابنُ فَارِسٍ ،و قال اللَّیْثُ ،و أَبو حَنِیفَهَ :یکونُ قَعْسَرِیَّا رَطْباً ما دَامَ صَغِیرًا،ثم خَضَفاً أَکْبَرَ مِن ذلکَ ،ثم قُحًّا (1)،و الحَدَجُ یَجْمَعُهُ ،ثم بِطِّیخاً أو طِبِّیخاً،لُغَتانِ .

و الْأَخْضَفُ :الْحَیَّهُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و الْمُخْضِفَهُ :الْخَمْرُ، قال الأَزْهَرِیُّ :سُمِّیَتْ لأَنَّهَا تُزِیلُ الْعَقْلَ ،فیَضْرَطُ شارِبُهَا و هو لا یَعْقِلُ ،و به فُسِّر قَوْلُ الشاعرِ:

نَازَعْتُهُمْ أُمَّ لَیْلَی وَهْیَ مُخْضِفَهٌ

لَهَا حُمَیَّا بِهَا یُسْتَأْصَلُ الْعَرَبُ

وَ قیل:أُمُّ لَیْلَی هی الخَمْرُ،و المُخْضِفَهُ :هی الخَاثِرَهُ ، وَ العَرَبُ :وَجَعَ المَعِدَهِ ،و قد تَقَدَّم إِنْشَادُه أَیضاً فی «ن ز ع».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الخَضَفُ ،بالتَّحْرِیکِ ،لُغَهٌ فی الخَضْف ،بالفَتْحِ ،و هو الرُّدَامُ .

و امْرَأَهٌ خَضُوفٌ ،رَدُومٌ ،قال خُلَیْدٌ الیَشْکُرِیُّ :

فَتِلْکَ لاَ تُشْبِهُ أُخْرَی صِلْقَمَا

أَعْنِی خَضُوفاً بِالْفِنَاءِ دِلْقِمَا

وَ یُقَالُ للِأَمَهِ :یا خَضافِ ،و هی مَعْدُولَهٌ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، وَ لِلْمَسْبُوبِ :یا ابْنَ خَضَافِ ،کحَذامِ ،و یا خَضْفَهَ الجَمَلِ ، وَ منه قَوْلُ رَجلٍ لجَعْفَرٍ بنِ عبدِ الرحمنِ بن مِخْنَفٍ -و کانتِ الخَوَارِجُ قَتَلَتْه-:

تَرَکْتَ أَصْحابَنَا تَدْمَی نُحورُهُمُ

وَ جِئْتَ تَسْعَی إِلَیْنَا خَضْفَهَ الْجَمَلِ

أَرادَ:یا خَضْفَهَ الجَمَلِ .

وَ رَجُلٌ خَاضفٌ ،و مِخْضَفٌ ،کمِنْبَرٍ:ضَرَّاطٌ .

خضرف

الخَضْرَفَهُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ ، وَ ابنُ سِیدَه:هو هَرَمُ الْعَجُوز،و فُضُولُ جِلْدِهَا، وَ قال غیرُهما: الخَضْرَفَهُ :هی العَجُوزُ.

و قال ابن السِّکِّیتِ : الْخَنْضَرِفُ ، مِن النِّسَاءِ: الضَّخْمَهُ اللَّحِیمَهُ الْکَبِیرَهُ الثَّدْیَیْنِ ، وَ الطَّاءُ لُغَهٌ فیه،کما سیأْتِی،و قال غیرُه:امْرَأَهٌ خَنْضَرِفٌ :نَصَفٌ ،و هی مع ذلک تَشَبَّبُ .

حکَی ابنُ بَرِّیّ ،عن ابنِ خَالَوَیْهِ :مَرْأَهٌ خَنْضَرِفٌ ، وَ خَنْضَفِیرٌ:إذا کانتْ ضَخْمَهً ،لها خَوَاصِرُ و بُطُونٌ ، وَ غُضُونٌ ،و أَنْشَدَ:

خَنْضَرِفٌ مِثْلُ حُمَاءِ الْقُنَّهْ

لَیْسَتْ مِنَ البِیضِ و لاَ فی الْجَنَّهْ

خضلف

الْخِضْلاَفُ ،کَقِرْطَاسٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ قال أَبو حَنِیفَهَ :زَعَمَ بعضُ الرُّوَاهِ أَنَّهُ شَجَرُ الْمُقْلِ ، وَ هو الدَّوْمُ ،قال أُسَامَهُ الْهُذَلِیُّ یَصِفُ نَاقَهً :

تُتِرُّ بِرِجْلَیْهَا الْمُدِرَّ کَأَنَّهُ

بِمُشْرَفَهِ الْخِضْلاَفِ بَادٍ وُقُولُهَا

تُتِرُّه:تَدْفَعُه،و الوُقُولُ :جَمْعُ وَقْل،و هو نَوَی المُقْلِ .

و قال أَبو عَمرٍو: الْخَضْلَفَهُ :خِفَّهُ حَمْلِ النَّخْلِ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و صَوابُهُ :حَمْل النَّخِیلِ ،کما هو نَصُّ نَوَادِره (2)،و أَنْشَدَ:

إِذَا زُجِرَتْ أَلْوَتْ بِضَافٍ سَبِیبُهُ

أَثِیتٍ کَقِنوَانِ النَّخِیلِ الْمُخَضْلَفِ (3)

قال الأَزْهَرِیُّ :جَعَلَ قِلَّهَ حَمْلِ النَّخْلِ خَضْلَفَهً ،لأَنَّهُ شُبِّه بالمُقْلِ فی قِلَّهِ حَمْلِهِ .

خطرف

خَطْرَفَ هکذا فی هو فی سائِرِ النُّسَخِ بالسَّوَادِ، وَ لیس هو فی الصِّحَاحِ ،و کذا قال الصَّاغَانِی فی التَّکْمِلَه:

أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و المَوْجُودُ فی نُسَخِ الصِّحاحِ هو خظرف،بالظَّاءِ المُعْجَمَه،و قد اشْتَبَهَ علَی المُصَنِّفِ ذلک، أو هو مِن النُّسّاخِ ،و رأَیْتُ شیخَنَا رَحِمَهُ اللّه قد نَبَّهَ علَی ذلک،و عَلَّلَهُ بقَوْلِهِ :لِأَنَّه لو کان بالمُعْجَمَهِ لأَخَّرَهُ عن «خطف».

ص:175


1- (1) الأصل و اللسان و [1]التکمله،و فی التهذیب:فِجًّا.
2- (2) و فی التهذیب أیضاً النخیل.
3- (3) تقدم جزء منه فی خصلف منسوباً لابن مقبل.

قال ابنُ دُرَیْدٍ: خَطْرَفَ الرَّجُلُ : أَسْرَعَ فی مِشْیَتِهِ ، وَ خَطَرَ أَو خَطْرَفَ البَعِیرُ: جَعَلَ خَطْوَتَیْنِ خَطْوَهً فی وَسَاعَتِهِ ، کَتَخَطْرَفَ فِیهمَا، أی فی الإِسْرَاعِ ،و جَعْلِ الخَطْوَتَیْنِ خَطْوَهً ،و مِن الأَوَّلِ قَوْلُ العَجَّاجِ یَصِفُ ثَوْرًا:

و إِنْ تَلَقَّی غَدَرًا تَخَطْرَفَا

أی:تَوَسَّعَا.

و خَطْرَف فُلانًا بِالسَّیْفِ : إذا ضَرَبَهُ بِهِ ، عن ابنِ دُرَیْدٍ، و خَطْرَفَ جلْدُ الْمَرْأَهِ :اسْتَرْخَی، نَقَلَهُ اللَّیْثُ (1)،و یقال بالضَّادِ و بالظَّاءِ (2).

و الْخِطْرِیفُ ،کَقِنْدِیلٍ :السَّرِیعُ عن ابنِ عَبَّادِ.

و خُطْرُوفٌ ، کعُصْفُورٍ:السَّرِیعُ الْعَنَقِ ، هکذا نَصُّ المُحِیطِ ،و فی اللِّسَانِ :عَنَقٌ خُطْرُوفٌ (3):وَاسِعٌ .

و الخُطْرُوفُ أَیْضاً: الْجَمَلُ الْوَسَاعُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و الْمُتَخَطْرِفُ :الرَّجُلُ الْوَاسِعُ الْخُلُقِ (4)،الرَّحْبُ الذِّرَاعِ ، کما فی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الخُطْرُوفُ :المُسْتَدِیرُ.

وَ جَمَلٌ خُطْرُوفٌ : یُخَطْرِفُ خَطْوَهُ .

وَ قال اللَّیْثُ : الخَنْطَرِفُ :العَجُوزُ الفانِیَهُ ،و النُّونُ زَائِدَهٌ ، وَ الضَّادُ لُغَهٌ فیه،و قد تقدَّم،و تَخَطْرَفَ الشَّیْ ءَ:إذا جَاوَزَهُ وَ تَعَدَّاهُ .

خنظرف

الْخَنْطَرِفُ ، هکذا هو فی سائِرِ النُّسَخِ بالأَحْمَرِ،مع أَنَّهُ مَذْکُورٌ فی الصِّحاحِ علَی ما یَأْتی بَیانُه، ثم إنَّ النُّسَخَ کُلَّهَا بالظَّاءِ المُعْجَمَهِ ،و فی بَعْضِها بالمُهْمَلَهِ ، فعلَی الأَوَّلِ یَنْبَغِی ذِکْرُه بعدَ تَرْکِیبِ «خ ط ف»و علی الثانی فلا فائدهَ لإِفْرَادِهِ عن تَرْکِیبِ «خطرف»مع الحُکْمِ بزِیَادَهِ النُّونِ ،فتَأَمَّلْ ذلک،و هی: الْعَجُوزُ الْفَانِیَهُ ، کما قَالَهُ اللَّیْثُ ،و قال غیرُه:هی المُتَشَنِّجَهُ الجِلْدِ،المُسْتَرْخِیَهُ اللَّحْمِ ، و (5)الصَّوَابُ بِالْمُهْمَلَهِ ، وَ هذا یُؤَیِّدُ أَنَّهُ بالظَّاءِ المُعْجَمَهِ ، أو جَمِیعُ مَا فی الْمُهْمَلَهِ ،فَالْمُعْجَمَهُ لُغَهٌ فِیهِ .

قال الجَوْهَرِیُّ :خَظْرَفَ البَعِیرُ فی مِشْیَتِهِ :لُغَهٌ فی خَذْرَفَ ،إذا أَسْرَعَ و وَسَّعَ الخَطْوَ،بالظَّاءِ المُعْجَمَهِ ، وَ أَنْشَدَ:

و إِنْ تَلَقَّاهُ الدَّهَاسُ خَطْرَفَا

وَ أَما الخَنْظَرِفُ ،ففیه ثَلاثُ لُغَاتٍ :بالطَّاءِ،و بالظَّاءِ، وَ بالضَّادِ،و الطَّاءُ أَحْسَنُ ،و کذا خَظْرَفَ جِلْدُ العَجُوزِ،فیه ثَلاثُ لُغَاتٍ ،و الظَّاءُ أَکْثَرُ،و کذا جَمِیعُ مَا ذُکِرَ فی خَطْرَفَ ، فإِنَّ الظَّاءَ لُغَهٌ فیه،إِلاَّ خَطْرَفَهُ بالسَّیْفِ ،فإِنَّه بالطَّاءِ المُهْمَلَهِ لا غَیْرُ،صَرَّحَ به صاحبُ اللِّسَانِ ،و غیرُه.

خطف

خَطِفَ الشَّیْ ءَ،کَسَمِعَ ، یَخْطَفُه ، خَطْفاً ، وَ هی اللُّغَهُ الجَیِّدَهُ ،کما فی الصِّحاح،و فی التَّهْذِیبِ ، وَ هی القِرَاءَهُ الجَیِّدَهُ ، و فیه لُغَهٌ أُخْرَی حَکاهَا الْأَخْفَشُ ، وَ هی: خَطَفَ ، یَخْطِفُ ،مِنْ حَدِّ ضَرَبَ ،أو هذِهِ قَلِیلَهٌ (6)، أَو رَدِیئَهٌ لا تَکادُ تُعْرَفُ ،کما فی الصِّحاحِ -قال:و قد قَرَأَ بها یُونُسُ ،فی قَوْلِهِ تَعَالَی: یَخْطِفُ أَبْصَارَهُمْ (7).

قلتُ :و أَبو رَجاء،و یَحْیَی بنِ وَثَّابٍ ،کما فی العُبَابِ ، وَ مُجَاهِد کما فی شَرْحِ شَیْخِنا:

اسْتَلَبَهُ ، وَ قیل:أَخَذَهُ فی سُرْعَهٍ و اسْتِلابٍ ،و نَقَلَ شَیْخُنَا عن أَقَانِیمِ التَّعْلَیمِ للخُوَیِّیّ تِلْمیذِ الفَخْرِ الرَّازِیِّ ،أنَّ خَطِفَ ،کَفَرِحَ ،یَقْتَضِی التَّکْرارَ،و المَفْتُوحُ لا یَقْتَضِیهِ ، وَ قال شیخُنَا:و هو غَرِیبٌ لا یُعْرَفُ لغَیْرِهِ ،فتَأَمَّلْ .

و مِن المَجَازِ: خَطِفَ الْبَرْقُ الْبَصَرَ، وَ خَطَفَهُ : ذَهَبَ بِهِ ، وَ منه قَوْلُه تعالَی: یَکادُ الْبَرْقُ یَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ ، وَ کذا الشُّعَاعُ ،و السَّیْفُ ،و کلُّ جِرْمٍ صَقِیلٍ ،قال:

و الْهِنْدُوَانِیَّاتُ یَخْطَفْنَ الْبَصَرْ

و مِن المَجَازِ: خَطِفَ الشَّیْطَانُ السَّمْعَ :اسْتَرَقَهُ ، کاخْتَطَفَهُ ، قال سِیبَوَیْه: خَطَفَهُ ،و اخْتَطَفَهُ ،کما قالوا:نَزَعَهُ ، وَ انْتَزَعَهُ ،و منه قَوْلُهُ تَعالَی: إِلاّ مَنْ خَطِفَ اَلْخَطْفَهَ (8)و

16- فی

ص:176


1- (1) التهذیب و التکمله و لم یقیداه بالمرأه،فقد عمّا:و قد خطرف جلدها: استرخی.
2- (2) کذا و فی التهذیب:«بالطاء»و زید فیه:و الطاء أکثر و أحسن.
3- (3) فی اللسان:عنق خطریف.
4- (4) ضبطت بالقلم فی التکمله بفتح فسکون.
5- ((*)) بالقاموس:«أو»بدل:«و».
6- (5) فی الصحاح:« [1]قلیله ردیئه»بدون«أو».
7- (6) من الآیه 20 من سوره البقره. [2]
8- (7) سوره الصافات الآیه 10. [3]

حدیثِ الجِنِّ : « یَخْتَطِفُونَ السَّمْعَ ». أی:یَسْتَرِقُونَه وَ یَسْتَلِبُونَهُ .

و خَاطِفُ ظِلِّهِ :طَائِرٌ، قال ابْنُ سَلَمَهَ :یُقَال له:

الرَّفْرَافُ ، إِذا رَأَی ظِلَّهُ فی الْمَاءِ أَقْبَلَ إِلیه لِیَخْطَفَهُ ، کذا فی الصِّحاحِ ،زَادَ فی اللِّسَانِ :یَحْبِسُهُ صَیْداً،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للکُمَیْتِ [بن زید]:

وَ رَیْطَهِ فِتْیَانٍ کَخَاطِفِ ظِلِّهِ

جَعَلْتُ لَهُمْ مِنْهَا خِبَاءً مُمَدَّدَا

و الْخَاطِفُ :الذِّئْبُ ، لاِسْتِلاَبِهِ الفَرِیسَهَ .

و

14- فی الحدیثِ : «نَهَیَ رسُولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم عن« الخَطْفَه ».

وَ هی فی الأَصْلِ للِمَرَّهِ الوَاحِدَهِ ،ثم سُمِّیَ بها الْعُضْو الذی یَخْتَطِفُهُ السَّبُعُ ،أو یَقْتَطِعُهُ (1)الْإِنْسَانُ مِن أَعْضَاءِ الْبَهِیمَهِ الْحَیَّهِ و هی مَیْتَهً ،فإِنَّ کُلَّ ما أُبِینَ مِن الحَیَوانِ -و هو حَیٌّ - مِن لَحْمٍ أو شَحْمٍ فهو لا یَحِلُّ أَکْلُهُ ،و کذا ما اخْتَطَفَ الذِّئْبُ مِن أَعْطَاءِ الشاهِ و هی حَیَّهٌ ،مِنْ یَدٍ أو رِجْلٍ ،أَو اخْتَطَفَهُ الکلبُ (2)مِن أَعْضَاءِ حَیَوَانِ الصَّیْدِ،مِن لَحْمٍ أَو غیرِه،و الصَّیْدُ حَیٌّ ،و أَصْلُ هذا

14- أَنَّهُ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم حِینَ قَدِمَ المَدِینَهَ ، رأَی النَّاسَ یَجُبُّونَ أَسْنِمَهَ الْإبِلِ ،و أَلْیَاتِ الغَنَمِ ،فیَأْکُلُونَهَا.

و خَطَفَی ، کجَمَزَی:لَقَبُ حُذَیْفَهَ ،جَدِّ جَرِیرٍ الشَّاعِرِ، وَ هو جَرِیرُ بنُ عَطِیَّهَ بنِ حُذَیْفَهَ بنِ بَدْرِ بنِ سَلَمَهَ بنِ عَوْفِ بنِ کُلَیْبِ بنِ یَرْبُوعِ بنِ حَنْظَلَهَ بنِ مَالِکِ بن زَیْدِ مَنَاهَ بنِ تَمِیمٍ ، لُقِّبَ بقَوْلِهِ :

و عَنَقًا بَعْدَ الرَّسِیمِ خَطَفَی (3)

وَ فی الصِّحاحِ :لَقَبُ عَوْفٍ ،و هو جَدُّ جَرِیرِ بنِ عَطِیَّهَ بنِ عَوْفٍ الشَّاعِرِ،سُمِّی بذلک لِقَوْلِهِ :

و عَنَقًا بَعْدَ الْکَلاَلِ خَطَفَی (4)

انتهی،و الصَّوابُ ما ذَکَرْنَاهُ ،کما نَبَّهَ عَلَیه الصَّاغَانِیُّ ، وَ حَکَاهُ ابنُ بَرِّیٍّ عن أَبی عُبَیْدَهَ ،و قَبْلَهُ :

یَرْفَعْنَ بِاللَّیْلِ إذا مَا أَسْدَفَا

أَعْنَاقَ جِنَّانٍ و هَامًا رُجَّفَا

وَ عَنَقًا..

إلی آخِرِه.

وَ یُرْوَی:« خَیْطَفَی »کما فی الصِّحاحِ ،و فی النَّقائِضِ :

خَیْطَفَی ،أی:سَرِیعاً.

و الخَطَفَی : السُّرْعَهُ فی الْمَشْیِ ، کأَنَّه یَخْتَطِفُ فی مِشْیَتِهِ عُنَقَهُ ،أی یَجْتَذِبُهُ ، کالْخَیْطَفَی ، وَ به فُسِّرَ قَوْلُ حُذَیْفَهَ السَّابِقُ ،و قال الفَرَزْدَقُ :

هَوَی الْخَطَفَی لَمَّا اخْتَطَفْتُ دِماغَهُ

کَمَا اخْتَطَفَ الْبَازِی الْخَشَاشَ المُقَارِعُ (5)

و هو جَمَلٌ خَیْطَفٌ ،کَهَیْکَلٍ : سَرِیعُ الْمَرِّ.

و قد خَطِفَ ،کسَمِعَ ،و ضَرَبَ ، یَخْطَفُ ،و یَخْطِفُ ، خَطَفانًا ، هکذا هو بالتَّحْرِیکِ فی سَائِرِ النُّسَخِ ،و صَوَابُه:

خَطْفاً ،بالفَتْحِ ،کما هو نَصُّ اللِّسَانِ .

و الْخَاطُوفُ :شِبْهُ الْمِنْجَلِ یُشَدُّ بِحِبَالَهِ الصَّیْدِ، کذا فی العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ :فی حِبَالَهِ الصَّائِدِ، فیُخْتَطَفُ بِه الظَّبْیُ .

و

16- فی الحدِیثِ : «صَفْحَهٌ فیها خَطِیفَهٌ و مِلْبَنَهٌ ». الْخَطِیفَهُ ، دَقِیقٌ یُذَرُّ عَلَیه اللَّبَنُ ،ثم یُطْبَخُ ،فیُلْعَقُ ،و یُخْتَطَفُ بِالْمَلاَعِقِ ، وَ قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو الحَبُولاءُ (6)،و قال الأَزْهَرِیُّ : الخَطِیفَهُ عندَ العَرَبِ أَن تُؤْخَذَ لُبَیْنَهٌ فتُسْخَّنَ ،ثم یُذَرَّ علیها دَقِیقَهٌ ،ثم تُطْبَخَ ،فیَلْعَقَهَا النَّاسُ ،و یخْتَطِفُونَهَا فی سُرْعَهٍ .

و الخُطَّافُ ، کَرُمَّانٍ :طَائِرٌ أَسْوَدُ، قال ابنُ سِیدَه:و هو العُصْفُورُ الذی تَدْعُوهُ (7)العَامَّهُ :عُصْفُورَ الجَنَّهِ ،و الجَمْعُ :

الخَطَاطِیفُ .

وَ

17- فی حدیثِ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِیَ اللّه عنه: «لأَنْ أَکُونَ نَفَضْتُ یَدَیَّ مِنْ قُبُورِ بَنِیَّ ،أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ یَقَعَ مِنِّی (8)

ص:177


1- (1) عن القاموس و بالأصل«یقتطفه».
2- (2) الأصل و اللسان،و [1]فی التهذیب:الکلبُ الضاری.
3- (3) اللسان و التهذیب بروایه:«خیطفا»و فی التهذیب:«باقی الرسیم»و فی التکمله:«خطفی»و یروی«خیطفی».
4- (4) الصحاح: [2]خیطفی.
5- (5) بالأصل:«الحشاش الفازع»و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله: الفازع،لعله المفازع أو نحوه»و المثبت عن الدیوان 420/1 و فسر بهامشه الخشاش من الطیر:الذی لا یصید.
6- (6) فی الصحاح:الجبولاء بالجیم،و فی اللسان« [3]جبل»:الجبولاء: العصیده و هی التی تقول لها العامه:الکبولاء.
7- (7) عن اللسان و [4]بالأصل«یدعونه».
8- (8) عن النهایه و بالأصل«من».

بَیْضُ الخُطَّافِ فَیَنْکَسِرَ». قال ابنُ الأَثِیرِ:قال ذلک شَفَقَهً وَ رَحْمَهً .

و الخُطَّافُ أَیضاً: حَدِیدَهٌ حَجْنَاءُ، تکونُ فی جَانِبَیِ الْبَکْرَهِ ،فیها الْمِحْوَرُ، تُعْقَلُ بها البَکْرَهُ مِن جَانِبِهَا، أَو کُلُّ حَدِیدَهٍ حَجْنَاءَ: خَطَّافٌ ،و الجَمْعُ : خَطَاطِیفُ .و قال الأَصْمَعِیُّ : الخُطَّافُ :هو الذی یَجْرِی فی البَکْرَهِ إذا کان مِن حَدِیدٍ،فإِذا کان مِن خَشَبٍ فهو القَعْوُ،و قال النَّابِغَهُ [الذبیانی]:

خَطَاطِیفُ حُجْنٌ فی حِبَالٍ مَتِینَهٍ

تُمَدُّ بِهَا أَیْدٍ إِلَیْکَ نَوَازِعُ

و الخُطَّافُ : فَرَسٌ کان لرجُلٍ یُقَال:له مَاعز،فَرَّ یَوْمَ القِنْع مِن بنی شَیْبَانَ ،قال مَطَرُ بنُ شَرِیکٍ الشَّیْبَانِیُّ :

أَفْلَتَنَا یَعْدُو به سَابِحٌ

یُلْهِبُ إِلْهابَ ضِرامِ الحَرِیقْ

وَ مَر خُطَّافٌ علَی مَاعِزٍ

وَ القوْمُ فی عِثْیَرِ نَقْعٍ و ضِیقْ

و الخَطَّافُ ، کَشَدَّادٍ:فَرَسٌ آخَرُ، وَ هی لعَمْرِو بنِ الحُمَامِ السُّلَمِیِّ ،قال فیه زِیادُ بنُ هُرَیْرٍ التَّغْلَبِیُّ :

تَرَکْنَا فَارِسَ الخَطَّافِ یَزْقُو

صَدَاهُ بَیْنَ أَثْنَاءِ الفُرَاتِ

تَوَلَّتْ عَنْهُ خَیْلُ بَنِی سُلَیْمٍ

وَ قد زَافَ الکُمَاهُ إلی الکُمَاهِ

و مِن المَجَازِ: رَجُلٌ أَخْطَفُ الْحَشَا،و مَخْطُوفُهُ : أی ضَامِرُهُ ، قال سَاعِدَهُ الهُذَلِیُّ یَصِفُ وَعْلاً:

مُوَکَّلٌ بِشُدُوفِ الصَّوْمِ یَنْظُرُهَا

مِنَ الْمَغَارِبِ مَخْطُوفُ الْحَشازَرِمُ (1)

الشُّدُوفُ :الشُّخُوصُ ،و الصَّوْمُ :شَجَرٌ.

و جَمَلٌ مَخْطُوفٌ :وُسِمَ سِمَهَ خُطَّافِ الْبَکَرَهِ ، و اسْمُ تلک السِّمَهِ : خُطَّافٌ ،أَیضاً،کما فی اللِّسَانِ . و قال اللَّیْثُ :بَعِیرٌ مُخْطَفُ الْبَطْنِ ، و کذا:حِمَارٌ مُخْطَفُ البَطْنِ ،أی: مُنْطَوِیهِ ، قال ذُو الرُّمَّهِ :

أو مُخْطَفُ الْبَطْنِ لاَحَتْهُ نَحَائِصُهُ

بَالْقُنَّتَیْنِ کِلاَ لِیتَیْهِ مَکْدُومُ

و خَطَافِ ، کَقَطَامِ :هَضْبَهٌ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ،و یُقَال:

جَبَلٌ ،کما فی التَّکْمِلَهِ .

و خَطَافِ :اسْمُ : کَلْبَه مِن کلابِ الصَّیْدِ،و کذا کَسَابِ .

و یُقَال: مَا مِن مَرَضٍ إِلاَّ و له خُطْفٌ (2)،بالضَّمِّ :أی یُبْرَأُ منه.

و قال أَبو صَفْوَانَ :یُقَال: اخْتَطَفَتْهُ کذا فی الأَسَاسِ (3)، وَ فی العُبَابِ : أَخْطَفَتْهُ الْحُمَّی، و هو نَصُّ اللِّحْیَانِیِّ ،عن أَبی صَفْوَانَ ،أی: أَقْلَعَتْ عَنْهُ ، وَ أَنْشَدَ:

وَ مَا الدَّهْرُ إِلاَّ صَرْفُ یَوْمٍ و لَیْلَهٍ

فَمُخْطِفَهٌ تُنْمِی و مُقْعِصَهٌ تُصْمِی

و أَخْطَفَ الرَّمِیَّهَ :أَخْطَأَهَا، وَ أَنْشَدَ الْجَوْهَرِیُّ للشَّاعِر، وَ هو القُطَامِیُّ (4):

و انْقَضَّ قد فَاتَ الْعُیُونَ الطُّرَّفَا

إِذَا أَصَابَ صَیْدَهُ أَوْ أَخْطَفَا

وَ قال ابن بُزُرْجَ : خَطَفْتُ الشَّیْ ءَ:أَخَذْتُه،و أَخْطَفْتُه :

أَخْطَأْتُه،و أَنْشَدَ لِلْهُذَلِیِّ :

تَنَاوَلُ أَطْرَافَ الْقِرَانِ و عَیْنُهَا

کَعَیْنِ الْحُبَارَی أَخْطَفَتْهَا الأَجَادِلُ (5)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

مَرَّ یَخْطِفُ خَطْفاً مُنْکَرًا:أی مَرَّ مَرٍّا سَرِیعاً.

وَ تَخَطَّفَه ،و منه قَوْلُه تَعالَی: وَ یُتَخَطَّفُ النّاسُ مِنْ

ص:178


1- (1) دیوان الهذلیین 194/1 و قبله: من فوقه شعف قرّ و أسفله جیّ تنطق بالظیان و العتمِ فالبیت من قصیده مجروره القافیه،ففی البیت الشاهد إقواء لتغیر حرکه الروی من الجر إلی الرفع.
2- (2) فی الأساس:خَطْفَه أی خفّه.
3- (3) فی الأساس:و اختطفت عنه الحمی.
4- (4) فی اللسان: [1]العُمانی.
5- (5) البیت لأبی ذؤیب و روایته فی شرح أشعار الهذلیین 160/1 و روایته فیه: توقّی بأطراف القرانِ و طرفُها کطرفِ الحُباری أخطأتها الاجادلُ وَ البیت من قصیده مکسوره القافیه،و فیه إِقواء لأَنه تغیر فیه حرکه الروی إلی الرفع.

حَوْلِهِمْ (1)و قَرَأَ الحَسَنُ : إلاَّ مَنْ خَطَّفَ الْخَطْفَهَ (2)، بالتَّشْدِیدِ،و أَصْلُهُ اخْتَطَفَ ،أُدْغِمَتِ التَّاءُ فی الطَّاءِ، وَ أُلْقِیَتْ حَرَکَتُهَا علَی الخاءِ،فسَقَطَتِ الأَلِفُ ،و قُرِیءَ:

خِطِفَ بکَسْرِ الخاءِ و الطاءِ،علَی إتْبَاعِ کَسْرَهِ الخاءِ کَسْرَهَ الطَّاءِ،و هو ضعیفٌ جِدًّا.

قلتُ :و هی أَیضاً رِوَایَهٌ عن الحَسَنِ ،و قَتادَهَ ،و الأَعْرَجِ ، وَ ابنِ جُبَیْرٍ.

قال الصَّاغَانِیُّ :و فیه وَجْهانِ :أَحدهُما:أَن یکونُوا کَسَرُوا الخاءَ لاِنْکِسَارِ الطَّاءِ،لِلمُطابَقَهِ و اتِّفاقِ الحَرَکَتَیْنِ ،و الثانِی:

أَنْ یُرِیدُوا: اخْتَطَفَ ،فیُسْتَثْقَلُ اجْتِمَاعُ التَّاءِ و الطاءِ،مُبَیَّنَهً وَ مُدْغَمَهً ،فتُحْذَفُ التَّاءُ،ثم یُکْرَه الالْتِباسُ فی قَوْلِهِمْ :

« اخْطِفْ »بالأَمْرِ،إذا قال: اخْطِفْ هذا یا رَجُلُ ،فتُحْذَفُ الأَلِفُ ،لأَنَّها لیستْ مِن نَفْسِ الکلمهِ ،و تُتْرَکُ الکَسْرَهُ التی کانتْ فیها فی الخاءِ،لأَنَّه لا یُبْتَدَأُ بسَاکِنٍ ،ثم تَتْبَعُ الطَّاءُ کَسْرَهِ الخَاءِ.

وَ رُوِیَ [عن] (3)الحَسَنِ أَنَّهُ قَرَأَ: یَخِطِّفُ أَبْصَارَهُمْ (4)، بکَسْرِ الخاءِ و تَشْدِیدِ الطاءِ مع الکَسْرِ،و قَرَأَهَا: یَخَطِّفُ بفَتْحِ الخاءِ و کَسْرِ الطاءِ و تَشْدِیدِها،فمَن قَرَأَ یَخَطِّفُ فالأَصْلُ یَخْتَطِفُ ،و مَن کَسَرَ الخاءَ فلِسُکونِهَا و سُکُونِ الطاءِ،و هذا قَوْلُ البَصْرِیِّینَ ،و قد نَازَعَهم الفَرَّاءُ فی ذلک، وَ رَدَّ عَلَیه الزَّجّاجُ (5)،و قَوَّی قَوْلَ البَصْرِیِّینَ بما هو مَذْکُورٌ فی تَفْسِیرِهِ .

وَ الخَطْفَهُ :المَرَّهُ الوَاحِدهُ .

وَ الرَّضْعَهُ القَلِیلَهُ ،یأَخُذُهَا الصَّبِیُّ مِن الثَّدْیِ بسُرْعَهٍ .

وَ الخَطِیفَهُ ،کسَفِینَهٍ :الاخْتِلاسُ .و سَیْفٌ مِخْطَفٌ : یَخْطِفُ البَصَرَ بلَمْعِهِ ،و هو مَجَازٌ،قال:

و نَاطَ بالدَّفِّ حُسَاماً مِخْطَفَا

وَ الخَاطِفُ :البَرْقُ یَأْخُذُ بالأَبْصَارِ.

وَ الخَطَّافُ ،کشَدَّادٍ:الشَّیْطانُ ،و به فُسِّرَ

1- حدیثُ علیٍّ :

«نَفَقَتُکَ رِیاءٌ و سُمْعَهٌ لِلْخَطَّافِ ». و قیل:هو کرُمَّانٍ ،علَی أَنه جَمْعُ خَاطِفٍ ،أو تَشْبِیهاً بالخُطَّاف ،لِکَلُّوبِ الحَدِیدِ.

وَ الخَیْطَفُ ،کحَیْدَرٍ:سُرْعَهُ انْجِذَابِ السَّیْرِ،و یُقَال:عَنَقٌ خَیْطَفٌ .

وَ مَخَالِیبُ السِّباعِ : خَطاطِیفُها ،و هو مَجَازٌ،و قد نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

وَ خَطَاطِیفُ الأَسَدِ:بَرَاثِنُهُ ،شُبِّهَتْ بالحَدِیدِ لِحُجْنَتِهَا، وَ أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لأَبی زُبَیْدٍ الطَّائِیِّ :

إِذَا عَلِقَتْ قِرْنًا خَطاطِیفُ کَفَّهِ

رَأی الْمَوْتَ رَأْی الْعَیْنِ أُسْوَدَ أَحْمَرَا (6)

وَ الخُطَّافُ :کرُمَّانٍ :الرَّجُلُ اللِّصُّ الفَاسِقُ ،قال أَبو النَّجْمِ :

و اسْتَصْبَحُوا کُلَّ عَمٍ أُمِّیِّ

مِنْ کُلِّ خُطَّافٍ و أَعْرَابِیِّ

وَ أَمَّا قَوْلُ تلک المَرْأَهِ لجَرِیرٍ:یا ابْنَ خُطَّافٍ ،فإِنَّمَا قَالَتْهُ له هَازِئَهً به.

وَ الخُطُفُ ،بالضَّمِّ ،و بضَمَّتَیْنِ :الضُّمْرُ،و خِفَّهُ لَحْمِ الجَنْبِ .

وَ إِخْطَافُ الْحَشَی:انْطِوَاؤُهُ .

وَ فَرَسٌ مُخْطَفُ الْحَشَی:إذا کانَ لاحِقَ ما خَلْفَ المَحْزِمِ مِنْ بَطْنِهِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

وَ رَجُلٌ مُخْطَفٌ ،و مَخْطُوفٌ ،و أَخْطَفَ الرَّجُلُ :مَرِضَ یَسِیرًا،ثُمَّ بَرَأَ سَرِیعاً.

وَ قالَ أبو الخَطَّابِ : خَطِفَتِ السَّفِینَهُ ،و خَطَفَتْ :أی سَارَتْ ،یُقَال: خَطِفَت الیومَ مِن عُمَانَ ،أی سَارَتْ .

ص:179


1- (1) سوره العنکبوت الآیه 67. [1]
2- (2) سوره الصافات الآیه 10. [2]
3- (3) زیاده عن اللسان. [3]
4- (4) سوره البقره الآیه 20. [4]
5- (5) قال الفراء:الکسر لالتقاء الساکنین ههنا خطأ،و إنه یلزم من قال هذا أن یقول فی«یَعَضُّ »«یَعِضُّ »و فی«یَمُدُّ»«یَمِدُّ». قال الزجاج:هذه العله غیر لازمه لأنه لو کسر«یَعَضُّ و یمُدُّ»لالتبس ما أصله«یَفْعَلُ و یفعُلُ »بما أصله«یَفْعِلُ ». قال:و یختطف لیس أصله غیر هذا،و لا یکون مره علی یَفْتعِلُ و مره علی یَفْتَعَلُ فکسر لالتقاء الساکنین فی موضع غیر ملتبسٍ ،نقله فی التهذیب و اللسان. [5]
6- (6) قال رأی العین،توکیداً لأن الموت لا یری بالعین لمّا قال أسود أحمرا.

و یُقَال: أَخْطَفَ لی مِن حَدِیثِهِ شَیْئاً ثُمَّ سَکَتَ ،و هو الرَّجُلُ یَأْخُذُ فی الحَدِیثِ ،ثُمَّ یَبْدُو له،فیَقْطَعُ حَدِیثَهُ ،و هو الإخْطَافُ .

وَ الخَیَاطِفُ :المَهَاوِی،واحدُهَا: خَیْطَفٌ ،قال الفَرَزْدَقُ :

وَ قد رُمْتَ أَمْرًا یا مُعَاوِیَ دُونَهُ

خَیَاطِفُ عِلَّوْزٍ صِعَابٌ مَرَاتِبُهْ

وَ الخُطُفُ ،و الخُطَّفُ جمِیعاً،مِثْلُ الجُنونِ ،قال أُسَامَهُ الهُذَلِیُّ :

فَجَاءَ و قد أَوْجَتْ (1)مِن الْمَوْتِ نَفْسُهُ

بِهِ خُطُفٌ قد حَذَّرَتْهُ المَقَاعِدُ

وَ یُرْوَی:« خُطَّفٌ »فإِمَّا أَن یکونَ جَمعاً کضُرَّبٍ ،أَو مُفْرَداً.

وَ الإخْطَافُ فی الخَیْلِ :عَیْبٌ ،و هو ضِدُّ الانْتِفَاخِ ،و قال أَبو الهَیْثَمِ : الإخْطَافُ فی الخَیْلِ :صِغَرُ الجَوْفِ (2)، وَ أَنْشَدَ:

لا دَنَنٌ فیه و لاَ إخْطَافُ

وَ أَخْطَفَ السَّهْمُ :اسْتَوَی.

وَ سِهَامٌ خَوَاطِفُ :خَوَاطِیءُ،قال:

تَعَرَّضْنَ مَرْمَی الصَّیْدِ ثُمَّ رَمَیْنَنَا

مِنَ النَّبْلِ لاَ بِالطَّائِشَاتِ الْخَوَاطِفِ

وَ هو علَی إِرَادَهِ المُخْطِفَاتِ .

وَ یُقَال:هذا سَیْفٌ یَخْطِفُ الرَّأْسَ ،و هو مَجَازٌ.

وَ الحَکَمُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ خُطَّافٍ ،کَرُمّانٍ ،أَبو سَلَمَهَ ،عن الزُّهْرِیِّ ،مُتَّهَمٌ .

وَ کشَدَّادٍ:غَالِبُ بنُ خَطَّافٍ القَطَّانُ ،عن الحَسَنِ .

خفف

الْخُفُّ ،بالضَّمِّ :مَجْمَعُ فِرْسِنِ الْبَعِیرِ، وَ النَّاقَهِ ،تَقولُ العَرَبُ :هذا خُفُّ البعِیرِ،و هذه فِرْسِنُهُ ،و قال الجَوْهَرِیُّ : الخُفُّ :وَاحِدُ أَخْفَافِ البَعِیرِ،و هو للبَعِیرِکالحَافِرِ لِلفَرَسِ ، و فی المُحْکَمِ :و قد یَکُونُ الخُفُّ للنَّعَام، سَوَّوْا بَیْنَهُمَا للتَّشَابُهِ ،قال: أَو الْخُفُّ لا یَکُونُ إِلاَّ لَهُمَا،ج: أَخْفَافٌ .

و الخُفُّ أَیضاً: وَاحِدُ الخِفَافِ التی تُلْبَسُ فی الرِّجْلِ ، وَ یُجْمَعُ أَیضاً علی أَخْفَافٍ ،کما فی اللِّسَانِ .

و تَخَفَّفَ الرَّجُلُ إِیّاهُ : لَبِسَهُ (3).

و الخُفُّ مِن الْأَرْضِ :الغَلِیظَهُ ، وَ فی الصِّحاحِ ، وَ العُبَابِ :أَغْلَظُ مِن النَّعْلِ ،و فی الأَسَاسِ :أَطْوَلُ مِن النَّعْلِ ،و هو مَجَازٌ.

و مِن المَجَازِ: الخُفُّ مِن الإِنْسَانِ :ما أَصَابَ الْأَرْضَ مِن بَاطِنِ قَدَمِهِ ، کما فی المُحْکَمِ ،و الخُلاَصهِ .

و الخُفُّ : الْجَمَلُ الْمُسِنُّ ، و قیل:الضَّخْمُ ،قال الرَّاجِزُ:

سَأَلْتُ عَمْرًا بَعْدَ بَکْرٍ خُفَّا

و الدَّلْوُ قد تُسْمَعُ کَیْ تَخِفَّا

وَ قد تقدَّم إنْشَادُه فی«س م ع»و الجَمْعُ : أَخْفَافٌ ،و به فَسَّرَ الأَصْمَعِیُّ

16- الحدیث: «نَهَی عَنْ حَمْیِ الأَرَاکِ إِلاَّ ما لم یَنَلْهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ ». قال:أی ما قَرُبَ مِن المَرْعَی لا یُحْمَی،بَلْ یُتْرَکُ لِمَسَانِّ الإِبِلِ ،و ما فی مَعْنَاهَا مِن الضِّعافِ التی لا تقْوَی عَلی الإمْعَانَ فی طَلَبِ المَرْعَی.

وَ قال غیرُه:مَعْنَاهُ أی ما لم تَبْلُغْهُ أَفْوَاهُهَا بمَشْیِهَا إِلَیْهِ .

و قَوْلُهُم:«رَجَعَ بخُفَّیْ حُنَیْنٍ ».قال أَبو عُبَیْدٍ:أصْلُهُ سَاوَمَ أَعْرَابِیٌّ حُنَیْنًا الْإِسْکَافَ ، و کان مِن أَهْلِ الحِیرَهِ بِخُفَّیْنِ حتی أَغْضَبَهُ ، فأَرَادَ غَیْظَ الأَعْرَابِیِّ ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ الْأَعْرَابِیُّ أَخَذَ حُنَیْنٌ أَحَدَ خُفَّیْهِ ،فَطَرَحَهُ فی الطَّرِیقٍ ،ثُمَّ أَلْقَی الْآخَرَ فی مَوْضِعٍ آخَرَ،فَلَمَّا مَرَّ الْأَعْرَابِیُّ بِأَحَدِهِمَا قالَ :مَا أَشْبَهَ هذا بِخُفِّ حُنَیْنٍ ،و لَوْ کَانَ مَعَهُ الْآخَرُ لأَخَذْتُهُ ،و مَضَی، فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی الْآخَرِ نَدِمَ علَی تَرْکِهِ الْأَوَّلَ ،و قد کَمَنَ لَهُ حُنَیْنٌ ،فَلَمَّا مَضَی الْأَعْرَابِیُّ فی طَلَبِ الْأَوَّلِ عَمَدَ حُنَیْنٌ إِلَی رَاحِلَتِهِ و مَا عَلَیْهَا فَذَهَبَ بِهَا،و أَقْبَلَ الْأَعْرَابِیُّ و لَیْسَ مَعَهُ إِلاَّ خُفَّانِ ،فَقِیلَ ، أی قال له قَوْمُهُ : مَاذَا جِئْتَ بِهِ مِن سَفَرِکَ ؟، فَقَالَ :جِئْتُکُمْ بِخُفَّیْ حُنَیْنٍ ،فَذَهَبَ ، وَ فی العُبَابِ :فذَهَبَتْ مَثَلاً،یُضْرَبُ عندَ الْیَأْسِ مِن الْحَاجَهِ ،و الرُّجُوعِ بالْخَیْبَهِ .

ص:180


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«و قد أوحت».
2- (2) الذی فی التهذیب عن أبی الهیثم:الإخطاف شر عیوب الخیل،و هو صغر الجوف.
3- (3) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:لَبِسَها.

و قال ابْنُ السِّکِّیتِ :حُنَیْنٌ رَجُلٌ شَدِیدٌ،ادَّعَی إِلَی أَسَدِ بن هاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ ،فَأَتَی عبدَ المُطَّلِبِ و عَلَیْه خُفَّانِ أَحْمَرَانِ ،فقَالَ َ:یا عَمِّ ،أَنا ابنُ أَسدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ ،فَقَالَ عبدُ المُطَّلِبِ :لاَ و ثِیَابِ أَبِی هَاشِمٍ ،مَا أَعْرِفُ شَمَائِلَ هَاشِمٍ فِیکَ ،فَارْجِعْ ،فَرَجَع،فَقِیلَ :رَجَعَ حُنَیْنٌ بِخُفَّیْهِ . هکذا أَوْرَدَ الوَجْهَیْنِ الصَّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ، وَ الزَّمَخْشَرِیُّ فی المُسْتَقْصَی،و المَیْدَانِیُّ فی مَجْمَعِ الأَمْثَال،و شُرَّاحُ المَقَامَاتِ ،و اقْتَصَرَ غَالِبُهم علَی ما قَالَهُ أَبو عُبَیْدٍ.

و الْخِفُّ ،بالْکَسْرِ: الْخَفِیفُ ، یقال:شَیْ ءٌ خِفٌّ :أی خَفِیفٌ ،و کُلُّ شَیْ ءٍ خَفَّ مَحْملُهُ فهو خِفٌّ ،و قال امْرُؤُ القَیْسِ :

یَزِلُّ الْغُلاَمُ الْخِفُّ عَنْ صَهَوَاتِهِ

وَ یُلْوِی بِأَثْوَابِ الْعَنِیفِ الْمُثَقَّلِ (1)

و الخِفُّ : الجَمَاعَهُ الْقَلِیلَهُ ، یُقَال:خَرَجَ فُلانٌ فی خِفٍّ مِن أَصْحابِهِ ،أی فی جَمَاعَهٍ قَلِیلَهٍ .

و الخُفَافُ ، کَغُرَابٍ : الْخَفِیفُ ، کطُوَالٍ و طَوِیلٍ ،قال أَبو النَّجْمِ :

و قد جَعَلْنَا فی وَضِینِ الأَحْیُلِ

جَوْزَ خُفَافٍ قَلْبُهُ مُثَقَّلِ (2)

أی:قَلْبُهُ خَفِیفٌ ،و بَدَنُه ثَقِیلٌ .

وَ قیل: الخَفِیفُ فی الجِسْمِ ،و الخُفَافُ فی التَّوَقُّدِ وَ الذَّکَاءِ،و جَمْعُهما خِفَافٌ ،و منه قَوْلُه عَزَّ و جَلَّ اِنْفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالاً (3).قال الزَّجَّاجُ :أی مُوسِرینَ أو مُعْسِرِین، وَ قیل: خَفَّتْ علیکم الحَرَکَهُ أو ثَقُلَتْ ،و قیل:رُکْبَانًا و مُشَاهً ، وَ قیل:شُبَّانًا و شُیُوخاً.

و قد خَفَّ ، یَخِفُّ ، خَفًا ،و خِفَّهً ،بِکَسْرِهَا،و تُفْتَحُ ، وَ علی الثَّانِیَهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ ، و تَخَوُّفاً،و هذا مِن غَیْرِ لَفْظِهِ ،و مَوْضِعُهُ فی خ و ف، کما سیأْتی:أی صار خَفِیفاً ، یکونُ فی الجِسْمِ ،و العَقْلِ ،و العَمَلِ ،و فی الآخَرَینمَجَازٌ،فهو خِفٌّ ،و خَفِیفٌ ،و خُفافٌ ،و منه قَوْلُ عَطاءٍ:

« خِفُّوا علَی الأَرْضِ »قال أَبو عُبَیْدٍ:أی فی السُّجُودِ، وَ یُرْوَی بالجِیمِ أَیضا.

و خُفَافُ بنُ نُدْبَهَ ، وَ هی أُمُّهُ ،و أَبوه عُمَیْرُ بنُ الحارِثِ بنِ عمرِو بنِ الشَّرِیدِ السُّلَمِیُّ (4):أَحَدُ فُرْسَانِ قَیْسٍ و شُعَرَائِها، وَ قد شَهِدَ الفَتْحَ ،و تقدَّم ذِکْرُه أَیضاً فی«ن د ب»و فی «غ ر ب».

و خُفافُ ابنُ أَیْمَاءَ (5).

و خُفَافُ بنُ نَضْلَهَ الثَّقَفیُّ ،له وِفَادَهٌ ،رَوَی عنه ذَابِلُ بنُ طُفَیْلٍ ، صَحَابِیُّونَ ، رَضِیَ اللّه عَنهم.

و خَفّانُ ،کَعَفّانِ : مَوْضِعٌ ،و هو مَأْسَدَهٌ ، کما فی الصِّحاحِ ،و فی اللِّسَانِ :مَوْضِعٌ أَشِبُ الغِیَاضِ ،کثیرُ الأَسْدِ،و فی العُبَابِ : قُرْبَ الْکُوفَهِ ، وَ فی الأَسَاسِ :أَجَمَهٌ فی سَوَادِ الکُوفَهِ ،و منه قَوْلُهم:کأَنَّهُمْ لُیُوثُ خَفَّانَ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ قَوْلَ الشاعرِ:

شَرَنْبَثُ أَطْرَافِ الْبَنَانِ ضُبَارِمٌ

هَصُورٌ لَهُ فی غِیلِ خَفَّانَ أَشْبُلُ

و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

تَحِنُّ إِلَی الدَّهْنَا بِخَفَّانَ نَاقَتِی

وَ أَیْنَ الهَوَی مِنْ صَوْتِهَا المُتَرَنِّمِ

وَ أَنْشَدَ غیرُهُ للْأَعْشَی:

وَ مَا مُخْدِرٌ وَرْدٌ عَلَیْهِ مَهَابَهٌ

أَبو أَشْبُلٍ أَضْحَی بِخَفَّانَ حَارِدَا

و من المَجَازِ: خَفَّتِ الْأُتُنُ لِعَیْرِهَا: إذا أَطَاعَتْهُ ، وَ منه قَوْلُ الرَّاعِی:

نَفَی بِالْعِرَاکِ حَوَالِیَّهَا

فَخَفَّتْ لَهُ خُذُفٌ ضُمَّرُ (6)

وَ قد تَقَدَّمَ فی«خ ذ ف».

ص:181


1- (1) دیوانه،و یروی:یُطیر الغلامَ الخفَّ »و یروی:«یَطیر الغلامُ الخفُّ ».
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و قد جعلنا،هکذا بالأصل»و فی المطبوعه الکویتیه:الأحبل بالباء الموحده.
3- (3) سوره التوبه الآیه 41. [1]
4- (4) انظر المؤتلف و المختلف للآمدی ص 108 و أسد الغابه.و [2]نص علی ضبط ندبه بالفتح و الضم.
5- (5) نص فی الإصابه علی ضبط الهمزه بالکسر.
6- (6) تقدم فی خذف،انظر ما لاحظناه هناک.

و فی الأَساسِ : خَفَّتِ الأُنْثَی (1)للفَحْلِ :ذَلَّتْ له، وَ انْقَادَتْ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: خَفَّتِ الضَّبُعُ ، تَخِفُّ ، خَفًّا ،بِالفَتْحِ ، إِذا صَاحَتْ ، هکذا فی نَصِّ الجَمْهَرَهِ (2)،و ذِکْرُ الفَتْحِ فی کَلامِ المُصَنَّفِ مُسْتَدْرَکٌ .

و مِن المَجَازِ: خَفَّ الْقَوْمُ عن وَطَنِهِم، خُفُوفاً : ارْتَحَلُوا مُسْرِعِینَ ، وَ قیل:ارْتَحَلُوا عنه،فلم یَخُصُّوا السُّرْعَهَ ،قال الْأَعْشَی (3):

خَفَّ الْقَطِینُ فَرَاحُوا مِنْکَ أو بَکَرُوا

وَ أَزعَجَتْهُمْ نَوًی فی صَرْفِهَا غِیرَهُ

وَ قیل: خَفُّوا خُفُوفاً :إِذَا قَلُّوا،و خَفَّتْ زَحْمَتُهم.

و الخَفُّوفُ ، کَتَنُّورٍ:الضَّبُعُ عن ابنِ عَبَّادٍ.

و الخَفِیفُ ، کَأَمِیرٍ:مَا کَانَ مِن الْعَرُوضِ مَبْنِیًّا علی فَاعِلاَتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و صَوَابُه:

مُسْتَفْعِلُنْ ، فاعِلاَتُنْ ، کما هو نَصُّ العُبابِ ،و التَّکْمِلَهِ (4)سِتَّ مَرَّاتٍ ، سُمِّیَ بذلک لِخِفَّتِهِ .

و امْرَأَهٌ خَفْخَافَهُ الصَّوْتِ ،أی: کَأَنَّ صَوْتَهَا یَخْرُجُ مِن مَنْخِرَیْهَا.

و الْخُفْخُوفُ ،بِالْضَمَّ :طَائِرٌ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،عن أَبی الخَطَّابِ الأَخفَشِ ،قال ابنُ سِیدَه:و لا أَدْرِی ما صِحَّتُهُ ، وَ قال المُفَضَّلُ :هو الذی یُصَفِّقُ بِجَنَاحَیْهِ إِذا طَارَ،و یُقَال له:المِیسَاقُ .

و ضِبْعَانٌ خَفَاخِفٌ :کَثِیرُو الصَّوْتِ ، هکذا فی سَائِرِ النُّسَخِ ،بفَتْح خاءِ خَفاخِف ،و کَثِیرُو،علَی طَرِیقِ جَمْعِ السَّلامهِ ،و هو غَلَطٌ مِن النُّسّاخِ ،و الصَّوابُ : خُفَاخِفُ ، کعُلاَبِطٍ ،و کَثِیرُ الصَّوتِ ،بالإفْرَادِ،و ضِبْعَانٌ ،بالکَسْرِ للذَّکَرِ،کما هو نَصُّ العُبَابِ ،و اللِّسَانِ ،و قد نَبَّه عَلَیه شَیْخُنا أَیضاً.

و مِن المَجَازِ: أَخَفَّ الرَّجُلُ :إذا خَفَّتْ حَالُهُ ، کما فیالصِّحاحِ زَادَ غیرُه:و رَقَّتْ ،و کان قَلِیلَ الثَّقَلِ فی سَفَرِهِ أَو حَضَرِه،فهو مُخِفٌّ ،و خَفِیفٌ ،و خِفٌّ ،و منه

16- الحدیثُ : «نَجَا الْمُخِفُّونَ ». أی:مِن أَسْبَابِ الدُّنیَا و عُلَقِهَا،و

17- عن مالِکِ بنِ دِینَارٍ: أَنَّهُ وَقَعَ الحَرِیقُ فی دَارٍ کان فیها،فاشْتَغَلَ الناسُ بنَقْلِ الأَمْتِعَهِ ،و أَخَذَ مَالِکٌ عَصاهُ و جِرَابَهُ ،و وَثَبَ فجَاوَزَ الحَرِیقَ ،و قال:«فَازَ المُخِفُّونَ و رَبِّ الکَعْبَهِ ». و یُقَال:أَقْبَلَ فُلانٌ مُخِفًّا .

و أَخَفَّ الْقَوْمُ :صَارَتْ لَهُمْ دَوَابٌّ خِفَافٌ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن أَبِی زَیْدٍ.

و أَخَفَّ فُلانًا: إذا أَغْضَبَهُ ،و أَزَالَ حِلْمَهُ ،و حَمَلَهُ علَی الْخِفَّهِ و الطَّیْشِ ،و بَیْنَ حِلْمِه و حَمَلَهُ جِنَاسُ القَلْبِ ،و منه

17- قَوْلُ عبدِ الملکِ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ :لا تَغْتَابَنَّ عِندِی الرَّعَیَّهَ فإِنَّهُ لا یُخِفُّنِی .

و التَّخْفِیفُ :ضِدُّ التَّثْقِیلِ ، و منه قَولُه تعالَی: ذلِکَ تَخْفِیفٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ رَحْمَهٌ (5).

وَ منه

16- الحدیثُ : «کان إذا بَعَثَ الخُرَّاصَ ،قال: خَفِّفُوا الخَرْصَ ،فإِنَّ فی الْمَالِ الْعَرِیَّهَ و الْوَصِیَّهَ ». أی:لا تَسْتَقْصُوا علیهم فیه،فإِنَّهم یُطْعِمُون منها،و یُوصُون.

وَ

17- فی حدیثِ عَطَا: ءٍ:« خَفِّفُوا علی الْأَرْضِ »و یُرْوَی:

خِفُّوا . و قد تقدَّم قَرِیباً،أی:لا تُرْسِلُوا أَنْفُسَکُم فی السُّجُودِ إِرْسَالاً ثَقِیلاً،فیُؤَثِّرَ فی جِبَاهِکُمْ .

و الْخَفْخَفَهُ :صَوْتُ الضِّبَاعِ ، قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ (6)،و قد خَفْخَفَ الضَّبُعُ ، و قیل: الخفْخَفَهُ :صَوْتُ الْکِلاَبِ عِنْدَ الْأَکْلِ ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ، و قال ابنُ الْأَعْرَابِیِّ : الخَفْخَفَهُ :

صَوْتُ تَحْرِیکِ الْقَمِیصِ الْجَدِیدِ -زَادَ غیرُه:أَو الفَرْوِ الجَدِیدِ-إِذا لُبِسَ .

و اسْتَخَفَّهُ :ضِدُّ اسْتَثْقَلَهُ ، أی:رَآهُ خَفِیفاً ،و منه قَوْلُه تعالَی: تَسْتَخِفُّونَها یَوْمَ ظَعْنِکُمْ (7)أی یَخِفُّ علیْکُم حَمْلُها،و منه قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِیِّین: اسْتَخَفَّ الهَمْزَهَ الأُوْلَی فَخَفَّفَها ،أی:لم تَثْقُلْ عَلَیه فخَفَّفَها لذلک.

و اسْتَخَفَّ فُلانًا عَن رَأیِهِ : إذا حَمَلَهُ علَی الْجَهْلِ ،

ص:182


1- (1) الأساس:الأَثُن.
2- (2) الجمهره 86/1.
3- (3) کذا بالأصل،و فی التهذیب:قال لبید،و کلاهما خطأ،فالبیت للأخطل و هو البیت الأول من قصیده رقم 9 فی شرح دیوانه.
4- (4) فی التکمله:فاعلاتن مستفعلن.
5- (5) سوره البقره الآیه 178. [1]
6- (6) الجمهره 86/1.
7- (7) سوره النحل الآیه 80. [2]

و الْخِفَّهِ ،و أَزَالَهُ عَمَّا کَانَ عَلَیْهِ مِن الصَّوَابِ ، وَ کذلک:

اسْتَفَزَّه عن رَأْیِهِ ،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ .

وَ أَمَّا قولُه تعالَی: وَ لا یَسْتَخِفَّنَّکَ الَّذِینَ لا یُوقِنُونَ (1)فقَالَ الزَّجَّاجُ :مَعْنَاهُ :لا یَسْتَفِزَّنَّکَ ،و لا یَسْتَجْهِلَنَّکَ ،و منه:

فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ (2)،أی:حَمَلَهُمْ علَی الخِفَّهِ وَ الجَهْلِ .

و التَّخَافُّ :ضِدُّ التَّثَاقُلِ ، و منه

17- حدیثُ مُجَاهدٍ: و قد سأَلَهُ حَبِیبُ بنُ أَبی ثابِتٍ :«إِنی أَخَافُ أَن یُؤَثِّرَ السُّجُودُ فی جَبْهَتِی،فقَالَ :إِذَا سَجَدْتَ فَتَخَافَّ ». أی:ضَعْ جَبْهَتَکَ علَی الأَرْضِ وَضْعاً خَفِیفاً ،قال أَبو عُبَیْدٍ:و بعضُ الناسِ یقولون:فَتَجَافَ ،بالجِیمِ ،و المَحْفُوظُ عندی بالخَاءِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

خَفَّ المَطَرُ:نَقَصَ ،قال الجَعْدِیُّ :

فَتَمَطَّی زَمْخَرِیٌّ وَارِمٌ

مِن رَبِیعٍ کُلَّمَا خَفَّ هَطَلْ (3)

وَ اسْتَخَفَّ فُلانٌ بَحَقِّی:إذا اسْتَهان به،و کذا: اسْتَخَفَّهُ الجَزَعُ و الطَّرَبُ : خَفَّ لهما فاسْتَطار،و لم یَثْبُتْ ،و هو مَجَازٌ.

وَ اسْتَخَفَّهُ :طَلَبَ خِفَّتَهُ .

وَ اسْتَخَفهُ :اسْتَجْهَلَهُ ،فحَمَلَهُ علی اتِّبَاعِهِ فی غَیِّهِ .

وَ تَخَفَّفَ منه:طَلَبَ منه الخِفَّهَ .

وَ خَفَّ فُلانٌ لِفُلانٍ :إذا أَطَاعَهُ و انْقَادَ له.

وَ خَفَّ فی عَمَلِهِ ،و خِدْمَتِه کذلک،و هو مَجازٌ،و منه:

غُلامٌ خِفٌّ :أی جَلْدٌ،و قد ذُکِرَ شاهِدُه (4).

وَ خَفَّ فُلانٌ علَی المَلِکِ :قَبِلَهُ ،و أَنِسَ به.

وَ النُّونُ الخَفِیفَهُ :خِلاَفُ الثَّقِیلَهِ ،و یُکْنَی بذلک عن التَّنْوِینِ أَیضاً،و یُقَال:الْخَفِیَّهُ .و رَجُلٌ خَفِیفٌ ذاتِ الْیَدِ:أی:فَقِیرٌ (5)،و یُجْمَعُ الخَفِیفُ علَی أَخْفَافٍ ،و خِفَافٍ ،و أَخِفَّاءَ ،و بکُلِّ ذلک

16- رُوِیَ الحدیثُ : «خَرَجَ شُبَّانُ أَصحابِهِ و أَخْفَافُهُم حُسَّرًا».

وَ خَفَّ المِیزَانُ :شَالَ .

وَ خِفَّهُ الرَّجُلِ :طَیْشُه.

وَ الخُفُوفُ ،بالضَّمِّ :سُرْعَهُ السَّیْرِ من المَنْزِلِ ،و منه

17- حدیثُ ابنِ عُمَرَ: «قد کان مِنِّی خُفُوفٌ ». أی:عَجَلَهٌ ، وَ سُرْعَهُ سَیْرٍ.

وَ نَعَامَهٌ خَفَّانَهٌ :سَریعَهٌ ،قَالَهُ اللَّیْثُ ،و نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسانِ ،و المُحِیطِ ،قال الصَّاغَانِیُّ :و هو تَصْحِیفٌ ،صَوَابُه بالحَاءِ المُهْمَلَهِ (6).

وَ هو خَفِیفُ العَارِضَیْنِ .

وَ خَفِیفُ الرُّوحِ :ظَرِیفٌ .

وَ خَفِیفُ القَلْبِ :ذَکِیٌّ .

وَ یُقَال:مَا لَهُ خُفٌّ ،و لا حَافِرٌ،و لا ظِلْفٌ ،و کذا

16- الحدِیثُ : «لاَ سَبْقَ إِلاَّ فی خُفٍّ ،أو حَافِرٍ،أَوْ نَصْلٍ ».

وَ کُلُّ ذلک مَجازٌ بحَذْفِ المُضَافِ .

وَ یُقَال:جَاءَتِ الإِبِلُ علَی خُفٍّ واحدٍ:إذا تَبِعَ بَعْضُها بَعضاً،کأَنَّهَا قِطَارٌ،کلُّ بَعِیرٍ رأْسُه علی ذَنَبِ صاحِبِه- مَقْطُورَهً کانتْ أو غیرَ مَقْطُورهٍ ،کذا فی اللِّسَانِ ،و الأَسَاسِ ، وَ هو مَجَازٌ.

و أَخَفَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ :ذکَر قَبیِحَه،و عابَهُ .

وَ الخَفْخَفَهُ :صَوْتُ الحُبَارَی،و الخِنْزِیرِ،قال الجَوْهَرِیُّ :

وَ لا تکونُ الخَفْخَفَهُ إِلاَّ بَعْدَ الجَفْجَفَهِ .

وَ الخَفْخَفَهُ أَیضاً:صَوْتُ القِرْطَاسِ إذا حَرَّکْتَه و قَلَبْتَه.

وَ الخَفَّانُ :الکِبْرِیتُ ،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

وَ المُبَارَکُ بنُ کاملٍ الخَفَّافُ :مُحَدِّثٌ .

وَ أَبو عَبْدِ اللّه محمدُ بنُ الخَفِیفِ الشِّیرَازِیُّ ،شیخُ الشُّیوخِ ،مَشْهُورٌ.

ص:183


1- (1) سوره الروم الآیه 60. [1]
2- (2) سوره الزخرف الآیه 54. [2]
3- (3) الأصل و اللسان [3]هنا،و فیه فی ماده زمخر بروایه: فتعالی زمخریّ وارم مالت الأعراق منه و اکتهل.
4- (4) یعنی قول امریء القیس و تقدم أثناء الماده«یزلّ الغلامُ الخفُّ ... الخ».
5- (5) فی اللسان:أی فقیرًا قلیل المال و الحظ من الدنیا.
6- (6) اکتفی فی التکمله علی إیراد قول اللیث،و لم یعلق عَلَیه.

و کزُبَیْرٍ: الخُفَیْفُ بنُ مَسْعُودِ بنِ جَارِیهَ (1)بنِ مَعْقِلٍ ،أَحَدُ فُرْسَانِ الجاهلیَّهِ ،و هو أبو الأُقَیْشِرِ،الذی تقدَّم ذِکْرُه فی «ق ش ر».

وَ بنو خُفَافٍ ،کغُرَابٍ :بَطْنٌ مِن بَنِی سُلَیْمٍ ،منهم الضَّحَّاکُ بنُ شَیْبَانَ الخُفافیُّ ،ذَکَرَه الرُّشَاطِیُّ .

وَ بالفَتْحِ و التَّثْقِیلِ :أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عِمْرَانَ (2)الخَفَّافیُّ الإسْتِرَابَاذِیُّ ،عن نَصْرِ بنِ الفَتْحِ السَّمَرْقَنْدِیِّ ، ذکَره ابنُ السَّمْعَانِیِّ .

وَ الخُفُّ ،بالضَّمِّ :لَقَبُ خَلَفِ بنِ عمرِو بنِ یَزِیدَ بنِ خَلَف،مَوْلَی بَنِی رُمَیْلَهَ ،من تُجِیبَ ،قالَهُ ابنُ یُونُسَ ،و ابْنُه عبدُ الوَهَّابِ ،المُحَدِّثُ بدَمِیرَهَ (3)بعدَ سنهِ سبعین و مائتین، تقدَّم ذِکْرُه.

خلف

خَلْفُ ، کما فی المُحکَمِ ،و الصِّحاحِ ، وَ العُبَابِ ، أَو الْخَلْفُ بالَّلامِ ،کما هو نَصُّ اللَّیْثِ : نَقِیضُ قُدّامَ ، مُؤَنَّثَهً ،تکونَ اسْماً و ظَرْفاً.

و الخَلْفُ : الْقَرْنُ بَعْدَ الْقَرْنِ ،و منه قولُهُم: هؤلاءِ خَلْفُ سُوْءٍ لِناسٍ لاَحِقِینَ بنَاسٍ أَکْثَرَ منهم،قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ أَنْشَدَ لِلَبِیدٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُ :

ذَهَبَ الَّذِینَ یُعَاشُ فی أَکْنَافِهِمْ

وَ بَقِیتُ فی خَلْفٍ کَجِلْدِ الأَجْرَبِ (4)

وَ قال اللِّحْیَانِیُّ :بَقِینَا فی خَلْفِ سَوْءٍ:أی بَقِیَّهِ سَوْءٍ، وَ بذلک فُسِّرَ قَوْلُه تعالَی: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ (5)، أی:بَقِیَّهٌ .

و قال ابنُ السِّکِّیتِ : الخَلْفُ : الرَّدِیءُ مِن الْقَوْلِ ، وَ یُقَالُ فی مَثَلٍ : «سَکَتَ أَلْفاً،و نَطَقَ خَلْفاً » أی:سَکَتَ عن أَلْفِ کَلِمَهٍ ،ثم تَکلَّم بخَطَإٍ،قال:و حَدَّثَنِی ابنُ الأَعْرَابِیِّ ، قال:کان أَعْرَابِیٌّ مَعَ قَوْمٍ »فحَبَقَ حَبْقَهً ،فتَشَوَّرَ،فأَشَارَ بإِبْهَامِه نَحْوَ اسْتِهِ ،و قال:إِنَّهَا خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً (6)،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ . و الخَلْفُ : الاسْتِقَاءُ، قال الحُطَیْئَهُ :

لِزُغْبٍ کَأَوْلادِ الْقَطَاراثِ خَلْفُهَا

علَی عَاجِزَاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَوَاصِلُهْ (7)

قال الجَوْهَرِیُّ :یَعْنِی رَاثَ مُخْلِفُها ،فوضَعَ المَصْدَرَ مَوْضِعَهُ .

و الخَلْفُ : حَدُّ الْفَأْسِ ،أَوْ رَأْسُهُ ، هکذا فی النُّسَخِ ، وَ صَوَابُه:أَو رَأْسُهَا،کما هو نَصُّ المُحْکَمِ ،لأَنَّ الفَأْسَ مُؤَنَّثَهٌ .

و مِن المَجَازِ: الخَلْفُ مِن الناسِ : مَنْ لا خَیْرَ فِیهِ ، یُقَال:جاءَ خَلْفٌ مِن الناسِ ،و مَضَی خَلْفٌ مِن الناسِ ، وَ جاءَ خَلْفٌ لا خَیْرَ فیه،قَالَهُ أَبو الدُّقَیْشِ ،و نَصُّ ابنُ بَرِّیّ :

وَ یُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِما لا خَیْرَ فیه.

و الخَلْفُ : الَّذِینَ ذَهَبُوا مِن الْحَیِّ یَسْتَقُونَ ،و خَلَّفُوا أَثْقَالَهُم،کذا فی التَّهْذِیبِ ، و مَن حَضَرَ مِنْهُمْ ،ضِدٌّ،و هُمْ خُلُوفٌ ، أی:حُضُورٌ و غُیَّبٌ ،و منه

14- الحدیثُ : «أنَّ الیَهُودَ قالتْ :لقد عَلِمْنَا أنَّ محمداً لم یَتْرُکْ أَهْلَهُ خُلُوفاً ». أی:لم یَتْرُکْهم سُدًی،لاَ رَاعِیَ لَهُنَّ ،و لا حَامِیَ ،یُقَال:حَیٌّ خُلُوفٌ :إذا غابَ الرِّجَالُ ،و أَقامَ النِّسَاءُ،و یُطْلَقُ علی المُقِیمِینَ و الظَّاعِنِینَ ،قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و ابنُ الأَثِیرِ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لأَبِی زُبَیْدٍ:

أَصْبَحَ الْبَیْتُ بَیْتَ آلِ بَیَانٍ

مُقْشَعِرًّا و الْحَیُّ حیٌّ خُلُوفُ

أی:لم یَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ.

قال ابنُ بَرِّیّ ،و الصَّاغَانیُّ :صَوَابُه«آلِ إِیَاسٍ »و هو الرِّوَایَهُ ؛لأَنَّه یَرْثِی فَرْوَهَ بنَ إِیاسِ بنِ قَبِیصَهَ .

و الخَلْفُ : الْفَأْسُ الْعَظِیمَهُ ،أَو هی التی بِرَأْسٍ وَاحِدٍ، نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه (8)،و فی الصِّحاح:فَأْسٌ ذاتُ خَلْفَیْنِ ،أی:

لها رَأْسانِ .

و الخَلْفُ أَیضاً: رَأْسُ المُوسَی، وَ المِنْقَارُ الذی یُقْطَعُ (9)به الخَشَبُ .

ص:184


1- (1) فی التبصیر ص 534 و اللباب لابن الأثیر«الخفیفی»:حارثه.
2- (2) فی اللباب لابن الأثیر:أحمد بن عمران.
3- (3) بالأصل«بدمره»و المثبت عن معجم البلدان«دمیره».
4- (4) دیوانه ط بیروت ص 34 و فسر مصححه الخلف بالبقیه.
5- (5) سوره الأعراف الآیه 169. [1]
6- (6) عنی بالخلف هنا الضرط .
7- (7) دیوانه ص 239 و یروی خلقها بالقاف.
8- (8) الذی نقله صاحب اللسان [2]عن ابن سیده:الخلف:الفأس العظیمه. وَ فی التهذیب:الخلف:حد الفأس.
9- (9) فی اللسان« [3]یُنقرُ».

و الخَلْفُ : النَّسْلُ .

و الخَلْفُ أَقْصَرُ أَضْلاعِ الْجَنْبِ و یُقَال له:ضِلَعُ الخَلْفِ ،و هو أَقْصَی الأَضْلاعِ و أَرَقُّهَا،و تُکْسَرُ الخَاءُ.

ج أی:جَمْعُ الکُلِّ : خُلُوفٌ بالضَّمِّ .

و الخَلْفُ : الْمِرْبَدُ،أو الذی وَرَاءَ الْبَیْتِ ، وَ هو مَحْبِسُ الإِبِلِ ،یُقَالَ :وَرَاءَ بَیْتِکَ خَلْفٌ جَیِّدٌ،قال الشاعرُ:

وَ جِیئَا مِنَ الْبَابِ الْمُجَافِ تَوَاتُرًا

وَ لا تَقْعُدُا بِالْخَلْفِ فَالْخَلْفُ وَاسِعُ

و الخَلْفُ : الظَّهْرُ بِعَیْنِه،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و منه

16- الحدیثُ : «لَوْ لاَ حِدْثانُ قَوْمِکِ بِالْکُفْرِ بَنَیْتُهَا علَی أَسَاسِ إِبْرَاهِیمَ ،و جَعَلْتُ لَهَا خَلْفَیْنِ ،فإِنَّ قُرَیْشاً اسْتَقْصَرَتْ مِن بِنَائِها» (1). کأَنَّه أَرادَ أَن یَجْعَلَ لها بَابَیْنِ ،و الجِهَهُ التی تُقَابِلُ البابَ مِن البَیْتِ ظَهْرُه،و إذا کانَ لها بَابَانِ صارَ لَهَا ظَهْرَانِ .

و الخَلْفُ : الخَلَقُ مِن الْوِطَابِ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و لَبِثَ خَلْفَهُ أی: بَعْدَهُ ، وَ به قرِیءَ قَوْلُه تعالَی: و إذاً لاَ یَلْبَثُونَ خَلْفَکَ إِلاَّ قَلِیلا (2)،أی:بَعْدَکَ ،و هی قراءَهُ أَبی جَعْفَرٍ،و نَافِعٍ ،و ابنِ کَثِیرٍ،و أَبی عمرٍو،و أبی بکرٍ، وَ البَاقُونَ : خِلافَکَ ،و قَرَأَ وَرْشٌ بالوَجْهَیْنِ .

و الخِلْفُ بالْکَسْرِ: الْمُخْتَلِفُ ، کالْخِلْفَهِ ، قال الکِسَائِیُّ :

یُقَال لِکُلِّ شَیْئَیْنِ اخْتَلَفَا :هما خِلْفَانِ ،و خِلْفَتَان ،قال:

دَلْوَایَ خِلْفَانِ و سَاقِیَاهُمَا

أی إِحْدَاهُمَا مُصْعِدَهٌ (3)،و الأُخْرَی فَارِغَهٌ مُنْحَدِرَهٌ ،أَو إِحْدَاهُمَا جَدِیدٌ،و الأُخْرَی خَلَقٌ .

و الخِلْفُ أَیضاً: اللَّجُوجُ مِن الرِّجَالِ ،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و قال أَبو عُبَیْدٍ: الخِلْفُ : الاسْمُ مِن الإخْلافِ ،و هو الاسْتِقَاء (4)، کالْخِلْفَهِ .

و الخَالِفُ :المُسْتَقِی. و الخِلْفُ : مَا أَنْبَتَ الصَّیْفُ مِن الْعُشْبِ ، کالخِلْفَهِ ،کما سیأْتِی.

و الخِلْفُ : مَا وَلِیَ الْبَطْنَ مِن صِغَارِ الأَضْلاَعِ ، وَ هی قُصَیْراهَا و قال الجَوْهَرِیُّ : الخِلْفٌ :أَقْصَرُ أَضْلاعِ الجَنْبِ ، وَ الجَمْعُ : خُلُوفٌ ،و منه قَوْلُ طَرَفَهَ :

وَ طَیُّ مَحَالٍ کَالْحَنِیِّ خُلُوفُه

وَ أَجْرِنَهٌ لُزَّتْ بِدَأْیٍ مُنَضَّدِ

و الخِلْفُ : حَلَمَهُ ضَرْعِ النّاقَهِ القَادِمَان و الآخِران،کما فی الصِّحاح أَو الخِلْفُ : طَرَفُهُ ، أی الضَّرْع، أَو هو الْمُؤَخَّرُ مِن الأَطْبَاءِ، وَ قیل:هو الضَّرْعُ نَفْسُه،کما نَقَلَهُ اللَّیْثَ ، أَو هو للنَّاقَهِ کالضَّرْعِ للشَّاهِ ، و قال اللِّحْیَانِیُّ :

الخِلْفُ فی الخُفِّ ،و الظِّلْفِ ،و الطُّبْیُ فی الحافِرِ،و الظُّفُرِ، وَ جَمْعُ الخِلْفِ : أَخْلافٌ ،و خُلُوفٌ ،قال:

وَ أَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِیلَ و أَمْتَرِی

خُلُوفَ المَنَایَا حِینَ فَرَّ المُغَامِسُ

و وَلَدَتِ الشَّاهُ ، وَ فی اللِّسَانِ :النَّاقَهُ خِلْفَیْنِ ، أی: وَلَدَتْ سَنَهً ذَکَرًا،و سَنَهً أُنْثَی، وَ منه قَوْلُهُم:نِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَهٌ ،بهذا المَعْنَی.

و ذَاتُ خِلْفَیْنِ ، بکَسْرِ الخاءِ، و یُفْتَحُ :اسْمُ الْفَأْسِ إذا کانتْ لها رَأْسَانِ ،و قد تقدَّم، ج:ذَوَاتُ الْخِلْفَیْنِ .

و الخَلِفُ ، کَکَتِفٍ :الْمَخَاضُ ،و هی الْحَوَامِلُ مِن النُّوقِ ،الْوَاحِدَهُ بِهَاءٍ، کما فی الصِّحاحِ ،و قِیل:جَمْعُها مَخاضٌ ،علی غَیْرِ قِیاسٍ ،کما قالُوا لِوَاحِدَهِ النِّسَاءِ:امْرَأَهٌ ، قال ابنُ بَرِّیّ :شَاهِدُه قَوْلُ الرّاجِزِ:

مَالَکِ تَرْغِینَ و لا تَرْغُو الخَلِفْ

وَ قیل:هی التی اسْتَکْمَلَتْ سَنَهً بعدَ النِّتَاجِ ،ثم حُمِلَ علیها،فَلَقِحَتْ ،و قالَ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :إذا اسْتَبانَ حَمْلُها فهی خَلِفَهٌ ،حتی تُعْشِرَ،و یَجْمَعُ خَلِفَهٌ أَیضاً علَی خَلِفَاتٍ ، وَ خَلاَئِف (5)،و قد خَلِفَتْ :إِذَا حَمَلَتْ و

16- فی الحدیثِ : «ثَلاَثُ آیَاتٍ یَقْرَأُهُنَّ أَحَدُکُمْ خَیْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثِ خَلِفَاتٍ سِمَانٍ عِظَامٍ ».

و الخَلَفُ ، بِالتَّحْرِیکِ :الْوَلَدُ الصَّالِحُ یَبْقَی بعدَ أَبِیهِ ،

ص:185


1- (1) هذه الروایه فی النهایه و [1]اللسان،و [2]فیه«لبنیتها»باللام،و ثمه روایه أخری للحدیث انظر التهذیب«خلف»396/7.
2- (2) سوره الإسراء الآیه 76. [3]
3- (3) فی التهذیب:إحداهما مصعده ملأی.
4- (4) قال الأزهری:الخِلْف و الخَلْف بمعنی الاستقاء،لغتان.
5- (5) عن اللسان و [4]بالأصل«و خلاف».

فَإِذَا کَانَ الوَلَدُ فَاسِداً أُسْکِنَتِ اللاَّمُ ، وَ أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرَّاجِزِ:

إِنَّا وَجَدْنَا خَلَفاً بِئْسَ الْخَلَفْ

عَبْداً إذا مَا نَاءَ بِالْحِمْلِ خَضَفْ (1)

وَ قد تقدَّم إِنْشَادُه فی«خ ض ف»قریباً،قال ابنُ بَرِّیّ :

أَنْشَدَهُ الرِّیَاشِیُّ لأَعْرَابِیٍّ یَذُمُّ رَجُلاً اتَّخَذَ وَلِیمَهً .

و رُبَّمَا اسْتُعْمِلَ کُلٌّ مِنْهُمَا مَکَانَ الْآخَرِ،یُقَالُ :هو خَلَفُ صِدْقِ مِن أَبِیهِ ،إِذَا قَامَ مَقَامَهُ و کذا خَلَفُ سَوْءٍ مِن أَبِیهِ ، بالتَّحْرِیکِ فیهما،و یُقَال:فی هؤلاءِ القَوْمِ خَلَفٌ مِمَّن مَضَی،أی:یَقُومُونَ مَقَامَهُم،و فی فُلانٍ خَلْفٌ مِنْ فُلانٍ ، أَو الْخَلْفُ ، بالسکونِ ، و بِالتَّحْرِیکِ :سَوَاءٌ، قَالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ ،و قال الْأَخْفَشُ : الخَلْفُ و الخَلَفُ سَواءٌ،منهم مَن یُحَرِّک فیهما جَمِیعاً إذا أَضَافَ (2)،و قال اللَّیْثُ : خَلْفٌ بالسُّکُونِ للأَشْرَارِ خَاصَّهً ،و بِالتَّحْرِیکِ ضِدُّهْ ، قَرْنًا (3)کان أَو وَلَداً.

قال ابنُ بَرِّیّ :و الصَّحِیحُ فی هذا،و هو المُخْتَارُ،أنَّ الخَلَفَ ،بالتَّحْرِیک، خَلَفُ الإِنْسَانِ الذی یَخْلُفُه مِن بَعْدِه، یَأْتِی بِمَعْنی البَدَلِ ،فیکونُ خَلَفاً منه،أی:بَدَلاً،و منه قَوْلُهُم:هذا خَلَفٌ مِمَّا أُخِذَ لک،أی:بَدَلٌ منه،و لهذا جاءَ مَفْتُوحَ الأَوْسَطِ ،لیَکُونَ عَلَی مِثَالِ البَدَلِ ،و علی مِثَالِ ضِدِّهِ أَیضاً،و هو العَدَمُ ،و التَّلَفُ ،و منه

16- الحدیثُ : «اللَّهُمَّ أَعْطِ لِمُنْفِقٍ (4)خَلَفاً ،و لِمُمْسِکٍ تَلَفاً». أی:عِوَضاً،یُقَال فی الفِعْلِ منه: خَلَفَه فی قَوْمِهِ ،و فی أَهْلِهِ ، یَخْلُفُه خَلَفاً ،و خِلاَفَهً ،و خَلَفَنِی (5)فکانَ نِعْمَ الْخَلَفُ ،و بِئْسَ الخَلَفُ ، وَ الخَلَفُ فی قَوْلِهم:نِعْمَ الخَلَفُ ،و بِئْسَ الخَلَفُ ،و خَلَفُ صِدْقٍ ،و خَلَفُ سَوْءٍ،و خَلَفٌ صَالِحٌ ،هو فی الأَصْلِ مَصْدَرٌ سُمِّیَ به مَن یکونُ خَلِیفَهً ،و الجَمْعُ أَخْلاَفٌ ،کما تقولُ :

بَدَلٌ و أَبْدَالٌ ،لأَنَّهُ بمَعْنَاهُ .

حکَی أَبو زَیْدٍ:هُم أَخْلاَفُ سَوْءٍ،جَمْعُ خَلَفٍ .

قال:و أَمَّا الخَلْفُ ،سَاکِنُ الوَسَطِ ،فهو الذی یَجِیءُ بعدَ الأَوَّلِ بمَنْزِلَهِ القَرْنِ بعدَ القَرْنِ ،و الخَلْفُ : المُتَخَلِّفُ عن الأَوَّلِ ،هالِکاً کان أو حَیَّا،و الخَلْفُ :الباقی بعدَ الهالکِ ،و التَّابِعُ له،هو فی الأَصْلِ أَیضاً مِن خَلَفَ ، یَخْلُفُ ، خَلْفاً ،سُمِّیَ به الخَلْفُ :الباقِی بعدَ یَخْلُفُ ، خَلْفاً ،سُمِّیَ به المُتَخَلِّفُ و الْخَالِفُ ،لا عَلَی جِهَهِ الْبَدَلِ ،و جَمْعُهُ خُلُوفٌ ،کقَرْنٍ و قُرُونٍ .

قال:و یکون مَحْمُودًا و مَذْمُوماً،فشَاهِدُ المَحْمُودِ قَوْلُ حَسّانِ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِیِّ رَضِیَ اللّه عنه:

لَنا الْقَدَمُ الأُوْلَی إِلَیْکَ و خَلْفُنَا

لِأَوَّلِنَا فی طَاعَهِ اللّه تَابِعُ

فالخَلْفُ هنا:هو التَّابِعُ لِمَنْ مَضَی،و لیس مِن مَعْنَی الخَلْفِ الذی هو البَدَلُ ،قال:و قیل: الخَلْفُ هنا المُتَخَلِّفُونَ عَن الأَوَّلِینَ ،أی:البَاقُونَ ،و عَلَیه قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ (6)،فسُمِّیَ بالمَصْدَرِ، فهذا قَوْلُ ثَعْلَبٍ ،قال:و هو الصَّحِیحُ ،و حکَی أَبو الحَسَنِ الأَخْفَشُ ،فی خَلْفِ صِدْقٍ ،و خَلْفِ سَوْءٍ،التَّحْرِیکَ و الإِسْکَانَ ،فقَالَ َ:و الصَّحِیحُ قَوْلُ ثَعْلَبٍ أنَّ الخَلَفَ یَجِیءُ بمَعْنَی البَدَلِ ،و الخِلاَفَهِ ،و الخَلْفُ یَجِیءُ بمعْنَی التَّخَلُّفِ عمَّن تقدَّم.

قال:و شَاهِدُ المَذْمُومِ قَوْلُ لَبِیدٍ:

و بَقِیتُ فی خَلْفٍ کَجِلْدِ الْأَجْرَبِ (7)

قال:و یُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِمَا لا خَیْرَ فیه،و کِلاَهُمَا سُمِّیَ بالمَصْدَرِ،أَعْنِی المَحمُودَ و المَذْمُومَ ،فقد صارَ علَی هذا لِلفِعْلِ مَعْنَیانِ ، خَلَفْتُهُ ، خَلَفاً :کنتُ بَعْدَه خَلَفاً منه و بَدَلاً، وَ خَلَفْتُه ، خَلْفاً جِئْتُ بَعْدَه،و اسْمُ الفاعِلِ مِن الأَوّلِ

ص:186


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:إنا وجدنا...الخ لا ینطبق علی ما قبله،لأن الخلف محرکه،و هو خلف فاسد»و المثبت ضبط عن الصحاح،و [1]فی اللسان [2]ط دار المعارف ضبطت خلفاً الأولی باسکان اللام.و جاء بعدهما فیه فی ماده خضف: أغلق عنّا بابه ثم حلف لا یُدخل البواب إلاّ من عرف.
2- (2) زید بعدها فی اللسان:و [3]من حرّک فی خلف صدق و سکّن فی الآخر فإنما أراد الفرق بینهما.
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«قرفاً»و انظر علی ما علّق فیها محققه، وَ انظر التهذیب 396/7 و فی التهذیب 394/7 و قد یکون فی الردیء خَلَف،و فی الصالح خَلْف لأنهم یذهبون به إلی القَرْن...و فی موضع آخر جوّز خَلْف باسکان اللام للردیء.
4- (4) الأصل و اللسان،و [4]فی النهایه:کل منفقٍ .
5- (5) عن اللسان و [5]بالأصل«و خلفی».
6- (6) سوره الأعراف الآیه 169. [6]
7- (7) تقدم البیت أثناء الماده،و انظر تعلیقنا هناک.

خَلِیفَهٌ ،و خَلِیفٌ ،و مِنَ الثَّانِی خَالِفَهٌ ،و خَالِفٌ ،قال:و قد صَحَّ الفَرْقُ بَیْنَهُمَا علَی ما بَیَّنَّاه.

و الخَلَفُ ،بالتَّحْرِیکِ : مَا اسْتَخْلَفْتَ مِن شَیْ ءٍ، کما فی الصِّحاحِ ،أی اسْتَعْوَضْتَهُ و اسْتَبْدَلْتَهُ ،تقول:أَعْطَاکَ اللّه خَلَفاً مِمَّا ذَهَبَ لک،و لا یُقَال: خَلْفاً ،یُقَال:هو مِن أَبِیهِ خَلَفٌ ، أی:بَدَلٌ ،و البَدَلُ مِن کُلِّ شَیْ ءٍ خَلَفٌ منه.

وَ

16- فی حدیثٍ مَرْفُوعٍ : یَحْمِلُ هذا الْعِلْمَ مِنْ کُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ ،یَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِیفَ الغَالِینَ ،و انْتِحَالَ المُبْطِلِینَ ، وَ تَأْوِیلَ (1)الْجَاهِلینَ »، قال القَعْنَبِیُّ :سمعتُ رَجُلاً یُحَدِّثُ مالک بنَ أَنَسٍ بهذا الحدیثِ .

قلتُ :و قد رُوِیَ هذا الحدیثُ مِن طَرِیقِ خَمْسَهٍ مِنَ الصَّحابهِ ،رَضِیَ اللّه عنهم،و قد خَرَّجْتُه فی جُزْءٍ لَطِیفٍ ، وَ بَیَّنْتُ طُرُقَهُ و رِوَایاتِهِ ،فرَاجِعْهُ .

قال ابنُ الْأَثِیرِ: الخَلَفُ ،بالتَّحْرِیکِ ،و السُّکُون:کُلُّ مَن یَجِیءُ بعدَ مَنْ مَضَی،إلاّ أَنَّه بالتَّحْرِیکِ فی الخَیْرِ، وَ بِالتَّسْکِینِ فی الشَّرِّ،یُقَال: خَلَفُ صِدْقٍ ،و خَلْفُ سَوْءٍ، وَ مَعْنَاهما جَمِیعاً:القَرْنُ مِن النَّاسِ ،قال:و المُرَادُ فی هذا الحدیثِ المَفْتُوحُ ،و من السُّکُونِ

16- الحدیثُ : «سَیَکُونُ بَعْدَ سِتِّینَ سَنَهً خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاهَ ». و

16- فی حدیثِ ابنِ مَسْعُودٍ:

«ثُمَّ أَنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهمْ (2)خُلُوفٌ ». هی جَمْعُ خَلْفٍ .

و الخَلَفُ : مَصْدَرٌ الْأَخْلَفِ ،لْلأَعْسَرِ، قال أبو کَبِیرٍ الهُذَلِیُّ :

زَقَبٌ یَظَلُّ الذِّئْبُ یَتْبَعُ ظِلَّهُ

مِنْ ضِیق مَوْرِدِه اسْتِنَانَ الْأَخْلَفِ (3)

الزَّقَبُ :الطَّرِیقُ الضَّیِّقُ ،و الاسْتِنَانُ :الجَرْیُ علَی جِهَهٍ واحِدَهٍ .

و قیل: الأَخْلَفُ :اسمُ الْأَخْوَلِ ،و قیل:اسْمٌ لِلْمُخَالِفِ الْعَسِرِ،الذی کَأَنَّهُ یُمشِی علَی شقٍّ ، وَ فی الصِّحاحِ :بَعِیرٌ أخْلَفُ بَیِّنُ الخَلَفِ ،إذا کان مائِلاً علَیشِقٍّ ،حَکاهُ أبو عُبَیْدٍ.

قلت:و هکذا قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ أَیضاً،و فی شَرْحِ الدِّیوانِ :

الأَخْلَفُ :الذی کأَنَّهُ یَمِیلُ علَی أَحَدِ شِقَّیْهِ مِنْ ضِیقِ المَوْرِدِ (4)،و قال بعضُهُمْ :أی هو یَمْشِی مَشْیَ الأَعْسَرِ، هکذا فی شِقًّ .

و خَلَفُ بنُ أَیُّوب العَامِرِیُّ ،مُفْتِی بَلْخَ ،ضَعَّفَهُ ابنُ مَعِینٍ (5).

و خَلَفُ بنُ تَمِیمٍ الکُوفیُّ ،بالمِصَّیصَهِ :نَاسِکٌ مُجَاهِدٌ، صَحِبَ إبراهِیمَ بنَ أَدْهَمَ .

و خَلَفُ بنُ خَالِدٍ المِصْرِیُّ (6)،اتَّهَمَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ بوَضْعِ الحدیثِ .

و خَلَفُ بنُ خَلِیفَهَ أَبو أَحمدَ،مَوْلَی أَشْجَعَ ،و قد قیل:

مَوْلَی النَّخَعِ ،یَرْوِی عن العِراقِیِّین،و حُمَیْدٍ الْأَعْرَجِ ، وَ ذُؤَیْبَهَ ،رَوَی عنه قُتَیْبَهُ بنُ سَعِیدٍ،و نَاسٌ ،مَوْلِدُه،بالکُوفهِ ، ثم تَحَوَّلَ إلی وَاسِط ،ثم انْتَقَلَ إلی بَغْدادَ،و مات سنه 181 عن مائهٍ سَنَهٍ ،و قد رأَی عَمْرَو بنَ حُرَیْثٍ ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه،و هو صَبِیٌّ صَغِیرٌ (7)،و لم یَحْفَظْ عنه شَیْئاً.و لذا لم یُعَدَّ تَابِعِیًّا،قالَهُ ابنُ حِبَّانَ فی الثِّقَاتِ .

و خَلَفُ بنُ سَالِمٍ الحافِظُ ،أَبو محمدٍ المُخْرَّمِیُّ ،عن هُشَیْمٍ ،و عنه أبو القاسم البَغَوِیُّ .

و خَلَفُ بنُ مَهْدَانَ هکذا فی النُّسَخِ ،و لم أَجِدْهُ فی مَوْضِعٍ ،و لعلَّه خَلَفُ بن مَهْرَانَ الآتی ذِکْرُه.

و خَلَفُ بنُ مُوسَی العَمِّیُّ ،عن أبیهِ ،و حَفْصِ بنِ غِیَاثٍ ،و عنه تَمْتَامٌ (8)،و الرمادِیُّ ،صَدُوقٌ ،تُوُفِّیَ سنه 221 (9).

و خَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزَّار (10)أَبو محمدٍ البَغْدَادِیُّ

ص:187


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«و تأویل».
2- (2) الأصل و اللسان،و [2]فی نسخ النهایه،« [3]من بعده»و نبه مصححه إلی روایه الأصل.
3- (3) دیوان الهذلیین 106/2 و فی شرحه فسر الأخلف:العسر المخالف المعوّج.
4- (4) انظر الحاشیه السابقه،و شرح أشعار الهذلیین 1086/3 و دیوان الهذلیین 106/2.
5- (5) قال الذهبی فی میزان الاعتدال:کان ذا علم و عمل و تألّه زاره سلطان بلخ فأعرض عنه...مات سنه 205.
6- (6) فی میزان الاعتدال 659/1 بصری.
7- (7) أنکر رؤیته عمرًا أحمدُ بن حنبل و ابنُ عیینه.
8- (8) عن تهذیب التهذیب 155/3 و [4]بالأصل«تقام».
9- (9) فی التاریخ الکبیر للبخاری 195/3 مات سنه عشرین و مائتین.
10- (10) عن التاریخ الکبیر للبخاری و بالأصل«البزاز».

المُقْرِیءُ،عن مالکٍ ،و شَریکٍ ،و عنه مُسْلِمٌ ،و أَبو دَاوُدَ، مات سنه 229.

و خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ أبو عِیسَی الوَاسِطِیُّ کُرْدُوس،عن یزِیدَ،و رَوْحٍ ،و عنه ابنُ مَاجَه.

وَ أَما خَلَفُ بنُ محمّدٍ الخَیّامُ البُخَارِیُّ ،فإِنَّهُ مَشْهُورٌ،کان فی المائهِ الرَّابِعَهِ ،قال أَبو یَعْلَی الخَلِیلِیُّ :خَلَطَ ،و هو ضَعِیفٌ جِدَّا،رَوَی مُتُونًا لم تُعْرَفْ (1).

و خَلَفُ بنُ مِهْرَانَ العَدَوِیُّ البَصْرِیُّ ،عن عامرٍ الْأَحْوَلِ ،و عنه حَرَمِیُّ بن عمارَهَ : مُحَدِّثُونَ .

وَ فَاتَهُ : خَلَفُ بنُ حَوْشَبٍ الکُوفیُّ العابدُ.

وَ أَبُو المُنْذِرِ خَلَفُ بنُ المُنْذِرِ البَصْرِیُّ .

وَ خَلَفُ بنُ عُثْمَان الخُزَاعِیُّ (2)؛هؤلاءِ الثلاثهُ ذَکَرَهم ابنُ حِبَّانَ فی الثِّقاتِ .

وَ خَلَفُ بنُ راشِدٍ،و خَلَفُ بنُ عبدِ اللّه السَّعْدِیُّ ، وَ خَلَفُ بنُ عَمْرو؛مَجَاهِیلُ .

وَ خَلَفُ بنُ عامرٍ البَغْدَادِیُّ الضَّرِیرُ،و خَلَفُ بن المُبَارَکِ ، وَ خَلَفُ بن یَحْیی الخُرَاسَانِیُّ ،قَاضِی الرَّیِّ :قَبْلَ المائتین، وَ خَلَفُ بنُ یاسِین؛هؤلاءِ تُکُلِّمَ فیهم و اخْتُلِفَ .

وَ محمدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ ،أَخْبَارِیٌّ لَیِّنٌ .

و أَبو خَلَفٍ :تَابِعِیَّانِ ، أَحدُهما اسمُه حَازِمُ بنُ عَطاءٍ الأَعْمَی البَصْرِیُّ ،نَزِیلُ المَوْصِلِ ،رَوَی عن أَنَسٍ ،و عنه مُعَانُ بنُ رِفَاعَهَ السّلامِیّ ،قَالَهُ المِزِّیُّ ،و نَقَلَ الذَّهَبِیُّ عن یحیی أَنَّه کَذَّابٌ .

وَ أَبو خَلَفٍ :رَجلٌ آخَرُ،رَوَی عن الشَّعْبِیِّ ،و آخَرُ،رَوَی عنه عِیسَی بنُ یُونُسَ .

وَ أَبو خَلَفٍ :موسی بنُ خَلَفٍ العَمِّیُّ البَصْرِیُّ ،رَوَی عن قَتَادَهَ ،و عنه ابنُه خَلَفٌ .

و خُلُفٌ ،بِضَمَّتَیْنِ :ه، وَ فی بَعْضِ النُّسَخِ :مَوضِعٌ بِالْیَمَنِ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الأَخْلَفُ :الْأَحْمَقُ . و قیل: السَّیْلُ .

وَ قال السُّکَّرِیُّ فی شرح الدِّیوَان:و الأَخْلَفُ :بعضُهُم یقول:إِنَّه نَهْرٌ،أی:فی قَوْلِ أَبی کَبِیرٍ الهُذَلِیِّ الذی سبَق ذِکْرُهُ (3).

و الأَخْلَفُ : الْحَیَّهُ الذَّکَرُ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

قال: و الأَخْلَفُ : الْقَلِیلُ الْعَقْلِ کالخُلْفُفِ ،بِالضَّمِّ ،کما سیأْتی،و هو خُلْفُفٌ (4)،و خُلْفُفَهٌ .

و الْخُلْفُ ،بِالضَّمِّ :الاسْمُ مِن الإخْلاَفِ ،و هو فی المُسْتَقْبَلِ کالْکَذِبِ فی الْمَاضِی نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ، وَ الجَوْهَرِیُّ ،یُقَال: أَخْلَفَهُ وَعْدَه،و هو أَن یقولَ شَیْئاً و لا یَفْعَلُه علَی الاسْتِقْبَالِ .

قال شیخُنَا:و هو أَغْلَبِیٌّ ،و إلاّ ففی التَّنْزِیلِ : ذلِکَ وَعْدٌ غَیْرُ مَکْذُوبٍ (5)،و قیل:أَعَمّ ،لأَنَّه فیما عُبِّرَ عنه بجُمْلَهٍ إنْشَائِیَّهٍ ،و قیل: الخُلْفُ ،بالضَّمِّ :القَوْلُ الباطلُ ،و مَرَّ أَنَّه بالفَتْحِ ،و لعلَّه ممَّا فیه لُغَتَانِ .انتهی.

وَ الخَلْفُ -الذی مَرَّ أَنَّه بمَعْنَی القَوْلِ الرَّدِیءِ-لم یَنْقُلُوا فیه إِلاَّ الفتحَ فقط ،و أَمّا الذی بالضَّمِّ فلیس إِلاَّ الاسْمُ مِن الإخْلافِ ،أو المُخَالَفَهِ ،و اللُّغَهُ لا یَدْخُلُها القِیَاسُ وَ التَّخْمِینُ . أَو هو أی: الإخْلافُ أَن لا تَفیَ بالعَهْد،و أَنْ تَعِدَ عِدَهً و لا تُنْجِزَهَا، قالَهُ اللِّحْیَانِیُّ ،یُقَال:رَجُلٌ مُخْلِفٌ ، أی:کثیرُ الإِخْلافِ لِوَعْدِهِ ،و قیل: الْإِخْلافُ :أَن یَطْلُبَ الرجلُ الحاجهَ أو الماءَ،فلا یَجِدُ ما طَلَبَ ،قال اللِّحْیَانِیُّ :

وَ الخُلْفُ :اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الإخْلافِ ،قال غیرُه:أَصْلُ الخُلْفِ : الخُلُفُ ،بضَمَّتَیْنِ ،ثم خُفِّفَ ،و

16- فی الحدیثِ :

«إِذا وَعَدَ أَخْلَفَ ». أی:لم یَفِ بعَهْدِهِ ،و لم یَصْدُقْ .

و الخُلْفُ أَیضاً: جَمْعُ الْخَلِیفِ ، کأَمِیرٍ، فی مَعَانِیهِ التی تُذْکَرُ بَعْدُ.

و کَزُبَیْرٍ، خُلَیْفُ بنُ عُقْبَهَ ،مِن تَبَعِ التَّابِعِینَ ، یَرْوِی عن ابنِ سِیرینِ ،و عنه سُلَیْمَانُ الجَرْمِیُّ ،و حَمَّادُ بنِ زَیْدٍ،قَالَهُ ابنُ حِبَّانَ .

ص:188


1- (1) مات فی حدود سنه الخمسین و ثلاثمئه،میزان الاعتدال.
2- (2) سماه ابن أبی حاتم:خلف بن إسماعیل الخزاعی».
3- (3) کذا،و لم یرد هذا القول فی شرح السکری.
4- (4) عن التکمله و بالأصل«خلف».
5- (5) سوره هود الآیه 65. [1]

و الْخِلْفَهُ ،بِالْکَسْرِ:الاسْمُ مِن الاْخْتِلاَفِ ، أی خِلافُ الاتِّفَاقِ ، أَو مَصْدَرُ الاخْتِلافِ أی:التَّرَدُّدِ،و منه قَوْلُه تعالَی: وَ هُوَ الَّذِی جَعَلَ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ خِلْفَهً (1)،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، أیْ :هذا خَلَفٌ مِن هذا، أی عِوَضٌ منه و بَدَلٌ ، أَو هذا یَأْتِی خَلْفَ هذا أی فی أَثَرِهِ ، أی مَعْنَاهُ ، أی معنَی قَولِهِ تعالی: خِلْفَهً : مَنْ فَاتَهُ أَمْرٌ، وَ فی اللِّسَانِ :عَمَلٌ باللَّیْلِ أَدْرَکَهُ (2)بِالنَّهَارِ،و بِالْعَکْسِ ، فجَعَلَ هذا خَلَفاً مِن هذا،قَالَهُ الفَرَّاءُ.

و الْخِلْفَهُ [أَیضاً] (3):الرُّقْعَهُ یُرْقَعُ بِهَا الثَّوْبُ إِدا بلِی.

و الخِلْفَهُ : ما یُنْبِتُهُ الصَّیْفُ مِن العُشْب بَعْدَ مَا یَبِسَ العُشْبُ الرِّبعِی،و فی الصِّحاحِ :قال أَبو عُبَیْدٍ: الخِلفَهُ :ما نَبَتَ فی الصَّیْفِ ،قال ذُو الرُّمَّهِ یصِفُ ثَوْرًا:

تَقَیَّظَ الرَّمْلَ حَتَّی هَزَّ خِلْفَتَهُ

تَرَوُّحُ الْبَرْدِ مَا فی عَیْشِهِ رَثَبُ (4)

و زَرْعُ الْحُبُوبِ خَلْفَهً ، وَ ذلک بعدَ إِدْرَاکِ الأَوَّلِ ، لأَنَّهُ یُسْتَخْلَفُ مِنَ الْبُرِّ و الشَّعِیرِ،و الخِلْفَهُ : اخْتِلاَفُ الْوُحُوشِ مُقْبِلَهً مُدْبِرَهً ، وَ به فُسِّرَ قَوْلُ زُهَیْرِ بنِ أَبی سُلْمَی،أَنْشَدَه الجَوهَرِیُّ :

بِهَا الْعِینُ و الْآرَامُ یَمْشِینَ خِلْفَهً

وَ أَطْلاَؤُهَا یَنْهَضْنَ فی کُلِّ مَجْثَمِ

أی تَذْهَبُ هذه،و تَجِیءُ هذه.

و الخِلْفَهُ : مَا عُلِّقَ خَلْفَ الرَّاکِبِ ، قال:

کما عُلِّقَتْ خِلْفَهُ الْمَحْمِلِ

و الخِلْفَهُ ؛الرَّیِّحَهُ (5)،و هو مَا یَتَفَطَّرُ (6)عَنْهُ الشَّجَرُ فی أَوَّل الْبَردِ، وَ هو من الصُّفْرِیَّهِ .

أَوْ الخِلفه : ثَمَرٌ یَخْرُجُ بَعْدَ ثَمَرٍ کَثِیرٍ،و قد أَخْلَفَ الثَّمَرُ:إذا خرَجَ منهُ شَیْ ءٌ بعدَ شَیْ ءٍ.

أَو الخِلْفَهُ : نَبَاتُ وَرَقٍ دُونَ وَرَقٍ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :بعدَ وَرَقٍ قد تَنَاثَرَ،و قد أَخْلَفَ الشَّجَرُ إخْلافاً ، وَ فی النِّهَایَهِ :هو الوَرَقُ الذی یَخْرُجُ بعدَ الوَرَقِ الأَوَّلِ فی الصَّیْفِ .

و شَیْ ءٌ یَحْمِلُهُ الکَرْمُ بَعْدَ مَا یَسْوَدُّ العِنَبُ ،فَیُقْطَفُ العِنَبُ و هو غَضٌّ أَخْضَرُ،ثُمَّ یُدْرِکُ ،و کذلک هو مِنْ سَائِرِ التَّمَرِ،أو أنْ یأْتی الکَرْمُ بحِصْرِمٍ جَدِیدٍ (7).

و الخِلْفَهُ : أَنْ ناظِرَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ ، هکذا فی النُّسَخِ ، وَ فی بَعْضِها:یُنَاصِرُ،من النَّصْرِ،و هکذا وُجِدَ بَخَطِّ المُصَنِّفِ ،و الصَّوَابُ :أَن یُبَاصِرَ،مِن البَصَر،کما هو نَصُّ العُبَابِ ،و الجَمْهَرَهِ ، فَإذا غَابَ عَنْ أَهْلِهِ خَالَفَهُ إِلیهِمْ ، یُقَال؛ یُخَالِفُ إِلَی امْرَأَهِ فُلانٍ ،أی:یَأْتِیها إذا غَاب عنها زَوْجُهَا،قال ابنُ دُرَیْدٍ:قال أَبو زَیْد:یُقَال: اخْتَلَفَ فُلانٌ صَاحِبَهُ ،و الاسْمُ الخِلْفَهُ ،بالکَسْرِ،و ذلک أَنْ یُباصِرَه،حَتّی إذا غَابَ جَاءَ فدَخَلَ عَلَیه (8)،فتلک الخِلْفَهُ .

و الخِلْفَهُ : الدَّوَابُّ التی تَخْتَلِفُ فی أَلْوانِهَا،و هَیْئَتِهَا، وَ به فُسِّرَ أَیضاً قَوْلُ زُهَیْرٍ السَّابِقُ ،أو تَخْتَلِفُ فی مِشْیَتِها، وَ هذا قد تقدَّم.

و الخِلْفَهُ : مَا یَبْقَی بَیْنَ الْأَسْنَانِ مِن الطَّعَامِ ، یُقَال:أَکَلَ طَعَاماً فَبَقِیَتْ فی فِیهِ خِلْفَهٌ ،فتَغَیَّرَ فُوهُ ،نَقَلَهُ اللِّحْیَانِیُّ .

و الخِلْفَهُ : الْهَیْضَهُ ، و هو فَسَادُ المَعِدَهِ مِن الطَّعَامِ ، یُقَال:أَخَذَتْهُ خِلْفَهٌ :إذا اخْتَلَفَ إلی المُتَوَضَّإِ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و الخِلْفَهُ : وَقْتٌ بَعْدَ وَقْتٍ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و الخِلْفَهُ : نَبْتٌ یَنْبُتُ بَعْدَ نَبْتٍ قد تَهَشَّمَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، أَوْ یَنْبُتُ مِن غَیْرِ مَطَرٍ،بَلْ بِبَرْدِ آخِرِ اللَّیْلِ ، قَالَهُ أَبو زِیَادٍ الکِلاَبِیُّ .

و الخِلْفَهُ : القَوْمُ المُخْتَلِفُونَ ،یُقَال: الْقَوْمُ خِلْفَهٌ ،حکاه أَبو زَیْدٍ:و نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و الخِلْفَهُ : الْمُخَالَفَهُ ، وَ المُضَادَّهُ ، و یُضَمُّ فی هذا،فکأَنَّهُ

ص:189


1- (1) سوره الفرقان الآیه 62. [1]
2- (2) التهذیب و اللسان:استدرکه فی النهار.
3- (3) زیاده عن القاموس.
4- (4) تقدم فی ماده رتب بروایه:ما فی عیشه رتب.
5- (5) قوله:الرَّیِّحه و الرِّیحَه کَلَیِّسه و حِیله کما فی القاموس.
6- (6) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«یَنْفَطِرُ»و مثلها فی اللسان.
7- (7) العباره ما بین معقوفتین ساقط من الأصل و قد نبه علیها بهامش المطبوعه المصریه،و قد استدرکت عن القاموس.و [2]قوله:من سائر التمر،فی اللسان: [3]الثمر بالثاء المثلثه.
8- (8) فی التکمله فدخل علی أهله.

اسْمٌ منه،و وُجِدَ هنا فی بعضِ النُّسَخِ :« المُخْتلِفون المُخَالفه »بحَذْفِ واوِ العَطْف،و فی بَعْضِهَا: المُخَالف ، بغیرِ هاءٍ،و کلُّ ذلک غَلَطٌ .

و یُقَال: لَهُ ، وَ فی اللِّسَان:لها وَلَدَانِ ،أو عَبْدَانِ ،أَو أَمَتَانِ ، خَلْفَتَانِ ، هذِه عن الکِسَائِیِّ ، و خِلْفَانِ :إذا کَانَ أَحَدُهُمَا طَوِیلاً و الْآخَرُ قَصِیرًا،أو أَحَدُهُمَا أَبْیَضَ و الْآخَرُ أَسْوَدَ، وَ قال غیرُ الکِسَائِیِّ :هما خِلْفَانِ ،فی المُذَکَّرِ وَ المُؤَنَّثِ ،و أَنشَدَ أَبو زَیْدٍ:

دَلْوَایَ خِلْفَانِ و سَاقِیَاهُمَا

أی:إِحْداهُمَا مُصْعِدَهٌ مَلْأَی،و الأُخْرَی مُنْحَدِرَهٌ فَارِغَهٌ (1)،و قد تقدَّم قریباً.

ج الْکُلِّ : أَخْلاَفٌ ،و خِلْفَهٌ ، لم یُضْبَطِ الأَخِیرُ (2)، فاقْتَضَی أن یکونَ بالکَسْرِ فالسُّکُونِ ،و الصَّوابُ : خِلْفَهٌ ، بکَسْرٍ فَفَتْحٍ ،کقِرْدَهٍ ،و قِرَدَهٍ .

و کُلُّ لَوْنَیْنِ اجْتَمَعَا فَهُمَا خِلْفَهٌ ، وَ نَصُّ الکِسَائِیِّ :

خِلْفَتَانِ ،و نَصُّ اللِّحْیَانِیِّ :یُقَال لکُلِّ شَیْئَیْنِ اخْتَلَفا :هما خِلْفَانِ .

و خِلْفَهُ وِرْدِ الْإِبِلِ ، هو: أَنْ یُورِدَهَا بِالْعَشِیِّ ،بَعْدَ مَا یَذْهَبُ النَّاسُ ، کما فی اللِّسَانِ .

و یُقال: مِن أَیْنَ خِلْفَتُکُمْ ؟أی: مِنْ أَیْنَ تَسْتَقُونَ ؟نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و یُقال: أَخَذَتْهُ خِلْفَهٌ : إذا کَثُرَ تَرَدُّدُهُ إِلَی الْمُتَوَضَّإِ، لَذَرَبِ مَعِدَتِهِ مِن الهَیْضَهِ .

و الخُلْفَهُ ، بِالضَّمِّ :الْعَیْبُ ، وَ الفَسَادُ، و الْحُمْقُ ، کَالْخَلاَفَهِ ،کَسَحَابَهٍ ، یُقَال:مَا أَبْیَنَ الخَلاَفَهَ فیه،أی:

الحُمْقَ .

و الخُلْفَهُ أَیضاً: الْعَتَهُ ،و الْخِلاَفُ ، أی: المُخَالَفَهُ ، وَ بِکُلِّ ذلک فُسِّرَ قَوْلُهم:«أَبِیعُک هذا العَبْدَ،و أَبْرَأُ إِلَیْکَ مِنْ خُلْفَتِهِ ».یُقَال:رجلٌ ذو خُلْفَهٍ ،و قال ابنُ بُزُرْجَ : خُلْفَهُ العَبْدِ:أَن یکونَ أَحْمَقَ مَعْتُوهًا،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أی أَبْرَأُ إِلیْک مِن خَلاَفِهِ ،و قال غیرُه:أی مِنْ فَسَادِهِ ،و قد خَلَفَ ، یَخْلُفُ ،خَلاَفَهً و خُلُوفاً .

و الخُلْفَهُ مِن الطَّعَامِ :آخِرُ طَعْمِهِ ، یُقَال:إِنَّه لَطَیِّبُ الخُلْفَهِ .

و الخَلْفَهُ ، بِالفَتحِ ،و کَصُرَدٍ، هکذا فی النُّسَخِ ،و فی بعضِها:و بِالفَتْح:ج کصُرَدٍ: ذَهَابُ شَهْوَهِ الطَّعَامِ مِن الْمَرَضِ ، وَ کُلٌّ مِن النُّسْخَتَیْنِ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ ،و الذی فی أُمَّهَاتِ اللُّغَهِ :و یُقَال: خَلَفَتْ نَفْسُه عن الطَّعَامِ ،فهو یَخْلُفُ ، خُلُوفاً :إذا ضَرَبَتْ (3)عن الطَّعَامِ ،مِن مَرَضٍ .

و الخَلْفَهُ أَیضاٍ: مَصْدَرُ خَلَفَ الْقَمِیصَ ، یَخْلُفُه خَلْفَهً ، وَ قال کُراعٌ : خَلْفاً : إِذَا أَخْرَجَ بَالِیَهُ ،و لَفَقَهُ لَفْقًا.

و الْمِخْلافُ :الرَّجُلُ الْکَثِیرُ الْإِخْلاَفِ ، وَ فی الصِّحاحِ :

رَجُلٌ مِخْلافٌ :کَثِیرُ الخِلاَفِ لِوَعْدِهِ .

و المِخْلاَفُ : الْکُورَهُ یُقْدِمُ علیها الإِنْسَانُ ،کذا فی المُحْکَم، و مِنْهُ مَخَالِیفُ الْیَمَنِ أی:کُوَرُهَا،و

16- فی حدیثِ مُعَاذٍ: «مَنْ تَخَلَّفَ (4)مِنْ مِخْلاَفٍ إِلَی مِخْلافٍ فَعُشْرُهُ وَ صَدَقَتُهُ إِلَی مِخْلاَفِ عشیرته الأَوَّلِ ،إذا حَالَ عَلَیْهِ الْحَوْلُ ».

وَ قال أَبو عمرٍو:و یُقالُ :اسْتُعْمِلَ فُلانٌ علَی مَخَالِیفِ الطَّائِفِ ،و هی الأَطْرَافُ ،و النَّوَاحِی،و قال خالدُ بنُ جَنْبَهَ :

فی کُلِّ بَلَدٍ مِخْلاَفٌ ،بمَکَّهَ ،و المَدِینهِ ،و البَصْرهِ ،و الکُوفَهِ ، وَ کُنَّا نَلْقَی بنی نُمَیْرٍ و نحن فی مِخْلاَفِ المَدِینَهِ ،و هم فی مِخْلاَفِ الیَمَامَهِ ،و قال أَبو مُعَاذٍ: المِخْلاَفُ :البَنْکَرْدُ 2(5)وَ قال اللَّیْثُ :یُقَال:فُلانٌ مِن مِخْلاَفِ کذا و کذا،و هو عِنْدَ الیَمَنِ کَالرُّسْتَاقِ ،و الجَمْعُ : مَخَالِیفُ ،و قال ابنُ بَرِّیّ :

المَخَالیفُ لأَهْلِ الْیَمَنِ کالْأَجْنَادِ لِأَهْلِ الشَّامِ ،و الکُوَرِ لأَهْلِ العِرَاقِ ،و الرَّسَاتِیق لأَهْلِ الْجِبَالِ ،و الطَّسَاسِیج لأَهْلِ الأَهْوَازِ.

هذا ما نَقَلَهُ أَئِمَّهُ اللُّغَهِ ،قال یاقُوتُ (6):تحتَ قَوْلِ خالِدِ بنِ جَنْبَهَ المُتَقَدِّمِ ،قلتُ :و هذا کما ذکرْنا بالْعَادَهِ

ص:190


1- (1) زید بعدها فی التهذیب:أو إحداهما جدیده و الأخری خَلَق.
2- (2) کذا و قد ضبطت فی القاموس بالقلم بکسر فسکون.
3- (3) فی اللسان: [1]أَضْرَبتْ .
4- (4) فی التهذیب:من تحوّل.
5- (5) ضبطت عن اللسان،و [2]فی التهذیب،بالقلم،البُنْکِرْدُ و فسره بقوله:و هو أن یکون لکل قوم صدقه علی حده،فذاک بنکرده یؤدی إلی عشیرته التی کان یؤدی إلیها.
6- (6) معجم البلدان،مقدمه الکتاب،الباب الثالث 37/1.

و الإِلْفِ ،إذا انْتَقَل الیَمَانِیُّ إِلَی هذه النَّوَاحِی سَمِّی الکُورَهَ بما أَلِفَهُ مِنْ لُغَهِ قَوْمِهِ ،و فی الْحَقِیقَهِ إِنَّما هی لُغَهُ أَهْلِ الیَمَنِ خَاصَّهً ،و قال أَیضاً-بعدَ ما نَقَلَ کلامَ اللَّیْثِ -:و مَا عَدَاهُ کما تقدَّم ذِکْرُه،قلتُ :هذا الَّذِی بَلَغَنِی فیه،و لم أَسْمَعْ فی اشْتِقَاقِهِ شَیْئاً،و عندی فیه مَا أَذْکُرُهُ (1)،و هو أنَّ وَلَدَ قَحْطَانَ لمَّا اتَّخَذُوا أَرْضَ الیَمَنِ مَسْکَنًا،و کَثُرُوا فیه،و لم یَسَعْهُمْ المُقَامُ فی مَوْضِعٍ وَاحِدٍ،أَجْمَعُوا (2)رَأْیَهُمْ عَلَی أَنْ یَسِیرُوا فی نَوَاحِی الْیَمَنِ ،فیَخْتَارَ کُلُّ بَنِی أَبٍ مَوْضَعاً یَعْمُرُونَهُ و یَسْکُنُونَه،فکانُوا إذا صَارُوا (3)فی نَاحِیَهٍ ،و اخْتَارَهَا بَعْضُهُم، تَخَلَّفَ بها عن سائرِ القَبَائِلِ ،و سَمَّاها باسْمِ [أبی] (4)تلکَ القَبِیلَهِ المُتَخَلِّفَهِ فیه،فسَمَّوهَا مَخَالِفَ (5)، لِتَخَلُّفِ بَعْضِهِم عن بَعْضٍ فیها،أَلا تَرَاهُم سَمَّوْهَا مِخْلاَفَ زَبَیدٍ،و مِخْلاَفَ سِنْحَانَ (6)،و مِخْلاَفِ هَمْدَان،لا بُدَّ مِن إِضَافَتِهِ إِلَی قَبِیلَهٍ .انْتَهَی کلامُه.

وَ قد عَدَّ الصَّاغَانِیُّ مَخَالِیفَ الْیَمَنِ ،فقَالَ :و لِکُلِّ مِخْلاَفٍ اسْمٌ یُعْرَفُ به (7)،کمِخْلافِ أَبْیَنَ ،و مِخْلاَفِ أَقْیَانَ ، وَ مِخْلاَفِ أَلْهَانَ ،و مِخْلاَفِ الْبَوْنِ (8)،و مِخْلاَفِ بَیْحَانَ ، وَ مِخْلاَفِ بَنِی شِهَابٍ ،و مِخْلاَفِ ثاثٍ ،و مِخْلاَفِ جَیْشَانِ ، وَ مِخْلاَفِ جُبْلان و مِخْلاَفِ جَنْبٍ ،و مِخْلاَفِ جَهْرَانَ ، وَ مِخْلاَفِ جُعْفَیِّ (9)،و مِخْلاَفِ جَعْفَرٍ،و مِخْلاَفِ حَرَازٍ (10)، وَ مِخْلاَفِ حَضُورٍ،و مِخْلاَفِ خَوْلاَنَ ،و مِخْلاَفِ خَارِف، وَ مِخْلاَفِ ذَمَار (11).و مِخْلاَفِ ذِی جُرَّهٍ ،و مِخْلاَفِ رُعَیْنٍ ، وَ مِخْلاَفِ رُدَاعٍ ،و مِخْلاَفِ زَبِیدٍ،و مِخْلاَفِ السُّحُولِ ، وَ مِخْلاَفِ سِنْحانَ ،و مِخْلاَفِ شَبْوَهَ ،و مِخْلاَفِ صَعْدَهَ ، وَ مِخْلاَفِ العَوْدِ،و مِخْلاَفِ عُنَّهَ (12)و مِخْلاَفِ لَحْجٍ ،و مِخْلاَفِ مَأْرِب،و مِخْلاَفِ مُقْرِی (13)،و مِخْلاَفِ مادِن، وَ مِخْلاَفِ المَعَافَرِ،و مِخْلاَفِ نَهْدٍ،و مِخْلاَفِ وَادِعَهَ ، وَ مِخْلاَفِ هَوْزَنَ ،و مِخْلاَفِ هَمْدَانَ ،و مِخْلاَفِ الیَحْصِبِیْنِ (14)و مِخْلاَفِ یَامٍ ،فهؤلاءِ أَربعونَ مِخْلافاً ذَکَرَهْنَّ الصَّاغَانِیُّ ،و رَتَّبْتُه أنا علی حُرُوفِ المُعْجَمِ کما تَرَی.

و فَاتَهُ :ذِکْرُ جُمْلَهٍ مِن المَخَالِیفِ ،کمِخْلاَفِ أَصابَ ، وَ مِخْلاَفِ رَیْمَهَ ،و مِخْلاَفِ عَبْسٍ ،و مِخْلاَفِ الحَیَّهِ (15)، وَ مِخْلاَفِ السلفیه و مِخْلافِ کبوره،و مِخْلاَفِ یَعْفَرَ،و غَیْرِها ممَّا یحْتَاجُ إِلَی مُراجَعَهٍ و اسْتِقْصَاءٍ،و اللّه المُوَفِّقُ لا رَبَّ غَیْرُه،و لا خَیْرَ إِلاَّ خَیْرُه.

و رَجُلٌ خَالِفَهٌ : أی کَثِیرُ الْخِلاَفِ ، وَ الشِّقَاقِ ،و به فُسِّرَ

17- قَوْلُ الخَطّابِ بنِ نُفَیْلٍ لَمَّا أَسْلَم ابنُه سَیِّدُنَا عُمَرُ (16)رضی الله عنه-«إِنِّی لأَحْسَبُکَ خَالِفَهَ بَنِی عَدِیٍّ ،هل ترَی أَحَداً یَصْنَعُ مِنْ قَوْمِکَ ما تَصْنَعُ ؟»قال الزَّمَخْشَرِیُّ :إنَّ الخَطَّابَ أَبا عُمَرَ قَالَهُ لزَیْدِ بن عَمْرٍو أَبی سَعِیدِ بنِ زَیْدٍ،لمَّا خَالَفَ دِینَ قَوْمِهِ .

و یقال: مَا أَدْرِی أیُّ خَالِفَهٍ هو، وَ أیُّ خَالِفَهَ هو، مَصْرُوفَهً و مَمْنُوعَهً ، أی:أیُّ النَّاسِ هو،قال الجَوْهَرِیُّ :

هو غیرُ مَصْرُوفٍ للتَّأْنِیثِ و التَّعْرِیفِ ،أَ لا تَرَی أَنَّکَ فَسَّرْتَهُ بالنَّاسِ .انْتَهَی،و قال اللِّحْیَانِیُّ : الْخَالِفَهُ :النَّاسُ ،فأَدْخَلَ علیه الأَلِفَ و الَّلامَ .

وَ قال غیرُه: و یُقَال:ما أَدْرِی أیُّ الْخَوَالِفِ هو ؟.

و یُقَال أَیضاً:ما أَدْرِی أی خَالِفَهَ هو،و أیّ خَافِیَهٍ هو، فلم یُجْرِهما أیْ :أیُّ النَّاسِ هو،و إِنَّما تُرِکَ صَرْفُهُ لأَنَّهُ أُرِیدَ به المَعْرِفَهُ ،لأَنَّه و إِنْ کان وَاحِداً فهو فی مَوْضِعِ جَماعهٍ ، یُرِید:أیُّ الناسِ هو،کما یُقَال:أیُّ تَمِیمٍ هو،و أیُّ أَسَدٍ هو،و بهذا سَقَطَ ما أَوْرَدَه شَیْخُنَا أنَّ هذا غَیْرُ جَارٍ علَی قَوَاعِدِ النَّحْوِ،فإِنَّ التَّعْرِیفَ عندَهم المُوجِبَ لِلْمَنْعِ مِنَ الصَّرْفِ مَعَ عِلَّهٍ أُخْرَی هو تَعْرِیفُ العَلَمِیَّهِ خَاصَّهً ،فکیف

ص:191


1- (1) عن معجم البلدان،و [1]بالأصل«أکره».
2- (2) فی معجم البلدان: [2]فجمعوا رأیهم.
3- (3) فی معجم البلدان: [3]إذا ساروا إلی ناحیه.
4- (4) زیاده عن معجم البلدان. [4]
5- (5) معجم البلدان: [5]مخلافاً.
6- (6) بالأصل:«سبحان»و التصحیح عن معجم البلدان. [6]
7- (7) انظر فی معجم البلدان مخالیف الیمن و تحدید مواقعها فیه و سبب تسمیتها:
8- (8) فی معجم البلدان:و هما بونان.
9- (9) عن معجم البلدان و بالأصل«صیفی».
10- (10) عن معجم البلدان و بالأصل«حران».
11- (11) عن معجم البلدان و بالأصل«دمار».
12- (12) بالأصل«عنبه»و التصحیح عن معجم البلدان.
13- (13) بالأصل«مقرأ»و التصحیح عن معجم البلدان.
14- (14) فی معجم البلدان«الیحصبیین»و هم بنو یحصب بن دهمان.
15- (15) بالأصل الحیمه و المثبت عن معجم البلدان«حیه»و فیه:من مخالیف الیمن.
16- (16) فی اللسان و [7]النهایه: [8]لما أسلم سعید بن زید قال له بعض أهله.

یُمْنَعُ هذا التَّعْرِیفُ المُؤَوَّلُ الرَّاجِعُ إلی التَّنْکِیرِ،لأَنَّ أَلْ التی عُرِّفَ بها النَّاسُ فی التَّأْوِیلِ تَرْجِعُ إِلَی الجِنْسِیَّهِ ،و المَانِعُ مِن الصَّرْفِ إِنَّمَا هو تَعْرِیفُ العَلَمِیَّهِ خَاصَّهً ،فتَأَمَّلْ .

و یُقَال: هُوَ خَالِفَهُ أَهْلِ بَیْتِه،و خَالِفُهُمْ أَیضا:إذا کان غَیْرَ نَجِیبٍ ، و لا خَیْرَ فِیهِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ ، وَ یُقَال: خَالِفُهم ،و خَالِفَتُهم :أی أَحْمَقُهُم،و قیل:

فَاسِدُهم،شَرُّهُم،و هو مَجَازٌ.

و الْخَوَالِفُ :النِّسَاءُ المُتَخلِّفَاتُ فی البُیوتِ ،جَمْعُ خالِفَهٍ ،قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الخَالِفَهُ :القَاعِدَهُ مِنَ النِّسَاءِ فی الدَّارِ،و قال غیرُه: الخَوَالِفُ :الذین لا یَغْرُونَ ،وَاحِدُهم خَالِفَهٌ ،کأَنَّهُم یَخْلُفُونَ مَن غَزَا،و قیل: الخَوَالِفُ :الصِّبْیَانُ المُتَخَلِّفُونَ ، قَالَ اللّه تَعَالَی: رَضُوا بِأَنْ یَکُونُوا مَعَ اَلْخَوالِفِ (1)أی مَعَ النِّسَاءِ،هکذا فَسَّرَهُ ابنُ عَرَفَهَ ،و نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ أَیضاً هکذا،و قیل:مَعَ الفاسِدِ مِنَ النَّاسِ ، وَ جُمِعَ علَی فَوَاعِل،کفَوَارِس،هذا عن الزَّجَّاجِ .و قال عَبْدٌ خَالِفٌ ،و صَاحِبٌ خَالِفٌ :إذا کان مُخَالِفاً ،و رَجُلٌ خَالِفٌ ، وَ امْرَأَهٌ خَالِفَهٌ :إذا کانتْ فَاسِدَهً ،و مُتَخَلِّفَهً فی مَنْزِلِها،و قال بعضُ النَّحْوِیِّینَ :لم یَجِیءْ فَاعِلٌ مَجْمُوعاً علی فَوَاعِل،إِلاَّ قَوْلُهم:إِنَّه لَخالِفٌ مِنَ الخَوَالِفِ ،و هَالِکٌ مِن الهَوَالِکِ ، وَ فَارِسٌ مِن الفَوَارِسِ ،و قد تقدَّم البحثُ فیه فی «ف س ر» (2)،و أَنَّه و أَمْثَالَه شَاذٌّ.

و یُقال:إِنَّمَا أنْتُم فی خَوَالِفَ مِنَ الأَرْضِ ،قال الیَزِیدِیُّ : الخَوالِفُ : الأَرَاضِی التی لاَ تُنْبِتُ إِلاَّ فی آخِرِ الأَرَضِینَ نَبَاتًا.

و الْخَالِفَهُ :الأَحْمَقُ ، القَلِیلُ العَقْلِ ،و الهاءُ لِلْمُبالَغَهِ ، کَالْخَالِفِ ، و قیل:هو الذی لا خَیْرَ فیه،و یُقَال أَیضاً:امْرَأَهٌ خَالِفَهٌ ،و هی الحَمْقَاءُ.

و الخَالِفَهُ : الأُمَّهُ الْبَاقِیَهُ بَعْدَ الأُمَّهِ السَّالِفَهِ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و الخَالِفَهُ : عَمُودٌ مِن أَعْمِدَهِ الْبَیْتِ ، کذا فی الصِّحاح، قیل: فی مُؤَخَّرِهِ ، وَ الجَمْعُ : الخَوَالِفُ ،و قال اللِّحْیَانِیُّ :

الخَالِفَهُ :آخِرُ البَیْتِ ،یُقَال:بیتٌ ذُو خَالِفَتَیْنِ ،و الخَوَالِفُ :زَوَایَا البَیْتِ ،و هو مِن ذلک،و قال أَبو زَیْدٍ: خَالِفَهُ البیتِ :

تحتَ الأَطْنَابِ فی الکِسْرِ،و هی الخَصَاصَهُ أَیضاً،و هی الفَرْجَهُ و أَنْشَدَ:

ما خِفْتُ حتَّی هَتَّکُوا الْخَوَالِفَا

و الْخَالِفُ :السِّقَاءُ، هکذا فی سَائِر النُّسَخِ ،و صَوَابُه:

المُسْتَقِی،کما هُوَ بعَیْنِهِ نَصُّ الصِّحاحِ ،و نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و العُبَاب أَیضاً هکذا، کَالْمُسْتَخْلِفِ ، وَ منه قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ یَصِفُ الْقَطَا:

وَ مُسْتَخْلِفَاتٍ مِنْ بِلاَدِ تَنُوفَهٍ

لِمُصْفَرَّهِ الأَشْدَاقِ حُمْرِ الْحَوَاصِلِ

صَدَرْنَ بِمَا أَسْاُرْنَ مِنْ مَاءِ آجِنٍ

صَریً لَیْسَ (3)مِنْ أَعْطَانِهِ غَیْرَ حَائِلِ

و النَّبِیذُ الفَاسِدُ (4).

و الخَالِفُ : الذی یَقْعُدُ بَعْدَکَ ،قَالَ اللّهُ تَعَالَی: مَعَ اَلْخالِفِینَ (5)،هکذا فَسَّرَهُ الیَزِیدِیُّ .

و الْخِلِّیفَی ،بِکَسْرِ الْخَاءِ و اللامِ المُشَدَّدَهِ ، وَ هو أَحَدُ الأَوْزَانِ التی یَزِنُ بها ما یأتِی علَی لَفْظِهَا،و لذا احْتَاجَ إِلَی ضَبْطِهِ تَصْرِیحاً: الْخِلاَفَهُ ، قال شَیْخُنَا نَقلاً عن حَوَاشِی دِیبَاجَهِ المُطَوَّلِ للفَنَارِیِّ :إن الخِلِّیفَی مُبَالَغَهٌ فی الخِلاَفَهِ ، لا نَفْسُها،کما یُتَوَهَّم مِن کَلامِ الصِّحاحِ .انتهی.

قلتُ :

17- و قد وَرَدَ ذلک فی حدیثِ عُمَرَ رضی الله عنه: «لو أُطِیقُ (6)الآذَانَ مَعَ الخِلِّیفَی لأَذَّنْتُ ». قال الصَّاغَانِیُّ :کأَنَّهُ أرادَ بالخِلِّیفَی کَثْرَهَ جَهْدِهِ فی ضَبْطِ أُمُورِ الخِلاَفَهِ ،و تَصْرِیفِ أَعِنَّتِها،فإِنَّ هذا النَّوْعَ مِن المَصَادِرِ یَدُلُّ عَلَی معنَی الْکَثْرَهِ .

و الخَلِیفُ ، کَأَمِیرٍ:الطَّرِیقُ بَیْنَ الْجَبَلَیْنِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للشاعرِ-و هو صَخْرُ الغَیِّ الهُذَلِیِّ -:

فَلَمَّا جَزَمْتُ بِه قِرْبَتِی

تَیَمَّمْتُ أَطْرِقَهً أو خَلِیفَا (7)

ص:192


1- (1) سوره التوبه الآیه 87. [1]
2- (2) کذا،و قد تقدم فی ماده«ف ر س»و لیس«ف س ر».
3- (3) بالأصل«و لیس من أعطائه»و المثبت عن الدیوان.
4- (4) ما بین معقوفتین سقط من الأصل،و قد نبه إلیه بهامش المطبوعه المصریه،و قد استدرک عن القاموس. [2]
5- (5) سوره التوبه الآیه 83. [3]
6- (6) النهایه: [4]لو أطقتُ .
7- (7) دیوان الهذلیین 76/2 و فی شرحه فسر الخلیف بأنه الطریق وراء جبل أو خلف وادٍ،جمعه خُلُف و أَخلِفه.

جَزَمْتُ :مَلأْتُ ،و أَطْرِقَهً :جَمْعُ طَرِیقٍ .

أَو الخَلِیفُ : الْوَادِی بَیْنَهُمَا، وَ هو فَرْجٌ بین قُنَّتَیْنِ ،مُتَدَانٍ قَلِیلُ العَرْضِ و الطُّولِ ،قال:

خَلِیف بَیْنَ قُنَّهِ أَبْرَقِ

و مِنْهُ قَوْلُهُم: ذِیخُ الْخَلِیفِ ، کما یُقَال:ذِئْبُ غَضًی، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للشاعِرِ،و هو کُثَیِّرٌ،یَصِف نَاقَتَهُ :

وَ ذِفْرَی کَکَاهِلِ ذِیخِ الْخَلِیفِ

أَصَابَ فَرِیقَهَ لَیْلٍ فَعَاثَا

قال ابنُ بَرِّیّ ،و الصّاغَانِیُّ :«بذِفْرَی»و أَوَّلُهُ :

تُوَالِی الزِّمَامَا إذا ما دَنَتْ

رَکَائِبُهَا و اخْتَنَثْنَ اخْتِنَاثَا

وَ یُرْوَی:«ذِیخِ الرَّفِیضِ »و هو قِطْعَهٌ مِن الجَبَلِ .

أَو الخَلِیفُ : مَدْفَعُ الْمَاءِ بین الجَبَلَیْنِ ،و قیل:مَدْفَعُه بینَ الوَادِیَیْنِ ،و إِنَّمَا ینْتَهِی المَدْفَعُ إلی خَلِیفٍ لِیُفْضِیَ إِلَی سَعَهٍ .

و قیل: الخَلِیفُ :الطَّریقُ فی الْجَبَلِ أَیّاً کَانَ ، قاله السُّکَّرِیُّ ،أو وَرَاءَ الجَبَلِ ،أو وَرَاءَ الوَادِی،و بکُلِّ ذلک فُسِّرَ قَوْلُ صَخْرِ الغَیِّ السَّابِقُ .

أو الخَلِیفُ : الطَّریقُ فَقَط ، جَمْعُ ذلک کُلِّه: خُلُفٌ ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

فی خُلُفٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرَامِهَا

و الخَلِیفُ : السَّهْمُ الْحَدِیدُ، مِثْلُ الطَّرِیرِ، عن أَبی حَنِیفَهَ ،و أَنْشَدَ لِسَاعِدَهَ بنِ عَجْلانَ الهُذَلِیِّ :

وَ لَحَفْتُه مِنْهَا خَلِیفاً نَصْلُهُ

حَدٌّ کَحَدِّ الرُّمْحِ لَیْسَ بمِنْزَعِ (1)

وَ وَقَعَ فی اللِّسَانِ لِسَاعِدَهَ بنِ جُؤیَّهَ ،و هو غَلَطٌ ،ثم الذی قَالَهُ السُّکَّرِیُّ فی شَرْحِ هذا البیتِ ،و ضَبَطَه«حَلِیفاً»هکذا بالحاء المُهْمَلَهِ ،و فَسَّرَه بالنَّصْلِ الحَادِّ،و لَحَفْتُه،جَعَلْتُه له لِحَافاً (2).قلتُ :و هذا هو الأَشْبَهُ ،و قد تقدَّم الحَلِیفُ بمَعْنَی النَّصْلِ فی مَوْضِعِه.

و الخَلِیفُ : الثَّوْبُ یُشَقُّ وَسَطُهُ ، فیُخْرَجُ البَالِی منه، فَیُوصَلُ طَرفَاهُ و یُلْفَقُ ،عن ابنِ عَبّادٍ،و قد خَلَفَ ثَوْبَهُ ، یَخْلُفُه ، خَلْفاً ،المَصْدَرُ عن کُرَاعٍ .

و خَلِیفُ الْعَائِذِ:هی النَّاقَهُ فی الْیَوْمِ الثَّانِی مِن نِتَاجِهَا، وَ منه یُقَالُ :رَکِبَهَا یَوْمَ خَلِیفِها .

و قال أَبو عمرٍو: الخَلِیفُ اللَّبَنُ بَعْدَ اللِّبَإ، یُقَال:

ائْتِنَا بلَبَنِ نَاقَتِکَ یومَ خَلِیفِها ،أی:بعدَ انْقِطَاع لَبَنِهَا،أی:

الحَلْبَهُ التی بعدَ الوِلاَدَهِ بیَوْمٍ أو یَوْمَیْنِ .

جَمْعُ الْکُلِّ خُلُفٌ ، کَکُتُبٍ و مَرَّ لَه قریباً أن الخُلُفَ ، بالضَّمِّ ،جَمْعُ الخَلِیفِ فی مَعَانیهِ ،و کلاهُما صَحِیحٌ ، کرُسُلٍ و رُسْلٌ ،یُثَقَّلُ و یُخَفَّفُ ،غیرَ أنَّ تَفْرِیقَهُ إِیَّاهُمَا فی مَوْضِعَیْنِ مِمَّا یُشَتِّتُ الذهْنَ ،و یُعَدُّ مِن سُوءِ التَّصْنِیفِ عندَ أَهْلِ الفَنِّ .

و الخَلِیفُ : جَبَلٌ ، وَ فی العُبَابِ :شِعْبٌ ،و قد جاءَ ذِکْرُه فی قَوْلِ عبدِ اللّه بن جَعْفَرٍ الْعَامِرِیِّ :

فَکأَنَّمَا قَتَلُوا بحارِ أَخِیهِمُ

وَسْطَ المُلُوکِ علَی الخَلِیفِ عزَالاَ (3)

وَ کذا فی قَوْلِ مُعَقِّرِ بنِ أَوس بنِ حِمَارٍ البَارِقِیِّ :

وَ نحنُ الأَیْمَنُونَ بَنُو نُمَیْرٍ

یَسِیلُ بِنَا أَمَامَهُمُ الْخَلِیفُ

و قیل:هی ه بَیْنَ مَکَّهَ و الْیَمَنِ .

و الخَلِیفُ : المَرْأَهُ التی أَسْبَلَتْ ، وَ فی العُبَابِ :سَدَلَتْ شَعَرَهَا خَلْفَهَا .

و خَلِیفَا النَّاقَهِ :ما تَحْتَ إِبْطَیْهَا،لا إِبْطَاهَا،و وَهِمَ الجَوْهَرِیُّ ، وَ أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِکُثَیِّرٍ یَصِفُ ناقهً :

کَأَنَّ خَلِیفَیْ زَوْرِهَا و رَحَاهُمَا

بُنَی مَکَوَیْنِ ثُلِّمَا بَعْدَ صَیْدَنِ

المَکَا:جُحْرُ الثَّعْلَبِ و الأَرْنَبِ و نَحْوِهما،و الرَّحَی:

الکِرکِرَهُ ،و البُنَی:جَمْعُ بُنْیَهٍ ،و الصَّیْدَنُ هنا:الثَّعْلَبُ .

ص:193


1- (1) البیت فی اللسان و [1]نسبه لساعده بن جؤیه،و هو فی دیوان الهذلیین 106/3 فی شعر ساعده بن العجلان بروایه:«حلیفاً نصله حدّی» وَ المثبت کروایه اللسان. [2]
2- (2) عن دیوان الهذلیین و بالأصل«جعلته کافاً».
3- (3) معجم البلدان«الخلیف»بروایه:بجار أخیهم...غزالا....

و نَصُّ العُبَابِ مِثْلُ نَصَّ الجَوْهَرِیِّ ،و الذی قَالَهُ المُصَنِّفُ أَخَذَهُ مِن قَوْلِ أَبِی عُبَیْدٍ ما نَصُّه: الخَلِیفُ مِن الجَسَدِ:ما تَحْتَ الْإِبْطِ غَیْرُ ما تَحْتَهُ ،ثم قال أَبو عُبَیْدٍ:و الخَلِیفان مِنَ الْإِبِلِ :کالْإبْطَیْنِ مِن الْإِنْسَانِ ،فَانْظُر هذه العِبَارَهَ ،و مَأْخَذُ الجَوْهَرِیِّ منها صَحِیحٌ ،لا غَلَطَ فیه.

وَ قال شیخُنَا،و مِثْلُ هذا لا یُعَدُّ وهماً؛لِأَنَّهُ نَوْعٌ مِن المَجَازِ،و کثیرا ما تُفَسَّرُ الأَشْیَاءُ بما یُجَاوِرُها بمَوْضِعِها، وَ نَحْوِ ذلک.

و الخَلِیفَهُ ، هکذا باللاَّمِ فی سائرِ النُسَخِ ،و الصَّوابُ :

خَلِیفَه ،کما هو نَصُّ العُبَابِ ،و اللِّسَانِ ،و التَّکْمِلَهِ ،و قد جاءَ ذِکْرُه فی الحدیثِ هکذا بلا لاَمٍ ،و هو جَبَلٌ بمکَّهَ مُشْرِفٌ علَی أَجْیَادٍ، هکذا فی اللِّسَانِ ،زادَ فی العُبَابِ : الْکَبِیرِ، إِشَارَهً إِلَی أنَّ الأَجْیَادَ أَجْیَادَانِ ؛الکَبِیرُ و الصَّغِیرُ،و قد صَرَّح به یاقُوتُ أَیضاً،و مَرَّ ذلک فی الدَّالِ ،و لذا یُقَال لهما:

الأَجْیَادَانِ .

و بِلاَ لاَمٍ : خَلِیفَهُ بنُ عَدِیِّ بنِ عَمْرٍو البَیَاضِیُّ الأَنْصَارِیُّ الصَّحَابِیُّ البَدْرِیُّ ،رَضِیَ اللّه عنه،هکذا رَوَاهُ ابنُ إِسْحَاق، وَ قد اخْتَلِفَ فی نَسَبِهِ (1)،شَهِدَ مع علیٍّ حَرْبَهُ ، أَو هو عَلِیفَهُ ، بالعَیْنِ الْمُهْمَلَهِ ،و هکذا سَمَّاهُ ابنُ هِشَامٍ .

وَ فَاتَهُ :أَبو خَلِیفَهَ بِشْرٌ،له صُحْبَهٌ (2)،رَوَی عنه ابنُه خَلِیفَهُ بنُ بِشْرٍ.

و ابْنُ کَعْبٍ (3)، و خَلِیفَهُ بنُ حُصَیْنِ بنِ قَیْسِ بنِ عاصِمٍ المِنْقَرِیُّ ،عِدَادُه فی أَهْلِ الکوفَهِ ،رَوَی عن جَمَاعَهٍ من الصَّحابَهِ ،و رَوَی عنه الأَغَرُّ.

و أَبو خَلِیفَهَ ، عِدَادُه فی أَهلِ الیَمَنِ ،رَوَی عن علیٍّ ، وَ عنه وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ ،و هؤلاءِ الثَّلاثهُ تَابِعِیُّون.

و أَبو هُبَیْرَهَ خَلِیفَهُ بنُ خَیَّاطٍ الْبَصْرِیُّ العُصْفُرِیُّ اللَّیْثِیُّ ، سَمِعَ حُمَیْدًا الطَّوِیلَ ،و عنه أَبو الولیدِ الطَّیَالِسِیُّ ،مات سنه 160، و فِطْرُ بنُ خَلِیفَه ، بنِ خَلِیفَهَ ،أبوه مَوْلَی عَمْرِو بنِ حُرَیْثٍ ،و تکلَّم فیه الدَّارَقُطْنِیُّ ،و وَثَّقَه غیرُه،و الثلاثهُ الأُوَلُ کما أَشَرْنَا إِلیه تَابِعِیُّون، مُحَدِّثُونَ . و فَاتَهُ : خَلِیفَهُ الأَشْجَعِیُّ ،مَوْلاهُمْ الْوَاسِطِیُّ .

وَ خَلِیفَهُ بنُ قَیْسٍ ،مَوْلَی خالدِ بنِ عُرْفُطَهَ ،حَلِیفُ بنی زُهْرَهَ .

وَ خَلِیفَهُ بنُ غالِبِ ،أَبو غالبٍ اللَّیْثِیُّ ،هؤلاءِ مِن أَتْبَاعِ التَّابِعین.

وَ خَلِیفَهُ بنُ حُمَیْدٍ،عن إِیاسِ بنِ مُعَاوِیَهَ ،تُکُلِّمَ فیه.

و الْخَلِیفَهُ :السُّلْطَانُ الأَعْظَمُ ، یَخْلُفُ مَن قَبْلَه،و یَسُدُّ مَسَدَّهُ ،و تَاؤُه للنَّقْلِ ،کما صَرَّح به غیرُ واحدٍ،و فی المِصْبَاحِ أَنها للمُبَالَغَهِ ،و مِثْلُه فی النِّهَایَهِ ،قال شیخُنَا:

وَ جَوَّزَ الشیخُ ابنُ حَجَرٍ المَکِّیُّ فی فَتَاوَاهُ أَن یکونَ صِفَهً لمَوْصوفٍ مَحْذُوفٍ ،تَقْدِیرُه:نَفْسٌ خَلِیفَهٌ ،و فیه نَظَرٌ، فَتَأَمَّلْ .

قال الجَوْهَرِیُّ : و قد یُؤَنَّثُ ، قال شیخُنَا:یُرِیدُ فی الإِسْنَادِ و نَحْوِه.مُرَاعَاهً لِلَفْظِهِ ،کما حکاه الفَرَّاءُ،و أَنْشَدَ:

أَبُوکَ خَلِیفَهٌ وَلَدَتْهُ أُخْرَی

وَ أَنْتَ خَلِیفَهٌ ذَاکَ الْکَمَالُ

قلتُ :«وَلَدَتْهُ أُخْرَی»قَالَهُ لِتَأْنِیثِ اسْمِ الخلیفَهِ ،و الوَجْهُ أَن یکونَ :وَلَدَه آخَرُ.

کالْخَلِیفِ بغَیْرِ هاءٍ،أَنْکَرَهُ غیرُ واحدٍ،و قد حَکَاهُ أَبو حاتمٍ ،و أَوْرَدَهُ ابنُ عَبَّادٍ فی المُحِیطِ ،و ابنُ بَرِّیّ فی الأَمَالِی،و أَنْشَدَ أَبو حاتمٍ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:

إنَّ مِنَ الْحَیِّ مَوْجُوداً خَلِیفَتُهُ

وَ مَا خَلِیفُ أَبِی وَهْبٍ بِمَوْجُودِ

ج: خَلائِفُ ، قال الجَوْهَرِیُّ :جاؤُوا به علَی الأَصْلِ ، مِثْل:کَرِیمَهٍ و کَرَائِمَ ، و قالوا أَیضاً: خُلَفَاءُ ، مِن أَجْلِ أَنَّهُ لا یَقَعُ إِلاَّ علَی مُذَکَّرٍ،و فیه الهاءُ،جَمَعُوه علَی إِسْقَاطِ الهاءِ، فصَارَ مِثْلَ :ظَرِیفٍ و ظُرَفَاءَ؛لأَنَّ فَعِیلَهَ بالهاءِ لا تُجْمَعُ علَی فُعَلاءَ،هذا کلامُ الجَوْهَرِیِّ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و هو نَصُّ ابنِ السِّکِّیتِ ،و عَلَی قَوْلِ أَبی حاتمٍ ،و ابنِ عَبَّادٍ لا یُحْتَاجُ إِلَی هذا التَّکَلُّفِ .

قال الزَّجَّاجُ :جاز أن یُقَالَ لِلأَئِمَّهِ : خُلَفَاءُ اللّه فی أَرْضِهِ ،

ص:194


1- (1) انظر ترجمته فی أسد الغابه.
2- (2) اختلف فی صحبته انظر أسد الغابه.
3- (3) زیاده عن القاموس.

بقَوْلِه عزَّ و جَلَّ : یا داوُدُ إِنّا جَعَلْناکَ خَلِیفَهً فِی الْأَرْضِ (1).

وَ قال الفَرَّاءُ فی قَوْلِهِ تعالَی: ثُمَّ جَعَلْناکُمْ خَلائِفَ فِی الْأَرْضِ (2)،أی:جَعَلَ أُمَّهَ محمَّدٍ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم خَلائِفَ کُلِّ الأُمَمِ ،قال:و قیل: خَلائِفَ فِی الْأَرْضِ : یَخْلُفُ بَعْضُکُم بَعْضاً،قال ابنُ السِّکّیتِ :فإِنَّه وَقَعَ (3)للرِّجَالِ خَاصَهً ، وَ الأَجْوَدُ أَنْ یُحْمَلَ علَی مَعْنَاه،فإِنَّهُ رُبَّمَا یَقَع للرِّجَالِ ،و إِنْ کانتْ فیه الهاءُ،أَلا تَرَی أَنَّهُمْ قد جَمَعُوه عَلَی خُلَفَاءَ ، قالُوا:ثَلاَثَهُ خُلَفَاءَ لا غَیْرُ،و قد جُمِعَ خَلاَئِف ،فمَنْ قال:

خَلاَئِفُ ،قال:ثَلاَثُ خَلاَئِفَ ،و ثَلاَثَهُ خَلاَئِفَ ،فمَرَّهً یذهَبُ به إِلَی المعنَی،و مَرَّهً یذْهَبُ به إلی اللَّفْظِ .

و خَلَفَهُ فی قَوْمِهِ ، خِلافَهً ، بالکَسْرِ،علَی الصَّوابِ ، وَ القیاسُ یَقْتَضِیهِ ؛لأَنَّه بمعْنَی الإِمَارَهِ ،و هکذا ضُبِطَ فی نُسَخِ الصِّحاحِ ،و إِن کان إِطْلاقُ المُصَنِّفِ یَقْتَضِی الفَتْحَ .

وَ قَوْلُ شَیْخِنا:و هو الذی صَرَّح به ابنُ الأَثِیرِ،و غیرُه، وَ الصَّوابُ الکَسْرُ،فیه نَظَرٌ؛فإِنَّ الذی صَرَّح به ابنُ الأَثِیرِ:

الخَلافَهُ ،بالفَتْحِ ،هو مَصْدَرٌ الخَالِفِ و الخَالِفَهِ ،الذی لا غَنَاءَ عِنْدَهُ ،أو کَثِیرُ الإِخْلافِ ،و هذا قد یَجِیءُ لِلْمُصَنِّف لا بمعنَی الإِمَارَهِ ،فتَأَمَّلْ .

وَ تقدَّم أَیضاً فی ذِکْرِ الفَرْقِ بینَ الخَلَفِ ،و الخَلْفِ ، وَ الخَالِفَهِ ،أنَّ الخَلَفَ ،مُحَرَّکَهً :مَصْدَرُ خَلَفَهُ ، خَلَفاً ، وَ خِلاَفهً : کَانَ خَلِیفَتَهُ ، وَ اسْمُ الفَاعِلِ منه: خَلِیفَهٌ ، وَ خَلِیفٌ ،قال الجَوْهَرِیُّ :و منه قَوْلُه تعالَی: وَ قالَ مُوسی لِأَخِیهِ هارُونَ اُخْلُفْنِی فِی قَوْمِی (4).

و خَلَفَهُ أَیضاً: بَقِیَ بَعْدَهُ ، وَ فی الصِّحاحِ :جاءَ بَعْدَه، وَ بَیْنَ الفِعْلَیْنِ فَرْقٌ ،مَرَّ قریباً فی کلامِ ابنِ بَرِّیّ .

و خَلَفَ فَمُ الصَّائمِ خُلُوفاً ،و خُلُوفَهً ، بضَمِّهِمَا علَی الصَّوابِ ،و لو أنَّ إِطْلاقَ المُصَنِّفِ یَقْتَضِی فَتْحَهُمَا،و علَی الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و کذا خِلْفَهً ،بالکَسْرِ،کما فی اللِّسَانِ : تَغَیَّرَتْ رَائِحَتُهُ ، وَ منه

16- الحدِیثُ : « لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْیَبُ عِنْدَ اللّه مِنْ رِیحِ الْمِسْکِ ». قال شیخُنَا:

الخُلُوفُ ،بالضَّمِّ ،بمعنَی تَغَیُّرِ الفَمِ هو المَشْهُورُ،الذی صَرَّح به أَئِمَّهُ اللُّغَهِ ،و حکَی بعضُ الفُقَهاءِ و المُحَدِّثین فَتْحَهَا،و اقْتَصَرَ عَلَیه الدَّمِیرِیُّ فی شَرْحِ الْمِنْهَاجِ ،و أَظُنُّه غَلَطاً،کما صرَّح به جَمَاعَهٌ ،و قال آخَرُونَ :الفَتْحُ لُغَهٌ رَدِیئَهٌ ،و اللّه أَعلمُ ،و

16- فی رِوایَهِ : « خِلْفَهُ فَمِ الصَّائِمِ ». و

1- سُئِلَ علیٌّ رَضِیَ اللّه عنه عن القُبْلَهِ للصَّائمِ ،فقَالَ :«و مَا أَرَبُکَ إِلَی خُلُوفِ فِیهَا؟». کَأَخْلَفَ ، لُغَهٌ فی خَلَفَ ،أی:تَغَیَّرَ طَعْمُه،نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ ، و مِنْهُ نَوْمَهُ الضُّحَی مَخْلَفَهٌ لِلْفَمِ ، وَ فی بعضِ الأُصُولِ (5):نَوْمُ الضُّحَی،و مَخْلِفَهٌ ،ضَبَطُوه بضَمِّ المِیمِ و فَتْحِهَا،مع کَسْرِ اللامِ و فَتْحِهَا،أیّ تُغَیِّرُ الفَمَ .

و خَلَفَ اللَّبَنُ ،و الطَّعَامُ : إذا تَغَیَّرَ طَعْمُهُ ،أو رَائِحَتُهُ [کأَخْلَفَ ] (6)،کما فی الصِّحاحِ ،و هو مِن حَدِّ نَصَرَ،و رُوِیَ :

خَلُفَ ککَرُمَ ، خُلُوفاً ،فیهما،و قیل: خَلَفَ اللَّبَنُ خُلُوفاً :إذا أُطِیلَ إنْقَاعُهُ حتی یَفْسُدَ،و فی الأَسَاسِ :أی خَلَفَ طَیِّبَه تَغَیُّرُه،أی:خَلط ،و هو مَجازٌ،و قال اللِّحْیَانِیُّ : خَلَفَ الطَّعَامُ و الفَمُ ، یَخْلُفُ ، خُلُوفاً :إذا تَغَیَّرَا،و کذا ما أَشْبَهَ الطَّعَامَ و الْفَمَ .

و خَلَفَ فُلانٌ :فَسَدَ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ ، وَ منه قَوْلُهُم:عبْدٌ خَالِفٌ ،أی فَاسِدٌ،و هو مِن حَدِّ نَصَر، وَ مَصْدَرُه الخَلْفُ ،بالسُّکُونِ ،و یجوزُ أَن یکونَ من باب کَرُم،فهو خَالِفٌ ،کحَمُضَ ،فهو حَامِضٌ .

و خَلَفَ الرَّجُلُ : صَعِدَ الْجَبَلَ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و خَلَفَ فُلاَنًا یَخْلُفُه : أَخَذَهُ مِن خَلْفِهِ ، وَ منه خَلَفَ له بالسَّیْفِ :إذا جَاءَه مِن خَلْفِهِ ،فضَرَبَ عُنُقَهُ .

و خَلَفَ اللّه تَعَالَی عَلَیْکَ خَلَفاً ،و خِلافَهً أی:کَانَ خَلِیفَهَ مَن فَقَدْتَهُ عَلَیْکَ .

و یُقَالُ : خَلَفَ بَیْتَهُ یَخْلُفُه ، خَلَفاً ، جَعَلَ لَهُ خَالِفَهً ،أی:

عَمُوداً فی مُؤَخَّرِه.

و خَلَفَ أَبَاهُ ، یَخْلُفُه ، خَلَفاً ، صَارَ خَلْفَهُ ، أی لا علَی جَهَهِ البَدَلِ ،فهو خَالِفٌ ،أی: مُتَخَلفٌ عنه.

ص:195


1- (1) سوره ص الآیه 26. [1]
2- (2) سوره یونس الآیه 14 و [2]بالأصل«و جعلناکم».
3- (3) یعنی«قوله:«خلیفه»کما صرح به فی التهذیب.
4- (4) سوره الأعراف الآیه 142. [3]
5- (5) کما فی اللسان. [4]
6- (6) ما بین معقوفتین سقط من الأصل و استدرکت عن القاموس،و [5]قد نبه إلی هذا السقط بهامش المطبوعه المصریه.

أو خَلَفَه بمَعْنَی صار مَکَانَه، وَ مَصْدَرُه الخَلَفُ ،مُحَرَّکَهً .

و قِیل: خَلَفَ مَکَانَ أَبِیهِ ، خَلَفاً ،و خِلاَفَهً ، بالکَسْرِ:

صَارَ فیهِ خَاصَّهً دُونَ غَیْرِهِ ، وَ اسْمُ الفاعلِ من الفعلِ الأَوَّلِ : خَالِفٌ ،و مِن الفِعْلَیْنِ الثَّانِیَیْنِ : خَلِیفٌ .

و خَلَفَتِ الْفَاکِهَهُ بَعْضُهَا بَعْضاً، خَلَفاً ،و خِلْفَهً ،إِذا صَارَتْ خَلَفاً أی:بدلاً و عِوضاً مِن الأُولَی.

و خَلَفَهُ رَبَّهُ (1)فی أَهْلِهِ ، وَ وَلَدِهِ خِلاَفَهً حَسَنَهً : کَانَ خَلِیفَهً عَلَیْهِمْ ، وَ منه: خَلَفَهُ فی أَهْلِه،یکونُ فی الخَیْرِ و الشَّرِّ، وَ لذلک قیل:أَوْصَی له بالخِلاَفَهِ .

و خَلَفَ فُوهُ ، خُلُوفاً ،و خُلُوفَهً ،بِضَمِّهِمَا: إذا تَغَیَّرَ، وَ هذا قد تقدَّم بعَیْنِه قریباً،فهو تَکْرَارٌ،و ضَمُّ المَصْدَرَیْنِ کما ضَبَطَهما هو الصَّوابُ الذی صَرَّح به الأَئِمَّهُ ،و قد تقدَّم الکلامُ عَلَیه آنِفاً.

و خَلَفَ الثَّوْبَ :أَصْلَحَهُ ، کَأَخْلَفَ فِیهِمَا، أی فی الثَّوْبِ وَ الْفَمِ ،و قد تقدَّم: أَخْلَفَ فَمُ الصائمِ ،فی کَلامِهِ قَرِیباً، فهو تَکْرَارٌ أَیضاً،و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ الجَمِیعَ ،و قال: أَخْلَفْتُ الثَّوْبَ ،لُغَهٌ فی خَلَفْتُه ،قال الکُمَیتُ یَصِفُ صَائِداً:

یَمْشِی بِهِنَّ خَفیُّ الشَّخْصِ مُخْتَتِلٌ

کَالنَّصْلِ أَخْلَفَ أَهْدَاماً بأَطْمَارِ (2)

أی: أَخْلَفَ مَوْضِعَ الخُلْقَانِ خُلْقانًا.

و خَلَفَ لأَهْلِهِ خَلْفاً : اسْتَقَی مَاءً، وَ الاسْمُ الخِلْفُ ، وَ الخِلْفَهُ ،قَالَهُ أَبو عُبَیْدٍ، کَاسْتَخْلَفَ ،و أَخْلَفَ ، و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَخْلَفْتُ القَوْمَ :حَمَلْتُ إِلیهِم الماءَ العَذْبَ ،و هم فی رَبِیعٍ لیس مَعَهم مَاءٌ عَذْبٌ ،أو یکونون علَی مَاءٍ مِلْحٍ ، وَ لا یکون الإخْلافُ إِلاَّ فی الرَّبِیعِ ،و هو فی غیرِه مُسْتَعَارٌ منه.

و خَلَفَ النَّبِیذُ:فَسَدَ، فهو خَالِفٌ ،و قد تقدَّم.

و یُقَالُ لِمَنْ هَلَکَ لَهُ مَالاَ، وَ فی المحکم:مَنْ لا یُعْتَاضُ مِنْهُ ،کالأَبِ ،و الأُمِّ ،و العَمِّ : خَلَفَ اللّه علَیْکَ ،أیْ :کَانَ اللّه عَلَیْکَ خَلِیفَهً ،و خَلَفَ اللّه تَعَالَی علَیْکَ خَیْرًا أو بِخَیْرٍ، و فی اللِّسَان:و بخَیرٍ،و قال الأَصْمَعِیُّ :إذا دَخَلَتِ (3)الباءُ فی«بخَیْرٍ»أُسْقِطَتِ الإِلِفُ ، و أَخْلَفَ اللّه عَلَیْکَ خَیْرًا، و أَخْلَفَ لَکَ خَیْرًا،و یُقَال، لِمَنْ هَلَکَ لَهُ ما یُعْتَاضُ مِنْهُ ، أو ذَهَبَ مِن وَلَدٍ و مَالٍ : أَخْلَفَ اللّه لَکَ ،و أَخْلَفَ عَلَیْکَ ، وَ خَلَفَ اللّه لَکَ ،أو یَجُوزُ: خَلَفَ اللّه عَلَیْکَ فی الْمَالِ وَ نَحْوِهِ مِمَّا یُعْتَاضُ منه،و عبارهُ الجَوْهَرِیِّ :و یُقَال لِمَنْ ذَهَبَ له مالٌ ،أو وَلَدٌ،أو شَیءٌ یُسْتَعَاضُ : أَخْلَفَ اللّه علیکَ ، أی:رَدَّ اللّه علیکَ مِثْلَ ما ذَهَبَ ،فإِنْ کان هَلَکَ لَهُ (4)أَخٌ أَو عَمٌّ ،أو وَالِدٌ،قُلْتَ : خَلَفَ اللّه علیک،بغَیْرِ أَلِفٍ ،أی کَانَ اللّه خَلِیفَهَ والدِک،أو مَن فَقَدْتَه علیک.انتهی،و قال غیرُه:

یُقَال: خَلَفَ اللّه لک خَلَفاً بخَیْرٍ،و أَخْلَف علیک خَیْرًا،أی أَبْدَلَکَ بما ذَهَبَ منکَ ،و عَوَّضَک عنه،و قیل:یُقَالُ : خَلَفَ اللّه علیک،إذا ماتَ لک مَیِّتٌ ،أی:کان اللّه خَلِیفَهً ،و قد ذَکَره المُصَنِّفُ ، و یَجُوزُ فی مُضَارِعهِ یَخْلَفُ ،کَیمْنَعُ ، وَ هو نَادِرٌ، لأَنَّه لا مُوجِبَ لفَتْحِه فی المُضَارِع مِن غَیرِ أَنْ یکونَ حَرْفاً حَلْقِیًّا.

و خَلَفَ عَن أَصْحَابِهِ ، یَخْلُفُ ،بالضَّمِّ :إذا تَخَلَّفَ ، قال الشَّمَّاخُ :

تُصِیبُهُمُ و تَخْطِئُنَا الْمَنَایَا

وَ أَخْلُفُ فی رُبُوعٍ عَنْ رُبُوعِ

و خَلَفَ فُلانٌ خَلافَهً ، وَ خُلُوفاً : کَصَدَارَهٍ ،و صُدُورٍ:

حَمُقَ ، وَ قَلَّ عَقْلُهُ ، فهو خَالِفٌ ،و خَالِفَهٌ ، وَ أَخْلَفُ ، وَ خَلِیفٌ ،و هی خَلْفَاءُ ،و التاءُ فی« خَالِفَهٍ »للمُبَالَغَهِ ،و قد تقدّم.

و خَلَفَ عَن خُلُقِ أَبِیهِ ، یَخْلُفُ ، خُلُوفاً :إذا تَغَیَّرَ عَنْهُ .

و خَلَفَ فُلانًا، یَخْلُفُه ، خَلَفاً : صَارَ خَلِیفَتَهُ فی أَهْلِهِ ، وَ وَلَدِهِ ،و أَحْسَنَ خِلاَفَتَهُ عنه فیهم.

و خَلِفَ الْبَعِیرُ،کَفَرِح:مَالَ علَی شِقٍّ واحدٍ، فهو أَخْلَفُ بَیِّنُ الخَلَفِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قد تقدَّم قریباً،فهو تَکْرَارٌ.

و خَلِفَتِ النَّاقَهُ تَخْلَفُ ، خَلَفاً :أی حَمَلَتْ قَالَهُ اللِّحْیَانِیُّ ،و نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ فی المُحِیطِ .

ص:196


1- (1) عن اللسان و [1]بالقاموس ضبط قلم بفتح الباء.
2- (2) اللسان [2]بروایه«خفی الصوت»و المثبت کالصحاح. [3]
3- (3) التهذیب و اللسان: [4]إذا أدخلتَ الباء ألقیتَ الألف.
4- (4) عن الصحاح و [5]اللسان و [6]بالأصل«لک».

و الخِلاَفُ ،کَکِتَابٍ :و شَدُّهُ ، أی مع فَتْحِهِ لَحْنٌ من العَوَامِّ ،کما فی العُبَابِ . صِنْفٌ مِن الصَّفْصَافِ و لَیْسَ بِهِ (1)، وَ هو بأَرْضِ العربِ کَثِیرٌ،و یُسَمَّی السَّوْجَرَ،و أَصْنَافُهُ کثیرهٌ ، وَ کُلُّهَا خَوَّارٌ ضَعِیفٌ ،و لذا قال الأَسْوَدُ:

کَأَنَّکَ صَقْبٌ مِن خِلاَفٍ یُرَی لَهُ

رُوَاءُ و تَأْتِیهِ الْخُؤُورَهُ مِنْ عَلُ

الصَّقْبُ :عَمُودٌ مِن عُمُدِ البَیْتِ ،و الواحِدَه: خِلاَفَهٌ .

وَ زَعَمُوا أَنه سُمِّیَ خِلاَفاً ،لأَنَّ السَّیْلَ یَجِیءُ به سَبْیاً، فَیَنْبُتُ مِن خِلاَفِ أَصْلِهِ ، قَالَهُ أَبو حَنِیفَهَ ،و هذا لیس بقوِیٍّ ، قال الجَوْهَرِیُّ : و مَوْضِعُهُ مَخْلَفَهٌ .

قال:و أَمَّا قَوْلُ الرَّاجِزِ:

یَحْمِلُ فی سَحْقٍ مِنَ الْخِفَافِ

تَوَادِیاً سُوِّینَ مِنْ خِلاَفِ

فإِنَّمَا یُرِیدُ مِن شَجَرٍ مُخْتَلِفٍ ،و لیس یعنی الشَّجَرَهَ التی یُقَال لها: الخِلافُ ؛لأَنَّ ذلک لا یکادُ أَن یَکونَ فی الْبَادِیَهِ .

و رَجُلٌ خِلِّیفَهُ ،کَبِطِّیخَهٍ : مُخَالِفٌ ذُو خِلْفَهٍ ،قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

و رجل خِلفَنهُ ،کَرِبَحْلَهٍ ، کما فی المُحِیطِ ، و خِلَفْنَاهٌ ، کما فی اللِّسَانِ ،عن اللِّحْیَانِیِّ ، و نُونُهُمَا زَائِدَهٌ ،و هُمَا للْمُذَکَّرِ و الْمُؤنَّثِ و الْجَمْعِ ، یُقَال:هذا رجلٌ خِلَفْنَاهٌ وَ خِلَفْنَهٌ ،و امرأَهٌ خِلَفْنَاهٌ و خِلَفْنَهٌ ،و القومُ خِلَفْنَاهٌ و خِلَفْنَهٌ قَالَهُ اللِّحْیَانِیُّ ،و نُقِلَ عن بعضِهم فی الجمع: خِلَفْنَاتٌ (2)فی الذُّکُورِ و الإِنَاثِ : أیْ مُخَالِفٌ ، کَثِیرُ الْخِلاَفِ ،و فی خُلُقِهِ خِلَفْنَهٌ ، کدِرَفْسَهٍ ،و هذه عن الجَوْهَرِیِّ ، خِلَفْنَاهٌ أَیضاً، کما فی المُحْکَمْ ،و نُونُهُمُا زائدهٌ أَیضاً، و کذا خَالِفٌ ،و خَالِفَهٌ ، وَ خِلْفَهٌ ، وَ خُلْفَهٌ ، بِالْکَسْرِ و الضَّمِّ : أی خِلافٌ ، وَ قد تقدَّم عن ابن بُزْرْجَ أنَّ الخُلْفَهَ فی العَبْدِ،بِالضَّمِّ ،هو الحُمْقُ وَ العَتَهُ ،و عن غیرِه:الفَسَادُ،و بَیْن خِلْفَهِ و خِلْقَهٍ جِنَاسُ تَصْحِیفٍ .

و المَخْلَفَهُ ، کَمَرْحَلَهٍ :الطَّرِیقُ ، فی سَهْلٍ کانَ أَوجَبَلٍ ،و منه قَوْلُ أَبی ذُؤَیْبٍ :

تُوَمِّلُ أَنْ تُلاَقِیَ أُمَّ وَهْبٍ

بِمَخْلَفَهٍ إِذَا اجْتَمَعَتْ ثَقِیفُ (3)

و مَخْلَفَهُ بنی فُلانٍ : المَنْزِلُ .

و مَخْلَفهُ مِنًی:حَیْثُ یَنْزِلُ النَّاسُ ، وَ منه قَوْلُ الهُذَلِیِّ :

وَ إِنَّا نَحْنُ أَقْدَمُ مِنْکَ عِزًّا

إِذا بُنِیَتْ لِمَخْلَفَهَ الْبُیُوتُ (4)

قلتُ :و هو قَوْلُ عَمْرِو بنِ هُمَیْلٍ الهُذَلِیِّ ،و لم یُذْکَرْ شِعْرُه فی الدِّیوانِ .

و المَخْلَفُ ، کَمَقْعَدٍ:طُرُقُ النَّاسِ بمِنًی حَیْثُ یَمُرُّونَ ، وَ هی ثلاثُ طُرُقٍ ،و یقال:اطْلُبْهُ بالمَخَلَفَهِ الوُسْطَی مِن مِنًی.

و رَجُلٌ خُلْفُفٌ ،کقُنْفُذٍ، وَ ضُبِطَ فی اللِّسَانِ مِثْل جُنْدَبٍ :

أَحْمَقُ ،و هی خُلْفُفٌ و خُلْفُفَهٌ ، بهاءٍ،و بِغَیرِ هاءٍ:أی حَمْقَاءُ.

و أُمُّ الخُلْفُفِ ،کَقُنْفُذٍ،و جُنْدَبٍ ، و علَی الضَّبْطِ الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الصَّاغَانِیُّ : الدَّاهِیَهُ ،أو الْعُظْمَی منها.

و أَخْلَفَهُ الْوَعْدَ:قَالَ و لَم یَفْعَلْهُ ، قال اللّه تعالَی: إِنَّکَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ (5)،و نَصَّ الصِّحاح:أن یقولَ شَیْئاً و لا یَفْعَلُه علَی الاسْتِقْبَالِ .

قال: و أَخْلَفَ فُلانًا أَیضاً:إذا وَجَدَ مَوْعِدَهُ خُلْفاً ، وَ أَنْشَدَ لِلْأَعْشَی:

أَثْوَی و قَصَّرَ لَیْلَهً لِیُزَوَّدَا

فَمَضَتْ و أَخْلَفَ مِنْ قُتَیْلَهَ مَوْعِدَا

وَ یُرْوَی:«فَمَضَی» (6).

ص:197


1- (1) فی التهذیب و اللسان:الخلاف:الصفصاف.و فی تذکره داود: الخلاف بالتخفیف أفصح هو الصفصاف بأنواعه.
2- (2) فی اللسان:خلفنیات.
3- (3) دیوان الهذلی الهذلیین 98/1 و یروی أم عمرو و هذه الروایه عن أبی بکر الحلوانی وحده.
4- (4) البیت فی اللسان و التهذیب و فیه بروایه«بمخلفه»و المثبت کاللسان، وَ البیت لم یرد فی دیوان الهذلیین،و قد ورد فی شرح أشعار الهذلیین 822/2 منسوباً لعمرو بن همیل من قصیده رقم 4 فی شعره بروایه «بمخلفه»کالتهذیب.
5- (5) سوره آل عمران الآیه 194. [1]
6- (6) قوله:فمضت أی مضت اللیله کما فی الصحاح و [2]من روی فمضی فالضمیر یعود علی العاشق.کما فی اللسان. [3]

قال: و کان أَهْلُ الجَاهِلیَّهِ یقولون: أَخْلَفَتِ النُّجُومُ ، أی: أَمْحَلَتْ ،فلَم یَکُنْ فِیهَا مَطَرٌ، وَ هو مَجَازٌ،و أَخْلَفَتْ عن أَنْوائِهَا کذلک،أی:لأَنَّهُمْ کانُوا یَعْتَقِدُونَ و یَقُولُونَ :

مُطِرْنَا بِنَوْءِ کذا و کذا.

وَ نَقَلَ شیخُنَا عن الفَارَابِیِّ فی دیوان الأَدَب،أنَّ أَخْلَفَهُ من الأَضْدَادِ،یَرِدُ بمعنَی:وَافَقَ مَوْعِدَهُ ،قال:و هو غَرِیبٌ .

و أَخْلَفَ فُلانٌ لِنَفْسِهِ ، أَو لغیرِه: إِذا کَان قد ذَهَبَ لَهُ شَیْ ءٌ،فَجَعَلَ مَکَانَهُ آخَرَ، وَ منه

16- الحدیثُ : «أَبْلِی و أَخْلِفی ، ثم أَبْلِی و أَخْلِفی ». قَالَهُ لأُمِّ خالِدٍ حین أَلْبَسَهَا الخَمِیصَهَ ، وَ تقول العَرَبُ لمَن لَبِسَ ثوباً جدیداً:«أَبْلِ ،و أَخْلِفْ ، وَ احْمَدِ الکَاسِی».

وَ قال ابنُ مُقْبِلٍ :

أَ لم تَرَ أنَّ المالَ یَخْلُفُ نَسْلُه

وَ یأتِی عَلَیه حَقُّ دَهْرٍ و بَاطِلُهْ

فَأَخْلِفْ و أَتْلِفْ إِنَّمَا الْمَالُ عَارَهٌ

وَ کُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الذی هُوَ آکِلُهْ

یقول:اسْتَفِدْ خَلَفَ مَا أَتْلَفْتَ .

و أَخْلَفَ النَّبَاتُ :أَخْرَجَ الْخِلْفَهَ ، وَ هو الذی یخْرُجُ بَعْدَ الوَرَقِ الأَوَّلِ فی الصَّیْفِ ،و

16- فی حدیثِ جَرِیرٍ: «خَیْرُ المَرْعَی الْأَرَاکُ و السَّلَمُ ،«إِذا (1)أَخْلَفَ کانَ لَجِینًا». و

16- فی حدِیثِ خُزَیْمَه السُّلَمِیِّ : «حتَّی آلَ السُّلاَمَی،و أَخْلَفَ الْخُزَامَی». أی:طَلَعَتْ خِلْفَتُهُ مِن أُصُولِهِ بالمَطَرِ.

و أَخْلَفَ الرَّجُلُ : أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی السَّیْفِ ، إِذا کان مُعَلَّقًا خَلْفَهُ ، لِیَسُلَّهُ و قال الفَرَّاءُ: أَخْلَفَ یَدَهُ :إذا أَرَادَ سَیْفَهُ ، فأَخْلَفَ یَدَهُ إلی الکِنَانَهِ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «إنَّ رَجُلاً أَخْلَفَ الخُزَامَی». أی:طَلَعَتْ خِلْفَتُهُ مِن أُصُولِه بالمَطَرِ.

و أَخْلَفَه الرَّجُلُ : أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی السَّیْفِ ، إِذا کان مُعَلَّقًا خَلْفَهُ ، لِیَسُلَّهُ و قال الفَرَّاءُ: أَخْلَفَ یَدَهُ :إذا أَرَادَ سَیْفَهُ ، فأَخْلَفَ یَدَهُ إلی الکِنَانَهِ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «إنَّ رَجُلاً أَخْلَفَ السَّیْفَ یَوْمَ بَدْرٍ».

و قال الأَصْمَعِیُّ : أَخْلَفَ عَن الْبَعِیرٍ: إذا حَوَّلَ حَقَبَهُ ، فَجَعَلَهُ مِمَّا یَلِی خُصْیَیْهِ ،و ذلک إذا أَصَابَ حَقَبُهُ ثِیلَهُ ، فَاحْتَبَسَ بَوْلُهُ ، وَ قال اللِّحْیَانِیُّ :إِنّمَا یُقَال: أَخْلِفِ الحَقَبَ ، أی:نَحِّه عن الثِّیلِ ،و حَاذِ به الحَقَبَ ؛لأَنَّهُ یُقَالُ :حَقِبَ بَوْلُ الجَمَلِ ،أی:احْتَبَسَ ،یعنی أنَّ الحَقَبَ وَقَعَ علَی مَبَالِهِ ،و لا یُقَال ذلک فی النَّاقهِ ،لأَنَّ بَوْلَها مِن حَیائِها،و لایَبْلُغُ الحَقَبُ الحَیاءَ.

و أَخْلَفَ فُلانًا:رَدَّهُ إِلَی خَلْفِهِ ، قال النَّابِغَهُ :

حتَّی إِذَا عَزَلَ التَّوَائِمَ مُقْصِرًا

ذَاتَ الْعِشَاءِ و أَخْلَفَ الْأَرْکَاحَا (2)

وَ منه

17- حدیثُ عبدِ اللّه بنِ عُتْبَهَ : «جِئْتُ فی الهَاجِرَهِ ، فوجدتُ عُمَر رضی الله عنه یُصَلِّی،فقُمْتُ عن یَسَارِهِ ، فأَخْلَفَنِی عُمَرُ،فجَعَلَنِی عن یَمِینِهِ ،فجَاءَ یَرْفَأُ،فتَأَخَّرْتُ ، فصَلَّیْتُ خَلْفَه » (3). بحِذَاءِ یَمِینِه،یُقَال: أَخْلَفَ الرَّجُلُ یَدَهُ ، أی:رَدَّهَا (4)إلی خَلْفِهِ ،قَالَهُ الأَزْهَرِیُّ .

و أَخْلَفَ اللّه تَعَالَی عَلَیْکَ : أی ردَّ عَلَیْکَ مَا ذَهَبَ (5)، وَ منه

16- الحَدِیثُ : «تَکَفَّلَ اللّه لِلْغَازِی أَنْ یُخْلِفَ نَفَقَتَهُ ».

و أَخْلَفَ الطَّائِرُ:خَرَجَ لَهُ رِیشٌ بَعْدَ رِیشِهِ الْأَوَّلِ ، وَ هو مَجَازٌ،مِن أَخْلَفَ النَّبَاتُ .

و أَخلف الْغُلاَمُ : إذا راهَقَ الْحُلُمَ ، فهو مُخْلِفٌ ،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ .

و أَخْلَفَ الدَّوَاءُ فُلاَنًا:أَضْعَفَهُ بکَثْرَهِ التَّرَدُّدِ إِلَی الْمُتَوَضَّإِ.

و الْإخْلاَفُ :أَنْ تُعِیدَ الْفَحْلَ علَی النَّاقَهِ إِذَا لَم تَلْقَحْ بِمَرَّهٍ ، وَ قَالُوا: أَخْلَفَتْ :إذا حَالَتْ .

و المُخْلِفُ :الْبَعِیرُ: الذی جَازَ الْبَازِلَ ، کذا فی الصِّحاحِ ،و فی المُحْکَمِ :بعدَ البَازِلِ ،و لیس بَعْدَهُ سِنٌّ ، وَ لکنْ یُقَال: مُخْلِفُ عَامٍ أو عَامَیْنِ ،و کذا ما زَادَ،و الأُنْثَی بالهاءِ،و قیل:الذَّکَرُ و الأُنْثَی سَوَاءٌ،و أَنْشَدَ الجَوْهرِیُّ للجَعَدِیِّ :

أَیَّدِ الْکَاهِلِ جَلْدٍ بَازِلٍ

أَخْلَفَ الْبَازِلَ عَاماً أو بَزَلْ

قال:و کان أَبو زیْدٍ یقول:النَّاقَهُ لا تکونُ بَازِلاً،و لکن

ص:198


1- (1) عن النهایه و [1]اللسان و [2]بالأصل«إذ».
2- (2) لیس فی دیوانه صنعه ابن السکیت،و هو فی اللسان. [3]
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«الذی فی اللسان [4]بعد أن ساق الحدیث إلی«فصلیت خلفه»ما نصه:قال أبو منصور قوله:فأخلفنی،أی ردنی إلی خلفه،فجعلنی عن یمینه بعد ذلک،أو جعلنی خلفه بحذاء یمینه».
4- (4) عن التهذیب،و بالأصل«ردّه».
5- (5) فی التهذیب:أخلف اللّه لک أی أبدل اللّه لک ما ذهب.

إذا أَتی علیها حَوْلٌ بَعْدَ البُزُولِ فهی بَزُولٌ ،إلی أَنْ تُنَیِّبَ ، فتُدْعَی عند ذلک نَابا.انْتهَی،و قیل: الإخْلاَفُ :آخِرُ الأَسْنَانِ مِن جَمِیعِ الدَّوَابِّ ، و هی مُخْلِفٌ ،و مُخْلِفَهٌ ،أَو الْمُخْلِفَهُ منها:هی النَّاقَهُ الرَّاجِعُ ،التی تَوَهَّمُوا أنَّ بها حَمْلاً،ثم لم تَلْقَحْ ،و فی الصِّحاحِ :هی التی ظَهَرَ لَهُمْ أَنَّهَا لَقِحَتْ ،ثُمَّ لَم تَکُنْ کَذَلِکَ ، وَ فی الأَسَاسِ :ظُنَّ بها حَمْلٌ ،ثم لم یَکُنْ ،و هو مَجَازٌ،و الجَمْعُ : مَخَالِیف .

و خَلَّفُوا أَثْقَالَهُمْ تَخْلِیفاً : إذا خَلَّوْهُ ، هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و مِثْلُه نَصُّ العُبَابِ ،و الصَّوابُ :خَلَّوْها،قال شیخُنَا:إِلاَّ أنَّ النُحَاهَ قالوا:إنَّ الضَّمِیرَ قد یعودُ علی أَعَمَّ من المَرْجِعِ ،و علی أَخَصَّ منه،کما فی الکَشَّافِ فی:

وَ لا یُنْفِقُونَها (1). وَرَاءَ ظُهُورِهِم، و هذا إذا ذَهَبُوا یَسْتَقُونَ .

و خَلَّفَ بِنَاقَتِهِ ، تَخْلِیفاً : صَرَّ مِنْهَا خِلْفاً وَاحِداً، عن یَعْقُوبَ ،و نَصُهُ :صَرَّ خِلْفاً وَاحِداً مِن أَخْلاَفِها.

و خَلَّفَ فُلانًا: إذا جَعَلُهُ خَلِیفَتَهُ ، کاسْتَخْلَفَهُ ، و منه قَولُه تَعَالَی: لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ کَمَا اِسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ (2).

و الْخِلاَفُ ، بالکَسْرِ: الْمُخَالَفَهُ ، وَ منه قَوْلُهُ تعالَی: فَرِحَ اَلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللّهِ (3)،أی: مُخَالَفَهَ رَسُولِ اللّه،و یُقْرَأُ: ( خَلْفَ رَسُولِ اللّه) ،کما فی الصِّحاحِ ،و قال اللِّحْیَانِیُّ :سُرِرْتُ بمَقْعَدِی خِلاَفَ أَصْحابِی،أی: مُخَالَفَتَهُم ،و الخِلافُ أَیْضاً:المُضَادَّهُ ،و قد خَالَفَهُ ، مُخَالَفَهً ،و خِلاَفاً ،و فی المَثَلِ : «إِنَّمَا أَنْتَ خِلاَفُ الضَّبُعِ الرَّاکِبَ » ،أی تُخَالِفُ خِلاَفَ الضَّبُعِ ؛لأَنَّ الضَّبُعَ إِذَا رَأَتِ الرَّاکِبَ هَرَبَتْ منه،حَکَاهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و فَسَّرَهُ .

و الخِلاَفُ : کُمُّ الْقَمِیصِ ، یُقَال:اجْعَلْهُ فی مَتَی (4)خِلاَفِکَ ،أی فی وَسَطِ کُمِّکَ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و قَوْلُهُم: هُوَ یُخَالِفُ فُلاَنَهَ ، هکذا فی النُّسَخِ ، وَ الصَّوابُ :إِلَی فُلانَهَ ،کما فی نَصُّ اللِّسَانِ ،و العُبَابِ : أیْ یَأْتِیهَا إِذَا غَابَ عنها زَوْجُهَا، وَ یُرْوَی قَوْلُ أَبی ذُؤَیْبٍ :

إِذَا لَسَعَتْهُ الدَّبْرُ لَم یَرْجُ لَسْعَهَا

وَ خَالَفَهَا فی بَیْتِ نُوبٍ عَوَاسِلِ (5)

بالخَاءِ المُعْجَمَهِ ،أی جاءَ إلی عَسَلِهَا و هی تَرْعَی غَائِبَهً تَسْرَحُ .

و قال أَبو عُبَیْدَهَ : خَالَفَهَا إِلَی مَوْضِعٍ آخَرَ، وَ حَالَفَهَا، بالحَاءِ المُهْمَلَهِ ،أی: لازَمَهَا و کان أَبو عَمرٍو یقول:

خالَفَهَا :أی جاءَ مَن وَرائِها إلی العَسَلِ ،و النَّحْلُ غَائِبَهٌ ، کذا فی شرح الدِّیوان،و قیل:مَعْنَاهُ :دَخَلَ علیها،و أَخَذَ عَسَلَهَا و هی تَرْعَی،فکأَنَّه خَالَفَ هَوَاهَا بذلک،و الحَاءُ خَطَأُ.

و تَخَلَّفَ الرَّجُلُ عَنِ القَوْمِ :إذا تَأَخَّرَ، وَ قد خَلَّفَه وَرَاءَهُ تَخْلِیفَا .

و اخْتَلَفَ :ضِدُّ اتَّفَقَ ، وَ منه

16- الحدیثُ : «سَوُّوا صُفُوفَکُمْ ، وَ لاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُکُم». أی:إذا تَقدَّم بعضُهم علَی بعْضٍ فی الصُّفُوفِ تَأَثَّرَتْ قُلُوبُهُم،و نَشَأَ بَیْنَهُمْ اخْتِلافٌ فی الأُلْفَهِ و الْمَوَدَّهِ ،و قِیل:أَرادَ بها تَحْوِیلَهَا إلی الأَدْبَاِر،و قیل:

تَغْییرَ (6)صِورَتِهَا إِلَی صُورَهٍ أُخْرَی،و الاسْمُ منه الخِلْفَهُ ،کما تقدَّمَ .

و اخْتَلَفَ فُلاَنًا:کَانَ خَلِیفَتَهُ مِن بَعْدِهِ ،نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، قال اللِّحْیَانِیُّ :هو یَخْتَلِفُنی (7)،أی یَخْلُفنِی .

و اخْتَلَفَ صَاحِبَهُ : إذا بَاصَرَهُ ، هذا هو الصَّوابُ ،و سَبَقَ له قریباً بالنُّونِ و الظَّاءِ المُشَالَهِ ،و هو غَلَطٌ ، فَإِذَا غَابَ دَخَلَ علَی زَوْجَتِهِ ، نَقَلَهُ ابنُ دْرَیْدٍ عن أَبِی زَیْدٍ،و الاسْمُ منه الخِلْفَهُ ،و قد تقدَّم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

خَلَفَ العَنْبَرَ به:خَلَطَهُ .و الزَّعْفَرَانَ ،و الدَّوَاءَ:خَلَطَهُ بماءٍ.

ص:199


1- (1) الآیه 34 من سوره التوبه. [1]
2- (2) سوره النور الآیه 55. [2]
3- (3) سوره التوبه الآیه 81. [3]
4- (4) فی اللسان:«متن»و المثبت کالتهذیب.
5- (5) دیوان الهذلیین 143/1 و یروی:«و حالفها»و قد تقدم فی ماده حلف.
6- (6) عن اللسان و [4]بالأصل«تغیّر».
7- (7) اللسان:هو یختلفنی النصیحه.

و اخْتَلَفَهُ :أَخَذَهُ من خَلْفِهِ .و اختَلَفَهُ ،و خَلَّفَهُ :جَعَلَهُ خَلَفَهُ ، کأَخلَفَهُ ،الأَخِیرُ ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ .

قال ابنُ السِّکِّیتِ :أَلْحَحْتُ علَی فُلانٍ فی الاتِّباعِ حتی اختَلَفْتُهُ ،أی:جَعَلتُه خَلفی .

وَ خَلَّفَهم تَخلِیفاً :تَقَدَّمَهم و تَرَکَهُم وَرَاءَهُ .

وَ خَالَفَ إلی قَوْمٍ :أَتَاهُم مِن خَلْفهِم ،أو أَظْهَرَ لهم خلاَفَ مَا أَضْمَرَ،فأَخَذَهُمْ علی غَفْلَهٍ .

وَ خَالَفَهُ إلی الشَّیْ ءِ:عَصَاهُ إِلیه،أو قَصَدَهُ بعدَ ما نَهَاهُ عنه،و هو منْ ذلکَ ،و منه قَوْلُه تعالَی: وَ ما أُرِیدُ أَنْ أُخالِفَکُمْ إِلی ما أَنْهاکُمْ عَنْهُ (1)،و

1- فی حدیث السَّقیفَه:

« خَالَفَ عَنَّا عَلیُّ و الزُّبَیْرُ». أی: تَخَلَّفَا .

وَ جاءَ خِلاَفَهُ ،بالکَسْرِ:أی بَعْدَه،و قُرِیءَ: وَ إِذاً لا یَلْبَثُونَ خِلافَکَ (2)،و کذا قولُه تعالَی: بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللّهِ (3)نَبَّهَ عَلَیهِ الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللِّحْیَانِیُّ :

الخِلاَفُ فی الآیَهِ الأَخِیرَهِ بمَعْنَی المُخَالَفَهِ ،و خَالَفَهُ ابنُ بَرِّیّ ،فقَالَ : خِلافَ فی الْآیَهِ بمَعْنَی بَعْدَ،و أَنْشَدَ للحَارِثِ بن خالدٍ المَخْزُومِیِّ :

عَقَبَ الرَّبِیعُ خِلافَهُمْ فَکَأَنَّمَا

نَشَطَ الشَّوَاطِبُ بَیْنَهُنَّ حَصِیرَا

قال:و مِثْلُهُ لِمُزَاحِمٍ العُقَیْلِیِّ :

وَ قد یُفْرِطُ الْجَهْلَ الْفَتَی ثُمَّ یَرْعَوِی

خِلاَفَ الصِّبَا لِلْجَاهِلینَ حُلُومُ

قال:و مِثْلُهُ للْبُرَیْقِ الهُذَلِیِّ :

وَ مَا کُنْتُ أَخْشَی أَنْ أَعِیشَ خِلاَفَهُمْ

بِسِتَّهِ أَبْیَاتٍ کما نَبَتَ الْعِتْرُ (4)

وَ أَنْشَدَ لأبی ذُؤَیْبٍ :

فَأَصْبَحْتُ أَمْشِی فی دِیَارٍ کَأَنَّهَا

خِلاَفَ دِیَارِ الْکَاهِلِیَّهِ عُورُ (5)

و أَنْشَدَ للآخَرِ:

فَقُلْ لِلَّذِی یَبْغَی (6)خِلاَفَ الذِی مَضَی

تَهَیَّأْ لأُخْرَی مِثْلِهَا فکأَنْ قَدِ

وَ أَنْشَدَ لأَوْسٍ :

لَقِحَتْ به لَحْیاً خِلاَفَ حِیَالِ

أی بَعْدَ حِیَالِ ،و أَنشد لِمُتَمِّمِ :

وَ فَقْدَ بَنِی أُمٍّ تَدَاعَوْا فلم أَکُنْ

خِلاَفَهُمُ أَنْ أَسْتَکِینَ و أَضْرَعَا

وَ مخلفات البَلَدِ (7):سُلْطَانُهُ ،و مِخْلاَفُ الْبَلَدِ:سُلْطَانُهُ .

وَ رَجُلٌ مِخْلافٌ مِتْلاَفٌ ،و مُخْلِفٌ مُتْلِفٌ ،و قد اسْتَطْرَدَهُ المُصَنِّفُ فی«ت ل ف»،و أَهْمَلَه هنا.

وَ أَخْلَفَتِ الأَرْضُ :إذا أَصابَها بَرَدٌ آخِرَ الصَّیْفِ ،فاخْضَرَّ بَعْضُ شَجَرِهَا.

و اسْتَخْلَفَتْ :أَنْبَتَتِ العُشْبَ الصَّیْفیَّ .

وَ أَخْلَفَتِ الشِّجَرَهُ :لم تُثْمِرْ،و هو مَجَازٌ،کما فی الأَسَاسِ ،و قیل: الإخْلافُ :أن یکون فی الشَّجَرِ ثَمَرٌ، فیَذْهَبُ (8)،و قیل: الإخْلافُ فی النَّخْلهِ ،إذا لم تَحْمِلْ سَنَهً ، کما فی اللِّسَانِ .

وَ بَقِیَ فی الحَوْضِ خَلْفَهٌ مِن ماءٍ:أی بَقِیَّهٌ [بعد ذهابِ معظمه] (9).

وَ قَعَدَ خِلاَفَ أصْحَابِهِ :لم یَخْرُجْ معهم،و خَلَفَ عَنْ أَصْحَابِه کذلِکَ .

وَ الخَلِیفُ ،کأَمِیرٍ: المُتَخَلِّفُ عن المِیعادِ،و المُخَالِفُ لِلْعَهْدِ،و بکُلٍّ منهما فُسِّرَ قَوْلُ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

ص:200


1- (1) سوره هود الآیه 88. [1]
2- (2) سوره الإسراء الآیه 76 و [2]تقرأ خَلْفکَ .
3- (3) سوره التوبه الآیه 81 و [3]تقرأ: خَلْفَ .
4- (4) دیوان الهذلیین 59/3 بروایه:«أقیم خلافهم».
5- (5) دیوان الهذلیین 138/1 بروایه:«و أصبحت»و البیت فی اللسان [4]هنا و ضبطت فیه خلاف بالنصب،و فیه فی ماده«عور»و ضبطت هناک بضم الفاء،و قال:کأنه جمع خلف بالتحریک مثل جبل و جبال.
6- (6) فی اللسان: [5]یبقی.
7- (7) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و مخلفات البلد سلطانه،هکذا فی النسخ،و حرره».
8- (8) زید بعدها فی التهذیب:ثم تعود فیه خِلْفه فیقال:قد أخلف الشجر، فهو یُخلف إخلافاً.
9- (9) زیاده عن الأساس.

تَوَاعَدْنَا الرُّبَیْقَ لَنَنْزِلَنْهُ

وَ لم تَشْعُرْ إِذَنْ أَنِّی خَلِیفُ (1).

کذا فی شَرْحِ الدِّیوان.

وَ اسْتَخْلَفَ الرَّجُلُ :اسْتَعَذَبَ الماءَ،و اخْتَلَفَ ،و أَخْلَفَ :

سَقاهُ ،و أَخْلَفَهُ :حَمَلَ إِلیه الماءَ العَذْبَ ،و لا یَکُونُ إِلاَّ فی الرَّبِیعِ ،نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ و قد تَقَدَّم،و قال اللِّحْیَانِیُّ :

ذَهَبَ المُسْتَخْلِفُونَ یَسْتَقُونَ :أی المُتَقَدِّمونَ .

وَ الخَالِفُ : المُتَخَلِّفُ عن القَوْمِ فی الغَزْوِ و غیرِه، وَ الجَمْعُ : الخَوَالِفُ ،نَادِرٌ،و قد تقدَّم.

وَ الخَالِفَهُ :الوَارِدُ علَی الماءِ بعدَ الصَّادِرِ،و منه

17- حدیثُ ابن عَبَّاسٍ : «سأَلَ الأَعْرَابِیٌّ أَبا بکرٍ رضی الله عنه،فقَالَ :

أَنْتَ خَلِیفَهُ رَسُولِ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلَّم ؟،[فقَالَ :لا،قال:فما أَنتَ ؟] (2)فقَالَ :إِنَّمَا أنا الخَالِفَهُ بَعْدَهُ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:إِنَّمَا قال ذلک تَوَاضُعاً،و هَضْماً لِنَفْسِهِ .

وَ خَلَفَ فُلانٌ بعَقِبِ فُلانٍ :إذا خَالَفَهُ إِلَی أَهْلِهِ ،و قیل:

أی فَارَقَهُ علی أَمْرٍ،ثم جَاءَ مِن وَرَائِهِ فجَعَلَ شیْئاً آخَرَ بَعْدَ فِرَاقِهِ (3)،قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و هذا أصَحُّ مِن قَوْلِهِم (4).إِنَّه یُخَالِفُه إِلَی أَهْلِهِ .

وَ یُقَال:إنَّ امْرَأَهَ فُلانٍ تَخْلُفُ زَوْجَها بالنِّزاعِ إِلَی غَیْرِهِ ، إذا غابَ عنها،و منه قَوْلُ أَعْشَی مَازِن یَشْکُو زَوْجَتَهُ :

فَخَلَفَتْنِی بِنِزَاعٍ و حَرَبْ

أَخْلَفَتِ العَهْدَ و لَطَّتْ بِالذَّنَبْ (5)

قال ابنُ الأَثِیرِ:و لو رُوِیَ بالتَّشْدِیدِ لکانَ المَعْنَی فأَخَّرَتْنِی إِلَی وَرَاء.

وَ خَلَفَ له بالسَّیْفِ :إذا جَاءَه مِن خَلْفِهِ فضَرَبَ عُنَقَهُ .

وَ تَخَالَفَ الأَمْرَانِ :لم یَتَّفِقَا،و کُلُّ ما لم یَتَسَاوَ فقد تَخَالَفَ ،و اخْتَلَفَ .

وَ نِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَهٌ :أی عَاماً ذَکَرًا و عَاماً أُنْثَی،و بنو فُلانٍ خِلْفَهٌ :أی شِطْرَهٌ ،نِصْفٌ ذُکُورٌ،و نِصْفٌ إِناثٌ .

وَ التَّخَالِیفُ :الأَلْوَانُ المُخْتَلِفَهُ ،و رجُلٌ مَخْلُوفٌ :أَصَابَتْهُ خِلْفَهٌ أی:شِطْرَهٌ (6)،ورِقَّهُ بَطْنٍ .

وَ أَصْبَح خالِفاً :أی ضَعِیفاً لا یَشْتَهِی الطَّعامَ .

وَ ثَوْبٌ مَخْلُوفٌ :مَلْفُوقٌ ،و قد خَلَفَهُ خَلْفاً ،قال الشاعرُ:

یُرْوِی النَّدِیمَ إذا انْتَشَی أَصْحَابُهُ

أُمَّ الصَّبِیِّ و ثَوْبُهُ مَخْلُوفُ

وَ قیل: المُخْلُوفُ هنا:المُرْهُونُ ،و الأَوَّلُ أَصُحُّ .

و اخْتَلَفَ إِلیهِ اخْتِلافَهً واحِدَهً ،و هو یَخْتَلِفُ إِلَی فُلانٍ :

یَتَرَدَّدُ.

وَ قیل: الخِلْفُ ،بالکَسْرِ:مَقْبِضُ الحالِبِ مِن الضِّرْعِ .

وَ یُقَال:دَرَّت له أَخْلاَف الدُّنْیا،و هو مُجَازٌ.

وَ أَخْلَفَ اللَّبَنُ :حَمُضَ .

وَ الْخَالِفُ :اللَّحْمُ الذی تَجِدُ منه رُوَیْحَهً و لا بَأْسَ بمَضْغِهِ ،قَالَهُ اللَّیْثُ .

وَ قال اللِّحْیَانِیّ :هذا رَجُلٌ خَلَفُ :إذا اعْتَزَلَ أَهْلَهُ .

وَ عَبْدٌ خَالِفٌ :قد اعْتَزَلَ أَهْلَ بَیْتِهِ .

وَ خَلَفَ فُلانٌ عن کلِّ خَیْرٍ:أی لم یُفْلِحْ ،و فی الأَساسِ :تَغَیَّر (7)و فَسَدَ،و هو مَجازٌ.

ص:201


1- (1) دیوان الهذلیین 99/1 بروایه«تواعدنا عکاظ »«و لم تعلم»بدل«و لم تشعر»و الربیق:وادٍ بالحجاز،و یروی:«تواعدنا الربیع»و هو موضع أیضاً من نواحی المدینه.
2- (2) زیاده عن النهایه و اللسان.
3- (3) کذا وردت العباره هنا فی التهذیب،و فی موضعٍ آخر:أی:إذا فارقه علی أمرٍ فصنع شیئاً آخر.
4- (4) فی التهذیب:من قول اللیث.
5- (5) قبلهما فی التهذیب: یا مالک الناس ودّیانِ العرب إلیک أشکو ذربه من الذرب خرجت أبغیها الطعام فی رجب وَ بعدهما: وَ هنّ شر غالب لمن غلب و ورد فی اللسان« [1]فخلفتنی...»فی هذه الماده فی موضعین فنسبه مره إلی الأعشی الحرمازی و مره إلی أعشی بنی مازن. و ذکر الأبیات الآمدی فی المؤتلف منسوبه إلی أعشی بنی مازن،ثم نقل عن ثعلب عن ابن الأعرابی نسبه هذه الأبیات لأعشی بنی الحرماز.
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:أی شطره،هکذا فی النسخ، وَ اقتصر صاحب اللسان علی قوله:رقه بطن».
7- (7) الأساس:تحوّل.

و بَعِیرٌ مَخْلُوفٌ :قد شُقَّ عن ثِیلِهِ مِنْ خَلْفِهِ ،إذا حَقِبَ ، قالَهُ الفَزَارِیُّ .

وَ الأَخْلَفُ مِن الإِبِلِ :المَشْقُوقُ الثِّیلِ ،الذی لا یَسْتَقِرُّ وَجَعاً.

وَ أَخْلَفَ البَعِیرَ،کأَخْلَفَ عنه.

وَ الخُلُفُ ،بضَمَّتَیْنِ (1):نَقِیضُ الوَفَاءِ بالوَعْدِ،کالخُلُوفِ ، بالضَّمِّ ،قال شُبْرُمَهُ بنُ الطُّفَیْلِ :

أَقِیمُوا صُدُورَ الْخَیْلِ إنَّ نُفُوسَکُمْ

لِمِیقَاتِ یَوْمٍ مَالَهُنَّ خُلُوفُ

وَ المُخْلِفُ :الکثیرُ الإِخْلافِ لوَعْدِهِ .

وَ الخَالِفُ :الذی لا یکادُ یُوفی.

وَ خَالِفَهُ الغَازِی:مَن أَقام بَعُدَه مِن أَهْلِهِ ،و تَخَلَّفَ عنه.

وَ الخَالِفَهُ :اللَّجُوجُ مِن الرِّجَالِ .

وَ خَلَفَتِ العامَ النَّاقَهُ :إذا رَدَّهَا إلی خَلِفَهٍ .

وَ صُخُورٌ مِثْلُ خَلائِفِ الإِبِلِ :أی بقَدْرِ النُّوقِ الحَوَامِلِ (2).

وَ امْرَأَهٌ خَلِیفٌ :إذا کان عَهْدُهَا بعدَ الوِلاَدَهِ بیَوْمٍ أَو یَوْمَیْن،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ خَلَفَ فُلانٌ علی فُلانهَ خِلاَفَهً :تَزَوَّجَهَا بَعْدَ زَوْجٍ ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ .

وَ إِبِلٌ مَخَالِیفُ :رَعَتِ البَقْلَ ،و لم تَرْعَ الیَبِیسَ ،فلم یُغْنِ عنها رَعْیُهَا البَقْلَ شَیْئًا،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

فإِنْ تَسْأَلِی (3)عَنَّا إذا الشَّوْلُ أَصْبَحَتْ

مَخَالِیفَ حُدْباً لاَ یَدِرُّ لَبُونُهَا

وَ فَرَسٌ ذُو شِکَالٍ مِن خَلافٍ :أی إذا کان بیَدِهِ الیُمْنَی وَ رِجْلِهِ الیُسْرَی بَیاضٌ ،و بعضُهم یقول:له خَدَمَتَانِ مِنْ خِلافٍ :إذا کان بیَدِهِ (4)بَیَاضٌ ،و بیَدِهِ الیُسْرَی غیرُه.

وَ المَخَالِفُ :صَدَقَاتُ العَرَبِ ،کذا فی التَّکْمِلَهِ .و خَلَفَهُ بخَیْرٍ أو شَرٍّ:ذَکَرَهُ به بغَیْرِ حَضْرَتِهِ .

وَ الأَخْلِفَهُ ،کأَنَّهُ جَمْعُ خَلْف :أَحَدُ مَحَالّ بَوْلان بنِ عَمرِو بنِ الغَوْثِ ،مِن طَیِّیءٍ،بأَجَإٍ،نَقَلَهُ یاقُوتُ .

وَ یحیی بنُ خُلُفٍ الحِمْیَرِیُّ ،بضَمَّتَیْنِ ،المعروفُ بأَبِی الخُلُوفِ ،و قد یُقَال فی اسْمِ أَبیه: خُلُوف ،بالضَّمِّ أَیضاً، وَلَدُه عبدُ المُنْعِمِ بنُ یحیی،حَدَّث عنه أَبو القاسم الصَّفْرَاوِیُّ .

وَ فُتُوحُ بنُ خَلُوفٍ ،کصَبُورٍ،و ابنُه عبدُ المُعْطِی،حَدَّثا عن السِّلَفیِّ ،و ابنُه محمدُ بنُ فُتُوحٍ ،حدَّث عن ابنِ موقا (5).

وَ عبدُ اللّه بن موسی بنِ خُلُوفِ بنِ أَبی العِظَامِ ،بالضَّمِّ ، ذکَره ابنُ بَشْکُوال.

وَ حَمَلُ بنُ عَوْفٍ المَعَافِرِیُّ ثم الخُلَیْفیُّ ،بالتَّصْغِیرِ،شَهِدَ فَتْحَ مصرَ،و هو والدُ عُبَادهَ بنِ حَمَلٍ ،ذکَرَه ابنُ یُونُس فی تاریخ مصر.

قلتُ :و شیخُ مَشَایِخِنا أَبو العبَّاس شهابُ الدِّین أحمد بنُ محمدِ بنِ عَطِیَّهَ بنِ أَبی الخیرِ الخُلَیْفیُّ الأَزْهَرِیُّ الشَّافِعِیُّ ، تُوُفِّیَ سنه 1132،حَدَّثَ عن مَنْصُور الطُّوخِیِّ ،و الشَّمْسِ محمدٍ العِنَانِیِّ ،و الشِّهابِ البِشْبِیشِیِّ ،و عنه شُیُوخُنا،و قد تَقَدَّم ذِکْرُه فی«م و س».

خنجف

الْخَنْجَفُ ،کَجَنْدَلٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبَّادٍ:هی الْغَزِیرَهُ مِن النَّوقِ ، هکذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْهِ .

خندف

الْخُنْدُوفُ ،کَزُنْبُورٍ، کَتَبَهُ بالحُمْرَهِ إِشَارَهً إِلَی أَصَالهِ نُونِه،و أنَّ ذِکْرَ الجَوْهَرِیِّ إِیَّاهُ فی ترکیب«خدف» لیس علَی أَصْلِ التَّصْرِیفِ ،لاقتِضائِه زِیَادهَ النُّونِ ،و إِلاَّ فالجَوْهرِیُّ أَوْرَدَه،فلا معنی لتَمَیُّزِه إِلاَّ لهذا،و هکذا یُقَال فی سائرِ ما یَکْتُبُه بالحُمْرَهِ مِن الحَروفِ التی ذکَرَهَا الجَوْهَرِیُّ ،و اخْتُلِف فی أَنَّها ثُلاثِیَّهٌ أَم رُبَاعِیّهٌ ،غیرَ أَنَّه سَبَقَ أنَّ ابنَ الأَعْرَابِیِّ قال: الخَنْدَفَهُ مُشْتَقٌ مِن الخَدْفِ ،و هو الاخْتِلاسُ ،قال ابنُ سِیدَه:إِنْ صَحَّ ذلک فالخَنْدَفَهُ ثُلاثِیَّهٌ ، فتأَمَّلْ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الخُنْدُفُ ،بالضَّمِّ : الْمُتَبَخْتِرُ فی مَشْیِهِ کِبْرًا و بَطَرًا.

ص:202


1- (1) فی اللسان:و [1]الخُلْفُ و الخُلُفُ .
2- (2) یعنی عظاماً فی أساسها،کما فی اللسان. [2]
3- (3) اللسان [3]بروایه:فإن تَسَلی عنا.
4- (4) اللسان: [4]بیده الیمنی.
5- (5) فی تبصیر المنتبه 535/2 مُوَقَّی.

قال ابنُ الکَلْبِیِّ : و وَلَدَ إِلیَاسُ بنُ مُضَرَ عَمْرًا،و هو مُدْرِکَهُ ،و عَامِرًا و هو طَابِخَهُ ،و عُمَیْرًا،و هو قَمَعَهُ ،و أُمُّهُمْ خِنْدِفُ ،کَزِبْرِجٍ ،و هی لَیْلَی بِنْتُ حُلْوَانَ بنِ عِمْرَانَ بن الْحَافِ بنِ قُضاعَهَ ، و کَانَ إِلْیَاسُ خَرَجَ فی نُجْعَهٍ له، فَنَفَرَتْ إِبلُهُ مِن أَرْنَبٍ ،فَخَرَجَ إِلَیْهَا عَمْرٌو،فأَدْرَکَهَا،فسُمِّیَ مُدْرِکَهَ ، و خَرَجَ عامِرٌ،فَتَصیَّدها و طَبَخَها فسُمِّیَ طَابِخَهَ ، و انْقَمَعَ عُمَیْرٌ فی الْخِبَاءِ، فسُمِّیَ قَمَعَهَ و خَرَجَتْ أُمُّهُمْ تُسْرِعُ ،فَقَالَ لها إِلْیَاسُ :أَیْنَ تُخَنْدِفِینَ ؟فَقَالَتْ :مَا زِلْتُ أُخَنْدِفُ فی إِثْرِکُمْ ،فَلُقِّبُوا:مُدْرِکَهَ ،و طَابِخَهَ ،و قَمَعَهَ ، وَ خِنْدِفَ ، قال:و الخَنْدَفَهُ :ضَرْبٌ مِن المَشْیِ ،و قولُه:

فقالَتْ :ما زِلْتُ إلی آخِرِهِ ،لیس فی نَصِّ ابنِ الکَلْبِیِّ ، وَ زادُ:«فقَالَ لها:فأَنْتِ خِنْدِفُ ،فذَهَبَ لها اسْماً،و لِوَلَدِها نَسَباً».

و حُسُیْنُ بنُ مُیْمُونٍ الْخِنْدِفیُّ ،مُحَدِّثٌ ، مِن طَبَقَهِ الأَعْمَشِ ،رَوَی له أَبو دَاودَ.

قلتُ :و قد رَوَی عن أَبی الجَنُوبِ ،و قال الذَّهَبِیُّ :قال أبو حاتمٍ :لیس بِقَوِیٍّ .

و مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الْغَنِیِّ بن عبدِ الکریمِ الْخِنْدِفیُّ الثَّوْرِیُّ ، له ذِکْرٌ، و قال الحافظُ :لا أَعْرِفُه.

و قال أَبو عمرٍو: الْخَنْدَفَهُ ، وَ النَّعْثَلَهُ : أَنْ یَمْشِیَ الرَّجُلُ مُفَاجّاً،و یَقْلِبَ قَدَمَیْهِ ،کَأَنَّهُ یَغْرِفُ بِهِما،و هو مِن التَّبَخْتُرِ، وَ خَصَّ بعضُهم بها المَرْأَهَ .

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْهِ :

الخَنْدَفَهَ ،[مِشیهٌ ] (1)کالهَرْوَلَهِ .

وَ خَنْدَفَ :أَسْرَعَ .

وَ خَنْدَفَ :انْتَسَبَ إلی خِنْدِف ،قال رُؤْبُهُ :

إِنِّی إِذَا مَا خَنْدَفَ الْمُسَمِّی

وَ خَنْدَفَ :اخْتَلَسَ بسُرْعَهٍ .

خنضرف

الْخَنْضَرِفُ ، کجَحْمَرِشٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ السِّکِّیتِ هی:

الْمَرْأَهُ الضَّخْمَهُ اللَّحِیمَهُ ،الْکَبِیرَهُ الثَّدْیَیْنِ . قلتُ :و هذا قد سبَق له فی«خَضْرَفَ »بعَیْنِه،و النُّونُ زائدهٌ ،و إِیرادُهُ ثَانِیاً یُوهِمُ أَصالَهَ النُّونِ ،و هذا تَکْرَارٌ.

خنطرف

الْخَنْطَرِفُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،قال اللَّیْثُ :هی الْعَجُوزُ الْفَانِیَهُ ، وَ قد سَبَقَ للمُصَنِّفِ هذا بعَیْنِهِ ،و سَبَقَ البَحْثُ فیه،فراجِعْهُ ،فهو تَکْرَارٌ.

خنظرف

کَالْخَنْظَرِفِ ، بالظَّاءِ،و قد أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ هنا،و أَوْرَدَه فی الثُّلاثِیِّ .

أَو الثَّلاثَهُ بِمَعْنًی واحدٍ،و قد تقدَّم البحثُ فیه فی الثُّلاثِیِّ ،فرَاجِعْهُ .

خنف

الْخَنِیفُ ،کَأَمِیرٍ:أَرْدَأُ الْکَتَّانِ ، وَ الجَمْعُ :

خُنُفٌ ،بضَمَّتَیْنِ ،و منه

14- الحدیثُ : «أنَّ رجلاً (2)أَتَی النَّبِیَّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،فقَالَ :یا رَسُولَ اللّه،تَخَرَّقَتْ عَنَّا الخُنُفُ ، وَ أَحْرَق بُطُونَنَا التَّمْرُ».

أَو الخَنِیفُ : ثَوْبٌ أَبْیَضُ غَلِیظٌ مِن کَتَّانٍ ، وَ لا یکونُ إِلاَّ مِن کَتَّانٍ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ الصَّاغَانِیُّ لأَبی زُبَیْدٍ الطَّائِیِّ :

وَ أَبارِیقُ شِبْهُ أَعْنَاقِ طَیْرِ ال

ماءِ قد جِیبَ فَوْقَهُنَّ خَنِیفُ

شَبَّهَ الفِدَامَ بالجَیْبِ .

و قال أَبو عمرٍو: الخَنِیفُ : الطَّرِیقُ ،ج الکُلِّ : خُنُفٌ ، کَکُتُبٍ ، قال ابنُ مُقْبِلٍ :

وَ لاَحِبٍ کَمَقَدِّ المَعْنِ وَعَّسَهُ

أَیْدِی المَرَاسِیلِ فی دَوْدَاتِهِ خُنُفَا

دَوْدَاتُه:آثارُه،و جَعَلَها مِثْلَ آثَارِ مَلاَعِبِ الصِّبْیانِ .

و الخَنِیفُ : الْمَرَحُ ،و النَّشَاطُ عن ابِن عَبَّادٍ.

و الخَنِیفُ : مَا تَحْتَ إِبْطِ النَّاقَهِ ،لُغَهٌ فی الْخَلِیفِ ، وَ الذی فی المُحِیطِ : خَنِیفاً النَّاقهِ :إِبْطَاهَا،و کذا خلِیفَاهَا.

و الخَنِیفُ : النَّاقَهُ الْغَزِیرَهُ ، وَ فی رَجَزِ کَعْبٍ :

و مَذْقَهٍ کَطُرَّهِ الْخَنِیفِ

ص:203


1- (1) زیاده عن اللسان،و [1]فی موضع آخر فیه:الخندفه الهروله و الإسراع فی المشی.
2- (2) فی النهایه:«أتاه قومٌ فقالوا...»و فی اللسان:«أن قوماً أتوا النبی صلّی اللّه عَلَیه و سلّم فقالوا...»کالتهذیب.

المَذْقَهُ :الشَّرْبَهُ مِن اللَّبَنِ المَمْزُوجِ ،شَبَّهَ لَوْنَهَا بطُرَّهِ الخَنِیفِ .

و خَنَفَ الْبَعِیرُ، یَخْنِفُ ، خِنَافاً ،کَکِتَابٍ :قَلَبَ فی مَسِیرِهِ (1)خُفَّ یَدِهِ إِلَی وَحْشِیَّهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،أی مِن خَارِجٍ ،و کذلک النَّاقَهُ ،و هو قَوْلُ الأَصْمَعِیّ .

أَو خَنَفَ البَعِیرُ: لَوَی أَنْفَهُ مِن الزِّمامِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ أَیضاً،قال:و منه قَوْلُ الشاعرِ.

خَوَانِفَ فی الْبُرَی

أی تَفْعَلُ ذلک من النَّشَاطِ ،و هو قَوْلُ أَبی وَجْزَهَ ، وَ صَدْرُه:

قد قُلْتُ و الْعِیسُ النَّجَائِبُ تَغْتَلِی

بِالْقَوْمِ عَاصِفَهً خَوَانِفَ فی الْبُرَی

قال الصَّاغَانِیُّ :و یُرْوَی:«نَوَاهِقَ فی البُرَی»،قال:

وَ هذه هی الرِّوایَهُ الصَّحِیحَهُ .

أَو هو أی الخَوَانِفُ : لِینٌ فی أَرْسَاغِهِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو سُرْعَهُ قَلْبِ یَدَیِ الفَرَسِ ،قال الأَعْشَی:

أَجَدَّتْ بِرِجْلَیْهَا النَّجَاءَ و رَاجَعَتْ

یَدَاهَا خِنَافاً لَیِّنًا غَیْرَ أَجْرَدَا (2)

أَو هُوَ إِمَالَهُ رأْسِ الدَّابَّهِ إِلَی فَارِسِهِ فی عَدْوِهِ ، وَ منه قَوْلُ بائِعِ الدَّابَّهِ :بَرِئْتُ إِلیکَ مِن الخِنَافِ ،و قیل:هو إِمالَهُ یَدَیْهَا فی أَحَدِ شِقَّیْهَا مِن النَّشَاطِ ،و قال أَبو عُبَیْدَهَ :و یکونُ الخِنَافُ فی الخَیْلِ :أَن یَثْنِیَ [الفرسُ ] (3)یَدَهُ و رَأْسَهُ إذا أَحْضَرَ، وَ قال غیرُه:إذا أَحْضَرَ،و ثَنَی رَأْسَهُ و یَدَیْهِ فی شِقٍّ ،و یُقَال:

خنفتِ الدَّابَّهُ ، تَخْنِفُ بیَدِهَا و أَنْفِهَا فی السَّیْرِ،أی:تَضْرِبُ بها (4)نَشَاطاً،و فیه بعضُ المَیْلِ .

و جَمَلٌ (5)خَانِفٌ ،و خَنُوفٌ : یُمِیلُ رَأْسَهُ إلی الزِّمَامِ مِن نَشَاطِهِ ،و کذا فَرَسٌ خَانِفٌ ،و خَنُوفٌ :إذا أَمَالَ أَنْفَهُ إلی فَارِسِهِ ،و قد خَنَفَ ، یَخْنِفُ ، خَنْفاً ، و نَاقَهٌ خَنُوفٌ ، وَ قد خَنَفَتْ ،تَخْنِفُ ، خِنَافاً ،و خُنُوفاً ،نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه، ج: خُنُفٌ ،کَکُتُبٍ ، قال أَبو عمرٍو:هی التی تَخْنِفُ بروعها (6)،أی تُمِیلُهَا إذا عَدَتْ ،الواحِدُ خانِفٌ ،و خَنُوفٌ ، قال ابنُ مُقْبِلٍ :

حتَّی إذا احْتَمَلُوا کانتْ حَقَائِبُهمْ

طَیَّ السَّلُوقیِّ و المَلْبُونَهَ الخُنُفَا

وَ جَمْعُ الخَانِفِ : خَوَانِفُ أَیضاً،و قد تقدَّم شَاهِدُهُ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: خَنَفَ الأُتْرُجَّ ،و نَحْوَهَ بالسِّکِّینِ : قَطَعَهُ ، وَ الْقِطْعَهُ مِنْهُ خَنَفَهٌ ،مُحَرَّکه،و قال غیرُه:القِطْعَهُ منه خِنْفَهٌ ، بِالْکَسْرِ، قال الصَّاغَانِیُّ :و الأَوَّلُ أَکْثَرُ.

و خَنَفَتِ الْمَرْأَهُ : إذا ضَرَبَتْ صَدْرَهَا بِیَدِهَا، نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و الْخُنُوفُ ، بالضَّمِّ (7): الْغضَبُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و الخُنُفُ ، کَکُتُبٍ :الآثَارُ، وَ تقدَّم شَاهِدُه مِن قَوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ (8): خَیْنَفٌ ،کَصَیْقَلٍ :وَادٍ بِالْحِجَازِ، م مَعْرُوفٌ ،و أَنْشَدَ لِحَاجِزِ بنِ عَوْفٍ الأَزْدِیِّ :

وَ أعْرَضَتِ الْجِبَالُ السُّودُ دُونِی

وَ خَیْنَفُ عَنْ شِمَالی و الْبَهِیمُ

أَرادَ البُقْعَهَ ،فَتَرَکَ الصَّرْفَ .

و الْخَانِفُ :الشَّامِخُ بِأَنْفِهِ کِبْرًا، یُقَال:رأَیْتُه خَانِفاً عَنِّی بأَنْفِهِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و یُقَال: خَنَفَ بأَنْفِهِ عَنِّی:إذا لَوَاهُ .

و مِخْنَفٌ ، کَمِنْبَرٍ: اسْمٌ ،و أَبُو مِخْنَفٍ ،لُوطُ بنُ یَحْیَی، أَخْبَارِیٌّ ،شِیعیٌّ ،تَالِفٌ ،مَتْرُوکٌ ، وَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،فقَالَ :

هو مِن نَقَلَهِ السِّیَرِ،و قال الذّهَبِیُّ فی الدِّیوان:تَرَکَه ابنُ حِبَّانَ ،و ضَعَفَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ .

و جَمَلٌ مخْنَافٌ :لا یُلْقحُ إِذا ضَرَبَ ، کالْعَقِیمِ مِنَّا، قال الأَزْهرِی:لم أَسْمَعْ المِخْنافَ بهذا المَعْنَی لغَیْرِ اللَّیْثِ ،و ما أَدْرِی ما صِحَّتُه.

و رَجُلٌ مِخْنَافٌ :لا یَنْجُبُ علَی یَدِهِ مَا یَأْبِرُهُ مِن النَّخْلِ ،

ص:204


1- (1) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:سَیْرِه.
2- (2) فی اللسان و [2]الصحاح:« [3]غیر أحردا»بالحاء المهمله.
3- (3) زیاده عن التهذیب.
4- (4) الأصل و التهذیب و فی اللسان: [4]بهما.
5- (5) فی القاموس:«جملٌ خانفٌ »بحذف الواو.
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:بروعها،هکذا فی النسخ».
7- (7) ضبطت بالقلم فی التکمله بالفتح.
8- (8) الجمهره 355/3. [5]

و ما یُعَالِجُهُ مِن الزَّرْعِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و قال اللَّیْثُ : الْخَنَفُ ،مُحَرَّکَهً :انْهِضَامُ أَحَدٍ جَانِبِی الصَّدْرِ أو الظَّهْرِ، یُقال: صَدْرٌ أَخْنَفُ ، و ظَهْرٌ أَخْنَفُ .

و یُقَال: وَقَعَ فی خَنْفَهٍ ، بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ، هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ،و الذی فی الجَمْهَرَهِ لابن دُرَیْدٍ:وَ وَقَعَ فی خَنْفَهٍ ،و خَنْعَهٍ ،أی بِالفَاءِ و العَیْن: أیْ :مَا یُسْتَحْیَا (1)مِنْهُ ، فظَنَّ المُصَنِّفُ أَنَّه بالفَتْحِ و الکَسْرِ،و هو مَحَلُّ تَأَمُّلٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الخُنُوفَ فی الدَّابَّهِ ،کالخِنافِ ،و قیل: الخِنَافُ :داءٌ یأْخُذُ الخَیْلَ فی العَضُدِ،و نَاقَهٌ مِخْنَافٌ : خَنُوفٌ ،لَیِّنَهُ الیَدَیْنِ فی السَّیْرِ.

وَ الخَنْفُ :الحَلْبُ بأَرْبَعِ أَصَابِعَ ،و یَسْتَعِینُ معها بالإبْهَامِ ،و منه حدیثُ عبدِ الملکِ ،أَنَّه قال لِحَالِبِ نَاقَهٍ «کیْف تَحْلِبُ (2)هذه النَّاقَهَ ،أَ خَنْفاً ،أَم مَصْرًا،أَم فَطْرًا؟».

وَ رأَیْتُ فی هامِش الصِّحاحِ ،عن أَبی بکرٍ:جَمَلٌ خِنِفَّی العُنُقِ ،کزِمِکَّی:شَدِیدُه،و قد تقدَّم مِثْلُه فی«ج ن ف» (3)فَلْیُنْظَرْ.

خوف

خَافَ الرَّجُلُ ، یَخَافُ ، خَوْفاً ،و خَیْفاً هکذا هو مضبُوطٌ بالفَتْحِ ،و هو أَیضاً مُقْتَضَی سِیاقِهِ ،و الصَّحیحُ أَنَّه بالکَسْرِ،و هو قَوْلُ اللِّحْیَانِیِّ ،و هکذا ضَبَطَه بالکَسْرِ،و فیه کَلامٌ یَأْتِی قَرِیباً، و مَخَافَهً ، وَ أَصْلُهُ :مَخْوَفَهٌ ،و منه قَوْلُ الشاعرِ:

وَ قد خِفْتُ حتَّی ما تَزِیدُ مَخَافَتِی

عَلَی وَعِلٍ فی ذِی المَطَارَهِ عَاقِلِ (4)

و خِیفَهً ،بالکَسْرِ، و هذه عن اللِّحْیَانِیِّ ،و منه قَوْلُه تعالَی:

وَ اذْکُرْ رَبَّکَ فِی نَفْسِکَ تَضَرُّعاً وَ خِیفَهً (5)،و قال غیرُه:

الخِیفُ ،و الخِیفَهُ :اسْمانِ ،لا مَصْدَرانِ ، و أَصلُهَا خِوْفَهً ، صَارَتِ الواوُ یَاءً،لانْکِسَارِ مَا قَبْلَهَا، و جَمْعُهَا خِیَفٌ ، هکذا هو مَضْبُوطٌ فی سائرِ النُّسَخِ ،بکَسْرٍ ففَتْحٍ ،و الصَّوابُ بالکَسْرِ،و منه قَوْلُ صَخَرِ الْغَیِّ الهُذَلِیِّ :

فَلاَ تَقْعُدَنَّ علَی زَخَّهٍ

وَ تُضْمِرَ فی الْقَلْبِ وَجْداً و خِیفا (6)

هکذا أَنْشَدَهُ اللِّحْیَانِیُّ ،و جَعَلَهُ جَمْعَ خِیفَهٍ ،قال ابنُ سِیدَه:و لا أَدْرِی کیف هذا؛لأَنَّ المَصَادِرَ لا تُجْمَعُ إِلاَّ قَلِیلاً،قال:و عسی أَن یکون هذا مِنَ المَصَادِرِ التی قد جُمِعَتْ ،فیَصِحُّ قَوْلُ اللِّحْیَانِیِّ .

قال اللَّیْثُ : خَافَ ، یَخَافُ ، خَوْفاً ،و إِنَّمَا صارتِ الواوُ أَلِفاً فی یَخَافُ ؛لأَنَّهُ علی بِنَاءِ عَمِلَ یَعْمَلُ ،فاسْتَثْقَلُوا الواوَ، فأَلْقُوْها،و فیها ثَلاثهُ أَشْیَاءَ،الحَذْفُ ،و الصَّرْفُ ،و الصَّوْتُ وَ رُبَّمَا أَلْقَوا الحَرْفَ بصَرْفِهَا،و أَبْقَوا مِنْهَا الصَّوْتَ .[و قالُوا:

یَخافُ ،و کان حَدُّهُ یَخْوَفُ ،بالْوَاوِ مَنْصُوبهً ،فأَلْقَوُا الواوَ وَ اعْتَمَدَ الصوت علی صَرْفِ الواوِ،و قالوا: خافَ ،و کان حَدُّه خَوِفَ ،بالوَاوِ مکسورَهً ،فأَلْقَوُا الواوَ بصَرْفِهَا،و أَبْقَوُا الصَّوْتَ ،و اعتمد الصوتُ ].علَی (7)فَتْحَهِ الخاءِ،فصارَ مَعَهَا أَلِفاً لَیِّنَهً .

وَ أَمَّا قَوْلُ الشاعرِ:

أَ تَهْجُرُ بَیْتاً بالْحِجَازِ تَلَفَّعَتْ

بِهِ الْخَوْفُ و الأَعْدَاءُ أَمْ أَنتَ زَائِرُهْ ؟

وَ إِنَّمَا أَرادَ بالخَوْفِ المَخَافَهَ ،فأَنَّثَ لذلک.

أی: فَزِعَ فهو خَائِفٌ ،و الأَمْرُ منه خَفْ ،بفَتْحِ الخاءِ، و هُمْ خُوَّفٌ و خِیَّفٌ ،کَسُکَّرٍ،و قِنَّبٍ ، وَ الذی فی الصِّحاحِ :

خُوَّفٌ ،و خُیَّفٌ ،مِثْلُ قِنَّبٍ ،ذَکَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ ،قال الصَّاغَانِیُّ :و مِن خُیَّفٍ ،کسُکِّرٍ،قِرَاءَهُ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِیَ الله عنه أَنْ یَدْخُلُوهَا إِلاَّ خُیَّفاً (8)،قال الکِسَائِیُّ :مَا کان مِن بَنَاتِ الوَاوِ مِن ذَوَاتِ الثَّلاثهِ فإِنَّهُ یُجْمَعُ علَی فُعَّلِ ،و فیه

ص:205


1- ((*)) وردت بالکویتیه:(یُسْتَحْیَی).
2- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«أتحلب»و فی النهایه: [2]کیف تحلبها.
3- (2) بالأصل«ج ز ف»خطأ.
4- (3) البیت للنابغه الذبیانی دیوانه صنعه ابن السکیت ص 68 و بالأصل «بذی المطاره»و المثبت عن الدیوان.و فی معجم البلدان« [3]مطاره» بذی مطاره.
5- (4) سوره الأعراف الآیه 205. [4]
6- (5) دیوان الهذلیین 74/2 و یروی«غیظاً»بدل«وجداً».
7- (6) کذا بالأصل و فی الکلام قلق و اضطراب و العباره فی التهذیب:و أبقوا منه الصوت.و قالوا:«یخاف»و کان حده:«یخوف»الواو منصوبه، فألقوا الواو و اعتمد الصوتُ علی صرف الواو.و قالوا:خاف،و کان حده«خوف»الواو مکسوره فألقوا الواو بصرفها و أبقوا الصوت،فاعتمد الصوت علی فتحه الخاء فصار معها ألفاً لیّنه.
8- (7) سوره البقره الآیه 114. [5]

ثَلاثهُ أَوْجُهٍ :یُقَال: خَائِفٌ ،وَ خُیَّفٌ (1)،و خَوْفٌ ،و نحوُ ذلک کذلِکَ ،ففی سِیَاقِ عِبَارَهِ المُصَنِّفِ قُصُورٌ لا یَخْفَی.

و قال غیرُه:قَوْمٌ خَوْفٌ : خَائِفُونَ ، أَو هذِه اسْمٌ لِلْجَمْعِ ، وَ منه قولُه تعالَی: خَوْفاً وَ طَمَعاً (2)،أی:اعْبُدُوه خَائِفِینَ عَذَابَهُ ،و طَامِعِینَ فی ثَوَابِهِ .

و الْخَوْفُ أَیضاً:القَتْلُ ،قِیلَ :و مِنْهُ قَوْلُه تعالَی:

وَ لَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَیْ ءٍ مِنَ اَلْخَوْفِ وَ الْجُوعِ (3)،هکذا فَسَّرَهُ اللِّحْیَانِیُّ .

و الخَوْفُ أَیضاً: الْقِتَالُ ،و مِنْهُ قَوْلُه تعالَی: فَإِذا جاءَ اَلْخَوْفُ (4)،و کذلک قَوْلُهُ تعالَی: وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ اَلْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ (5)،هکذا فَسَّرَه اللِّحْیَانِیُّ .

و الخَوْفُ أَیضاً: الْعِلْمُ ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعالَی: وَ إِنِ امْرَأَهٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً (6)و کذا قَوْلُه تعالی:

فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً (7)،هکذا فَسَّرَه اللِّحْیَانِیُّ .

و الخَوْفُ : أَدِیمٌ أَحْمَرُ،یُقَدُّ منه أَمْثَال السُّیُورِ ثم یُجْعَلُ علی تِلْکَ السُّیُورِ شَذْرٌ،تَلْبَسُه الجارِیَهُ ،الثَّلاثَهُ عن کُرَاعٍ ، لُغَهٌ فی الْحَوْفِ بِالْمُهْمَلَهِ ، وَ هی أَوْلَی،کما فی اللِّسَانِ .

و رَجُلٌ خَافٌ : خَائِفٌ ،قال سِیبَوَیْه:سأَلْتُ الخَلِیلَ عن خَافٍ ،فقَالَ :یَصْلُح أَنْ یکونَ فاعلاً ذَهَبَتْ عَیْنُهُ ،و یصْلُحُ أَنْ یکونَ فَعِلاً،قال:و علَی أیِّ الوَجْهَیْنِ وجَّهْتَ ،فتَحْقِیرُهُ بالوَاوِ،و فی الصِّحاحِ :و رُبَّمَا قالُوا:رَجُلٌ خافٌ :أی:

شَدِیدُ الْخَوْفِ ، جَاءُوا به علی فَعِلٍ ،مِثْل فَرِقٍ ،و فَزِعٍ ، کما قَالُوا:رَجُلٌ صَاتٌ :أی شَدِیدُ الصَّوْتِ .

و الْخَافَهُ :جُبَّهٌ مِن أَدَم،یَلْبَسُهَا الْعَسَّالُ ، وَ هکذا فَسَّرَ الأَخْفَشُ قَوْلَ أَبی ذُؤَیْبٍ الآتِی،و قیل:فَرْوَهٌ یَلْبَسُهَا الذی یَدْخُلُ فی بُیُوتِ النَّحْلِ ،لِئَلاَّ تَلْسَعَهُ ، أَو خَرِیطَهٌ منه ضَیِّقَهُ الأَعْلَی،وَاسِعَهُ الأَسفَلِ ، یُشْتَارُ فِیها الْعَسَلُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لأَبِی ذُؤَیْبٍ :

تَأَبَّطَ خَافَهً فِیهَا مِسَابٌ

فَأَصْبَحَ یَقْتَرِی مَسَداً بِشِیقِ (8)

أَو سُفْرَهٌ کَالْخَرِیطَهِ مُصَعَّدَهٌ ،قد رُفِعَ رَأْسُهَا لِلْعَسَلِ ، نَقَلَهُ السُّکَّرِیُّ ،فی شَرْحِ قَوْلِ أَبی ذُؤَیْبٍ .

قال ابنُ بَرِّیّ :عَیْنُ خَافَهٍ ،عند أَبی عَلیٍّ یاءٌ،مَأْخُوذهٌ مِن قَوْلِهِم:النَّاسُ أَخْیَافٌ ،أی:مُخْتَلِفُون،لأَنَّ الخَافَهَ خَرِیطَهٌ مِن أَدَمٍ مَنْقُوشَهٌ بأَنْواع مُخْتَلِفَهٍ مِن النَّقْشِ ،فعلَی هذا کان یَنْبَغِی أَن یَذْکُرَ الْخافهَ فی فِعْلِ (9)«خ ی ف».

و خُفْتُه ، أَخُوفُهُ ، کَقُلْتُهُ أَقُولُهُ : غَلَبْتُهُ بالْخَوْفِ ، أی:کان أَشَدَّ خَوْفاً منه،و قد خَاوَفَهُ مُخَاوَفَهً ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و یُقَال:هذا طَرِیقٌ مَخُوفٌ : إذا کان یُخَافُ فِیهِ ، وَ لا یُقَال: مُخِیفٌ و یُقَال: وَجَعٌ مُخِیفٌ ،لأَنَّ الطَّرَیقَ لاَ تُخِیفُ ،و إِنَّمَا یُخافُ قاطِعُهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هکذا خَصَّ ابنُ السِّکّیتِ بالمَخُوفِ (10)الطَّرِیقَ ،و ذکَر هذا الوَجْهَ الذی ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ ،و خَصَّ بالمُخِیفِ الوَجَعَ .

وَ قال غیرُه:طَرِیقٌ مَخُوفٌ ،و مُخِیفٌ : یَخَافُهُ النَّاسُ ، وَ وَجَعٌ مَخُوفٌ و مُخِیفٌ : یُخِیفُ مَن رَآهُ .

وَ فی الحَدِیثِ :«مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِینَهِ أَخَافَهُ اللّه تَعَالَی»،و فی آخَرَ:« أَخِیفُوا الْهَوَامَّ قَبْلَ أَنْ تُخِیفَکُمْ »،أی احْتَرِسُوَا منها،فإِذا ظَهَرَ منها شَیْ ءٌ فَاقْتُلُوه،المَعْنَی اجْعَلُوها تَخافُکُم ،و احْمِلُوهَا علَی الخَوْفِ منکم؛لأَنَّهَا إذا أَرَادَتْکُم وَ رَأَتْکُم تَقْتُلُونَها فَرَّتْ منکم.

و الْمُخِیفُ :الأَسَدُ الذی یُخِیفُ مَن رَآهُ ،أی:یُفْزِعُه، قال طُرَیْحٌ الثَّقَفیُّ :

وُقُصٌ تُخِیفُ و لا تَخَافُ

هَزَابِرٌ لِصُدُورِهِنَّ حَطِیمُ (11)

و حَائِطٌ مُخِیفٌ .إِذَا خِفْتَ أَنْ یَقَعَ عَلَیْکَ ، وَ قال اللِّحْیَانِیُّ :حَائِطٌ مَخُوفٌ ،إذا کان یُخْشَی أَنْ یَقَع هُوَ.

ص:206


1- (1) فی التهذیب:خائف و خُیَّفٌ و خِیَّفٌ و خُوَّفٌ .
2- (2) سوره الأعراف الآیه 56. [1]
3- (3) سوره البقره الآیه 155. [2]
4- (4) سوره الأحزاب الآیه 19. [3]
5- (5) سوره النساءِ الآیه 83. [4]
6- (6) سوره النساءِ الآیه 128. [5]
7- (7) سوره البقره الآیه 182. [6]
8- (8) دیوان الهذلیین 87/1 بروایه:«فأضحی یقتری».
9- (9) فی اللسان: [7]فصل.
10- (10) عن اللسان و بالأصل«بالخوف».
11- (11) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و قص هکذا فی الأصل،و لم یوجد بالمواد التی بأیدینا».

و خَوَّفَهُ ، تَخْوِیفاً : أَخَافَهُ .

أَو خَوَّفَهُ : صَیَّرَهُ بِحَالٍ یَخَافُهُ النَّاسُ و قیل:إذا جَعَلَ فیه الخَوْفَ ،و قال ابنُ سِیدَه، خَوَّفَه :جَعَلَ الناسَ یَخافُونَه ، وَ منه قَوْلُه تعالَی: إِنَّما ذلِکُمُ الشَّیْطانُ یُخَوِّفُ أَوْلِیاءَهُ (1)، أی: یُخَوِّفُکُم فَلا تَخَافُوه،کما فی العُبابِ ،و قیل:یَجْعَلُکُم تَخافُونَ أَوْلِیاءَهُ ،و قال ثَعْلَبٌ :أی یُخَوِّفُکم بأَوْلِیَائِهِ ،قال ابنُ سِیدَه:و أَرَاهُ تَسْهِیلاً لِلْمَعْنَی الأَوَّلِ .

و تَخَوَّفَ عَلَیه شَیْئاً: خَافَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و تَخَوَّفَ الشَّیْ ءَ:تَنَقَّصَهُ ، وَ أَخَذَ مِن أَطْرَافِهِ ،و هو مَجازٌ، کما فی الأَساسِ ،و فی اللِّسَانِ :تَنَقَّصَهُ مِن حَافَاتِهِ ،قال الفَرَّاءُ: و منه قَوْلُه تعالَی: أَوْ یَأْخُذَهُمْ عَلی تَخَوُّفٍ (2)، قال:فهذا الذی سَمِعْتُه مِن العَرَبِ ،و قد أَتَی التَّفْسِیرُ بالحاءِ (3)،و قال الأَزْهَرِیُّ :معنَی التَّنَقُّصِ أَن یَنْقُصَهم فی أَبْدَانِهم و أَمْوَالِهِمْ و ثِمَارِهِم،و قال ابنُ فَارِسٍ :إِنَّهُ مِن بابِ الإِبْدَالِ ،و أَصْلُه النُّونُ ،و أَنْشَدَ:

تخَوَّفَ السَّیْرُ مِنْها تامِکاً قَرِداً

کَمَا تَخَوَّفَ عُودَ النَّبْعَهِ السَّفَنُ (4)

وَ قال الزَّجَّاجُ :و یجُوزُ أَنْ یَکُونَ مَعْنَاهُ :أَو یأْخُذَهم بعدَ أَن یُخیفَهم،بأَنْ یُهْلِکَ قَرْیَهً فتَخَافُ التی تَلیهَا،و أَنْشَدَ الشِّعْرَ المذکورَ،و إلی هذا المَعْنَی جَنَحَ الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَسَاسِ ،و هو مَجَازٌ.

وَ فی اللِّسَانِ :السَّفَنُ :الحَدیدهُ التی تُبْرَدُ بها القِسیُّ ، أی:تَنَقَّصَ ،کما تأْکلُ هذه الحَدیدَهُ خَشَبَ القِسِیِّ .

وَ قد رَوَی الجَوْهَرِیُّ هذا الشِّعْرَ لِذِی الرُّمَّهِ ،و رَوَاهُ الزَّجَّاجُ ،و الأَزْهَرِیُّ ،لابنِ مُقْبِلِ ،قال الصَّاغانِیُّ :و لیس لَهُمَا و رَوَی صاحِبُ الأَغَانِی-فی تَرْجَمَهِ حَمَّادٍ الرّاویَهِ -أَنُّه لابْنِ مُزَاحِمٍ الثُّمَالِیِّ ،و یُرْوَی لعبدِ اللّه بنِ العَجْلانِ النَّهْدِیّ (5).قلتُ :و عَزاهُ البَیْضَاوِیُّ فی تَفْسِیرِه إلی أَبی کَبِیرٍ الهُذَلِیِّ ، وَ لم أَجِدْ فی دیوانِ شِعْرِ هُذَیْلٍ له قصیدهً علی هذا الروِیِّ .

و خَوَافٌ ،کَسَحَابٍ :نَاحِیَهٌ بِنَیْسَابُورَ.

و یُقَال: سَمِعَ خَوَافَهُمْ : أی ضَجَّتَهُمْ ، نَقَلَهُ الصاغَانِیُّ .

*و ممّا یستدرکُ عَلَیه:

تَخَوَّفَهُ : خَافَهُ ،و أَخَافَهُ إِیَّاهُ إِخَافاً ،کَکِتَابٍ ،عن اللِّحْیَانِیِّ ،و ثَغْرٌ مُتَخَوَّفٌ ،و مُخِیفٌ : یُخَافُ منه،و قیل:إذا کان الخَوْفُ یَجِیءُ مِنْ قِبَلِهِ ،و أَخافَ الثَّغْرُ:أَفْزَعَ ،و دَخَلَ الخَوْفُ منه:

وَ مِنَ المَجَازِ:طَرِیقٌ خَائِفٌ :قال الزَّجاجُ :و قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ :

یُصَابُونَ فی فَجٍّ مِنَ الأَرْضِ خَائِفِ (6)

هو فاعلٌ فی مَعْنَی مَفْعُولٍ .

وَ حکی اللِّحْیَانِیُّ : خَوِّفْنَا ،أی رَقِّقْ لنا القُرآنَ و الحَدِیثَ حتَّی نَخَافَ .

وَ الخَوَّافُ ،کشَدَّادٍ:طائِرٌ أَسْوَدُ،قال ابنُ سِیدَه:لا أَدْرِی لِمَ سُمِّیَ بِذلک.

وَ الْخَافَهُ :العَیْبَهُ ،و فی الحدیثِ :«مثل الْمُؤْمِنِ کَمَثَلِ خَافَهِ الزَّرْعِ ».قیل: الْخَافَهُ :وِعَاءُ الحَبِّ ،سُمِّیَتْ بذلِک لأَنَّهَا وِقَایَهٌ له،و الرِّوایَهُ بالمِیمِ .

وَ الخَوْفُ :نَاحِیَهٌ بعُمَانَ ،هکذا ذَکَرُوا،و الصَّوابُ بالْحَاءِ.

وَ ما أَخْوَفَنِی علیکَ !.

وَ أَخْوَفُ ما أَخَافُ علیکُمْ کذَا (7).

وَ أَدْرَکَتْهُ (8)المَخَاوِفُ .

وَ تَخَوَّفَه حَقَّهُ :تَهَضَّمَهُ (9)،و هو مَجَازٌ.

ص:207


1- (1) سوره آل عمران الآیه 175. [1]
2- (2) سوره النحل الآیه 47. [2]
3- (3) الأصل و اللسان و فی التهذیب:بالخاء.
4- (4) نسب فی اللسان و التهذیب لابن مقبل و قیل لغیره و انظر حاشیه التهذیب 594/7 فیها مختلف الأقوال فی تنسیبه.و سیأتی الشارح علی بعض منها.
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الهندی».
6- (6) دیوانه و صدره فیه: وَ لکن أحنّ یومی شهیداً و عصبهً وَ فی اللسان: [3]سعیداً بعصمهٍ .
7- (7) فی الأساس:«ضعف الإیمان»بدل«کذا».
8- (8) بالأصل«و أول کتبه المخاوف»و المثبت عن الأساس.
9- (9) عن الأساس و بالأصل«أهضمه».

و التَّخْوِیفُ :التَّنَقُّصُ ،یُقَال: خَوَّفَهُ ،و خَوَّفَ منه،وَ رَوَی أَبو عُبَیْدٍ بَیْتَ طَرَفَهَ :

وَ جَامِلٍ خَوَّفَ مِنْ نَیبِهِ

زَجْرُ الْمُعَلَّی أُصُلاً و السَّفِیحْ

یَعْنِی إِنَّه نَقَصَها ما یُنْحَرُ فی المَیْسِرِ منها،و رَوَی غَیْرُه:

«خَوَّعَ مِن نَیبِهِ »،و رَواهُ أَبو إِسْحَاقَ :مِن نَبْتِهِ ».

وَ خَوَّفَ غَنَمَهُ :أَرْسَلَهَا قِطْعهً قِطْعَهً .

وَ خَافُ :قَرْیَهٌ بالعَجَمِ ،و منها الشیخُ زَیْنُ الدِّینِ الخَافیُّ ، صُوفیٌّ ،مِن أَتْبَاعِ الشیخِ یُوسفَ العَجَمِیِّ ،کان بالقاهرهِ ، ثم نَزَحَ عنها،ثم قَدِمَها سنه 823 و معه جَمْعٌ مِن أَتْبَاعِهِ ، کذا فی التَّبْصِیرِ.

قلتُ :و هو أَبو بَکْرِ بنِ محمدِ بنِ علیٍّ الخَافیُّ ،و یُقَال:

الخَوَافیُّ ،أَخَذَ عن الزَّیْنِ الشَّریشِی،و عنه الشِّهَابُ أَحمدُ بنُ علیٍّ الزَّلَبَانِیّ الدِّمْیَاطِیُّ .

خیف

الخَیْفَانُ :نَبْتٌ جَبَلِیٌّ ، عن ابنِ عَبَّادٍ،و فی اللِّسَانِ :هو حَشِیشٌ یَنْبُتُ فی الجَبَلِ ،و لیس له وَرَقٌ ، وَ یَطُولُ حتی یکونَ أَطْوَلَ مِن ذِرَاعٍ صُعُداً،و له سَنِمَهٌ صُبَیْعَاءُ بَیْضاءُ السِّفْلِ (1)،و جَعَلَهُ کُرَاعٌ فَیْعالاً،قال ابنُ سِیدَه:و لیس بقَوِیٍّ ،لکَثْرَهِ زِیادهَ الأَلِفِ و النُّونِ ،و لأَنَّه لیس فی الکَلامِ «خ ف ن».

و الخَیْفَانُ : الکَثْرَهُ (2)مِن النَّاسِ ، یقالُ :رأَیْتُ خَیْفانًا مِن الناسِ .قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

و قال اللَّیْثُ : الخَیْفَانُ : الْجَرَادُ قَبْلَ أَنْ یَسْتَوِیَ جَنَاحَاهَا، هکذا فی النُّسْخِ ،و الصَّوَابُ :جَنَاحَاهُ (3)،بتَذْکِیرِ الضَّمِیرِ،و أَمَّا عِبَارَهُ اللَّیْثِ فإِنَّهَا سَالِمَهٌ مِن الغَلَطِ ،فإِنَّهُ قال:

الجَرَادَهُ ،فلَزِمَ إِرْجَاعُ الضَّمِیرِ إِلیها مُؤَنَّثَا، أَو إذا صَارَتْ فیه خطُوطٌ مُخْتَلِفَهٌ بَیَاضٌ و صُفْرَهٌ ، الواحدَهُ : خَیْفَانَهٌ ،و قال اللِّیْحَانِیُّ :جَرَادٌ خَیْفَانٌ :اخْتَلَفَتْ فیه الأَلْوانُ ،و الجَرَادُ حَینَئذٍ أَطْیَرُ ما یَکُونُ ، أَو إذا انْسَلَخَ مِن لَوْنِهِ الأَوّلِ الْأَسْوَدِ أَو الْأَصْفَرِ،و صَارَ إلی الْحُمْرَهِ قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،و قال أَبو حاتمٍ :إذا بَدَتْ فی لَوْنِهِ الأَحْمَرِ صُفْرَهٌ ،و بَقِیَ بعضُ الْحُمَرَهِ ،فهو الخَیْفَانُ ، أَو مَهَازِیلُهَا الْحُمْرُ التی مِن نِتَاجِ عَامٍ أَوَّلَ ، نَقَلَهُ أبو حاتمٍ عن بَعْضِ العَرَبِ ،قال أَبو خَیْرهَ :لا یَکُونُ أَقَلَّ صَبْرًا عَلَی الأَرْضِ منها إذا صَارَتْ خَیْفَانَهً ،ثم یُشَبَّه بها الفَرَسُ فی خَفَّتَها و طُمُورِها،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

وَ أَرْکَبُ فی الرَّوْعِ خَیْفَانَهً

کَسَا وَجْهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ

هکذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ ،و قال أَبو نَصْرٍ:

العَرَبُ تُشَبِّهُ الخَیْلَ بالخَیْفَانِ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

وَ أَرْکَبُ فی الرَّوْعِ خَیْفَانَهً

لَهَا ذَنَبٌ خَلْفَهَا مُسْبَطِرّ

وَ قال عَنْتَرَهُ :

فَغَدَوْتُ تَحْمِلُ شِکَّتِی خَیْفَانَهً

مُرْطُ الْجِرَاءِ لَهَا تَمِیمٌ أَتْلَعُ

و الْخَیْفُ :النَّاحِیَهُ ،و فی الصِّحاح: الخَیْفُ : جِلْدُ الضَّرْعِ ، وَ منه:نَاقَهٌ خَیْفاءُ ، أَو نَاحِیَهُ الضَّرْعِ ،أو جِلْدَهُ ضَرْعِ النَّاقَهِ ، هکذا قَالَهُ بَعْضَهُم.

و الخَیْفُ أَیضاً: وعَاءُ قَضِیبِ الْبَعِیرِ، وَ منهُ بَعِیرٌ أَخْیَفُ ، کما سیأْتِی.

و الخَیْفُ : مَا انْحَدَرَ عن غِلَظِ الْجَبَلِ ،و ارْتَفَعَ عن مَسِیلِ الْمَاءِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال:و منه سُمِّیَ مَسْجِدُ الخَیْفِ بِمِنًی، و کُلُّ هُبُوطٍ و ارْتِقَاءٍ فی سَفْحِ جَبَلٍ : خَیْفٌ .

و الخَیْفُ : غُرَّهٌ بَیْضاءُ فی الْجَبَلِ الْأَسْوَدِ الذِی خَلْفَ أَبی قُبَیْسٍ ، قیل: و بِهَا سُمِّیَ مَسْجِدُ الْخَیْفِ بِمِنَی، أَو لأَنَّهَا خَیْفٌ ،أی: نَاحِیَهٌ مِن مِنًی، أَو لانْحِدَارِهِ عن الغِلَظِ ، و ارْتِفَاعِه عن المَسِیلِ ،کما قالَهُ الجَوْهَرِیُّ ، أَو لأَنَّهَا فی سَفْحِ جَبَلٍ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :لأَنَّه-أی المَسْجِدُ-فی سَفْحِ جَبَلِ مِنًی.

و خَیْفُ سَلاّمٍ (4):د،قُرْبَ عُسْفَانَ .

و خَیْفُ النَّعَمِ : بَلَدٌ آخَرُ أَسْفَلَ منه،و خَیْفُ ذِی الْقَبْرِ:

موضع آخرَ أَسْفَلَ منه أَیضا.

ص:208


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«السفله».
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:و الکثیره.
3- (3) فی اللسان:أجنحته،باعتبار الجمع.
4- (4) الأصل و یاقوت،و نقل عن الرشید سلام بالتخفیف.

و خَیْفُ الْجَبَلِ (1):ع آخَرُ،کلُّ ذلک سُمِّیَ به؛لأَنَّه فی سَفْحِ الجَبَلِ .

و أَخَافَ الرَّجُلُ إخَافَهً ، أیْ أَتَی إلی خَیْف مِنًی فَنَزَلَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، کأَخْیَفَ ، کما فی المُحْکَمِ ،و هو علَی الأَصْلِ .

و قال یُونُس: اخْتَافَ : أَتَی خَیْفَ مِنًی،کامْتَنَی:إذا أَتَی مِنًی.

و أَخافَ السَّیْلُ الْقَوْمَ :أَنْزَلَهُمْ الْخَیْفَ ، قَالَهُ ابنُ عَبّاد.

و قال أَبو عمرٍو: الْخَیْفَهُ :السِّکِّینُ ، وَ هی الرَّمِیضُ .

و الخَیْفَهُ : عَرِینُ الْأَسَدِ، هکذا ذکَره ابنُ عَبَّادٍ فی هذا التَّرْکیبِ ،قال الصَّاغَانِیُّ :فإِن اشْتُقَّتْ من الخَوْفِ ،فمَوْضِعُ ذِکْرِها«خ و ف».

و الْخَیَفُ ،مُحَرَّکَهً ،فی الْفَرَسِ و غیرِهِ :زُرْقَهُ إِحْدَی الْعَیْنَیْنِ و سَوَادُ الْأُخْرَی، جَمَلٌ أَخْیَفُ ،و نَاقَهٌ خَیْفاءُ ، و کذلک هو مِن کُلِّ شَیءٍ إِحْدَی عَیْنَیْهِ زَرْقاءُ و الأُخْرَی سَوْداءُ،و فی الجَمْهَرِهِ :و الأُخْرَی کَحْلاءُ،بَدَل سَوْدَاءَ، وَ جَمَعَ بینهما فی اللِّسَانِ ،فقَالَ :سَوْداءَ کَحْلاءَ،و

17- فی الحدیثِ ،فی صِفَهِ أَبی بکرٍ رضی الله عنه: « أَخْیَفُ بَنِی تَیْمٍ ».

و الخَیْفُ فی الْإِبِلِ :سَعَهُ الثَّیْلِ ، یُقَال: نَاقَهٌ خَیْفَاءُ ، وَ جَمَلٌ أَخْیَفُ ، بالمَعْنَیَیْن،بَیِّنَا الخَیَفِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ قال الْفَقْعَسِیُّ (2):

صَوَّی لَهَا ذَاکِدْنَهٍ جُلْذِیَّا

أَخْیَفَ کانتْ أُمُّهُ صَفِیَّا

أَو الْخَیفْاءُ مِن النُّوقِ : الْوَاسِعَهُ الضَّرْعِ ،و قیل:

الْواسِعَهُ جِلْدِهِ ،أو لا تَکُونُ خَیْفَاءَ حتی تَخْلُوَ مِن اللَّبَنِ ، وَ تَسْتَرْخِیَ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :یَخْلُوَ و یَسْتَرْخِیَ ،أی:الضَّرْعُ ، ج: خَیْفَاوَاتٌ ، نَادِرَهٌ ،لأَنَّ فَعْلاواتِ إِنَّمَا هی لِلاسمِ ،أو لِلصَّفَهِ الغَالِبَهِ غَلَبَهَ الاسْمِ ،

14- کقَوْلِه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم: «لَیْسَ فی الخَضْرَاوَاتِ صَدَقَهٌ ».

و جَمْعُ الْأَخْیَفِ : خِیفٌ ،و خُوفٌ ، بالکَسْرِ و الضَّمِّ .

و مِن المَجَازِ: هُم أَخْیَافٌ ،أی مُخْتَلِفُونَ ، کما فی الأَسَاسِ ،زَادَ الصَّاغَانِیُّ :فی أَشْکَالِهم،و هَیْآتِهِم،و فی اللِّسَانِ : الأَخْیَافُ :الضُّروبُ المُخْتَلِفهُ فی الأَخْلاقِ وَ الأَشْکَالِ .

و یُقَال: إِخْوَهٌ أَخْیَافٌ ، إِذا کانَتْ أُمُّهُمْ وَاحِدَهٌ و الْآبَاءُ شَتَّی، وَ منه قَوْلُهُم:«النَّاسُ أَخْیَافٌ »،إذا کانوا لا یَسْتَوُونَ ، وَ هو مَجَازٌ،قال الشَّاعِرُ:

النَّاسُ أَخْیَافٌ و شَتَّی فی الشِّیَمْ

و کُلُّهم یَجْمَعُه بَیْتُ الأَدَمْ

وَ معنی بَیْت الأَدَم،أی:أَدِیمُ الأَرْضِ یَجْمَعُهم،کلُّ ذلک نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: خَیَّفَ ، إِذا نَزَلَ مَنْزِلاً، وَ کذلک خَیَّمَ .

قال: و خَیَّفَ عَنِ الْقِتَالِ : إذا نَکَصَ .

و قال اللَّیْثُ : خُیِّفَ الْأمْرُ بَیْنَهم،بِالضَّمِّ ،تَخْیِیفاً وُزِّعَ ، وَ نَصُّ الأَسَاسِ : خُیِّفَ المالُ ،و هو مَجازٌ.

و خُیِّفَ عُمُورُ اللِّثَهِ بَیْنَ الْأَسْنَانِ : أی تَفَرَّقَتْ ، قَالَهُ اللَّیْثُ ،و هو مَجَازٌ،و قول رَبِیعَهَ بنِ مَقْرُومٍ الضَّبِّیّ :

وَ بَارِداً طَیِّباً عَذْباً مُقَبَّلُهُ

مُخَیَّفاً نَبْتُهُ بالظَّلْمِ مَشْهُودَا

المُخَیَّفُ :مِثْلُ المُخْلَّلِ ،أی قد خُیِّفَ بالظَّلْمِ .

و تَخَیَّفَ فُلانٌ أَلْوَانًا: إذا تَغَیَّرَ أَلْوَانًا،قال الکُمَیْتُ :

وَ مَا تَخَیَّفَ أَلْوَانًا مُفَنَّنَهً

عَنِ الْمَحَاسِنِ مِنْ أَخْلاَقِهِ الوُظُبِ (3)

و سَمَّوْا أَخْیَفَ ،کَأَحْمَدَ، وَ یُقَال: أُخَیْفٌ ،کزُبَیْرٍ،و قد تقدَّم فی«أ خ ف»الاخْتِلافُ فی اسْمِ المُجْفِرِ بنِ کَعْبٍ التمِیمِیِّ ،فرَاجِعْهُ .

ص:209


1- (1) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:«الخیل»و مثلها فی معجم البلدان و [2]قال:موضع جاء فی شعر سوید بن جدعه القسری فقَالَ : وَ نحن نفینا خثعماً عن بلادها تقتل حتی عاد مولی سنیدها فریقین:فرق بالیمامه منهم، وَ فرق بخیف الخیل تبری حدودها.
2- (2) عن اللسان«صوی»و بالأصل«و قال المعنی»و الشطران وردا فی اللسان هنا و فی«جلذ»بدون نسبه.
3- (3) عن التکمله و بالأصل«الوصب».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

خَیَّفَتِ المَرْأَهُ أَوْلادَها (1):جاءَتْ بهم مُخْتَلِفِین،و هو مَجَازٌ.

وَ تَخَیَّفَتِ الإِبِلُ فی المَرْعَی و غیرِه:اخْتَلَفَتْ وُجُوهُها، عن اللِّحْیَانِیِّ .

وَ تَخَیَّفَه :تَنَقَّصَه،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ الْخَافَهُ :خَرِیطَهُ النَّحَّالِ ،علی قَوْلِ أَبِی علیٍّ ،مَوْضِعُ ذِکْرِه هنا کما تقدَّم ذِکْرُه.

قال ابنُ سِیدَه:و رُبَّما سُمِّیَتِ الْأَرْضُ المُخْتَلِفهُ أَلْوَانِ الحِجَارهِ خَیْفَاءَ .

وَ جَمْعُ خَیْفِ الجَبَلِ : أَخْیَافٌ ،و خُیُوفٌ ،و مِنَ الأَوَّلِ قَوْلُ قَیْسِ بنِ ذَرِیحٍ :

فَغَیْقَهُ فَالأَخْیَافُ أَخْیَافُ ظَبْیَهٍ

بِهَا مِنْ لُبَیْنَی مَخْرَفٌ و مَرَابِعُ

وَ مِن الثَّانِی

16- حدیثُ بَدْرٍ: «مَضَی فی مَسِیرِهِ إِلیها حتَّی قَطَعَ الخُیُوفَ ».

وَ خَیْفُ بَنِی کِنَانَهَ :اسْمُ المُحَصَّبِ ،جاءَ ذِکْرُه فی الحدیثِ .

فصل الدال مع الفاء

دأف

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

دَأَفَ علَی الْأَسِیرِ،أی:أَجْهَزَ.

وَ مَوْْتٌ دُؤَافٌ ،کغُرَابٍ :و حَیٌّ ،أَوْرَدَه صاحبُ اللِّسَانِ ، وَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ .

درعف

ادْرَعَفَّتِ الْإِبِلُ ، کَتَبَهُ بالأَحْمَرِ،و هو بِالدَّالِ وَ الذِّالِ ، وَ مُقْتَضَاهُ أَنَّه أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،کما فَعَلَهُ الصَّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ : مَضَتْ علَی وُجُوهِهَا، قَالَهُ الفَرَّاءُ، أَو أَسْرَعَتْ ، فهو مُدْرَعِفُّ . و ذِکْرُ الْجَوْهَرِیِّ إِیَّاهُمَا فی الذَّالِ المُعْجَمَهِ إِجْمَالاً غَیْرُ مُغْنٍ عَن ذِکْرِهِ هُنَا بالتَّفْصِیلِ ،فإِنَّ ما فیه لُغَتَانِ أو أَکْثَرُ، فحَقُّه أَنْ یَذْکُرَ کُلَّ لُغَهٍ فی مَوْضِعِها.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: ادْرَعَفَّ الرَّجُلُ فی الْقِتَالِ ، إِذا اسْتَنْتَلَ مِن الصَّفِّ .

قال: و نَاسٌ مُدْرَعِفُونَ :مُقَلِّصُونَ فی سَیْرِهِمْ ، کأَنَّهُ أُخِذَ مِن ادْرِعْفَافِ الْإِبِلِ .

درف

هو تَحْتَ دَرْفِ فُلاَنٍ ، بالفَتْحِ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحبُ اللِّسَانِ ،و قال الخَارْزَنْجِیُّ : أی تَحْتَ کَنَفِهِ و ظِلِّهِ ،أو مِنْ نَاحِیَتِهِ فی خَیْرٍ أَو شَرٍّ، کذا نَقَلَهُ عنه الصَّاغَانِیُّ .

قلتُ :و دَرْفَهُ البابِ ،بالفَتْحِ :مِصْرَاعُه،و لِکُلِّ بابٍ دَرْفَتَانِ ،هکذا یَسْتَعْمِلُه العَوَامُّ .

درنف

الدُّرْنُوفُ ،کزُنْبُورٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال الأَزْهَرِیُّ ،و ابنُ عَبَّادٍ:هو الْجَمَلُ الضَّخْمُ الْعَظِیمُ (2)، وَ ضَبَطَهُ الصَّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ کجِرْدَحْلٍ و هذا هو فی العُبَابِ ،و عِبَارَهُ اللِّسَانِ مُحْتَمِلَهٌ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ الشاعرِ:

و قد حَدَوْنَاهَا بِهَیْدٍ و هَلاَ (3)

عَثَمْثَمَاً ضَخْمَ الذَّفارِی نَهْبَلاَ

أَکْلَفَ دُرْنُوفاً هِجَانًا هَیْکَلاَ

وَ قد تَوَقَّفَ فیه الأَزْهَرِیُّ .

دسف

الدُّسْفَانُ ،کعُثْمَانَ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو شِبْهُ الرَّسُولِ ، کأَنَّهُ یَطْلُبُ الشَّیْ ءَ و یَبْغِیهِ ، أَو رَسُولُ سُوءٍ بَیْنَ الرَّجُلِ و الْمَرْأَهِ ،ج: دُسَافَی ، کَسُکَارَی، و قیل:هو الدُّسْفَانَ (4)، و یُکْسَرُ، وَ حینئذٍ ج: دَسَافِینُ ، کدِهْقَان،و دَهَاقِینُ ،قال أُمَیَّهُ بنُ أَبی الصَّلْتِ :

هُم سَاعَدُوه کما قَالُوا إِلهُهُمُ

وَ أَرْسَلُوهُ یُرِیدُ الْغَیْثَ دُسْفَانَا

ص:210


1- (1) الأساس:«بأَولادها».و الأصل کاللسان. [1]
2- (2) فی التهذیب 247/14 الدُّرْنُوف هو العظیم من الإبل.
3- (3) بعده فی اللسان«هید». حتی تری أسفلها صار عَلاَ.
4- (4) عن التکمله و بالأصل«الإسفان».

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الدُّسْفَهُ :و الدُّسْفانُ ،بِضَمِّهِمَا:

الْقِیَادَهُ .

قال: و أَدْسَفَ الرَّجُلُ : صَارَ مَعَاشُهُ مِنْهَا، أی مِن الدُّسْفَهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

قال ثَعْلَبٌ :یُقَال:أَقْبَلُوا فی دُسْفَانِهِم ،أی:خُمُرِهم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

دعف

الدَّعْفُ ،بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،یُقَال:مَوْتٌ دُعافٌ ، کذُعافٍ ،حَکاهُ یَعْقُوبُ فی البَدَلِ ،هکذا نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ .

وَ أَبُو دَعْفَاءَ :کُنْیَهُ الأَحْمَقِ .

دغف

الدَّغْفُ ،بالْمُعْجَمَهِ ،کَالْمَنْعِ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو الْأَخْذُ الْکَثِیرُ،و الْفِعْلُ دَغَفَ ، کَجَمَعَ ، یُقَال: دَغَفَ الشَّیْ ءَ، یَدْغَفُهُ ، دَغْفَا ،أی:

أَخَذَهُ أَخْذاً کثِیرًا.

و قال ابنُ عَبّادٍ:العَرَبُ إِذا حَمَّقُوا إِنْسَانًا،قالُوا:یا أَبا دَغْفَاءَ وَلِّدْهَا فَقَارًا،أی شیْئاً، وَ فی نَصِّ الأَمالِی:جَسَداً لاَ رأْسَ له و لا ذَنَبَ ،و الْمَعْنَی:کَلِّفْهَا مَا لاَ تُطِیقُ و لا یَکُونُ .

قلتُ :هکذا هو فی المُحِیطِ ،و قال ابنُ بَرِّیّ :حکَی ابنُ حَمْزَهَ عن أَبی رِیَاضٍ ،أَنَّه یُقَال للمُحَمَّقِ :أَبو لَیْلَی،و أَبو دَعْفَاءَ،هکذا بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،قال:و أَنْشَدَ لابْنِ أَحْمَرَ:

یُدَنِّسُ عِرْضَهُ لِبَنَالَ عِرْضِی

أَبَا دَعْفَاءَ وَلِّدْهَا فَقَارَا (1)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

دَغَفَهُمُ الحَرُّ:أی دَغِمَهُمْ (2)،کذا فی اللِّسَانِ .

دفف

الدَّفُّ ،بِالْفَتْحِ :الْجَنْبُ مِن کُلِّ شَیْ ءٍ، وَ ذِکْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَکُ ، أَو صَفْحَتُهُ ، أی:الجَنْب،و دَفَّا البَعِیرِ:

جَنْبَاهُ ،و منه:«أَصْبَرُ مِن عَوْدٍ بدَفَّیْهِ الجُلَبُ »،و قال الرَّاعِی:

مَا بَالُ دَفِّکَ بالفِرَاشِ مَذِیلاَ

أَ قَذًی بعَیْنِک أَم أَرَدْتَ رَحِیلاَ (3)

وَ قال کَعْبُ بنُ زُهَیْرٍ،رَضِیَ اللّه عنه:

لَهُ عُنُقٌ تلْوِی بِمَا وُصِلَتْ بِهِ

وَ دَفَّانِ یَشْتَفَّانِ کُلَّ ظِعَانِ

وَ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ فی صِفَهِ إِنْسَانٍ :

یَحُکُّ کُدُوحَ الْقَمْلِ تَحْتَ لَبَانِهِ

وَ دَفَّیْهِ مِنْهَا دَامِیَاتٌ و حَالِبُ

وَ أَنْشَدَ أَیضاً فی صِفَهِ ناقَهٍ :

تَرَی ظِلَّهَا عِنْدَ الرَّوَاحِ کَأَنَّهُ

إِلَی دَفِّهَا رَأْلٌ یَخُبُّ خَبِیبٌ

کَالدَّفَّهِ ، بالْهَاءِ:و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

وَ وَانِیَهٍ زَجَرْتُ علَی وَجَاهَا

قَرِیحِ الدَّفَّتَیْنِ مِنَ الْبِطَانِ (4)

وَ منه قَوْلُهُم:بات یتَقَلَّبُ علَی دَفَّتَیْهِ .

و الدَّفُّ : نَسْفُ الشَّیْ ءِ و اسْتِئْصَالُهُ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و من المجاز: الدَّفُّ مِن الرمْلِ ، وَ من الْأَرْضِ :

سَنَدُهُمَا. و قال ابنُ شُمَیْلٍ : دُفُوفُ الأَرْضِ :أَسْنَادُها،و فی الأَسَاسِ :قَطَعَ دُفُوفَ الأَوْدِیَهِ و أَسْنَادَها،و هی ما ارْتَفَعَ مِن جَوَانِبِهَا.

و الدَّفُّ : اللَّیِّنُ مِن سَیْرِ الْإِبِلِ ، وَ کذا من سَیْرِ الطَّیْرِ، کَالدَّفِیفِ ، وَ هذه نَقَلَهَا الجَوْهَرِیُّ ، و الدَّفُّ : الْمَشْیُ الْخَفِیفُ ، یُقَال: دَفَّ المَاشِی علَی وَجْهِ الأَرْضِ ،أی:

خَفَّ .

و الدَّفُّ : الذی یَضْرِبُ به النِّسَاءُ،کما فی المُحْکَمِ ، وَ العُبَابِ :قال الصَّاغَانِیُّ :و منه

16- الحدیثُ : «فصلُ مَا بَیْنَ الْحَلاَلِ و الْحَرَامِ ،الصَّوْتُ و الدَّفُّ فی النِّکاحِ ». و أَراد بالصَّوْتِ الإِعْلانَ ، و بِالضَّمِّ أَعْلَی، قال الجَوْهَرِیُّ :و حکَی أَبو عُبَیْدٍ عن بَعْضِهم،أنَّ الفَتْحَ فیه لُغَهٌ ، ج: دُفُوفٌ ، بالضَّمِّ ،کما فی المُحْکَمِ .

ص:211


1- (1) کذا وردت فی اللسان«دعف»أَبا دعفاء بالعین المهمله و وردت فی اللسان«دغف»أبا دغفاء،بالغین المعجمه.
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«عمهم»و فی المطبوعه الکویتیه«رغمهم».
3- (3) دیوانه ص 213 و انظر تخریجه فیه.
4- (4) الأساس بروایه:من الظعان.

و الشِّهابُ أَحْمَدُ بنُ نُصَیْرٍ بنِ نَبَأَ المِصْرِیُّ الدُّفُوفیُّ ، مُحَدِّثٌ ، عن ابنِ رَوَاحٍ ،مات سنه 695،و أَخوه علیٌّ ، حَدَّث أَیضاً.

و یُؤْکَلُ مَا دَفَّ :أیْ ما حَرَّکَ جَنَاحَیْهِ مِن الطَّیْرِ، کَالْحَمَامِ ، و نحوِه، لاَ مَا صَفَّ : أی کَالنُّسُورِ، وَ الصُّقُورِ، وَ نحوِهما،و هو حدیثُ ،و

16- الرِّوَایَهُ : «یُؤْکَلُ مَا دَفَّ ،و لاَ یُؤْکَلُ مَا صَفَّ »،و فی أُخْرَی:«کُلْ مَا دَفَّ ،و لاَ تَأْکُلْ مَا صَفَّ ».

وَ فی بَعْضِ التَّنْزِیهِ ،و یَسْمَعُ حَرَکَهَ الطَّیْرِ صَافِّها و دَافِّها ، الصَّافُّ :الباسِطُ جَنَاحَیْهِ لا یُحَرِّکُهُمَا.

و من المَجَازِ: دَفَّتَا الْمُصْحَفِ جَانِبَاهُ ،و صِمَامَتَاهُ (1)مِن جَانِبَیْهِ ،یُقَال:حَفِظَ ما بَیْنَ الدَّفَّتَیْنِ .

و الدَّفَّتَانِ مِن الطَّبْلِ : الجِلْدَتَانِ اللَّتَانِ عَلَی رَأْسِهِ ، یُقَال:ضَرَبَ دَفَّتَیِ الطَّبْلِ ،و هو مَجَازٌ.

و الدَّفِیفُ :الدَّبِیبُ ،و هو السَّیْرُ اللَّیِّنُ ، کما فی الصِّحاحِ و قال غیرُه: الدَّفِیفُ :العَدْوُ،و اسْتَعَارَه ذُو الرُّمَّهِ فی الدَّبَرَانِ ،فقَالَ یَصِفُ الثُّرَیَّا:

یَدِفُّ عَلَی آثَارِهَا دَبَرَانُهَا

فلاَ هُوَ مَسْبُوقٌ و لا هُوَ یَلْحَقُ

14- وَ فی الحدیثِ : أنَّ أَعْرَابِیًّا قال:یَا رَسُولَ اللّه،هَلْ فی الجَنَّهِ إِبِلٌ ؟فقَال:«نَعَمُ ،إِنّ فِیهَا النَّجَائِبَ تَدِفُّ برُکْبَانِهَا».

أی:تَسِیرُ بِهم سَیْرًا لَیِّنَا.

و الدَّفِیفُ مِن الطَّائِرِ:مَرُّهُ فُوَیْقَ الْأَرْضِ ،أو، هو أَنْ یُحَرِّکَ جَنَاحَیْهِ و رِجْلاَهُ فی الْأَرْضِ ، وَ فی المُحْکَمِ :

بالْأَرْضِ ،و هو یَطِیر ثُمَّ یَسْتَقِلُّ ، و قد دَفَّ الطائرُ، یَدِفُّ :

دَفًّا ،و دَفِیفاً ، و قال ابنُ عَبَّادٍ: أَدَفَّ الطائرُ،مِثْلُ دَفَّ .

و قال ابنُ الأعْرَابِیِّ : دَفْدَفَ : إذا سَارَ سَیْرًا لَیِّنَا، و قال ابنُ عَبَّادٍ: اسْتَدَفَّ ، مِثْلُ دَفَّفَ .

و دَفَادِفُ الْأَرْضِ :أَسْنَادُهَا، وَ هی مَا ارْتَفَعَ مِن جَوَانِبِهَا، الْوَاحِدُ دَفْدَفَهٌ عن ابنِ شُمَیْلٍ .

و الدَّافَّهُ :الْجَیْشُ یَدُفُّونَ نَحْوَ الْعَدُوِّ، أی:یَدِبُّونَ ،کما فی الصِّحاحِ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هی الجَماعَهُ مِن الناسِ ،تُقْبِلُ مِن بَلَدٍ إلَی بَلَدٍ،و یُقَال: دَفَّتْ علینا مِن بَنِی فُلانٍ دَافَّهٌ ،قال الصَّاغَانِیُّ :و هو یُرْدَفُ بعَلَی؛لأَنَّهُ بمَعْنَی قَدِمَ وَ وَرَدَ،و قال أبو عمرٍو: الدَّافَّهُ :القَوْمُ یَسِیرُونَ جَماعَهً سَیْرًا لیس بالشَّدِیدِ،یُقَال:هم قَوْمٌ یَدِفُّون دَفِیفاً ،و قال غیرُه:

الدَّافَّهُ :قَوْمٌ یُرِیدُونَ المِصْرَ،و قال الزَّمَخْشَرِیُّ : دَفَّتْ علیهم دَافَّهٌ مِنَ الأَعْرَاب:قَدِمَ علیهم جَمْعٌ یَدِفُّونَ لِلنُّجْعَهِ ،و طَلَبِ الرِّزْقِ .

و عُقَابٌ دَفُوفٌ ، کصَبُورٍ:إذا کانتْ تَدْنُو مِن الْأَرْضِ إذا انْقَضَّتْ فی طَیَرَانِهَا،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لامْرِیءِ القَیْسِ یَصِفُ فَرَساً،و شَبَّهَها بالعُقَابِ :

کَأَنِّی بِفَتْخَاءِ الْجَنَاحَیْنِ لَقْوَهٍ

دَفُوفٍ مِنَ الْعِقْبَانِ طَأْطَأْتُ شِمْلاَلِی (2)

وَ یُرْوَی شِیْمالِی (3)،بیاءِ الإِشْبَاعِ ،یُرْوَی شِمْلاَلِ ، بدون یاءٍ،و هی النَّاقَهُ الخَفِیفَهُ .

وَ أَنْشَدَ ابنُ سیدَه لأَبِی ذُؤَیْبٍ :

فَبَیْنَا یَمْشِیَانِ جَرَتْ عُقَابٌ

مِنَ الْعِقْبَانِ خَائِتَهٌ دَفُوفٌ (4)

قلتُ :و فَسَّره السُّکَّرِیُّ ،فقَالَ : دَفُوفٌ ، تَدُفُّ فی الطَّیْرَانِ ،أی تُسْرِعُ .

و سَنَامٌ مُدَفِّفٌ ،کَمُحَدِّثٍ :سَقَطَ علَی دَفَّتَی الْبَعِیرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ .

و دَافَفْتُهُ :أَجْهَزْتُ عَلَیْهِ ، مُدَافَّهً ،و دِفَافاً ،و منه قَوْلُ رُؤْبَهَ :

لَمَّا رَآنِی أُرْعِشَتْ أَطْرَافی

کَانَ مَعَ الشَّیْبِ مِنَ الدِّفَافِ (5)

کَدَفَفْتُهُ (6) تَدْفِیفاً ، و منه الحدیثُ :« دَافَّ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِیَ اللّه عنهُ أَبَا جَهْلٍ یَوْمَ بَدْرٍ، أی أَجْهَزَ عَلَیه،و حَرَّرَ

ص:212


1- (1) فی اللسان و التهذیب:ضمامتاه.بالضاد المعجمه.و فی الأساس: «ضماما المصحف».
2- (2) دیوانه ط بیروت ص 144 بروایه:«صیود من العقبان»و علی هذه الروایه فلا شاهد فیه.
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«شملالی».
4- (4) دیوان الهذلیین 101/1 یقال سمعت خوات العقبان أی صوتها.
5- (5) بهامش المطبوعه الکویتیه«فی اللسان [1]نسب الرجز للعجاج یعاتب ابنه رؤبه»و الذی فی اللسان و التهذیب«لرؤبه».
6- (6) ضبطت بالتشدید فی اللسان،و الأصل کالتهذیب و قد وردت فیه بالذال المعجمه.

قَتْلَهُ ،و

16- یُرْوَی: «أَقْعَصَ ابْنَا عَفْرَاءَ أَبا جَهْلٍ ،و دَفَّفَ عَلَیه ابنُ مَسْعُودٍ». و یُرْوَی بالذّالِ المُعْجَمَهِ ،بِمَعْنَاهُ .

وَ

17- فی حدیثِ خالدِ بنِ الولیدِ،رَضِیَ اللّه عنه: أَنَّهُ أَسَرَ مِن بَنِی جَذِیمَهَ یَوْمَ فَتْحِ مَکَّهَ قَوْماً،فلمَّا کان اللَّیْلُ نَادَی مُنَادِیه:

مَن کانَ مَعَهُ أَسِیرٌ فلْیُدَافِّهِ . و یُرْوَی بالتَّخْفِیفِ ،و بالذَّالِ المُعْجَمَهِ مع التَّثْقِیلِ ،فهی ثَلاثُ لُغَاتٍ ،الثانیهُ نَقَلَها أَبو عُبَیْدٍ،و قال:هی لُغَهٌ لجُهَیْنَهَ ،و منه

14- الحدیثُ المَرْفُوعُ : أَنَّهُ أُتِیَ بأَسِیرٍ،فقَالَ :«أَدْفُوهُ »،یُرِیدُ الدِّفءَ من البَرْدِ،فقَتَلُوهُ ، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم.

و تَدَافُّوا :رَکِبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، عن الأَصْمَعِیِّ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و یُقَال: خُذْ مَا اسْتَدَفَّ لک،أیْ :مَا تَهَیَّأَ،و أَمْکَنَ ، وَ تَسَهَّلَ ، مِثْلُ اسْتَطَفَّ ،و الدَّالُ مُبْدَلَهٌ مِن الطَّاءِ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و اسْتَدَفَّ بِالْمُوسَی:اسْتَحَدَّ، وَ منه قَوْلُ خُبَیْبِ بنِ عَدِیٍّ رَضِیَ اللّه عنه،لاِمْرَأَهِ عُقْبَهَ بنِ الحارِثِ :ابْغِینِی حَدِیدَهً أَسْتَطِیبُ بها،فأَعْطَتْهُ مُوسَی، فاسْتَدَفَّ بها،أی:حَلَقَ عَانَتهُ ،و اسْتَأْصَلَ حَلْقَهَا،و هو مَجازٌ مِن دَفَفْتُ علَی الأَسِیرِ.

و اسْتَدَفَّ الأَمْرُ: أی:اسْتَتَبَّ ،و اسْتَقَامَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و حَکَی ابنُ بَرِّیّ عن ابنِ القَطَّاعِ ،قال:یُقَال:

استَدَفَّ ،بالدَّال و الذَّالِ .

و دَفَّف ، تَدْفِیفاً :أَسْرَعَ ،کَدَفْدَفَ ، و هذه عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و منه

17- حدیثُ الحسَن: «و إن دَفْدَفَتْ بِهِمُ الهَمَالِیجُ ». أی:أَسْرَعَتْ ،و هو مِن الدَّفِیفِ (1).

و أَدَفَّتْ عَلَیه الأُمُورُ: أی تَتَابَعَتْ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الدَّافَّهُ ،و الدَّفَّافَهُ :القومُ یُجْدِبُون فیُمْطَرُونَ ،و نَسْرٌ دَافی :

أی دَافِفٌ ،علی مُحَوَّلِ التَّضعِیفِ ،و کذلک التَّدَافی بمعنی التَّدَافُفِ .

و دَفَّفَ علی الجَرِیحِ ،کَذَفَّفَهُ (2)،و کذلک: دَافَ عَلَیه، وَ دَافَاهُ ،علی التَّحْوِیلِ .و دَفَّ الأَمْرُ، یَدِفُّ ، کاسْتَدَفَّ .

وَ الدَّفَّافُ ،کشَدَّادٍ:صاحِبُ الدُّفُوفِ ،و المُدَفِّفُ :

صَانِعُهَا،و المُدَفْدِفُ :ضَارِبُهَا و الدَّفْدَفَهُ :اسْتِعْجَالُ ضَرْبِها.

وَ یُقَال:رَمَاهُ اللّه بذَاتِ الدَّفِّ ،أی:ذاتِ الجَنْبِ (3).

دقف

الدُّقْفَانَهُ ،بِالضَّمِّ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو الْمَأْبُونُ ، وَ تَارَهً قال:هو الْمُخَنَّثُ .

قال: و الدَّقْفُ بالفَتْحِ ، و الدُّقُوفُ ، بالضَّمِّ : هَیَجَانُ وَبَّاغَتِهِ ، وَ نَصُّهُ : الدَّقْفُ :هَیَجَانُ الدَّقْفَانَهِ ،و هو المُخَنَّثُ ، وَ قال فی مَوْضِعٍ آخَرَ: الدُّقُوفُ :هَیَجانُ الخَیْعَامَهِ ،و هو المَأْبُونُ .

دلعف

ادْلَعَفَّ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو هکذا فی النُّسَخِ بالعَیْنِ المُهمَلَهِ (4)،و قال أَبو عمرٍو:أی جَاءَ مُسْتَسِرًّا، کما هو نَصُّ العُبَابِ ،و فی اللسانِ :مُستَتِرًا (5)لِیَسْتَرِقَ شَیْئًا، وَ ضَبَطَهُ بالغَیْنِ (6)،کما هو فی العُبَابِ ،و نَقَلَهُ فی التَّکْمِلَهِ عن اللَّیْثِ مِثْلَ ذلک،و أَنْشَدَ لِلْمِلْقَطِیِّ :

قَدِ ادْلَعَفَّتْ وهیَ لاَ تَرَانِی

إِلَی مَتَاعِی مِشْیَهَ السَّکْرَانِ

و بُغْضُهَا بِالصَّدْرِ قَدْ وَرَانِی

قال الأَزْهَرِیُّ :و رَوَاهُ غیرُه:«اذْلَغَفِّ »،بالذَّالِ ،قال:

وَ کأَنَّهُ أَصَحُّ .

دلف

دَلَفَ الشَّیْخُ ، یَدْلِفُ ، دَلْفاً ، بالفَتْحِ ، و یُحَرَّکُ ، وَ دَلِیفاً ، کَأَمِیرٍ، و دلَفَانًا ،مُحَرَّکَهً : إذا مَشَی مَشْیَ الْمُقَیَّدِ، و هو فَوْقَ الدَّبِیبِ ، کذا فی العُبَابِ ،و قیل: الدلِیفُ :

المَشْیُ الرُّوَیْدُ،یُقَال: دَلَفَ :إذا مَشَی،و قَارَبَ الخَطْوَ، کما فی الصِّحاحِ .

وَ قال الأَصْمَعِیُّ : دَلَفَ الشَّیْخُ ،فخَصَّصَ ،یُقَال:شَیْخٌ دَالِفٌ ،قال لَقِیطٌ الإِیَادِیُّ :

ص:213


1- (1) بعدها فی اللسان: [1]السیر اللیّن.
2- (2) عن اللسان و [2]بالأصل بالدال المهمله.
3- (3) و شاهده فی الأساس قوله: ویحک هل أخبر أنی أُشفی من أولقِ الجنّ و ذاتِ الدَّفِّ .
4- (4) وردت فی اللسان و التکمله بالغین المعجمه.
5- (5) بالأصل«بالعین»و المثبت یتفق مع التکمله و اللسان.
6- (6) فی التکمله:«مستسرًا»و فیها و فی اللسان:لیسرق.

سَلامٌ فی الصَّحِیفَهِ مِن لَقِیطٍ

إِلَی مَن بالجَزِیرَهِ مِن إِیادِ

بأَنَّ اللَّیْثَ آتِیکُمْ دَلِیفاً

فلا یَحْبِسْکُمُ سَوْقُ النِّقَادِ

و دَلَفَتِ الْکَتِیبَهُ فی الْحَرْبِ : أی تَقَدَّمَتْ کما فی الصِّحَاحِ ،و فی المُحْکَمِ :سَعَتْ رُوَیْداً، یُقَالُ : دَلَفْنَاهُمْ .

و الدَّالِفُ :السَّهْمُ الذی یُصِیبُ مَادُونَ الْغَرَضِ ،ثُمَّ یَنْبُو عَن مَوْضِعِهِ ، کما فی الصِّحاحِ ،و هو مَجَازٌ.

و الدَّالِفُ أَیضاً:مِثْلُ الدَّالِحِ ،و هو الْمَاشِی بِالحِمْلِ الثَّقِیلِ مُقَارِباً لِلْخَطْوِ کما فی الصِّحاحِ ،و قد دَلَفَ الْحَامِلُ بِحِمْلِهِ دَلِیفاً :أَثْقَلَهُ ج: دُلَّفٌ ، کرُکَّعٍ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ أَنْشَدَ للشاعرِ:

وَ علَی الْقَیَاسِرِ فی الْخُدُورِ کَوَاعِبٌ

رُجُعُ الرَّوَادِفِ فَالْقَیَاسِرُ دُلَّفُ

و یُجْمَعُ أَیضاً عَلَی دُلُفٍ ،مِثْل کُتُبٍ ، وَ أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیتِ لقَیْسِ بنِ الخَطِیمِ :

لَنَا مَعَ آجَامِنَا و حَوْزَتِنَا

بَیْنَ ذُرَاهَا مَخَارِفٌ دُلُفُ (1)

قال:أَراد بالمَخَارِفِ نَخَلاتٍ یُخْتَرَفُ منها،و الدُّلُفُ :

التی تَدْلِفُ بحِمْلِها.

و الدُّلُفُ ، کَکُتُبٍ أَیضاً:هی النَّاقَهُ التی تَدْلِفُ بِحِمْلِهَا، أیْ :تَنْهَضُ به ،عن ابنِ عَبَّادٍ.

و أَبو دُلَفٍ (2)،بفَتْحِ اللامِ ،کذا فی الصِّحاحِ ،قال ابنُ بَرِّیّ :صَوَابُه:أَبو دُلَفَ ، کَزُفَرَ،مِن کُنَاهُمْ غیرُ مَصْرُوفٍ ، لأَنَّهُ مَعْدُولٌ عَن دَالِفٍ ، ذکرَ ذلک الهَرَوِیُّ فی کتابِ الذَّخائِرِ،قال الأَزْهَرِیُّ :و مِن أسْمَاءِ العَربِ (3): دُلَفُ ،فُعَلُ مِن دَلَفَ ،کأَنَّهُ مَصْرُوفٌ مِن دَالِفٍ ،مِثْل زُفَرَ،و عُمَرَ.

قلتُ :و مِنهُ الجَوَادُ المشهورُ أَبو دُلَفَ القاسمُ بن عیسیالعِجْلِیُّ ،الذی قِیلَ فیه:

إِنَّمَا الدُّنْیَا أَبو دُلَفٍ

بَیْنَ بَادِیهِ و مُحتَضَرِهْ (4)

فإِذا وَلَّی أَبو دُلَفٍ

وَلَّتِ الدُّنْیَا علَی أَثَرِهْ

وَ مِنْ وَلَدِه الأَمیرُ أَبو نَصْرٍ علیُّ بنُ هِبَهِ اللّه بنِ علیِّ بنِ جَعْفَرِ بنِ علیِّ بنِ محمدِ بنِ دُلَفَ بن أَبی دُلَفَ ،المعروفُ بابْنِ مَاکُولا الحافظُ ،و إذا أَطْلِقَ الأَمیرُ فهو المُرَادُ به عند أَئِمَّهِ النَّسَبِ ،و کان یُقَال له:الخَطِیبُ الثانی،قُتِلَ بالأَهْوَازِ سنه 487.

و الدُّلْفِینُ ،بِالضَّمِّ و کَسْرِ الفاءِ: دَابَّهٌ بَحْرِیَّهٌ تُنْجِی الْغَرِیقَ ، کما فی الصِّحاحِ ،و هی الدُّخَسُ الذی تقدَّم ذِکْرُها،موجودهٌ فی بَحْرِ دِمْیَاطَ کثیرًا،و قد بَسَطَ القولَ فیه الدَّمِیرِیُّ فی حَیاهِ الحیوان،فانْظُرْهُ .

و الدِّلْفُ ،بالْکَسْرِ:الشُّجَاعُ ، عن أَبی عمرٍو.

و الدُّلْفُ ، بالضَّمِّ :جَمْعُ دَلُوفٍ لِلْعُقَابِ السَّرِیعَهِ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

إِذَا السُّقاهُ اضْطَجَعُوا لِلأَذْقَانْ

عَقَّتْ کَمَا عَقَّتْ دَلُوفُ الْعِقْبَانْ

وَ مَعْنَی عَقَّتْ :حَامَتْ .

و الْمُنْدَلِفُ ،و الْمُتَدَلِّفُ :الأَسَدُ الْمَاشِی علَی هِیْنَتِهِ ، مِن غیرِ إِسْرَاعٍ فی مَشْیِهِ ،و یُقَارِبُ خَطْوَهُ ،لإِدْلاَلِهِ ،و قِلَّهِ فَزَعِهِ ، قال:

ذُو لِبَدٍ مُنْدَلِفٌ مُزَعْفَرُ

و انْدَلَفَ عَلَیَّ :انْصَبّ (5)،عن ابنِ عَبَّادٍ، و یُقَال: تَدَلَّفَ إِلیه، أی: تَمَشَّی و فی العُبَاب:مَشَی، و دَنَا،و قال ابنُ عَبّادٍ أَدْلَفَ له الْقَوْلَ ، أی: أَضْخَمَ له.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الدُّلُوفُ ،بالضَّمِّ :المَشْیُ الرُّوَیْدُ،و قد أَدْلَفَهُ الکِبَرُ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

ص:214


1- (1) اللسان و التهذیب،و بالأصل«و جوزتنا»و المثبت عنهما،و ضبطت «دلف»بضم ففتح،و ورد البیت فیهما شاهداً علی قوله:و دُلَف کأنه مصروف من دالفٍ مثل ذُفَر و عُمَر.
2- (2) ضبطت عن الصحاح و اللسان و [1]فی القاموس:«و [2]أبو دُلَفَ »کما صوبه ابن بری.
3- (3) فی التهذیب:الرجال.
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه،و انظر تخریج البیتین فیها،و بالأصل «و محتصره».
5- (5) عن القاموس و بالأصل«نصب».

هَزِئَتْ زُنَیْبَهُ أَنْ رَأَتْ ثَرَمِی

وَ أَن انْحَنَی لِتَقَادُمٍ ظَهْرِی

مِنْ بَعْدِ مَا عَهِدَتْ فَأَدْلَفَنِی

یَوْمٌ یَمُرُّ و لَیْلَهٌ تَسْرِی

وَ الدَّالِفُ :الکَبِیرُ الذی قد اخْتَضَعَتْهُ السِّنُّ .

وَ دَلَف المَالُ ، یَدْلِفُ ، دَلِیفاً :رَزَمَ مِن الهُزَالِ .

وَ الدَّلَفُ ،مُحَرَّکهً :التَّقَدُّمُ .

وَ دَلَفْنَا لهم:تَقَدَّمْنَا.

وَ دَلَفَ إِلیه قَرُبَ منه،و أَقْبَلَ عَلَیه،مِن الدَّلِیفِ ،و هو المَشْیُ الرُّوَیْدُ،کما فی اللِّسَانِ .

وَ عَجائِزُ دَوَالِفُ .

وَ جَمَلٌ دَلُوفٌ :سَمِینٌ یَدْلِفُ مِن سِمَنِهِ ،و هو مَجَازٌ.

وَ جَمْعُ الدَّلُوفِ : دُلُفٌ ،بضَمَّتَیْن.

وَ نَخْلَهٌ دَلُوفِ :کثیرهُ الحَمْلِ ،و هو مَجَازٌ.

وَ الدُّلاَّفُ :جمعُ دَالِفٍ ،ککَاتِبٍ و کُتَّابٍ ،و منه قَوْلُ رُؤْبَهَ :

و إِضْتُ أَمْشِی مِشْیَهَ الدُّلاَّفِ

دنف

الدَّنَفُ ،مُحَرَّکَهً :الْمَرَضُ الْمُلاَزِمُ ، کما فی الصِّحاحِ ،و العُبَابِ ،و قیل:هو اللازِمُ المُخَامِرُ،و قیل:هو المرضُ مَا کانَ .

و یُقَال: رَجُلٌ دَنَفٌ ، و امْرَأَهٌ دَنَفٌ ، و قَوْمٌ دَنَفٌ ،مُحَرَّکَهً ، یَسْتَوِی فیه المُذَکَّرُ و المُؤَنَّثُ ،و التَّثْنِیَهُ و الجَمْعُ ،کما فی الصِّحاحِ ،زادَ فی العُبَابِ :لأَنَّکَ تُخْرِجُه علَی المَصادِرِ، فإِذا کسَرْتَ النُّونَ أَنَّثْتَ ،و ثَنَّیْتَ ،و جَمَعْتَ ، لا مَحَالَهَ ، رجلٌ دَنِفٌ ،و رَجُلانِ دَنِفَانِ ،و أَدْنَافٌ (1)،و امْرَأَهٌ دَنِفَهٌ ، وَ نِسْوَهٌ دَنِفَاتٌ ، و قد تُثَنَّی،و تُجْمَعُ ،الْمُحَرَّکَهُ أَیْضاً، فیُقَال:

أَخَوَانِ دَنَفَانِ ،و إِخْوَهٌ أَدْنَافٌ ،و امْرَأَهٌ دَنَفَهٌ ،و نِسْوَهٌ دَنَفِاتٌ ، قَالَهُ الفَرَّاءُ.

و قد دَنِفَ الْمَرِیضُ ،کَفَرِحَ :ثَقُلَ مِن المَرَضِ المُشْفی علَی المَوْتِ . و مِن المَجَازِ: دَنِفَتِ الشَّمْسُ ، إِذا دَنَتْ لِلْغُرُوبِ ، وَ اصْفَرَّتْ ، وَ منه قَوْلُ العَجَّاجِ :

و الشَّمْسُ قد کَادَتْ تکُونُ دَنَفَا

أَدْفَعُهَا بِالرَّاحِ کَیْ تَزَحْلَفَا

کَأَدْنَفَ فِیهِمَا، أی فی المَرِیضِ ،و الشَّمْسِ ،و فی الأَخِیرِ مَجَازٌ.

و مِنَ المَجَازِ: دَنِفَ الأَمْرُ: إذا دَنَا مُضِیُّهُ .

و أَدْنَفْتُهُ : أَدْنَیْتُه.

و أَدْنَفهُ الْمَرَضُ ، یَتَعَدَّی،و لا یَتَعَدَّی، فهُوَ مُدْنِفٌ ، وَ مُدْنَفٌ بکَسْرِ النُّونِ و فَتْحِهَا.

دوف

الدَّوْفُ :الْخَلْطُ و الْبَلُّ بِمَاءٍ و نَحْوِهِ یُقَال: دُفْتُهُ أی الدَّوَاءَ و غَیْرَه،أی:بَلَلْتُه بمَاءٍ أو غیرِهِ ،و أَکْثرُه فی الدَّواءِ وَ الطَّیبِ ، فهو دَائِفٌ ،قال الأَصْمَعِیُّ :و فَادَهُ یَفُودُه،مِثْلُه، وَ من العربِ مَن یقول: مِسکٌ مَدُوفٌ ، قال ابنُ بَرِّیّ :

وَ شَاهِدُهُ قولُ لَبِیدٍ:

کَأَنَّ دِمَاءَهُمْ تَجْرِی کُمَیْتاً

وَ وَرْداً قَانِئاً شَعَرٌ مَدُوفُ

و یُقَال أَیضاً: مَدْوُوفٌ ، جَاءَ علَی الأَصْلِ ،و هی تَمِیمِیَّهٌ ،قال:

و الْمِسْکُ فی عَنْبَرِهِ مَدْوُوفُ

أی:مَبْلُولٌ ،أو مَسْحُوقٌ ، قال الجَوْهَرِیُّ : و لا نَظِیرَ له فی ذَوَاتِ الثَّلاثهِ مِن بَناتِ الواوِ سِوَی ثَوْبٍ مَصْوُونٍ ، وَ هما نَادِرَانِ ،و الکلامُ مَدُوفٌ و مَصُونٌ ،و ذلک لِثِقَلِ الضَّمَّهِ علی الواوِ،و الیاءُ أَقْوَی علَی احْتِمَالِها منها،فلهذا جاءَ ما کان مِن بَناتِ الیاءِ بالتَّمامِ و النُّقْصَانِ ،نحو ثَوْبٌ مَخِیطٌ [و مَخْیُوطٌ ] (2)،علی ما تقَدَّم فی باب الطَّاءِ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الدُّوفَانُ ،بِالضَّمِّ :الْکَابُوسُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَدَافَهُ ، یُدِیفُهُ ، إِدافَهً :مِثْلُ دَافَهُ .

وَ مِسْکٌ دَائِفٌ : مَدُوفٌ .

ص:215


1- (1) کذا بالأصل و اللسان و [1]حقه أن یقال:و رجالٌ أدنافٌ .
2- (2) زیاده عن اللسان. [2]

دهف

دَهَفَهُ ،کَمَنَعَهُ ، دَهْفاً ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أی أَخَذَهُ أَخَذاً کَثِیرًا.

و قال الأَزْهَرِیُّ ،و فی النَّوادِرِ جاءَ دَاهِفَهٌ مِن النَّاسِ ، وَ هادِفهٌ مِن الناسِ ،بمَعْنًی وَاحِدٍ،أی: غَرِیبٌ قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الدَّاهِفَهُ :الغَریبُ ،قال الأَزْهَرِیُّ :کأَنَّهُ بمعنَی الدَّاهِفِ و الهادِفِ .

و الدَّاهِفُ :المُعْیی،یُقَالُ : دَاهِفَهٌ مِن الإبِلِ : أی مُعْیِیَهٌ مِن طُولِ السَّیْرِ، وَ منه قوْلُ أَبِی صَخَرٍ الهُذَلِیِّ :

فَمَا قَدِمَتْ حَتَّی تَوَاتَرَ سَیْرُهَا

وَ حتَّی أُنِیخَتْ وهْیَ دَاهِفَهٌ دُبْرُ

دیف

دِیَافُ ،ککِتَابٍ ، کَتَبَهُ بالأَحْمَرِ علَی أَنهُ مُسْتَدْرَکٌ علَی الجَوْهَرِیِّ ،و لیس کذلک،بل ذکَره فی«د و ف»لأَنّ الیاءَ عنده عن واو،فالصوابُ کَتْبُه بالأَسْوَدِ: ه بِالشَّامِ ،أَو بِالْجَزِیرَهِ ،أَهْلُهَا نَبَطُ الشَّامِ ، قَالَهُ ابنُ حَبِیبٍ ،و عِبَارَهُ الجَوْهَرِیِّ :مَوْضِعٌ بالجَزِیرهِ ،و هم نَبَطُ الشَّامِ ،و هو من الواو، تُنْسَبُ إِلَیْهَا الْإِبِلُ و السُّیُوفُ ، فَشَاهِدُ الْإِبِلِ قَوْلُ امْرِیءِ القَیْسِ :

عَلَی ظَهْرِ عَادِیٍّ یَحَارُ به الْقَطَا

إِذَا سَافَهُ الْعَوْدُ الدِّیَافیُّ جَرْجَرَا

قال ابنُ حَبِیب:و إذا عَرَّضُوا بِرَجُلٍ أَنَّهُ نَبَطِیٌّ نَسَبُوه إِلیها،قال الفَرَزْدَقُ یَهْجُو عَمْرَو بنَ عَفْراءَ:

وَ لکِنْ دِیَافیٌّ أَبُوهُ و أُمُّهُ

بِحَوْرَانَ یَعْصِرْنَ السَّلِیطَ أَقَارِبُهْ

هکذا أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ ،و قال:«یَعْصِرْنَ »إِنَّمَا هو علَی لُغَهِ مَن یقول:«أَکَلُونِی البَرَاغِیثُ »،قال الصَّاغَانِیُّ :و هذا یَدُلُّ علی أَنَّهَا بالشَّامِ ؛لأَنَّ حَوْرَانَ مِن رَسَاتِیقِ دِمَشْقَ ،و قال جَرِیرٌ:

إنَّ سَلِیطاً کاسْمِهِ سَلِیطُ

لَوْلاَ بَنُو عَمْرٍو و عمْرٌو عِیطُ

قُلْتُ دِیَافِیُّونَ أَوْ نَبِیطُ

أَرَادَ عَمْرَو بنَ یَرْبُوع،و هم حُلَفَاءُ بَنِی سَلِیطٍ ،و قال الأَخْطَلُ :

کأَنَّ بَناتِ المَاءِ فی حَجَراتِهِ

أَبَارِیقُ أَهْدَتْهَا دِیَافٌ لصَرْخَدَا

و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لسُحَیْمٍ عَبْدِ بَنِی الحَسْحاسِ :

کَأَنَّ الوُحُوشَ بِهِ عَسْقَلا

نُ صَادَفَ فی قَرْنِ حَجٍّ دِیَافَا

أی صَادَفَ نَبَطَ الشَّام (1).

أَو یَاؤُهَا مُنْقَلِبَهٌ عَن واوٍ، فهی کالتی قَبْلَها،و هَذا الذی ذَهَبَ إلیه الجَوْهَرِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

دَافَ الشَّیْ ءَ، یَدِیفُه :لُغَهٌ فی دَافَهُ ،یَدُوفُهُ ،أی:خَلَطَهُ .

وَ

16- فی الحدیثِ : «و تَدِیفُونَ (2)فیه مِن القُطَیْعَاءِ». أی:

تَخْلِطُون،و

17- فی حَدِیثِ سَلْمَانَ رَضِیَ اللّه عَنْه: «دَعَا فی مَرَضِهِ بِمِسْکٍ ،فقَالَ لامْرَأَتِهِ : أَدِیفِیهِ فی تَوْرٍ».

وَ جَمَلٌ دِیَافیٌّ :ضَخْمٌ جَلِیلٌ .

فصل الذال المعجمه مع الفَاءِ

ذأف

الذَّأْفُ ، بالفَتْحِ ،و الأَلِفُ هَمْزَهٌ ساکِنَهٌ و الذُّؤَافُ ،کغُرَابٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ هنا،و قال اللَّیْثُ :هو سُرْعَهُ الْمَوْتِ ، و أَوْرَدَهُ الجَوْهَرِیُّ فی«ذ ع ف»اسْتِطْرَاداً (3).

و الذَّأْفَانُ ، بالفَتْحِ ، و الذِّئْفَانُ ، بالکَسْرِ، و الذُّؤْفَانُ ، بالضَّمِّ ،الثَّلاثهُ مَهْمُوزَهٌ ، و الذَّیْفَانُ بالفَتْحِ و سُکُونِ الیاءِ، وَ هذه عن ابنِ عَبَّادٍ، و الذُّوفَانُ ، بالضَّمِّ ، و الذِّیفَانُ ، بالکَسْرِ، و الذَّیَفَانُ ،مُحَرَّکَهً ، وَ هذه الثَّلاثُ الأَواخِرُ عن ابنِ دُرَیْدٍ، و الذُّوافُ ،کَغُرابٍ ، مِن غیرٍ هَمْزٍ: السَّمُّ النَّاقِعُ ،أو الْقَاتِلُ .

و الذَّأْفَانُ :الْمَوْتُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ،و وُجِدَ فی التَّکْمِلَهِ بالتَّحْرِیکِ و هو الصَّوابُ إنْ شاءَ اللّه تعالَی،و سیأْتِی له فی «ز ع ف».

ص:216


1- (1) فی معجم البلدان«دیاف»:یرید أهل عسقلان صادفوا أهل دیاف فتناشروا ألوان الثیاب.
2- (2) و یروی:و تقذفون فیه،انظر النهایه«قطع»و یروی:و تذیفون فیه، بالذال المعجمه،انظر النهایه«دیف».
3- (3) فی الصحاح«ذعف»:و موت ذعافٌ و ذؤافٌ أی سریع یعجل القتل.

و مَوْتٌ ذُؤافٌ ، بالهَمْزِ،کغُرَابٍ : مُجْهِزٌ بِسُرْعَهٍ ، وَ عَدَّه یعقُوبُ فی البَدَلِ .

و ذَأَفَ ،کَمَنَعَ ، ذَأْفَانًا :مَاتَ ، کما فی المُحِیطِ .

و فیه انْذَأَفَ الرجلُ : انْقَطَعَ :فُؤَادُهُ ، و کَذا:انْذَعَفَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الذَّأْفُ ،و الذَّأَفُ ،بالفَتْحِ و التَّحْرِیکِ :الإِجْهَازُ عَلَی الجَرِیحِ ،و قد ذَأَفَهُ ،و ذَأَفَ عَلَیه،و یُقَال:مَرَّ یَذْأَفُهُم ،أی:

یَطْرُدُهُم.

ذرعف

اذْرَعَفَّتِ الْإِبِلُ : مَضَتْ علی وُجُوهِهَا. لَغَهٌ فی:ادْرَعَفَّتْ ،بِالدَّالِ المُهْمَلَهِ فی مَعَانِیهَا التی ذُکِرَتْ هناک.

وَ الْمُذْرَعِفُّ :السَّرِیعُ .

وَ اذْرَعَفَّ الرَّجُلُ فی القِتَالِ :أی اسْتَنْتَلَ مِن الصَّفِّ ،و قد ذُکِرَ فیما سَبَقَ .

ذرف

ذَرَفَ الدَّمْعُ ، یَذْرِفُ ، ذَرْفاً بالفَتْحِ ، و ذَرَفَانًا ، مُحَرَّکَهً ،کما فی الصِّحاحِ ، و و زَادَ غیرُه: ذُرُوفاً کقُعُودٍ، و ذَرِیفاً کأَمِیرٍ، و تَذْرَافاً بالفَتْحِ :أی سَالَ .

و ذَرَفَتْ عَیْنُهُ :سَال دَمْعُهَا، وَ منه

14- حَدِیثُ العِرْباضِ ، رَضِیَ اللّه عنه: «فَوَعَظَنَا[رسولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم] (1)مَوْعِظَهً بَلِیغَهً ذَرَفَتْ منها العُیُونُ ». أی جَرَی دَمْعُهَا،و یُوصَفُ به الدَّمْعُ نَفْسُه أَیضا.

و ذَرَفَتِ الْعَیْنُ دَمْعَهَا:أَسَالَتْهَا (2)،کذا فی سائِر النُّسَخِ ، وَ الصَّوابُ :أَسَالَتْهُ ،و قیل:رَمَتْ به، و الدَّمْعُ مَذْرُوفٌ ، وَ ذَرِیفٌ ، قال رُؤبَهُ :

مَا بَالُ عَیْنِی دَمْعُهَا ذَرِیفُ (3)

مِنْ مَنْزِلاَتٍ خَیْمُها وُقُوفُ

و الْمَذَارِفُ :الْمَدَامِعُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،یُقَال:سَالَتْ مَذَارِفُ عَیْنَیْهِ .

و الذَّرَفَانُ ،مُحَرَّکَهً :الْمَشْیُ الضَّعِیفُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ منه قَوْلُ رُؤْبَهَ :

وَرَدْتُ و اللَّیْلُ لَهُ سُجُوفُ

بِیَعْمَلاَتٍ سَیْرُهَا ذَرِیفُ

و ذَرَّفَ دَمْعَهُ ، تَذْرِیفاً ،و تَذْرَافاً ،و تَذْرِفَهً :صَبَّهُ .

وَ کذا: ذَرَفَتْ عَیْنُه الدَّمْعَ ، تَذْرِفُه :أی أَسَالَتْهُ .

و ذَرَّفَ علَی الْمِائَهِ ، تَذْرِیفاً : زَادَ، کذَرَفَ ،و منه

1- قَوْلُ عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه عنه: «قد ذَرَّفْتُ علَی السِّتِّینَ »و فی رِوَایَهٍ :

علَی الخَمْسِینَ . و ذَرَّفَ فُلانًا الْمَوْتَ : أی: أَشْرَفَ به عَلَیْهِ ، وَ أَطْلَعَهُ عَلَیه،حَکاهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ لِنَافِع بنِ لَقِیطٍ الفَقَعَسِیِّ :

أُعْطِیکَ ذِمَّهَ وَالِدَیَّ کِلاَهُمَا

لأُذَرِّفَنْکَ الْمَوْتَ إِنْ لم تَهْرُبِ (4)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

ذَرَفَتِ العَیْنُ ، ذُرَافاً ،بالضَّمِّ :سَالَ دَمْعُهَا،قال ابْنُ سِیدَه:أَری اللِّحْیَانِیَّ حَکاهُ ،و لستُ منه علَی ثِقَهٍ .

وَ دَمْعٌ ذَارِفٌ :سَائِلٌ ،و الجَمْعُ : ذَوَارِفُ ،قال:

أَعَیْنَیَّ (5)جُودَا بِالدُّمُوعِ الذَّوَارِفِ

وَ رَأَیْتُ دَمْعَهُ یَتَذَارَفُ .

وَ اسْتَذْرَفَ الشَّیْ ءَ:اسْتَقْطَرَهُ .

وَ اسْتَذْرَفَ الضَّرْعُ :دَعَا إِلَی أَنْ یُحْلَبَ ،و یُسْتَقْطَرَ،قال یَصِف ضَرْعاً:

سَمْحٌ إِذَا هَیَّجْتَهُ مُسْتَذْرِفُ

أی:مُسْتَقْطِرٌ،کأَنَّه یَدْعُو إِلَی أَنْ یُسْتَقْطَرَ.

وَ الذَّرْفُ مِن حُضْرِ الخَیْلِ :اجْتِمَاعُ القَوَائِمِ ،و انْبِسَاطُ الیَدَیْنِ ،غیرَ أنَّ سَنَابِکَهُ قَرِیبَهٌ مِن الأَرْضِ .

وَ الذَّرّافُ ،کشَدَّادٍ:السَّرِیعُ .

وَ الذُّرْفَهُ ،بالضَّمِّ :نِبْتَهٌ ،کما فی اللِّسَانِ .

ذعف

الذُّعَافُ ،کَغُرَابٍ :السَّمُّ القاتِلُ ، أَو سَمُّ سَاعَهٍ ، کما قَالَهُ اللَّیْثُ ،قالتْ دُرَّهُ بِنت أَبِی لَهَبٍ ، رضی الله عنها:

ص:217


1- (1) زیاده عن النهایه و اللسان،و [1]فی النهایه:وعظنا.
2- (2) فی القاموس:أَسَالَتْهُ .
3- (3) قال الصاغانِی فی التکمله:و الروایه:ما هاج عینًا.
4- (4) فی التهذیب و التکمله:«کلیهما»و هو أصح بدل«کلاهما»و بعده فی اللسان:أی لأطلعنَّک عَلَیه.
5- (5) فی التهذیب و اللسان:« [2]عینیَّ جودا»فی التهذیب:«جودی».

فِیهَا ذُعَافُ الْمَوْتِ أَبْرَدُهُ

یَغْلِی بهم و أَحَرُّهُ یَجْرِی

کالذَّعْفِ ، بالفَتْحِ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ، ج: ذُعُفٌ ،کَکُتُبٍ .

و ذَعَفهُ ، کَمَنَعَهُ ، ذَعْفاً : سَقَاهُ إِیَّاهُ ، نَقلهُ الجَوْهَرِیُّ .

و طعَامٌ مَذْعُوفٌ : جُعِل فیه الذُّعَافُ .

و یُقَال: حَیَّهٌ ذَعْفُ اللُّعَابِ : أی: سَرِیعَهُ الْقَتْلِ .

و قال الکِسَائِیُّ : مَوْتٌ ذُعَافٌ و ذُؤافٌ أی سَرِیعٌ ، یُعَجِّلُ القَتْلَ ،و أَنْشَدَ قوْلَ ابنِ مُقْبِل:

إذا المُلْوِیَاتُ بالمُسُوحِ لقِینَها

سَقتْهُنَّ کَأْساً مِنْ ذُعَافٍ و جَوْزَلاَ

و قال ابنُ عَباد: الذَّعَفَانُ ،مُحَرَّکَهً :الْمَوْتُ ،و قد ذَعِفَ ، وَ ذَعَفَ ، کَسَمِعَ ،و جَمَعَ ، مِن المَوْتِ الذُّعافِ .

و أَذْعَفَهُ :قَتَلَهُ قتْلاً سَرِیعاً، عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و مَوْتٌ مُذْعِفٌ :کَمُحْسِنٍ ، أی:وَحِیٌّ ،عن ابنِ عَبَّادٍ.

و یُقال:عَدَا حَتَّی انْذَعَفَ ، أی: انْبَهَرَ،و انْقطَعَ فُؤَادُهُ ، نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .

ذعلف

ذَعْلَفَهُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحبُ اللِّسَانِ ، وَ قال ابنُ عَبَّادٍ: طَوَّحَ به و أَهْلَکَهُ ، هکذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْهِ .

ذفف

ذَفَّ علَی الْجَرِیحِ ذَفّاً،و ذِفافاً ،کَکِتَابٍ ، وَ ذَفَفاً ،مُحَرَّکَهً :أَجْهَزَ علیه،قال ابنُ دُرَیْدٍ:و قیل:

بالدَّالِ ،و هو الأَصْلُ .

قلتُ :و بهما رُوِیَ قَوْلُ رُؤْبَهَ یُعَاتِبُ رَجُلاً:

لَمَّا رآنِی أُرْعِشَتْ أَطْرَافی

کانَ مَعَ الشَّیْبِ مِنَ الذِّفَافِ

و الاسْمُ الذَّفَافُ ،کَسَحَابٍ ، عن الهَجَرِیِّ ،و أَنْشَدَ:

وَ هَلْ أَشَرَبَنْ مِنْ مَاءِ حَلْیَهَ شَرْبَهً

تَکُونُ شِفَاءً أو ذَفَافاً لِمَابِیَا

و ذَفَّ فی الْأَمْرِ، ذَفًّا: أَسْرَعَ ، قال ابنُ دُرَیْدٍ:و أَحْسَبُ منه اشْتِقَاقَ ذَفَافهٍ .

و طَاعُونٌ ذَفِیفٌ :وَحِیٌ ،مُجْهِزٌ، وَ منه

16- الحَدِیثُ : «سُلِّطَ عَلَیْهِمْ مَوْتُ طَاعُونٍ ذَفِیفٍ یَحرقُ (1)القُلُوبَ ».

و قد ذَفَّ ، یَذِفُّ ، مِن حَدِّ ضَرَبَ .

و خَادِمٌ خَفِیفٌ ذَفِیفٌ ،و خُفَافٌ ذُفَافٌ کغُرَابٍ ، إِتْبَاعٌ ، أی سَرِیعٌ فی الخِدْمَهِ فیه خَفَافَهٌ و ذَفافَهٌ ،و قد خَفَّ فی خِدْمَتِهِ و ذَفَّ ،و صَلاهٌ خَفِیفَهٌ ذَفِیفَهٌ ،کأَنَّهَا صَلاهُ مُسَافِرٍ،و قد جاءَ ذلک فی الحدیثِ (2)،و قیل:لیس بإِتْبَاعٍ ،کما سیأْتِی.

و الذُّفَافُ ،کَکِتَابٍ ،و غُرَابٍ :السَّمُّ القَاتِلُ ، لأَنَّهُ یُجْهِزُ عَلَی مَنْ شَرِبَهُ ،و علی الأَوّلِ اقتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و نَقَلَهُ عن أَبی عُبَیْدٍ.

و الذِّفَافُ ،ککِتَابٍ : الْمَاءُ الْقَلِیلُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ أَنْشَدَ لأَبِی ذُؤَیْبٍ ،یذکُر القَبْرَ،أو حُفْرَهً :

یَقُولُونَ لَمَّا جُشَّتِ الْبِئْرُ أَوْرِدُوا

وَ لَیْس بها أَدْنَی ذِفافٍ لِوَارِدِ (3)

یقول:لیس بمَکَانِ بِئْرٍ یُسْتَقَی منها،إِنَّما هو قَبْرٌ.

أو الذِّفافُ هنا: البَلَلُ ، و قال أَبو سعید:إِنّ معنَی:

ذِفَاف ،لیس بها شَیْ ءٌ مِمَّا یَسْتَذِفُّ مَن وَرَدَها،لا یُسْتذفُّ (4)له من أَمْره شیءٌ،إِنما هو البَلَلُ ،و قال الأَخْفَشُ ، الذِّفافُ :

الشَّیْ ءُ الیسِیرُ،یقول:لَیْسَ بها شَیْ ءٌ لِوَارِدٍ ممَّا یُعِیشُه، وَ یُقَال:ما فیه ذِفَافٌ :أی لیس فیه ما یُعِیشُ ، ج: ذُفُفٌ ، کَکُتُبٍ .

و أَذَفَّهُ إِذْفَافاً ، و ذَافَّهُ مُذافَّهً ،و ذِفَافاً ، و ذَافَّ علیه،و ذَافَّ له، کلُّ ذلک بالتشدِید:تَمَّمَهُ بالسَّیْفِ ،و فی التَّهْذِیبِ :

أَجْهَزَ عَلَیْهِ ، و منه

17- حدیثُ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِیَ اللّه عنه: «أَنَّهُ ذَافَّ أَبَا جَهْلٍ یَوْمَ بَدْرٍ». و یُرْوَی بالدَّالِ ،و قد تقدَّم،و قال رُؤْبَهُ :

ذاکَ الذی تَزْعُمُه ذِفَافی

رَمَیْتَ بی رَمْیَکَ بِالخَذَّافِ

ص:218


1- (1) فی النهایه:« [1]یُحَوِّفُ القلوبَ »و فسر ابن الأثیر الذفیف بالخفیف السریع.
2- (2) و هو حدیث سهل کما فی النهایه و اللسان و [2]نصه:قال:دخلت علی أنس و هو یصلی صلاه خفیفه ذفیفه کأنها صلاه مسافر.
3- (3) دیوان الهذلیین 123/1 و فسره:یقول:لیس بها ماء.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:لا یستذف الخ کذا بالأصل وَ حرره.

کَذَفَّفَهُ ، و ذَفَّفَ عَلَیه،و منه

1- حدیثُ علیٍّ رَضِیَ اللّه عنه:

«أَنَّه أَمَرَ یَوْمَ الجَمَلِ فنُودِیَ أَنْ لا یُتْبَعَ مُدْبِرٌ،و لا یُقْتَلَ أَسِیرٌ،و لا یُذَفَّفَ علَی جَرِیحٍ ».

و ذَفْذَفَهُ ، وَ ذَفْذَفَ عَلَیه:إذا أَجْهَزَ عَلَیه،و أسْرَعَ قَتْلَه، نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و الاسْمُ مِن کُلِّ ذلک الذُّفَافُ ،و رَوَی کُرَاعٌ فی کُلِّ ذلک الدَّالَ .

و الذَّفُّ :الشَّاءُ، هذه عن کُرَاعٍ .

و الذُّفُّ ، بالضَّمِّ :الْقَلِیلُ مِن الْماءِ یُورَدُ عَلَیه،و یُقَال:

ماءٌ ذُفُّ ،أی:قلیلٌ ،و الجَمْعُ : ذُفُفٌ .

و الذُّفَافُ ،و الذَّفِیفُ ، کَغُرَابٍ و أَمِیرٍ:السَّرِیعُ الْخَفِیفُ مِن الرِّجَالِ ، أَو الْخَفِیفُ علَی وَجْهِ الْأَرْضِ ، هکذا خَصَّهُ بعضُهم،و الذی فی الصِّحَاحِ : الذَّفِیفُ :السریعُ ،مِثْلُ الذَّمِیلِ ،و فی العُبَابِ :هو السَّیْرُ السَّرِیعُ .

و یُقَال: خُذُ مَا ذَفَّ لَکَ ، أی تَهَیَّأَ و تَیَسَّرَ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و اسْتَذَفَّ أَمْرُهم:تَهَیَّأَ، لُغَهٌ فی الدَّالِ ، حَکَاهَا ابنُ بَرِّیّ ،عن ابنِ القَطَّاعِ ،و یُقَال: ذَفَّ أَمْرُهُمْ ، یَذِفُّ ، ذَفِیفاً :

أَمْکَنَ ،و تَهَیَّأَ.

و ذَفِّفْ جِهَازَ رَاحِلَتِکَ ، أی خَفِّفْ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، وَ الزَّمَخْشَرِیُّ .

و ذَفِّفْ جِهَازَ رَاحِلَتِکَ أی خَفِّفَ ، نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ، وَ الزَّمَخْشَرِیُّ .

و ذَفْذَفَ ،و فَذْفَذَ:تَبَخْتَرَ، هکَذَا فی سائرِ النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ،و صَوَابُه-کما هو نَصُّ ابنِ الأَعْرَابِیِّ -: ذَفْذَفَ :إذا تَبْخَتَرَ،و فَذْفَذَ،علَی القَلْبِ :إذا تَقَاصَرَ لِیَخْتِلَ و هو یَثِبُ ، وَ قد مَرَّ ذلک فی الذَّالِ ،و مثلُه فی العُبَابِ (1)،فتأَمَّلْ ذلک.

و اسْتَذَفَّ أَمْرُنَا:تَهَیَّأَ، لُغَهٌ فی اسْتَدَفَّ ،و هذا قد ذُکِرَ قَرِیباً،فهو تَکْرَارٌ.

و الذَّفُوفُ ،کَصَبُورٍ:فَرَسُ النُّعْمَانِ بنِ الْمُنْذِرِ، نَقَلَه الصاغَانِیُّ .

و یُقَال: مَا فیه ذِفَافٌ ،کَکِتَابٍ : أی لیس به مُتَعَلِّقٌ یُتَعَلَّقُ به، قاله الأَخْفَشُ ،فی شرح قَوْلِ أَبی ذُؤَیْبٍ السابقِ ،هکذا نَقَلَهُ عنه الصَّاغَانِیُّ ،و الذی نَقَلَهُ السُّکَّرِیُّ عنه:ما فیه ذِفافٌ ،أی لیس فیه ما یُعِیشُ (2).

و یُقَال: مَا ذاقَ ذِفَافاً ، بالکَسْرِ، و یُفْتَحُ : أی شَیْئاً قَلِیلاً، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ،و صاحبُ :اللِّسَانِ .

و سَهْمٌ مُذَفَّفٌ ،کمُعَظَّمٍ : مُفزَّع،عن ابن عَبادٍ،أی:

سَرِیعٌ خَفِیفٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

ذَفُّ النَّعْلَیْنِ :صَوْتُهَما عند الوَطْ ءِ،و الدّالُ لغهٌ فیها.

وَ ذَفَّفَ ، تَذْفِیفاً :أَسْرَعَ فی السَّیْرِ.

وَ الذَّفِیفُ :ذَکَرُ القَنافِذِ.

وَ مَاءٌ ذَفَفٌ ،مُحَرَّکَهً :أی قلیلٌ ،و جَمْعُ الذُّفافِ -بِمَعْنَی القلیلِ من الماءِ-: أَذِفَّهٌ ،و شَیْ ءٌ ذَفِیفٌ :قلیلٌ ،کما جاءَ فی حدیثِ عائشَهَ رضی الله عنها (3).

وَ الذَّفِیفُ من السُّیُّوفِ :القَاطِعُ الصَّارِمُ ،نَقَلَهُ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ ،و ذَکَرَهُ شَیْخُنا.

وَ ذَفِیفٌ (4):مَوْلَی ابنِ عباسٍ ،یَرْوِی عن سَیِّدِه رَضِیَ اللّه عنه،و عنه حُمَیْدُ بن قَیْسٍ ،مات سنه سَبْعٍ و مَائهٍ ،نَقَلَهُ ابنُ حِبَّانَ فی کِتَابِ الثِّقاتِ .

وَ ذُفَافَهُ ،کثُمَامَهٍ :اسْمُ رَجُلٍ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

ذلف

الذَّلَفُ ،مُحَرَّکَهً :صِغَرُ الْأَنْفِ ،و اسْتِوَاءُ الْأَرْنَبَهِ ، کما فی الصِّحاحِ ، أَو صِغَرُهُ فی دِقَّهٍ ، کما قال ابنُ دُرَیْدٍ، أَو غِلَظٌ و اسْتِوَاءٌ فی طَرَفِهِ ، کما قَالَهُ اللیْثُ ،و قیل:

هو قِصَرُ القصَبهِ و صِغَرُ الأَرْنَبَهِ ،و قیل:هو کالْخَنَسِ ، وَ قیل:هو کالْهَامهِ فیه، لَیْسَ بِحَدٍّ غَلِیظٍ ، وَ هو یَعْتَرِی المَلاحهَ ،و قیل:هو قِصَرٌ فی الأَرْنَبَهِ ،و اسْتِواءٌ فی القَصَبَهِ مِن غَیْرِ نُتُوءٍ،و الفَطسُ :لُصُوقُ القَصَبَهِ بالأَنْفِ مع ضِخَمِ الْأَرْنَبَهِ .کما تقدَّم.

و أَنْفٌ أَذْلَفٌ ، و رَجُلٌ أَذْلَفُ : بَیِّنُ الذَّلَفِ ، و قد ذَلِف ، کفَرِحَ ،و هی ذلْفاءُ ، قال أبو النَّجْمِ :

ص:219


1- (1) و التهذیب أیضاً.
2- (2) کذا،و العباره فی شرح أشعار الهذلیین 194/1 هو نفس عباره الصاغانی المتقدمه.
3- (3) و نصه کما فی النهایه و اللسان:أنه نهی عن الذهب و الحریر،فقالت: شیء ذفیف یُربط به المسک.
4- (4) قال ابن حیان فی الثقات:ذفیق بوزن عظیم.

لِلَّثْمِ عِنْدِی بَهْجَهٌ و مَزِیَّهٌ

وَ أُحِبُّ بَعْضَ مَلاَحَهِ الذَّلْفَاءِ

ج: ذُلْفٌ ، یکون جَمعَ أَذْلَفَ ،و ذَلْفَاءَ ،و إلی الثانی یُشِیرُ قَولُ الجَوْهَرِیِّ :مِن نِسْوَهٍ ذُلْفٍ ،و من الأَوَّل

16- الحدیثُ : «لاَ تقُومُ السَّاعَهُ حَتَّی تُقَاتِلُوا قَوْماً صِغَارَ الأَعْیُنِ ، ذُلْفَ الْآنُفِ ، کَأَنَّ وُجَوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَهُ ». وَضَعَ جَمْعَ القِلَّهِ مَوْضِعَ جَمْعِ الکثْرَهِ ،و یُرْوَی:«العُیُونِ »و«الْأُنُوفِ ».

و الذَّلْفَاءُ :من أَسْمَائِهِنَّ ، وَ منه قَوْلُ الشَّاعِرِ:

إِنَّمَا الذَّلْفَاءُ یَاقُوتهٌ

أُخْرِجَتْ مِنْ کِیسِ دُهْقَانِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الذَّلَفُ کالدَّکِّ مِن الرِّمَالِ ،و هو ما سَهُلَ منه،عن أَبی حَنِیفَهَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

ذلغف

اذْلَغَفَّ الرَّجُلُ :إذا جاءَ مُسْتَتِرًا لِیَسْرِقَ شَیْئاً، نَقَلَهُ اللَّیْثُ ،و رَوَاهُ غیرُه بالدَّالِ المُهْمَلَهِ ،کما تقدَّمَ ، وَ بالذَّالِ المُعْجَمَهِ أَصَحُّ ،هکذا أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ ، وَ أَهْمَلَهُ الصاغَانِیُّ ،و الجَوْهَرِیُّ ،و غیرُهُمَا.

ذوف

ذَافَ ، یَذُوفُ ، ذَوْفاً ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ السِّکِّیتِ :أی مَشَی فی تَقَارُبٍ و تَفَحُّجٍ ، وَ أَنْشَدَ:

رَأَیْتُ رِجَالاً حِینَ یَمْشُونَ فَحَّجُوا

وَ ذَافوا کما کانُوا یَذُوفُونَ مِنْ قَبْلُ

و و قال ابنُ دُرَیْد: الذُّوفَانُ ،بِالضَّمِّ :السّمُّ المُنْقَعُ ، وَ قیل:هو القاتلُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیهِ :

ذَافَهُ ، یَذُوفُه :خَلَطَهُ ،لُغَهٌ فی دَافَهُ ،و لیس بالکَثِیرِ.

ذهف

إِبِلٌ ذَاهِفَهٌ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ (1)،و قال ابنُ عَبَّادٍ: مُعْیِیَهٌ ، مِن طُولِ السَّیْرِ، لُغَهٌ فی الدَّالِ ، وَ صَوَّبَ الصَّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ أَنَّهَا بإِهْمَالِ الدَّالِ لا غَیْرُ.

ذیف

الذَّیْفَانُ ، بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ، کِلاهُما عنالجَوْهَرِیِّ ، و یُحَرَّکُ ، و هذه عن ابن عَبَّادٍ: السّمُّ الْقَاتِلُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و لُغَاتُهَا تَقَدَّمَتْ فی ذَأَفَ ، بالهَمْزِ،و شَاهِدُ الذِّیفانِ قَوْلُ أُمَیَّهَ بنِ أَبی عَائِذٍ الهُذَلِیِّ :

فعَمَّا قلیلٍ سَقَاهَا مَعاً

بمُزْعِفِ ذِیفَانِ قِشْبٍ شمَالِ (2)

فصل الراءِ مع الفاءِ

رأف

رَأْفٌ (3)،بِالْفَتْحِ :ع، کما فی العُبَابِ ، أَو رَمْلَهٌ ، قال الشاعرُ:

وَ تَنْظُرُ مِن عَیْنَیْ لِیَاحٍ تَصَیَّفَتْ

مَخَارِمَ مِنْ أَجْوَازِ أَعْفَرَ أَوْ رَأْفَا

و الرَّأْفُ أَیْضاً:الْخَمْرُ، عن ابنِ عَبَّادٍ،و أَنشَدَ غیرُه للقُطَامِیِّ :

وَ رَأْفٍ سُلاَفٍ شَعْشَعَ التَّجْرُ مَزْجَهَا

لنَحْمی و مَا فِینَا عَنِ الشُّرْبِ صَادِفُ

وَ یُرْوَی:«و رَاحٍ »،و هذه الرِّوایهُ أَصَحُّ و أَکْثَرُ،قَالَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و الرَّأْفُ : الرَّجُلُ الرَّحِیمُ ،کالرَّؤُفِ ،و الرَّؤُوفِ ، وَ هما لُغَتَانِ (4)،و قد قُرِیءَ بِهِمَا،و شَاهِدُ الأولی،ما أَنْشَدَهُ ابنُ الأَنْبارِیِّ :

فَآمِنُوا بِنَبِیٍّ لاَ أَبَا لَکُمُ

ذِی خَاتَمٍ صَاغَهُ الرَّحْمنُ مَخْتُومِ

رَأْفٍ رحِیمٍ بِأَهْلِ الْبِرِّ یَرْحَمُهُمْ

مُقَرَّبٍ عِنْدَ ذی الْکُرْسِیِّ مَرْحُومِ

وَ شاهِدُ الثَّانِیَهِ ،قَوْلُ جَرِیرٍ یَمْدَحُ هِشَامَ بنَ عبدِ المَلِکِ :

تَرَی لِلْمُسْلِمِینَ عَلَیْکَ حَقّاً

کَفِعْلِ الْوَالِدِ الرَّؤُفِ الرَّحِیمِ

ص:220


1- (1) و الأزهری أَیضاً فی التهذیب،و اقتصر علی ایرادها بالدال المهمله.
2- (2) دیوان الهذلیین 186/2 بروایه:«قشب ثُمال»و القشب:ما یخلط بالسم من شیء،و ثمال:منقع.
3- (3) فی معجم البلدان«راف»هنا و فی الشاهد،بدون همزه.
4- (4) قوله:رؤُفٌ علی فَعُلٍ ،و رؤوفٌ علی فعولٍ .

و شَاهِدُ الثالثهِ ،قَوْلُ کَعْبِ بن مالکٍ الأَنْصَارِیِّ :

نُطِیعُ نَبِیَّنَا و نُطِیعُ رَبَّا

هُوَ الرَّحْمنُ کَانَ بِنَا رَؤُوفَا

أَو الرَّأْفَهُ :أَشَدُّ الرَّحْمَهِ [أَو أَرَقُّهَا] (1)کما فی الصِّحاحِ ، وَ الذی فی المُجْمَلِ :أَنَّهَا مُطْلَقُ الرَّحْمَهِ و أَخَصُّ ،و لا تکادُ تَقَعُ فی الکراهِیَهِ ،و الرَّحْمَهُ قد تَقَعُ فی الکَراهِیَهِ لِلْمَصْلحهِ ، وَ قال الفَخْرُ الرَّازِیُّ : الرأْفَهُ :مُبالَغَهٌ فی رَحْمَهٍ مَخْصُوصَهٍ ، من دَفْعِ المَکْرُوهِ ،و إِزالَهِ الضُّرِّ،و إِنّما ذَکَرَ الرَّحْمَهَ بعدَها لیکونَ أَعَمَّ و أَشْمَلَ ،نَقَلَهُ الفَنَارِیُّ فی حَوَاشِی المُطَوَّلِ ، قال:و هو الْأَنْسَبُ لِنَظْمِ القُرْآنِ ،قال شیخُنَا:و فیه رَدٌّ علی النَّاصِرِ البَیْضَاوِیِّ ،فی قَوْلِهِ :إِنَّهُ أُخِّرَ لِمُرَاعَاهِ الفَوَاصِلِ ، وَ هذا لیس مِن شَأْنِ الکلامِ البَلِیغِ ،فتَأَمَّلْ .

و رَأَفَ اللّه تعالی بِکَ ،مُثَلَّثَهً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن أَبی زَیْدٍ،و قال:کُلٌّ مِن کلامِ العربِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و مَن لَیَّنَ الهَمْزَهَ قال: رَؤُفَ ،فجَعَلَهَا وَاواً، و منهم من یقول: رَافَ ، یَرَافُ ،رَافاً (2)،و هو قَوْلُ أَبی زیدٍ أَیضاً، و یُقَال أَیضاً:

رَوَافَ اللّه بک، رَأْفَهً ،و رَأْفَهً (3)،و رَأَفاً مُحَرَّکَهً ، أی:

فیهما،کما هو مُقْتَضَی سِیاقِهِ ،و الصَّوابُ أنَّ الثانِی بالمَدِّ، کما هو فی الصِّحاحِ ،و اللِّسَانِ ،و العُبَابِ ،و به قَرَأَ الخَلِیلُ .

و هو رَأْفٌ ،بِالْفَتْحِ ،و کَنَدُسٍ ،و کَتِفٍ ،و صَبُورٍ، وَ صاحِبٍ ، وَ قد تقدَّم شاهدُ الأُولَی و الثانِیَهِ و الرَّابِعَهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الرَّؤُوفُ ،مِن الأَسْمَاءِ الحُسْنَی:هو الرَّحِیمُ لِعِبَادِه، العَطُوفُ علیهم بأَلْطَافِهِ .و تَرَاءَفَ الوَالِدُ بوَلَدِه،و یقال:ما لِبَنِی فُلانٍ لا یَتَرَاءَفُون،و اسْتَرْأَفَهُ :اسْتَعْطَفَهُ .

رجف

رَجَفَ الشَّیءَ: حَرَّک،و تَحَرَّکَ ، لاَزِمٌ مُتَعَدٍّ، و قال ابنُ دُرَیْدٍ: رَجَفَ القلبُ :إذا اضْطَرَبَ شَدِیداً مِن فَزَعٍ ،و قال اللَّیْثُ : رَجَفَ الشَّیْ ءُ رَجْفاً و رَجَفَانًا ، وَ زادَ غیرُاللَّیْثِ : رُجُوفاً ، بالضَّمِّ ، و رَجِیفاً ، کرَجَفَانِ (4)البَعِیرِ تَحْتَ الرَّحْلِ .

وَ کما یَرْجُفُ الشَّجَرُ إذا رَجَفَتْهُ الرِّیحُ ،و کما تَرْجُفُ الأَسْنَانُ إذا نَغَصَتْ أُصُولُهَا (5)،و نحوُ ذلک تَحَرُّکُهُ کُلُّه رَجْفٌ .

و رَجَفَتِ الْأَرْضُ :زُلْزِلَت، و منه قَوْلُهُ تَعَالَی: یَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ (6)، کَأَرْجَفَتْ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و رَجَفَ الْقَومُ :تَهَیَّؤُوا للْحَرْبِ ، نَقَلَهُ اللَّیْثُ ،و هو مَجَازٌ.

قال: و الرَّعْدُ یَرْجُفُ ، رَجْفاً ،و رَجِیفاً : تَرَدَّدَتْ هَدْهَدَتُهُ فی السَّحَابِ ، وَ یُقَال:سَحَابٌ رَجُوفٌ ،أی یَرْجُفُ بالرَّعْدِ، وَ قیل: یَرْجُفُ مِن کَثْرَهِ الماءِ،قال أَبو صَخْرُ الهُذَلِیُّ :

إِلَی عُمَرَ بْنِ أبی عَبْقَهٍ

بیَلْیَلَ یَهْدِی رِبَحْلاً رَجُوفاً (7)

و الرَّجْفَهُ :الزَّلْزَلَهُ ، وَ قال اللَّیْثُ : الرَّجْفَهُ فی القُرْآنِ :کُلُّ عَذَابٍ أَخَذَ قَوْماً فهو رَجْفَهٌ و صَیْحَهٌ و صَاعِقَهٌ ، و قال الفَرَّاءُ -فی تَفْسِیرِ قَوْلِه تعالَی: یَوْمَ تَرْجُفُ اَلرّاجِفَهُ . تَتْبَعُهَا الرّادِفَهُ (8)- اَلرّاجِفَهُ : النَّفْخَهُ الأُولَی و هی التی تَمُوتُ لها الخَلائِقُ . و اَلرّادِفَهُ : النَّفْخَهُ الثَّانِیَهُ ، التی یَحْیَوْنَ لها یَوْمَ القِیَامَهِ ،و سیُذْکَرُ قَرِیباً،و قال أَبو إِسْحَاقَ : اَلرّاجِفَهُ :الأَرْضُ تَرْجُفُ ،تَتَحَرَّکُ حَرَکَهً شَدِیدَهً ،و قال مُجَاهِدٌ:هی الزَّلْزَلَهُ .

و الرَّجَّافُ ، کَشَدَّادٍ: اسْمُ الْبَحْرِ، سُمِّیَ به لاِضْطِرَابِهِ ، قاله (9)الجَوْهَرِیُّ :زادَ غیرُه:و تَحَرُّک أَمْوَاجِهِ ،اسْمٌ کالقَذَّافِ ،و أَنْشَدَ للشَّاعِرِ،و هو ابنُ الزِّبَعْرِی (10)،و یُرْوَی

ص:221


1- (1) ما بین معقوفتین سقط من الأصل و استدرک عن القاموس.
2- (2) الذی فی اللسان [1]عن الأزهری:«و منهم من یقول رأفٌ ،بسکون الهمزه»و انظر التهذیب 238/15.
3- (3) فی القاموس:«و رآفَهً »و سینبه الشارح الی صوابها،و المثبت بالتحریک کما نظر له الشارح.
4- (4) قبلها،بالأصل،«قال:کرجفان...»حذفنا لفظه«قال»بما یتفق مع سیاق التهذیب و اللسان.
5- (5) فی الأساس:«أسناخها»و الأصل کالتهذیب و اللسان. [2]
6- (6) سوره المزمل الآیه 14. [3]
7- (7) البیت فی دیوان الهذلیین 70/2 فی شعر صخر الغی و روایته فیه: إلی عَمَرَیْن إلی غیقه فَیَلْیَلَ یهدی ربحلا رجوفا وَ یروی یزجی بدل یهدی و یروی زحوفا بدل رجوفا و فی الدیوان فسر عمران بأنه اسم بلده.و قد ثناه ضروره.و فی غیقه عده أقوال و هی اسم لمواضع عده.و یلیل جبل بالبادیه.
8- (8) سوره النازعات الآیتان 6 و 7. [4]
9- (9) بالأصل:«قال الجوهری».و انظر الصحاح.
10- (10) عن سیره ابن هشام علی هامش الروض للسهیلی 161/1 و [5]بالأصل «ابن الزهری»و کان ابن الزبعری قد مدح بنی عبد مناف.

لمَطْرُودِ بنِ کَعْبٍ الخُزَاعِیُّ یَرْثِی عبدَ المُطَلِبِ بنِ هاشمٍ :

الْمَطْعِمُونَ الشَّحْمَ کُلَّ عَشِیَّهٍ

حَتَّی تَغِیبَ الشَّمْسُ فی الرَّجَّافِ (1)

وَ قد رَجَفَ البَحْرُ:اضْطَرَبَ مَوْجُه.

و قال شَمِرٌ: الرَّجَّافُ : یَوْمُ الْقِیَامَهِ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الرَّجَّافُ الجِسْرُ علی الفُرَات،و وُجِدَ فی النُّسَخِ هنا:الحَشْرُ (2)،بالحاءِ و الشَّیْنِ ،و هو تَصْحِیفٌ .

قال: و الرَّجَّافُ : ضَرْبٌ مِن السَّیْرِ.

قال: و الرَّاجِفُ :الْحُمَّی ذَاتُ الرِّعْدَهِ ، لأَنَّهَا تَرْجُفُ مَفَاصِلَ مَن هِیَ به.

و أَرْجَفَتِ النَّاقَهُ : إذا جَاءَتْ مُعِییَهً مُسْتَرْخِیَهً أُذُنَاهَا تَرْجُفُ بِهِمَا.

و قال اللَّیْثُ : أَرْجَفَ الْقَوْمُ : إذا خَاضُوا فی أَخْبَارِ الْفِتَنِ ،و نَحْوِهَا مِن الأَخْبَارِ السَّیِّئَهِ ،قال: و منه قَوْلُه تعالی:

وَ اَلْمُرْجِفُونَ فِی الْمَدِینَهِ (3)،قال اللَّیْثُ :و همُ الذین یُوَلِّدُونَ الأَخْبَارَ الکَاذِبَهَ ،التی یکونُ مَعَها اضْطِرَابٌ فی النَّاسِ ،و قال الرَّاغِبُ : الإِرْجَافُ :إِیقاعُ الرَّجْفَهِ ،إِمَّا بالقَوْلِ ،و إِمَّا بالفِعْلِ .

و یُقَال: أَرْجَفُوا فی الشَّیْ ءِ،و به: إذا خَاضُوا فیه.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : رَجَفَتِ الْأَرْضُ :زُلْزِلَتْ ، کأُرْجِفَتْ أَیضاً بِالضَّمِّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَرْجَفَتِ الرِّیحُ الشَّجَرَ:حَرَّکَتْهُ .

وَ رَجَفَتِ الأَسْنَانُ :تَساقَطَتْ .

وَ اسْتَرْجَفَت الإِبِلُ رُؤُوسَها فی السَّیْرِ:حَرَّکَتْهَا،قال ذُو الرُّمَّهِ :

إِذْ حَرَّکَ الْقَرَبُ الْقَعْقَاعُ أَلْحِیَهَا

وَ اسْتَرْجَفَتْ هَامَهَا الْهِیمُ الشَّغَامِیمُ

وَ الأَرْجَافُ :وَاحِدُ أَرَاجِیفِ الأَخْبَارِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ یُقَال: الأَرَاجِیفُ مَلاَقِیحُ الفِتِنِ ،قَالَهُ الرَّاغِبُ ،و فی الأَسَاسِ : الإرْجَافُ :مُقَدِّمَهُ الکَوْنِ ،و إذا وَقَعَتِ المَخَاوِیفُ ،کَثُرَت الْأَراجِیفُ .

وَ یُقَال:خَرَجُوا یَسْتَرْجِفُونَ الأَرْضَ نَجْدَهً ،و هو مَجَازٌ کَمَا فی الأَسَاسِ .

وَ الرَّجَفانُ ،مُحَرَّکَهً :الإِسْرَاعُ ،عن کُرَاعٍ .

رحف

أَرْحَفَ الرَّجُلُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أی حَدَّدَ سِکِّینًا،و نَحْوَهُ یُقال: أَرْحَفَ شَفْرَتَهُ حتی قَعَدَتْ کَأَنَّهَا حَرْبَهٌ ،و معنی قَعَدَتْ :صارَتْ ،قال الأَزْهَرِیُّ : کأَنَّ الْحَاءَ مُبْدَلَهٌ مِن الْهَاءِ، وَ الأَصْلُ :أَرْهَفَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

سَیْفٌ رَحِیفٌ :أی مُحَدَّدٌ.

رخف

الرَّخْفُ :الزُّبْدُ الرَّقِیقُ ، کما فی الصِّحاحِ ، أَو الْمُسْتَرْخِی، کما فی المُحْکَمِ ، کالرَّخْفَهِ ، وَ هی المُسْتَرْخِیَهُ الرَّقِیقَهُ مِن الزُّبْدِ،اسْمٌ لها،کما فی المُحْکَمِ ، وَ أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لجَرِیرٍ:

نُقَارِعُهُمْ و تَسْأَلُ بِنْتُ تَیْمٍ

أَرَخْفٌ زَبْدُ أَیْسَرَ أَمْ نهِیدُ؟

یقول:أَ رَقِیقٌ هو أَم غَلِیظٌ؟.

ج: رِخَافٌ ، وَ أَنْشَدَ اللَّیْثُ لحَفْصٍ الْأَمَوِیِّ :

تَضْرِبُ ضَرَّاتِهَا إذا اشْتَکَرَتْ

نَافِطُهَا و الرِّخَافُ تَسْلَؤُهَا (4)

و الرَّخْفُ : ضَرْبٌ مِن الصِّبْغِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و رَخَفَ الْعَجِینُ ،کَنَصَرَ،و فَرِحَ ،و کَرُمَ ، وَ علَی الثَّانِی اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ ، رَخْفاً بالفَتْحِ ،مَصْدَرُ الأَوَّلِ ، و رَخَفاً مُحَرَّکَاً،مَصْدَرُ الثانِی، و رَخَافَهً و رُخُوفَهً ، مَصْدَرُ الثالِث،

ص:222


1- (1) البیت فی سیره ابن هشام [1]علی هامش الروض للسهیلی 203/1 [2] من أبیات لمطرود الخزاعی یرثی عبد المطلب مطلعها: یا أیها الرجل المحوّل رحله هلاّ سألت عن آل عبد منافِ وَ صدر البیت الشاهد: وَ المنعمین إذا الریاح تناوحت.
2- (2) و هی روایه القاموس [3]المطبوع،و فی التکمله:«الجسر»کالأصل.
3- (3) سوره الأحزاب الآیه 60. [4]
4- (4) اللسان« [5]شکر»بدون نسبه و روایته فیها: نضرب دراتها إذا شکرت بأَقطها و الرخاف نسلؤها وَ فسر الرَّخْفَه بالزبده.و الروایه المثبته کاللسان« [6]رخف».

ففیه لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ ،أی: اسْتَرْخَی،و الاسْمُ : الرَّخْفَهُ ، بالفَتْحِ ، و یُضَمُّ (1)،و الرَّخَفُ مُحَرَّکَهً ، الأَخِیرُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ و الرَّخَفَهُ ،مُحَرَّکَهً ،و هو غَلَطٌ ،لأَنَّهُ لو کان کذلک لَقالَ :و یُحَرَّکُ .

و أَرْخَفْتُهُ أَنا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ . و قال أَبو عُبَیْدٍ: أَرْخَفْتُ الْعَجِینَ : أی أَکْثَرْتُ مَاءَهُ حتی یَسْتَرْخِیَ .

و قال الفَرَّاءُ: الرَّخِیفَهُ :الْعجِینُ الْمُسْتَرْخِی، کالوَرِیخَهِ ، وَ المَرِیخَهِ و الأَنْبَجات (2).

وَ قال ابنُ دُرَیْدٍ: الرَّخْفَهُ بالفَتْحِ ، و الْجَمْعُ رِخَافٌ :

حِجَارَهٌ خِفَافٌ رِخْوَهٌ ،کأَنَّهَا جُوفٌ ،هکذا وُجِدَ فی نُسَخِ الجَمْهَرِهِ بِخَطِّ الْمُتْقِنِینَ الأَثْبَاتِ کالأَرْزَنِیِّ ،و أَبِی سَهْلٍ الهَرَوِیِّ ، و عِنْدَ بَعضِهِم کأَنَّهَا خَزَفٌ ، وَ هو تَصْحِیفٌ ،و قال الأَصْمَعِیُّ :هی اللِّخَافُ .

و یُقَال: صَارَ الْمَاءُ رَخْفَهً : أی: طِینًا رَقِیقًا، وَ قد یُحَرَّکُ لأَجْلِ حَرْفِ الحَلْقِ ،کذا فی الصِّحاحِ ،و قد أَغْفَلَ المُصَنِّفُ ذلک.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

ثَرِیدَهٌ رَخْفَهٌ :أی مُسْتَرْخِیَهٌ ،و قیل:خَاثِرَهٌ ،و کذلک:

ثَرِیدٌ رَخْفٌ .

وَ صَارَ الماءُ رَخِیفَهً :أی طِینًا رَقِیقًا،عن اللِّحْیَانِیِّ ، وَ رَخَفَهً ،مُحَرَّکَهً ،کذلک،لأَجَلِ حَرْفِ الحَلْقِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبو حَاتمٍ : الرَّخْفُ :کأَنَّه سَلْحُ طائرٍ.

وَ ثَوْبٌ رَخْفٌ :رَقِیقٌ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنشَدَ لأَبِی العَطَاءِ:

قَمِیصٌ مِنَ الْقُوهِیِّ رَخْفٌ بَنَائِقُهْ

وَ یُرْوَی:«رَهْوٌ»و«مَهْوٌ»کُلُّ ذلک سَواءٌ،و رَوَاه سِیبَوَیْهِ :

«بِیضٌ بَنَائِقُه»،و عَزَاه إلی نُصَیْبٍ ،و أَوَّلُ البیتِ عندَ سِیبَوَیهْ :

سَوِدْتُ فَلمْ أَمْلِکْ سَوَادِی و تَحْتَهُ

قال:و بعضُهم یقول:«سُدْتُ ».

ردف

الرَّدْفُ بالْکَسْرِ:الرَّاکِبُ ،خلْفَ الرَّاکِبِ ، کَالْمُرْتَدِفِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و الرَّدِیفِ ، وَ جَمْعُه: رِدَافٌ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ أَیضاً، و الرُّدَافَی ،کَحُبَارَی، وَ منه قَوْلُ الرَّاعِی:

وَخُودٌ مِنَ الَّلائِی یُسَمَّعْنَ فی الضُّحَی

قَرِیضَ الرُّدَافَی بِالْغِناءِ الْمُهَوَّدِ (3)

وَ یُقال: الرُّدَافَی هنا:جَمْعُ رَدِیفٍ ،و بِهِمَا فُسِّرَ.

و کُلُّ مَا تَبِعَ شَیْئاً فهو رِدْفُهُ .

و قال اللَّیْثُ : الرِّدْفُ : کَوْکَبٌ قَرِیبٌ مِن النَّسْرِ الْوَاقِعِ .

و الرِّدْفُ أَیضاً: تَبِعَهُ الْأَمْرِ، یُقال:هذا أَمْرٌ لیس له رِدْفٌ ،أی:لیس لَهُ تَبِعَهٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ، و یُحَرِّکُ أَیضاً،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و الرِّدْفُ : جَبَلٌ ، نقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و اللَّیْلُ و النَّهارُ،و هُمَا رِدْفَانِ ، لأَنَّ کُلَّ واحدٍ منهما رِدْفُ الْآخَرِ،و یُقَالُ :لا أَفْعَلُهُ ما تَعَاقَبَ الرِّدْفَانِ ،و هو مَجَازٌ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ .

و الرِّدْفُ : جَلِیسُ المَلِکِ عَن یَمِینِهِ إِذا شَرِبَ ، یَشْرَبُ بَعْدَهُ قَبْلَ النَّاسِ ، و یَخْلُفُهُ علَی الناسِ إِذا غَزَا، وَ یقْعُدُ مَوْضِعَ المَلِکِ حتی یَنْصَرِفَ (4)،و إذا عادَتْ کَتِیبَهُ المَلِکِ أَخَذَ الرِّدْفُ المِرْبَاعَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و مِن المَجَازِ: الرِّدْفُ فی الشِّعْرِ:حَرْفٌ سَاکِنٌ مِن حُرُوفِ الْمَدِّ و اللِّینِ ،یَقَعُ قَبْلَ حَرْفِ الرَّوِیِّ ،لیس بَیْنَهما شَیْ ءٌ، فإِن کان أَلِفاً لم یَجُزْ مَعَها غَیْرُهَا،و إِن کان وَاواً جازَ مَعَهَا الیاءُ،کذا فی الصِّحاحِ .

قلت:و شاهدُ الأَوّل قولُ جَرِیر:

أَقِلِّی اللَّوْمَ عَاذِلَ و الْعِتَابَا

وَ قُولِی إِنْ أَصَبْتُ لقد أَصَابَا

ص:223


1- (1) اقتصر اللسان علی الضم.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و الانبجات،زاده علی اللسان، وَ لم توجد بالمواد التی بأیدینا»و صححها محقق المطبوعه الکویتیه: «الأنبخانی».
3- (3) دیوانه ص 85 و الضبط عنه،و فیه«بالضحی»بدل«فی الضحی»و انظر تخریجه فیه.
4- (4) العباره فی الصحاح:و إذا غزا الملک قعد الردف فی موضعه و کان خلیفته علی الناس حتی ینصرف.

و شاهِدُ الثَّانِی قوْلُ عَلْقَمَهَ بنِ عَبْدَهَ :

طحَا بِکَ قَلْبٌ فی الْحِسَانِ طَرُوبُ

بُعَیْدَ الشَّبَابِ حِینَ حَانَ مَشِیبُ (1)

وَ قال ابنُ سِیدَه: الرِّدْفُ :الأَلِفُ الْیَاءُ و الواوُ التی قَبْلَ الرَّوِیِّ ،سُمِّیَ بذلک لأَنَّهُ مُلْحَقٌ فی الْتِزَامِهِ ،و تَحَمُّلِ مُرَاعَاتِهِ بالرَّوِیَّ ،فجَرَی مَجْرَی الرِّدْفِ للرَّاکِبِ .

و الرِّدْفَانِ ،فی قَوْلِ لَبِیدٍ رَضِیَ اللّه تعالَی عنه یَصِفُ السَّفِینَهَ :

قیل:هُمَا مَلاَّحَانِ یَکُونَانِ فی، وَ فی العُبَابِ ،و اللِّسَانِ :

علی مُؤَخَّرِ السَّفِینَهِ ، وَ الطَّائِفُ :ما یخرُج مِن الجَبَلِ کالأَنْفِ ،و أَرَادَ هُنا:کَوْثَلَ السَّفِینَهِ .

و فی قَوْلِ جَرِیرٍ:

هما: قَیْسٌ ،و عَوْفٌ ،ابْنَا عَتَّاب 1بنِ هَرَمِیٍّ ، قَالَه أَبو عُبَیْدَهَ ، أَو أَحَدُ الرِّدْفَیْنِ : مَالِکُ بنُ نُوَیْرَهَ ،و الثانِی: رَجُلٌ آخَرُ مِن بَنِی رَبَاحِ (2)بنِ یَرْبُوعٍ ، وَ کانت الرِّدَافَهُ فی الجاهِلِیَّهِ فی بَنِی یَرْبُوعٍ ،کما سَیأْتِی.

و الرَّدِیفُ :نَجْمٌ آخَرُ قَرِیبٌ مِن النَّسْرِ الْوَاقِعِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو بعَیْنِه الرَّدْفُ الذی تَقَدَّم ذِکْرُه عن اللَّیْثِ .

و الرَّدِیفُ أَیضاً: النَّجْمُ الذی یَنُوءُ مِن الْمَشْرِقِ إذا غَرَبَ ، وَ فی الصِّحاحِ :غَابَ رَقِیبُهُ فی (3)المَغْرِبِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و قال أَبو حاتمٍ : الرَّدِیفُ : الذی یَجِیءُ بقِدْحِهِ بَعْدَ فَوْزِ أَحَدِ الأَیْسَارِ،أو الاثْنِینِ منهم،فَیَسْأَلُهُمْ أَنْ یُدْخِلُوا قِدْحَهُ فی قِدَاحِهِمْ ، و قال غیرُه:هو (4)الذی یَجِیءُ بقِدْحِهِ بَعْدَ ما اقْتَسَمُوا الجَزُورَ،فلا یَرُدُّونَهُ خائباً،و لکنْ یَجْعَلُونَ له حَظّاً فیما صَارَ لَهُم من أَنْصِبَائِهِمْ ،و الجمعُ : رِدَافٌ .

و قال اللَّیْثُ : الرَّدِیفُ فی قَوْلِ أَصْحَابِ النُّجُومِ :

النَّجْمُ النَّاظِرُ إلی النَّجْمِ الطَّالِع، وَ به فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

و رَاکِبُ الْمِقْدَارِ و الرَّدِیفُ

أَفْنَی خُلُوفاً قَبْلَهَا خُلُوفُ

وَ راکبُ المِقْدارِ:هو الطَّالِعُ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: بَهْمٌ رَدْفَی ،کَسَکْرَی: أی وُلِدَتْ فی الخَرِیفِ و الصَّیْفِ فی آخِرِ وِلاَدِ الْغَنَمِ ، فکأَنَّهَا رَدِفَ بَعْضُها بَعْضاً.

و الرِّدَافُ ، کَکِتَابٍ :الْمَوْضِعُ الذی یَرْکَبُهُ الرَّدِیفُ ، وَ أَخْصَرُ منه عبارهُ المُفْرَدَاتِ :و الرِّدَافُ :مَرْکَبُ الرِّدْفِ ،و فی الأَسَاسِ :و وَطَّأَ له علَی رِدَافِ دَابَّتِهِ ،و هو مَقْعَدُ الرَّدِیفِ مِن وِطَائِهَا،و منه قَوْلُ الشاعِر:

لِیَ التَّصْدِیرُ فَاتْبَعْ فی الرِّدَافِ

و الرِّدَافَهُ بِهَاءٍ:فِعْلُ رِدْفِ الْمَلِکِ ،کالْخِلاَفَه، وَ کانَتْ فی الجاهِلیَّهِ لِبَنِی یَرْبُوعٍ ،لأَنَّه لم یکُنْ فی العربِ أَحَدٌ أَکْثَرَ غارهً علَی مُلُوکِ الحِیرَهِ مِنْ بَنِی یَرْبُوعٍ ،فصَالَحُوهم علَی أن جَعَلُوا لَهُم الرِّدَافَهَ ،و یَکُفُّوا عن أَهْلِ العِراقِ الغَارَهَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لجَرِیرٍ-و هو من بَنِی یَرْبُوعٍ -:

رَبَعْنَا و أَرْدَفْنَا الْملُوکَ فَظَلِّلُوا

وِطَابَ الأَحَالِیبِ الثُّمَامَ الْمُنَزَّعَا

وِطَاب:جَمْعُ وَطْبِ اللَّبَنِ ،قال ابنُ بَرِّیّ :الذی فی شِعْرِ جَریرٍ:«و رَادَفْنَا الملُوکَ »قال:و عَلَیه یَصِحُّ کلامُ الجَوْهَرِیِّ ،لأَنَّه ذکَره (5)شَاهِداً علی الرِّدَافَهِ ،و الرِّدافَهُ مَصْدَر رَادَفَ لا أَرْدَفَ ،و قال المبَرِّد: للرِّدافهِ مَوْضِعانِ :أَحَدُهما:

أَنْ یُرْدِفَه الملُوکُ دَوَابَّهم فی صَیْدٍ (6)و الآخَر[أنبلُ ] (7)،أَن

ص:224


1- (1) فی جمهره ابن حزم ص 227 [1] عتّاب الرِّدْف بن هرمی..سمی عتّاب الردف لأنه کان یردفه الملوک.
2- (2) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:«ریاح»و مثلها فی جمهره ابن حزم ص 227،و انظر الحاشیه السابقه.
3- (3) قوله«فی المغرب»لیست فی القاموس [3]المطبوع،و علی هامشه عن نسخه أخری یفید أنها وردت فیها.
4- (4) فی اللسان:« [4]الرداف:هو الذی...»و انظر ما أورده الشارح فی آخر العباره:و الجمع:رداف.و الأصل کالتکمله.
5- (5) عن اللسان و [5]بالأصل«ذکر».
6- (6) فی الکامل للمبرد 1449/3: [6]أحدهما أن یردفه الملکُ علی دابته فی صیدٍ أو تریّف أو ما أشبه ذلک من مواضع الأنس.
7- (7) زیاده عن الکامل للمبرد.

یَخْلُفَ المَلِکَ إذا قامَ عن مَجْلِسِهِ ،فَیَنْظُرَ فی (1)أَمْرِ الناسِ ، قال:کان المَلِکُ یُرْدِفُ خَلْفَهُ رجلاً شَرِیفاً،و کانوا یَرْکَبُونَ الإِبِلَ ،و أَرْدَافُ المُلُوکِ :هم الذین یَخْلُفُونَهم فی القِیَامِ بأَمْرِ المَمْلَکَهِ ،بمَنْزِلَهِ الوُزَرَاءِ فی الإسْلامِ ،واحدُهم رِدْفٌ ، وَ الاسْمُ الرِّدافَهُ ،کالوِزَارَهِ .

و الرَّوَادِفُ :رَوَاکِیبُ النَّخْلِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال ابنُ بَرِّیّ :الرَّاکُوبُ :ما نَبَتَ فی أصْلِ النَّخْلَهِ ،و لیس له فی الأَرْضِ عِرْقٌ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الرَّوَادِفُ : طَرَائِقُ الشَّحْمِ ، و منه

16- حدیثُ أَبی هَرَیْرَهَ رَضِیَ اللّه عنه: «علی أَکْتَافِهَا أَمْثَالُ النَّوَاجِدِ (2)شَحْماً،تَدْعُونَهُ أَنْتُم الرَّوَادِفَ ». الْوَاحِدَهُ رَادِفَهٌ .

و أمَّا رَادُوفٌ ، فهو وَاحِدٌ الرَّوَادِیفِ ،بمعْنَی رَاکُوبِ النَّخْلِ ،کما فی المُحِیطِ .

و الرُّدَافَی ،کَحُبَارَی، الأَوْلَی تَمْثِیلُهَا بکُسَالَی: الْحُدَاهُ ، أی حُدَاهُ الظُّعْنِ ، و الأَعْوَانُ ، لأَنَّهُ إذا أَعْیَا أَحَدُهُمْ خَلَفَهُ الآخَرُ،و قال لَبِیدٌ رَضِیَ اللّه تعالَی عنه:

عُذَافِرَهٌ تَقَمَّصُ بالرُّدَافَی

تَخَوَّنَهَا نُزُولِی و ارْتِحَالِی

و هو جَمْعُ رَدِیفٍ ، کالفُرَادَی جَمْعُ فَرِید، و منه قَوْلُهم:

جَاءُوا رُدَافَی ، أی؛ مُتَرَادِفِینَ یَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَ ذلک إذا لم یَجِدُوا إِبِلاً یتَفَرَّقُون علیها،و رأَیْتُ الجَرَادَ رُدَافَی ،رَکِبَ بَعْضُها بَعْضاً،و جاءُوا فُرَادَی،و رُدَافَی :وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ، مُتَرادِفِینَ .و الرُّدَافَی -فی قَوْلِ جریرٍ یَهْجُو الفرزدقَ (3)و بَنِی کُلَیْبٍ :

و لکِنَّهُمْ یُکْهِدُونَ الحَمِیر

رُدَافَی علَی الْعَجْبِ و الْقَرْدَدِ

-:جَمْعُ رَدِیفٍ ،لا غَیْرُ،و یُکْهِدُونَ :یُتْعِبُونَ .

و رَدِفَهُ ،کَسَمِعَهُ ، وَ عَلَیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ و غیرُه، و رَدَفَهُ ،مِثْلُ نَصَرَهُ ، وَ به قَرَأَ الأَعْرَجُ : رَدَفَ لَکُم (4)، بفَتْحِ الدَّالِ : تَبِعَهُ ، یُقَال:نَزَلَ بهم أَمْرٌ، فرَدِفَ لَهُم آخَرُ أَعْظَمُ منه،و قَوْلُه تعالَی: عَسی أَنْ یَکُونَ رَدِفَ لَکُمْ ، قال ابنُ عَرَفَهَ :أی دَنَا لکم،و قال غیرُه:جاءَ بَعْدَکُم، وَ قیل:مَعْناه: رَدِفَکم ،و هو الأَکْثَرُ،و قال الفَرَّاءُ:دَخَلَت اللاَّمُ ،لأَنَّه بمعنی قَرُبَ لکم،و اللاَّمُ صِلَهٌ ،کقَوْلِهِ تعالَی:

إِنْ کُنْتُمْ لِلرُّءْیا تَعْبُرُونَ (5)، کَأَرْدَفَهُ ، مِثَالُ تَبِعَهُ و أَتْبَعَهُ ، وَ منه قَوْلُه تعالَی: بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِکَهِ مُرْدِفِینَ (6)،قال الزَّجَّاجُ :یَأْتُونَ فِرْقَهً بَعْدَ فِرْقَهٍ ،و قال الفَرَّاءُ:أی:مُتَتَابِعِینَ ، رَدِفَه و أَرْدَفَهُ بمَعْنًی واحدٍ،و قَرَأَ أَبو جعفرٍ و نافِعٌ ،و یعقوبُ ، وَ سَهْلٌ : مُرْدَفِینَ بفَتْحِ الدَّالِ ،أی فُعِلَ ذلک بهم،أی:

أَرْدَفَهُم اللّه بغَیْرِهِم،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لخُزَیْمَهَ بنِ مالکِ بنِ نَهْدٍ،قلتُ :هو ابنُ زیدِ بنِ لَیْثِ بنِ سُوْدِ (7)بنِ أَسْلَمَ بنِ الْحَافی بنِ قُضَاعَهَ :

إذا الْجَوْزَاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَیَّا

ظَنَنْتُ بِآلِ فَاطِمَهَ الظُّنُّونَا

قلتُ :و بَعْدَهُ :

ظَنَنْتُ بهَا و ظَنُّ المَرْءِ حَوْبٌ

وَ إِنْ أَوْفَی و إِنْ سَکَنَ الحَجُونَا

وَ حَالَتْ دون ذلِک مِنْ هُمُومِی

هُمُومٌ تُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِینَا

قال الْجَوْهَرِیُّ :یَعْنِی فاطِمَهَ بنتَ یَذْکُرَ بنِ عَنَزَهَ أَحَدِ القَارِظَیْنِ .

قال ابنُ بَرِّیّ :و مِثْلُ هذا البیتِ قَوْلُ الآخَرِ:

قَلاَمِسَهٌ سَاسُوا الأُمُورَ فأَحْسَنُوا

سِیَاسَتَهَا حَتَّی أَقَرَّتْ لِمُرْدِفِ

ص:225


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«من»و فی المبرد:إذا قام عن مجلس الحکم فینظر بین الناس بعده.
2- (2) الأصل و اللسان،و فی النهایه:النواجذ.
3- (3) کذا بالأصل،و هو خطأ فالبیت الآتی للفرزدق و هو فی دیوانه 174/1 من قصیده مطلعها: عرفتَ المنازل من مهددِ کوحی الزبور لدی الغرقد وَ فی الدیوان بروایه«یلهدون»بدل«یکهدون»و«علی الظهر»بدل «علی العجب». وَ أما بنو کُلیب فهم قوم جریر،بنو کلیب بن یربوع بن حنظله بن مالک بن زید مناه بن تمیم.
4- (4) سوره النمل الآیه 72. [2]
5- (5) سوره یوسف الآیه 41.
6- (6) سوره الأنفال الآیه 9. [3]
7- (7) عن جمهره ابن حزم ص 443 و [4]بالأصل«ثور».

قال:و مَعْنَی بیتِ خُزَیْمَهَ علَی ما حَکَاهُ عن أَبِی بکرِ بنِ السَّرَّاجِ ،أنَّ الجَوْزَاءَ تَرْدُفُ الثُّرَیَّا فی اشْتِدَادِ الحَرِّ،فتَتَکَبَّدُ السَّمَاءَ فی آخِرِ اللَّیْلِ ،و عندَ ذلک تَنْقَطِعُ المِیَاهُ ،و تَجِفُّ ، وَ تَتَفَرَّقُ النَّاسُ فی طَلَبِ المِیَاهِ ،فتَغِیبُ عنه مَحْبُوبَتُه،فلا یَدْرِی أَیْنَ مَضَتْ ،و لا أَینَ نَزَلَتْ .

وَ قال شَمِرٌ: رَدِفْتَ و أَرْدَفْتَ :فَعَلتَ بنفسِک،فإِذا فَعَلْتَ بغَیْرِک، فأَرْدَفْتَ لا غیرُ،قال الزَّجَّاجُ :یُقَال: رَدِفْتُ الرَّجُلَ :

إذا رَکِبْتَ خَلْفَه، و أَرْدَفْتُه : أَرْکَبْتُه خَلْفی،قال ابنُ بَرِّیّ :

وَ أَنْکَرَ الزُّبَیْدِیُّ : أَرْدَفْتُه مَعَهُ بمَعْنَی أَرْکَبْتُهُ ، قال:و صَوَابُهُ :

ارْتَدَفتُه ،فأَمَّا أَرْدَفْتُه ،و ردِفْتُه ،فهو أَن تکونَ أَنتَ رِدْفاً له، وَ أَنْشَدَ:

إذَا الجَوْزَاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَیَّا

لأَنَّ الجَوْزَاءَ خَلْفَ الثُّرَیَّا کالرِّدْفِ .

و أَرْدَفَتِ النُّجُومُ . إذا تَوَالَتْ .

و مُرادَفَهُ الْمُلُوکِ :مُفَاعَلَهٌ مِن الرِّدَافَهِ ، وَ منه قَوْلُ جَرِیرٍ الذی تقدَّم ذِکْرُه:«رَبَعْنَا و أَرْدَفْنَا المُلُوکَ »،و تقدَّم الکلامُ علَیْهِ .

و المُرَادَفَهُ مِن الْجَرَادِ:رُکُوبُ الذَّکَرِ الأُنْثَی،و رُکُوبُ الثَّالِثِ عَلَیْهِمَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و یُقَال: هَذِه دَابَّهٌ لا تُرَادِفُ ، وَ هو الکلامُ الفَصِیحُ ، وَ علیْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ و جَوَّزَ اللَّیْثُ : لا تُرْدِفُ ، وَ تَبِعَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ،و الرَّاغِبُ ،و قیل:هی قَلِیلَهٌ ،أو مُوَلَّدَهٌ مِن کَلامِ الحَضَرِ،کما قَالَهُ الأَزْهَرِیُّ :أی لا تَحْمِلُ ، وَ فی الأَسَاسِ :لا تَقبَلُ رَدِیفاً (1).

و ارْتَدَفَهُ : رَدِفَهُ ، وَ رَکِبَ خَلْفَهُ ،قال الخلیلُ :سَمِعْتُ رجلاً بمکَّهَ یَزْعُم أَنَّهُ مِن القُرَّاءِ،و هو یَقْرَأُ: مُرُدِّفِینَ ، بضَمِّ المِیمِ و الرَّاءِ و کَسْرِ الدَّالِ و تَشْدِیدِها-و عنه فی هذا الوَجْهِ کَسْرُ الرَّاءِ-فالأولَی أَصْلُهَا: مُرْتَدِفِینَ ،لکنْ بعدَ الإِدْغَامِ حُرِّکتِ الرَّاءُ بحَرَکهِ المِیمِ ،و فی الثَّانِیَهِ ،حَرَّکَ الرَّاءَ السَّاکِنَهَ بالکَسْرِ،و عنه فی هذا الوجْهِ ،و عن غیرِه بفَتْحِ الرَّاءِ،کأَنَّ حَرَکَهَ التَّاءِ أُلْقِیَتْ علیها،و عن الجَحْدَرِیِّ بسُکُونِ الراءِ و تشْدِیدِ الدَّالِ ،جَمْعاً بیْنَ السَّاکِنَیْن. و ارْتَدَفَ الْعَدُوَّ: إذا أَخَذَهُ مِن وَرَائِهِ أَخْذاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن الکِسَائِیِّ .

و اسْتَرْدَفَهُ :سَأَلَهُ أَنْ یُرْدِفَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عَن الکِسَائِیِّ ، فأَرْدَفَهُ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : تَرَادَفَا علیه،و تَعاوَنَا بمَعْنًی وَاحِدٍ، وَ کذلک تَرَافَدَا.

و من المَجَازِ: تَرَادَفَا ،أی تَنَاکَحَا، قال اللَّیْثُ :کِنَایَهً عن فِعْلٍ قَبِیحٍ .

و تَرَادَفَا أَیْضاً: تَتَابَعَا، یُقَال: تَرَادَفَ الشَّیْ ءُ،أی:تَبِعَ بَعْضُه بَعْضاً.

و مِن المَجَازِ: الْمُتَرَادِفُ مِن الْقَوَافی:ما اجْتَمَع فِیهَا، أی فی آخِرِهَا، سَاکِنَانِ و هی مُتَفَاعِلانْ ،و مُسْتَفْعِلانْ ، وَ مُفَاعِلانْ ،و مُفْتعلانْ ،و فاعِلَتَانْ ،و فعْلَتانْ ،و فعْلیانْ ، وَ مَفْعُولانْ ،و فاعِلانْ ،و فعْلانْ ،و مَفَاعِیلْ ،و فَعُولْ ،سُمِّیَ بذلک لأَنَّ غَالبَ العَادهِ فی أواخِرِ الأَبْیَاتِ أَن یکونَ فیها ساکنٌ واحِدٌ،رَوِیًّا مُقَیَّداً کان،أو وَصْلاً،أو خُرُوجاً،فلمَّا اجتَمَعَ فی هذه القافِیَهِ سَاکِنَانِ مُتَرادِفانِ کان أَحَدُ السَّاکِنَیْن رِدْفَ الآخَرِ،و لاَ حِقًا بِه.

و المُتَرَادِفُ : أَنْ تَکُونَ أَسْمَاءٌ لِشَیْ ءٍ وَاحِدٍ،و هی مُوَلَّدَهٌ ، و مُشْتَقَّهٌ مِن تَرَاکُبِ الأَشْیَاءِ،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیّ .

و رَدَفَانُ ،مُحَرَّکَهً :ع، عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و رِدْفَهُ ،بِالْکَسْرِ:ع آخَرُ،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رِدْفُ کُلِّ شَیْ ءٍ:مُؤَخَّرُه.

وَ الرِّدْفُ :الکَفَلُ :و العَجُزُ،و خَصَّ بَعْضُهم به عَجِیزَهَ المَرْأَهِ ،و الجَمْعُ مِن کلِّ ذلک: أَرْدَافٌ .

وَ الرَّوادِفُ :الأَعْجَازُ،قال ابنُ سِیدَه:و لا أَدْرِی أ هو جَمْعُ رِدْفٍ ،نَادِرٌ،أم هو جَمْعُ رَادِفَهٍ (2)و کلُّه مِن الإتْباعِ .

وَ العَجَبُ مِن المُصَنِّفِ ،کیف تَرَکَ ذِکْرَ الرِّدْفِ بمَعْنَی الکَفَلِ !،و قد ذَکَرَهُ اللَّیْثُ ،و الجَوْهَرِیُّ ،و الزَّمَخْشَرِیّ ، وَ الصّاغَانِیُّ .

ص:226


1- (1) و فی التهذیب:أی لا یدع ردیفاً یرکبه.
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«جمع ردافه».

و الارْتِدَافُ :الاسْتِدْبارُ.

وَ أَرْدَفَ الشَّیْ ءَ بالشَّیْ ءِ،و أَرْدَفَهُ عَلَیه:أَتْبَعَهُ علیْه،قال:

فأَرْدَفَتْ خَیْلاً علی خَیْلٍ لِی

کالثِّقْلِ إِذْ عَالَی بِهِ المُعَلِّی

وَ جَمْعُ الرَّدِیفِ : رُدَفاءُ [و رُدافَی ] (1).

وَ قال أَبو الهَیْثَمِ :یُقَال: رَدِفْتُ فُلانًا:أی صِرْتُ له رِدْفاً .

وَ الرَّادِفُ :المُتَأَخِّرُ.

وَ المُرْدِفُ :المُتَقَدِّم.

وَ قیل:مَعْنَی مُرْدِفِینَ فی الآیَهِ :أی مُرْدِفِینَ مَلاَئِکَهً أُخْرَی،فعلَی هذا یکونُونَ مُمَدِّینَ بأَلْفَیْنِ مِن المَلائِکَهِ ، وَ قیل:عَنَی بالمُرْدِفِینِ ،المُتَقَدِّمِین للعَسْکَرِ،یُلْقُونَ فی قُلوبِ العِدَی الرُّعْبَ ،و قُرِیءَ مُرْدَفِینَ بفَتْح الدَّالِ ،أی أَرْدَفَ کُلُّ إِنْسَانٍ مَلَکاً،قَالَهُ الرَّاغِبُ .

وَ الرِّدْفُ :الحَقِیبَهُ ،و غیرُهَا مِمَّا یکونُ وَرَاءَ الإِنْسَانِ کالرِّدْفِ ،و منه قَولُ الشاعِرِ:

فَبِتُّ علَی رَحْلِی و بَاتَ مَکَانَهُ

أُرَاقِبُ رِدْفی تَارَهً و أُبَاصِرُه

وَ أَردَافُ النُّجُومِ :تَوَالِیهَا،و تَوَابعُهَا،قال ذُو الرُّمَّهِ :

وَرَدتُ و أَردَافُ النُّجُومِ کأَنَّهَا

قَنَادِیلُ فِیهِنَّ الْمَصَابِیحُ تَزْهَرُ

وَ یُروَی:«و أَردَافُ الثُّرَیَّا»یُقَالُ للجَوزَاءِ: رِدْفُ الثُّرَیا، وَ أَرْدافُ النُّجُومِ :أَواخِرُهَا،و هی نُجُومٌ تَطْلُع بعدَ نُجُومٍ .

وَ الرَّوَادِفُ :أَتْبَاعُ القَوْمِ المُؤَخَّرُونَ یقال:هم رَوَادِفُ ، وَ لَیْسُوا بأَرْدَافٍ .

وَ ردِفَهُم الأَمْرُ،و أَرْدَفَهُم :دَهَمَهُم،و هو مَجَازٌ.

وَ رَدِفَتْهُم کُتُبُ السُّلْطَانِ بالعَزْلِ :جاءَتْ علَی أثَرِهم، وَ هو مَجازٌ.

وَ الرَّادِفَهُ :النَّفْخَهُ الثانیهُ ،و قد ذَکَرَه المُصَنِّفُ اسْتِطْراداً فی«ر ج ف»و لا یُسْتَغْنَی عن ذِکْرِه هنا.وَ رَدِفَ لِفُلانٍ :صَارَ له رِدْفاً .

وَ أَرْدَفَ له:جاءَ بَعْدَه.

وَ تَرَدَّفَه :رَکِبَ خَلْفَه.

وَ ارْتَدَفَه :جَعَلَه رَدِیفاً ،کما فی الأَساسِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رذعف

ارْدَعَفَّتِ الإِبِلُ ،و ارْذَعَفَّتْ (2)،کِلاهُمَا:

مَضَتْ علَی وُجُوهِها،هکذا أَوْرَدَهُ صاحبُ اللِّسَانِ ،و أَهْمَلَهُ الجَماعَهُ .

رزف

رَزَفَ الْجَمَلُ ، یَرْزِفُ رَزِیفاً ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ عَبَّادٍ:أی عَجَّ ، و هو صَوْتُه: کَأَرزَفَ و وُجِدَ فی بَعْضِ النُّسَخِ زِیَادَه: وَ رَزَّفَ ، أی:بالتَّشْدِیدِ.

و رَزَفَتِ النَّاقَهُ :أَسْرَعَتْ ،و خَبَّتْ فی السَّیْرِ،عن الأَصْمَعِیِّ . و أَرْزَفْتُهَا : أَخْبَبْتُهَا،عن أَبی عُبَیْدٍ.

و رَزَفَ الأَمْرُ، رَزِیفاً :دَنَا،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

قال: و رَزَفَ إلیه: إذا تَقَدَّمْ ، کأَرْزَفَ ، وَ أَنْشَدَ:

تَضَحَّی رُوَیْداً و تَمْسِی رَزِیفا (3)

و قَوْلُه: رَزَّفَ ، هکذا فی النُّسَخِ بتَشْدِیدِ الزَّایِ ،و هو غَلَطٌ ،و صَوَابُه:زَرَفَ ،بتقْدِیمِ الزَّایِ علی الرَّاءِ،کما هو نَصُّ ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،فإِنَّه قال: رَزَفَ ، رَزِیفاً ،و زَرَفَ ، زَرِیفاً،و زَرَفَ ،زُرُوفاً:دَنَا و کذلک:تَقَدَّم،کأَرْزَفَ ، وَ أَزْرَفَ ،فتَأَمَّلْ ذلک.

و قال اللَّیْثُ : نَاقَهٌ رَزُوفٌ :طَوِیلَهُ الرِّجْلَیْنِ ،وَاسِعَهُ الخَطْوِ، هکذا نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ عنه،و قال الصَّاغَانِیُّ :هو فی کتابِ اللَّیْثِ بتَقْدِیمِ الزَّایِ علی الرَّاءِ.

أَو الرَّزِیفُ :السُّرْعَهُ مِن فَزَعٍ ،و أَرْزَفَ :أَرْجَفَ وَ اسْتَوْحَشَ ،و أَسْرَعَ فَزَعاً،و أُرْزِفُوا ،بالضَّمِّ :أُعْجِلُوا فی هَزِیمَهٍ و نَحْوِهَا (4).

ص:227


1- (1) زیاده عن اللسان. [1]
2- (2) کذا بالأصل نقلاً عن اللسان،و فی اللسان«رذعف»إرْذَعَفّتِ الإبلُ وَ اذْرَعَفّت.
3- (3) فی التکمله:و تمشی.
4- (4) ما بین معقوفتین سقط من الأصل و استدرک عن القاموس،و [2]قد وضعنا الزیاده هنا بعد إیراد الشارح عبارته و قول الصاغانی تعقیبا علی قول اللیث.و قد نبه بهامش المطبوعه المصریه التی هذا السقط بعد قوله: واسعه الخطو...مباشره.

و رَزَّافَاتُ بَلَدِ کَذا بالتَّشْدِیدِ: مَا دَنَا مِنْهُ ، وَ مِنْه قَوْلُ لَبِیدٍ رَضِیَ اللّه تعالَی عنه:

فالغُرَابَاتُ فَرَزَّافَاتُهَا

فبِخِنْزِیرٍ فأَطْرَافِ حُبَلْ (1)

و تَقْدِیمُ الزَّای لُغَهٌ فی الکُلِّ ، کما سیأْتِی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الرَّزْفُ ،بالفَتْحِ :الإسْرَاعُ ،عن کُرَاعٍ .

وَ أَرْزَفَ السَّحَابُ :صَوَّتَ ،کأَرْزَمَ .

وَ قال ابنُ فارِسٍ : الرَّزَفُ ،بالتَّحْرِیکِ :الهُزَالُ ،قال:

وَ ذُکِرَ فیه شِعْرٌ لا أَدْری کیفَ صِحَّتُه،و هو:

یَا أَبا النَّضْرِ تَحَمَّلْ عَجَفی

إنْ لَم تَحَمَّلْهُ فقَدْ جارَ زَفِی (2)

وَ أُرْزِفُ به،بالضَّمِّ :أَوضِعَ به،عن ابنِ عَبَّادٍ.

رسف

رَسَفَ ، یَرْسُفُ ،و یَرْسِفُ ، مِن حَدَّیْ :

ضَرَب،و نَصَر،کما فی الصِّحاحِ ، رَسْفاً ، بالفَتْحِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و رَسِیفاً ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ، و رَسَفَانًا ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، مَشی مَشْیَ الْمُقَیَّدِ إِذا جاءَ یَتَحَامَلُ بِرِجْلِهِ مَعَ القَیْدِ،فهو رَاسِفٌ ،و

16- فی حدیثِ صُلْحِ الحُدَیْبِیَهِ : «فدَخَلَ أَبو جَنْدَلِ بنِ سُهَیْلٍ -رَضِیَ اللّه عنه- یَرْسُفُ فی قُیُودِهِ ».

وَ قال أَبو صَخْرٍ الهَذَلِیُّ یَصِفُ سَحَاباً:

وَ أَقْبَلَ مَرَّاً إِلَی مِجْدَلٍ

سِیَاقَ الْمُقَیَّدِ یَمْشِی رَسِیفَا (3)

و قال غیرُه:

یُنَهْنِهُنِی الْحُرَّاسُ عَنْهَا فَلَیْتَنِی

قَطَعْتُ إِلَیْهَا اللَّیْلَ بِالرَّسَفَانِ (4)

و إِرْسَافُ الْإِبِلِ :طَرْدُها مُقَیَّدَهً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبی زَیْدٍ.

و أُرْسُوفُ ،بِالضَّمِّ ، هکذا فی نُسَخ العُبَابِ ،و التَّکْمِلَهِ ، وَ ضَبَطَهُ یاقُوتُ بِالفَتْحِ ،و قال: د،بِسَاحِلِ بَحْرِ الشَّأْمِ ، بَیْنَ قَیْسَارِیَّهَ و یَافَا،کان بها خَلْقٌ مِن المُرَابِطِینَ ،منهم أَبو یَحْیی زکریَّاءُ بنُ نافِعٍ الأُرْسُوفیُّ ،و غیرهُ ،و لم تَزَلْ بأَیْدِی المسلمین إلی أَن فَتَحَهَا کُنْدفری صاحبُ القُدسِ سنه 494،و هی فی أَیْدِیهمِ إلی الآن.

قلتُ :و قد فُتِحَتْ فی زَمَنِ الناصِرِ صَلاحِ الدِّین یُوسُفَ ، تَغَمَّدَهُ اللّه برَحْمَتِه،سنه ستِّمائهٍ و سبعین،فهی بأَیدِی المسلمینَ إِلَی الآن.

و ارتَسَفَّ الشَّیْ ءُ، ارتِسفَافاً (5)کَاکْفَهَرَّ:ارتَفَعَ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

یُقَال للبَعِیرِ-إِذا قَارَبَ الخَطْوَ،و أَسْرَعَ الإِجَارَهَ (6)،و هی رَفْعُ القَوائِمِ و وَضْعُها-: رَسَفَ ،فإِذا زَادَ علی ذلک فهو:

الرَّتَکانُ ،ثم الحَفْدُ بعدَ ذلک،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و صاحبُ اللِّسَانِ .

رشف

الرَّشَفُ ،مُحَرَّکَهً :الْمَاءُ الْقَلِیلُ یَبْقَی فی الْحَوضِ ،و هو وَجهُ الْمَاءِ الذی تَرْشُفُهُ الْإِبِلُ بِأَفْوَاهِهَا نَقَلَهُ اللَّیْثُ ،و کذلک الرَّشْفُ ،بالفَتْحِ ،کما فی اللَسَانِ .

قال: و الرَّشِیفُ ،کَأَمِیرٍ:تَنَاولُ الْمَاءِ بِالشَّفَتَیْنِ ، قال الأَزْهَرِیُّ :وَ سَمِعْتُ أَعْرَابیّاً یقول:«الجَرْعُ أرْوَی،و الرَّشِیفُ أَشْرَبُ »قال:و ذلک أنَّ الإِبِلَ إذا صَادَفَت الحوْضَ مَلآنَ جَرَعَتْ مَاءَهُ جَرْعاً یَمْلأُ أَفْواهَهَا،و ذلک أَسْرَعُ لِرِیِّهَا،و إذا سُقِیَتْ عَلَی أَفْوَاهِهَا قَبْلَ مَلْ ءِ الحَوْضِ ، تَرَشَّفَتْ الماءَ بمَشَافِرِهَا قَلِیلاً قَلِیلاً،و لا تکاد تَرْوَی منه،و السُّقاهُ إذا فَرَطُوا

ص:228


1- (1) معجم البلدان«زرافات»و«حبل»بروایه فزرافاتها،قال:و زرافات اسم موضع.
2- (2) روایته بالأصل: یا أبا النضر تحنا العجفی إن لم تحمله فقدحا رزفا وَ الروایه المثبته للشعر عن ابن فارس،المقاییس 388/2. [1]
3- (3) البیت فی دیوان الهذلیین 70/2 فی شعر صخر الغی،و لیس لأبی صخر کما ورد بالأصل،و فسر الرسیف هو أن تقید الدابه فتقارب الخطو،فیقال عند ذلک:مرّ یرسف فی قیده. وَ الذی بالأصل«و أقبل من إلی مجدل»و بهامش المطبوعه المصریه: «قوله:من إلی،لعله،منه،أو بتشدید النون أو نحو ذلک»و المثبت عن دیوان الهذلیین،و فیه:مرّ و مجدل:موضعان.
4- (4) البیت فی اللسان،و نسبه ابن بری للأخطل.
5- (5) عن التکمله و بالأصل«ارتسافاً».
6- (6) فی التهذیب:الإحاره،بالحاء المهمله.

النَّعَمَ (1)،و سَقَوْا فی الحَوْضِ ،تَقَدَّمُوا إِلَی الرُّعْیَانِ لَئِلاَّ یورِدُوا النَّعَمَ ما لم یَطْفَحِ الحَوْضُ ،لأَنَّهَا لا تکادُ تَرْوَی إذا سُقِیَتْ قلیلاً،و هو معنی قَوْلِهِم: الرَّشِیفُ أَشْرَبُ .و قیل:

الرَّشْفُ ،و الرَّشِیفُ :فوْقَ المَصِّ ،و منه قَوْلُ الشاعرِ:

سَقَیْنَ الْبَشامَ الْمِسْکَ ثُمَّ رَشَفْنَهُ

رَشِیفَ الْغُرَیْرِیّاتِ مَاءَ الْوَقَائِعِ

و قد رَشِفَهُ ، یَرْشُفُهُ :کَنَصَرَه،و ضَرَبَهُ ،و سَمِعَهُ ، الأَوَّلانِ عن الجَوْهَرِیِّ ،و الثالثُ عن أَبِی عَمْرٍو،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ ، رَشْفاً ، بالفَتْحِ :مَصْدَرُ الأَوَّلَیْنِ ،حکَی ابنُ بَرِّیّ : رَشَفاً ،و رَشَفَانًا ،بالتَّحْرِیکِ فیهما:مَصْدَرُ الثالثِ ، وَ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

قابَلَه مَا جَاءَ فی سَلاَمِهَا

بِرَشَفِ الذِّناب و الْتِهَامِهَا

: مَصَّهُ ، کارْتَشَفَهُ ،و تَرَشَّفَهُ ،و أَرْشَفَهُ ،و رَشَّفَه ، تَرْشِیفاً ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

یَرْتَشِفُ الْبَوْلَ ارْتِشَافَ الْمَعْذُورْ

وَ یُقَال: أَرْشَفَ الرَّجُلُ :إذا مَصَّ رِیقَ جَارِیَتِهِ .

و رَشَفَ الْإِنَاءَ، رَشْفاً : اسْتَقْصَی الشُّرْبَ ، وَ اشْتَفَّ ما فیه، حتی لم یَدَعْ فیه شَیْئاً، کذا فی المُجْمَلِ ،و اللِّسَانِ .

و فی المَثَل: « الرَّشْفُ أَنْقَعُ » ، أی: تَرَشُّفُ الْمَاءِ قَلیلاً قَلِیلاً أَسْکَنُ لِلْعَطَشِ ، هکذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و المَیْدَانِیُّ ، وَ الزَّمَخْشَرِیُّ ،یُضْرَبُ فی تَرْکِ العَجَلِهِ .

و الرَّشُوفُ :الْمَرْأَهُ الطَّیِّبَهُ الْفَمِ (2)نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و ابنُ سِیدَه،و زادَ الأَخیرُ:و قیل:قَلِیلَهُ البِلَّهِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الرَّشُوفُ :المَرْأَهُ الْیَابِسَهُ الْفَرْج.

وَ الرَّصُوفُ :الضَّیِّقَهُ الفَرْجِ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : الرَّشُوفُ : النَّاقَهُ تَرْشُفُ ،أی: تَأْکُلُ بمِشْفَرِهَا هکذا نَقَلَهُ عنه الصَّاغَانِیُّ ،و الذی فی اللِّسَانِ :

نَاقَهٌ رَشُوفٌ :تشرَبُ الماءَ فتَرْتَشِفُه،قال القُطَامِیُّ :

رَشُوفٌ وَرَاءَ الْخُورِ لمْ تَنْدَرِئْ بِهَا

صَباً و شَمَالٌ حَرْجَفٌ لَم تَقَلَّبِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

« الرَّشِیفُ أَشْرَبُ »،و قد تقدَّم شَرْحُه،و قالوا فی المَثَلِ :

«لَحَسُنَ مَا أَرْضَعْتِ إِنْ لم تُرْشِفی » ،أی تُذْهِبِی اللِّبَنَ ، وَ یُقَال ذلک لِلرَّجُلِ إذا بَدَأَ أَنْ یُحْسِنَ ،فخِیفَ عَلَیه أَن یُسِیءَ،و فی الأَساسِ :لمَنْ یُحْسِنُ ثم یُسیءُ بآخره (3).

وَ التَّرَشُّفُ :التَّمَصُّصُ .

وَ الارْتِشَافُ :الامْتِصَاصُ ،و به سَمَّی أَبو حَیَّانَ کِتَابَهُ « ارْتِشَاف الضَّرَب».

وَ هی عَذْبَهُ المَرْشَفِ ،و المَرَاشِفِ .

وَ حَوْضٌ رَشِفٌ (4):لا ماءَ فیه،و رَهْشَفَ الرِّیقَ : رَشَفَهُ ، وَ الهاءُ زَائِدَهٌ ،نَقَلَهُ شَیْخُنَا،و هی فی الَّلامیَّهِ لابنِ مالکٍ ، وَ الأَفْعَالِ لابنِ القَطَّاعِ .

رصف

الرَّصَفَهُ ،مُحَرَّکَهً :واحدَهُ الرَّصَفِ ،لِحِجَارَهٍ مَرْصُوفٍ بعْضُهَا إلی بَعْضٍ فی مَسِیلٍ فیَجْتَمِعُ فیها المَطَرُ، وَ

17- فی حدِیثِ زیادٍ: أَنَّه بَلَغَهُ قَوْلُ المُغیرهِ بنِ شُعْبَهَ ،رَضِیَ اللّه عنه:لَحَدِیثٌ مِن (5)عاقِلٍ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الشُّهْدِ بِمَاءِ رَصَفَهٍ ، فقَالَ :أَکذا هو،فلَهُوَ أَحَبُّ إِلَیَّ ،مِن رَثِیئَهٍ فُثِئَتْ بسُلالَهٍ مِن مَاءِ ثَغْبٍ (6)،فی یومٍ ذِی وَدِیقَهٍ ،تَرْمَضُ فیه الآجَالُ .

وَ فی التهذیب: الرَّصَفُ :صَفاً طَوِیلٌ ،تَّصِلُ بَعْضُه ببَعْضٍ ،کأَنَّهُ مَرْصُوفٌ ،و قال العَجَّاجُ :

فَشَنَّ فی الْإِبْرِیقِ مِنْهَا نُزَفَا

مِنْ رَصَفٍ نَازَعَ سَیْلاً رَصَفَا

حَتَّی تَناهَی فی صَهَارِیجِ الصَّفَا

قال البَاهِلِیُّ :أَرادَ أَنَّهُ صَبَّ فی إِبْرِیقِ الخَمْرِ مِن مَاءِ رَصَفٍ ،نَازَعَ سَیْلاً،کان فی رَصَفٍ ،فصارَ منه فی هذا، فکأَنَّهُ نَازَعَهُ إِیَّاهُ ،قال الجَوْهَرِیُّ :یقول:مُزِجَ هذا الشَّرَابُ مِن ماءِ رَصَفٍ نَازَعَ رَصَفاً آخَرَ؛لأَنَّهُ أَصْفَی له و أَرَقُّ ،

ص:229


1- (1) الأصل و اللسان،و [1]فی التهذیب:فرطوا الوارده سقوا...
2- (2) قال ابن فارس:و معنی هذا أن ریقتها من طیبها تترشّف.
3- (3) فی الأساس:«بآخره».
4- (4) فی الأساس:و حوضٌ رَشْفٌ .
5- (5) فی غریب الهروی:من فی عاقلٍ .
6- (6) عن النهایه« [2]ثغب»و بالأصل«ثقب»و فی النهایه و [3]اللسان« [4]رثأ»:فی یوم شدید الودیقه.

فحذَف الماءَ و هو یُرِیدُه،فجَعَلَ مَسِیلَه مِن رَصَفٍ إلی رَصَفٍ ،مُنَازَعَهً منا إِیَّاهُ .

و الرَّصَفَهُ أَیضاً: وَاحِدَهُ الرِّصَافِ ،لِلْعَقَبِ الذی یُلْوَی فَوْقَ الرُّعْظِ إِذا انکَسَرَ،و الرُّعْظُ ،مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو قَوْلُ ابنِ السِّکِّیتِ ،و منه

16- الحدیثُ :

«فنَظَرَ فی رِصَافِهِ فلم یَرَ شَیْئًا». و

16- فی حدیثٍ آخَرَ: «أَهْدَی له یَکْسُومُ بنُ أَخِی الأَشْرَمِ سِلاَحاً فیه سَهْمٌ لَغْبٌ (1)،و قد رُکِّبَتْ مِعْبَلَهٌ (2)فی رُعْظِهِ ،فقَوَّمَ فُوقَه،و قال:هو مُسْتَحْکِمُ الرِّصَافِ ،و سَمَّاهُ قِتْرَ الغِلاءِ» (3).

وَ قال اللَّیْثُ : الرَّصَفَهُ :عَقَبَهٌ تُلْوَی علی مَوْضِعِ الفُوقِ ، قال الأَزْهَرِیُّ :و هذا خَطَأٌ،و الصَّوابُ ما قَالَهُ ابنُ السِّکِّیتِ ، کَالرُّصَافَهِ ،و الرُّصُوفَهِ ،بِضَمِّهِمَا، هکذا فی النُّسَخِ ،و الذی قَالَهُ اللَّیْثُ : الرُّصَافَهُ ،و الرَّصَفَهُ :عَقَبَهٌ تُلْوَی علَی مَوْضِعِ الفُوقِ من الوَتَرِ،و علَی أَصْلِ نَصْلِ السَّهْمِ ،فالصَّوَابُ :

وَ الرَّصَفَهُ .

و المَصْدَرُ: الرَّصْفُ ،مُسَکَّنَهً بِالفَتْحِ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و کان أَحدُهما یُغْنِی عن الآخَرِ،یُقَال: رَصَفَ السَّهْمَ ، یَرْصُفُه ، رَصْفاً : شَدَّ علی رُعْظِهِ عَقَبَهً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و منه

16- الحدیثُ : «أَنَّه مَضَغَ وَتَرًا فی رَمَضَانَ ، وَ رَصَفَ به وَتَرَ قَوْسِهِ ». و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرَّاجِزِ:

و أَثْرَبِیٌّ سِنْخُهُ مَرْصُوفُ (4)

و رَصَفَ الْمُصَلِّی قَدَمَیْهُ :ضَمَّ إِحْدَاهُمَا إلی الْأُخْرَی، وَ لم یُقَیِّدْهُ الجَوْهَرِیُّ بالمُصَلِّی،و فی العَیْنِ :یُقَال للْقائمِ إذا صَفَّ قَدَمَیْهِ : رَصَفَ قَدَمَیْهِ ،و ذلک إذا ضَمَّ إحْدَاهُما إِلَی الأُخْرَی.

و من المجَازِ: الْمَرْصوفهُ :الصَّغِیرَهُ الْهَنَهِ ، وَ فی الأَسَاسِ :الهَنِ ، لاَ یَصِلُ إِلیْهَا الرَّجُلُ ، وَ قیل:هی التی الْتَزَقَ خِتَانُهَا فلم یُوصَلْ إِلیها، أو الضَّیِّقَتُهَا، کالرَّصُوفِ ، وَ الرَّصْفاءِ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و الجَوْهَرِیُّ ذَکَرَ الرَّصُوفَ فقط ،و قیل: الرَّصْفاءُ مِن النِّسَاءِ:الضَّیِّقَهُ المَلاَقِی،و حکَیابنُ بَرِّیّ :الْمِیقَابُ ضِدُّ الرَّصُوفِ .

و

16- فی حدیثِ مُعَاذٍ: «ضَرَبَهُ بمِرْصَافَهٍ ». الْمِرْصَافَهُ :

الْمِطْرَقَه؛ لأَنَّهُ یُرْصَفُ بها المَطْرُوقُ ،أی:یُضَمُّ ،و یُلْزَقُ .

و مِن المَجَازِ: ذَا أَمْرٌ لا یَرْصُفُ بِک أیْ : لاَ یَلِیقُ بک، وَ هو رَاصِفٌ بفُلانَ :أی لاَئِقٌ به.

و مِن المَجَازِ،یُقَال: عَمَلٌ رَصِیفٌ ،بَیِّنُ الرَّصَافَهِ : أی مُحْکَمٌ رَصِینٌ .

وَ قد رَصُفَ ،کَکَرُم.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: هو رَصِیفُهُ ،أیْ یُعَارِضُهُ فی عَمَلِهِ ، وَ یَأْلَفُهُ ،و لاَ یُفَارِقُه، وَ هو مَجَازٌ.

و الرُّصَافَهُ ،کَکُنَاسَهٍ ، هکذا ضَبَطَهُ یَاقُوتُ ،و الصَّاغَانِیُّ ، وَ رَدَّه شَیْخُنَا،فقَالَ :اشْتَهَرَ فی ضَبْطِ الرَّصَافَاتِ ،أَنَّهَا بالفَتْحِ ،و فی اللّسَانِ : الرُّصَافهُ :کُلُّ مَنْبِتٍ بالسَّوَادِ،و قد غَلَبَ علَی مَوْضِعِ بَغْدَادَ،و الشَّأْمِ .

وَ قال یاقُوتُ فی المُشْتَرَکِ : الرُّصَافَهُ أَحَدَ عَشَرَ مَوْضِعاً، منها: د بِالشَّأْمِ غَرْبِیَّ الرَّقَّهِ (5)،و هی رُصَافَهُ هِشَامِ بنِ عبدِ المَلِکِ منه:أَبو مَنِیعٍ عُبَیْدُ اللّه (6)بنِ أَبِی زِیَادٍ الرُّصَافیُّ ، رَوَی عن الزُّهْرِیِّ ، و عنه ابنُ ابْنِهِ أَبو مُحَمَّدٍ الْحَجَّاجُ بنُ یُوسفَ بنِ أَبِی مَنِیعٍ ،نَقَلَهُ الحافِظُ ،و عن الحَجَّاجِ الحُسَیْنُ بنُ الحسنِ المَرْوَزِیُّ (7).

و الرُّصَافَهُ : مَحَلَّهٌ بِبَغْدَادَ بالشَّرْقِیَّهِ ،بها تُرَبُ أَکْثَرِ الخُلَفَاءِ،و بِقُرْبِهَا مَشْهَدُ الإِمَامِ أَبی حَنِیفَهَ رَحِمَهُ اللّه تعالَی، وَ إِلیها نُسِبَ الجامعُ ،و فیها یقول الشَّاعِرُ:

عُیُونُ الْمَهَابَیْنَ الرُّصَافَهِ و الجِسْرِ

جَلَبْنَ الْهَوَی مِنْ حَیْثُ أَدْرِی و لاَ أَدْرِی (8)

منها.محمدُ بنُ بَکَّارِ بنِ الزَّیَّاتِ (9)أبو عبدِ اللّه،قال ابنُ مَعینٍ :لا بَأْسَ به، و جَعْفَرُ بنُ محمدِ بنِ عَلِیٍّ .

و الرُّصافَهُ : د بِالْبَصْرَهِ ،منه:مَحمدُ بنُ عبدِ اللّه بنِ

ص:230


1- (1) عن النهایه«لغب»و بالأصل«لعب».
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و رکبت نصله».
3- (3) عن النهایه«غلا»و بالأصل«الفلا»بالفاء.و القتر سهم الهدف.
4- (4) قوله أثربی نسبه إلی یثرب و یقال:یثربی،بفتح الراء و کسرها فیهما، قاموس.
5- (5) زید فی معجم البلدان: [1]بینهما أربعه فراسخ علی طرف البریه.
6- (6) الأصل و القاموس و معجم البلدان،و فی اللباب:عبد اللّه.
7- (7) عن اللباب و بالأصل«المرازی»تحریف.
8- (8) البیت لعلی بن الجهم کما فی معجم البلدان« [2]رصافه بغداد».
9- (9) معجم البلدان: [3]الریان.

أَحْمَدَ بنِ مَحمدِ،عن عبدِ العَزِیزِ الدَّرَاوَرْدِیّ ، و أَبو القاسِمِ الحَسنُ بنُ علیّ بن إِبْراهِیم المُقْرِیء.

و الرُّصَافَهُ : د بِالْأَنْدَلُسِ ، بالقُرْبِ مِن قُرْطُبَهَ ، منه:

یُوسُفُ بنُ مسْعُودٍ،و محمدُ بنُ عبدِ (1)اللّه بنِ صَیْفُونٍ ، عن أَبی سعیدِ بن الأَعْرَابِیِّ ،و عنه أبو عمرَ بنُ عبد البَرِّ،و غیرُه.

و الرُّصافَهُ : ه بِوَاسِطَ ، بالقُرْب مِن العِرَاقِ ، منها:

حَسَنُ بنُ عبدِ المَجِیدِ، عن شُعَیْبِ بنِ محمدٍ الکُوفیِّ ،و عنه عبدُ اللّه (2)بنُ محمدِ بنِ عُثْمَانَ الحافظُ .

و الرُّصافَهُ : ه بِنَیْسَابُورَ، وَ هی ضَیْعَهٌ بها.

و الرُّصافَهُ : ه بِالْکُوفَهِ ، أَحْدَثَهَا المنصُور.

و الرُّصافَهُ : د بِإفْرِیقِیَّهَ ، و هی غیرُ التی فی الأَنْدَلُس.

و الرُّصافَهُ : قَلْعَهٌ لِلْإِسْماعِلِیَّهِ .

و عَیْنُ الرُّصَافَهِ .ع بِالْحِجَازِ فیه بِئْرٌ،قال أُمَیَّهُ بنُ أَبی عائذٍ یَصِفُ حمارًا و أُتُنَهُ :

یَؤُمُّ بِهَا و انْتَحَتْ لِلرجَا

ءِ عَیْنَ الرُّصَافَهِ ذاتَ النِّجَالِ (3)

و یُرْوَی:عین الضرافَه.

فهؤُلاءِ الذین ذَکَرَهم المُصَنِّف أَحدَ عَشرَ مَوْضِعاً،و فَاتَهُ :

رُصَافَهُ الیَمَنِ ،و هی:قَرْیَهٌ مِن أَعْمَالِ ذَمِارِ،نَقَلَهُ یاقُوتُ ، وَ الصَّاغَانِیُّ .

وَ رُصَافَهُ أَبی العَبَّاسِ بالْأَنْبَارِ،نَقَلَهُ فی التَّکْمِلَهِ ،فهی ثلاثه (4)عشرَ مَوْضِعاً 4.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الرِّصَافُ ، کَکِتَابٍ :الْعُصَبُ مِن الْفَرَسِ ،الْوَاحِدُ رَصِیفٌ ، کَأَمِیرٍ،أو هی عِظامُ الجَنْبِ ، لِتِرَاصُفِها، و یُجْمَعُ أَیضاً علَی: رُصُفٍ ،ککُتُبٍ . و رَصَفٌ ،مُحَرَّکَه،و قال الجُمَحِیُّ : بِضَمَّتَیْنِ :ع به مَاءٌ یُسَمَّی بِهِ ،قال أَبو خِرَاشٍ :

نُسَاقِیهِمْ علَی رُصُفٍ و ضُرٍّ

کَدَابِغَهٍ و قَدْ نَغِلَ الْأَدِیمُ

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَرْصَفَ الرَّجُلُ : مَزَجَ شَرَابَهُ بِمَاءِ الرَّصَفِ ،و هو الْمُنْحَدِرُ مِن الْجِبَالِ علَی الصَّخْرِ فیَصْفُو، وَ قد تقدَّم ذِکْرُ الرَّصَفِ ،و أَنْشَدَ بَیْتَ العَجَّاجِ الذی تقدَّم ذِکْرُه.

و تَرَاصَفُوا فی الصَّفِّ :تَرَاصُّوا، أی:قام بعضُهم إلی بعضٍ ،فلَزِقَ ،و رَصَفَ ما بَیْنَ رِجْلَیْهِ :[قَرَّبَهُمَا] (5).

و الْمُرْتَصِفُ :الْأَسَدُ، عن ابن خَالَوَیْهِ .

و رَجُلٌ مُرْتَصِفُ الْأَسْنَانِ :مُتَقَارِبُهَا، قد تَصَافَّتْ فی نِبْتَتِهَا،انْتَظَمَتْ و اسْتَوَتْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الرَّصَفُ :نَظْمُ الشَّیْ ءِ بَعْضِهِ إلی بَعْضٍ .

وَ رَصَفَ الحَجَرَ، یَرْصُفُهُ :بَنَاهُ ،و وَصَلَ بَعْضَه ببَعْضٍ ، وَ ذلک البِنَاءُ یُسَمَّی رَصَفاً ،و مُحَرَّکهً ،و رَصِیفاً ،کأَمِیرٍ:و منه رَصِیفُ فاس،و رَصیفُ العُدْوَهِ ،بالقُرْبِ مِن سَبْتَهَ ،و عِدَّهُ رَصَفٍ بمِصْرَ.

وَ قیل: الرَّصَفُ :السَّدُّ المَبْنِیُّ لِلْمَاءِ.

وَ قیل:هو مَجْرَی المَصْنَعَهِ .

وَ رَصَفٌ و أَرْصَافٌ ،کشَجَرٍ و أَشْجَارٍ،لِعَقَبَهِ الرُّعْظِ ، کالرِّصَافَهِ ،بالکَسْرِ،و جَمْعُهَا: رَصَائِفُ ،و رِصَافٌ .

وَ الرَّصِیفُ مِن السِّهَامِ :المَرْصُوفُ ،و الرَّصَفَهُ ، وَ الرَّصْفَهُ ،بالتَّحْرِیکِ ،و التَّسْکِینِ :عَقَبَهٌ تُشَدُّ علَی عَقَبَهٍ ،ثم تُشَدُّ علَی حِمَالَهِ القَوْسِ ،قال ابنُ سِیدَه:و أَرَی أَبا حَنِیفَهَ قد جَعَلَ الرِّصافَ (6)وَاحِداً.

وَ فی رُکْبَهِ الْفَرَسِ رَصَفَتَانِ ،و هما عَظْمَانِ فِیهِمَا، مُسْتَدِیرَانِ ،مُنْقَطِعَانِ ،عن العِظامِ ،کذا فی المُحِیطِ وَ اللّسَانِ ،و فی الأَسَاسِ :اصْطَکَّتْ رَصَفَتَاهُمَا ،و هما عَیْنَا الرُّکْبَتَیْنِ .

ص:231


1- (1) فی اللباب« [1]الرصافی»و معجم البلدان« [2]رصافه»:محمد بن عبد الملک بن ضیفون.
2- (2) الأصل و اللباب،و فی معجم البلدان«رصافه»:عبد الملک.
3- (3) دیوان الهذلیین 179/2 بروایه:«و انتحت للنجاء»و یروی:«و انتجت للنجاء».
4- (4) فی المطبوعه الکویتیه:«اثنا عشر موضعاً»و بهامشها هذا سهو من الشارح،...فهی ثلاثه عشر موضعاً»و الذی فی الأصل الذی اعتمدناه:«ثلاثه عشر»فلعل نسخه أخری وقعت بید محقق الطبعه الکویتیه.
5- (5) زیاده عن اللسان.
6- (6) عن اللسان و [3]بالأصل«الرصافه».

و الرَّصَافَهُ بالشَّیْ ءِ:الرِّفْقُ به.

وَ جَوَابٌ رَصِیفٌ :مُتْقَنٌ (1)،یُقَال:أَجابَ بجَوابٍ مُرْتَضٍ (2)حَصِیفٍ ،بَیِّنٍ رَصِیفٍ ،لا سَخِیفٍ و لا خَفِیفٍ ، وَ هو مَجَازٌ.

وَ رَصَّفَ الحِجَارَهَ تَرْصِیفاً ،مِثْل رَصَفَهَا رَصْفاً ،و تَرَاصَفُوا فی القتالِ :تَرَاصُّوا،یُقَال: تَراصَفُوا ،ثم تَقَاصَفُوا.

وَ رَصِفَتِ المَرْأَهُ ،کفَرِحَتْ :صَارَتْ رَصُوفاً .

وَ الرِّصَافُ ،بالکَسْرِ:کهَیْئَهِ المَرَاقِی علی عُرْضِ الجِبَالِ ،جَمْعُه: الرُّصُفُ .

قال ابنُ عَبَّادٍ:و رِصَاف :مَوْضِعٌ ،کما فی اللِّسَانِ ، وَ العُبَاب.

وَ مَرْصَفی ،بالفَتْحِ :قَرْیَهٌ مِن أَعْمَالِ مِصْرَ،منها:أَبو الحَسَنِ علیُّ بنُ خَلِیلٍ المَرْصَفیُّ ،أَحدُ المَشْهُورِین فی الزُّهْدِ،تُوُفِّیَ سنه 930،أَخَذَ عن العارِفِ محمدِ بنِ عبد الدَّائِمِ ،و عنه شیخُ الإِسْلامِ زَکَرِیَّا،و أَبو العبّاسِ الحُرَیْثِیُّ .

رضف

الرَّضْفُ :الْحِجَارَهُ الْمُحْمَاهُ بالشَّمْسِ ،أَو بالنَّارِ،نَقَلَهُ الأَصْمَعِیُّ یُوغَرُ بِهَا اللَّبَنُ ، کما فی الصحاحِ ، الوَاحِدَهُ : رَضْفَهٌ ،قال المُسْتَوْغِرُ:

یَنِشُّ الْمَاءُ فی الرَّبَلاَتِ مِنْهَا

نَشِیشَ الرَّضْفِ فی اللَّبَنِ الْوَغِیرِ

وَ قال الأَزْهَرِیُّ :رأَیْتُ الأَعْرَابَ یأْخُذُونَ الحِجَارَهَ یُوقِدُون علیها،فإِذا حَمِیَتْ رَضَفُوا بها اللَّبَنَ البارِدَ الحَقِینَ ،لتَکْسِرَ مِن بَرْدِهِ ،فیَشْرَبُونَه،و رُبَّمَا رَضَفُوا الماءَ للخَیْلِ إذا بَرَدَ الزَّمَانُ ،و

16- فی الحدیثِ : «کان فی التَّشَهُّدِ الأَوَّلِ کأَنَّه علَی الرَّضْفِ » کَالْمِرْضَافَهِ ، . نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ هکذا بمَعْنَی الرَّضْفِ ،و فَسَّرَهُ فی اللِّسَانِ بآلَهٍ مِن الرَّضْفِ ،و به فُسِّرَ

16- حدیثُ مُعَاذٍ فی عَذابِ القَبْرِ: «ضَرَبَهُ بمِرْضَافَهٍ وَسَطَ رَأْسِهِ ».

وَ یُرْوَی بالصَّادِ،و قد تقدَّم.

و رَضَفَهُ ، یَرْضِفُهُ :کَوَاهُ بِهَا، أی بالحِجَارَهِ المُحْمَاهِ ، وَ منه

16- الحدیثُ : أَنَّه أُتِیَ برَجلٍ نُعِتَ له الکَیُّ ،فقالَ :

«اکْوُوهُ ،ثم ارْضِفُوهُ (3)». أی:کَمِّدُوه بالرَّضْفِ . و قال اللَّیْثُ : الرَّضْفُ : عِظَامٌ فی الرُّکْبَهِ کَالأَصابِعِ الْمَضْمُومَهِ ،قد أَخَذَ بَعْضُها بَعْضاً.

و قال ابن شُمَیْلٍ ،فی کتابِ الخَیْلِ : الرَّضْفُ مِن الْفَرَسِ : رُکْبَتَاهُ فِیمَا ما بَیْنَ الْکُرَاعِ و الذِّرَاعِ و هی أَعْظُمٌ صِغَارٌ مُجْتَمِعَهٌ فی رَأْسِ أَعْلَی الذِّرَاعِ (4)، وَاحِدَتُها: رَضْفَهٌ بالفَتْحِ ، و یُحَرَّکُ (5)قَالَهُ اللَّیْثُ ،و فی المُحْکَم: الرَّضْفَهُ ، وَ الرَّضَفَهُ :عَظْمٌ مُطْبِقٌ علَی رَأْسِ السَّاقِ و رَأْسِ الفَخِذِ، وَ الرَّضْفَهُ :طَبَقٌ یمُوجُ علَی الرُّکْبَهِ .

وَ قیل: الرَّضْفَتَانِ مِن الفَرَسِ :عَظْمَانِ مُسْتَدِیرانِ فیهما عَرْضٌ ،مُنْقَطِعَانِ من العِظَامِ ،کأَنَّهُمَا طَبَقَانِ للرُّکْبَتَیْنِ .

وَ قیل: الرَّضْفَهُ :جِلْدَهٌ عَلَی الرُّکْبَهِ .

وَ قیل:عَظْمٌ بین الحَوْشَبِ و الوَظِیفِ و مُلْتَقَی الجُبَّهِ فی الرُّسْغِ .

وَ قیل:عظمٌ مُنْقَطِعٌ فی جَوْفِ الحافِرِ.

و من المَجَازِ: مُطْفِئَهُ الرَّضْفِ :دَاهِیَهٌ تُنْسِی التی قَبْلَهَا فتُطْفِیءُ حَرَّهَا،و منه المَثَلُ : «جاءَ فُلانٌ بِمَطْفِئَهِ الرَّضْفِ » ، قَالَهُ أَبو عُبَیْدَهَ ،و بَسَطَه المَیْدَانِیُّ فی المَجْمَعِ .

و قال اللَّیْثُ :مُطْفِئَهُ الرَّضْفِ : شَحْمَهٌ إذا أَصَابَتِ الرَّضْفَهَ ذَابَتْ فأَخْمَدَتْهُ ، وَ فی الأسَاسِ :شَاهٌ مُطْفِئَهُ الرَّضْفِ ،للسَّمِینهِ ،و هو مَجَازٌ،قال الأَزْهَرِیُّ :و القَوْلُ مَا قَالَهُ أبو عُبَیْدَهَ .

و قیل:مُطْفِئَهُ الرَّضْفِ ،و یُشَدَّدُ: حَیَّهٌ تَمُرُّ علَی الرَّضْفِ فَیُطْفِیءُ سُمُّهَا نَارَهُ ، وَ منه قَوْلُ الکُمَیْتِ :

أَجِیبُوا رُقَی الآسِی النِّطَاسِیِّ وَ احْذَرُوا

مُطَفِّئَهَ الرَّضْفِ التی لاَ شَوَی لَهَا

و الرَّضِیفُ ،کَأَمِیرٍ:اللَّبَنُ یَغْلِی بِالرَّضْفَهِ ، وَ هو الذی یُطْرَحُ فیه الرَّضْفُ لیَذْهَبَ وَخَمُه،و منه قَوْلُهم:شَرِبْتُ الرَّضِیفَ ،و قیل:لَبَنٌ رَضِیفٌ :مَصُبُوبٌ علَی الرَّضْفِ .

و الْمَرْضُوفُ :شِوَاءٌ یُشْوَی عَلَیْهَا، أی علَی الرَّضْفَهِ ، و المَرْضُوفُ أَیضاً: مَا أُنْضِجَ بِها، یُقَال:حَمَلٌ مَرْضُوفٌ :

ص:232


1- (1) فی اللسان:و جوابٌ رصیفٌ أی محکمٌ رصینٌ .
2- (2) الأساس:مترَّصٍ .
3- (3) فی النهایه: [1]أو أرضفوه.
4- (4) فی التهذیب:«فی أعلی رأس الذراع»و الأصل کاللسان. [2]
5- ((*)) بالقاموس:«تُحرَّک»بدل:«یُحَرَّک».

یُلْقَی الرَّضْفُ إذا أَحْمَرَّ فی جَوْفِهِ حتی یَنْضَجَ (1)الحَمَلُ ، کما فی اللِّسَانِ ،و الأَساسِ .

و رَضَفَ بِسَلْحِهِ :رَمَی، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و رَضَفَ الْوِسَادَهَ :ثَنَاهَا، قال ابنُ دُرَیْدٍ:یَمَانِیَّهٌ .

و الْمَرْضُوفَهُ فی قَوْلِ الْکُمَیْتِ بنِ زَیْدِ،أَبی المُسْتَهِلِّ (2):

:القِدْرُ أُنْضِجَتْ بالرَّضْفِ ،و لم تُؤْنِ :أی لم تَحْبِسْ ، وَ لم تُبْطِیءْ،هکذا فَسَّرَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبو عُبَیْدَهَ :

المَرْضُوفَهُ فی البیت: الکَرِشُ یُغْسَلُ ،و یُنَظَّفُ ،و یُحْمَلُ فی السَّفَرِ،فإِذا أَرادُوا أَنْ یَطْبُخُوا،و لَیْسَتْ معهم قِدْرٌ قَطَّعُوا اللَّحْمَ ،و أَلْقُوهُ فی الْکَرِشِ ،ثُمَّ عَمَدُوا إلی حِجَارَهٍ ، فَأَوْقَدُوا عَلَیْهَا حتی تَحْمَی،ثُم یُلْقُونَهَا فی الْکَرِشِ ، وَ هکذا فَسَّره شَمِرٌ أَیضاً.

و قال اللَّیْثُ : الرَّضَفَهُ ،مُحَرَّکَهً :سِمَهٌ تُکْوَی بِحِجَارَهٍ حیثُما کانتْ ،و قد رَضَفَهُ ، یَرْضِفُه ، رَضْفاً .

و رَضَفَاتُ الْعَرَبِ أَرْبَعَهٌ ، وَ هی قبائلُ : شِیْبَانُ ،و تَغْلِبُ ، و بَهْرَاءُ،و إِیَادُ، نَقَلَهُ اللَّیْثُ ،قِیل لَهُم رَضَفَاتٌ ،لشِدَّتِهم، کما قِیل لغَیْرِهم:جَمَرَاتٌ ؛لاجْتِماعِهِم،و قد تقدَّم.

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیه:

رَضَفَ اللَّبَنَ ، یَرْضِفُهُ ، رَضْفاً :إذا غَلاهُ بالرِّضافِ ،و کذا المَاءَ.

وَ الرَّضِیفُ :ما یُشْوَی مِن اللَّحْمِ علَی الرَّضْفِ ،و منه

17- حدیثُ أَبی بکرِ رضی الله عنه: «و إذا قُرَیْصٌ مِنْ مَلَّهِ فیه أَثَرُ الرَّضِیفِ (3)». یُرِیدُ:أَثَرَ ما عَلِقَ علَی القُرْصِ مِن دَسَمِ اللَّحْمِ المَرْضُوفِ ،و الرَّضِیفَهُ :هی الکَرِشُ التی مَرَّ تَفْسِیرُها،قال شَمِرٌ:سمعتُ أَعْرَابِیّاً یَصِفُ الرَّضائِفَ ، وَ قال:یُعْمَدُ إِلَی الجَدْیِ فیُلْبَأُ مِن لَبَنِ أُمِّهِ حتی یَمْتَلِیءَ،ثم یُذْبَحُ فیزَقَّقُ مِن قِبَلِ قَفاه،ثم یُعْمَدُ إِلَی حِجَارَهٍ فتُحْرَقُ بالنَّارِ،ثم تُوضَعُ فی بَطْنِه حتی یَنْشوِیَ .و المَرْضُوفَهُ :القِدْرُ أُنْضِجَتْ بالرَّضْفِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ فی شَرْحِ قَوْلِ الکُمَیْتِ السَّابِقِ ،و تَرَکَه المُصَنِّفُ ،و هو غَرِیبٌ ،فإِنّه معنًی فی حَدِّ ذَاتِه صَحیحٌ ،و لو لم یُفَسَّرْ به قَولُ الکُمَیْتِ ،فتَأَمَّلْ .

وَ رُضَافُ الرُّکْبَهِ ،کغُرَابٍ :مَا کانَ تَحْتَ الدَّاغِصَهِ ،و فی المَثَلِ ، «خُذْ مِنَ الرَّضْفَهِ مَا عَلَیْهَا» ،و هی إذا أُلْقِیَتْ فی اللَّبَنِ لَزِقَ بها منه شَیْ ءُ،فیُقَال:خُذْ ما علیها فإِنَّ تَرْکَکَ إِیَّاه لا یَنْفَعُ ،و یُضْرَبُ فی اغْتنَامِ الشَّیْ ءِ یُؤْخَذُ مِن البَخِیلِ و إِنْ کان نَزْرًا،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ ،و الزَّمَخْشَرِیُّ .

وَ یُقَال:فُلانٌ ما یُنَدِّی الرَّضْفَهَ ،أی:بَخِیلٌ ،و هو مَجَازٌ.

«و شَاهٌ مُطْفِئَهُ الرَّضْفِ »أی:سَمِینَهٌ .

وَ یقال:هو علَی الرَّضْفِ :إذا کان قَلِقًا مَشْخُوصاً به،أَو مُغْتَاظاً.

وَ رَضَّفْتُه تَرْضِیفاً :أَغْضَبْتُه حتی حَمِیَ ،کأَنَّهُ جَعَلَه علَی الرَّضْفِ ،و کلُّ ذلک مَجَازٌ،کما فی الأَساسِ .

رعف

رَعَفَ الرجلُ کَنَصَرَ،و مَنَعَ ، کما فی الصِّحاحِ ،و الجَمْهَرَهِ ، و رَعُفَ ،مِثْلُ کَرُمَ ، لُغَهٌ فیه ضَعیفَهٌ ،کما فی الصِّحاحِ ،قال الصَّاغَانِیُّ :و لم یَعْرِفْهُ الأَصْمَعِیُّ ،کما لم یَعْرِفْ رُعِفَ ،مِثْلُ عُنِیَ و نَصُّ الأَزْهَرِیِّ :و لم یُعْرَفْ رَعُفَ ،و لا رُعِفَ ،فی فِعْلِ الرُّعافِ ، و کذلِکَ رَعِفَ مثلُ سَمِعَ و مِنْهُم مَنْ قالَ : رَعِفَ ، کسَمِعَ ،فی التَّقَدُّمِ ،و کَنَصَرَ،فی الرُّعَافِ :أی خَرَجَ مِن أَنْفِهِ الدَّمُ ، رَعْفاً ، بالفَتْحِ ،و عَلَیهِ اقْتَصَر ابنُ دُرَیْدٍ، و رُعَافاً ، کَغُرَابٍ .

و الرُّعَافُ أَیْضاً:الدَّمُ الخارِج مِن الأَنْفِ بِعَیْنِهِ ، فهو حِینَئذٍ اسْمٌ ،کما ذَهَبَ إِلیه ابنُ دُرَیْدٍ،قال الأَزْهَرِیُّ :سُمِّیَ به لسَبْقِهِ عِلْمَ الرَّاعِفِ ،قلتُ :فهو إذاً مَجَازٌ،و فَرَّقَ الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَساسِ ،فقَالَ : الرُّعَافُ :الدَّمُ الخَارِجُ مِن الأَنْفِ (4)،ثم ذکَر فیما بَعْدُ،و من المَجَازِ: رَعَفَ أَنْفُهُ :سَبَقَ دَمُهُ ،و الرُّعافُ :الدَّمُ السّابِقُ ،لأَنَّ الأَصْلَ فی رَعَفَ السَّبْقُ و المُبَادَرَهُ ،و منه أُخِذَ الرُّعَافُ .

قال شیخُنَا:فإِن قِیل:المُتَبَادَرُ فی الرُّعافِ أَنَّهُ رُعافُ

ص:233


1- (1) اللسان و الأساس:ینشوی.
2- (2) عن معجم المرزبانی ص 348 و بالأصل«بن المستهل».
3- (3) الملّه:الرماد الحار،النهایه.
4- (4) لم ترد هذه العباره فی الأساس.

الأَنْفِ ،و التَّبَادُرُ عَلامه الحَقِیقَهِ ،فالجَوَابُ :أَنَّه فی أَصْلِ اللُّغَهِ السَّبْقُ ،ثم صار حَقِیقَهً عُرْفِیَّهً فی رُعَافِ الأَنْفِ ،فلا إِشْکالَ .

و رَعَفَ الْفَرَسُ الخَیْلَ ، کَمَنَعَ ،و نَصَرَ:سَبَق، وَ تَقَدَّم علیهم،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لعبِیدٍ:

یَرْعُفُ الأَلْفَ بالمُزَجَّجِ ذِی القَوَ

نَسِ حتَّی یَعُودَ کَالتِّمْثَالِ (1)

وَ أَنْشَدَ الصاغَانِیُّ للأَعْشَی:

به یَرْعُفُ الأَلْفَ إِذْ أُرْسِلَتْ

غَدَاهَ الصَّبَاحِ إذا النَّقْعُ ثَارَا

وَ یقال: رَعَفَ به صَاحِبُه،أی قَدَّمَهُ ،و من سَجَعَاتِ الأَسَاسِ :«مَن عَرَفَ القُرْآنَ ، رَعَفَ الأَقْرَانَ »یُقَال: رَعَفَ فُلانٌ القَوْمَ ،و کذا بَیْنَ یَدَی القَوْمِ :إذا تَقَدَّم، کَاسْتَرْعَفَ ، أَنْشَدَ أَبو عَمرٍو لأَبی نُخَیْلَهَ السَّعْدِیِّ :

و هُنَّ بَعْدَ الْقَرَبِ الْقَسِیِّ

مُسْتَرْعِفَاتٌ بِشَمَرْذَلِیِّ

القَسِیُّ :الشَّدِیدُ،و الشَّمَرْذَلِیُّ :الخَادِی.

و ارْتَعَفَ ، وَ منه

16- حدیثُ جابِرٍ رَضِیَ اللّه عَنْه: «یَأْکُلُونَ مِن تِلْکَ الدَّابَّهِ مَا شَاءُوا،حتی ارْتَعَفُوا ». أی سَبَقُوا،و تَقَدَّمُوا، یقول:قَوِیَتْ أَقْدَامُهم،فرَکِبُوها.

و قال أَبو عُبَیْدَهَ :بَیْنَا نَذکُر فُلانًا رَعَفَ به الْبَابُ : أی دَخَلَ علینا مِن البابِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و هو مَجَازٌ.

و رَعِفَ الدَّمُ ،کسَمِعَ :سَالَ فسَبَقَ ،و هو مَجَازٌ.

و مِنَ المَجازِ: المَراعِفُ :الأَنْفُ و حَوالَیْهِ ، یُقالُ :لاثُوا علَی مَراعِفِهم .

وَ یُقَال للمَرْأَهِ :لُوثِی علَی مَرَاعِفِکِ ،أی:تَلَثَّمِی.

وَ فی الصِّحاحِ :یُقَال:فَعَلْتُ ذاک علَی الرَّغْمِ مِن مَرَاعِفِهِ ،مِثْلُ مَرَاغِمِهِ .

و الرَّاعِفُ :طَرَفُ الأَرْنَبَهِ ، کما فی الصِّحاحِ ،لِتَقَدُّمِه، صِفَهٌ غَالِبَهٌ ،و قیل:هو عَامَّهُ الأَنْفِ ،و الجَمْعُ : رَواعِفُ ، یُقَال:ما أَمْلَحَ رَاعِفَ أَنْفِهَا،و هو مَجَازٌ.و مِن المَجَازِ:ظَهَرَ الرَّاعِفُ ، و هو: أَنْفُ الْجَبَلِ ، علی التَّشْبِیه،و هو من ذلک،لأَنَّهُ یَسْبِقُ ،أی یتَقَدَّم،و جَمْعُهُ :

الرَّوَاعِفُ .

و الرَّاعِفُ : الفَرَسُ یَتَقَدَّمُ الخَیْلَ ، کَالْمُسْتَرْعِفِ ، و قد تقدَّم شاهِدُه قریباً.

و الرَّعِیفُ ، کَأَمِیرٍ:السَّحَابُ یَکُونُ فی مُقَدَّمِ السَّحَابَهِ ، قَالَهُ أَبو عَمرٍو.

و الرُّعَافیُّ ،کَغُرَابِیٍّ :الْمِعْطَاءُ، أی:الرَّجُلُ الکَثِیرُ العَطَاءِ،مَأْخُوذٌ مِن الرُّعافِ ،و هو المَطَرُ الکثیرُ.

و الرُّعُوفُ ، بالضَّمِّ : الأَمْطَارُ الخِفَافُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ راعُوفَهُ الْبِئْرِ،و أُرْعُوفَتُهَا ، اللُّغَتَانِ حَکاهُمَا الجَوْهَرِیُّ ، عن أَبی عُبَیْدٍ: صَخْرَهٌ تُتْرَکُ فی أَسْفَلِ الْبِئرِ إذا احْتُفِرَتْ ، تَکُونُ هُناکَ لیَجْلِسَ الْمُسْتَقِی (2)عَلَیْهَا حِینَ التَّنْقِیَهِ ،أَو صَخْرَهٌ : تَکُونُ عَلَی رَأْسِ الْبِئْرِ،یَقُومُ علَیْهَا المُسْتَقِی، وَ الوَجْهَانِ ذکَرهما الجَوْهَرِیُّ ،و قیل:هو حَجَرٌ نَاتِیءٌ فی بَعْضِ البِئْرِ،یکونُ صُلْباً،لا یُمْکِنُهُم حَفْرُه،فیُتْرَکُ عَلَی حَالِهِ ،و قال خالدُ بنُ جَنْبَهَ : رَاعُوفَهُ البِئْرِ:النَّطَّافَهُ ،قال:

وَ هی مِثْلُ عَیْنٍ علَی قَدْرِ جُحْرِ العَقْرَبِ ،نِیطَ (3)فی أَعْلَی الرَّکِیَّهِ ،فیُجَاوِزُونَهَا فی الحَفْرِ خَمْسَ قِیَمٍ و أَکْثَرَ،و رُبَّمَا وَجَدُوا ماءً کثیرًا تَبَجُّسُهُ ،و قال شَمِرٌ:مَن ذَهَبَ بالرَّاعُوفَهِ إِلَی النَّطّافَهِ فکأَنَّه أَخَذَهُ مِن رُعَافِ الأَنْفِ ،و هو سَیَلانُ دَمِهِ وَ قَطَرَانُهُ ،و مَن ذَهَبَ بها إلی الحَجَرِ الذی یتقدَّمُ طَیَّ البِئْرِ -علَی ما ذُکِرَ-فهو مِن رَعَفَ الرَّجُلُ ،أو الفَرَسُ :إذا تقدَّمِ ،و سَبَقَ ،و

14- نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ الحَدِیثَ : «أَنَّهُ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم سُحِرَ وَ جُعِلَ سِحْرُهُ فی جُفِّ طَلْعَهٍ ،و دُفِنَ تَحْتَ رَاعُوفَهِ البِئْرِ».

قلتُ :و یُرْوَی«رَاعُوثَهِ »،بالثَّاءِ المُثَلَّثَهِ ،و قد ذُکِرَ فی مَحَلَّهِ .

و أَرْعَفَهُ :أَعْجَلَهُ ، کما فی الصِّحّاحِ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:

زَعَمُوا و لیس بثَبْتٍ .

و أَرْعَفَ الْقِرْبَهَ :مَلأَهَا حتی تَرْعُفَ ،کما فی الصِّحاحِ ،

ص:234


1- (1) اللسان بروایه بالمدجج.
2- (2) الصحاح و [1]اللسان: [2]المنقّی.
3- (3) کذا بالأصل و اللسان،و [3]لعلها نبط بالباء الموحده،أی ماء العین و نبع.

و فی الأَسَاسِ :حتی رَعَفَتْ ،و هو مَجَازٌ،قال عُمَرُ (1)بنُ لَجَأَ:

حَتَّی تَرَی الْعُلْبَهَ من أَزرائها (2)

یَرْعُفُ أَعْلاَهَا مِنَ امْتِلاَئِهَا

إِذَا طَوَی الْکَفَّ علَی رِشَائِهَا

و قال ثَعْلَبٌ : اسْتَرْعَفَ : إذا اسْتَقْطَرَ (3)الشَّحْمَهَ ،و أَخَذَ صُهَارَتَهَا زَادَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :و کذلک أَوْدَفَ ،و اسْتَوْدَفَ ، وَ اسْتَوْکَفَ ،و اسْتَدَامَ ،و اسْتَدْمَی،و هو مَجَازٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

المُنْعَلاَتُ الرَّوَاعِفُ -فی قَوْل الشاعِر-:الخَیْلُ السَّوَابِقُ ،و رَعَفَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ :سَبَقَهُ و تَقَدَّمَه.

وَ الرَّوَاعِفُ :الرِّمَاحُ ،صِفَهٌ غَالِبَهٌ ،إِمَّا لِتَقَدُّمِهَا للطَّعْنِ ، وَ إِمَّا لِسَیَلانِ الدَّمِ منها،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو قَوْلُ ابنِ دُرَیْدٍ،و هو علَی المَعْنَی الأَخِیرِ مَجَازٌ.

وَ الرَّعْفُ :سُرْعَهُ الطَّعْنِ ،عن کُرَاعٍ .

وَ رَاعُوفُ (4)البِئْرِ: الرَّاعُوفَهُ .

وَ اسْتَرْعَفَ الحَصَی مَنْسِمَ البَعِیرِ:أَدْمَاهُ ،و هو مَجَازٌ.

وَ الرُّعَافُ ،کغُرَابٍ :المَطَرُ الکَثِیرُ.

وَ رَعْفَانُ الوَالِی:ما یُسْتَعْدَی به.

وَ اسْتَرْعَفَ فُلانٌ ،کاسْتَقَی.

وَ فَتًی رُعَافٌ :سَبَّاقٌ .

وَ تقول:ما فیهم عَیْبٌ یُعْرَفُ ،إِلاّ أنَّ جِفَانَهم تَقِیءُ، وَ کُؤُوسَهم تَرْعُفُ .

وَ یُقَال:فُلانٌ یَرْعُفُ أَنْفُه غَضَباً:إذا اشْتَدَّ غَضَبُه.

وَ ما أَحْسَنَ مَرَاعِفَ أَقْلامِهِ ،و مَقَاطِرَهَا،و کُلُّ ذلک مَجَازٌ.

وَ المُرْعِفُ ،کمُحْسِنٍ :سَیْفُ عبدِ اللّه بن سَبْرَهَ ،و أَوْرَدَهالمُصَنِّفُ فی«ز ع ف»و سیأْتِی.

رغف

الرَّغْفُ ،کَالْمَنْعِ :جَمْعُکَ العَجِینَ ،أَو الطِّینَ ،تُکَتِّلُهُ بِیَدِکَ ، وَ قد رَغَفَهُ ، رَغْفَاً ،نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، و قال: منه اشْتِقاقُ الرَّغِیف من الخُبْزِ و قد یُکْسَرُ،و هی لُغَهُ العامَّهِ ،و لذلک یُقَال: الرَّغِیفُ لا یُکْسَرُ،و من سَجَعَاتِ الأَسَاسِ :فُلانٌ هَمُّه (5)فی رَغِیفٍ ،و غَرِیفٍ ،و هو ما یُغْرَفُ مِن البُرْمَهِ ، ج: أَرْغِفَهٌ ،و رُغُفٌ ، بضَمَّتَیْنِ ،و قد سَقَطَ مِن بَعْضِ النُّسَخِ ،و أَوْرَدَ الجَوْهَرِیُّ له شاهِداً مِن قَوْلِ الرَّاجِزِ، وَ هو لَقِیطُ بنُ زُرَارَهَ :

إنَّ الشِّوَاءَ و النَّشِیلَ و الرُّغُفْ

و الْفَیْنَهَ الْحَسْنَاءَ و الرَّوْضَ الأُنُفْ (6)

وَ قد ذُکِر فی«ا ن ف» و رُغْفٌ ،و رُغْفَانٌ ،بِضَمِّهَا (7)، الأَخِیرُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و تَرَاغِیفُ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، وَ الزَّمَخْشَرِیُّ ،و وَقَعَ فی التَّکْمِلَهِ : مَراغِیفُ ،بالمِیمِ ،و هو غَلَطٌ .

و رَغَفَ الْبَعِیرَ، یَرْغَفُهُ ، رَغْفاً کَمَنَعَ :لَقَّمَهُ الْبِزْرَ، وَ الدَّقِیقَ ،و نَحْوَهُ ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

قال: و أَرْغَفَ فُلانٌ :إذا حَدَّدَ النَّظَرَ، کأَلْغَفَ ،و کذلک الأَسَدُ إذا نَظَرَ نَظَرا شَدِیداً قیل: أَرْغَفَ ،و أَلْغَفَ .

و فی النَّوَادِرِ: أَرْغَفَ الرَّجُلُ : أَسْرَعَ فی السَّیْرِ، وَ کذلک أَلْغَفَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

وجْهٌ مُرَغَّفٌ ،کمُعَظَّمٍ :أی غَلیظٌ ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ، وَ هو مَجَازٌ.

رفف

رَفَّ ، یَرُفُّ ، بالضَّمِّ ، و یَرِفُّ ، بالکَسْرِ: أَکَلَ کَثِیرًا، وَ منه رِوَایَهُ بعضِهِم فی حَدِیثِ أُمِّ زَرْعٍ :«زَوْجِی إِنْ أَکَلَ رَفَّ »مَکَانَ :«لَفَّ »،قال ابنُ الأَثِیرِ:هو الإِکْثَارُ من الأَکْل.

ص:235


1- (1) عن التهذیب و اللسان [1]ط دار المعارف،و بالأصل«عمرو»خطأ.
2- (2) التهذیب و اللسان [2]بروایه:من إذرائها.
3- (3) عن القاموس و بالأصل«استقتر الشحمه»و المثبت یوافق عباره التهذیب وَ اللسان. [3]
4- (4) بالأصل«و رعوف»و المثبت عن اللسان،و [4]فیه،و قد تقدم:و راعوفه البئر و راعوفها و أرعوفتها.
5- (5) الأساس:همّته.
6- (6) بعده فی الصحاح و [5]اللسان: [6] للطاعنین الخیل و الخیل قطف.
7- (7) علی هامش القاموس عن نسخه أخری«بضمهما».

و رَفَّ الْمَرْأَهَ ، رَفًّا قَبَّلَها بِأَطْرَافِ شَفَتَیْهِ ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، وَ أَنْشَدَ:

و اللّه لَوْ لاَ رَهْبَتِی أَبَاکِ

و هَیْبَتِی مِنْ بَعْدِهِ أَخَاکِ

إِذا لَرَفَّتْ شَفَتَایَ فَاکِ

رَفَّ الْغَزَالِ وَرَقَ الأَرَاکِ

و رَفَّ فُلانًا، یَرُفُّهُ ، رَفّاً : أَحْسَنَ إِلَیْهِ ، و أَسْدَی له یَداً، وَ فی المَثَلِ : «مَنْ حفَّنَا أو رَفَّنَا فَلْیَقْتصِدْ» ،أَرادَ المَدْحَ و الإِطْراءَ،کما فی الصِّحاحِ ،یُقَال:فُلانٌ یَرُفُّنَا :أی یَحُوطُنَا و یَعْطِفُ علینا.

و رَفَّ لَوْنُهُ ، یَرِفُّ بالکَسْرِ، رَفًّا ،و رَفِیفاً : أی بَرَقَ و تَلالأَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِی،و کذلک رَفَّتْ أَسْنَانُه،و منه حدیثُ النَّابِغَهِ [الجَعْدِیّ ] (1)،«فَبقِیَتْ أَسْنَانُهُ تَرِفُّ حَتَّی مَاتَ »و فی النِّهَایَهِ :

«و کَأَنَّ فَاهُ البَرَدُ تَرِفُّ غُرُوبُهُ »هی الأَسْنَانُ ،و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

فی ظِلِّ أَحْوَی الظِّلِّ رَفَّافِ الْوَرَقْ

کَارْتَفَّ ، ارْتِفَافاً ،عن ابنِ عَبَّادٍ،یُقَال:الأُقْحَوَانُ یَرِفُّ رَفِیفاً ،و یَرْتَفُّ ارْتِفَافاً :یهْتَزُّ نَضَارَهً و تَلأْلُؤاً،کما فی الأَسَاسِ .

و رَفَّ لَهُ ، یَرِفُّ ،و یَرُفُّ ، رُفُوفاً ،و رَفِیفاً : سَعَی بِمَا عَزَّ وَ هَانَ مِن خِدْمَهٍ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و رَفَّ الْقَومُ بِه، رُفُوفاً : أَحْدَقُوا به،و أَحاطُوا.

و رَفَّ الْحُوَارُ أُمَّهُ :رَضَعَهَا.

و رَفَّ فُلانٌ بِفُلانٍ :أَکْرَمَه.

و رَفَّ قَلْبُه إلی کَذَا، وَ لِکَذا: ارْتَاحَ .

و رَفَّ الطَّائِرُ، یَرِفُّ ، رَفًّا : بَسَطَ جَنَاحَیْهِ و هو فی الهواءِ، فلا یَبْرَحُ مَکَانَهُ ،کذا فی المُحْکَمِ کَرَفْرَفَ رَفْرَفَهً ،کما فیالصِّحاحِ و قیل: رَفْرَفَ الطَّائِرُ:إذا حَرَّکَ جَناحَیْهِ حَوْلَ الشَّیْ ءِ،یُرِیدُ أَن یَقَعَ عَلَیه، و الثُّلاثِیُّ غیرُ مُسْتَعْمَلٍ ، مَأْخُوذٌ مِن قَوْلِ ابنِ دُرَیْدٍ کما سَنُبَیِّنُه.

و الرَّفُّ :شِبْهُ الطَّاقِ ،یُجْعَلُ (2)عَلَیْهِ طَرَائِفُ الْبَیْتِ ، قال ابنُ دُرَیْدٍ: الرَّفُّ المُسْتَعْمَلُ فی البُیُوتِ عرَبِیٌّ مَعْرُوفٌ ، وَ هو مَأْخُوذٌ مِن رَفَّ الطائرُ،فِعْلٌ مُمَاتٌ ،أُلْحِقَ بالرُّباعِیِّ ، فقیل: رَفْرَفَ ،إذا بَسَطَ جَنَاحَیْهِ .انتهی،و

14- فی الحدیثِ ، عن عائِشَهَ رَضِیَ اللّه عنْهَا: «لقدْ مَاتَ رَسُولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم و ما فی رَفِّی إِلاَّ شَطْرُ شَعِیرٍ». کَالرَّفْرَفِ ، کما فی اللِّسَانِ .

هذا هو الأَصْلُ فی اللُّغَهِ ،و أَمَّا الآنَ فإِنَّ الرَّفَّ فی عُرْفِهم:مَا جُعِلَ فی أَطْرَافِ البَیْتِ مِن دَاخِلٍ زِیَادَهً مِن أَلْواحِ الخَشَبِ تُسَمَّرُ بمَسَامِیرَ مِن الحَدیدِ،یُوضَعُ عَلَیه الطَّرَائِفُ ،و أَما الرَّفْرَفُ فهو ما یُجْعَلُ فی أَطْرَافِ البیتِ من خارجٍ ،لِیُوَقَّی به مِن حَرِّ الشمس (3).

ج: رُفُوفٌ ، عن ابن دُرَیْدٍ.

و الرَّفُّ : الإِبِلُ الْعَظِیمَهُ کما فی العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ :

الرَّفُّ :القِطْعَهُ العظیمهُ من الإِبِلِ ، و یُکْسَرُ، و منه

16- الحدیثُ : «بَعْدَ الرَّفِّ و الوَقِیرِ». أی بَعْدَ الغِنَی و الیَسَارِ، وَ الوَقِیرُ:الغَنَمُ الکثیرُ.

و الرَّفُّ : الْقَطِیعَهُ مِن الْبَقَرِ، عن اللِّحْیَانِیِّ ،و نَصُّهُ :

القَطِیعُ من البَقَرِ.

و الرَّفُّ : الْجَمَاعَهُ مِن الضَّأْنِ یُقَال:هذا رَفٌّ مِن الضَّأْنِ ،أی:جَمَاعَهٌ منه، أَو مِنَ مُطْلَقِ الْغَنَمِ ، هکذا عَمَّ به اللِّحْیَانِیُّ ،فلم یَخُصَّ مَعَزاً مِن ضَأْنٍ و لا ضَأْنًا مِن مَعَز.

و کُلُّ مُشْرِفٍ من الرَّمْلِ : رَفٌّ نَقَلَهُ الصَّاغَانِی و لم یَخُصَّ رَمْلاً،و الصَّوابُ :کُلُّ مُسْتَرَقٍّ ،کما فی اللِّسَانِ .

و الرَّفُّ : حَظِیرَهُ الشَّاءِ،و الرَّفُّ : ضَرْبٌ مِن أَکْلِ الإِبِلِ وَ الْغَنَمِ ، یُقَال: رَفَّتِ البَقْلَ ، تَرُفُّ ، بالضَّمِّ ، و تَرِفُّ ، بالکَسْرِ:إذا أَکَلَتْهُ و لَم تَمْلأْ بِهِ فاها، و من المَجاز: الرَّفُّ :

اخْتلاجُ العَیْنِ و غَیرِها کالحاجِبِ و نحْوِه.

ص:236


1- (1) زیاده عن اللسان و [1]النهایه،و تمام الحدیث فی اللسان: [2]أن النابغه الجعدی لما أنشد سیدنا رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: وَ لا خیر فی حلم إذا لم تکن له بوادر تحمی صفوه [3]أن یکدرا وَ لا خیر فی جهل إذا لم یکن له حلیم إذا ما أورد الأمر أصدرا فقَالَ له رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله لا یفضض اللّه فاک،قال:«فبقیت..».
2- (2) لفظه«یجعل»مضروب علیها بنسخه المؤلف،عن نسخه أخری علی هامش القاموس المطبوع.
3- (3) فی اللسان: [4]الرَّفُّ بالفتح،خشب یرفع عن الأرض إلی جنب الجدار یوقی به ما یوضع عَلَیه.

و قال ابنُ الأعْرَابِیِّ : الرَّفَّهُ :الاخْتِلاجَهُ ،و أَنشد[أَبو العَلاءِ] (1):

لَم أَدْرِ إِلاَّ الظَّنَّ ظَنَّ الْغَائِبِ

أَبِکِ أَمْ بِالْغَیْثِ (2). رَفَّ حَاجِبِی

وَ یُقَال:ما زَالَت عَیْنِی تَرُفُّ حتی أَبْصَرَتْکَ ، تَرُفُّ ، وَ تَرِفُّ ، بالضَّمِّ و بالکَسْرِ.

و الرَّفُّ : ومِیضُ الْبَرْقِ و لَمَعَانُهُ .

و الرَّفُّ : الرِّیقُ الذی یُرْتَشَفُ .

و الرَّفُّ : الْمَصُّ و التَّرَشُّفُ ،و قد رَفَّ ، یَرُفُّ ،بالضَّمِّ ، وَ منه

17- حدیثُ أَبی هُرَیْرَهَ رَضِیَ اللّه عنه: و قد سُئلَ عن القُبْلَهِ للصَّائمِ فقَالَ :«إِنِّی لأَرُفُّ شَفَتَیْهَا و أَنَا صَائمٌ ». قال أَبو عُبَیْد:أی أَمُصُّ و أَرْتَشِفُ .

قلتُ :و هذا خِلافُ مَا مَرِّ،

1- عن علیٍّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ :

«لمَّا سُئل عن القُبْلَهِ للصَّائمِ ،فقَالَ :و ما أَرَبُکَ إلَی خُلُوفِ فِیها (3). و

17- فی حدیث عُبَیْدَهَ السَّلْمَانِیِّ : قال له ابنُ سِیرِینَ :

ما یُوجِبُ الجَنَابَهَ ؟،قال: الرَّفُّ ،و الاسْتِمْلاَقُ . یعنی:

المَصَّ (4)،و الجِمَاع،لأَنَّه مِن مُقَدِّمَاتِهِ .

و الرَّفُّ : الْإِحْسَانُ ، یُقَال:هو یَرُفُّنَا ،أی:یُحْسِنُ إِلیْنَا.

و الرَّفُّ : الْمِیرَهُ ، وَ منه قَوْلُهُم:هو یَحُفُّنَا و یَرُّفُّنا ،أی:

یُعْطِینَا و یَمِیرُنَا،و فی التهذیبِ :أی یُؤْوِینَا و یُطْعِمُنَا.

و الرَّفُّ : الثَّوْبُ النَّاعِمُ .

و الرَّفُّ : شُرْبُ اللَّبَنِ کُلَّ یَوْمٍ .

و الرَّفُّ : أَنْ تَرُفَّ ثَوْبَکَ بِآخَرَ لِتُوَسِّعَهُ مِن أَسْفَلِهِ ، وَ قال ابن عَبَّادٍ:هو أَن تَأْتِیَ المَرْأَهُ بَیْتَهَا إذا کان مُشَمَّرًا،فَتَزِیدَ فی أَسْفَلِهِ خِرْقَهً (5)مِن بُیُوتِ الشَّعَرِ وَالْوَبَرِ،و جَمْعُهُ : رُفُوفٌ .

و الرِّفُّ ، بِالْکَسْرِ:شُرْبُ کُلِّ یَوْمٍ . و حُکِیَ عن الکِسَائِیِّ ،یقال: أَخَذَتْهُ الْحُمَّی رَفًّا ، أی:

کُلَّ یَوْمٍ ، کما فی العُبَابِ ،و فی التَّکْمِلَه:حُکِیَ عن الشَّیْبَانِیِّ ،بَدَلَ الکِسَائِیِّ .

و قال غیرُه: الرُّفُّ ، بِالضَّمِّ :التَّبْنُ و حُطَامُهُ ، کَالرُّفَّهِ بِزیادهِ الهاءِ،قال ابنُ دُرَیْدٍ: الرُّفَّهُ :حُطَامُ التِّبْنِ بعَیْنِهِ ،قال:

وَ مِن أَمْثَالِهِم:«اسْتَغْنَتِ التُّفَّهُ عن الرُّفَّهِ »،و قالوا:«أَتْفَهُ مِن الرُّفَّهِ »،و قد تقَدَّم فی«ت ف ف».

و الرَّفْرَفُ :ثِیَابٌ خُضْرٌ تُتَّخَذُ مِنْهَا الْمَحَابِسُ ، هکذا هو فی النُّسَخِ :المَحَابِسُ ،کأَنَّهُ جَمْعُ مَحْبَسٍ و فی بعضِ الأصُولِ :المَجَالِسُ (6).

و فی المُحْکَمِ :ثِیَابٌ خُضْرٌ تُبْسَطُ ، الواحدهُ رَفْرَفَهٌ ،و به فُسِّرَ قَوْلُه تعالَی: مُتَّکِئِینَ عَلی رَفْرَفٍ خُضْرٍ (7)،أی فُرُشٍ و بُسُطٍ ،و یُجْمَعُ علَی: رَفَارِفَ ،و قد قُرِیءَ بها:

عَلَی رَفارِفَ خُضْرٍ و منهم مَن جَعَلَ الرَّفْرَفَ مُفْرَداً،قال ابنُ الأَثِیرِ: الرَّفْرَفُ فی حدیثِ المِعْرَاجِ :البِسَاط ،و

17- رُوِیَ عن ابنِ مَسْعُودٍ رَضِیَ اللّه عنه: فی تَفْسِیرِ قَوْلِه تعالَی:

لَقَدْ رَأی مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْکُبْری (8)،قال:رأَی بِسَاطاً أَخْضَرَ سَدَّ الْأُفُقَ .

و الرَّفْرَفُ : کِسْرُ الْخِبَاءِ.

و الرَّفْرَفُ : جَوَانِبُ الدِّرْعِ ،و ما تَدَلَّی مِنْها مِن فُضُولِ ذَیْلِهَا،قال العَجَّاجُ :

و اقنأت بَیْضاً دِلاَصاً زُخَّفَا

وبِیْضَهً مَسْرُودهً و رَفْرَفَا

وَ قَرأْتُ فی کتاب الدِّرْع لأَبی عُبَیْدَهَ ما نَصُّه:و لِلدِّرْعِ ذَیْلٌ کذَیْلِ المَرْأَهِ ،یُقَال له:الکُفَّهُ ،و التَّکْفَافَهُ ،و رَفْرَفُ الدِّرْعِ ،و أَنْشَدَ:

وَ إِنَّا لَنَزَّالُونَ تَغْشَی نِعَالُنَا

سَواقِطَ مِن أَکْنَافِ ریقٍ و رَفْرَفِ

و من المَجَازِ: الرَفْرُفُ : مَا تَهَدَّلَ مِن أَغْصَانِ الْأَیْکَهِ ، وَ انْعَطَفَ مِن النَّبَاتِ ، و الرَّفْرَفُ : فُضُولُ الْمَحَابِسِ ، وَ قال

ص:237


1- (1) زیاده عن اللسان. [1]
2- (2) التهذیب و اللسان«بالغیب»و الأصل کالأساس.
3- (3) تقدم فی ماده خلف،و انظر فیها اللسان و النهایه.
4- (4) قال السیوطی فی الدر النثیر نقلاً عن الفارسی قال:أراد امتصاص فرج المرأه ذکر الرجل و قبولها ماءه،علی مذهب من قال الماء من الماء.
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«فرقه».
6- (6) کالتهذیب مثلاً.
7- (7) سوره الرحمن الآیه 76. [2]
8- (8) سوره النجم الآیه 18. [3]

أبو عُبَیْدَهَ : الرَّفْرَفُ : الْفُرُشُ ، بضَمَّتَیْنِ ،جَمْعُ فِرَاشٍ ،و هذا علَی رَأْیِ مَن جَعَلَ الرَّفْرَفَ جَمْعاً، و کُّلُ مَا فَضُلَ مِن شَیْ ءٍ فَثُنِیَ ، أی:عُطِفَ ،فهو رَفْرَفٌ ،قَالَهُ ابنُ الأَثِیرِ. و الرَّفْرَفُ :

الْفِرَاشُ ، وَ به فَسَّرَ بَعْضٌ قَوْلَه تعالی: لَقَدْ رَأی مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْکُبْری ،علَی رَأْی مَن جَعَلَهُ مُفْردَاً، و الرفْرَفُ :

سَمَکٌ بَحْرِیٌّ ، قال اللَّیْثُ :ضَرْبٌ مِن سَمَکِ البَحْرِ، و قال الأَصْمَعِیُّ ،فی قَوْلِ مَعْقِلٍ الهُذَلِیِّ ،یصفُ أَسَداً،و یَرْثِی أَخَاه عَمْرًا،و تُرْوَی القِطْعَهُ للْمُعَطَّلِ الهُذَلِیِّ أَیضاً:

لَهُ أَیْکَهٌ لاَ یَأْمَنُ النَّاسُ غَیْبَهَا

حَمَی رَفْرَفا مِنْهَا سِبَاطاً و خِرْوَعَا (1)

قال:هو شَجَرٌ مُسْتَرْسِلٌ نَاعِمٌ ، یَنْبُتُ بِالْیَمَنِ .

و الرَّفْرَفُ : الرَّوْشَنُ ، وَ هو شِبْهُ الْکُوَّهِ یُجْعَلُ فی البَیْتِ ، یَدْخُل منه الضَّوْءُ،و هی فَارِسیَّهٌ .

و الرَّفْرَفُ : الْوِسَادَهُ یُتَّکَأُ علیها،و بها فُسِّرَتِ الآیَهُ أَیضا (2)،قال الرَّاغِبُ :و ذُکِر عن الحَسنِ أَنَّهَا المَخَادُّ.

و الرَّفْرَفُ : البَظْرُ، عن اللِّحْیَانِیِّ ،و هو علَی التشْبِیهِ .

و الرَّفْرَفُ : الشَّجَرُ النَّاعِمُ الْمُسْتَرْسِلُ ، و هو الذی ینْبُتُ بالیَمَنِ ،و به فَسَّرَ الأَصْمَعِیُّ قَوْلَ المُعَطَّل الهُذَلِیِّ ،فهو تَکْرَارٌ.

و قال الفَرَّاءُ،فی قَوْلِهِ تَعَالَی: مُتَّکِئِینَ عَلی رَفْرَفٍ خُضْرٍ (3).ذَکَرُوا أَنها الرِّیَاضُ فی الجَنَّهِ ، و قال بعضُهم:

هی الْبُسْطُ تُفْرَشُ و تُبْسَطُ ،و القَولانِ علی رأْیِ مَن جَعَلَهُ جَمْعاً.

و الرَّفْرَفُ : خِرْقَهٌ تُخَاطُ فی أَسْفَلِ السُّرَادِقِ و الْفُسْطَاطِ ، قال ابنُ عَبّادٍ،و هو زِیادَهُ خِرْقَهٍ من بُیوتِ الشَّعَرِ و الوَبَرِ.

و الرَّفْرَفُ : الرَّقِیقُ ، الحَسَنُ الصَّنْعَهِ مِن ثِیَابِ الدِّیبَاجِ ، قیل:هذا هو الأَصْلُ ،ثم اتَّسَعَ به غیرُه.

و الرَّفْرَفُ : من الدِّرْع:زَرَدٌ یُشَدُّ بِالْبَیْضَهِ ،یَطْرَحُهُ الرَّجُلُ علَی ظَهْرِهِ ، وَ قد تقدَّم له أَیضاً قریباً ذِکْرُ رَفْرَفِ الدِّرْعِ ،فلوجُمِعَا فی مَوْضِعٍ کان أَلْیَقَ ،و یُنَاسِبُه هنا قَوْلُ العَجَّاجِ الذی تقدَّم إِنْشَادُه،مع أَنَّه فَاتَهُ ذِکْرُ رَفْرَفِ البَیْضَهِ ،قال أَبو عُبَیْدَهَ ، فی کتاب الدِّرْعِ و البَیْضَهِ :و منها ما لَها،أی للْبَیْضَهِ ، رَفْرَفُ حَلَقٍ قد أَحَاطَ بأَسْفَلِهَا،حتی یُطِیفَ بالْقَفَا و العُنُقِ وَ الخدَّیْنِ ،حتی یَنْتَهِیَ إلی مَحْجِرَیِ العَیْنَیْنِ ،فذلک رَفْرَفُ البَیْضَهِ .

و الرَّفَّهُ :الْأَکْلَهُ الْمُحْکَمَهُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و الرَّفَفُ ،مُحَرَّکَهً :الرِّقَّهُ و قد رَفَّ الثَّوْبُ رَفَفَا ،أی:

رَقَّ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ،قال:و لیس بثَبْتٍ ،و قال ابنُ برِّیّ :

رَفَّ الثَّوبُ ، رَفَفاً ،فهو رَفِیفٌ ،و أَصلُه فَعِلَ .

و الرَّفِیفُ :السَّقْفُ ، وَ به فُسِّرَ

17- حدیثُ عُقْبَهَ بنِ صوکان (4):

«رأَیْتُ عثمانَ رضی الله عنه نَازِلاً بالأَبْطَحِ ،فإذا فُسْطَاطٌ مَضْرُوبٌ ،و سَیْفٌ مُعَلَّقٌ فی (5)رَفِیفِ الفُسْطَاطِ ». قال شَمِرٌ:

أی سَقْفِه،و الفُسْطَاطُ :الخَیْمَهُ .

و الرَّفِیفُ : الْمُتَنَدِّی مِن الشَّجَرِ و غَیْرِهَا، یُقَال:ثَوْبٌ رَفِیفٌ :أی نَدٍ،و شَجَرَهٌ رَفِیفَهٌ :أی مُتَنَدِّیَهٌ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَی:

وَ صَحِبْنَا مِنْ آلِ جَفْنَهَ أَمْلاَ

کاً،کِراماً بِالشَّامِ ذاتِ الرَّفِیفِ

أَرادَ البَسَاتِینَ تَرِفُّ بنُضْرَتِهَا،و اهْتِزَازِهَا،و تَتَلَأْلأُ،یُقَال:

نَبَاتٌ رَفِیفٌ و ذَرِیفٌ :نَعْتَانِ له.

و الرَّفِیفُ : الْخِصْبُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ،و الزَّمَخْشَرِیِّ ،و هو مَجَازٌ.

و الرَّفِیفُ : السَّوْسَنُ ، عن ابنِ عَبّادٍ.

و الرَّفِیفُ : الرَّوْشَنُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : کالرَّفْرفِ .

و الرَّفْرافُ : طائِرٌ،و هو الظَّلِیمُ ،و هو خاطِفُ ظِلِّهِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی سَلَمَهَ ،و سُمِّیَ به لأَنَّه یُرَفْرِفُ بجَنَاحَیْهِ ثم یَعْدُو،کما فی الصِّحاحِ .

و ذَاتُ رَفْرَفٍ ،و یُضَمُّ :وادٍ لِبَنِی سُلَیْمٍ ، وَ اقْتَصَرَ الصَّاغَانِیُّ علَی الفَتْحِ (6).

ص:238


1- (1) دیوان الهذلیین 42/3 فی شعر المعطل الهذلی.
2- (2) یعنی قوله تعالی: مُتَّکِئِینَ عَلی رَفْرَفٍ خُضْرٍ کما یفهم من عباره التهذیب و جاء فیه و قیل:الرفرف:الوسائد،باعتبار الرفرف جمعاً.
3- (3) سوره الرحمن الآیه 76. [1]
4- (4) فی التکمله:«صوحان».
5- (5) الأصل و النهایه و التکمله و التهذیب و فی اللسان:علی رفیف.
6- (6) و نص یاقوت علی فتحه،و اقتصر عَلَیه أیضا.

و دَارَهُ رَفْرَفٍ ،و تُضَمُّ الرَّاءُ، عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،قال ثَعْلَبٌ :و غَیْرُه یقول:کجَعْفَرٍ، لِبَنِی نُمَیْرٍ، قال الرَّاعِی:

رأَی ما أَرَتْهُ یَوْمَ دَارَهِ رَفْرَفٍ

لِتَصْرَعَهُ یَوْماً هُنَیْدَهُ مَصْرَعَا (1)

و ذَاتُ الرَّفِیفِ ،کَأَمِیرٍ:سُفُنٌ کَانَ یُعْبَرُ عَلَیْهَا،و هی، و فی بعضِ الأصُولِ :و هو أَنْ تُنَضَّدَ، أی:تُشَدَّ سَفِینَتَانِ ،أو ثَلاَثٌ لِلْمَلِکِ و به فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَی السَّابِقُ :«بالشَّأْمِ ذاتِ الرَّفِیفِ ».

و أَرَفَّتِ الدَّجَاجَهُ علَی بَیْضِهَا، إرْفَافاً : بَسَطَتِ الْجَنَاحَ علیه.

و الرَّفْرَفَهُ :الصَّوْتُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و الرَّفْرَفَهُ : تَحْرِیکُ الظَّلِیمِ جَنَاحَیهِ حَوْلَ الشَّیْ ءِ،یُرِیدُ أَنْ یَقَعَ عَلَیْهِ ، وَ قد رَفْرَفَ (2)،نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ،و ذلک عندَ السُّقُوطِ علَی شَیْ ءٍ یُحَوِّمُ عَلَیه.

قال الصَّاغَانِیُّ :و الترکیبُ یَدُلُّ علَی المَصِّ و ما أَشْبَهَه، وَ علَی الحَرَکَهِ ،و البَرِیقِ ،و قد شَذَّ عنه الرَّفُّ :لِلْقَطِیعِ مِن الإِبِلِ ،و الشَّاءِ،و الْبَقَرِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الرَّفَّهُ :البَرْقَهُ ،و المَصَّهُ .

وَ رَفَّت عَلَیه النِّعْمَهُ :صَفَتْ .

وَ رَفْرَفَ مِن الحُمَّی:ارْتَعَدَ،و یُرْوَی بالزَّایِ .

وَ جَمْعُ رَفِّ البَیْتِ أَیضاً: رِفَافٌ ،بالکَسْرِ،و منه

17- حدیثُ کَعْبِ بنِ الأَشْرَفِ : «إنَّ رِفَافی تَقَصَّفُ تَمْرًا مِن عَجْوَهٍ یَغِیبُ فِیها الضِّرْسُ ».

و الرَّفْرَفُ :طَرَفُ الفُسْطَاطِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و قیل:

ذَیْلُهُ و أَسْفَلُهُ .

وَ الرَّفْرَفُ :أَیضاً:السِّتْرُ.

وَ رَفْرَفَ علَی القَوْمِ :تَحَدَّبَ ،أی:تَحَنَّی (3)علیهم،کما فی اللِّسَان،و الأَساسِ ،و هو مَجَازٌ.وَ رَفَّهُ ، رَفًّا :عَلَفَهُ رُفَّهً .

وَ الرُّفَافُ ،کغُرَابٍ :ما انْتُحِتَ مِن التِّبْنِ ،و یَبِیسَ السَّمُرِ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ یُقَال:مَا لَهُ حَافٌّ و لا رَافٌّ ،أی:مَن یَحُوطُه و یَعطِفُ علیهِ ،و جَعَلُه أَبو عُبَیْدٍ إِتْبَاعاً،و الأَوَّلُ أَعْرَفُ .

وَ رَوْضَهٌ رَفَّافَهٌ :تَهْتَزُّ نَضَارَهً .

وَ شَجَرٌ أَحْوَی الظِّلِّ رَفَّافُ الوَرَقِ .

وَ ثَغْرٌ رَفَّافٌ ،و رَفْرَافٌ (4): یَرِفُّ کالْأُقْحُوَانِ ،و هو مَجَازٌ.

وَ یقال:لِثَغْرِهَا رَفِیفٌ ،و تَرَافِیفُ .

وَ دَخَلْتُ عَلَیه فَرَفَّ إِلیَّ ،أی:هَشَّ (5).

فی تَحَبُّبٍ و خُضُوعٍ ،و هو مَجَازٌ.

وَ یُقَال:هذا رَفٌّ مِن النَّاسِ ،أی جَماعَهٌ ،نَقَلَهُ الفَرَّاءُ.

و المَرَفُّ :المَأْکَلُ .

وَ قال أَبو عمرٍو: الرِّفافَهُ ،بالکَسْرِ:التی تُجْعَلُ فی أَسْفَلِ البَیْضَهِ .

وَ الرُّفارِفُ ،کعُلاَبِطٍ :السَّرِیعُ .

رقف

الرُّقُوفُ بالضَّمِّ :أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو الرُّفُوفُ ،و یُقَال: رَأَیْتُهُ یُرْقَفُ مِن الْبَرْدِ، أی: یُرْعَدُ، کذا فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ ، و قد أُرْقِفَ ،بِالضَّمِّ ، إرْقَافاً ، وَ کذلک،قَفَّ قُفُوفاً،و هما القُشَعْرِیرهُ ،قاله أبو مالکٍ .

و قال الأَزْهَرِیُّ : القْرَقَفَهُ لِلْرِّعْدَهِ مَأْخُوذَهٌ مِنْهُ ، أی:من الإِرْقافِ کُرِّرَتِ الْقَافُ فی أَوَّلِهَا، وَ قال الصَّاغَانِیُّ :فعلَی ما ذکَره الأَزْهَرِیُّ وَزْنُها عَفْعَلٌ ،و هذا الفَصْلُ مَوْضِعُهُ ، أی:مَوْضِعُ ذِکْرِه، لاَ الْقَافُ مع الفاءِ، و وَهِمَ الْجَوْهَرِیُّ حیث ذکَره هناک.

قال شیخُنَا:وهَّمُه هنا،و تَبِعَه هناک بلا تَنْبِیهٍ علَی أنَّ ذلک وَهَمٌ ،و هذا شَیْ ءٌ عَجِیبٌ ،یُعْلَمُ منه أَنَّهُ غیرُ مُتَثَبِّتٍ فی

ص:239


1- (1) دیوانه ص 168 و انظر تخریجه فیه.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«رفرفت».
3- (3) عن الأساس و بالأصل«تجنّی».
4- (4) و شاهد رفراف کما فی الأساس قول عمر بن أبی ربیعه: وَ عنبر الهند و الکافور یخلطه قرنفل فوق رفراف له أُشُرُ.
5- (5) فی الأساس:إذا هشّ لک و اهتزّ.

القَبُولِ و الرَّدِّ،علَی أنَّ ما قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ لم یَنْفَرِدْ به،بل هو قَوْلُ صاحِبِ العَیْنِ و غیرِه،و اللّهُ أَعلَمُ ،انتهی.

قلتُ :و ذکَر الصَّاغَانِیُّ العِبَارَهَ التی نَقَلْنَاها عن الأَزْهَرِیِّ ، فی العُبَابِ ،و التَّکْمِلَهِ ،و زاد فی الأَخِیرِ بعدَ قَوْلِه:لا الْقَافُ ،ما نَصُّه:و لم یُوَافِقِ الأَزْهَرِیُّ علَی ما قَالَ ،فهذا یُؤَیِّدُ ما أَشَارَ له شَیْخُنَا،فتَأَمَّلْ .

ثم قال الأَزْهَرِیُّ : و تَرْقُفُ (1)،کَتَنْصرُ:اسْمُ امْرَأَهٍ ،أَو:

د،و منه الْعَبَّاسُ بنُ الْوَلِیدِ التّرْقُفیُّ ،و فی التَّکْمِلَهِ :لم یُوَافِقِ الأَزْهَرِیُّ علَی أَنَّه اسْمُ امْرَأَهٍ (2).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الرَّقَفَهُ ،مُحَرَّکَهً ،و الرَّقْفَهُ (3):الرِّعْدَهُ ،کما فی التَّکْمِلَهِ .

رکف

ارْتَکَفَ الثْلْجُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال شَمِرٌ:

أی وَقَعَ فَثَبَتَ فی الأَرْضِ ، زادَ فی اللِّسَانِ :کقَوْلِکَ فی الفَارِسِیّهِ :بنشست (4).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الرَّکَفَهُ ،مُحَرَّکَهً :أَصْلُ العَرْطَنِیثَا،مِصْرِیَّهٌ .

رنف

الرَّنْفُ ، بالفَتْحِ ،و عَلَیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، و یُحَرَّکُ ، نَقَلَهُ أَبو عُبَیْدٍ: بَهْرَامَجُ الْبَرِّ، وَ هو مِن شَجَرِ الجِبَالِ ،و فی مَقْتَلِ تَأَبَّطَ شَرًّا أنَّ الذی رَمَاهُ لاَذَ منه بِرَنْفَهٍ ، فلم یَزَلْ تَأَبَّطَ شَرَّا یَجْدُمُها بالسَّیْفِ حتی وَصَلَ إِلیه فقَتَلَهُ ، ثم مات مِن رَمْیَتِهِ ،قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ یَذْکُرُ نَبْعَهً :

تَعَلَّمَها فی غِیْلِهَا و هی حَظْوَهٌ

بِوادٍ به نَبْعٌ طِوَالٌ و حِثْیَلُ (5)

و بَانٌ و ظَیَّانٌ و أَنْفٌ و شَوْحَطٌ

أَلَفُّ أَثِیثٌ نَاعِمٌ مُتَغَیِّلُ (6).

وَ هذِه کُلُّهَا مِن شَجَرِ الجِبَالِ ،و قال أَبو حَنِیفَهَ :أَخْبَرَنِی أَعْرَابِیٌّ مِن أَهْلِ السَّرَاهِ ،قال الرَّنْفُ :هو هذا الشَّجَرُ الذی یُقَال له:الخِلاَفُ البَلْخِیُّ ،و هو بعَیْنِهِ ،ینْضَمُّ وَرَقُهُ إلی قُضْبَانِهِ إذا جاءَ اللَّیْلُ ،و ینْتَشِرُ بالنَّهَارِ.

و الرَّانِفَهُ :طَرَفُ غُضْرُوفِ الْأَنْفِ (7)،و قیل:ما لاَنَ عَن شِدَّهِ الغُضْرُوفِ .

و الرَّانِفَهُ : أَلیْهُ الْیَدِ، وَ هو أَسْفَلُهَا.

و الرَّانِفَهُ : جُلَیْدَهُ طَرَفِ الرَّوْثَهِ ، أی:الأَرْنَبَهِ ،کلُّ ذلک مِن نَوَادِرِ اللِّحْیَانِیِّ .

و قال أَبو حاتمٍ : الرَّانِفَهُ مِن الْکَبِدِ:مَا رَقَّ منها.

و قال اللِّحْیَانِیُّ : الرَّانِفَهُ مِن الْکُمِّ :طَرَفُهَا، وَ رَأْسُهَا.

و الرَّانِفَهُ : أَسْفَلُ الأَلْیَهِ ، و طَرَفُهَا الذِی یَلِی الأَرْضِ إِذا کُنْتَ قَائِماً، کما فی الصِّحاحِ ،و قال غیرُه: الرَّانِفَهُ :ما سَالَ مِن الأَلْیَهِ علَی الفَخِذَیْنِ ،و

17- فی حدیث عبدِ المَلِکِ بنِ مَرْوَانَ : «أَنّه قال له رَجُلٌ :خَرَجَتْ فیَّ قُرْحَهٌ ،فقَالَ :فی أیِّ مَوْضِعٍ مِن جَسَدِکَ ؟قال:بَیْنَ الرَّانِفَهِ و الصَّفَنِ ». فأَعْجَبَهُ حُسْنُ ما کَنَی،و الجَمْعُ : رَوَانِفُ ،و أَنْشَدَ أَبو عُبَیْدٍ لعَنْتَرَهَ یَهْجُو عُمَارهَ بنَ زِیادٍ العَبْسِیَّ :

مَتَی مَا نَلْتَقِی فَرْدَیْنِ تَرْجُفْ

رَوَانِفُ أَلْیَتَیْکَ و تُسْتَطَارَا

و الرَّانِفَهُ : کِسَاءٌ یُعَلَّقُ إلی شِقَاقِ بُیُوتِ الْأَعْرَابِ ،حتی تَلْحَقَ بِالأَرْضِ ،ج: رَوَانِفُ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و فی الصّحاح: أَرْنَفَتِ النَّاقَهُ بأُذُنَیْهَا: إذا أَرْخَتْهُمَا مِن الْإِعْیَاءِ (8)،و منه

14- الحدیث: «کان إذا نَزَلَ عَلَیه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم الوَحْیُ وَ هو علَی القَصْوَاءِ تَذْرِفُ عَیْنَاهَا،و تُرْنِفُ بأُذُنَیْهَا مِن ثِقَلِ الوَحْیِ ».

و قال ابنُ عَبَّادٍ: أَرْنَفَ الْبَعِیرُ،سَارَ فَحَرَّکَ رَأْسَهُ ،

ص:240


1- (1) و نص یاقوت علی ضم القاف و الفاء،و وقعت فتحه بالقلم علی التاء. وَ فی اللباب«الترقفی»ضبطت بضم التاء نسبه إلی«تُرْقُف»قال:و ظنی أنها من أعمال واسط .
2- (2) کذا بالأصل و التکمله و عباره التهذیب کالأصل اسم بلد أو امرأه.
3- (3) کذا بالأصل و فی التکمله:الرَّقَفَه و الراقفه.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:بنشست،الذی فی اللسان: بِبَسْتْ .
5- (5) صدره بالأصل: یقلمها فی غیلها و هی خطره وَ المثبت عن اللسان« [1]شحط ».
6- (6) فی اللسان: [2]وظیان و رنفٌ ...متعبّل و علی روایه الأصل فلا شاهد فیه.
7- (7) فی اللسان و [3]التکمله:الأُذن.
8- (8) فی القاموس:أَرْخَتْهُما إعیاءً.

فَتَقَدَّمَتْ جِلْدَهُ هَامَتِهِ .

قال: و أَرْنَفَ الرَّجُلُ :أَسْرَعَ ، یُقَال:جَاءَنِی فُلانٌ مُرْنِفاً،أی مُسْرِعاً.

و الْمِرْنَافُ ، بالکَسْرِ: سَیْفُ :الْحَوْفَزَانِ بنِ شَرِیکٍ ، و هو القائلُ فیه:

إِن یکُنِ الْمِرْنَافُ قد فَلَّ حَدَّهُ

جِلادِی به فی المَأْزِقِ المُتَلاحِمِ

تَوَارَثَهُ الْآباءُ مِن قَبْلِ جُرْهُمٍ

فأَرْدَفَهُ قَدِّی شُؤُونَ الجَمَاجِمِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رَانِفُ کُلِّ شَیْ ءٍ:نَاحِیَتُه،کما فی المُحِیطِ ،و اللِّسَانِ ، وَ یُقَال للعَجْزَاءِ:ذَاتُ رَوَانِفَ .

وَ من المَجَازِ:عَلَوْا رَوَانِفَ الْآکامِ ،أی:رُؤُوسَها.

رهف

رَهَفَ السِّیْفَ ،کَمَنَعَ ، یَرْهَفُهُ ، رَهْفا : رَقَّقَهُ ، کَأَرْهَفَهُ ، فهو مُرْهَفٌ ،و مَرْهُوفٌ ، و قد رَهُفَ ،ککَرُمَ رَهَافَهً ،و رَهَفاً ،مُحَرَّکَهً ، فهو رَهِیفٌ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و قَلّمَا یُسْتَعْمَل إِلاَّ مُرْهَفاً .

وَ رَهُفَ الشَّیْ ءُ، رَهَافَهً ،و رَهَفاً : دَقَّ ، هکذا فی النُّسَخِ ، وَ فی بعضٍ :رَقَّ ، و لَطُفَ ، وَ شاهِدُ الرَّهَفَ بمعنَی الرِّقَّهِ وَ اللُّطْفِ ،ما أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

حَوْرَاءُ فی أُسْکُفِّ عَیْنَیْهَا وَطَفْ

و فی الثَّنَایَا الْبِیضِ مِنْ فِیهَا رَهَفْ

و من المَجَازِ: فَرَسٌ مُرْهَفٌ ،کمُکْرَمٍ : أی خَامِصُ الْبَطْنِ ، لاَحِقُهُ ، مُتَقَارِبُ الضُّلُوعِ ، قال ابنُ دُرَیْدٍ: و هو عَیْبٌ .

قال: و الرُّهَافَهُ ،کَثَامَهٍ :ع زَعَمُوا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الرَّهْفُ ،بالفَتْحِ :الرِّقَّهُ و اللُّطْفُ ،لُغَهٌ فی التَّحْرِیکِ ، کما فی المُحْکَمِ .

وَ رَجلٌ مَرْهُوفُ البَدَنِ :أی لَطِیفُ الجِسْمِ ،رَقِیقُهُ ،و هو مَجَازٌ،و یُقَال:رَجُلٌ مُرْهَفُ الجِسْمِ ،و هو الأَکْثَرُ.

وَ أُذُنٌ مُرْهَفَهٌ :دَقِیقَهٌ .

و یقال:شَحَذْتَ علینا لِسَانَکَ ،و أَرْهَفْتَه ،و هو مَجَازٌ.

وَ کذا قَوْلُهُم: أَرْهِفْ غَرْبَ ذِهْنِکَ لِمَا أَقُولُ ،کما فی الأَسَاسِ .

روف

الرَّوْفُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:

هو مَصْدَرُ رَافَ ، یَرُوفُ ، رَوْفاً ،لِمَن تَرَکَ الهَمْزَ،قال:و قال قَوْمٌ :بَلِ الرَّوْفُ مِن السُّکُون،و لیس مِن قَوْلِهِم:رَؤُوفٌ رَحِیمٌ ،ذاک مِن الرَّأْفَهِ مَهْمُوزاً،إلاّ أَنَّه فی لُغَهِ من لم یهْمِزْ رَوْفٌ ،و قَرَأَ الحسنُ البَصْرِیُّ ،و الزُّهْرِیُّ : لَرُوفٌ بالتَّلْیِینِ ،و ظَنَّهُ بعضُهم أَنَّهُما قَرَآه بالواوِ؛و هو وَهَمٌ ؛لأَنَّ الکَلِمَهَ مَهْمُوزَهٌ ،و الهَمْزُ المَضْمُومُ إذا لُیِّنَ أَشْبَهَ الوَاوَ.

وَ قَرَأَ أَبو جَعْفَرٍ: لَرَوُوفٌ ،بتَلْیِینِ هَمْزَهٍ مُشْبَعَهٍ .

و الرَّوْفَهُ الرَّحْمَهُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و رَافَ ، یَرَافُ :لُغَهٌ فی:رَأَفَ یَرْأْفُ بالهَمْزِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الرَّافُ :الخَمْرُ،لُغَهٌ فی الرَّأْفِ ،بالهَمْزِ،و یُرْوَی قَوْلُ القُطَامِیّ الذی سَبَقَ ذِکْرُه بالوَجْهَیْنِ (1).

وَ قال ابنُ بَرِّیّ : رَوَافُ ،کسَحَابٍ :مَوْضِعٌ قُرْبَ مَکَّهَ ، حَرَسَهَا اللّه تعالَی،قال قَیْسُ بنُ الخَطِیمِ :

أَلْفَیْتُهُمْ یَوْمَ الْهِیاجِ کَأَنَّهُم

أُسْدٌ بِبِیشَهَ أَوْ بِغَافِ رَوَافِ (2)

ریف

الرِّیفُ ،بالْکَسْرِ:أَرْضٌ فیها زَرْعٌ و خِصْبٌ ، وَ الجَمْعُ : أَرْیَافٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الأَزْهَرِیُّ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «تُفْتَحُ الأَرْیَافُ ،فتَخْرُجُ إِلیها النَّاسُ ».

قال اللَّیْثُ : الرِّیفُ :الخِصْبُ و السَّعَهُ فی الْمَأْکَلِ وَ الْمَشْرَبِ ، کذا نَصُّ العُبَابِ ،و نَصُّ اللِّسَانِ :السَّعَهُ فی المَآکِلِ (3)،و الجَمْعُ : أَرْیَافٌ ،فقط ، و قال غیرُه: الرِّیفُ :

مَا قَارَبَ الْمَاءَ مِن أَرْضِ العَرَبِ و غیرِهَا،کما فی العُبَابِ ،

ص:241


1- (1) یعنی قوله:و قد تقدم فی رأف: وَ تنظر من عینی لیاح تصیفت مخارم من أجواز أعفر أو رأفا.
2- (2) کذا بالأصل و اللسان،و [1]فی معجم البلدان«رُؤَاف»بالهمزه و ضمه فوق الراء فی الترجمه و فی البیت الشاهد و فیه أنه جبل مستدیر فی مفازه بین تیماء و جفر عَنَزَه.
3- (3) و فی التهذیب:فی المأکل و المطعم.

و اللِّسَانِ ،و الجَمْعُ : أَرْیَافٌ ،و رُیُوفٌ ،و فی شَرْحِ شَیْخِنا:

قلتُ الأَوْلَی حَذْفُ العَرَبِ ،و أَن یقولَ مِن الأَرْضِ مُطْلَقًا، وَ هو الظَّاهرُ،کما قَالَهُ جَماعهٌ .انتهی، أَو حَیْثُ یکون الْخُضَرُ،و الْمِیَاهُ ،و الزُّرُوعُ ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ (1).

و رافَ الْبَدَوِیُّ ، یَرِیفُ :أَتَاهُ ، وَ منه قَوْلُ الرَّاجِزِ:

جَوَّابُ بَیْدَاءَ بِهَا غُرُوفُ

لاَ یَأْکُلُ الْبَقْلَ و لاَ یَرِیفُ

و لاَ یُرَی فی بَیْتِهِ الْقَلِیفُ

کَأَرْیَفَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ . و یُقَال أَیضاً: تَرَیَّفَ : إذا حَضَرَ القُرَی،و هی المِیَاهُ ، و رَافَتِ الْمَاشِیَهُ :رَعَتْهُ ، أی:

الرِّیفَ ،و هی الأَرْضُ ذاتُ الخِصْبِ (2).

و الرَّافُ :الْخَمْرُ. هنا ذَکَرَهُ الأَزْهَرِیُّ (3).و الأَوْلَی ذِکْرُه فی«ر و ف»کما قَدَّمْنَا.

و هی أَرْضٌ رَیِّفَهٌ ،ککَیِّسَهٍ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ :أی خِصْبَهٌ وَ أَرَافَتِ الأَرْضُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، إِرافَهً ،و رِیفاً ، و أَرْیَفَتْ ، کما قالُوا: أَخْصَبَتْ إِخْصَاباً،و خِصْباً،سَوَاءٌ فی الوَزْنِ وَ المَعْنَی،قال ابنُ سِیدَه:و عندی أنَّ الإرَافَهَ المَصْدَرُ، وَ الرِّیفُ الاسْمُ ،و کذلک القَوْلُ فی الإِخْصَابِ ،و الخِصْبِ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: رَایَفَ لِلظِّنَّهِ ، أی: قارَفَهَا،و طَنَّفَ لَهَا، کما فی العُبَابِ .

فصل الزای مع الفاءِ

زأف

زَأَفَه ،کَمَنَعَه، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ هنا،و ذکَر الزُّؤَافَ اسْتِطْرَادا فی«ز ع ف»و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أی أَعْجَلَهُ ، وَ الاسْمُ الزُّؤَافُ ، کَغُرَابٍ .

و قال الکِسَائیُّ : مَوْتٌ زُؤَافٌ ، وَ زُؤَامٌ ،و ذُعَافٌ :أی وَحِیٌّ ، وَ قِیل:کَرِیهٌ ،و کذلک السّمُّ .

و أَزْأَفَ عَلَیْهِ :أَجْهَزَ.

و أَزْأَفَ فُلانًا بَطْنُهُ :أَثْقَلَهُ فَلَم یَقْدِرْ أَنْ یَتَحَرَّکَ ، کما فی العُبَابِ ،و اللِّسَانِ .

زحف

زَحَفَ إِلیهِ ،کَمَنَعَ ، زَحْفاً ، بالفَتْحِ ، و زُحُوفاً ، کقُعُودٍ، و زَحَفَانًا ، مُحَرَّکَهً : مَشَی، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و اقْتَصَرَ علَی أوَّلِ المَصَادِر.

و یقال: زَحَفَ الدَّبَی: (4)إذا مَشَی، کذا فی النُّسَخِ ، وَ الصَّوابُ :مَضَی قُدُمًا، کما هو نَصُّ العُبَابِ ،والصِّحاحِ ، وَ اللِّسَانِ ،و فی اللِّسَانِ مِثْلُ ما هنا (5).

و الزَّحْفُ :الْجَیْشُ ، وَ فی اللِّسَانِ :الجَمَاعَهُ یَزْحَفُونَ إِلَی الْعَدُوِّ بِمَرَّهٍ ،زَادَ فی الأَساسِ :فی ثِقَلٍ ؛لِکَثْرَتِهِم و قَوَّتِهِم،و

16- فی الحَدِیثِ : «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ و إِنْ کَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ ». أی:مِن الجِهَادِ،و لِقَاءِ العَدُوِّ فی الحربِ ،و قَوْلُه تعالَی: إِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا زَحْفاً (6)،قال الزَّجَّاجُ :أی زَاحِفِینَ ،و هو أَنْ یَزْحَفُوا إِلیهم قَلِیلاً قلیلاً،و یُجْمَعُ علَی زُحُوفٍ ،کَسَّرُوا اسْمَ الجَمْعِ ،کما قد یُکَسِّرُونَ الجَمْعَ .

قال الأَزْهَرِیُّ : و أَصْلُ الزَّحْفِ ،مِن قَوْلِهم: زَحَفَ الصَّبِیُّ علَی اسْتِهِ ،و هو أَن یَزْحَف قَبْلَ أَنْ یَمْشِیَ ، وَ فی التَّهْذِیبِ :قبلَ أَن یَقُومَ ،فإِذَا فَعَلَ ذلک علَی بَطْنِهِ قیل:قد حَبَا،و شُبِّه بزَحْفِ الصِّبْیَانِ مَشْیُ الفِئَتَیْنِ یَلْتَقِیَانِ (7)لِلْقِتَالِ ، فتَمْشِی کُلَّ فِئَهٍ مَشْیاً رُوَیْداً،إلی الفِئَهِ الأُخْرَی قَبْلَ التَّدَانِی لِلضِّرَابِ ،و هی مَزَاحِفُ أَهلِ الحَربِ ،و رُبَّمَا اسْتَجَنَّتِ الرَّجَّالَهُ بِجُنَنِها،و تَزَاحَفَتْ مِنْ قُعُودٍ إِلَی أَنْ یَعْرِضَ لها الضِّرَابُ ،أو الطِّعَانُ .

و الْبَعِیرُ،إِذَا أَعْیَا،فَجَرَّ فِرْسِنَهُ ، یقَال:هو یَزْحَفُ ، زَحْفاً وَ زُحُوفاً ،و زَحَفَانًا ،و فی التَّهْذِیبِ :أَعْیا فقامَ علَی صَاحِبِه، فهو زَاحِفٌ ،و هی زَحُوفٌ ،و زَاحِفَهٌ ،من إِبِلٍ زَوَاحِفَ ، وَ أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للفَرَزْدَقِ :

ص:242


1- (1) فی التهذیب:حیث یکون الحضّر و المیاه.
2- (2) فی اللسان: [1]الزرع و الخصب.
3- (3) ورد قوله فی تفسیر قول القطامی: و رافٍ سلافٍ شعشع البحر مزجها لتحمی و ما فینا عن الشرب صادفُ قالوا:رافٌ اسمٌ للخمر.
4- ((*)) [الدَّبی:الجراد-و الدَّبا کالقاموس:صِغار الجراد أوّل ما یَفْقُسْ ].
5- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و فی اللسان [2]مثل ما هنا.عباره اللسان: [3]یقال:زحف الدَّبی:إذا مضی قدماً ا ه ».
6- (5) سوره الأنفال الآیه 15. [4]
7- (6) التهذیب:تلتقیان للقتال.

مُسْتَقْبِلِینَ شَمَالَ الشَّأْمِ تَضْرِبُنَا

بِحَاصِبٍ کَنَدِیفِ الْقُطْنِ مَنْثُورِ (1)

علَی عَمَائِمِنَا تُلْقَی و أَرْحُلُنَا

علَی زَوَاحِفَ نُزْجِیهَا مَحَاسِیرِ

و مَزَاحِفُ الْحَیَّاثِ : آثارُ انْسِیَابِها،و مَوَاضِعُ مَدَبِّهَا، وَ منه قَوْلُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِیِّ :

کَأَنَّ مَزاحِفَ الْحَیَّاتِ فِیهِ

قُبَیْلَ الصُّبْحِ آثَارُ السَّیَاطِ (2)

وَ فی الصحاح:«فیها»،و هو غَلَطٌ ،فإِنَّ الضَّمِیرَ رَاجِعٌ إلی«أَبْیَضَ صَارِم»فی البیتِ قَبْلَهُ (3).

و من المَجَازِ:خَرَجُوا یَقْرُونَ مَزَاحِفَ السَّحَابِ ، أی:

مَصَابَّهُ ،و حَیْثُ وَقَعَ قَطْرُهُ ، و زَحَفَ إِلیه،قال أَبو وَجْزَهَ :

أَخْلَی بِلِینَهَ و الرَّنْقَاء مَرْتَعَهُ

یَقْرُو مَزَاحِفَ جَوْنٍ سَاقِطِ الرَّبَبِ

أَراد:سَاقِطَ الرَّبَابِ ،فقَصَرَهُ .

و الْمُزَیْحِفَهُ ، مُصَغَّرًا ه:بِزَبِیدَ، حَرَسَهَا اللّه تَعَالَی.

و زُحَیْفٌ ، کَزُبَیْرٍ:جَبَلٌ بَیْنَ ضَرِیَّهَ و مَغِیبِ الشَّمْسِ ، و بِجانِبِهِ بِئْرٌ، یُقَال لها:بِئْرُ زُحَیْفٍ ،و له یَوْمٌ مَعْلُومٌ ،قالوا:

نَحْنُ صَبَحْنَا قَبْلَ مَن یُصَبِّحُ

یَوْمَ زُحَیْفٍ و الأَعَادِی جُنَّحُ

کَتائِباً فیها بُنُودٌ تَلْمَحُ

و نَارُ الزَّحْفَتَیْنِ :نَارُ الشِّیحِ ،و الْأَلاَءِ،لِأَنَّه یُسْرِعُ الاشْتِعَالُ فِیهِمَا، فیُزْحَفُ عنهما،کما فی الصِّحاحِ ،و فی المُحْکَمِ :نَارُ الزَّحْفَتَیْنِ :نَارُ العَرْفَجِ ،و ذلک أَنَّها سَرِیعَهُ الْأَخْذِ فیه،لِأَنَّه ضِرَامٌ ،فإِذا الْتَهَبَتْ زَحَفَ عنها مُصْطَلُوها أُخُراً،ثم لا تَلْبَثُ أَنْ تَخْبُوَ، فیَزْحَفُونَ إِلیها رَاجِعِینَ ،و قال ابنُ بَرِّیّ :المعروفُ أَنَّهُ نارُ العَرْفَجِ ،و لذلک یُدْعَی أَبا سَرِیعٍ ،لِسُرْعَهِ النَّارِ فیهِ ،و تُسَمَّی نَارُهُ نَارَ الزَّحْفَتَیْنِ ،لأَنَّهُ یُسْرِعُ الالْتِهَابُ فیُزْحَفُ عنه،ثم لا یَلْبَثُ أَنْ یَخْبُوَ فیُزْحَفَ إِلیه،و أَنْشَدَ أَبو العَمَیْثَلِ :

وَ سَوْدَاءِ الْمَعَاصِمِ لم یُغَادِرْ

لَهَا کَفَلاً صِلاَءُ الزَّحْفَتَیْنِ

وَ فی الصِّحاحِ :قیل لاِمْرَأَهٍ مِن العَرَبِ :مَا لَنَا نَراکُنَّ رُسْحاً؟فقالَتْ :أَرْسَحَتْنا نَارُ الزَّحْفَتَیْنِ .و فی الأَساسِ :

أَرْسَحَهُنَّ (4)نارُ الزَّحْفَتَیْنِ و هی نَارُ العَرْفَجِ ،لأَنَّهَا سَریعهُ الوَقْدَهِ و الخَمْدَهِ ،فلا یَبْرَحْنَ یَتَقَدَّمْنَ و یتَأَخَّرْنَ ، زَحْفاً إِلیْها وَ عنْهَا.

و الزَّحَنْفَفَهُ مِن الرِّجَالِ : الذی یَکَادُ عُرْقُوبَاهُ یَصْطَکَّانِ ، قالَهُ ابنُ عَبَّادٍ،قال: و هو أَیضا مَنْ یَزْحَفُ علَی الْأَرْضِ ، قلتُ :إِمَّا إِعْیَاءً أو کِبَرًا.

و رَجُلٌ زُحَفَهٌ زُحَلَهٌ ، کَتُؤَدَهٍ (5)فیهما:هو مَن لا یَسِیحُ فی الْبِلاَدِ، کما فی المُحِیطِ ،و فی الأَسَاسِ :رَحَّالُ إلی قُرْبٍ ، وَ لیس بسَیَّاحٍ و لا طَیَّاحٍ فی البلادِ.

و قد سَمَّوْا زَاحِفاً ،و زَحَّافاً ،کَشَدَّادٍ، کذا فی الجَمْهَرَهِ .

و یُقَال: أَزْحَفَ لنا بَنُو فُلاَنٍ ، إِزْحَافاً :إذا صَارُوا یَزْحَفُونَ إِلینا زَحْفاً ، لِیُقَاتِلُونا.

و قال أَبو الصَّقْرِ: أَزْحَفَ فُلانٌ إِزْحَافاً :إذا بَلَغَ ،و انْتَهی إلی غَایَهِ مَا طَلَبَ و أَرادَ.

و أَزْحَفَ الْبَعِیرُ:أَعْیَا، فقَامَ علَی صَاحِبِه، فَهُوَ مُزْحِفٌ ، قال ابنُ بَرِّیّ :شَاهِدُه قَوْلُ بِشْرِ بنِ أبی خَازِمٍ :

فَإِلَی ابنِ أُمِّ إِیَاسَ :أُرْحِلُ نَاقَتِی

عَمْرٍو فَتَبْلُغُ حَاجَتِی أَوْ تُزْحِفُ (6)

قلتُ :و کذا قَوْلُ العَجَّاجِ ،یَصِفُ الثَّوْرَ و الکِلابَ :

و أَوْغَفَتْ شَوَارِعاً و أَوْغَفَا (7)

ص:243


1- (1) دیوانه 213/1 و الحاصب:الریح الشدیده تحمل الحصباء.
2- (2) دیوان الهذلیین 25/2.
3- (3) کذا بالأصل تبعاً للسان،و البیت فی شعره بعده لا قبله و تمامه فی الدیوان: شربت بجمّه و صدرت عنه وَ أبیضَ صارمٍ ذکرٍ إباطی.
4- (4) فی الأساس:أرسحتهنّ .
5- (5) فی القاموس:کهُمَزَهٍ .
6- (6) بالأصل«قال»و المثبت«إلی»عن الدیوان.و قوله ابن ام إیاس صوابه «أم أناس»و هی أم أناس بنت ذهل بن شیبان.
7- (7) بالأصل: وَ أدْغفت شوارعا و أدغفا وَ المثبت عن الدیوان ص 84.

مِیلَیْنِ ثُمَّ أَزْحَفَتْ و أَزْحَفَا (1)

وَ

16- فی الحدیثِ : «أنَّ رَاحِلَتَهُ أَزْحَفَتْ مِنْ الإِعْیَاءِ». أی:

قَامَتْ عنه و وَقَفَتْ ،و قال الخَطَّابِیُّ :صَوَابُه: أُزْحِفَتْ عَلَیه، غیر مُسَمَّی الفاعِلِ .

قال الجَوْهَرِیُّ : و مُعْتَادُهُ : مِزْحَافٌ ، وَ أَنْشَدَ لأَبِی زُبَیْدٍ الطَّائِیِّ -قال الصَّاغَانِیُّ :یَرْثِی عُثْمَانَ رضی الله تَعَالَی عنه-:

کأَنَّ أَوْبَ مَسَاحِی الْقَوْمِ فَوْقَهُمُ

طَیْرٌ تَعِیفُ علَی جُونٍ مَزَاحِیفِ (2)

قال ابنُ بَرِّیّ :و الذی فی شِعْرِه:

کَأَنَّهُنَّ بِأٌْیدِی القَوْمِ فی کَبَدٍ

طَیْرٌ تَعِیفُ علَی جُونٍ مَزَاحِیفِ

وَ فی العُبَابِ :

طَیْرٌ تَکَشَّفُ عن جُونٍ مَزَاحِیفِ

وَ فی التهذیب:

حَتَّی کَأَنَّ مَسَاحِی الْقَوْمِ فَوْقَهُمُ

طَیْرٌ تَحُومُ عَلَی جُونٍ مَزَاحِیفِ (3)

قال ابنُ سِیدَه:شَبَّه المَساحی التی حَفَرُوا بها القَبْرَ، بطَیْرٍ تَقَعُ علَی إِبلٍ مَزَاحِیفَ ،و تَطِیرُ عنها بارْتِفَاعِ المَسَاحِی وَ انْخِفَاضِهَا.

وَ فی الأَسَاسِ :نَاقَهٌ مِزْحَافٌ :سَرِیعَهُ الحَفَاءِ،و هو مَجَازٌ.

و تَزَاحَفُوا فی الْقِتَالِ : إذا تَدَانَوْا، عن ابنِ دُرَیْدٍ، وَ الزَّمَخْشَرِیِّ .

و من المَجَازِ: الزِّحَافُ ، کَکِتَابٍ ،فی الشِّعْرِ: هو أَنْ یَسْقُطَ بَیْنَ الْحَرْفَیْنِ حَرْفٌ ، فَیَزْحَفَ أَحَدُهُمَا إِلَی الْآخَرِ، تُخَصُّ به الأَسْبَابُ دونَ الأَوْتَادِ،إِلاَّ القَطْعَ ،فإِنَّه یکونُ فی الأَوْتَادِ (4)دُونَ الأَعَارِیضِ و الضُّرُوبِ ،و سُمِّیَ زِحَافاً لِثِقَلِهِ ، و الشِّعْرُ مُزَاحَفٌ ،بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَ قد زُوحِفَ ،قال الزَّمَخْشَرِیُّ :سُمِّیَ به لأَنه یُنحِّیهِ عن السَّلامهِ .

و تَزَحَّفَ إِلیه:تَمَشَّی، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ الصَّاغَانِیُّ :

لِمَنِ الظَّعَائِنُ سَیْرُهُنَّ تَزَحُّفُ

عَوْمَ السَّفِینِ إذا تَقَاعَسَ تُجْدَفُ (5)

کَازْدَحَفَ ، ازْدِحَافاً ،یُقَال: ازدَحَفَ القَوْمُ :إذا مَشَی بَعْضُهُم إلی بَعْضٍ ،و هم یَتَزَاحَفُونَ ،و یَزْدَحِفُون بمَعْنًی وَاحِدٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الزَّحْفُ :جَمَاعَهُ الجَرَادِ علَی التَّشْبِیهِ .

وَ الزَّحْفُ :المَشْیُ قَلِیلاً قلیلاً.

وَ الصَّبِیُّ یَتَزَحَّفُ علَی الأَرْضِ ،و فی التَّهْذِیبِ :علَی بَطْنِهِ :یَنْسَحِبُ (6)قَبْلَ أَنْ یَمْشِیَ .

وَ مَزَاحِفُ القَوْمِ :مَوَاضِعُ قِتَالِهِم،قال سَاعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ :

أَنْحَی عَلَیْهَا شُرَاعِیًّا فَغَادَرَهَا

لَدَی الْمَزاحِفِ تَلَّی فی نُضُوحِ دَمِ (7)

وَ زَحَفَ فی المَشْیءِ، یَزْحَفُ ، زَحْفاً ،و زَحَفَانًا :أَعْیَا، قال أَبو زَیْدٍ: زَحَفَ المُعْیِی، یَزْحَفُ ، زَحفاً ،و زُحُوفاً .

وَ إِبِلٌ زُحُفٌ ،بِضَمَّتَیْنِ :جَمْعُ زَحُوفٍ ،کصَبُورٍ،و یُجْمَعُ الْمِزحَافُ أَیضاً علَی: مَزَاحِفَ .

وَ مَشْیُه زَحَفَانٌ :فِیهِ ثِقَلُ حَرَکَهٍ .

وَ أَطْرَبَهُ النَّشِیدُ فزَحَفَ علَی اسْتِهِ (8).

ص:244


1- (1) فی التهذیب و اللسان:« [1]مثلین»و قبله فی اللسان و التهذیب-نص التهذیب: وَ انشمن فی غباره و خذرفا معاً و شتّی فی الغبار کالسفا.
2- (2) اللسان و [2]روایته فیه: «حتی کأن مساحی...طیر تحوم» وَ المثبت کروایه التهذیب.
3- (3) کذا بالأصل و هذه روایه اللسان و [3]الذی فی التهذیب المطبوع هی الروایه الأولی الوارده بالأصل و انظر الحاشیه السابقه.
4- (4) فی اللسان: [4]فانه یکون فی أوتاد الأعاریض و الضروب.
5- (5) صدره فی الأساس منسوباً لأعشی همدان.
6- (6) کذا بالأصل و اللسان عن التهذیب،و لفظه ینسحب لم ترد فی التهذیب.
7- (7) دیوان الهذلیین 200/1 بروایه:«نضوخ دم».
8- (8) فی الأساس:عن دَسته.

و زَحَفَ الشَّیْ ءَ، زَحْفاً ،جَرَّهُ جَرَّا لَطِیفاً (1).

وَ أَزْحَفَ الإِبِلَ طُولُ السَّفَرِ:أَکَلَّها فأَعْیَاها.

وَ أَزْحَفَ الرَّجُلُ :أَعْیَت دَابَّتُهُ و إِبِلُهُ ،و کُلُّ مُعْیٍ لا حَراکَ به زَاحِفٌ ،و مُزحِفٌ ،مَهْزُولا کان أو سَمِینًا.

وَ أُزْحِفَتْ عَلَیه رَاحِلَتُه،بالضَّمِّ :إذا وَقَفَتْ منه،نَقَلَهُ الخَطّابِیُّ .

وَ سَحَابٌ مُزْحِفٌ :بَطِیءُ الحَرَکَهِ ،لِمَا احْتَمَلَهُ مِن کَثْرَهِ الماءِ،و هو مَجَازٌ،شُبِّهَ بالمُعْیِی مِن الإبِلِ ،و منه قَوْلُ الشاعرِ یَصِفُهُ :

إِذَا حَرَّکَتْهُ الرِّیحُ کَیْ تَسْتَخِفَّهُ

تَزَاجِرَ مِلحَاحٌ إِلَی الْأَرْضِ مُزْحِفُ

وَ زَاحَفُونَا مُزَاحَفَهً :قَاتَلُونا.

وَ یُقَال: أَزْحَفَتِ الرِّیحُ الشَّجَرَ حتَّی زَحَفَ :حَرَّکَتْهُ حَرَکَهً لَیِّنَهً ،و أَخَذَتِ الأَغَصَانُ تَزْحَفُ ،و هو مَجَاز.

وَ قال أبو سعیدٍ الضَّرِیرُ: الزَّاحِفُ و الزَّاحِکُ :المُعْیِی، یُقَال للذَّکَرِ و لِلْأُنْثَی (2)،و یُجْمَعُ : الزَّوَاحِفُ ،و الزَّوَاحِکُ .

وَ الزَّاحِفُ :السَّهْمُ یَقَعُ دُونَ الغَرَضِ ،ثم یَزْحَفُ إِلیه، وَ هو مَجَازٌ.

وَ قد سَمَّوْا مُزَاحِفاً .

وَ أَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ-أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ -:

سَأَجْزِیکَ خِذْلاَناٍ بِتَقْطِیعِیَ الصُّوَی

إلیک و خُفَّا زَاحِفٍ تَقْطُرُ الدَّمَا

فَسَّرَهُ ،فقَالَ : زاحِفٌ :اسْمُ بَعِیرٍ،و قال ثَعْلَبٌ ،هو نَعْتٌ لِجَمَلٍ زَاحِفٍ ،أی:مُعْیٍ ،و لیس باسْمِ عَلَمٍ لجَمَلٍ ما.

وَ الزَّحَّافَهُ ،بالتَّشْدِیدِ:ما یَزْحَفُ به البَیْتُ ،لُغَهٌ مِصْرِیَّهٌ .

زحنقف

الزَّحَنْقَفُ ،کجَحَنْفَلٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبو زَیْدٍ:هو الزَّاحِفُ عَلَی اسْتِهِ ، قال الصَّاغَانِیُّ :

و الْقِیَاسُ مِن جِهَهِ الاشْتِقَاقِ أَن یَکُونَ بِفَاءَیْنِ ، مِن زَحَفَ و قد تَقَدَّمَ ، قال الأَغْلَبُ ،فیما أَنْشَدَهُ أَبو سَعِیدٍ:

طَلَّهُ شَیْخٍ أَرْسَحٍ زَحَنْقَفِ

لَهُ ثَنَایَا مِثْلُ حَبِّ الْعُلَّفِ

فبَصُرَتْ بنَاشِیءٍ مُهَفْهَفِ

قال الصَّاغَانِیُّ :قَوْلُه:أَرْسَح،یُقَوِّی کَوْنَه بفَاءَیْنِ ،و ذکَره الأَزْهَرِیُّ فی الخُمَاسِیِّ ،و لو کان بفَاءَیْنِ لَکَانَ مَوْضِعَ ذِکْرِهِ الثُّلاَثِیُّ .

زحلف

الزُّحْلُوفَهُ بالضَّمِّ : آثَارُ تَزَلُّج الصِّبْیَانِ مِن فَوْقِ التَّلِّ إلَی أَسْفَلِهِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن الأَصْمَعِیِّ ،قال:

وَ هی لُغَهُ أَهلِ العَالِیَهِ ،و تَمِیمٌ تَقُولُه بالقَافِ ،و الجَمْعُ :

زَحَالِفُ ،و زَحَالِیفُ .

وَ قال الأَزْهَرِیُّ :الزَّحَالِیقُ ،و الزَّحَالِیفُ :آثَارُ تَزَلُّجِ الصِّبْیَانِ مِن فَوقُ إِلَی أَسْفَلُ ،واحِدُها:زُحْلُوقَهٌ ،بالقَافِ ، وَ قال فی مَوْضِعٍ آخَرَ:وَاحِدُها زُحْلُوفَهٌ ،و زُحلُوقَهٌ (3).

أَو الزُّحْلُوفَهُ : مَکَانٌ مُنْحَدِرٌ مُمَلَّسٌ ؛لأَنَّهُم یَتَزَحْلَفُونَ علیه،قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:

یُقَلِّبُ قَیْدُوداً کَأَنَّ سَرَاتَهَا

صَفَا مُدْهُنٍ قد زَلَّقَتْهُ الزَّحَالِفُ

وَ قال أَبو مالِکٍ : الزُّحْلُوفَهُ الزَّحَالِفُ وَ قال أَبو مالِکٍ : الزُّحْلُوفَهُ المکانُ الزَّلِقُ مِن حَبْلِ الرِّمَالِ ،تَلْعَبُ عَلَیه الصِّبْیَانُ :و کذلک فی الصَّفا،و هی الزَّحالِیفُ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : زَحْلَفَهُ زَحْلَفَهً : دَحْرَجَهُ ،و دَفَعَهُ ، فَتَزَحْلَفَ : تَدَحْرَجَ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للعَجَّاجِ :

و الشَّمْسُ قد کَادَتْ تَکُونُ دَنَفا

أَدْفَعُهَا بِالرَّاحِ کَیْ تَزَحْلَفَا

قال ابنُ بَرِّیّ :و مِثْلُه لأَبِی نُخَیْلَهَ السَّعْدِیِّ :

و لَیْسَ وَلْیُ عَهْدِنَا بِالْأَسْعَدِ

ص:245


1- (1) الأساس:ضعیفاً.
2- (2) و شاهده قول کثیّر کما فی اللسان« [1]زحک». فأَبن و ما منهن من ذات نجدهٍ وَ لو بلغت إلاّ تُری و هی زاحک وَ شاهد الزواحک کما فی اللسان« [2]زحک»قول کثیر أیضاً. وَ هل ترینی بعد أن تنزع البری و قد أُبن أنضاءً و هنّ زواحک.
3- (3) کذا بالأصل تبعاً للسان نقلاً عن الأزهری،و الذی فی التهذیب: واحدتها زُحلوفه و زُحلُوقه،و قد ذکرت العباره مرهً واحدهً و فی موضعٍ واحد.

عِیسَی فزَحْلِفْهَا إِلَی مُحَمَّدِ

حَتَّی تُؤَدَّی مِن یَدٍ إِلَی یَدِ

و زَحْلَفَ الْإِنَاءَ:مَلَأَهُ .

و زَحْلَفَ لِفُلاَنٍ أَلْفاً:أَعْطَاهُ إِیَّاهُ .

و زَحْلَفَ فی الْکَلاَمِ :أَسْرَعَ ، کُلُّ ذلک نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و الزَّحَالِفُ :دَوَابٌّ صِغَارٌ،لَها أَرجُلٌ تَمْشِی شِبْهَ النَّمْلِ ، هکذا فی النُّسَخِ و فی العُبَابِ :لها أَرْجُلٌ تُشْبِهُ النَّمْلَ .

و رُوِیَ عن بَعْضِ التَّابِعِینَ :ما ازْحَلَفَّ نَاکِحُ الْأَمَهِ عَن الزِّنَا إِلاَّ قَلِیلاً،قال أَبو عُبَیْدٍ:معْنَاه:ما تَنَحَّی، وَ ما تَبَاعَدَ، کازْلَحَفَّ ، بتقْدِیمِ اللاَّمِ علَی الحاءِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

تَزَحْلَفَتِ الشَّمْسُ :إذا مالَتْ لِلمَغِیبِ ،أو زَالَتْ عَن کَبِدِ السَّمَاءِ نِصْفَ النَّهَارِ.

وَ قال ابنُ عَبَّادٍ:حُمُرٌ زَحَالِفُ الصَّقْلِ ،أی:مُلْسُ البُطُونِ سِمَانٌ .

قال:و الزُّحْلُوفُ :الصَّفَا الأَمْلَسُ ،یُشَبَّه المَتْنُ السَّمِینُ به،قال أبو دُؤادٍ:

وَمَتْنانِ خَظاتَانِ (1)

کزُحْلُوفٍ مِن العَضْبِ

وَ الزحْلِیفُ ،بالکَسْرِ:المَزْلَقَهُ .

وَ تَزَحْلَفَ :تَنَحَّی،کتَزَلْحَفَ .

وَ زَحْلَفَ اللّه عنَّا شَرَّکَ :أی نَحّاهُ .

زخرف

الزُّخْرُفُ ،بِالضَّمِّ ،الذَّهَبُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ هو قَوْلُ الفَرَّاءِ،و منه قَوْلُه تعالَی: أَوْ یَکُونَ لَکَ بَیْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ (2)،قال ابنُ سِیدَه:هذا هو الأَصْلُ ،ثم سُمِّیَ کُلُّ زِینَهٍ زُخْرُفاً ،ثم شُبِّهَ کُلُّ مُمَوَّهٍ مُزَوَّرٍ بِهِ ،و

16- فی حدیثِ یومِ الفَتْحِ : «أَنَّهُ لم یَدْخُلِ الکَعْبَهَ حتی أَمَرَ بالزُّخْرُفِ فنُحِّیَ ، وَ أَمَرَ بالأَصْنَامِ فکُسِرَتْ ». الزُّخْرُفُ هنا:نُقُوشٌ و تَصَاوِیرُ تُزَیَّنُ بها الکَعْبَهُ ،و کانت بالذَّهَبِ . و الزُّخْرُفُ :الزِّینَهُ ،و کَمَال حُسْنِ الشَّیْ ءِ.

و الزُّخْرُفُ : مِن الْقَوْلِ : زِینَتُهُ ،و حُسْنُهُ ،بِتَرْقِیشِ الْکَذِب، وَ منه قَوْلُهُ تَعالَی: زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً (3).

و الزُّخْرُفُ مِن الْأَرْضِ :أَلْوَانُ نَبَاتِهَا، مِن بَیْنِ أَحْمَرَ وَ أَصْفَرَ و أَبْیَضَ ،و منه قَولُه تَعالی: حَتّی إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها (4)أی:زِینَتَهَا مِنَ الأَنْوَارِ و الزَّهْرِ،و قیل:تَمَامَها وَ کَمَالَهَا.

و الزَّخَارِفُ :السُّفُنُ ، کما فی التَّهْذِیبِ ،و فی المُحْکَمِ :

ما زُیِّنَ مِن السُّفُنِ ،و فی العَیْنِ :ما یُزَخْرَفُ به السُّفُنُ .

و الزَّخَارِفُ مِن الْمَاءِ:طَرَائِقُهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و الزَّخَارِفُ : دُویْبَاتٌ تَطِیرُ علَی الْمَاءِ، کما فی التَّهْذِیبِ :زَاد فی العُبابِ : ذَوَاتُ أَرْبَعٍ کَالذُّبَابِ (5)،و فی المُحْکَمِ :ذُبَابٌ صِغَارٌ ذاتُ قَوَائِمَ أَرْبَعٍ :تَطِیرُ (6)علی الماءِ،قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

تَذَکَّرَ عَیْنًا مِن غُمَازَ و مَاؤُهَا

لَهُ حَدَبٌ تَسْتَنُّ فِیهِ الزَّخَارِفُ (7)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الزُّخْرُفُ :الزَّینَهُ .

وَ بَیْتٌ مُزَخْرَفٌ .

وَ زَخْرَفَ البَیْتَ ، زَخْرَفَهً :زَیَّنَهُ ،و أَکْمَلَهُ .

وَ کُلُّ ما زُوِّقَ و زُیِّنَ ،فقد زُخْرِفَ .

وَ قال ابنُ أَسْلَمَ : الزُّخْرُفُ :مَتَاعُ البَیْتِ .

وَ المُزَخْرَفُ :المُزَیَّنُ ،قال العَجَّاجُ :

یا صَاحِ مَا هَاجَ العُیُونَ الذُّرَّفَا (8)

مِنْ طَلَلٍ أَمْسَی تَخَالُ المُصْحَفَا

رُسُومَهُ و المُذْهَبَ المُزَخْرَفَا

ص:246


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«خطاتان».
2- (2) سوره الزخرف الآیه 93.
3- (3) سوره الأنعام الآیه 112. [1]
4- (4) سوره یونس الآیه 24. [2]
5- (5) و هذه العباره ذکرت فی التهذیب أیضاً.
6- (6) عن اللسان و [3]بالأصل«یصیر علی الماء».
7- (7) دیوانه ط بیروت ص 69 بروایه: من غمازَهَ ماؤها له حَبَبٌ تستنّ ...
8- (8) عن الدیوان و بالأصل«الزرفا»بالزای.

و زَخْرَفَ الکلامَ :نَظَمَهُ .

وَ تَزَخْرَفَ الرَّجُلُ :إذا تَزَیَّنَ .

وَ الزُّخْرُفُ :طائرٌ،و به فَسَّرَ کُرَاعٌ بَیْتَ أَوْسٍ السابِقَ .

زخف

زَخَفَ ،کَمَنَعَ ، زَخْفاً ، بالفَتْحِ ، و زَخِیفاً ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و اللَّیْثُ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :أی فَخَرَ وَ تَکَبَّرَ (1)،نَقَلَهُ عن الأَصْمَعِیِّ ،و قال:أَظُنُّ زَخَفَ مَقْلُوباً عن فَخَزَ.

وَ قال الخَارْزَنْجِیُّ ،فی تَکْمِلَهِ العَیْنِ : الزَّخِیفُ :مِثْلُ الجَخِیفِ :و هو الکِبْرُ،و الفَخْرُ،و الزَّهْوُ.

و هو زَاخِفٌ ،و مِزْخَفٌ ، کمِنْبَرٍ،قال المُعَطَّلُ الهُذَلِیُّ ، یُخَاطِبُ عَامِرَ بنَ سَدُوسٍ الخُنَاعِیَّ :

وَ أَنْتَ فَتَاهُمْ غَیْرَ شَکٍّ زَعَمْتَهُ

کَفَی بِکَ ذَا بَأْوٍ بِنَفْسِکَ مِزْخَفَا (2)

و التَّزْخِیفُ فی الْکَلاَمِ :الإکْثَارُ مِنْهُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و فی النَّوادِرِ المُثْبَتَهِ عن الأَعْرَابِ :الشَّوْذَقَهُ و التَّزْخِیفُ :

أَخْذُکَ مِن صَاحِبِکَ بِأَصَابِعِکَ الشَّیْذَقَ (3)قال الأَزْهَرِیُّ :أَما الشَّوْذَقَهُ فمُعْرَّبٌ ،و أَما التَّزْخِیفُ ،فأَرْجُو أَن یکونَ عَرَبِیًّا صَحِیحاً.

و تَزَخَّفَ الرَّجُلُ :إذا تَحَسَّنَ و تَزَیَّنَ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

زدف

أَزْدَفَ اللَّیْلُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ عَبَّادٍ: أَظْلَمَ ،کَأَسْدَفَ ، و فی اللِّسَان:یُقَال:أَسْدَفَ عَلَیه السِّتْرَ،و أَزْدَفَ عَلَیه السِّتْرَ،بمعنًی واحدٍ.

قلتُ :و هو قَوْلُ أَبی عُبَیْدَهَ ،و نَصُّهُ : أَزْدَفَ اللَّیْلُ ، وَ أَسْدَفَ ،و أَشْدَفَ ،أَرْخَی سُتُورَهُ ،و أَظْلَمَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

قال أبو عمرٍو: أَزْدَفَ :نَامَ ،و کذلک أَسْدَفَ ،و أَغْدَفَ .

زرف

زَرَفَ :قَفَزَ، نَقَلَهُ ابنُ فَارِسٍ . و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : زَرَفَ إِلیه، وَ رَزَفَ : تَقَدَّمَ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ: زَرَفَ فی الْکَلاَمِ ، زَرْفاً :إذا زَادَ فیه، کَزَرَّفَ تَزْرِیفاً ،و منه حدیثُ قُرَّهَ بنِ خَالِدٍ:«أنَّ الکَلْبِیَّ کان یُزَرِّفُ فی الحدیثِ »أی:یَزِیدُ فیه،مِثْل یُزَلِّفُ ،نَقَلَهُ الأَصْمَعِیُّ .

و زَرَفَتِ النَّاقَهُ :أَسْرَعَتْ ،و هی زَرُوفٌ ، کصَبُورٍ، وَ کذلک رَزَفَتْ ،و هی رَزُوفٌ .

وَ یُقَال:نَاقَهٌ زَرُوفٌ :طَوِیلَهُ الرِّجْلَیْن،وَاسِعَهُ الخَطْوِ، نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

و زَرَفَ الرَّجُلُ ، زَرِیفاً :مَشَی علَی هِینَتِهِ ،کأَنَّه ضِدٌّ، وَ نَصُّ ابنِ الأعْرَابِیِّ :و مَشَتِ الناقَهُ زَرِیفاً ،أی:علَی هِینَتِهَا،و أَنْشَدَ:

وَ سِرْتُ الْمَطِیَّهَ مَوْدُوعَهً

تُضَحِّی رُوَیْداً و تَمْشِی زَرِیفَا

تُضَحِّی:أی تَمْشِی علَی هِینَتِهَا،یقول:قد کَبِرْتُ ، وَ صار مَشْیِی رُوَیْداً،و إِنَّما شِدَّهُ السَّیْرِ و عَجْرَفِیَّتُه للشَّبابِ ، وَ الرَّجُلُ فی ذلک کالنَّاقَهِ .

و زَرِفَ الْجُرْحُ :کَفَرِحَ ، وَ عَلَیه اقْتَصَرَ الصَّاغَانِیُّ ، وَ الجَوْهَرِیُّ ، و زَرَفَ أَیضا:مِثْلُ نَصَرَ فی اللِّسَانِ ، زَرَفَاً ،و زَرْفاً (4): انْتَقَضَ و نُکِسَ بَعْدَ الْبُرْءِ، کما فی الصِّحَاحِ .

و الزَّرَافَهُ ،کَسَحَابَهٍ ،و قد تُشَدُّ فَاؤُهَا، عن القَنَانِیِّ ،کما نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال أبو عُبَیْدٍ:و التَّخْفِیفُ أَجْوَدُ،و لا أَحْفَظُ التَّشْدِیدَ لغیرِ القَنَانِیِّ : الْجَمَاعَهُ مِن النَّاسِ ، قال ابنُ بَرِّیّ :

وَ ذکَره ابنُ فَارِس بتَشْدِیدِ الفاءِ،و کذا حکاه أبو عُبَیْدٍ فی باب فَعَالَّهٍ عن القَنَانِیِّ ،قال:کذا ذکَره القَزَّازُ فی کتابه الجامعِ ، بتَشْدِیدِ الفاءِ،یُقَال:أَتَانِی القَوْمُ بزَرَافَّتِهم ،مِثْل الزَّعَارَّهِ ، قال:و هذا نَصُّ جَلِیٌّ أَنَّه بتَشْدِیدِ الفاءِ دُونَ الرَّاءِ،قال:و قد جاءَ فی شِعْرِ لَبِیدٍ بتَشْدِیدِ الرَّاءِ،فی قَوْلِهِ :

بِالْغُرَاباتِ فَزَرَّافَاتِهَا

فبِخَنْزِیرٍ فَأَطْرَافِ حُبَلْ (5)

ص:247


1- (1) فی التهذیب:«إذا فخر»و لم ترد فیه لقطه«تکبّر».
2- (2) لم یرد فی دیوان الهذلیین فی شعر المعطل،و بهامش صفحه 52 من الجزء الثالث منه أورد البیت نقلاً عن السکری للمعطل،و ورد فی التهذیب و اللسان منسوباً فیهما للبریق الهذلی،و لیس فی شعره فی الدیوان.
3- (3) فی التهذیب:البَشَیْذَقَ .
4- (4) و فی التهذیب:زَرِف الجرح یَزْرَفُ زَرَفانًا.
5- (5) دیوانه ط بیروت ص 140 و الغرابات:إکام سود.و قوله:زرافاتها:ما زرف إلیها أی دنا منها.

قال:و أَمَّا

17- قَوْلُ الحَجَّاجِ : «إِیَّایَ و هذه السُّقَفَاء وَ الزَّرَافَات ،فإِنِّی لا أَجِدُ أَحَدا مِن الجَالِسِین فی زَرَافَهٍ إِلاَّ ضَرَبْتُ عُنَقَهُ ». فالمَشْهُورُ فی هذه الرِّوایَهِ التَّخْفِیفُ ،نَهاهُم أَن یَجْتَمِعُوا فیکونَ ذلک سَبَباً لِثَوَرَانِ الفِتْنَهِ .

قلتُ :و کذا قَوْلُ قُرَیْطِ بنِ أُنَیْفٍ :

قَوْمٌ إِذَا الشَّرُّ أَبْدَی نَاجِذَیْهِ لَهُمْ

طَارُوا إِلَیْهِ زَرَافَاتِ و وُحْدَانَا

أَو الزَّرَافَهُ : الْعَشَرَهُ مِنْهُم، وَ فی بعضِ النُّسَخِ :العَشِیرَهُ منهم.

و الزَّرَافَهُ : دَابَّهٌ حَسَنَهُ الخَلْقِ ،یَدَاهَا أَطْوَلُ مِن رِجْلَیْهَا، وَ هی مُسَمَّاهٌ باسْمِ جَمَاعَهٍ ، فَارِسیَّتُه أُشْتُرْ کَاوْ بَلَنْک (1)،کما فی الصِّحاحِ : لِأَنَّ فیها مَشَابِه و مَلاَمِحَ مِن هذه الثَّلاثهِ ، وَ هی أُشْتُرْ،بالضَّمِّ ،أی: الْبَعِیرُ،و کَاوْ،أی: الْبَقَرُ، و بَلَنْکَ ،کَسَمَنْد،أی: النَّمِر، فهذا وَجْهُ تَسْمِیَتِها،و قیل:

کما فی الصِّحاحِ : مِن زَرَّفَ فی الْکَلامِ ، إِذا زَادَ سُمِّیَتْ به لِطُولِ عُنُقِهَا زِیَادَهً علَی الْمُعْتَادِ (2)،قال شیخُنَا:قد اخْتَلَطَ النَّسْلُ فی الزرَافَهِ بَیْنِ الإبِلِ الحُوشِیَّهِ ،و البَقَرِ الوَحْشِیَّهِ ، وَ النَّعامِ ،و إِنَّهَا مُتَوَلِّدَهٌ مِن هذِ الأَجْنَاسِ الثلاثهِ ،کما قَالَهُ الزُّبَیْدِیُّ ،و غیرُه:و تَعَقَّبَ الجاحظُ ذلک فی کتابِ الحَیَوَانِ له،و أَنْکَرَه،و بیَّنَ أَغْلاطَهُم،و فیها کلامٌ فی حیاهِ الحَیَوَانِ ، وَ مُخْتَصَراتِه، و یُضَمُّ أَوَّلُهَا، عن ابنِ دُرَیْدٍ،و نَصُّه: الزُّرَافَهُ ، بضَمِّ الزَّایِ :دَابَّهٌ ،و لا أَدْرِی أَ عَرَبِیَّهٌ صَحِیحَهٌ ،أَم لا، قال:و أَکْثرُ ظَنِّی أَنها عَرَبِیَّهٌ ،لأَنَّ أَهْلَ الیَمَنِ یَعْرِفُونَها مِن نَاحِیَهِ الحَبَشَهِ ،و قَوْلُه: فی اللُّغَتَیْنِ ، قال شیخُنَا:فقلتُ :

لعلَّه أَرادَ التَّشْدِیدِ و التَّخْفِیفَ ،إذْ لم یتقدَّم له غیرُهما،لکنْ کلامُ الجَوْهَرِیِّ صَرِیحٌ فی أنَّ التَّشْدِیدَ إِنَّما هو فی الزَّرافهِ ، بمعنی الجَمْع،لا فی الزَّرَافَهِ التی هی الحَیَوانُ المَعْرُوفُ ، فلْیُحَرَّرْ.

قلتُ :ما ذکَره فی بیانِ اللُّغَتَیْنِ فصحیحٌ ،صَرَّحَ به الصَّاغَانِیُّ ،و نَصَّه فی العُبَابِ :هی الزَّرَافَهُ ،و الزُّرَافَهُ ،بالفَتْحِ ،و الضَّمِّ ،و الفاءُ تُشَدَّد و تُخَفَّفُ فی الوَجْهَیْنِ (3)وَ هکذا نَقَلَهُ صاحبُ اللِّسَانِ ،و زادَ:و الفَتْحُ و التَّخْفِیفُ أَفْصَحُهما (4)،و به تَعْلَمُ أنَّ اقْتِصَارَ الجَوْهَرِیِّ علَی تَخْفِیفِ الفاءِ فی الحَیَوانِ إِشَارَهٌ إلی بَیَانِ الأَفْصَحِیَّهِ ،و به یظْهَرُ ما تَوَقَّفَ فیه شَیْخُنَا،ثم إنَّ صَرِیحَ قَوْلِ الجَوْهَرِیِّ أنَّ الفَتْحَ وَ الضَّمَّ فی الحَیَوانِ سَوَاءٌ،و اقْتَصَرَ ابنُ دُرَیْدٍ علَی الضَّمِّ ، وَ صَرِیحُ کلامِ المُصَنِّفِ أنَّ الفَتْحَ أَفْصَحُ من الضَّمِّ ،و هو مُقْتَضَی کلامِ الأَزْهَرِیِّ أَیضاً،و جَعَلَ عُمَرُ بنُ خَلَفِ بنِ مَکِّیٍ الصِّقلِّیُّ فی کتابِه،الذی سَمَّاهُ «تَثْقِیفَ اللِّسَان»الضَّمَّ مِن لَحْنِ العَوَامِّ ،و نَقَلَ الشیخُ بنُ هِشَامٍ ،فی شَرْحِ الشُّذورِ،عن کتاب ما یَغْلَطُ فیه العَامَّهُ ،عن الجَوَالِیقِیِّ ،أَنَّه قال: الزَّرَافَهُ ،بفَتْحِ الزَّایِ ،و العَامَّهُ تَضُمُّها،فَتَأَمَّلْ ذلک (5).

ج: زَرَافیُّ ، کزَرَابِیَّ .

و أَزْرَفَ الرَّجُلُ : اشْتَرَاهَا، أی: الزَّرَافَهَ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و أَزْرَفَ النَّاقَهَ :حَثَّها، کما فی الصِّحَاحِ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ الرَّاجزِ:

یُزْرِفُهَا الْإِغْرَاءُ أیَّ زَرْفِ

وَ رَوَی الصَّرَّامُ عن شَمِرٍ: أَزْرَفْتُ النَّاقهَ :إذا أَخْبَبْتَهَا فی السَّیْرِ،و یُرْوَی أَیْضاً بتَقْدِیمِ الرَّاءِ علی الزَّایِ ،کما تقدَّم.

و أَزْرَفَ إِلیه الرَّجُلُ :إذا تَقَدَّمَ .

و الزُّرافَهُ ، کَکُنَاسَهٍ :الکَذَّابُ ، یَزِیدُ فی الحدِیثِ .

و الزُّرَافَهُ : عَلَمٌ أَیضاً.

و الزَّرَّافَاتُ ،کشَدَّادَاتٍ :ع، وَ به فُسِّرَ قَوْلُ لَبِیدٍ السَّابِقُ ، الذی أَوْرَدَهُ ابنُ بَرِّیّ فی معنَی الجَمَاعَهِ .

و قال أَبو مالِکٍ : الزَّرَّافَاتُ : هی الْمَنَازِفُ ،التی یُنْزَفُ بها الْمَاءُ للزَّرْعِ ،و مَا أَشْبَهَ ذلِکَ ، وَ أَنْشَدَ:

ص:248


1- (1) فی التهذیب:«اشْتُرْقاوْبَلَنْق»و فی التکمله:«شَتَرْکاوبِلَنْک».
2- (2) کذا بالأصل و لم ترد العباره فی الصحاح.و فی الأساس:و هی مسماه باسم الجماعه لأنها فی صوره جماعه من الحیوان.
3- (3) و مثله فی التکمله.
4- (4) و فی التهذیب:و هی الزُّرافَه و الزُّرافَه،و الفتح و التخفیف أفصحها.
5- (5) قال الأزهری فی التهذیب:و الفتح و التخفیف أفصحها،و قد تقدمت الإشاره إلیه.

مِن الشَّأْمِ زَرَّافاتُهَا و قُصُورُهَا

کذا فی العُبَابِ ،قلتُ :البیتُ لِلْفَرَزْدَقِ ،و الرِّوَایَهُ :«مِن المَاءِ زَرَّافاتُهَا »و صَدْرُه:

وَ نُبِئْتُ ذَا الْأَهْدَامِ یَعْوِی و دُونَهُ (1)

و التَّزْرِیفُ :التَّنْفِیذُ (2)،کما فی العُبَابِ ،و التَّکْمِلَهِ ، وَ یُوجَد فی بعضِ النُّسَخِ :التَّنْقِیَهُ ،و فی بعضِها:التَّنْفِیدُ، بالدَّالِ المُهْمَلَهِ ،و الصَّوابُ ما ذَکَرْنا.

و التَّزْرِیفُ : التَّنْحِیَهُ یُقَال: زَرَّفْتُ الرَّجُلَ عن نَفْسِی، أی:تَحَّیْتُه.

و التَّزْرِیفُ : الْإِرْبَاءُ، کالتَّزْلِیفِ ،یُقَال: زَرَّفَ علَی الخَمْسِین،و زَلَّفَ ،أی:أَرْبی،و فی اللِّسَانِ :جَاوَزَهَا (3).

و انْزَرَفَ ، انْزِرَافاً : نَفَذَ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و فی بعضِ النُّسَخِ بالدَّالِ المُهْمَلَهِ ،و الصَّوابُ بالمُعْجَمَهِ .

و انْزَرَفَتِ الرِّیحُ :مَضَتْ .

و انْزَرَفَ الْقَوْمُ :ذَهَبُوا مُنْتَجِعِینَ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و مَزْرَفَهٌ (4)، کَمَرْحَلَهٍ :[ه] (5)بِبَغْدَادَ،مَرْمَنَهٌ ، أی:کَثِیرَهُ الرُّمَّانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

نَاقَهٌ ، مِزْرَافٌ :سَرِیعَهٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

وَ زَرَفَ إِلیه، زُرُوفاً ،و زَرِیفاً ،دَنَا.

وَ الزَّرْفُ :الإِسْرَاعُ .و کَشَدَّادٍ:السَّرِیعُ .

وَ أَزْرَفَ القَوْمُ : إِزْرَافاً (6):عَجِلُوا فی هَزِیمَهٍ أو غیرِها.

وَ أَزْرَفَ فی المَشْیِ :أَسْرَعَ .

وَ الزَّرَافَهُ :کسَحَابَهٍ :مِنْزَفَهُ الماءِ،لُغَهٌ فی المُشَدَّدِ.

وَ أَزْرَفَ الجُرْحُ :انْتَقَضَ .

وَ خِمْسٌ مُزَرِّفٌ ،کمُحَدِّثٍ :أی مُتْعِبٌ ،قال مُلَیْحُ بنُ الحَکَمِ الهُذَلِیُّ :

فَرَاحُوا بَرِیداً ثم أَمْسَوْا (7)بشُلَّهٍ

یَسِیرُ بِهَا لِلْقَوْمِ خِمْسٌ مُزَرِّفُ

زرقف

زَرْقَفَ ، زَرَقَفَهً ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ،أی أَسْرَعَ ، وَ قال غیرُه: کَازْرَنْقَفَ ، یُقَال: ازْرَنْقَفَتِ الإِبِلُ :أی أَسْرَعَتْ ،کادْرَنْفَقَتْ (8).

زعرف

بَحْرٌ زَعْرَفٌ ،کَجَعْفَرٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و الصَّاغَانِیُّ فی العُبَابِ هنا،و فی التَّکْمِلَهِ ،و قال ابنُ عبَّادٍ:أی کَثِیرُ الْمَاءِ، وَ الجَمْعُ :

زَعَارِفُ ، أَو هو بِالغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،و بِهِمَا فُسَّرَ قَوْلُ مُزَاحِمٍ العُقَیْلِیِّ :

کصَعْدَهِ مُرَّانٍ جَرَی تَحْتَ ظِلِّها

خَلِیجٌ أَمَدَّتْهُ البِحَارُ الزَّعَارِفُ

وَ أَنْکَرَهُمَا أَبو حاتمٍ ،و رَوَی:المَحَاذِفُ ،أَوْرَدَهُ الصَّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،فی تَرْجَمَهِ «غَرف»استطْرَاداً، وَ سیأتِی بَیَانُهُ .

زعف

زَعَفهُ ،کمَنَعَهُ ، زَعْفاً : قَتَلَهُ ، کما فی الصِّحاحِ ،و فی اللِّسَانِ :رَمَاهُ أو ضَرَبَهُ فماتَ مَکَانَهُ سَرِیعاً، کَأَزْعَفَهُ ، قال الجَوْهرِیُّ :أی قَتَلَهُ قَتْلاً سَرِیعاً.

و ازْدَعَفَهُ أی:أَقْعَصَهُ ،قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ .

و سَمٌّ زُعَافٌ ،کَغُرَابٍ ، وَ کذلک زُؤَافٌ ، بالهَمْزِ، وَ ذُعافٌ ،بالذال:بمعنًی واحدٍ،أی:قَاتِلْ .

و الزُّعُوفُ ، بالضَّمِّ : الْمهَالِکُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

ص:249


1- (1) من قوله«و أنشد:من الشأم...إلی هنا»مثبت عن المطبوعه الکویتیه وَ مکانه بالأصل«و أنشد کذا فی العباب،قلت:البیت للفرزدق وَ الروایه:«من الماء زرافاتها»و صدره: وَ یبیت ذا الأهذاب یعوی و دونه من الماء زرافاتها و قصوره» کذا وردت العباره مضطربه بالأصل،و متداخله بعضها ببعض،و قد نبه إلی هذا الاضطراب و التشویش بهامش المطبوعه المصریه:«و أنشد کذا فی العباب،هکذا فی النسخ»و انظر ما ورد بهامش المطبوعه الکویتیه فیما یتعلق بتنظیم العباره کما یقتضیه سیاق معناها و ما أدخله محققها من تغییرات بالنص.
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«التَّنْقِیَهُ ».
3- (3) عن اللسان و بالأصل«جاوزهما».
4- (4) فی المطبوعه الکویتیه«مرزفه»تطبیع.
5- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
6- (5) عن التهذیب،و بالأصل«إزرفافاً».
7- (6) عن التکمله و بالأصل«امشوا بشلَّه».
8- (7) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«کازْرَنْفَقَتْ ».

و قال أَبو عَمْرٍو: الْمِزْعَافَهُ ، و الْمِزْعَامَهُ :مِن أَسْمَاءِ الْحَیَّه، وَ منه قَوْلُ الشَّاعِرِ:

فَلاَ تَتَعَرَّضْ أَنْ تُشَاکَ و لاَ تَطَأْ

بِرِجْلِکَ مِنْ مِزْعَافَهِ الرِّیقِ مُعْضِلِ

أَراد:من حَیَّهٍ ذَاتَ رِیقٍ مُزْعِفٍ ،و زادَ«مِن»فی الواجِب،کما ذَهَبَ إِلیه أَبو الحَسَن.

و قال ابنُ عَبَّادٍ حِسْیٌ مُزْعَفٌ (1)،کَمُکْرَمٍ : أی لَیْسَ بِعَذْبٍ .

و قال الخَارْزَنْجِیُّ فی تَکْمِلَهِ العَیْنِ : أَزْعَفَ عَلَیْهِ : أی أَجْهَزَ علیه،قال: و مَوْتٌ مُزْعِفٌ ،کَمُحْسِنٍ : أی قاتِلٌ ، وَ قیل:وَحِیُّ ،کما ذکَره السُّکَّرِیُّ فی شَرْحِ قَوْلِ أُمَیَّهَ بن أَبی عَائِذٍ:

فَعَمَّا قَلِیلٍ سَقَاهَا مَعاً

بمُزْعِفٍ ذِیفانِ قِشْبٍ ثُمَالِ (2)

و سَیْفٌ مَزْعِفٌ :لا یُطْنِی، أی لا یُبْقِی،قَالَه الأَصْمَعِیُّ ، و الْمُزْعِفُ :سَیْفٌ کان لعبدِ اللّه بنِ سَبْرَهَ أَحَدِ فُتَّاکِ الإسْلامِ ،و فیه یقولُ :

عَلَوْتُ بِالْمُزْعِفِ الْمَأْثُورِ هَامَتَهُ

فَمَا اسْتَجَابَ لِدَاعِیهِ و قد سَمِعَا

هکذا ضَبَطَهُ الأَزْهَرِیُّ ، أَو هو بِالرَّاءِ، قال الصَّاغَانِیُّ :

وَ هکذا قَرَأْتُهُ فی کتابِ [السیوف] (3)لابْنِ الکَلْبِیِّ ،بخَطِّ محمدِ بنِ العباسِ الیَزِیدِیِّ ،و تحت الرَّاءِ عَلامهُ نُقطَهٍ ، احْتِرازاً مِن الزَّایِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

زَعَفَ فی حَدِیثهِ ،أی زَادَ علیْه.أَو کَذَبَ فیه،کذا فی اللِّسَانِ ،و المُجْمَلِ .

وَ مَوْتٌ زُعَافٌ :وَحِیٌّ ،و زَعَفَهُ ، یَزْعَفُه ، زَعْفاً :أَجْهَزَ علیْه.

زعنف

الزِّعْنِفَهُ ،بِالْکَسْرِ،و الْفَتْحِ :الْقَصِیرُ، وَ الْقَصِیرَهُ ، وَ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علَی الکَسْرِ،و فَسَّرَه بالقَصِیرِ، وَ فی المُحْکَمِ :و کُلُّ شَیْ ءٍ قَصِیرٍ: زِعْنِفَهٌ [و زَعْنَفَهٌ ] (4).

و الزَّعْنِفَهُ : طَائِفَهٌ مِن کُلِّ شَیْ ءٍ.

و الزِّعْنِفَهُ : طَرَفُ الْأَدِیمِ ،کَالیَدَیْنَ ،و الرِّجْلَیْنِ ، وَ فی الصِّحاحِ :و أَصْلُ الزَّعَانِفِ أَطْرَافُ الأَدِیمِ و أَکارِعُهُ ،قال أَوْسٌ :

فَمَا زَالَ یَفْرِی الْبِیدَ حَتَّی کَأَنَّمَا

قَوَائِمُهُ فی جَانِبَیْهِ الزَّعَانِفُ

أی:کأَنَّها مُعَلَّقَهٌ لا تَمَسُّ الأَرْضَ مِن سُرْعَتِهِ .

قلتُ :و هو قَوْلُ ثَعْلَبٍ ،و قال غیرُه: زَعَانِفُ الأَدِیمِ :

أَطْرَافُه (5)التی تُشَدُّ فیها الأَوْتَادُ،إذا مُدَّ فی الدِّبَاغِ .

و الزَّعْنَفَهُ مِن کلِّ شَیْ ءٍ: الرَّذْلُ الرَّدِیءُ،علَی التَّشْبِیهِ بالْأَکَارِعِ .

و الزِّعْنِفَهُ : الْقِطْعَهُ مِن الْقَبِیلَهِ ،تَشِذُّ و تَنْفَرِدُ، کَما فی المُحْکَمِ .

أَو هی الْقَبِیلَهُ الْقَلِیلَهُ ،تَنْضَمُّ إِلَی غَیْرِهَا مِنْ الأَحْیَاءِ الکثیرَهِ ،نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه أَیضاً.

و قال أَیضاً: الزِّعْنِفَهُ : الْقِطْعَهُ مِن الثَّوبِ ،أو أَسْفَلُهُ الْمُتَخَرِّقُ ، وَ قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو ما تَخَرَّقَ مِن أَسْفَلِ القَمِیصِ ،یُشَبَّهُ به رُذَالُ النَّاسِ .

و الزِّعْنِفَهُ : الدَّاهِیَهُ ، کأَنَّه مَأْخُوذٌ من معنَی القِصَرِ.

ج، أی جَمْعُ الکُلِّ : زَعَانِفُ .

و هی أی: الزَّعَانِفُ : أَجْنِحَهُ السَّمَکِ ، قال المُبَرِّدُ:و بها شُبِّهَتِ الأَدْعِیَاءُ؛لأَنَّهُمْ الْتَصَقُوا بالصَّمِیمِ ،کما الْتَصَقَتْ تلک الأَجْنِحَهُ بعَظْمِ السَّمَکِ ،و أَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:

فَمَا زَالَ یَفْرِی الْبِیدَ حَتَّی کَأَنَّمَا

قَوَائِمُه فی جانِبَیْهِ الزَّعَانِفُ

و قال الأَزْهَرِیُّ : کُلُّ جَمَاعَهٍ لَیْس أَصْلُهُمْ وَاحِداً زَعَانِفُ ،

ص:250


1- (1) ضبطت فی التکمله بالقلم:مِزْعَف بکسر المیم فسکون ففتح.
2- (2) دیوان الهذلیین 186/2 و عجزه بالأصل: وَ مزعفِ زیفان قِشبٍ شمال وَ المثبت عن الدیوان،و فسر الذیفان بالسم،و ثمال:منقع.
3- (3) زیاده عن التکمله.
4- (4) زیاده عن اللسان.
5- (5) اللسان:« [1]نواحیه»و فی موضع آخر«أطرافه»کالأصل.

بمَنْزِلَه زَعَانِفِ الأَدِیمِ ،و هی نَواحِیهِ حیثُ تُشَدُّ فیه الأَوْتَادُ إذا مُدَّ فی الدِّباغ.

و الزَّعَانِفُ : مَا تَحَرَّکَ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :ما تَخَرَّقَ مِن أَسَافِلِ القَمِیصِ ، کما هو نَصُّ النَّوَادِرِ لابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و قد تقدَّم هذا قریباً،فهو تَکْرَار،فتَأَمَّلْ .

و زَعْنَفَ العْرُوسَ :زَیَّنَهَا، کزَهْنَعَهَا،کما تقدَّم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الزَّعَانِفُ :النِّسْوَهُ الخَسَائِسُ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

طِیرِی (1)بِمِخْرَاقٍ أَشَمَّ کَأَنَّهُ

سَلِیمُ رِمَاحٍ لَم تَنَلْهُ الزَّعَانِفُ

قلتُ :و هذا قَولُ مُزَاحِمٍ العُقْیَلِیِّ ،یقول:لم یَتَزَوَّج لَئِیمَهً قَطُّ ،فَتَنالَهُ .

وَ قد تُجْمَعُ الزِّعْنِفَهُ -بمعنَی الجَمَاعَهِ المُتَفَرَّقَهِ مِن الناسِ -علَی: الزَّعَانِیفِ ،و منه قَوْلُ عَمْرِو بنِ مَیْمُونٍ :

إِیَّاکُم و هذه الزَّعانِیفَ الَّذِینَ رَغِبُوا عَنِ النَّاسِ ،و فَارَقُوا الْجَمَاعَهَ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و الیاءُ فی زَعانِیفَ لِلْإِشْباعِ ، وَ أَکثرُ ما یَجِیءُ فی الشِّعْرِ،کما فی اللِّسَانِ ،و العُبَابِ .

زغرف

بَحْرٌ زَغْرَفٌ کجَعْفَرٍ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ثَعْلَبٌ وَحْدَهُ :أی کَثِیرُ الْمَاءِ و الجَمْعُ : زَغَارِفُ ،و قال ابنُ سِیدَه:و المعروفُ إِنَّمَا هو الزَّغَارِبُ ،بالبَاءِ،و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ لِمُزَاحِمٍ :

کَصَعْدَهِ مُرَّانٍ جَرَی تَحْتَ ظِلِّهَا

خَلِیجٌ أَمَدَّتْهُ الْبِحَارُ الزَّغَارِفُ

وَ لوْ أَبْدَلَتْ (2)أُنْساً لأَعْصَمَ عَاقِلٍ

بِرَأْسِ الشَّرَی قد طَرَّدَتْهُ المَخَاوِفُ

و یُقَالُ بِالْعَیْنِ الْمُهْمَلَهِ ، وَ فی العُبَابِ :و رُوِیَ «الزَّعارِف» بالمُهْمَلَهِ ،و رَوَی أَبو حاتمٍ :المَحَاذِفُ ،و قال:لا أَعْرِفُ الزَّعَارِفَ ،و لا الزَّغَارِفَ (3).

وَ قال غیرُه:بَحْرٌ زَغْرَبٌ ،بالباءِ و الفاءِ.و مِثْلُه فی الکلامِ :ضَبَرَ،و ضَفَرَ:إذا وَثَبَ ،و البُرْعُلُ ، وَ الفُرْعُلُ :وَلَدُ الضِّبُعِ ،و قد تقدَّم الکلامُ عَلَیه فی«زغرب» فرَاجِعْهُ .

زغف

الزَّغْفُ ، بالفَتْحِ : السَّحَابُ الذی قد هَرَاقَ مَاءَهُ ،و هو مُجَلِّلُ السَّمَاءِ، نَقَلَهُ الصَاغَانِیُّ عن أَبی عَمْرٍو.

و الزَّغْفُ : الطَّعْنُ ، کما فی التَّکْمِلَهِ .

و الزَّغْفُ : أَنْ یَکْثُرَ مَاءُ البِئْرِ، وَ قَد زَغَفَت البِئْرُ.

و الزَّعْفُ : الزِّیَادَهُ فی الْحَدِیثِ بالْکَذِبِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن الأَصْمَعِیِّ ، فِعْلُهُنَّ کَمَنَعَ .

و الزَّغْفَهُ ، بالفَتْحِ ، و قد یُحَرَّکُ :الدِّرْعُ اللَّیِّنَهُ ، وَ قال الشَّیْبَانِیُّ : الْوِاسِعَهُ زَادَ ابنُ السِّکِّیتِ :الطَّوِیلَهُ ،و زاد أَبو عُبَیْدَهَ :اللَّیِّنَهُ ،و قال اللَّیْثُ : الْمُحْکَمَهُ ،أَو هی الرَّقِیقَهُ ، وَ فی بعضِ الأُصُولِ :الدَّقِیقَهُ الْحَسَنَهُ السَّلاسِلِ ، قالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ ،و أَنْکَرَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ تَفْسِیرَ الزَّغْفَهِ بالوَاسِعَهِ من الدُّرُوعِ ،و قال:هی الصَّغِیرَهُ الحَلَق،یُقَال: دِرْعٌ زَغْفٌ ، بالفَتْحِ ، و دُرُوعٌ زَغْفٌ ، بالفَتْحِ أَیْضاً، علَی لَفْظِ الوَاحِدِ، قال الشاعرُ،-و هو طَرِیفُ بن تَمِیمٍ الْعَنْبَرِیُّ -:

تَحْتِی الْأَغْرُّ و فَوْقَ جِلْدِی نَثْرَهٌ

زَغْف تَرُدُّ السَّیْفَ و هوَ مُثَلَّمُ

وَ قال غیرُه:

وَ مُفَاضَهٍ زَغْفٍ کأَنَّ قَتِیرَهَا

حَدَقُ الأَسَاوِدِ لَوْنُهَا کالمِجْوَلِ

وَ قال آخَرُ:

علیه مُفَاضَهٌ کالنِّهْیِ زَغْفٌ

تَرُدُّ السَّیْفَ مَفْلُولَ الغِرَارِ

قال ابنُ دُرَیْدٍ: و إِن جَمَعْتَ علَی أَزْغَاف ،و زُغُوف ، کان عَرَبِیًّا،إِن شاءَ اللّه تعالَی، و قال غیرهُ :و یُجْمَعْ أَیضاً علی: زَغَفَ ،مُحَرَّکَهً ، نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه،و منه قَوْلُ الرَّبِیعِ بن أَبی الحُقَیْقِ :

رُبَّ عَمٍّ لِیَ لَوْ أَبْصَرْتَهُ

حَسَنِ الْمِشْیَهِ فی الدِّرْعِ الزَّغَفْ

و الزَّغَفُ ،مُحَرَّکَهً :دِقَاقُ الْحَطَبِ .

ص:251


1- (1) فی التهذیب:«و طیری»فسرها أی أعلقی به.
2- (2) فی التهذیب:و لو بذلتْ .
3- (3) فی التهذیب و التکمله و اللسان:و [1]قال الأصمعی:لا أعرف الزغارف.

و قال أبو حَنِیفَهَ : الزَّغَفُ : أَطْرَافُ الشَّجَرِ الضَّعِیفَهُ ، قال: و قال لی بعضُ بَنِی أَسَدٍ الزَّغَفُ : أَعالِی الرِّمْثِ (1)، و قال مَرَّهً : الزَّغَفُ :حَطَبُ الْعَرْفَجِ مِن أَعالِیهِ ،و هو أَخْبَثُهُ (2)،و کذلک هو مِن غَیْرٍ العَرْفَجِ .

و الْمِزْغَفُ ، کَمِنْبَرٍ:النَّهِمُ الرَّغِیبُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ نَصُّ العَیْنِ :هو الجَرَّافُ (3)،المَنْهُومُ ،الرَّغِیبُ ، یَزْدَغِفُ کُلَّ شَیْ ءٍ.

و ازْدَغِفَ :أَخَذَ الشیءَ کَثِیرًا، وَ اجْتَرَفَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

قال أبو مالکٍ :رَجُلٌ زَغَّافٌ ،کشَدَّادٍ:کثیرُ الکلامِ ،و قد زَغَفَ کَلاَماً کَثِیرًا.

وَ قال أبو زَیْدٍ: زَغَفَ لنا مَالاً کَثِیرًا،أی غَرَفَ .

زفف

زَفَّ الْعَرُوسَ إلَی زَوْجِهَا، یَزُفُّ ،بالضَّمِّ ، زَفًّا ، بالفَتْحِ ، و زِفَافاً ،ککِتَابٍ و هو الوَجْهُ : هَدَاهَا إِلیه، وَ قال الرَّاغِبُ : زَفُّ العَرُوسِ ،مُسْتَعَارٌ مِن زَفْزَفَهِ النَّعَامِ ، فیما یَقْتَضِی السُّرْعَهَ ،لا لأَجْلِ شَبَهِهَا (4)،و لکن للذَّهَابِ بِها علَی خِفَّهٍ من السُّرُورِ، کَأَزفَّهَا ،و ازْدَفَّهَا ، إِزْفافاً ،و ازْدِفافاً ، نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِیُّ ،و اقْتَصَرَ اللَّیْثُ علَی الزَّفِّ ،فقَالَ : زُفَّتِ العَرُوسُ إِلَی زَوْجِها زَفًّا .

و زَفَّ الْبَرْقُ :لَمَعَ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و زَفَّ الظَّلِیمُ ،و غَیْرُهُ کالبَعِیرِ، یَزِفُّ ، بالکَسْرِ، زَفًّا ، وَ زُفُوفاً ، کقُعُودٍ، و زَفِیفاً :أَسْرَعَ ، کَأَزَفَّ و هذه عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و قال اللِّحْیَانِیُّ :یکون ذلک فی الناسِ و غیْرِهم، قال:و أَزَفَّ ،أَبْعَدُ اللُّغَتَیْن، أَو هُمَا أی: الزَّفُّ ،و الإِزْفَافُ ، کَالذَّمِیل.

وَ قال اللِّحْیَانِیُّ : الزَّفِیفُ :الإِسْرَاعُ ،و مُقَارَبَهُ الخَطْوِ، وَ قال غیرُه:هو سُرْعَهُ المَشْیِ ،مَع تَقارُبِ خَطْوٍ و سُکُونٍ .

أَو الزَّفِیفُ : أَوَّلُ عَدْوِ النَّعَامِ . و کذلک: زَفَّ القَوْمُ فی مِشْیَتِهم،و منه قَوْلُهُ تعالی:

فَأَقْبَلُوا إِلَیْهِ یَزِفُّونَ (5)،قال الفَرَّاءُ:أی یُسْرِعُون،و قرأَها الأَعْمَشُ : یُزَفُّونَ ،علی بِنَاءِ المَجْهُولِ (6)،أی:یَجِیئُونَ علَی هَیْئَهِ الزَّفِیفِ ،بمَنْزِلَهِ المَزْفُوفَهِ علَی هذِه الحالِ ،و هو مَجازٌ.

و زَفَّتِ الرِّیحُ ، زَفِیفاً ،و زُفُوفاً : هَبَّتْ هُبُوباً لَیِّنًا،و دَامَتْ ، وَ قال الجَوْهَرِیُّ :و هو هُبُوبٌ لیس بالشَّدِیدِ،و لکنه فی مُضِیٍ .

و زَفَّ الطَّائِرُ فی طَیَرَانِهِ زَفًّا ،و زَفیفاً : إذا رَمَی، وَ نَصُّ العَیْنِ :تَرَامَی بِنَفْسِهِ ، وَ أَنْشَدَ:

وَ تَرَی المُکَّاءَ فیه سَاقِطاً

لَثِقَ الرِّیشِ إِذَا زَفَّ زَفّاً

أَو زَفَّ ، زَفِیفاً : بَسَطَ جَنَاحَیْهِ ،کَزَفْزَفَ فِیهِمَا، أی فی الرِّیحِ ،و فی الطَّیْرِ،یُقَال؛ زَفْزَفَتِ الرِّیحُ ، زَفْزَفَهً ،و هو شِدَّهُ هُبُوبِها،کما فی التَّهْذِیبِ ،و قیل:هو هُبُوبُها لَیِّنًا،و فی الصِّحاحِ :و الزَّفْزَفَهُ :حَنِینُ الرِّیحِ و صَوْتُهَا،و زَفْرَفَ الطَّائِرُ فی طَیَرَانِهِ :حَرَّکَ جَنَاحَیْهِ إذا عَدَا.

و مِن المَجَازِ: الزَّفَّهُ :الْمَرَّهُ الواحِدَهُ مِن الزَّفِیفِ ،یُقَال:

جِئْتُهُ زَفَّهً أو زَفَّتَیْنِ ،أی:مَرَّهً أو مَرَّتَیْنِ .

و الزُّفَّهُ ، بالضَّمِّ :الزُّمْرَهُ و منه

15,14- الحدیثُ : أَنَّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم قال لِبِلاَلٍ ،حِینَ صَنَعَ طَعَاماً فی تَزْوِیجِ فَاطِمَهَ رَضِیَ اللّه عنها:«أَدْخِلِ النَّاسِ عَلَیَّ زُفَّهً زُفَّهً »، حَکاهُ الهَرَوِیُّ فی الغَرِیبَیْنِ . و قال:أی فَوْجاً بَعْدَ فَوْجٍ ،و طائِفَهً بَعْدَ طَائِفَهٍ ، قال:و سُمِّیَتْ بذلک لِزَفِیفِها فی مَشْیِهَا،أی:إِسْرَاعِها.

و الزَّفْزَفُ ،و الزَّفْزَافُ :الرِّیحُ الشَّدِیدَهُ الْهُبُوبِ فی دَوَامٍ ، عن ابنِ دْرَیْدٍ، کَالزَّفْزَافَهِ ، عنه أَیضاً،و قیل:رِیحٌ زَفْزَفٌ :سَرِیعَهٌ ،و شاهِدُه قَوْلُ الأَخْطَلِ :

کَأَنَّ ثِیَابَ الْبَرْبَرِیِّ تُطِیرُهَا

أَعَاصِیرُ رِیحٍ زَفْزَفٍ زفَیَان

ص:252


1- (1) فی التکمله:یقال لأعالی الرمث الزغف،و ذلک إذا عسا.
2- (2) زید فی التکمله:و أردؤه.
3- (3) فی اللسان:«جوَّاب»و المثبت موافقًا للتهذیب.
4- (4) فی المفردات:مشیتها.
5- (5) سوره الصافات الآیه 94. [1]
6- (6) فی التکمله:« یُزِفُّون ،بضم الیاء کأنها من أزففت»و ضبطها بالقد بکسر الزای،قال الأزهری: یُزَفُّون کأنها من أَزفّت،و لم نسمعها إلا زففت.یقال للرجل:جاء یزف.

و جَمْعُ الزَّفْزَفِ : زَفَازِفُ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لمُزَاحِمٍ العُقَیْلِیِّ :

صَباً و شَمَالاً نَیْرَجاً تَعْتَفِیهِمَا

عَثَانِینُ ثَوْبَاتِ الْجَنُوبِ الزَّفَازِفِ

وَ قیل:رِیحٌ زَفْزَفَهٌ ،و زَفْزَافَهٌ ،و زَفْزَافٌ :شَدِیدَهٌ لها زَفْزَفَهٌ ،و هی الصَّوْتُ ، و قال ابنُ عَبَّادٍ: الزَّفْزَفُ ، وَ الزَّفْزَافُ : الْخَفِیفُ ،و قال غیرُه: الزَّفْزَفُ ،و الزَّفْزَافُ :

النَّعَامُ ، لِخِفَّتِهِ فی سَیْرِه،أو لِزَفْزَفَتِهِ فی طَیَرَانِهِ ،و هو تَحْرِیکُ جَنَاحَیْهِ حینَ یَعْدُو، کَالزَّفُوفِ ، کصَبُورٍ،قال الحارثُ بنُ حِلِّزَهَ :

بِزَفُوفٍ کَأَنَّهَا هِقْلَهٌ أُمْ

مُ رِئَالٍ دَوِّیَّهٌ سَقْفَاءُ

شَبَّهَ نَاقَتَهُ بالنَّعَامهِ فی سُرْعَتِها.

و الزِّفُّ ،بالْکَسْرِ:صِغَارُ رِیشِ النَّعَامِ ،أو کُلِّ طَائِرٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و نَصُّه:«و کُلّ طائرٍ» (1)و منه قَوْلُهُم:«أَلْیَنُ مِن زِفِّ النَّعَامِ »و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الزِّفُّ :رِیشٌ صِغَارٌ کالزَّغَبِ تَحْتَ الرِّیشِ الکَثِیفِ ،و قال بعضُ أَهْلِ اللُّغَهِ :لا یکون الزِّفُّ إِلا لِلنَّعَام.

و قال الجَوْهَرِیُّ :یُقَال: هَیْقٌ أَزَفُّ ،بَیِّنُ الزَّفَفِ ، مُحَرَّکَهً :أی ذُو زِفِّ مُلْتَفٍّ ، کما فی الصِّحاحِ .

و الزَّفِیفُ ، کأَمِیرٍ، و الأَزَفُّ ،و الزِّفَّانِیُّ ،بالکَسْرِ، کِلاهُمَا عن ابنِ عَبَّادٍ،و الأَوَّلُ عن الجَوْهَرِیِّ : السَّرِیعُ ، زادَ فی اللِّسَانِ :الخَفِیفُ (2)،و قال:هو الزَّفَّانُ ،بغَیْرِ یاءٍ.

و أَزَفَّهُ أی البَعِیرَ،کما فی اللِّسَانِ : حَمَلَهُ علَی الْإِسْرَاعِ .

و الْمِزَفَّهُ ،بَالْکَسْرِ:الْمِحَفَّهُ التی تُزَفُّ فیها الْعَرُوسُ ، قال الجَوْهَرِیُّ :حُکِیَ ذلک عن الخَلِیلِ .

و الزَّفْزَفَهُ تَحْرِیکُ الرِّیحِ یَبِیسَ (3)الْحَشِیشِ و قد زَفْزَفَتْهُ ،قال العَجَّاجُ .

زَفْزَفَهَ الرِّیحِ الْحَصَادَ الْیَبَسَا

و الزَّفْزَفَهُ :حَنِینُ الرِّیحِ ،و صَوْتُهَا فیه أی:فی الحَشِیشِ ،و کذا فی الشَّجَرِ، و الزَّفْزَفَهُ : شِدَّهُ الْجَرْیِ ، و قیل: الزَّفْزَفَهُ هَزِیزُ الْمَوْکِبِ ، عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و اسْتَزَفَّهُ السَّیْرُ، هکذا فی النُّسَخِ ،و صَوابُه:السَّیْلُ :

اسْتَخَفَّهُ فذَهَبَ به،کما هو نَصُّ المُحِیطِ ،و الأَسَاسِ ، وَ مِثْلُه فی العُبَابِ .

و ازْدَفَّ الْحِمْلَ ، ازْدِفَافاً : احْتَمَلَهُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

14- و فی الْحَدِیثِ : : أَنَّه صلّی اللّه عَلَیه و سلَّم،قال: مَا لَکِ یا أُمَّ السَّائِبِ ، أَو«یا أُمَّ المُسَیَّبِ »-و هی الأَنْصَارِیَّهُ ،و ذلک حین مَرَّ بها و هی تُزَفْزِفُ مِن الحُمَّی-ما لک تُزَفْزِفِینَ ؟، قالتْ :الحُمَّی،لا بَارَکَ اللّه فیها،فقَالَ :«لا تَسُبِّی الحُمَّی فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَایَا بَنِی آدَمَ ،کَمَا یُذْهِبُ الکِیرُ خَبَثَ الْحَدِیدِ»، و الحدیثُ رَوَاهُ جَابِرٌ رَضِیَ اللّه عَنْهُ . و هو بِضَمِّ أَوَّلِهِ ،أی: مَا لَکِ تُرْعَدِینَ ،و یُرْوَی أَیضاً بِفَتْحِهِ ، أی أَوَّلِهِ ، أیْ تَرْتَعِدِینَ ،و یُرْوَی بِالرَّاءِ، وَ قد أَهْمَلَهُ المُصَنِّفُ هناک، وَ اسْتَدْرَکْنَاهُ عَلَیه فی آخِرِ التَّرْکیبِ ،و یُرْوَی أَیضاً بکَسرِ الزَّایِ ،و مَعْنَاهُ :تَحِنِّینَ ،و تَئِنِّینَ أَنِینَ المَرْضَی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

یُقَال للطَّائِشِ الحِلْمِ :قد زَفَّ رأْلُهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ الزَّمَخْشَرِیُّ ،و هو مَجازٌ.

وَ الزَّفِیفُ :البَرِیقُ ،قال حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ:

دَجَا اللَّیْلُ و اسْتَنَّ اسْتِنَانًا زَفِیفُهُ

کَما اسْتَنَّ فی الْغَابِ الْحَرِیقُ المُشَعْشَعُ

وَ زَفْزَفَ الرَّجُلُ :مَشَی مِشْیَهً حَسَنَهً .و الزَّفْزَفَهُ :مِن سَیْرِ الإِبِلِ ،و قیل:هو فَوْقَ الخَبَبِ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

لَمَّا رَکِبْنَا رَفَعْنَاهُنَّ زَفْزَفَهً

حتَّی احْتَوَیْنَا سَوَاماً ثُمَّ أَرْبَابَهْ (4)

ص:253


1- (1) فی الصحاح:النعام و الطائر،بدون«و کلّ ».
2- (2) کذا بالأصل،و اقتصر فی اللسان علی القول:الزفیف:«السریع»و فی موضع آخر قال:«و الزَّفَّان:السریع الخفیف»دون أن یکون لعبارته هنا ارتباط بما سبقها.
3- (3) فی التهذیب:و الزفزفه تحریک الشیء یبس الحشیش و ذکر الرجز.
4- (4) ضبطت أربابه بالفتح عن الدیوان ص 80 ط بیروت،و البیت من قصیده مفتوحه القافیه مطلعها: یا بؤس للقلب بعد الیوم ما آبه ذکری حبیبٍ ببعض الأرض قد رابه وَ ضبطت بالقلم فی التهذیب و اللسان، [1]بالضم.

و قَوْسٌ زَفُوفٌ :مُرِنَّهٌ .

وَ الزَّفْزَفَهُ :صَوْتُ القِدْحِ حِینَ یُدَارَ علی الظُّفُرِ،قال الهُذَلِیُّ :

کَسَاهَا رَطِیبُ الرِّیشِ فَاعْتَدَلَتْ لَهَا

قِدَاحٌ کَأَعْنَاقِ الظِّبَاءِ زَفَازِفُ (1)

أَرادَ:ذَواتُ (2)زَفازِفَ ،شبَّهَ السِّهَامَ بِأَعْنَاقِ الظِّبَاءِ فی اللِّینِ وَ الانْثِنَاءِ.

وَ ظَلِیمٌ أَزَفُّ :کَثِیرُ الزَّفِّ .

وَ حَکَی اللِّحْیَانِیُّ :زَحَفَتْ زَوَافُّهَا ،أی:اللَّوَاتِی زَفَفْنَهَا.

وَ یُقَال:بات مُزَفْزَفاً ،أی: تُزَفْزِفُهُ الرِّیحُ .

وَ قال ابنُ عَبادٍ: أُزِفَّتِ العَرُوسُ ،مِثْل زُفَّتْ .

وَ قال غیرُه: الزَّفُوفُ ،کصَبُورٍ:فَرَسٌ کان للنُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ،کما فی العُبَابِ ،و مَرَّ مِثْلُه فی«ر ف ف»أَیضاً.

زقف

الزُّقْفَهُ ،بِالضَّمِّ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هی اللُّقْمَهُ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :اللُّقْفَهُ ، کما هو نَصُّ الجَمْهَرَهِ ،و مِثْلُه فی العُبابِ ،و اللِّسَانِ ،و منه

17- قَوْلُ عبدِ اللّه بنِ الزُّبَیْرِ رضی الله تعالَی عنهما یَوْمَ الجَمَلِ :

«کَانَ الأَشْتَرُ زُقْفَتِی مِنْهُم،فائْتَخَذْنا،فَوَقَعْنَا إِلَی الأَرْضِ » (3).

أی أَخَذَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا صَاحِبَه.

و الزُّقْفَهُ : مَا ازْدَقَفْتَهَا بِیَدِکَ ،أیْ :أَخَذْتَها، وَ نَصُّ الجَمهره:مِن قَوْلهم:هذه زُقْفَتِی ،أی لُقْفَتِیْ التی الْتَقَفْتُهَا بیَدِی،أی:أَخَذْتُهَا.

و تَزَقَّفَهُ : اخْتَطَفَهُ ،و اسْتَلَبَهُ بِسُرْعَهٍ ، کَازْدَقَفَهُ ، وَ کذلک تَلَقَّفَهُ ،و الْتَقَفَهُ .

و الزَّقْفُ :التَّلَقُّفُ ، کَالتَّزَقُّفِ ، قال شَمِرٌ:یُقَال: تَزَقَّفْتُ الکُرَهَ ،و تَلَقَّفْتُهَا،بمعْنًی واحدٍ،و هما أَخْذُهَا بالیَدِ،أَو بالْفَمِ ،بَیْنَ السماءِ و الأَرْض،علَی سَبِیلِ الاخْتِطافِ وَ الاسْتِلابِ مِن الهَوَاءِ،قال:و منه

17- قَوْلُ مُعَاویَه: لَمَّا بَلَغَهُ تَوَلِّی عُمَرَ رضی الله تعالَی عنهما الخلافَهَ :«لَوْ بَلَغَ هذا الأَمْرُ إِلینا بَنِی عَبْدِ مَنافٍ ، تَزَقَّفْنَاهُ تَزَقُّفَ الأُکْرَهِ » (4)و فی الحدیثِ :أنَّ أَبا سُفْیَانَ قال لبَنِی أُمَیَّهَ :« تَزَقَّفُوهَا تَزَقُّفَ الْکُرَهِ ». یعنِی الخِلافَهَ ،و

16- فی حدیثٍ آخَرَ: «یَأْخُذُ اللّه السَّموَاتِ و الْأَرضَ یَوْمَ الْقِیَامَهِ ،ثُمَّ یَتَزَقَّفُهَا تَزَقُّفَ الرُّمَّانَهِ ».

و الزَّاقِفِیَّهُ :ه بِالسَّوَادِ،منها:أَبُو عبدِ اللّه بنُ أَبی الْفَتْحِ ، سمع سَمِعَ من النَّفِیسِ بنِ جُفْتِی (5)بعد السِّتَّمائه. و محمودُ بنُ عَلِیٍّ ، سَمِعَ من عَجِیبهَ البَغْدَادیَّهِ ، الزَّاقِفِیَّانِ الْمُحَدِّثَانِ ، کما فی التَّبْصِیرِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

زَقَفَهُ من بَیْنِهِمْ :اخْتَطَفَهُ ،و به رُوِیَ قَوْلُ ابْنِ الزُّبَیْرِ السَّابِقُ أَیضاً.

وَ الازْدِقَافُ :التَّلَقُّفُ .

وَ خَطْفٌ مُزَاقَفٌ ،بفَتْحِ القَافِ ،و منه قَوْلُ مُزَاحِمٍ العُقَیْلِیِّ :

وَ یُضْرِبُ إِضْرَابَ الشُّجَاعِ و عِنْدَهُ

إِذَا ما الْتَقَی الأَبْطَالُ خَطْفٌ مُزَاقَفُ (6)

وَ تَزَقَّفَ اللُّقْمَهَ ،و ازْدَقَفَهَا :ابْتَلَعَهَا.

وَ من المَجَازِ: تَزَّقَفَ الکُرَهَ بالصَّوْلَجَانِ ،کما فی الأَسَاسِ .

زلحف

ازْلَحَفَّ ،کَاسْبَکَرَّ،و تَزَلْحَفَ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال الأَزْهَرِیُّ :أی تَنَحَّی و تَأَخَّرَ، کَازْحَلَفَّ ، وَ تَزَحْلَفَ مَقْلُوبٌ ،و نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ أَیضاً فی الفائقِ ،و منه

17- حدیثُ سَعِیدِ بنِ جُبَیْرِ: «مَا ازْلَحَفَّ نَاکِحُ الأَمَهِ عن الزِّنَا إِلاَّ قَلِیلاً،لأَنَّ اللّه تَعَالی یَقُولُ : وَ أَنْ تَصْبِرُوا خَیْرٌ لَکُمْ (7)».

أی ما تَنْحَّی،و ما تَبَاعَدَ.

و زَلْحَفَهُ ،و زَحْلَفَهُ ، لُغَتَانِ :أی نَحَّاهُ ، وَ أَخَّرَهُ .

ص:254


1- (1) دیوان الهذلیین 224/1 و فی شرحه قال:و قوله:زفازف أی لها زفزفه إذا أدیرت بالکف،یقول:تزفزف إذا نقرت علی الظفر زفزفت وَ سمعت لها صوتاً.
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل:«ذرات زفاف».
3- (3) زید فی اللسان،«فقلت:اقتلونی و مالکاً»و انظر الفائق 535/1. [2]
4- (4) قال شمر:و الکُرَه أعرب،و قد جاء الأکره فی الشعر و أنشد: تبیت الفراخ بأکنافها کأن حواصلهن الأُکر.
5- (5) فی التبصیر:حَفْنِی.
6- (6) التهذیب بروایه:التقی الزحفان.
7- (7) سوره النساء الآیه 25. [3]

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

ازَّلْحَفَ ،کالطَّهَّرَ،هکذا نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ فی الفائقِ ،و به رُوِیَ قَوْلُ سعیدِ بنِ جُبَیْرٍ،قال:و أَصْلُهُ ازْتَلْحَفَ ،أُدْغِمَتِ التَّاءُ فی الزَّای.

زلف

الزَّلَفُ ،مُحَرَّکَهً :الْقُرْبَهُ ، عن ابنِ دُرَیْدٍ، و زادَ غیرُه: الدَّرَجَهُ . و المَنْزِلَهُ .

و الزَّلَفُ : الْحِیَاضُ الْمُمْتَلِئَه، جَمْعُ زُلْفَهٍ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للعُمَانِیِّ :

حَتَّی إذا مَاءُ الصَّهَارِیجِ نَشَفْ

مِنْ بَعْدِ مَا کَانَتْ مِلاَءً کالزَّلَفْ

أَو الزَّلَفُ : الْحَوْضُ (1)الْمَلآنُ ، و أَنْشَدَ أَبو حَنِیفَهَ :

جَثْجَاثُهَا و خُزَامَاهَا و ثَامِرُهَا

هَبَائِبٌ تَضْرِبُ النُّغْبَانَ و الزَّلَفَا

و الزَّلَفَهُ ، بِهَاءٍ:الْمَصْنَعَهُ الْمُمْتَلِئَهُ مِنْ مَصَانِعِ الماءِ، وَ منه

16- حدیثُ یَأْجُوجَ و مَأْجُوجَ : «ثُمَّ یُرْسِلُ اللّه مَطَرًا،فَیَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّی یَتْرُکَهَا کالزَّلَفَهِ ». أی:کأَنَّهَا مَصْنَعَهٌ مِن مَصَانِعِ الْمَاءِ،هکذا فَسَّرَه شَمِرٌ.

و قال: الزَّلَفَهُ : الصَّحْفَهُ المُمْتَلِئَهُ ،جَمْعُهَا: زَلَفٌ .

و قال أَبو عُبَیْدَه: الزَّلَفَه : الإِجّانَهُ الْخَضْرَاءُ، جَمْعُهَا:

زَلَفٌ ،و أَنْشَدَ:

یَقْذِفُ بِالطَّلْحِ و الْقَتَادِ عَلَی

مُتُونِ رَوْضٍ کأَنَّهَا زَلَفُ

وَ قال أبو حاتمٍ :لم یَدْرِ الأَصمَعِیُّ ما الزَّلَفُ ،و لکن بَلَغِنی عن غیرِه أنَّ الزَّلَفَ الأَجاجِینُ الخُضْرُ،و کذا قال ابنُ دُرَیْدٍ،و قال:هکذا أَخْبَرَنِی أبو عثمان (2)،عن التَّوَّزِیِّ ،عن أَبی عُبَیْدَهَ ،قال:و قد کنتُ قَرأْتُ عَلَیه فی رَجَزِ العُمَانِیِّ (3):

مِنْ بَعْدِ مَا کانتْ مِلاَءً کالزَّلَفْ

و صَارَ صَلْصَالُ الغَدِیرِ کالخَزَفْ (4)

قال:فسأَلْتُه عن الزَّلَفِ ،فذکر ما ذَکَرْتُهُ لک آنِفاً،و سأَلْتُ أَبا حاتمٍ ،و الرِّیَاشِیَّ ،فلم یُجِیبَا فیه بشَیْ ءٍ،قال القُتَیْبِیُّ :و قد فُسِّرَتِ الزَّلَفَهُ ،فی حدیثِ یأْجُوجَ و مَأْجُوجَ الذی تقدَّم آنِفاً بالمَحَارَهِ ، و هی: الصَّدَفَهُ ، قال:و لستُ أَعْرِفُ هذا التَّفْسِیرَ،إلاَّ أَن یکونَ الغَدِیرُ یُسَمَّی مَحَارَهً ؛لأَنَّ الماءَ یَحُورُ إِلیه،و یَجْتَمِعُ فیه،فیکونُ بمَنْزِلَه تَفْسِیرِنَا، وَ أَوْرَدَ ابنُ بَرِّیٍّ شَاهِداً علی أنَّ الزَّلَفَهَ هی المَحارَهُ قَوْل لَبِیدٍ:

حَتَّی تَحَیَّرَتِ الدِّبَارُ کَأَنَّهَا

زَلَفٌ و أُلْقِیَ قِتْبُها الْمَحْزُومُ

قال:و قال أَبو عمرٍو: الزَّلَفَهُ فی هذا البَیْتِ مَصْنَعَهُ الماءِ.

و الزَّلَفَهُ : الصَّخْرَهُ الْمَلْسَاءُ، وَ به فُسِّرَ أَیضاً حدیثُ یَأْجُوجَ و مَأْجُوجَ السَّابِقُ ،و یُرْوَی بالْقَافِ أَیضاً.

و الزَّلَفَهُ : الأَرْضُ الْغَلِیظَهُ ،و قیل:هی الأَرْضُ الْمَکْنُوسَهُ ،و قیل:هو الْمُسْتَوِی مِن الْجَبَلِ الدَّمِثِ :ج، أی جَمْعُ الکُلِّ ، زَلَفٌ .

و الزَّلَفَهُ (5): الْمِرْآهُ ، حَکَاهُ ابنُ بَرِّیٍّ ،عن أَبِی عُمَرَ الزَّاهِدِ،و نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،عن الکِسَائِیِّ ،قال:و کذا تُسَمِّیهَا العَرَبُ ،و به فُسِّرَ أَیضا حدیثُ یَأْجُوجَ و مَأْجُوجَ السابِقُ ، شُبِّهَت الأَرْضُ بها لاسْتِوَائِها و نَظَافَتِهَا، أَو وَجْهُهَا، وَ هو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و المَزْلَفَهُ ، کَمَرْحَلَهٍ :کُلُّ قَرْیَهٍ تکونُ بَیْنَ الْبَرِّ و الرِّیفِ :

ج مَزَالِفُ ، وَ هی البَرَاغِیلُ ،کما فی الصِّحاحِ ،و فی المُحْکَمِ :بَیْنَ البَرِّ و البَحْرِ،کالأَنْبَارِ،و القَادِسیَّهِ ،و نَحْوِها.

و الزُّلْفَهُ ،بالضَّمِّ :مَاءَهٌ (6)شَرْقِیَّ سَمِیرَاءَ، وَ قال عُبَیْدُ بنُ أَیُّوبَ :

لَعَمْرُکِ إِنِّی یَوْمَ أَقْوَاعِ زُلْفَهٍ

عَلَی ما أَرَی خَلْفَ الْقَفَا لَوَقُورُ

و الزُّلْفَهُ : الصَّحْفَهُ ، عن ابنِ عَبّادٍ،و جَمْعُهَا: زُلَفٌ .

و الزُّلْفَهُ : القُرْبَهُ ، وَ منه قَوْلُه تَعَالَی: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَهً

ص:255


1- (1) اللسان: [1]الغدیر الملآن.
2- (2) فی التهذیب:روی ابن درید عن الاشناندانی عن التوزی.
3- (3) عن التهذیب و بالأصل«النعمان».
4- (4) عن الجمهره 12/3 و [2]بالأصل«کالخذف».
5- (5) بالأصل و الزلف و السیاق یقتضی ما أثبت.
6- (6) معجم البلدان:زلفه،بدون ألف و لام،ماء.

سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ کَفَرُوا (1)،قال الزَّجَّاجُ :أی رَأَوا العَذابَ قَرِیباً،و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ لابن جُرْمُوذٍ (2):

أَتَیْتُ عَلِیًّا برَأْسِ الزُّبَیْرِ

وَ قد کنتُ أَحْسَبُهُ زُلْفَهْ

و الزُّلْفَهُ أَیضاً: المَنْزِلَهُ ، وَ الرُّتْبَهُ ،و الدَّرَجَهُ ،و الجمعُ :

زُلَفٌ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للعَجَّاجِ :

نَاجٍ طَوَاهُ الأَیْنُ مِمَّا وَجَفَا

طَیَّ اللَّیَالِی زُلَفاً فَزُلَفَا

سَماوَهَ الْهِلاَلِ حَتَّی احْقَوْقَفَا

یقول:مَنْزِلَهً بَعْدَ مَنْزِلَهٍ ،و دَرَجَهً بَعْدَ دَرَجَهٍ ، کالزَّلْفِ ، بالفَتْحِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ .

و الزُّلْفَی ، کَحُبْلَی، وَ منه قَوْلُه تعالَی: وَ ما أَمْوالُکُمْ وَ لا أَوْلادُکُمْ بِالَّتِی تُقَرِّبُکُمْ عِنْدَنا زُلْفی (3)، أَو هی، أی الزُّلْفَی : اسْمُ الْمَصْدَرِ، قال الجَوْهَرِیُّ :کأَنَّهُ قال:بالتی تُقَرِّبُکُمْ عندَنا ازْدِلاَفاً،و قال جَمَاعَهٌ :و قد تُسْتَعْمَلُ الزُّلْفَهُ بمعنی القَرِیبِ ،کما فی العِنَایَهِ ،و قال ابنُ عَرَفَهَ : الزُّلْفَی :

التَّقْرِیبُ جِدًّا،قال شیخُنَا:و أَمَّا قَوْلُ ابنِ التِّلْمِسَانِیِّ ،فی شَرْحِ الشِّفَاءِ:إنَّ الزُّلْفَی جَمْعُ زُلْفَهٍ ،فهو غریبٌ جِدَّا،غیرُ مَعْرُوفٍ ،و الصحیحُ أنَّ جَمْعَه زُلَفٌ .

و الزُّلْفَهُ : الطَّائِفهُ مِن أَول اللَّیْلِ ، قَلِیلَهً کانَتْ أو کثیرهً ، کما ذَهَبَ إِلیه ثَعْلَبٌ ،و قال الأَخْفَشُ :مِن مُطْلَقِ اللَّیْلِ :

ج زُلَفٌ ، کَغُرَفٍ ،و زُلَفَاتٌ ،بضَمٍّ ففَتْحٍ مِثْلِ غُرَفَاتٍ ، و زُلَفَاتُ ،بضَمَّتَیْنِ ،مِثْل غُرُفَاتٍ ،و زُلْفَاتٌ ،بضَمٍّ فسُکُونٍ ، مثل غُرْفَاتٍ .

أَو الزُّلَفُ ، کغُرَفٍ : سَاعَاتُ اللَّیْلِ الْآخِذَهُ مِن النَّهَارِ، وَ سَاعَاتُ النَّهَارِ الْآخِذَهُ مِن اللَّیْلِ ، وَاحِدَتُهَا: زُلْفَهٌ .

و قَوله تعَالَی: أَقِمِ الصَّلاهَ طَرَفَیِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّیْلِ (4)،قال الزَّجَّاجُ :هو مَنْصُوبٌ علَی الظَّرْفِ ،کما تقول:جِئْتُ طَرَفَیْ النَّهَارِ و أَوَّلَ اللَّیْلِ ،أی ساعهً بَعْدَساعهٍ ،یَقْرُبُ بَعْضُها مِن بَعْضٍ ،و عَنَی بالزُّلَفِ مِن اللَّیْلِ :

المَغْرِبَ و العِشَاءَ،و قُرِیءَ. و زُلُفاً ،بِضَمَّتَیْنِ ، وَ هی قِرَاءَهُ ابنِ مُحَیْصِنٍ ،و فیها وَجْهَان: إِمَّا مُفْرَدٌ،کَحُلُمٍ ،و إِمَّا جَمْعُ زُلُفَهٍ ،کَبُسُرٍ و بُسُرَهٍ ،بِضَمِّ سِینِهِمَا،و قُرِیءَ: و زُلْفاً ، بِضَمَّهٍ فسُکُونٍ ،و فیها أَیضاً وَجْهَانِ :إِمَّا جَمْعُ زُلْفَهٍ بالضَّمِّ ، جَمَعَهَا جَمْعَ الأَجْنَاسِ المَخْلُوقهِ ،و إِنْ لم تَکُنْ جَوَاهِرَ، کما جَمَعُوا الجَوَاهِرَ المَخْلُوقَهَ ، کَدُرَّهٍ و دُرٍّ، وَ إِمَّا جَمْعُ زَلِیفٍ ،مِثْل القُرْبِ ،و القَرِیبِ ،و الغُرْبِ و الغَرِیبِ .

و قرِئَ أَیضاً: و زُلْفَی ، کَحُبْلَی،و الْأَلِفُ للتَّأْنِیثِ ، أی:لا أَنَّهُ مَصْدَرٌ،أو اسْمُ مَصْدَرٍ.

و الزِّلْفُ ،بِالکَسْرِ:الرَّوْضَهٌ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ .

و زَلَّفَ فی حَدِیثِهِ ، تَزْلِیفاً :زَادَ، کزَرَّفَ تَزْرِیفاً،و هو یُزَلِّفُ فی حَدِیثِهِ ،و یُزَرِّفُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و زُلَیْفَهُ ، کَجُهَیْنَهٍ :بَطْنٌ بِالْیَمَنِ ، عن ابنِ دُرَیْدٍ،قال أَبو جُنْدُبٍ الهُذَلِیُّ :

مَنْ مُبْلِغٌ مَآلِکِی حُبْشِیَّا

أَجَابَنِی زُلَیْفَهُ الصُّبْحِیَّا (5)

و الْمَزَالِفُ :الْمَرَاقِی؛ لأَنَّ الرَّاقِیَ فیها تُزْلِفُه ،أی:تُدْنِیَهِ مِمَّا یَرْتَقِی إِلیه.

و عَقَبَهٌ زَلُوفٌ : أی بَعِیدَهٌ . نَقَلَهُ ابنُ فَارِسٍ .

و الزَّلِیفُ :الْمُتَقَدِّمُ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :

التَّقَدُّم مِن مَوْضِعٍ إلی مَوْضِعٍ ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و الْمُزْدَلِفُ بنُ أَبِی عَمْرٍو بنِ مِعْتَرِ (6)بنِ بَوْلاَنَ بنِ عمَرِو بنِ الغَوْثِ : طَائِیٌّ .

و المُزْدَلِفُ أَیضا: لَقَبُ الْخَصِیبِ ، وَ هو أَبو رَبِیعَهَ ،کما نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ، أَو هو لقب عَمْرِو بنِ أَبِی رَبِیعَهَ بن ذُهْلِ بنِ شَیْبَانَ ،کما نَقَلَهُ ابنُ حَبِیبٍ ،و إِنَّمَا لُقِّبَ به، لِأَنَّه أَلْقَی رُمْحَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فی حَرْبٍ کانتْ بَیْنَهُ و بَیْنَ قَوْمٍ ، فَقَالَ .

ص:256


1- (1) سوره الملک الآیه 27. [1]
2- (2) کذا بالأصل بالذال المعجمه خطأ و الصواب بالزای،عن الطبری وَ غیره.
3- (3) سوره سبأ الآیه 37. [2]
4- (4) سوره هود الآیه 114. [3]
5- (5) دیوان الهذلیین 86/3 بروایه«ملائکی»بدل«مآلکی»«و أخا بنی زلیفه» بدل«أجابنی زلیفه».
6- (6) عن التکمله و بالأصل«مقر».

ازْدَلِفُوا إِلَیْهِ (1)،و له حدیثٌ ،کما قَالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

وَ فی اللِّسَانِ : ازْدَلِفُوا قَوْسِی أو قَدْرَهَا،أی:تَقَدَّمُوا فی الحربِ بقَدْرِ قَوْسِی،قال الصَّاغَانِیُّ :و هذه الحَرْبُ هی حَرْبُ کُلَیْبٍ ،و کان إذا رَکِبَ لم یَعْتَمَّ مَعَه غَیْرُه، أَو لاِقْتِرَابِهِ مِنَ الْأَقْرَان فی الْحُرُوبِ ،و ازْدِلاَفِهِ إِلَیْهِمْ ، وَ إِقْدَامِه علَیْهِم، کما نَقَلَهُ ابنُ حَبِیب.

و الْمُزْدَلِفَهُ ، وَ یُقَال أیضاً: مُزْدَلِفَهُ ،بلاَ لامٍ : ع،بَیْنَ عَرَفَاتٍ و مِنًی، قیل:حَدُّهُ مِن مَأْزِمَیْ عَرَفَهَ إلی مَأْزِمَیْ مُحَسِّرٍ،و لو قال:مَوْضِعٌ بِمَکَّهَ ،کما قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،أَو مَوْضِعٌ معروفٌ ،کان أَظْهَرَ،سُمِّیَ به لِأَنَّهُ یُتَقَرَّبُ فِیهَا إِلَی اللّه تَعَالَی، کما فی العباب، أو لاِقْترَابِ النَّاسِ إِلَی مِنی بَعْدَ الْإِفَاضَهِ ، مِن عَرَفات،کما قَالَهُ اللَّیْث،و قال ابن سِیدَه:

وَ لا أَدْرِی کیفَ هذا أَو لِمَجِیءِ النَّاسِ إِلیها فی زُلَفٍ مِنَ اللَّیْلِ ،أو لأَنَّها أَرْضٌ مُسْتَویَهٌ مَکْنُوسَهٌ ،و هذا أَقْرَبُ ، قال شیخُنَا و أَشْهَرُ منه ما ذَکَرَه المُؤَرِّخُونَ ،و أَکْثَرُ أَهْلِ المَنَاسِکِ ،و المُصَنِّفُون فی المواضِعِ :أَنَّهَا سُمِّیَتْ لأَنَّ آدَمَ اجْتَمَعَ فیها مع حَوَّاءَ علیهما السَّلامُ ،و ازْدَلَفَ منها،أی:

دَنَا،کما سُمِّیَتْ جَمْعاً لذلک،قلتُ :و إِلَی هذا الوَجْهِ مَالَ أَبو عُبَیْدَهَ .

و تَزَلَّفُوا :تَقَدَّمُوا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و تَزَلَّفُوا : تَفَرَّقُوا، هکذا فی النُّسَخِ ،و هو غلَطٌ ، وَ الصَّوابُ :تَقَرَّبُوا،أی دَنَوْا،کما هو نَصُّ اللِّسَانِ ، وَ العُبَابِ ،و قال أَبو زَبِیدٍ:

حَتَّی إِذَا اعْصَوْصَبُوا دُونَ الرِّکَابِ معاً

دَنَا تَزَلُّفَ ذِی هِدْمَیْنِ مَقْرُورِ

کَازْدَلَفُوا فِیهِمَا، أی فی التَّقَدُّمِ و التَّقَرُّبِ ،و الأَوَّلُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و منه المُزْدَلِفُ علی قَوْلِ ابنِ حَبِیب،و قد تقَدَّم،و منْ الثانی

16- الحدیثُ : «فَإِذا زَالَتِ الشَّمْسُ فَازْدَلِفْ إِلَی اللّهِ فِیهِ بِرَکْعَتَیْنِ ». و

16- فی حدیثٍ آخَرَ (2): أَنَّه«أُتِیَ ببَدَنَاتٍ خَمْسٍ أو سِتٍّ ،فطَفِقْنَ یَزْدَلِفْنَ إِلیْهِ ،بِأَیَّتِهِنَّ یَبْدَأُ». أی:

یَقْرُبْنَ ،کما قَالَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و لو قیل فی مَعْنَاه:یتَقَدَّمْنَ إِلیْه،لَکَانَ مُنَاسِباً أَیضاً،و

5- فی حدیثِ محمدٍ البَاقِرِ-علیه السَّلامُ و الرِّضَا: -:«مَا لَکَ مِن عَیْشِکَ إِلاَّ لَذَّهٌ تَزْدَلِفُ بِکَ إِلَی حِمَامِکَ ».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

زَلَفَ إِلیه:دَنَا منه.

وَ أَزْلَفَ الشَّیءَ:قَرَّبَهُ ،و منه قَوْلُه تعالَی: وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّهُ لِلْمُتَّقِینَ (3)،أی:قُرِّبَتْ ،و قال الزَّجَّاجُ :تَأْوِیلُه:أی قَرُبَ دُخُولُهم فیها،و نَظَرُهم إِلیها.

وَ ازْدَلَفَهُ :أَدْنَاهُ إلی هَلَکَهٍ .

وَ أَزْلَفَهُ :جَمَعَهُ ،و منه قَوْلُه تعالَی: وَ أَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِینَ (4).

وَ أَزْلَفَ سَیِّئَهً :أَسْلَفَهَا و قَدَّمَها.

وَ الزَّلْفُ (5):التَّقَدُّمُ مِن مَوْضِعٍ إلی مَوْضِعٍ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن أَبی عُبَیْدٍ، کالزَّلِیفِ ،و التَّزَلُّفِ ،و قد ذکَرهما المُصَنِّفُ .

وَ زَلَفْنَا له:أی تَقَدَّمْنَا.

وَ زَلَفَ الشَّیْ ءَ،و زَلَّفَهُ :قَدَّمَهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ المَزَالِفُ :الأَجَاجِینُ الخُضْرُ،عن أَبی عُبَیْدَهَ .

وَ الزَّلَفَهُ ،مُحَرَّکَهً :الرَّوْضَهُ ،حَکاهُ ابنُ بَرِّیّ ،عن أبی عُمَرَ الزَّاهدِ،و به فُسِّرَ حدیثُ یَأْجُوجَ و مَأْجُوجَ السابِقُ ، وَ یُقَال بالقَافِ أَیضاً.

وَ قال ابنُ عَبَّادٍ:فُلانٌ یُزلفُ (6)الناسَ تَزْلِیفاً أی یُزْعِجُهم مَزْلَفَهً مَزْلَفَهً ،و نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ أَیضاً هَکذا،إِلاَّ أَنَّه قال:

«دَلِیل»،بَدَلَ «فُلان».

زنحف

الزَّنْحَفَهُ ،بِالنُّونِ و الْحَاءِ الْمُهْمَلَهِ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبَّادٍ: مِن أَسْمَاءِ الدَّوَاهِی و لا أَحُقُّهُ ،کما فی العُبَابِ ،و التَّکْمِلَهِ .

ص:257


1- (1) فی جمهره ابن حزم ص 323 [1] سمی المزدلف لأنه قال لَهُم یوم التحالیق:یا بنی بکر!ازدلفوا مقدار رمیتی برمحی هذا.
2- (2) فی اللسان:و [2]فی حدیث الضحیهِ .
3- (3) سوره الشعراء الآیه 90. [3]
4- (4) سوره الشعراء الآیه 64. [4]
5- (5) ضبطت عن الصحاح،و ضبطت فی اللسان [5]بالقلم بالتحریک، وَ بهامشه:کذا ضبط بالأصل و ضبط فی بعض نسخ الصحاح بسکون اللام.
6- (6) ضبطت عن الأساس.

زنف

زَنِفَ ، بالکَسْرِ، کَفَرِحَ ، زَنَفَاً ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبَّادٍ:أی غَضِبَ ، کَتَزَنَّفَ : أی تَغَضَّبَ .

و زَنْفٌ (1)،کَعَدْلٍ :عَلَمٌ من الأَعْلاَمِ ،کما فی العُبَابِ ، وَ التَّکْمِلَهِ .

زوف

زَافَتِ الْحَمَامَهُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ: زَافَتْ ، تَزُوفُ ، زَوْفاً : نَشَرَتْ جَنَاحَیْهَا و ذَنَبَهَا وَ سَحَبَتْهُمَا علَی الْأَرْضِ .

قال: و کذلک: زَافَ فُلانٌ ، یَزُوفُ ، زَوْفاً :إذا مَشَی مُسْتَرْخِیَ الْأعْضَاءِ.

و زَوْفٌ الْجَیْشَانِیُّ ،رَوَی عَنِ الْأَکْدَرِ،و زَوْفُ بنُ عَدِیِّ بنِ زَوْفٍ ،عن أَبِیهِ ،عَن جَدِّه،و زَوْفٌ ،هو ابنُ زَاهِرٍ،أو أَزْهَر،بن عَامِرِ بنِ عُوَیْثَانِ بنِ زَاهِرِ بنِ مُرادٍ: أَبُو قَبِیلَهٍ مِن الیَمَنِ :و إِلیْهِ یُنْسَبُ جماعهٌ من المُحَدَّثِین،منهم عبدُ اللّه بنُ أَبی مُرَّهَ الزَّوفیُّ ،مِن التَّابِعِین،مَجْهُولٌ ،قال عَمْرُو بنُ مَعْدِی کَرِبَ -رَضِیَ اللّه عنه-لکَنَّازِ (2)بنِ صُرَیْمٍ [الجُرْمیّ ]:

ابْعَثْ صَرِیخَکَ فی زَوْفٍ و فی جملٍ

مِن کُلِّ ذی وفْضَهٍ کالتَّیْسِ مِعْزَابِ

و زُوفَی ، کَطُوبَی:نبَاتٌ بِجِبَالِ الْقُدْسِ ،طَبِیخُهُ بِالسَّکَنْجَبِینِ یُسْهِلُ کَیْمُوساً غَلِیظاً،و بِالْخَلِّ مَضْمَضَهً ، نَافِعٌ لِوَجَعِ الْأَسْنَانِ ،و تَبْخِیرًا لِوَجَعِ الْآذَانِ .

و زُوفَی (3)أَیضا:الدَّسَمُ الْمَوْجُودُ فی الصُّوفِ ،یُغْسَلُ بِمَاءِ سَطْرُوبِیُونَ مَرَّاتٍ ،حتی یَصْفُوَ الدَّسَمُ عَنِ الْوَسَخِ ، فَیُحَلِّلُ الْأَورَامَ الصُّلْبَهِ ،و یَنْفَعُ بُرُودَهَ الکَبِدِ و الکُلَی.

و مَوْتٌ زُوَافٌ ،کَغُرَابٍ :مُجْهِزٌ وحِیٌّ ، عن ابنِ عَبَّادٍ، وَ ابنِ فَارِسٍ ،لُغَهٌ فی زَؤَافٍ ،بالهَمْزِ.

و قال اللَّیْثُ : الْغِلْمَانُ یَتَزَاوَفُونَ ،و هُوَ أَنْ یَجِیءَ أَحَدُهُمْ إلی رُکْنِ الدُّکَّانِ ،فَیَضَعَ یَدَهُ علَی حَرْفِهِ ،ثُمَّ یَزُوفَ زَوْفَهً ، فَیَسْتَقِلَّ مِن موضِعِه،و یَدُورَ حَوَالَیْ ذلک الدُّکَانِ فی الْهَوَاءِ،حتَّی یعُودَ إِلَی مَکَانِهِ ،یَتَعَلَّمُونَ بذلک الْخِفَّهَ لِلْفُرُوسِیَّهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

زَافَ ، یَزافُ :لُغَهٌ فی: یَزُوفُ .

وَ الزُّوُوفُ ،کقُعُودٍ:الاسْتِرْخَاءُ فی المِشْیَهِ .

وَ زَافَ الطائرُ فی الهواءِ:حَلَّقَ ،و منه زَافَ الغُلامُ ، زَوْفاً :

إذا اسْتَدَارَ،و وَثَبَ .

وَ زَافَ الماءُ، زَوْفاً :عَلاَ حَبَابُهُ .

زهزف

زَهْزَفَ (4)،هکذا فی النُّسَخِ بزَاءَیْنِ ، وَ الصَّوابُ ،علی ما فی العُبَابِ ،و التَّکْمِلَهِ :زَهْرَفَ السِّلْعَهَ ، و الْکَلاَمَ ، وَ کُلَّ شَیْ ءٍ:إذا نَفَذَهُ عنه،و قد أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ صاحبُ اللِّسَانِ ،و أَوْرَدَه ابنُ عَبَّادٍ.

و قال أَیضاً:زَهْرَفَ الشَّیْ ءَ، کَلاماً أو سِلْعَهً : زَیَّفَهُ تَزْیِیفاً،کذا فی العُبَابِ .

زهف

زَهِفَ ،کَفَرِحَ ، زَهَفاً : خَفَّ ، وَ نَزِقَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و زَهِفَتِ الرِّیحُ الشَّیْ ءَ:اسْتَخَفَّتْهُ ، هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ،و الذی فی العُبابِ : أَزْهَفَتِ الرِّیحُ ،و لعلَّهُ الأَشْبَهُ بالصَّوابِ .

و کَمَنَعَ ، زَهَفَ ، زُهُوفاً ، کقُعُودٍ: ذَلَّ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و قال الأَزْهَرِیُّ : زَهَفَ للمَوْتِ :دَنَا له،و أَنْشَدَ لِأَبِی وَجْزَهَ :

وَ مَرْضَی مِنْ دَجَاجِ الرِّیفِ حُمْرٍ (5)

زَوَاهِفَ لاَ تَمُوتُ و لاَ تَطِیرُ

کَازْدَهَفَ ، وَ هذِه عن ابنِ عَبَّادٍ.

و زَهَفَ ،زُهُوفاً: کَذَبَ ، فهو زَهَّافٌ .

و زَهَفَ ، زُهُوفاً : هَلَکَ فهو زَاهِفٌ ،و منه قَوْلُ الشاعِرِ:

فلَم أَرَ یَوْماً کان أَکْثَرَ زَاهِفَاً

بِهِ طَعْنَهٌ قَاضٍ علیْه أَلِیلُهَا

الْأَلِیلُ :الأَنِینُ .

ص:258


1- (1) ضبطت فی التکمله،بالقلم،بالتحریک.
2- (2) بالأصل«لکناد»و المثبت عن معجم المرزبانی ص 353 و [1]الزیاده عنه.
3- (3) فی القاموس:«و [2]ذُوفی»و علی هامشه عن نسخه أخری:و زُوفَی.
4- (4) فی القاموس:«زهرف»و مثله فی التکمله.
5- (5) فی التکمله بروایه:«حمرًا»و الأصل کالتهذیب و اللسان. [3]

و المِزْهَفُ ، کَمِنْبَرٍ:مِجْدَحُ (1)السَّوِیقِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ ،و العُبَابِ .

و أَزْهَفَ فُلانٌ :إذا أَلْقَی شَرًّا.

و أَزْهَفَ إِلَیْهِ الطَّعْنَهَ :أَدْنَاهَا کما فی العُبَابِ ،و اللِّسَانِ .

و حکَی ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَزْهَفَ لَهُ حَدِیثاً:أَتَاهُ بِالْکَذِبِ ، کما فی الصِّحاحِ .

و قال الأَصْمَعِیُّ :أَرْهَفَ علیه: إذا أَجْهَزَ و کذلک:

أَزْعَفَ .

و أَزْهَفَ بِالشَّرِّ:أَغْرَی، عن ابنِ عَبَّادٍ.

قال: و أَزْهَفَهُ بِمَا طَلَبَهُ : أی أَسْعَفَهُ بِهِ .

قال: و أَزْهَفَ الْخَبَرَ:زَادَ فِیهِ ،و کَذَبَ و فی اللِّسَانِ :

أَزْهَفَ لنا فی الخَبَرِ:زَادَ فیه.

و أَزْهَفَ فُلانٌ :إذا نَمَّ .

و زَهَفَ (2): أَذَلَّ (3)،عن ابنِ عَبَّادٍ.

و أَزْهَفَ : خَانَ یُقَال: أَزْهَفَ فُلانٌ ،إذا وَثِقْتَ به فی الأَمْرِ فَخَانَک.

و أَزْهَفَ : أَسْرَعَ إِلَی الشَّرِّ.

و أَزْهَفَ فُلانٌ الشَّیْ ءَ:ذَهَبَ بِهِ :و أَهْلَکَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و أَزْهَفَ بِالشَّیْ ءِ:أُعْجِبَ بِهِ .

و أَزْهَفَ إِلیهِ حَدِیثاً:أَسْنَدَ إِلیه قَوْلاً رَدِیئاً، لیس بحَسَنٍ .

و أَزْهَفَتْ فُلانَهُ إِلیه:أَعْجَبَتْهُ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: ازْدَهَفَ : أی احْتَمَلَ .

و أَیضاً: انْحَرَفَ .

و ازْدَهَفَ : اسْتَعْجَلَ بالشَّرِّ،و به فَسَّرَ الأَصْمَعِیُّ قَوْلَ رُؤْبَهَ :

فِیهِ ازْدِهَافٌ أَیَّمَا ازْدِهَافِ (4)

و یُقَال: ازْدَهَفَ فُلانٌ فُلانًا:أی اسْتَخَفَّ و کذلک:

اسْتَهَفَّ ،و اسْتَهْفَی،و اسْتَزَفَّ .

و ازْدَهَفَ : تَقَحَّمَ فی الدُّخُولِ و به فَسَّرَ الجَوهَرِیُّ قَوْلَ الرَّاجِزِ:

یَهْوِینَ بِالْبِیدِ إِذَا اللَّیْلُ ازْدَهَفْ

وَ قال الأَزْهَرِیُّ :تَقَحَّم فی الشَّرِّ.

و ازْدَهَفَ : تَزَیَّدَ فی الکَلامِ ، یقال: ازْدَهَفَ لنا فی الخَبَرِ،أی:زَادَ فیه.

و ازْدَهَفَ : صَدَّ، قَالَهُ اللَّیْثُ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَهَ السَّابِقُ ، کَتَزَهَّفَ .

و ازْدَهَف الشَّیْ ءَ:ذَهَبَ به،و أَهْلَکَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و ازْدَهَفَ فی قَوْلِهِ :تَشَدَّدَ فیه، و رَفَعَ صَوْتَهُ ، عن ابنِ عَبَّادِ.

و قال أَیضا: ازْدَهَفَ فُلانًا بِالْقَوْلِ : إذا أَبْطَلَ قَوْلَهُ ، وَ أَضَلَّهُ .

و قال غیرُه: ازْدَهَفَتِ الدَّابَّهُ فُلاَنًا:صَرَعَتْهُ و فی اللِّسَانِ ، وَ المُحِیطِ : ازْدَهَفَ العَدَاوَهَ :اکْتَسَبَهَا قال بِشْرُ بنُ أَبی خَازِمٍ :

سَائِلْ نُمَیْرًا غَدَاهَ النَّعْفِ مِنْ شَطِبٍ

إِذْ فُضَّتِ الْخَیْلُ مِنْ ثَهْلاَنَ مَا ازْدَهَفُوا ؟

أی:ما أَخَذُوا من الغَنَائِمِ ،و اکْتَسَبُوا؟

و الانْزِهَافُ طَفْرُ الدَّابَّهَ مِن نِفَارٍ أو ضَرْبٍ ، کما فی العُبابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الإِزْهافُ :الکَذِبُ ،کالازْدِهافِ ،و أَزْهَفَ به، إِزْهَافاً :

ص:259


1- (1) المجدح:بکسر فسکون ففتح،عود مجنح الرأس یساط به الأشربه، وَ ربما یکون له ثلاثه شعب.
2- (2) کذا بالأصل و السیاق یقتضی«و أزهف»بما یناسب التکمله و فیها: وَ أزهف:أذلّ .
3- (3) عن القاموس،و بالأصل«أزل»و انظر الحاشیه السابقه.
4- (4) نصب أیَّما علی الحال کما فی اللسان، [1]قال ابن بری:لیس منصوباً علی الحال،و إنما هو منصوب علی المصدر،و الناصب له فعل دلّ علیه ما تقدم من قوله قبله: قولک أقوالاً مع الخلاف. کأنه قال یزدهف أیما ازدهاف،و لکن ازدهافا صار بدلا من الفعل أن تلفظ به. وَ قال المفضل:فیه ازدهاف أی کذبٌ و تزیدٌ.

أَخْبَرَ (1)القَوْمَ مِن أَمْرِهِ بِأَمْرٍ لا یَدْرُونَ أَحَقٌّ هو أَم بَاطِلٌ .

وَ ازْدَهَفَ إِلیه حَدِیثاً:أَسْنَدَ ما لیس بحَسَنٍ ،و ازْدَهَفَ فی الخَبَرِ:زَادَ فیه.

وَ الإزْهَافُ :الإِفْسَادُ.

وَ الإِزْهافُ :الاسْتِقْدَامُ ،و منه

17- قَوْلُ صَعْصَعَهَ لِمُعَاوِیَهَ : إِنَّی لأَتْرُکُ الکلامَ فمَا أُزْهِفُ به. و یُرْوَی بالرَّاءِ.

وَ الإِزْهَافُ :التَّزْیِینُ ،قال الحُطَیْئَهُ :

أَشَاقَتْکَ لَیْلَی فی اللِّمَامِ و مَا جَرَتْ

بِمَا أَزْهَفَتْ یَوْمَ الْتَقَیْنَا و بَزَّتِ

أَرادَ (2): الإِزْهَافَ ،فأَقام الاسْمَ مُقَامَ المَصْدَرِ.

وَ قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَزْهَفَتْهُ الطَّعْنَهُ ،و أَزْهَقَتْهُ :أی هَجَمتْ به عَلَی المَوْتِ .

وَ قال ابنُ شُمَیْلٍ : أَزْهَفَ له بالسَّیْفِ ، إِزْهَافاً ،و هو:

بُداهَتُه،و عَجَلَتُه،و سَوْقُه[إِلیه] (3)و کذلک: ازْدَهَفَ له بالسَّیْفِ .

وَ فی الصَّحَاحِ :یُقَال: أَزْهَفَتْهُ الدَّابَّهُ ،أی:صَرَعَتْهُ ، وَ أَنْشَدَ:

و قَدْ أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطَالَهَا

قلتُ :البیتُ لِمَیَّهَ بنتِ ضِرَارٍ الضَّبِّیَّهِ ،تَرْثِی أَخَاها، وَ أَوَّلُه.

و خِلْتُ وُعُولاً أَشَارَی بِهَا (4)

وَ فَسَّرَه ابنُ الأَعْرابِیِّ ،فقَالَ : أَزْهفَه ،أی:قَتَلَه.

وَ أَزْهَفَ العَدَاوَهَ ،اکْتَسَبَهَا.

وَ ما ازْدَهَفَ منه شَیْئاً:أی مَا أَخَذَ.

وَ حَکَی ابنُ بَرِّیّ عن أبی سَعِیدٍ، الازْدِهَافُ :الشِّدَّهُ و الأَذَی،قال:و حَقِیقَتُهُ اسْتِطارَهُ القَلْبِ من جَزَعٍ أو حُزْنٍ ، قال الشاعِرُ:

تَرْتَاعُ مِنْ نَقْرَتِی حَتَّی تَخَیَّلَهَا

جَوْنَ السَّرَاهِ تَوَلَّی و هُوَ مُزْدَهِفُ

وَ قالت امْرَأَهٌ :

هَلْ مَنْ أَحَسَّ بِرَیْمَیَّ اللَّذَیْنِ هُمَا

قَلْبِی و عَقْلِی فَعَقْلِی الْیَوْمَ مُزْدَهَفُ

قلتُ :البیتُ لأُمِّ حَکِیمٍ بنتِ قَارِظِ بنِ خالِدٍ الکِنَانِیَّهِ ، قالتْه لمَّا قَتَلَ بُسْرُ بنُ أَرْطَاهَ ابْنَیْهَا من عُبَیْدِ اللّه بنِ العَبّاسِ ، رضی الله عنهما،و قیل:هی عائشهُ بنتُ عَبْدِ المَدَانِ .

وَ یقال: ازْدُهِفَ بِهِ ،بالضَّمِّ :أی ذُهِبَ به،و فی الصِّحاحِ : أُزْهِفَ الشَّیْ ءُ،و ازْدُهِفَ ،أی:ذُهِبَ به،فهو مُزْهَفٌ ،و مُزْدَهَفٌ .

وَ قال أَبو عمرٍو: أَزْهَفْتُ الشَّیْ ءَ:أَرْخَیْتُهُ (5).

وَ قال غیرُه: التَّزَهُّفُ :الصُّدُودُ.

وَ أَزْهَفَهُ :أَعْجَلَهُ ،و اسْتَخَفَّهُ .

زهلف

زَهْلَفَ الشَّیْ ءَ زَهْلَفَهً ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ صاحبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبَّادٍ:أی نَفَّذَهُ ،و جَوَّزَهُ ، کما فی العُبَابِ ،و التَّکْمِلَهِ .

زیف

زَافَ البَعِیرُ،و الرَّجُلُ و غیرُهما، یَزِیفُ زَیْفاً ، وَ زَیَفَانًا ، بالتَّحْرِیکِ ،و زُیُوفاً ،بالضَّمِّ :إذا تَبَخْتَرَ فی مِشْیَتِهِ ، فهو زَائِفٌ ،و زَیْفٌ ،الأَخِیرَه علَی الصِّفَهِ بالمَصْدَرِ،و قیل:

أَسْرَعَ فی تَمَایُلٍ .

و کذلک: زَاف الْحَمَامُ عندَ الحَمَامهِ :إذا جَرَّ الذُّنَابَی، وَ دَفَعَ مُقَدَّمَهُ بِمُؤَخَّرِهِ ،و اسْتَدَارَ عَلَیْهَا، هذا نَصُّ الصِّحاحِ ، وَ العُبَابِ ،و اللِّسَانِ ،فقَوْلُ شیخِنَا:الصَّوابُ ،أو الظَّاهِرُ:

الأَذْنَابَ ،و إِن جازَ إِیقَاعُ المُفْرَدِ مَوْقِعَ الجَمْعِ ،إلی آخِرِ ما قال،مُعْتَرِضاً علَی المُصَنِّف،مَحَلُّ تَأَمُّلٍ .

وَ شَاهِدُ الزَّیَفانِ ،

1- حدیثُ علیٍّ رَضِیَ اللّه عنه: «بَعْدَ زَیَفَانِ و ثَبَاتِهِ ». و یُقَال:الحَمَامَهُ تَزِیفُ بینَ یَدَی الحَمَامِ الذَّکَرِ،أی:تَمْشِی مُدِلَّهً ،قَالَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ .

وَ زَافَتِ المَرْأَهُ فی مِشْیَتِها، تَزِیفُ :إذا رَأَیْتَهَا کأَنَّهَا تَسْتَدِیرُ.

ص:260


1- (1) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:ذکر للقوم.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:أراد الإزهاف الخ هکذا فی النسخ وَ فیه سقط ،ففی اللسان [2]بعد هذا البیت(یرید بیت الحطیئه)ما نصه: وَ الزُّهُوف:الهلکه،و أزهفه أهلِکه و أوقعه قال المرار: وَ قد کنت أهفهن الزهوفا أراد الإِزهاف الخ ا ه »و صدره فیَ اللسان: [3] وجدتُ العواذلَ ینهینه.
3- (3) زیاده عن التهذیب.
4- (4) صدره فی الصحاح: وَ خیلٍ تکدَّسُ بِالدارعین وَ نسب البیت فی إحدی نسخ الصحاح للخنساء،عن هامش الصحاح.
5- (5) الأصل و اللسان و فی التهذیب:أَجیته.

و قَوْلُ أَبِی ذُؤَیْبٍ یَصِفُ الحَرْبَ :

وَ زَافَتْ کَمَوْجِ الْبَحْرِ تَسْمُو أَمَامَهَا

وَ قَامَتْ عَلَی سَاقٍ و آنَ التَّلاحُقُ (1)

قیل: الزَّیْفُ هنا:أن تَدْفَع مُقَدَّمَهَا بمُؤَخَّرِهَا،کذا فی اللِّسَانِ ،و لم أَجِدْهُ فی شِعْرِه (2).

و زَافَتِ الدَّرَاهِمُ ، زُیُوفاً ، وَ زُیُوفَهً ،بضَمِّهِمَا: صَارَتْ مَرْدُودَهً لِغِشٍّ فیها،و فی المُحْکَمِ : زَافَ الدِّرْهَمُ ، یَزِیفُ :

رَدُؤَ،یُقَال: دِرْهَمٌ زَیْفٌ ،و زَائِفٌ ، وَ شَاهِدُ زَیْفٍ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

تَری الْقَوْمَ أَشْبَاهاً إِذَا نَزَلُوا مَعاً

وَ فی الْقَوْمِ زَیْفٌ مِثْلُ زَیْفِ الدَّرَاهِمِ

وَ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لشاعرٍ:

لاَ تُعْطِهِ زَیْفاً و لاَ نَبَهْرَجَا

وَ شَاهِدُ زَائِفٍ قَوْلُ المُزَرِّدِ:

وَ مَا زَوَّدُونِی غَیْرَ سَحْقِ عِمَامَهٍ

وَ خَمْسُ مِئٍی مِنْهَا قَسِیٌّ و زَائِفُ

أَو الْأُوْلَی رَدِیئَهٌ مِن کَلامِ العامَّهِ ،کما قَالَه ابنُ دُرَیْدٍ:

ج: زِیَافٌ ، بالکَسْرِ و أَزْیَافٌ .

و زَافَ فُلانٌ الدَّرَاهِمَ :جَعَلَهَا زُیُوفاً ، عن اللِّحْیَانِیِّ ، کَزَیَّفَهَا تَزْیِیفاً .

و زَافَ الْحَائِطَ ، زَیْفاً : قَفْزَهُ ، عن کُرَاعٍ .

و الزَّیْفُ : الإِفْرِیزُ،و هو الطَّنَفُ الذِی یَقِی الْحَائِطَ ، وَ یُحِیطُ بِه فی أَعْلَی الدَّارِ،و به فُسِّرَ قَوْلُ عَدِیِّ بنِ زَیْدٍ العِبَادِیِّ :

تَرَکُونِی لَدَی حَدِیدٍ و أَعْرَا

ضِ قُصُورٍ لِزَیْفِهِنَّ مَرَاقِی (3)

و یُقَال: الزَّیْفُ هنا: الدَّرَجُ مِن الْمَرَاقِی، وَ الأَعْرَاضُ :

الأَوْسَاطُ ،و قِیلَ :الجَوَانِبُ ،یُرِیدُ أَنَّهُم إذا مَشَوْا فیها فکأَنَّمایَصْعَدُونَ فی دَرَجٍ و مَرَاقٍ ،و إِنَّمَا عَنَی السِّجْنَ الذی کان حُبِسَ فیه.

و قیل: الزَّیْفُ المشرَفُ فی القُصُورِ، الْوَاحِدَهُ بِهَاءٍ وَ قیل:إِنَّما سُمِّیَ بذلک لأَنَّ الحَمَامَ یَزِیفُ علیها مِن شُرْفَهٍ إِلَی شُرْفَهٍ .

و الزَّائِفُ ،و الزَّیَّافُ :الْأَسَدُ، لِتَبَخْتُرِهِ فی مِشْیَتِهِ کالبَعِیرِ، وَ التَّشْدِیدُ للمُبَالَغَهِ ،قال عمرُو بنُ مَعْدِی کَرِبَ رضی الله عنه،یذْکُر أَسَداً شَبَّهَ نَفْسَهُ به:

یَزِیفُ کما یَزِیفُ الفَحْ

لُ فَوْقَ شُؤُونِهِ زَبَدُهُ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الزَّیَّافَهُ من النُّوقِ :المُخْتَالَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ عَنْتَرَهَ :

یَنْبَاعُ مِنْ ذِفْرَی غَضُوبٍ جَسْرَهٍ

زَیَّافَهٍ مِثْلِ الْفَنِیقِ الْمُکْدمِ (4)

وَ زَافَ البِنَاءُ،و غیرُه:طَالَ ،و ارْتَفَعَ .

وَ یُجْمَعُ الزَّیْفُ مِن الدَّرَاهِم علَی: الزُّیُوفِ ،و منه قَوْلُ امْرِیءِ القَیْسِ :

کَأَنَّ صَلِیلَ الْمَرْوِ حِینَ تَشُدُّهُ

صَلِیلُ زُیُوفٍ یُنْتَقَدْنَ بِعَبْقَرَا (5)

وَ یُجْمَعُ الزَّائِفُ ،علی الزُیِّفِ ،و منه قَوْلُ هُدْبَهَ بنِ الخَشْرَمِ :

تَرَی وَرَقَ الْفِتْیَانِ فِیهَا کَأَنَّهُمْ

دَرَاهِمُ مِنْهَا زَاکِیَاتٌ و زُیَّفٌ (6)

وَ زَیَّفَ فُلانًا:بَهْرَجَهُ ،و قیل:صَغَّرَ به،و حَقَّرَه،و هو مَجَازٌ،مَأْخُوذٌ مِن الدِّرْهمِ الزَّائِفِ ،و هو الرَّدِیءُ.

وَ قیل:أَصْلُ التَّزْیِیفِ ،تَمیِیزُ الرَّائجِ مِن الزَّائِفِ ،ثم اسْتُعْمِلَ فی الرَّدِّ و الإِبْطَالِ ،کما فی المِصْباحِ و العِنَایهِ .

ص:261


1- (1) دیوان الهذلیین 153/1 و یروی: وَ ماجت کموج البحر أرخی سدوله وَ قامت علی ساقٍ .
2- (2) کذا و البیت موجود فی شعره دیوان الهذلیین 153/1 و شرح أشعار الهذلیین 157/1.
3- (3) اللسان و التهذیب بروایه:لدی قصور.
4- (4) بالأصل«المکرم»و المثبت عن شرح المعلقات العشر ص 128 و قوله «ینباع»یقصد به«ینبع»لکنه أشبع الفتحه لضروره الوزن فتولدت من الاشباع ألف.
5- (5) الدیوان و فیه«تشذه»أی تفرقه،و فی معجم البلدان:« [1]تطیره»بدل «تشده».
6- (6) و یروی: إذا ورق الفتیان صاروا کأنهم دراهم منها جائزات و زیّفٌ .

فصل السین المهمله مع الفاءِ

سأف

سَئِفَتْ یَدُهُ ،کَفَرِحَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن أَبی زَیْدٍ: و سَأَفَتْ ،مِثْل مَنَعَ ، نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه، سَأْفاً ، بالفَتْحِ ، و یُحَرَّکُ ، و فیه لَفٌّ و نَشْرٌ غیرُ مُرَتَّبٍ : تَشَقَّقَتْ ،و تَشَعَّثَ مَا حَوْلَ الْأَظْفَارِ، مِثْل سَعِفَتْ ،کما فی الصِّحاحِ ،و هو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِی، و هی سَئِفَهٌ ،أو هی کذا فی النُّسَخِ ، وَ الصَّوابُ :أَو هو تَشَقُّقُ الْأَظْفَارِ نَفْسِهَا، قَالَهذ ابنُ السِّکِّیتِ .

و سَئِفَتْ شَفَتُهُ :تَقَشَّرَتْ .

و سَئِفَ لِیفُ النَّخْلِ : إذا تَشَعَّثَ ،و انْقَشَرَ، کَانْسَأَفَ ، وَ قال اللَّیْثُ :سِیفُ اللِّیْفِ ،و هو ما کان مُلْتَزِقًا بأُصُولِ السَّعَفِ ،مِنْ خِلاَلِ اللِّیفِ ،و هو أَرْدَؤُهُ ،و أَخْشَنُهُ لأَنّهُ یُسْأَفُ مِنْ جوانبِ السَّعَفِ فیصیرُ کأَنَّه لِیفٌ و لیس به،و لُیِّنَتْ هَمْزَتُهُ .

و سَؤُفَ مَالُهُ ،کَکَرُمَ :وَقَعَ فیه السُّؤَافُ ، کغُرَابٍ ، و هو لُغَهٌ فی:السُّوَافِ ،بِالْوَاوِ، کما سَیَأْتِی قِریباً.

و السَّأَفُ ،مُحَرَّکَهً :سَعَفُ النَّخْلِ عن ابن عَبَّادٍ.

و قال أَبو عُبَیْدَهَ :هو شَعَرُ الذَّنَبِ ،و الْهُلْبُ .

و قال أَیضاً: السَّائِفَهُ :مَا اسْتَرَقَّ مِن أَسَافِلِ الرَّمْلِ :

ج سَوائِفُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

سُئِفْتُ منه،بالضَّمِّ :أی فَزِعْتُ ،هکذا جاءَ فی حدیثِ المَبْعَثِ (1)فی بعْضِ الرِّوَایَاتِ .

سجف

السَّجْفُ ، بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ، نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِیُّ ، و کذلک السِّجَافُ ، کَکِتَابِ ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، وَ لیس بجَمْعِ سَجْفٍ : السِّتْرُ،ج: سُجُوفٌ ،و أَسْجَافٌ ، وَ جَمْعُ السِّجَافِ : سُجُفٌ ،ککُتُبٍ ،هذا هو الأَصْلُ ،ثم اسْتُعِیرَ لِمَا یُرَکَّبُ علَی حَوَاشِی الثَّوْبِ . أَو السَّجْفُ :السِّتْرَانِ الْمَقْرُونَان بَیْنَهُمَا فُرْجَهٌ ، قَالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

أَو کُلُّ بَابٍ سُتِرَ بِسِتْرَیْنِ مَقْرُونَیْنِ ، مَشْقُوقٍ بَیْنَهما، فَکُلُّ شِقٍّ منهما سَجْفٌ ، قالَهُ اللَّیْثُ ، و سِجَافٌ أَیضاً،قَالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،قال اللَّیْثُ :و کذلک سَجْفَا الخِبَاءِ،و یُسَمَّی خَلْفُ البابِ سَجْفاً ،قال النَّابِغَهُ الذُّبْیَانِیُّ :

خَلَّتْ سَبِیلَ أَتَیّ کان یَحْبِسُهُ

وَ رَفَّعَتْهُ إِلَی السَّجْفَیْنِ فَالنَّضَدِ (2)

قال الجَوْهَرِیُّ :هُمَا مِصْرَاعَا السِّتْرِ،یکُونَانِ فی مُقَدَّمِ البَیْتِ .

و أَسْجَفَ السِّتْرَ:أَرْسَلَهُ ، وَ أَسْبَلَهُ .

و أَسْجَفَ اللَّیْلُ ، مِثْل: أَسْدَفَ : أی أَظْلَمَ ،و هو مَجازٌ.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: السَّجَفُ ،مُحَرَّکَهً ،دِقَّهُ الْخَصْرِ، وَ خَمَاصَهُ الْبَطْنِ ، یُقَال:فی خَصْرِهِ سَجَفٌ ،و فی بَطْنِهِ سَجَفٌ .

و مِن المَجَازِ: السُّجْفَهُ ،بِالضَّمِّ :سَاعَهٌ مِن اللَّیْلِ ، کالسُّدْفَهِ .

و سَجَفَ الْبَیْتَ و أَسْجَفَهُ ،و سَجَّفَهُ ، تَسْجِیفاً : أَرْسَلَ عَلَیه السَّجِفَ ، و سَتَرَهُ .

وَ قال الأَصْمَعِیُّ :بَیْتٌ مُسَجَّفٌ :علی بَابِهِ سَجْفانِ .

وَ فی التَّهْذِیبِ : التَّسْجِیفُ :إِرْخَاءُ السَّجْفَیْنِ ،و فی المُحْکَمِ :إِرْخَاءُ السِّتْر،و منه قول الفَرَزْدَقِ :

إِذَا الْقُنْبُضَاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بِالضُّحَی

رَقَدْنَ عَلَیْهِنَّ الْحِجَالُ الْمُسَجَّفُ

نَعَتَ الحِجَالَ بنَعْتِ المُذَکَّرِ المُفْرَدِ،علَی تَذْکِیرِ اللَّفْظِ .

و حَنَتَفُ بنُ السِّجْفِ ،بِالْکَسْرِ:تَابِعِیٌّ ،و حُنَیْفُ بنُ السِّجْفِ :شَاعِرٌ، هکذا هو فی النُّسَخِ ،الأُولَی:حَنْتَفٌ ، کجَعْفَرٍ،و الثانیه:حُنَیْفٌ ،کزُبَیْرٍ،بالنُّونِ ،و هو تَصْحِیفٌ ، صَوَابُه:حُتَیْفٌ ،بالتَّاءِ الفَوْقِیَّهِ فی الثَّانِی،و السِّجْفُ ،والدُ الشاعِر لَقَبٌ ،و اسْمُه عُمَر بنُ عبد الحارِثِ (3)الضَّبِّیُّ ،

ص:262


1- (1) و نصه فی النهایه:فی حدیث المبعث:فإذا الملک الذی جاءنی بحراء فسئِفت منه.
2- (2) دیوانه صنعه ابن السکیت ص 4.
3- (3) انظر المؤتلف للآمدی ص 107.

و الحُتَیْفُ ابنُه،اسْمُه الرَّبِیعُ ،علَی ما تقدَّم الاخْتِلافُ ،و أَما الصّاغَانِی،فقَالَ :الحَنْتَفُ بنُ السِّجْفِ رَجُلاَنِ :تَابِعِیٌّ وَ شَاعِرٌ،و قد تقدّم البَحْثُ فیه،فرَاجِعْهُ .

و السَّجْفُ ، بِالْفَتْحِ :ع، الصَّوابُ بالخَاءِ المُعْجَمَهِ (1)، کما یأْتِی للمُصَنِّفِ أَیضاً،و هو قَوْلُ ابنِ دُرَیْدٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

السِّجَافَهُ ،ککِتَابَهٍ :السِّتْرُ،و الحِجَابُ ،و منه

17- قَوْلُ أُمِّ سَلَمَهَ ،لِعَائِشَه رضی الله عنهما: «وَجَّهْتِ سِجَافَتَهُ ». أی:

هَتَکْتِ سِتْرَهُ ،و أَخَذْتِ وَجْهَهُ ،و یُرْوَی:«سِدَافَتَهُ »و المعنَی واحدٌ.

وَ أَرْخَی اللَّیْلُ سُجُوفَهُ :أی أَسْتَارَهُ ،و هو مَجَازٌ.

وَ سُجَیْفَهُ ،کجُهَیْنَهَ :اسْمُ امْرَأَهٍ مِن جُهَیْنَه،و قد وُلِدَتْ فی قُرَیْشٍ ،قال کُثَیِّرُ عَزَّهَ :

حِبَالُ سُجَیْفَهَ أَمْسَتْ رِثَاثَا

فَسَقْیاً لها جُدُداً أَوْ رِمَاثَا

سحف

السَّحْفُ ،کَالْمَنْعِ :کَشْطُکَ الشَّعَرَ عَن الْجِلْدِ،حتی لا یَبْقَی منه شَیْ ءٌ، تقول: سَحَفْتُهُ سَحْفاً ،قَالَهُ اللَّیْثُ .

و السَّحَائِفُ :طَرَائِقُ الشَّحْمِ الذی و نَصُّ العَیْنِ :التی بَیْنَ طَرَائِقِ الطَّفاطِفِ ،و نَحْوُ ذلک،ممَّا یُرَی مِن شَحْمَهٍ عَرِیضَهٍ مُلْزَقَهٍ بِالْجِلْدِ (2)،واحدُها سَحِیفَهٌ ،قَالَهُ اللَّیْثُ ،و کلُّ دَابَّهٍ لهَا سَحْفَهُ إلاّ ذَوَاتُ الخُفِّ ،فإِنَّ مَکَانَ السَّحْفَهِ منها الشَّطّ ،و سیأْتِی معنَی السَّحْفَهِ للمُصَنِّفِ فی آخِرِ التَّرْکِیبِ ، وَ قال ابنُ خَالَوَیْه:لیس فی الدَّوَابِّ شَیْ ءٌ لا سَحْفَهَ له إِلاَّ الْبعِیرُ، و قال ابنُ سِیدَه:و قد جَعَلَ بعضُهُمْ السَّحْفَهَ فی الخُفِّ ،فقَالَ : جَمَلٌ سَحُوفٌ :ذُو سَحْفَهٍ ، و نَاقَهٌ سَحُوفٌ :

کَثِیرَتُهَا، أی السَّحْفَه ،أو السَّحَائِفِ .

و قال ابنُ السِّکِّیتِ : سَحَفَ الشَّحْمَ عن ظَهْرِهَا، أی:

الشَّاهِ ،و سِیَاقُ المُصَنِّفِ یَقْتَضِی عَوْدَ الضَّمِیرِ إِلَی النَّاقهِ ؛لأَنَّه لم یَتَقَدَّمْ ذِکْرُ الشَّاهِ ،و الصَّوابُ ما ذَکَرْنَا، کَمَنَعَ ، سَحْفاً :

قَشَرَهَا، کذا فی النُّسَخِ ،و نَصُّ ابْنِ السِّکِّیت:قَشَرَهُ منکَثْرَته،ثم شَواهَا،و فی الصِّحاحِ :ثم شَوَاهُ ،و الصَّحِیحُ أنَّ ضَمِیرَ شَوَاهَا إِلَی الشَّاهِ ،و ضَمِیرَ قَشَرَهُ إلی الشَّحْمِ (3).

و سَحَفَ الشَّیْ ءَ، یَسْحَفُهُ ، سَحْفاً : أَحْرَقَهُ ، عن أَبی نصرٍ.

و یُقَال: الْإِبِلُ سَحَفَتْ :أی أَکَلَتْ مَا شَاءَتْ ، و هو مَجَازٌ عن کَشْطِ الشَّعَرِ من أُصولِ الْجِلْد.

و سَحَفَت الرِّیحُ السَّحَابَ : إذا کَشَطَتْهُ ،و ذَهَبَتْ بِهِ قَالَهُ اللَّیْثُ ، کَأَسْحَفَتْهُ ، عن الزَّجّاجِ .

و سَحَفَ رَأْسَهُ ، سَحْفاً : حَلَقَهُ ، فاسْتَأْصَلَ شَعَرَهُ ، وَ کذلک جَلَطَهُ ،و سَلَتَهُ ،و سَحَتَهُ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

فَأَقْسَمْتُ جَهْداً بِالْمَنَازِلِ مِنْ مِنًی

وَ مَا سُحِفَتْ فیه الْمَقَادیمُ و الْقَمْلُ

أی:حُلِقَتْ ،قلتُ :الشِّعْرُ لزُهَیْرِ بنِ أَبِی سُلَمَی.

و قال أَبو نَصْرٍ: سَحَفَ النَّخْلَهَ ،و غَیْرَهَا: إذا أَحْرَقَهَا، قال:و آنَسْتُ غُلَیِّماً یَقُولُ لآخَرَ: سَحَفْتُ النَّخْلَهَ حتی تَرکْتُهَا حَوْقَا:و ذلک أَنَّه کانتْ علیها الکرَانِیفُ ،فأَشْعَلَ فیها النَّارَ،فأَحْرَقَها عَجْزاً من تَجْرِیدها.

و منه، أی:من قَوْلهم، سَحَفَ رَأْسَهُ :حَلَقَهُ ،و سیاقُ المُصَنِّفِ یقْتَضِی أَن یکونَ من سَحَفَ النَّخْلَهَ :أَحْرَقَها،و فیه تَأَمُّلٌّ ، رَجُلٌ سُحَفْنِیَهٌ ،کَبُلَهْنِیَهٍ :للْمَحْلُوق الرَّأْس، نَقَلَهُ ابنُ بَرِّیّ ،و النُّونُ زَائدَهٌ .

و السَّحُوفُ من النُّوقِ :الطَّوِیلَهُ الْأَخْلاَفِ ، عن ابنِ دُرَیْدٍ.

قال:و السَّحُوفُ أَیضاً: الضَّیِّقَهُ الْأَحَالیلِ من النُّوقِ .

قال: و قیل:هی التی إذا مَشَتْ جَرَّتْ فَرَاسِنَهَا علَی الْأَرْضِ ، قلتُ :أیْ من الإِعْیَاءِ،فهی لُغَهٌ فی زَحُوفٍ :

التی تَزْحَفُ بِفِرْسِنِهَا إذا مَشَتْ .

و السَّحُوفُ من الْغَنَمِ :الرَّقِیقَهُ صُوفِ الْبَطْنِ ، وَ نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ ،عن ابنِ السِّکِّیتِ -بَعْدَ ذکرِه قوله: سَحَفَ الشَّحْمَ عن ظَهْرِ الشَّاهِ ،إلی آخرِه-ما نَصُّه:و إذا بلَغ سِمَنُ

ص:263


1- (1) و مثله فی معجم البلدان و ضبط بضمتین.
2- (2) و مثله فی اللسان،و [1]فی التهذیب:«بالجِلْده».
3- (3) الذی فی اللسان:و سحفت الشحم عن ظهر الشاه سحفاً و ذلک إذا قشرته من کثرته،ثم شویته.

الشَّاه هذا الحَدَّ قیل:شَاهٌ سَحُوفٌ ،و نَاقَهٌ سَحُوفٌ .

وَ قوله: و الْمَطْرَهُ إلی آخرِه،هکذا فی سائرِ النُّسَخِ المَوْجُوده،و الصَّوابُ أَنَّهُ سقَط من هنا قَوْلُه:و کسَفِینَهٍ :

المَطْرَهُ التی تَجْرُفُ مَا مَرَّتْ بِه کما هو نَصُّ الصِّحاح وَ العُبَابِ ،و اللِّسَانِ ،و سَائرِ الأُصُولِ ،و تَجْرُفُ :أی تَقْشرُ، وَ قال الأَصْمَعِیُّ : السَّحیفَهُ ،بالفاءِ:المَطْرَهُ الحَدِیدَهُ ،التی تجرُفُ کلَّ شَیْ ءٍ،و السَّحیقَهُ ،بالْقَافِ :المَطْرَهُ العَظِیمَهُ القَطْرِ،الشَّدِیدَهُ الوَقْعِ ،القَلِیلهُ العَرْضِ و جَمْعُهَما:

السَّحَائف ،و السَّحَائِقُ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ ،لجِرَانِ العَوْدِ، یَصفُ مَطَرًا:

وَ مِنْهُ علَی قَصْرَیْ عُمَانَ سَحِیفَهٌ

وَ بِالْخَطِّ نَضَّاخُ العَثَانِینِ وَاسِعُ

و مِنَ الرَّحَی، هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ أَن یُقَال:

«و بلاَ هاءٍ مِن الرَّحَی»یُقال:سَمِعْتُ حَفِیفَ الرَّحَی، وَ سحِیفَ الرَّحَی،قال ابنُ السِّکِّیتِ :هو صَوْتُهَا إذا طَحَنَتْ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ .قال ابنُ بَرِّیّ :و شاهدُ السَّحِیفِ للصَّوْتِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

عَلَوْنِی بِمَعصُوبٍ کَأَنَّ سَحِیفَهُ

سَحِیفُ قَطَامِیٍّ حَمَاماً تُطَایِرُهْ

و السَّحِیفُ : صَوْتُ الشَّخْبِ ، کما فی العُبَابِ .

و السُّحَافُ ، کغُرَابٍ السُّلُّ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

قال: و هو مَسْحُوفٌ : أی مَسْلُولٌ ، وَ قد سَحَفَهُ اللّه تَعَالَی.

و نَاقَهٌ أُسْحُوفُ الْأَحَالِیلِ ،بِالضَّمِّ : قال ابنُ شُمَیْلٍ :قال أَبو أَسْلَمَ ،و مَرَّ بنَاقَهٍ فقَالَ :هی و اللّه لأُسْحُوفُ الأَحَالِیلِ ، قال:فقَالَ الخَلِیلُ :هذا غَرِیبٌ ، و رَوَاهُ سِیبَوَیْه: إِسْحَوْفُ الأَحَالِیلِ ، کَإِدْرَوْنٍ بکَسْرِ فسُکُونٍ فَفَتْحٍ : وَاسِعَتُهَا، هکذا فَسَّرُه أَبُو أَسْلَمَ ، أَو غَزِیرَهٌ ،أی: کَثیرهُ اللَّبَنِ ،یُسْمَعُ لِصَوْتِ شَخْبِهَا سَحْفَهٌ ، وَ هی سَحِیفُها ،قَالَهُ أَبو مالکٍ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیَّ :

حَسِبْتُ سَحْفَ شُخْبِهَا و سَحْفَهْ

أَفْعَی و أَفْعَی طَافِئاً بنَشْفَهْ

النَّشْفَهُ :الحِجَارَهُ المُحْرَقَهُ مِن حِجَارَهِ الحَرَّهِ .

و الْأَسْحُفَانُ ،بالضَّمِّ :نَبْتٌ یَمْتَدُّ حِبَالاً علی وَجْهِ الأَرْضِ ،له وَرَقٌ کوَرَقِ الحَنْظَلِ إِلاَّ أَنَّهُ أَرَقُّ ،و له قُرُونٌ کَاللُّوبِیَاءِ أَو أَقْصَرَ مِن قُرُونِه،فیها حَبٌّ مُدَوَّرٌ أَخْضَرُ (1)، لا یُؤْکَلُ ،و لا یَرْعَی الْأَسْحُفَانَ شَیْ ءٌ،و لکنْ یُتَدَاوَی به مِن النَّسَا، نَقَلَهُ أَبو حَنِیفَهَ .

و السَّیْحَفُ ،کصَیْقَلٍ هکذا ضَبَطَه الخَلِیلُ ، و قال غیرُه:

هو السِّیَحْفُ ،مثل دِرَفْسٍ ، بکَسْرٍ فَفَتْحٍ فسُکونٍ ، و قیل:

هو مِثْل حِنْفسٍ ، بالکَسْرِ،کما سبَق له هکذا فی السِّینِ ، وَ لو قال:کَزِبْرِجٍ لأَصابَ المِحَزَّ،و الذی فی العُبَابِ :

وَ قالوا: سِیَحْفٌ ،مِثالُ حِیَفْسٍ ،و سَبَقَ لِلمُصَنِّفِ ضَبْطُ حِیَفْسٍ ،و سَبَقَ للمُصَنِّفِ ضَبْطُ حَیَفْسٍ ،کهِزَبْرٍ،فهو وَ دِرَفْسٌ فی الضَّبْطِ واحدٌ،و ما ذکَره المُصَنِّفُ مِن قَوْلِه:

حِنْفِس،تَصْحِیفٌ عنه،فَتَأَمَّلْ ذلک،و بین سِیَحْفٍ و حِیَفْسٍ جَناسُ اشْتِقَاقٍ : النَّصْلُ الْعَرِیضُ ، قَالَهُ الخلیلُ ،قال:

وَ جَمْعُه: السَّیَاحِفُ ،و أَنْشَدَ:

سَیَاحِفَ فی الشِّرْیَانِ یَأْمُلُ نَفْعَهَا

صِحَابِی و أَولِی حَدَّهَا مَنْ تَعَرَّمَا

أَو الطَّوِیلُ النَّصْلِ مِن السِّهَامِ ،قَالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و قالَ الشَّنفْرَی:

لَهَا وَفْضَهٌ فیها ثَلاَثُونَ سَیْحَفاً

إِذَا آنَسَتْ أُولَی الْعَدِیِّ اقْشَعَرَّتِ (2)

و کذلک الرَّجُلُ الطَّوِیلُ ، قَالَهُ ابنُ دُریٌْدٍ أَیضا،و لو قال:

وَ السَّیْحَفُ مِن الرَجَالِ ،و السِّهَامِ ،و النِّصالِ :الطَّوِیلُ ،أَو العَرِیضُ لَکَانَ أَخْصَرَ.

و رَجُلٌ سَیَحْفیُّ اللِّسَانِ : أی لَسِنٌ ، نَقَلَهُ أَبو سَعِیدٍ السِّیرَافیُّ ،قال:

و سَیْحَفیُّ اللِّحْیَهِ : أی طَوِیلُهَا، کَسَیْحَفَانِیِّهَا .

قال و دَلْوٌ سَحُوفٌ .تَجْحَفُ ما فی الْبِئْرِ مِن الْمَاءِ، قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : و قال أَعْرَابِیٌّ :أَتَوْنَا بِ صِحَاف فیها لِحَامٌ ، و سِحَافٌ بکَسْرِهِمَا:أی لُحُومٌ ،و شُحُومٌ ، وَاحِدُهَا:

سَحْفٌ ،و لَحْمٌ .

ص:264


1- (1) الأصل و التکمله،و فی اللسان: [1]أحمر.
2- (2) المفضلیه 20 بیت رقم 23 و فسر السیحف بالسهم العریض النصل. وَ قوله اقشعرت:أی تهیأت للقتال.

و المِسْحَفَهُ ، کَمِکْنَسَهٍ :التی یُقْشَرُ بها اللَّحْمُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

قال: و مَسْحَفُ الْحَیَّهِ ،بِالْفَتْحِ :أَثَرُهَا فی الْأَرْضِ ، وَ هو المَزْحَفُ و فی بعضِ النُّسَخِ :و کمَقْعَدٍ (1): مَسْحَفُ الحَیَّهِ ، فحِینَئذٍ لا یَحْتَاجُ إلی قَوْلِهِ :بِالفَتْحِ .

و قال أبو سعیدٍ: السَّحْفَتَانِ :جَانِبَا الْعَنْفَقَهِ ، وَ حکَی:

«هؤُلاءِ قَوْمٌ قد أَحْفَوْا شَوَارِبَهم،و سَحْفَاتِ عَنَافِقِهِم، وَ شَمَّرُوا ذُیُولَهم،و عَظَّمُوا اللُّقَمَ عِنْدَ إِخْوَانِهم».

و السَّحْفَهُ :الشَّحْمَهُ عَامَّهً ،و قیل:هی التی علَی الظَّهْرِ المُلْتَزِقَهُ بالجِلْدِ فِیما بینَ الکَتِفَیْنِ إلی الوَرِکَیْنِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ ،و قیل:هی التی علَی الجَنْبَیْن وَ الظَّهْرِ،و لا یکونُ ذلک إِلاَّ مِن السِّمَنِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَسْحَفَ الرَّجُلُ :إذا بَاعَهَا أی:

السَّحْفَهَ ،و هی الشَّحْمَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رَجُلٌ سُحَفَهٌ ،کهُمَزَهٍ :مَحْلُوقُ الرَّأْسِ ،نَقَلَهُ ابنُ بَرِّیّ .

قال:و السُّحَفْنِیَهُ ،کبُلَهْنِیَهٍ :ما حُلِقَتْ ،و هو أَیضاً مَحْلُوقُ الرَّأْسِ ،و قد ذَکَرَه المُصَنِّفُ ،قال:فهو مَرَّهً اسْمٌ ،و مَرَّهً صِفَهٌ .

وَ السُّحَفْنِیَهُ أَیضاً:دَابَّهٌ ،عن السِّیَرَافیِّ ،قال:و أَظُنُّهَا السُّلَحْفِیَهَ ،و النُّونُ فی کُلِّ ذلک زائِدَهٌ .

وَ سَحَفَ الشَّیْ ءَ، یَسْحَفهُ ، سَحْفاً :قَشَرَهُ .

وَ السَّحَیفَهُ :ما قَشَرْتَهُ مِن الشَّحْمِ مِن ظَهْرِ الشَّاهِ .

وَ السَّحُوفُ :النَّاقَهُ التی ذهَب شَحْمُهَا،قال ابنُ سیدَه:

وَ کأَنَّهُ علَی السَّلْبِ .

وَ شَاهٌ سَحُوفٌ ،و أُسْحُوفٌ :لها سَحْفَهٌ أو سَحْفَتَانِ .

وَ أَرْضٌ مَسْحَفَهٌ ،بالفَتْحِ :رَقِیقَهُ الکَلإِ،و ذکَرَه المُصَنِّف فی التی بَعْدَهَا،و ضَبَطَهَا کمُحْسِنَهٍ (2).

سخف

السَّخْفُ ، بالفَتْحِ : رِقَّهُ الْعَیشِ ، عن أَبیعَمْرٍو. و السُّخْفُ ، بِالضَّمِّ ، عنه أیضاً، و الْفَتْحِ ، عن غیرِه.

و السُّخْفَهُ ، کَقُرْصَهٍ ،و السَّخافَهُ مِثْلُ سَحَابَهٍ :رِقَّهُ العَقْلِ ،و غَیْرِهِ ، وَ قیل:هی الخِفَّهُ التی تَعْتَرِی الإِنْسَانَ إذا جاع.

وَ قد سَخُفَ الرَّجُلُ ، کَکَرُمَ ، سَخَافَهً ،فهو سَخِیفٌ ، وَ یقال: السُّخْفَهُ :ضَعْفُ العَقْلِ ،و قیل:نُقْصَانُه.

و سَخْفَهُ الْجُوعِ ، بالفَتْحِ ، و یُضَمُّ :رِقَّتُهُ و هُزَالُهُ یُقال:

به سَخْفَهٌ مِن جُوعٍ ،و به فُسِّرَ

17- حدیثُ [إِسلامِ ] (3)أبی ذَرٍّ الغِفَارِیِّ ،رَضِیَ اللّه عَنْه،أَنَّه قال: «دَخَلْتُ بینَ الکَعْبَهِ وَ أَسْتَارِهَا،فلَبِثْتُ بها ثَلاثِینَ مِن بین یَوْمٍ و لَیْلَهٍ ،و مَا لِی بها طَعَامٌ إِلاَّ ماءُ زَمْزَمَ ،فسَمِنْتُ حتی تَکَسَّرَتْ عُکَنُ بَطْنِی،و ما وَجَدْتُ علی کَبِدِی سَخْفَهَ جُوعٍ ».

و ثَوْبٌ سَخِیفٌ :قَلِیلُ الْغَزْلِ ، وَ قیل:رَقِیقُ النَّسْجِ ،بَیَّنُ السَّخافَهِ .

و رَجُلٌ سَخِیفُ العَقْلِ : نَزِقٌ خَفِیفٌ ، قال المُغِیرَهُ بنُ حَبْنَاءَ یَهْجُو أَخاهُ صَخْرًا:

وَ أُمُّکَ حِینَ تُنْسَبُ أُمُّ صِدْقٍ

وَ لکنَّ ابْنَهَا طَبِعٌ سَخِیفُ (4)

أَو کُلُّ ما رَقَّ فقد سَخُفَ ،و لا یَکادُونَ یَسْتَعْمِلُون السُّخْف بالضَّمِّ (5)،إِلاَّ فی رِقَّهِ العَقْلِ خَاصَّهً و السَّخَافَه فی کُلِّ شَیْ ءٍ، کالسَّحَابِ ،و السِّقاءِ،و العُشْبِ ،و الثَّوْبِ ،و غیرِهَا، و قال ابنُ شُمَیْلٍ : أَرْضٌ مُسْخِفَهٌ ،کَمُحْسِنَهٍ (6)قَلِیلَهُ الْکَلإِ، أخِذَ مِن الثَّوْبِ السَّخِیفِ .

و سَاخَفَهُ مُساخَفَهً :مِثْل حَامَقَهُ .

و السَّخْفُ :ع، عن ابنِ دُرَیْدٍ،و قد صَحَّفَه المُصَنِّفُ ، فذکَره فی الجیمِ أَیضا (7).

و سَخُفَ السِّقاءُ،ککَرُمَ ، سُخفاً ،بالضَّمِّ : إِذَا وَهَی و تَغَیَّرَ

ص:265


1- (1) نبه علیها بهامش القاموس علی أنها فی نسخه أخری منه.
2- (2) انظر ماده سخف،و فیها:قلیله الکلإِ.
3- (3) زیاده عن النهایه و اللسان.
4- (4) الأساس بروایه:حین تذکر.
5- (5) کذا بالأصل و اللسان و التهذیب،و فیهما ضبطت بالقلم،و فی القاموس.
6- (6) کذا بالأصل و القاموس و التهذیب و ضبطت فی اللسان [1]بفتح المیم.
7- (7) و ضبطت فی معجم البلدان بضمتین.

و بَلِیَ ،و قَدْ مَرَّ قَرِیباً من قَوْلِ اللَّیْثِ :إنَّ السُّخْفَ مَخْصُوصٌ فی العقَلِ ،و السّخافَهَ عامٌّ فی کُلِّ شَیْ ءٍ،فالمُناسِبُ أَنْ یَکُونَ مَصْدَرُ سَخُفَ السِّقاءُ سَخافَهً ،کَکَرامهٍ ،فتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَسْخَفَ الرَّجُلُ :قَلَّ مَالُه و رَقَّ ،قال رُؤْبَهُ :

و إِنْ تَشَکَّیْتُ مِنَ الْإِسْخَافِ

وَ قالوا:ما أَسْخَفَهُ !قال سِیبَوَیْه:وَقَعَ التَّعَجُّبُ فیه ما أَفْعَلَهُ ،و إن کانَ کالخُلُقِ ،لأَنَّه لیس بلَوْنٍ و لا بِخِلْقَهٍ فیه، وَ إِنَّمَا هو من نُقْصَانِ العَقْلِ و قد ذُکِرَ ذلک فی بَابِ الحُمْقِ .

وَ سَحابٌ سَخِیفٌ :رَقِیقٌ ،و عُشْبٌ سَخِیفٌ ،کذلک.

وَ نَصْلٌ سَخِیفٌ :طَوِیلٌ عَرِیضٌ ،عَنْ أَبی حَنِیفَهَ .

وَ سَخَّفَهُ الجُوعُ ،تَسْخِیفاً،کما فی الأَسَاسِ .

سدف

السَّدْفَهُ ، بالفَتْحِ ، و یُضَمُّ :الظُّلْمَهُ ،تَمِیمَّیهٌ ، وَ فی الصَّحاحِ :قال الْأَصْمِعیُّ :هی لُغَهُ نَجْدٍ.

و السَّدْفَهُ أَیضاً،بلُغَتَیْه: الضَّوْءُ،قَیْسِیَّهٌ ، وَ فی الصِّحاحِ :و فی لُغَهِ غیرِهِم:الضَّوْءُ،و الذی نَقَلَهُ المُصَنِّفُ هو قَوْلُ أَبی زَیْدٍ فی نَوَادِرِه (1)، ضِدُّ، صَرَّح به الجَوْهرِیُّ وَ غَیْرُه و فی شَرْحِ شَیْخِنَا،قلتُ :لا تَضَادَّ مع اخْتِلافِ اللُّغَتَیْن،کما قالَهُ جَمَاعَهٌ ،و أُجِیبَ بإِنَّ التَّضَادَّ باعْتِبَارِ اسْتِعْمَالِنَا،إِذْ لا حَجْرَ علینا،علی أنَّ العَرَبِیَّ یَتَکَلَّمُ بلُغَهِ غیرِه،إذا لَم تَکُنْ خَطَأً،فتَأَمَّلْ ، أَو سُمِّیَا بِاسْمٍ ،لأَنَّ کُلاًّ یَأْتِی علَی الْآخَرِ، کَالسَّدَفِ ،مُحَرَّکَهً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو أَیضاً مِن الأَضْدادِ،و الجَمْعُ : أَسْدَافٌ ،قال أَبو کَبِیرٍ الهُذَلِیُّ :

یَرْتَدْنَ سَاهِرَهً کَأَنَّ جَمِیمهَا

وَ عَمِیمَهَا أَسْدَافُ لَیْلٍ مُظْلِمِ (2)

[ السَّدْفَهُ ]: اخْتِلاَطُ الضَّوْءِ و الظُّلْمَهِ مَعاً،کوَقْتِ ما بَیْنَ طُلُوع الفجِر إِلَی أَوَّلِ الإِسْفَارِ، حَکاهُ أَبو عُبَیْدٍ،عن بعضِ اللُّغَوِیِّین،و نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ ،و قالَ عُمَارَه: السَّدْفَهُ :ظُلْمَهٌ فیها ضَوْءٌ مِن أَوَّلِ اللَّیْلِ و آخِرِه:ما بَیْنَ الظُّلْمَهِ إِلَی الشَّفَقِ ،و ما بَیْنَ الفَجْرِ إلی الصَّلاهِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :

وَ الصحیحُ ما قَالَهُ عُمَارَه.

و السَّدْفَهُ ،و السُّدْفَهُ : الطَّائِفَهُ من اللَّیْلِ ، وَ قال اللِّحْیَانِیُّ :أَتَیْتُه بسُدْفَهٍ ،أی:فی بَقِیَّهٍ من اللَّیْلِ .

و السُّدْفَهُ ، بِالضَّمِّ :البَابُ ، وَ منه قَوْلُ امْرَأَهٍ مِن قَیسٍ تَهْجُو زَوجَها.

لاَ یَرْتَدِی مَرَادِیَ الْحَرِیرِ

و لاَ یَرَی بِسُدْفَهِ الْأَمِیرِ (3)

أَو سُدَّتُهُ .

و قیل:هی سُتْرَهٌ أَو شَبِیهَهٌ بالسُّتْرَهِ ، تَکُونُ بالْبَابِ ، أی:

علیه، تَقِیهِ مِن الْمَطَرِ و لو قال:تَقِیهِ المَطَرَ،لکَانَ أخْصَرَ.

و السَّدَفُ ،مُحَرَّکَهً :الصُّبْحُ ، و به فَسَّرَ أَبو عمرٍو قَوْلَ ابنِ مُقْبِلٍ :

وَ لَیْلَهٍ قد جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَهَا

بصُدْرَهِ العَنْسِ حتی تَعْرِفَ السَّدَفَا

قال:أی أَسِیرُ حتی الصُّبْحِ ، و قال الفَرَّاءُ، السَّدَفُ :

إِقْبَالُهُ ، أی:الصُّبْح،و أَنْشَدَ لسَعْدٍ القَرْقَرَهِ :

نَحْنُ بِغَرْسِ الْوَدِیِّ أَعْلَمُنَا

مِنَّا بِرَکْضِ الْجِیَادِ فی السَّدَفِ

قال المُفضِّلُ :سَعْدٌ القَرْقَرَهُ :رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هَجَرَ،و کان النُّعْمَانُ یَضْحَکُ منه،فدَعَا النُّعْمَانُ بفَرَسِهِ «الیَحْمُومِ »و قال له:ارْکَبْهُ ،و اطْلُبِ الوَحْشَ ،فقَالَ سعدٌ:إِذَنْ و اللّه أُصْرَعُ ، فَأَبَی النُّعْمَانُ إِلاَّ أَنْ یَرْکَبه،فلمَّا رَکِبَه سَعْدٌ نَظَرَ إلی بَعْضِ وَلَدِهِ ،و قال:«وَا بِأَبِی وُجُوهُ الیَتَامَی»،ثم قال البیتَ ، وَ الوَدِیُّ :صِغَارُ النَّخْلِ ،و منا:أی فِینَا.

وَ

16- فی حدیثِ أَبی هُرَیْرَهَ -رَضِیَ اللّه عنه: -:«فَصَلِّ الْفَجْرَ إِلَی السَّدَفِ ». أی:إِلَی بَیَاضِ النَّهَارِ.

و السَّدَفُ أَیضاً: سَوَادُ اللَّیْلِ ، کَالسُّدْفَهِ ، بالضَّمِّ ،و هذا تقدَّم،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لحُمَیْدٍ الأَرْقَطِ :

و سَدَفُ الْخَیْطِ الْبَهِیمِ سَاتِرُهْ

ص:266


1- (1) نقله الأزهری فی التهذیب عن أبی زید و عن أبی محمد الیزیدی.
2- (2) دیوان الهذلیین 111/2 و فسر الساهره بالأرض و العمیم:المکتهل التام من النبت.و الجمیم:النبت الذی قد نبت و ارتفع قلیلاً و لم یتم کل التمام.
3- (3) التهذیب بروایه:«برادی»بدل«مرادی».

و قیل:هو بعْدَ الجُنْحِ ،قال:

وَ لَقَدْ رَأَیْتُکَ بِالْقَوَادِمِ مَرَّهً

وَ عَلَیَّ مِنْ سَدَفِ العَشِیِّ لِیَاحُ (1)

و قال ابنُ عَبَّادٍ: النَّعْجَهُ مِن الضَّأْنِ تُسَمَّی السَّدَفَ ،و هی التی لها سَوَادٌ کسَوَادِ اللَّیْلِ ، و تُدْعَی لِلْحَلْبِ بسَدَفْ سَدَفْ .

و کَزُبَیْرٍ، سُدَیْفٌ بنُ إِسْمَاعِیلَ بنِ مَیْمُونٍ ، شَاعِرٌ.

وَ السُّدُوفُ ، بالضَّمِّ : الشُّخُوصُ تَرَاهَا مِن بَعِیدٍ، وَ قال الصَّاغانِیُّ : الصَّوَابُ بِالشِّینِ المُعْجَمَهِ (2)،کما سیأْتِی، قلتُ :و الصَّحِیحُ أَنَّهُمَا لُغَتَانِ .

و الْأَسْدَفُ :الأَسْوَدُ المُظْلِمُ ،و أَنْشَدَ یَعْقُوبُ .

فَلَمَّا عَوَی الذِّئْبُ مُسْتَعْقِرًا

أَنِسْنَا بِه و الدُّجَی أَسْدَفُ

و السِّدافَهُ ، کَکِتَابَهٍ :الْحِجَابُ ،و منه

17- قَوْلُ أُمِّ سَلَمَهَ لِعَائِشَهَ رضی الله تَعَالَی عنهما، لمَّا ارادَت الخُرُوجَ إلی البَصْرَهِ : «تَرَکَتِ عُهَّیْدَی النَّبِیِّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،و بعَیْنِ اللّه مَهْوَاکِ ، وَ علَی رَسُولِهِ تَرِدِینَ ، قد وَجَّهْتِ سِدَافَتَهُ ». أَرادَتْ بِالسِّدَافَهِ الحِجَابَ و السِّتْرَ،و تَوْجِیهُها:کَشْفُهَا، أی:هَتَکْتِ السِّتْرَ، أیْ أَخَذْتِ وَجْهَهَا، وَ یُقَال:وَجَّهَ فُلانٌ سِدَافَتَه :إذا تَرَکها وَ حَرَجَ منها،و قیلَ للسِّتْرِ: سِدَافَهٌ ،لأَنَّهُ یُسْدَفُ ، أی:یُرْخَی عَلَیه، و قیل: أَرادتْ : أَزَلْتِهَا عَن مَکَانِهَا الذی أُمِرْتِ أَنْ تَلْزَمِیهِ ،و جَعَلْتِها أَمَامَکِ ، وَ یروی:

«سِجَافَتَهُ »بالجِیم،و قد مَرّتْ الإِشَارَهُ إِلیه.

و السَّدِیفُ ، کَأَمِیرٍ:شَحْمُ السَّنَامِ ، و فی الصِّحاحِ :

السِّنَامُ ،و زَادَ غیرُه:المُقَطَّعُ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشَّاعِر -و هو المُخَبَّلُ السَّعْدِیُّ -:

إذا مَا الْخَصِیفُ الْعَوْثَبَانِیُّ سَاءَنَا

تَرَکْنَاهُ و اخْتَرْنَا السَّدِیفَ الْمُسَرْهَدَا (3)

وَ أنْشَدَ الصَّاغَانِیُّ لِطَرَفَهَ :

فَظَلَّ الْإِمَاءُ یَمْتَلِلْنَ حُوَارَهَا

و یُسْعَی عَلَیْنَا بِالسَّدِیفِ الْمُسَرْهَدِ

و قال أَبو عمرٍو: أَسْدَفَ ، و أَغْدَفَ ،و أَزْدَفَ : نَامَ ،و قال أَبو عُبَیْدَهَ (4). أَسْدَفَ اللَّیْلُ ، و أَزْدَفَ ،و أَشْدَفَ :إذا أَرْخَی سُتُورَهُ ،و أَظْلَمَ ، قال العَجَّاجُ :

و أَقْطَعُ اللَّیْلَ إذا مَا أَسْدَفَا (5)

نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ بَرِّیّ :و مِثْلُه للخَطَفَی جَدِّ جَرِیرٍ:

یَرْفَعْنَ بِاللَّیْلِ إِذَا مَا أَسْدَفَا

أَعْنَاقَ جِنَّانٍ و هَاماً رُجَّفَا

و أَسْدَفَ الْفَجْرُ:أَضَاءَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و نَصُّه: أَسْدَفَ الصُّبْحُ ،و قال أَبو عُبَیْدَهَ : الإِسْدَافُ مِن الأَضْدَادِ، و أَسْدَفَ : تَنَحَّی قال أَبو عمرٍو:إذا کان الرَّجُلُ قائماً بالبَاب،قُلْتَ له: أَسْدِفْ ،أی:تَنَحَّ عن البابِ ،حتی یُضِیءَ البَیْتُ .

و أَسْدَفَ السِّتْرَ:رَفَعَهُ ، قلتُ :و هو من الأَضْدادِ أَیضاً، لأَنَّهُ تقدَّم: أَسْدَفَ السِّتْرَ:أَرْخَاهُ .

و أَسْدَفَ الرَّجُلُ : أَظْلَمَتْ عَیْنَاهُ مِن جُوعٍ أو کِبَرٍ، وَ هو مَجَازٌ.

و فی لُغَه هَوَازِنَ : أَسْدَفَ : أَسْرَجَ ، مِن السِّرَاج، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَسْدَفَ (6)القَوْمُ :دَخَلُوا فی السُّدْفَهِ ،و السَّدَفُ ،مُحَرَّکَهً :

اللَّیْلُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ:

نَزُورُ الْعَدُوَّ علَی نَأْتِیهِ

بِأَرْعَنَ کَالسَّدَفِ الْمُظْلَمِ

وَ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ للهُذَلِیِّ :

وَ مَاءٍ وَرَدْتُ عَلَی خِیفَهٍ

وَ قد جَنَّهُ السَّدَفُ الْمُظْلِمُ (7)

ص:267


1- (1) البیت فی اللسان«روح»بروایه:ریاح بالراء المکسوره.و المثبت کاللسان هنا.
2- (2) کذا بالأصل،و الذی فی التکمله:و السُّدُوف:الشخوص تراها من بعد.
3- (3) تقدم البیت فی خصف،و انظر ما لاحظناه هناک.
4- (4) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:«أبو عبید».
5- (5) قبله فی أراجیزه: أدفعها بالراح کی تزحلفا.
6- (6) عن اللسان و بالأصل«سدف القوم».
7- (7) دیوان الهذلیین 56/3 فی شعر البریق الهذلی،و بروایه«الأدهم»بدل «المظلم».

و قَوْلُ مُلَیْحٍ :

وَ ذُو هَیْدَبٍ یَمْرِی الْغَمَامَ بمُسْدِفٍ

مِنَ البَرْقِ فیه حَنْتَمٌ مُتَبَعِّجُ (1)

مُسْدِفٌ هنا:یکونُ المُضِیءَ و المُظْلِمَ ،و هو من الأَضْدادِ.

وَ

17- فی حدیث عَلْقَمَهَ الثَّقَفیِّ : «کان بِلالٌ یَأْتِینَا بالسَّحُورِ وَ نَحْنُ مُسْدِفُونَ ،فیَکْشِفُ القُبَّهَ ، فیُسْدِفُ لنا طَعَامَنَا». أی یُضِیءُ،و مَعْنَی مُسْدِفِین:دَاخِلِینَ فی السُّدْفَهِ ،و المُرَادُ المُبَالَغَهُ فی تَأْخِیرِ السَّحُورِ.

وَ جَمْعُ السُّدْفَهِ : سُدَفٌ ،و منه

1- قَوْلُ علیٍّ رَضِیَ اللّه عنه:

«و کُشِفَتْ عنهم سُدَفُ اللَّیْلِ (2)». أی:ظُلَمُها.

وَ أَسْدَفَتِ المرأَهُ القِنَاعَ :أَرْسلتْهُ ،کما فی الصِّحاحِ .

وَ سَدَفْتُ الحِجَابَ :أَرْخَیْتُهُ ،و حِجَابٌ مُسْدُوفٌ ،قال الأَعْشَی:

بِحِجَابٍ مِنْ بَیْنِنَا مَسْدُوفِ (3)

وَ یُقَال:وَجَّهَ فُلانٌ سِدَافَتَهُ :إذا تَرَکَهَا و خَرَجَ منها.

وَ جَمْعُ السَّدِیفِ : سَدائِفُ ،و سِدَافٌ .

وَ سَدَّفَهُ تَسْدِیفاً :قَطَّعَهُ ،قال الفَرَزْدَقُ :

وَ کُلَّ قِرَی الْأَضْیافِ نَقْرِی مِنَ الْقَنَا

وَ مُعْتَبَطٍ فیه السَّنَامُ الْمُسَدَّفُ (4)

وَ قد سَمَّوْا: سَدِیفاً ،کَأَمِیرٍ،و مُسْدِفاً ،کمُحْسِنٍ .

وَ یُقَال:رأَیْتُ سَدَفَهُ :شَخْصَهُ مِن بُعْدٍ (5)،کرَأَیْتُ سَوَادَهُ ، وَ هو مَجَازٌ.

سرف

السَّرَفُ ،مُحَرَّکَهً :ضِدُّ الْقَصْدِ، کما فیالصِّحاحِ ،و العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ :مُجَاوَزَهُ القَصْدِ،و قال غیرُه:هو تَجَاوُزُ ما حُدَّ لک.

و السَّرَفُ أَیضاً: الإِغْفَالُ ،و الخَطَأُ، وَ قد سَرِفَهُ ،کَفَرِحَ :

أَغْفَلَهُ ،و جَهِلَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قَال:و حَکَی الأَصْمَعِیُّ عن بَعْضِ الأَعْرَابِ ،و وَاعَدَهُ أَصْحابٌ له مِن المَسْجِدِ مَکَانًا فأَخْلَفَهُمْ ،فقِیل له فی ذلک،فقَالَ :مَرَرْتُ بکُمْ فسَرِفْتُکُم ، أی:أَغْفَلْتُکُمْ ،و منه قَوْلُ جَرِیرٍ،یَمْدَحُ بنی أُمَیَّهَ :

أَعْطَوْا هُنَیْدَهَ یَحْدُوهَا ثَمَانِیَهٌ

مَا فی عَطَائِهِمْ مَنٌّ و لاَ سَرَفُ

أی:إِغْفَالٌ ،و یُقَال،[و لا] (6)خَطَأٌ أی لا یُخْطِئُونَ مَوْضِعَ العَطَاءِ بأَن یُعْطُوه مَن لا یَسْتَحِقُّ ،و یَحْرِمُوا المُسْتَحِقَّ .

و السَّرَفُ ، مِن الخَمْرِ:ضَرَاوَتُهَا، وَ منه

17- حدیثُ عَائِشَهَ رضی الله عَنْهَا: «إنَّ للَّحْمِ سَرَفاً کَسَرَفِ الخَمْرِ». أی:مَن اعْتَادَهُ ضَرِیَ بِأَکْلِهِ ، فأَسْرَفَ فیه،فِعْلَ المُعَاقِرِ فی ضَرَاوَتِهِ بالخَمْرِ،و قِلَّهِ صَبْرِه عنها،أو المُرَادُ بالسَّرَفِ :الغَفْلَهُ ،أَو الفَسَادُ الحاصِلُ مِن جِهَهِ غِلْظَهِ القَلْبِ ،و قَسْوَتِهِ ،و الجَرَاءَهِ علَی المَعْصِیَهِ ،و الانْبِعَاثِ للشَّهْوَهِ ،قال شَمِرٌ:و لم أَسْمَعْ أنَّ أَحَداً ذَهَبَ بالسَّرَفِ إِلَی الضَّرَاوَه،قال:و کیف یکونُ ذلک تَفْسِیرًا له و هو ضِدُّهُ :و الضَّرَاوَهُ للشَّیْ ءِ:کَثْرَهُ الاعْتِیَادِ له،و السَّرَفُ بالشَّیْ ءِ:الجَهْلُ به،إِلاَّ أَن تَصِیرَ الضَّراوَهُ نَفْسُهَا سَرَفاً ،أی:اعْتِیَادُه و کَثْرَهُ أَکْلِهِ سَرَفٌ ،و قیلَ : السَّرفُ فی الحدیثِ :مِن الإِسْرَافِ فی النَّفَقَهِ لِغَیْرِ حَاجَهٍ ،أو فی غیرِ طَاعَهِ اللّه.

و السَّرَفُ : جَدُّ محمدِ بنِ حاتِمِ بنِ السَّرَفِ ، المُحَدِّثِ ، الأَزْدِیِّ ،عن مُوسَی بن نُصَیْرٍ الرَّازِیِّ ،و عنه عُمَرُ بنُ أَحْمدَ القَصَبَانِیُّ .

و

16- فی الحَدِیثِ : «لا یَنْتَهِبُ الرَّجُلُ نُهْبَهً ذَاتَ سَرَفٍ و هُو مُؤْمِنٌ ». أی:ذَاتَ شَرَفٍ ،و قَدْرٍ کَبِیرٍ، یُنْکِرُ ذلک الناسُ ، وَ یَتَشَرَّفُونَ إِلیه،و یَسْتَعْظِمُونَه، و یُرْوَی (7)بِالشِّینِ المُعْجَمَهِ أَیضاً، کما سَیَأْتِی.

14- و سَرفٌ ، کَکَتِفٍ :ع علی عَشْرَهِ أَمْیَالٍ مِن مَکَّهَ ،و قیل:

أَقَلّ أو أَکْثَر، قُرْبَ التَّنْعِیمِ ، تَزَوَّجَ به النبیُّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم مَیْمُونَهَ بنتَ

ص:268


1- (1) شرح أشعار الهذلیین 1030/3.
2- (2) فی النهایه و [1]اللسان: [2]الرِّیَب.
3- (3) تمامه فی دیوانه. وَ لقد ساءها البیاض فلطت بحجاب من دوننا مصدوف بالصاد،و هما بمعنی.و قال بعض الرواه:مصدوف:مستور عن التهذیب.
4- (4) بالأصل«من الفتی»و المثبت عن اللسان. [3]
5- (5) فی الأساس:رأیت سدفه أی شخصه من بعید،کما تقول:رأیت سواده.
6- (6) زیاده عن اللسان. [4]
7- (7) فی القاموس:و [5]رُوِیَ .

الحارِثِ الهِلاَلِیَّهَ ،رَضِیَ اللّه عنها،سَنَهَ تِسْعٍ مِن الهجرَهِ ، فی عُمْرَهِ القَضَاءِ،و بَنَی بها بسَرِفٍ ،و کانتْ وَفَاتُهَا أَیضاً بسَرِفٍ ،و دُفِنَتْ هنالک. قال خِدَاشُ بنُ زُهَیْرٍ:

فإِنْ سَمِعْتُمْ بجَیْشٍ سَالِکٍ سَرِفاً

أو بَطْنَ مَرٍّ فأَخْفُوا الجَرْسَ و اکْتَتِمُوا

وَ قال عُبَیْدُ اللّه بنُ قَیْسِ الرُّقَیَّاتِ :

سَرِفٌ مَنْزِلٌ لِسَلْمَهَ فالظَّهْ

رَانُ منها مَنَازِلٌ فالْقَصِیمُ (1)

وَ قال قَیْسُ بنُ ذَرِیحٍ :

عَفَا سَرِفٌ مِنْ أَهْلِهِ فَسُرَاوِعُ (2)

وَ قد تَرَکَ بعضُهم صَرفَهُ ،جَعَلَه اسْماً للبُقْعَهِ .

و مِن المَجَازِ: رَجُلٌ سَرِفُ الفُؤَادِ: أی مُخْطِئُهُ ،غَافِلُهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و کذا: سَرِفُ العَقْلِ ،أی:فَاسِدُه،قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و أَصْلُه مِن سَرَفَتِ السُّرْفَهُ الخَشَبَهَ (3)فسَرِفَتْ ، کما تقول:حَطَمَتْه (4)السِّنُّ فَحَطِمَ ،و صَعَقَتْهُ السَّمَاءُ فصَعِقَ ،و قال طَرَفَهُ :

إنَّ امرَأً سَرِفَ الفْؤَادِ یَرَی

عَسَلاً بِمَاءِ سَحَابَهٍ شَتْمِی

و السُّرْفَهُ ،بِالضَّمِّ :دُوَیْبَهٌ تَتَّخِذُ لِنَفْسِهَا بَیْتاً مُرَبَّعاً مِن دِقَاقِ الْعِیدَانِ ، تَضُمُّ بَعْضَهَا إِلَی بَعْضٍ بلُعابِهَا،علَی مِثَالِ النَّاوُوس، فَتَدْخُلُهُ و تَمُوتُ ، کما فی الصِّحاحِ ،و قیل:هی دُودَهُ القَزِّ،و هی غَبْرَاءُ،و قیل:هی دُوَیْبَهٌ صَغِیرَهٌ مِثْلُ نِصْفِ العَدَسَهِ ،تَثْقُبُ الشَّجَرهَ ،ثم تَبْنِی فیها بَیْتاً مِن عِیدَانٍ ، تَجْمَعُها بمِثْلِ غَزْلِ العَنْکَبُوتِ ،و قیل:بَیْتاً مِن عِیدَانٍ ، تَجْمَعُها بمِثْلِ غَزْلِ العَنْکَبُوتِ ،و قیل:تَأْتِی الخَشَبَهَ فتَحْفِرُها،ثم تَأْتِی بقِطْعَهِ خَشَبَهٍ فتَضَعُهَا فیها،ثم أُخْرَی ثُمَّ أُخْرَی،ثُمَّ تَنْسِجُ مِثْلَ نَسْجِ العَنْکَبُوتِ ،قال أَبو حنیفَهَ :

قِیل: السُّرْفَهُ ،دُوَیْبَّهٌ مِثْلُ الدُّودَهِ إلی السَّوَادِ ما هیَ ،تکونُ فی الحَمْضِ ،تَبْنِی بَیْتاً مِن عِیدَانٍ مُرَبَّعاً،تَشُدُّ أَطْرَافَ العِیدَانِ بشیءٍ مِثْل غَزْلِ العَنْکَبوتِ ،و قیل:هی الدُّودَهُ التی تَنْسِجُ علَی بعضِ الشَّجَرِ،و تَأْکلُ وَرَقَهُ ،و تُهْلِکُ ما بَقِیَ منه بذلِکَ النَّسْجِ ،و قِیلَ :هیَ دُودَهٌ مِثْلُ الأُصْبُعِ ، شَعْرَاءُ رَقْطَاءُ،تَأْکلُ وَرَقَ الشَّجَرِ حتی تُعَرِّیَهَا (5)،و قیل:هی دُودَهٌ تَنْسِجُ علَی نَفْسِهَا قَدْرَ الأُصْبُعِ طُولاً کالقِرْطاسِ ،ثم تدخُله،فلا یوصَلُ إِلیها، و منه المَثَلُ : «أَصْنَعُ مِنْ سُرْفَهٍ ،» ، و «أَخَفُّ مِنْ سُرْفَهٍ » .

و قد سَرَفَتِ السُّرْفَهُ الشَّجَرَهَ ، مِن حَدِّ نَصَرَ، تَسْرُفُها ، سَرْفاً :إذا أَکَلَتْ وَرَقَهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن ابنِ السِّکِّیتِ .

و أَرْضٌ سَرِفَهٌ ،کَفَرِحَهٍ :کَثِیرَتُهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و وَادٍ سَرِفٌ ،کذلک.

و مِن المَجَازِ: سَرَفَتِ الأُمُّ وَلَدَهَا: إذا أَفْسَدَتْهُ بِسَرَفِ اللَّبَنِ ، أی:بکَثْرَتِهِ ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ .

و السُّرُفُ ،بِضَمَّتَیْنِ :شَیْ ءٌ أَبْیَضُ ،کأَنَّهُ نَسْجُ دُودِ القَزِّ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

قال: و السَّرُوفُ ، کَصَبُورٍ:الشَّدِیدُ العَظِیمُ ، یُقَال:یَوْمٌ سَرُوفٌ ،أی:عظیمٌ .

و السَّرِیفُ ، کَأَمِیرٍ:السَّطْرُ مِن الکَرْمِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و الأُسْرُفُّ ،بالضَّمِّ :الآنُکُ ، فارسیَّه، مُعَرَّبُ أُسْرُبّ (6)، کما فی العُبَابِ .

و یُقَال: ذَهَبَ مَاءُ الحَوْضِ سَرَفاً ،مُحَرَّکَهً : إذا فَاضَ مِنْ نَوَاحِیهِ ، وَ هو مَجَازٌ.

وَ قال شَمِرٌ: سَرَفُ الماءِ:مَا ذَهَبَ منه فی غَیْرِ سَقْیٍ و لا نَفْعٍ ،یُقَال:أَرْوَتِ البِئْرُ النَّخِیلَ ،و ذَهَبَ بَقِیَّهُ الماءِ سَرَفاً ، قال الهُذَلِیُّ :

فکَأَنّ أَوْسَاطَ الجَدِیَّهِ وَسْطَهَا

سَرَفُ الدِّلاءِ مِنَ القَلِیبِ الخِضْرِمِ (7)

ص:269


1- (1) بالأصل«فالقطیم»،و المثبت عن معجم البلدان« [1]سرف».
2- (2) عجزه فی معجم البلدان« [2]سراوع». فوادی قدیدٍ فالتلاعُ الدوافعُ وَ بعده فیه: فغیقه فالأخیاف أخیاف ظبیه بها من لبینی مخرفٌ و مرابعُ .
3- (3) عن الأساس و بالأصل«للخشبه».
4- (4) عن الأساس و بالأصل«حطمت».
5- (5) زید فی کتاب النبات برقم 1045:و تنسج عَلَیه و هی من آفات العسل.
6- (6) عن القاموس و بالأصل«معرب سر».
7- (7) البیت فی دیوان الهذلیین 114/2 فی شعر أبی کبیر الهذلی بروایه: وَ کأن أوشال الجدیه وسطها.

و إِسْرَافِیلُ :لُغَهٌ فی إِسْرَافِینَ ،أَعْجَمِیٌّ ، کأَنَّهُ مُضَافٌ إِلَی إِیلَ ، الأَخِیرهُ نَقَلَهَا الأَخْفَشُ ،قال:کما قالُوا:جِبْرِینَ وَ إسْمَاعِینَ ،و إِسْرَائِینَ .

و الإِسْرَافُ فی النَّفَقَهِ : التَّبْذِیرُ، وَ مُجَاوَزَهُ القَصْدِ،و قیل:

أَکْلُ ما لا یَحِلُّ أَکْلُهُ ،و به فُسِّرَ قولُه تعالَی: وَ لا تُسْرِفُوا (1)وَ قیل: الإِسْرَافُ :وَضْعُ الشَّیْ ءِ فی غیرِ مَوْضِعِهِ ، أَو هو مَا أُنْفِقَ فی غَیْرِ طَاعَهِ اللّه عَزَّ و جَلَّ ،و هو قَوْلُ سُفْیَانَ ،زاد غیرُه:قلیلاً کانَ أو کثیرًا،کالسَّرَفِ ،مُحَرَّکَهً ،و قال إِیاسُ بنُ مُعَاوِیَهَ : الإِسْرَافُ :ما قُصِّرَ به عَن حَقِّ اللّه.

وَ اخْتُلِفَ فی قَوْلِه تعالَی: فَلا یُسْرِفْ فِی الْقَتْلِ (2)، فقَالَ الزَّجاجُ :قیل:هو أَن یَقْتُلَ غیرَ قَاتِلِ صَاحبِه،و قیل:

أَن یَقْتُلَ هو القاتلَ دونَ السُّلْطَانِ ،و قیل:هو أَنْ لا یَرْضَی بقَتْل واحدٍ حتی یَقْتُلَ جَمَاعَهً ،لِشَرَفِ المَقْتُولِ ،و خَسَاسَهِ القاتلِ ،أو أَنْ یَقْتُلَ أَشْرَفَ مِن القَاتلِ ،قال المُفَسِّرُونَ :لا یَقْتُلُ غیرَ قَاتلِه،و إذا قَتَلَ غَیْرَ قاتِله فقد أَسْرَفَ .

و مُسْرِفٌ ، کمُحْسِنٍ : لَقَبُ مُسْلِمِ بنِ عُقْبَهَ المُرِّیِّ ، صَاحِبِ وَقْعَهِ الحَرَّهِ ، بظَاهِرِ المدینَهِ ،علَی سَاکِنها أَفْضَلُ الصلاهِ و السَّلامِ ،و علَی مُسْرِفٍ ما یَسْتَحِقُّ ، لأَنَّهُ قد أَسْرَفَ فیها، علَی ما ذَکَرَه أَرْبَابُ السِّیَرِ،بما فی سَمَاعِه و نَقْلِه شَنَاعَهٌ ،و فیه یقولُ علیُّ بنُ عبدِ اللّه بنِ عَبَّاسٍ :

وَ هُم مَنَعُوا ذِمَارِی یَوْمَ جَاءَتْ

کَتَائِبُ مُسْرِفٍ و بَنُو اللَّکِیعَهْ

وَ قد تقدَّم فی«ل ک ع».

و سِیرَافُ (3)،کَشِیرَازَ:د بِفَارِسَ ، علی ساحِلِ البحرِ، مِمَّا یَلِی کَرْمَانَ ، أَعْظَمُ فُرْضَهٍ لهم،کَانَ بِنَاؤُهُمْ بِالسَّاجِ فی تَأَنُّقٍ زَائِدٍ، وَ قد نُسِبَ إِلیه جُمْلَهٌ مِن أَهلِ العِلْمِ ،کأَبِی سعیدٍ السِّیرَافیِّ النَّحْوِیِّ اللُّغَویِّ ،و هو الحَسَنُ بن عبدِ اللّه بنِ المَرْزُبَانِ ،ولد سنه 290،و تُوُفِّیَ سنه 368،و له شَرْحٌ عظیمٌ علی کتابِ سِیبَوَیْهِ ،یأْتِی النَّقْلُ عنه فی هذاالکتابِ کثیرًا،و ولدُه أَبو محمدٍ یُوسُفُ بنُ أَبی سعیدٍ، فاضِلٌ کأَبِیه،شَرَحَ أَبْیَاتَ إِصْلاحِ المَنْطِقِ ،و کَمَّلَ کتابَ أَبِیهِ «الإقْنَاعَ »،تُوُفی سنه 385،عن خَمْسٍ و خمسینَ سَنَهً .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَکَلَهُ سَرَفاً و إِسْرَافاً :أی فی عَجَلَهٍ .

وَ أَسْرَفَ فی الکلامِ :أَفْرَطَ .

وَ سَرِفْتُ یَمِینَهُ :أی لم أَعْرِفْها،قال سَاعِدَهُ الهُذَلِیُّ :

حَلِفَ امْرِیءٍ بَرٍّ سَرِفْتِ یَمِینَهُ

وَ لِکُلِّ مَا قَال النُّفُوسُ مُجَرَّبُ (4)

یقول:ما أَخْفَیْتَ (5)و أَظْهَرْتَ ،فإِنَّه سیَظْهَر فی التَّجْرِبَهِ .

وَ السَّرَفُ ،مُحَرَّکَهً :اللَّهَجُ بالشَّیْ ءِ.

وَ الإِسْرَافُ أَیضاً:الإِکْثَارُ من الذُّنُوبِ و الخَطَایَا، وَ احْتِقابِ الأَوْزَارِ و الآثَامِ .

وَ السَّرِفُ ،ککَتِفٍ :الجاهِلُ ، کالمُسْرِفِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و رَجُلٌ سَرِفُ العَقْلِ :أی قَلِیلُهُ ،و قیل:فَاسِدُه.

وَ المُسْرِفُ :الکافِرُ،و به فُسِّرَ قَوْلُه تعالَی: مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ (6).

وَ سَرِفَ الطَّعَامُ ،کفَرِحَ :ائْتَکَلَ حتی کأَنَّ السُّرْفَهَ أَصَابَتْه، وَ هو مَجَازٌ.

وَ سُرِفَتِ الشَّجَرَهُ ،بالضَّمِّ ، سَرْفاً :إذا وَقَعَتْ فیها السُّرْفَهُ ، فهی مَسْرُوفَهٌ ،عن ابنِ السِّکِّیتِ .

وَ شَاهٌ مَسْرُوفَهٌ :مَقْطُوعَهُ الأُذُن أَصْلاً،کما فی اللِّسَانِ ، وَ فی الأَساسِ :شَاهٌ مَسْرُوفَهٌ ،اسْتَوْصِلَتْ أُذُنُهَا،و سُرِفَتْ أُذُنُهَا،و هو مَجَازٌ.

وَ هُوَ مُسْرَفٌ :أَکَلَتْهُ السُّرْفَهُ .

وَ جَمْعُ السُّرْفَهِ : سُرَفٌ ،و من سَجَعَاتِ الأَسَاسِ :«یَفْعَلُ السَّرَفُ بالنَّشَبِ ،ما یَفْعَلُ السُّرَفُ بالخَشَب».

ص:270


1- (1) سوره الانعام الآیه 141. [1]
2- (2) سوره الإسراء الآیه 33. [2]
3- (3) قالوا:أصلها شیرآب و معناها اسقونی ماء و لبنًا،لأن شیر هو اللبن وَ آب هو الماء.ثم عربت فقلبت الشین إلی السین و الباء إلی الفاء فقیل سیراف.
4- (4) دیوان الهذلیین 171/1 فی شعر ساعده بن جؤیه بروایه:ما تبدی.
5- (5) عن الدیوان و التهذیب و بالأصل«ما أخفیتک».
6- (6) سوره غافر الآیه 34. [3]

سرعف

السُّرْعُوفُ ،کَعُصْفُورٍ:کُلُّ شیءٍ نَاعِمٍ ، خَفِیفِ اللَّحْمِ ، نَقَلَهُ الجوْهَرِیُّ .

و السُّرْعُوفُ : الْفَرَسُ الطَّوِیلُ ، قال:

قَرَّبْتُ آرِیَّ کُمَیْتٍ سُرْعُوفْ (1)

و السُّرْعُوفُ : الْمَرْأَهُ الطَّوِیلَهُ النَّاعِمَهُ ، هکذا سِیاقُه فی سائرِ النُّسَخِ ،و صَوَابُه:و بهاءٍ،کما هو نَصُّ الصِّحاحِ ، وَ العُبَابِ ،و اللِّسَانِ ، و فی الصِّحاحِ : الْجَرَادَهُ تُسَمَّی سُرْعُوفَهً ،و یُشَبَّه بها الفَرَسُ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

وَ إِنْ أَعْرَضَتْ قُلْتَ : سُرْعُوفَهٌ

لَهَا ذَنَبٌ خَلْفَهَا مُسْبَطِرّ

وَ قال غیرُه:سُمِّیَتِ الفَرَسُ سُرْعُوفَهً لِخِفَّتِها، و قال النَّضْرُ: السُّرْعُوفَهُ : دَابَّهٌ تَأْکُلُ الثِّیَابَ .

و فی الصِّحاحِ : سَرْعَفْتُ الصَّبِیَّ : إذا أَحْسَنْت غِذَاءَهُ ، وَ کذلک سَرْهَفْتُه،قال الشَّاعِرُ:

سَرْعَفْتُه مَا شِئْتَ مِن سِرْعَافِ

فَتَسَرْعَفَ : حَسُنَ غَذَاؤُه و تَرَبَّی،و منه قَوْلُ العَجَّاجِ :

بِجِیدِ أَدْمَاءَ تَنُوشُ الْعُلَّفَا

و قَصَبٍ إِنْ سُرْعِفَتْ تَسَرْعَفَا

أی:لو نُعِّمَتْ تَنَمَّمَا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

السَّرْعَفَهُ :النِّعْمَهُ .

وَ رَجُلٌ مُسَرْعَفٌ :مُنَعَّمٌ .

وَ قال ابنُ عَبّادٍ: السُّرْعُوفَهُ :الحَسَنَهُ من الخَیْلِ .

سرنف

السُّرْنُوفُ ،کَعُصْفُورٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ قال الصَّاغَانِیُّ :هو الْبَاشِقُ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: السِّرْنَافُ ،کَقِرْطَاسٍ :الطَّوِیلُ من الرِّجَالِ ،و مِثْلُه فی اللِّسَانِ .

سرهف

سَرْهَفْتُ الصَّبِیَّ ، کَتَبَهُ بالأَحْمَرِ علَی أَنَّه مُسْتَدْرَکٌ علَی الجَوْهریِّ ،و هو قد ذکَره فی سَرْعَفَ اسْتِطْرَاداً،و قال:أی أَحْسَنْتُ غِذَاءَهُ ،و نَعَّمْتُهُ ، وَ یُرْوَی قَوْلُ العَجَّاجِ هکذا:

سَرْهَفْتُه ما شِئْتَ مِن سِرْهَافِ

قال الجَوْهَرِیُّ :و أَنْشَدَ أَبو عمرٍو (2):

إِنَّکَ سَرْهَفْتَ غُلاَماً جَفْرَا

زادَ الصَّاغَانِیُّ :و کذا الجَارِیَهُ قال:

قد سَرْهَفُوهَا أَیَّمَا سِرْهَافِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

السَّرْهَفُ :المَائِقُ الأَکُولُ .

وَ رَجُلٌ مُسَرْهَفٌ :حَسَنُ الغِذاءِ مُنَعَّمٌ .

سعف

السَّعَفُ ،مُحَرَّکَهً :جَرِیدُ النَّخْلِ ، هکذا نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ عن بَعْضِهم.

أَو الصَّوَابُ أنَّ سَعَفَ الجَرِیدِ: وَرَقُهُ الذِی یُسَفُّ منه الزُّبْلانُ و الجِلاَلُ ،و المَرَاوِحُ ،و ما أَشْبَهَهَا و منه

16- حدیثُ سعیدِ بنِ جُبَیْرٍ،فی صِفَهِ نَخْلِ الجَنَّهِ : «کَرَبُهَا ذَهَبٌ ، وَ سَعَفُهَا کُسْوَهُ أَهْلِ الجَنَّهِ ». و قال الشاعِرُ:

إِنِّی علَی العَهْدِ لستُ أَنْقُضُهُ

مَا اخْضَرَّ فی رَأْسِ نَخْلَهٍ سَعَفُ

و قال اللَّیْثُ : أَکْثَرُ ما یُقَالُ له السَّعَف : إِذا یَبِسَتْ ،و إذا کَانَتِ السَّعَفَهُ رَطْبَهً ،فَشَطْبَهٌ ، قال الأَزْهَرِیُّ :و مِمَّا یَدُلُّ علی أنَّ السَّعَفَ (3)الوَرَقُ ،قَوْلُ امْرِیءِ القَیْسِ :

وَ أَرْکَبُ فی الرَّوْعِ خَیْفَانَهً

کَسَا وَجْهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ

وَ هو مَجَازٌ،شَبَّه بها نَاصِیهَ الفَرَسِ .

و السَّعَفُ : التَّشَعُّثُ حَوْلُ الأَظْفَارِ، وَ قد سَعِفَتْ یَدُه، بالکَسْرِ،مِثْل سَئِفَتْ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : السَّعَفُ جَهَازُ العَرُوسِ ،ج:

سُعُوفٌ ، بالضَّمِّ .

و قال ابنُ السِّکِّیتِ : السَّعَفُ : دَاءٌ یکونُ فی أَفْوَاهِ الإِبِلِ

ص:271


1- (1) بالأصل:«قریب آدی»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
2- (2) الصحاح المطبوع:«أبو عمر»و الأصل کاللسان.
3- (3) فی التهذیب و اللسان:«و [1]یجوز السَّعْفُ »ضبطت بالقلم بتسکین العین.

کَالْجَرَبِ ،یَتَمَعَّطُ مِنْهُ خُرْطُومُهَا، وَ شَعَرُ عَیْنِهَا،یُقَال: نَاقَهٌ سَعْفَاءُ ،و بَعِیرٌ أَسْعَفُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عنه،و خَصَّ أَبو عُبَیْدٍ به الإِنَاثَ ، و قد سُعِفَتْ ،بِالضَّمِّ ، هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ :و قد سَعِفَتْ (1)،کَفَرِحَ ، وَ نَّصُّ الصِّحاحِ :و قد سُعِفَ ،و مِثْلُه فی الغَنَمِ الغَرَبُ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :لا یُقَال السَّعَفُ فی الجِمَالِ ، قال أَبو زَیدٍ:و جَوَّزَ ذلک بعضُهُمْ ،و هی لُغَهٌ قَلِیلَهُ ، قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : و إِنَّما هی فی النُّوقِ ، وَ مِثْلُه عن أَبی عُبَیْدٍ.

و الأَسْعَفُ مِن الخَیْلِ :الأَبْیَضُ ، وَ نَصُّ الصِّحاحِ :

الأَشْیَبُ النَّاصِیَهِ ، وَ ذلک ما دَامَ فیها لَوْنٌ مُخَالِفٌ لِلْبَیَاضِ ، فإذا ابْیَضَّتْ کلُّهَا فهو الأَصْبَغُ ،کذا فی کتابِ الخَیْلِ لأَبِی عُبَیْدَهَ .

و السُّعُوفُ ، بِالضَّمِّ : الأَقْدَاحُ الکِبَارُ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و قال بعضُهُم: السُّعُوفُ : أَمْتِعَهُ البَیْتِ ، وَ فُرُشُهُ ،و خَصَّهَا بعضُهم بالمُحَقَّرَاتِ ،کالتَّوْرِ،و الدَّلْوِ،و الحَبْلِ ،و نحوِهَا.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : السُّعُوفُ : طَبَائِعُ النَّاسِ مِن الْکَرَمِ ،و غَیْرِهِ ، وَ قال أَبو عمرٍو:یُقَال للضَّرائِبِ سُعُوفٌ ، قال:و لم أَسْمَعْ لها بوَاحِدٍ.

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : کُلُّ شَیْ ءٍ جَادَ و بَلَغَ ،مِنْ مَمْلُوکٍ ، أو عِلْقٍ ،أو دَارٍ مَلَکْتَهَا،فهو سَعَفٌ ،مُحَرَّکَهً (2).

و السَّعْفُ ، بِالتَّسْکِینِ :السِّلْعَهُ ، یُقَال:إِنَّه سَعْفُ سُوءٍ، أی:مَتاعُ سُوءٍ.

و قال أَبو الهَیْثَمِ : السَّعْفُ : الرَّجُلُ النَّذْلُ .

و قال اللَّیْثُ : السَّعْفَهُ بِهَاءٍ:قُرُوحٌ تَخْرُجُ بِرَأْسِ (3)الصَّبِیِّ وَ وَجْهِهِ ، وَ نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ ،و لم یذکُر الوَجْهَ ،و قال بعضُهُم:

هی قُرُوحٌ تَخْرُج بالرَّأْسِ ،و لم یَخُصَّ به رَأْسَ صَبِیٍّ و لا غیْرِه،و قال کُرَاعٌ :هو دَاءٌ یخرُج بالرَّأْسِ ،و لم یُعَیِّنْهُ ،و قد سُعِفَ ،کَعُنِیَ ،و هو مَسْعُوفٌ ، وَ قال أَبو لیلی:یُقَال: سُعِفَ الصَّبِیُّ :إذا ظَهَرَ ذلک به،و قال أَبو حاتم: السَّعْفَهُ :یُقال لها:دَاءُ الثَّعْلَبِ ،یُورِثُ القَرَعَ ،و الثَّعَالِبُ یُصِیبُهَا هذاالدَّاءُ،فلذلک نُسِبَ إِلیها.

و سَعْفَهٌ ، بِلاَ لامٍ :وَالِدُ أَیُّوبَ العِجْلِیِّ الشَّاعِرِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و سَعَفَ الرَّجُلَ بِحَاجَتِهِ ،کَمَنَعَ سَعْفاً ،عن ابنِ عَبَّادٍ، و أَسْعَفَ ، إِسْعافاً : قَضَاها لَهُ ، قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و أَسْعَفَ الشَّیْ ءُ: دَنَا، وَ کذا أَسْعَفَ بِه،إذا دَنَا منه،قال الرَّاعِی:

وَ کَائِنْ تَرَی مِنْ مُسْعِفٍ بِمَنِیَّهٍ

یُجَنَّبُهَا أو مُعْصِمٍ لیس نَاجِیَا (4)

وَ یُرْوَی:«مُجْحِفٍ »،و هما بمعنًی.

و أَسْعَفَ لَهُ الصَّیْدُ:أَمْکَنَهُ .

و أَسْعَفَ بِأَهْلِهِ :أَلَمَّ بهم.

وَ من الإسْعَافِ بمَعْنی القُرْبِ و الإِعَانَهِ و قَضاءِ الحَاجَهِ ،ما

15,14- رُوِیَ فی الحدِیثِ : «فَاطِمَهُ بَضْعَهٌ مِنِّی، یُسْعِفُنِی ما یُسعِفُهَا ». أی:یَنَالُنِی ما یَنَالُهَا،و یُلِمُّ بِی ما یُلِمُّ بها.

و التَّسْعِفُ :تَخْلِیطُ الْمِسْکِ -و نَحْوِهِ -بِأَفَاوِیهِ الطِّیبِ ، وَ الأَدْهَانِ الطَّیِّبَهِ ،یُقَال: سَعِّفْ لی دُهْنِی،قَالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ .

و قال اللَّیْثُ : سَاعَفَهُ : مُسَاعَفَهً :إذا سَاعَدَهُ ،أو وَاتَاهُ علَی الأَمْرِ،أی:وَافَقَهُ فی حُسْنِ مْصَافَاهٍ ،و مُعَاوَنَهٍ ، وَ أَنْشَدَ:

إِذِ النَّاسُ نَاسٌ و الزَّمَانُ بِغِرَّهٍ

وَ إِذْ أُمُّ عَمَّارٍ صَدِیقٌ مُسَاعِفُ (5)

وَ أَنْشَدَ غیرُه:

وَ إنَّ شِفَاءَ النَّفْسِ لَوْ تُسْعِفُ النَّوَی

أُولاَتُ الثَّنَایَا الغُرِّ و الحَدَقِ النُّجْلِ

أی:لو تَقْرُبُ و تُوَاتِی،قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

ظَعَائِنُ لَهْوٍ وُدُّهُنَّ مَسَاعِفُ (6).

ص:272


1- (1) و مثله فی التهذیب و اللسان. [1]
2- (2) ضبطت بالقلم فی التکمله بسکون العین.
3- ((*)) فی القاموس:«علی رأس»بدل:«برأس».
4- (3) دیوانه ص 285 و انظر تخریجه فیه،و فی الدیوان:«فکائن»بدل «و کائن».
5- (4) البیت لأوس بن حجر،دیوانه ط بیروت ص 74 بروایه:«بعزّه»بدل «بغره».
6- (5) البیت فی دیوانه ص 64 ط بیروت و صدره فیه: وَ قد أنتحی للجهل یوماً و تنتحی.

و مَکَانٌ مُسَاعِفٌ أی قَرِیبٌ ، دَانٍ ،و کذا مَنْزِلٌ مُسَاعِفٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

السَّعَفَهُ ،مُحَرَّکَهً :النَّخْلَهُ نَفْسُهَا،کما فی اللِّسَان، وَ جَمْعُ السَّعَفَهِ : سَعَفَاتٌ ،و منه

17- قَوْلُ عَمَّارٍ رَضِی اللّه عنه:

«لو ضَرَبُونَا حتی یَبْلُغُوا بِنا سَعَفَاتِ هَجَرَ».

وَ السَّعَفَهُ :لُغَهٌ فی السَّعْفَهِ ،بالفَتْحِ ،بمَعْنَی داءِ الثَّعْلَبِ .

وَ السُّعَافُ ،کغُرَابٍ :شُقَاقٌ حَوْلَ الظُّفُرِ و تَقَشُّرٌ،کذا فی المُحِیطِ ،و اللِّسَانِ .

وَ أَسْعَفَ إِلیه:تَوَجَّهَ ،و قَصَدَ.

وَ السَّعَفُ :ضَرْبٌ مِن الذُّبابِ ،نَقَلَهُ ابنُ بَرِّیّ ،و أَنْشَدَ:

حَتَّی أَتَیْتُ مُرِیًّا و هْوَ مُنْکَرِسٌ

کَاللَّیْثِ یَضْرِبُهُ فی الغَابَهِ السَّعَفُ (1)

وَ سَاعَفَهُ جَدُّهُ :سَاعَدَهُ ،و هو مَجازٌ،و کذا: سَاعَفَتْهُ الدُّنْیَا،کما فی الأَساسِ .

سفف

السَّفِیفُ ،کَأَمِیرٍ:نَبْتٌ ، عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و قال أَبو عمرِو: السِّفِیفُ : اسْمٌ لإِبْلِیسَ ، وَ فی بعضِ نسَخِ النَّوَادرِ:هو السَّفْسَف .

و فی الصِّحاحِ : السَّفِیفُ : حِزَام الرَّحْلِ (2)زادَ غیرُه:

وَ الهَوْدَجِ .

و قال اللَّیْث: السَّفِیفُ ، الْمُرُورُ علَی وَجْهِ الأَرْضِ ، وَ قد سَفَّ الطَّائِرُ علَی وَجْهِ الأَرْضِ .

و سَفَّ الْخُوصَ ، یَسُفُّهُ ، سَفًّا : نَسَجَهُ بَعْضَه علَی بَعْضٍ ،زَادَ الزَّمَخْشَرِیُّ :بالأَصَابِعِ ، کَأَسَفَّهُ ، إِسْفَافاً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال:و هما لغَتَانِ ،و کلُّ شَیْ ءٍ یُنْسَجُ بالأَصَابعِ فهو الإِسْفافُ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ: أَسْفَفْتُ الخَوصَ ،و قال الأَزْهَرِیُّ : سَفَفْتُ الخُوصَ ،بغیرِ أَلِفٍ ، مَعْرُوفَهٌ صحیحهٌ ،و منه قِیل لِتَصْدیرِ الرَّحْلِ : سَفِیفٌ ؛لأَنه مُعْتَرِضٌ (3)کسَفِیفِ الخُوصِ ،و قال أَبو عُبَیْدٍ:رَمَلْتُ الحَصِیرَ،و أَرْمَلْتهُ ،و سَفَفَتهُ ،و أَسْفَفْتُه ،مَعْنَاهُ کلُّه:نَسَجْتُه. و السُّفَّهُ ،بِالضَّمِّ ، السَّفِیفَه ،و هو ما یُسَفُّ من الخوص وَ یُجْعَلُ مِقْدَارَ الزَّبِیلِ أو الجُلَّهِ .

و السُّفَّهُ : الْقَبْضَه مِن القَمْحِ ،و نَحْوهِ ، وَ فی الصِّحاحِ :

وَ سُفَّهٌ مِن السَّوِیقِ :أی حَبَّهٌ منه و قُبْضَهٌ ،و بهما رُوِیَ

17- حدیث أَبی ذَرٍّ رَضِیَ اللّه عنه: «ما فی بَیْتَکَ سُفَّهٌ ،و لا هِفَّهٌ ».

و السُّفَّه : شَیْ ءٌ مِن القَرَامِلِ ، مِن شَعَرٍ أو صُوفٍ ، تَصِل بِهَا، وَ فی نسخَهٍ :به شَعَرَهَا،و لم یَکْرَهْهُ إِبْرَاهِیمُ بنُ یَزِیدَ (4)النَّخَعِیُّ ، وَ نَصُّه:کَرِهَ أَن یُوصَلَ الشَّعَرُ، و قَالَ :لاَ بَأْسَ بِالسُّفَّهِ ، قال ابنُ الأَثِیرِ:هو شیْ ءٌ تَضَعُه المَرْأَهُ علَی رَأْسِها، وَ فی شَعْرِهَا لِیَطُولَ .

و سَفِفْتُ السَّوِیقَ ،و الدَّوَاءَ، وَ نَحْوَهما، بالْکَسْرِ، أَسَفُّهُ ، سَفًّا ،و اسْتَفَفَتْهُ : أی قَمَحْتُهُ ،أو أَخَذْتُهُ غَیْرَ مَلْتُوتٍ ، قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال: و کلُّ دَوَاءٍ یُؤْخَذُ غیرَ مَعْجُونٍ هو سَفُوفٌ ،کَصَبُورٍ، مِثْل سَفُوفِ حَبِّ الرُّمَّانِ ،و غیرِه.

و الاسْمُ : سُفَّهٌ ،بالضَّمِّ ، وَ بالفَتْحِ ،فِعْلُ مَرَّهٍ ، و قال أَبو زیدٍ: سَفِفْتُ المَاءَ، أَسَفُّهُ ، سَفّاً ،و سَفِتُّهُ ،أَسْفَتُهُ ،سَفْتاً، أی أَکْثَرْتُ مِنْهُ ،فلَم أَرْوَ.

و السَّفُّ :طَلْعَهُ الفُحَّالِ ، قَاله أَبو عمرٍو،و سِیاقُه یَقْتَضِی الفَتْحَ ،و ضَبَطَهُ الصَّاغَانِیُّ بالکَسْرِ.

و السَّفُّ : أَکْلُ الإِبِلِ الیَبِیسَ .

و عن ابن الأَعْرَابِیِّ ،و أَبی عمرٍو: السُّفُّ ، بالْکَسْرِ، وَ الضَّمِّ :الْأَرْقَمُ مِن الحَیَّاتِ ،أَو هی التی تَطِیرُ فی الهَوَاءِ، وَ أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

وَ حتَّی لَوَانَّ السُّفَّ ذَا الرِّیشِ عَضَّنِی

لَمَا ضَرَّنِی مِنْ فِیهِ نَابٌ و لا ثُعْرُ

قال:الثُّعْرُ:السَّمُّ .

قال ابنُ سِیدَه:و رُبَّمَا خُصَّ به الأَرْقَمُ ،و قال مَعْقِلٌ الهُذَلِیُّ ،یَرْثِی أَخاه عَمْرًا الذی قَتَلَهُ عَضَلٌ :

جَوَاداً إذَا مَا النَّاسُ قَلَّ جَوَادُهُم

وَ سُفًّا إِذَا مَا صَارِخُ المَوْتِ أَفْزَعَا (5)

ص:273


1- (1) اللسان،و [1]نسبه لعدی بن الرقاع.
2- (2) فی القاموس«حزامُ الرَّجلِ »و المثبت یوافق روایه الصحاح و اللسان.
3- (3) الأصل و اللسان،و [2]فی التهذیب:معرَّض.
4- (4) بالأصل«زید»و المثبت عن میزان الاعتدال 74/1.
5- (5) دیوانه الهذلیین 41/3 فی شعر المعطل أحد بنی رهم یرثی عمرو بن خویلد و کان غزا عضل بن الدیش و هم من الفارّه فقتلوه،و عجزه فیه.

و رَوَی الأَصْمَعِیُّ :

«إِذا ما صَرَّحَ المَوْتُ أَقْرَعَا».

و جُوعٌ سُفَاسِفٌ بالضَّمِّ : أی شَدِیدٌ، عن ابنِ عَبَّادٍ، و السَّفْسَافُ :الرَّدِیءُ مِن کُلِّ شَیْ ءٍ،و الْأَمْرُ الْحَقِیرُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال:و منه

16- الحدیثُ : «إنَّ اللّه یُحِبُّ مَعَالِیَ الْأُمُورِ،و یَکْرَهُ سَفْسَافَها »و یُروَی:«و یُبْغِضُ سَفْسَافَهَا ». قال الصَّاغَانِیُّ :أی مَدَاقَّهَا،و مَذَامَّهَا،و مَلاَئِمَها،و أَصْلُهُ مِن سَفْسَافِ التُّرَابِ ،لِمَا دَقَّ منه، و قیل:أَصْلُهُ مِن سَفْسَافِ الدَّقِیقِ و هو مَا یطِیرُ، و یَرْتَفِعُ مِن غُبَارِهِ عِنْدَ النَّخْلِ ، ثم قیل:لِکُلِّ رِیحٍ رَدِیءٍ سَفْسَافٌ ، و السَّفْسَافُ مِن الشِّعْرِ:

رَدِیئُهُ ، وَ هو الذی لم یُحْکَمْ عَمَلُهُ ،و قد سَفْسَفَهُ صَاحِبُه.

و السِّفْسَافُ : مَا دَقَّ مِن التُّرَابِ ، قال کُثَیِّرٌ:

وَ هَاجَ بِسَفْسَافِ التُّرَابِ عَقِیمُهَا 1

و الْمُسَفْسِفَهُ :الرِّیحُ التی تُثِیرُهُ و تَجْرِی فُوَیْقَ الْأَرْضِ ، کما فی الصِّحاحِ ،و قد سَفْسَفَتْ ،قال الشاعر:

و سَفْسَفَتْ مُلاَّحَ هَیْفٍ ذَابِلاَ

أی:طَیَّرَتْهُ علَی وَجْهِ الأَرْضِ .

و أَسَفَّ الرَّجُلُ : تَتَبَّعَ مَدَاق *الْأُمُورِ، کما فی الصِّحاحِ ، وَ فی المُحْکَمِ : أَسَفَّ إِلَی مَدَاقِّ الأُمُورِ و أَلائِمِها:دَنَا، وَ أَنْشَدَ اللَّیْثُ 2:

وَ سَامِ جَسِیمَاتِ الْأُمُورِ و لاَ تَکُنْ

مُسِفًّا إِلَی مَا دَقَّ مِنْهُنَّ دَانِیَا

و أَسَفَّ : هَرَبَ مِن صَاحِبِهِ ، ،سَاعِیاً أَشَدَّ السَّعیِ ، یُقَال:مَرَّ مُسِفًّا ،نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: أَسَفَّ : طَلَبَ الْأُمُورَ الدَّنِیئَهَ . و قال غیرُهُ : أَسَفَّ الْبَعِیرَ: إذا عَلَفَهُ الْیَبِیسَ .

و مِن المَجازِ: أَسَفَّ الْفَرَسُ اللِّجَامَ أی: أَلْقَاهُ فی فِیهِ ، کذا فی المُحِیطِ ،و اللِّسَانِ .

و أَسَفَّ الطَّائِرُ:دَنَا مِن الْأَرْضِ فی طَیَرَانِهِ ، کما فی الصِّحاحِ ،و فی الأَسَاسِ طَارَ علَی الأَرْضِ دَانِیاً منها، حتی کادَتْ رِجْلاهُ تُصِیبانِها 3.

و أَسَفَّتِ السَّحَابَهُ :دَنَتْ مِن الْأَرْضِ ، قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ ، قال عَبِیدُ بنُ الأَبْرَصِ ،یذکُر سَحاباً تَدَلَّی حتی قَرُبَ من الأَرْضِ :

دَانٍ مُسِفٌّ فُوَیْقَ الْأَرْضِ هَیْدَبُهُ

یَکَادُ یَدْفَعُهُ مَنْ قَامَ بِالرَّاحِ

قلتُ :و قال ابنُ قُتَیْبَهَ :البَیْتُ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ،و فی العُبَابِ :و یُرْوَی لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ،و هکذا ذکَره صاحبُ اللِّسَانِ أَیضاً علَی الشَّکِّ ،قلتُ :و هو مَوْجودٌ فی دِیوَانِیْهِمَا.

و أَسَفَّ النَّظَرَ:حَدَّدَهُ بِشِدَّهٍ ،کما فی الصِّحاحِ ،زَادَ الْفَارِسِیُّ :و صَوَّبَ إِلَی الأَرْضِ ،و

17- فی حدیثِ الشَّعبِیِّ : أَّنَّه «کَرِهَ أَنْ یُسِفَّ الرَّجُلُ النَّظَرَ إِلَی أذمِّهِ ،أو ابْنَتِهِ ،أو أُخْتِهِ ». قال الصَّاغَانِیُّ :و هو مِن باب المَجَازِ،کأَنَّه جعَلَ نَظَرَهُ فی أَخْذِهِ المَنْظُورَ إِلیْهِ لِحِدَّتِهِ ،بمَنْزِلَهِ الشَّانِیءِ لِمَنْظَرِه،و یقرُب منه قَوْلُهُم-حکاه أَبو زیدٍ-:إِنَّهُ لتَعْجُمُکَ عَیْنِی،أی:کأَنِّی أَعْرِفُکَ .

وَ فی الأَساسِ :و هو یُسِفُّ النَّظَرَ فی الأَمْرِ:أی یُدِقُّهُ ، وَ إِیَّاکَ أَنْ تُسِفَّ النَّظَرَ إلَی غیرِ حُرْمَتِک:أی تُحِدَّه و تُدِقَّه.

و أَسَفَّ الفَحْلُ :صَوَّبَ رَأْسَهُ لِلْعَضِیضِ ، أی:أَمَالَهُ و قال اللَّیْثُ : أَسَفَّ الْجُرْحَ دَوَاءً:أَدْخَلَهُ فِیهِ ، وَ هو مَجَازٌ، کأَنَّهُ جَعَلَه له سَفُوفاً ،و

16- فی الحدیثِ : «کَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ ».

أی الرَّمادَ الحَارَّ،للَّذِی شَکَا مِن جِیرَانِه بإِحْسَانِهِ إِلیْهِم، وَ إِسَاءَتِهم إلیْه،و کذلک: أَسَفَّ الْوَشْمَ نَؤُورًا و منه قَوْلُ لَبِیدٍ رَضِیَ اللّه عنه:

أَوْ رَجْعُ وَاشِمَهٍ أُسِفَّ نَؤُورُهَا

کِفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَا

ص:274

و قال ضَابِیءُ بنُ الحارثِ الْبُرْجُمِیُّ ،یَصِفُ ثَوْرًا:

شَدِیدُ بَرِیقِ الْحَاجِبَیْنِ کَأَنَّمَا

أُسِفَّ صَلَی نَارٍ فأَصْبَحَ أَکْحَلا

و قال ابنُ عَبَّادٍ: مَا أَسَفَّ منه بِتَافِهٍ : أی مَا ظَفَرَ منه بشَیْ ءٍ.

و

14- فی الحَدِیثِ : أَنَّه«أُتِیَ برَجُلٍ ،و قیل:إنَّ هذا سَرَقَ ، فکأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُهُ »صلی اللّه عَلَیه و سلّم. بِالضَّمِّ : أی تَغَیَّرَ، و سَهَمَ ،و اکْمَدَّ لَوْنُهُ ،حتَّی عادَ کالبَشَرَهِ المَفْعُولِ بها (1).

و سَفْسَفَ ، سَفْسَفَهً : انْتَخَلَ الدَّقِیقَ ،و نَحْوَهُ ، کما هو فی الصِّحاحِ ،و فی اللِّسَان:بالمُنْخُلِ ،و نَحْوِه،قال رُؤْبَهُ :

إِذَا مَسَاحِیجُ الرِّیَاحِ السُّفَّنِ

سَفْسَفْنَ فی أَرْجَاءِ خَاوٍ مُزْمِنِ

وَ یُقَالُ :سَمِعْتُ سَفْسَفَهَ المُنْخُلِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: سَفْسَفَ عَمَلَهُ : إذا لَم یُبَالِغْ فی إِحْکَامِهِ ، و هو مَجازٌ،و منه قَوْلُهم:تَحَفَّظْ مِن العَمَلِ السَّفْسَافِ ،و لا تُسِفَّ له بعضَ الإِسْفَاف .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

السَّفُوفُ ،کصَبُورٍ:سَوَادُ اللِّثَهِ .

وَ السَّفِیفَهُ :الدَّوْخَلَهُ مِن الخُوصِ قَبْلَ أَنْ تُرْمَلَ ،أی:

تُنْسَجَ .

وَ أَسْفَفْتُ الشَّیْ ءَ إِسْفَافاً :أَلْصَقْتُ بَعْضَه ببَعْضٍ ،قَالَه الیَزِیدِیُّ .

وَ المُسَفْسِفُ :لَئیمُ الْعَطِیَّهِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و فی بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ : مُسَفِّفٌ .

وَ کُلُّ شَیْ ءٍ لَزِمَ شَیْئاً،و لَصِقَ به فَهُو مُسِفٌّ ،قَالَهُ أَبو عُبَیْدٍ.

وَ سَفِیفُ أُذُنَیِ الذِّئْبِ ،کأَمِیرٍ:حِدَّتُهُمَا،و منه قَوْلُ أَبی الْعَارِمِ فی صِفَهِ الذِّئْبِ :فرأَیْتُ سَفِیفَ أُذُنَیْهِ ،و لم یُفَسِّرْه ابنُ الأَعْرَابِیِّ .و السَّفْسَافَهُ :الریحُ تَجْرِی فُوَیقَ الأَرْضِ .

وَ جَمْعُ السَّفِیفَهِ : سَفائِفُ .

وَ سَفْسَافُ الأَخْلاقِ :رَدِیئُهَا.

وَ السَّفْسَفُ ،کجَعْفَرٍ:ضَرْبٌ مِن النَّبْتِ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:

لُغَهٌ یَمَانِیَّهٌ ،و هو الذی یُسَمِّیهِ أَهْلُ نَجْدٍ العَنْقَرَ،و العَنْقَزَ، وَ المَرْزَنْجُوشَ ،کما تقدَّمَ فی مَوْضِعِه.

وَ السَّفْسَفُ أَیضاً:مِن أَسْمَاءِ إِبْلِیسِ .

وَ یُقَال:سَفْ تَفْعَلُ ،ساکنهَ الْفَاءِ،أی:سَوْفَ تَفْعَلُ ، قال ابنُ سِیدَه:حَکَاهَا ثَعْلَبٌ .

وَ قال ابنُ عَبَّادٍ:یُقَال:لا تَزال تَتَسَفْسَفُ فی هذا الأَمْرِ، أی تُهْلِکُه.

وَ فی الأَساسِ :حِلْفٌ سَفْسَافٌ :کَاذِبٌ لا عَقْدَ فیه،و هو مَجازٌ.

سقف

السَّقْفُ لِلْبَیْتِ : مَعْرُوفٌ ، کَالسَّقِیفِ ، کأَمِیرٍ، سُمِّیَ به لِعُلُوِّه و طُولِ جِدَارِه. ج: سُقُوفٌ ،و سُقُفٌ ، بِضَمَّتَیْنِ ، وَ هذه عن الأَخْفَشِ ،مِثْل رَهْنِ ،و رُهُنٍ ،کذا فی الصِّحاح،و قرأَ أَبو جَعْفَرٍ: سَقْفاً مِنْ فِضَّه (2)،بالفَتْحِ ، وَ البَاقُونَ بضَمَّتَیْنِ .

قلتُ :و علَی قراءَهِ الفَتْحِ ،فهو وَاحِدٌ یَدُلُّ علَی الجَمْعِ ، أی:لَجَعَلْنَا لِبَیْتِ کلِّ واحدٍ منهم سَقْفاً مِن فِضَّهٍ ،و قال الفَرَّاءُ: سُقُفٌ إِنَّمَا هو جَمْعُ سَقِیفٍ ،کما تقول:کَثِیبٌ وَ کُثُبٌ ،قال:و إِن شِئْتَ جَعَلْتَه جَمْعَ الجَمْعِ ،فقلتَ :

سَقْفٌ ،و سُقُوفٌ ،و سُقُفٌ .

و سَقَفَهُ ،کَمَنَعَهُ ، یَسْقَفُهُ ، سَقْفاً :جعَل له سَقْفاً ، و کذا سَقَّفَهُ ، تَسْقِیفاً .

و السَّمَاءُ سَقْفُ الأَرْضِ ،مُذَکَّرٌ،قال اللّه تَعَالَی وَ اَلسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (3)،... وَ جَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً (4).

و السَّقْفُ : اللَّحْیُ الطَّوِیلُ الْمُسْتَرْخِی، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، قال:

ص:275


1- (1) فی المطبوعه الکویتیه،عن العباب،«المفعول بها الوشم»و فی النهایه: [1]أی تغیر و اکمدّ کأنما ذرّ عَلَیه شیء غیره،من قولهم أسففت الوشم،و هو أن یغرز الجلد بإبره ثم تحْشی المغارز کحلاً.
2- (2) سوره الزخرف الآیه 33. [2]
3- (3) سوره الطور الآیه 5. [3]
4- (4) سوره الأنبیاء الآیه 32. [4]

تَرَی له حِینَ سَمَا فَاحْرَنْجَمَا

لَحْیَیْنِ سَقْفَیْنِ و خَطْما سَلْجَمَا

و سُقْفُ ، بِالضَّمِّ ،و یُفْتَحُ :ع، و فی العُبَابِ :مَوْضِعانِ ، قال الشَّمَّاخُ :

کَأَنَّ الشَّبَابَ کان رَوْحَهَ راکِبٍ

قَضَی وطَرَاً مِنْ أَهْل سُقْفِ لِغَضْوَرا (1)

و السَّقَفُ ، بِالتَّحْرِیکِ :طُولٌ فی انْجِنَاءِ یُقَال:رَجُلٌ أَسْقَفُ بَیِّنُ السَّقَفِ ،کذا فی الصِّحاحِ ،و المُجْمَلِ ، یُوصَفُ به النَّعَامُ و غَیْرُهُ ،و هو أَسْقَفُ و قد سَقِفَ ، سَقَفاً ، قال بِشْرُ بنُ أَبی خازِمٍ :

یَبْرِی لها ضَرْبَ المُشَاشِ مُصَلَّمٌ

صَعْلٌ هِبِلٌّ ذو مَنَاسِمَ أَسْقفُ

و یُضَمُّ فیُقَال: أُسْقُفُ ، و هی، أی:الأُنْثَی مِن النَّعَامِ ، وَ غیره، سَقْفَاءُ ، وَ حکَی ابنُ بَرِّی:و السَّقْفَاءُ من (2)صِفَهِ النَّعَامَهِ ،و أَنْشَدَ:

وَ البَهْوُ بَهْوُ نَعَامَهٍ سَقْفَاءَ

وَ قال ابنُ حِلِّزَهَ :

بِزَفُوفٍ کأَنَّهَا هِقْلَهٌ أُمْ

مُ رِئالٍ دَوِّیَّهٌ سَقْفَاءُ

قال ابنُ السِّکِّیتِ : و مِنْهُ اشْتُقَّ أُسْقُفُّ النَّصَارَی، زَادَ غیرُه: و سُقْفُهُمْ ،کَأُرْدُنٍّ ، أی بضَمِّ الأَوَّلِ و تَشْدِیدِ الآخِرِ، وَ عَلَیه اقْتَصَرَ ابنُ السِّکِّیتِ ،فیما نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و لا نَظِیرَ له سِوَی:أُسْرُبٍّ ، و یُقَال: أُسْقُفٌ ،بتَخْفِیفِ الفاءِ،مثال قُطْرُبٍ ،و الأخِیرُ مِثْلُ قُفْلٍ ، و هذا الذی ذَهَبْنَا إِلیه هو ما اسْتَظْهَرَه شَیْخُنَا،فإِنَّه قال:الظَّاهِرُ أَنَّه أَشار بالمِثالَیْنِ الأَوَّلَیْنِ لضبط المَزِید،الذی هو أسقُف و أنَّه یُقَال بتَشْدِیدِ الفاءِ کأُرْدُنٍّ ،و بِتَخْفِیفهَا کقُطْرُبٍ ،و قوله:و قُفْلٍ ،مِثَالٌ لِسُقْفٍ المُجَرَّد،قال:و القَوْلُ بأَنَّهُ أَشَارَ لِزِیَادَهِ الْهَمْزَهِ و أَصَالَتِها بَعِیدٌ جِدًّا:اسْمٌ لِرَئِیسٍ لَهُم فی الدِّینِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن ابنِ السِّکِّیتِ ،و هو أَعْجَمِیٌّ تکلَّمتْ به العربُ ،و قیل:

سُمِّیَ به لِخُضُوعِهِ ،انْحِنَائِهِ فی عِبَادَتِهِ ، أَو الْمَلِکُ الْمُتَخَاشِعُ فی مِشْیَتِهِ ،أَو هو الْعَالِمُ فی دِینِهم، أو هو فَوْقَ الْقِسِّیسِ و دُونَ الْمُطْرَانِ :ج: أَسَاقِفَهٌ ،و أَساقِفُ ، وَ السِّقِّیفَی ،کَخِلِّیفَی:مَصْدَرٌ مِنْهُ ، وَ منه

14- الحَدِیثُ فی مُصَادَرَهِ أَهْلِ نَجْرَانَ : «و عَلَی أَنْ لاَ یُغَیِّرُوا أُسْقُفًّا مِن سِقِّیفَاهُ ،و لاَ وَاقِفاً مِن وِقِّیفَاهُ » (3).

و أُسْقُفَّهٌ أَیْضاً، أی بضَمِّ الأَوَّلِ و تَشْدِیدِ الفاءِ (4): رُسْتَاقٌ بِالْأَنْدَلُسِ ، نَزِهٌ نَضِرٌ شَجِرٌ،و قَصَبَتَهُ غَافِقٌ .

و السَّقِیفَهُ :کَسَفِینَهٍ :الصُّفَّهُ أَو شِبْهُهَا مِمَّا یکونُ بَارِزاً، و منها سَقِیفَهُ بَنِی سَاعِدَهَ ، بالمدینهِ المُشْرَّفهِ ،و هی صُفَّهٌ لها سَقْفٌ ،فَعِیلَهٌ بمعنی مَفْعُولهٍ ،جاءَ ذِکْرُهَا فی حدیثِ اجْتِمَاعِ المُهَاجِرِینَ و الأَنْصَارِ.

و مِن المَجَازِ: السَّقِیفَهُ : الْجِبَارَهُ مِن عِیدَانِ الْمُجَبِّرِ، جَمْعُهُ : سَقَائِفُ ،قال الفَرَزْدَقُ :

وَ کنتُ کَذِی سَاقٍ تَهَیَّضَ کَسْرُهَا

إذا انْقَطَعَتْ عنها سُیُورُ السَّقَائِفِ

و مِن المَجَازِ أَیضا: السَّقِیفَهُ : کَالْقَبِیلَهِ مِن رَأْسِ الْبَعِیرِ، وَ هی سَقَائِفُ الرَّأْسِ ،قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ،و منه قولُهُم:رأْسٌ عَظِیمُ (5)السَّقَائِفِ ،کما فی الأَساسِ .

و مِن المَجَازِ: السَّقِیفَهُ : لَوْح السَّفِینَهِ ، یُقَال:سَفِینَهٌ مُحْکَمَهُ السَّقَائِفِ (6)،أی:الأَلْوَاحِ ،قال بِشْرٌ،یَصِفُ السَّفِینَهَ :

مُعَبَّدَهِ السَّقَائِفِ ذَاتِ دُسْرٍ

مُضَبَّرَهٍ جَوَانِبُهَا رَدَاحِ

أَو کُلُّ خَشَبَهٍ عَریضَهٍ کَاللَّوْح،أو حَجَرٌ عَرِیضٌ یُسْتَطَاعُ أَنْ یُسَقَّفَ بِهِ نَامُوسُ الصَّائِدِ،و غیرُه:فهی سَقِیفَهٌ ،قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

فَلاَقَی عَلَیْهَا مِنْ صُبَاحَ مُدَمِّرًا

لِنَامُوسِهِ من الصَّفِیحِ سَقَائِفُ

ص:276


1- (1) بالأصل«لغفورا»و المثبت عن الدیوان.
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«فی».
3- (3) انظر الفائق 161/1 [2] فالحدیث من کتاب النّبیّ صلّی اللّه علیه و آله لأهل نجران حین صالحهم.
4- (4) کذا و ضبطت بالقلم فی معجم البلدان بفتحه فوق الفاء دون تشدید، وَ الأصل کالتکمله.
5- (5) فی الأساس:و رأس عریض السقائف و هی قبائله.
6- (6) عن الأساس و بالأصل«السقاف».

و مِن المَجَازِ: السَّقِیفَهُ : ضِلَعُ الْبَعِیرِ، یُقَال:هَدَمَ السَّفَرُ سَقَائِفَ البَعِیرِ،أی:أَضْلاعَهُ ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ، وَ الأَزْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ الصَّاغَانِیُّ لطَرَفَهَ :

أُمِرَّتْ یَدَاهَا فتْلَ شَزْرٍ و أُجْنِحَتْ

لَهَا عَضُدَاهَا فی سَقِیفٍ مُنضَّدِ

و الْأَسْقَفُ :الرَّجُلُ الطَّوِیلُ ، شُبِّه بالسَّقْفِ فی طُولِه وَ ارْتِفاعِهِ ، أَو الْغَلِیظُ الْعِظَامِ الْعَظِیمُهَا، شُبِّهَ بجِدارِ السَّقْفِ .

و الأَسْقَفُ مِن الجِمَالِ :مَا لا وَبَرَ عَلَیه.

و الأَسْقَفُ مِن الظِّلْمَانِ :الْأَعْوَجُ الْعُنُقِ ، أَو الرِّجْلَیْنِ ، و هی سَقْفَاءُ ، و قد تقدَّم قریباً،فهو تکْرَارٌ.

و کَزُبَیْرٍ: سُقَیْفُ بنُ بِشْرٍ العِجْلِیُّ ، المُحَدِّثُ ، وَ فی بعض النُّسَخِ :ابنُ بشیر،و هو غَلَطٌ ،قلتُ :و هو شیخٌ لیَعْلَی بنِ عُبَیْدٍ فی حکَایَهٍ ،کذا فی التَّبْصِیرِ (1).

و سُقِّفَ ، تَسْقِیفاً :صُیَّرَ أُسْقُفًّا ، فَتَسَقَّفَ ، صَارَ أُسْقُفًّا ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و المُسَقَّفُ ، کمُعَظَّمٍ :الطَّوِیلُ ، وَ منه

17- حدیثُ مَقْتَلِ عثمانَ ،رَضِیَ اللّه عَنْه: «فأَقْبَلَ رَجُلٌ مُسَقَّفٌ ».

و شَعَرٌ مُسْقَفِفٌ (2)،کَمُفْعَلِلَ ، و لو قال:کمُقْشَعِرٍّ،کان أَظْهَرَ،و وَقَعَ فی التَّکْمِلَهِ :مُسْتَقِفٌّ ،بالتاءِ بَدَلَ القافِ ، و مُسَقْفِفٌ ،کَمُفَعْلِلٍ (3)،و لو قال:کمُدَحْرِجٍ ،کان أَظْهَرَ:

أی مُرْتَفِعٌ جَافِلٌ ، نقلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و أَمَّا

17- قَوْلُ الْحَجَّاجِ : «إِیَّایَ و هذه السُّقَفَاءَ ، و الزَّرَافاتِ ، فإِنِّی لا أَجِدُ أَحَداً مِن الجالِسِین فی زَرَافَهٍ إِلاَّ ضَرَبْتُ عُنَقَهُ ».

فقَالَ الجَوْهَرِیُّ :ما نَعْرِفُ ما هُوَ،و قال القُتَیْبِیُّ :أَکْثَرْتُ السُّؤَالَ عنه،فلم یَعْرِفْهُ أَحَدٌ،و حکَی ابنُ الأَثِیرِ عن الزَّمَخْشَرِیِّ ،قال:قیل:هو تَصْحِیفٌ ، قال:و صَوَابُهُ الشُّفَعَاءَ، جَمْعُ شَفِیعٍ ،لأَنَّهُم کَانُوا یَجْتَمِعُونَ عِنْدَ السُّلْطَانِ ،فَیَشْفَعُونَ فی الْمُریبِ ، أی:المُتَّهَمِ و أَصْحَابِ الجَرَائِمِ ،فَنَهاهُم عن ذلک،لأَنَّ کلَّ واحدٍ منهمَ یشْفَعُ لِلْآخَرِ،کما نَهاهُم فی قَوْلِه:و الزَّرَافَاتِ ،و نَقَلَ شیخُنَا هنا عن فائقِ الزَّمَخْشَرِیِّ ما یُخالِف نَقْلَ ابنِ الأَثِیرِ،و کأَنَّهُ اشْتَبَهَ علیه،و کذا إِقْرَارُ الشِّهَابِ فی شَرْحِ الشِّفَاءِ،و الصَّحِیحُ ما نقَلَهُ ابنُ الأَثِیرِ،فتَأَمَّلْ ذلک.

و أَسْقَفُ ،کأَنْصُرُ، علی صِیغَهِ المُتَکَلِّم،و لو قال:

کأَذْرُحٍ ،کان أَظْهَرَ: ع بالْبَادیهِ ،کان به یَوْمٌ مِن أَیَّامِهِم،قال الحُطَیْئَهُ :

أَرَسْمَ دِیَارٍ مِنْ هُنَیْدَهَ تَعْرِفُ

بأَسْقُفَ مِن عِرْفَانِهَا العَیْنُ تَذْرِفُ ؟

وَ قال عَنْتَرَهُ :

فإِنْ یَکُ عِزٌّ فی قُضَاعَهَ ثَابِتٌ

فإِنَّ لنا فی رَحْرَحَانَ و أَسْقُفِ (4)

أی لنا فی هذین المَوْضِعَیْنَ مَجْدٌ،و قال ابنُ مُقْبِلٍ :

وَ إذا رَأَی (5)الوُرَّادَ ظَلَّ بأَسْقُفٍ

یَوْمٌ کیَوْمِ عَرُوبَهَ المُتَطاوِلِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

السَّقَائِفُ :طَوَائِفُ نَامُوسِ الصَّائِدِ،و کُلُّ ضَرِیبَهٍ من الذَّهَبِ و الفِضَّهِ ،إذا ضُرِبَتْ دَقِیقَهً طَوِیلَهً ،فهی سَقِیفَهٌ ، وَ قال اللَّیْثُ : السَّقِیفَهُ :خَشَبَهٌ عَریضَهٌ طَوِیلهٌ ،تُوضَعُ ،یُلَفُّ علیها البَوَارِی فَوْقَ سُطُوحِ أَهْلِ البَصْرَهِ .

وَ الأَسْقَفُ :المُنْحَنِی.

وَ السَّقَّافُ ،کشَدَّادٍ:مَن یُعَانِی عَمَلَ السُّقُوفِ .

وَ لُقِّبَ به عِمَادُ الدِّینِ أَبو الغَوْثِ عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ علیِّ بن عَلَوِیٍّ الحسَیْنِیُّ ،وُلِدَ سنه[948] (6)، وَ تُوُفِّیَ سنه[1011] 6بتَرِیم،إِحْدَی قُرَی (7)حَضْرمَوْت، وَ قَبْرُه تِرْیاقٌ مُجَرَّبٌ ،و والدهُ الفقیهُ المُقَدَّمُ ،لَقِیَ الطَّوَاشِیَّ بحَلْیٍ ،و مِن وَلَدِه شیخُنَا المُسْنِدُ المُعَمَّرُ عمرُ بنُ أَحمدَ بنِ

ص:277


1- (1) التبصیر 787/2.
2- (2) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:مُسْتِفِفٌ .
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری نبه إلی أن العباره:«کمفعلل وَ مسقفف کمفعلل»مضروب علیها بنسخه المؤلف.
4- (4) فی معجم البلدان:برحرحان.
5- (5) عن معجم البلدان و [2]بالأصل«و إذا رمی».
6- (6) ما بین معقوفتین زیاده عن المطبوعه الکویتیه،و کان مکانه بیاضاً بالأصل،و قد نبه علیه بهامش المطبوعه المصریه.
7- (7) فی معجم البلدان«تریم»:احدی مدینتی.

أَبی بکرِ بنِ محمدِ بن أَبی بکرِ بنِ عُقَیْلٍ السَّقَّافُ العَلَویُّ الحُسَیْنیُّ المَکِّیُّ ،حَدَّثَ جَدُّه عن الشَّمْسِ البَابِلِیِّ ،و هو بنَفْسِهِ حَدَّثَ عن خَالِه عبدِ اللّه بنِ سالِمٍ البَصْرِیِّ ،و أَبی العَبَّاسِ النَّخْلِیِّ ،و غیرِهما.

وَ سَقْفٌ ،بالفَتْحِ :لُغَهٌ فی الْأُسْقُفِّ ،کأُرْدُنٍّ ،نَقَلَهُ شَیْخُنَا.

سکف

الْأَسْکَفُ ،بِالفَتْحِ ، علی أَفْعَل، و الْإِسْکَافُ ، بِالکَسْرِ،و الْأُسْکُوفُ بِالضَّمِّ ، وَ اقْتَصَرَ عَلَیْهَما الجَوْهَرِیُّ ، و السَّکَّافُ ،کشَدَّادٍ،و السَّیْکَفُ ،کَصَیْقَلٍ ، لُغَاتٌ أَرْبَعَهٌ :

الخَفَّافُ و جَمْعُ الإْسْکَافِ : الأَسَاکِفَهُ .

أَو الْإِسْکَافُ عندَ العَربِ : کُلُّ صَانِعٍ سِوَی الخَفَّافِ ، فإِنَّهُ الْأَسْکَفُ ، کأَحْمَد،و ذلک إذا أَرادُوا مَعْنَی الإِسْکَافِ فی الحَضَرِ،نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

وَضَعَ الْأَسْکَفُ فِیهِ رُقَعاً

مِثْلَ مَا ضَمَّدَ جَنْبَیْهِ الطَّحِلْ

وَ قال شَمِرٌ:رَجُلٌ إِسْکَافٌ ،و أُسْکُوفٌ :لِلْخَفَّافِ .

أَو الإِسْکَافُ :النَّجَّارُ، قَالَهُ أبو عمرٍو،و فی المُحْکَمِ :

الإِسْکَافُ ،-و کذا لُغَاتُهُ الثَّلاثهُ -:الصَّانِعُ أَیًّا کَانَ ،و خَصَّ بعضهُمْ به النَّجَّارَ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ قَوْلَ الشَّمَّاخِ :

لَم یَبْقَ إِلاَّ مِنْطَقٌ و أَطْرَافْ (1)

و بُرْدَتَانِ و قَمِیصٌ هَفْهَاف

و شُعْبَتَا مَیْسٍ بَرَاهَا إِسْکَافْ

قال:جَعَلَ النَّجَّارَ إِسْکَافاً علی التَّوَهُّمِ ،أَراد:بَرَاهَا النَّجَّارُ.

و قال الجَوْهَرِیُّ :قَوْلُ مَن قال کُلُّ صَانِعٍ عندَ العَربِ إسْکافٌ ،فغَیْرُ مَعْرُوفٍ ،و قال أبو عمرٍو:و کلُّ صَانِعٍ بیَدِهِ بِحَدِیدَهٍ إِسْکَافٌ ، و قال ابنُ عَبَّادٍ: الإِسْکَافُ فی قَوْلِ ابنِ مُقَبِلٍ :

«یَمُجُّهَا أَصْهَبُ الإِسْکَافِ ».

یعنی حُمْرَه الخَمْرِ،أو هذه مِن تَصْحِیفِ ابنِ عَبَّادٍ فی اللَّفْظِ ،و تَحْرِیفٍ فی المَعْنَی، و صَوَابُهُ بِالباءِ المُوَحَّدَهُ و سیاقُ البَیْتِ :

یَمُجُّها أَکْلَفُ الإِسْکَابِ وَافَقَهُ

أَیْدِی الهَبَانِیقِ بِالمَثْنَاهِ مَعْکُومُ

أَکْلَفُ :أَسْوَدُ،و الإسْکَابُ و الإِسْکَابَهُ :عُودٌ یُدَوَّرُ، فیُجْعَلُ فی مَکانٍ یُتَخَوَّفُ فیه الخَرْقُ مِن الزِّقِّ ،ثم یُشَدُّ حتی لا یَخْرُجَ منه شَیْ ءٌ،حَقَّقَهُ الصَّاغَانِیُّ فی العُبَابِ .

و إِسْکَافُ بَنِی الجُنَیْدِ: مَوْضِعَانِ :أَعْلَی،و أَسْفَلُ ، بِنَوَاحِی النَّهْرَوَانِ ،مِن عَمَلِ بَغْدَادَ، کان بَنُو الجُنَیْدِ رُؤَسَاءَ هذه النَاحِیَهِ ،و کان فیهم کَرَمُ و نَبَاهَهٌ ،فعُرِفَ المَوْضِعُ بهم، وَ قد نُسِبَ إِلَیْهِمَا عُلَمَاءُ، وَ طَائِفَهٌ کثیرهٌ مِن الکُتَّابِ وَ المُحَدِّثِین،لم یَتَمَیَّزُوا لنا.قال یاقُوتُ :و هاتان النَّاحِیَتَانِ الآنَ خَرَابٌ بِخَرَابِ النَّهْرَوَانِ مُنْذُ أَیَامِ الملُوکِ السَّلْجُوقِیَّهِ ، انْسَدَّ نَهْرُ النَهْرَوَانِ ،و اشتَغَل المُلُوکُ عن (2)إِصْلاحِه و حَفْرِه باختِلافِهم،و تَطَرَّقَها عَسَاکِرُهم،فخَرِبَتْ الکُورَهُ بأَجْمَعِها.

وَ مِمَّن یُنْسَب إِلیها:أَبو بکرٍ محمدُ بنُ محمدٍ (3)الإِسْکَافیُّ ،مِن شُیُوخِ الدَّارَقُطْنِیِّ ،ثِقَهٌ .

وَ أَبو الفضلِ رِزْقُ بنُ مُوسَی الإِسْکَافیُّ ،مِن شُیُوخِ البَاغَنْدِیِّ ،و القاضی المَحَامِلیِّ ،ثِقَهٌ .

وَ أَبو جَعْفَرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللّه الإِسْکَافیُّ ،أَحَدُ المُتَکَلِّمِین مِن المُعْتَزِلَهِ ،ماتَ سنهَ 204.

وَ أَبو جَعْفَرٍ محمدُ بنُ یحیی بنِ هارونَ (4)الإِسْکافیُّ ،مِن شُیُوخِ الدَّارَقُطْنِیِّ ،سَمِعَ مِنْهُ بِإسْکَافَ .

وَ محمدُ بنُ عبدِ المُؤْمِنِ الإِسکَافیُّ ،رَوَی عنه الخَطِیبُ البَغْدَادِیُّ .

وَ غیرُ هؤلاءِ مَذْکُورون فی تاریخ بغداد.

و الإِسْکَافُ : الْحَاذِقُ بِالأمْرِ، نَقَلَهُ شَمِرٌ عن الفَقْعَسِیِّ سَماعاً؛و أَنْشَدَ:

حَتَّی طَوَیْنَاهَا کَطَیِّ الْإِسْکَافْ

و حِرْفَتُهُ : السِکَافَهُ ،کَکِتَابَهٍ ، و قال اللَّیْثُ : الإِسْکَافُ

ص:278


1- (1) قوله«مِنْطَق»،و یروی بفتح المیم و کسر الطاء،فیرید کلامه و لسانه. [1]
2- (2) عن معجم البلدان و [2]بالأصل«فی».
3- (3) فی اللباب:محمد بن أحمد بن مالک الإسکافی،و فی معجم البلدان: [3]محمد بن محمد بن أحمد بن مالک الإسکافی.
4- (4) عن معجم البلدان و [4]بالأصل«مردون».

مَصْدَرُه السِّکَافَهُ ،و لا فِعْلَ له.

و الإِسْکَافُ : لَقَبُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بنِ عَلِیٍّ الْإِسْفَرایِنِیِّ أَحَدِ المُتَکَلِّمِینَ .

و الأُسْکُفَّهُ ،کَطُرْطُبَّهٍ :خَشَبَهُ الْبَابِ التی یُوطَأُ عَلَیْهَا، وَ هی العَتَبَهُ ،و منه

17- الحدیثُ : «أنَّ امْرَأَهَ جاءَتْ عُمرَ رضی اللّه عنه،فقالتْ :إنَّ زَوْجِی خَرَجَ مِن أُسْکُفَّهِ الْبَابِ ،فلم أُحِسَّ له ذِکْرًا».

قال ابنُ بَرِّیّ :و جَعَلَهُ أَحمدُ بنُ یحیی:مِن اسْتَکَفَّ الشَّیْ ءُ،أی:انْقَبَضَ ،قال ابنُ جِنِّی:و هذا أَمْرٌ لا یُنَادَی علیه وَلِیدُهُ .

و قال النَّضْرُ: السَّاکِفُ :أَعْلاهُ الذی یَدُورُ فیه الصَّائِرُ، وَ الصَّائِرُ:أَسْفَلُ طَرَفِ البابِ الذی یَدُور أَعْلاه،کما تقدَّم.

و مِن المَجَازِ:وَقَفَتِ الدَّمْعَهَ علَی أُسْکُفَّهِ العَیْنِ ،قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أُسْکُفُّ الْعَیْنَیْنِ :مَنَابِتُ أَهْدَابِهِمَا، و به فُسِّرَ قَوْلُ الشاعِرِ:

حَوْرَاء فی أُسْکُفِّ عَیْنَیْهَا وَطَفْ

و فی الثَّنَایَا الْبِیضِ مِنْ فِیهَا رَهَفْ (1)

أَو جَفْنُهُمَا الْأَسْفَلُ ، کما قَالَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ .

الشاعرِ:

تُجِیلُ (2)عَیْنًا حَالِکاً أُسْکُفُّهَا

لا یُعْزِبُ الْکُحْلَ السَّحِیقَ ذَرْفُهَا

و قال ابنُ عبَّادٍ:یُقَال: مَا سَکِفْتُ الْبَابَ ،کَسَمِعْتُ : أی مَا تَعَتَّبْتُهُ ، و هو مِثْل قَوْلِهم:مَا وَطِئْتُ أُسْکُفَّهَ بَابِهِ ، کما تَسَکَّفْتُهُ ، أی مَا وَطِئْتُ له أُسْکُفَّهً ،قَالَهُ أَبو سعیدٍ،و کذا لا أَتَسَکَّفُ له بَاباً:أی لا أَدْخُلُ له بَیْتاً،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ، وَ الصَّاغَانِیُّ .

و أَسْکَفَ الرَّجُلُ : صَارَ إِسْکَافاً ، عن ابنِ الْأَعْرَابِیِّ ،کما فی التَّهْذِیبِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الأُسْکُوفَهُ ،بالضَّمِّ :عَتَبَهُ الْبَابِ التی یُوطَأُ علیها.و الْأُسْکُفَّهُ ،بالضَّمِّ :حِرْفَهُ (3)الإِسْکَافِ ،نَادِرَهٌ ،عن الفَرّاءِ.

سلف

سَلَفَ الْأَرْضَ ، یَسْلُفُهَا ، سَلْفاً : حَوَّلَها للزَّرْعِ ، أو سَوَّاهَا بِالْمِسْلَفَهِ ، وَ هی اسْمٌ لِشَیْ ءٍ تُسَوَّی به الْأَرْضُ ، وَ یُقَال للْحَجَرِ الذِی تُسَوَّی (4)به الأَرْضُ : مِسْلَفَهٌ ،قال أَبو عُبَیْدٍ:و أَحْسَبُه حَجَرًا مُدْمَجاً یُدَحْرَجُ به علَی الْأَرْضِ لتَسْتَوِیَ .

وَ

17- رُوِیَ عن محمدِ بنِ الحَنَفِیَّهِ ،قال: «أرْضُ الجَنَّهِ مَسْلُوفَهٌ ،و حَصْبَاؤُهَا الصُّوَارُ،و هَواؤُهَا السَّجْسَجُ ». هکذا ذکره الأَزْهَرِیُّ ،قال الصَّاغَانِیُّ :و لم أَجِدْه فی أَحادِیثِه،و ذکَره أَبو عُبَیْدٍ لعُبَیْدِ بنِ عُمَیْرٍ اللَّیْثِیِّ ،و مِثْلُه فی الصِّحاحِ ،و ذکَرَه الخَطَّابِیُّ ،و الزَّمَخْشَرِیُّ ،لابنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللّه عنهما، وَ مِثْلُه فی النِّهَایَهِ ،و ذکَر الخَطَّابِیُّ أَنه أَخَذَهُ مِن کتابِ ابنِ عُمَرَ،یعنی الیَوَاقِیتَ ،قال الأَصْمَعِیُّ :هی المُسْتَوِیَهُ ،أَو المُسَوَّاهُ ،قال:و هذه لُغَهُ الیَمَنِ و الطَّائِفِ ،و قال ابنُ الأَثِیرِ:

أی مَلْسَاءُ لَیِّنَهٌ نَاعِمَهٌ .

کأَسْلَفَهَا ، إِسْلافاً .

و سَلَفَ الشَّیْ ءُ، سَلَفاً ،مُحَرَّکَهً ، وَ ضَبَطَهُ شیخُنَا بالفَتْحِ ، وَ هو الذی یُعْطِیهِ إِطْلاَقُ المُصَنِّفِ : مَضَی.

و سَلَفَ فُلاَنٌ ، سَلَفاً ،و سُلُوفاً ، کقُعُودٍ: تَقَدَّمَ و قول الشاعر:

وَ مَا کُلُّ مُبْتَاعٍ و لَو سَلْفَ صَفْقَهٍ

بِرَاجِعِ مَا قد فَاتَهُ بِرَدَادِ

إِنَّمَا أَرادَ: سَلَفَ ،فأَسْکَنَ للضَّرُورهِ .

قال شیخُنَا:و فیه أَمْرَانِ :

الأَوّلُ :أنَّ السَّلَفَ ،مُحَرَّکَهً :مَصْدَرُ الأَوَّلِ ،و السَّلْفُ ، بالفَتْحِ ،و السُّلُوفُ ،بالضَّمِّ :مَصْدَرُ الثّانی،و ظاهِرُهُ أَنهما مُتَغَایِرَانِ ،و الظَّاهرُ أَنَّهُمَا مُتَرَادِفَانِ أَوْ مُتَقَارِبَانِ ،و إِن کان الذَّوْقُ رُبَّمَا أَذِنَ أَن یُفَرَّقَ بَیْنَهما بفَرْقٍ لَطِیفٍ ،و قد یُقَال:

التَّغَایُرُ بَیْنَهما باعْتِبَارِ إِسْنَادِهِ إلی الإِنْسَانِ دُونَ غَیْرِهِ ،کما یُرْشِدَ إِلیه قَوْلُه:و فُلانٌ .

ص:279


1- (1) الرهف:الرقّه،عن التهذیب.
2- (2) کذا بالأصل و التهذیب و فی اللسان [1]تُخیلُ .
3- (3) عن اللسان و بالأصل«خرقه».
4- (4) عن التهذیب و اللسان و [2]بالأصل«سوی».

الثانی:أنَّ کَلامَه نَصُّ فی أنَّ مُضَارِعَ سَلَفَ بالضَّمِّ ، کیَکْتُب،علَی ما هو اصْطِلاحُه،لأنَّه ذکَره بغیرِ مُضَارِعٍ ، وَ فی غَرِیبَیِ الهَرَوِیِّ کالصِّحاحِ ،یقْتَضِی أنَّ مُضَارِعَه بالکَسْرِ،کما هو الجَارِی علی الأَلْسِنَهِ ،و صَرَّح به فی المِصْبَاحِ ،و کلامُ ابنِ القَطَّاعِ صَرِیحٌ فی الوَجْهَیْن،و هو الظَّاهِرُ،-و اقتَصَرَ کابْنِ القُوطِیَّهِ -علَی تَفْسِیرِهِ بتَقَدَّمَ ، فَتَأَمَّلْ .

و سَلَفَ الْمَزَادَهَ ، سَلَفاً :دَهَنَهَا.

و السَّلَفُ ،مُحَرَّکَهً ، له مَعَانٍ ،منها: السَّلَمُ ، وَ هو أَنْ یُعْطِیَ مَالاً فی سِلْعَهٍ إِلَی أَجَلٍ مَعْلُومٍ ،بزِیادَهٍ فی السَّعْرِ المَوْجُودِ عِنْدَ السَّلَفِ ،و ذلک مَنْفَعَهٌ للمُسْلِفِ ،و هو اسْمٌ مِن الإِسْلاَفِ ، وَ قال الْأَزْهَرِیُّ :و کُلُّ مَالٍ قَدَّمْتَه فی ثَمَن سِلْعَهٍ مَضْمُونهٍ اشْتَرَیْتَها لِصِفَهٍ ،فهو سَلَمٌ ،و سَلَفٌ .

و منها؛ السَّلَفُ : الْقَرْضُ الذی لاَ منْفَعَهَ فیه لِلْمُقْرِضِ ، غیرَ الأَجْرِ و الشُّکْرِ، و علَی الْمُقْتَرِضِ (1)رَدُّهُ کَمَا أَخَذَهُ ، هکذا تُسَمِّیه العَرَبُ ،و هو أَیضاً علَی هذا التَّقْدِیرِ:اسْمٌ مِن الإِسْلافِ ،کما قَالَهُ أَبو عُبَیْدٍ الهَرَوِیُّ ،و هذان فی المُعَامَلاتِ .

قال: و للسَّلَفِ مَعْنَیان آخَرانِ ،أَحدُهما: کُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ قَدَّمْتَهُ ،أو فَرَطٍ فَرَطَ لَکَ فهو لَکَ سَلَفٌ ،و قد سَلَفَ لهُ عَمَلٌ صَالِحٌ .

و الثانِی: کُلُّ مَن تَقَدَّمَکَ مِن آبَائِکَ ،و ذَوِی قَرَابَتِکِ ، الذین هم فَوْقَکَ فی السِّنِّ و الفَضْلِ ،واحِدُهُم سَالِفٌ ،و منه قَوْلُ طُفَیْلٍ الغَنَوِیٍّ ،یَرْثِی قَوْمَهُ :

مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السَّبِیلِ عَلَیْهِمُ

وَ صَرْفُ الْمَنَایَا بالرِّجَالِ تَقَلَّبُ

أَرادَ أَنَّهُم تَقَدَّمُونا،و قَصْدُ سَبِیلِنا علیهم،أی:نَمُوتُ کما مَاتُوا،فنَکُون سَلَفاً لِمَن بَعْدَنَا،کما کانُوا سَلَفاً لنا.

وَ منه

16- حدیثُ الدُّعَاءِ للمَیِّتِ : «وَ اجْعَلْهُ سَلَفاً لنا». و لهذا سُمِّیَ الصَّدْرُ الأَوَّلُ مِن التَّابِعِینِ السَّلَفَ الصَّالِحَ ،و منه

17- حدیثُ مَذْحِجٍ : «نَحْنُ عُبَابُ سَلَفِهَا ». ج: سُلاَّفٌ ،و أَسْلاَفٌ کما فی الصِّحاحِ ،قال ابنُ بَرِّیّ :

لیس سُلاَّفٌ جَمْعُ سَلَفٍ ،و إِنَّمَا هو جَمْعُ سَالِفٍ ، لِلْمُتَقَدِّمِ ،و جَمْعُ سَالِفٍ أَیضاً: سَلَفٌ ،و مِثْلُه:خَالِفٌ ، وَ خَلَفٌ .

و منه أَبو بکر عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ اللّه بنِ أَحمدَ السَّرْخَسِیُ السَّلَفیُّ ،المُحَدِّثُ سَمِعَ أَبا الفِتْیَانِ الرَّوَّاسِیَّ ، و آخَرُونَ مَنْسُوبُونَ إِلَی السَّلَفِ ، أی:بالتَّحْرِیکِ .

و دَرْبُ السِّلْفیِّ ،بِالْکَسْرِ:بِبَغْدَادَ،سَکَنَهُ إِسْمَاعِیلُ بنُ عَبَّادٍ السِّلْفیُّ .الْمُحَدِّثُ ، هکذا فی سائِرِ النسَخِ ،و هو تَصحِیفٌ ،و الصَّوابُ :دَرْبُ السِّلْقِیِّ ،بالقَافِ (2)،مِن قَطِیعَهِ الرَّبِیعِ ،کما ذکَره الخَطِیبُ فی تارِیخِه،و ضَبَطَهُ ،و مِثْلُه للحَافِظِ فی التَّبْصِیرِ،و المذکورُ رَوَی عن عَبَّادٍ الرَّوَاجِنِیِّ (3)، وَ تُوُفِّیَ سنه 320،فتَنَبَّهْ لذلک.

و أَرْضٌ سَلِفَهٌ ،کَفَرِحَهٍ :قَلِیلَهُ الشَّجَرِ، قَالَهُ أَبو عمرٍو.

و السَّلْفُ ،بِالْفَتْحِ :الْجرَابُ مَا کَانَ ، أو الضَّخْمُ منه، کما فی الصِّحاحِ ، أَو هو: أَدِیمٌ لم یُحْکَمْ دَبْغُهُ ، کأَنَّه الذی أَصابَ أَوَّلَ الدِّبَاغِ ،و لم یَبْلُغْ آخِرَهُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «و ما لَنَا زَادٌ إِلاَّ السَّلْفُ مِن التَّمْرِ». و قال بعضُ الهُذَلِیِّینَ :

أَخَذْتُ لَهُمْ سَلْفَیْ حَتِیٍّ و بُرْنُساً

وَ سَحْقَ سَرَاوِیلٍ و جَرْدَ شَلِیلِ (4)

أَرادَ:جِرَابَیْ حَتِیّ ،و هُوَ سَوِیقُ المُقْلِ ، ج: أَسْلُفٌ ، وَ سُلُوفٌ .

و السُّلْفَهُ ،بِالضَّمِّ .اللُّمْجَهُ ، وَ هو ما یَتَعَجَّلُهُ الإِنْسَانُ مِن الطَّعَامِ قَبْلَ الغدَاءِ،کاللَّهْنَهِ .

[ و جِلْدٌ رَقِیقٌ یُجْعَلُ بِطَانَهً للْخِفَافِ ] (5).

و السُّلْفَهُ : الْکُرْدَهُ الْمُسَوَّاهُ مِن الْأَرْضِ ،ج: سُلَفٌ ، هکذا رَوَاهُ المُنْذِرِیُّ عن الحَسَن المُؤَدِّبِ ،و به فُسِّر قولُ سَعْدِ الْقَرْقَره:

ص:280


1- (1) فی التهذیب:المُقرَض.
2- (2) فی معجم البلدان:دربُ السِّلْقِ .
3- (3) الأصل و اللباب،و تصحّف فی معجم البلدان«الدواجنی»بالدال.
4- (4) بالأصل«سلفا حتی»و المثبت عن التهذیب.و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:سلفا،کذا فی النسخ بالألف و مثله فی اللسان»،و قد صححها مصحح طبعه دار المعارف.
5- (5) ما بین معقوفتین سقط من الأصل و استدرک عن القاموس. [1]

نَحْنُ بِغَرْسِ الْوَدِیِّ أَعْلَمُنَا

مِنَّا بِرَکْضِ الْجِیَادِ فی السُّلَفِ

قَالَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و قد تَقَدَّم فی«س د ف».

و قال أَبو زَیْدٍ:یُقال جَاءوا سُلْفَهً سُلْفَهً : إذا جاءَ بَعْضُهُمْ فی أَثَرِ (1)بَعْضٍ ، وَ منه قِرَاءَهُ مَن قَرَأَ: فَجَعَلْنَاهُم سُلَفاً وَ مَثَلا لِلْآخَرِینَ (2)،أی:عُصْبَهً قد مَضَتْ ،قَالَهُ الزَّجَّاجُ ، وَ قیل:مَعْنَاهُ :أی قِطْعَهً مِن النَّاسِ ،مِثْلَ أُمَّهٍ .

و السُّلَفُ ، کَصُرَدٍ:بَطْنٌ مِن ذِی الْکَلاَعِ ، من حِمْیَر، وَ هو السُّلَفُ بنُ یَقْطُنَ ،و الذی فی أَنْسَابِ أَبِی عُبَیْدٍ-لَمَّا سَرَدَ قبائلَ ذِی الکَلاعِ ،فقَالَ -:و سُلْفَهُ ،هکذا،فکأَنَّ السُّلَفَ جَمْعُه،فتَأَمَّل، منهم:رَافِعُ بنُ عَقِیبِ السُّلَفیُّ ، وَ قَیْسُ بنُ الحجَّاجِ السُّلَفیُّ ، و خَالدُ بنُ مَعْدِیکَرِبَ ،و أَخُوهُ خَوْلِیّ ،هکذا فی النُّسَخِ (3)،و الصَّوابُ :خَلِیَ ،لا خالد، کما فی التَّبْصِیرِ (4)للحافِظِ ، و آخَرُونَ نُسِبُوا إلی هذا البَطْنِ .

و السُّلَفُ : وَلَدُ الْحَجَلِ :ج سِلْفَانٌ ، کَصِرْدَانٍ ، کذا فی الصِّحاحِ ، و یُضَمُّ ، کما فی اللِّسَانِ ،قال الجَوْهَرِیُّ :قال أَبو عمرٍو:و لم نَسْمَعْ سُلَفَه للأُنْثَی ،و لو قِیلَ : سُلَفَهٌ ،کما قِیلَ :سُلَکَهٌ ،لِوَاحِدَهِ السِّلْکَانِ ،لَکَانَ جَیِّداً،قَالَ الْقُشَیْرِیُّ :

أُعَالِجُ سِلْفَانًا صِغارًا تَخَالُهُم

إذا دَرَجُوا بُجْرَ الْحَواصِلِ حُمَّرَا

وَ قال آخَرُ:

خَطِفْنَهُ خَطْفَ الْقُطَامِیِّ السُّلَفْ

و سُلاَفَه ، کَثُمَامَهٍ : اسْم امْرَأَهٍ مِن بنِی سَهْمٍ .

و السُّلافَهُ : الْخَمْرُ، کَالسُّلاَفِ ، بغیرِ هاءٍ،و هو أَوَّلُ ما یُعْصَرُ منها،و قیل:مَا سَالَ مِن غَیْرِ عَصْرٍ،و قیل:هو أَوَّلُ ما یَنْزِلُ منها،و فی التَّهْذیبِ ،السُّلاَفُ و السُّلاَفَهُ مِن الخَمْرِ (5):أَخْلَصُها و أَفْضَلُهَا،و ذلک إذا تَحَلَّبَ مِن العِنَبِ بلا عصْرٍ و لا مَرْثٍ ،و کذلک مِن التَّمْرِ و الزَّبِیبِ ،ما لم یُعَدْعلیه الماءُ بعدَ تَحَلُّب أَوَّلِه،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

کَأَنَّ مَکاکِیَّ الجِوَاءِ غُدَیَّهً

صُبِحْنَ سُلافاً مِن رَحِیقٍ مُفَلْفَلِ

وَ أَجْمَعُ مِمَّا ذُکِرَ قَوْلُ الراغِبِ فی مُفْرَداتِهِ : السُّلاَفَهُ :ما تَقَدَّم العَصْرَ.

و سُلاَفُ الْعَسْکَرِ:مُقَدَّمَتُهُمْ ، هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ، وَ هو یَقْتَضِی أَن یکونَ کغُرَابٍ ،و الصَّوابُ أَنه کرُمَّانٍ فی سَالِفٍ (6)المُتَقَدِّم،و هکذا ضُبِطَ فی سائرِ الأصُولِ .

و سُولاَفُ ، بالضَّمِّ : ه بِخُوزِسْتَانَ ، وَ هی غَرْبِیُّ دُجَیْلٍ ، منها،کانت بها وَقْعَهٌ بَیْنَ الأَزَارِقَهِ و أَهلِ البَصْرَهِ ،کما فی العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ :بَیْنَ المُهَلَّبِ و الأَزَارِقَهِ ،قال عُبَیْدُ اللّه بن قَیْسِ الرُّقَیَّاتِ :

تَبِیتُ و أَرْضُ السُّوسِ بَیْنِی و بَیْنَها

وَ سُولاَفُ رُسْتَاقٌ حَمَتْهُ الْأَزَارِقَهْ

وَ من شَوَاهِدِ العَرُوضِ :

لمَّا الْتَقَوا بسُولاَفْ

وَ قال رَجُلٌ مِن الخَوَارِجِ :

فَإِنْ تَکُ قَتْلَی یَوْمَ سُلَّی تَتَابَعَتْ

فکَمْ غَادَرَتْ أَسْیَافُنَا مِنْ قَمَاقِمَ

غَداهَ تَکُرُّ المَشْرَفِیَّهُ فیهمُ

بسُولافَ یومَ المَأْزِقِ المُتَلاحِمِ (7)

و السَّلُوفُ ، کصَبُورٍ: النَّاقَهُ التی تَکُونُ فی أَوَائِلِ الْإِبِلِ إِذا وَرَدَتِ الْمَاءَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قد سَلَفَتْ سُلُوفاً ، و قال الأَزْهَرِیُّ : السَّلُوفُ : مَا طَالَ مِن نِصَالِ السِّهَامِ و أَنْشَدَ:

شَکَّ کُلاها بِسَلُوفٍ سَنْدَرِیّ

و السَّلُوفُ : السَّرِیعُ مِن الخَیْلِ .ج: سُلُفٌ (8)،بِالضَّمِّ ،

ص:281


1- (1) ضبطت فی التهذیب و اللسان،بالقلم،بکسر فسکون.
2- (2) سوره الزخرف الآیه 56 و [1]القراءه «سَلَفاً» .
3- (3) کذا بالأصل،و قوله«خولی»من کلام الشارح و لیس من متن القاموس.
4- (4) الذی فی التبصیر 738/2«خولی»و فی اللباب:«خلی بن معبد».
5- (5) فی التهذیب:«و السُّلافَهُ من الخمر...»و لم ترد فیه لفظه «و السُّلاف».
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:فی سالف المتقدم،کذا فی النسخ،و لعله:جمع سالف للمتقدم»و مثله فی اللسان.
7- (7) من أبیات لعبیده بن هلال کما فی الروض المعطار، [2]و انظر شعر الخوارج ص 106 و ابن الأعثم الکوفی بدون نسبه.و فی المصادر «نکر»بدل«تکر»و انظر تخریجهما فی شعر الخوارج و مختلف الروایات فیه.
8- (8) ضبطت فی القاموس«سُلْف»بضمه فسکون،و المثبت ما یقتضیه تنظیر الشارح للفظه.

کصَبُورٍ،و صُبُرٍ.

و السَّالِفَهُ : الأُمَمُ الْمَاضِیَهُ أَمَامَ الْغَابِرَهِ ، جَمْعُه:

السَّوَالِفُ ،یُقَال:کان ذلک فی الأُمَمِ السَّالِفَهِ ،و القُرُونِ السَّوالِفِ ،قال:

و لاَقَتْ مَنایَاهَا القُرُونُ السَّوَالِفُ (1)

جَعَلُوا کلَّ جُزْءٍ منها سَالِفَهً ،ثم جُمِعَ علَی هذا،هذا هو الأَصْلُ ،ثم أُطِلِقَ السَّالِفَهُ علَی خُصَلِ الشَّعَرِ المُرْسَلَهِ علَی الخَدِّ،کِنایَهً أو مَجازاً،و الجَمْعُ : سَوَالِفُ ،قَالَهُ شَیْخُنا.

قلتُ :و قد صَرَّحَ عُلَمَاءُ البَیَانِ أَنَّه مِن إِطْلاقِ المَحَلَّ علَی الْحَالِّ ،کما تقدَّم مِثْلُ ذلک فی«ص د غ».

وَ

14- فی حدیثِ الحُدَیْبِیَّهِ : «لأُقَاتِلَنَّهُمْ علَی أَمْرِی حَتَّی تَنْفَرِدَ سَالِفَتِی ». هی صَفْحَهُ العُنُقِ ،و هما سَالِفَتَانِ مِنْ جَانِبَیْهِ ، وَ کَنَی بانْفِرَادِها عَنِ المَوْتِ ،لأَنَّهَا لا تَنْفَرِدُ عَمَّا یَلِیها إِلاَّ بالمَوْتِ ،و قیل:أَرادَ حتَّی یُفَرَّقُ بَیْنَ رَأْسِی و جَسَدِی (2).

و السَّالِفَهُ مِن الْفَرَسِ ، وَ غیرِه: هَادِیَتُهُ ،أی:مَا تَقَدَّم مِن عُنُقِهِ ، کما فی العُبَابِ ،و اللِّسَانِ .

و السَّلِفُ ،کَکَبِدٍ:و کِبْدٍ، الأَخِیرُ بالکَسْرِ: الْجِلْدُ، هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ،و المُرَادُ به غُرْلَهُ الصَّبِیِّ ،و فی بعضِهَا:

الخُلْدُ،بضَمِّ الخاءِ المُعْجَمَهِ ،و هو غَلَطٌ .

و السَّلْفُ ،باللُّغَتَیْن مِن الرَّجُلِ :زَوْجُ أُخْتِ امْرَأَتِهِ .

و یُقَال: بَیْنَهُمَا أُسْلُوفَهٌ ، بالضَّمِّ :أی صِهْرٌ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و قد تَسَالَفَا : أَخَذَ کُلُّ منهما أُخْتَ امْرَأَتِهِ ، و هُمَا سِلْفَانِ ، بالکَسْرِ: أیْ :مُتَزَوِّجَا الْأُخْتَیْنِ ، وَ یُقَال أَیضاً: السَّلِفان ، بفَتْحٍ فکَسْرٍ،فإِمَّا أَن یکونَ السَّلِفان مُغَیَّرًا عن السِّلْفَان ، وَ إِمَّا أَنْ یکُونَ وَضْعاً،

17- قال عثمانُ بنُ عَفَّانَ رَضِیَ اللّه عنه:

مُعَاتَبَهُ السِّلْفَیْنِ تَحْسُنُ مَرَّهً

فإِنْ أَدْمَنَا إِکْثَارَهَا أَفْسَدَا الْحُبَّا.

ج: أَسْلاَفٌ .

و قال کُرَاعٌ : السِّلْفَتَانِ ، بالکَسْرِ: الْمَرْأَتَانِ تَحْتَ الْأَخَوَیْنِ ،أو خَاصُّ بِالرَّجَالِ ، وَ لیس فی النِّسَاءِ سِلْفَهٌ ، وَ هذا قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِیّ ،نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه.

و سِلْفَهُ ،بالْکَسْرِ،و سِلَفَهُ کَعِنَبَهٍ :مِن أَعْلاَمِهِنَّ ، کما فی العُبَابِ .

و سِلْفَهُ (3): جَدُّ جَدِّ الإِمَامَ الْحَافِظِ أَبی طاهرٍ محمدِ، هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدِ بن محمدِ بن إِبراهِیمَ السِّلْفیِّ (4)،و اخْتُلِفَ فی هذه النِّسْبَهِ ، فقیل:إِن سِلْفَهَ مُعَرَّبُ سَهْ لَبَهْ ،أی:ذُو ثَلاَثِ شِفَاهٍ ،لأَنَّهُ کَانَ مَشْقُوقَ الشَّفَهِ ، هکذا ذکَره الکَرْمَانِیُّ فی دِیبَاجَهِ شرح البُخَارِیِّ ،و الحافِظُ أَبو المُظَفَّرِ منصورُ بنُ سُلَیْمٍ الإِسْکَنْدَرِیُّ ،فی تاریخ الإسْکَنْدَرِیه،و الزرْکَشِیُّ ،فی حاشیهِ عُلُومِ الحدیثِ لابْنِ الصلاحِ ،و النَوَوِیُّ فی بُسْتَانِ العارفین.

وَ قیل:إنه مَنْسُوبٌ إلی بُطَیْنٍ من حِمْیَرَ،یُقَال لهم:بنو السِّلَفِ ،و هکذا شَافَهُ به الإِمَامَ النسابهَ ابنَ الجَوّانِیِّ ،حین اجْتَمَع به فی الإِسْکَنْدَرِیهِ ،و قرأْتُ فی المُقَدِّمَهِ الفَاضِلیّهِ ، تأْلیف النسَّابهِ المَذْکُور،ما نَصُّهُ :و أَمَّا سَعْدُ بن حِمْیَرَ،فمنه النَّسَبُ ،نَسَبُ السِّلَفِ ،البَطْنِ المَشْهُورِ،و إِلیه یَرْجِعُ کُلُّ سِلَفیٍّ ،هکذا ضَبَطَه بکَسْرٍ ففَتْحٍ (5).

قلتُ :و یُؤَیِّد ذلک أَیضاً ما قرأْتُه بخَطِّ یوسفَ بنِ شَاهِین، سِبْطِ الحافظِ ،علَی هامش کتابِ التَّبْصِیرِ لجَدِّه،ما نَصُّه:

وَ رأَیْتُ فی تَعْلِیقٍ کبیرٍ بِخَطِّ السِّلَفیِّ ،ما نَصُّهُ :بنو سِلَفَهَ ، سَلَفی ،أی عَمِّی،و جَدُّ أَبی محمدِ بنِ إبراهیم،و عَمُّ أَبی الفَضلِ ،و هم بَنُو سِلَفَهَ بنِ دَاودَ بنِ مُصَرِّفٍ ،فتَأَمَّلْ ذلک.

وَ أَمَّا ما فی فِهْرِسْتِ أَبی محمدٍ عبدِ اللّه بنِ حَوْطِ اللّه أنَّه مَنْسُوبٌ إلی قَرْیَهٍ مِن قُرَی أَصْبَهَان،اسْمُهَا سِلَفَه ،فغَلَطٌ ، وَ الصَّوابُ ما ذکَرْنَا.

وَ کذا قَوْلُ الزَّرْکَشِیِّ :فلُقِّبَ بالفَارِسِیَّهِ شِلَفه،بکَسْرِ

ص:282


1- (1) بعده فی التهذیب: کذلک یلقاها القرون الخوالفُ .
2- (2) نقص فی الأصل نبه علیها بهامش المطبوعه المصریه:«هنا زیاده فی المتن بعد قوله:الغابره،و نصها:و ناحیهُ مقدَّمِ العُنُقِ مِنْ لَدُنْ مُعَلَّقِ القُرْطِ إلی قَلْتِ التَّرْقُوَهِ »و موضعها هنا،و هو ما یقتضیه السیاق.
3- (3) ضبطت بالقلم فی اللباب بکسر ففتح.
4- (4) ضبطت بالنص فی اللباب بکسر ففتح.
5- (5) ضبطت هذه النسبه إلی حِمیر فی اللباب بانص بضم السین و فتح اللام،نسبه الی سُلَف،و ضبطت بالقلم.

الشِّینِ المُعْجَمَهِ و فَتْحِ الْلامِ ،ثم عُرِّبَ ،فإِنَّه خَطَأٌ، وَ الصَّوابُ لُقِّبَ بالفَارِسیَّهِ سَهْ لَبَهْ ،هکذا قَالُوه،و عنْدِی فی تَعْرِیبِ الباءِ المُوَحَّدَهِ فَاءً تَوَقُّفٌ ،فإِنَّهُمْ لا یَحْتَاجُون إلی التَّعْرِیبِ إِلاَّ إذا کان الحَرْفُ ثَقِیلاً علَی لِسَانِهم،غیرَ وَارِدٍ علَی مَخارِجِ حُرُوفِهم،و لَبْ بمعنی الشَّفَهِ بِالفَارِسِیَّهِ بالباءِ المُوَحَّدهِ اتِّفَاقا،فهی لا تُعَرَّبُ ،بل تَبْقَی علَی حَالِها،و مِثْلُ ذلک بَاذِق،فإنَّه لمَّا کانت الباءُ عَربِیَّهً أَبْقُوْها علَی حَالِهَا.

ثم إنَّ فی کلامِ المُصَنِّفِ نَظَرًا مِن وُجُوهٍ :

أولا:فإِنَّ سِیَاقَهُ یقْتَضِی أَن یکونَ جَدُّ جَدِّهِ سِلْفَهَ ، بالکَسْرِ،و لیس کذلک،بل هو کعِنَبَهٍ ،کما هو ظاهرٌ.

وَ ثانیاً:قَوْلُه:جَدُّ جَدِّهِ ،یدُلَّ علی أَنَّه اسْمٌ له،و لیس کذلک،بل هو لَقَبٌ له،و اسْمُه إِبراهیم،کما یدُلُّ له کَلامُه فیما بَعْدُ.

وَ ثالثاً:فإنَّ إِقْتِصَارَهُ علَی جَدِّ جَدِّ أَبی طاهرٍ مِمَّا یُوهِمُ أَنه فَرْدٌ،و هو أَیضاً مُقْتَضَی کلامِ الذَّهَبِیِّ ،و غیرِه،قال الحافِظُ :و قد نَسَبَ بعضُ المُحَدِّثینَ أَبا جَعْفَرٍ الصَّیْدلاَنِیَّ کذلک؛لأَنَّ اسْمَ جَدِّه سِلَفَهُ ،فتأَمَّلْ .

و السُّلْفُ ،بِالضَّمِّ ، هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هو خَطَأٌ، وَ الصَّواب-علی ما فی الصِّحاحِ ،و العُبَابِ ،و اللِّسَانِ ، وَ بعضِ نُسَخِ هذا الکتابِ أَیضاً-: المُسْلِفُ : الْمَرْأَهُ بَلَغَتْ خَمْساً و أَرْبَعِینَ سَنَهً ، وَ نحوَها،و هو وَصْفٌ خُصَّ به الإناثُ ،قالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال غیرُه: المُسْلِفُ مِن النِّسَاءِ:

النِّصَفُ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشاعرِ:

فیها (1)ثَلاَثٌ کَالدُّمَی

وَ کَاعِبٌ و مُسْلِفُ

قال الصَّاغَانِیُّ :الشِّعْرُ لعُمَرَ بنِ أَبی رَبِیعَهَ ،و الروَایَهُ :

«إلی ثَلاثٍ کالدُّمَی»

،و أَوَّلُه:

هَاجَ فُؤَادِی مَوْقِفٌ

ذَکَّرَنِی مَا أَعْرِفُ

مَمْشَایَ ذَاتَ لَیْلَهٍ

وَ الشوْقُ مِمَّا یَشْعَفُ

«إلی ثَلاثٍ ...»

إلی آخِرِه. و التَّسْلِیفُ :أَکْلُ السُّلْفَهِ ، وَ هی اللُّهْنَهُ المُعَجَّلَهُ للضَّیْفِ قَبْلَ (2)الغَدَاءِ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،یُقَال: سَلِّفُوا ضَیْفَکُم.

و التَّسْلِیفُ أَیضاً: التَّقْدِیمُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و التَّسْلِیفُ أَیضاً: الْإِسْلاَفُ ، یُقَال: سَلَّفْتُ فی الطَّعَامِ تَسْلِیفاً ،مِثْلُ أَسْلَفْتُ ،و منه

16- الحدیثُ : «مَنْ سَلَّفَ فَلْیُسَلِّفْ فی کَیْلٍ مَعْلُومٍ ،و وَزْنٍ مَعْلُومٍ ،إلی أَجَلٍ مَعْلُومٍ ». أَراد:

مَن قَدَّمَ مَالاً،و دَفَعَهُ إلی رَجُلٍ فی سِلْعَهٍ مَضْمُونَهٍ ،یُقَال:

سَلَّفْتُ ،و أَسْلَفْتُ ،و أَسْلَمْتُ ،بمَعْنَی واحدٍ،و الاسمُ من کُلٍّ منها: السَّلَفُ ،و السَّلَمُ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: سَاَلَفُهُ فی الأَرْضِ ، مُسَالَفَهً : سَایَرَهُ فیها مُسَایَرَهً .

و قال:و أیضا: سَاوَاهُ فی الأَمْرِ.

قال: و سَالَفَ الْبَعِیرُ:تَقَدَّمَ فهو مُسَالِفٌ .

و تَسَلَّفَ منه، کذا: اقْتَرَضَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و منه السَّلَفُ فی الشَّیْ ءِ أَیْضاً، وَ فی بعض النُّسَخ:و منه السَّلَفُ فی السَّیْرِ أَیضاً،و هو نَصُّ العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

السَّالِفُ :المُتَقَدِّمُ .

وَ السَّلَفُ ،و السَّلِیفُ ،و السُّلْفَهُ :الجَمَاعَهُ المُتَقَدِّمون.

وَ جَمْعُ سَلِیفٍ : سُلُفٌ ،بضَمَّتَیْن،و منه قِرَاءَهُ یَحیی بنِ وَثَّابٍ : فَجَعَلْنَاهُمْ سُلُفاً (3)،قال (4):و زَعَمَ القاسِمُ أَنَّهُ سَمِعَ وَاحِدَهَا سَلِیفاً .

وَ سالِفٌ ،و سَلَفٌ ،مِثْلُ خَالِفٍ ،و خَلَفٍ .

وَ السَّلَفُ :القَومُ المُتَقَدِّمُون فی السَّیْرِ،و منه قَوْلُ قَیْسِ بنِ الخَطِیمِ :

لَوْ عَرَّجُوا سَاعَهً نُسَائِلُهُمْ

رَیْثَ یُضَحِّی جِمَالَهُ السَّلَفُ

وَ أَسْلَفَهُ مَالاً،و سَلَّفَهُ :أَقْرَضَهُ ،قال الشاعرُ:

ص:283


1- (1) دیوان عمر بن أبی ربیعه،و فیه:«إذا ثلاث».
2- (2) عن الصحاح و بالأصل«قیل».
3- (3) سوره الزخرف الآیه 56 و [1]القراءه «سَلَفاً» .
4- (4) یعنی الفراء،کما یفهم من عباره التهذیب.

تُسَلِّفُ الْجَارَ شِرْبا و هیَ حَائِمَهٌ

وَ الْمَاءُ لَزْنٌ بَکِیءُ العَیْنِ مُقْتَسَمُ

وَ اسْتَسْلَفْتُ منه دَرَاهِمَ فأَسْلَفَنِی :مِثْلُ تَسَلَّفْتُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و منه

16- [الحدیث]: «أَنَّه اسْتَسْلَفَ (1)من أَعْرَابِیِّ بَکْرًا». أی اسْتَقْرَضَ .

وَ جاءَنِی سَلَفٌ مِن النَّاسِ :أی جَماعَهٌ .

وَ السُّلافُ من کلٍّ خَالِصُهُ .

وَ السُّلْفَهُ ،بالضَّمِّ :غُرْلَهُ الصَّبِیِّ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ ،و رَوْضُ مَسْلُوفٌ :مُسَوٍّی،و به سَمَّی المُصَنِّفُ کتابَه،فیما له اسْمَانِ إِلَی أُلُوف،بالرَّوْضِ المَسْلُوف ،و قد یُحِیل عَلَیه أَحْیانًا فی هذا الکتاب،و لذا احْتَجْنَا إِلَی ذِکْرِه.

وَ السَّلائِفُ مِن النِّسَاءِ، کالأَسْلافِ مِن الرِّجَالِ ،و من أَمْثَالِهِم:«مَرْکَبُ الضَّرائرِ سَارَ،و مَرْکَبُ السَّلائِفِ غَارَ».

وَ السُّلَفُ ،کصُرَدٍ:فَرْخُ الْقَطَا،عن کُرَاعٍ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ الشاعرِ.

کأَنَّ فَدَاءَهَا إِذْ حَرَّدُوهُ

وَ طَافُوا حَوْلَهم سُلَفٌ یَتِیمُ (2)

وَ السُّلْفُ ،بالضَّمِّ :ضَرْبٌ مِن الطَّیْرِ،و لم یُعَیَّن.

وَ سَلَفَ لِلْقَوْمِ :مِثْلُ سَلَّفَهم .

وَ السُلْفَهُ :بالضَّمِّ :ما تَدَّخِرُه المَرْأَهُ لِتُتْحِفَ به مَن زَارَهَا.

وَ السَّلَفُ ،مُحَرَّکَهً :الفَحْلُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

لَهَا سَلَفٌ یَعُوذُ بِکُلِّ رِیعٍ

حَمَی الْحَوْزَاتِ و اشْتَهَرَ الإِفَالاَ (3)

حَمَی الحَوْزَاتِ :أی حَمَی حَوْزَاتِهِ ،أی:لا یَدْنُو منها فَحْلٌ سِواهُ ،و اشْتَهَرَ الإِفَالاَ:جاءَ بها تُشْبِهُه،یعْنِی بالإفَالِ :

صِغارَ الإِبِلِ .

وَ السَّلِیفُ ،کأَمِیرٍ:الطَّرِیقُ .

سلحف

السُّلَحْفِیَهُ ، فیها سِتُّ لُغَاتٍ :الأُولَی کَبُلَهْنَیَهٍ ، نَقَلَهَا الجَوْهَرِیُّ ،عن أَبی عُبَیْدٍ،عن الرُّؤاسِیِّ ،قال:مُلْحَقٌ بالخُمَاسِیِّ بأَلِفٍ ،و إِنَّمَا صارَتْ یاءً للکَسْرَهِ قَبْلَهَا.

و السُّلَحْفَاهُ ، بضَمِّ السِّین و فَتْحِ اللاَّمِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، قال:واحدهُ السَّلاحِفِ .

و السُّلَحْفَاءُ ،بالمَدِّ، و یُقْصَرُ و هاتان عن ابن دُرَیْدٍ.

و السُّلْحَفَا ،مَقْصُورَهً سَاکِنَهَ الَّلامِ مَفْتُوحَهَ الْحَاءِ.

و السِّلَحْفَاهُ ،بِکَسْرِ السِّینِ و فَتْحِ اللاَّمِ ، وَ هاتان عن الفَرَّاءِ،و حکی الأَخِیرَهَ عن تَیْمِ الرِّبَابِ .

قلتُ :و تَنْطِقُ به العَامَّهُ بسُکُونِ اللاَّمِ مع کَسْرِ السِّینِ مَقْصُورًا: دَابَّهٌ م معروفَهٌ ،مِن دَوَابِّ الماءِ،و قیل:هی أُنْثَی الغَیَالِمِ ،فی لُغَهِ بنی أَسَدٍ، یَنْفَعُ دَمُهَا و مَرَارَتُهَا الْمَصْرُوعَ ، إذا أُنْشِقَ بالأَخِیرَهِ ، و التَّلَطُّخُ بدَمِهَا الْمَفَاصِلَ ، فتُشَدُّ.

و یُقَالُ :إذا اشْتَدَّ الْبَرْدُ فی مَکَانٍ . و خِیفَ منه علی الزَّرْعِ و کُبَّتْ وَاحِدَهٌ ، منها علَی قَفَاهَا، بِحَیْثُ یَکُونُ یَدَاهَا وَ رِجْلاهَا إلی الْهَوَاءِ،و تُرِکَتْ کذلک،لم یَنْزِلِ الْبَرْدُ فی ذلک الْمَوْضِعِ ، هکذا ذکرَه الأَطِبَّاءُ فی کُتُبِهم.

سلخف

السِّلَّخْفُ ،کَجِرْدَحْلٍ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ فی التَّهْذِیبِ :قال أَبو تُرَابٍ ،عن جَمَاعَهٍ من الأَعْرابِ ، قیل: السِّلَّخْفُ ،و الشِّلَّخْفُ : الْمُضْطَرِبُ الْخَلْقِ ، کما فی اللِّسَانِ ،و العُبَابِ .

سلعف

السِّلَّعْفُ ،کَجِرْدَحْلٍ ،و حِضَجْرٍ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الفَرَج-عن جمَاعَهٍ من أَعْرَابِ قَیْسٍ -:هو السِّلَّخْفُ ، وَ التَّخْفِیفُ نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

و سَلْعَفَهُ ، سَلْعَفَهً ابْتَلَعَهُ ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ ، أَو الصَّوَابُ بِالْغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،کما نَقَلَها الصَّاغَانِیُّ .

و الْمُسَلْعَفُ ،بِفَتْحِ العَیْنِ :الْغَلِیظُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و قال أبو عمرو: السِّلْعَافُ ، بالکَسْرِ: عُودٌ مُحَدَّدٌ، یُنْصَبُ حَوْلَ الشَّجَرَهِ لِلسِّبَاعِ ،یَقْتُلُونَهَا بِهِ ، وَ الغَیْنُ لُغَهٌ فیه، کما یأْتِی.

سلغف

السِّلَّغْفُ ،کَجِرْدَحْلٍ ، وَ الغیْنُ مُعْجَمَهٌ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهریُّ ،قال ابنُ الفَرَجِ -عن جَمَاعَهٍ من أَعْرَابِ قَیْسٍ -:هو السِّلَّخْفُ .

ص:284


1- (1) عن اللسان و [1]الزیاده منه أیضاً،و الذی بالأصل:«استلف».
2- (2) و یروی:سُلَکٌ یتیم.
3- (3) البیت للراعی فی دیوانه ص 246 ط بیروت،و انظر تخریجه فیه.

و قال اللَّیْثُ : السَّلْغَفُ ، کَجَعْفَرٍ:التَّامُّ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :التَّارُّ، الْحَادِرُ، کما هو نَصُّ العَیْنِ ، وَ العُبَابِ ،و اللِّسَانِ ،و أَنْشَدَ:

بِسَلْغَفٍ دَغْفَلٍ یَنْطَحُ الصَّ

خْرَ بِرَأْسٍ مُزْلَعِبْ (1)

و بَقَرَهٌ سَلْغَفَهٌ ،کَحَیْدَرَهٍ ، وَ نَصُّ التَّهْذِیبِ : سَلْغَفٌ مِثَالُ حَیْدَرٍ: أی تارَهٌ سَمِینَهٌ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: سَلْغَفَهُ ، سَلْغَفَهً : ابْتَلَعَهُ .

و السِّلْغَافُ : لُغَهٌ فی السِّلْعَافِ عن أَبی عَمْرٍو،و قد تقدَّم.

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیه:

سنجلف

سَنْجَلْفُ ،بفَتْحٍ فسُکُون:قَرْیَهٌ بمصرَ،من أَعمال المَنُوفِیَّه.

سندف

سَنْدَفَا ،بفَتْحِ الْمُهْمَلَتَیْنِ بَیْنَهُمَا نُونٌ و آخِرُهُ أَلِفٌ ، وَ قد یُقَال بالصَّادِ أَیضاً،و قد أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ کلُّهم، وَ هما: قَرْیَتَانِ بِمِصْرَ،إِحْدَاهُمَا:مِن أَعْمَالِ الْبهْنَسَا، و الأُخْرَی: مِن أَعْمَالِ السَّمَنُّودِیَّهِ ، وَ هی بلِصْقِ المَحَلَّهِ الکُبْرَی،و قد دَخَلْتُ فی هذه،و قد نُسِبَ إِلیهما عُلَماءُ، هکذا ذکَرَهُمَا الأَسْعَدُ بنُ مَمَّاتِی فی القَوَانِینِ (2)،و ابنُ الجَیْعَانِ .

سنعف

السِّنَّعْفُ ،کَجِرْدَحْلٍ ، هکذا بالعَیْنِ مُهْمَلَهً ، وَ صَوَابُه بإِعْجَامِ الغَیْنِ ،کما هو نَصُّ العُبَابِ ،و قد أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ الفَرَجِ :سَمِعْتُ زَائِدَهَ البَکْرِیَّ ،یقول:هو السِّلَّخْفُ ، وَ الشِّینُ لُغَهٌ فیه،کما سیأْتی (3).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

سنهف

سَنْهَفٌ ،کجَعْفَرٍ،اسْمٌ ،کذا فی اللِّسَانِ ،قلتُ :و ذکَره اللَّیْثُ فی«س ه ف»،و جَعَلَ النُّونُ زَائِدَهً ، فإِذاً وَزْنُهُ فَنْعَل.

سنف

السَّنْفُ :مَصْدَرُ سَنَفَ الْبَعِیرَ، یَسْنُفُهُ ، وَ یَسْنِفُهُ ، مِن حَدِّ ضرب،و نصر: شَدَّ عَلَیه السِّنَافَ ، بالکَسْرِ،و سیأْتی قریباً، کأَسْنَفَهُ ، قال الجَوْهَرِیُّ :و أَبَی الأَصْمَعِیُّ إِلاَّ أَسْنَفْتُ البَعِیرَ.

و سَنَفَت النَّاقَهُ :تَقَدَّمَتِ الْإبِلَ ، فی السَّیْرِ، کَأَسْنَفَتْ ، فهی مُسْنِفَهٌ .

و السِّنْفُ ، بِالْکَسْرِ:الدَّوْسَرُ الْکائِنُ فی الْبُرِّ و الشَّعِیرِ، وَ هو یَعِیبُهما،و یَضَعُ مِن أَثْمَانِهما (4).

و السِّنْفُ : الْجَمَاعَهُ ، یُقَال:جَاءَنِی سِنْفٌ مِن النَّاسِ ، أی:جَمَاعَهٌ ،عن ابنِ عَبَّادٍ.

و السِّنْفُ : الصِّنْفُ ، یُقَال:هذا طَعَامٌ سِنْفَانِ ،أی:جَیِّدٌ وَرَدِیءٌ،و هو ضَرْبَانِ ،قَالَهُ أَبو عمرٍو.

و السِّنْفُ : وَرَقَهُ الْمَرْخِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن أَبی عمرٍو، أَو وِعَاءُ ثَمَرِهِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن غَیْرِهِ ،و قال ابنُ بَرِّیّ :و هذا هو الصَّحِیحُ ،و هو قَوْلُ أَهلِ المَعْرِفَهِ بالمَرْخِ ، قال:و قال علیُّ بنُ حَمْزهَ :لیس للمَرْخِ وَرَقٌ و لا شَوْکٌ ، وَ إِنَّمَا له قُضْبَانٌ دِقَاقٌ ،تَنْبُت فی شُعَبٍ ،و أَمَّا السِّنفُ فهو وِعَاءُ المَرْخِ ،قال:و کذلک ذکَره أَهلُ اللُّغَهِ ،و الذی حُکِیَ عن أَبی عمرِو مِن أنَّ السِّنْفَ وَرَقَهُ المَرْخِ مَرْدُودٌ،غیرُ مَقْبُولٍ ،و البیتُ الذی أَنْشَدَه ابنُ سِیدَه بکَمَالِهِ ،و هو قَوْلُهُ :

تُقَلْقِلُ مِنْ ضَغْمِ اللِّجَامِ لَهَاتَها (5)

تَقَلْقُلَ سِنْفِ الْمَرْخِ فی جَعْبَهٍ صِفْرِ

وَ أَوْرَدَ الجَوْهَرِیُّ (6)عَجُزَه،و نَسَبَهُ لابْنِ مُقْبِلٍ ،و قال:

هکذا هو فی شِعْرِ الجَعْدِیّ (7)،قال:و کذا هی الرِّوَایَهُ فیه «عود المَرْخِ »قال:و أَمَّا السِّنْف ففی بیْتِ ابنِ مُقْبِلٍ ،و هو:

یُرْخِی الْعِذَارَ و لَوْ طَالَتْ قَبَائِلُهُ

عن حَشْرَهٍ مِثْل سِنْفِ الْمَرْخَهِ الصَّفِرِ

ص:285


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:بسلغف الخ کذا بمطبوع التاج تبعاً للسان،و لیحرر وزنه».
2- (2) قوله:«فی القوانین»کان موضعها بعد قوله و ابن الجیعان فقدمناها إلی مکانها هنا،فالمقصود قوانین الدوایین لابن مماتی،و أما کتاب ابن الجیعان فاسمه«التحفه السنیه».
3- (3) الذی نقله الصاغانی عن البکری فی التکمله:السِّنَّغْفُ و الشِّنَّغْفُ وَ الهِلَّغْفُ مثال جردحلٍ :المضطرب الخلق.
4- (4) بالأصل«یعیبها...أثمانها»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
5- (5) فی الصحاح:من فأس اللجام لسانه. [1]
6- (6) البیت بتمامه فی الصحاح.
7- (7) کذا،و البیت فی دیوان ابن مقبل،لم أعثر عَلَیه عند الجعدی.

أَو کُلُّ شَجَرَهٍ یَکُونُ لها ثَمَرَهُ حَبٍّ فی خِبَاءٍ طَوِیل، إِذا جَفَّتْ انْتَثَرتْ مِن خِبائِها ذاک،و هو وعَاؤُهَا،و بَقِیَتْ قِشْرَتُه، فذاک الخِبَاءُ،قاله أبو حَنِیفَهَ ،علی ما فی العُبَابِ ، فَالْوَاحِدَهُ مِن تلک الْخَرَائِطِ سِنْفَهٌ :ج سِنْفٌ ،بِالْکَسْرِ أَیضا، وجج أی جَمْعُ الجَمْعِ : سِنَفَهٌ ،کَقِرَدَهٍ .

وَ فی اللِّسَانِ :قال أَبو حَنِیفَهَ : السِّنْفَهُ :وِعَاءُ کُلِّ ثَمَرٍ مُسْتَطِیلاً کانَ أو مُسْتَدِیرًا.

و قوله:و الْعُودُ، مُقْتَضَی سِیاقِهِ أَن یکونَ مِن مَعَانِی السِّنْفِ ،بالکَسْرِ،کما هو ظَاهِرٌ،و یُعَارِضُهُ فیما بَعْدُ قَوْلُه:

جَمْعُه سِنْفٌ ،أو یُقَال:إِنه مِن مَعَانِی السِّنْفَهِ ،بزیادَهِ الهاءِ، فیکونُ قَوْلُه فیما بَعْدُ،مِن أنَّ جَمْعَهُ سُنُوفٌ ،کما هو نَصُّ ابنِ الأَعْرَابِیِّ فی النَّوَادِرِ،و فی العُبَابِ ،و التَّکْمِلَهِ ، وَ اللِّسَانِ ،قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : السِّنْفُ بالفَتْحِ (1):العُودُ الْمُجَرَّدُ مِن الْوَرَقِ .

و السَّنْفُ أَیضاً: قِشْرُ الْبَاقِلاَءِ إذا أُکِلَ ما فِیهِ ، و نَصُّ ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،یُقَالُ لِأَکِمَّهِ البَاقِلاءِ،و اللُّوبِیَاءِ،و العَدَسِ ،و ما أَشْبَهَها: سُنُوفٌ ،وَاحِدُهَا سَنْفٌ (2).

و السِّنْفُ ،بالکَسْرِ: الْوَرَقُ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و فی المُحْکَم: السِّنْفُ :الوَرَقَهُ ، ج: سِنْفٌ ، هکذا هو فی النُّسَخِ ،و فیه نَظَرٌ،و الظاهرُ: سُنُوفٌ ،کما هو فی نَصِّ ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و السُّنُفُ ، بِضَمَّهٍ ،و بِضَمَّتَیْنِ :ثِیَابٌ تُوضَعُ علَی کَتِفَیِ الْبَعِیرِ و نَصُّ أَبی عمرٍو:علَی أَکْتَافِ الإِبِلِ ،مِثْلُ الْأَشِلَّهِ عَلَی مَآخِیرِها، الْوَاحِدُ: سَنِیفٌ کأَمِیرٍ،و اقْتَصَر أَبو عمرٍو علَی الضَّبْطِ الأَخِیرِ.

و السُّنُفُ أَیضاً:بلُغَتَیْهِ : جَمْعُ سِنَافٍ ،کَکِتَابٍ : اسْمٌ لِلَّبَبِ ، و الذی نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن الخَلِیلِ ،أَنَّه لِلْبَعِیرِ بمَنْزِلَهِ اللَّبَبِ للدَّابَّهِ ،ففی کلامِ المُصَنِّفِ مَحَلُّ نَظَرٍ.

أَو السِّنَافُ : اسْمٌ لِحَبْلٍ تَشُدُّهُ مِن التَّصْدِیرِ،ثُمَّ تُقَدِّمُهُ حتی تَجْعَلَهُ وَرَاءَ الْکِرْکِرَهِ ،فَیَثْبُتُ التَّصْدِیرُ فی مَوْضِعِهِ ، قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،کذا فی الصِّحاحِ ،قال:و إِنَّما یُفْعَلُ ذلک إِذا اضْطَرَبَ تَصْدِیرُهُ لِخَمَاصَهٍ ، وَ نَصُّ الصِّحاحِ ،و العُبَابِ :

إذا خَمُصَ بَطْنُ البعِیر و اضْطَرَبَ تَصْدِیرُه (3)،و فی المُحْکَم: السّنَافُ :سَیْرٌ یَجْعَلُ مِن وَرَاءِ اللَّبَبِ ،-أَو غیرُ سَیْرٍ-لِئَلاَّ یَزِلَّ .

و السُّنْفَتَانِ ،بالضَّمِّ ،و الْفَتْحِ :عُودَانِ مُنْتَصِبَانِ ،بَیْنَهُمَا الْمَحَالَهُ .

و فی الصِّحاحِ : الْمِسْنَافُ :الْبَعِیرُ الذی یُؤَخِّرُ الرَّحْلَ ، فیُجْعَلُ له سِنافٌ ، و یُقَال:هو الذی یُقَدِّمُهُ ، وَ هو مَجازٌ،فهو ضِدٌّ، هکذا قَالَه اللَّیْثُ ،و قال ابنُ شُمَیْلٍ : المِسْنَافُ مِن الإبِلِ :التی تُقَدِّمُ الحِمْلَ ،و المِجْنَاهُ (4):التی تُؤَخِّرُ الحِمْلَ ،و عُرِضَ عَلَیه قَوْلُ اللَّیْثِ فأَنْکَرَهُ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: السَّنِیفُ ،کَأَمِیرٍ:حَاشِیَهُ الْبِسَاطِ ، وَ هو خَمْلُه.

قال: و فَرَسٌ سَنُوفٌ ، کَصَبُورٍ: یُؤَخِّرُ السَّرْجَ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:فَرَسٌ مُسْنِفَهٌ ،کَمُحْسِنَهٍ :تَتَقَدَّمُ الْخَیْلَ ، قال الجَوْهَرِیُّ :و إذا سَمِعْتَ فی الشِّعْرِ مُسْنِفَهً ،بکَسْرِ النُّونِ ،فهی مِن هذا،أی مِن: أَسْنَفَ الفَرَسُ :إذا تَقَدَّم الخَیْلَ ،قال ابنُ بَرِّیّ :قال ثَعْلَبٌ : المَسَانِیفُ :المُتَقَدِّمَهُ ، وَ أَنْشَدَ:

قد قُلْتُ یَوْماً لِلْغُرابِ إِذْ حَجَلْ :

علیْک بِالْإِبْلِ الْمَسانِیفِ الْأُوَلْ

أَو بِفَتْحِ النُّونِ (5)،خاصُّ بِالنَّاقَهِ ، مِن السِّنَافِ ،أی:شُدَّ علیها ذلک،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

أو بَکْرَهٌ مُسْنِفَهٌ ، بکَسْرِ النُّونِ ،إِذا عَشَّرَتْ ،و تَوَرَّمَ ضَرْعُهَا، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

و أَسْنَفَ الْبَعِیرُ:قَدَّمَ عُنُقَهُ للِسَّیْرِ، أَو تَقَدَّم،و یُرْوَی قَوْلُ کُثَیِّرٍ،یَمْدَح عبدَ العزیزِ بنَ مَرْوَانَ :

ص:286


1- (1) کذا و ضبطت فی التهذیب بالقلم بکسر السین،و مثله فی اللسان [1]لکنه لم ینسب الکلام الی ابن الاعرابی.
2- (2) ضبطت فی التهذیب بالقلم بکسر السین،و نسب الکلام الی شمر، و مثله فی اللسان [2]دو عزوٍ.
3- (3) زید فی التهذیب و اللسان:و هو الحزام.
4- (4) الأصل و اللسان،و [3]فی التهذیب:و المحناه.
5- (5) یعنی:مُسْنَفه.

و مُسْنِفَهٌ فَضْلَ الزِّمَام إِذَا انْتَحَی

بِهِزَّهِ هَادِیهَا علی السَّوْمِ بَازِلُ (1)

وَ یُرْوَی:و مُسْنَفَهٌ ،أی:مَشْدُودَهٌ بالسِّنَافِ ،و السَّوْمُ :

الذَّهَابُ .

و أَسْنَفَتِ الرِّیحُ :اشْتَدَّ هُبُوبُهَا،و أَثَارَتِ الْغُبَارَ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ،و فی اللِّسَانِ :أی سَافَتِ التُّرَابَ .

و رُبَّمَا قالُوا: أَسْنَفَ أَمْرَهُ : أی أَحْکَمَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ هو مَجَازٌ،من أَسْنَفَ النَّاقَهَ :إذا شَدَّهَا بالسِّنَافِ .

و قال العُزَیْزِیُّ : أَسْنَفَ الْبَرْقُ ،و السَّحَابُ : إذا رِیثا (2)قَرِیبَیْنِ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : أَسْنَفَ البَعِیرَ:جَعَلَ له سِنَافاً ، وَ هی إِبِلٌ مُسْنَفَاتٌ .

و الْمُسْنِفَهُ ،کَمُحْسِنَهٍ ،مِن الْأَرْضِ :الْمُجْدِبَهُ ،و مِن النُّوقِ :الْعَجْفَاءُ، نَقَلَهُ العُزَیْزِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

خَیْلٌ مُسْنَفَاتٌ :مُشْرِفَاتُ المَنَاسِج،و ذلک مَحْمُودٌ فیها، لأنه لا یَعْتَرِی إِلاَّ خِیَارَها و کِرامَهَا،و إذا کان ذلک کذلک، فإِنَّ السُّرُوجَ تتَأَخَّرُ عن ظُهُورِهَا،فیُجْعَلُ لها ذلک السِّنَافُ لِتَثْبُتَ به السُّرُوجُ .

وَ جَمْعُ السِّنَافِ : أَسْنِفَهٌ .

وَ یُقَال فی المَثَلِ لِمَن تَحَیَّرَ فی أَمْرِهِ : «عَیَّ بالْإِسْنَافِ » نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :أی دَهِشَ مِن الفَزَعِ ، کمَن لا یَدْرِی أَین یَشُدُّ السِّنَافَ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ قَوْلَ ابنِ کُلْثُومٍ :

إِذَا مَا عَیَّ بِالْإِسْنَافِ حَیُّ

عَلی الْأَمْرِ الْمُشَبَّهِ أَنْ یَکُونَا (3)

أی:عَیُّوا بالتَّقَدُّمِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و لیس هذا بشَیْ ءٍ، إِنَّمَا هو مِنْ أَسْنَفَ الفَرَسُ :إذا تقدَّمَ الخَیْلَ .

وَ نَاقَهٌ مُسْنِفٌ ،و مِسْنَافٌ :ضَامِرٌ،عن أَبی عمرٍو.و المَسَانِفُ :السِّنُونَ المُجْدِبَهُ ،نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه،کأَنَّهُم شَنَّعُوها فجَمَعُوها،قال القُطَامِیُّ :

وَ نَحْنُ نَرُودُ الْخَیْلَ وَسْطَ بُیُوتِنَا

وَ یُغْبَقْنَ مَحْضاً وهْیَ مَحْلٌ مَسَانِفُ

الوَاحِدَهُ : مُسْنِفَهٌ ،عن أَبی حَنِیفَهَ .

وَ سَنَفَا ،مُحَرَّکَهً :قَرْیَهٌ شَرْقِیَّ مِصْرَ.

سوف

السَّوْفُ :الشَّمُّ ، یُقَال: سَافَهُ ، یَسُوفُه :إذا شَمَّهُ ،و یَسَافُهُ ،لُغَهٌ فیه.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : السَّوْفُ : الصَّبْرُ.

و بِالضَّمِّ ،و السُّوَفُ ، کَصُرَدٍ:جَمْعاً سُوفَهٍ ، بالضَّمِّ :

اسْمٌ لِلْأَرْضِ ، کما یَأْتِی.

و الْمَسَافُ ،و الْمَسَافَهُ ،و السِّیفَهُ ،بالْکَسْرِ، الْأُولَی وَ الثَّانِیَهُ ،نَقَلَهُمَا ابنُ عَبَّادٍ،و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علی الثَّانِیَهِ :

الْبُعْدُ، وَ هو مَجَازٌ،یُقَال:کم مَسَافَهُ هذه الأَرْض ؟و بَیْنَنَا مَسَافَهُ عِشْرِین یَوماً،و کذلک:کم سِیفَهُ هذه الأَرْضِ ، وَ مَسَافُهَا ؟و إِنَّما سُمِّی بذلک لِأَنَّ الدَّلِیلَ إذا کانَ فی فَلاَهٍ شَمَّ تُرَابَهَا،لِیَعْلَمَ أَعْلَی قَصْدٍ هو، أَمْ لا، وَ ذلک إذا ضَلَّ ،فإِذا وَجَدَ الأَبْعَادَ،عَلِمَ أَنَّه علَی طَرِیقٍ ،و قال امْرُؤُ القَیْسِ :

علَی لاَحِبٍ لا یُهْتَدَی بِمَنَارِهِ

إذا سَافَهُ الْعَوْدُ الدِّیَافیُّ جَرْجَرَا

أی:لیس به مَنارٌ،فیُهْتَدَی به،و إذَا سَافَ الجَمَلُ تُرْبَتَهُ جَرْجَرَ جَزَعًا،مِنْ بُعْدِهِ ،و قِلَّهِ مَائِهِ ، فَکَثُرَ الاسْتِعْمَالُ ،حتی سَمَّوُا الْبُعْدَ مَسَافَهً ، قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ .

وَ فی الأسَاسِ : المَسَافَهُ :المَضْرَبُ البَعِیدُ،و أَصْلُهَا:

مَوْضِعُ سَوْفِ الأَدِلاَّءِ،یتَعَرَّفُون حَالَهَا مِن بُعْدٍ،و قُرْبٍ ، وَ جَوْرٍ،و قَصْدٍ،و یُقَال:بَیْنَهُم مَسَاوِفُ ،و مَرَاحِلُ .

و السَّائِفَهُ :الرَّمْلَهُ الدَّقِیقَهُ (4)،و قد تقدَّم ذِکْرُها أَیضاً فی «س أَ ف»و أَوْرَدَهُ الجَوْهَرِیُّ هنا،و أَنْشَدَ لِذِی الرُّمَّهِ ،یَصِفُ فِراخَ النَّعَامِ :

کَأَنَّ أَعْنَاقَهَا کُرَّاثُ سَائِفَهٍ

طَارَتْ لَفَائِفُهُ أو هَیْشَرٌ سُلُبُ (5)

ص:287


1- (1) دیوانه و اللسان و [1]فی التهذیب بروایه:بهزه هادیه.
2- ((*)) وردت بالکویتیه بالفتح و الصواب ما أثبتناه و بنسخه أخری:رُؤیا.
3- (2) معلقه عمرو بن کلثوم.
4- (3) فی الصحاح و اللسان:الرقیقه.
5- (4) دیوانه.و الهیشره:شجره لها ساق و فی رأسها کعبره شهباء.

و أنْشَدَ الصاغَانِیُّ ،له أَیضاً:

وَ هَلْ یَرْجِعُ التَّسْلِیمَ رَبْعٌ کأَنَّهُ

بِسَائِفَهٍ قَفْرٍ ظُهُورُ الْأَرْاقِمِ

و قال ابنُ الأَنْبَارِیِّ : السَّائِفَهُ مِن اللَّحْمِ بِمَنْزِلَهِ الْحِذْیَهِ .

و الأَسْوَافُ ، کأَنَّهُ جَمْعُ سَوْفٍ ،بمعنَی الشَّمِّ أو الصَّبْرِ، قال یاقُوتُ :و یجوز أن یُجْعَل جَمْعَ سَوْفَ -الحرفُ الذی یدخُل علَی الأَفْعَالِ المُضَارِعَهِ -اسْماً،ثم جَمَعَه،و کُلُّ ذلک سَائِغٌ : ع بعَیْنِهِ بِالْمَدِینَهِ ، علَی سَاکِنها أَفْضَلُ السَّلامِ ، بنَاحِیَهِ البَقِیعِ ،و هو مَوْضِعُ صَدَقَهِ زَیْدِ بنِ ثابِتٍ الأَنْصَارِیِّ ، وَ هو مِن حَرَمِ المدینهِ ،و قد تقدَّم ذِکْرُه فی«ن ه س».

و السَّوَاف ، کَسَحَابٍ :الْقِثّاءُ، رَوَاهُ أَبو حَنِیفَهَ عن الطُّوسِیِّ ،هکذا هو بالقَافِ و الثَّاءِ المُثَلَّثَهِ فی بعضِ الأُصُولِ ،و هو الصحیحُ ،و فی بَعْضِها:الفَنَاءُ،بالفاءِ المَفْتُوحَهِ و النُّونِ (1)،لِمُنَاسِبَهِ ما بَعْدَهُ ، و هو قَوْلُه:و الْمُوتانُ فی الإِبِلِ ، یُقَال:وَقَعَ فی الْمَالِ سَوَافٌ ،أی:موتٌ ،کما فی الصِّحاحِ ، أَو هو بِالضَّمِّ ، کما رَوَاهُ الأَصْمَعِیُّ ، أَو فی النَّاسِ و الْمَالِ ،و بِالضَّمِّ :مَرَضُ الْإِبِلِ ،و یُفْتَحُ ، قال ابنُ الأَثِیرِ:و هو خارِجٌ عن قِیَاسِ نَظَائِرِهِ ،و فی الصِّحاحِ :قال ابنُ السِّکِّیتِ :سَمِعْتُ هِشَاماً المَکْفُوفَ ،یقول:إنَّ الأَصْمَعِیَّ ،یقول: السُّوافُ ،بالضَّمِّ ،و یقول:الأَدْواءُ کُلُّهَا تَجِیءُ بالضَّمِّ ،نحو النُّحَازِ،و الدُّکَاعِ ،و القُلابِ ، وَ الخُمالِ ،فقَالَ أَبو عمرٍو:لا،هو السَّوافُ ،بالفَتْحِ ، و کذلک قال عُمَارَهُ بنُ عَقِیلِ بنِ بِلاَلِ بنِ جَرِیرٍ،قال ابنُ بَرِّیّ :لم یَرْوِهِ بالفَتْحِ غیرُ أَبی عمرٍو،و لیس بشَیْ ءٍ.

و یُقَال: سَافَ الْمَالُ ، یَسُوفُ ،و یَسَافُ ، سَوْفاً : هَلَکَ ، وَ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علَی یَسُوفُ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لأَبِی الأَسْوَدِ العِجْلِیِّ :

لَجَذْتَهُمُ حَتَّی إذا سَافَ مَالُهُمْ

أَتَیْتَهُمُ فی قَابِلٍ تَتَجَدَّفُ (2)

أَو سَافَ المالُ : وَقَعَ فیه السَّوَافُ ، أی المُوتَانُ .

و السَّافُ :کُلُّ عَرَقٍ مِن الْحَائِطِ ، کما فی العُبَابِ ،و الصِّحاح،و فی اللِّسَانِ : السَّافُ فی البِنَاءِ:کُلُّ صَفٍّ مِن البِنَاءِ (3)،و سَافَانِ ،و ثَلاثَهُ آسُفٍ ،و قال اللَّیْثُ : السَّافُ :

ما بین سَافَاتِ الْبِنَاءِ،أَلِفُهُ وَاوٌ فی الأَصْلِ ،و قال غیرُه:کُلُّ سَطْرٍ مِن اللَّبِنِ و الطِّینِ (4)فی الجِدَارِ: سَافٌ ،و مِدْمَاکٌ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: السَّافُ مِن الرِّیحِ :سَفَاهَا،الوَاحِدَهُ سَافَهٌ ، هکذا هو نَصُّ المُحِیطِ ،و فیه مُخَالَفَهٌ لِقَاعِدَتِهِ .

و السَّافَهُ ،و السَّائِفَهُ ،و السُّوفَهُ ، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علَی أُولاَهُنَّ : الْأَرْضُ بَیْنَ الرَّمْلِ و الْجَلَدِ.

وَ قال أَبو زیادٍ: السَّائفهُ :جَانِبٌ مِن الرَّمْلِ أَلْیَنُ ما یکونُ منه،و الجَمْعُ : سَوائِفُ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

وَ تَبْسِمُ عَنْ أَلْمَی اللِّثَاتِ کَأَنَّهُ

ذُرَی أُقْحُوَانٍ مِنْ أَقَاحِی السَّوَائِفِ

وَ فقَالَ جابرُ بنُ جَبَلَهَ : السَّائِفَهُ :الحَبْلُ مِن الرَّمْلِ .

و سَافَهَا .دَنَا مِنْهَا، وَ فی العُبَابِ بَعْدَ قَوْلِهِ :و کذلک السُّوفَهُ :کأَنَّهَا سَافَتْهما،أی:دَنَتْ منهما،و هکذا هو نَصُّ المُحِیطِ .

و الْمَسَافُ :الْأَنْفُ ،لأَنَّهُ یُسَافُ به، کذا فی المُحِیطِ ، أی:یُشَمُّ .

قال: و الْمَسُوفُ :الْهَائِجُ مِن الْجِمَالِ ، یعنی المَشْمُومَ ، وَ إذا جَرِبَ البَعِیرُ،و طُلِیَ بالقَطِرَانِ ،شَمَّتْهُ الإِبِلُ ،و یُرْوَی بالشَّینِ المُعْجَمَهِ ،کما سیأْتِی.

قال الصَّاغَانِیُّ : و أَمَّا الشَّیِّفَهُ ، ککَیِّسَهٍ ، لِلطَّلِیعَهِ ، کذا فی نُسَخِ العُبَابِ ،و فی التَّکْمِلَهِ :الطَّبِیعَه،هکذا،و صُحِّحَ علیه،فَبِالْمُعْجَمَهِ ،کما سیأْتی،و فیه رَدٌّ علَی صاحبِ المُحِیطِ ،حیثُ أَوْرَدَهُ بالمُهْمَلَهِ .

و سَوْفَ أَفْعَلُ ، و یُقَالُ : سَفْ أَفْعَلُ ، وَسَوْ أَفْعَلُ ،لُغَتَانِ فی: سَوْفَ أَفْعَلُ ،و قال ابنُ جِنِّیّ :حَذَفُوا تَارهً الواوَ، وَ أُخْرَی الفاءَ، و فیه لُغَهٌ أُخْرَی،و هی: سَیْ أَفْعَلُ ،هکذا هو فی النُّسَخِ ،و فی اللِّسَانِ :سَایکونُ ،فحَذفُوا اللاَّمَ ، وَ أَبْدَلُوا العَیْنَ طَلَباً لِلْخِفَّهِ : حَرْفٌ مَعْنَاهُ الاسْتِئْنَافُ ،أو کَلِمَهُ تَنْفِیسٍ فِیمَا لَم یَکُنْ بَعْدُ، کما نَقَلَهُ الجَوْهَرِی عن سِیبَوَیْهِ ،

ص:288


1- (1) فی المحکم:«الفناء»و فی التهذیب:«فثا»بالفاء و الثاء،یقع فی الإبل.
2- (2) و یروی:تتجدف،بالذال المعجمه،انظر اللسان«جذف».
3- (3) فی اللسان: [1]صفّ من اللَّبِن،یقال:سافٌ من البناء،و سافان....
4- (4) التهذیب:أو الطین.

قال أَلا تَرَی أَنَّک سَوَّفْتَهُ (1)،إذا قلتَ له مَرَّهً بَعْدَ مَرَّهٍ : سوف أَفْعَلُ ،و لا یُفْصَلُ بینَهَا و بینَ أَفْعَلُ ،لأَنَّهَا بمَنْزِلَهِ السِّینِ فی سَیَفْعَلُ ، و قال ابنُ دُرَیْدٍ: سوف :کلمهٌ تُسْتَعْمَلُ فی التَّهْدِیدِ،و الْوَعِیدِ،و الْوَعْدِ،فإِذا شِئْتَ أَنْ تَجْعَلَهَا اسْماً نَوَّنْتَهَا، وَ أَنْشَدَ:

إنَّ سَوْفاً و إنَّ لَیْتاً عَنَاءُ

وَ یُرْوَی:

إنَّ لَوًّا و إنَّ لَیْتاً عَنَاءُ.

فنَوَّنَ إِذْ جَعَلَهُمَا اسْمَیْن،قال الصَّاغَانِیُّ :الشِّعْرُ لأَبِی زُبَیْدٍ الطَّائِیِّ ،و سِیاقُهُ :

لَیْتَ شِعْرِی و أَیْنَ مِنّیَ لَیْتٌ

إنَّ لَیْتاً و إنَّ لوًّا عَنَاءُ

وَ لیس فی رِوَایَهٍ مِن الرِّوایَاتِ :«إنَّ سَوْفاً » (2).

ثم قال ابنُ دُرَیْدٍ:و ذکَر أصْحابُ الخَلِیلِ ،عنه،أَنَّه قال لأَبی الدُّقَیْشِ :هل لَکَ فی الرُّطَبِ ؟قال:أَسْرَعُ هَلٍّ ، فجَعَلَهُ اسْماً،و نَوَّنَهُ ،قال:و البَصْرِیُونَ یَدْفَعُون هذا.

و مِن المَجَازِ:یُقَال: فُلاَنٌ یَقْتَاتُ السَّوْفَ ،أیْ :یَعِیشُ بِالْأَمَانِیِّ ، وَ کذلک قَوْلُهُم:و ما قُوتُه إِلاَّ السَّوْفُ ،کما فی الأَساسِ (3).

و الفَیْلَسُوفُ : کلمهٌ یُونَانِیَّهٌ ،أیْ :مُحِبُّ الْحِکْمَهِ ،أَصْلُهُ فَیْلاَ سُوفَا ، و فَیْلاَ: هُو الْمُحِبُّ ،و سُوفَا :و هو الْحِکْمَهُ ، وَ الاسْمُ ، منه الْفَلْسَفَهُ ،مُرَکَّبَهً ،کَالْحَوْقَلَهِ ، وَ الحَمْدَلَهِ وَ السَّبْحَلَهِ (4)،کما فی العُبَابِ .

و أَسَافَ الرَّجُلُ ، إِسَافَهٍ : هَلَکَ مَالُهُ ، فهو مُسِیفٌ ،کما فی الصِّحاحِ ،و هو قَوْلُ ابنِ السِّکِّیتِ .

وَ قال غیرُه: أَسافَ الرَّجُلُ :وَقَعَ فی مَالِهِ السَّوَافُ ،قال طُفَیْلٌ :

فَأَبَّلَ و اسْتَرْخَی بِهِ الْخَطْبُ بَعْدَ مَا

أَسَافَ و لَوْلاَ سَعْیُنَا لم یُؤَبَّلِ

17- وَ فی حدیثِ الدُّؤَلِیِّ (5): «وقَفَ علیَّ أَعْرَابِیُّ ،فقَالَ :

«أَکَلَنِی الفَقْرُ،و رَدَّنِی الدَّهْرُ ضَعِیفاً مُسِیفاً ».

و قال أَبو عُبَیْدٍ: أَساف الْخَارِزُ، إِسافَهً : أَثَأَی،فَانْخَرَمَتِ الْخُرْزَتَانِ .

وَ أَسَافَ الخَرْزَ:خَرَمَهُ ،قال الرَّاعِی:

کأَنَّ العُیُونَ المُرْسِلاَتِ عَشِیَّهً

شَآبِیبَ دَمْعٍ لم یَجِدْ مُتَرَدَّدَا

مَزَائِدُ خَرْقَاءِ الْیَدَیْنِ مُسِیفَهٍ

أَخَبَّ بِهِنَّ الْمُخْلِفَانِ و أَحْفَدَا (6)

و قال ابنُ عَبَّادٍ: أَسَافَ الْوَالِدَانِ ،إذا مَاتَ وَلَدُهُمَا، فَالوَلَدُ مُسَافٌ ،و أَبُوهُ مُسِیفٌ ،و أُمُّهُ مِسْیَافٌ و فی المثلِ :

« أَسَافَ حتی مَا یَشْتَکِی السَّوَافَ ، »قال الجَوْهَرِیُّ : یُضْرَبُ لِمَنْ تَعَوَّدَ الْحَوَادِثَ ، نَعُوذُ باللّه مِنْ ذلِک،و أَنْشَدَ لِحُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ:

فَیَا لَهُمَا مِنْ مُرْسَلَیْنِ لِحَاجَهٍ

أَسَافَا مِنَ الْمَالِ التِّلاَدَ و أَعْدَمَا

وَ فی الأَسَاسِ :لِمَنْ مَرَنَ (7)علَی الشَّدَائِدِ،و یُقَال:

«أَصْبَرُ علَی السَّوافِ مِن ثَالِثَهِ الأَثَافِ ».

و سَوَّفْتُهُ ، تَسْوِیفاً :مَطَلْتُهُ ، وَ ذلک إذا قلتَ : سوفَ أَفْعَلُ ، قال ابنُ جِنِّی:و هذا کما تری مُأْخُوذٌ مِن الحَرْفِ ،و فی شَرْحِ نهجِ البَلاغَهِ لابْنِ أَبی الحَدِیدِ،أنَّ أَکْثَرَ ما یُسْتَعْمَلُ التَّسْوِیفُ للوَعْدِ الذی لا إِنْجَازَ له،نَقَلَهُ شَیْخُنَا.

و حکَی أَبو زَیْدٍ: سَوَّفْتُ فُلاَنًا أَمْرِی: أی مَلَّکْتُهُ إِیَّاهُ ، وَ حَکَّمْتُهُ فیه یَصْنَعُ ما یشاءُ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و کذلک:

سَوَّمْتُهُ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: رَکِیَّهٌ مُسَوِّفَهٌ ،کَمُحَدِّثَهٌ ، أی یُقَالُ :

ص:289


1- (1) عن الصحاح و [1]اللسان و [2]بالأصل«شوقته».
2- (2) وردت الروایه فی الجمهره 40/3 و [3]فیها:و یروی:«إن لوًّا».
3- (3) و شاهده،کما فی الأساس،قول الکمیت: وَ کان السوف للفتیان قوتاً تعیش به و هنّئت الرقوبُ .
4- (4) کلمات منحوته من:لا حول و لا قوه إلا باللّه،و الحمد للّه و سبحان اللّه.
5- (5) عن اللسان و [4]بالأصل«الدیلی».
6- (6) البیتان فی دیوانه ص 88 ط بیروت،و انظر تخریجهما فیه،و فی الدیوان:«لم تجد»بدل«لم یجد».
7- (7) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:لمن مرن،أی یضرب المثل لمن مرن»جاء فی الأساس بعد ذکره المثل:أساف حتی ما یشتکی السواف.

سَوْفَ یُوجَدُ فیها الْمَاءُ،أو یُسَافُ مَاؤُهَا،فَیُکْرَهُ و یُعَافُ ، وَ الوَجْهَانِ ذَکَرَهما الزمَخْشَرِیُّ أَیضاً هکذا (1)(2).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

سُئِفَ الرَّجُلُ ،فهو مَسْئُوفٌ :أی فَزِعَ ،نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ هنا،و سَیأْتِی للمُصَنِّفِ فی الشِّین المُعْجَمَهِ ،و هما لُغَتانِ .

وَ سَاوَفَهُ ، مُسَاوَفَهً :مَاطَلَهُ ،أَنْشَدَ سِیبَوَیْه لابنِ مُقْبِلٍ :

لَوْ سَاوَفَتْنَا بِسَوفٍ مِنْ تَحِیَّتِها (3)

سَوفَ الْعَیُوفِ لَرَاحَ الرَّکْبُ قد قَنِعُوا

انْتَصَبَ « سَوْفَ العَیُوفِ »علَی المَصْدَرِ المَحْذُوفِ الزِّیَاده.

وَ یقال:إِنّه لَمُسَوِّفٌ :أی صَبُورٌ،و أَنْشَدَ المُفَضَّلُ :

هذا و رُبَّ مُسَوِّفِینَ صَبَحْتُهُمْ

مِنْ خَمْرِ بَابِلَ لَذَّهً للشَّارِبِ

وَ التَّسْوِیفُ :التَّأْخِیرُ،و

16- فی الحدیثِ : أَنَّه«لَعَنَ المُسَوِّفَهَ مِن النِّسَاءِ». و هی التی لا تُجِیبُ زَوْجَها إذا دَعاهَا إلی فِرَاشِهِ ،و تُدَافِعُه فیما یُرِیدُ منها،و تقولُ : سَوْفَ أَفْعَلُ .

وَ سَاوَفَهُ :شَمَّهُ .

وَ السَّائِفَهُ :الشَّطُّ مِن السَّنامِ ،نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه (4).

وَ أَسافَهُ اللّه:أَهْلَکَهُ .

وَ إِنَّهَا لَمُساوِفَهُ السَّیْرِ:أی مُطِیقَتُهُ .

وَ السَّافُ :طائرٌ یَصِیدُ،نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه.

وَ من مَجازِ المَجَازِ قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ :

وَ أَبْعَدِهِمْ مَسَافَهَ غَوْرِ عَقْلٍ

إذا مَا الْأَمْرُ ذُو الشُّبُهَاتِ عَالاَ

کما فی الأَسَاسِ .

سهف

السَّهْفُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ علَی ما فی النُّسَخِ ،المُصَحَّحَهِ مِن الصِّحاحِ ،و قد وُجِدَ فی بَعْضِها علَی الهامشِ ،و عَلَیهِ إِشارَهُ الزِّیادَهِ ،قال اللَّیْثُ :هو تَشَحُّطُ الْقَتِیلِ ،و اضْطِرَابُهُ فی نَزْعِهِ و نَصُّ العَیْنِ :یَسْهَفُ فی نَزْعِهِ ،و اضْطِرَابِهِ ،قال سَاعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ الهُذَلِیُّ :

مَا ذَا هُنَالِکَ مِنْ أَسْوَانَ مُکْتَئِبٍ

وَ سَاهِفٍ ثَمِلٍ فی صَعْدَهٍ قِصَمٍ (5)

و قال اللَّیْثُ أَیضاً: السَّهْفُ : حَرْشَفُ السَّمَکِ خَاصَّهً .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: السَّهَفُ ، بالتَّحْرِیکِ :شِدَّهُ الْعَطَشِ ، یُقَال: سَهِفَ ،کَفَرِحَ ، یَسْهَفُ ، سَهَفاً ، و هو سَاهِفٌ .

و یُقَال: رَجُلٌ مَسْهُوفٌ :کَثِیرُ الشُّرْبٍ لِلْمَاءِ،لا یَکَادُ یَرْوَی، وَ کذلک:رَجُلٌ سَاهِفٌ ، و یُقَال:أَصابَهُ السُّهَافُ ، کغُرَابٍ مِثْل العَطَاشِ سَواء.

و السَّاهِفُ :الْهَالِکُ ، وَ یُقَال:الذی خَرَجَ رُوحُه، و یُقَال:

الْعَطْشَانُ ، کالسَّافِهِ (6)، أَو مَن غَلَبَهُ الْعَطَشُ عِنْدَ النَّزْعِ ، عِنْدَ خُروجِ رُوحِهِ ،أو الذی نُزِفَ فَأُغْمِیَ عَلَیه،قال الأَصْمَعِیُّ :

وَ بکُلِّ ذلک فُسِّرَ قَوْلُ سَاعِدَهَ السَّابِقُ .

و یُرْوَی بَیْتُ أَبی خِرَاشٍ الهُذَلِیِّ :

وَ إِن قد تَرَی مِنّی لِمَا قد أَصَابَنِی

مِنَ الْحُزْنِ أَنِّی سَاهِفُ الْوَجْهِ ذُو هَمِّ (7)

أی: مُتَغَیِّرُهُ ، قَالَه ابن شُمَیْلٍ ،و یُرْوَی:«سَاهِمُ الوَجْهِ ».

و یقال: طَعَامُ فُلانٍ مَسْهَفَهٌ ، وَ مَسْفَهَهٌ ،علَی القَلْبِ ،إِذا کَان یَسْقِی الْمَاءَ کَثِیرًا، قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،قال الأَزْهَرِیُّ :

وَ أَرَی قَوْلَ الهُذَلِیِّ :«و سَاهِفٍ ثَمِلٍ »مِن هذا.

و اسْتَهَفَهُ ، اسْتِهَافاً ،اسْتَخَفَّهُ ، وَ کذلک:ازْدَهَفَهُ .

ص:290


1- (1) و شاهد الرکیه المسوفه،کما فی الأساس،قول جران العود: فناشحون قلیلا من مسوّفه من آجنٍ رکضت فیه العدامیلُ .
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و یعاف،یوجد فی نسخ المتن المطبوع زیاده نصها:و کمُحَدِّثٍ :مَنْ یَصْنَعُ ما یَشاءُ لا یرُدُّهْ أحدٌ. وَ اسْتَافَ :اشْتَمَّ ،و الموضِعُ مُسْتَافٌ .و سَاوَفَهُ :سَارَّهُ ،و المرأَهُ ضَاجَعَها».
3- (3) عن الدیوان و بالأصل«من تجنبها».
4- (4) زاد ابن سیده:هو من الواو لکون الألف عینا.
5- (5) دیوان الهذلیین 204/1 بروایه:«فی صعده حطم»و فسر شارحه الساهف بالعطشان،و هو ثمل بن الجراح.
6- (6) عن التهذیب و اللسان و بالأصل«کالسافه».
7- (7) دیوان الهذلیین 152/2 بروایه: وَ أن قد بدا منی... من الحزن أنی ساهم الوجه ذو همِّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

نَاقَهٌ مِسْهَافٌ :سَرِیعَهُ العَطَشِ .

وَ المَسْهَفَهُ :المَمَرُّ،کالمَسْهَکَهِ ،قال سَاعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ :

بِمَسْهَفَهِ الرِّعَاءِ إذا

هُمُ رَاحُوا و إِنْ نَعَقُوا (1)

کذا فی اللِّسَانِ ،و لم أَجِدْهُ فی شِعْرِهِ .

وَ سَیْهَفٌ ،کصَیْقَلٍ :اسْمٌ ،کما فی اللِّسَانِ .

وَ فی الجَمْهَرَهِ :سَنْهَفٌ ،و النُّونُ زائدَهٌ .

وَ سَهَفَ الدُّبُّ ، سَهِیفاً :صَاحَ .

سیف

السَّیْفُ ، الذی یُضْرَبُ به، م مَعْرُوفٌ ، و أَسْمَاؤهُ تُنِیفُ علَی أَلْفٍ ،و ذَکَرْتُهَا فی الرَّوْضِ الْمَسْلُوفِ فِیمَا له اسْمَانِ إِلَی الأُلُوفِ . ج: أَسْیَافٌ ،و سُیُوفٌ ، وَ علیهما اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، و أَسْیُفٌ ، و هذِه عن اللِّحْیَانِیِّ ، و مَسْیَفَهٌ ، کَمَشْیَخَهٍ ، وَ شاهدُ أَسْیُفٍ قَوْلُ الشاعِرِ،أَنْشَدَه الأَزْهرِیُّ :

کأَنَّهُمْ أَسْیُفٌ بِیضٌ یَمَانِیَهٌ

عَضْبٌ مَشَارِبُهَا بَاقٍ بها الْأُثُرُ

و سَافَهُ ، یَسِیفُهُ :ضَرَبَهُ به،و قد سِفْتُهُ ، فأَنَا سَائِفٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو قَوْلُ الفَرَّاءِ،و کذلک رَمَحْتُهُ ،و نَقَلَهُ الکِسَائِیُّ أَیضاً.

و رَجُلٌ سَائِفٌ :ذُو سَیْفٍ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

قال: و سَیَّافٌ :صَاحِبُهُ ،ج: سَیَّافَهٌ .

أَو السَّیَّافَهُ : هُمُ الذین حُصُونُهُمْ سُیُوفُهُمْ ، قَالَهُ اللَّیْثُ .

و صَدَقَهُ السَّیَّافُ ، کأَنَّهُ لِعَمَلِهِ السُّیُوفَ : مُحَدِّثٌ .

و هُم فی الدَّارِ أَسْیَافٌ : أی أَحْزَابٌ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و قال: سَافَتْ یَدُه، تَسِیفُ أی: سَئِفَتْ ، وَ قد تقدَّم.

قال: و الْمَسَائِفُ :السِّنُونَ ،و الْقَحْطُ ، و ذکَره ابنُ سِیدَه فی«س و ف»و قال:هی السِّنُونَ المُجْدِبَهُ ،و الأَصْلُ وَاوِیُّ ،و هو الصَّوَابُ . و قال الکِسَائِیُّ : رَجُلٌ سَیْفَانٌ : أی طَوِیلٌ مَمْشُوقٌ ، کالسَّیْفِ ،زاد الجَوْهریُّ : ضَامِر البَطْنِ ، و هی بِهَاءٍ، قال اللَّیْثُ :امْرَأَهٌ سَیْفَانَهٌ ،و هی:الشَّطْبَهُ کأَنَّهَا نَصْلُ سَیْفٍ ، أَو هُوَ خَاصُّ بِهِنَّ ، کما قَالَهُ الخَلِیلُ .

و السَّیْفُ ، بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ:سَمَکَهٌ کأَنَّهَا سَیْفٌ .

و السَّیْفُ ، بِالْفَتْحِ فقط : شَعَرُ ذَنَبِ الْفَرَسِ ، وَ فی اللِّسَانِ :سَیْبُ الفَرَسِ .

و السِّیفُ ، بِالْکَسْرِ خَاصَّهً : سَاحِلُ الْبَحْرِ، وَ الجَمْعُ :

أَسْیَافٌ ،کما فی الصِّحاحِ .

و السِّیفُ : سَاحِلُ الْوَادِی،أو لِکُلِّ ساحِلٍ سِیفٌ ،أَو إِنَّمَا یُقَالُ ذلک لِسِیفُ عُمَانَ و السِّیفُ أَیضاً: الْمُلْتَزِقُ بِأُصُولِ السَّعَفِ مِن خِلاَلِ اللِّیفِ ، وَ لیس به،و فی الصِّحاحِ :کاللِّیفِ :قال الجَوْهَرِیُّ :و هذا الحَرْفُ نَقَلْتُهُ مِن کِتَابٍ مِن غَیْرِ سَمَاعٍ ، و زاد غیرُه: و هو أَرْدَأُهُ ، وَ أَخْشَنُهُ ،و أَجْفَاهُ ،و قد سَیِفِ سَیَفاً ، قال الجَوْهَرِیُّ ،و یُنْشَدُ (2):

نَخْلُ جُؤَاثَی نِیلَ مِنْ أَرْطَابِهَا (3)

و السَّیْفُ و اللِّیفُ علَی هُدَّابِها

و السِّیفُ : ع، وَ به فُسِّرَ قَوْلُ لَبِیدٍ:

وَ لَقَدْ یَعْلَمُ صَحْبِی کُلُّهُمْ

بِعَدَانِ السِّیفِ صَبْرِی و نَقَلْ

وَ العَدَانُ :السَّاحِلُ .

و السِّیفُ الطَّوِیلُ :ساحِلٌ (4)طَوِیلٌ جِدًّا،کأَنَّه قُطِعَ بالسَّیْفِ ،مَسِیرَهَ مِائَهِ فَرْسَخٍ ،و هو ساحِلُ بَحْرِ البَرْبَرَهِ ، مِمَّا یَلِی مَقْدَشُو،قال الصَّاغَانِیُّ :و قد رأَیْتُه فی شهرِ رَمَضَانَ سنه 609.

و خَوْرُ السِّیفِ :د،دُونَ سِیرَافَ ، مِمَّا یَلی کَرْمَانَ ،و قد ذُکِرَ فی الرَّاءِ.

و الْمُسِیفُ :مَن عَلَیْهِ السَّیْفُ ، کما فی الصِّحاحِ ،و قال

ص:291


1- (1) البیت لیس فی شعر ساعده فی دیوان الهذلیین،و قد ورد فی شرح أشعار الهذلیین 1339/3 فی زیادات شعر أسامه بن الحارث،و لم یرد فی شعره فی الدیوان أیضاً.
2- (2) فی التهذیب:و قال الراجز یصف أذناب اللقاح.
3- (3) قبله فی التهذیب: کأنما اجتُثَّ علی حلابها.
4- (4) ضبطت فی القاموس بدون تنوین.

الکِسَائِیُّ :هو المُتَقَلِّدُ بالسَّیْفِ ،فإِذا ضَرَبَ به،فهو سائِفٌ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: المُسِیفُ :هو الشُّجَاعُ مَعَهُ السَّیْفُ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِی: دِرْهَمٌ مُسَیَّفٌ ،کَمُعَظَّمٍ :جَوَانِبُهُ نَقِیَّهٌ مِن النَّقْشِ .

و أَسَافَ الْخَرْزَ: خَرَمَهُ ، قِیلَ :یَائِیَّهٌ ، فمَوْضِعُ ذِکْرِه هنا، کما فَعَلَهُ ابنُ فَارِسٍ ،و الجَوْهَرِیُّ ،و قد تقدَّم فی «س و ف».

و تَسَایَفُوا ،و سَایَفُوا ،و اسْتَافُوا ، وَ علَی الأَولِ اقتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ :أی تَضَارَبُوا بِالسُّیُوفِ ، قال اللَّیْثُ : و قد اسْتِیفَ الْقَوْمُ ، قال ابنُ جِنِّی: اسْتَافُوا :تَنَاوَلُوا السُّیُوفَ ،کقوْلِک:

امْتَشَنُوا سُیُوفَهم ،و امتَخَطُوهَا،قال:فأَما تَفْسِیرُ أهلِ اللُّغَهِ أنَّ اسْتَافَ القومُ ،فی معنَی تَسَایَفُوا ،فتَفْسِیرُه علَی المَعْنَی کعَادَتِهم فی أَمْثَالِ ذلک.

و سَیْفُ بنُ سُلَیْمَانَ الْمَکِّیُّ ،مِن رِجَالِ الصحِیحَیْنِ ،قال المِزِّیُّ :رَوَی له الجَمَاعَهُ سِوَی التِّرْمِذِیِّ ،رَوَی عَنْهُ مُعْتَمِرُ بنُ سُلَیْمَانَ ،و غیرُه.

و سَیْفُ بنُ عُبَیْدِ اللّه،ثِقَتَانِ غیرَ أَن الذهَبِیّ ذکَر فی الأَول أَنه رُمِیَ بالقَدَرِ،و الثانِی ذکَره ابنُ حِبّانَ فی الثِّقَاتِ ، وَ قال:و رُبما خَالَفَ .

و سَیْفُ بنُ عُمَرَ الضبِّیُّ التَمِیمِیُّ الْأَسَدِیُّ (1)، صَاحِبُ التَّوَالِیفِ ، منها کتابُ الفُتُوحِ ،و هو مَشْهُورٌ.

و سَیْفُ بنُ محمدٍ،و ابنُ هَارُونَ ،و ابنُ مِسْکِین،و ابنُ وَهْبٍ أَبو رُهْمٍ التمِیمِیُّ ،بَصْرِیٌّ ،یَرْوِی عن أَبی الطُفَیْلِ ، وَ عنه ابنُ عُلَیَّهَ .

و سَیْفُ بنُ مُنِیرٍ التابِعِیُّ ، عن أبی الدَّرْدَاءِ.

و سَیْفُ بنُ أَبی المُغِیرَهِ الکُوفیُّ التَّمّارُ،عن مُجَالِدٍ.

و أَبو سَیْفٍ الْمَخْزُومِیُّ التابِعِیُّ ، قال الذهَبِیُّ فی ذَیْلِ الدِّیوانِ :لا یُعْرَفُ ضُعَفَاءُ.

أَما الأَولُ :و هو سَیْفُ بنُ عُمَرَ،فإِنَّه یَرْوِی عن عُبَیْدِ اللّه بنِ عُمَرَ العُمَرِیِّ ،و الأَعْمشِ ،و الثورِیِّ ،و ابنِ جُرَیْجٍ (2)،و مُوسَی بنِ عُقْبَهَ ،قال یحیی:ضَعِیفُ الحدیثِ ، وَ قال أَبو حَاتِمٍ الرازِیُّ :مَتْرُوکُ الحَدِیثِ ،و کذا النسَائِیُّ ، وَ الدارَقُطْنِیُّ ،و قال أَبو دَاوُدَ:کَذَّابُ ،و قال النسَائِیُّ :لیس بِثِقَهٍ و لا مَأْمُونٍ (3).

وَ أَمَّا الثَّالِثُ ،فإِن کان الذی یَرْوِی عن إِسْماعِیلَ بنِ أَبی خالدٍ،و سُلَیْمَانَ التَّمِیمِیِّ (4)،فقد ضَعَّفَهُ النَّسَائِیُّ ، وَ الدَّارَقُطْنِیُّ ،و قال یحیی:لیس بشَیْ ءٍ،قال ابنُ الجَوْزِیِّ فی الضُّعَفَاءِ:و رَجُلٌ آخَرُ یُسَمَّی سَیْفَ بنَ هارُونَ ،الذی یَرْوِی عنه شُعْبَهُ ،ضَعَّفَهُ أَحمدُ،و قال یحیی بنُ مالکٍ :

قلتُ :و أَوْرَدَهُ الذَّهَبِیُّ فی الدِّیوانِ ،إِلاَّ أَنه قال:عن شُعْبَهَ ، قال:و کأَنَّهُ البُرْجُمِیُّ (5).انتهی،و الصَّوابُ ما قَالَهُ ابنُ الجَوْزِیِّ .

وَ أما الرابعُ ،فقَالَ الدَّارَقُطْنِیُّ :لیس بالْقَوِیِّ ،و قال ابنُ حِبَّانَ :یَأْتِی بالمَقْلُوباتِ ،و المَوْضُوعَاتِ ،لا یَحِلُّ الاحْتِجاجُ به،لِمُخَالَفَهِ الأَثْباتِ .

وَ أَمَّا الخامسُ ،فضَعَّفَهُ أحمدُ،و قال یحیی:کان هَالِکاً، وَ قال النَّسَائِیُّ :لیس بِثَقَهٍ ،کذا قَالَهُ ابنُ الجَوْزِیِّ ، وَ الذَّهَبِیُّ ،قلتُ :و قد أَوْرَدَهُ ابنُ حِبَّانَ فی ثِقَاتِ التَّابِعِین.

وَ أمَّا السادسُ ،فقد ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ ،قال الأَزْدِیُّ :لا یُکْتَبُ حَدِیثُهُ (6).

وَ أَمَّا السَّابعُ ،فضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ أَیضاً.

وَ یُنْظَرُ فی کَلامِ المُصَنِّفِ بوُجُوهٍ :

أَوَّلاً:فإِنَّهُ اقْتَصَرَ فی ذِکْرِ الثِّقَاتِ علی رَجُلَیْن،مع أَنَّهُم تکلَّمُوا فی أَوَّلِهِمَا،کما تقدَّم،و فی ثِقَاتِ التَّابِعِین مِمَّنْ لم یذْکُرْهُم، سَیْفُ بنُ الهُذَیْلِ ،و سَیْفُ بنُ سُبَیْعَهَ ،کِلاهُمَا عن

ص:292


1- (1) فی میزان الاعتدال 255/2«الأُسَیّدِی»و المثبت کتهذیب التهذیب.
2- (2) عن تهذیب التهذیب و بالأصل«ابن جزع».
3- (3) بعده سیف بن محمد،و قد انتقل الشارح إلی الثالث،و هو سیف بن محمد الکوفی ابن أخت سفیان الثوری روی عن عاصم الأحول وَ الأعمش و طائفه.میزان الاعتدال.
4- (4) هو سیف بن هارون البرجمی الکوفی،کما فی 256/2 [1] میزان الاعتدال 258/2.
5- (5) عن میزان الاعتدال،و بالأصل«البرهجی»و لم ترد هذه العباره فی میزان الاعتدال فی ترجمته.
6- (6) ورد قول الأزدی فی سیف ابن أبی المغیره کما نقله عنه الذهبی فی میزان الاعتدال 258/2،و لیس فی سیف بن منیر.

ابنِ عُمَرَ،و سَیْفٌ أَبُو الحَسَنِ ،عن أَبی سَعِیدٍ الخُدْرِیِّ ، وَ سَیْفٌ الْمَازِنِیُّ ،عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ،و سَیْفٌ غیرُ مَنْسُوبٍ ،عن عَونِ بنِ مَالِکٍ الأَشْجَعِیِّ ،هؤلاءِ ذکَرهم ابنُ حِبَّانَ .

وَ ثانیا:فقد فَاتَه سَیْفُ بنُ أَبی زِیَادٍ التَّیْمِیُّ ،قال أَبو حاتمٍ الرَّازِیُّ :مَجْهُولٌ ،و سَیْفُ بنُ عُمَیْرَهَ الکُوفیُّ ،یَرْوِی عن التَّابِعِین،قال الأَزْدِیُّ :تَکَلَّمُوا فیه،کذا فی کتاب الضُّعَفاءِ لابنِ الجَوْزِیِّ ،و مِثْلِه فی حَوَاشِی الإِکْمَالِ .

وَ ثَالِثاً،فإِنَّ سَیْفَ بنَ وَهْبٍ ،-الَّذِی ذَکَرَه-تابِعِیٌّ ،و لم یُشِرْ لَهُ المُصَنِّفُ ،مع الإشَارَهِ فی غَیْرِه،فَتَأَمَّلْ .

و سَیْفُ الغُرابِ :الدَّلَبُوثُ (1)،کقَرَبُوسٍ ،و قد تقدَّم فی الثَّاءِ أَنَّهُ نَبَاتٌ ،أَصْلُه و وَرَقُهُ مِثْلُ نَبَاتِ الزعْفَرَانِ سَوَاءِ، وَ بَصَلَتُه فی لِیفِهِ ،قال أَبو حَنِیفَهَ :و إِنَّمَا سُمِّیَ به لِأَنَّ وَرَقَهُ دَقِیقُ الطَّرَفِ ، کالسَّیْفِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رَجُلٌ سَیَّافٌ :إذا کان سَفَّاکاً لِلدِّماءِ،و هو مَجَازٌ.

وَ رِیحٌ مِسْیَافٌ :یَقْطَعُ کالسَّیْفِ ،قال الشاعرُ:

أَلاَ مَنْ لِقَبْرٍ لا تَزالُ تَهُجُّهُ (2)

شَمَالٌ و مِسْیَافُ الْعَشِیِّ جَنُوبُ

وَ بُرْدٌ مُسَیَّفٌ ،کمُعَظَّمٍ :فیه کصُوَرِ السُّیُوفِ .

وَ سَیِفَتِ النَّخْلَهُ ،و انْسَافَتْ بمعنًی.

وَ أَسَافَ القَوْمُ :أَتُوا السِّیفَ ،حَکاهُ الفَارِسِیُّ .

وَ المُسِیفُ :الفَقِیرُ،عن ابنِ بَرِّیّ ،أَوْرَدَهُ هنا (3).

وَ السَّائِفَهُ :اسْمُ رَمْلٍ بعَیْنِهِ .

وَ تَسَیَّفَه :ضَرَبَهُ بالسَّیْفِ .

وَ یُقَال:نَزَلُوا بالسِّیْفِ ،أی:بالسَّاحِلِ ،و هم أَهْلُ أَسْیَافٍ و أَرْیَافٍ .و بُرْدٌ مُسَیَّفٌ ،کمُعَظَّمٍ :عَرِیضُ الخُطُوطِ کالسَّیْفِ .

وَ من المَجَازِ:بَیْنَ فَکَّیْهِ سَیْفٌ صَارِمٌ .

فصل الشین مع الفاءِ

شأف

الشَّأْفَهُ :قَرْحَهٌ تَخْرُجُ فی أَسْفَلِ الْقَدَمِ ، فَتُکْوَی،فَتَذْهَبُ ، کما فی الصِّحاحِ ،و قال یعقوبُ : الشَّأْفَهُ تُقْطَعُ فَتَذْهَبُ ،و

16- فی الحدیثِ : «خَرَجَتْ بِآدَمَ علیْه السَّلاَمُ فی رِجْلِهِ شَأْفَهٌ ». أَو الشَّأْفَهُ :قَرْحَهٌ فی القَدَمِ ، إِذا قُطِعَتْ مَاتَ صَاحِبُهَا، هکذا قِیلَ فی شَرْحِ قَوْلِ الکُمَیْتِ :

وَ لمْ نَفْتَأْ کَذلِکَ کُلَّ یَوْمٍ

لِشَأْفَهِ وَاغِرٍ مُسْتَأْصِلِینَا

وَ قال ابنُ الأَثِیرِ: الشَّأْفَهُ تُهْمَزُ،و لا تُهْمَزُ،و هی قَرْحَهٌ تَخْرُج بباطِنِ القَدَمِ ،فتُقْطَعُ أَوْ تُکْوَی،فتَذْهَبُ ،و قال غیرُه: الشَّأْفَهُ :وَرَمٌ [یخرج] (4)فی الیَدِ و القَدَمِ ،من عُودٍ یَدْخُلُ فی البَخَصَهِ أو باطِنِ الکَفِّ ،فیَبْقَی فی جَوْفِها،فَیَرِمُ المَوْضِعُ و یَعْظُمُ .

و قال شَمِرٌ: الشَّأْفَهُ : الأَصْلُ ، وَ هکذا قَالَهُ الهُجَیْمِیُّ أَیضا، و منه قَولُهم: اسْتَأْصَلَ اللّه شَأْفَتَهُ ، وَ هو مَجَازٌ،قیل:

أَذْهَبَهُ کَمَا تَذْهَبُ تلک الْقَرْحَهُ ، بالکَیِّ ،أو بالقَطْعِ ، أَو مَعْنَاهُ :أزَالَهُ مِنْ أَصْلِهِ ، الأَخِیرُ عن الهُجَیْمِیِّ ،و شَمِرٍ،و منه

1- حدیثُ علیٍّ رَضِیَ اللّه عَنْه: قال له أَصْحَابُهُ :«لقَدْ اسْتَأْصَلْنَا شَأْفَتَهم ». یَعْنِی الخَوَارِجَ .

و شَئِفَتْ رِجْلُهُ ،کَفَرِحَ ، وَ عَلَیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،زاد الصَّاغَانِیُّ : و کذلک شِئِفَتْ رِجْلُه،مِثْل عُنِیَ : أی خَرَجَتْ بِهَا الشَّأفَهُ فهی مَشْؤُوفَهٌ ، وَ هذه علَی اللُّغَهِ الأَخِیرَهِ .

و شَئِفْتُهُ ، عن ابنِ القَطَّاعِ ، و کذلک شَئِفْتُ له، وَ هذه عن أَبی زَیْدٍ، کَسَمِعَ فیهما، شَأْفاً بالفَتْحِ ،کما هو فی سائِرِ الأُصُولِ ،و وَقَعَ فی الْبَارِعِ لأَبی علیٍّ الْقَالِی،بفَتْحِ الهَمْزَهِ (5)، و شَآفَهً ، بالمَدِّ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،لِرَجُلٍ من بنی نَهْشَلِ بنِ دَارِمٍ :

ص:293


1- (1) عن القاموس و بالأصل«الدلبوس».
2- (2) بالأصل«لا یزال بثجه»و التصویب عن اللسان [1]ط دار المعارف.
3- (3) و شاهده،کما فی اللسان،قول لقیط بن زراره: فأقسمت لا تأتیک منی خفاره علی الکثر إن لا قیتنی و مُسِیقا.
4- (4) زیاده عن اللسان. [2]
5- (5) و مثله فی التهذیب،ضبط قلم.

و مَا لِشَآفَهٍ فی غَیْرِ شَیْ ءٍ

إِذَا وَلَّی صَدِیقُکَ مِنْ طَبِیبِ

أی: أَبْغَضْتُهُ ، وَ الذی نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ :و شَئِفْتُ مِن فُلانٍ ، شَأْفاً ،بالتَّسْکِینِ :أی أَبْغَضْتُه،و قد أَهْمَلَهُ المُصَنِّفُ ، وَ هو صحیحٌ ،کما أشَارَ إِلیه الصَّاغَانِیُّ فی التکملهِ ، أَو شَئِفْتُهُ : خِفْتُ أَنْ یُصِیبَنِی بِعَیْنٍ ،أو دَلَلْتُ عَلَیْهِ مَنْ یَکْرَهُ ، قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ .

و قال الأَزْهَرِیُّ ،قالوا: شَئِفَتْ أَصَابِعُهُ ، وَ فی المُحْکَمِ :

یَدهُ :و سَئِفَتْ ،بالشَّینِ و السِّینِ :إذا تَشَعَّثَ مَا حَوْلَ أَظْفَارِهَا،و تَشَقَّقَ ، قلتُ :و کذلک سَعِفَتْ ،و هو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِیِّ و أَبی زَیْدٍ،و قال ثَعْلَبٌ :هو تَشَقُّقٌ فی الأَظْفَارِ.

و قال أَبو عُبَیْدٍ: شُئِفَ کَعُنِیَ ،فهو مَشْئُوفٌ ، مِثَالُ زُئِدَ، وَ جُئِثَ :إذا فَزِعَ و ذُعِرَ.

و قال بَعْضُهم: شَأْفَ الْجُرْحِ :فَسَادُهُ حتی لاَ یَکَادُ یَبْرَأُ، کما فی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

شَئِفَ صَدْرُهُ علیَّ شَأَفاً -من حَدِّ عَلِم-أی غَمِرَ.

وَ قیل: شَأْفَهُ الرَّجُلِ :أَهْلُهُ و عِیَالُهُ ،و منه

16- الدُّعاءُ:

اسْتأَصَلَ اللّه شَأْفَتَهم (1). و فی رِوَایهٍ .

وَ الشَّأْفَهُ :العَدَاوَهُ ،و هو مَجازٌ،و منه قَوْلُ الکُمَیْتِ :

وَ لم نَفْتَأْ کذلک کُلَّ یَوْمٍ .

لِشَأْفَهِ واغِرٍ مُسْتَأْصِلِینَا

وَ اسْتَشْأَفَتِ القَرْحَهُ :صَارَ لها أَصْلٌ ،و رَجُلٌ شَأَفَهٌ ، مُحَرَّکهً :عَزِیزٌ مَنِیعٌ ،و قَلْبٌ شَئِفٌ ،کَکَتِفٍ ،و أَنْشَدَ ابنُ القَطّاعِ :

یَا أَیُّهَا الْجَاهِلُ أَلاَّ تَنْصَرِفْ

و لم تُدَاوِ قَرْحَهَ الْقَلْبِ الشَّئِفْ

شحذف

الشُّحْذُوفُ ،کَعُصْفُورٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهرِیُّ ، وَ صاحبُ اللِّسَانِ ،و فی العُبَابِ :هو مِن الْجَبَلِ و غَیْرِهِ :

الْمُحَدَّدُ، وَ مِثْلُه فی التَّکْمِلَهِ ،بالذَّالِ المُعْجَمَهِ بعدَ الحاءِ.

شحف

الشَّحْفُ ،کَالْمَنْعِ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو قَشْرُ الْجِلْدِ عَن الشَّیْ ءِ، وَ هی لُغَهٌ یَمَانِیَهٌ ، کما فی العُبَابِ ،و اللِّسَانِ .

شخف

الشَّخَافُ ،کَکِتَابٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو اللَّبَنُ ، لُغَهٌ حِمْیَرِیَّهُ ،و قال أبو عمرِو: الشَّخْفُ :

صَوْتُهُ عِنْدَ الْحَلْبِ ، یُقَال:سَمِعْتُ له شَخْفاً و أَنْشَدَ:

کَأَنَّ صَوْتَ شَخْبِهَا ذِی الشَّخْفِ

کَشِیشُ أَفْعَی فی یَبِیسِ قُفِّ

قال:و به سُمِّیَ اللَّبَنُ شِخَافاً .

شدف

الشَّدَفُ ،مُحَرَّکَهً :الشَّخْصُ مِن کُلِّ شَیْ ءٍ یُرَی مِنْ بُعْدٍ، و وَهِمَ اللَّیْثُ ،فَذَکَرَهُ بِالسِّینِ المُهْمَلَهِ . ج:

شُدُوفٌ ، نَصّ الجَوْهَرِیُّ :و هذا الحَرْفُ فی کتابِ العَیْنِ بالسِّینِ غیرُ مُعْجَمَهٍ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:و هو تَصْحِیفٌ .

قلتُ :و نَصُّهُ فی الجَمْهَرَهِ :یُقال:رَأَیْتُ شَدَفاً ،أی:

شَخْصاً،قال:فلا تَنْظُرَنَّ إلی ما جَاءَ به اللَّیْثُ عن الخَلِیلِ ،فی کتابِ العَیْنِ ،فی بابِ السِّینِ ،فقَالَ :سَدَفٌ فی مَعْنَی شَدَفٍ ،فإِنَّمَا ذلک غَلَطٌ مِن اللَّیْثِ علَی الخَلِیلِ .

قلتُ :و قال غیرُ ابنِ دُرَیْدٍ:هما لُغَتَانِ ،قال ابنُ بَرِّیّ :

وَ أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

وَ إِذَا أَرَی شَدَفاً أَمَامِی خِلْتُهُ

رَجُلاً فَجُلْتُ (2)کَأَنَّنِی خُذْرُوفُ

وَ قال سَاعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ الهُذَلِیُّ :

مُوکَّلٌ بِشُدُوفِ الصَّوْمِ یَرْقُبُهَا

مِنَ الْمَغَارِبِ مَخْطُوفُ الْحَشَی زَرِمُ (3)

قال یَعْقُوبُ :إِنَّمَا یَصِفُ الحِمَارَ إذا وَرَدَ الماءَ،فعَیْنُهُ نَحْوَ الشَّجَرِ،لأَنَّ الصَّائدَ یکْمُنُ بَیْنَ الشَّجَرِ،فیقولُ :هذا الحمارُ مِن مَخافَهِ الشُّخُوصِ کأَنَّهُ مُوَکَّلٌ بالنَّظَرِ إِلَی شُخُوصِ هذه الأَشْجَارِ،مِن خَوْفِهِ مِنْ الرُّمَاه،یَخافُ أَن

ص:294


1- (1) فسره الزمخشری فی الأساس أی عداوتهم و أذاهم.
2- (2) عن اللسان و بالأصل«فخلت کأننی».
3- (3) دیوان الهذلیین 194/1 بروایه:یرقبها،و فی البیت إقواء لتغیر حرکه الروی من الجر الی الرفع،فالبیت من قصیده مجروره القافیه و قبله: من فوقه شعف قرّ و اسفله جیّ تنطّق بالظیان و العتمِ .

یکونَ فیه نَاسٌ ،و کُلُّ مَا وَارَاکَ (1)فهو مَغْرِبٌ (2).

و الشَّدَفُ : الظُّلْمَهُ ، کالشُّدْفَهِ ،بالضَّمِّ ،قال ابنُ سِیدَه:

وَ إهْمَالُ السِّینِ لُغَهٌ عن یَعْقُوبَ .

و الشَّدِفُ ، کَکَتِفٍ :الطَّوِیلُ الْعَظِیمُ ،السَّرِیعُ الْوَثْبَهِ ، مِن الخَیْلِ .

وَ قد شَدِفَ ،کفَرحَ ، و قال ابنُ دُرَیْدٍ: شَدَفَهُ ، یَشْدِفُهُ ، شَدْفاً :إذا قَطَعَهُ شُدْفَهً شُدْفَهً ،بِالضَّمِّ ، أی: قِطْعَهً قِطْعَهً .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الْأَشْدَفُ :الْأَعْسَرُ.

و قال غیرُه: الأَشْدَفُ : الْفَرَسُ الْمَائِلُ فی أَحَدِ شِقَّیْهِ بَغْیاً (3)،قال المَرَّارُ:

شُنْدُفٌ أَشْدَفُ مَا وَرَّعَتْهُ

وَ إذَا طُوطِیءَ طَیَّارٌ طِمِرّ (4)

وَ قال العَجَّاجُ :

بِذَاتِ لَوْثٍ أو بِنَاجٍ أَشْدَفَا

و قیل: الأَشْدَفُ : الْبَعِیرُ الْمُعْتَرِضُ فی سَیْرِهِ نَشَاطاً، وَ مَنْ فی خَدِّهِ مَیَلٌ ،و هی شَدْفَاءُ ، وَ قد شَدِفَ .

و الأَشْدَفُ : الفَرَسُ الْعَظِیمُ الشَّخْصِ .

و قال الفَرَّاءُ،و اللَّحْیَانِیّ : شُدْفَهٌ مِن اللَّیْلِ ، بالضَّمِّ :أی سُدْفَهٌ ، بالسِّینِ ،و هی الظُّلْمَه،و قیل:السّوَادُ الْبَاقِی.

و أَشْدَفَ اللَّیْلُ : أی أَظْلَمَ ، وَ قال أَبو عُبَیْدَهَ :أی أَرْخَی سُتُورَهٌ ،مِثْلُ أَسْدَفَ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : الشَّدْفَاءُ :القَوْسُ الْعَوْجَاءُ، وَ هی الْفَارِسِیَّهُ :ج شُدُفٌ ، کَکُتُبٍ ، وَ منه حدیثُ ابنِ ذِی یَزَنَ :

«یَرْمُونَ عن شُدُفٍ »،قال ابنُ الأَثِیرِ:قال أَبو موسی:أَکْثَرُ الرِّوَایَاتِ بِالسِّینِ المُهْمَلَهِ ،و لا معنَی لها.و قال ابنُ عَبَّادٍ:قَوْسٌ شَدْفَاءُ ،و هو تَعْطِیفُها فی سِیَتَیْهَا، قال الزَّفَیَانُ :

فالْتَقَطَتْ فی القَزِّ طِمْلاً لاَئِطَا

فی کَفِّهِ شَدْفَاءُ مِن شَوَاحِطَا

و أَسْهُمٌ أَعَدَّهَا أَمَارِطَا

و قال أَیضاً: قَوْسٌ مُتَشَادِفَهٌ : أی: مُنْعَطِفَهٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الشَّدْفَهُ مِن اللَّیْلِ ،بالفَتْحِ :لُغَهٌ فی الشُّدْفَهِ ،بالضَّمِّ .

وَ الشَّدَفُ ،مُحَرَّکَهً :الْتِواءُ رَأْسِ البَعِیرِ،و هو عَیْبٌ .

وَ فَرَسٌ شُنْدُفٌ ،کقُنْفُذٍ: أَشْدَفُ ،و النُّونُ زائدهٌ .

وَ نَاقَهٌ شَدْفَاءُ :فی یَدِهَا اعْوِجاجٌ ،فربَّمَا الْتَفَّتْ یَدُهَا إذا سَارَتْ .

وَ الشَّادُوفُ :ما یُجْعَلُ علَی رَأْسِ الرَّکِیَّهِ کالشَّخْصَیْنِ ، وَ الجَمْعُ : شَوَادِیفُ ،لُغَهٌ مِصْرِیَّهٌ .

وَ أَبو شَادُوفٍ :مِن کُنَاهُم.

شذحف

الشُّذْحُوفُ ، بالضَّمِّ ،أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ ،و قال الصَّاغَانِیُّ : لُغَهٌ فی الشُّحْذُوفِ ، وَ قد تقدَّم قَرِیباً.

شذف

مَا شَذَفْتُ مِنْکَ شَیْئاً، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ صاحبُ اللِّسَانِ ،و قال الفَرَّاءُ:أی مَا أَصَبْتُ ، کما فی العُبَابِ .

شرحف

اشْرَحَفَّ له،کَاقْشَعَرَّ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، کذا فی غَالِبِ نُسَخِ صِحَاحِهِ ،و وُجِدَ فی بَعْضِها.

وَ قال أَبو عمرٍو: اشْرَحَفَّ الرَّجُلُ للرَّجُلِ ،إِذا تَهَیَّأَ لِمُحَارَبَتِهِ ، وَ قِتَالِهِ ،و أَنْشَدَ:

لَمَّا رَأَیْتُ العَبْدَ مُشْرَجِفَّا

لِلشَّرِّ لاَ یُعْطِی الرِّجَالَ النِّصْفَا

أَعْذَمْتُهُ عُضَاضَهُ و الأَنْفَا (5)

قال:و کذلک الدَّابَّهُ للدَّابَّهِ .

و اشْرَحَفَّ :أی أَسْرَعَ و خَفَّ ، قال أَبو دُؤَادٍ:

ص:295


1- (1) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:ما وراءک.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:شدوف،یوجد فی بعض نسخ المتن زیاده نصها:و المَیْلُ فی الخَدِّ و المَرَحُ ،و الشَّرَفُ »و قد جاء التنبیه بعد کلمه شدوف مباشره،و هذه الزیاده موقعها هنا،و هذا ما یقتضیه سیاق الشرح فآثرنا الإشاره إلیها هنا بعد کلمه:مغرب.
3- (3) فی التهذیب:بغیاً و نشاطاً.
4- (4) المفضلیه 16 البیت 13.
5- (5) العضاض:ما بین روثه الأنف إلی أصله.و فی اللسان و [2]التکمله: عضاضه و الکفّا.

و لَقَدْ غَدَوْتُ بِمُشْرَحِفْ

فِ الشَّدِّ فی فِیهِ اللِّجَامُ

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الشُّرْحُوفُ ، کَعُصْفُورٍ:المُسْتَعِدُّ لِلْحَمْلَهِ علَی العَدُوِّ.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الشِّرْحَافُ ، کَقِرْطَاسٍ :الْعَرِیضُ ظَهْرِ (1)الْقَدَمِ .

و الشِّرْحَافُ : النَّصْلُ الْعَرِیضُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

التَّشَرْحُفُ :التَّهَیَّؤُ لِلْقِتَالِ ،و منه قَوْلُ الرَّاجِزِ:

لَمَّا رَأَیْتُ الْعَبْدَ قد تَشَرْحَفَا

وَ الشِّرْحَافُ :السَّرِیعُ ،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

تَرْدِی بِشِرْحَافِ الْمَغَاوِرِ بَعْدَ مَا

نَشَرَ النَّهَارُ سَوَادَ لَیْلٍ مُظْلَمِ

وَ شَعْرٌ مُشْرَحِفٌّ ،کمُقْشَعِرٍّ:مُرْتَفِعٌ ،جاءَ فی لُغَهٍ فی مُسْرَهِفٍّ .و قد تقدَّم.

شرسف

الشُّرْسُوفُ ،کَعُصْفُورٍ:غُضْرُوفٌ مُعَلَّقٌ بِکُلِّ ضِلْعٍ مِثْلُ غُضْرُوفِ الکَتِفِ ،کما فی الصِّحاحِ ، أَو هو مَقَطُّ الضِّلَعِ ،و هو الطَّرَفُ الْمُشْرِفُ علَی الْبَطْنِ نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ أَیضاً،و الجَمْعُ : شَرَاسِیفُ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

الشُّرْسُوفُ :رَأْسُ الضِّلَعِ مِمَّا یَلِی البَطْنِ ،و به فُسِّرَ

14- حدیثُ المَبْعَثِ : «فَشَقَّا (2)مَا بَیْنَ ثُغْرَهِ نَحْرِی إِلَی شُرْسُوفی ». و قال ابنُ سِیدَه: الشُّرْسُوفُ :ضِلَعٌ علَی طَرَفِهَا غُضْرُوفٌ (3).

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الشُّرْسُوفُ : الْبَعِیرُ الْمُقَیَّدُ،و هو أَیضاً الأَسِیرُ المَکْتُوفُ ،و هو البَعِیرُ الذی قد عُرْقِبَتْ إِحْدَی رِجْلَیْهِ .

و الشُّرْسُوفُ : الدَّاهِیَهُ .

و قال ابنُ فارسٍ : أَوَّلُ الشِّدَّهِ ، وَ منه قَوْلُهم:أَصَابَتِ النَّاسَ الشَّرَاسِیفُ .

و الشَّرْسَفَهُ :سُوءُ الْخُلُقِ عن ابنِ عَبَّادٍ. و قال اللَّیْثُ : شَاهٌ مُشَرْسَفَهٌ ، بفَتْحِ السِّینِ :إذا کان بِجَنْبَیْهَا بَیَاضٌ ، قد غَشَّی الشَّرَاسِیفَ ، زَادَ فی التَّهْذِیبِ :

وَ الشَّوَاکِلَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

شرشف

شَرْشَفَهُ بنُ خُلَیْفٍ ،من بنی مَازِنٍ ؛فارِسٌ عَیَّارٌ (4).

شرعف

الشُّرْعُوفُ ،کعُصْفُورٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو نَبْتٌ ،أو ثَمَرُ نَبْتٍ .

و قال فی بابِ فِعْلال: الشِّرْعَافُ ،بِالْکَسْرِ،و بالضَّمِّ :

کافُورٌ،أی: قِشْرُ طَلْعَهِ الْفُحَّالِ مِن النَّخْلِ ، لُغَهٌ أَزْدِیَّهٌ .

شرغف

الشُّرْغُوفُ ، و الغیْنُ مُعْجَمَهٌ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هی لُغَهٌ فی الشُّرْعُوفُ ، بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ .

قال: و الشُّرْغُوفُ أَیضاً: الضِّفْدَعُ الصَّغِیرَهُ ، کما فی العُبَابِ ،و التَّکْمِلَهِ .

شرف

الشَّرَفُ ،مُحَرَّکَهً :الْعُلُوُّ،و الْمَکانُ الْعَالِی، نقلهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ:

آتِی النَّدِیَّ فلا یُقرَّبُ مَجْلِسِی

وَ أَقُودُ للشَّرَفِ الرَّفِیعِ حِمَارِی

یقول:إِنِّی خَرِفْتُ فلا یُنْتفعُ برَأْیِی،و کبِرْتُ فلا أَسْتطِیعُ أَنْ أَرْکبَ مِن الأَرْضِ حِمَارِی،إِلاَّ مِن مَکانٍ عَالٍ .

وَ قال شمِرٌ: الشَّرَفُ :کُلُّ نَشْزٍ مِن الأَرْضِ ،قد أَشْرَف علی ما حَوْلَهُ ،قادَ أو لم یَقُدْ،و إِنَّما یَطُولُ نَحْواً مِن عَشْرِ أذْرُعٍ ،أو خمْسٍ ،قلَّ عَرْضُ ظهْرِهِ أو کَثُرَ.

وَ یُقال: أَشْرَفَ لی شرَفٌ فما زِلْتُ أَرْکُضُ حتی عَلوْتُهُ ، وَ منه قوْلُ أُسَامَه الهُذلِیُّ :

إذا مَا اشْتَأَی شَرَفاً قبْلهُ

وَ وَاکَظَ أَوْشک منه اقْتِرَابا (5)

ص:296


1- (1) فی اللسان و [1]التکمله:صدر القدم.
2- (2) فی اللسان:« [2]فشقّ »و الأصل کالنهایه.
3- (3) فی اللسان: [3]الغضروف الرقیق.
4- (4) فی التکمله:شرسفه،بالسین المهمله،فارسٌ میّارٌ.
5- (5) دیوان الهذلیین 199/2 فی شعر أسامه بن الحارث الهذلی.و نقل شارحه عن الأصمعی قال:معناه:إذا رأی الشرف من بعید یعدو حتی یبلغه،ثم یعدو شرفاً آخر.

و الشَّرَفُ : الْمَجْدُ، یُقال:رَجُلٌ شرِیفٌ ،أی:مَاجِدٌ، أَو لا یَکُونُ الشَّرَفُ و المَجْدُ إِلاَّ بالْآبَاءِ، یُقال:رَجُلٌ شَرِیفٌ ،و رَجُلٌ مَاجِدٌ:له آباءٌ متقدِّمون فی الشَّرَفِ ؛و أما الحَسَبُ و الکرَمُ فیکونان فی الرَّجُلِ ،و إِن لم یَکنْ له آباءٌ (1)،قالهُ ابنُ السِّکِّیتِ .

أو الشَّرَفُ : عُلُوُّ الْحَسَبِ ، قالُه ابنُ دُرَیْدٍ.

و الشَّرَفُ مِن الْبَعِیرِ:سَنامُهُ ، وَ هو مَجازٌ،و أَنْشَدَ:

شرَفٌ أَجَبُّ و کاهِلٌ مَجْزُولُ (2)

و الشَّرَفُ : الشَّوْطُ ، یُقَال:عَدَا شَرَفاً أو شَرَفَیْنِ .

أَو الشَّرَفُ : نَحْوُ مِیلٍ و هو قَوْلُ الفَرَّاءِ، و منه

16- الحدیث:

«الخَیْلُ لِثَلاثَهٍ لِرَجُلٍ أَجْرٌ،و لِرَجُلٍ سِتْرٌ،و علَی رَجُلٍ وِزْرٌ، فأَمَّا الذی له أَجْرٌ:فرَجُلٌ رَبَطَهَا فی سَبِیلِ اللّه،فأَطَالَ لها فی مَرْجٍ أو رَوْضَهٍ ،فما أَصَابَتْ فی طِیَلِهَا ذلک مِنَ المَرْجِ أو الرَّوْضَهِ کانَتْ له حَسَنَاتٍ ،و لو أَنَّه انْقَطَعَ طِیَلُهَا فاسْتَنَّتْ شَرَفَاً أو شَرَفَیْنِ ، کانتْ له آثارُهَا و أَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ ،و لو أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهْرٍ فَشَرِبَتْ منه و لم یُرِدْ أَنْ یَسْقِیَهَا،کان ذلک حَسَنَاتٍ له،فهی لِذلِکَ الرَّجُلِ أَجْرٌ». الحدیثُ .

و مِن المَجَازِ: الشَّرَفُ : الْإِشْفَاءُ علَی خَطَرٍ مِن خَیْرٍ أَو شَرٍّ، یُقَال فی الخَیْرِ:هو علَی شَرَفٍ مِن قَضَاءِ حَاجَتِهِ ، وَ یُقَال فی الشَّرِّ:هو علَی شَرَفٍ مِن الهَلاَک.

و شَرَفٌ : جَبَلٌ قُرْبَ جَبَلِ شُرَیْفٍ ، کزُبَیْرٍ، و شُرَیْفٌ هذا أَعْلَی (3)جَبَلٍ بِبِلاَدِ الْعَرَبِ ، هکذا تَزْعُمُه العربُ ،زاد المُصَنِّفُ : و قد صَعِدْتُهُ ،و قال ابنُ السِّکِّیتِ : الشَّرَفُ :کَبِدُ نَجْدٍ،و کان مِن مَنازِلِ المُلُوکِ مِن بَنِی آکِلِ المُرَارِ مِن کِنْدَهَ ،و فی الشَّرَفِ حِمَی ضَرِیَّهَ و ضَرِیَّهُ :بِئْرٌ، و فی الشَّرَفِ الرَّبَذَهُ ، وَ هی الحِمَی الأَیْمَنُ ،و

17- فی الحدیثِ : «أنَّ عُمَرَ حَمَی الشَّرَفَ ،و الرَّبَذَهَ ».

و الشَّرَفُ : ع بِإشْبَیلِیَّه (4)،مِن سَوَادِهَا،کَثِیرُ الزَّیْتُونِ ، کما فی العُبَابِ ،و قال الشَّقُنْدِیُّ : شَرَفُ إِشْبِیلِیَهَ :جَبَلٌ عظیمٌ ، شَرِیفُ البُقْعَهِ ،کَرِیمُ التُّرْبَهِ ،دائمُ الخُضْرَهِ ،فَرْسَخٌ فی فَرْسَخٍ طُولاً و عَرْضاً،لا تکادُ تُشْمِسُ فیه بُقْعَهٌ ،لاِلْتِفافِ أَشْجَارِهِ ،و لا سِیَّمَا الزَّیْتُون،و قال غیرُه:إِقْلِیمُ الشَّرَفِ علَی تَلٍّ أَحْمَرَ عالٍ مِن تُرَابٍ أَحْمَرَ،مَسافَتُه أَرْبَعُون مِیلاً فی مِثلِهَا،یَمْشِی به السَّائِرُ فی ظِلِّ الزَّیْتُونِ و التِّینِ ،و قال صاحِبُ «مَبَاهِجِ الفِکَرِ»:و أَمَّا جَبَلُ الشَّرَفِ ،و هو تُرَابٌ أَحْمَرُ،طُولُه مِن الشِّمَالِ إِلَی الجَنُوبِ أَربعون مِیلاً، وَ عَرْضُه مِن المَشْرِقِ إِلَی المَغْرِبِ اثْنا عَشَرَ مِیلاً،یشْتَمِلُ علَی مائتین و عشرین قَرْیَهً ،قد الْتَحَفَ بأَشْجَارِ الزَّیْتُونِ ، وَ الْتَفَّتْ عَلَیه، منه: الحاکمُ أَبُو إِسحَاقَ إِبْرَاهِیمُ بنُ محمدٍ الشَّرَفیُّ ،خَطِیبُ قُرْطُبَهَ ،و صَاحِبُ شُرْطَتِها،و هذا عَجِیبٌ ، وَ له شِعْرٌ فَائِقٌ ،مات سنه 396.

و أَمِینُ الدِّینِ أَبو الدُّرِّ یَاقُوتُ بنُ عبدِ اللّه الشَّرَفیُّ ، وَ یُعْرَفُ أَیْضاً بالنُّورِیِّ ،و بالمَلِکِیِّ (5)، الْمَوْصِلیُّ الْکَاتِبُ ، أَخَذَ النَّحْوَ عن ابنِ الدَّهّانِ النَّحْوِیِّ ،و اشْتَهَرَ فی الخَطِّ حتی فَاقَ ،و لم یکنْ فی آخِرِ زَمانِهِ مَن یُقَارِبُه فی حُسْنِ الخَطِّ ، وَ لا یُؤَدِّی طَرِیقَهَ ابنِ البَوَّابِ فی النَّسْخِ مِثْلُه،مع فَضْلٍ غَزِیرٍ،و کان مُغْریً بنَقْلِ صِحَاحِ الجَوهرِیِّ ،فکتَب منه نُسَخاً کثیرهً ،تُبَاعُ کُلُّ نُسْخَهٍ بمائهِ دینارٍ،تُوُفِّیَ بِالمَوْصِلِ ، سنه 618،و قد تَغَیَّرَ خَطُّه مِن کِبَرِ السِّنِّ ،هکذا تَرْجَمَهُ الذَّهَبِیُّ فی التَّارِیخِ ،و الحافِظُ فی التَّبْصِیرِ مُخْتَصِرًا،و قد سمِعَ منه أَبو الفَضْلِ عبدُ اللّهِ بنُ محمدٍ دِیوَانَ المُتَنَبِّی، بحَقِّ سمَاعِهِ مِن ابنِ الدَّهّانِ .

و الشَّرَفُ : مَحَلَّهُ بِمِصْرَ، وَ الذی حَقَّقَهُ المَقْرِیزِیُّ فی الخِطَطِ ،أنَّ المُسَمَّی بالشَّرَفِ ثَلاثَهُ مَوَاضِعَ بمصرَ،أَحدُهَا المَعْرُوفُ بجَبَلِ الرَّصْدِ.

منها أَبو الحسن عَلِیُّ بنُ إبراهیمَ الضَّرِیرُ الْفَقِیهُ ، رَاوِی کتابِ المُزَنِیِّ عن أَبی الفَوَارِسِ الصَّابُونِی،عنه،مات سنهَ 408.

و أَبو عُثْمَانَ سَعِیدُ بنِ سَیِّدٍ الْقُرَشِیُّ الحاطِبِیُّ ،عن عبدِ اللّه بن محمدٍ البَاجِیِّ ،و عنه أبو عُمَرَ بنُ عبدِ البرِّ.

و أَبو بکرٍ عَتِیقُ بنُ أَحمدَ الْمِصْرِیُّ ،عن إِبی إِسحاقَ بنِ سُفْیَانَ الفَقِیهِ ،و غیرِه،: الْمُحَدِّثُونَ الشَّرَفیُّونَ .

ص:297


1- (1) زید فی التهذیب و اللسان: [1]لهم شرفٌ .
2- (2) فی التهذیب بروایه«مجدول»و نسبه بحواشی المطبوعه الکویتیه إلی جریر.
3- (3) فی التهذیب و اللسان:« [2]أطول».
4- (4) کذا ضبطت فی القاموس بتشدید الیاء،و نص یاقوت علی تخفیفها.
5- (5) نسبه إلی السلطان ملکشاه،عن شذرات الذهب. [3]

و فَاتَهُ :أَبو العَبَّاسِ بنُ الحُطَیْئَهِ الفَقِیهُ المَالِکِیُّ الشَّرَفیُّ .

وَ محمودُ بنُ أَیتکین الشَّرَفیُّ ،سَمِعَ منه ابنُ نُقْطَهَ ،و قال؛ مات سنه 615.

وَ أَرمانُوسُ بنُ عبدِ اللّهِ الشَّرَفیُّ ،عن إِبی المُظَفَّرِ بنِ الشِّبْلِیِّ ،و غیرِه،مات سنهَ 606،قَالَهُ الحافِظُ .

و شَرَفُ الْبَیَاضِ :مِن بِلاَدِ خَوْلاَنَ ، مِنْ جِهَهِ صَعْدَهَ .

و شَرَفُ قِلْحَاحٍ :قُلْعَهٌ علَی جَبَلِ قِلْحَاحٍ ، و قُرْبَ زَبِیدَ، حَرَسَها اللّه تعالَی،و سائرَ بلادِ المُسْلِمِین.

و الشَّرَفُ الأَعْلَی:جَبَلٌ آخَرُ هُنَالِکَ ، علیه حِصْنٌ مَنِیعٌ ، یُعْرَفُ بحِصْنِ الشَّرَفِ .

و الشَّرَفُ : ع،بِدِمَشْقَ ، وَ هو جَبَلٌ علَی طَرِیقِ حاجِّ الشَّامِ ،و یُعْرَفُ بشَرَفِ البَعْلِ ،و قیل:هو صُقْعٌ مِن الشَّامِ .

و شَرَفُ الْأَرْطَی:مَنْزِلٌ لِتَمِیمٍ مَعْرُوفٌ .

و شَرَفُ الرَّوْحَاءِ (1):بَیْنَها و بین مَلَلٍ مِن الْمَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ ، عَلَی سِتَّهٍ و ثَلاثِینَ مِیلاً،کَمَا فی صَحِیحِ مُسْلِمٍ ، فی تَفْسِیرِ

14- حدیثِ عائشه رضی الله عَنْهَا: «احْتَجَمَ (2)رَسُولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم یَوْمَ الْأَحَدِ بِمَلَل،علَی لَیْلَهٍ مِنَ الْمَدِینَهِ ،ثُمَّ رَاحَ فتَعَشَّی بشَرَفِ السَّیَّالَهِ ،و صَلَّی الصُّبْحَ بعِرْقِ الظُّبْیَهِ ». أو أَرْبَعِینَ أو ثَلاثِینَ ، علی اخْتِلافٍ فیه.

و مَوَاضِعُ أُخَرُ، سُمِّیتْ بالشَّرَفِ .

و شَرَفُ بنُ محمدٍ الْمَعَافِریُّ ،و علیُّ بنُ إبراهیمَ الشَّرَفیُّ ،کَعَرَبِیٍّ :مُحَدِّثَانِ ، أَمَّا الأخِیرُ فهو الفَقِیهُ الضَّرِیر، الذی رَوَی کتابَ المُزَنِیِّ عنه بِوَاسِطَهِ أَبِی الفَوَارِسِ ،و قد تقَدَّم له قَرِیباً،فهو تَکْرَارٌ ینْبَغِی التَّنْبِیهُ عَلَیه.

و شُرَیْفٌ ، کَزُبَیْرٍ:جَبَلٌ ، قد تَقَدَّمَ ذِکْرُهُ قریباً.

و أَیضاً: مَاءٌ لِبَنِی نُمَیْرٍ،بِنَجْدٍ، وَ منه

16- الحدیثُ : «مَا أُحِبُّ أَنْ أَنْفُخَ فی الصَّلاهِ و أَنْ لِی مَمَرّ الشَّرَفِ ».

و الشُّرَیْفُ لَهُ یَوْمٌ ،أو هو مَاءٌ یُقَال له:التَّسْرِیرُ، و مَا کان عَنْ یَمِینِهِ إلی الغَرِبِ شَرَفٌ ،و ما کان عَنْ یَسَارِهِ إلی الشَّرْقِ شُرَیْفٌ ، قال الأَزْهَرِیُّ :و قَوْلُ ابنُ السِّکِّیتِ فی الشَّرَفِ وَ الشُّرَیْفِ صَحِیحٌ (3).

و إِسْحَاقُ بنُ شَرْفَی ،کَسَکْرَی: مِن المُحَدِّثین،و هو شَیْخٌ لِلثَّوْرِیِّ ، کما فی التَّبْصِیرِ.

و شَرُفَ الرَّجُلُ ، کَکَرُمَ ،فهو شَرِیفٌ الْیَوْمَ ،و شَارِفٌ عَن (4)قلیل (5)کذا فی بَعضِ نُسَخِ الکتابِ ،و هو الصَّوابُ ، وَ مِثْلُه نَصُّ الجَوهَرِیِّ و الصَّاغَانِیِّ ،و صاحبِ اللِّسَانِ ،و فی أَکْثَرِهَا:عن قَرِیبٍ :أی سَیَصِیرُ شَرِیفاً ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، عن الفَرّاءِ،ج: شُرَفَاءُ ،کأَمِیرٍ،و أُمَرَاءَ،و أَشْرَافٌ ،کیَتِیمٍ ، وَ أَیْتَامٍ ،و عَلَیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ .

و شَرَفٌ ،مُحَرَّکَهً ، ظاهرُ سِیَاقِهِ أَنَّهُ مِن جُمْلَهِ جُمُوعِ الشَّرِیفِ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،فإنَّه قال:و الشَّرَفُ : الشُّرَفَاءُ ، وَ لکن الذی فی اللِّسَانِ :أنَّ شَرَفَاً ،مَحَرَّکَهً ،بمَعْنَی شَرِیفٍ ، وَ منه قَوْلُهم:هو شَرَفُ قَوْمِهِ ،و کَرَمُهم،أی شَرِیفُهم ، وَ کَرِیمُهم،و به فُسِّرَ مَا جَاءَ

17- فی حدیثِ الشَّعْبِیِّ : أَنَّه قیل للأَعْمَشِ :لِمَ لمْ تَسْتَکْثِر (6)عن الشَّعْبِی ؟قال:کان یَحْتَقِرُنِی،کنتُ آتِیهِ مع إِبْرَاهِیمَ ،فیُرَحِّبُ به،و یقُول لی:

اقْعُدْ ثَمَّ أَیُّهَا العَبْدُ،ثم یقول:

لاَ نَرَفْعُ الْعَبْدَ فَوْقَ سُنَّتِهِ

مَا دَامَ فِینا بِأَرْضِنَا شَرَفُ .

أی: شَرِیفٌ ،فتَأَمَّلْ ذلک.

و الشَّارِفُ مِن السَّهَامِ :الْعَتِیقُ الْقَدِیمُ ، نَقَلَهُ الجَوْهِریُّ ، وَ أَنْشَدَ لأَوْسٍ یَصِفُ صَائِداً:

یُقَلِّبُ سَهْماً رَاشَهُ بِمَنَاکِبٍ

ظُهَارٍ لُؤَامٍ فهْو أَعْجَفُ شَارِفُ (7)

ص:298


1- (1) الذی فی معجم البلدان« [1]شرف»و شرف السَّیّاله:بین ملل و الروحاء.
2- (2) فی معجم البلدان: [2]أصبح.
3- (3) الذی قاله ابن السکیت،کما نقله یاقوت،الشُریف وادٍ بنجد،فما کان عن یمینه فهو الشرف و ما کان عن یساره فهو الشریف. وَ الذی فی التهذیب عنه:و الشریف إلی جنبه(أی الشرف)یفرق بین الشرف و الشُریف وادٍ یقال له التسریر،فما کان مشرقا فهو الشریف و ما کان مغرّباً فهو الشرف.
4- (4) عن القاموس و بالأصل«من».
5- (5) فی القاموس:«قریب»و علی هامشه عن نسخه أخری:«قلیلٍ » کالأصل.
6- (6) عن اللسان و النهایه و بالأصل«تتکثر».
7- (7) دیوانه بروایه:فیسرّ سهماً.

و یقَالُ :سَهْمٌ شَارِفٌ ،إذا کان بَعِیدَ العهدِ بالصِّیانَهِ ، وَ قیل:هو الذی انْتَکَثَ رِیشُه و عَقَبُه،و قیل:هو الدَّقیقُ الطَّوِیلُ .

و الشَّارِفُ مِن النُّوقِ :الْمُسِنَّهُ الْهَرِمَهُ ، وَ قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هی النَّاقَهُ الهِمَّهُ ،و فی الأَسَاسِ :هی الْعَالِیَهُ السِّنِّ ،و منه

16- حدیثُ ابن زِمْلِ : «و إذا أَمامَ ذلک نَاقَهٌ عَجْفَاءُ شَارِفٌ ». کَالشَّارِفَهِ ،و قد شَرُفَتْ ، شُرُوفاً ، بالضَّمِّ ، کَکَرُمَ ، وَ نَصَرَ، وَ المصدرُ الذی ذکَره مِن باب نَصَرَ قِیاساً،و من بابِ کَرُمَ بخِلافِ ذلک: ج شَوَارِفُ ،و شُرُفٌ ،ککُتُبٍ ،و رُکَّعٍ ، وَ قال الجَوْهَرِیُّ :بضمِّ فسُکُونٍ ،و مِثْلُه بَازِلٌ ،و بُزْلٌ و عَائِدٌ وَ عُوذٌ، و شُرُوفٌ ،مِثْل عُدُولٍ ، وَ لا یُقَالُ للجَمَلِ : شَارِفٌ ، وَ أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

نَجَاه مِنَ الْهُوجِ الْمَرَاسِیلِ هِمَّه

کُمَیْت عَلَیْهَا کَبْرَهٌ فَهْیَ شَارِفُ

وَ نَقَلَ شیخُنَا عن تَوْشِیحِ الجَلالِ ،أَنَّهُ یُقَالُ للذَّکَرِ أَیضاً، وَ

1,14- فی حدیثِ علیٍّ رَضِیَ اللّه عنه: «أَصَبْتُ شَارِفاً مِن مَغْنَمِ بَدْرٍ،و أَعْطَانِی رسولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،[ شارفاً ] (1)فأَنَخْتُهُمَا ببابِ رَجُلٍ مِن الأَنْصَارِ،و حَمْزَهُ فی البَیْتِ ،و معه قَیْنَهٌ تُغَنِّیهِ :

أَلاَ یَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النَّوَاءِ

فَهُنَّ مُعَقَّلاَتٌ بِالْفِنَاءِ

ضَعِ السِّکِّینِ فی اللِّبَاتِ منها

وَ ضَرِّجْهُنَّ حَمْزَهُ بالدِّماءِ

وَ عَجِّلْ مِن أَطَایِبِها لشرفٍ (2)

طَعَاماً مِن قَدِیدٍ أو شِوَاءِ

فَخَرَجَ إِلیهما فَجَبَّ أَسْنِمَتَهما،و بَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا،و أَخَذَ أَکْبَادَهُمَا،فنَظَرْتُ إلی مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِی،فانْطَلَقْتُ إِلَی رَسُولِ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،فخَرَجَ و معه زَیْدُ بنُ حَارِثَهَ رَضِیَ اللّه عنه، حتی وَقَفَ عَلَیه،و تَغَیَّظَ ،فرَفَعَ رَأْسَهُ إِلیه،و قال:هَل أَنْتُمْ إِلاَّ عَبیدُ آبَائِی ؟فرَجَعَ رسولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سلّم یُقَهْقِرُ». قال ابنُ الأَثِیرِ:

هی جَمْعُ شَارِفٍ ،و تُضَمُّ رَاؤُهَا و تُسَکَّن تَخْفِیفاً،و یُرْوَی:ذَا الشَّرَفِ ،بفَتْحِ الرَّاءِ و الشِّینِ ،أی:ذا العَلاءِ و الرِّفْعَهِ .

و فی الحدیث:«أَتَتْکُمُ » کما هو نَصُّ العُبابِ و

14- الرِّوَایَهُ : «إِذَا کَانَ کَذَا و کَذَا أَنَّی أَنْ تَخْرُجَ بکُمُ الشُّرُفُ الجُونُ » .

بضَمَّتَیْنُ (3)أی:الْفِتَنُ الْمُظْلِمَهُ ، وَ هو تَفْسِیرُ النَّبِیِّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،حین

14- سُئِل:و ما الشُّرُفُ الجُونُ یا رَسُولَ اللّه ؟قال:«فِتَنٌ کقِطْعِ اللَّیْلِ المُظْلِمِ ». و قال أبو بکرٍ: الشُّرْفُ :جَمْعُ شَارف ، وَ هی النَّاقَهُ الهَرِمَهُ ،شَبَّهُ الفِتَنَ فی اتِّصالِهَا،و امْتِدَادِ أَوْقَاتِهَا بالنُّوقِ المُسِنَّهِ السُّودِ،و الجُونُ :السُّودُ،قال ابنُ الأَثِیرِ:

هکذا یُرْوی،بسُکُونِ الرَّاءِ،و هو جَمْعٌ قَلِیلٌ فی جَمْعِ فاعِلٍ ،لم یَرِدْ إِلاَّ فی أَسْمَاءٍ مَعْدُودَهٍ و یُرْوَی: «الشُّرْقُ الْجُونُ »، بِالْقَافِ ، جَمْعُ شَارِقٍ ، أی:الْفِتَنْ الطَّالِعَهُ ، مِن نَاحِیَهِ المَشْرِقِ ،نَادِرٌ لم یَأْتِ مِثْلُه إِلا أَحْرُفٌ مَعْدُودَهٌ ،مِثْل بَازِلٍ و بُزْلٍ ،و حَائِلٍ و حُولٍ ،و عَائِذٍ و عُوذٍ،و عَائِطٍ و عُوطٍ .

و الشُّرْفُ (4)أَیْضاً مِن الْأَبْنِیَهِ :مَا لَها شُرَفٌ ،الْوَاحِدَهُ شَرْفَاءُ ، کحَمْرَاءَ و حُمْرٍ،و منه

16- حدیثُ ابنُ عَبَّاسٍ :رَضِیَ اللّه عنهما: «أُمِرْنَا أَنْ نَبْنِی المَسَاجِدَ جُمًّا،و المَدائِنَ شُرْفاً » (5).

وَ فی النِّهَایَهِ :أرادَ بالشُّرْفِ 5التی طُوِّلَتْ أَبْنَیتُهَا بالشُّرَفِ ، الوَاحِدَهُ شُرْفَهٌ .

[ و الشَّوَارِفُ :وِعَاءُ الخَمْرِ مِن خابِیهٍ و نحوها ] (6).

و الشَّارُوف :جَبَلٌ ، قال الجَوْهَرِیُّ :مُوَلَّدٌ.

قال: و المِکْنَسَهُ تُسَمَّی شَارُوفاً ،و هو مُعَرَّبُ جَارُوبْ ، وَ أَصْلُه جَای رُوبْ ،أی کَانِسُ المَوْضِعِ .

و شَرَافِ ، کَقَطَامِ :ع بَیْنَ وَاقِصَهَ و الفَرْعَاءِ، أَوْ مَاءَهٌ لِبَنِی أَسَدٍ، وَ منه

17- حدیثُ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِی اللّه عَنْه: «یُوشِک أَنْ لا یَکُونَ بَیْنَ شَرَافِ و أَرْضِ کذا و کذا جَمَّاءُ،و لا ذَاتُ قَرْنٍ ،قیل:و کیف ذاک ؟قال:«یکونُ النَّاسُ صُلاَمَاتٍ ، یَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ ». و قال المُثَقِّبُ العَبْدِیُّ :

مَرَرْنَ عَلَی شَرَافِ فَذَاتِ رَجْلٍ

وَ نَکَّبْنَ الذَّرَانِحَ بالْیَمِینِ (7)

ص:299


1- (1) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.
2- (2) فی المطبوعه الکویتیه:لشرب.
3- (3) ضبطت،ضبط حرکات،فی النهایه و [1]اللسان [2]بضم فسکون.و سیرد بعد أسطر أن ابن الأثیر نص علی الضم و السکون.
4- (4) کذا ضبطت فی القاموس،و التنظیر یقتضی إسکان الراء و ضبطت فی التکمله بالقلم بضم فسکون قال:و الشُّرْفُ التی لها شُرَف.
5- (5) ضبطت بضم ففتح عن النهایه و اللسان و التهذیب.و فی التکمله بضم فسکون.
6- (6) ما بین معقوفتین سقط من الأصل و استدرکناه عن القاموس.
7- (7) المفضلیه 76 بیت رقم 6 ذات رجل بفتح الراء و کسرها.و الذرانح موضع بین کاظمه و البحرین.

و بِنَاؤُه علَی الکَسْرِ هو قَولُ الأَصْمَعِیِّ ،و أَجْرَاهُ غیرُه مُجْرَی ما لا یَنصَرِفُ مِن الأَسْمَاءِ، أَو هو: جَبَلٌ عَالٍ ،أَو یُصْرَفُ ، و منه قَوْلُ الشَّمَّاخِ :

مَرَّتْ بنَعْفَیْ شَرَافٍ و هی عَاصِفَهٌ

تَخْدِی علَی بَسَرَاتٍ غیْرِ أَعْصَالِ (1)

أو هو کَکِتَابٍ ،مَمْنُوعاً من الصَّرْفِ ،فصار فیه ثَلاثُ لُغَاتٍ .

و شُرَافٌ ، کَغُرَابٍ :مَاءٌ غیرُ الذی ذُکِرَ.

و شَرَفَهُ ،کَنَصَرَهُ ، شَرْفاً : غَلَبَهُ شَرَفاً ، فهو مَشْرُوفٌ ،زاد الزَّمَخْشَرِیُّ :و کذا: شَرُفْتُ عَلَیه،فهو مَشْرُوفٌ عَلَیه، أَو طَالَهُ فی الْحَسَبِ ، وَ قال ابنُ جِنِّی: شَارَفَهُ فَشَرَفَهُ ، یَشْرُفُه :

فَاقَه فی الشَّرَفِ ، و شَرَفَ الْحَائِطَ ، یَشْرُفُه ، شَرْفاً : جَعَلَ لَهُ شُرْفَهً ، بالضَّمِّ ،و سَیَأْتِی قریباً. و قَوْلُ بِشْرِ بنِ المُعْتَمِر:

وَ طَائِرٌ أَشْرَفُ ذُو جُرْدَهٍ (2)

وَ طَائِرٌ لیْسَ له وَکْرُ

قال عمرو: الْأَشْرَفُ مِن الطَّیرِ: الْخُفَّاشُ لأَنَّ لأُذُنَیْهِ حَجْماً ظاهِرًا،و هو مُتَجَرِّدٌ مِن الزِّفِّ و الرِّیشِ ،و هو طائرٌ یَلِدُ و لا یَبِیضُ ،و قَوْلُهُ : و طَائِرٌ آخَرُ و لا وَکْرَ له هکذا هو فی النُّسَخِ ،و لا یَخْفَی أَنَّه تَفسِیرٌ للمِصْرَاعِ الأَخِیرِ مِنَ البَیْتِ ، الذی ذَکَرْنَاه لِبِشْرٍ،لأَنَّه من مَعَانِی الأَشْرَفِ ،و انْظُرْ إلی نَصِّ اللِّسَانِ ،و العُبَابِ ،بَعْدَ ذِکْرِ قَوْلِ بِشْرٍ،ما نَصُّه:

وَ الطائِر الذِی لا وَکْرَ له،هو طائِرٌ یُخْبِرُ عنه البَحْرِیُّون أَنَّه لا یَسْقُطُ إِلاَّ رَیْثَمَا یَجْعَلُ لِبَیْضِهِ أُفْحُوصاً مِن تُرَابٍ ،و یِبَیضُ ، وَ یُغطِّی عَلَیْهِ ، و لا یَخْفَی أنَّ قَوْلَهُ :و یَبِیضُ ،لیس فیما نَصَّ عَلیه الصَّاغَانِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ عن البَحْرِیِّین،و هو بَعْدَ قَوْلِه:لِبَیْضِهِ ،غیرُ مُحْتَاجَ إلیه، و یَطِیرُ أی:ثُمَّ یَطِیرُ فی الهَوَاءِ، و بَیْضُهُ یتَفَقَّسُ (3)،و فی بعض النسخ:یَنْفَقِشُ بِنَفْسِهِ ،عندَ انْتِهَاءِ مُدَّتِهِ ، فإِذا أَطَاقَ فَرْخُهُ الطَّیَرَانَ کَانَ کَأَبَوَیْهِ فی عَادَتِهِمَا، فهذه العِبَارَهُ سِیَاقُهَا فی وَصْفِ الطَّیْرِ الآخَرِ،الذِی قَالَهُ بِشْرٌ فی المِصْرَاعِ الأَخِیرِ،فتَأَمَّلْ ذلک.

و مَنْکِبٌ أَشْرَفُ .عَالٍ ، وَ هو الذی فیه ارْتِفَاعٌ حَسَنٌ ،و هُوَ نَقِیضُ الأَهْدَإِ.

و أُذُنٌ شَرْفَاءُ :طَوِیلَهٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و زاد غیرُه:قَائِمَهٌ مُشْرِفَهٌ ،و کذلک الشُّرَافِیَّهُ .

قال: و شُرْفَهُ الْقُصْرِ،بِالضَّمِّ :م معروف، ج شُرَفٌ ، کَصُرَدٍ، جَمْعُ کَثْرَهٍ ،و منه

14- حدیث المَوْلِدِ: «ارتَجَسَ إِیوَانُ کِسْرَی،فَسَقَطَتْ مِنْهُ أَرْبَعَ عَشْرَهَ (4)شُرْفَهً ». و یُجْمَع أَیضاً علی شُرفاتٍ ،بضَمِّ الرَّاءِ و فَتْحِهَا و سُکُونِها،و یُقَال أَیضاً:إِنَّهَا جَمْعُ شُرُفَهٍ ،بضَمَّتَیْنِ ،و هو جَمْعُ قِلَّهٍ ،لأَنَّهُ جَمْعُ سَلامَهٍ ، قال الشِّهَابُ : شُرُفَاتُ القَصْرِ:أَعالِیهِ ،هکذا فَسَّرُوه،و إِنَّما هی ما یُبْنَی علی أَعْلَی الحائطِ مُنْفَصِلاً بَعْضُه مِن بَعْضٍ ، علَی هَیْئَهٍ مَعْرُوفَهٍ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : شُرْفَهُ الْمَالِ :خِیَارُهُ .

و قَوْلُهُم: إِنِّی أَعُدُّ إِتْیَانَکُمْ شُرْفَهً ،بِالضَّمِّ ، وَ أَرَی ذلک شُرْفَهً ، أیْ فَضْلاً،و شَرَفاً أَتَشَرَّفُ به.

و شُرُفَاتُ الْفَرَسِ ،بِضَمَّتَیْنِ :هَادِیهِ ،و قَطَاتُهُ .

و أُذُنٌ شُرَافِیَّهٌ ،و شُفَارِیَّهٌ : إذا کَانَتْ عَالِیَهً طویلهً ،علیها شَعَرُ.

و قال غیرُه: نَاقَهٌ شُرافِیَّهٌ :ضَخْمَهُ الْأُذُنَیْنِ ،جَسِیمَهٌ ، وَ کذلک نَاقَهٌ شَرْفَاءُ .

و الشُّرَافیُّ ، کغُرَابِیٍّ : ثِیَابٌ بِیضُ ،أَو هو مَا یُشْتَری مِمَّا شارَفَ أَرْضَ الْعَجَمِ مِن أَرْضِ الْعَرَبِ ، وَ هذا قَوْلُ الأصْمَعِیِّ .

و مِن المَجَازِ: أَشْرَافُکَ :أُذُنَاکَ و أَنْفُکَ ، هکذا ذکَرُوا، وَ لم یذْکُرُوا لها واحداً،و الظَّاهرُ أنَّ وَاحِدَهَا شَرَفٌ ،کسَبَبٍ وَ أَسْبَابٍ ،و إِنَّمَا سُمِّیَتِ الأُذُنُ و الأَنْفُ شَرْفَاءَ ،لِبُرُوزِهَا وَ انْتِصَابِهَا،و قَال عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ العِبَادِیُّ :

کَقَصِیرٍ إذْ لم یَجِدْ غَیْرَ أَنْ جَدْ

دَعَ أَشْرَافَهُ لشُکْرٍ (5)قَصِیرُ

وَ فی المُحْکَمِ : الأَشْرَافُ :أَعْلَی الإِنْسَانِ ،و اقْتَصَرَ الزَّمَخْشَرِیُّ علی الأَنْف.

و الشِّرْیَافُ ،کَجِرْیالٍ :وَرَقُ الزَّرْعِ إذا طَالَ و کَثُرَ،حتی

ص:300


1- (1) دیوانه،بروایه:علی یسرات،بالیاء.
2- (2) بالأصل«ذو حزره»و التصویب عن التکمله و اللسان [1]ط دار المعارف.
3- (3) عن القاموس،و [2]بالأصل«یتقس».
4- (4) بالأصل:«أربعه عشر».
5- (5) فی اللسان و الأساس:لمکر قصیر.

یُخَافَ فَسَادُهُ ،فَیُقْطَعَ ، نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ ،و قد شَرْیَفَهُ ،و النُّونُ بَدَل الیَاءِ،لُغَهٌ فیه،و هما زَائِدَتان کما سیأتی.

و مَشَارِفُ الأَرْضِ :أَعَالِیهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و مَشَارِفُ الشَّامِ :قُرًی مِن أَرْضِ العَرَبِ ،تَدْنُو مِن الرِّیفِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عن أبی عُبَیْدَهَ ،و قال غَیْره:مِن أَرْضِ الیَمَنِ ،و

16- قد جاءَ فی حدیثِ سَطِیحٍ : «کان یسکُن مَشَارِفَ الشَّامِ ». و هی:کُلُّ قَرْیَهٍ بَیْنَ بلادِ الرِّیفِ و بَیْنَ جَزِیرَهِ العَرَبِ ،لأَنَّهَا أَشْرَفَتْ علَی السَّوادِ،و یُقَال لها أَیضاً:

المَزَارِعُ ،کما تقدَّم،و البَرَاغِیلُ کما سَیَأْتِی،قال أَبو عُبَیْدَهَ :

مِنْهَا السُّیُوفُ الْمَشْرَفِیَّهُ ،بِفَتْحِ الرَّاءِ، یُقَال:سَیْفٌ مَشْرَفیٌّ ، وَ لا یُقَال: مَشَارِفیٌّ ،لأَنَّ الجَمْعَ لا یُنْسَبُ إِلیه إذا کان علَی هذا الوَزْنِ ،لا یُقَال:مَهَالِبِیٌّ ،و لا:جَعَافِرِیٌّ ،و لا:

عَبَاقِرِیٌّ ،کما فی الصِّحاحِ ،و قال کُثَیِّرٌ:

فما تَرَکُوهَا عَنَوَهً عن مَوَدَّهٍ

وَ لکنْ بحَدِّ المَشْرَفیِّ اسْتَقالَها (1)

وَ قال رُؤْبَهُ :

و الحَرْبُ عَسْرَاءُ اللِّقَاحِ المُغْزِی

بالمَشْرِفِیَّاتِ و طَعْنٍ وَخْزِ

وَ فی ضِرَامِ السِّقْطِ : مَشْرَفٌ :اسْمُ قَیْنٍ ،کان یَعْمَلُ السُّیُوفَ .

و أَبو الْمَشْرَفیِّ ، بفَتْحِ المِیمِ و الرَّاءِ،بِاسْمِ السَّیْفِ :

عَمْرُو بنُ جَابِرِ الحِمْیَرِیُّ ،یُقَال: إنَّه أَوَّلُ مَوْلُودٍ بِوَاسِطَ .

و أَبو المَشْرَفیِّ (2): کُنْیَهُ لَیْثٍ ،شَیْخِ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ ، وَ خَالِدٍ الحَذَّاءِ الرَّاوِی عَن أَبی مَعْشَرٍ زِیَادِ بنِ کُلَیْبٍ التمِیمِیِّ الکُوفیِّ ،الرَّاوِی عن إِبْراهِیمَ النَّخَعِیِّ ،قلتُ :و هو لَیْثُ بنُ أَبی سُلَیْمٍ اللَّیْثِیُّ الکُوفیُّ ،هکذا ذَکَرَه المُزَنِیُّ .و قد ضَعَّفُوه لاِخْتِلاطِهِ ،کما فی دیوان الذَّهَبِیِّ .

و شَرِفَ الرَّجُلُ ، کَفَرِحَ :دَامَ علَی أَکْلِ السَّنَامِ .

و شَرِفَتِ الْأُذُنُ ، شَرَفاً ، و کذا شَرِفَ الْمَنْکِبُ : أی ارْتَفَعَا، وَ أَشْرَفَا ،و قیل:انْتَصَبا فی طُولٍ .

و شَرُفَ الرَّجُلُ ، کَکَرُمَ شَرَفاً ،مُحَرَّکَهً ، وَ شَرَافَهً : علاَ فی دِینٍ أو دُنْیَا، فهو شَرِیفٌ ،و الجَمْعُ : أَشْرَافٌ ،و قد تقدَّم.

و أَشْرَفَ الْمَرْبَأَ:عَلاَهُ ، کَشَرَّفَهُ ، تَشْرِیفاً ،هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ ، کتَشَرَّفَهُ ، و شَارَفَهُ ، مُشَارِفَهً ،و فی الصِّحاحِ : تَشَرَّفْتُ المَرْبَأَ،و أَشْرَفْتُهُ :أی عَلَوْتُهُ ،قال العَجَّاجُ :

و مَرْبَإِ عَالٍ لِمَنْ تَشَرَّفَا

أَشْرَفْتُهُ بلا شَفًی أو بِشَفَی (3)

وَ فی اللِّسَانِ :و کذلک أَشْرَفَ علَی المَرْبَإِ:عَلاهُ .

و أشْرَفَ عَلَیْهِ :اطَّلَعَ عَلَیه مِن فَوْقٍ ،و ذلک الْمَوْضِعُ مُشْرَفٌ ،کَمُکْرَمٍ ، وَ منه

16- الحدیثُ : «ما جاءَک مِن هذا المَالِ وَ أنْتَ غَیْرَ مشْرِفٍ (4)و لا سَائِلٍ ،فَخُذْهُ ».

و أَشْرَفَ الْمَرِیضُ علَی الْمَوْتِ : إذا أَشْفَی علیه.

و أَشْرَفَ عَلَیْهِ :أَشْفَقَ ، قال الشَّاعِرُ،أَنْشَدَهُ اللَّیْثُ :

وَ مِنْ مُضَرَ الْحَمْرَاءِ إِشْرَافُ أَنْفُسٍ

علینا و حَیَّاهَا إِلَیْنَا تَمَضَّرَا

و مُشْرِفٌ ،کَمُحْسِنٍ :رَمْلٌ بِالدَّهْنَاءِ قال ذُو الرُّمَّهِ :

إِلَی ظُعُنٍ یَعْرِضْنَ أَجْوَازَ مُشْرِفٍ

شِمَالاً و عَنْ أَیْمَانِهِنَّ الْفَوَارِسُ (5)

و مُشَرَّفٌ ، کَمُعَظَّمٍ :جَبَلٌ . قال قَیْسُ بن عَیْزارَهَ :

فإِنَّکَ لَوْ عَالَیْتَهُ فی مُشَرَّفٍ

مِن الصُّفْرِ أَوْ مِن مُشْرِفَاتِ القَّوائِم (6)

هکذا فَسَّرَه أَبو عمرٍو،و قال غیرُه:أی فی قَصْرٍ ذِی شُرُفٍ مِن الصُّفْرِ.

ص:301


1- (1) فی معجم البلدان« [1]مشرف»بروایه:«فما أسلموها»و قبله: أحاطت یداه بالخلافه بعد ما أراد رجالٌ آخرون اغتیالها.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و أبو المشرف».
3- (3) قال الجوهری:بلا شفاً أی حین غابت الشمس،أو بشفا أی بقیت من الشمس بقیه،یقال عند غروب الشمس:ما بقی منها إلا شفاً،عن اللسان. [2]
4- (4) ضبطت عن اللسان و [3]النهایه بکسر الراء،و فسره ابن الأثیر:أراد ما جاءک منه و أنت غیر متطلع إلیه و لا طامع فیه.فوقوعه بالأصل شاهداً بعد قوله:مشرَف کمکرَم یعنی بفتح الراء خطأ.
5- (5) معجم البلدان [4]بروایه:«یقطعن»بدل«یعرضن».
6- (6) معجم البلدان بروایه:«مشرفات التوائم»و لم أجده فی دیوان الهذلیین فی شعره،و البیت من قصیده له فی شرح أشعار الهذلیین 601/2.

و شَرِیفَهُ ،کَسَفِینَهٍ بنتُ محمدِ بنِ الفَضْلِ الفُرَاوِیِّ ، حَدَّثَتْ عن جَدّها لأُمِّهَا طَاهِرٍ الشَّحَامِیِّ ،و عنها ابنُ عَسَاکِرَ.

و شَرَّفَ اللّه الْکَعْبَهَ ، تَشْرِیفاً ، مِن الشَّرَفِ ، مُحَرَّکَهً ،و هو المَجْدُ.

و شَرَّفَ فُلاَنٌ بَیْتَهُ ، تَشْرِیفاً : جَعَلَ له شُرَفاً ، وَ لَیْسَ مِن الشَّرَفِ .

و تَشَرَّفَ الرَّجُلُ : صَارَ مُشَرَّفاً مِن الشَّرَفِ .

و تُشُرِّفَ الْقَوْمُ ،بِالضَّمِّ ، أی مَبْنِیًّا للمَجْهُولِ : قُتِلَتْ أَشْرَافُهُم ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و اسْتَشْرَفَهُ حَقَّهُ :ظَلَمَهُ ، وَ منه قَوْلُ ابنِ الرِّقَاعِ :

وَ لَقَدْ یَخْفِضُ الْمُجَاوِرُ فیهمْ

غَیْرَ مُسْتَشْرَفٍ و لاَ مَظْلُومِ

و اسْتَشْرَفَ الشَّیْ ءَ:رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَیْهِ ،و بَسَطَ کَفَّهُ فَوْقَ حَاجِبهِ ،کَالْمُسْتَظِلِّ مِن الشَّمْسِ ، نَقَلهُ الجوْهَرِیُّ ،قال:

وَ منه قَولُ الحُسَیْنِ بنِ مُطَیْرٍ الأَسَدِیّ :

فَیَا عَجَباً للنَّاسِ یَسْتَشْرِفُونَنِی

کَأَنْ لم یَرَوْا بَعْدِی مُحِبًّا و لا قَبْلِی

وَ أَصْلُه مِن الشَّرَفِ :العُلُوّ؛فإِنَّه یُنْظَر إلیه مِن مَوْضِعٍ مُرْتَفِعٍ ،فیکونُ أَکْثَرَ لإِدْرَاکِه،و

16- فی حدیثِ الفِتَنِ : «و مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ (1)،فمَن وَجَدَ مَلْجَأً أو مَعَاذاً فَلْیَعُذْ بِه».

و منه

1- حدیثُ الأَضْحِیَهِ ،عن علیٍّ رَضِیَ اللّه عنه: «أُمِرْنَا أَن نَسْتَشْرِفَ الْعَیْنَ و الأُذُنَ ». أی نَتَفَقَّدَهُما، و نَتَأَمَّلَهُمَا، أی نَتَأَمَّلُ سلامَتَها (2)مِن آفَهٍ بهما، لِئَلاَّ یَکُون فِیهِما نَقْصٌ ،مِن عَوَرٍ أو جَدْع، فآفَهُ العَیْنِ العَوَرُ،و آفَهُ الأُذُنِ الجَدْعُ ،فإِذا سَلِمَتِ الأُضْحِیَهُ منهما جَازَ أَنْ یُضَحَّی[بها] (3)،و قیل:

مَعْنَاه أیْ نَطْلُبَهُمَا شَرِیفَیْنِ ، هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :

شَرِیفَتَیْن بِالتَّمَامِ سلاَمهِ ،و قیل:هو مِن الشُّرْفَهِ ،و هو خِیَارُ المالِ ،أی:أُمِرْنَا أَن نَتَخَیَّرَهُمَا.

و شَارَفَهُ ، مُشارَفَهً : فَاخَرَهُ فی الشَّرَفِ ، أَیُّهما أَشْرَفُ ، فَشَرَفَهُ :إذا غَلَبَهُ فی الشَّرَفِ .

و اسْتَشْرَفَ :انْتَصَبَ ، وَ منه

14- حدیثُ أَبِی طَلْحَهَ ،رضی الله تعالَی عنه: «أَنَّه کانَ حَسَنَ الرَّمْیِ ،فکان إذا رَمَی اسْتَشْرَفَهُ النَّبیُّ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم،لِیَنْظُرَ إِلَی مَواقِعِ (4)نَبْلِهِ ». قال:

تَطَالَلْتُ و اسْتَشْرَفْتُهُ فَرَأَیْتُهُ

فقُلْتُ له:آأَنْتَ زَیْدُ الأَرَامِلِ ؟

و فَرَسٌ مُشْتَرِفٌ : أی مُشْرِفُ الْخُلْقِ .و شَرْیَفَهُ :قَطَعَ شِرْیَافَه *و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الاشْتِرَافُ :الانْتِصَابُ ،نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ .

وَ التَّشْرِیفُ :الزِّیَادَهُ ،و منه قَوْلُ جَرِیرٍ:

إذا ما تَعَاظَمْتُمْ جُعُورًا فَشَرِّفُوا

جَحِیْشاً إِذَا أَبَتْ مِنَ الصَّیْفِ عِیرُهَا

قال ابنُ سِیدَهُ :أَرَی أنَّ مَعْنَاهُ :إذا عَظُمَتْ فی أَعْیُنِکم هذه القَبِیلهُ مِن قبَائِلِکم،فَزِیدُوا منها فی جَحِیشِ هذه القَبِیلَهِ القَلِیلَهِ .

وَ الجَمْعُ أَشْرَافٌ (5)،کسَبَبٍ و أَسْبَابٍ ،قال الأَخْطَلُ :

وَ قد أَکَلَ الْکِیرَانُ أَشْرَافَهَا الْعُلَی

وَ أُبْقِیَتِ الْأَلْوَاحُ و الْعَصَبُ السُّمْرُ

قال ابنُ بُزُرْجَ :قالُوا:لک الشُّرْفَهُ فی فُؤَادِی علَی النَّاسِ .

وَ أَشْرَفَ علَی الشَّیْ ءِ،کتَشَرَّف عَلَیه.

وَ نَاقَهٌ شَرْفَاءُ : شُرَافِیَّهٌ .

وَ ضَبٌّ شُرَافیٌّ :ضَخْمُ الأُذُنَیْنِ ،جَسِیمٌ ،و یَرْبُوعٌ شُرَافیٌّ :کذلک،قال:

وَ إِنِّی لأَصْطَادُ الْیَرَابِیعَ کُلَّهَا

شُرَافِیَّهَا و التَّدْمُرِیَّ الْمُقَصَّعَا (6)

وَ أَشْرَفَ لک الشَّیءُ:أَمْکَنَکَ .

ص:302


1- (1) فی النهایه و [1]اللسان:« [2]استشرفت له»و فسره ابن الأثیر:أی من تطلّع إلیها و تعرّض لها واتته،فوقع فیها.
2- (2) فی المطبوعه الکویتیه:«سلامتها»تحریف.
3- (3) زیاده عن التهذیب و اللسان.
4- (4) عن النهایه و اللسان و [3]بالأصل«موضع».
5- (5) کذا بالأصل،و ثمه نقص فی الکلام،تمامه فی اللسان:و [4]الشُّرْفه: أعلی الشیء،و الشَّرَف کالشُّرفه،و الجمع أشراف.
6- (6) و یروی:«شفاریها»بدل«شرافیها».

و شَارَفَ الشَّیْ ءَ:دَنَا منه،و قَارَبَ أَنْ یَظْفَرَ به،و قیل:

تَطَلَّعَ إِلَیْهِ ،و حَدَّثَتْهُ نَفْسُه بِهِ ،و تَوَقَّعَهُ .

وَ منه:فُلانٌ یتَشَرَّف إِبِلَ فُلانٍ ،أی:یَتَعَیَّنُهَا،نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ (1).

وَ شَارَفُوهُمْ : أَشْرَفُوا علیهم.

وَ الإِشْرَافُ :الحِرْصُ و التَّهَالُکُ ،و منه

16- الحدیثُ : «مَنْ أَخَذَ الدُّنْیَا بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَم یُبَارَکْ له فیها». و قال الشاعر:

لَقَدْ عَلِمْتُ و مَا الْإِشْرَافُ مِنْ طَمَعِی

أنَّ الذی هُوَ رِزْقی سَوْفَ یَأْتِینِی (2)

وَ نُهْبَهٌ ذَاتُ شَرَفٍ :أی ذَاتُ قَدْرٍ و قِیمَهٍ و رِفْعَهٍ ،یَرْفَعُ النَّاسُ أَبْصَارَهم إِلیها،و یَسْتَشْرِفُونَهَا ،و یُرْوَی بالسِّینِ ،و قد أَشَارَ له المُصَنِّفُ فی«س ر ف».

وَ اسْتَشْرَفَ إِبِلَهم:تَعَیَّنَها لِیُصِیبَها بالعَیْنِ .

وَ دَنٌّ شَارِفٌ :قَدِیمُ الخَمْرِ،قال الأَخْطَلُ :

سُلاَفَهٌ حَصَلَتْ مِنْ شَارِفٍ حَلِقٍ

کَأَنَّمَا فَارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُ

وَ شَرَّفَ النَّاقَهَ ، تَشْرِیفاً :کادَ یَقْطَعُ أَخْلافَهَا بالصَّرِّ،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

جَمَعْتُهَا مِنْ أَیْنُقٍ غِزَارِ

مِن اللَّوا شُرِّفْنَ بِالصِّرَارِ

أرادَ:مِنَ اللَّوَاتِی،و إِنَّمَا یُفْعَلُ ذلک بها لیَبْقَی بُدْنُها وَ سِمَنُهَا،فیُحْمَل علیها فی السَّنَهِ المُقْبِلَهِ .

وَ ثَوْبٌ مُشَرَّفٌ :مَصْبُوغٌ أَحْمَرُ،و قال أَیضاً:العُمَرِیَّهُ :

ثِیَابٌ مَصْبُوغَهٌ بالشَّرَفِ ،و هو طِینٌ أَحْمَرُ،و ثَوْبٌ مُشَرَّفٌ :

مَصْبُوغٌ بالشَّرَفِ ،و أَنْشَدَ:

أَلا لا یَغُرَّنَّ (3)امْرَأً عُمَرِیَّهٌ

علَی غَمْلَجٍ طَالَتْ و تَمَّ قَوَامُهَا

وَ یُقال: شَرْفٌ و شَرَفٌ للْمَغْرَهِ ،و قال اللَّیْثُ : الشَّرَفُ :[شجرٌ له] (4)صِبْغٌ أَحْمَرُ،یُقال له:الدَّارْ بَرْنَیان،و قال الأَزْهَرِیُّ :و القَوْلُ ما قَالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ فی المُشَرَّفِ (5).

وَ کَعْبُ بنُ الأشْرَفِ ،مِن رؤَسَاءِ الیهُودِ.

وَ أَبو الشَّرْفَاءِ :مِن کُنَاهم،قال:

أَنا أبو الشَّرْفَاءِ مَنَّاعُ الْخَفَرْ

أَراد:مَنَّاعَ أَهْلِ الخَفَرِ.

وَ الشُّرَفَا ،و الأَشْرَفِیَّاتُ ،و مُنْیَهُ شَرَفٍ ،و مُنْیَهُ شَرِیفٍ :قُرًی بمصرَ،من أَعْمَالِ المَنْصُورَهِ ،و مُنْیَهُ شَرِیفٍ :أُخْرَی من الغَرْبِیَّهِ ،و أُخْرَی مِن المَنُوفِیَّهِ .

وَ مُشَیْرَفُ ،مُصَغَّرًا:قَرْیَهٌ بالمَنُوفِیَّهِ ،و هی فی الدِّیوانِ :

شُمَیْرَفُ ،بتَقْدِیمِ الشّینِ ،کما سیأتِی.

وَ کزُبَیْرٍ: شُرَیْفُ بنُ جِرْوَهَ بنِ أُسَیْدِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِیمٍ .

فی نَسَبِ حَنْظَلَهَ الکاتبِ .

وَ إِبراهیمُ بنُ شُرَیْفٍ ،عن أبی طالبِ بنِ سَوادَهَ ،و عنه عُمَرُ بنُ إبراهیمَ الحَدَّادُ.

وَ شِرَافَهُ ،بالکَسْرِ:قَرْیَهٌ بالمَوْصِلِ ،ذکَرَه ابنُ العَلاءِ الفَرَضِیِّ .

وَ شُرَّافَهُ المَسْجِدِ،کتُفَّاحهٍ ،و الجَمْعُ : شَرَارِیفُ ،هکذا اسْتَعْمَلَهُ الفُقَهَاءُ،قال شیخُنَا:و هو من أَغْلاطِهِم،کما نَبَّه علیه ابنُ بَرِّیّ ،و نَقَلَهُ الدَّمَامِینِیُّ فی شَرْحِ التَّسْهِیلِ .

وَ قَطَع اللّه شُرُفَهُمْ -بضَمَّتَیْنِ - أی:أُنُوفَهم،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ .

شرنف

الشِّرْنَافُ ،بالنُّونِ ، أَهْمَلَهُ الجَوهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو کَالشِّریَافِ ،بِالْیَاءِ التَّحْتِیَّهِ :الذی تقدَّم ذِکْرُه فی التی تقدَّمَتْ .

و یُقَالُ : شَرْنَفَ الزَّرْعَ : إذا قَطَعَ شِرْنَافَهُ ، وَ ذلک إذا طَالَ وَ کَثُرَ حتی یُخَافَ فَسَادُهُ ،و هی کلمهٌ یَمانِیَهٌ ،و شَکَّ الأَزْهَرِیُّ فی الشِّرْنَافِ ،و شَرْنَفْتُ ،أَنَّهما بالیَاءِ أو بالنُّونِ ،و جَعَلَهما زَائدتَیْنِ (6).

ص:303


1- (1) الذی فی الصحاح:«و استشرفت إِبلهم:أی تعیّنتها»زید فی التهذیب:لتصیبها بالعین.و سیرد هذا المعنی قریباً.
2- (2) اللسان و [1]بهامشه:قوله:«من طمعی»فی شرح ابن هشام لبانت سعاد: من خُلُقی.
3- (3) التهذیب و اللسان: [2]لا تغرّن.
4- (4) زیاده عن التهذیب.و سقطت لفظه«شجر»من اللسان. [3]
5- (5) کذا بالأصل و اللسان،و [4]فی التهذیب:فی تفسیر الشَّرَف.
6- (6) قول الأزهری کما حکاه فی التهذیب«شرف»:قلت،لا أدری هو شرنفوا زرعهم بالنون أو شریفوا بالیاء،و أکبر ظنی أنه بالنون لا بالیاء.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

شِهَابُ (1)بنُ شُرْنُفَهَ المجَاشِعِیُّ ،کقُنْفُذَهٍ ،بَصْرِیٌّ ،أَدْرَکَ الحَسَنَ ،ضَبَطَهُ الحافِظُ هکذا.

شرهف

شَرْهَفَ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحبُ اللِّسَانِ ،و قال أَبو تُرَابٍ : شَرْهَفَ فی غِذاءِ الصَّبِیِّ ،مِثْل سَرْهَفَ ، إذا أَحْسَنَ غِذَاءَهُ ، و غُلامٌ مُشْرَهِفُّ ،کَمُشْمَعِلٍّ :

جَافُّ (2)الرَّأْسِ ،شَعِثٌ ،قَشِفٌ ، کما فی العُبَابِ .

شسف

الشَّاسِفُ :الْیَابِسُ ضُمْرًا و هُزَالاً، کالشَّاسِبِ ، عن یَعْقُوبَ ،قال الأَصْمعِیُّ :الشَّاسِب:الضَّامِرُ، وَ الشَّاسِفُ :أشَدُّ مِنْه ضَمْرًا.

و قال أَبو عمرٍو:و هو الْقَاحِلُ .

و قَدْ شَسَفَ البَعِیرُ کنَصَرَ،و کَرُمَ الثانیهُ عَن ابنِ دُرَیْدٍ (3)، شُسُوفاً کقُعُودٍ،و شَسَافَهً ، بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ، قال الصَّاغَانِیُّ :و الکَسْرُ أَکْثَرُ،و فیه لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ : یَبِسَ ، وَ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علَی اللُّغَهِ الأُولَی،و أَنْشَدَ لابنِ مُقْبِلٍ :

إِذَا اضْطَغَنْتُ سِلاَحی عِنْدَ مَغْرِضِهَا

وَ مِرْفَقٍ کَرِئَاسِ السَّیْفِ إِذْ شَسَفَا

وَ أَنْشَدَ الصَّاغَانِیُّ لِلَبِیدٍ رَضِیَ اللّه تعالَی عنه،یَصِفُ ناقهً :

تَتَّقِی الرِّیحَ بِدَفٍّ شَاسِفٍ

وَ ضُلُوعٍ تَحْتَ زَوْرٍ قد نَحَلْ

و سِقَاءٌ شَاسِفٌ ،و شَسِیفٌ : أی یَابِسٌ ،عن أَبی عمرٍو، وَ قال:

وَ أَشْعَثَ مَشْحُوبٍ شَسِیفٍ رَمَتْ بِهِ

علَی الْمَاءِ إِحْدَی الْیَعْمَلاتِ الْعَرَامِسِ

و لَحْمٌ شَسِیفٌ :کَادَ یَیْبَسُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و ابنُ فَارِسٍ .

و هو أی الشَّسِیفُ : البُسْرُ الْمُشَقَّقُ ، عن أَبی عمرٍو،کما فی الصِّحاحِ ،و عزَاهُ الصَّاغَانِیُّ إِلَی ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، و قد شَسَفُوهُ : إذا شَقَّقُوهُ ،عن أَبی عمرٍو.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الشِّسْفُ ،بِالکَسْرِ:قُرْصٌ یَابِسٌ مِن خُبْزٍ، کما فی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الشَّسَفُ ،مُحَرَّکَهً :البُسْرُ الذی یُشَقَّقُ ،و یُجَفَّفُ ،حکَاهُ یعقُوبُ .

شطف

شَطَفَ ، أَهمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال الأَصْمَعِیُّ :

أی ذَهَبَ ،و تَبَاعَدَ، مِثْل شَطَبَ ، و قال غیرُه: شَطَفَ :أی غَسَلَ ، قال الصَّاغَانِیُّ : و هذه سَوَادِیَّهٌ ، أی لُغَهُ السَّوادِ، قلتُ :و کذا لُغَهُ مِصْرَ،أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

أَحانَ مِنْ جِیرَتِنَا خُفُوفُ

إِذْ هَتَفَتْ قُمْرِیَّهٌ هَتُوفُ

فی الدَّارِ و الحَیُّ بها وُقُوفُ

و أَقْلَقَتْهُمْ نِیَّهٌ شَطُوفُ

أی: بَعِیدَهٌ ،و یُقَالُ : رَمْیَهٌ شَاطِفَهٌ : إذا زَلَّتْ عَنِ الْمَقْتَلِ ، وَ کذلک رَمْیَهٌ شَاطِبَهٌ و صَائِفَهٌ ،کذا فی النَّوَادِرِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

التَّشْطِیفُ ، کالشَّطْفِ ،بمَعْنَی الغَسْلِ ،مِصْرِیَّهٌ (4).

وَ الشُّطْفَهُ مِن الشَّیْ ءِ،بالضَّمِّ :القِطْعَهُ ،و الجْمَعُ :

شُطَفٌ (5).

وَ شَطَفَ عن الشَّیْ ءِ:عَدَلَ عنه،کذا فی النَّوادِرِ لابنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ الشَّطَّافُ ،کشَدَّادٍ:الجبال،عُمَانِیَّهٌ .

شطنف

شَطَنُوفُ ،کَحَلَزُونٍ ، أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ ، وَ هی: ه بِمِصْرَ، مِن أَعْمَالِ المَنْوفِیَّهِ ،و لها کُفُورٌ تُنْسَبُ إِلیها،منها:الکَادِی،و بُوهَهُ ،و قد نُسِبَ إلیها جَمَاعهٌ مِن المُحَدِّثینِ .

شظف

الشَّظَفُ ،مُحَرَّکَهً ، وَ کذلک الشَّظَافُ ، کَسَحَابٍ :الضِّیقُ ،و الشِّدَّهُ ، مِثْلُ الضَّفَفِ ،نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ ،

ص:304


1- (1) عن تبصیر المنتبه 781/2 و بالأصل«سباب».
2- (2) فی التکمله:حافّ ،بالحاء المهمله.
3- (3) فی التکمله عن ابن درید:شَسُفَ مثال ضَعُفَ إذا ضَمُرَ لغه فی شَسَفَ مثال ضَرَبَ .و انظر الجمهره 426/3.
4- (4) کذا بالأصل،و الذی فی التکمله:و أما قولهم:شطفته بمعنی غسلته فلغهٌ سوادیَّه.
5- (5) ضبطت عن المطبوعه الکویتیه.

عن أَبی زَیْدٍ،و به فَسَّرَ أَبو عُبیْدٍ

14- الحدیثَ : «أَنَّهُ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم لم یَشْبَعْ مِن خُبْزٍ و لحْمٍ إلاّ عَلَی شَظَفٍ »و یُرْوَی:«عَلَی ضَفَفٍ ». قال ابنُ الرِّقاعِ :

وَ لَقَدْ لَقِیتُ (1)مِنَ المَعِیشَهِ لَذَّهً

وَ أَصَبْتُ مِنْ شَظَفِ الْأُمُورِ شِدَادَهَا

وَ شَاهِدُ الشَّظَافِ ،قَوْلُ الکُمَیْتِ :

وَ رَاجٍ لِینَ تَغْلِبَ عَنْ شَظَافٍ

کَمُتَّدِنِ الصَّفَا کَیْمَا یَلِینَا

أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ ،قال ابنُ سِیدَه:و أَرَی أنَّ الشَّظَافَ لُغَهٌ فی الشَّظَفِ ،و أنَّ بَیْتَ الکُمَیْتِ قد رُوِیَ بالفَتْحِ ،و قال ابنُ بَرِّیّ :فی الغرِیبِ المُصَنِّفِ : شِظَافٌ ،بالکَسْرِ.

و قیل:هو یُبْسُ الْعَیْشِ و شِدَّتُهُ .ج: شِظَافٌ ، بالکَسْرِ.

وَ قد شَظِفَ العَیْشُ ، کَفَرِحَ ،فهو شَظِفٌ ، ککَتِفٍ .

و الشَّظِیفُ کَأَمِیرٍ،مِن الشَّجَرِ:مَا لَم یَجِدْ رِیَّهُ فَصَلُبَ ، وَ فیه نُدُوَّتُهُ ، و عِبارَهُ الجَوْهَرِیِّ :مِن غَیْرِ أَن تَذْهَبَ نُدُوَّتُهُ ، تقول منه: شَظُفَ ،کَکَرُمَ ، و عَلَیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،زادَ الصَّاغَانِیُّ : و شَظِفَ مِثْل سَمِعَ (2)، شَظَافَهً ، مَصْدَرُ الأَوَّلِ ، فهو شَظِیفٌ ، وَ منه قَوْلُ رُؤْبَهَ :

و انْعَاجَ عُودِی کَالشَّظِیفِ الْأَخْشَنِ

بَعْدَ اقْوِرَارِ الْجِلْدِ و التَّشَنُّنِ

و الشَّظْفُ :الْمَنْعُ ، یُقَال: شَظِفْتُه عن الشَّیْ ءِ، شَظْفاً ،إِذا مَنَعْتَهُ .

و الشَّظْفُ : سَلُّ خُصْیَتَیِ الْکَبْشِ ،أَو، هو أَنْ تُضَمَّا بَیْنَ عُودَیْنِ ،و تُشَدَّا بِعَقَبٍ حتی تَذْبُلاَ.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الشَّظْفُ : شِقَّهُ الْعَصَا، وَ أَنْشَدَ:

کَبْدَاءُ مِثْلُ الشَّظْفِ أو شَرِّ الْعِصِیْ (3)

و قال غیرُه: الشِّظْفُ ، بِالْکَسْرِ:یَابِسُ الْخُبْزِ.

و قال ابنُ عَبَّادِ: الشِّظْفُ عُوَیْدٌ کالْوَتِدِ،ج:

شِظَفَهٌ . کَقِرَدَهٍ . و قال غیرُه: الشِّظَافُ ، کَکِتَابٍ :الْبُعْدُ.

و الشَّظِفُ ، کَکَتِفٍ :السَّیِّ ءُ الْخُلُقِ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ:هو الشَّدِیدُ الْقِتَالِ .

و فی الصِّحاح: بَعِیرٌ شَظِفُ الْخِلاَطِ ، إِذا کان یُخَالِظُ الْإِبِلَ مُخَالَطَهً شَدیدَهً .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: أَرْضٌ شَظِفَهٌ ، کفَرِحَهٍ : خَشْنَاءُ.

و شَظِفَ السَّهْمُ ،کَفَرِحَ :دَخَلَ بَیْنَ الْجِلْدِ و اللَّحْمِ .

و کَمِنْبَرٍ:مَن یُعَرِّضُ بِالْکَلاَمِ علَی غَیْرِ الْقَصْدِ، وَ هو مَجَازٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الشِّظْفَهُ ،بالکَسْرِ:ما احْتَرَقَ مِنَ الخُبْزِ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

وَ الشَّظَفُ ،مُحَرَّکَهً :انْتِکاثُ اللَّحْمِ عن أَصْلِ إِکْلِیلِ الظُّفُرِ.

شعف

الشَّعَفَهُ ،مُحَرَّکَهً :رَأْسُ الجَبَلِ ،ج: شَعَفٌ ، وَ شُعُوفٌ ،و شِعَافٌ ،و شَعَفَاتٌ ، وَ هی رُؤُوسُ الجِبَالِ ،و فی مُوَازَنَهِ الآمِدیِّ (4): الشَّعَفُ :ما ارْتَفَعَ مِن الأَرْضِ و عَلاَ، وَ

16- فی الحدیثِ : «أَو رَجُلٌ فی شَعَفَهٍ (5)فی غُنَیْمَهٍ له،حتی یَأْتِیَهُ المَوْتُ ». قال ذُو الرُّمَّهِ :

بنادِیَهِ الْأَخْفَافِ (6)مِنْ شَعَفِ الذُّرَی

نِبَالٍ تَوَالِیهَا رِحَابٍ جُیُوبُهَا

وَ أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

وَ کَعْباً قد حَمَیْنَاهُمْ فَحَلُّوا

مَحَلَّ الْعُصْمِ مِن شَعَفِ الْجِبَالِ

و الشَّعَفَهُ : الخُصْلَهُ فی أَعْلَی الرَّأْسِ .

و الشَّعَفَهُ مِن الْقَلْبِ :رأْسُهُ عِنْدَ مُعَلَّقِ النِّیاطِ ،و منه قَوْلُهُم: شَعَفَنِیَ حُبُّهُ ،کَمَنَعَ : أی أَحْرَقَ قَلْبَه،قال الأَزْهَرِیُّ :ما علمتُ أَحَداً جَعَلَ لِلْقَلْبِ شَعَفَهً غیرَ اللَّیْثِ ،

ص:305


1- (1) اللسان بروایه:و لقد أصبتُ .
2- (2) عن القاموس و بالأصل«مثل فَرِح».
3- (3) اللسان و [1]قبله: أنتَ أرحتَ الحیّ من أمّ الصبی.
4- (4) بالأصل«الآبدی».
5- (5) فی النهایه:«فی شعفٍ من الشعاف»و فی اللسان:من خیر الناس رحِلٌ فی شعفه من الشعاف...
6- (6) دیوانه بروایه:بنائیه الأخفاف...

و الحُبُّ الشَّدِیدُ یتمکنُ من سَوادِ القَلْبِ ،لا مِنْ طَرَفِهِ .

و شَعِفْتُ بِهِ ،و بِحُبِّهِ ،کَفَرِحَ :أیْ غَشَّی الْحُبُّ القَلْبَ مِن فَوْقِهِ ،و قُرِیءَ بِهِمَا، أی بالفَتْحِ و الکَسْرِ،قَوْلُه تعالَی: قَد شَعَفَهَا حُبًّا (1)،أَمَّا الفَتْحُ فهی قراءَهُ الحسنِ البَصْرِیِّ ، وَ قَتَادَهَ ،و أَبو رَجَاءٍ (2)،و الشَّعْبِیِّ ،و سعیدِ بن جُبَیْرٍ،و ثابتٍ البُنَانِیِّ ،و مُجَاهِدٍ،و الزُّهْرِیِّ ،و الأَعْرَجِ ،و ابنِ کَثِیرٍ،و ابنِ مُحَیْصِنٍ ،و عَوْفِ بن أَبِی جَمِیلَهَ ،و محمدٍ الیَمَانِیِّ ، وَ یَزِیدَ (3)بنِ قُطَیْبٍ ،و علَی الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و قال:

أی بَطَنَهَا حُبًّا،قال أبو زَیْدٍ:أی أَمْرَضَهَا و أذابَهَا،و أَمَّا الکَسْرُ،فقد قَرَأَ به ثَابِتٌ البُنَانِیُّ أَیضاً،بمَعْنَی عَلِقَهَا حُبًّا وَ عِشْقًا.

و الشَّعَفُ ،مُحَرَّکَهً :أَعْلَی السَّنَامِ ، زادَ اللَّیْثُ :کرُؤُوسِ الکَمْأَهِ ،و الأَثَافیِّ المُسْتَدِیرَهِ فی أَعالِیهَا،قال العَجَّاجُ :

فَاطَّرَقَتْ إِلاَّ ثَلاثاً عُکَّفَا

دَوَاخِساً فی الْأَرْضِ إِلاَّ شَعَفَا

و قال بعضُهم: الشَّعَفُ : قِشْرُ شَجَرِ الْغَافِ ، وَ الصَّحِیحُ أَنَّه بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،نَبَّهَ عَلَیه الصَّاغَانِیُّ .

و قال اللَّیْثُ : الشَّعَفُ : دَاءٌ یُصِیبُ النَّاقَهَ ،فَیَتَمَعَّطُ شَعَرُ عَیْنَیْهَا،و الْفِعْلُ شَعِفَ ، کَفَرِحَ ، شَعَفاً ، فهی تَشْعَفُ ،و ناقَهٌ شَعَْفَاءُ ،خَاصُّ بِالْإِنَاثِ ،و لاَ یُقَالُ :جَمَلٌ أَشْعَفُ ،أو یُقَالُ :

هو بِالسِّینِ المُهْمَلَهِ (4)،قَالَهُ غیرُ اللَّیْثِ ،و قد تقدَّم للجَوْهَرِیِّ هناک.

و رَجُلٌ صَهْبُ الشِّعَافِ ،کَکِتَابٍ : أی صَهْبُ شَعَرِ الرَّأْسِ ، واحدُهَا شَعَفَهٌ ،و قد تقدَّم،و قد جاءَ ذلک

16- فی حدیثِ یَأْجُوجَ و مَأْجُوجَ ،فقَالَ : «عِرَاضُ الوُجُوهِ ،صِغَارُ العُیُونِ ،صُهْبُ الشِّعَافِ ، مِنْ کُلِّ حَدَبٍ یَنْسِلُونَ ».

و مَا علَی رَأْسِهِ إِلاَّ شُعَیْفَاتٌ : أی شُعَیْرَاتٌ مِن الذُّؤَابَهِ ، وَ

17- قال رجلٌ : «ضَرَبَنی عُمَرُ رضی الله تَعَالَی عنه،فسقَط البُرْنُسُ عن رَأْسِی»فأَغاثنی اللّه بِشُعَیفتین فی رأْسی. أی:

ذُؤَابَتَیْن وَقَتَاهُ الضَّرُبَ . و شَعَفَ الْبَعِیرَ بالقَطِرَانِ ،کَمَنَعَ ، شَعْفَهً :أی طَلاَهُ بِهِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و منه قَوْلُ امْرِیءِ القَیْسِ :

لِیَقْتُلَنِی و قد شَعَفْتُ فُؤَادَهَا

کَمَا شَعَفَ المَهْنُوءَهَ الرَّجُلُ الطَّالِی (5)

وَ یُرْوَی:«قَطَرْتُ فُؤَادَهَا کما قَطَرَ»و قال أبو علیٍّ القَالِی:

إنَّ المَهْنُوءَهَ تَجِدُ لِلْهِنَاءِ لَذَّهً مع حُرْقَهٍ .

و شَعَفَ هذا الْیَبِیسُ : أی نَبَتَ فیهِ أَخْضَرُ، هکذا قَالَهُ بَعْضُهُم، أَو الصَّوَابُ بِالْمُعْجَمَهِ ، نَبَّهَ عَلَیه الصَّاغَانِیُّ .

و الْمَشْعُوفُ :الْمَجْنونُ ، فی لُغَهِ أَهلِ هَجَرَ.

و أَیضاً مَن أُصِیبَ شَعَفَهُ قَلْبِهِ ، أی رَأْسُه عِنْدَ مُعَلَّقِ النِّیَاطِ ، بِحُبٍّ ،أو ذُعْرٍ،أو جُنُونٍ ، وَ منه

16- الحدیثُ : «أَمَّا فِتْنَهُ الْقَبْرِ فِبِی تُفْتَنُونَ ،و عَنِّی تُسْأَلُون،فَإذا کَانَ الرَّجُلُ صَالِحاً أُجْلِسَ (6)فی قَبْرِهِ غَیْرَ فَزِعٍ ،و لا مَشْعُوفٍ ».

و الشُّعَافُ ، کَغُرَابٍ :الْجُنُونُ ، وَ منه المَشْعُوفُ ،قال جَنْدَلٌ :

و غَیْر عَدْوَی مِنْ شُعَافٍ و حَبَنْ (7)

و شَعْفَانِ ، بکَسْرِ النُّونِ : جَبَلانِ بِالْغَوْرِ،و منه الْمَثَلُ :

«لکِنْ بِشَعْفَیْنِ أَنْتِ جَدُودٌ» ،و قَوْلُ الْجَوْهَرِیِّ : شَعْفِینَ ، بِکَسْرِ الْفَاءِ،غَلَطٌ ، وَ نَصُّهُ فی الصِّحَاحِ :و شَعْفَیْنِ :

مَوْضِعٌ ،و فی المَثَلِ : «لکِنْ بشَعْفَیْنِ کُنْتِ جَدُوداً» ، قَالَهُ رَجُلٌ الْتَقَطَ مَنْبُوذَهً ،فَرَآهَا یَوْماً تُلاَعِبُ أَتْرَابَهَا،و تَمْشِی علَی أَرْبَعٍ ،و تَقُولُ :احْلُبُونِی،فإِنِّی خَلِفَهٌ جَدُودٌ،أیْ :أَتَانٌ ، وَ قد تقدَّم فی«ج د د»و فی التَّکْمِلَهِ :و مُرْسِلُ المَثَلِ عُرْوَهُ بنُ الوَرْدِ،یُضْرَبُ لمَن نَشَأَ فی ضُرٍّ فیَرْتَفِعُ (8)عنه.

وَ فی المُسْتَقْصَی:یُضْرَبُ لمَن أَخْصَبَ بعدَ هُزَالٍ ،و نَسِیَ

ص:306


1- (1) سوره یوسف الآیه 30.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«ابن رجاء».
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«زید».
4- (4) قال الصاغانی فی التکمله:و هو أجود.
5- (5) دیوانه ط بیروت ص 142 بروایه: أیقسلنی أنی شغفت فؤادها کما شغف.. بالغین المعجمه،و فسر شغفت:أصبت شغاف قلبها،یعنی غلافه، وَ المهنوءه المطلیه بالقطران،و أراد بها الناقه.
6- (6) الأصل و النهایه،و فی اللسان: [1]جلس.
7- (7) التکمله بروایه: قرح و أدواء شعافٍ و حبن وَ یروی:«شَغافٍ »و الحبن:الماء الأصفر،عن التهذیب.
8- (8) فی التکمله:ثم یرتفعُ عنه فیبطرُ.

ذلِکَ ،و الجَدُودُ:القَلِیلَهُ اللَّبَنِ ،و وَقَعَ هنا فی حَوَاشِی علیٍّ المَقْدِسِیِّ کلامٌ فَاسِدٌ،لا طَائِلَ تَحْتَه،قد کَفَانَا شَیْخُنَا مَئُونَهَ الرَّدَّ عَلَیه،فرَاجِعْهُ .

و الشَّعْفَهُ :المَطْرَهُ اللَّیِّنَهُ ، وَ نَصُّ النَّوَادِرِ لأَبِی زَیْدٍ:

الهَیِّنَهُ ،قال و منه المَثَلُ : « ما تَنْفَعُ الشَّعْفَهُ فی الْوَادِی الرُّغُبِ ، » ،قال یُضْرَبُ مَثَلاً لِلَّذِی یُعْطِیکَ (1)مَا لاَ یَقَعُ منک مَوْقِعاً،و لا یَسُدُّ مَسَدًّا، وَ الوادِی الرُّغُبُ :الوَاسِعُ الذی لا یَمْلأُهُ إِلاَّ السَّیْلُ الجُحَافُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

شُعِفَ بفُلانٍ ،کعُنِیَ :ارْتَفَعَ حُبُّه إِلَی أَعْلَی المَوَاضِعِ مِن قَلْبِهِ ،و هو مَذْهَبُ الفَرَّاءِ،و قال غیرُهُ : الشَّعَفُ :الذُّعْرُ، وَ الْقَلَقُ ،کالدَّابَّهِ حین تُذْعَرُ،نَقَلَتْهُ العرَبُ مِن الدَّوَابِّ إِلَی الناسِ .

وَ أَلْقَی عَلَیه شَعَفَهُ ،بالعَیْنِ و الغَیْنِ :أی حُبَّهُ .

وَ المَشْعُوفُ :الذَّاهِبُ القَلْبِ .

وَ حکی ابنُ بَرِّیّ عن أَبی العَلاءِ: الشَّعَفُ :أَنْ یقَعَ فی القَلْبِ شَیْ ءٌ.

وَ شَعَفَهُ المَرَضُ :أذَابَهُ .

وَ الشَّعْفَهُ :القَطْرَهُ الواحِدَهُ مِن المَطَرِ.

وَ مَصْدَرُ شَعَفَ البَعِیرَ: الشَّعَفُ ،کالأَلَمِ ،و ضَبْطُه کمَنَعَ آنِفاً یقْتَضِی أَن یکونَ بالفَتْحِ .

وَ الشُّعُوفُ -فی قَوْلِ کَعْبِ بنِ زُهَیْرٍ:

و مَطَافُهُ لکَ ذُکْرَهٌ و شُعُوفُ (2)

-یَحْتَمِلُ أَنْ یکونَ جَمْعَ شَعْفٍ ،و أَنْ یکونَ مَصْدَرًا،و هو الظَّاهِرُ.

وَ الشَّعَافُ ،کسَحَابٍ :أَنْ یَذْهَبَ الحُبُّ بالقَلْبِ ،و قد سَمَّوْا شُعَیْفاً ،کزُبَیْرٍ.

شغف

الشَّغَافُ ،کَسَحَابٍ :غِلاَفُ الْقَلْبِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو جِلْدَهٌ دُونَهُ کالحِجَابِ ، أَو حِجَابُهُ ، وَ هیشَحْمَهٌ تکونُ لِباساً لِلْقَلْبِ ،قَالَهُ أبو الهَیْثَمِ ، أَو حَبَّتُهُ ،أَو سُوَیْدَاؤُهُ قَالَهُ الزَّجاجُ ، أَو مَوْلِجُ الْبَلْغَمِ ، قَالَهُ اللَّیْثُ ، کالشَّغْفِ ، بالفَتْحِ ، فِیهِمَا، أی فی المَعْنَیَیْن الأَوَّلَیْنِ .

و یُحَرَّکُ ، کِلاهُمَا،أی:الفَتْحُ ،و التَّحرِیکُ قَوْلُ أَبِی الهَیْثَمِ .

و شَغَفَهُ ، کَمَنَعَهُ :أَصَابَ شَغافَهُ ، کذلک:کَبِدَهُ :أَصَابَ کَبِدَهُ ،قَالَهُ یُونُسُ ،و فی الصِّحاحِ : شَغَفَهُ الحُبُّ ،أی:بَلَغَ شَغَافَهُ ،قلتُ :و هو قَوْلُ ابنِ السِّکِّیتِ ،و قال الفَرَّاءُ:أی خَرَقَ شَغَافَ قَلْبِهِ ،

17- و قَرَأَ ابنُ عَبَّاسٍ : قَدْ شَغَفَها حُبًّا (3)، قال:دَخَلَ حُبُّهُ تَحْتَ الشَّغافِ . و قال اللَّیْثُ :أی أَصابَ حُبُّهُ شَغَافَهَا.

و شَغِفَ ، کَفَرِحَ :عَلِقَ بِهِ ، و به قَرَأَ أَبو الأَشْهَبِ :

شَغِفَهَا حُبًّا ،بکَسْرِ الغَیْنِ ،کقِرَاءَهِ ثَابِتٍ البُنَانِیِّ شَعِفَهَا ،بکَسْرِ العَیْنِ المُهْمَلَهِ .

و الشَّغَافُ ، کَسَحَابِ ،و غُرابٍ و علَی الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و الثَّانِی هو القِیَاسُ فی أَسْمَاءِ الأَدْوَاءِ: دَاءٌ یَأْخُذُ تَحْتَ الشَّرَاسِیفِ ، قال أَبو عُبَیْدٍ: مِن الشِّقِّ الْأَیْمَنِ ، قال النَّابِغَهُ الذُّبْیَانِیُّ :

وَ قَدْ حَالَ هَمٌّ دُونَ ذلک والِجٌ

مَکَانَ الشَّغَافِ تَبْتَغِیهِ الْأَصَابِعُ (4)

یَعْنِی أَصابِعَ الأَطِبَّاءِ، و یقال:هو وَجَعُ الْبَطْنِ ،و قیل:

وَجَعُ شَغَافِ الْقَلْبِ ،و حَکَی الأَصْمَعِیُّ أنَّ الشُّغَافَ :دَاءٌ فی القَلْبِ ،إذا اتَّصَلَ بالطَّحَالِ قَتَلَ صَاحِبَهُ .

قال:اللَّیْثُ : شَغَفٌ ، کَجَبَلٍ :ع بِعُمَانَ ، یُنْبِتُ الْغَافَ العِظَامَ ،قال:

حتَّی أَناخَ بِذَاتِ الْغَافِ مِنْ شَغَفٍ

وَ فی الْبلادِ لَهُم وُسْعٌ و مُضْطَرَبُ

و قال أَبو حَنِیفَهَ : الشَّغَفُ : قِشْرُ شَجَرِ الْغَافِ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الْمَشْغُوفُ :الْمَجْنُونُ ، کالمَشْعُوفِ .

ص:307


1- (1) فی التهذیب و التکمله:یعطیک قلیلاً لا یقع منک...
2- (2) دیوانه و صدره: أنّی ألمُّ بک الخیالُ یطیفُ .
3- (3) سوره یوسف الآیه 30. [1]
4- (4) و یروی:دون ذلک باطن«کما فی التهذیب»و یروی لوج الشغاف «بدل»مکان الشغاف کما فی الصحاح.و [2]ضبطت الشغاف فی اللسان بضم الشین بمعنی الراء.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

1- قَوْلُ علیٍّ رَضِیَ اللّه تعالَی عنه: «أَنْشَأَهُ فی ظُلَمِ الْأَرْحامِ ،و شُغُفِ الأَسْتَارِ». اسْتَعَارَ الشُّغُفَ ،-جَمْعَ شَغَافِ القَلْبِ -لِمَوْضِعِ الوَلَدِ.

وَ

17- قَوْلُ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللّه عنهما: «ما هذه الفُتْیَا التی تَشَغَّفَتِ النَّاسَ ». أی وَسْوَسَتْهُم،و فَرَّقَتْهم،کأَنَّهَا دَخَلَتْ شَغافَ قُلُوبِهم.

وَ شَغِفَ بالشَّیْ ءِ،کفَرِحَ :قَلِقَ .

وَ کعُنِیَ :أُولِعَ بِهِ .

شفف

الشَّفُّ ، بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ:الثَّوبُ الرَّقِیقُ :ج شُفُوفٌ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو قَوْلُ أَبی زَیْدٍ،و من أَبْیَاتِ الکِتَابِ :

لَلُبْسُ عَباءَهٍ و تَقَرَّ عَیْنِی

أَحَبُّ إلَیَّ مِن لُبْسِ الشُّفُوفِ

و قال الکِسَائِیُّ : شَفَّ الثَّوْبُ ، یَشِفُّ ، بالکَسْرِ، شُفُوفاً ، بالضَّمِّ : و شَفِیفاً ، کَأَمِیرٍ: رَقَّ فَحَکَی مَا تَحْتَهُ ، وَ نصُّ الصِّحاحِ :حتی یُرَی ما خَلْفَهُ ،و

17- فی حدیثِ عُمَرَ- رضی الله تَعَالَی عَنْهُ : -«لا تُلْبِسُوا نِسَاءَکم الکَتَّانَ ،أو القَبَاطِیَّ ، فإِنَّه إِنْ لا یَشِفَّ فإِنَّه یَصِفُ ». و المَعْنَی أنَّ القَبَاطِیَّ ثِیابٌ رِقَاقٌ ،غیرُ صَفِیقَهِ (1)النَّسْجِ ،فإِذَا لَبِسَتْهَا المَرْأَهُ لَصِقَتْ بأَرْدَافِهَا فوَصَفَتْهَا،فنَهَی عن لُبْسِهَا (2)،و أَحَبُّ أَنْ یُکْسَیْنَ الثِّخانَ الغِلاظَ .

و الشَّفُّ ، بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ:الرِّبْحُ و الْفَضْلُ ، و اقْتَصَرَ الجَوْهرِیُّ علَی الکَسْرِ،و فی اللِّسَانِ :و هو المعروفُ ،و

16- فی الحدیثِ : «نَهَی عن شَفِّ ما لم یُضْمَنْ ». أی:عن رِبْحِهِ .

و قال ابنُ السِّکِّیتِ : الشَّفُّ أَیضا: النُّقْصَانُ ، فهو ضِدٌّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،یُقَال:هذا دِرْهَمٌ یَشِفُّ قلیلاً،أی:

یَنْقُصَ . و قد شَفَّ ، یَشِفُّ ، شَفًّا :زَادَ،و نَقَصَ ، وَ من الأَوَّلِ

16- حدیثُ الصَّرْفِ : « فَشَفَّ الخَلْخَالاَنِ نَحْواً مِن دَانِقٍ ، فَقَرَضَهُ ». قال شَمِرٌ:أَبی زادَا.

و شَفَّ الشَّیْ ءُ، یَشِفُّ :إذا تَحَرَّکَ .

قال: و شَفَّ جِسْمُهُ ، یَشِفُّ ، شُفُوفاً : إذا نَحَلَ مِن هَمٍّ وَ وَجْدٍ.

و شَفَّهُ الْهَمُّ :هَزَلَهُ ، یَشِفُّه شَفًّا ،نَقَلَهُ الجَوهَرِیُّ ،و زادَ غیرُه:و أَضْمَرَهُ حتی دَقَّ ،و منه قَوْلُ العَرْجِیِّ :

أَنا امْرُؤٌ لَجَّ بِی حُبٌّ فأَحْرَجَنِی

حتی بَلِیتُ و حتی شَفَّنِی السَّقَمُ

وَ فی المُحْکَمِ : شَفَّهُ الحُزْنُ و الحُبُّ ، یَشِفُّه ، شَفًّا ، وَ شُفُوفاً :لَذَعَ قَلْبَهُ ،قیل:أَنْحَلَهُ ،و قیل:أَذْهَبَ عَقْلَهُ .

وَ یُقَال: شَفَّهُ الحَزَنُ ،إذا أَظْهَرَ ما عندَهُ مِن الجَزَعِ .

و الشَّفِیفُ ، کَأَمِیرٍ: البَرْدُ،و قیل: لَذْعُ الْبَرْدِ، وَ به فُسِّرَ قَوْلُهم:وَجَدَ فی أَسْنَانِهِ شَفِیفاً ،و قال صَخْرُ الْغَیِّ الهُذَلِیُّ :

وَ مَاءٍ وَرَدْتُ علَی زَوْرَهٍ

کَمَشْیِ السَّبَنْتَی یَرَاحُ الشَّفِیفَا (3)

وَ قال آخَرُ:

وَ نَقْرِی الضَّیْفَ مِنْ لَحْمٍ غَرِیضٍ

إِذَا مَا الکَلْبُ أَلْجَأَهُ الشَّفِیفُ

و الشَّفِیفُ أَیضاً: مَطَرٌ فِیهِ بَرَدٌ،أَو هو الرِّیحُ الْبَارِدَهُ فیها نَدًی،عن ابنِ دُرَیْدٍ، کَالشَّفْشَافِ ، و هی الرِّیحُ اللَّیِّنَهُ البَرْدِ.

و الشَّفِیفُ أَیضاً: شِدَّهُ حَرِّ الشَّمْسِ ، وَ هو مع قَوْلِهِ :

شِدَّهُ لَذْعِ البَرْدِ ضِدٌّ.

و الشَّفِیفُ ،الطَّفِیفُ : الْقَلِیلُ ، کالشَّفَفِ ،مُحَرَّکَهً ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و ثَوْبٌ شَفْشَافٌ :لَم یُحْکَمْ عَمَلُهُ .

و الشُّفَافَهُ ،کَکُنَاسَهٍ :بَقِیَّهُ الْمَاءِ فی الإِنَاءِ، وَ کذا بَقِیَّهُ اللَّبَنِ فیه،قال ابنُ الأَثِیرِ:و ذکَرَ بعضُ المُتَأَخِّرِینَ أَنَّه رُوِیَ بالسِّینِ المُهْمَلَهِ (4)،قال الصَّاغَانیُّ :و قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ :

ص:308


1- (1) فی اللسان و التهذیب«صفیقه»بدون غیر،و فی النهایه؛« [1]ضعیفه النسج»و فی التهذیب:ثیاب دقاق،بالدال.و المثبت کاللسان وَ [2]النهایه. [3]
2- (2) کذا وردت العباره فی اللسان و [4]النهایه،و [5]فی التهذیب:فنهی عمر عن إلباسها النساءَ،لأنها لا تلزق ببدن المرأه لرقتها فیری خلْقها وراءها من خارج ناتئاً یصفها.
3- (3) دیوان الهذلیین 74/2.
4- (4) ورد کلام ابن الأثیر علی حدیث أم زرع:«و إن شرب اشتفّ ».

شُفَافَ الشَّفا أو قَمْشَهَ الشَّمْسِ أَزْمَعا

رَوَاحاً فمَدّا مِنْ نَجَاءٍ مُهاذِبِ (1)

أَرادَ:بَقِیَّهَ النَّهَارِ.

و الشَّفَاشِفُ :شِدَّهُ الْعَطَشِ .

و الشَّفَّانُ :الرِّیحُ الباردهُ مَعَ مَطَرٍ،یُقَالُ :هذه غَدَاهٌ ذَاتُ شَفَّانٍ ، أی:ذاتُ بَرْدٍ و رِیحٍ ، وَ کذا قَوْلُهُم:إنَّ فی لَیْلَتِنَا هذه شَفَّانًا شَدِیداً،أی بَرْداً،قال:

إِذَا اجْتَمَعَ الشَّفَّانُ و الْبَلَدُ الجَدبُ

وَ قال عَدِیُّ بنُ زَیدٍ العِبَادِیُّ :

فی کِنَاسٍ ظاهِرٍ یَسْتُرُهُ

مِن عَلُ الشَّفَّانَ هُدَّابُ الْفَنَنْ

أی:مِن الشَّفَّان ،و یُرْوَی:مِن عَرَا (2)الشَّفَّانِ ،و قال رُؤبَهُ :

أَنْتَ إذا مَا انْحَدَرَ الخَشِیفُ

ثَلْجٌ و شَفَّانٌ له شَفِیفُ

و أَشْفَفْتُهُم :فَضَّلْتُهُمْ ، یُقَال: أَشَفَّ عَلَیه:إذا فَضَلَهُ و فَاتَهُ ،و أَشَفَّ فُلانٌ بَعضَ وَلَدِهِ علَی بَعضٍ :أی فَضَّلَهُ .

و اشْتَفَّ الْبَعِیرُ الْحِزَامَ کُلَّهُ ،مَلَأَهُ ،و اسْتَوْفَاهُ ، و اسْتَغْرَقَهُ ، حتی لم یَفْضُلْ منه شَیْ ءٌ،یُقَال ذلک،إذا کان البَعِیرُ عَظِیمَ الجُفْرَهِ ،قال کعبُ بنُ زُهَیْرِ،رَضِیَ اللّه تعالَی عنه،یَصِفُ بَعِیرًا،و یُرْوَی لأَبیه زُهَیْرٍ،و هو موجودٌ فی دیوانَیْ أَشْعارِهما:

له عُنُقٌ تَلْوِی بما وُصِلتْ بِهِ

وَ دَفَّانِ یَشْتَفَّانِ کُلَّ ظِعَانِ

وَ هو حَبْلٌ یُشَدُّ به الهَوْدَجُ علَی البَعِیرِ،و قیل: یَشْتَفَّانِ ، أی:یَغُولانِ النَّسْعَهَ (3)،و یَغْتَرِقانِهَا،لِعِظَمِ أَجْوَافِهما.

و اشْتَفَّ مَا فی الْإِنَاءِ کُلَّهُ : أی شَرِبَهُ کُلَّهُ حتی الشُّفَافَهَ ،و لا یَخْفَی أنَّ لَفْظَهَ کُلّه الأُولَی لا حاجَهَ إِلیها،و منه حدیثُ أُمَّ زَرْعٍ :«و إِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ »،و فی وَصاهِ بَعْضِ العَرَبِ لابنِهِ :أَقْبَحُ طَاعِمٍ المُقْتَفُّ ،و أَقْبَحُ شَارِبٍ المُشْتَفُّ ، وَ اسْتَعارَه عبدُ اللّه بنُ سَبْرَهَ الجُرَشِیُّ فی المَوْتِ ،فقَالَ :

سَاقَیْتُهُ الْمَوْتَ حتَّی اشْتَفَّ آخِرَهُ

فَمَا اسْتَکَانَ لِمَا لاَقَی و لا ضَرَعَا

أی:حتی شَرِبَ آخِرَ المَوْتِ ،و إذا شَرِبَ آخِرَهُ فقد شَرِبَهُ (4)کُلَّهُ .

کَتَشَافَّ ، وَ منه المَثَلُ : «لیس الرِّیُّ مِنَ التَّشَافِّ » ،أی:

لیس الرِّیُّ عن أَنْ یَشْتَفَّ الإِنْسَانُ ما فی الإِنَاءِ،بل قد یحصُلُ بدون ذلک،یُضْرَبُ فی النَّهْیِ عن اسْتِقْصَاءِ الأَمْرِ، وَ التَّمَادِی فیه،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : تَشَافَیْتُ الماءَ (5):إذا أَتَیْتَ علَی ما فیه،قال ابنُ سِیدَه:و هو مِن مُحَوَّلِ التَّضْعِیفِ ،لأَنَّ أَصْلَهُ تَشَافَفْتُ .

و تَشَافَفْتُهُ :ذَهَبْتُ بِشَفِّهِ ،أیْ فَضْلِهِ .

و الشِّفْشَفَهُ :الارْتِعادُ و الاخْتِلاطُ مِن شِدَّهِ الغَیْرَهِ .

و النَّضْحُ (6)بِالْبَوْلِ ،و نَحْوِهِ .

و قال أَبو عمرٍو: الشَّفْشَفَهُ : تَشْوِیطُ الصَّقِیعِ نَبْتَ الْأَرْضِ فَیُحْرِقُهُ .

و أَیضاً: ذَرُّ الدَّوَاءِ علَی الْجُرْحِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الشَّفْشَفَهُ : تَجْفِیفُ الْحَرِّ و الْبَرْدِ الشَّیْ ءَ، کالنَّبَاتِ و غیرِه،و قد شَفْشَفَهُ ،قال ابنُ الرِّقاعِ :

وَ شَفْشَفَ حَرُّ القَیْظِ کُلَّ بَقِیَّهٍ

مِنَ النبْتِ إِلاَّ سَیْکَرَانًا و حُلَّبَا

و المُشَفْشَفُ ،بِالْفَتْحِ ،و الْکَسْرِ، الأَخِیرُ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : السَّخِیفُ ،السَّیِّ ءُ الْخُلُقِ ، و به فُسِّرَ قَوْلُ

ص:309


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله»:أو قمشه الشمسِ ،فی التکمله: أو قمسه،و قوله:مهاذب،رواه فی التکمله:من نجاء مناهب»و روایه الدیوان:ذناب الشَّفا».
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«من علُ »و قد مرّت هذه الروایه فی البیت،و فسرها بالحاشیه:و العرا:الناحیه و الجانب.
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«السنعه و یغرقانها».
4- (4) عن اللسان و [1]بالأصل«شرب کله».
5- (5) فی اللسان:تشافیت ما فی الإناء....
6- (6) الذی فی الأصل:و الاختلاط و من شده الغیره النضح بالبول،و العباره مضطربه مشوهه المعنی و المثبت یتفق مع التهذیب و التکمله.ففی التکمله:الشفشفه الارتعاد و الاختلاط ...و شفشف إذا اشتدت غیرته،و قبلها فیها:یقال:شفشف ببوله:إذا نضحه،فأخرنا«الواو» التی کانت بالأصل قبل من شده الغیره و ألحقناها بالنضح،لأن من معانی الشفشفه النضح بالبول.

الفَرَزْدَقِ ،یَصِفُ نِسَاءً:

مَوَانِعُ لِلْأَسْرَارِ إِلاَّ لأَهْلِهَا

وَ یُخْلِفْنِ مَا ظَنَّ الْغَیُورُ الْمُشَفْشَفَ

و قال سَعْدَانُ : المُشَفْشَفَ هنا، مَنْ به (1)رِعْدَهٌ وَ اخْتِلاَطٌ ،غَیْرَهً و إشْفَاقًا علَی حُرَمِهِ ، کأَنَّهُ شَفَّتِ الغِیْرَهُ فُؤادَهُ ،و أَضْمَرَتْهُ ،و هَزَلَتْهُ ،و قیل: المُشَفْشَفُ :السَّیِّ ءُ الظَّنِّ الغَیُورُ.

و اسْتَشَفَّهُ :نَظَرَ مَا وَرَاءَهُ ، و منه قَوْلُهُم للبَزَّازِ: اسْتَشِفَّ هذا الثَّوْبَ ،أی:اجْعَلَهُ طَاقَاً،و ارْفَعْهُ فی ظِلٍّ ،حتی أَنْظُرَ،أَکَثیفٌ هو أو سَخِیفٌ ؟ وَ تقول:کتبتُ کِتَاباً فاسْتَشِفَّهُ :أی تَأَمَّلْ ما فیه (2).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

شَفْشَفَهُ الهَمُّ :هَزَلَهُ ،و أَضْمَرَهُ حتی دقَّ .

وَ شَفْشَفَ عَلَیه:إذا أَشْفَقَ ،فهو مُشَفْشِفٌ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ أَیضاً.

وَ شَفَّ الماءَ، یَشُفُّهُ ، شَفًّا ،و اسْتَشَفَّهُ :تَقَصَّی شُرْبَه، فلَم یُسْئِرْ منه شَیْئاً.

وَ الشِّفُّ ،بالکَسْرِ:الشَّیْ ءُ الیَسِیر.و حُکیَ عن أَبی زَیْد، أَنَّهُ قال: شَفَفْتُ الماءَ،إذا أَکْتَرْتَ مِن شُربِهِ ،فلم تَرْوَ.

وَ أَشَفَّ فُلانٌ الدِّرْهَمَ :أَذَا زَادَه،أو نَقَصَهُ .

وَ الشَّفِیفُ ، کالشَّفِّ ،یکونُ الزّیادَهَ و النُّقْصَانَ ،و قد شَفَّ علیه، یَشِفُّ ، شُفُوفاً ،و شَفَّفَ ،و اسْتَشَفَّ .

وَ شَفِفْتُ فی السِّلْعَهِ :رَبِحْتُ .

وَ قال:قَوْلاً شَفًّا :أی فَضْلاً.

وَ فُلانٌ أَشَفُّ من فُلانٍ :أی أَکْبَرُ منه قَلِیلاً.

وَ شَفَّ عنه الثَّوْبُ ، یَشِفُّ :قَصُرَ.

وَ شَفَّ لک الشَّیْ ءُ:دام،و ثَبَتَ .

وَ الشَّفَفُ :الخِفَّهُ ،و رُبَّمَا سُمِّیَت رِقَّهُ الحالِ شَفَفاً .و

16- فی الحدیث (3): «فی لَیْلَهٍ ذاتَ ظُلْمَهٍ و شِفَافٍ ». هو جَمْعُ شَفِیفٍ ،لِشِدَّهِ البَرْدِ مَعَ المَطَرِ و الرِّیحِ .

وَ فُلانٌ یَجِدُ فی مَقْعَدَتِهِ شَفِیفاً ،أی:وَجَعًا،قَالَهُ أَبو سعیدٍ.

وَ جَوْهَرٌ شَفّافٌ ،کشَدّادٍ:یُرَی منه ما وَرَاءَهُ ،و کذلک ثَوْبٌ شَفّافٌ .

وَ الشَّفُّ ،المَهْنَأُ،یُقَال: شِفٌّ لک یا فُلانٌ :إذا غَبَطْتَهُ بشَیْ ءٍ قلتَ له ذلک.

وَ تَشَفْشَفَ النَّبَاتُ :أَخَذَ فی الیُبْسِ .

وَ قال ابنُ بُزُرْجَ : أَشَفَّ الفَمُ ، یُشِفُّ ،و هو نَتْنُ رِیحٍ فیه.

وَ الشَّفُّ :بَثْرٌ یخرُج فیُرْوِحُ .

قال:و المَحْفُوفُ مِثْلُ المَشْفُوفِ .

شقف

الشَّقَفُ ،مُحَرَّکَهً اللَّیْثُ ،و الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ عَبَّادٍ:هو الْخَرَفُ .أَو مُکَسَّرُهُ (4)،و هو قَوْلُ أَبی عمرٍو، فیما رُوِیَ عنه.

و دَرْبُ الشَّقَّافِ ،و دَرْبُ الشَّقَّافِینَ :مَوْضِعَانِ بَمَصْرَ، کما فی المُحِیطِ .

و شَقِیفٌ ،کَأَمِیرٍ:أَرْبَعَهُ مَوَاضِعِ ، أَحدُها الحِصْنُ الذی بالقُرْبِ مِن عَکَّا،مِن فَتوحِ السلطانِ صَلاحِ الدِّینِ یُوسُفَ ، رَحِمَهُ اللّه (5).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الشُّقَافَهُ ،کثُمامَهٍ :القِطْعَهُ مِن الخَزَفِ ،مِصْرِیَّهٌ .

وَ کَوْمُ الشَّقَفِ (6):قَرْیَهُ بمِصْرَ.

شقدف

الشُّقْدُفُ ، کقُنْفُذٍ:أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ ،و هو مَرْکَبٌ م مَعْرُوفٌ بِالْحِجَازِ، یَرْکَبُه الحُجَّاجُ إِلَی بَیْتِ اللّه الحَرَامِ ،و هو أَوْسَعُ مِن العمارِی،و أَعْظَمُ جِرْماً،و الجَمْعُ :

شَقَادِفُ .

ص:310


1- (1) فی اللسان: [1]الذی کأن به رعدهً ،و لم یعزه لأحد.
2- (2) زید فی التهذیب:هل وقع فیه لحنٌ أو خللٌ ؟.
3- (3) النهایه و اللسان:و فی حدیث الطفیل.
4- (4) فی التکمله:الخزف المکسَّر.
5- (5) و هو شقیف أرنون،و الثلاثه الأخری:شقیف تِیُرون،و شقیف دَرْکُوش، وَ شقیف دُبِّین أنظر یاقوت.
6- (6) قیدها یاقوت:کوم الشِّقاف قریه علی شرقی النیل.

و أَمَّا الشِّقِنْدَافُ ، بالکَسْرِ، فَلَیْسَ مِن کَلاَمِهِمْ ، بل هی لُغَهٌ سَوَادِیَّهٌ ،و سَمِعْتُ بعضَ مَشَایِخِی یقولُ :إِنَّهُ مَرَّ رَجُلٌ عَلَی عِرَاقِیٍّ ،فقَالَ له:ما تُسَمَّونَ هذا عِنْدَکم ؟فقَالَ :

الشِّقِنْدَافُ ،فقَالَ :أَ لَیْسَ هو الشُّقْدُفُ ؟قَال:لا،أَ لا تَدْرِی أنَّ زَیَادَهَ البِنَاءِ تَدُلُّ علَی زِیادَهِ المَعْنَی،و هذا أَعْظَمُ من شَقَادِفِکُم ،و أَوْسَعُهَا جِرْماً.

شقرف

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

شُقْرُفٌ ،کقُنْفُذٍ:قَرْیَهٌ بمصرَ،مِن أَعْمَالِ البُحَیْرهِ ،و قد أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ .

شکف

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

إِشْکِیفٌ ،کإِزْمیلٍ :الغُلامُ الحَسَنُ الوَجْهِ ،هکذا یَسْتَعْمِلُه الحِجازِیُّونَ ،و لا إِخَالُهُ إِلاَّ مُعَرَّباً،و کأَنَّهُ علی التَّشْبِیهِ بالأُشْکُوفَهِ ،بالضَّمِّ ،و هی نَوْرُ کُلِّ شَجَرٍ قَبلَ أَن یَتَفَتَّحَ ،فارسیَّهٌ ،فتَأَمَّلْ .

شلخف

الشِّلَّخْفُ ،کَجِرْدَحْلٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ فی التَّهْذِیبِ :أَبو تُرَابٍ ،عن جَمَاعَهٍ مِن أَعْرَابِ قَیْس:هو الْمُضْطَرِبُ الْخَلْقِ ، زادَ ابنُ عَبَّادٍ: و الْفَدْمُ الضَّخْمُ ، وَ السِّینُ لُغَهٌ فیه،کما تقدَّم.

شلعف

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه (1):

الشِّلَّعْفُ ،بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،لُغَهٌ فی الشِّلَّغْفِ ،بالغین المُعْجَمَهِ ،عن أَبی تُرَابٍ ،و السِّینُ المُهْمَلَهُ لُغَهٌ فیه،و قد تقدَّم.

شلغف

الشِّلَّغْفُ (2)،کَجِرْدَحْلٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ رَوَی ابنُ الفَرَجِ عَن جَمَاعَهٍ مِن أَعْرَابِ قَیْسٍ :هو المُضْطَرِبُ الخَلْقِ ، لُغَهٌ فی السِّلَّغْفِ ، بالسِّینِ المُهْمَلَهِ ،و قد تقدَّم ذِکْرُه.

شمرف

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

شُمَیْرَف ،مُصَغَّرًا:قَرْیهٌ بمِصْرَ مِن المَنُوفِیَّهِ ،و العامَّهُ تقولُ :مُشَیْرَفٌ ،بتَقْدِیمِ المِیمِ ،و قد رأَیْتُهَا.

شلف

الشَّلاَّفَهُ ،کَشَدَّادَهٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبَّادٍ:هی الْمَرْأَهُ الزَّانِیَهُ ، کما فی العُبَابِ (3).

و شَلِفٌ ، کَکَتِفٍ :ع قُرْبَ تَعِزَّ، بالیَمَنِ ، به مَسْجِدٌ قَدِیمٌ صَحَابِیٌّ ، أی بُنِیَ فی عَهْدِ الصَّحابهِ ،رَضِیَ اللّه عنهم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَبو شلُّوف :مِن کُنَاهم.

وَ الشَّلَفُ ،مُحَرَّکَهً :وَادٍ عَظِیمٌ ،بالقُرْبِ مِن جَزَائِرِ مَرْغِینَانَ .

شنحف

الشَّنْحَفُ ،کَجَعْفَرٍ، هکذا ضَبَطَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، و فی المُحِیطِ : مِثْلُ جَرْدَحْلٍ : هو الطَّوِیلُ ، وَ الجَمْعُ :

شَنَاحِفُ ،و قد أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هی بالخَاءِ أَعْلَی.

شنخف

کَالشِّنَّخْفِ ،کَجِرْدَحْلٍ ، أَوْرَدَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و کذلک: الشِّنْخِیفُ ، بالکَسْرِ،و هذه عن ابنِ عَبَّادٍ، أَو کَجِرْدَحْلٍ :الرَّجُلُ الضَّخْمُ ، قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ،و الجَمْعُ :

شِنخْفُونَ ،و لا یُکَسَّرُ،و دَخلَ إبراهِیمُ بنُ مُتَمِّمِ بنِ نُوَیْرَهَ الیَرْبُوعِیُّ ،علی عبدِ المَلِکِ بنِ مَرْوَانَ ،فسَلَّمَ بجَهْوَرِیَّهٍ ، فقَالَ :إِنَّکَ لَشِنَّخْفٌ ،فقَالَ :یا أَمِیرَ المُؤْمِنِین،إِنِّی مِن قَوْمٍ شِنَّخْفِین ،قال الشاعِرُ:

وَ أَعْجَبَهَا فِیمَنْ یَسُوجُ عِصَابَهٌ

مِنَ الْقَوْمِ شِنَّخْفُونَ جِدُّ طِوَالِ

و فِیهِ شَنْخَفَهٌ (4):أی کِبْرٌ،و زَهْوٌ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

بَعِیرٌ شِنْخَافٌ :صُلْبٌ شَدِیدٌ.

وَ رَجُلٌ شِنْخَافٌ :طُوَالٌ .

ص:311


1- (1) وردت الماده بالأصل بعد«ش ل غ ف»فقدمناها.
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:الشِّلَّخْفُ .
3- (3) و التکمله أیضاً:بدون عزو.
4- (4) فی التکمله:«و الشِّنَّخْفَهُ :الکِبْرُ»،دون عزو.

شندف

فَرَسٌ شُنْدُفٌ ،کَقُنْفُذٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ هنا، وَ أَوْرَدَهُ فی«ش د ف»علَی أنَّ النُّونَ زائدهٌ ،و قال أَبو عُبَیْدَهَ :

أی مُشْرِفٌ ،أو هو مَائِلُ الخَدِّ مِن النَّشَاطِ ،قال المَرَّارُ یَصِفُ الفَرَسَ :

شُنْدُفٌ أَشْدَفُ مَا وَرَّعْتَهُ

فإذَا طُوطِیءَ طَیَّارٌ طِمِرْ

شنطف

شُنْطَفٌ ،کَجُنْدَبٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و هی کَلِمَهٌ عَامِیَّهٌ ، لیستْ بعَرَبِیَّهٍ مَحْضَهٍ ، ذَکَرَهَا ابنُ دُرَیْدٍ، فی الجَمْهَرَهِ ، و لم یُفَسِّرْهَا.

قلتُ :و فی إِیرادِ المُصَنِّفِ إِیَّاهُ هنا نَظَرٌ مِن وُجُوهٍ :

الأَوَّلُ :فإنَّه قد ضَبَطَه بَعْضُ المُقَیِّدِینَ کقُنْفُذٍ أَیضا، وَ هکذا هو فی أَکْثَر نُسَخِ الجَمْهَرَهِ (1).

وَ الثانی:فإِنَّ النُّونَ زائدهٌ ،فالأَوْلَی ذِکْرُها فی «ش ط ف».

وَ الثَّالثُ :فإِنَّه إذا لم تکنْ عربیَّهً مَحْضَهً فلیستْ عَلی شَرْطِ الجَوْهَرِیُّ ،فکیف یُسْتَدْرَکُ علیْه ما لیس علَی شَرْطِهِ ؟

شنظف

الشُّنْظُوفُ ،کَعُصْفُورٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبَّادٍ:هو فَرْعُ کُلِّ شَیْ ءٍ، کما فی العُبَابِ ،زادَ فی التَّکْمِلَهِ :مُشْرِفٍ .

شنعف

الشُّنْعُوفُ ، وَ الشِّنْعَافُ ، کَعُصْفُورٍ، وَ قِرْطَاسٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَوْرَدَهُ فی«ش ع ف»و حکَم بزِیَادهِ النُّونِ : أَعَالِی الْجِبَالِ قَالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، أَو رُؤوسُهَا، وَ الجَمْعُ : شنَاعِیفُ ،قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ .

أَو کَقِرْطَاسٍ :الْجَبَلُ الشَّامِخُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و قال اللَّیْثُ : الشِّنْعَافُ : الرَّجُلُ الطَّوِیلُ الرِّخْوُ الْعَاجِزُ، کالشِّنْعَابِ ،و أَنْشَدَ:

تَزَوَّجْتِ شِنْعَافاً فآنَسْتِ مُقْرِفاً

إِذَا ابْتَدَرَ الأَقْوَامُ مَجْداً تَفَنَّعَا (2)

وَ فی نُسْخَهٍ من کتابِه:الشِّنْعَابُ (3):الطَّوِیلُ الشَّدِیدُ،و الشِّنْعَافُ :الطَّوِیلُ الرِّخْوُ العَاجِزُ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:ن الشَّنْعَفَهُ :الطُّولُ ،و الشِّنَّعْفُ ، کَجِرْدَحْلٍ ،و الشِّنَّغْفُ ،بِالغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و رَوَاهُما أَبو تُرابٍ عن زَائِدَهَ البَکْرِیِّ ،قال:هما الْمُضْطَرِبُ الْخَلْقِ ، وَ کذلک الهِلَّغْفُ ،کما سیأْتی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

شنغف

الشِّنْغَافُ :الطَّوِیلُ الدَّقِیقُ مِن الأَرْشِیَهِ وَ الأَغْصَانِ .

وَ الشُّنْغُوفُ :عِرْقٌ طَوِیلٌ مِن الأَرْضِ دَقِیقٌ ،کذا فی التَّهْذِیبِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

شنقف

الشُّنْقُفُ ،بالضَّمِّ ،و الشِّنْقَافُ ،بالکَسْرِ:مِن الطَّیْرِ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الصَّاغَانِیُّ ،و أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ .

شنف

الشَّنْفُ ، بالفَتْح، و لا تَقُلْ : الشُّنْفُ ، بِالضَّمِّ ، فإِنَّه لَحْنٌ ، وَ هو: الْقُرْطُ الْأَعْلَی، کما فی الصِّحاحِ ، أَو مِعْلاَقٌ فی قُوفِ الْأُذُنِ ، قالَهُ اللَّیْثُ ، أَو مَا عُلِّقَ فی أَعْلاَهَا، وَ الرَّعْثَهُ (4)فی أَسْفَلِهَا،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ، و أَمَّا ما عُلِّقَ فی أَسْفَلِهَا فَقُرْطٌ ، قَالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ:و قیل: الشَّنْفُ و القُرْطُ وَاحِدٌ: ج: شُنُوفٌ ، کبَدْرٍ و بُدُورٍ،و أَشْنَافٌ ،کذلک،و هو مُسْتَدْرَکٌ عَلَیه.

و الشَّنْفُ (5): النَّظَرُ إِلَی الشَّیْ ءِ کَالْمُعْتَرِضِ عَلَیه،و (6)هو أَن یَرْفَعَ الإِنْسَانُ طَرْفَهُ نَاظِرًا إِلَی الشَّیْ ءِ، کَالمُتَعَجِّبِ منه، أو کَالْکَارِهِ لَهُ ، وَ مِثْلُه الشَّفْنُ (7)،قَالَهُ أَبو زَیْدٍ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ للْفَرَزْدَقِ ،یُفَضِّلُ الأَخْطَلَ ،و یَمْدَحُ بَنِی تَغْلِبَ ،و یَهْجُو جَرِیرًا:

یَا ابْنَ الْمَرَاغَهِ إنَّ تَغْلِبَ وَائِلٍ

رَفَعُوا عِنَانِی فَوْقَ کُلِّ عِنَانِ

ص:312


1- (1) انظر الجمهره المطبوعه 344/3 و فیها بضم الطاء.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:تفنعا،أورده اللسان [1]بلفظ :تقبعا» وَ فی التهذیب:تقنّعا.
3- (3) فی التهذیب:الشِّنْعاف.
4- (4) عن التهذیب و اللسان و بالأصل«و الرغثه».
5- (5) ضبطت باسکان النون حسب مقتضی السیاق،و ضبطت فی التهذیب وَ اللسان [2]بالتحریک.
6- (6) فی القاموس: [3]أو کالمُتَعَجِّب.
7- (7) ضبطت عن التهذیب باسکان الفاء،و فی اللسان [4]بالتحریک.

یَشْنِفْنَ للنَّظَرِ الْبَعِیدِ کَأَنَّمَا

إِرْنَانُهَا بِبَوائِنِ الْأَشْطَانِ (1)

وَ یُرْوَی:

«یَصْهَلْن للشَّبَحِ البَعِیدِ»..

و رِوَایَهُ ابنِ الأَعْرَابِیِّ :

«یَشْتَفْنَ »من الاشْتِیَافِ .

و شَنِفَ له،کَفَرِحَ :أَبْغَضَهُ ،و تَنَکَّرَهُ ، حَکَاهُ ابْنُ السِّکِیتِ ،و هو مِثْلُ شَئِفْتُه،بالهَمْزِ،و منه

16- الحدیثُ (2): «مَا لِی أَرَی قَوْمَکَ قَد شَنِفُوا لکَ ». فهو شَنِفٌ ، ککَتِفٍ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

و لَنْ تُدَاوَی عِلَّهُ الْقَلْبِ الشَّنِفْ

وَ قال آخَرُ:

وَ لَنْ أَزَالَ و إِنْ جَامَلْتُ مُحْتَسِباً

فی غَیْرِ نَائِرَهٍ ضَبًّا لها شَنِفَا (3)

أی:مُتَغَضِّباً.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : شَنِفَ له،و به: فَطِنَ ، وَ کذا فی البِغْضَهِ ،و أَنْشَدَ:

وَ تَقُولُ :قد شَنِفَ الْعَدُوُّ فَقُلْ لَهَا:

مَا لِلْعَدُوِّ بِغَیْرِنَا لا یَشْنَفُ ؟ (4)

قال ابنُ سِیدَه:و الصَّحِیحُ أنَّ شَنِفَ (5)-فی البِغْضَهِ 5- مُتَعَدِّیَهٌ بغیرِ حَرْفٍ ،و فی الفِطْنَهِ مُتَعَدِّیَهٌ بحَرْفَیْن مُتَعَاقِبَیْن، کما یتَعَدَّی فَطِن بهما،اذا قلتَ :فَطِنَ له،و بِهِ .

و قال أَبو زَیْدٍ: شَنِفَ ، شَنَفًا : انْقَلَبَتْ شَفَتُهُ الْعُلْیَا مِن أَعْلَی، فهی شَفَهٌ شَنْفَاءُ .

و الشَّانِفُ :الْمُعْرِضُ ، یُقَال:مالِی أَرَاکَ شَانِفاً عَنِّی، وَ خَانِفاً. و إِنَّه لَشَانِفٌ عَنَّا بِأَنْفِهِ : أی رَافِعٌ ، و هو مَجَازٌ.

و قال أَبو عمرو: نَاقَهٌ مَشْنُوفَهٌ : أی مَزْمُومَهٌ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و شُنَیْفٌ ، کَزُبَیْرٍ:تَابِعِیٌّ .

و شُنَیْفُ بنُ یَزِیدَ:مُحَدِّثٌ .

و قال الزَّجَّاجُ : أَشْنَفَ الْجَارِیَهَ ،و قال غیرُه: شَنَّفَهَا ، تَشْنِیفاً ، کلاهما بمْعنًی: جَعَلَ لَهَا شَنْفاً ، وَ کذلک:قَرَّطَهَا تَقْرِیطاً، فَتَشَنَّفَتْ هی،کما تقول:تَقَرَّطَتْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

شَنَفَ إِلیه، یَشْنِفُ ، شَنْفاً (6):نَظَرَ بمُؤْخِرِ العَیْنِ ،حکاهُ یَعْقُوبُ .

وَ أَبُو شُنَیْفٍ ،کَزُبَیْرٍ:قریَهٌ بمصرَ من أَعْمَالِ الجِیزَهِ .

وَ من المَجَازِ: شَنَّفَ کلامَه،و قَرَّطَهُ (7).

شوف

شُفْتُهُ ، شَوْفاً :جَلَوْتُهُ ،و منه دِینَارٌ مَشُوفٌ : أی مَجْلُوٌّ، قال عَنْتَرَهُ :

وَ لَقَدْ شَرِبْتُ مِنَ الْمُدَامَهِ بَعْدَ مَا

رَکَدَ (8)الْهَوَاجِرُ بِالْمَشُوفِ الْمُعْلَمِ

یَعْنِی الدِّینَارَ المَجْلُوَّ،أو أَراد بذلک دینارًا جَلاهُ ضَارِبُهُ ، وَ قیل:عَنَی به قَدَحاً صَافِیاً مُنَقَّشاً.

و شِیفَتِ الْجَارِیَهُ ، تُشَافُ : أی زُیِّنَتْ .

وَ قد شَوَّفَها :زَیَّنَهَا.

و الشَّوْفُ :الْمَجَرُّ، وَ هو الخَشْبَهُ التی تُسَوَّی به (9)الْأَرْضُ الْمَحْرُوثَهُ .

و الشَّوْفُ : طَلْیُ الْجَمَلِ بِالْقَطِرَانِ ، یُقَال: شُفْ بَعِیرَکَ ، أی:اطْلِهِ بِالقَطِرَانِ .

و الْمَشُوفُ : هو الْمَطْلِیُّ بِهِ ، لأَنَّ الهِنَاءَ یَشُوفُهُ ،أی:

یَجْلُوه.

و المَشُوفُ :الجَمَلُ الهَائِجُ ، قَالَهُ أَبو عُبَیْدٍ،و أبو عمرٍو،

ص:313


1- (1) نسب البیتان فی الصحاح و [1]اللسان [2]لجریر،و قد صحح ابن بری فی اللسان [3]نسبتهما للفرزدق،و مثله الصاغانی فی التکمله بعد ذکره البیت الثانی قال:و البیت للفرزدق لا لجریر.
2- (2) فی النهایه و اللسان:و [4]منه حدیث زید بن عمرو بن نُفیل:قال لرسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله ما لی أری....
3- (3) صدره بالأصل. فی غیر نائله صبّاً لها شنفا وَ المثبت عن التهذیب 375/11.
4- (4) التهذیب بروایه:«لغیرها»بدل«بغیرنا».
5- (5) بالأصل:«شنضف فی البغه»و المثبت عن اللسان. [5]
6- (6) عن اللسان و بالأصل«تشنیفاً».
7- (7) زید فی الأساس:حلاّه.
8- (8) من معلقته،و بالأصل«رکض الهواجر».
9- ((*)) کذا بالأصل،القاموس و سیاق الکلام:«بها»بدل«به».

قال الأَزْهَرِیُّ :و لا أَدْرِی کیف یکونُ الفَاعلُ عِبَارَهً عن المَفْعُولِ ،و قَولُ لَبِیدٍ:

بِخَطِیرَهٍ تَوفی الجَدِیلَ سَرِیحَهٍ

مِثْلِ الْمَشُوفِ هَنَأْتَه بعَصِیمِ

یَحْتَمِلُ المَعْنَیَیْن،قال أَبو عمرٍو:و یُرْوَی:«المَسُوفِ » بالسِّینِ ،یَعْنِی المَشْمُومَ ،إذا جَرِبَ البَعِیرُ فطُلِیَ بالقَطِرَانِ شَمَّتْهُ الإِبِلُ .

و قیل: المَشُوفُ : الْمُزَیَّنُ بالْعُهُونِ ،و غَیرِهَا.

و الخَطِیرَهُ :التی تَخْطِرُ بذَنَبِهَا نشاطاً،و السَّرِیحَهُ :

السَّرِیعَهُ ،السَّهْلَهُ السَّیْرِ.

و الشَّیِّفَهُ ،کَکَیِّسَهٍ ،و الشَّیِّفَانُ (1)،بِشَدِّ یَائِهِمَا الْمَکْسُورَهِ :

الطَّلِیعَهُ الذی (2)یَشْتَافُ لَهُمْ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،یُقَال:

بَعَثَ القَوْمُ شَیَّفَهً لهم،أی:طَلِیعَهً ،و قال أَعْرَابِیٌّ :تَبَصَّرُوا الشَّیِّفَانَ ،فإِنَّه یَصُوکُ علَی شَعَفَهِ المَصَادِ،أی یَلْزَمُهَا،و قد تقدَّم ذِکْرُه فی«ش ع ف»و قال قَیْسُ بنُ عَیْزَارَهَ :

وَرَدْنَا الْفُضَاضَ قَبْلَنَا شَیِّفَاتُنَا

بِأَرْعَنَ یَنْفی الطَّیْرَ عَنْ کُلِّ مَوْقِعِ (3)

و قال العُزَیْزِیُّ : الشِّیَافُ ،کَکِتَابٍ :أَدْوِیَهٌ لِلْعَیْنِ ، وَ نَحْوِهَا، و هو مِن قَوْلِهم: شُفْتُ الشَّیْ ءَ:إذا جَلَوْتَه،و أَصْلُه الوَاوُ.

و شَیَّفَ الدَّواءَ:جَعَلَهُ شِیَافاً ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

و أَشَافَ عَلَیْهِ ، وَ أَشْفَی أَشْرَفَ علیه،و فی الصِّحاحِ :هو قَلْبُ أَشْفَی عَلَیه،و

17- فی حدیثِ عُمَرَ رضی الله عنه: «و لکنْ انْظُرُا إِلَی وَرَعِهِ إذا أَشَافَ ». أی:أَشْرَفَ ،و هو بمَعْنَی أَشْفَی،و قال طُفَیْلٌ :

مُشِیفٌ علَی إِحْدَی اثْنَتَیْنِ بِنَفْسِهِ

فُوَیْتَ الْعَوَالِی بَیْنَ أَسْرٍ و مَقْتَلِ (4)

و قال ابنُ عَبَّادٍ: أَشَافَ منه: أی خَافَ .

و اشْتَافَ الرَّجُلُ : تَطَاوَلَ و نَظَرَ، وَ کذا الخَیْلُ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،یَصِفُ خَیْلاً نَشِیطَهً :

یَشْتَفْنَ للِنَّظَرِ الْبَعِیدِ کأَنَّمَا

إِرْنَانُهَا بِبَوَائِنِ الْأَشْطَانِ (5)

وَ ذَکَرْتُ بقِیَّهَ الرِّوایاتِ فی«ش ن ف»أی:إذا رَأَتْ شَخْصاً بَعِیداً،طَمَحَتْ إِلیْه،ثم صَهَلَتْ .

و اشْتَافَ الْبَرْقَ :شَامَهُ ، قال العَجَّاجُ :

و اشْتَافَ مِنْ نَحْوِ سُهَیْلٍ بَرْقَا

و قال أَبو زَیْدٍ: اشْتَافَ الْجُرْحُ : أی غَلُظَ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: تَشَوَّفَ :تَزَیَّنَ .

وَ

16- فی حدیثِ سُبَیْعَهَ : «أَنَّهَا تَشَوَّفَتْ للخُطَّابِ ». أی:

طَمَحَتْ ،و تَشَرَّفَتْ .

و تَشَوَّفَ إِلَی الْخَبَرِ، و غیره: تَطَلَّعَ إِلیه.

و تَشَوَّفَ مِن السَّطْحِ :تَطَاوَلَ ،و نَظَرَ،و أَشْرَفَ (6)، یُقَالُ :رَأَیْتُ نِسَاءً یَتَشَوَّفْنَ مِن السُّطُوحِ :أی یَنْظُرْنَ ، وَ یَتَطَاوَلْنَ .

وَ قال اللَّیْثُ : تَشَوَّفَتِ الأَوْعَالُ :إذا ارْتَفَعَتْ علَی مَعَاقِلِ الجِبَالِ فأَشْرَفَتْ ،و قال کُثَیِّرُ عَزَّهَ :

تَشَوَّفُ مِنْ صَوْتِ الصَّدَی کُلَّمَا دَعَا

تَشَوُّفَ جَیْدَاءِ المُقَلَّدِ مُغْیِبِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

المُشَوَّفَهُ ،کمُعَظَّمَهٍ ،مِن النِّسَاءِ:التی تُظْهِرُ نَفْسَهَا لِیَرَاهَا النَّاسُ ،عن أَبی علیٍّ .

وَ شَوَّفَهَا ، تَشْوِیفاً :زَیَّنَهَا،و منه

17- حَدِیثُ عائشهَ رضی الله عنَهَا: «أَنَّها شَوَّفَتْ جَارِیَهً ،فطافَتْ بها،و قالتْ :لَعَلَّنَا نَصِیدُ بها بَعْضَ فِتْیَانِ قُرَیْشِ ».

وَ تَشَوَّفَ الشَّیْ ءُ،و أَشافَ :ارْتَفَعَ .

ص:314


1- (1) کذا ضبطت بالقاموس و اللسان و التهذیب،و بالقلم فی التکمله بفتح الیاء المشدده.
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«التی تشتاف»و المثبت کاللسان و [1]الصحاح.
3- (3) شَرح أشعار الهذلیین 603/2 و لم یرد فی شعره فی دیوان الهذلیین.
4- (4) اللسان بروایه:إحدی ابنتین.
5- (5) البیت للفرزدق و قد تقدم فی ماده شنف بروایه:«یشنفن».
6- (6) فی التهذیب و اللسان:«و اشتاف فلان یشتاف اشتیافاً إذا تطاول و نظر» زید فی اللسان:و تشوّفت إلی الشیء أی تطلّعت.

و اسْتَشَافَ الجُرْحُ ،فهو مُسْتَشِیفٌ ،بغَیْرِ هَمْزٍ:إذا غَلُظَ .

وَ

16- فی الحدیثِ : «خَرَجَتْ بِآدَمَ شَأْفَهٌ بِرِجْلِهِ » (1). هی قَرْحَهٌ تَخْرُج ببَاطِنِ (2)القَدَمِ ،تُهْمَزُ و لا تُهْمَزُ،و قد ذُکِرَ فی «ش أ ف».

وَ الشَّوَفانُ ،مُحَرَّکَهً : الشَّوْفُ ،عَامِّیَّهٌ .

وَ الشَّوْفُ :البَصَرُ،عامِّیَّهٌ .

وَ رَجُلٌ شَوَّافٌ ،کشَدَّادِ:حَدِیدُ البَصَرِ.

شیف

الشَّیْفُ ،بِالْکَسْرِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صَاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال أَبُو حاتمٍ فی کِتَابِ النَّخْلَهِ :هو الشَّوْکُ الذی یَکُونُ بِمُؤَخَّرِ عَسِیبِ النَّخْلِ ، هکذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْهِ .

قلتُ :و الذی نُقِلَ عن اللَّیْثِ ،أَنَّه بالسَّینِ المُهْمَلَهِ ،و قد تقدَّم.

فصل الصاد مع الفاء

صحف

الصَّحْفَهُ :م مَعْروفَهٌ ،و الجَمْعُ : صِحَافٌ ، قال الأَعشی:

وَ الْمَکَاکَیکَ و الصِّحَافَ مِنَ الْفِضَّ

هِ و الضَّامِرَاتِ تَحْتَ الرِّجالِ (3)

وَ قال ابنُ سِیدَه: الصَّحْفَهُ :شِبْهُ قَصْعَهٍ مُسْلَنْطِحَهٍ عَرِیضَهٍ ،و هی تُشْبِعُ الخَمْسَهَ و نَحوَهُم،و فی التَّنْزِیلِ :

یُطافُ عَلَیْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ (4).

و قال الکِسَائِیُّ : أَعْظَمُ الْقِصَاع الْجَفْنَهُ ، ثم القَصْعَهُ تَلِیها،تُشْبِعُ العَشَرَهَ ، ثُمَّ الصَّحْفَهُ تُشْبِعُ الخَمْسَهَ (5)ثُمَّ المِئْکَلَهُ تُشْبِعُ الرَّجُلَیْنِ و الثَّلاثَهَ ،ثُمَّ الصُّحَیْفَهُ ،مُصَغَّرًا، تُشْبِعُ الرَّجُلَ ،هذا نَصُّ الکسائیِّ ،و قال غیرُه فی الأَخیر:

وَ کأَنَّه مُصَغَّرٌ لا مُکَبَّرَ لَهُ .

و الصَّحیفَهُ :الْکتَابُ ،ج: صَحَائِفُ علَی القیاس، و صُحُفٌ ،کَکُتُب، وَ یُخَفَّفُ أَیضاً،و هو نَادرٌ (6)،قال اللَّیْثُ : لِأنَّ فَعیلَهَ لاَ تُجْمَعُ علَی فُعُل، قال سیبَوَیْه:ایمَّا صَحائفُ فعلَی بَابه،و صُحُفٌ دَاخِلٌ عَلَیه،لأَنَّ فُعُلاً فی مثْل هذا قلیلٌ ،و إِنَّما شَبَّهُوهُ بقَلیبٍ و قُلُبِ ،و قَضِیبٍ وَ قُضُبٍ ،کأَنَّهم جَمَعُوا صَحِیْفاً حین عَلمُوا أنَّ الهاءَ ذَاهبَهٌ ، شَبَّهُوها بحُفْرَهٍ و حِفَارٍ،حین أَجْرَوْها مُجْرَی جُمْدٍ و جِمَادٍ، قال الأَزْهَرِیُّ :و مثْلُه فی النَّدْرَه،سَفینَهٌ و سُفُنٌ ،و القیاسُ :

سَفَائنُ .

و الصَّحیفُ ، کَأَمیرٍ:وَجْهُ الْأَرْض، وَ هو مجازٌ علَی التَّشْبِیه بِما یُکتَبُ فیه،قال الرَّاجِزُ:

بل مَهْمَهٍ مُنْجَرِدِ الصَّحِیفِ

و قال الشَّیْبَانیُّ : الصِّحافُ ، کَکِتَابٍ :مَنَاقعُ صِغَارٌ تُتَّخَذُ للْمَاءِ،ج: صُحُفٌ ، کَکُتُبٍ .

و الصَّحَفیُّ ،مُحَرَّکَهً ،مَن یُخْطیءُ فی قرَاءَه الصَّحیفَه ،و قَوْلُ العامَّه الصُّحُفیُّ ، بضَمَّتِیْنِ ،لَحْنٌ ، وَ النِّسْبَهُ إلی الجَمْع نسْبَهٌ إِلَی الواحد،لأَنَّ الغَرَضَ الدّلالهُ علی الجِنْس، وَ الواحدُ یَکْفی فی ذلک،و أَمَّا ما کان عَلَماً،کأَنْمَارِیٍّ ، وَ کِلاَبِیٍّ ،و مَعَافِرِیٍّ و مَدَائِنِیٍّ ،فإِنَّهُ لا یُرَدُّ،و کذا ما کان جَارِیاً مَجْرَی العَلَمِ ،کأَنْصَاریٍّ ،و أَعْرَابِیٍّ ،کما فی العُبَابِ (7).

و الْمُصْحَفُ ،مُثَلَّثَهُ الْمِیمِ ، عن ثَعْلَبٍ ،قال:و الفَتْحُ لُغَهٌ فَصِیحَهٌ ،و قال أَبو عُبَیْد (8):تَمِیمُ تَکْسِرُها،و قَیْسُ تَضُمُّها، وَ لم یَذْکُرْ مَن یَفْتَحُهَا و لا أَنَّهَا تُفْتَحُ ،إِنَّما ذلک عن اللِّحْیَانیِّ عن الکِسَائِیِّ .

وَ قال الفَرَّاءُ:قد استَثْقَلَتِ العربُ الضَّمَّهَ فی حُروفٍ وَ کَسَرُوا میمَها،و أصْلُها الضَّمُّ ،من ذلک: مِصْحَفٌ ،

ص:315


1- (1) فی اللسان و النهایه«شأف»:«فی رجله»قال ابن.
2- (2) ابن الأثیر:الشأفه بالهمز و غیر الهمز قرحه تخرج فی أسفل القدم فتقطع أو تکوی فتذهب(النهایه:شأف).
3- (3) التهذیب و اللسان [1]بروایه:الرحال.
4- (4) سوره الزخرف الآیه 71. [2]
5- (5) فی التهذیب و اللسان:« [3]تشبع الخمسه و نحوهم»و المثبت کالصحاح. [4]
6- (6) فی القاموس:نادره.
7- (7) و مثله فی التکمله.و الذی فی اللسان و التهذیب:و المُصَحِّفُ وَ الصَّحَفی الذی یروی الخطأ عن قراءه الصحف.
8- (8) فی التهذیب:«و قال أبو زید»و المثبت کاللسان. [5]

و مِخْدَعٌ ،و مِطْرَفٌ ،و مِجْسَدٌ،لأَنَّها فی المَعنَی مَأْخُوذَهٌ من أُصْحِفَ ،بالضَّمِّ :أیْ جُعلَتْ فیه الصُّحُفُ المکْتُوبهُ بین الدَّفّتَیْنِ ،و جُمعَتْ فیه.

و التَّصْحِیفُ :الْخَطَأُ فی الصَّحیفَه بأَشباهِ الحُرُوفِ ، مُوَلَّدَهٌ ، و قد تَصَحَّفَ عَلَیْه لَفْظُ کذا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

صَحِیفَهُ الوَجْهِ :بَشَرَهُ جِلْدِهِ ،و قیل:هی ما أَقْبَلَ علَیْکَ منه،و الجَمْعُ : صَحِیفٌ ،و هو مَجازٌ،و قَوْلُه:

إِذَا بَدَا منْ وَجْهِکَ الصَّحِیفُ

یجوزُ أَنْ یکونَ جَمْعَ صَحِیفَهٍ ،التی هی بَشَرَهُ (1)جِلْدِهِ ، وَ أَن یکونَ أَرادَ به الصَّحِیفَهَ .

و فی المَثَلِ : «اسْتَفْرَغَ فُلانٌ ما فی صَحْفَتِهِ » :إذا اسْتَأَثَرَ علیْه بحَظِّهِ .

وَ الصَّحَّافُ ،کشَدَّادِ:بائِعُ الصُّحُفِ ،أو الذی یَعْمَلُ الصُّحُفَ .

وَ المُصَحِّفُ ،کمُحَدِّثٍ : الصَّحَفیُّ .

وَ أَبو دَاوُدَ المَصَاحِفیُّ :مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ.

صخف

الصَّخْفُ ،کَالْمَنْع، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو حَفْرُ الْأَرْضِ بِالْمِصْخَفَهِ لِلْمِسْحَاهِ ، لُغَهٌ یَمَانِیهٌ ج: مَصَاخِفُ ، کذا فی العُبابِ ،و اللِّسانِ ،و التَّکْمِلَهِ .

صدف

الصَّدَفُ ،مُحَرَّکَهً :غِشَاءُ الدُّرِّ،الْوَاحِدَهُ بِهَاءٍ، هذا نَصُّ الصِّحاحِ ،و العُبابِ ،و قال اللَّیْثُ : الصَّدَفُ :غِشَاءُ خَلْقٍ فی البحرِ،تَضُمُّه صَدَفَتانِ مَفْرُوجَتانِ عن لَحْمٍ فیه رُوحٌ ، یُسَمَّی المَحَارَهَ ،و فی مِثْلِهِ یکونُ اللُّؤْلُؤُ. ج: أَصْدَافٌ ، کسَبَبٍ وَ أَسْبابٍ ،و منه

17- حدیثُ ابنِ عَبَّاسٍ : «إِذا مَطَرَتِ السَّماءُ فَتَحَتِ الأَصْدَافُ أَفْوَاهَها».

و قال الأَصْمَعِیُّ : کُلُّ شَیْ ءٍ مُرْتَفِعٍ عَظِیمٍ ، مِن حَائِطٍ وَ نَحْوِهِ صَدَفٌ ،و هَدَفٌ ،و حَائِطٌ ،و جَبَلٌ (2)،و منه

16- الحدیثُ : «کانَ إذا مَرَّ بهَدَفٍ مَائِلٍ ،أو صَدَفٍ مَائِلٍ ،أَسْرَعَ المَشْیَ ».

وَ منه

16- حدیثُ مُطَرِّفٍ : «مَن نَامَ تَحْتَ صَدَفٍ مَائِلٍ ،و هو یَنْوِی التَّوَکُّلَ ،فلْیَرْمِ نَفْسَه من طَمَارٍ،و هو یَنْوِی التَّوَکُّلَ ».

قال أبو عُبَیْدٍ: الصَّدَفُ ،و الهَدَفُ وَاحِدٌ،و هو:کُلُّ بِنَاءٍ مُرْتَفِعٍ عَظِیمٍ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و هو مِثْلُ صَدَفِ الجَبَلِ ، شَبَّهَهُ (3)به،و هو ما قَابَلَکَ مِن جَانِبِهِ .

و الصَّدَفُ : مَوْضِعُ الْوَابِلَهِ مِن الْکَتِفِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

و صَدَفُ : ه،قُرْبَ قَیْرَوَانَ علَی خَمْسَهِ فَرَاسِخَ منها.

و الصَّدَفُ : لَحْمَهٌ تَنْبُتُ فی الشَّجَّهِ عِنْدَ الْجُمْجُمَهِ ، کَالْغَضَارِیفِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و هو مَجازٌ.

و الصَّدَفُ : لَقَبُ وَلَدٍ، هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوَابُ :

لَقَبُ وَالِدِ نُوحِ بنِ عبدِ اللّه بنِ سَیْفٍ البُخَارِیِّ ، هکذا فی العُبابِ ،و الذی فی التَّبْصِیرِ شَیْخٌ للبُخارِیِّ (4)،حدَّثَ عن بحیر (5)بن النَّضْیرِ،و عنه ابنُه إِبراهیمُ بنُ نُوحٍ .

و الصَّدَفُ فی الْفَرَسِ :تَدَانِی الْفَخِذَیْنِ ،و تَبَاعُدُ الْحَافِرَیْنِ ،فی الْتِوَاءٍ فی الرُّسْغَیْنِ ، هکذا فی النُّسَخِ ، وَ الصَّوابُ :مِن الرُّسْغَیْنِ و هو مِن عُیُوبِ الخَیْلِ التی تکونُ خِلْقَهً ،و قد صَدِفَ ،فهو أَصْدَفُ ، أَو: هو مَیْلٌ فی الْحَافِرِ إلی الشِّقِّ الوَحْشِیِّ ،قَالَهُ ابنُ السِّکِّیتِ ، أَو: هو مَیْلٌ فی الخُفِّ ، أی خُفَّ البَعِیرِ مِن الیَدِ أو الرِّجْلِ إِلَی الشَّقِّ الْوَحْشِیِّ ، وَ قیل:هو مَیْلٌ فی القَدَمِ ،قال الأَصْمَعِیُّ :لا أَدْرِی أَعَنْ یَمِینٍ أو شِمَالٍ ،و قیل:هو إِقْبَالُ إحْدَی الرُّکْبَتَیْنِ علَی الأُخْرَی،و قیل:هو فی الخَیْلِ خَاصَّهً إِقْبالُ إِحْدَاهُما علی الأُخْرَی،قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ ، فإِنْ مَالَ إِلَی الْجَانِبِ الْإِنْسِیِّ فَهُوَ القَفَدُ،و قد قَفِدَ،قَفَداً،فهو أَقْفَدُ، قد ذُکِرَ فی الدَّالِ .

و الصَّدَفُ ، کَجَبَلٍ ،و عُنُقٍ ،و صُرَدٍ،و عَضُدٍ:مُنْقَطَعُ الْجَبَلِ المُرْتَفِعُ ، أَو نَاحِیَتُهُ و جَانِبُه،کما فی المُحْکَم، و قُرِیءَ بِهِنَّ قَوْلُه تعالَی: حَتّی إِذا ساوی بَیْنَ اَلصَّدَفَیْنِ (6).

ص:316


1- (1) عن اللسان و بالأصل«قشره».
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«و حائط و جبل هکذا فی اللسان و نصه: الأصمعی:الصدف کل شیء مرتفع عظیم کالهدف و الحائط و الجبل ا ه ».
3- (3) الأصل و اللسان،و [1]فی التهذیب:شُبّه به.
4- (4) فی تبصیر المتنبه 834/2 شیخ بُخاری.
5- (5) تبصیر المتنبه:یحیی بن النضر.
6- (6) سوره الکهف الآیه 96. [2]

الأُولَی:قِراءَهُ أَبی جَعْفَرٍ،و نَافِعٍ ،و عَاصِمٍ ،و حَمْزَهَ ، وَ الکِسَائِیِّ ،و خَلَفٍ .

وَ الثَّانِیهُ :لُغَهٌ عن کُرَاعٍ ،و هی قِراءَهُ ابنِ کَثِیرٍ،و ابن عَامِرٍ،و أَبی عَمْروٍ،و یَعْقُوبَ ،و سَهْلٍ .

وَ الثالثهُ :قِرَاءَهُ قَتادَهَ ،و الأَعْمَشِ و الخَلِیلِ .

وَ الرَّابِعهُ :قِراءَهُ یَعْقوبَ بنِ المَاجُشُونِ .

أَو الصَّدَفَانِ ههُنا، أی فی الآیه: جَبَلاَنِ مُتَلازِقَانِ ، کذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :مُتَلاقِیانِ ،کما هو نَصُّ اللِّسَانِ ، بَیْنَنَا و بَیْنَ یَأْجُوجَ و مَأْجُوجَ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الصُّدُفَانِ ،بِضَمَّتیْنِ خَاصَّهً :

نَاحِیَتَا الشِّعْبِ أو الْوَادِی، کالصُّدَّیْنِ ،و یُقال لِجَانِبَیِ الجَبَلِ إذا تَحاذَیَا: صُدُفَانِ ،و کذا صَدَفانِ ، لِتَصادُفِهِما ،أی:

تَلاَقِیهما،و تَحَاذِی هذا الْجانِبِ الْجانِبَ الذی یُلاقِیهِ ،و ما بَیْنَهما فَجٌّ ،أو شِعْبٌ ،أو وَادٍ.

و الصُّدَفُ ، کَصُرَدٍ؛طَائِرٌ أو سَبُعٌ مِن السِّباعِ .

و صَدَفَ عنه، یَصْدِفُ ، مِن حَدِّ ضَرَب: أَعْرَضَ ، وَ منه قَوْلُهُ تعالَی: سَنَجْزِی الَّذِینَ یَصْدِفُونَ عَنْ آیاتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما کانُوا یَصْدِفُونَ (1)أی:یُعْرِضُونَ .

و صَدَفَ فُلاَنًا، یَصْدِفُهُ : صَرَفَهُ ، کَأَصْدَفَهُ عن کذا وَ کذا،أی:أَمَالَهُ ،و قیل:عَدَلَ به.

و فی المُحْکَمِ : صَدَفَ عنه فُلانٌ ، یَصْدُفُ ،و یَصْدِفُ ، من حَدَّیْ نَصَر،و ضَرَبَ ، صَدْفاً ،و صُدُوفاً :انْصَرَفَ ، وَ مَالَ (2)،و قال أَبو عُبَیْدٍ: صَدَفَ ،و نَکَبَ :إذا عَدَلَ ،و فی العُبَابِ أنَّ صَدَفَ لاَزِمٌ مُتَعَدٍّ،إِلاَّ أنَّ مَصْدرَ اللاَّزِمِ الصَّدَفُ ،و الصُّدُوفُ ،و مَصْدَرَ المُتَعَدِّی الصَّدَفُ ،لا غَیْرُ.

و الصَّدُوفُ :المَرأَهُ تَعْرِضُ وَجْهَهَا علَیْکَ ،ثُمَّ تَصْدِفُ ، وَ فی المُحْکَمِ :هی التی تَصْدِفُ عَن زَوْجِها،عن اللِّحْیانِیِّ ،و قیل:التی لا تَشْتَهِی القُبَلَ .

و الصَّدُوفُ : الْأَبْخَرُ، عن ابنِ عَبَّادٍ،و الذی فی نَوَادِرِ اللِّحْیانِیِّ : الصَّدُوفُ :البَخْرَاءُ. و صَدُوفٌ بِلاَ لاَمٍ :عَلَمٌ لهُنَّ قال رُؤْبَهُ :

و قَدْ تُرَی یَوْماً بِهَا صَدُوفُ

کالشَّمْسِ لاقی ضَوْءَهَا النَّصِیفُ

و صَادِفٌ :فَرَسٌ قَاسِطٍ الْجُشَمِیِّ ، قال أَبو جَرْوَلٍ الجُشَمِیُّ :

یُکَلِّفُنِی زَیْدُ بنُ فَارِسِ صَادِفٍ

وَ زیْدٌ کَنَصْلِ السَّیْفِ عَارِی الأَشاجعِ

و صَادِفٌ أَیضاً: فَرَسُ عبدِ اللّه بْنِ الْحجَّاجِ الثَّعْلَبِیِّ ، کما فی المُحِیطِ .

و الصَّدِفُ ، کَکَتِفٍ :بَطْنٌ مِن کِنْدَهَ ،یُنْسَبُونَ الْیَوْمِ إِلَی حَضْرَمَوْتَ ،و إذا نَسَبْتَ إِلیهم قُلْتَ :هو صَدَفیٌّ ،مُحَرَّکَهً ، کَرَاهَهَ الکَسْرهِ قبلَ یَاءِ النَّسَبِ ،قَالَهُ ابْنُ دُرَیْدٍ (3)،و أَنْشَدَ:

یَوْمٌ لِهَمْدَانَ و یَوْمٌ لِلصَّدِفْ

و لِتَمیمٍ مِثْلُهُ أو تَعْتَرِفْ

وَ قال غیرُه:هو صَدِفُ (4)بنُ عَمْرِو بنِ قَیْسِ بنِ مُعَاویهَ بنِ جُشَمَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ وَائِلِ بنِ الغَوْث بنِ حَیْدانَ بْنِ قَطَنِ بنِ عرِیبِ بنِ زُهَیْرِ بنِ أَیْمَنَ بنِ الهَمَیْسَعِ بنِ حِمْیَرَ بنِ سَبإٍ، و یُنْسَبُ إِلَیْهِ خَلْقٌ مِن الصَّحابهِ ،و غیرِهم،قد نَزَلُوا بمصرَ،و اخْتَطُّوا بها،و منهم یُونُسُ بنُ عبدِ الأَعْلَی الصَّدَفیُّ ،و غیرُه.

قال ابنُ سِیدَه: النَّجائِبُ الصَّدَفِیَّهُ ،أُراهَا نُسِبَتْ إِلیهم، قال طَرَفَهُ :

لَدَی صَدَفیٍّ کالْحَنِیَّهِ بَارِکِ (5)

و صَادَفَهُ ، مُصادَفَهً : وَجَدَهُ ،و لَقِیَهُ ، وَ وَافَقَهُ .

و تَصَدَّفَ عَنْهُ :أَعْرَض، وَ فی العُبابِ :عَدَلَ ،و أَنْشَدَ للعَجَّاجِ یَصِفُ ثَوْرًا.

فَانْصَاعَ مَذْعُورًا و ما تَصَدَّفَا

کالْبَرْقِ یَجْتازُ أَصِیلاً أَعْرَفَا

ص:317


1- (1) سوره الأنعام الآیه 157. [1]
2- (2) الذی فی اللسان عن ابن سیده:«عدل»بدل«انصرف و مال».
3- (3) انظر الجمهره 273/2. [2]
4- (4) انظر اللباب 236/2« [3]الصدفی»و جمهره ابن حزم ص 433 و [4]قال الدارقطنی و اسم الصدف شهال بن دعمی بن زیاد بن حضرموت.
5- (5) دیوانه و صدره: ترِدُّ علیّ الریح ثوبی قاعدا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

المَصْدُوفُ :المَسْتُورُ،و به فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَی:

فلَطَّتْ ...بحِجَابٍ مِنْ بَیْنِنا مصَدُوفُ (1)

وَ المُصَادَفَهُ :المُحاذَاهُ .

وَ الصَّوَادِفُ :الإِبِلُ التی تَأْتِی علَی الحَوْضِ ،فَتَقِفُ عندَ أَعْجازِهَا،تَنْتَظِرُ انْصِرَافَ الشَّارِبَهِ ،لِتَدْخُلَ هی،قال الرَّاجِزُ:

لارِیَّ حتی تَنْهَلَ الرَّوَادِفُ

النَّاظِرَاتُ الْعُقَبَ الصَّوَادِفُ

وَ تَصَدَّف :تَعَرَّضَ ،و منه قَوْلُ مُلَیْحٍ الهُذَلِیِّ :

فَلَمَّا اسْتَوَتْ أَحْمَالُهَا و تَصَدَّفَتْ

بِشُمِّ الْمَرَاقِی بَارِدَاتِ الْمَدَاخِلِ (2)

قال السُّکَّرِیُّ :أی تَعَرَّضَتْ .

وَ الصَّدَفَهُ :مَحارَهُ الأُذُنِ ،و الصَّدَفَتانِ النُّقْرَتانِ اللَّتانِ فیهما مَغْرِزُ رَأْسَیِ الفَخِذَیْنِ ،و فیهما عَصَبَهٌ إلی رَأْسِهما.

وَ الأَصْدافُ :أَمْواجُ البَحْرِ،کما فی التَّکْمِلَهِ .

وَ المُصَدَّفُ ،کمُعَظَّمٍ :مَن تُصِیبُه الأَمْرَاضُ کَثِیرًا، عَامِّیَّهٌ .

وَ مِن الکِنَایهِ :رَجُلٌ صَدُوفٌ ،أی أَبْخَرُ،لأَنَّه کلَّما حدَّثَ صَدَفَ بوَجْهِه،لِئَلاَّ یُوجَدَ بَخَرُهُ .

صردف

صَرْدَفٌ ،کَجَعْفَرٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، وَ صاحبُ اللِّسانِ ،و هی: د،شَرْقِیَّ الْجَنَدِ مِن أَرْضِ الیَمَنِ ، مِنْهُ الإمامُ الفَقِیهُ أَبو یَعْقوبَ إِسْحاقُ بنُ یَعْقُوبَ الْفَرَضِیُّ الصَّرْدَفیُّ ، مُؤَلِّفُ کتابِ الفَرَائضِ ،و قَبْرُه به،یُزارُ وَ یُتَبَرَّکُ به،تَرْجَمَهُ الجَنَدِیُّ ،و ابْنُ سَمُرَهَ ،فی طَبَقاتِهِما، وَ کذا القُطْبُ الخَیْضَرِیُّ ،فی طَبَقاتِ الشَّافِعِیَّهِ .

صرف

الصَّرْفُ فی الحَدِیثِ :

16- «الْمدِینَهُ حَرَمٌ ما بینَ عائِرٍ-و یُرْوَی عَیْرٍ-إلی کَذَا،مَنْ أَحْدَثَ فیها حَدَثاً،أَو آوَی مُحْدِثاً،فعلیه لَعْنَهُ اللّهِ وَ الْمَلائِکَهِ وَ النّاسِ أَجْمَعِینَ ،لایُقْبَلُ (3)مِنْهُ صَرْفٌ و لا عَدْلٌ ». التَّوْبَهُ ،و العَدْلُ :الفِدْیَهُ ، قاله مَکْحُولٌ .

أَو:هو النافِلَهُ ،و العَدْلُ :الفَرِیضَهُ قاله أبو عُبَیْدٍ.

أَو بالعَکْسِ أی:لا یُقْبَلُ منه فَرْضٌ و لا تَطَوُّعٌ ،نقله ابنُ دُرَیْدٍ عن بعضِ أَهْلِ اللُّغَهِ .

أَو هو الوَزْنُ ،و العَدْلُ :الکَیْلُ أو هو الاکْتِسابُ ، وَ العَدْلُ :الفِدْیَهُ .

أَو الصَّرْفُ : الحِیلَهُ ، و هو قولُ یُونُسَ و منه قیل:فُلانٌ یَتَصَرَّفُ :أی یَحْتالُ ،و هو مجازٌ،و قال اللّه تعالی: فما یسْتَطِیعُونَ صَرْفاً و لا نَصرًا (4)و قال غیرُه فی مَعْنَی الآیهِ :

أی ما یَسْتَطِیعُونَ أَن یَصْرِفُوا عن أَنْفُسِهِمُ العَذابَ و لا أَن یَنْصُرُوا أَنْفُسَهُم.

وَ فی سِیاقِ المصنِّفِ نَظَرٌ ظاهر.

ثم إِنه ذَکَرَ للصَّرْفِ المذکورِ فی الحَدِیثِ مع العَدْلِ أَربعهَ مَعانٍ ،و فاتَهُ الصَّرْفُ :المَیْلُ ،و العَدْلُ :الاسْتِقامهُ ، قاله ابنُ الأَعرابِیّ ،و قِیلَ : الصَّرْفُ :ما یُتَصَرَّفُ به، وَ العَدْلُ :المَیْلُ ،قاله ثَعْلَبٌ ،و قیلَ : الصَّرْفُ :الزِّیادهُ وَ الفَضْلُ ،و لیس هذا بشَیءٍ،و قیل: الصَّرْفُ :القِیمه، وَ العَدْلُ :المِثْلُ ،و أَصلُه فی الفِدْیَهِ ،یقال:لم یَقْبَلُوا منهم صَرْفاً و لا عَدْلاً:أی لم یَأْخُذوا منهم دِیَهً ،و لم یَقْتُلُوا بقَتِیلهِم رَجُلاً واحِداً،أی:طَلَبُوا منهم أَکْثَرَ من ذلک، وَ کانت العَرَبُ تَقْتُلُ الرجُلَیْنِ و الثلاثهَ بالرَّجُلِ الواحدِ،فإِذا قَتَلُوا رَجُلا برَجُلٍ فذلک العَدْلُ فیهم،و إذا أَخَذُوا دِیَهً فقد انْصَرَفُوا عن الدَّمِ إلی غیره، فصَرَفُوا ذلک صَرْفاً ،فالقِیمهُ صَرْفٌ ؛لأَنَّ الشیءَ یُقَوَّمُ بغیرِ صِفَتِه،و یُعَدَّلُ بما کانَ فی صِفَتِه،ثم جُعِلَ بعدُ فی کُلِّ شیءٍ،حتی صارَ مَثَلاً فیمَنْ لم یُؤْخَذْ منه الشَّیْ ءُ الذی یَجِبُ عَلَیه،و أُلْزِمَ أَکْثَرَ منه،فتأَمَّلْ ذلِک.

و الصَّرْفُ من الدَّهْرِ:حِدْثانُهُ و نَوائِبُه و هو اسمٌ له؛لأَنَّه یَصْرِفُ الأَشْیاءَ عن وُجُوهِها.

ص:318


1- (1) تقدم بروایه«مسدوف»انظر ماده سدف.
2- (2) شرح أشعار الهذلیین 1022/3 و لم یرد فی دیوان الهذلیین.
3- (3) وردت العباره فی النهایه بالبناء للمعلوم:«لا یقبلُ ..صرفاً و لا عدلاً» وَ المثبت کاللسان و التهذیب.
4- (4) سوره الفرقان الآیه 19. [1]

و قولُ صَخْرِ الغَیِّ :

عاوَدَنِی حُبُّها و قد شَحَطَتْ

صَرْفُ نَواهَا فإِنَّنِی کَمِدُ (1)

أَنَّثَ الصَّرْفَ لتَعْلِیقِه بالنَّوَی،و جَمْعُه صُرُوفٌ .

و الصَّرْفُ : اللَّیْلُ و النَّهارُ،و هما صَرْفانِ بالفَتْحِ و یُکْسَرُ عن ابنِ عَبَّادٍ،و کذلِکَ الصِّرْعانِ ،بالکسرِ أَیضاً،و قد ذُکِر فی العین.

و صَرْفُ الحَدِیثِ

16- فی حدیثِ أَبِی إِدْرِیسَ الخَوْلانِیِّ : «من طَلَبَ صَرْفَ الحَدِیثِ لیَبْتَغِیَ بِهِ إِقبالَ وُجُوهِ الناسِ إِلیه،لم یُرَحْ رائِحَهَ الجَنَّهِ ». هو: أَنْ یُزادَ فیه و یُحَسَّنَ ،من الصَّرْفِ فی الدَّراهِمِ ،و هو فَضْلُ بعضِه علی بَعْضٍ فی القِیمَهِ قال ابنُ الأَثِیرِ:أرادَ بصَرْفِ الحَدِیثِ :ما یَتَکَلّفَه الإِنسانُ من الزِّیادَهِ فیه علی قَدْرِ الحاجَهِ ،و إِنَما کُرِهَ ذلک لِما یَدْخُلُه من الرِّیاءِ و التَّصَنُّعِ ،و لِما یُخَالِطُه من الکَذِبِ و التَّزَیُّدِ، وَ الحَدِیثُ مَرْفُوعٌ من روایهِ أَبِی هُرَیْرَهَ -رضِیَ اللّه عنه-فی سُنَنِ أَبی دَاوُد و کذلک صَرْفُ الکلامِ یُقال:فلانٌ لا یَعْرِفُ (2)صَرْفَ الکَلامِ ،أی:فَضْلَ بعضِه علی بعْضٍ .

و یُقالُ : لَهُ عَلَیهِ صَرْفٌ : أی شَفٌّ و فَضْلٌ ،و هُوَ مِنْ صَرَفَهُ یَصْرِفُه ؛لأَنَّهُ إذا فُضِّلَ صُرِفَ عن أَشْکالِهِ ، و نَظائِرِه.

و الصَّرْفَهُ :مَنْزِلَهٌ للقَمَرِ،نَجْمٌ واحِدٌ نَیَّرٌ،یتلُو الزُّبْرَهَ خَلْفَ خَراتَیِ الأَسَدِ،یُقال:إِنه قَلْبُ الأَسدِ،إذا طَلَعَ أَمامَ الفَجْرِ فذلِکَ الخَرِیفُ ،و إذا غابَ مع طُلوعِ الفَجْرِ فذلِکَ أَوَّلُ الرَّبِیعِ ،قال ابن کُناسَهَ : سُمِّیَ هکذا فی النُّسَخِ ، وَ کأَنَّهُ یرجِعُ إلی النَّجْمِ ،و فی سائِرِ الأُصُولِ سُمِّیَتْ بذلِکَ لانْصِرافِ البَرْدِ و إِقْبالِ الحَرُّ بطُلُوعِها أیْ :تلک المَنْزِلَه، قال ابنُ بَرِّی:صَوابُه أَنْ یُقال:سُمِّیَتْ بذلِکَ لانْصِرافِ الحَرِّ و إِقبالِ البَرْدِ.

و الصَّرْفَهُ : خَرَزَهٌ للتَّأْخِیذ و قال ابنُ سِیدَه:یُسْتَعْطَفُ بها الرِّجالُ یُصْرَفُون بها عن مَذاهِبِهِم و وُجُوهِهِم،عن اللِّحْیانِیّ .

و الصَّرْفَهُ : نابُ الدَّهْرِ الذی یَفْتَرُّ هکذا هو نَصُّ المُحِیط ،و فی التهْذِیبِ :و العَرَبُ تقولُ : الصَّرْفَهُ نابُ الدّهْرِ؛لأَنَّها تَفْتَرُّ عن البَرْدِ،أو عن الحَرِّ،فی الحالَتَیْنِ ، فتَأَمَّلْ ذلِکَ .

و الصَّرْفَهُ : القَوْسُ التی فِیها شامَهٌ سَوْداءُ لا تُصِیبُ سِهامُها إذا رُمِیَتْ عن ابنِ عَبَّادٍ.

و قال أَیضاً: الصَّرْفَهُ : أَنْ تَحْلُبَ النّاقهَ غُدْوَهً ،فتَتْرُکَها إلی مِثْلِها مِنْ أَمْسِ نقله الصّاغانِیّ .

و صَرَفَهُ عن وَجْهِهِ یَصْرِفُه صَرْفاً : رَدَّهُ فانْصَرَفَ .

وَ قولُه تَعالی : صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُمْ (3)أی:أَضَلَّهُم اللّه مُجازاهً علی فِعْلِهِمْ .

وَ قولُه تَعالَی: سَأَصْرِفُ عَنْ آیاتِیَ (4)أی أَجْعَلُ جَزاءَهُم الإِضْلالَ عن هِدایَهِ آیاتِی.

و صَرَفَتِ الکَلْبَهُ تَصْرِفُ صُرُوفاً بالضمِّ و صِرافاً ، بالکَسْرِ:اشْتَهَتِ الفَحْلَ ،و هی صارِفٌ قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

السِّباعُ کلُّها تَجْعِلُ و تصْرِفُ :إذا اشْتَهَتِ الفَحْلَ ،و قد صَرَفَتْ صِرافًا ،و هی صارِفٌ ،و أَکْثَرُ ما یُقَالُ ذلک کُلُّه للکَلْبَهِ .

وَ قال اللَّیْثُ : الصِّرافُ :حِرْمَهُ الشاءِ و الکِلابِ و البَقَرِ.

و صَرَفَ الشرابَ صُرُوفاً : لم یَمْزُجْها هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و مثلُه نَصُّ المُحِیطِ ،و هو غَلَطٌ ،صوابُه:لم یَمْزُجْهُ و هو أی،الشَّرابُ مَصْرُوفٌ و قولُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِیِّ :

إنْ یُمْسِ نَشْوانَ بمَصْرُوفَهٍ

مِنْها بِرِیٍّ و عَلَی مِرْجَلِ (5).

یَعْنِی بکأْسٍ شُرِبَتْ صِرْفاً علی مِرْجَلٍ ،أی:علی لَحْمٍ طُبِخَ ،فی قِدْرٍ.

و صَرَفَتِ البَکَرَهُ تَصْرِفُ صَرِیفاً :صَوَّتَتْ عندَ الاسْتقاءِ و صَرَفَ الخَمْرَ یَصْرِفُها صَرْفاً : شَرِبَهَا و هی مَصْرُوفَهً خالصهٌ لم تُمْزَجْ .

و صَرَفَ الصِّبْیانَ :قَلَبَهُم من المَکْتَبِ .

ص:319


1- (1) دیوان الهذلیین 85/2.
2- (2) التهذیب و النهایه و [1]اللسان:« [2]لا یُحسن»فی التهذیب:«لم».
3- (3) سوره التوبه الآیه 127. [3]
4- (4) سوره الأعراف الآیه 146. [4]
5- (5) دیوان الهذلیین 13/2.

و قال ابنُ السِّکِّیتِ : الصَّرِیفُ کأَمِیرٍ: الفِضَّهُ و مثلُه قولُ أَبی عَمْروٍ،و زادَ غیرُهما: الخالِصَهُ و أَنشدَ:

بَنِی غُدانَهَ حَقًّا لَسْتُمُ ذَهَباً

وَ لا صَرِیفاً و لکن أَنْتُمُ خَزَفُ

وَ هذا البیتُ أَورَده الجَوْهَرِیُّ :

بَنِی غُدانَهَ ما إِنْ أَنْتُمُ ذَهَباً

وَ لا صَرِیفاً (1).

قال ابنُ بَرِّیّ :صوابُ إِنْشادِه«ما إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبٌ »؛لأَنَّ زیادَهَ إنْ تُبْطِلُ عملَ ما.

و الصَّرِیفُ : صَرِیرُ البابِ ،و: صَرِیرُ نابِ البَعِیرِ،و منه ناقَهٌ صَرُوفٌ بَیِّنَهُ الصَّرِیفِ ،و کذا نابُ الإنْسانِ ،یقالُ :

صَرَفَ الإنسانُ و البَعِیرُ نابَه،و بِنابِهِ یَصْرِفُ صَرِیفاً :حَرَقَه، فسَمِعْتَ له صَوْتاً.

وَ قال ابنُ خالَوَیْهِ : صَرِیفُ نابِ الناقَهِ یَدُلُّ علی کلالِها، وَ نابِ البَعِیرِ علی[قَطَمِهِ و] (2)غُلْمَتِه.

وَ قولُ النابِغَهِ یصفُ ناقهً :

مَقْذُوفَهٍ بدَخِیسِ النَّحْضِ بازِلُها

له صَرِیفٌ صَریفَ القَعْوِ بالمَسَدِ (3)

هو وَصْفٌ لها بالکَلالِ ،و قال الأَصْمَعِیُّ :إنْ کانَ الصَّرِیفُ من الفُحُولَهِ فهو من النَّشاطِ ،و إن کان من الإِناثِ فهو من الإعْیاءِ،و بین بابٍ و نابٍ جِناسٌ .

و الصَّرِیفُ : اللَّبَنُ ساعَهَ حُلِبَ و صُرِفَ عن الضَّرْعِ ، فإذا سَکَنَتْ رَغْوَتُه فهو الصَّرِیحُ ،قال سَلَمهُ بنُ الأَکْوَعِ -رَضِیَ اللّه عنه-:

لکِنْ غَذَاهَا اللَّبَنُ الخَرِیفُ

أَلْمَخْضُ و القارِصُ و الصَّرِیفُ

و الصَّریفُ : ع،قُرْبَ النِّباجِ علی عَشْرَهِ أَمیالٍ منه مِلْکٌ لبَنِی أُسَیْد بنِ عَمْرِو بنِ تَمِیمٍ قال جَرِیرٌ:

أَجِنَّ الهَوَی ما أَنْسَ لا أَنسَ مَوْقِفاً

عَشِیَّهَ جَرْعاءِ الصَّرِیفِ و مَنْظَرَا

و قال أَبو حَنِیفَهَ :زَعَم بعضُ الرُّواهِ أنَّ الصَّرِیفَ : ما یَبِسَ من الشَّجَرِ مثل الضَّرِیعِ ،و هو الَّذِی فارِسِیَّتُه خُذْخوش وَ هو القُفْلُ أَیضاً.

و قال مَرَّهً : الصَّرِیفَهُ ،کسَفِینَهٍ :السَّعَفَهُ الیابِسَهُ ، و الجَمْعُ صَرِیفٌ .

و الصَّرِیفَهُ : الرُّقاقَهُ ،ج: صُرُفٌ بضَمَّتَیْنِ و صِرافٌ ، وَ صَرِیفٌ .

و صَرِیفُونَ (4)فی سَوادِ العِراقِ فی موضِعَیْنِ ،أَحَدُهما:

ه،کَبِیرهٌ غَنَّاءُ شَجْرَاءُ قُربَ عُکْبَراءَ و أَوانَی،عَلَی ضَفَّهِ نَهْرِ دُجَیْل.

و الآخَرُ: ه بواسِطَ .

وَ قولُه: مِنها الخَمْرُ الصَّرِیفِیَّهُ ظاهِرُه أنَّ الخَمْرَ مَنْسُوبهٌ إلی التی بواسِطَ ،و لیس کذلک،بل إلی القَرْیَهِ الْأُوْلَی التی عندَ عُکْبَراءَ،و إِلیه أَشارَ الأَعْشَی بقوله:

و تُجْبَی إِلیه السَّیْلَحُونَ و دُونَها

صَرِیفُونَ فی أَنْهارِها و الخَوَرْنَقُ

قال الصاغَانِیُّ :و إلیها نُسِبَت الخَمْرُ،و قال الأَعْشی أَیضاً:

تُعاطِی الضَّجِیعِ إذا أَقْبَلَتْ

بُعَیْدَ الرُّقادِ و عندَ الوَسَنْ

صَرِیفِیّهً طَیِّبٌ طَعْمُها

لها زَبَدٌ بینَ کُوبٍ و دَنْ (5)

أو قیل لها: صَرِیفیَّهٌ ،لأَنَّها أُخِذَتْ منَ الدَّنِّ ساعَتَئِذٍ، کاللَّبَن الصَّرِیفِ .

ص:320


1- (1) البیت رواه النحویون«ما إن أنتم ذهبٌ و لا صریفٌ »بالرفع استشهاداً علی إهمال«ما»لاقترانها ب «إن»انظر الخزانه للبغدادی 124/2. [1]
2- (2) زیاده عن اللسان. [2]
3- (3) دیوانه صنعه ابن السکیت ص 6.
4- (4) قال یاقوت:إن کان عربیاً فهو من الصریف..و إن کان أعجمیاً فهو کما تری.و للغرب فی هذا و أمثاله من نحو نصیبین...مذهبان منهم من یقول إنه اسم واحد و یلزمه الإعراب کما یلزم الأسماء المفرده التی لا تنصرف فتقول هذه صریفینُ و مررت بصریفین و رأیت صریفینَ .و النسبه إلیه و إلی أمثاله علی هذا القول صریفیّ .
5- (5) دیوانه بروایهٍ لا شاهد فیها: صلیفیه طیباً طعمها...

و یُرْوَی:

مُعَتَّقَهً قَهْوَهً مُرَّهً

وَ قال اللَّیْثُ -فی تَفْسِیرِ قَوْلِ الأَعْشَی-:إِنّها الخَمْرُ الطَّیِّبَهُ .

و الصَّرْفانُ مُحَرَّکَهً :المَوْتُ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ ، و قال ابن عبّادٍ هو النّحاسُ و فی اللسانِ الرَّصاصُ القَلَعِیُّ ،و بهما فُسِّرَ قَوْلُ الزَّبّاءِ[الملکه]:

ما لِلْجِمالِ مَشْیُها وَئِیدَا

أَ جَنْدَلاً یَحْمِلْنَ أَم حَدِیدَا

أَمْ صَرَفَانًا بارِداً شَدِیدَا

أَم الرِّجالُ جُثَّماً قُعُودَا

و قیل:بل الصَّرَفانُ هنا: تَمْرٌ رَزِینٌ (1)مثلُ البَرْنِیِّ ؛إلاّ أَنَّه صُلْبُ المَضاغِ عَلِکٌ یُعِدُّها هکذا فی النُّسَخِ ، وَ الصوابُ :یُعِدُّهُ ذَوُو العِیالاتِ ،و ذَوُو الأُجَراءِ و ذَوُو العَبِیدِ؛لِجَزائِها هکذا فی النُّسَخِ و الصوابُ :لجَزائِه وَ عِظمِ مَوْقِعِه،و الناسُ یَدَّخرُونَه،قاله أَبو حَنِیفَه.

أَو هُوَ الصَّیْحانِیُّ بالحِجَازِ،نَخْلَتُه کنَخْلَتِه،حکاه أبو حَنِیفَهَ عن النُّوشَجانِیِّ ،و أَنشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ للنَّجاشِیِّ :

حَسِبْتُمْ قِتالَ الأَشْعَرِینَ و مَذْحِجٍ

وَ کِنْدَهَ أَکْلَ الزُّبْدِ بالصَّرفَانِ

وَ قال عِمْرانُ الکَلْبِیّ :

أَکُنْتُمْ حَسِبْتُم ضَرْبَنا و جِلادَنَا

علی الحجْرِ أَکْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ ؟

قال أَبو عُبَیْدٍ:و لم یکُنْ یُهْدَی للزَّبّاءِ شیءٌ أَحَبَّ إِلیها من التَّمْرِ الصَّرَفانِ ،و أَنشد:

وَ لمّا أَتَتْها العِیرُ قالَتْ :أَبارِدٌ

من التَّمْرِ أَمْ هذا حَدِیدٌ و جَنْدَلُ ؟!

و من أَمْثالِهِم:« صَرَفانَهٌ رِبْعِیَّهٌ ،تُصْرَمُ بالصَّیْفِ ،و تُؤْکَلُ بالشَّتِیَّهِ » نقله أَبو حَنِیفَهَ فی کتابِ النباتِ . و الصِّرْفُ ،بالکَسْرِ:صِبْغٌ أَحْمَرُ تُصْبَغُ به شُرُکُ النِّعالِ ، نقله الجَوْهَرِیُّ ،و أنشدَ لابنِ الکَلْحَبَهِ :

کُمَیْتٌ غیرُ مُحْلِفَهٍ و لکِنْ

کَلُونِ الصَّرْفِ عُلَّ بِهِ الأَدِیمُ (2)

یعنی أنها خالِصَهُ الکُمْتَهِ ،کَلونِ الصِّرْفِ ،و فی المُحْکَمِ :خالِصَهُ اللَّوْنِ ،و منه

16- الحدیث: «فاسْتَیْقَظَ مُحْمارّاً وَجْهُه کأَنَّهُ الصِّرْفُ ».

و الصِّرْفُ : الخالِصُ البَحْتُ من الخَمْرِ و غَیْرِها و لو قال:من کُلِّ شیءٍ،لأَصابَ ،و یُقال:شَرابٌ صِرْفٌ ،أی:

بَحْتٌ لم یُمْزَجْ ،و کذلک دَمٌ صِرْفٌ ،و بَلْغَمٌ صِرْفٌ .

و الصَّیْرَفیُّ :المُحْتَالُ المُتَصَرِّفُ فی الْأُمُورِ المُجَرِّبُ لها کالصَّیْرَفِ قاله أَبو الهَیْثَمِ ،قال سُوَیْدُ بنُ أَبی کاهِلٍ الیَشْکُرِیُّ :

وَ لِسانًا صَیْرَفِیًّا صارِماً

کحُسامِ السَّیْفِ ما مَسَّ قَطَعْ (3)

وَ قالَ أُمَیَّهُ بنُ أَبِی عائِذِ الهُذَلِیُّ :

قد کُنْتُ خَرّاجاً وَلُوجاً صَیْرَفاً

لم تَلْتَحِصْنِی حَیْصَ بَیْصَ لحاصِ (4)

و الصَّیْرَفیُّ ،و الصَّیْرَفُ ،و الصَّرّافُ : صَرّافُ الدَّراهِمِ وَ نَقَّادُها،من المُصَارَفَهِ ،و هو من التَّصَرُّفِ ج: صَیارِفُ ،و صَیارِفَهٌ ،و الهاءُ للنِّسْبَهِ و قد جاءَ فی الشِّعْرِ صَیارِیفُ :

تَنْفی یَدَاها الحَصَی فی کُلِّ هاجِرَهٍ

نَفْیَ الدَّراهِیمِ تَنْقَادُ الصیَارِیفِ (5)

لمّا احتاجَ إلی تمامِ الوَزْنِ أَشْبَعَ الحَرَکَهَ ضرورهً حتی صارَتْ حَرْفاً،أَنشده سِیَبَویْه للفَرَزْدَقِ ،قال الصّاغانِیُّ :

وَ لیس له.

ص:321


1- (1) فی اللسان [1]عن أبی حنیفه:الصرفانه تمره...و هی أرزن التمر کله... وَ فی موضع آخر:«هو ضرب من أجود التمر و أوزنه»و بهامشه:هو لفظ النهایه أیضاً،یعنی بالواو.
2- (2) البیت فی المفضلیه 3 ص 33 و نسب للکلحبه العربی،و فی المفضلیه 6 ص 39 نسب لسلمه بن الخرشب الأنماری.قال ابن بری:الصحیح أنه هبیره بن عبد مناف و کلحبه أمه فهو ابن کلحبه أحد بنی عرین بن ثعلبه بن یربوع و یقال له الکلحبه،و هو لقب له فعلی هذا یقال:و قال الکلحبه الیربوعی.
3- (3) المفضلیه رقم 40 بیت رقم 103.
4- (4) دیوان الهذلیین 192/2.
5- (5) اللسان و [2]نسبه للفرزدق.

و الصَّرَفیُّ ،محرَّکهً ،من النَّجائِبِ :مَنْسُوبٌ إلی الصَّرَفِ ،قالهُ اللَّیْثُ ، أَو الصَّوابُ بالدّالِ و صَحَّحُوه،و قد تقدّم.

و قال ابنُ الأَعرابِیّ : أَصْرَفَ الشاعرُ شِعْرَهُ : إذا أَقْوَی فیه و خالَفَ بین القافَیَتَیْنِ ،یُقال: أَصْرَفَ الشاعرُ القافیَهَ ، قال ابنُ بَرِّی:و لم یَجِیءْ أَصْرَفَ غیره، أَو هو الإِقْواءُ، بِالنَّصْبِ ذکره المُفَضِّلُ بنُ محمّدٍ الضَّبِّیُّ الکَوفیُّ ،و لم یَعْرِف البَغدادِیُونَ الإِصْرافَ ، و الخَلیلُ لا یُجیزُه -أی الإِقْواءَ-بالنَّصْبِ ،و کذا أَصحابُه لا یُجیزُونَه و قَدْ جاءَ فی شِعْرِ العربِ ،و منه قَولُه:

وَ یَنْقَدُّ،أی:یَنْشَقُّ :

وَ بعضُ الناسِ یَزْعُمُ أنَّ قولَ امْرِیءِ القَیْسِ :

فَخَرَّ لرَوْقَیْه و أَمْضَیْتُ مُقْدِماً

طُوالَ القَرَا و الرَّوْقِ أَخْنَسَ ذَیّالِ (1)

من الإِقْوَاءِ بالنَّصْب،لأَنَه وَصَلَ الفعْلَ إلی أَخْنَسَ .

و تَصْرِیفُ الآیات:تَبْیِینُها و منه قَوْلُه تَعالَی: وَ صَرَّفْنَا الْآیاتِ (2).

و التَّصْرِیف فی الدَّراهِمِ و البِیاعاتِ :إِنْفاقُها هکذا فی سائرِ النُّسخ،و الصواب: تَصْرِیفُ الدَّراهِمِ فی البِیاعاتِ کُلِّها إِنْفاقُها،کما هو نَصّ العُباب،و فی اللِّسان: التَّصْرِیفُ فی جَمیعِ البِیاعاتِ :إِنْفاقُ الدَّراهِمِ ،فتَأَمَّلْ ذلک.

و التَّصْرِیفُ فی الکَلامِ :اشْتِقاقُ بَعْضِه من بَعْض.

و التصریف فی الرِّیاحِ :تَحْوِیلُها من وَجْهٍ إلی وَجْهٍ و من حالٍ إلی حالٍ ،قال اللَّیْثُ : تَصْرِیفُ الرِّیاحِ صَرْفُها من جِهَهٍ إلی جِهَهٍ ،و کذلک تَصْرِیفُ السُّیُولِ و الخُیُولِ وَ الأُمورِ و الآیاتِ ،و قال غیرُه: تَصْرِیفُ الرِّیاحِ :جَعْلُها جَنُوباً و شَمالاً و صَباً و دَبُورًا،فجَعَلَها ضُرُوباً فی أَجْناسِها.

و التَّصْرِیفُ فی الخَمْرِ:شُرْبُها صِرْفاً أی غیرَ ممزوجهٍ :

و صَرّفتُهُ فی الأَمرِ تصریفاً فتَصَرَّفَ فیهِ أی: قَلَّبْتُه:

فَتَقَلَّبَ .

و یُقال: اصطَرَفَ لِعیالِهِ :إذا تَصَرَّفَ فی طَلَبِ الکَسْبِ قال العَجّاجُ :

قد یَکْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافی

بغَیْرِ ما عَصْفٍ و لا اصْطِرافِ

هکذا أَنْشَدَه الجَوهرِیُّ ،و المَشْطورُ الثانِی للعَجّاج دُونَ الأَول،و الرِّوایَهُ فیه:

«مِنْ غیر لا عَصْفٍ ».

وَ لرُؤْبَهَ أُرْجُوزهٌ علی هذا الرَّوِیِّ ،و لیسَ المَشْطُورانِ و لا أَحدُهُما فِیها،قاله الصاغانِیّ .

و اسْتَصْرَفْتُ اللّه المَکارِهَ : أی سَأَلْتُه صَرْفَها عَنِّی.

و انْصَرَفَ :انْکَفَّ هکذا فی النُّسَخِ ،و الصوابُ انْکَفَأَ، کما هو نَصُّ العُبابِ ،و هو مُطاوِعُ صَرَفَه عن وَجْهِه فانْصَرَفَ ،و قوله تعالی: ثُمَّ اِنْصَرَفُوا (3)أی:رَجَعُوا عن المَکانِ الذی اسْتَمَعُوا فیه،و قِیلَ : انْصَرَفُوا عن العَمَلِ بشَیءٍ مما سَمِعُوا.

و الاسْمُ علی ضَرْبَیْنِ : مُنْصَرِفٌ ،و غیرُ مُنْصَرِفٍ قال الزَّمَخْشَرِیُّ :الاسمُ یمتَنِعُ من الصَّرْفِ متی اجْتَمَع فیه اثنانِ من أَسْبابِ تِسْعَهٍ ،أو تَکَرَّرَ واحِدٌ،و هی:

العَلَمِیّه و التّأنِیثُ اللاّزِمُ لَفْظاً أو مَعْنًی،نحو:سُعادَ وَ طَلْحَهَ .

وَ وَزْن الفِعْلِ الذی یَغْلِبُه فی نَحْوِ (4)أَفْعَل،فإِنَّه فیه أَکْثَرُ منه فی الإِسْمِ ،أو یَخُصُّه فی نحو:ضَرَبَ ،إن سُمِّیَ به.

وَ الوَصْفِیّه فی نحو:أَحْمَرَ.

ص:322


1- (2) دیوانه ط بیروت ص 144 بروایه: فجال الصوار و اتقین بقرهبٍ طویلٍ . ...
2- (3) سوره الأحقاف الآیه 27 و [1]الأصل «وَ لَقَدْ صَرَّفْنا...» .
3- (4) سوره التوبه الآیه 127. [2]
4- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«وزن».

و العَدْلُ عن صِیغَهٍ إلی أُخْرَی فی نحو:عُمَرَ،و ثُلاثَ .

وَ أَن یکونَ جَمْعاً لیس علی زِنَتِه واحد،کمَساجِدَ وَ مَصابِیحَ ،إلاّ ما اعتَلَّ آخِرُهُ نحو جَوارٍ،فإِنَّه فی الجَرِّ وَ الرفعِ کقاضٍ ،و فی النَّصْبِ کضَوارِبَ ،و حَضاجِرُ وَ سَراوِیلُ فی التقدیر جمع حِضَجْرٍ و سِرْوالَه.

وَ التَّرْکِیبُ فی نحو:مَعْدِیکَرِبَ و بَعْلَبَکَّ .

وَ العُجْمَهُ فی الأَعْلامِ خاصَّهً .

وَ الأَلفُ و النونُ المُضارِعَتانِ لأَلفَیِ التَّأْنِیث فی نحو:

عُثْمانَ و سَکْرَانَ ،إلاّ إذا اضطَرَّ الشاعِرُ فصَرَفَ .

وَ أَما السببُ الواحدُ فغیرُ مانعٍ أَبَداً،و ما تَعَلَّقَ به الکوفیُّونَ فی إِجازهِ مَنْعِه فی الشِّعْرِ لیس بثَبْتٍ .

وَ ما أَحَدُ سبَبَیْهِ أو أَسبابه العَلَمیّهُ فحکمُه الصَّرْفُ (1)عند التَّنْکیرِ،کقولکَ :رُبَّ سُعادٍ و قَطامٍ ؛لبقائهِ بلا سَبَبٍ ،أَو علی سَببٍ واحدٍ،إلاّ نحو أَحْمَرَ،فإِنَّ فیه خلافاً بین الأَخْفَش و صاحبِ الکتابِ .

وَ ما فیه سَبَبان من الثُّلاثِیِّ الساکن الحَشْوِ کنُوحٍ و لُوطٍ مُنْصَرفٌ فی اللُّغَه الفَصیحه التی علیها التَّنْزیلُ ،لمُقاوَمَهِ السُّکونِ أَحَدَ السببینِ ،و قومٌ یُجْرُونَه علی القیاس.فلا یَصْرفُونَه ،و قد جَمَعَهُما فی قوْله:

لَم تَتَلَفَّعْ بفَضْل مِئْزَرِها

دَعْدٌ و لم تُسْقَ دَعْدُ فی العُلَبِ (2)

وَ أَمّا ما فیه سببٌ زائدٌ،کمَاه و جُور فإِنَّ فیهما ما فی نُوحٍ مع زیاده التأنیث،فلا مَقال فی امْتناعِ صَرْفِه .

وَ التَّکَرُّر فی نحو بُشْرَی و صَحْراءَ،و مَساجدَ و مَصابِیحَ نُزِّلَ البناءُ علی[حرف] (3)تأنیثٍ لا یَقَعُ مُنْفَصلاً بحالٍ ،و الزِّنَهُ التی لا واحدَ علیها،مَنْزلَهَ تأْنیثٍ [ثانٍ ] 3و جمعٍ ثانٍ ، انتهی کلامُ الزَّمَخْشَرِیّ .

و المُنْصَرِفُ (4):ع،بَیْنَ الحَرَمَیْن الشَّرِیفَیْن علی أَرْبَعَهِ بُرُدٍ من بَدْرٍ مما یلی مَکَّهَ حَرسَها اللّه تَعالَی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

المُنْصَرَفُ ،قد یکونُ مکانًا،و قد یکونُ مَصْدَرًا.

وَ صَرَفَ الکَلمهَ :أَجْرَاها بالتنْوِینِ .

وَ التَّصْرِیفُ :إِعمالُ الشَّیْ ءِ فی غیر وَجْهٍ ،کأَنه یَصْرفُه عن وَجْهٍ إلی وَجْهٍ .

وَ تَصاریفُ الأُمورِ:تَخالِیفُها.

وَ الصَّرْفُ :بَیْعُ الذّهَبِ بالفضَّه.

و المَصْرِفُ :المَعْدِلُ ،و منه قولُه تَعالَی: وَ لَمْ یَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً (5)و قولُ الشاعر:

أَزُهَیْرُ هَلْ عن شَیْبَهٍ من مَصْرِفِ (6)

وَ یقال:ما فی فَمِه صارِفٌ :أی نابٌ .

وَ صَرِیفُ الأَقْلامِ :صوتُ جَرَیانِها بما تَکْتُبُه من أَقْضیَه اللّه تَعالَی و وَحْیِه.

وَ قَوْلُ أَبِی خِراشٍ :

مُقابَلَتَیْن شَدَّهُما طُفَیْلٌ

بصَرّافَیْنِ عَقْدُهُما جَمِیلُ (7)

عَنَی بهما شِراکَیْنِ لَهُما صَرِیفٌ .

وَ صَرَّفَ الشَرابَ تَصْرِیفاً :لم یَمْزُجْه، کأَصْرَفَه ،و هذا عن ثَعْلَبٍ .

وَ صَرِیفُون :قریهٌ قربَ الکُوفَه،و هی غیرُ التی ذَکَرَها المصَنفُ .

ص:323


1- (1) بالأصل«فحکمه حکم الصرف»و التصحیح عن المطبوعه الکویتیه.
2- (2) البیت فی اللسان«دعد»و نسبه لجریر،و قبله بیتان،بروایه«و لم تغذ دعدُ بالعلب»و فی الکتاب لسیبویه 241/3 و [1]جاء فیهما شاهداً علی اسم یصرف و لا یصرف.فالشاعر صرف و لم یصرف.
3- (3) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.
4- (4) نص یاقوت علی الضم و فتح الراء.
5- (5) سوره الکهف الآیه 53. [2]
6- (6) البیت لأبی کبیر الهذلی و عجزه فی دیوان الهذلیین 104/2. أم لا خُلودَ لباذلٍ متکلّفِ وَ یروی:«محرف»بدل«مصرف».
7- (7) دیوان الهذلیین 140/2 بروایه عن أبی سعید: بمورکتین شدهما طفیلٌ بصرافین عقدهما جمیلُ وَ یروی: بمورکتین من صلوی مشبٍّ من الثیران عقدهما جمیل وَ علی هذه الروایه لا شاهد فیه،و المثبت کاللسان.

و الصَّرِیفُ :کُلُّ شیءٍ لا خِلْطَ فیه.

وَ

16- فی حَدیث الشُّفعَه: «إِذا صُرِّفَت الطُّرُقُ فلا شُفْعَهَ ». أی بُیِّنَتْ مصارِفُها و شَوارِعُها.

وَ کمُحَدِّثٍ :طَلْحَهُ بنُ سِنانِ بن مُصَرِّفٍ الإِیامیُّ ، مُحَدِّث.

وَ کأَمیرٍ: صَریفُ بنُ ذُؤالِ بن شَبْوَهَ ،أبو قَبیلَهٍ من عَکٍّ بالیَمَن،منهم فُقَهاءُ بنی جَمْعانَ أَهْلُ محَلِّ الأَعْوصَ ،لهم ریاسَهُ العلْمِ بالیَمَن.

وَ اصْطَرَفَ لعیاله:اکْتَسَبَ ،و هو مَجاز.

صطف

و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیه.

المِصْطَفَهُ :لغهٌ فی المِصْطَبَهِ ،أهمله الجَماعهُ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :سمعتُ أَعرابِیًّا من بنی حَنْظَلَهَ یقولُ ذلِکَ .

صعف

الصَّعْفُ :طائِرٌ صَغِیرٌ (1)زَعَموا،قالَه ابنُ دُرَیْدٍ ج: صِعافٌ بالکسرِ.

و الصَّعْفُ : شَرابٌ یُتَّخَذُ من العَسَلِ ، أَو هو شَرابٌ لأَهْلِ الیَمَنِ ،و صِناعتُه أَنْ یُشدَخ العِنَبُ فیُطْرَح فی الأَوْعَیَهِ حتی یَغْلِیَ قال أَبو عبَیْدٍ:و جُهّالهم لا یَرَوْنَه خَمْرًا؛لمَکانِ اسْمِه،و قیلَ :هو شَرابٌ العِنَبِ أَوَّلَ ما یُدْرِکُ .

و الصَّعْفانُ :المُولَعُ بشُرْبِهِ قالَهُ ابنُ الأَعْرابِیِّ .

و الصَّعْفَهُ :الرِّعْدَهُ تَأْخُذُ الإِنسانَ من فَزَع أو بَرْدٍ و غَیْرِه هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ أو غیرِهِما،کما هو نَصُّ العُبابِ .

و قد صُعِفَ ،کعُنِیَ ،فهو مَصْعُوفٌ أی:أُرْعِدَ.

وَ قال ابنُ فارِسٍ :الصادُ و العَیْنُ و الفاءُ لیسَ بشیءٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَصْعَفَ الزَّرْعُ :أَفْرَکَ ،و هو الصَّعِیفُ ،حکاهُ ابنُ بَرِّیّ عن أَبِی عَمْروٍ.

صفف

الصَّفُّ :المصدَرُ، کالتَّصْفِیفِ یُقالُ : صَفَّ الجَیْشَ یَصُفُّه صَفًّا ،و صَفَّفَهُ ،غیر أنَّ التَّصْفِیفَ فیه المُبالَغَهُ . و الصَّفُّ : واحِد الصُّفُوفِ و منه

16- الحَدیثُ : «سَوُّوا صُفُوفَکُمْ ،فإِن تَسْوِیَهَ الصُّفُوفِ مِن تَمامِ الصَّلاهِ ».

و الصَّفُّ : القَوْمُ المُصْطَفُّونَ و به فُسِّرَ قولُه تعالی: ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا (2)قالَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و کذا قولُه تَعالَی: وَ عُرِضُوا عَلی رَبِّکَ صَفًّا (3)قالَهُ ابنُ عَرَفَهَ .

و الصَّفُّ : أَنْ تَحْلُبَ الناقَهَ فی مِحْلَبَیْنِ أو ثَلاثَهٍ تَصُفُّ بینَها،و أَنْشَد أَبو زَیْدٍ:

ناقَهُ شَیْخٍ للإلهِ راهِبِ

تَصُفُّ فی ثَلاثَهِ المَحالِبِ

فی اللَّهْجَمَیْنِ و الهَنِ المُقارِبِ (4)

و الصّفُّ : أَنْ یَبْسُطَ الطائِر جَناحَیْهِ و قد صَفَّت الطَّیْرُ فی السَّماءِ تَصُفُّ صَفًّا :بَسَطَت اجْنِحَتَها و لم تُحَرِّکْها،و قولُه تَعالی: وَ الطَّیْرُ صَافّاتٍ (5)أی:باسِطاتٍ أَجْنِحَتَها.

و الصَّفُّ : ه بالمَعَرَّهِ ، و فی العُبابِ :ضَیْعَهٌ بها.

و قولُه تَعالی: وَ اَلصَّافّاتِ صَفًّا (6)هی: المَلائِکَهُ المُصْطَفُّونَ فی السّماءِ یُسَبِّحُونَ و منه قَوْلُه تَعالَی: وَ إِنّا لَنَحْنُ اَلصَّافُّونَ (7)و ذلک أنَّ لَهُم مَراتِبَ یَقُومُونَ علیها صُفُوفاً ،کما یَصْطَفُّ المُصَلُّونَ .

و

16- فی الحَدِیثِ : « یُؤْکَلُ ما دَفَّ ،و لا یُؤْکَلُ ما صَفَّ ».

تَقَدَّم ذِکْرُه فی«دفف» فراجِعْه.

و المَصَفُّ :موضِعُ الصَّفِّ فی الحَرْبِ ج: مَصَافٌّ .

و فی الصَّحاح: ناقَهٌ صَفُوفٌ : للتی تَصُفُّ أَقْداحاً من لَبَنِها إِذا حُلِبَتْ لکَثْرَتِه أی:اللَّبَنِ ،کما یُقال:قَرُونٌ وَ شَفُوعٌ ،قال:

حَلْبانَهٍ رَکْبانَهٍ صَفُوفِ

تَخْلِطُ بینَ وَبَرٍ و صُوفِ

ص:324


1- (1) فی التکمله عن ابن درید:طائر یطیر،و انظر الجمهره 75/3. [1]
2- (2) سوره طه الآیه 64. [2]
3- (3) سوره الکهف الآیه 48. [3]
4- (4) قوله:اللهجم عنی به العس الکبیر،و الهن:المقارب العسّ بین العُسَّین.
5- (5) سوره النور الآیه 41. [4]
6- (6) الآیه الأولی من سوره الصافات. [5]
7- (7) سوره الصافات الآیه 165. [6]

أَو الصَّفُوفُ :هی التی تَصُفُّ یَدَیْها عندَ الحَلْبِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الصّاغانِیُّ ،زادَ الأَخیرُ:

و صَفَّتِ الإِبِلُ قَوائِمَها،فَهِیَ صافَّهٌ و صَوافٌّ ،و فی التَّنْزِیلِ : فَاذْکُرُوا اسْمَ اللّهِ عَلَیْها صَوافَّ (1) أی:

مَصْفُوفَهً للنَّحْرِ، تُصَفَّفُ ثُمّ تُنْحَرُ،مَنْصُوبَهً علی الحالِ ، أی:قد صَفَّتْ قوائِمَها،فاذْکُرُوا اسم اللّه علیها فی حالِ نَحْرِها صَوافَّ ،قال الصّاغانِیُّ : فَواعِلُ بِمَعْنَی مَفاعِلَ ، وَ قیل: مُصْطَفَّهً أی:أَنَّها مُصْطَفَّهٌ فی مِنْحَرِها،و عن ابنِ (2)عَبّاسٍ : «صَوافِنِ » و قال:مَعْقُولَه،یَقُولُ :باسِمِ اللّه و اللّه أَکْبَرُ،اللهُمَّ مِنکَ و لَکَ .

و قال:عن ابْنِ عَبّادٍ: الصَّفَفُ محَرَّکَهً :ما یُلْبَسُ تحتَ الدِّرْعِ یوْمَ الحَرْبِ .

و صُفَّهُ الدّارِ،و صُفَّهُ السَّرْجِ :م مَعْرُوفٌ ج: صُفَفٌ کصُرَدٍ علی القِیاسِ ،و هی التی تَضُمُّ العُرْقُوَتَیْنِ و البِدادَیْنِ من أَعْلاهُما و أَسْفَلِهما،و قال ابنُ الأَثِیرِ: صُفَّهُ السَّرْجِ بمَنْزِلَهِ المِیثَرَهِ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «نَهَی عن صُفَفِ النُّمُورِ».

وَ قالَ اللَّیْثُ : الصُّفَّهُ من البُنْیانِ :شِبْهُ البَهْوِ الواسِع الطَّوِیلِ السَّمْکِ .

وَ هو فی الثانِی مَجازٌ.

و الصُّفَّهُ من الدَّهْرِ:زَمانٌ منه یُقال:عِشْنا صُفَّهً من الدَّهْرِ،نَقَلَه الصّاغانِیُّ ،و هو مَجازٌ.

و أَهْلُ الصُّفَّهِ ، جاءَ ذِکْرُهُم فی الحَدِیثِ : کانُوا أَضْیافَ الإِسْلامِ من فُقَراءِ المُهاجِرِینَ ،و مَنْ لم یَکُنْ له مِنْهُم مَنْزِلٌ یَسْکُنُه کانُوا یَبِیتُونَ فی (3)مسجِدِهِ صلّی اللّه عَلَیه و سلّم و هی موضِعٌ مُظَلَّلٌ من المَسْجِدِ کانوا یَاوونَ إِلیهِ ،و کانُوا یَقِلُّونَ تارهً ،و یَکْثُرُونَ تارَهً ،و قد سَبَقَ لی فی ضَبْطِ أَسْمائِهم تَأْلِیفٌ صَغِیرٌ سمَّیْتُهُ :«تُحْفَهَ أَهْلِ الزُّلْفَهِ ،فی التَّوَسُّلِ بأَهْلِ الصُّفَّهِ »فیه إلی اثْنَیْنِ و تِسْعِینَ اسْماً.و فی المُحْکَم:و عَذابُ یَوْمِ الصُّفَّهِ ،کعَذابِ یومِ الظُّلَّهِ ،و فی التَّهْذِیبِ :

16- قال اللَّیْثُ : و عَذابُ یومِ الصُّفَّهِ :

کان قَومٌ عَصَوا رَسُولَهُم،فأَرْسَلَ اللّه علیهم حَرًّا و غَمًّا غَشِیَهُم من فَوْقِهِمْ حَتّی هَلَکُوا. قال الأَزهرِیُّ :الَّذِی ذکَرَهُ اللّه فی کِتابِهِ : عَذابُ یَوْمِ الظُّلَّهِ (4)لا عَذابُ یَوْمِ الصُّفَّهِ ،و عُذِّبَ قَوْمُ شُعَیْبٍ بِهِ ،قال:و لا أَدْرِی ما عَذابُ یومِ الصُّفَّهِ ،و هکذا نَقَلَه الصّاغانِیُّ أَیْضاً فی کِتابَیْهِ ، وَ سَلَّمَهُ .

قلتُ :و کأَنَّه یَعْنِی بالصُّفَّهِ الظُّلَّهَ ،لاتِّحادِهِما فی المَعْنَی،و إِلیه یُشِیرُ قولُ ابنِ سیدَه الماضِی ذِکْرُه،فَتأَمَّلْ .

و الصَّفِیفُ ،کأَمِیرٍ:ما صُفَّ فی الشَّمْسِ لِیَجِفَّ و قد صَفَّه فی الشَّمْسِ صَفًّا ،و منه

17- حَدِیثُ ابنِ الزُّبَیْرِ: «أَنَّهُ کانَ یَتَزَوَّدُ صَفِیفَ الوَحْشِ ،و هو مُحْرِمٌ ». أی:قَدِیدَها،نَقَلَه صاحِبُ اللِّسانِ و الصاغانِیّ .

و فی الصِّحاح: الصَّفِیفُ :ما صُفَّ من اللَّحْمِ علی الجَمْرِ لیَنْشَوِیَ .

وَ قالَ غَیْرُه:و الَّذِی یُصَفُّ عَلی الحَصَی ثم یُشْوَی.

وَ قیل: الصَّفِیفُ من اللَّحْمِ :المُشَرَّحُ عَرْضاً،و قِیلَ :هو الَّذی یُغْلَی إِغْلاءَهً ،ثم یُرْفَعُ .

وَ قال ابنُ شُمَیْل: التَّصْفِیفُ :مثل التَّشْرِیحِ ،هو أَنْ تُعَرِّضَ (5)البَضْعَهَ حتی تَرِقَّ ،فَتراها تَشِفُّ شَفِیفاً.

وَ قال خالدُ بنُ جَنْبَهَ : الصَّفِیفُ :أَن یُشَرَّحَ اللَّحْمُ غیْرَ تَشْرِیحِ القَدِیدِ،و لکن یُوَسَّعُ مثلَ الرُّغْفانِ [الرقاق] (6)،فإِذا دُقَّ الصَّفِیفُ لیُؤْکَلَ فهُوَ قَدِیرٌ (7)،فإِذا تُرِکَ و لم یُدَقَّ فهُو صَفِیفٌ ،و أَنشَدَ الجَوْهَرِیُّ لامْرِیءِ القَیْسِ :

فظَلَّ طُهاهُ اللَّحْمِ مِنْ بَیْنِ مُنْضِجٍ

صَفِیفَ شِواءٍ أو قَدِیرٍ مُعَجَّلِ

و صَفَفْتُ القَوْمَ أَصُفُّهم صَفًّا : أَقَمْتُهُم فی الحَرْبِ وَ غَیْرِها صَفًّا .

ص:325


1- (1) سوره الحج الآیه 36. [1]
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و عن ابن عباس: صوافن ،عباره اللسان:و [2]عن ابن عباس فی قوله تعالی: «صَوافَّ » قال:قیاماً،و عن ابن عمر فی قوله: صَوافَّ ،قال:تُعقل و تقوم علی ثلاث،و قرأها ابن عباس: صوافن ،و قال:معقوله الخ».
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:فی صُفّهِ مسجده.
4- (4) سوره الشعراء الآیه 189. [3]
5- (5) الأصل و اللسان و فی التهذیب:نقرضَ .
6- (6) زیاده عن التهذیب.
7- (7) فی التهذیب:زِیم.

و السَّرْجَ :جَعَلْتُ له صُفَّهً و هی کهَیْئَهِ المِیثَرَهِ ،و هو مَجازٌ،و قد نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و غیرُه، کأَصْفَفْتُه و هی لُغَهٌ ضَعِیفَهٌ ،نَقَلَهُ الصّاغانِیُّ .

و الصَّفْصَفُ کجَعْفَرٍ: المُسْتَوِی مِنَ الأَرْضِ کما فی الصِّحاح،و هو قَوْلُ أَبی عَمْروٍ،و قال غیرُه:الأَمْلَسُ ،و فی التنزیل: فَیَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً (1)قال الفَرّاءُ:

الصَّفْصَفُ :الذی لا نَباتَ فیه.و قالَ ابنُ الأَعرابِیِّ :هی القَرْعاءُ.و قال مُجاهِدٌ:أی مُسْتَوِیاً.و الجمعُ صَفاصِفُ ، قال العَجَّاجُ :

من حَبْلِ و عَسْاءَ تُناجِی صَفْصَفَا (2)

وَ قال الشَّمّاخُ :

غَلْباءُ رَقْباءُ عُلْکُومٌ مُذَکَّرَهٌ

لِدَفِّها صَفْصَفٌ قُدّامُهُ مِیلُ

وَ قال آخر:

إذا رَکِبَتْ داوِیَّهً مُدْلَهِمَّهً

وَ غَرَّدَ حادِیها لها بالصَّفاصِفِ (3)

و صَفْصَفَ الرَّجُلُ : سارَ وَحْدَهُ فیهِ نَقَلَه الصاغانِیُّ .

و الصَّفْصَفُ : حَرْفُ الجَبَلِ نَقله ابن عَبّادٍ.

و الصَّفْصَفَهُ بهاءٍ:السِّکْباجَهُ عن أبی عَمْروٍ کالصَّفْصافَهِ وَ هی لُغَهٌ ثَقَفِیَّهٌ ،و منه

17- قَوْلُ الحَجّاجِ لطَبّاخِه: «اعمَلْ لِی صَفْصافَهً ،و أَکْثِرْ فَیْجَنَها».

و الصُّفْصُفُ کَهُدْهُدٍ:العُصْفُورُ فی بَعْضِ اللُّغاتِ ، قالَه ابنُ دُرَیْدٍ.

و صَفْصَفَتُه :صَوْتُه نقله الصَّاغانِیُّ .

و الصَّفْصافُ بالفتح: شَجَرُ الخِلافِ کما فی الصّحاحِ ، وَ هی لغهٌ شامِیَّهٌ ،قال شیخُنا:سَبَقَ له أنَّ الخِلافَ ، ککِتابٍ :صِنْفٌ من الصَّفْصافِ ،و لیسَ بِهِ ،و هُنَا جَزَمَ بأَنَّهُ هُوَ،ففی کَلامِه تَدافُعٌ ظاهرٌ،کما أَشارَ إلیه فی النامُوسِ ، وَ لَعَلَّه فیه خِلافٌ ،أشارَ فی کلِّ موْضِعٍ إلی قَوْلٍ ،و فیه نَظَرٌ،فَتأَمَّلْ . واحِدَتُه بهاءٍ.

و صَفْصَفَ :رَعاهُ نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و صافُّوهُم فی القِتالِ :وَقَفُوا مُصْطَفِّینَ کما فی العُبابِ .

و یُقالُ : هو مُصافِّی أی: صُفَّتُهُ بحِذاءِ صُفَّتِی نقله ابنُ دُرَیْدٍ.

و التَّصافُّ :التَّساطُرُ نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،یقال: تَصافُّوا :أی صارُوا صَفًّا .

وَ تَصافُّوا عَلَیه:اجْتَمَعُوا صَفًّا .

وَ قال اللِّحْیَانِیُّ : تَصافُّوا علی الماءِ،و تضَافُّوا عَلَیهِ بمَعْنًی واحدٍ:إذا اجْتَمَعُوا عَلَیه،و مِثْلُه:تَصَوَّکَ فی خُرْئِه، وَ تَضَوَّکَ :إذا تَلَطَّخَ بِهِ ،و صَلاصِلُ الماءِ و ضَلاضِلُه.

و اصْطَفُّوا :قامُوا صُفُوفاً نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و هو مُطاوِعُ صَفَّهُم صَفًّا .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الصَّفْصَفَهُ الفَلاهُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.

وَ الصَّفْصَفَهُ :دُوَیْبَهٌ ،و هی دَخِیلٌ فی العَرَبیّه،قال اللَّیْثُ هی الدُّوَیْبَهُ التی تُسَمِّیها العَجَمُ السِّیْسْک (4).

وَ الصَّفْصافُ :حِصْنٌ مَعْرُوفٌ ،من ثُغُورِ المَصِیصهِ ،کما فی العُبابِ .

وَ التَّصْفِیفُ :مُبالَغَهٌ فی الصَّفِّ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

وَ تَصْفِیفُ اللَّحْمِ :تَشْرِیحُه،عن ابنِ شُمَیْلٍ .

وَ الصَّفاصِفُ :وادٍ عن ابنِ عبّادٍ.

وَ

17- فی حَدِیثِ أَبی الدَّرْداءِ-رَضِیَ اللّه عنه: -:«أَصْبَحْتُ لا أَمْلِکُ صُفَّهً و لا لُفَّهً ». الصُّفَّهُ :ما یُجْعَلُ عَلَی الرَّاحَهِ من الحُبوبِ ،و الُّفَّهُ :اللُّقْمَهُ .

وَ صَفْصَفَهُ الغَضَی:مَوْضِعٌ .

وَ ذَکَرَ ابنُ بَرِّیٍّ -فی هذه الترْجَمهِ - صِفُّونَ ،قال:و هو مَوْضِعٌ کانَتْ فِیه حَرْبٌ بینَ عَلِیٍّ و مُعاوِیَهَ رضی الله عنهما، وَ أَنْشَدَ لمُدْرِکِ بنِ حُصَیْنٍ الأَسَدِیّ :

ص:326


1- (1) سوره طه الآیه 106. [1]
2- (2) دیوانه بروایه:تناصی صفصفا.
3- (3) بالأصل«دوایه»و المثبت عن التهذیب.
4- (4) ضبطت عن التکمله.

و صِفُّونَ و النَّهْرُ الهَنِیُّ و لُجَّهٌ

من البَحْرِ مَوقُوفٌ عَلَیْها سَفِینُها

قال:و تَقُولُ فی النَّصْبِ و الجَرِّ:رأَیْتُ صِفَّینِ ،و مَرَرْتُ بصِفِّینَ ،و من أَعْربَ النونَ قال:هذه صِفِّینُ ،و رأَیْتُ صِفِّینَ ،و قالَ فی تَرْجَمَهِ «صفن»-عند کلامِ الجَوْهَرِیِّ علی صِفِّین -قال:حَقُّه أَنْ یُذْکَرَ فی فصل« صفف »لأَنَّ نونَه زائِدَهٌ ،بدَلِیلِ قولِهِم: صِفُّونَ فیمَنْ أَعْرَبَه بالحُروفِ .

قلتُ :و سیأْتِی الکَلامُ عَلَیه فی النون.

وَ الصَّفّان :قَرْیهٌ بمِصْرَ،و قد رأَیْتُها،و قَدْ نُسِب إِلیها جَماعَهٌ من المُحَدِّثِینَ ،و یُقال فی النِّسْبهِ إِلیها: الصَّفِّیُّ .

وَ أبو مالکٍ بِشْرُ بنُ الحَسَنِ الصَّفِّیُّ نُسِب إلی لُزُومِه الصَّفَّ الأَوّلَ خَمْسِینَ سنهً ،و هو من رِجالِ النَّسائِیِّ ،نَقَلَهُ الحافِظُ .

وَ الصُّفِّیَّهُ ،بالضمِّ ،هم الصُّوفِیَّه،نُسِبُوا إلی أَهلِ الصُّفَّهِ ،أَشارَ له الزَّمَخْشَرِیّ فی«صوف».

صقف

الصُّقُوفُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ الأَعْرابِیّ :هی المَظَالُّ قال الأَزْهَرِیُّ : و الأَصْلُ فیه السِّینُ أَوْرَدَه الأَزْهَرِیُّ و الصاغانِیُّ و صاحبُ اللِّسانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الصِّقائِفُ :طَوائِفُ نامُوسِ الصّائِد،لغهٌ فی السِّینِ ، وَ هکذا أُنْشِدَ قولُ أَوْسٍ (1)،فانْظُرْهُ فی«سقف».

صلخف

الصِّلَّخْفُ ،کجِرْدَحْلٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ وَ صاحبُ اللِّسانِ ،و قالَ ابنُ عبّادٍ:هو مَتاعُ الدَّابَّهِ ،أَو هو الرَّحْلُ (2)الَّذِی بَیْنَ قَوائِمِه.

قال: و یُقال: قَصْعَهٌ صِلَّخْفَهٌ :فَطْحَاءُ عَرِیضَهٌ و نَصُّ المُحیطِ :فُطَیْحاءُ،و لیسَ فیه«عَرِیضَه»ثم إنَّ الذی فینُسَخِ الکتابِ کُلِّها بالخاءِ المُعْجَمَه،و الذی فی المُحیطِ وَ العُبابِ بإِهْمالِها (3)،فانْظُر ذلک.

صلف

الصَّلْفُ بالفَتْح: خَوافی قَلْبِ النَّخْلَهِ ،الواحِدَهُ بهاءٍ عن ابنِ الأَعرابِیِّ ،کما فی العُبابِ .

و الصَّلَفُ بالتَّحْرِیکِ :قِلهُ نَماءِ الطَّعامِ و بَرَکَتِهِ و فی اللِّسانِ :قِلَّهُ النَّزَلِ و الخَیْرِ،و هو مجازٌ.

و الصَّلَفُ : أَنْ لا تَحْظَی المَرأَهُ عندَ زَوْجِها -و کذا قَیِّمِها-و أَبْغَضَها نَقَلَهُ الجَوْهَرِی،أی:لِقِلَّهِ خَیْرِها و هِیَ صَلِفَهٌ کفَرِحَهٍ من نِسْوَهٍ صَلِفاتٍ و صَلائِفَ اقْتَصَرَ الجوهَرِیُّ علی الأَخیرِ،و هو نادرٌ،و أَنْشَدَ للقُطامِیِّ یصفُ امْرَأَهً .

لها رَوْضَهٌ فی القَلْبِ لَم تَرْعَ مِثْلَها

فَرُوکٌ و لا المُسْتَعْبِراتُ الصَّلائِفُ (4)

وَ

14- فی الحَدِیثِ : «أَن امرأَهً قالَتْ :یا رَسُولَ اللّه لو أنَّ المَرْأَهَ لا تَتَصَنَّعُ لزَوْجِها لَصَلِفَتْ (5)عِنْدَه». و

17- فی حدیث عائشهَ رضی الله عنها-أَنها قالَتْ : «تَنْطَلِقُ إِحْدَاکُنَّ فتُصانِعُ بمالِها عن ابْنَتِها الحَظِیَّهِ ،و لو صانَعَتْ عن ابْنَتِها الصَّلِفَهِ کانَتْ أَحَقَّ ».

و الصَّلَفُ : التَّکَلُّمُ بما یَکْرَهُهُ صاحِبُکَ یُسْتَعملُ فی الرَّجُلِ و المَرْأَهِ ،کما فی العُبابِ .

و الصَّلَفُ أَیضاً: التَّمَدُّحُ بما لیسَ عِنْدَکَ نَقَلَهُ الصاغانِیُّ أَیضاً.

أَو الصَّلَفُ : مُجاوَزَهُ قَدْرِ الظَّرْفِ و البَزاعَهِ (6)، و الادِّعاءُ فوقَ ذلک تَکَبُّرًا قال الجَوْهَرِیُّ :هکذا زَعَمَه الخَلِیلُ ،و هو فی اللِّسانِ ،و قِیلَ (7):هو مُوَلَّدٌ.

و هُوَ رَجُلٌ صَلِفٌ ،ککَتِفٍ نقَله الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبو زَیْدٍ:رجُلٌ صَلِفٌ مِنْ قَوْمٍ صَلافَی و صُلَفاءَ و صَلِفِینَ کَسکارَی و حُنَفاءَ و فَرِحِینَ ،و

16- فی الحدِیثِ : «آفَهُ الظَّرْفِ

ص:327


1- (1) یرید قول أوس بن حجر،کما فی ماده سقف. فلاقی علیها من صباح مدمرًا لناموسه بین الصفیح سقائفُ .
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«و الرَّجُلِ »و فیها:هکذا بنسخه المؤلف و ما بعده(یعنی:أو الرحل الذی بین قوائمه)مضروب عَلَیه.
3- (3) و فی التکمله أیضاً بالحاء المهمله.
4- (4) و یروی:المستعبرَات،بفتح الراء.
5- (5) النهایه و [1]اللسان: [2]صلِفت.
6- (6) فی التهذیب و اللسان:و البراعه،بالراء.
7- (7) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:مولد،کیف هذا مع وروده فی الحدیث الذی سیذکر قریباً».

الصَّلَفُ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:هو الغُلُوُّ فی الظَّرْفِ ،و الزِّیادَهُ علی المِقْدارِ مع تَکَبُّرٍ،و قال ابنُ الأَعرَابِیّ : الصَّلَفُ مَأْخُوذٌ من الإِناءِ القَلِیلِ الأَخْذِ للماءِ،فهو قَلِیلُ الخَیْرِ،و قالَ قَومٌ :

هو من قَوْلِهم:إِناءٌ صَلِفٌ :إذا کانَ ثَخِینًا ثَقِیلاً، فالصَّلَفُ بهذا المَعْنَی،و هذا الاختِبَارُ،و العامَّه وَضَعَتْ الصَّلَفَ فی غیرِ مَوْضِعِه.

و الصَّلِفُ ککَتِفٍ الإِناءُ الثَّقِیلُ الثَّخِینُ .

و الطَّعامُ الصَّلِفُ :هو المَسِیخُ الَّذِی لا طَعْمَ لَهُ و قِیلَ :

هو الَّذِی لا نَزَلَ لهُ و لا رَیْعَ ،و هو مَجازٌ.

و إِناءٌ صَلِفٌ :قَلِیلُ الأَخْذِ للماءِ و قالَ ابنُ الأَعرَابِیِّ :

الصَّلِفُ :الإِناءُ الصَّغِیرُ.

وَ الصَّلِفُ :الإِناءُالسائِلُ الَّذِی لا یَکادُ یُمْسِکُ الماءَ،و هو مَجازٌ.

و سَحابٌ صَلِفٌ :کَثِیرُ الرَّعْدِ،قَلِیلُ الماءِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجازٌ،و فی الأَساس: صَلِفَت السَّحابَهُ :

إذا قَلَّ مَطَرُها.

قال الجَوْهَرِیُّ : و فی المَثَلِ :«رُبَّ صَلَفٍ ضُبِط بکَسْرِ اللامِ و فَتْحِها تَحْتَ الرّاعِدَهِ »یُضْرَبُ لمَنْ یَتَوَعَّدُ کما فی العُبابِ و فی الصِّحاح یَتَواعَدُ (1)ثُمَّ لا یَقُومُ بِهِ و علی هذا اقْتَصَرَ الجوهَرِیُّ ، أَو یُضْرَبُ للبَخِیلِ المُتَمَوِّلِ أی:هذا مع کَثْرَه ما عِنْدَه من المالِ -مع المَنْعِ -کالغَمامَهِ الکَثِیرَهِ الرَّعْدِ مع قِلَّهِ مَطَرِها،قالَهُ أَبو عُبَیْدٍ: أَو یُضْرَبُ للمُکْثِرِ مَدْحَ نَفْسِه و لا خَیْرَ عِنْدَهُ و هذا قَوْلُ ابنِ دُرَیْدٍ.

و فی المَثَلِ هکذا هو فی الصِّحاحِ و العُبابِ ،و

16- ذکَرَه ابنُ الأَثِیرِ حَدِیثاً: « مَنْ یَبْغِ فی الدِّینِ یَصْلَفْ ». قال الصّاغانِیُّ :

أی مَنْ یُنْکِرْ فی الدِّینِ عَلَی الناسِ و یَرَ له علیهِمْ فَضْلاً یَقِلَّ خیرُه عِنْدَهُم،و لم یَحْظَ مِنْهُمْ ،یُضْرَبُ فی الحَثِّ علی المُخالَطَهِ مع التَّمَسُّکِ بالدِّینِ و نَصُّ الصِّحاحِ :هو من أَمثالِهِم فی التَّمَسُّکِ بالدِّینِ ،أی:لا یَحْظَی عِنْدَ الناسِ ، وَ لا یُرزَقُ منهم المَحَبَّهَ ،قال ابنُ بَرِّیّ :و أَنْشَدَهُ ابنُ السِّکِّیتِ مُطْلِقًا:

و مَنْ یَبْغِ فی الدِّینِ یَصْلفْ

قال ابنُ الأَثِیرِ:مَعْناه:أی مَنْ یَطْلُبْ فی الدِّینِ أَکْثَرَ مما وَقَفَ عَلَیهِ یَقِلُّ حَظُّه.

و الصَّلْفاءُ ،و بهاءٍ،و یُکْسَرانِ اقْتَصَرَ الجوهَرِیُّ علی الأُولی،و قال:هی الأَرْضُ الصُّلْبَهُ ،و نصُّ الأَصْمَعِیِّ فی النوادِرِ:هی الغَلِیظَهُ الشِّدِیدَهُ من الأَرْضِ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الصِّلْفاءُ :المَکانُ الغَلِیظُ الجَلْدُ.

أَو الصِّلْفاءُ : صَفاهٌ قد اسْتَوَتْ فی الأَرْضِ و یُقالُ :

صِلْفاءَهٌ (2):کحِرْباءَهٍ ،قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.

أَو الأَصْلَفُ و الصَّلْفاءُ :ما صَلُبَ من الأَرْضِ فیه حِجارَهٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ج: أَصالِفُ ،و صَلافی ،بکسرِ الفاءِ؛ لأَنه غَلَبَ غَلَبَهَ الأَسْماءِ،فأَجْرَوْهُ فی التَّکْسِیرِ مجْرَی صَحَراءَ،و لم یُجْرُوه مُجْرَی وَرْقاءَ قبلَ التَّسْمِیَهِ قال أَوْسُ ابنُ حَجَرٍ:

وَ خَبَّ سَفا قُرْیانِه و تَوَقَّدَتْ

علیهِ من الصَّمّانَتَیْنِ الأَصالِفُ

و الصَّلِیفُ کأَمِیرٍ:عُرْضُ العُنُقِ ،و هُما صَلِیفانِ من الجانِبَیْنِ ،یُقالُ :ضَرَبَه علی صَلِیفَیْهِ ،أی:علی صَحِیفَتَیْ (3)عُنُقِه،قال جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّی:

یَنْحَطُّ من قُنْفُذِ ذِفْراهُ الذَّفِرُ

عَلَی صَلِیفَیْ عُنُقٍ لَأْمِ الفِقَرْ

أَو هُمَا رَأْسُ هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ،و نَصُّ أَبی زَیْدٍ فی النوادِرِ:رَأْسَا الفَقْرَهِ التی تَلِی الرَّأْسَ من شِقَّیْها (4)أی:

العُنُقِ ،و قِیلَ :هُما ما بَیْنَ اللَّبَّهِ و القَصَرَهِ .

و الصَّلِیفانِ : عُودانِ یَعْتَرِضانِ کما فی العُبَابِ ،و فی اللِّسانِ :یُعَرَّضانِ عَلَی الغَبِیطِ ،تُشَدُّ بهِما المَحامِلُ و منه قَولُ الْشاعِرِ:

وَ یَحْمِلُ بِزَّهً فی کُلِّ هَیْجَا

أَقَبُّ کأَنَّ هادِیَهُ الصَّلِیفُ

و فی حَدِیث ضُمَیْرَهَ قال:«یا رَسُولَ اللّه إِنِّی أُحالِفُ ما

ص:328


1- (1) الصحاح:یتوعّد.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«صلفاء».
3- (3) الأساس:صُفْقَیْ .
4- (4) الذی فی التهذیب المطبوع عن أبی زید:الصلیفان:رأسا الفهقه من شقیها.

دَامَ الصّالِفانِ مَکانَه،قال:بَلْ ما دامَ أُحُدٌ مَکانَه فإِنَّه خَیْرٌ» قِیلَ : الصّالِفُ :جَبَلٌ کانَ فی الجَاهِلِیَّهِ یَتَحالَفُونَ عِنْدَه قال إبراهیمُ :و إِنَّمَا کَرِه ذلک مِنْهُم لِئَلا یُساوِیَ فِعْلَهُم فی الجاهلِیَّهِ فِعْلُهم فی الإسْلامِ .

و أَصْلَفَ الرَّجُلُ : ثَقُلَتْ رُوحُه.

و أَصْلَفَ :إذا قَلَّ خَیْرُهُ کِلاهُما عن ابنِ الأَعرَابِیِّ .

و أَصْلَفَ فُلانًا: أی أَبْغَضَهُ عن ابنِ عَبّادٍ.

و قال الشَّیْبانِیُّ :یُقال للمَرْأهِ : أَصْلَفَ اللّه رُفْغَکِ أی:

بَغَّضَکِ إلی زَوْجِکِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و تَصَلَّفَ الرَّجُلُ : تَمَلَّقَ نَقَله الصّاغانِیُّ .

و تَصَلَّفَ أَیضاً بمَعْنَی: تَکَلَّفَ الصَّلَفَ و هو الإدعاءُ فَوقَ القَدْرِ تَکَبُّرًا.

و تَصَلَّفَ البَعِیرُ:مَلَّ مِنَ الخلَّهِ ،و مالَ إلی الحَمْضِ نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و تَصَلَّفَ القَوْمُ :وَقَعُوا فی الصَّلْفاءِ عن ابنِ عَبّادٍ.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : المُصْلِفُ ،کمُحْسِنٍ :مَنْ لا تَحْظَی عِنْدَه امْرَأَهٌ قال مُدْرِکُ بنُ حِصْنٍ (1)الأَسَدِیُّ :

غَدَتْ ناقَتِی مِنْ عِنْدِ سَعْدٍ کأَنَّها

مُطَلَّقَهٌ کانَتْ حَلِیَلَهَ مُصْلِفِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

صَلَفَها یَصْلِفُها :أَبْغَضَها،نَقَلَه ابنُ الأَنْبَارِیّ ،و أَنْشَد:

وَ قَدْ خُبِّرْتُ أَنَّکِ تَفْرَکِینِی

فأَصْلِفُکِ الغَداهَ و لا أُبالِی

وَ طَعامٌ صَلِیفٌ کأَمِیرٍ:لا رَیْعَ لَه،و قِیلَ :لا طَعْمَ لَه.

وَ تَصَلَّفَ الرَّجُلُ :قَلَّ خیْرُه.

وَ هو صَلِفٌ ،ککَتِفٍ :ثَقِیلُ الرُّوحِ .

وَ أَرْضٌ صَلِفَهٌ :لا نَباتَ فِیها،و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ :هی الَّتی لا تُنْبِتُ شیئاً،و کُلُّ قُفٍّ صَلِفٌ و ظَلِفٌ ،و لا یَکُونُ الصَّلَفُ إِلا فی قُفًّ أو شِبْهِه،و القاعُ القَرَقُوسُ : صَلِفٌ ،قال:و مِرْبَدُ البَصْرَهِ صَلِفٌ أَسِیفٌ ؛لأَنه لا یُنْبِتُ شَیئاً، وَ کذلک الأَصْلَفُ .

وَ صَلِیفَا الإِکافِ :الخَشَبَتانِ اللَّتانِ تُشَدَّانِ فی أَعلاه.

وَ رَجُلٌ صَلَنْفَی ،و صَلَفْنَاءُ:کَثِیرُ الکَلامِ .

وَ الصُّلَیْفَاءُ :مَوْضِعٌ ،قال:

لَوْ لاَ فَوارِسُ مِنْ نُعْمٍ و أُسْرَتِهمْ

یَوْمَ الصُّلَیْفاءِ لم یُوفُونَ بالجارِ

و قوله:«لم یُوفُونَ »شاذٌّ،و إِنَّما جازَ علی تَشْبِیهِ لَم بِلا؛ إِذْ مَعْناهُما النفْیُ ،فأَثْبَتَ النُّونَ .

وَ قالَ الأَصْمَعِیُّ :یُقالُ :خُذْهُ بصَلِیفِه ،و صَلِیفَتِه :أی بِقَفاهُ .

وَ فی الأَساس: أَصْلَفَ الرَّجُلُ نِساءَه:طَلَّقَهُنَّ ،و أَقَلَّ حَظَّهْنَّ منه.

وَ صَلِفَ حَرْثُهُ :لم یَنْمُ .

وَ أَخَذَه بصَلِیفَتِه (2):أَخَذَه کُلَّه.

صنف

الصِّنْفُ بالکَسْرِ،و الفَتْحِ لغهٌ فیهِ : النَّوعُ وَ الضَّرْبُ مِن الشَّیْ ءِ،یُقالُ : صِنْفٌ من المَتاعِ ،و صَنْفٌ منه ج: أَصْنافٌ ،و صُنُوفٌ و قالَ اللَّیْثُ : الصِّنْفُ :طائِفَهٌ من کُلِّ شَیْ ءٍ،و کُلُّ ضَرْبٍ من الأَشْیاءِ: صِنْفٌ [واحد] (3)علی حِدَهٍ .

و الصِّنْفُ : بالکَسْرِ وَحْدَه:الصِّفَهُ ،و بالضَّمِّ جَمْعُ الأَصْنَفِ کَأَحْمَرَ و حُمْرٍ.

و العُودُ الصَّنْفیُّ ،بالْفَتْحِ : مَنْسُوبٌ إلی مَوْضِع،و هُو من أَرْدَإِ أَجْنَاسِ العُودِ و بینَه و بینَ الخَشَبِ فَرْقٌ یَسِیرٌ أَو هو دُونَ القَمارِیِّ و فَوْقَ القَاقُلِّیِّ یُتَبَخَّرُ به.

و صَنِفَهُ الثَّوْبِ ،کَفرِحَهٍ ،و صِنْفُه و صِنْفَتُه ،بکَسْرِهِما ثَلاثَ لُغاتٍ ،الأَخِیرتانِ عن شَمِرٍ،و الأُولی هی الفُصْحَی، وَ بها وَرَدَ

16- الحَدِیثُ : «إِذا أَوَی أَحَدُکُم إلی فِراشِهِ ،فلیَنْفُضْه بصَنِفَهِ إِزارِه،فإِنَّهُ لا یَدْرِی ما خَلَفَه عَلَیْه». حاشِیَتُه قال ابنُ دُرَیْدٍ:هکذا عندَ أَهْلِ اللُّغَهِ ،زادَ الجَوْهَرِیُّ : أیْ جانِب

ص:329


1- (1) اللسان:« [1]حُصَیْن».
2- (2) الأساس:بصلیفه.
3- (3) زیاده عن التهذیب.

کانَ ،أَو هِیَ طُرَّتُه،و هو: جانِبُه الَّذِی لا هُدْبَ لَه نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، أَو جانِبُه الَّذِی فیهِ الهُدْبُ نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ عن غَیْرِ أَهلِ اللُّغَهِ ،و قالَ النابِغَهُ الجَعْدِیُّ -رِضِیَ اللّه عنه-فی الصِّنْفِ بمَعْنَی الصَّنِفَهِ -:

علی لاحِبٍ کحَصیرِ الصُّنا ع

ِ سَوَّی لها الصِّنْفَ إرْمالُها

و قال ابنُ عَبّادٍ: الأَصْنَفُ من الظِّلْمانِ : الظَّلِیمُ المُتَقَشِّرُ السّاقَیْنِ و الجَمْعُ صُنْفٌ ،و قد تَقَّدم،قال الأَعْلَمُ الهُذَلِیُّ :

هِزَفٍّ أَصْنَفِ السّاقَیْنِ هِقْلٍ

یُبادِرُ بَیْضَهُ بَرْدُ الشَّمَالِ

و صَنَّفَهُ تَصْنِیفاً :جَعَلَه أصْنافاً ،و مَیَّزَ بعضَها عَنْ بَعْضٍ قال الزَّمَخْشَرِیّ :و منه تَصْنِیفُ الکُتُبِ .

و صَنَّفَ الشَّجَرُ:نَبَتَ وَرَقُه و قال أَبو حَنِیفهَ : صَنَّفَ الشَّجَرُ:إذا بَدَأَ یُورِقُ ،فکان صِنْفَیْنِ : صِنْفٌ قد أَوْرَقَ ، وَ صِنْفٌ لم یُورِقْ ،و لیس هذا بَقوِیٍّ و مِنْ هَذا المَعْنَی قولُ عُبَیْدِ اللّه بنِ قَیْسِ الرُّقَیَّاْتِ هکذا نَسَبَه صاحبُ العُباب له یَمْدحُ عبدَ العَزِیزِ بنَ مَرْوانَ :

لا مِنَ الأوّلِ ،و وَهِمَ الجَوْهَرِیُّ قلتُ :الذی فی الصِّحاحِ أنَّ البیتَ لابْنِ أَحْمَرَ،و هکَذا أَنْشَدَه سَلَمَهُ عن الفَرّاءِ،و روایَتُه:« صُنِّفَ »علی بناءِ المَجْهُولِ ،و روایَهُ غیرِه:« صَنَّفَ »و کِلْتاهُما صَحِیحَتان،قال شیخُنا:فإِذا کانت مَوْجُودهً به،و هو معنًی صَحِیحٌ ،فکیفَ یُحْکَم بأَنَّه وَهَمٌ ؟،بل إذا تَأَمَّلَ الوَجْهَ الذی ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ ،و اقتَصَرَ علیه الفَرَّاءُ؛فإِنَّ المَدْحَ بکثره إثمارِ الشَّجَرِ،و إتیانِه بِثَمَرِهِ أَنْواعاً و أَصْنافاً أَظْهَرُ و أَولَی من کَوْنِ الشجرِ أَنْبَتَ و أَوْرَقَ ، فتأَمّل،ذلک لا غُبارَ عَلَیه،و اللّه أَعلم. و المُصَنِّفُ من الشَّجَرِ کمُحَدِّثٍ : ما فیه صِنْفانِ من یابِسٍ و رَطْبٍ نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ،و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :شَجَرٌ مُصَنِّفٌ :مُخْتَلِفُ الأَلْوانِ و الثَّمَرِ.

و تَصَنَّفَتْ شَفَتُه:أی تَشَقَّقَتْ (1)نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

قال: و تَصَنَّفَ الأَرْطَی،و کَذا النَّبْتُ : إذا تَفَطْرَ للإِیراقِ .

وَ فی الأَساس: تَصَنَّفَ الشَّجَرُ و النَّباتُ :صارَ أَصْنافاً ، وَ کذا صَنَّفَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الصَّنِفاتُ :جَوانِبُ السَّرابِ ،و به فَسَّرَ ثَعْلَبٌ ما أَنْشَدَه ابنُ الأَعرابِیِّ :

یُعاطِی القُورَ بالصَّنِفاتِ مِنْهُ

کما تُعْطِی رَواحِضَها السُّبُوبُ

وَ هو مَجازٌ،و إِنَّما الصَّنِفاتُ فی الحَقِیقهِ للمُلاءِ،فاسْتَعارَه للسَّرابِ من حَیْثُ شَبَّهَ السَّرابَ بالماءِ فی الصِّفَه و النَّقاءِ.

وَ الصِّنْفَهُ :طَائِفَهٌ من القَبِیلَهِ عن شَمِرٍ.

وَ صَنَّفَتِ العِضاهُ :اخْضَرَّتْ ،قال ابنُ مُقْبِل:

رَآها فُؤادِی أُمَّ خِشْفٍ خَلا لَها

بقُورِ الوِرَاقَیْنِ السَّراءُ المُصَنِّفُ

وَ تَصَنَّفَ الشَّجَرُ:بدَأَ یُورِقُ ،فکانَ صِنْفَیْنِ ،عن أَبِی حَنِیفَهَ ،قال مُلَیْحٌ :

بِها الجازِئاتُ العِینُ تُضْحِی و کَوْرُها

قِیالٌ إذا الأَرْطَی لَها تَتَصَنَّفُ

وَ تَصَنَّفَتْ ساقُ النّعامَهِ :تَشَقَّقَتْ .

وَ الصَّنَفان ،مُحَرَّکهً :قریهٌ بالشَّرْقِیَّهِ .

صوف

الصُّوفُ ،بالضمِّ :م مَعْرُوفٌ قالَ ابنُ سِیدَه:

الصُّوفُ للغَنَمِ کالشَّعَرِ للمَعِزِ،و الوَبَرِ للإِبلِ و الجمعُ أَصْوافٌ .و قَدْ یُقال: الصُّوفُ للواحِدَهِ علی تَسْمِیَهِ الطّائِفَهِ باسْمِ الجَمِیعِ ،حکاهُ سِیبَوَیْه،و قال الجَوْهَرِیُّ : الصُّوفُ للشّاهِ و بهاءٍ أخَصُّ منه،و قولُ الشاعِرِ:

ص:330


1- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:تشققت فی نسخ المتن:تقشرت ا ه ».

حَلْبَانَهٍ رَکْبانَهٍ صَفُوفِ

تَخْلِطُ بینَ وَبَرٍ و صُوفِ

قال ثَعْلَبٌ :قال ابنُ الأَعْرابِیِّ :أی أَنَّها تُباعُ فیُشْتَرَی بها غَنَمٌ و إِبِلٌ ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :یَقُولُ :تُسْرِعُ فی مِشْیَتِها،شَبَّه رَجْعَ یَدَیْها بقَوْسِ النَّدّافِ الَّذِی یَخْلِطُ بینَ الوَبَرِ و الصُّوفِ .

وَ یُقال لواحِدَهِ الصُّوفِ : صُوفَهٌ ،و یُصَغَّرُ صُوَیْفَه .

وَ فی الأَساس:فلانٌ یَلْبَسُ الصُّوفَ و القُطْنَ :أی ما یُعْمَلُ منهما.

و من المَجازِ قَوْلُهم:خَرْقاءُ وَجَدَتْ صُوفاً قال الأَصْمَعِیُّ :و هو من أَمْثالِهم فی المَالِ یَمْلِکُه مَنْ لا یَسْتَأْهِلُه قال الصّاغانِیُّ : لأَنَّ المَرْأَهَ غیرَ الصَّناعِ إذا أصابت صوفاً لم تَحْذِقْ غَزْلَه، و أَفْسَدَتْه،یُضْرَبُ ذلِکَ للأَحْمَق یَجِدُ مالاً فَیُضَیِّعُه فی غیرِ مَوْضِعِه،و هو بَقِیَّهُ قولِ الأَصْمَعِیِّ :و فی الأَساسِ :لمَنْ یَجِدُ ما لا یَعْرِفُ قِیمَتَهُ فیُضَیِّعُه.

و من المَجازِ قَوْلُهم: أَخَذْتُ بصُوفِ رَقَبَتِه،و بِصافِها الأَخیرُ لم یَذْکُرْه الجَوْهَرِیُّ و الصاغانِیُّ ،إِنّما ذَکَرَه صاحبُ اللِّسانِ ،زادَ الجَوْهَرِیُّ :و کذا بطُوفِ رَقَبَتِه،و بِطافِها، وَ بظُوفِ رَقَبَتِه،و بقافِها:أَو بجِلْدِها قالَه ابنُ الأَعْرابِیّ أَو بشَعَرَهِ المُتَدَلِّی فی نُقْرَهِ قَفاهُ قاله ابنُ دُرَیْدٍ، أَو بِقَفَاهُ جَمْعَاءَ، قاله الفرَّاءُ أَو أَخَذْتُه قَهْرًا قالَهُ أَبو الغَوْثِ ، و (1)فَسَّرَه أَبو السَّمَیْدَعِ ،فقَالَ َ:و ذلِکَ إذا تَبِعَه و قَدْ ظَنَّ أَنْ لَنْ یُدْرِکَهُ ،فلَحِقَهُ ،أَخَذَ برَقَبَتِه أَوْ لمْ یَأْخُذْ نَقَلَ هذه الأَقوالَ کُلَّها الجَوْهَرِیُّ و الصّاغانِیُّ و صاحبُ اللِّسانِ ،و اقتصرَ الزَّمَخْشَرِیُّ علی الأَخِیرِ.

و من المَجازِ قولُهم: أَعْطاهُ بِصُوفِ رَقَبَتِه کما یَقُولُونَ :

أَعْطاهُ برُمَّتِه نقَله الجَوْهَرِیُّ ، أَو أَعْطاهُ مَجّانًا بلا ثَمَنٍ قالَه أَبو عُبَیْدٍ،و نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و صُوفَهُ أَیْضاً:أَبُو حَیٍّ من مُضَرَ،و هو الغَوْثُ بنُ مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَهَ بْنِ الیاس بنِ مُضَرَ قالَه ابنُ الجَوّانِیِّ (2)فی المُقَدِّمَهِ ،سُمِّیَ صُوفَهُ لأَنّ أُمَّه جَعَلَتْ فی رَأْسِه صُوفَهً ، وَ جعَلْتهُ رَبِیطاً للکَعْبَهِ یَخْدِمُهُا،قال الجَوْهَرِیُّ : کانُوا یَخْدِمُونَ الکَعْبَهَ ،و یُجِیزُونَ الحاجَّ فی الجَاهِلِیَّهِ ،أی:

یُفیضُونَ بِهِمْ زادَ فی العُبابِ مِنْ عَرَفات و فی المُحْکَم«من مِنًی»فیَکُونُونَ أَوَّلَ مَنْ یَدْفَعُ و کانَ أَحَدُهُمْ یَقُومُ ،فیَقُولُ :

أَجِیزِی صُوفَهُ ،فإِذَا أَجازَتْ قال:أَجِیزِی خِنْدِفُ ،فإِذَا أجازَتْ أُذِنَ للنّاسِ کُلِّهِم فی الإِجازَهِ قال ابنُ سِیدَه:و هی الإِفاضَهُ ،قال ابنُ بَرِّیّ :و کانَت الإِجازَهُ بالحَجِّ إِلَیْهِمْ فی الجاهِلِیَّهِ ،و کانَت العَرَبُ إذا حَجَّتْ و حَضَرَتْ عَرَفَهَ ،لا تَدْفَعُ منها حتّی تَدْفَعَ بها صُوفَهُ ،و کذلِکَ لا یَنْفِرُونَ مِنْ مِنًی حَتّی تَنْفِرَ صُوفَهُ ،فإذا أَبْطَأَتْ بهم قالُوا:أَجِیزِی صُوفَهُ .

أَوْهُمْ قومٌ من أَفناءِ القَبائِلِ ،تجمَّعُوا،فَتَشَبَّکُوا کتَشَبُّکِ (3)الصُّوفَهِ قالَه أَبو عُبَیْدَهَ ،و نقله الصاغانِیُّ و قولُ الجَوْهَرِیُّ :و مِنْه قولُ الشّاعِرِ:

حَتَّی یُقال:أَجِیزُوا آلَ صُوفانَا 3

أَتی به شاهِداً علی أنَّ صُوفَهَ یُقال له: صُوفانُ ،قال الصّاغانِیُّ :و هو وَهَمٌ ،و الصَّوابُ فی رِوایَهِ البَیْتِ : آلَ صَفْوانَا،و هُمْ قَوْمٌ من بَنِی سَعْدِ بْنِ زَیْدِ مَناهَ بنِ تَمِیمٍ ، وَ موضِعُ ذکره باب الحُروف اللّیِّنَهِ قال أَبو عُبَیْدَهَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّی فی کتابِ التّاجِ -بعد ذِکْرِهِ روایهَ البیتِ -ما نَصُّه:

حَتّی یَجُوزَ القائِمُ بذلکَ من آل صَفْوَانَ قال الصاغانِیُّ :

و البَیْتُ لأَوْسِ بنِ مَغْراءِ السَّعْدِیّ و صَدْرُه:

و لا یَرِیمُونَ فی التَّعْرِیفِ مَوْقِفَهُمْ

کذا فی العُبابِ و التَّکْمِلَه.قلت:و فی قولِ الزَّمَخْشَرِیِّ ما یَدُلُّ علی أَنّه یُقالُ لهُمُ : الصُّوفانُ ،و آلُ صُوفان معاً 4، فلا إشکالَ حِینَئِذٍ،فَتأَمَّل.

و ذُو الصُّوفَهِ أَیضاً:فَرَسٌ ،و هو أَبُو الخُزَزِ و الأَعْوَجِ نَقَلَه الصّاغانیُّ ،و قد تقَدَّم کُلُّ منهما فی مَحَله.

و صافَ الکَبْشُ بعدَ ما زَمِرَ، یَصُوفُ صُوفاً بالفتح و صُوُوفاً کقُعُودٍ فهو صافٌ و صافٍ ،و أَصْوَفُ و صائِفٌ ،

ص:331


1- ((*)) بالقاموس:«أو»بدل«و».
2- (1) و اللسان أیضاً و [1]جمهره ابن حزم ص 206 و [2]فی التهذیب و المحکم: وَ صوفه حی من تمیم.
3- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:تَشَبُّکَ .

و صَوِفَ کفَرِحَ ،فهو صَوفٌ ککَتِفٍ ، و هذه علی القَلْبِ و صُوفانِیُّ بالضمِّ ،و هی بهاءٍ کُلُّ ذلِک:إذا کَثُرَ صُوفُه .

و الصُّوفانَهُ ،بالضم:بَقْلَهٌ مَعْرُوفهٌ ،و هی زَغْباءُ قَصِیرَهٌ قال أَبُو حَنِیفَهَ :ذَکَرَ أَبو نَصْرٍ أَنَّها من الأَحْرَار،و لم یُحَلِّها.

و صافَ السَّهْمُ عن الهَدَف، یَصُوفُ و یَصِیفُ : إذا عَدَلَ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَذْکُورٌ فی الیاءِ أَیضاً؛لأَنَّ الکَلِمَهَ واویَّهٌ یائِیَّهٌ .

و صافَ عَنِّی وَجْهُه:مالَ و قال ابنُ فارسٍ : صافَ من بابِ الإبدالِ من ضافَ ،قال الجوْهَرِیُّ : و منه قَوْلُهُم:

صافَ عَنِّی شَرُّ فلانٍ .

و أَصافَ اللّه عنِّی شَرَّهُ : أی أَمالَهُ .

و صافُ :اسمُ ابنِ الصَیّادِ المَذْکُورِ فی الحَدِیثُ ،و فی نُسْخَهِ ابنِ عَبّادٍ أَو هو صافی،کقاضِی فمحَلُّه المُعْتَلُّ أَو اسمُه عبدُ اللّه و صافُ لَقَبٌ له،و هذا هو المَشْهُورُ عند المحَدِّثِینَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

قال أَبو الهَیْثَمِ :یُقال:کَبْشٌ صُوفانٌ ،و نَعْجَهٌ صُوفانَهٌ .

وَ قالَ غیرُه: الصُّوفانُ :کُلُّ من وَلِیَ شیئاً من عَمَلِ البَیْتِ ،و کذلِک الصُّوفَهُ .

وَ فی الأَساس:و آل صَوْفانَ :کانُوا یَخْدُمونَ الکعبهَ وَ یَتَنَسَّکُون،و لَعَلَّ الصُّوفِیّهَ نُسِبَتْ إلیهم؛تَشْبِیهاً بهم فی التَنَسُّکِ ،و التَّعَبُّدِ،أو إلی أَهْلِ الصُّفَّهِ ،فیُقالُ مکان الصُّفِّیَّهِ : الصُّوفِیَّهُ بقلبِ إحْدَی الفائَین واواً للتَّخْفِیفِ ،أَو إلی الصُّوفِ الذی هو لِباسُ العُبّادِ،و أَهْلِ الصَّوامِعَ .

قلتُ :و الأَخُیرُ هو المَشْهُور.

وَ الصَّوّافُ ،ککَتّانٍ :من یَعْمَلُه.

وَ صُوفَهُ البَحْرِ:شیءٌ علَی شَکْلِ هذا الصُّوفِ الحَیَوانِیّ .

وَ من الأَبَدِیَّاتِ :قولُهم:لا آتِیکَ ما بَلَّ البَحْرُ (1)صُوَفَهً ، حکاه اللِّحیانِیُّ .و الصُّوفانُ :شیءٌ یَخْرُجُ من قَلْبِ الشَّجِرِ،رخْوٌ یابِسٌ ، تُقْدَحُ فیه النّار،و هو أَحْسَنُ ما یَکُونُ للمُقْتَدِحِینَ .

وَ صُوفَهُ الرَّقَبَهِ :زَغَباتٌ فیها،و قِیلَ :هی ما سَالَ فی نُقْرَتِها.

وَ صَوَّفَ الکَرْمُ :بَدَتْ نَوامِیهِ بعدَ الصِّرامِ .

وَ أَبُو صُوفَهَ :من کُناهُم.

وَ من أَمْثالِ العامَّهِ :«لو کانَت الوِلایَهُ بالصُّوف ،لطارَ الخَرُوف».

وَ تَصَوَّفَ :تَنَسَّک،أو ادَّعاهُ .

وَ جُبَّهٌ صَیِّفَهٌ ،کَکَیِّسَهٍ :کثیره الصُّوفِ ،و أَصْلُه صَیْوفَه، فقُلِبت الواوُ یاءً،فأُدْغِمَتْ .

صیف

الصَّیْفُ :القَیْظُ نَفْسُه أَو هو بَعْدَ الرَّبِیعِ الأَوّلِ ،و قَبْلَ القَیْظِ ،و هو أَحدُ فُصولِ السَّنَهِ ،نقله الجَوْهِریُّ .

وَ قالَ اللیْثُ : الصَّیْفُ :رُبُعٌ من أَرباعِ السِّنَهِ ،و عند العامَّهِ :نِصْفُ السَّنَهِ .

وَ قال الأَزْهَرِیُّ : الصَّیْفُ عند العَرَبِ :الفَصْلُ الَّذِی تُسَمِّیه عوامُ الناسِ بالعِراقِ و خُراسانَ الرَّبِیعَ ،و هیَ ثَلاثَه أَشْهرٍ و الفَصْل الذی یَلِیْهِ عِندَ العَرَبِ :القَیْظُ ،و فیه تَکُونُ حَمْراءُ القَیْظِ ،ثُمَّ بَعْدَهُ فَصْلُ الخَرِیفِ ،ثُمَّ بعدَهُ فَصْلُ الشِّتاءِ.

ج: أَصْیافٌ و صُیُوفٌ .

و الصَّیْفَهُ :أَخَصُّ منه، کالشَّتْوَهِ و قالَ الفَرّاءُ: ج: صِیَفٌ ، کَبَدْرَهٍ و بِدَزٍ.

و یُقال: صَیْفٌ صائِفٌ و هو تَوْکِیدٌ له،کما یُقال:لَیْلٌ لائِلٌ ،و هَمَجٌ هامِجٌ ،نَقَله الجَوْهَرِیُّ .

و قَولُهم: الصَّیْفَ ضَیَّعْتِ اللَّبَنَ مَرَّ تَفْسِیرُه فی:

«ضیع» (2).

و الصَّیِّفُ کسَیِّدٍ،و یُخَفَّفُ : لُغَهٌ فیه-مثالُ هَیِّنٍ و هَیْنٍ ، وَ لَیِّنٍ و لَیْنٍ -: المَطَرُ الذی یَجیءُ فی الصَّیْفِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،قال أَبو کَبِیرٍ الهُذَلِیُّ :

ص:332


1- (1) فی الأساس:و لا أفعل ذلک ما بلّ بحرٌ صُوفَهً .
2- (2) و انظر اللسان. [1]

و لَقَدْ وَرَدْتَ الماءَ لم یَشْرَبْ بِهِ

بَیْنَ الرَّبِیعِ إلی شُهُورِ الصَّیِّفِ (1)

وَ قال جَرِیرٌ:

بأَهْلِیَ أَهلُ الدَّارِ إِذْ یَسْکُنُونَهَا

وَ جادَکِ من دارٍ رَبِیعٌ و صَیِّفُ

أَو هو المَطَرُ الَّذی یَقَعُ بَعدَ فَصْلِ الرَّبِیعِ قالَهُ اللَّیْثُ ، کالصَّیْفیِّ بیاءِ النِّسْبَهِ .

و یَومٌ صائِفٌ قال الجَوْهَریُّ : و رُبَّما قالُوا:یومٌ صافٌ بمَعْنَی صائِفٍ ،کما قالُوا:یومٌ راحٌ ،و یومٌ طانٌ ،أی: حارٌّ وَ کذلِک لَیْلَهٌ صائِفَهٌ .

و صائِفٌ :ع (2)قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

تَنَکَّرَ بَعْدِی من أُمَیْمَهَ صائِفُ

فبِرْکٌ فأَعْلَی تَوْلَبٍ فالمَخالِفُ

وَ قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ :

ففَدْفَدُ عَبُّودٍ،فخَبْراءُ صائِفٍ

فَذُو الحَفْرِ أَقْوَی مِنْهُمُ ففَدافِدُهُ

و الصّائِفَهُ :غَزْوَهُ الرُّومِ ؛لأَنهم کانوا یُغْزَوْنَ صَیْفاً ؛ لمکانِ البَرْدِ و الثَّلْجِ .

و الصّائِفَهُ من القَوْمِ مِیرَتُهم فی الصَّیْفِ نقله الجَوْهَرِیُّ ،و قال غیرُه:هی المِیرَهُ قبلَ الصَّیْفِ ،و هی المِیرَهُ الثانیه،و ذلک لأَنَّ أَوّلَ المِیَرِ الرِّبْعِیَّهُ ،ثم الصّائِفَهُ ، ثم الدَّفَئِیَّهُ ،و قد تَقَدَّمَ .

و صافَ بِهِ : أی بالمکانِ ، یَصِیفُ به صَیْفاً :إذا أَقامَ بهِ صَیْفاً و فی الصِّحاح:أَقامَ بِهِ الصَّیْفَ .

و صِیفَت الأَرْضُ ،کعُنِیَ أی:بالبناءِ للمجهولِ ،کان فی الأَصلِ صُیِفَتْ ،فاستُثْقِلَت الضّمَّهُ مع الیاءِ فحُذِفَتْ ، وَ کُسِرت الصادُ لتَدُلَّ علیها فهی مَصِیفَهٌ و مَصْیُوفهٌ علی الأَصْلِ :إذا أصابَها مطرُ الصّیْفِ .

و رَجُلٌ مِصْیافٌ کمِحْرَابٍ : لا یَتَزَوَّجُ حَتَّی یَشْمَطَ نَقَله الصاغَانِیُّ ،و هو مجازٌ. و أَرْضٌ مِصْیافٌ :مُسْتأْخِرَهُ النَّباتِ .

و ناقَهٌ مِصْیافٌ ،و قد أَصافَتْ ،فهی مُصِیفٌ و مُصِیفَهٌ :

مَعَها ولَدُها نَقَلَه الصاغانِیُّ ،و فی اللِّسان:نُتِجَتْ فی الصَّیْفِ .

و أَرضٌ مِصْیافٌ :کَثُر بها مَطَرُ الصَّیْفِ لا یَخْفَی أَنّه لو أَتَی بهذِه العِبارَهِ بعدَ قَوْلِه:مُسْتَأْخِرَهُ النَّباتِ کانَ أَحْسَنَ .

و صافَ السَّهْمُ عن الهَدَفِ یَصِیف صَیْفاً ،و صَیْفُوفَهً هکذا فی العُباب و الصِّحاح،و وُجِدَ فی بعض النُّسَخِ «صُیُوفَهً » وَ هو غَلَطٌ : لُغَهٌ فی یَصُوفُ صَوْفاً و قد تَقَدَّم بمعنَی عَدَل عنه.

و الصَّیْفُ ،و صَیْفُون ،من الأَعْلامِ نقله الصاغانیُّ .

قلتُ :و الحافِظُ أَبو عَبْدِ اللّه محمَّدُ بنُ أَبِی الصَّیْفِ الیَمانِیّ سَمِعَ عبدَ المُنْعِمِ الفِراوِیّ ،و أَبا الحَسَنِ علیَّ بنَ حُمَیْدٍ الأَطرابُلُسِیّ و حَدَّثَ ،و له أَرْبَعُون حَدِیثاً،رَوَی عنه شَرَفُ الدّینِ أَبُو بَکْرِ بْنُ أَحْمَد بنِ محمّدٍ الشرَّاحِی، وَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْماعِیلَ الحَضْرَمِیّ ،و بَطّالُ بنُ أَحْمَد الرکبی، وَ عبدُ السّلامِ بنُ مُحْسِنٍ الأَنصارِیّ ،و إمامُ المَقامِ سُلَیْمانُ ابنُ خَلِیلٍ العَسْقَلانِیّ ،و روَی الشَّرَّاحِیّ أبو الخَیْرِ بنُ مَنْصُورٍ الشَّماخِیُّ صاحبُ المَسْجِد بزَبِیدَ،و إِلیه انْتَهَی أَسانِیدُ الیَمَنِیِّین.

و أَصافَ الرَّجُلُ فهو مُصِیفٌ : وِلدَ له علی الکِبَرِ و فی اللِّسان:إذا لَم یُولَدْ له حَتّی یُسِنَّ و یَکْبَرَ،و قال غیرُه:

أَصافَ :تَرَکَ النِّساءَ شَباباً (3)ثم تَزَوَّج کَبِیرًا،و قد تَقَدّم،و هو مجاز.

و أَصافَ القَوْمُ :دَخَلُوا فی الصَّیْفِ کما یُقال:أَشْتَوْا:

إذا دَخَلُوا فی الشِّتاءِ.

و أَصافَ اللّه عَنْهُ شَرَّهُ : أی صَرَفَه و عَدَلَ بِهِ ،و هذا داخِلٌ فی التّرْکِیبَیْنِ .

و صَیَّفَنِی هذا الشیءُ:أی کَفانِی لصَیْفَتِی نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و المُرادُ بالشَّیْ ءِ طَعامٌ أو ثَوْبٌ ،أو غیرُهما، وَ أَنْشَد قَولَ الرّاجِز:

ص:333


1- (1) دیوان الهذلیین 105/2 و عنه الضبط .
2- (2) حدده یاقوت فی نواحی المدینه،و قال نصر:صائف موضع حجازی قریب من ذی طوی.
3- (3) اللسان: [1]شاباً.

مَنْ یَکُ ذَا بتٍّ فهذا بَتِّی

مُقَیِّظٌ مُصَیِّفٌ مُشَتِّی

و تَصَیَّفَ ،و اصْطافَ بمَعْنی أَقامَ فی الصَّیْفِ ،قال الجَوْهَریُّ :کما تَقُولُ :تَشَتَّی من الشَّتاءِ،قال لَبِیدٌ:

فتَصَیَّفا ماءً بدَحْلٍ ساکِنًا

یَسْتَنُّ فوْقَ سَراتِه العُلْجُومُ (1)

و المَوْضِعُ مُصْطافٌ کما یُقال:مُرْتَبَعٌ .

و عامَلَه مُصَایَفَهً : من الصَّیْفِ ، کالمُشاهَرَهِ :من الشَّهْرِ وَ المُعاوَمَهِ :مِن العام.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الصَّیِّفُ ،کسَیِّدٍ:الکَلأُ یَنْبُتُ فی السَّیْف،کالصَّیْفیِّ .

وَ صُیِّفَ القومُ ،بالبناءِ للمَجْهُول مع تَشْدِیدِ الیاءِ:أی مُطِرُوا.

وَ اصَّیَّفَ بالمکانِ ،مثلُ صَیَّفَ ،قال الهُذَلِیُّ :

تَصَیَّفْتُ نَعْمَانَ و اصَّیَّفَتْ (2)

وَ ذا مَصِیفُهُم ،و مُتَصَیَّفُهم :أی مُصْطافُهم ،قال سِیبَوَیْه:

وَ المَصِیفُ :اسمُ الزَّمانِ ،أُجْرِیَ مُجْرَی المَکان.

وَ اسْتَأْجَرَه صِیافاً ،ککِتابٍ :أی مُصایَفَهً .

وَ الصّائِفَهُ :أَوانُ الصَّیْفِ .

وَ الصَّیفِیَّهُ :المیرهُ قبلَ الدَّفْئِیَّهِ .

وَ آیهُ الصَّیْفِ الّتی فی آخِرِ سُورهِ النِّساءِ (3)،جاءَ ذِکْرُها فی الحدیثِ (4).و الصَّیْفیُّ :وَلَدُ المِصْیافِ ،قال أَکْثَمُ (5):

إنَّ بَنِیَّ صِبْیَهٌ صَیْفِیُّونْ

أَفْلَحَ مَنْ کانَ له رِبْعِیُّونْ

وَ فی أَمثالِهم فی إِتْمامِ قضاءِ الحاجَهِ «تَمامُ الرَّبِیعِ الصَّیْفُ »و أَصلُه فی المَطَرِ،فالرَّبِیعُ أَوَّلُه،و الصَّیْفُ :الذی بَعْدَهُ ،فیَقُول:الحاجَهُ بکَمالِها،کما أنَّ الرَّبِیعَ لا یَکُونُ تَمامهُ إلاّ بالصَّیْفِ .

وَ المَصِیفُ :المُعْوَجُّ من مَجارِی الماءِ،مِن صافَ ، کالمَضِیقِ مِن ضاقَ نقله الجَوْهَرِیُّ .

وَ الصَّیْفُ :الأُنْثَی من البُومِ ،عن کُراعٍ .

وَ صَیْفیّ :اسمُ رجلٍ ،و هو صَیْفیُّ بْنُ أَکْثَمَ بنِ صَیْفیٍّ ، وَ أَبُوه من حُکَماءِ العَرَبِ .

فصل الضاد المعجمه مع الفاء

ضرف

الضُّرافَهُ ،کثُمامَهٍ أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و فی العُباب: ع،قُرْبَ لَعْلَعٍ (6)قال أَبُو دُوادٍ الإِیادِیُّ :

فَرَوَّی الضُّرافَهَ من لَعْلَعٍ

یَسُحُّ سِجالاً و یَفْرِی سِجالاً (7)

و قال الأَصْمَعِیُّ :یُقال: هُوَ فی ضُرْفَهِ خَیْرٍ بالضَّم،أی کَثْرَتِهِ .

و قال ابنُ الأعْرابِیِّ : الضَّرِفُ ککَتِفٍ :شَجَرُ التِّینِ یُقال لثَمَرِه:البَلَسُ ،نَقَله ثَعْلَبٌ . الواحِدَهُ ضَرِفَهٌ و هو مُخالِفٌ لاصْطِلاحِه،کما تَقَدَّم مِرارًا أَو هو مِنْ شَجَرِ الجِبالِ ،یُشْبِهُ الأَثْأَبَ فی عِظَمِه و وَرِقه إِلاّ أَنّ سُوقَه غُبْرٌ مثلُ سُوقِ التِّینِ ،

ص:334


1- (1) دیوانه ط بیروت ص 155 بروایه«فتضیّفا»فلا شاهد فیها.و یروی: فتأوبا عینًا بدحلٍ رویّهً ...سراتها العلجومُ .
2- (2) لم أجده فی دیوان الهذلیین،و هو فی شعر أمیه بن أبی عائذ الهذلیین کما فی شرح أشعارهم للسکری 493/2 من قصیده مطلعها: أفاطم حییت بالأسعد متی عهدنا بک لا تبعدی وَ عجز البیت الشاهد: جنوبَ سهامٍ إلی سُرْدَدِ.
3- (3) یعنی قوله تعالی: یَسْتَفْتُونَکَ قُلِ اللّهُ یُفْتِیکُمْ فِی الْکَلالَهِ .
4- (4) انظر نصه فی النهایه.
5- (5) اختلف فی نسبه الرجز التالی،انظر مختلف الأقوال فی نسبتها حاشیه المطبوعه الکویتیه.
6- (6) قیدها یاقوت أنها موضع بنجد بین البصره و الکوفه.
7- (7) معجم البلدان و [1]قبله: فحلّ بذی سلع برکه تخال البوارق فیه الذُّبالا.

و له تِینٌ و نَصُّ المُحْکَمِ ،و کِتابِ النَّباتِ لأَبی حَنِیفَهَ :له جَنیً أَبْیَضُ مُدَوَّرٌ مُفَلْطَحٌ ،کتِینِ الحَماطِ الصِّغار،مُرٌّ یُضَرِّسُ ،یأَکُلُه النّاسُ و الطّیْرُ و القُرُودُ واحِدَتُه ضَرِفَهٌ هذا کلُّه قولُ أَبِی حَنِیفَهَ ،و نَقَلَ الأَزْهَرِیُّ قولَ ابنِ الأَعرابِیِّ السابِقَ ، وَ قالَ :هذا غریبٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

ضَرَاف ،کسَحابٍ :موضِعٌ ،نَقَلَه الصّاغانِیُّ فی التَّکْمِله (1).

ضعف

الضَّعْفُ بالفتحِ و یُضَمُّ و هما لُغَتان،و الضمُّ أَقْوَی و یُحَرَّکُ و هذه عن ابنِ الأَعْرابِیِّ ،و أَنشَدَ:

وَ مَنْ یَلْقَ خَیْرًا یَغْمِزِ الدَّهْرُ عَظْمَه

عَلَی ضَعَفٍ من حالِهِ و فُتُورِ

وَ معنی الکُلِّ : ضِدُّ القُوَّهِ و هُما بالفَتْحِ و الضَّمِّ معاً جائِزانِ فی کُلِّ وَجْهٍ ،و خَصَّ الأَزهَرِیُّ بذلک أَهْلَ البَصْرَهِ ،فقَالَ َ:

هُما عندَ أَهْلِ البَصْرَهِ سِیّانِ (2)،یُسْتَعْمَلان معاً فی ضَعْفِ البَدَنِ ،و ضَعْفِ الرَّأْیِ ،و قَرَأَ عاصِمٌ و حَمْزَهُ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیکُمْ ضَعْفاً (3)بالفتحِ ،و قرأَ ابنُ کَثِیرٍ و أبو عَمْروٍ و نافِعٌ وَ ابنُ عامِرٍ و الکسائِی بالضمِّ .

وَ أَما الضَّعَفُ محرکهً فقد سبَقَ شاهدُه فی الجِسْمِ ،و أَما فی الرأیِ و العَقْلِ فشاهِدُه أَنْشَدَه ابنُ الأَعرابیِّ أَیضاً:

وَ لا أُشارِکُ فی رَأْیٍ أَخا ضَعَفٍ

وَ لا أَلِینُ لِمَنْ لا یَبْتَغِی لِینِی

وَ قد ضَعُفَ ککَرُمَ و نَصَرَ الأَخیرهُ عن اللحْیانِیِّ ،کما فی اللِّسانِ ،و عَزاهُ فی العُبابِ إلی یُونُسَ ضَعْفاً و ضُعْفاً بالفتح وَ الضمِّ و ضَعافَهً ککَرامهٍ ،کلُّ ذلِک مَصادِرُ ضَعُفَ بالضم، و کذا ضَعافِیَهً کَکَراهِیَهٍ فهو ضَعِیفٌ ،و ضَعُوفٌ ،و ضَعْفانُ الثانیهُ عن ابنِ بُزُرْجَ ،قال:و کذلک ناقَهٌ عَجُوفٌ ،و عَجِیفٌ ، ج: ضِعافٌ بالکسرِ و ضُعَفاءُ ککُرَماءَ و ضَعَفَهٌ (4)مُحَرکهً کخَبِیثٍ و خَبَثَهٍ ،و لا ثالِثَ لهما،کما فی المِصباحِ ،قال شیخُنا:و لعلَّه فی الصَّحِیحِ ،و إلاّ وَرَدَ سَرِیٌّ و سَراهٌ ، فتأَمل، و هی ضَعِیفَهٌ ،و ضَعُوفٌ الثانِیهُ عن ابنِ بُزُرْجَ ، وَ نِسْوَهٌ ضَعِیفاتٌ ،و ضَعائِفُ ،و ضِعافٌ ،و قال:

لقَدْ زادَ الحَیاهَ إِلیَّ حُبًّا

بَناتِی إِنَّهُنّ من الضِّعافِ

و قولُه تعالی: اَللّهُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ ضَعْفٍ (5)قال قَتادَهُ :من النُّطْفَهِ ، أی:مِنْ مَنِیٍّ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّهً ،ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّهٍ ضَعْفاً 5قال:الهَرَمُ ،و

14- رُوِیَ عن ابنِ عُمَرَ أَنَّه قال: قَرَأْتُ علی النَّبِیِّ صلّی اللّه عَلَیهِ و سلَّم:« اَللّهُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ ضَعْفٍ »فأَقْرَأَنِی من ضُعْفٍ ، بالضمِّ .

و قولُه تَعالی: وَ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِیفاً (6): أی یَسْتَمِیلُه هَواهُ کما فی العُبابِ و اللِّسانِ .

و قال أبو عُبَیْدَه: ضِعْفُ الشَّیْ ءِ،بالکَسْرِ:مِثْلُه زادَ الزّجّاجُ :الذی یُضَعِّفُه و ضِعْفاهُ :مِثْلاهُ و أَضْعافُه :أَمْثالُه.

أو الضِّعْفُ :المِثْلُ إلی ما زادَ و لیس بمَقْصُورٍ عَلَی المِثْلَیْنِ ،نَقَله الأَزْهَرِیُّ ،و قالَ :هذا کلامُ العربِ ،قال الصاغانیُّ :فیکونُ ما قالَه أَبُو عُبَیْدَهَ صَواباً،و کذلک رُوِیَ عن ابنِ عبّاسٍ فأَمّا کتابُ اللّه عزَّ و جَلَّ فهو عَرَبِیٌّ مُبِینٌ ،یُرَدُّ تفسیرُه إلی مَوْضُوعِ کلامِ العَرَبِ ،الذی هو صِیغَهُ أَلْسِنَتِها،و لا یُسْتَعْمَلُ فیه العُرْفُ إذا خالَفَتْه اللُّغَهُ و قالَ :بل جائِزٌ فی کَلامِ العَرَبِ أَنْ یُقال:لکَ ضِعْفُه ،یُرِیدُونَ مِثْلَیْهِ وَ ثَلاثَهَ أَمْثالِهِ ؛لأَنَّه أی: الضِّعْف فی الأَصلِ زِیادَهٌ غیرُ مَحْصُورَهٍ أَلا تَرَی إلی قِولِه عزَّ و جَلَّ : فَأُولئِکَ لَهُمْ جَزاءُ اَلضِّعْفِ بِما عَمِلُوا (7)و لم یُرِدْ مِثْلاً و لا مِثْلَیْنِ ،و لکِنّه أَرادَ

ص:335


1- (1) قال یاقوت:هکذا ضبطه السکری فی کتاب اللصوص...و هو بالصاد المهمله فی لغه العرب إلا ما روی الأزهری عن المنذر عن ثعلب عن ابن الأعرابی:الضَّرِف شجر التین...قال و هو غریب و جاء فی قول العطّاف العقیلی أحد اللصوص: فلن ترتعی جنبی ضراف و لن تری جبوب سلیل ما عددت اللیالیا.
2- (2) فی التهذیب:«باللغه لغتان جیدتان»بدل«سیان»و المثبت کاللسان [1]عن الأزهری.
3- (3) سوره الأنفال الآیه 66. [2]
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«هنا زیاده فی المتن بعد قوله:و ضعفه، نصها:و ضَعْفَی و ضَعَافَی أو الضَّعْفُ فی الرأی و بالضمّ فی البَدَنِ ».
5- (5) سوره الروم الآیه 54. [3]
6- (6) سوره النساء الآیه 28. [4]
7- (7) سوره سبأ الآیه 37. [5]

بالضِّعْفِ الأَضْعَافَ ،قال:و أَوْلَی الأَشیاءِ (1)فیه أَنْ یُجْعَلَ عَشْرَهَ أَمْثالِه؛لقولِه تَعالَی: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَهِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (2)الآیه.فأَقَلُّ الضِّعْفِ مَحْصُورٌ،و هو المِثْلُ .

وَ أَکْثَرُه غیرُ مَحْصُورٍ،قال الزَّجّاجُ :و العَرَبُ تَتَکَلَّمُ بالضِّعْفِ مُثَنًّی،فیقولُون:إِنْ أَعْطَیْتَنِی دِرْهَماً فلَکَ ضِعْفاهُ ؛یُرِیدُونَ مِثْلَیْه،قال:و إِفْرادُه لا بَأْسَ به،إِلا أَنّ التَّثْنِیَهَ أَحْسَنُ .

وَ فی قولِه تعالی: فَأُولئِکَ لَهُمْ جَزاءُ اَلضِّعْفِ بِما عَمِلُوا (3)قال:أَرادَ المُضاعَفَهَ ،فأَلزَمَ الضِّعْفَ التّوْحِیدَ؛ لأَنّ المَصادِرَ لیسَ سَبِیلُها التَّثْنِیهَ و الجَمْعَ .

و قولُ اللّه تعالَی : یا نِساءَ النَّبِیِّ مَنْ یَأْتِ مِنْکُنَّ بِفاحِشَهٍ مُبَیِّنَهٍ یُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَیْنِ (4)و قَرَأَ أَبو عَمْرٍو:

« یُضَعَّفْ » قال أَبو عُبَیْدٍ: أی یُجْعَل العَذابُ ثَلاثَهَ أَعْذِبهٍ وَ قالَ :کانَ علیها أَنْ تُعَذَّبَ مرّهً ،فإِذا ضُوعِفَ ضِعْفَیْنِ صارَ الواحدُ ثَلاثهً ،قال: و مَجازُ یُضاعَفْ ،أی:یُجْعَلُ إلی الشَّیْ ءِ شَیْئانِ ،حَتّی یَصِیرَ ثَلاثَهً و الجَمْعُ أَضْعافٌ ،لا یُکَسَّر علی غیرِ ذلِک.

و من المَجاز: أَضعافُ الکِتابِ ،أی:أَثْناءُ سُطُورِه وَ حَواشِیهِ و منه قَوْلُهم:وَقَّعَ فلانٌ فی أَضْعافِ کتابِه،یُرادُ به تَوْقِیعُه فیها:نَقَلَه الجوهریُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ .

و یُقال: الأضْعافُ من الجَسَدِ:أَعْضاؤُه،أو عِظامُه و هذا قولُ أَبی عَمْرٍو و قالَ غیرُه: الأَضْعافُ :العِظَامُ فَوْقَها لَحْمٌ ، وَ منه قولُ رُؤْبَهَ :

و اللّه بینَ القَلْبِ و الأَضْعافِ (5)

الواحِدَهُ ضِعْفٌ ،بالکَسْرِ.

و ضَعَفَهُم ،کمَنَعَ یَضْعَفُهُم : کَثَرَهُمْ ،فَصارَ له و لأَصْحابِه الضِّعْفُ عَلَیْهم قالَه اللَّیْثُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الضَّعَف مُحَرّکَهً :الثِّیابُ المُضَعَّفَهُ کالنَّفْضِ . و الضَّعِیفُ کأَمِیرٍ: الأَعْمَی لُغَهٌ حِمْیَرِیَّهٌ ،قِیل:و مِنْهُ قولُه تَعالَی: وَ إِنّا لَنَراکَ فِینا ضَعِیفاً (6):أی ضَرِیرًا،نَقَلَه الصّاغانِیُّ فی العُبابِ ،و قد رَدَّه الشِّهابُ فی العِنایَهِ ، فانْظُرْه.

و أَضْعَفَه المَرَضُ : جَعَلَه ضَعِیفاً نقَلَه الجَوْهَرِیُّ و هو مَضْعُوفٌ علی غیرِ قِیاسٍ ،قال أَبو عَمْرٍو و القِیاسُ مُضْعَفٌ قال لَبِیدٌ-رضیَ اللّه عنه-:

وَ عالَیْنَ مَضْعُوفاً و فَرْداً سُمُوطُه

جُمانٌ و مَرْجانٌ یَشُکُّ المَفاصِلاَ

قال ابنُ سِیدَه:و إِنَّما هو عِنْدِی علی طَرْحِ الزّائِدِ، کأَنَّهُم جاءُوا به علی ضَعَفَ .

و أَضْعَفَ الشیءَ: جَعَلَهُ ضِعْفَیْنِ ، کضَعَّفَه تَضْعِیفاً ،قال الخَلِیلُ : التَّضعِیفُ :أَنْ یُزادَ علی أَصْلِ الشَّیْ ءِ،فیُجْعَلَ مِثْلَیْنِ أو أَکْثَرَ.

و ضَاعَفَه مُضاعَفَهً :أی أَضْعَفَه من الضِّعْفِ ،قال اللّه تَعالی: فَیُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً کَثِیرَهً (7)و فی اللِّسان:یُقال:

ضعَفَ الشیْ ءُ:إذا زادَ،و أَضْعَفْتُه و ضَعَّفْتُه و ضَاعَفْتُه بمعنًی واحدٍ (8)،و هو:جَعْلُ الشَّیْ ءِ مِثْلَیْه أو أَکْثَرَ،و مثلُه امرأَهٌ مُناعَمَهٌ و مُنَعَّمَهٌ ،و صاعَرَ المُتَکَبِّر خَدَّه و صَعَّرَه،و عاقَدْتُ وَ عَقَّدْتُ .

وَ یُقال: ضَعَّفَه اللّه تَضْعِیفاً :أی جَعَله ضِعْفاً ،و قولُه تعالی: فَأُولئِکَ هُمُ اَلْمُضْعِفُونَ (9)أی: یُضاعَفُ لهم الثَّوابُ ،قال الأَزْهرَیُّ :معناه الدَّاخِلون فی التَّضْعِیفِ ، أی:یُثابُونَ الضِّعْفَ المَذْکورَ فی آیه: فَأُولئِکَ لَهُمْ جَزاءُ اَلضِّعْفِ (10).

و أَضْعَفَ فُلانٌ : ضَعُفَتْ دابَّتُه یُقال:هو ضَعِیفٌ مُضْعِفٌ ، فالضَّعِیفُ فی بَدَنِه،و المُضْعِفُ فی دابَّتِه،کما یُقال:قَوِیٌّ مُقْوٍ (11)،کما فی الصِّحاح و منه الحَدِیثُ

14- أَنّه قالَ

ص:336


1- (1) فی التهذیب و التکمله:به.
2- (2) سوره الأنعام الآیه 160. [1]
3- (3) سوره سبأ الآیه 37. [2]
4- (4) سوره الأحزاب الآیه 30. [3]
5- (5) قبله فی التهذیب: فیه إزدهافٌ أیّما ازدهافِ .
6- (6) سوره هود الآیه 91. [4]
7- (7) فی اللسان و المحکم:و درًّا.
8- (8) سوره البقره الآیه 245.
9- (9) انظر اللسان [5]باختلاف العباره.
10- (10) سوره الروم الآیه 39. [6]
11- (11) یعنی القوی فی بدنه و المقوی الذی دابته قویه.

فی غَزْوَهِ خَیْبَرَ (1): « مَنْ کانَ مُضْعِفاً أَو مُصْعِباً فلیَرْجِعْ . «أی:

ضَعِیفَ البَعِیرِ،أو صَعْبَه، و

17- قَوْلُ عُمرَ رضی الله تَعالَی عنه:

« المُضْعِفُ أمِیرٌ عَلَی أصْحابِه. »یعنِی فی السَّفَرِ أَرادَ أَنَّهُمْ یَسِیرُونَ بسَیْرِهِ و مثلُه

16- الحَدِیثُ الآخر: « المُضْعِفُ (2)أَمِیرُ الرَّکْبِ ».

و المُضْعِفُ ، کمُحْسِنٍ :مَن فَشَتْ ضَیْعَتُه و کَثُرَتْ کما فی اللِّسانِ و المُحیطِ .

و أُضْعِفَ القَوْمُ ،بالضّمِّ أی: ضُوعِفَ لَهُم نقله الجوهرِیُّ .

و ضَعَّفَه تَضْعِیفاً :عَدَّهُ و فی اللسان صَیَّرَه ضَعِیفاً و کذلک أَضْعَفَه کاسْتَضْعَفَه : وَجَدَه ضَعِیفاً ،فرَکِبَه بسُوءٍ،قاله ثعلب و تَضَعَّفَه و

17- فی إسلامِ أَبی ذَرٍّ: « فتَضَعَّفْتُ (3)رجُلاً:». أی اسْتَضْعَفْتُه ،قال القُتَیْبِیُّ :قد یَدْخُل اسْتَفْعَلْتُ فی بعضِ حُرُوفِ تَفَعَّلتُ ،نحو تَعَظَّمَ و اسْتَعْظَمَ ،و تَکَبَّرَ و اسْتَکْبَرَ، وَ تَیَقَّنَ و اسْتَیْقَنَ ،و قال اللّه تعالَی إِلاَّ اَلْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجالِ (4)

16- و فی الحَدِیثِ : : «أَهْلُ الجَنَّهِ کُلُّ ضَعِیفٍ مُتَضَعَّفٍ ». قال ابنُ الأَثیر:یُقال: تَضَعَّفْتُه و اسْتَضْعَفْتُه بمَعْنَی الذی یَتَضَعَّفُه النّاسُ ،و یَتَجَبَّرُونَ عَلَیهِ فی الدُّنْیا للفَقْرِ، و رَثاثَهِ الحال،و

17- فی حَدیثِ عُمَرَ رضی الله عنه: «غَلَبَنِی أَهْلُ الکُوفَهِ ،أَسْتَعْمِلُ علیهم المُؤْمِنَ فیُضَعَّفُ ،و أَسْتَعْمِلَ علیهم القَوِیَّ فیُفَجَّرُ».

و ضَعَّفَ الحَدِیثَ تَضْعِیفاً : نَسَبَه إلی الضَّعْفِ و هو مَجازٌ،نقَلَه الجَوهَرِیُّ ،و لم یَخُصَّه بالحَدِیثِ .

و أَرْضٌ مُضْعَفَهٌ بالبناءِ للمَفْعُولِ أی: أَصابَها مَطَرٌ ضَعِیفٌ قاله ابنُ عَبّادٍ.

و تَضاعَفَ الشیءُ: صارَ ضِعْفَ ما کانَ کما فی العُباب.

و الدِّرْعُ المُضاعَفَهُ :التی ضُوعِفَ حَلَقُها،و نُسِجَتْ حلَقَتَیْنِ حَلَقَتَیْنِ نَقله الجَوْهَرِیُّ .

و التَّضْعِیفُ :حُمْلانُ الکِیمِیاءِ نقلهُ اللَّیْثُ .*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الضَّعِیفانِ :المَرْأَهُ و المَمْلُوکُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «اتَقُوا اللّه فی الضَّعِیفَیْنِ ».

و الضَّعْفَهُ ،بالفتح: ضَعْفُ الفُؤادِ،و قِلَّهُ الفِطْنَهِ .

وَ رَجُلٌ مَضْعُوفٌ :به ضَعْفَهٌ ،و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ :رَجُلٌ مَضْعُوفٌ ،و مَبْهُوتٌ : (5)إِذا کانَ فی عَقْلِه ضَعْفٌ .

وَ المُضَعَّفُ ،کمُعَظَّمٍ :أَحَدُ قِداحِ المَیْسِرِ التی لا أَنْصِباءَ لَها،کأَنَّه ضَعُفَ عن أَنْ یکونَ له نَصِیبٌ ،و قال ابنُ سِیدَه:

المُضَعَّفُ :الثانی من القِداحِ الغُفْلِ التی لا فُروضَ لَها، وَ لا غُرْمَ علیها،و إِنما تُثَقَّلُ بها القِداحُ کَراهِیَهَ التُّهَمَهِ ،هذه عن اللِّحیانِیِّ ،و اشْتَقَّهُ قومٌ من الضَّعْفِ ،و هو الأَوْلَی.

وَ شِعْرٌ ضَعِیفٌ :عَلِیلٌ ،استَعْمَلَه الأَخْفَشُ فی کتابِ القَوافی.

وَ الضَّعْفُ ،بالکسرِ: المُضاعَفُ ،و منه قوله تعالی:

فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النّارِ (6).

وَ تَضاعِیفُ الشَّیْ ءِ:ما ضُعِّفَ منه،و لیسَ له واحِدٌ، وَ نَظِیرُه تَباشِیرُ الصُّبْحِ لِمُقَدِّماتِ ضِیائِه،و تَعاشِیبُ الأَرْضِ لِما یَظْهَرُ من أَعْشابِها أَوّلاً،و تَعاجِیبُ الدَّهْرِ لِما یَأْتِی من عَجائِبِه.

وَ ضَعَّفَ الشیءَ:أَطْبَقَ بَعْضَه علی بَعْضٍ و ثَناهُ ،فصار کأَنَّه ضِعْفٌ ،و به فُسِّرَ أَیضاً قولُ لَبِیدٍ السابقُ .

وَ عذابٌ ضِعْفٌ :کأَنَّه ضُوعِفَ بَعْضُه علی بَعْضٍ .

وَ رَجُلٌ مُضْعِفٌ :ذُو أَضْعافٍ فی الحَسَناتِ .

وَ بَقَرَهٌ ضاعِفٌ :فی بَطْنِها حَمْلٌ ،کأَنَّها صارَتْ بولَدِها مُضاعَفَهً ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:و لیست باللُّغَهِ العالِیَهِ .

وَ المُضاعَفُ ،فی اصْطِلاح الصَّرْفِیِّینَ :ما ضُوعِفَ فیه الحَرْفُ .

وَ ضَعِیفَهُ :اسمُ امرأَهٍ ،قال امرُؤُ القَیْسِ :

فأُسْقِی به أُخْتِی ضَعِیفَهَ إِذْ نَأَتْ

وَ إِذْ بَعُدَ المَزارُ غَیْرَ القَرِیضِ

ص:337


1- (1) جعله الهروی من حدیث حنین،و المثبت کاللسان و [1]النهایه.
2- (2) فی النهایه و [2]اللسان: [3]الضعیف.
3- (3) الأصل و النهایه و فی اللسان: [4]لتضعَّفتْ .
4- (4) سوره النساء الآیه 98. [5]
5- (5) فی التهذیب:«مهبوت»و الأصل کاللسان. [6]
6- (6) سوره الأعراف الآیه 38. [7]

و تَضاعِیفُ الکِتابِ : أَضْعافُه .

وَ کانَ یُونُسُ عَلَیه السلامُ فی أَضْعافِ الحُوتِ ،و هو مَجازٌ.

وَ الضُّعَیْفُ ،مُصَغَّرًا:لَقَبُ رَجُلٍ .

وَ الضَّعَفَهُ ،مُحَرَّکَهً :شِرْذِمَهٌ من العَرَبِ .

وَ المُضَعَّفُ ،کمُعَظَّمٍ :القَدَحُ الثانِی من القداحِ الغُفْلِ ،لیس له فَرْضٌ ،و لا عَلَیه غُرْمٌ ،قاله اللِّحْیانِیُّ .

ضغف

ضَغِیفَهٌ :مِنْ بَقْلٍ بفاءٍ بعد غَیْنٍ ،و قد أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصاغانِیُّ هُنا، و قال کُراعٌ :یُقال ذَلِکَ إذا کانَتْ الرَّوْضَهُ ناضِرَهً مُتَخَیِّلَهً و کذلِک من عُشْبٍ ،و المَعْرُوفُ عن یَعْقُوبَ ضَغِیغَهٌ (1)،و قد تَقَدَّم،أو ضَفِیفَهٌ ،کما سَیأْتِی قریباً.

ضفف

الضَّفَفُ ،مُحَرَّکَهً :کَثْرَهُ العِیالِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ ،و أَنْشَدَ لبَشِیرِ بنِ النِّکْثِ -قال الصّاغانِیُّ :و یُرْوَی لعَمْرِو بنِ جُمَیْلٍ و قال الأَصْمَعِیُّ :هو لبَعْضِ الأَعرابِ -:

قد احْتَذَی من الدِّماءِ و انْتَعَلْ

و کَبَّرَ اللّه و سَمَّی و نَزَلْ

بمَنْزِلٍ یَنْزِلُه بَنُو عَمَلْ

لا ضَفَفٌ یَشْغَلُه و لا ثَقَلْ

أی:لا یشْغَلُه عن نُسُکِه و حَجِّه عِیالٌ و لا مَتاعٌ .

وَ رُوِیَ عن اللَّحْیانِیّ : الضَّفَفُ :الغاشِیَهُ و العِیالُ ،و قِیلَ :

الحَشَمُ .

و

14- فی الحَدِیثِ عن الحَسَنِ : «أنَّ النبیَّ صلی اللّه عَلَیه وَ سَلم لَم یَشْبَعْ من خُبْزٍ و لَحْمٍ إلاّ عَلَی ضَفَفٍ ». و رَوَی مالِکُ بنُ دِینارٍ هذا الحَدِیثَ عن الحَسَنِ ،و قال:سَأَلْتُ عَنْها بَدَوِیًّا فقَالَ َ:هو التَّناوُلُ مع الناسِ ،أو کَثْرَهُ الأَیْدِی علی الطَّعامِ ،أو الضِّیقُ و الشِّدَّهُ ،أَو هو أَنْ تَکُونَ الأَکَلَهُ أَکْثَرَ مِنَ مِقْدارِ الطَّعامِ (2)قاله ثعلبٌ ،قال:و الحَفَفُ :أَن یَکُونُوا بمِقْدارِه،و قد تَقَدَّمَ ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :أَنْ یکونَ المالُ قَلِیلاً وَ من یَأْکُلُه کَثِیرًا. و قال الفَرّاءُ: الضَّفَفُ : الحاجَهُ نقَلَه الجَوْهرِیُّ .

قال: و الضَّفَفُ أَیضاً: العَجَلَهُ یُقال:لَقِیتُه علی ضَفَفٍ :أیْ علی عَجَلٍ من الأَمْرِ،و منه قولُ الشاعِرِ:

و لَیْسَ فی رَأْیِه وَهْنٌ (3)و لا ضَفَفُ

و الضَّفَفُ : الضَّعْفُ و به فَسَّرَ أَیضاً بعضُهم قولَ الشاعرِ المَذْکُورِ.

و قال شَمِرٌ: الضَّفَفُ : ما دُونَ مِلْ ءِ المِکْیالِ ،و دُونَ کُلِّ مَمْلُوءٍ و هو الأَکْلُ دونَ الشِّبَعِ .

و الضَّفَفُ : ازْدِحامُ النّاسِ علی الماءِ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الضَّفَّهُ :الفَعْلَهُ الواحِدَهُ منه.

و قال الأَصْمَعِیُّ : ماءٌ مَضْفُوفٌ : أیْ مُزْدَحَمٌ عَلَیهِ مثلُ مَشْفُوهٍ ،قال الرّاجزُ:

لا یَسْتَقِی فی النَّزْحِ المَضْفُوفِ

إِلاّ مُداراتُ الغُرُوبِ الجُوفِ

هکذا أَنْشَدَه الجَوْهرِیُّ و الصّاغانِیُّ و ابنُ فارٍس،و کذلِکَ حَکاهُ اللَّیْثُ .

وَ قال اللِّحْیانِیُّ :ماؤُنا الیومَ مَضْفُوفٌ :کثیرُ الغاشِیَهِ من الناسِ و الماشِیهِ ،و أَنشد کما ذکرنا.قال ابنُ بَرِّیّ :و رَوَی أَبو عَمْرٍو الشَّیْبانِیُّ هذَیْنِ البَیْتَیْنِ :المَظْفُوف بالظاءِ،و قالَ :

العَرَبُ تَقولُ :وَرَدْتُ ماءً مَظْفُوفاً:أی مَشْغُولاً،و أَنْشَدَ البَیْتَیْنِ .

و رَجُلٌ ضَفُّ الحالِ : أی رَقِیقُه مَأْخُوذٌ من الضَّفَفِ ، بمعنی الشدَهِ و الضِّیقِ ،نَقَلَه الجَوْهریُّ .

قال شیخُنا:قلتُ :وردَ أَیضاً ضَفَفٌ ،مُحَرکهً دونَ إِدغامٍ ،و بالإِدغام أَکْثَرُ.

قلتُ :قال سِیبَوَیْهِ :و رَجُلٌ ضَفِفُ الحالِ ،و قومٌ ضَفِفُو الحالِ ،قال:و الوَجْهُ الإدْغامُ ،و لکِنّه جاءَ علی الأصْلِ .

و ضَفَّ النّاقَهَ یَضُفُّها ضَفًّا : حَلَبَها بکَفِّه کُلِّها لُغَهٌ فی ضَبِّها،کما فی الصِّحاح،زادَ غیرُه:و ذلِکَ لِضخَمِ الضَّرْع،و نَقَلَه الأَزهَریُّ عن الکِسائِیّ ،قال:ضَبَبْتُ الناقَهَ أَضُبُّها ضَباًّ:إذا حَلَبْتَها بالکَفِّ ،قال:و قالَ الفَرّاءُ:هذا هو

ص:338


1- (1) هذا قول ابن سیده،نقله عنه فی اللسان.
2- (2) فی اللسان: [1]المال.
3- (3) الصحاح:و [2]هیّ .

الضَّفُّ بالفاءِ.فأَمَّا الضَّبُّ ،فهو:أَنْ تَجْعَلَ إِبْهامَکَ علی الخِلْفِ ،ثُمّ تَرُدَّ أَصابِعَکَ علی الإِبْهامِ و الخِلْفِ جَمِیعاً، وَ قال غیرُه: الضَّفُّ :جَمْعُک خِلْفَیْها بیَدِکَ إذا حَلَبْتَها،و قال اللِّحْیانِیُّ :هو أَنْ یَقْبِضَ بأَصابِعِه کُلِّها علی الضَّرْعِ .

و ناقَهٌ ضَفُوفٌ :کَثِیرَهُ اللَّبَنِ لا تُحْلَبُ إِلا بالکَفِّ .

وَ کذا شاهٌ ضَفُوفٌ بَیِّنَتا الضَّفافِ ،و منه قولُه:

حَلْبانَهٍ رَکْبانَهٍ ضَفُوفِ

تَخْلِطُ بینَ وَبَرٍ و صُوفِ

وَ یُرْوَی بالصّادِ،و قد تَقَدَّم.

و ضَفَّهُ النَّهرِ،و یُکْسَرُ:جانِبُه و منه

17- حَدِیثُ عبدِ اللّه بنِ خَبّابٍ مع الخَوارِجِ : «فَقَدَّمُوه علی ضَفَّهِ النَّهْرِ،فضَرَبُوا عُنُقَهُ ». اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علی الکَسْرِ،و صَوَّبه القُتَیْبِیُّ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :الصّوابُ الفتحُ ،و الکَسرُ لُغَهٌ فیه.

وَ ضَفَّتا الوادِی،أو الحَیْزُومِ ،و یُکْسَرُ:جانِباهُ عن ابنِ الأَعرابِیِّ ،و أَنْشَد:

یَدُعُّه (1)بِضَفَّتَیْ حَیْزُومِهِ

وَ

1- قد اسْتَعارَه علیٌّ رَضِیَ اللّه تَعالَی عنه للجَفْنِ ،فقَالَ َ:

«فَیَقِف ضِفَّتَیْ جُفُونِه». أی:جانِبَیْها.

و ضَفَّهُ البَحْرِ:ساحِلُه.

و الضَّفَّهُ مِنَ الماءِ:دُفْعَتُه الأُولَی.

و قال الأَصْمَعِیُّ :دَخَلْتُ فی ضَفَّه القَوْمِ ، وَ ضَفْضَفَتْهمْ : أی جَماعَتهم و نَقَلَه اللَّیْثُ أَیضاً هکذا.

و ضَفِیفَهٌ من بَقْلٍ : أی ضَغِیفَهٌ حکاه ابنُ السِّکِّیتِ ، وَ ذلِک إذا کانَت الرَّوْضَهُ ناضِرَهً متَخَیِّلَهً ،و تَقدَّم عن أَبِی مالِکٍ أَنَّه ضَغیغَه،بغَیْنَیْنِ مُعْجَمَتَیْن.

و قال أَبو سَعِیدٍ:یُقالُ : هو مِن ضَفِیفِنا و لَفِیفِنا کذا فی النُّسَخِ ،و الصّوابُ تقْدِیمُ لَفِیفِنا،کما هو نَصُّ العُبابِ ، وَ یَدُلُّ له قولُه بعد:أی مِمَّنْ نلُفُّه بِنا،و نَضُفُّه إلینَا إذا حَزَبَتْهُ (2)الأُمُورُ أی:نابَتْه و اعْتَرَتْهُ . و الضَّفَافَهُ ،کسَحابَهٍ :من لا عَقْلَ له نَقَلَه الصّاغانی.

و ضَفَّهُ ضَفًّا : جَمَعَه و أنشدَ أَبو مالِکٍ :

فَرَاحَ یَحْدُوهَا علی أَکْسائِها

یَضُفُّها ضَفًّا علی انْدِرائِها

أی یَجْمَعُها:

و قال الفَرّاء: ضَفَّ المُصْطَلِی ضَفًّا : ضَمَّ أَصابِعَهُ وَ جَمَعَها، فَقرَّبها من النّارِ.

و قال أَبو عَمْرٍو:یُقال: شاهٌ ضَفَّهُ الشَّخْبِ : أی واسِعَتُه کما فی اللِّسان و العُبابِ .

و قال أَبو مالکٍ : الضُّفُّ بالضمِّ :هُنَیَّهٌ تُشْبِه القُرَادَ وَ هی غَبْراءُ فی لَوْنِها رَمْداءُ (3)،إذا لَسَعَتْ شَرِیَ الجِلْدُ بعدَ لَسْعَتِها ج: ضِفَفَهٌ کقِرَدَهٍ .

و یقال: تَضافُّوا : إذا کَثُروا و اجْتَمَعُوا علی الماءِ و غَیْرِه وَ الصّادُ لُغَهٌ فیه،و قال أَبو مالِکٍ :قومٌ مُتصافُّونَ :أی مُجْتَمِعُونَ ،قال غَیْلانُ :

ما زِلْتُ بالعُنْفِ و فَوْقَ العُنْفِ

حَتّی اشْفَتَرَّ الناسُ بعدَ الضَّفِّ

أی:تَفَرَّقُوا بعدَ اجْتماعٍ ،و نقل ابنُ سِیدَه: تَضافُّوا علی الماءِ:إذا کَثُرُوا عَلَیهِ ،عن یَعْقُوبَ ،و قالَ اللِّحْیانِیّ :إِنَّهم لمُتَضافُّونَ علی الماءِ،أی:مُجْتَمِعُونَ مُزدَحمُونَ عَلَیه.

و تَضافُّوا أَیضاً: إِذا خَفَّتْ أَحْوالُهم هکذا هو نَصّ العبابِ ،و مثلُه فی سائرِ النُّسَخِ ،و الصوابُ أَمْوالُهم،کما هو نصُّ النوادِرِ لأَبی زَیْدٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

عَیْنٌ ضَفُوفٌ ،کصَبُورٍ:کثیرهُ الماءِ،قال الطِّرِمّاحُ :

وَ تَجُودُ من عَیْنٍ ضَفُو

فِ الغَرْبِ مُتْرَعَهِ الجَداوِلْ

وَ جَمْعُ ضِفَّهِ الوادِی،بالکَسْر: الضِّفافُ ،قال:

یَقْذِفُ بالخُشْبِ علی الضِّفافِ

وَ رَجُلٌ مَضْفُوفٌ ،مثل مَثْمُودٍ:إذا نَفِذَ ما عِنْدَه،نَقَلَه

ص:339


1- (1) ضبطت عن اللسان،و [1]هی من دع بمعنی دفع،لا من ودع بمعنی ترکِ أفاده بهامشه.
2- (2) فی التکمله:«حزبتنا الأمور»و مثلها فی التهذیب.
3- (3) فی التکمله:و هی رمداء فی لونها غبراء.

الجَوْهرِیُّ ،و هو مَجازٌ،هکذا حکاهُ اللِّحْیانِیُّ ،و رَوی غیرُهُ :

رجلٌ مَضْفُوفٌ عَلَیه.

ضوف

المَضُوفَهُ أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ هُنا،و أَورده فی «ضیف»و فی العُبابِ :هو الهَمُّ و الحاجَه و یُقال:لی إِلیکَ مَضُوفَهٌ :أی حاجَهٌ .

وَ قال الأَصْمَعِیُّ : المَضُوفَهُ :الأَمْرُ یُشْفَقُ منه،و أَنْشَدَ لأَبِی جُنْدَبٍ الهُذَلِیِّ :

وَ کُنْتُ إذا جارِی دَعَا لِمَضُوفَهٍ

أُشَمِّرُ حَتّی یَنْصُفَ السّاقَ مِئْزَری (1)

کما فی الصِّحاح.قلتُ :فإِذَنْ أَصلُ المَضُوفَهِ یائَیَّهٌ ،و فیه لُغَتانِ أُخْرَیانِ یَأْتِی ذِکْرُهُما قریباً،و نَصَّ الخَلِیلُ و سِیبَوَیْهِ علی أَنّ قیاسَها المُضِیفَه،فهی شاذّهٌ قِیاساً و اسْتِعمالاً،کما بَسَطُوه فی شُرُوح التّسْهِیل و الشّافِیهِ و غیرهما،قال شیخُنا:

وَ قد وَهِمَ المُصَنِّفُ فی إِیرادِها هُنا،و تَرْکِها فی الیاءِ،فهما وَهْمانِ طالَما اعْتَرَضَ بما هو أَدْنَی منهما علی مَنْ هو أَعْلَمُ منه بما یُورِدُه،عفا اللّه عنه.

قلتُ :و کأَنّه قَلَّدَ الصّاغانِیَّ حیثُ أَوْرَدَه فی العُبابِ هکذا،و لم یُورِدْه فی التَّکْمِلَه،و لم یستدرک به،کأَنَّه بَدَا له ما صَوَّبَهُ سِیبَوَیْه و الخَلِیلُ ،فتَأَمّلْ ذلک،و قولُ شیخنا:

«و تَرَکَها فی الیاءِ»وَهْمٌ ؛فإِنَّه قد ذَکَرَه فی«ضیف»علی ما سیأْتِی،فَتَأَمَّل.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

ضافَ عن الشَّیْ ءِ ضَوْفاً :عَدَل،کصافَ صَوْفاً،عن کُراعٍ ،کذا فی اللِّسانِ ،و قد أَهمَلَه الجَماعَهُ .

ضیف

الضَّیْفُ یکونُ للواحِدِ و الجَمِیعِ کعَدْلٍ وَ خَصْمٍ ،قال اللّه تعالی : إِنَّ هؤُلاءِ ضَیْفِی فَلا تَفْضَحُونِ (2)هکذا ذَکَرُوه علی أنَّ ضَیْفاً قد یَجُوزُ أن یکونَ ههُنا جمعَ ضائِفٍ الذی هو النّازِلُ ،فیکون من باب زَوْرٍو صَوْمٍ ،فافْهَمْ و قد یُجْمَعُ علی أَضْیافٍ ،و ضُیُوفٍ ، وَ ضِیفانٍ قال رُؤْبَهُ :

فإن تُضِیءْ نارَکَ للعَوافی

لا یَغْشَها جارِی و لا أَضْیافی

هَذا التَّغانِی عنکَ و التَّکافی

وَ قال آخر:

جَفْؤُکَ (3)ذا قِدْرِک للضِّیفانِ

جَفْأً علی الرُّغْفانِ فی الجِفانِ

و هی ضَیْفٌ ،و ضَیْفَهٌ قال البَعِیثُ :

لَقی (4)حَمَلَتْه أمُّه و هی ضَیْفَهٌ

فجاءَت بیَتْنٍ للضِّیافَهِ أَرْشَمَا

هکذا أَنْشَده الجَوْهَرِیُّ ،و حَرَّفَه أَبو عُبَیْدَهَ ،فعَزاه إلی جَریرٍ،و الرّوایهُ :

فجاءَتْ بنَزٍّ للنَّزالهِ أَرْشَمَا

وَ یُرْوَی:«مِنْ نُزالَهِ أَرْشَما»:أی من ماءِ عبدٍ (5)به رُشُومٌ وَ خُطُوطٌ ،و معنی البَیْتِ :أی ضافَتْ قَوْماً،فحَبِلَتْ فی غیر دارِ أَهْلِها.

و قال أَبو الهَیْثَمِ :أَراد بالضَّیْفَهِ هنا أَنَّها حَمَلَتْه و هی حائِضٌ ،یقال: ضَافَتْ تَضِیفُ : إذا حاضَتْ لأَنّها مالَتْ من الطُّهْرِ إلی الحَیْضِ و هی ضَیْفَهٌ :حائِضٌ .

و ضِفْتُه بالکسرِ أَضِیفُه ضَیْفاً و ضِیافَهً ،بالکسرِ: أی نَزَلْتُ علیهِ ضَیْفاً ، وَ مِلْتُ إِلیه،و قیل:نَزَلْتُ به و صِرْتُ له ضَیْفاً ، وَ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ للقُطامِیِّ :

تَحَیَّزُ عنِّی خَشْیَهً أَنْ أَضِیفَها

کما انْحازَتْ الأَفْعَی مَخافَهَ ضارِبه (6)

وَ

17- فی حَدِیثِ عائِشَهَ رضی الله عنها: -:« ضافَها ضَیْفٌ فأَمَرتْ له بمِلْحَفَه صَفْراءَ». کتَضَیَّفْتُه و منه

17- حدیثُ النَّهْدِیّ :

« تَضَیَّفْتُ أَبا هُرَیْرَهَ سَبْعاً». و قال الفَرَزْدَقُ :

ص:340


1- (1) دیوان الهذلیین 92/3 و فسره:مضوفه أی أمر ضافه،أی نزل به و شق علیه.و المضاف:الملجأ.و بهامشه عن السکری بروایه: وَ کنت إذا جار دعا لمضوفه وَ فسر المضوفه فقَالَ :أی همّ ضافه أو أمر شدید،و یقول الباهلی:بمضوفه أی بأمر یشفق منه،قال الجعْدی: وَ کان النکیر أن تضیف و تجأَرا.
2- (2) سوره الحجر الآیه 68. [1]
3- (3) عن اللسان« [2]جفأ»و بالأصل«جفواک»و بعدهما فی اللسان: [3] خیر من العکیس بالألبانِ .
4- (4) عن اللسان و [4]بالأصل«لقد حملته».
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«من ما عد».
6- (6) و یروی:تحیّز منّی.

وَجَدْتَ الثَّرَی فِینَا إذا الْتُمِسَ الثَّرَی

وَ مَنْ هُوَ یَرْجُو فَضْلَهُ المُتَضَیِّفُ

هکذا أَنْشَدَه الجَوْهرِیُّ و یروی:

وَ مِنّا خَطِیبٌ لا یُعابُ و قائِلٌ

وَ مَنْ هُو..

الخ (1).

وَ فی اللِّسان تَضَیَّفْتُه :سَأَلْتُهُ أَنْ یُضِفَنِی ،و أَتَیْتُه ضَیْفاً ، قال الأَعْشَی:

تَضَیَّفْتُهُ یوماً فأَکْرَمَ مَقْعَدِی

وَ أَصْفَدَنِی علی الزَّمانَهِ قائِدَا

و الضَّیْفُ :فَرَسٌ کان لبَنِی تَغْلِبَ من نَسْلِ الحَرُونِ قال مُقاتِلُ بنُ حُنِیٍّ (2):

مُقابَلٌ « للضَّیْفِ »و«الحَرونِ »

مَحْضٌ و لیسَ المَحْضُ کالهَجِینِ

و الضَّیْفُ : عَلَمٌ منْ أَعلامِ الأَناسِیّ .

و قال أَبُو زَیدٍ: الضَّیفُ بالکَسْرِ:الجَنْبُ .

و أَبو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِکِ بنِ ضَیْفُونٍ ، کسَحَنُونٍ الرُّصافیّ ،من رُصافَهِ قُرْطَبَهَ رَوَی عَنْ أَبِی سعِیدِ ابنِ الأَعْرابِیّ و غیْرِه،و ضَیْفُون :فی أَعلامِ المَغارِبهِ کثیرٌ.

و المَضِیفَه بفَتحِ المِیمِ و یُضَمُّ :الهَمُّ و الحُزْنُ هنا ذَکَرَه الجوهرِیُّ علی الصَّوابِ ،و نَقَلَ عن الأَصْمَعِی قال:و منه المَضُوفَهُ :و هوَ الأَمرُ یُشْفَقُ منه،و أَنْشَدَ لأَبِی جُنْدَبٍ الهُذَلِیِّ :

وَ کُنْتُ إذا جارِی دَعَا لمَضُوفَهٍ

أُشَمِّرُ حتّی یَنْصُفَ السّاقَ مِئْزَرِی (3)

ثم قالَ :قال أَبو سَعِیدٍ:هذا البَیْت یُرْوَی علی ثَلاثَهِ أَوجهٍ ،علی: المَضُوفَهُ و المَضِیفَه و المُضافَه .

قُلتُ :و الأَخِیرُ عَلَی أَنَّه مَصْدَرٌ بمَعْنَی الإِضافَهِ ،کالکَرَمِ بمعنَی الإِکْرامِ ،ثم تَصِفُ بالمَصْدرِ،فتَأَمَّلْ ذلک. و الضَّیْفَنُ :الَّذِی یَجِیءُ (4)مع الضَّیْفِ ، کما فی الصِّحاحِ ، وَ زادَ غیرُه مُتَطَفَلاً أی من غیر دَعْوَهٍ ،قال الجَوْهَرِیّ :و النُّون زائدهٌ ،و هو فَعْلَن،و لیسَ بفَعْیَلٍ ،قال الشاعِرُ:

إذا جاءَ ضَیْفٌ جاءَ للضَّیْفِ ضَیْفَنٌ

فأَوْدَی بِما تُقْرَی الضُّیُوفُ الضّیافِنُ

وَ جَعَلَه سِیبَوَیْه من«ضفن»و سیأتی ذِکْرُه.

و ضافَ إلیه: مالَ دَنَا،و کذا ضافَ السَّهْمُ عن الهَدَفِ :

إذا عَدَل عنه،مثل صافَ .

وَ ضافَت الشّمْسُ تَضِیفُ :دَنَت للغُرُوبِ ،و قَرُبَتْ ، کَتَضَیَّفَ ،و ضَیَّفَ .

وَ فی الصِّحاح: تَضَیَّفَتِ الشَّمْسُ :مالَتْ للغُرُوبِ ، وَ کذلک ضافَتْ و ضَیَّفَتْ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «نَهَی عن الصّلاهِ إذا تَضَیَّفَت الشَّمْسُ للغُرُوبِ ».

و أَضَفْتُه إِلیه: أَمَلْتُه قال امرُؤُ القَیْسِ :

فَلَمّا دَخَلْناهُ أَضَفْنا ظُهُورَنَا

إلی کُلِّ حارِیٍّ جَدِیدٍ مُشَطَّبِ

وَ یُقالُ : أَضافَ إِلیهِ أَمْرًا:أی أَسْنَدَه و اسْتَکْفاهُ ،و فلانٌ أُضِیفَتْ إِلیهِ الأُمورُ،و هو مجاز،و کُلُّ ما أُمِیلَ إِلَی شَیْ ءٍ وَ أُسْنِدَ إلیهِ فَقَدْ أُضِیفَ ،و

16- فی الحَدِیثِ : « مُضِیفٌ ظَهْرَهُ إلی القُبَّهِ ».

وَ النَّحْوِیُّون یُسَمُّونَ الباءَ حرفَ الإضافَهِ ،و ذلک أَنَّک إذا قُلْتَ :مَررتُ بزَیْدٍ،فقد أَضَفْتَ مُرُورَک إلی زَیْدٍ بالباءِ.

وَ فی الصِّحاح: إِضافَهُ الاسْمِ إلی الاسْمِ کقولِکَ :غُلامُ زَیْدٍ فالغُلامُ : مُضافٌ ،و زیدٌ، مُضافٌ إلیه،و الغَرَض بالإِضافَهِ التَّخْصِیصُ و التَّعْرِیفُ ،و لهذا لا یجوزُ أَن یُضافَ الشیءُ إلی نَفْسِه؛لأَنّه لا یُعَرِّفُ نَفْسَه،فلو عَرَّفَها لما احْتِیجَ إلی الإضافَهِ .

وَ فی العُبابِ : إِضافَهُ الاسْمِ إلی الاسْمِ علی ضَرْبَیْن:

مَعْنَوِیَّهٌ و لَفْظِیَّهٌ .

فالمَعْنَوِیَّهُ :ما أَفادَتْ تَعْرِیفاً،کقولِکَ دارُ عَمْروٍ،أَو تَخْصِیصاً،کَقَوْلِک:غُلامُ رَجُلٍ ،و لا تَخْلُو (5)فی الأَمْرِ

ص:341


1- (1) الروایتان فی اللسان،و [1]الروایه الأولی هی روایه الدیوان و فیه إذا یبس الثری.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«جنی».
3- (3) تقدم فی ماده ضوف.
4- ((*)) بالقاموس:«من یَجِیءُ»بدل:«الذی یَجِیءُ».
5- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«یخلو».

العامِّ من أَنْ تکونَ بمَعْنی الّلام،کَقْولِکَ :مالُ زَیْدٍ،أَو بمَعْنی مِنْ ،کقولِکَ :خاتَمُ فِضَّهٍ .

وَ اللَّفْظِیَّهُ :أَن تُضافَ الصِّفَهُ إلی مَفْعُولِها فی قولک:هو ضارِبُ زَیْدٍ،و راکِبُ فَرَسٍ ،بمعنی ضارِبٌ زَیْداً و راکبٌ فَرَساً،أو إلی فاعِلها،کقولک:زَیْدٌ حَسَنُ الوَجْهِ ،بمعنی حَسُنَ وَجْهُه،و لا تُفِیدُ إِلا تَخْفِیفاً فی اللَّفْظِ ،و المَعْنَی کما (1)هو قَبْلَ الإِضافَهِ ،و لاسْتِواءِ الحالَیْنِ وُصِفَت النَّکِرهُ بهذه الصِّفَهِ مُضافهً ،کما وُصِفَتْ بها مَفْصُولهً فی قولک:

مَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسَنِ الوَجْهِ ،و بِرَجُلٍ ضارِبِ أَخِیه،ثُمّ ذَکَر ما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو قولُه:و الغَرَضُ بالإضافَهِ ...إلی آخرِ العِبارهِ .

و أَضَفْتُه من الضِّیافَهِ أَیضاً:مثلٌ ضَیَّفْتُه کلاهما بمعنًی واحدٍ،قاله أَبو الهَیْثَمِ ،و فی التنزیل: فَأَبَوْا أَنْ یُضَیِّفُوهُما (2)و أَنشَدَ ثعلبٌ لأَسْماءَ بنِ خارِجَهَ الفَزَارِیِّ یَصفُ الذِّئبَ :

وَ رأَیْتُ حَقًّا أَنْ أُضَیِّفَهُ

إِذْ رامَ سِلْمِی و اتَّقَی حَرْبِی

اسْتَعارَ له التَّضْیِیفَ ،و إِنما یُریدُ أَنّه أَمَّنَه و سالَمَه.

وَ قال شَمِرٌ:سمِعْتُ رجاءَ بنَ سَلَمَهَ الکُوفیَّ یَقُول:

ضَیَّفْتُه :إذا أَطْعَمْتَه،قال:و التَّضْیِیفُ (3):الإِطْعامُ ،قال أبو الهَیْثَمِ :و قولُه عز و جل: فَأَبَوْا أَنْ یُضَیِّفُوهُما قال:

سأَلُوهم الإِضافَهَ فلم یَفْعَلُوا،و لو قُرِئَتْ :«أَنْ یُضِیفُوهُما » کان صَواباً.

و أَضَفْتُه إِلیه:أَلْجَأْتُه و منه المُضافُ فی الحَرْبِ ،کما سَیَأْتی.

و أَضَفْتُ منه:أَشْفَقْتُ و حَذِرْتُ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،زادَ الزَّمَخْشَرِیُّ حَذَرَ المُحاط (4)به،و هو مجازٌ،و أَنشد للنابِغَهِ الجَعْدِیّ :

أَقامَتْ ثَلاثاً بینَ یَوْمٍ و لَیْلَهٍ

وَ کانَ النَّکِیرُ أَن تُضِیفَ و تَجْأَرَا

و إِنَّما غَلَّبَ التَّأْنِیثَ لأَنّه لم یَذْکُر الأَیّامَ ،یُقال:أَقَمْتُ عنده ثَلاثاً بینَ یَوْمٍ و لیلهٍ ،غَلَّبُوا التّأْنِیثَ .

و أَضَفْتُ : عَدَوْتُ ،و أَسْرَعْتُ ،و فَرَرْتُ عن ابنِ عَبّادٍ، وَ هو المُضِیفُ للفارِّ.

و أَضَفْتُ علی الشّیءِ: أَشْرَفْتُ قاله العُزَیْزِیُّ .

و من المَجازِ:هو یَأْخُذُ بیَدِ المُضافِ و هو فی الحَرْبِ :

مَنْ أُحِیطَ بِهِ نقله الجَوْهَرِیُّ ،و هو مِنْ أَضَفْتُهُ إِلیه:إذا أَلْجَأْتَه،و أَنشد لطَرَفَهَ :

وَ کَرِّی إذا نادَی المُضافُ مُحَنَّباً

کسِیدِ الغَضَی-نَبَّهْتَه-المُتَوَرِّدِ

وَ قال غیرُه: المُضافُ :هو الواقِعُ بینَ الخَیْلِ و الأَبْطالِ ، وَ لیسَ بِهِ قُوَّهٌ .

و من المَجازِ:ما هو إِلا مُضافٌ ،و هو: المُلْزَقُ بالقَوْمِ وَ لیس مِنهُمْ .

و کذلک: الدَّعِیُّ بغیرِ نَسَبٍ .

وَ کذلک المُسْنَدُ إلی مَنْ لَیْسَ مِنْهُم.

و المُضافُ أَیضاً: المُلْجَأُ المُحْرَجُ المُثَقَلُ بالشّرِّ،قال البُرَیْقُ الهُذَلِیُّ :

وَ یَحْمِی المُضافَ إذا ما دَعَا

إذا ما دَعَا اللِّمَّهَ الغَیْلَمُ (5)

و المسْتَضِیفُ :المُستغِیثُ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

وَ قالَ ابنُ الأَعرابِیِّ : اسْتَضافَ من فُلانٍ إلی فُلانٍ :إذا لَجَأَ إِلیه،و أَنْشَد:

وَ مارَسَنِی الشَّیْبُ عن لِمَّتِیِ

فأَصْبَحْتُ عن حَقِّهِ مُسْتَضِیفَا

ص:342


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«عما».
2- (2) سوره الکهف الآیه 77. [1]
3- (3) الأصل و اللسان و [2]جاءت فی التهذیب:التَّضیف.
4- (4) عن الأساس و بالأصل«المحاط ».
5- (5) دیوان الهذلیین 57/3 بروایه: یشذب بالسیف أقرانه وَ لا شاهد فی الروایه.و یروی: یفرق بالسیف أقرانه کما فرق اللمه الغیلم وَ یروی: یفرق بالمیل أوصاله کما فرق اللمه الغیلم وَ المثبت إحدی روایتی اللسان.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

ضَیَّفَهُ :أَنْزَلَه مَنْزِلَهَ الْأَضْیافِ .

وَ المُضَیِّفُ ،کمُحَدِّثٍ :صاحبُ المَنْزِلِ ،و النَّزِیلُ : مُضَیَّفٌ ، کمُعَظَّمٍ .

وَ الضّائِفُ :النازِلُ ،و الجَمْعُ ضَیْفٌ .

وَ المَضْیَفَهُ ،مَفْعَلَهٌ :موضعُ الضِّیافَهِ ،و صاحِبُها المَضایِفیُّ ،حِجازِیَّه.

وَ اسْتَضافَه :طَلَب إِلیه الضِّیافَهَ ،قال أَبو خِراشٍ :

یَطِیرُ إذا الشَّعْراءُ ضافَتْ بحَلْبِهِ (1)

وَ أَضافَ إِلیه:مالَ و دَنَا،قال ساعِدَهُ بنُ جُؤیَّهَ یَصِفُ سَحاباً:

حَتَّی أَضافَ إلی وادٍ ضَفادِعُه

غَرْقَی رُدَافَی تَرَاها تَشْتَکِی النَّشَجَا (2)

وَ ضافَنِی الَهَمُّ :نَزَلَ بِی،قال الرّاعِی:

أَخُلَیْدُ إنَّ أَباک ضافَ وسادَهُ

هَمّانِ باتَا جَنْبَهً و دَخِیلاَ (3)

:أی باتَ أَحَدُ الهَمَّیْنِ جَنْبَه،و باتَ الآخَرُ داخِلُ جَوْفِه.

وَ المَضِیفُ :المَضِیقُ ،لغهٌ فی الصّادِ،و قد تَقَدَّم.

وَ المَضُوفُ :المُحاطُ به الکَرْبُ ،و منه قَوْلُ الهُذَلِیِّ (4):

أَنْتَ تُجِیبُ دَعْوَهَ المَضُوفِ

بُنِیَ عَلَی لُغَهِ مَنْ قالَ فی بِیعَ :بُوعَ .

وَ یُقال:هؤُلاءِ ضِیافی ،بالکسرِ:جَمْعُ ضَیْفٍ ،و منه قَوْلُ جَوّاس:

ثُمّ قَدْ یَحْمَدُنِی الضَّیْ

فُ إذا ذَمَّ الضِّیافا

قال ابنُ بَرِّی:و المُسْتَضافُ أَیضاً بمعنی المُضافِ ،قال جَوّاسُ بنُ حَیّان الأَزْدِیّ :

وَ لَقَدْ أُقْدِمُ فی الرَّوْ ع

ِ و أَحْمی المُستَضافَا

وَ المُضافَهُ :الشِّدَّهُ .

وَ ضَافَ الرَّجُلُ ،و أَضافَ :خافَ .

وَ أَضافَ مِنْه،و ضَافَ :إذا أَشْفَقَ منه،و

1- فی حَدِیثِ علیٍّ -رضِیَ اللّه عنه: -:«أَنّ ابنَ الکَوّاءِ و قَیْسَ بنَ عَبّادٍ جاءاه فقالاَ له:«أَتَیْناکَ مُضافَیْنِ مُثْقَلَیْنِ ». أی:خائِفَیْنِ .

وَ مَضائِفُ الوادِی:أَحْناؤُه.

وَ الضِّیفُ :جانِبُ (5)الجَبَلِ و الوادِی،و فی التَّهْذِیب:

جانِبُ الوادِی.

وَ اسْتَعارَ بعضُ الأَغْفالِ الضِّیفَ للذَّکَرِ،فقَالَ :

حَتَّی إذا وَرَّکْتُ مِنْ أُیَیْرِی (6)

سَوادَ ضِیفَیْهِ إلی القُصَیْرِ

وَ تَضایَفَ الوَادِی:تَضایَقَ ،نقله الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَد:

یَتْبَعْنَ عَوْداً یَشْتَکِی الأَظَلاَّ

إِذا تَضایَفْنَ عَلَیه انْسَلاَّ

أی:إذا صِرْنَ قَرِیباً منه إلی جَنْبِه،قال:و القافُ فیه تَصْحِیفٌ .

وَ تَضایَفَهُ القَوْمُ :إذا صارُوا بِضِیفَیْهِ .

وَ تَضایَفَتِ السَّبُعانِ :تَکَنَّفاهُ .

وَ تَضایَفَتِ الکِلابُ الصَّیْدَ،و تَضایَفَتْ عَلَیهِ .

وَ ضافَه الهَمُّ ،و کلُّ ذلکَ مجازٌ.

وَ ناقَهٌ تُضِیفُ إلی صَوْتِ الفَحْلِ :أی إذا سَمِعَتْه أَرادَتْ أَنْ تَأْتِیَه،قال البُرَیْقُ الهُذَلِیُّ :

مِن المُدَّعِینَ إذا نُوکِرُوا

تُضِیفُ (7)إلی صَوْتِه الغَیْلَمُ

ص:343


1- (1) دیوان الهذلیین 146/2 فی شعره بروایه: یطیح إذا الشعراء صاتت بجنبه کما طاح قدح المستفیض الموشّمِ لا شاهد فیه،و الشعراء:ذباب یلسع.و یروی:إذا الشعراء طافت.
2- (2) دیوان الهذلیین 210/2.
3- (3) دیوانه ص 215 و انظر تخریجه فیه.
4- (4) هو أبو عماره بن أبی طرفه کما فی شرح أشعار الهذلیین 877/2.
5- (5) اللسان: [1]جانبا.
6- (6) عن اللسان [2]ط دار المعارف و بالأصل«أتیر».
7- (7) دیوان الهذلیین 56/3 بروایه:«من الأبلخین»و یروی:تنیف مکان تضیف.

و تُسْتَعْمَلُ الإِضافهُ فی کَلامِ بعضهِم فی کُلِّ شیءٍ یَثْبُتُ بثُبُوتِه آخرُ،کالأَبِ و الابْنِ و الأَخِ و الصَّدِیقِ ،فإِنَّ کُلَّ ذلک یَقْتَضِی وُجُودُهُ وُجُودَ آخر،فیُقالُ لهذه الأَسْماءِ:الأَسماءُ المُتضایِفهُ ،نقله الرّاغِبُ (1).

فصل الطاء المهمله مع الفاء

طحرف

الطِّحْرِفُ ،و الطِّحْرِفَهُ ،بکَسْرهِما أَهْمَلَه الجَوهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هُما حَسًا (2)رقِیقٌ دُونَ العَصِیدَهِ .

و الرَّقِیقُ من الزُّبْدِ أَیضاً.

و الرَّقِیقُ من السَّحابِ أَیضاً،ثمَّ إنَّ الذی فی سائِرِ نُسَخِ الکِتابِ إهمالُ الحاءِ،و فی العُبابِ و التَّکْمِلَه هُما بالخاءِ المعجمه،و مثله نَصُّ المُحِیط ،فلیکُنْ صَواباً.

طحف

الطَّحَافُ ،کسَحابٍ أَهْمَلَه الجَماعَهُ ،و هو:

السَّحابُ المُرْتَفِعُ الرَّقِیقُ لُغَهٌ فی الخاءِ المُعْجَمه عن ابنِ عُدَیْسٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الطَّحْفُ :حَبٌّ یَکُونُ بالیَمَنِ یُطْبَخُ ،قاله اللَّیْثُ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :هو الطَّهْفُ بالهاءِ،و لعلَّ الحاء تُبْدَلُ من الهاءِ.

طخف

الطَّخْفُ :الغمُّ و یُحَرَّکُ ،یقال:وَجدَ عَلَی قَلْبِه طَخْفاً و طَخَفاً :أی غَمًّا،و اقْتَصَر ابنُ دُرَیْدٍ (3)علی الفتح.

أَو الطَّخْفُ : شَیْ ءٌ من الهَمِّ یُغَشِّی القَلْبَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و الطَّخْفُ : اللَّبَنُ الحامِضُ و منه قَوْلُ الطِّرِمّاحِ :

لم (4)تُعالِجْ دَمْحَقًا بائِتاً

شُجَّ بالطَّخْفِ لِلَدْمِ الدَّعاع

و الطَّخْفُ : السَّحابُ المُرْتَفِعُ الرَّقِیقُ کالطَّخافِ کسحابٍ ،و کذلک الطَّحافُ و الطَّهافُ .

و الطِّخافُ کَکِتَاْبٍ ،و سَحابٍ :السَّحابُ الرَّقِیقُ المُرتفِعُ الذی تُرَی السَّماء من خِلالِه و بِهما رُوِیَ قولُ صَخْرِ الغَیِّ :

أَعَیْنَیَّ لا یَبْقَی علی الدَّهْرِ قادِرٌ

بتَیْهُورَه تحتَ الطِّخافِ العَصائِبِ (5)

أَو المَکْسُورهُ فی الروایَهِ : جَمْعُ طَخْفَه و فی اللِّسان أَنَّه جَمْعُ طَخْفٍ .

و الطَّخِیفَهُ :الخَزِیرَهُ رواه أَبو تُرابٍ عن بَعْضِ الأَعرابِ ، وَ کذلک اللَّخِیفَهُ ،و الوَخِیفَهُ .

و أَطْخَفَ الرَّجُلُ : اتَّخَذَها هکذا فی سائرِ النُّسَخ علی وَزْنِ أَکْرَمَ ،و الصَّوابُ : اطَّخَفَ بتَشْدِید الطاءِ،ففی المُحِیطِ : اطَّخَفْتُ طَخِیفَهً :أی اتَّخَذْتُها.

و أَتانٌ طَخْفاءُ :سوْداءُ الأَنْفِ عن ابنِ عَبّادِ.

و طَخْفَهُ ،بالکسرِ و الفَتْحِ و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغانیُّ علی الکَسْرِ: جَبَلٌ أَحْمَرُ طَوِیلٌ حِذاءَهُ آبارٌ (6)و مَنْهَلٌ و منه قولُ الحارِثِ بنِ وَعْلَهَ الجَرْمِیِّ :

خُدَارِیَّهٌ صَقْعَاءُ أَلْصَقَ رِیشَها

بِطِخْفَهَ یومٌ ذو أهاضِیبَ ماطِرُ

وَ قال جَرِیرٌ:

بطُخْفَهَ جالَدْنَا المُلُوکَ و خَیْلُنا

عَشِیَّهَ بِسْطامٍ جَرَیْنَ علی نَخْبِ

قال الجَوْهَرِیُّ : و منه،یَوْمُ طَخْفَهَ لبَنِی یَرْبُوعٍ علی قابُوسَ (7)بنِ المُنْذِرِ بنِ ماءِ السّماءِ قال الصاغانِیُّ ،و لذلکِ قال جَرِیرٌ:

ص:344


1- (1) زاد الراغب فی المفردات:و [1]تستعمل الإضافه فی کلام النحویین فی اسم مجرورٍ یضم إلیه اسمٌ قبله.
2- (2) فی التکمله«طخرف»:حساءٌ.
3- (3) الجمهره 231/2.
4- (4) فی التهذیب:«ما لم تعالج»و فی التکمله:«للذم»بالذال المعجمه.
5- (5) دیوان الهذلیین 52/2 بروایه:فعینیّ ...«فادر»یرید فیا عینیّ .و فی شرحه قال:الطِّخاف و الطَّخاف و الطُّخاف واحد،و هو الرقیق من السحاب.و لم نجد«الطُّخافِ »بضم الطاء و لم یتکلم علیها أحد.
6- (6) فی معجم البلدان:بثارٌ و منهلٌ .
7- (7) ضبطت فی القاموس بالکسر خطأ،علم ممنوع من الصرف للعلمیه وَ للعجمه قاموس:«قبس».

و قَدْ جَعَلتْ یوماً بِطِخْفَهَ خَیْلُنا

لآلِ أَبِی قابُوسَ یوماً مُذَکَّرَا (1)

و ابنُ طَخْفَهَ :صحابیٌّ ،و یُذْکَر فی طهف »قریباً إن شاءَ اللّه تعالی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الطَّخْفُ ،بالفتح:موضعٌ کما فی الفَتْحِ .

طرخف

الطِّرْخِفُ ،و الطِّرْخِفَهُ ،بکسرهما أَهْمَله الجوهریُّ ،و قال ابنُ الأَعرابیّ و أبو حاتِمٍ :هُما ما رَقَّ من الزُّبْدِ و سالَ و هو الرَّخْفُ أَیضاً، أَو هُو شَرُّ الزُّبْدِ زادَه أَبو حاتِمٍ ،قال:و الرَّخْفُ کأَنَّه سَلْحُ طائِرٍ.قلتُ :و کأَنَّه الذی سَبَق للمصَنِّفِ من الطَّخْرِفِ و الطِّخْرِفَهِ ،فإنَّهما مَقْلُوبانِ من الطِّرْخِفِ ،فتَأَمَّلْ .

طرف

الطَّرْفُ :العَیْنُ ،لا یُجْمَعُ ؛لأَنّه فی الأَصلِ مَصْدَرٌ فیکونُ واحِداً،و یکونُ جماعهً ،قال اللّه تعالی: لا یَرْتَدُّ إِلَیْهِمْ طَرْفُهُمْ (2)کما فی الصِّحاح.

أَو هو: اسمٌ جامِعٌ للبَصَرِ قاله ابنُ عبَّادٍ،و زاد الزَّمَخْشَرِیُّ : لا یُثَنَّی و لا یُجْمَعُ لأَنَّه مصدَرٌ،و لو جُمِعَ لم یُسْمَعْ فی جَمْعِهِ أَطْراف ،و قالَ شیخُنا-عندَ قولِه:لا یُجْمَع-:قلتُ :ظاهِرُه،بَلْ صَرِیحُه-لأَنَّهُ لا یَجُوزُ جَمْعُه، وَ لَیْسَ کذلک،بل مُرادُهُم أَنَّه لا یُجْمَعُ وُجوباً،کما فی حاشیهِ البَغْدادِیِّ علی شرح بانَتْ سُعاد»و بعد خُرُوجِه عن المَصْدَرِیَّهِ ،و صَیْرُورَتِه اسماً من الأَسماءِ،لا یُعَْتَبَرُ حُکْمُ المَصْدَرِیَّه،و لا سِیَّما و لم یَقْصِدْ به الوَصْفَ ،بل جَعَله اسْماً،کما هو ظاهِرٌ و قیل: أَطْرافٌ و یَرُدُّ ذلک قولُه تَعالی:

فِیهِنَّ قاصِراتُ اَلطَّرْفِ (3)و لم یَقُل:« الأَطْرَاف »وَ

17- روَی القُتَیْبیُّ فی حدیثِ أُمِّ سَلَمَهَ قالت لِعائِشَهَ رضی اللّه عنهُما:

«حُمادَیَاتُ النِّساءِ غَضُّ الأَطْرافِ ». قال:هو جمع طَرْفِ العَیْن،أَرادَتْ غَضَّ البَصَرِ،و قد رُدَّ ذلک أَیضاً،قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و لا أَکادُ أَشُکُّ فی أَنّه تَصْحِیفٌ ،و الصَّوابُ :

غَضُّ الإِطْراقِ أی:یَغْضُضْنَ من أَبصارِهِنَّ مُطْرِقاتٍ رامیاتٍ بِأَبْصارِهِنَّ إلی الأَرْضِ (4).و قال الرّاغِبُ : الطَّرْفُ :تَحْرِیک الجَفْنِ ،و عُبِّرَ به عن النَّظَر؛إِذْ 2کانَ تحریکُ الجَفْنِ یُلازمُه النَّظَرُ،و فی العُبابِ :قولُه تعالی: قَبْلَ أَنْ یَرْتَدَّ إِلَیْکَ طَرْفُکَ (5)قال الفَرّاءُ:معناهُ قبلَ أَنْ یَأْتِیَکَ الشیءُ من مَدِّ بَصَرِکَ ،و قیلَ :

بمِقْدارِ ما تَفْتَحُ عینَکَ ثم تَطْرِفُ ،و قیل:بمِقْدارِ ما یَبْلُغُ البالِغُ إلی نِهایَهِ نَظَرِکَ .

و الطَّرْفُ أَیْضاً: کَوْکَبانِ یَقْدُمانِ الجَبْهَهَ ،سُمِّیا بذلک لأَنَّهُما عَیْنا الأَسدِ،یَنْزِلُهُما القَمَرُ نقله الجوهریُّ .

و الطَّرْفُ : اللَّطْمُ بالیَدِ علی طَرفِ العَیْن،ثم نُقِلَ إلی الضَّرْبِ عَلَی الرَّأْسِ .

و الطَّرْفُ : الرَّجُلُ الکَرِیمُ الآباءِ إلی الجَدِّ الأَکْبَرِ.

و الطَّرْفُ : مُنْتَهَی کُلِّ شیءٍ و مُقْتَضَی سِیاقِ ابنِ سیدَه أَنَّه الطَّرَفُ ،مُحَرَّکَهً ،فلیُنْظَرْ.

و بَنُو طَرْفٍ :قومٌ بالیَمَنِ لهم بَقِیَّهٌ الآن.

و الطِّرْفُ بالکَسْرِ: الخِرْقُ الکَرِیمُ الطَّرَفَیْنِ مِنّا یریدُ الآباءَ و الأُمّهاتِ ،و هو مجازٌ.و قولُه:مِنّا،أی من بَنِی آدَمَ ، وَ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علی الکَرِیمِ ،و لم یُقَیِّدْ بالطَّرَفَیْنِ ،و قالَ :

من الفِتْیانِ ،زادَ فی اللِّسانِ :و من الرِّجالِ ج: أَطْرافٌ وَ أَنشدَ ابنُ الأَعرابِیِّ لابنِ أَحْمَرَ:

عَلَیْهِنَّ أَطْرافٌ من القَوْمِ لم یَکُنْ

طَعامُهُمُ حَبًّا بزُغْمَهَ أَسْمَرَا

یَعْنِی العَدَسَ ،و زُغْمَهُ :اسمُ مَوْضِع.

و الطِّرْفُ أَیضاً:الکَرِیمُ الطَّرَفَیْنِ من غَیْرِنا و حِینَئذٍ ج:

طُرُوفٌ لا غیرُ.

و الطِّرْفُ أَیضاً: الکَرِیمُ من الخَیْلِ العَتِیقُ ،قال الرّاغِبُ :و هو الَّذِی یُطْرِفُ من حُسْنِه، فالطِّرْفُ فی الأَصْلِ هو المَطْرُوفُ ،أی:المَنْظُورُ،کالنِّقْضِ (6)بمعنی المَنْقُوضِ (7)،و بهذا النَّظَرِ قِیلَ له:هو قَیْدُ النَّواظِر،فیما یَحْسُنُ حَتَّی یَثْبُتَ عَلَیه النَّظَرُ،و هو مَجازٌ.

ص:345


1- (1) فی معجم البلدان [1]بروایه:یوماً مکدّرًا.
2- (2) سوره إبراهیم الآیه 43. [2]
3- (3) سوره الرحمن الآیه 56. [3]
4- (4) انظر الفائق 586/1. [4]
5- (5) عن المفردات و بالأصل«إذا».
6- (6) سوره النمل الآیه 40.
7- (7) بالأصل«کالنفض...المنفوض»و المثبت عن المفردات. [5]

أَو الطِّرْفُ :هو الکَرِیمُ الأَطْرافِ من الآباءِ و الأُمَّهاتِ وَ هذا قولُ اللَّیْثِ .

أَو هو نَعْتٌ للذُّکُورِ خاصَّهً قاله أبو زَیْدٍ ج: طُرُوفٌ وَ أَطْرافٌ قال کعبُ بن مالِکٍ الأَنْصارِیُّ :

فَخَبِّرهُم بأَنّا قَدْ جَنَبْنَا

عِتاقَ الخَیْلِ و البُخْتَ الطُّرُوفَا

أَو هو المُسْتَطْرِفُ الذی لیسَ من نِتاجِ صاحِبِهِ نَقَلَه اللَّیْثُ و هی بهاءٍ قال العَجّاجُ :

و طِرْفَهٍ شُدَّتْ دِخالاً مُدْمَجَا

جَرْداءَ مِسْحاجٍ تُبارِی مِسْحَجَا

وَ قالَ اللَّیْثُ :و قد یَصِفُونَ بالطَّرْفِ ،و الطِّرْفَهِ النَّجِیبَ وَ النَّجِیبَهَ ،علی غیرِ استعمالٍ فی الکلامِ ،و قالَ الکِسائِیُّ :

فَرَسٌ طِرْفَهٌ بالهاءِ للأُنْثَی:صارِمَهٌ (1)،و هی الشَّدِیدَهُ .

و الطِّرْفُ أَیضاً: ما کانَ فی أَکْمامِهِ من النَّباتِ قالَه ابنُ عَبّادٍ.

و الطِّرْفُ أَیضاً: الحَدِیثُ المُسْتفادُ من المالِ ،و یُضَمُّ ، کالطّارِفِ و الطَّرِیفِ و المُطْرِفِ الأَخیرُ کمُحْسِنٍ ،و هو خلافُ التّالِدِ و التَّلِیدِ.

وَ یَقُولُونَ :مالَه طارِفٌ و لا تالِدٌ،و لا طَرِیفٌ و لا تَلِیدٌ، فالطّارِفُ و الطَّرِیفُ :ما استَحْدَثْتَ من المالِ و اسْتَطْرَفْتَه ، وَ التّالِدُ و التَّلِیدُ:ما وَرِثْتَه من الآباءِ قَدِیماً.

و الطِّرْفُ أَیضاً: الرَّجُلُ لا یَثْبُتُ علی صُحْبَهِ أَحَدٍ؛ لمَلَلِه.

وَ فی الصِّحاحِ :رَجلٌ طِرْفٌ :لا یَثْبُتُ علی امرَأَهٍ و لا صاحبٍ ،غیر أَنَّه ضَبَطَه ککَتِفٍ ،و هو القِیاسُ ،و مثلُه فی العُبابِ .

و الطِّرْفُ أَیضاً: الجَمَلُ یَنْتَقِلُ مِنْ مَرْعیً إلی مَرْعیً لا یَثْبُت علی رِعْیٍ واحدٍ،و هذا أَیضاً الصَّوابُ فیه الطَّرِفُ ، ککَتِف.

و رَجُلٌ طِرْفٌ فی نَسَبِه بالکَسْرِ:أی حَدِیثُ الشَّرَفِ لا قَدِیمُه کأَنَّه مُخَفَّفٌ من طَرِفٍ ،کَکَتِفٍ . و الطِّرْفُ أَیضاً: الرَّغِیبُ العَیْنِ الذِی لا یَرَی شَیْئاً إِلا أَحَبَّ أَنْ یَکُونَ لَه.

و یُقالُ : امْرَأَهٌ طِرْفُ الحَدِیثِ بالکسرِ،أی: حَسَنَتُه یَسْتَطْرِفُه کلُّ مَنْ سَمِعَه.

و الطُّرْفُ بالضِّم:جَمْعُ طِرافٍ و طَرِیفٍ ککِتابٍ و أَمِیرٍ، وَ هما بمعنی المالِ المُسْتَحْدَثِ ،و ذَکَر طِرافاً هُنا و لم یذکُرْه مع نظائِرِه التی تَقَدَّمَتْ ،و هو قُصُورٌ لا یَخْفَی،و سَنُورِدُهُ فی المُسْتَدْرَکاتِ .

و الطَّرْفَهُ ،بالفتحِ :نَجْمٌ .

و فی الصِّحاح: الطَّرْفَهُ : نُقْطَهٌ حَمْراءُ من الدَّمِ تَحْدُثُ فی العیْنِ مِنْ ضَرْبَهٍ و غَیْرِها و قد ذَکَرَ لها الأَطِبّاءُ أَسْباباً وَ أَدْوِیَهً .

و سِمَهٌ لا أَطْرَافَ لها،إنّما هِیَ خَطٌّ .

و الطَّرْفاءُ :شَجَرٌ،و هی أَرْبَعَهُ أَصنافٍ ،منها:الأَثْلُ و قالَ أَبو حَنِیفَهَ : الطَّرْفاءُ من العِضاهِ ،و هُدْبُه مثلُ هُدْبِ الأَثْلِ ، وَ لیسَ له خَشَبٌ ،و إنّما یُخْرِجُ عِصِیًّا سَمْحَهً فی السَّماءِ، وَ قد تَتَحَمَّضُ به الإِبلُ إذا لم تَجِدْ حَمْضاً غَیْرَه،قال:و قالَ أَبو عَمْرٍو: الطَّرْفاءُ :من الحَمْضِ ، الواحِدَهُ طَرْفاءَهٌ ،و طَرَفَهٌ مُحَرَّکَهً قال سِیبَوَیْه: الطَّرْفاءُ واحِدٌ و جَمِیعٌ ،و الطَّرْفاءُ :اسمٌ للجَمْعِ ،و قِیلَ :واحِدَتُها طَرْفاءَهٌ ،و فی المُحْکَم: الطَّرَفَهُ :

شَجَرهٌ ،و هی الطَّرَفُ ،و الطَّرْفاءُ :جَماعَهُ الطَّرَفَهِ ،و قالَ ابنُ جِنِّی:من قالَ :« طَرْفاءُ »فالهَمْزهُ عندَه للتّأْنِیثِ ،و أَما الهَمْزَهُ علی قولِه فزائِدَهٌ لغیرِ التَّأْنِیثِ (2).

قال أَبو عمْرٍو: و بِها لُقِّبَ طَرَفَهُ بنُ العَبْدِ بنِ سُفْیانَ بنِ سَعْدِ بنِ مالِکِ بْنِ ضُبَیْعَهَ بنِ قَیْسِ بنِ ثَعْلَبَه الحِصْنِ و اسْمُه عَمْرٌو و هکذا صَرَّح به الجَوْهَرِیُّ أَیضاً أَو لُقِّبَ بقَوْلِه:

کما فی العُبابِ .

و فی الشُّعراءِ طَرَفَهُ الخُزَیْمِیُّ هکذا فی النُّسَخ،و فی

ص:346


1- (1) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:صلدمه.
2- (2) قال ابن جنی:و أقوی القولین فیها أن تکون همزه مرتجله غیر منقلبه لأنها إذا کانت منقلبه فی هذا المثال فإنها تنقلب عن ألف التأنیث لا غیر نحو صحراء...و قد یجوز أن تکون عن حرف عله لغیر العله فتکون فی الألف لا فی الإلحاق کألف علباء و حرباء.

العُبابِ الخُزَمِیّ من بَنِی خُزَیْمَهَ بنِ رَوَاحَهَ بنِ قُطَیْعَهَ بنِ عَبْسِ بنِ بَغِیضٍ (1).

و طَرَفَهُ العامِریُّ ،من بَنِی عامِرِ بنِ رَبِیعَهَ .

و طَرَفَهُ بنُ أَلائَهَ بنِ نَضْلَهَ الفَلَتانِ بنِ المُنْذِرِ بنِ سَلْمَی ابنِ جَنْدَلِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دارِمٍ الدَّارِمِیُّ .

و طَرَفَهُ بنُ عَرْفَجَهَ بنِ أَسْعَدَ بنِ کَرِب التَّیْمِیُّ (2)الصَّحابِیُّ رضِیَ اللّه عنه،و هو الَّذِی أُصِیبَ أنْفُه یومَ الکُلابِ ، فاتَّخَذَها (3)من وَرِقٍ ،فأَنْتَنَ فرُخِّصَ له فی الذَّهَبِ .

وَ قِیلَ :الّذِی أُصِیب أَنْفُه هو والِدُه عَرْفَجَهُ ،و فیه خِلافٌ ، تَفَرَّدَ عنه حَفِیدُه عبدُ الرَّحْمنِ بنُ طَرَفَه بنِ عَرْفَجَهَ .

و مَسْجِدُ طَرَفَهَ بقُرْطُبَهَ .م معروفٌ ،و إِلیه نُسِبَ مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ[بن] (4)مُطَرِّفٍ الطَّرَفیُّ الکِنانیُّ ،إِمامُ هذا المَسْجِدِ، أَخَذَ عن مَکِّیٍّ ،و اختَصَر تفسیرَ ابنِ جَرِیرٍ،قالَه الحافِظُ .

و تَمِیمُ بنُ طَرَفَهَ :مُحَدِّثٌ .

و امْرَأَهٌ مَطْرُوفَهٌ بالرِّجالِ : إذا طَمَحَتْ عَیْنُها إِلیهِمْ وَ تَصْرِفُ بَصَرَها (5)فلا خَیْرَ فیها،و هو مَجازٌ،قال الحُطَیْئَهُ :

وَ ما کُنْْتُ مثلَ الکاهلیّ و عِرْسِه

بَغَی الوُدَّ من مَطْرُوفَهِ العَیْنِ طامِحِ (6)

وَ قال طَرَفَهُ بنُ العَبْدِ:

إذا نَحْنُ قُلْنَا:أَسْمِعِیَنا،انْبَرَتْ لَنا

عَلَی رِسْلِها مَطْرُوفَهً لَم تَشَدَّدِ (7)

وَ قیلَ :امرأَهٌ مَطْرُوفَهٌ : تَطْرِفُ الرِّجالَ ،أی:لا تَثْبُتُ علی واحدٍ،وُضِع المفعولُ فیه موضِعَ الفاعِلِ ،و قال الأَزهریُّ :

هذا التَّفْسِیرُ مخالِفٌ لأَصْلِ الکَلِمهِ ،و المَطْرُوفَهُ من النِّساءِ:

التی قد طَرَفَها حُبُّ الرِّجالِ ،أی:أصابَ طَرْفَها ،فهی تَطْمَحُ و تُشْرِفُ لکلِّ من أَشْرَفَ لها،و لا تَغُضُّ طَرْفَها ،کأَنَّما أَصابَ طَرْفَها طُرْفَهٌ أو عُودٌ،و لذلک سُمِّیَتْ مطْرُوفَهً أَو المَعْنَی:کأَنَّ عَیْنَها طُرِفَتْ ،فهی ساکِنَهٌ ،و قالَ أَبو عَمْرٍو:یُقال:هی مَطْرُوفَهُ العَیْنِ بهم:إذا کانَتْ لا تَنْظُرُ إِلاّ إلَیْهِم و قالَ ابنُ الأعرابیِّ : مَطْرُوفَهٌ :مُنْکَسِرهُ العینِ ،کأَنَّها طُرِفَتْ عن کُلِّ شیْ ءٍ تَنْظُرُ إِلیهِ ،و أَنْشَد الأَصْمَعِیُّ :

وَ مَطْرُوفَهِ العَیْنَیْنِ خَفّاقَهِ (8)الحَشَی

مُنَعَّمَهٍ کالرِّیمِ طابَتْ فطُلَّتِ

و مَطْرُوفٌ :عَلَمٌ من أَعلامِ الأَناسِیِّ .

و یُقال: جاءَ بطارِفَهِ عَیْنٍ إِذا جاءَ بمالٍ کَثِیرٍ نَقَله الجَوْهرِیُّ ،و کذلک جاءَ بعائِرَهٍ ،و هو مجازٌ.

و قولُهُم:هو بمکانٍ لا تَراهُ الطّوارِفُ : أی العُیُونُ جمع طارِفَهٍ .

و الطَّوارِفُ من السِّباعِ :التی تَسْتَلِبُ الصَّیْدَ قال ذُو الرُّمَّهِ یصِفُ غَزالاً:

تَنْفی الطَّوارِفَ عَنْه دِعْصَتَا بَقَرٍ

أو یافعٌ من فِرِنْدادَیْنِ مَلْمومُ

و الطَّوارِفُ من الخِباءِ:ما رَفَعْت من جَوانِبِه و نَواحِیهِ للنَّظَرِ إلی خارِجٍ .

وَ قیلَ :هی حَلَقٌ مرکَّبَهٌ فی الرُّفُوفِ ،و فیها حِبالٌ تُشَدُّ بها إلی الأَوْتادِ.

و طَرَفَه عنه یَطْرِفُه : إذا صَرَفه و رَدَّه و منه قَوْلُ عُمَرَ بنِ أَبی رَبِیعَهَ :

إنّکَ و اللّه لذُو مَلَّهٍ

یَطْرِفُکَ الأَدْنَی عن الأَبْعَدِ

یقولُ :یَصْرِفُ بَصَرَکَ عنه،أی تَسْتَطْرِفُ الجدیدَ، وَ تَنْسَی القَدیمَ ،کذا فی الصِّحاح،قال ابنُ برِّیٍّ :و الصوابُ فی إنشادِه:

یَطْرِفُکَ الأَدْنَی عن الأَقْدَمِ (9)

قال:و بَعْدَه:

ص:347


1- (1) فی المؤتلف للآمدی ص 147 الجذمی أحد بنی جذیمه.
2- (2) عن أسد الغابه«ترجمه عرفجه بن أسعد»و بالأصل«التمیمی».
3- (3) فی أسد الغابه:« [1]فاتّخذ أنفاً من ورق».
4- (4) عن معجم البلدان«طرفه».
5- (5) فی اللسان:و [2]تصرف بصرها عن بعلها إلی سواه.
6- (6) فی اللسان:« [3]الهالکی»بدل«الکاهلی».
7- (7) من معلقته ص 31 بروایه:«مطروقه بالقاف.
8- (8) عن التهذیب و اللسان و [4]بالأصل«خفافه».
9- (9) کذا فی دیوانه و البیت من قصیده مطلعها: یا من لقلب دنف مغرم هام إلی هندٍ و لم یظلمِ .

قلتُ لَها:بَلْ أنْتِ مُعْتَلَّهٌ

فی الوَصْلِ یا هِنْدُ لکَیْ تَصْرِمِی

وَ

16- فی حَدِیثِ نَظَر الفَجْأَهِ : «و قال: اطْرِفْ بَصَرَکَ ». أی اصْرِفْه عمّا وَقَعَ عَلَیه،و امتَدَّ إِلیه،و یُرْوَی بالقاف.

و طَرَفَ بَصَرَهُ یَطْرِفُه طَرْفاً :إذا أَطْبَقَ أَحَدَ جَفْنَیْهِ علی الآخَرِ کما فی الصِّحاح.

أَو طَرَفَ بعَیْنِه:حَرَّکَ جَفْنَیْهَا و فی المُحْکَم: طَرَفَ یَطْرِفُ طَرْفاً :لَحَظَ ،و قِیلَ :حَرَّکَ شُفْرَه و نَظَرَ.

وَ الطَّرْفُ :تَحْریکُ الجُفُونِ فی النَّظَرِ،یقال:شَخَصَ بَصَرُه فما یَطْرِفُ . المَرَّهُ الواحِدَهُ منه طَرْفَهٌ یُقال:أَسْرَعُ من طَرْفَهِ عَیْنِ ،و ما یُفارِقُنِی طَرْفَهَ عَیْن.

و طَرَفَ عَیْنَه یَطْرِفُها طَرْفاً : أَصابَها بشَیْ ءٍ کثَوْبٍ أو غَیْرِه فَدَمَعَتْ .

و قد طُرِفَتْ ،کعُنِیَ أَصابَتْها طَرْفَهٌ ،و طَرَفَها الحُزْنُ وَ البکاءُ.

وَ قال الأَصْمَعِیُّ : طُرِفَتْ عینُه فهی مَطْرُوفَهٌ تُطْرَفُ طَرْفاً :

إذا حرَّکَتْ جُفُونَها بالنَّظَرِ و الاسْمُ الطُّرْفَهُ ،بالضمِّ .

و یُقال: ما بَقِیَتْ منهُمْ عَیْنٌ تَطْرِفُ :أی ماتُوا و قُتِلُوا کذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :أَو قُتِلُوا،کما فی العُبابِ ،و هو مجازٌ.

و الطُّرْفَهُ ،بالضمِّ :الاسمُ من الطَّرِیفِ و المُطْرِفِ وَ الطّارِفِ ،للمالِ المُسْتَحْدَثِ و قد تَقَدَّم ذکرُه،فإعادَتُه ثانیاً تَکْرارٌ لا یَخْفَی.

و الطَّرِیفُ کأَمِیر: ضِدُّ القُعْدُدِ و فی الصِّحاح: الطَّرِیفُ فی النسَبِ :الکَثِیرُ الآباءِ إلی الجَدِّ الأَکبرِ،و هو نَقِیضُ القُعْدُدِ،و فی المُحْکَم:رجُلٌ طَرِفٌ و طَرِیفٌ :کثیرُ الآباءِ إلی الجَدِّ الأَکْبرِ،لیس بذِی قُعْدُدٍ و قد طَرُفَ ،کَکُرمَ فیهِما طَرَافَهً ،قال الجَوْهَرِیُّ :و قد یُمْدَحُ به،و قالَ ابنُ الأَعرابِی:

الطَّرِیفُ :هو المُنْحَدِرُ فی النَّسَبِ ،قال:و هو عِنْدَهُم أَشْرَفُ من القُعْدُدِ،و قال الأصمعِیُّ :فلانٌ طَرِیفُ النَّسَبِ ، وَ الطَّرافَهُ فیه بَیِّنَهٌ ،و ذلک إذا کانَ کَثِیرَ الآباءِ إلی الجَدِّ الأَکبرِ.

و الطَّرِیفُ : الغَرِیبُ المُلَوَّنُ من الثَّمرِ،و غیرِه مما یُسْتَطْرَفُ به،عن ابنِ الأَعرابِیِّ .

و أَبُو تَمِیمَهَ . طَرِیفٌ -کأَمِیر-ابنُ مُجالِدٍ الهُجَیْمِیُّ ، وَ قولُه:کأَمِیرٍ مُسْتَدْرَکْ ، تابِعِیٌّ عن أَهْلِ البَصْرهِ ،یَرْوِی عن أَبی مُوسَی و أَبی هُرَیْرَهَ ،رَوَی عنه ابن حَکِیمٍ (1)الأَثْرَمُ ، مات سنه 95 و قِیلَ :سنه 97 وُثِّقَ أَوْرَدَه ابنُ حِبّانَ هکذا فی کِتابِ الثِّقاتِ أَو صَحابِیٌّ نَقَلَهُ الصاغانِیُّ فی العُبابِ ، وَ اقْتَصَر عَلَیه،و لم أَجِدْ مَن ذَکَرَه فی مَعاجِمِ الصَّحابهِ غیرَه،فانْظُرْه.

و طَرِیفُ بنُ تَمِیمٍ العَنْبَرِیُّ :شاعِرٌ نقَلَه الصاغانِیُّ .

و طَرِیفُ بنُ شِهابٍ و یُقال: طَرِیفُ بنُ سُلَیْمَانَ (2)، وَ یقال:ابنُ سَعْدٍ،و یقال: طَرِیفٌ الأَشَلُّ ،أَبو سُفْیانَ السَّعْدِیُّ یختَلِفُون (3)فی صِفاتِه،قال الدارَقُطْنِیُّ : ضَعِیفٌ وَ قال أَحْمَدُ و یَحْیَی:لیس بشَیْ ءٍ،و قال النِّسائِیُّ :مَتْروکُ الحَدیثِ ،و قال ابنُ حِبّان:مُتَّهَمٌ فی الأَخْبارِ،یَرْوِی عن الثِّقاتِ ما لا یُشْبِهُ حَدیثَ الأَثْباتِ ،و قد رَوَی عن الحَسَنِ وَ أَبی نَضْرَهَ ،هکَذا ذکره الذَّهَبیُّ فی الدِّیوانِ (4)،و ابنُ الجَوْزِیّ فی الضُّعفاءِ،و نَّبه عَلَیه أَبو الخَطّابِ بْنُ دِحْیَهَ فی کتابِه العَلَم المَشْهُور.

وَ قد بَقِیَ علی المُصَنِّفِ أَمْرانِ :

أَولاً:فإِنه اقْتَصَر علی طَرِیفِ بنِ مُجالِد فی التابِعِینَ ، وَ تَرَکَ غیرَه مع أنَّ فی المُوَثَّقِینَ منهم جَماعهً ذَکَرَهم ابنُ حِبّان و غیرُه،منهم: طَرِیفُ بنُ یَزِیدَ الحَنَفیُّ عن أَبی مُوسَی،و طَرِیفٌ العَکِّیُّ ،عن علیٍّ ،و طَرِیفٌ البزّارُ (5)،عن أَبی هُرَیْرَهَ ،و طَرِیفٌ یَرْوِی عن ابنِ عَباسٍ ،و من أَتْباعِ التابِعِینَ :محمَّدُ بنُ طَرِیفٍ و أَخُوه مُوسَی،رَوَیَا عن أَبیهما، عن عَلِیٍّ .

و ثانِیاً:فإنه اقْتَصَر فی ذِکْرِ الضُّعَفاءِ علی واحِدٍ،و فی الضُّعَفاءِ و المَجاهِیل مَن اسمُه طَرِیفٌ عِدَّهٌ ،منهم: طَرِیفُ

ص:348


1- (1) فی التاریخ الکبیر للبخاری:«حکم»بدل«ابن حکیم».
2- (2) فی میزان الاعتدال:و یقال:ابن سفیان.
3- (3) بالأصل«یحتالون»و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:یحتالون،لعلها: یختلفون،أخذاً مما بعده فلیحرر»و هذا ما أثبتناه.
4- (4) و میزان الاعتدال أیضاً،انظر ترجمته.
5- (5) فی التاریخ الکبیر للبخاری:البراد.

بنُ سُلَیْمان،أَبو عاتِکَهَ ،عن أَنَسٍ ،و طَرِیفُ بن زَیْدٍ الحَرّانِیّ ،عن ابنِ جُرَیْجٍ ،و طَرِیفُ بنُ عبد اللّه (1)المَوْصِلی،و طَرِیفُ بنُ عِیسَی الجَزَرِیُّ (2)،و طَرِیفُ بنُ یَزیدَ،و طَرِیفٌ الکُوفیُّ (3)،و غیرُهم ممَّنْ ذَکَرَهم الذَّهَبِیُّ وَ ابنُ الجَوْزِیّ ،فتَأَمَّلْ .

و الطَّریفَهُ من النَّصِیِّ کسَفِینَهٍ : إِذا ابْیَضَّ و یَبِسَ ، أَو هو مِنْهُ إذا اعْتَمَّ و تَمَّ و کذلِک من الصِّلِّیَانِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ .

وَ قال غیرُه: الطَّریفَهُ من النَّباتِ :أَوّلُ الشیءِ یَسْتَطْرِفُهُ المالُ فیَرْعاهُ کائِنًا ما کانَ ،و سُمِّیَتْ طَریفَهً ؛لأنَّ المالَ یَطَّرِفُه إذا لم یَجِدْ بَقْلاً،و قِیلَ :لکَرَمِها و طَرافَتِها ،و استِطْرافِ المالِ إِیّاها (4).

وَ أُطْرِفَت الأَرْضُ :کَثُرَت طَریفَتُها.

و أَرْضٌ مَطْرُوفَهٌ :کَثِیرَتُها و قال أَبو زیادٍ: الطَّرِیفَهُ :خیرُ الکَلإِ إلاّ ما کانَ من العُشْبِ ،قال:و من الطَّریفَه :النَّصِیُّ وَ الصِّلَّیَانُ و العَنْکَثُ و الهَلْتَی و السَّحَم و الثَّغَامُ ،فهذه الطَّرِیفَهُ ،قال عَدِیُّ بن الرِّقاعِ فی فاضِلِ المَرْعَی یَصِفُ ناقعهً :

تأَبَّدَتْ حائِلاً فی الشَّوْلِ و اطَّرَدَتْ

من الطَّرائفِ فی أَوطانِها لُمَعَا

و طُرَیْفَهُ ، کجُهَیْنَهَ :ماءَهٌ بأَسْفَلِ أَرْمامٍ لبنِی جَذِیمَهَ ، کذا فی العُبابِ .قلتُ :و هی نُقَرٌ یُسْتَعْذَبُ لها الماءُ لیَوْمَیْنِ أو ثَلاثَهِ من أَرْمامٍ ،و قیلَ :هی لِبَنی خالِد بنِ نَضْلَهَ بنِ جَحْوانَ بن فَقْعَسٍ ،قال المَرّارُ الفَقْعَسِیُّ :

وَ کُنْتُ حَسِبْتُ طِیبَ تُرابِ نَجْدٍ

وَ عَیْشاً بالطُّرَیْفَهِ لَنْ یَزُولا

و طُرَیْفَهُ بنُ حاجزٍ (5)قیل:إِنَّه صَحابیٌّ کتَبَ إِلیه أَبو بکر فی قتْلِ الفُجاءَهِ السُّلَمِیِّ ،و قد غَلِطَ فیه بعضُ المُحَدِّثِین فجَعَلَه طریفَهَ بنتَ حاجزٍ،و قال:إِنها تابعیَّهٌ لمتَرْوِ،ورَدَّ عَلَیه الحافظ ،فقَالَ :إِنّما هو رَجُلٌ مُخَضْرَمٌ من هَوازنَ ،ذکره سَیْفٌ فی الفتوح.

و طُرَیْفٌ کزُبَیْرٍ:ع،بالبَحْرَیْنِ کانت فیه وَقْعَهٌ .

و طُرَیْفٌ : اسْم رجُل،و إِلیه نُسِبَت الطُّرَیْفِیّات من الخَیْلِ المَنْسُوبَهِ .

و طِرْیَف کحِذْیَمٍ :ع،بالیَمَنِ کما فی المُعْجَم.

و الطَّرائِفُ :بلادٌ قَرِیبَهٌ من أَعْلامِ صُبْحٍ ،و هی جِبالٌ مُتَنَاوِحهٌ کما فی العُباب،و هی لبَنِی فَزارَهَ .

و الطَّرَفُ ،مُحَرَّکَهً :الناحِیهُ من النَّواحِی،و یُسْتَعْمَلُ فی الأجْسامِ و الأَوْقاتِ و غیرِها،قاله الراغِبُ .

و أَیضاً: طائفهٌ من الشَّیْ ءِ نَقَله الجَوْهَرِیُّ .

و أَیضاً: الرَّجُلُ الکَرِیمُ الرَّئِیسُ و الأَطْرَافُ الجَمْعُ من ذلِک،فمن الأَوَّلِ قوله عزَّ و جَلَّ : لِیَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا (6)أی:قِطْعَهً ،و

16- فی الحدِیثِ : « أَطْرافُ النَّهارِ:

ساعاتُه». و قالَ أَبُو العَباسِ :أَرادَ: طَرَفَیْهِ فجَمَع،و من الثانِی قَوْلُ الفَرَزْدَقِ :

وَ اسْأَلْ بِنا و بِکُم إذا وَرَدَتْ مِنًی

أَطْرافُ کُلِّ قَبِیلَهٍ مَنْ یَمْنَعُ ؟ (7)

و الأَطْرافُ مِنَ البَدَنِ :الیَدانِ و الرِّجْلانِ و الرَّأْسُ و فی اللِّسانِ : الطَّرَفُ :الشَّواهُ ،و الجَمْعُ أَطْرافٌ .

و من المجازِ: أَطْرافُ الأَرْضِ :أَشْرافُها،و عُلَماؤُها و به فُسِّرَ قولُه تَعالَی: أَنّا نَأْتِی الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها (8)مَعْناه موتُ عُلَمائِها،و قِیلَ :موتُ أَهْلِها،و نَقْصُ ثِمارِها، وَ قالَ ابنُ عَرَفَهَ : مِنْ أَطْرافِها :أی نَفْتَحُ ما حولَ مکَّهَ عَلَی النَّبِیِّ صلّی اللّه عَلَیهِ و سلَّم،و قالَ الأَزْهَرِیّ : أَطْرافُ الأَرْضِ :نَواحِیها،و نَقْصُها من أَطْرافِها :مَوْتُ عُلَمائِها، فهو من غَیْرِ هذا،قال:و التفْسِیرُ علی القَوْلِ الأَوَّلِ (9).

ص:349


1- (1) فی میزان الاعتدال:عبید اللّه.
2- (2) فی تاریخ البخاری:«العنبری»و الأصل کمیزان الاعتدال.
3- (3) لعل طریف بن یزید هو الحنفی المتقدم،و طریف الکوفی لعله الذی یروی عن ابن عباس.قال فیهما الذهبی فی میزان،الاعتدال أنهما مجهولان.
4- (4) عن اللسان و [1]بالأصل«إیاه».
5- (5) فی أسد الغابه:«حاجر»بالراء.
6- (6) سوره آل عمران الآیه 127. [2]
7- (7) الدیوان بروایه:«من یسمع»یرید:أشراف کل قبیله.
8- (8) سوره الرعد الآیه 41. [3]
9- (9) کذا ورد قول الأزهری ب [4]الأصل و عبارته مضطربه و ت [5]مام کلامه فی التهذیب 320/13«طرف»:قال:و أطراف الأرضَ نواحیها،الواحد:طَرَف، وَ منه قول اللّه جل و عز(و ذکر الآیه..)أی من نواحیها ناحیه ناحیه،و هذا علی من فسر نقصها من أطرافها فتوح الأرضین.و أما من جعل نقصها من.

و الأَطْرافُ مِنْکَ :أَبَواکَ و إِخْوَتُکَ و أَعْمامُکَ ،و کُلُّ قَریبٍ لک مَحْرَمٍ کما فی الصِّحاح،و أَنْشَدَ أَبو زَیْدٍ لعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ عُتْبَهَ بنِ مَسْعُودٍ:

وَ کَیْفَ بأَطْرافی إذا ما شَتَمْتَنِی

وَ ما بَعْدَ شَتْمِ الوَالِدَیْنِ صُلُوحُ

هکذا فَسَّر أَبو زَیْدٍ الأَطْرَافَ ،و قال غیرُه:جَمَعَهُما أَطرافاً ؛لأَنه أرادَ أبویه و مَن اتَّصَل بهما من ذَوِیهِما.

و قال ابنُ الأَعرابی:قولُهم: لا یَدْرِی أیُّ طَرَفَیْهِ أَطْوَلُ :أی ذَکَرِه و لِسانِه و هو مجازٌ،و منه

17- حدیثُ قَبِیصَهَ بنِ جابِرٍ: «ما رَأَیْتُ أَقْطَعَ طَرَفاً مِنْ عَمْرِو بنِ العاصِ ». یریدُ أَمْضَی لِسانًا منه أَو نَسَبِ أَبِیهِ و أُمِّهِ فی الکَرمِ ،و المَعْنَی لا یُدْرَی أیُّ والِدَیْه أَشرَف،هکذا قاله الفَرّاءُ،و قِیلَ :معناه لا یدْرِی أیُّ نِصْفَیْه أَطْوَل ؟ الطَّرَفُ الأَسفَلُ أَم الطَّرَفُ الأَعْلَی،فالنِّصْفُ الأَسفَلُ طَرَفٌ ،و النصفُ الأَعلَی طَرَفٌ ، وَ الخَصْرُ:ما بَیْنَ مُنْقَطَع الضُّلُوع إلی أَطْرافِ الوَرِکَیْنِ ،ذلِکَ نِصْفُ البَدَنِ ،و السَّوْأَهُ بینَهُما،کأَنه جاهِلٌ لا یَدْری أَیُّ طَرَفَیْ نَفْسِه أَطْوَلُ ،و قِیلَ : الطَّرَفان :الفمُ و الأَسْتُ أیْ :

لا یَدْری أَیُّهما أَعَفُّ .

و حَکَی ابنُ السِّکِّیتِ عن أَبِی عُبَیْدَهَ (1)قولَهُم: لا یَمْلِکُ طَرَفَیْهِ :أی فَمَهُ و اسْتَهُ إذا شَرِبَ الدَّواءَ،أَو الخَمْرَ فقاءَهُما و سَکِرَ کما فی الصِّحاح،و منه قولُ الرّاجِزُ:

لَوْ لَم یُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ

فی صَدْرِه مثلُ قَفَا الکَبْشِ الأَجَم

یَقُولُ :إِنَّه لولا أَنّه سَلَحَ وقاءَ لقام فی صَدْرِه من الطَّعامِ الَّذِی أَکَلَ ما هُو أَغْلَظُ و أَضْخَمُ من قَفَا الکَبْشِ الأَجَمِّ ، وَ فی حدیثِ طَاوُسَ أنَّ رَجُلاً واقَعَ الشّرابَ الشَّدِید،فسُقِی، فضَرِیَ ،فلقد رأَیْتُه فی النِّطَع و ما (2)أَدْری أَیُّ طَرَفَیْهِ أَسْرَعُ » أَرادَ حَلْقَه و دُبُرَه،أی أَصابَه القَیْ ءُ و الإِسْهالُ ،فلم أَدْرِ أَیُّهما أَسْرَعُ خُروجاً من کَثْرتِه. و من المَجازِ:جاءَ بأَطْرافِ العَذارَی: أَطْرافُ العَذارَی:ضَرْبٌ من العِنَبِ أَبْیَضُ رِقاقٌ یکون بالطّائِفِ ، یُقال:هذا عُنْقُودٌ من الأَطْرافِ ،کذا فی الأَساس،و فی اللِّسان:أَسْوَدُ طُوالٌ کأَنّه البَلُّوطُ ،یُشبَّه بأصابِع العَذاری المُخَضَّبَهِ لطُولِه،و عُنْقُودُه نحو الذِّراع.

و ذُو الطَّرَفَیْنِ : ضَرْبٌ من الحَیّاتِ السُّودِ لها إِبْرَتَانِ ، إِحْداهُما فی أَنْفِها،و الأُخرَی فی ذَنَبِها یُقال:إِنّها تَضِرِبُ بِهما فلا تُطْنِی الأَرضَ .

و الطَّرَفاتُ ،مُحَرَّکهً :بَنُو عَدِیِّ بنِ حاتِمٍ الطّائِیِّ قُتلوا بصِفِّینَ مع عَلیٍّ کَرّم اللّه وَجْهَه وهم: طَرِیفٌ کأَمِیر، و طَرَفَهُ مُحَرَّکهً و مُطَرِّفٌ کمُحدِّث.

قلتُ :و فی بنی طَییءٍ: طریفُ بنُ مالِک بن جُدْعانَ ، الذی مَدَحه امرُؤُ القَیسِ :بَطْنٌ .

وَ ابنُ أَخِیه: طَرِیفُ بنُ عَمْرِو بن ثُمامَهَ بنِ مالِکٍ .

وَ طَرِیفُ بنُ حُیَیِّ بنِ عَمْرِو بنِ سِلسِله،و غیرهم.

و طَرِفَت الناقهُ ،کَفرِحَ طَرَفاً :إذا رَعَتْ أَطْرَافَ المَرْعَی، و لم تَخْتَلِطْ بالنُّوقِ ، کتَطَرَّفَتْ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ الأَصْمعِیُّ :

إذا طَرِفَتْ فی مَرْتَعٍ بَکَراتُها

أو استَأْخَرَتْ عنْها الثِّقالُ القَناعسُ (3)

و الطَّرِفُ ،ککَتفٍ :ضدُّ القُعْدُدِ و الصِّحاح:نَقِیضُ القُعْدُدِ،و فی المُحْکَمِ :رَجُلٌ طَرِفٌ :کثیرُ الآباءِ إلی الجدِّ الأَکبَرِ،لیس بذِی قُعْدُدٍ،و قد طَرُفَ طَرافَهً ،و الجمعُ :

طَرِفُونَ ،و أَنْشَد ابنُ الأَعرابِیِّ فی کَثیرِ الآباءِ فی الشَّرَفِ للأَعْشَی:

أَمِرُونَ وَلاّدُونَ کُلَّ مُبارَکٍ

طَرِفُونَ لا یَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ

و الطَّرِفُ أَیضاً: مَنْ لا یَثْبُتُ علی امْرأَهٍ و لا صاحبٍ نقله الجوهریُّ .

ص:350


1- (1) فی التهذیب و [1]اللسان:«أ [2]بی عبید»و الأصل کالصحاح.
2- (2) عن النهایه و اللسان و بالأصل«و لا أدری».
3- (3) البیت لذی الرمه فی دیوانه ص 569،و فی التهذیب بروایه:«فی مربع» وَ یروی:إذا أطرفت.

و الطَّرِفُ (1)أَیضاً: ع،علی ستَّهٍ و ثَلاثِینَ مِیلاً من المَدِینَهِ علی ساکِنِها أَفْضَلُ الصلاهِ و السلام،قاله الواقِدِیُّ .

و ناقَهٌ طَرِفَهٌ ،کفَرِحهٍ :لا تَثْبُتُ علی مَرْعیً واحِدٍ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الأصْمَعِیُّ :ناقَهٌ طَرِفَهٌ :إذا کانت تُطْرِفُ الریاضَ رَوْضهً بعدَ رَوْضَهٍ .

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : الطَّرِفَهُ من الإِبِلِ :التی تَحاتَّ مُقَدَّمُ فِیها هَرَماً کما فی العُبابِ .

16- و فی الحَدِیثِ : کانَ إذا اشْتَکَی أَحَدٌ مِنْ أَهْل (2)بَیْتِه لم تَزَلِ البُرْمَهُ علی النارِ. و نصُّ اللِّسانِ :لم تُنْزَلِ البُرْمَهُ حتَّی یَأْتِیَ علی أَحَدِ طَرَفَیْهِ :أی البُرْءِ أو المَوْتِ أَی،حَتُی یُفِیقَ من عِلَّتِه أو یَمُوتَ ،و إِنَّما جَعَل هذینِ طَرَفَیْهِ لأَنَّهما غایَتَا أَمْرِ العَلِیلِ فی عِلَّتِه،فالمُرادُ بالطَّرَفِ هنا:غایَهُ الشیءِ و مُنْتَهاه وَ جانِبُه.

و الطِّرافُ ککِتابٍ :بیْتٌ من أَدَمٍ لیسَ له کِفاءٌ،و هو من بُیوت الأَعرابِ ،و منه

17- الحَدِیثُ : «کانَ عَمْرٌو لمُعاوِیَهَ کالطِّرافِ المُمَدَّد. و قالَ طَرَفَهُ بْنُ العَبْدِ:

رَأَیْتُ بنِی غَبْراءَ لا یُنْکِرُونَنِی

وَ لا أَهْلُ هذاکَ الطِّرافِ المُمَدَّدِ

و الطِّرافُ أَیضاً: ما یُؤْخَذُ من أَطْرافِ الزَّرْعِ نقله ابنُ عبّادٍ.

و الطِّرافُ أَیضاً: السِّبابُ و هو ما یَتَعاطاه المُحِبُّونَ من المُفاوضَهِ و التَّعرِیضِ و التَّلْوِیحِ و الإِیماءِ دونَ التَّصْرِیحِ ، وَ ذلک أَحْلَی و أَخَفُّ و أَغْزلُ ،و أَنْسَبُ من أَنْ یکونَ مشافَههً و کشْفاً،و مُصارِحهً و جَهْرًا.

و یُقال: تَوارَثُوا المَجْدَ طِرافاً :أی عن شَرَفٍ عن ابنِ عبّادٍ،و هو نَقیضُ التِّلادِ،و قد أَغْفَلَه عند نَظائِرِه.

و المِطْرافُ :النّاقَهُ التی لا تَرْعَی مَرْعیً حَتَّی تَسْتَطْرِفَ غیرَه عن الأَصْمَعِیِّ .

و المُطْرَفُ کمُکْرَمٍ هکذا فی سائِر النُّسَخِ ،و الصوابُ :

کمِنْبَرٍ و مُکْرَمٍ ،کما فی الصِّحاحِ و العُبابِ و اللِّسانِ ، فالاقْتِصارُ علی الضَّمّ قُصورٌ ظاهِرٌ،و هو: رِداءٌ مِنْ خَزٍّ مُرَبَّعٌ ذو أَعْلامٍ ج: مَطارِفُ و قالَ الفَرّاء: المِطْرَفُ من الثِّیابِ :

الذی جُعِلَ فی طَرَفَیْه عَلَمانِ ،و الأَصلُ مُطْرَفٌ بالضم، فکَسَرُوا المیمَ ؛لیکونَ أَخَفَّ ،کما قالُوا:مِغْزَلٌ ،و أَصْله مُغْزَل،من أُغْزِلَ :أی أُدِیرَ،و کذلک المِصْحَفُ و المِجْسَدُ، وَ نَقَل الجوهریُّ عن الفَرّاءِ ما نَصُّه:أَصْلُه الضمُّ ؛لأَنَّه فی المَعْنَی مَأْخوذٌ من أُطْرِفَ ،أی:جُعِلَ فی طَرَفَیْهِ (3)العَلَمانِ ،و لکِنَّهم استَثْقَلُوا الضَّمّهَ فَکَسَرُوه.قُلتُ :و قد رُوِیَ أَیضاً بفَتْح المِیمِ ،نقله ابنُ الأَثِیرِ فی تفسیرِ

17- حَدیثِ :

«رأَیْتُ علی أَبی هُرَیْرَهَ مِطْرَفَ خَزٍّ». فهو إذاً مُثَلَّثٌ ،فافْهَمْ ذلک.

و طَرّافٌ کشَدّادٍ:عَلَمٌ .

و یُقالُ : أَطْرَفَ البَلَدُ: إذا کثُرَت طَرِیفَتُه و قد مَرَّ ذکرُها.

و أَطْرَفَ الرّجُلُ :طابَقَ بینَ جَفْنَیْهِ عن ابنِ عَبّادٍ.

و أَطْرَفَ فُلانًا:أَعْطاهُ ما لَم یُعْطَ (4)أَحَدٌ قَبْلَکَ هکذا فی سائر النسخِ ،و الصوابُ ما لم یُعْطِهِ (5)أَحَداً قبْلَه،کما هو نَصُّ اللِّسان.

وَ یُقال: أَطْرَفْتُ فُلانًا:أی أَعْطَیْتُه شَیْئاً لم یَمْلِکْ مِثْلَه، فأَعْجَبَه.

و الاسْمُ الطُّرْفَهُ ،بالضَّمِّ قال بعضُ اللُّصُوص بعدَ أَنْ تاب:

قُل لِلَّصُوصِ بَنی اللَّخْناءِ یَحْتَسِبُوا

بُرَّ العِراقِ ،و یَنْسَوْا طُرْفَهَ الیَمَنِ

و مُطْرَفٌ ،کمُکْرَمٍ :لَقَبُ عَبْدِ اللّه بْنِ عمْرِو بنِ عُثْمانَ بنِ عَفّان،لقِّبَ به لحُسْنِه: و کُنْیَتُه أَبو محمَّدٍ،و یُلَقَّبُ أَیضاً بالدِّیباجِ لجَمالِه،رَوَی عن أَبیه.

و یُقال: فَعَلْتُه فی مُطَرَّفِ الأَیّامِ ،کمُعَظَّمٍ ،و فی مُسْتَطْرِفها أی: فی مُسْتَأْنَفِها نقله الجَوْهَریُّ و الصاغانیُّ .

و المُطَرَّفُ ، کمُعَظَّمٍ ،من الخَیْلِ :الأَبْیَضُ الرَّأْسِ وَ الذَّنَبِ و سائِرُ جَسَدِهِ یخالِفُ ذلک أَو أَسْوَدُهُما و سائِرُه مُخالِفُ ذلِک کِلاَ القَولَیْن نقلَهما الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابو

ص:351


1- (1) قیدها یاقوت بالتحریک.
2- (2) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:من أهله.
3- (3) فی اللسان:« [2]طرفه»و المثبت کالصحاح و [3]التهذیب.
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:لم یُعطه أحداً قبله.
5- (5) عن هامش القاموس،و هی عباره إحدی نسخه،و الذی بالأصل:ما لم یُعط أحداً.

عُبَیْدهَ :من الخَیْلِ أَبْلَقُ مُطَرَّفٌ ،و هو الذی رَأْسُه أبیضُ ، وَ کذلک إذا کان ذَنَبُهُ و رأسُه أَبْیَضَیْنِ ،فهو أَبْلَقُ مُطَرَّفٌ .

و المُطَرَّفَهُ بهاءٍ:الشّاهُ اسْودَّ طَرَفُ ذَنَبِها و سائِرُها أَبْیَضُ نَقَلَه الجَوْهریُّ ،أو هی البَیْضاءُ أَطْرافِ الأُذُنَیْنِ و سائِرُها أَسْوَدُ،أو سَوْداؤُهُما و سائِرُها أَبیضُ .

و طَرَّفَ فُلانٌ تَطْریفاً : إذا قاتَلَ حَوْلَ العسْکَرِ؛لأَنَّه یَحْمِلُ علی طَرَفٍ منهُمْ فَیَرُدُّهُم إلی الجُمْهُور،کما فی الصِّحاح،و فی المُحْکَم:قاتَلَ علی أَقْصاهُم و ناحِیَتِهم و به سُمِّیَ الرَّجُلُ مُطَرِّفاً و قِیلَ : المُطَرِّفُ :هو الَّذِی یُقاتِلُ أَطْرافَ النّاسِ .

و طَرَّفَ البَعیرُ ذَهَبَتْ سِنُّه هَرَماً.

و طَرَّفَ علی الإِبلِ :رَدَّ علی أَطْرافِها .

و طَرَّفَ الخَیْلَ تَطْریفاً : رَدَّ أَوائِلَها علی أواخِرِهَا،و قَوْلُ ساعِدَهَ الهُذَلِیِّ :

مُطَرّفٍ وَسْطَ أُولَی الخَیْل مُعْتَکِرٍ

کالفَحْل قَرْقرَ وَسْطَ الهَجْمهِ القَطِمِ (1)

یُرْوَی بکسْرِ الرّاءِ و بفَتْحِها،و مَعْنَی الکَسْرِ:الذی یَرُدُّ أَطْرافَ الخَیْلِ و القَوْمِ ،و روی الجُمحیُّ بفَتْحها،أی مُرَدَّدٌ فی الکَرَمِ .

وَ قال المُفَضَّل: التَّطْرِیفُ :أَنْ یرُدَّ الرّجُلُ علی أُخْریاتِ أَصْحابِه،یُقال: طَرَّفَ عَنّا هذا الفارِسُ ،قال مُتَمِّمٌ رضی اللّه عنه:

وَ قَدْ عَلِمَتْ أُولَی المُغِیرَه أَنَّنا

نُطَرِّفُ خَلْفَ المُوقَصاتِ (2)السَّوابِقا

و طَرَّفَتْ المَرْأَهُ بَنانَها: إذا خَضَبَتْ أَطْرافَ أَصابِعِها بالحِنّاءِ.

و مُطَرِّفُ بنُ عبدِ اللّه بنِ مُطَرِّفٍ کمُحَدِّثٍ ابْنِ سُلَیْمانَ بنِ یَسارٍ،مولی مَیْمُونَهَ الهِلالِیَّهِ ،أَبُو مُصْعَبٍ الهِلالِیُّ ،ثم الیَسارِیُّ المدنِیُّ الفقیهُ شیخُ البخاریّ مات سنه عشرینَ وَ مائتینِ (3)،قیلَ :مولدُه سنه سَبْعٍ و ثَلاثِینَ و مائه. و مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللّه بنِ الشِّخِّیرِ بنِ عَوْفِ بنِ کَعْبٍ العامِرِیُّ الحَرَشِیِّ ،أَبو عبدِ اللّه البَصْرِیُّ تابِعِیٌّ ثِقهٌ عابدٌ فاضِل،یُقالُ :وُلِدَ فی حیاهِ رسولِ اللّه صَلّی اللّه عَلَیه وَ سَلّم،یَرْوِی عن أَبیه و أَبی هُرَیْرَهَ ،و مات عُمَرُ و هو ابنُ عِشْرِینَ سَنَهً ،رَوَی عنه قَتادَهُ و أَبُو التِّیّاح،ماتَ بعد طاعُونِ الجارِفِ سنه تسعٍ و سِتِّینَ ،و قیلَ سبْعٍ و ثَمانِینَ ،و کانَ أَکبرَ من الحَسَنِ بعِشْرِینَ سنهً ،کذا فی الثِّقاتِ لابْنِ حبّانَ ،و فی أسماءِ رِجالِ الصَّحِیحِ ماتَ سنه خمسٍ و تسْعِینَ ،فانظُره.

و مُطرِّفُ بنُ طَرِیفٍ الکُوفیُّ ،أَبو بکْرٍ الحارِثِیُّ مات سَنَه ثلاثٍ ،و قیل:إحْدَی،و قیل:اثنتین و أَربَعینَ و مِائه.

و مُطَرِّفُ بنُ مَعْقِلٍ یَرْوِی عن ثابِت[البُنانی] (4).

و مُطَرِّفُ بنُ مازِن أَبو أَیّوُبَ الصَّنْعانیّ الکِنانِی،قاضِی الیَمَن،یروی عن مَعْمَرٍ و ابنِ جُرَیجٍ (5)مُحَدِّثُون و قد ضُعِّفَ الأَخِیرانِ .

و فاتَه من ثِقات التّابِعین: مُطَرِّفُ بْنُ عَوْفٍ الَّذی یَرْوِی عن أَبی ذَرٍّ.

وَ مُطَرِّفُ بنُ مالکٍ الذی رَوَی عنه مُحمّدُ بنُ سِیرِینَ .

وَ مُطَرِّفٌ العامِریُّ الذی رَوَی عنه سَعِیدُ بنُ هِنْد،ذکَرَهم ابنُ حِبَّانِ فی الثِّقاتِ .

و اطَّرَفْتُ الشَّیْ ءَ،کافْتَعَلْتُ :اشْتَرَیْتُه حَدِیثاً یُقال:بَعِیرٌ مُطَّرَفٌ ،نقله الجَوْهَرِیُّ ،و أَنشَدَ لذِی الرُّمَّهِ :

کأَنَّنِی مِنْ هَوَی خَرْقاءَ مُطَّرَفٌ

دامِی الأَظَلِّ بَعِیدُ السَّأْو مَهْیُومُ (6)

أَرادَ أَنَّه مِنْ هَواها کالبَعِیرِ الذِی اشْتُرِیَ حَدِیثاً،فلا یزالُ یَحِنُّ إلی أُلاّفِهِ ،قال ابنُ بَرِّیّ : المُطَّرَفُ :الذی اشْتُرِی من بَلَد آخَر،فهو یَنْزِعُ إلی وَطَنِه.

و اخْتَضَبَت المَرْأَهُ تَطاریفَ :أی أَطْرافَ أَصابِعِها نَقَله الصّاغانیُّ .

و اسْتَطْرَفَه :عَدَّهُ طَرِیفاً نَقَله الجوهریُّ .

ص:352


1- (1) دیوان الهذلیین 206/1 فی شعر ساعده بن جؤیه الهذلی.
2- (2) التهذیب بروایه:المرقصات.
3- (3) فی میزان الاعتدال:مات سنه عشرین و مائتین عن ثلاث و ثمانین سنه.
4- (4) زیاده عن میزان الاعتدال.
5- (5) مات بالرقه و قیل بمنبج،یقال فی سنه 191،عن میزان الاعتدال.
6- (6) بالأصل«بعید الشأو»و المثبت عن الدیوان ص 569 و التهذیب.و السأو: الهمّه.

و اسْتَطْرَفَ الشَیْ ءَ:اسْتَحْدَثَه نَقَلَهُ الجوهریُّ أَیضاً،و منه المالُ المُسْتَطْرَفُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الطَّرْفُ من العَیْنِ :الجَفْنُ .

وَ الطَّرْفُ :إِطْباقُ الجَفْنِ علی الجَفْنِ .

وَ طَرَفَ یَطْرِفُ طَرْفاً :لَحَظَ ،و قِیل:حَرَّکَ شُفْرَه و نَظَر.

وَ طَرَفَه یَطْرِفُه ،و طَرَّفَه ،کِلاهُما:إذا أَصابَ طَرْفَه ، وَ الاسمُ الطُّرْفَهُ .

وَ عَیْنٌ طَرِیفٌ : مَطْرُوفَهٌ .

وَ الطِّرْفُ ،بالکسرِ من الخَیْلِ :الطَّوِیلُ القَوائِم (1)وَ العُنُقِ ، المُطَرَّفُ الأُذنَیْنِ .

وَ تَطْرِیفُ الأُذُنَیْنِ :تَأْلِیلُهُما،و هو دِقَّهُ أَطْرافِهِما .

وَ قالَ خالِدُ بنُ صَفْوانَ :خیرُ الکَلامِ ما طَرُفَتْ مَعانِیه، وَ شَرُفَتْ مَبانِیه،و التَذَّهُ آذانُ سامِعِیه.

وَ طِرَافٌ :جمعُ طَرِیفٍ ،کظَرِیفٍ و ظِرافٍ ،أو طارِفٍ ، کصاحبٍ و صِحابٍ ،أو لُغَهٌ فی الطَّرِیفِ ،و بکُلٍّ منها فُسِّرَ قولُ الطِّرِمّاح:

فِدًی لفَوارِسِ الحَیَّیْنِ غَوْثٍ

وَ زِمّانَ التِّلادُ معَ الطِّرافِ

وَ الوَجْهُ الأخِیرُ أَقیسُ ؛لاقْتِرانِه بالتِّلادِ.

وَ أَطْرَفَه :أفادَه المالَ الطّارِفَ ،و أَنشَدَ ابنُ الأَعرابِیّ :

تَئِطُّ و تَأْدُوها الإِفالُ مُرِبَّهً

بأَوْطانِها مِنْ مُطْرَفاتِ الحَمائِلِ

قال: مُطْرَفاتٌ : أُطْرِفُوها غَنِیمَهً من غیرهم.

وَ رَجُلٌ مُتَطَرِّفٌ :لا یَثْبُت علی أَمرٍ.

وَ طَرَفَه عَنّا شُغُلٌ :حَبَسَه.

وَ طَرَفَه :إذا طَرَدَه،عن شَمِرٍ.

وَ اسْتَطْرَفَتِ الإِبلُ المَرْتَعَ :اخْتَارَتْه،و قیل:اسْتَأْنَفَتْه.

وَ الطَّرِیفُ -الذی هو نَقِیضُ القُعْدُدِ-یُجْمَعُ علی طُرُفٍ ،بضمَّتَیْنِ ،و طُرَفٍ بضمٍّ ففَتْحٍ ،و طُرّافٍ کرُمّانٍ ،الأَخیرانِ شاذّانِ ،و من الأَوَّلِ قولُ الأَعْشَی:

هُمُ الطُّرُفُ البادُو العَدُوِّ،و أَنْتُمُ

بقُصْوَی ثَلاثٍ تَأْکُلُون الوقائِصَا (2)

هکَذا فسَّرَهُ ابنُ الأَعرابِیِّ .

وَ الإِطْراف :کثرهُ الآباءِ.

وَ قالَ اللِّحْیانِیُّ :هو أَطْرَفُهم :أی أَبْعَدُهُم من الجَدِّ الأَکبرِ.

قال ابنُ بَرِّی:و الطُّرْفی -فی النَّسَب-:مَأْخُوذٌ من الطَّرَفِ ،و هو البُعْدُ،و القُعْدِی أَقْرَبُ نَسَباً إلی الجَدِّ من الطُّرْفی ،قال:و صَحَّفَه ابنُ وَلاّدٍ،فقَالَ َ:الطُّرْقِی بالقاف.

وَ

16- فی حَدِیث عَذابِ القَبْرِ: «کان لا یتَطَرَّفُ من البَوْلِ ».

أی لا یتَباعدُ،من الطَّرَفِ (3).

وَ تَطَرَّفَ عَلَی القَوْمِ :أَغازَ.

وَ تَطَرَّفَ الشیءُ:صارَ طَرَفاً .

وَ الأَطْرافٌ :الأَصابعُ (4)،و لا تُفْرَدُ الأَطْرافُ إلاّ بالإضافَه،کقولکَ :أشارَتْ بطَرَفِ إِصْبعِها،و أَنشدَ الفَرّاءُ:

یُبْدینَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمَهْ (5)

قال الأزْهَرِیُّ :جعل الأَطْرافَ بمَعْنَی الطَّرَف الواحِد، وَ لذلک قالَ :عَتَمَه،و

16- فی الحَدِیثِ : «إنَّ إِبْراهیمَ عَلَیه السّلام جُعِلَ فی سَرَبٍ و هو طِفْلٌ ،و جُعِلَ رِزْقُه فی أَطْرافه ».

أی:کان یَمَصُّ أَصابعَه،فیَجِدُ فیها ما یُغَذِّیه.

وَ طَرَّفَ الشَّیْ ءَ،و تَطَرَّفَه :اخْتارَهُ ،قال سُویْدٌ العُکْلِیُّ :

أُطرِّفُ أَبْکارًا کأَنَّ وُجُوهَها

وُجُوهُ عَذارَی حُسِّرَتْ أَنْ تُقَنَّعَا

وَ کلُّ مُخْتارٍ: طَرَفٌ ،محرکهً ،و الجمعُ أَطْرافٌ ،قال:

ص:353


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«أو العنق».
2- (2) بالأصل«یأکلون الرقائصا»و المثبت عن الدیوان و التهذیب.و فی التهذیب أیضاً:«الناکو»بدل«البادو».
3- (3) زید فی النهایه و [2]اللسان [3]أی:الناحیه.
4- (4) فی التهذیب:اسم الأصابع.
5- (5) الرجز لرؤبه أراجیزه ص 150 و بعده: إذ حب أروی همه و سدمه.

أَخَذْنا بأَطْراف الأَحادِیثِ بَیْنَنا

وَ سالَتْ بأَعْناقِ المَطِیِّ الأَباطحُ (1)

وَ قال ابنُ سِیدَه:عَنَی بأَطْرافِ الأَحادِیثِ ما یَتَعاطاهُ المُحِبُّونَ من المُفاوضَهِ و التَّعْریضِ و التَّلْوِیحِ .

وَ طَرائِفُ الحَدِیثِ :مُختارُهُ أَیضاً کأَطْرافِهِ ،قال:

أَذْکرُ من جَارَتی و مَجْلِسِها

طَرائِفاً من حدِیثِها الحَسَنِ

وَ مِنْ حَدیثٍ یَزِیدُنِی مِقَهً

ما لِحَدِیثِ المَوْمُوقِ من ثَمَنِ

وَ الطَّرَفُ ،مُحَرَّکهً :اللَّحْمُ .

وَ یُقالُ :فُلانٌ فاسدُ الطَّرَفَیْنِ :إذا کان خَبِیثَ اللِّسانِ وَ الفَرْجِ .

وَ قد یکونُ طَرَفا الدّابَّهِ :مُقدَّمَها و مُؤَخَّرَها،قال حُمَیْدُ بنُ ثورٍ یصفُ ذِئْباً و سُرعَتَه.

تَرعی طَرَفَیْهِ یَعْسِلانِ کِلاهُما

کما اهْتَزَّ عُودُ السّاسَمِ المُتَتابِعُ (2)

قال ابنُ سِیدَه:و الطَّرَفان فی المَدِیدِ:حَذْفُ أَلفِ فاعلاتُنْ و نونِها،هذا قولُ الخَلِیلِ ،و إِنّما حُکْمُه أَن یقولَ :

التَّطْرِیفُ :حذفُ أَلِفِ فاعلاتُنْ و نونِها،أو یقُولَ : الطَّرَفانِ :

الأَلفُ و النونُ المحذوفَتانِ من فاعِلاتُنْ .

وَ تَطَرَّفَت الشَّمْسُ :دَنَتْ للغُروب،قال:

دَنَا و قَرْنُ الشَّمْسِ قد تَطَرَّفا

وَ المِطْرَفُ ،کمِنْبرٍ و مَقْعَدٍ:لُغتانِ فی المُطْرِف ، کمُحْسِنٍ .

قال الأَزهرِیُّ :سمِعْتُ أَعرابِیًّا یقول لآخرُ-و قد قَدِم من سَفَرٍ-:هل وَرَاءَک طَرِیفَهُ خَبَرٍ تُطْرِفُنا بِهِ ؟یعنی خبرًا جَدِیداً،و مُغَرَّبَهُ خبرٍ:مِثْلُه (3).

وَ الطُّرفهُ و الأُطْرُوفَهُ ،بضمِّهِما:کُلُّ شیءٍ اسْتَحْدَثْتَه فَأَعْجَبَکَ ،و هو الطَّرِیفُ .و رجلٌ طَریفٌ بَیِّنُ الطَّرافَهِ :ماضٍ هَشٌّ .

وَ الطَّرْفاءُ :مَنْبِتُ الطَّرَفَهِ ،و به سُمِّیت القَرْیَهُ بقُربِ مصر، وَ قد رَأَیْتُها.

وَ الطُّرَیْفاتُ (4)،بالضمّ :موضعٌ ،قال:

ترْعَی سُمَیْراءَ إلی أَعْلامِها

إلی الطُّرَیْفاتِ إلی أَهْضامِها (5)

وَ ناقَهٌ مُسْتَطْرِفَهٌ : طَرِفَهٌ .

وَ طَرَفَهُ المُجاشِعِیُّ :أَخُو الفَرَزْدَقِ .

وَ جَزِیرَهُ طَرِیفٍ :مدینَهٌ عظیمهٌ قربَ الأَندَلُسِ .

وَ طَرِیفَهُ الکاهِنَهُ سَتُذْکَرُ مع شِقٍّ .

وَ طُرْفَهُ بالضمٍّ ،الکَرْجِیَّه:حَدَّثَت عن المُفَضَّلِ بنِ أَبِی حَرْب،و عنها ابنُ السَّمْعانِی.

وَ الطُّرَفیُّ ،بضم ففَتْحٍ :أَبو عَبْدِ اللّه محمّدُ بنُ عبدِ الواحِدِ أَحْمَد الأَدِیب حَدّث بأَصْبَهانَ .

وَ بالفتح: طَرِیفُ بنُ أَحمدَ الطَّرِیفیّ ،ذکره حَمْزَهُ فی تاریخِه.

وَ أَحمَدُ بن ناصِرِ بنِ طِعانٍ ،أَبو العَبّاس الطَّرِیفیُّ البَصْرَوِیّ الدِّمَشْقِیّ ،و ابْناهُ عبدُ الرّحمنِ و عَبْدُ اللّه،رَوی عن الخشوعی،و رَوی أَحْمَدُ عن الخِضْرِ بن طاوُسَ .

وَ قد سَموا مِطْرَفاً ،کمِنْبَرٍ،منهم: مِطْرَفُ بنُ سَعْدِ بنِ مِطْرَفٍ ،و أَخُوه عبدُ الوَهّابِ ،سَمِعا من یُونُسَ بنِ یَحْیَی الهاشِمِیِّ بمکه،ذکرهما ابنُ سُلَیْمٍ فی تاریخِهِ .

وَ أَبو جَعْفَرٍ محمَّدُ بنُ هارونَ بنِ مُطَرِّفٍ (6)-کمُعَظَّمٍ - المُطَرَّفیّ 6عن أبی الأَزْهَرِ العَبْدِیّ .

وَ أَبو أَحمدَ محمَّدُ بنُ إِبراهِیمَ بنِ مُطَرَّفٍ المُطَرَّفیّ الأَسْتَراباذِیّ ،عن أَبی سَعِیدٍ الأَشَجِّ (7).

ص:354


1- (1) اللسان و معه بیت آخر بدون نسبه،و اختلف فی قائلهما انظر حاشیه المطبوعه الکویتیه.
2- (2) اللسان« [1]المتتایع»بالیاء.
3- (3) فی التهذیب:یعنی خبرًا جدیداً قد حدث.و مثله:هل من مغربه خبر.
4- (4) فی معجم البلدان«طُرَیفه»و الأصل کاللسان. [2]
5- (5) اللسان و معجم البلدان و نسبه یاقوت للفقعسی و روایه الأول فی اللسان: رعت سمیراء إلی أرمامها وَ فی یاقوت: رعت سمیسارا إلی أرمامها.
6- (6) نص ابن حجر علی الضم و الفتح و التشدید،و فی اللباب بکسر الراء المشدده.
7- (7) عن التبصیر 1370/4 و بالأصل«الأشجع».

طرهف

المُطْرَهِفُّ ،کمُشْمَعِلٍّ :الحَسَنُ التّامُّ مِنَ الرِّجالِ نقلَه الجَوْهرِیُّ و غیرُه،و أَنْشدَ للرّاجِزِ:

تُحِبُّ مِنّا مُطْرَهِفًّا (1)فَوْهَدَا

عِجْزَهَ شَیْخَیْنِ غُلاماً أَمْرَدَا

کذا فی الصِّحاح،و یُروی:«غُلاماً أَسْوَدَا»و یروی:

«یُسَمّی الأَسْوَدا».

طعسف

الطَّعْسَفَهُ أَهْمَلَه الجوهریُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:

هی لُغَهٌ مَرْغُوبٌ عَنْها و مَعْناه:الخَبْطُ بالقَدَمِ .قلتُ :و لذا أَهْمَلَه الجَوْهرِیُّ ،و ما أَدَقَّ نظَرَه رحِمَه اللّه تعالی.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:یُقال: مَرَّ یُطَعْسِفُ فی الأَرْضِ :إذا مَرَّ یَخْبِطُها و نقَلَه الأَزْهریُّ أَیضاً هکذا.

طغف

طَغْفَهُ ،بالغَیْنِ المُعْجَمَه أَهملَه الجَماعَهُ ابنُ قَیْسٍ الغِفاریُّ :صَحابِیٌّ من أَهْلِ الصُّفَّهِ ،و قد اختُلِف فی اسْمِه علی أَقوالٍ ، أَو الصَّوابُ طَهْفَهُ بالهاءِ أَو طَقْفَهُ بالقافِ و سَیَأْتِی أَو طَخْفَهُ بالخاءِ،و قد تَقَدَّم (2).

طفف

الطَّفِیفُ : الشیءُ القَلِیلُ نقله الجوهرِیُّ .

وَ قال ابنُ دُرَیْدٍ: الطَّفِیفُ :الغَیْرُ التّامِّ .

و طَفُّ المَکُّوکِ و الإِناءِ،و کذلک طَفَفُه ،مُحَرَّکَهً ، و طَفافُهُ بالفَتْحِ و یُکْسَرُ:ما مَلَأَ أَصْبارَه نَقَله الجَوْهَرِیُّ ،و لم یَذْکُر الإِناءَ.

أو هو ما بَقِیَ فِیه بعدَ مَسْحِ رَأْسِهِ کما فی المُحْکَم أَو هو جِمَامُه بالکسرِ و الفتحِ .

أَو هو مِلْؤُه یُقال:هذا طَفُّ المِکْیالِ ،و طَفافُه :إذا قارِبَ مِلْأَه،و

16- فی الحَدِیثِ : «کُلُّکُم بَنُو آدَمَ طَفُّ الصّاعِ لَم تَمْلَؤُهُ ». و هو أَنْ یَقْرُبَ أَنْ یمتلِیءَ فلا یفْعَل،کما فی الصِّحاح،قال ابنُ الأَثِیرِ:معناه کُلُّکُم فی الانْتِسابِ إلی أَبٍ واحدٍ بمَنْزِلَهٍ واحدهٍ ،فی النَّقْصِ و التَّقاصُرِ عنْ غایَهِ التَّمامِ ،و شَبَّهَهم فی نُقْصانِهم بالکَیْلِ الَّذِی لَم یَبْلُغْ أَنْ یَمْلَأَ المِکْیالَ ،ثم أَعْلَمَهم أنَّ التَّفاضُلَ لیسَ بالنَّسبِ ،و لکن بالتَّقْوَی. أَو طُفافُ الإِناءِ،و طُفافَتُه ،بضَمِّهِما:أَعْلاه و فی الصِّحاحِ :هما ما فَوْقَ المِکْیال.

و الطِفافُ کسَحابٍ ،و کِتابٍ :سوادُ اللّیْلِ عن أَبی العَمَیْثَلِ الأَعْرابِیّ ،و أَنْشَدَ:

عِقْبانُ دَجْنٍ بادَرَتْ طَفافَا

صَیْداً و قد عایَنَتِ الأَسْدافَا

فَهْیَ تَضُمُّ الرِّیشَ و الأَکْتافَا

و إِناءٌ طَفّانُ :بَلَغَ الکیْلُ طُفافَهُ تَقُولُ منه: أَطْفَفْتُه ،کما فی الصِّحاح،و هو الذی قَرْبَ أَنْ یَمْتَلِیءَ و یُساویَ أَعلاهُ .

و الطُّفافَهُ ،بالضَّم،و الطَّفَفَهَ محرکهً :ما فَوْقَ المِکْیالِ الأُولَی عن الجوهریِّ أَو الأُولی:ما قَصُرَ عن مِلْ ءِ الإِناءِ من شَرابٍ و غیرِه،نقله ابنُ دُرَیْدٍ.

3- و الطَّفُّ :ع،قُرْبَ الکُوفَهِ و به قُتِلَ الإمامُ الحُسَیْنُ رضِیَ اللّه عنه،سُمِّیَ به لأَنَّه طَرَفُ البَرِّ مما یَلِی الفُراتَ . و کانت یَوْمَئِذٍ تجرِی قَرِیباً منه.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الطَّفُّ : ما أَشْرَفَ من أَرْضِ العَرَبِ علی رِیفِ العِراقِ .

وَ قالَ الأَصْمَعِیُّ :إِنما سُمِّیَ طَفًّا لأَنّه دَنَا من الرِّیفِ ،قال أَبو دَهْبَلٍ الجُمَحِیُّ :

أَلاَ إنَّ قَتْلَی الطَّفِّ من آلِ هاشمٍ

أَذَلَّتْ رِقابَ المُسْلِمِینَ فذَلَّتِ

وَ قالَ أَیضاً:

تَبِیتُ سَکارَی من أُمَیَّهَ نُوَّماً

وَ بالطَّفِّ قَتْلَی ما یَنامُ حَمِیمُها

و قِیلَ : طَفُّ الفُراتِ :ما ارْتَفَع منه من الجانِبِ ،و قیل:هو الشّاطِیءُ منه،قاله اللَّیْثُ ،قال شُبْرُمَهُ بنُ الطُّفَیْلِ :

کأَنّ أَبارِیقَ المُدامِ علَیْهِمُ

إِوَزٌّ بأَعَلَی الطَّفِّ عُوجُ الحَناجِرِ

کالطَّفطافِ و هو شاطِیءُ البَحْرِ.

وَ طفَّه برِجْلِه أو بِیَدِه: إذا رَفَعَه عن ابنِ دُرَیْدٍ.

ص:355


1- (1) عن الصحاح و اللسان و بالأصل«مترهفاً».
2- (2) انظر أسد الغابه«طهفه بن قیس».

و طَفَّ الشَّیءُ منه: إذا دَنَا و منه سُمِّی الطَّفّ ،کما تَقدّم.

و طَفَّ النّاقَهَ یَطُفُّها طَفًّا : شَدَّ قَوائِمَها نقله الصّاغانِیُّ .

و قولُهم: خُذْ ما طَفَّ لَکَ ، وَ أَطَفَّ لکَ ، و اسْتَطَفَّ لک:

أی خُذْ ما ارْتَفَعَ لَکَ ،و أَمْکَنَ کما فی الصِّحاحِ .

و زادَ غیرُه: دَنَا مِنْکَ و تهَیَّأَ،و قِیل:أَشْرَفَ و بَدا لِیُؤْخَذَ، وَ المَعْنَیان،متَجاوِرانِ ،و مثلُه:خُذْ ما دَقَّ لک و اسْتَدَقَّ :أی ما تَهَیّأَ (1)،قال الکِسائِیُّ ،-فی بابِ قَناعَهِ الرَّجُلِ ببعضِ حاجَتِه،یَحْکِی عنهم-:خُذْ ما طَفَّ لکَ ودَعْ ما اسْتَطَفَّ لَکَ :أی ارْضَ بما یُمْکِنُکَ منه.

و قال ابنُ عبّادٍ: الطَّافَّهُ :ما بینَ الجِبالِ و القِیعانِ ،و من البُسْتانِ :ما حَوالَیْهِ و الجمعُ طَوَافَّ .

و الطَّفْطَفَه بالفتح و یُکْسَرُ و کذا:الخَوْشُ ،و الصُّقْلُ ، وَ السَّوْلاءُ (2)،و الأَفَقَهُ کُلُّه: الخاصِرَهُ نَقَله أَبو عَمْرٍو،و نُقِلَ الکسرُ عن أَبِی زَیْدٍ أَیضاً،و اقتصر الجوهرِیُّ علی الفَتْحِ .

أَو هی: أَطْرافُ الجَنْبِ المُتَّصَلهُ بالأَضْلاعِ .

أو کُلُّ ،لَحْمٍ مُضْطَّرِبٍ طَفْطَفَهٌ ،نقله الأَزْهَرِیُّ عن بعضِ العَربِ ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ :

قَلِیلٌ لَحْمُها إلاّ بَقایَا

طَفاطِفِ لَحْمِ مَنْحُوضٍ مَشِیقِ (3)

أَو هی: الرَّخْصُ مِنْ مَراقِّ البَطْنِ نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ، وَ أَنْشَد:

مُعاوِدُ قَتْلِ الهادِیاتِ شواؤه کبِرْطِیلٍ

من الوَحْشِ قُصْرَی رَخْصَهٌ و طَفاطِفُ (4)

وَ فی اللّسانِ :و قیل:هی ما رَقَّ من طَرَفِ الکَبِدِ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

وَ سَوْداءَ مثلِ التُّرْسِ نازَعْتُ صُحْبَتِی

طَفاطِفَها لَم تَسْتَطِعْ دُونَها صَبْرَا

ج: طَفاطِفُ و قد تقدّم شاهدُه.

و الطَّفْطافُ :أَطْرافُ الشَّجَرِ نقله الجوهریُّ ،و أَنْشَدَ للکُمَیْتِ یَصفُ فِراخَ النَّعامِ :

أَوَیْنَ إلی مُلاطِفَهٍ خَضُودٍ

مآکِلُهُنَّ طَفْطافُ الرُّبُولِ

وَ قال غَیْرُه: الطَّفْطافُ هنا:النّاعِمُ الرَّطْبُ من النّباتِ ، وَ قال المُفَضَّل:ورَقُ الغُصونِ .

و فَرَسٌ طَفّافٌ ،کشَدّادٍ،و کذلک طَفٌّ ،و خَفٌّ ،و دَفٌّ أَخَواتٌ بمَعْنًی واحدٍ،و قد تَقَدَّم الأَخیرانِ ،کما فی العُبابِ .

و أَطَفَّ عَلَیهِ ، و أَطَلَّ عَلَیه:أی أَشْرَفَ علیه.

و أَطَفَّ الکَیْلَ :أَبْلَغَه طَفافَهُ نقله الجوهریُّ ،و قیل:

أَخَذَ ما عَلَیهِ .

و أَطَفَّت النّاقَهُ :وَلَدَتْ لغیرِ تَمامٍ نقله ابنُ عبّادٍ،و نَصُّه فی المُحِیطِ :أَلْقَتْ وَلَدَها لغَیْرِ تَمامٍ .

و قال اللَّیْثُ : أَطَفَّ فُلانٌ للأَمْرِ: إذا طَبَنَ لهُ و أَرادَ خَتْلَه،و أَنْشَدَ:

أَطَفَّ لها شَثْنُ البَنانِ جُنادِفُ

و أَطَفَّ علیهِ بحَجَرٍ:تَناوَلَه بِهِ عن ابنِ عَبّادٍ.

و أَطَفَّ له: إذا أَرادَ خَتْلَه هو مَأْخُوذٌ منْ قَوْلِ اللَّیْثِ الّذِی تَقدَّم.

و أَطَفَّ علیهِ و نصُّ أَبِی زَیْدٍ فی النَّوادِر:أَطَلَّ علی مالِه، وَ أَطَفَّ عَلَیه:مَعْناه:أَنّه اشْتَمَلَ علیه،فذَهَب به.

و طَفَّفَ تَطْفِیفاً :بَخَس فی الکَیْلِ و الوَزْنِ ، و نَقَصَ المِکْیالَ و هو أَنْ لا یَمْلَأَه إلی أَصْبارِه،و منه قوله تَعالی:

وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ (5) فالتَّطْفِیفُ :نَقْصٌ یَخُونُ به صاحبُه فی کَیْلٍ إلی مِقدارِ الحَقِّ فلا یُسَمَّی تَطْفِیفاً ،و لا یُسَمّی بالشیءِ الیسیرِ مُطَفِّفاً علی إِطْلاقِ الصِّفَهِ حتّی یَصِیرَ إلی حالٍ تَتَفاحَشُ ،و قال أَبو إِسحاقَ : المُطَفِّفُونَ :الذین یَنْقُصُونَ المِکْیالَ و المِیزانَ ،قال:و إِنما قِیلَ للفاعِلِ : مُطَفِّفٌ ؛لأَنّه لا یکادُ یَسْرِقُ فی المِکْیالِ و المیزانِ إلاّ الشیءَ الخَفِیفَ الطَّفِیفَ ،و إِنّما أُخِذَ من طَفِّ الشَّیْ ءِ،و هو جانِبُه،و قد

ص:356


1- (1) نقله الأزهری عن أبی زید.
2- (2) فی اللسان:السُّولا»و مثله فی التهذیب و لم یضبطها.
3- (3) دیوان الهذلیین 87/1 بروایه:«قلیل لحمه»«و ممحوص»بدل«منحوض» وَ مؤدی الروایتین واحد.و هو الذی قد ذهب لحمه.
4- (4) البیت لأوس بن حجر کما فی الجمهره 107/1 و [1]هو فی دیوانه باختلاف الروایه.
5- (5) الآیه الأولی من المطففین.

فَسَّرَه عزَّ و جَلَّ بقولِه: وَ إِذا کالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ یُخْسِرُونَ (1)أی:یُنْقِصُونَ .

و طَفَّفَ الطّائِرُ:بَسَطَ جَناحَیْهِ عن ابنِ عَبّادٍ.

و طَفَّفَ به الفَرَسُ : إذا وَثَبَ بِهِ و هو مجازٌ،و منه

14- حَدِیثُ ابنِ عمرَ-رضِیَ اللّه عَنْهُما: -لمّا ذَکَرَ أَنّ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و سَلّم سَبَّقَ الخَیلَ (2)فقَالَ َ:«کنتُ فارِساً یومَئِذٍ، فسَبَقْتُ النّاسَ حتّی طَفَّفَ بیَ الفَرَسُ مَسْجِدَ بَنِی زُرَیْقٍ ».

أی:وَثَبَ بی حتّی (3)جازَه،قال الجَحّافُ بنُ حَکِیمٍ :

إذا ما تَلَقَّتْهُ الجَواثِیمُ لم یَحُمْ

وَ طَفَّفَها وَثْباً إذا الجَرْیُ أَعْقَبَا

و طَفْطَفَ الرجلُ : اسْتَرْخَی فی یَدِ (4)خَصْمِه عن ابنِ عبّادٍ.

قال الصاغانیُّ :و الترکیبُ یدُلُّ علی قِلَّهِ الشَّیْ ءِ،و قد شَذَّ عنه أَطَفَّ فلانٌ لفُلانٍ :إذا طَبَنَ له،و أَرادَ خَتْلَه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علَیه:

اسْتَطَفَّتْ حاجَتُه:إذا تَهَیَّأَتْ و یُسِّرَتْ .

وَ استَطَفَّ السَّنامُ :ارتفعَ .

وَ أَطَفَّه هو:مَکَّنَه.

وَ یُقال:

« أَطَفَّ لأَنْفِه المُوسَی فَصَبَرَ» (5)

أی:أَدْناهُ منه فَقَطَعَه.

وَ إِناءٌ طَفّانُ :مَلآنُ ،عن ابنِ الأَعرابِیّ .

وَ الطَّفُّ :فِناءُ الدّارِ.

وَ طَفَّفَ الإناءَ:أَخَذَ ما عَلَیه.

وَ طَفَّفَ علی الرَّجُلِ :إذا أَعْطاهُ أَقَلَّ ممّا أَخَذَ منه.و طَفَّفْتُ بفلانٍ مَوْضِعَ کذا:رَفَعْتُه إِلیه،و حاذَیْتُه بِهِ .

وَ طَفَّفَ :نَقَصَ ،و أَیْضاً:وَفَّی.

وَ طَفَّفَ علی عِیالِه:قَتَّرَ،و هو مجازٌ.

وَ الطَّفِیفُ :الخَسِیسُ الدُّونُ الحَقِیرُ.

وَ طَفَّ الحائِطَ طَفًّا :عَلاَه.

وَ الطُّفافَهُ بالضمِّ :الشیءُ الیَسِیرُ یبقَی فی الإِناءِ.

وَ أَطَفَّ له السَّیْفَ :أَهوَی بِهِ إِلیه،و غَشِیَهُ به.

وَ طَفَّفَت الشَّمْسُ :دَنَتْ للغُروبِ .

وَ أَتانَا عِنْدَ طَفافِ الشَّمْسِ :أی عندَ دُنُوِّها للغُروبِ ،و هو مجازٌ.

طقف

طَقْفَهُ بنُ قَیْسٍ الغِفارِیُّ :صَحابِیٌّ رضِیَ اللّه عنه،و هو الّذِی قد تَقدَّم ذکرُه،و هو من أَهْلِ الصُّفَّهِ ،رَوَی عنه ابنُه یَعِیشُ ،و قد أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و الجَماعهُ هنا.

أَو الصوابُ :طَخْفَهُ ،بالخاءِ المُعْجَمه أَو بالحاءِ المُهْمَلَه.

أَو:طَغْفَهُ بالغینِ کلُّ ذلک قد تَقَدَّم.

أَو هو: قَیْسُ بنُ طَخْفَه،أو یَعِیشُ بنُ طَخْفَهَ الذی رَوَی عنه عبدُ الرحمنِ بنُ جُبَیْرٍ،غِفارِیٌّ شامِیٌّ .

أَو هو: عَبْدُ اللّه بنُ طَخْفَهَ له و لأَبِیهِ صُحْبَهٌ ،و حَدِیثُه مُضْطَّرِبٌ .

أَو:طَهْفَهُ بنُ أَبِی ذَرٍّ کما سَیَأْتِی.

طلحف

ضَرَبْتُه ضَرْباً طِلْحِیفاً ، کِبرْطِیلٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و نَقَلَه اللَّیْثُ و زادَ غیرُه: طَلحْفاً ،مثل سَمَنْدٍ، و طِلَّحْفاً مثل جِرْدَحْلٍ ،و طِلَحْفاً مثل سِبَحْلٍ و طَلَحْفَی ، مثل حَبَرْکی و هذه عن ابْنِ دُرَیْدٍ، و طِلْحافاً مثل قِرْطاسٍ أی ضَرْباً شَدِیداً و قال شَمِرٌ: جُوعٌ طِلَحْفٌ کسِبَحْلٍ ،و جِرْدَحْلٍ أی:

شَدِیدٌ و أَنْشَدَ:

إذا اجْتَمَعَ الجُوعُ الطِّلَحْفُ و حَبُّها

علی الرَّجُلِ المَضْعُوفِ کاد یَمُوتُ (6)

ص:357


1- (1) سوره المطففین الآیه 3. [1]
2- (2) فی التهذیب:سبّق بین الخیل.
3- (3) فی التهذیب و اللسان: [2]حتی کاد یساوی المسجد.
4- (4) التکمله:فی یدیْ .
5- (5) کذا بالأصل و اللسان،و [3]جاءت العباره فی اللسان [4]نثرًا و الذی فی الأساس صدر بیت لعدی بن زید و تمامه فیه: أطف لأنفه الموسی قصیرٌ لیجدعه و کان به ضنینا وَ نبه بهامش المطبوعه المصریه إلی عباره الأساس.
6- (6) اللسان بروایه:«الطلخف»بالخاء المعجمه.

و اللاّمُ أَصْلِیَّهٌ ،لذِکْرِهم الطَّلَحْفَی فی بابِ فَعَلّی مع حَبَرْکَی منهم ابْنُ دُرَیْدٍ فی الجَمْهَرهِ (1)و غیرُه، و وَهِمَ الجَوْهَرِیُّ حیثُ جعَلَ اللاّمَ زائدهً ،و أورده فی«طخف»، وَ لو کانت اللاّمُ زائدهً لکانَ وَزْنُه فَلَعْلا.

طلخف

ضَرْبٌ طِلْخِیفٌ ،بالخاءِ،کالحاءِ فی لُغاتِه وَ کذلک من الطَّعْنِ و الجُوعِ ،و قد أَهْمَلَه الجوهریُّ هنا، وَ أَورده فی«طخف»بناءً علی أَنّ اللاّمَ زائدهٌ ،و قد وَهَّمَه الصّاغانِیُّ ،و قال حَسّان:

أَقَمْنَا لکُمْ ضَرْباً طِلَخْفاً مُنَکِّلاً

وَ حُزْناکُمْ بالطَّعْنِ من کُلِّ جانِبِ

وَ قالَ آخر:

ضَرْباً طِلَخْفاً فی الطُّلَی سَخِینَا

طلف

ذَهَبَ دَمُه و کذلک مالُه طَلْفاً بالفَتْح و یُحَرَّکُ :

أی هَدَرًا باطِلاً،قال أَبو عَمْرٍو:بالطّاءِ و الظّاءِ،قال الأَزهریُّ :هکذا سَمِعْتُه بالوجهینِ ،و قالَ الأَفْوَهُ الأَوْدِیُّ :

حَکَمَ الدَّهْرُ علینا أَنَّه

طَلَفٌ ما نالَ مِنّا و جُبارُ

و الطَّلَفُ ،محرَّکهً :العَطاءُ و الهِبَهُ ،تقول: أَطْلَفَنِی وَ أَسْلَفَنِی،و السَّلَفُ :ما یُقْتَضَی،نقله الجوهریُّ ،و ابنُ فارِسٍ ،و أَنشَدَ:

وَ کُلُّ شیءٍ من الدُّنْیا نُصابُ بِهِ

ما عِشْتَ فِینَا و إِنْ جَلّ الرُّزَی طَلَفُ

[ و الهَیِّنُ من الشیء ] (2).

قال: و قولُهم:إنَّ الطَّلَفَ :الفَضْلُ ،لیسَ بشیءٍ،إِلاّ أَنْ یُرادَ به الفاضِل عن الشَّیْ ءِ و الطَّلِیفُ کأَمِیرٍ:الشّیءُ المَأْخُوذُ.

و أَیضاً: الهَدَرُ و الباطِلُ قال رُؤْبَهُ :

کَمْ من عِدًی أَموالُهُمْ طَلِیفُ

أی:باطِلٌ :و قال یُونُسُ :ذَهَبَ فلانٌ بالمالِ طَلِیفاً :أی بغیرِ حَقٍّ ،و الظاءُ المعجمَهُ لغهٌ فیه. و الطَّلَفَانُ مُحَرِّکَهً :أَنْ یَعْیَا فَیَعْمَلَ علی الکَلالِ ،أَو صوابهُ بالغَیْنِ المُعجمه هکذا صَوَّبَه الأَزهریُّ ،و قد تَقَدّم.

و فی نوادِرِ الأَعرابِ :أَسْلفَه کذا:أَقْرَضَه،و أَطْلَفَه کذا: وَهَبَه و نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَیضاً هکذا.

و أَطْلَفَه أَیضاً: أَهْدَرَه نَقَله الجَوْهَریُّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: أَطْلَفَ فُلانٌ :بَطَلَ ثَأْرُ خَصْمِه.

قال: و طَلَّفَ عَلَیه تَطْلِیفاً :زادَ و الظاءُ لغهٌ .

طلنف

الطَّلَنْفَی ،کحَبَرْکَی،و الطَّلَنْفأُ ،بالهَمْزِ أَهمله الجوهریُّ ،و قالَ ابنُ دُریْدٍ:هو الکَثِیرُ الکلامِ یُهْمَزُ و لا یُهْمَزُ.

و قال أَبو زَیْدٍ: جمَلٌ مُطْلَنْفِئُ السَّنامِ :لاصِقُه و قد لا یُهْمز.

و اطْلَنْفَأْتُ :لَزِقْتُ بالأَرضِ فأَنا مُطْلَنْفِئٌ ،و کذلک الطَّلَنْفَی ،و قد یُهَمزانِ ،قال غَیْلانُ الرَّبَعِیّ :

مُطْلَنْفِئِینَ عِنْدَها کالأَطْلاَ

قال الصّاغانیُّ :و قد ذکرتُ هذه اللُّغاتِ فی ترکیبِ «طلفَ ».

قُلتُ :و هو صَنِیعُ ابن دُرَیْدٍ و الأَزْهرِیّ و صاحِبِ اللّسانِ .

طنف

الطَّنْفُ ،بالفتحِ ،و بالضمِّ ،و مُحَّرکَهً ، وَ بضَّمتَیْنِ :الحَیْدُ من الجَبَلِ ،و هو: ما نَتَأَ منه،و رَأْسٌ من رُؤُوسِه و قِیلَ :هو:شاخِصٌ یَخرجُ من الجَبَلِ ،فیَتَقَدّمُ کأَنّه جناحٌ ،و اقتصر الجَوْهَرِیُّ علی التّحْرِیکِ ج: أَطْنافٌ وَ طُنُوفٌ قال أَبو ذُؤَیْبٍ الهُذَلِیّ :

وَ ما ضَرَبٌ بَیْضاءُ یَأْوِی مَلِیکُها

إلی طُنُفٍ أَعْیا بِراقٍ و نازِلِ (3)

و الطَّنَفُ ،بالتَّحْرِیکِ ،و بضَمَّتَیْنِ : إِفْرِیزُ الحائِطِ .

و قِیلَ :هو ما أَشْرَفَ خارِجاً عن البِنَاءِ.

و کذلک: السَّقِیفَهُ تُشْرَعُ فوقَ بابِ الدّارِ نَقَله الجَوْهَرِیُّ ،قال ابنُ الأعْرابیِّ ،و هی الکُنَّهُ .

و بالتَحْرِیکِ :السُّیُور نَقَله الجَوْهَرِیُّ عن أَبی عُبَیدٍ، قال:و ضَمُّ الطاءِ و النونِ لغهٌ فیه.

ص:358


1- (1) انظر الجمهره 398/3. [1]
2- ((*))ما بین معکوفتین سقط بالمصریه و الکویتیه.
3- (2) دیوان الهذلیین 141/1 و فسر الطنف بأنه ما نتأ من الجبل و ندر منه.

أَو الطَّنَفُ : الجُلُودُ الحُمْرُ التی تکونُ علی الأَسْفاطِ و به فُسِّر قولُ الأَفْوَهِ الأَوْدِیِّ :

سُودٌ غَدائِرُها بُلْجٌ مَحاجِرُها

کأَنَّ أَطْرافَها-لمّا اجْتَلَی- الطَّنَفُ

وَ یُرْوَی:

کأَنَّ أَطْرافها فی الجَلْوَهِ الطَّنَفُ

و الطَّنَفُ :نَفْسُ التُّهَمَه،و فِعلُه طَنِفَ ، کَفَرِحَ .

و الطَّنِفُ ککَتِفٍ :المُتَّهَمُ بالأَمرِ،کأَنَّه علی النَّسَبِ .

و حَکَی الشَّیْبانِیُّ أنَّ الطَّنِفَ : مَنْ لا یأْکُلُ إلاّ قَلِیلاً.

و الطَّنِفُ أَیضاً: الفاسِدُ الدِّخْلَهِ و قد طَنِفَ ،کفَرِحَ ، طَنافَهً و طُنُوفَهً بالضمِّ و طَنَفاً محَرَّکهً .

و یقال: ما أَطْنَفَهُ أی ما أَزْهَدَه.

و المُطْنِفُ ،کمُحْسِنٍ :من لَه الطَّنَفُ .

و أَیْضاً: مَنْ یَعْلُو الطَّنَفَ و اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ علی الأَخیرِ،و أَنشدَ قولَ الشَّنْفَرَی:

کأَنَّ حَفِیفَ النَّبْلِ فوقَ عَجِیسِها

عَوازِبُ نَحْلٍ أَخْطَأَ الغارَ مُطْنِفُ (1)

قال الصّاغانِیُّ :و فی شَرْحِ شِعْرِ الشَّنْفَرَی: مِطْنَفٌ :له طُنُفٌ ،و الَّذِی لَهُ طُنُفٌ غیُر الَّذِی یَعْلُوه.

و طَنَّفَه تَطْنِیفاً .اتَّهَمَه فهو مُطَنَّفٌ ،یقال:فلانٌ یُطَنَّفُ بهذه السَّرِقَه،و

16- فی حدیث جُرَیْجٍ : «کان سُنَّتُهم إذا تَرَهَّبَ الرَّجُلُ منهم،ثُمّ طُنِّفَ بالفُجُورِ لم یَقْبَلُوا منه إلاّ القَتْلَ ».

أی:اتُّهِم.

و طَنَّفَ جِدارَه: إذا جَعَلَ فوقه شَوْکاً و عِیدانًا و أَغْصانًا لیَصْعُبَ تَسَلُّقُه و تسوُّرُه،قالَه الأَزْهریُّ .

وَ قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و أَهْلُ مکَّهَ یَبْنُونَ علی السّطْحِ جِدارًا (2)قَصِیرًا یُسَمُّونَه الطَّنَفَ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: طَنَّفَ نَفْسَه إلی کَذَا: إذا أَدْناهَا إلی الطَّمَعِ . و یُقال: ما تَطَنَّفَتْ نَفْسِی إلی هذا: أی ما أَشَفَتْ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: و هو یَتطنَّفُهُم أی: یَغْشاهُم.

قال الصاغانیُّ :«و التَّرْکِیبُ یدُلُّ علی دَوْرِ شَیْ ءٍ علی شَیْ ءٍ،و قد شَذَّ عنه الطَّنِفُ :الَّذی لا یَأْکُلُ إلاّ قَلِیلاً،و ما أَطْنَفَه!:ما أَزْهَدَه!».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

طَنَّفَ للأَمْرِ تَطْنِیفاً :قارَفَه.

وَ الطَّنَفُ ،محرَّکهً :شجرٌ أَحْمَرُ یُشبِهُ العَنَمَ .

وَ المُطَنَّفُ ،کمُعَظَّمٍ :المُهْدَر.

طوف

طافَ حَوْلَ الکَعْبَهِ و عَلَیه اقْتَصَرَ الجوهریُّ و زادَ غیرُه:و بِها، طَوْفاً ،و طَوَافاً ،و طَوَفانًا مُحرَّکَهً ،و اقتصرَ الجوهریُّ علی الأَوّلِ و الثالِثِ ،و نقلَ ابنُ الأَثِیرِ الثّانِی و کذلِک اسْتَطافَ ،و تَطَوَّفَ نَقَلَهما الجَوْهَرِیُّ و طَوَّفَ تَطْوِیفاً کلُّ ذلک بمَعْنًی: دارَ حَوْلَها.

وَ یُقالُ -فی الأَخیر- طَوَّفَ الرَّجُلُ :إذا أَکْثَرَ الطَّوافَ ، قال شیخُنا:و قد قَصَدَ المُصَنِّفُ إلی الطَّوافِ الشَّرْعِیِّ الذی أَوْضَحَه الشّارِعُ ،و تَرَکَ أَصْلَه فی اللُّغَهِ ،و قد أورَدَه الرّاغِبُ ، وَ فسَّرَه بمُنْطَلِق المَشْیِ ،أو مَشْیٌ فیه اسْتِدارَهٌ ،أو غیر ذلک.

و المَطافُ :موضِعُه أی: الطَّواف ،و جمعُ الطَّوافِ :

أَطْوافٌ .

و رَجُلٌ طافٌ أی کَثِیرُه نَقَله الجَوْهَرِیُّ .

و الطَّوْفُ :قِرَبٌ یُنْفَخُ فِیها،و یُشَدُّ بعضُها إلی بَعْضٍ فتُجْعَلُ کهَیْئَهِ السَّطْحِ یُرْکَبُ علیها فی الماءِ و یُحْمَلُ عَلَیْها المِیرَهُ و النّاسُ ،و یُعْبَرُ علیها،و هو الرَّمَثُ ،و رُبَّما کانَ من خَشَبٍ ،و الجمعُ أَطْوافٌ ،و قال الأَزهریُّ : الطَّوْفُ الذی یُعْبَرُ علیها[فی] (3)الأَنْهارِ الکِبار،یُسَوَّی من القَصَبِ وَ العِیدانِ ،یُشَدُّ بعضُها فوقَ بعضٍ ،ثم تُقَمَّطُ بالقُمُطِ ، حتّی یُؤْمَنَ انْحِلالُها،ثم تُرْکَبُ و یُعْبَرُ علیها،و رُبَّما حُمِلَ علیها الجَمَلُ (4)علی قَدْرِ قُوَّتِه و ثَخانَتهِ ،و تُسَمَّی العامَهَ ، بتخفیفِ المِیم.

ص:359


1- (1) اللسان و [1]الصحاح و [2]التکمله:من فوق عجسها.
2- (2) فی الأساس:جُدَیرًا.
3- (3) زیاده عن التهذیب،و فیه:علیه بدل علیها.
4- (4) عن التهذیب و بالأصل«الحمل».

و الطَّوْفُ : الغائِطُ و هو ما کانَ من ذلِک بعد الرَّضاعِ ، وَ أَمّا ما کانَ قبْلَه فهو عِقْیٌ ،قالَه الأَحْمَر،و

16- فی الحَدِیث:

«لا یَتَناجَی اثْنانِ علی طَوْفِهِما ». و

17- فی حَدِیثِ ابنِ عَبّاسٍ : «لا یُصَلِّیَنَّ أَحَدُکم و هو یُدافِعُ الطَّوْفَ و البَوْلَ ». و فی کَلامِ الرّاغبِ ما یَدُلُّ علی أَنَّه من الکِنایه.

و طافَ یَطُوفُ طَوْفاً :إذا ذَهَبَ إلی البَرازِ لیَتَغَوَّطَ زاد ابنُ الأَعرابِیِّ کاطَّافَ یَطّافُ اطِّیَافاً :إذا أَلْقَی ما فی جَوْفِه، وَ أَنشَدَ:

عَشَّیْتُ جابانَ حی اسْتَدَّ مَغْرِضُه

وَ کادَ یَنْقَدُّ إلاّ أَنَّهُ اطّافَا

وَ هو علی افْتَعَلَ .

و الطّائِفُ :العَسَسُ کما فی الصِّحاح قال الرّاغِبُ :و هو الذی یَدُورُ حول البُیُوتِ حافِظاً،و قَیَّدَه غیرُه باللَّیْل.

و الطّائِفُ : بِلادُ ثَقِیفٍ قال أَبُو طالِبِ بنُ عَبْدِ المُطلِبِ :

مَنَعْنا أَرْضَنا من کُلِّ حَیٍّ

کما امْتَنَعَتْ بطائِفِها ثَقِیفُ

وَ هی فی وادٍ بالغَوْرِ أَوّلُ قُراها لُقَیْمُ ،و آخرُها الوَهْطُ ، سُمِّیَتْ لأَنّها طافَتْ علی الماءِ فی الطُّوفانِ ،أو لأَنّ جِبْرِیلَ علیه السّلامُ طافَ بِها عَلَی البَیْتِ سَبْعا نقله المَیُورْقِیّ عن الأَزْرَقِیِّ .

16- أَو لأَنَّها کانَتْ قریهً بالشّامِ ،فَنَقَلَها اللّه تَعالَی إلی الحِجازِ بدَعْوَهِ إِبراهیمَ عَلَیه السّلامُ اقْتِلاعاً من تُخُومِ الثَّرَی بعُیُونِها وَ ثِمارِها و مَزارِعِها،و ذلک لمَّا قالَ : رَبَّنا إِنِّی أَسْکَنْتُ مِنْ ذُرِّیَّتِی بِوادٍ غَیْرِ ذِی زَرْعٍ عِنْدَ بَیْتِکَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِیُقِیمُوا الصَّلاهَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَهً مِنَ النّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَشْکُرُونَ (1)نقله أَبو داودَ الأَزْرَقیُّ فی تاریخ مکَّهَ ،و أَبُو حذیفَهَ إِسحاقُ بْنُ بِشْرٍ القُرَشِیُّ فی کتاب «المُبْتَدا» . و هو قولُ الزُّهْرِیِّ ،و

16- قالَ القَسْطَلاّنِیُّ فی المَواهِبِ : إِنّ جِبْرِیلَ عَلَیه السلامُ اقْتَلَعَ الجَنَّه التی کانَتْ لأصحابِ الصَّرِیمِ ،فسارَ بِها إلی مکَّهَ ، فطافَ بها حولَ البیتِ ،ثمّ أنزلَها حیثُ الطّائِفُ ،فسُمِّیَ الموضعُ بها.

وَ کانت أَوّلاً بنواحی صَنْعَاءَ،و اسمُ الأَرضِ «وَجٌّ »و هی بَلْدَهٌ کبیرهٌ علی ثلاثِ مَراحِلَ أو اثْنَتَیْنِ من مکَّهَ من جهه المَشْرِقِ ،کثیرهُ الأَعنابِ و الفَواکِهِ ،و

16- روی الحافِظ ابنُ عاتٍ (2)فی مَجالِسِه: أنَّ هذه الجَنَّهَ کانت بالطّائِفِ ،فاقْتَلَعَها جِبْرِیلُ ،و طافَ بها البیتَ سَبْعاً،ثم رَدَّها إلی مَکانِها،ثم وَضَعَها مکانَها الیوم،قال أَبو العَبّاس المَیُورْقِیُّ :فتَکُون تلک البُقْعَهُ من سائِرِ بُقَع الطّائِفِ طِیفَ بها بالبیتِ مَرَّتَیْنِ فی وَقْتَیْنِ .

أَو لأَنَّ رَجُلاً من الصَّدِفِ و هو ابنه الدَّمُّونُ بنُ الصَّدِفِ (3)،و اسمُ الصَّدِفِ مالِکُ بنُ مُرْتِعِ بن کِنْدَهَ من حَضْرَموْت أَصابَ دَماً فی قَوْمِه بحَضْرَمَوْتَ ،ففَرَّ إلی وَجٍّ و لَحِقَ بثَقِیفَ ،و أَقامَ بها و حالَفَ مَسْعُودَ بنَ مُعَتِّبٍ الثَّقَفیّ أَحدَ من قِیلَ فیه:إِنَّهُ المُرادُ من الآیه عَلی رَجُلٍ مِنَ الْقَرْیَتَیْنِ عَظِیمٍ (4)، و کانَ له مالٌ عَظِیمٌ ،فقَالَ َ لهم: هَلْ لَکُمْ أَنْ أَبْنِیَ لکم طَوْفاً عَلَیْکُم یُطِیفُ ببلدِکم یکونُ لکم رِدْءاً من العَرَبِ ؟فقالُوا:نَعَمْ ،فبَناهُ ،و هو الحائِطُ المُطِیفُ المُحْدِقُ به و هذا القَوْلُ نَقَلَه السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ عن البَکْرِیّ ،و أَعرضَ عنه،و ذَکَر ابنُ الکَلْبِیِّ ما یُوافِقُ هذا القولَ ،و قد خُصَّت الطّائفُ بتَصانِیفَ ،و ذَکَرُوا هذا الخِلافَ الذی ساقَه المُصنِّفُ ،و بَسَطوا فیه،أَوردَ بعضَ ذلک الحافِظُ ابنُ فَهْدٍ الهاشِمِیُّ فی تاریخٍ له خَصَّه بذکر الطّائِف ،جزاهم اللّه عنا کُلَّ خیرٍ.

و الطّائِفُ من القَوْسِ :ما بَیْنَ السِّیَهِ و الأَبْهَرِ نقله الجوهریُّ .

أَو هو قَرِیبٌ من عَظْمِ الذِّراعِ من کَبِدِها.

أَو الطّائِفانِ :دُونَ السِّیَتَیْنِ و الجمعُ طوائِفُ ،قال أَبو کَبِیرٍ الهُذَلِیُّ :

وَ عُراضَهُ السِّیَتَیْنِ تُوبِعَ بَرْیُها

تَأْوِی طَوائِفُها لعَجْسٍ عَبْهَرِ (5)

ص:360


1- (1) سوره إبراهیم الآیه 37. [1]
2- (2) تذکره الحفاظ للذهبی 1389/4 و فیها:أبو عمر أحمد بن هارون بن أحمد بن جعفر بن عات النفزی الشاطبی ولد سنه 542 و مات سنه 609.
3- (3) فی معجم البلدان: [2]رجل من الصدف یقال له الدمون بن عبد الملک قتل ابن عمٍّ له یقال له عمر بحضرموت ثم أقبل هارباً و قال: وَ حربه ناهکٍ أوجرت عمرًا فما لی بعده أبداً قرارُ.
4- (4) سوره الزخرف الآیه 31. [3]
5- (5) دیوان الهذلیین 103/2 و بهامشه:و طائف القوس:ما بین.

و یَعْنِی بالسِّیَتَیْنِ :ما اعْوَجَّ من رَأْسِها،و فیها طائِفانِ ، وَ قال أبو حَنِیفَهَ : طائِفُ القَوْسِ :ما جاوَزَ کُلْیَتَها من فَوْق وَ أَسْفَل إلی مُنْحَنَی تَعْطِیفِ القَوْسِ من طَرَفِها،و أَنشَد ابنُ بَرِّی:

وَ مَصُونَهٍ دُفِعَتْ فَلَمّا أَدْبَرَتْ

دَفَعَتْ طَوائِفُها علی الأَقْیالِ

و الطّائِفُ :الثَّوْرُ یَکونُ ممّا یَلِی طرَفَ الکُدْسِ عن ابنِ عَبّادٍ.

و الطّائِفَهُ من الشیءِ:القِطْعهُ منه نقله الجَوْهَرِیُّ أَو هی الوَاحِدَهُ فصاعِدَاً و به فَسّر ابنُ عَبّاد (1)قولَه تعالی: وَ لْیَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَهٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ (2).

أَو الواحِدَهُ إلی الأَلْفِ و هو قولُ مُجاهِدٍ،و

14- فی الحدیثِ :

«لا تَزالُ طائِفَهٌ من أُمَّتِی علی الحَقِّ ». قال إِسحاقُ بْنُ راهَوَیْهِ : الطّائِفَهُ دونَ الأَلفِ ،و سیبلغُ هذا الأَمرُ إلی أَنْ یکونَ عددُ المُتَمَسِّکِین بما کانَ عَلَیه رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلَّم و أصحابُه أَلفاً،یعنی بذلِک أَن لا یُعْجِبهُم کثرهُ [أَهْلِ ] (3)الباطل.

أَو أَقَلُّها رَجُلانِ قالَه عَطاءٌ أَو رَجُلٌ رُوِیَ ذلک عن مُجاهدٍ أَیضاً، فیَکُونُ حِینئذٍ بمَعْنَی النَّفْسِ الطائِفَهِ ،قال الرّاغِبُ :إذا أُریدَ بالطائِفَهِ الجَمْعُ فجَمْعُ طائفٍ ،و إذا أُریدَ به الواحد فیَصِحُّ أَنْ یکونَ جَمْعاً و یُکْنی به عن الواحدِ،و أَنْ یُجْعَلَ کراوِیهٍ و عَلاّمَهٍ ،و نحو ذلک.

و ذُو طَوّافٍ کشَدّادٍ:وائِلٌ الحَضْرَمِیُّ والدُ ذِی العُرْفِ رَبِیعَهَ الآتی ذکره فی«عرف».

و الطَّوّافُ أَیضاً:الخَادِمُ یَخْدِمُک برِفْقٍ و عِنایَهٍ و الجمع الطَّوّافُونَ ،قاله أَبو الهَیْثَمِ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الطَّوّافُونَ :

الخَدَمُ و المَمالیکُ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «الهِرَّهُ لَیْسَت بنَجِسَهٍ ، إِنّما هی من الطَّوّافِینَ علیکُم-أَو الطَّوّافاتِ -و کانَ یُصْغِی لها الإِناءَ فتَشْرَبُ منه،ثم یَتَوَضَّأُ به». جعَلَها بمَنْزِلَهِ المَمالِیکِ ،من قولِه تعالَی: یَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلْدانٌ (4)و منه

17- قولُ إبراهیمَ النَّخْعِیِّ : «إِنَّما الهِرَّهُ کبَعْضِ أَهْلِ البَیْتِ ». و الطُّوفانُ ،بالضَّمِّ :المَطَرُ الغالِبُ الذی یُغْرَقُ من کَثْرَتِه.

و قیل:هو الماءُ الغالِبُ الذی یَغْشَی کُلَّ شیءٍ.

و قیل:هو المَوْتُ و قد جاء ذلک فی حَدِیثِ عائِشَهَ مرفوعاً (5)،و به فُسِّرَ أَیضاً

17- حَدِیثُ عَمْرِو بنِ العاصِ : و ذَکَر الطّاعُونَ ،فقَالَ :«لا أَراه إلاّ رِجْزاً أو طُوفانًا ». و قیل:هو المَوْتُ الذَّرِیعُ . و قیل:هو المَوْتُ الجارِفُ .

و قِیلَ :هو القَتْلُ الذَّرِیعُ .

و قِیلَ :هو السَّیْلُ المُغْرِقُ قال الشّاعِرُ:

غَیَّرَ الجِدَّهَ من آیاتِها

خُرُقُ الرِّیحِ و طُوفانُ المَطَرْ

و قِیلَ الطُّوفانُ من کُلِّ شیءٍ:ما کانَ کَثِیرًا مُحِیطاً مُطِیفاً بالجَماعَهِ کُلِّها،کالغَرَقِ الذی یَشْتَمِلُ عَلَی المُدُنِ الکَثِیرهِ ، وَ القَتْلِ الذَّرِیعِ ،و المَوْتِ الجارِفِ ،و بذلِک کُلِّه فُسِّرَ قولُه تعالی: فَأَخَذَهُمُ اَلطُّوفانُ (6)و کُلُّ حادِثَهٍ تُحِیطُ بالإنسانِ ، وَ عَلَی ذلِکَ قولُه تعالَی: فَأَرْسَلْنا عَلَیْهِمُ اَلطُّوفانَ (7)و صارَ مُتعارَفاً فی الماءِ المُتَناهِی فی الکَثْرهِ ،لأَجْلِ أنَّ الحادِثَهَ به الَّتِی نالَتْ قومَ نُوحٍ کانَتْ ماءً،قال عزَّ و جَلّ : فَأَخَذَهُمُ اَلطُّوفانُ وَ هُمْ ظالِمُونَ 6.و هو تَحْقِیقٌ نفِیسٌ ،ثم اخْتُلِفَ فی اشتقاقِه-و إِنْ کانَ أَکثرُ الأَئمَّهِ لم یَتَعَرَّضُوا له-فقیل:

مِن طافَ تَطُوفُ ،کما اقتضاه کلامُ المُصَنِّفِ و الرّاغبِ ، قیل:هو فلعان من طَفَا الماءُ یَطْفُو:إذا عَلا و ارتَفَعَ ، فقُلِبَت لامُه لمکانِ العینِ ،کما نقله شیخُنا عن الاقْتِضاب.

قلتُ :و القولُ الثّانِی غَرِیبٌ .

الواحِدَهُ بهاءٍ قال الأَخْفَشُ : الطُّوفان جمعُ طُوفانَهٍ ،قال ابنُ سِیدَه:و الأَخْفَشُ ثِقَهٌ ،و إذا حَکَی الثِّقَهُ شیئاً لَزِمَ قَبُولُه، قال أَبو العَبّاس:هُوَ مِنْ طافَ یَطُوفُ ،قال:و الطُّوفانُ :

مصدَرٌ مثلُ الرُّجْحانِ و النُّقْصانِ ،و لا حاجَهَ به إلی أَنْ یَطْلُبَ له واحداً.

و یقال: أَخَذَ بِطُوفِ رَقَبَتِه بالضمِّ و طَافِها ،کصُوفِها وَ صَافِها بمعنًی،نقلَهُ الجوهَرِیُّ .

ص:361


1- (1) فی المطبوعه الکویتیه:ابن عباس.
2- (2) سوره النور الآیه 2. [1]
3- (3) زیاده عن اللسان. [2]
4- (4) سوره الواقعه الآیه 17. [3]
5- (5) و نصه:قالت:قال رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله:الطوفان:الموت.
6- (6) العنکبوت:14. [4]
7- (7) الأعراف:127.

و أَطافَ بِهِ : أی أَلَمَّ بِهِ و قارَبَه قال بِشْرُ بنُ أَبِی خازِمٍ :

أَبو صِبْیَهٍ شُعْثٍ یَطِیفُ بشَخْصِهِ

کوالِحُ أَمْثالُ الیَعاسِیبِ ضُمَّرُ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

طَافَ بِهِ الخَیالُ طَوْفاً :أَلَمَّ به فی النَّوْمِ ،واوِیَّهٌ و یائِیَّه، وَ سیأْتی للمُصَنِّف فی«ط ی ف»اسْتِطْراداً،لأَنَّ الأصمَعِیَّ یقولُ : طافَ الخیالُ یَطِیفُ طَیْفاً ،و غیرُه یَقولُ : یَطُوفُ طَوْفاً .

وَ طَافَ بالقَوْمِ یَطُوفُ طَوْفاً و طَوَفانًا ،و مَطافاً .

وَ أَطافَ :اسْتَدارَ و جاءَ من نَواحِیه.

وَ أَطافَ بِهِ ،و عَلَیهِ :طَرَقَه لَیْلاً،قال الفَرّاءُ:و لا یکونُ الطّائِفُ نَهارًا (1)،و قد یَتَکَلَّمُ به العَرَبُ ،فیَقُولُون: أَطَفْتُ به نَهارًا،و لیس مَوْضِعُه بالنَّهارِ،و لکِنَّه بمنزِلَهِ قولِکَ :لَوْ تُرِکَ القَطا لَیْلاً لَنامَ ؛لأَنَّ القَطَا لا یَسْرِی لَیْلاً،و أَنْشَدَ أَبو الجَرّاحِ :

أَطَفْتُ بها نَهارًا غیرَ لَیْلٍ

وَ أَلْهَی رَبَّها طَلَبُ الرِّجالِ

وَ طافَ بالنِّساءِ لا غَیْرُ.

وَ أَطافَ عَلَیهِ :دارَ حَوْلَه،قال أَبو خِراشٍ :

تُطِیفُ عَلَیهِ الطَّیْرُ و هو مُلَحَّبٌ

خِلافَ البُیُوتِ عندَ مُحْتَمِلِ الصَّرْمِ

وَ اسْتَطافَه : طافَ بِهِ .

وَ اطَّوَّفَ اطِّوَّافاً ،و الأَصلُ تَطَوَّف تَطَوُّفاً ،و منه قَوْلُه تَعالَی:

وَ لْیَطَّوَّفُوا بِالْبَیْتِ الْعَتِیقِ (2).

وَ التَّطْوافُ :مصدرٌ،و بالکَسْرِ:اسمٌ للثَّوْبِ الذی یُطافُ به.

وَ الطّائِفیُّ :زَبِیبٌ عناقِیدهُ مُتراصِفَهُ الحَبِّ ،کأَنّه مَنْسُوبٌ إلی الطّائِفِ ،عن أبی حَنِیفَهَ .

وَ أصابَه من الشَّیْطانِ طَوْفٌ ،أی: طائفٌ .

وَ طافَ فی البِلاد طَوْفاً و تَطْوافاً ،و طَوَّفَ :سار فِیها.وَ طَّوف تَطْوِیفاً و تَطْوافاً .

وَ لأَقْطَعَنَّ منه طائفاً :أی بعضَ أَطْرافِه،هکذا جاءَ فی حدیثِ عِمْرانَ بنِ حُصَیْنٍ فی العبدِ الآبِقِ ،و یُرْوَی بالباءِ وَ القافِ ،و قولُ أَبِی کَبِیرٍ الهُذَلِیَّ :

تَقَعُ السُّیُوفُ علی طَوائِفَ مِنْهُمُ

فیُقامُ منهم مَیْلُ مَنْ لَم یُعْدَلِ (3)

قِیلَ :عَنَی بالطَّوائِف :النَّواحِیَ ؛الأَیْدِیَ و الأَرْجُلَ .

وَ الطَّوّافُ :مَنْ یَعْمَلُ الطَّوْفَ ،و هو ما یُضَمُّ من القِرَبِ فیُعْبَرُ علَیْها.

وَ الطَّوْفُ :القِلْدُ.

وَ طَوْفُ القَصَبِ :قَدْرُ ما یُسْقاهُ .

وَ الطَّوْفُ :الثورُ الذی یَدُورُ حولَهُ البَقَرُ فی الدِّیاسَهِ .

وَ الطُّوفان ،بالضمِّ :البَلاءُ.

وَ یُقالُ لشِدَّهِ ظَلامِ اللَّیْلِ : طُوفانٌ ،قال العَجّاجُ :

حَتّی إذا ما یَوْمُها تَصَبْصَبَا

و عَمَّ طُوفانُ الظَّلامِ الأَثْأَبَا

وَ طَوَّفَ النّاسُ و الجَرادُ:إذا مَلأُوا الأَرْضَ ،کالطُّوفانِ :

قال الفَرَزْدَقُ :

عَلَی مَنْ وَرَاءَ الرَّدْمِ لَوْ دُکَّ عَنْهُمُ

لماجُوا کما ماجَ الجَرادُ و طَوَّفُوا

طهف

الطَّهْفَهُ :أَعالِی الجَنْبَهِ الغَضَّهِ إذا کانت غیرَ مُتکاوِسَهٍ ،قالَه أَبو حَنِیفَهَ ،و فی الصِّحاحِ :أَعالِی الصِّلِّیَانِ .

و الطَّهْفُ بالفتحِ ،نقَلَه الفَرّاءُ عن الثِّقاتِ سَماعاً و یُحَرَّکُ نَقَلَه أَبو حَنِیفَهَ عن بعضِ الأَعرابِ ذَوِی المَعْرِفَه،قال الفَرّاءُ:و أَظُنُّهُما لُغَتَیْنِ ،قالَ أَبو حَنِیفَهَ : عُشْبٌ ضَعِیفٌ دُقاقٌ لا وَرَقَ له،و قال أَعْرابِیٌّ من رَبِیعهَ -و حَرَّکَ الهاءَ-: له حَبٌّ یُؤْکَلُ فی المَجْهَدَهِ ضاوٍ دَقِیقٌ ،قال أَبو حَنِیفَهَ :و هو مَرْعیً ،و له ثَمَرهٌ (4)حمراءُ إذا اجْتَمَعَتْ فی مَکانٍ واحدٍ

ص:362


1- (1) ورد قوله مفسرًا لقوله تعالی: فَطافَ عَلَیْها طائِفٌ مِنْ رَبِّکَ .
2- (2) سوره الحج الآیه 29. [1]
3- (3) دیوان الهذلیین فی شعره 95/2 بروایه: نضع السیوف فنقیم منهم میلَ ما لم یُعدلِ وَ فسر الطوائف بالنواحی،الأیدی و الأرجل و الرؤوس.
4- (4) التکمله:ثُمیره حمراء.

ظَهَرَتْ حُمْرَتُها،و إذا تَفَرَّقَت خَفِیَتْ ،و قالَ الفَرّاءُ:هو شَیْ ءٌ یُخْتَبَزُ فی المَحْلِ ،الواحِدَهُ طَهْفَهٌ ،و قالَ غیرُ هؤلاءِ:

الطَّهفُ :مثل المَرْعَی له سُبُولٌ و وَرقٌ مثلُ وَرَقِ الدُّخْنِ ، وَ حبَّهٌ حمراءُ دَقِیقهٌ جدًّا طویلهٌ ،و قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :

الطَّهْفُ :الذُّرَهُ ،و هی شَجَرَهٌ کأَنَّها الطَّرِیفَهُ ،لا تَنْبُت إلاّ فی السَّهْلِ و شِعابِ الجِبالِ ،و قالَ غیرُه:هی عُشْبَهٌ حِجازِیَّهٌ ذاتُ غِصَنَهٍ و وَرَقٍ کأَنَّه وَرَقُ القَصَبِ ،و مَنْبِتُها الصّحْراءُ وَ مُتون الأَرضِ ،و ثمرَتُها حَبٌّ فی أَکمامٍ (1).

و طَهْفَهُ بنُ أَبِی زُهیْرٍ النَّهْدِیُّ :صحابِیٌّ رضِیَ اللّه عَنْه،له وِفادَهٌ ،و کان خَطِیباً مُفَوَّهاً.

و طَهْفَهُ بنُ قَیْسٍ الغِفارِیُّ :صحابیٌّ أَیضاً،و قد ذُکِر فی «طقف »و مَرَّ الاخْتِلافُ فیه.

و زُبْدَهٌ طَهْفَهٌ :مُسْتَرْخِیَهٌ عن الفَرّاءِ.

و الطِّهْفَهُ بالکسرِ:القِطْعَهُ من کُلِّ شیءٍ.

و الطَّهافُ ، کسَحابٍ :المرْتفِع من السّحابِ (2)نقله الجَوْهریُّ .

و قال أَبُو حَنِیفَهَ :یُقالُ : أَطْهَف هذا له طَهْفَهٌ مِنْ مالِه:

أی أَعْطاهُ قِطْعَهً منه لیس بالأَثِیثِ ،و قالَ ابن عبّادٍ:یُقالُ :

أَطْهَفَ له طَهْفَهً من مالِه:أی أَعطاهُ قطْعَهً منه.

قال: و أَطْهَفَ فی کَلامِه: إذا خَفَّف منه.

و قال الفَرّاء: أَطْهَفَ السِّقاءُ: أی اسْتَرْخَی.

و قال الجَوْهَرِیُّ و ابنُ فارِسٍ : الطُّهافَهُ ،کالکُناسَهِ (3):

الدُّوایَهُ هکذا هو بالدّالِ المُهْمَلَهِ و الیاء التَّحْتِیّه،و فی بعضِ النُّسَخِ الذُّؤابَه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

یُقالُ :فی الأَرْضِ طَهْفَهٌ من کَلأٍ:للشَّیْ ءِ الرَّقِیقِ منه.

وَ قالَ ابنُ بَرِّی: الطَّهْفَه :التِّبْنَهُ ،و أَنْشَدَ:

لَعَمْرُ أَبِیکَ ما مالِی بِنَخْلٍ

وَ لا طَهْفٍ یَطِیرُ به الغُبارُ

و الطَّهَفُ ،محرّکَهً :الحِرْزُ.

وَ قد سَمَّوْا طَهْفاً ،بالفتح،و طَهَفاً مُحَرَّکهً ،و طِهِفاً بکَسْرَتَیْنِ .

طیف

الطَّیْف :الغَضَبُ و به فَسَّرَ ابنُ عَبّادٍ (4)قولَه تعالَی: إِذَا مَسَّهُمْ طَیْفٌ مِنَ الشَّیْطانِ (5)و هو قولُ مُجاهِدٍ أَیضاً.

و قال الأَزهریُّ : الطَّیْفُ فی کلامِ العَرَبِ ، الجُنُونُ وَ هکذا رواه أَبو عُبَیْدٍ عن الأَحْمَرِ،قال:و قِیلَ للغَضَبِ :

طَیْفٌ ؛لأَنّ عَقْلَ من غَضِبَ یَعْزُبُ ،حتی یَتَصَّورَ (6)فی صُورهِ المَجْنُونِ الذی زالَ عقلُه.

وَ قالَ اللَّیْثُ :کلُّ شیءٍ یَغْشَی البَصَرَ من وَسْواسِ الشَّیْطانِ ،فهو طَیْفٌ .

و قال ابنُ درَیْدٍ: الطَّیْفُ : الخَیالُ : الطّائِفُ فی المَنامِ یُقال: طَیْفُ الخَیالِ ،و طائِفُ الخَیالِ .

أَو طَیْفُ الخَیالِ : مَجیئُه فی المَنامِ قال أُمَیَّهُ الهُذَلیُّ :

أَلا یا لَقَوْمٍ لِطَیْفِ الخَیالِ

أَرَّقَ من نازِحٍ ذِی دَلالِ (7)

و طافَ الخیالُ یَطِیفُ طَیْفاً و مَطافاً هذا قولُ الأَصْمَعِیِّ ، و قال أَبو المُفَضَّلِ : یَطُوفُ طَوْفاً فهی واویَّهٌ یائِیَّهٌ ،و قالَ کَعْبُ بنُ زُهَیْرٍ:

أَنَّی أَلمَّ (8)بِکَ الخَیالُ یَطِیفُ

وَ مَطافُهُ لکَ ذکرهٌ و شُعُوفُ

و إِنما قِیل لطائِفِ الخَیالِ : طَیْفٌ ؛لأَنَّ أَصْلَه طَیِّفٌ کَمیِّتٍ و مَیْتٍ ،من ماتَ یَمُوتُ و قَرأَ ابنُ کَثِیرٍ و أَبو عَمْرٍو وَ الکِسائِیُّ و یَعْقُوبُ و أَبو حاتمٍ قولَه تعالَی: طَیْفٌ مِنَ الشَّیْطانِ (9).

ص:363


1- (1) فی اللسان [1]زیاده:أکمام حمراء تُختبز و تؤکل نحو القتْ .
2- (2) بعدها فی القاموس،و [2]قد سقطت من الأصل:و أَطْهَفَ الصِّلِّیانُ :نَبَتَ نباتاً حسَنًا.
3- (3) عن القاموس و بالأصل«ککناسه».
4- (4) فی التکمله:ابن عباس.
5- (5) سوره الأعراف الآیه 201 و [3]هی قراءه ابن کثیر و أبی عمرو و الکسائی وَ یعقوب و الباقون «طائِفٌ » و هما بمعنی.
6- (6) التهذیب:یصیر.
7- (7) دیوان الهذلیین فی شعر أمیه بن أبی عائذ الهذلی 172/2 بروایه:«ألا یا لقوم...یؤرق».
8- (8) عن اللسان و [4]بالأصل«یلم».
9- (9) سوره الأعراف الآیه 201. [5]

و الباقُونَ « طائِفٌ » و قال الفَرّاءُ: الطّائِفُ و الطَّیْفُ سواءٌ، وَ هو ما کانَ کالخَیالِ ،و الشَّیءِ یُلِمُّ بکَ .

و ابنُ الطَّیْفانِ ،کالحَیْرانِ :خالِد بْنُ عَلْقَمَهَ بنِ مَرْثَدٍ، أَحَدُ بَنِی مالِکِ بْنِ یَزِیدَ بن دارِمٍ شاعِرٌ فارِسٌ و طَیْفانُ أُمُّه.

و ابنُ الطَّیْفانِیَّهِ :عمْرُو بنُ قَبِیصَهَ أَحَدُ بَنِی یَزِیدَ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ دارِمٍ ،و هی أُمُّه شاعرٌ أَیضاً،نقَلَه الصاغانِیُّ .

و طَیَّفَ تَطْیِیفاً ،و طَوَّفَ .أَکْثَرَ الطَّوافَ و إِنّما ذَکَر طَوَّفَ -و هو واوِیٌّ -اسْتِطْراداً،و نَصُّ الجَمْهَرهِ لابنِ دُرَیْدٍ:

وَ أَطافَ ،و طَیَّفَ ،و تَطَیَّفَ بِمَعْنیً ، (1)فتَأَمّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الطِّیفُ ،بالکسرِ:الخَیالُ نفسُه،عن کُراعٍ .

وَ الطِّیافُ ککِتابٍ :سَوادُ اللَّیْلِ ،و قِیلَ :هو بالنُّون،و قد تَقَدم،و بهما رُوِی ما أَنْشَدَه اللَّیْثُ :

عِقْبان دَجْنٍ بادَرَتْ طِیافَا

وَ تَطَیَّفَ :أَکْثَر الطَّوافَ .

فصل الظّاءِ المُشالَهِ مع الفاءِ

ظأف

جاءَ یَظْأَفُه ،کیَمْنَعُه،و یَظُوفُه کیَسَوقُه: أی یَطْرُدُه و قد أَهْمَلَه الجَوْهرِیُّ ،و أَورَدَه الصّاغانِیُّ عن ابنِ عَبّادٍ هکذا،و فی اللِّسانِ : ظَأَفَه ظَأْفاً :طَرَدَه طَرْداً مُرْهِقًا له.

قلتُ :و سیَأْتِی ذلک للمُصَنف فی«ظوف»و لو اقْتَصَر هُنا علی یَظْأَفُه مهْمُوزاً کانَ حَسَنًا،فتَأَمَّلْ .

ظرف

الظَّرفُ :الوِعاءُ و منه ظَرْفا الزَّمانِ و المَکانِ عندَ النَّحْوِیِّین،کما فی الصِّحاح و العُبابِ ج: ظُرُوفٌ .

وَ قالَ اللَّیْثُ : الظَّرْفُ :وعاءُ کُل شَیْ ءٍ،حتَّی أنَّ الإِبْرِیقَ ظَرْفٌ لما فِیهِ ،قال:و الصِّفاتُ فی الکَلامِ التی تکون مواضِعَ لغَیْرِها تُسَمّی ظُرُوفاً ،من نحْو أَمامَ و قُدّامَ ،و أَشْباهِ ذلک،تقولُ :خلْفَکَ زَیْدٌ،إِنَّما انْتُصِبَ لأَنَّه ظَرْفُ لما فِیهِ ،و هو موضِعٌ لغیرِه،و قالَ غیرُه:الخَلِیلُ یسمیِّها ظُروفاً ، وَ الکِسائِیُّ یسَمِّیها المَحالَّ ،و الفَرّاءَ یُسَمِّیها الصِّفاتِ ، وَ المَعْنَی واحِدٌ.

وَ قال أَبو حَنِیفَهَ :أَکِنَّهُ النَباتِ کلُّ ظرْفٍ فیه حَبَّهٌ ،فجَعَلَ الظَّرْفَ للحَبَّهِ .

و الظَّرْفُ : الکِیاسَهُ کما فی الصِّحاحِ ،و هکذا صَرَّحَ به الأئِمَّهُ ،قال شیخُنَا:و بعضُ المُتَشَدِّقِینَ یَقُولُونَه بالضَّمِّ ، للفَرْقِ بینَه و بینَ الظَّرْفِ الَّذِی هو الوِعاءُ،و هو غَلَطٌ محضٌ لا قائِلَ به.

وَ قد ظَرُفَ الرَّجُلُ ، ککَرمَ ظَرْفاً و ظَرافَهً کما فی الصِّحاح،و هذه قَلِیلَهٌ و فی اللِّسانِ :و یَجُوزُ فی الشِّعْرِ ظَرافَهً ،و صَرَّحَ بقِلَّتِها فی المُحکَمِ ،و الخُلاصه،قال شَیْخُنا:و کلامُ غیرِه یُؤَیِّدُ کَثْرَتَها،و یُؤَیِّدُه القِیاس، فَهُو ظَریفٌ من قَوْمٍ ظُرَفاءَ هذه عن اللِّحْیانِیّ ،قال ابنُ بَرِّی:

و قد قالُوا: ظُرُف ،ککُتُبٍ ،و قوم ظِراف ککِتابٍ ، و ظَرِیفِینَ ،و قد قالوا: ظُرُوف قال الجَوْهَری: کأَنَّهُم جَمَعُوه بعد حذفِ الزّائِدِ قال سِیبَوَیْه: أو هو کالمَذاکِیرِ لم یُکَسَّرْ علی ذَکَرٍ،هکذا زَعَمَه الخَلِیلُ .

أَو الظَّرْفُ إِنَّما هو فی اللِّسانِ فالظَّرِیفُ هو البَلِیغُ الجَیِّدُ الکَلامِ ،قال الأَصْمَعِیّ ،و ابنُ الأَعرابیِّ ،و احْتَجّا

17- بقَوْلِ عُمَرَ فی الحَدِیثِ : «إِذَا کانَ بلِیغًا جیِّدَ الکَلامِ احْتَجَّ عَن نَفْسِه بما یُسْقِطُ عنه الحَدَّ. و زادَ ابنُ الأَعرابیِّ :و الحَلاوَهُ فی العَیْنَیْنِ ،و المَلاحَهُ فی الفَمِ ،و الجَمَالُ فی الأَنْفِ .

أَو هو حُسْنُ الوَجْهِ و الهَیْئَهِ یُقال:وَجْهٌ ظَرِیفٌ ،و هَیْئَهٌ ظَرِیفهٌ .

أَو یکُونُ فی الوَجْهِ و اللِّسانِ یُقال:وجهٌ ظَرِیفٌ ،و لِسانٌ ظَرِیفٌ ،قاله الکِسائِیُّ ،و أَجازَ ما أَظْرَفُ زَیْدٍ-فی الاسْتِفهامِ -أَلسَانُه أَظْرَفُ ،أَم وَجْهُه ؟و الظَّرْفُ فی اللِّسانِ :البَلاغَهُ و حُسْن العِبارهِ ،و فی الوجهِ :الحُسْنُ .

أَو الظَّرْفَ : البَزَاعَهُ و ذَکاءُ القَلْبِ قاله اللَّیْثُ ،و البَزاعَهُ بالزای:هی الظَّرافَهُ و المَلاحهُ و الکِیاسهُ ،کما تقدَّم للمُصَنِّفِ ،قال الجَوْهَرِیُّ :و البَزَاعَهُ مما یُحْمَدُ به الإنْسانَ ، وَ یُوجَدُ فی غالِبِ النُّسخِ «البَراعَهُ »بالرَّاءِ،و الأُولَی الصَّوابُ .

ص:364


1- (1) انظر عباره الجمهره 112/3. [1]

أَو الظَّرْفُ : الحِذْقُ بالشَّیْ ءِ،هکذا یُسمُّونه (1)أَهلُ الیَمَنِ .

أَو لا یُوصَف به إلاّ الفِتْیانُ الأَزْوالُ و الفَتَیاتُ الزَّوْلاتُ وَ الزَّوْلُ :الخَفِیفُ لا الشُّیُوخُ و لا السّادَهُ قالَهُ اللَّیْثُ .

وَ قال المُبَرِّدُ: الظَّرِیفُ :مُشْتَقٌّ من الظَّرْفِ ،و هو الوِعاءُ، کأَنَّه جعَل الظَّرِیفَ وِعاءً للأَدَبِ و مَکارِمِ الأَخْلاقِ .

و یُقالُ : تَظَرَّفَ فلانٌ و لیسَ بظَرِیفٍ : إِذا تَکَلَّفَه.

وَ قال الرّاغبُ : الظَّرْفُ بالفَتْحِ :اسمٌ لحالَهٍ تَجْمَعُ عامَّهَ الفَضائِل النَّفْسِیَّه و البَدَنِّیَهِ و الخارِجیَّهِ ؛تَشْبیهاً بالظَّرْفِ الَّذِی هو الوِعاءُ،و لِکَوْنِه واقِعاً علی ذلِک،قِیلَ لمن حَصَلَ له عِلْمٌ و شَجاعهٌ : ظَرِیفٌ ،و لمن حَسُنَ لِباسُه و رِیاشُه:

ظَریفٌ ، فالظَّرْفُ أَعَمُّ من الحُرِّیّهِ و الکَرمِ ،و الصَّلَفُ ، مُحَرَّکَهً :مُجاوَزَهُ الحَدِّ فی الظَّرْفِ ،و الادِّعاءُ فوقَ ذلِک تَکَبُّرًا،قالَه الخَلِیلُ ،و

16- فی الحَدِیث: «آفَهُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ ».

نَقَلَهُ شَیْخُنا.

و الظُّرافُ کغُرابٍ ،و رُمّانٍ : الظَّرِیفُ إِلاّ أنَّ الثانِیَ أَکثَرُ من الأَوّلِ ،کالطُّوَالِ و الطُوَّالِ جمعُ الأَوَّلِ ظُرَفاء عن اللِّحیانِیِّ و جمعُ الثانی ظُرّافُونَ بالواو و النون.

و یُقالُ : هو نَقِیُّ الظَّرْفِ : أی أَمِینٌ غیرُ خائِنٍ و هو مَجازٌ.

و رَأَیْتُه بظَرْفِه : أی بنَفْسِه و فی الأَساس:بعَیْنِه،قال:

وَ هو تَمْثِیلٌ ،من قَوْلِکَ :أَخَذْتُ المَتاعَ بظَرْفِه .

و یُقال: أَظْرَفَ الرَّجُلُ :إذا وَلَدَ بَنِینَ ظُرَفاءَ نَقَله الجَوْهِریُّ .

و أَظْرَف فُلانًا هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هو غلَطٌ ، وَ الصَّوابُ مَتاعاً:إذا جَعَلَ له ظَرْفاً کما هو نَصُّ العُبابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

امرأَهٌ ظَرِیفَهٌ ،من نِسْوهٍ ظَرائِفَ ،و ظِرافٍ ،قال سِیبَوَیْه:

وافَقَ مُذَکَّرَه فی التَّکْسِیرِ،یَعْنِی فی ظِرافٍ .

وَ حکی اللِّحْیانِیُّ : اظْرُفْ إِن کنتَ ظارِفاً ،و قالُوا فی الحالِ :إِنّه لظرِیفٌ .و أَظْرَفَ بالرَّجُلِ :ذکَرهُ بظَرْفٍ .

وَ قیْنَهٌ ظَرُوفٌ ،کصَبُورٍ (2).

وَ اسْتَظْرَفَه :وَجَدَهُ ظَرِیفاً .

وَ تَظارَفَ :تَکَلَّفَ الظَّرْفَ .

وَ یا مَظْرَفانُ ،کیامَلْکَعانُ ،کما فی الأَساسِ .

وَ أَظْرَفَ الرَّجُلُ :کَثُرَت أَوْعِیَتُه.

وَ ظارَفَنِی فَظَرفْتُه :کنتُ أَظْرَفَ منه،عن ابنِ القَطّاعِ .

ظفف

ظَفَّ قَوائِمَ البعِیرِ یَظُفُّها ظَفًّا ،أَهْمله الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الکِسائِیُّ :أی شَدَّها کُلَّها و جَمَعَها و کذلِکَ قوائمُ غیرِ البَعِیرِ.

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : الظَّفُّ :العَیْشُ النَّکِدُ،و الغَلاءُ الدّائِمُ .

قال: و الظَّفَفُ مُحَرَّکهً : الضَّفَفُ و قد تَقَدَّم معناه.

و المَظْفُوفُ :المَضْفُوفُ یُقالُ :ماءٌ مَظْفُوفٌ :إذا کَثُرَ عَلَیه النّاسُ ،قال الشّاعِرُ:

لا یَسْتَقِی فی النَّزَحِ المَظْفُوفِ (3)

قال ابنُ بَرِّیّ :هکَذا أَنْشَدَه أَبُو عَمْرٍو الشَّیْبانِیُّ بالظّاء، وَ قد تَقَدَّم فی«ضفف».

وَ قالَ أَیْضاً: المَظْفُوف :المُقارَب بینَ الیَدَیْنِ فی القَیْدِ، وَ أَنْشَد:

زَحْف الکَسِیرِ و قد تَهَیَّضَ عَظْمُه

أو زَحْف مَظْفُوفِ الیَدَیْنِ مُقَیَّدِ

وَ ابنُ فارسٍ ذَکَرَه بالضّادِ لا غیرُ،و کذلک حکاه اللَّیْثُ .

و اسْتَظَفَّ آثارَهُم:تَتَبَّعَها نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

قلتُ :و لعَلَّه اسْتَظْلَفَ ،کما سَیَأْتی.

ظلف

الظَّلْفُ :الباطِلُ عن أَبی عَمْرٍو،و یُرْوَی بالطاء أَیضاً،کما تقدّم،و سیأْتِی أَیضاً.

و الظَّلْفُ : المُباحُ الهَدَرُ.

ص:365


1- (1) کذا بالأصل،و الأفصح:یسمیه.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و قینه ظروف کصبور،الذی فی الأساس:و فتیه ظروف 51 و لم یقل کصبور فافهم ا ه مصححه».
3- (3) بعده فی اللسان« [1]ضفف»: إلاّ مدارات الغروب الجوف.

و الظِّلْفُ بالکَسْرِ: ظُفُرُ کُلِّ ما اجْتَرَّ،و هو للبَقَرهِ و الشّاهِ وَ الظَّبْی و شِبْهِها بمنْزِلَهِ القَدَمِ لنا،ج: ظُلُوفٌ و أَظْلافٌ و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :یُقالُ :رِجْلُ الإنْسانِ ،و قَدَمُه،و حافِرُ الفَرَسِ ،و خُفُّ البَعِیرِ و النّعامَهِ ،و ظِلْفُ البَقَرهِ و الشَّاهِ ، وَ اسْتعارَهُ الأَخْطَلُ للإِنْسانِ ،فقَالَ :

إلی مَلِکٍ أَظْلافُه لَم تُشَقَّقِ

قال ابنُ بَرِّیّ :هو لعُقْفانَ بنِ قَیْسِ بْنِ عاصِمٍ ، وَ صَدْرُه:

سأَمْنَعُها أو سوفَ أَجْعَلُ أَمْرَها

إلی مَلِکٍ ..

الخ وَ قالَ اللّیْثُ ،و الأَزهرِیُّ ،و ابنُ فارِسٍ :إِلاّ أَنّ عَمْرَو بنَ مَعْدِی کَرِبَ رضیَ اللّه عنه استْعَارَها للخَیْلِ ،فقَالَ :

وَ خَیْلِی (1)تَطَأْکُمْ بأَظْلافِها

وَ قال اللَّیْث:أَرادَ الحوافِرَ،و اضطُّرَّ إلی القافِیَهِ ،و اعتَمَدَ علی الأَظلافِ لأَنّها فی القَوائِمِ .

و الظِّلْفُ : الحاجَهُ یقال:ما وَجَدْتُ عِنْدَه ظِلْفی:أی حاجَتِی.

و الظِّلْفُ : المُتابَعَهُ فی المَشْیِ و غیرِه و فی اللِّسانِ :

المُتابعَهُ فی الشَّیْ ءِ.

وَ فی الأَساس:جاءَت الإبِلُ علی ظِلْفٍ واحدٍ:أی مُتَتابِعَهً .

[ و بالضمِّ ،و بضَمَّتَیْنِ :جَمْعُ ظَلِیفٍ ] (2).

و ظُلُوفٌ ظُلَّفٌ ،کَرُکَّعِ : أی شِدادٌ و هو توکیدٌ لها،نقله الجَوْهرِیُّ قال العَجّاجُ :

و إِنْ أصابَ عُدَواءَ احْرَوْرَفا

عَنْها و ولاّهَا ظُلُوفاً ظُلَّفَا

و یُقال: وَجَدَ ظِلْفَهُ : أی مُرادَه و ما یَهْواهُ و یُوافِقُه.

و قال الفَرّاء:العَرَبُ تَقولُ :وَجَدَت الشّاهُ ظِلْفَها : أی وَجَدَتْ مَرْعیً مُوافِقًا،فلا تَبْرَحُ منه یُضرَبُ مثلاً للذی یَجِدُما یُوافِقُه،و یکونُ أَرادَ به (3)من النّاسِ و الدَّوابِّ ،قال:و قد یقالُ ذلِکَ لکُلِّ دَابَّهٍ وافَقَتْ هَواها.

وَ فی الأَساسِ :وجَدَتِ الدَّابَّهُ ظِلْفَها :ما یظْلِفُها و یَکُفُّ شَهْوتَها.

و أَرضٌ ظَلْفَهٌ ،کفَرِحهٍ بَیِّنَهُ الظِّلَفِ ،نَقَلَه الجَوْهَریُّ عن الأَمَوِیّ و زادَ غَیرُه:مثلَ سَهْلَهٍ ،و یُحَرَّکُ ،و قد ظَلِفَتْ ، کفَرِحَ ظَلَفاً :غَلِیظَهٌ لا تُؤَدِّی أَثَرًا و لا یَسْتَبِینُ علیها المَشْیُ من لِینِها فتُتْبَع.

وَ قال ابنُ شُمَیْلٍ : الظَّلِفَهُ :الأَرْضُ التی لا یَتَبَیَّنُ فیها أَثَرٌ،و هی قُفٌّ غَلِیظٌ ،و هی الظَّلَفُ ،و قال یَزِیدُ بنُ الحکَمِ یَصِفُ جارِیهً :

تَشْکُو إذا ما مَشَتْ بالدِّعْصِ أَخْمَصَها

کأَنَّ ظَهْرَ النَّقا قُفٌّ لها ظَلَفُ

وَ قالَ الفَرّاءُ:أَرْضٌ ظَلِفٌ و ظَلِفَهٌ :إذا کانَتْ لا تُؤَدِّی أَثَرًا،کأَنَّها تَمْنَعُ من ذلِک،و قال ابنُ الأَعرابیِّ : الظَّلَفُ :ما غَلُظَ من الأَرْضِ و اشْتَدَّ،قال الأَزهَرِیّ :جَعلَ الفَرَّاءُ الظَّلَفَ :ما لانَ من الأَرضِ ،و جَعَلَها ابنُ الأَعرابِّی:ما غَلُظَ من الأَرْضِ ،و القولُ قولُ ابنِ الأَعرابیِّ : الظَّلَفُ من الأَرْضِ :ما صَلُبَ فلم یُؤَدِّ أَثَرًا،و لا وُعوثَهَ فیها،فیَشْتَدُّ علی الماشِی المَشْیُ فیها،و لا رَمْلَ فتَرْمَضُ النَّعَمُ فیها،و لا حِجارَه فتَحْتَفی فیها،و لکِنَّها صُلْبَهُ التُّرْبَهِ لا تُؤَدِّی أَثَرًا،و

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ-رضی اللّه عنه: -أَنّه مَرَّ علی راعٍ فقَالَ َ:

«علیکَ الظَّلَفَ من الأَرْضِ لا تُرَمِّضْها». أَمَرَه أَنْ یَرْعاها فی الأَرْضِ التی هذِه صِفَتُها؛لئَلاّ تَرْمَضَ بحَرِّ الرَّمْلِ ، وَ خُشُونهِ الحِجاره،فتَتْلَفَ أَظْلافُها؛لأَنَّ الشاءَ إذا رُعِیَتْ فی الدِّهاسِ ،و حَمِیَت الشمسُ علیها أَرْمَضَتْها.

و الظِّلْفُ أَیضاً:شِدَّهُ العَیْشِ من ذلِک،هکَذا مضَبْوُطٌ عندَنا بالکَسْرِ،و الصَّوابُ بالتَّحْرِیکِ (4)،و من ذلک

17- حَدِیثُ [سعْدٍ] (5): «کانَ یُصِیبُنا ظَلَفُ العَیْشِ بمَکَّهَ ». أی بُؤْسُه وَ شِدَّتُه و خُشونَتُه.

و الظَّلِفَهُ ،کفَرِحَهٍ : طَرَفُ حِنْوِ القَتَبِ و الإِکافِ و أَشْباهِ

ص:366


1- (1) التهذیب و اللسان [1]ط دار المعارف:و خیلٍ .
2- (2) ما بین معقوفتین سقطت من الأصل و استدرکت عن القاموس.و [2]نبه علیها بهامش المطبوعه المصریه.
3- (3) الأصل و اللسان و فی التهذیب:و تکون فیه إرادته من الناس.
4- (4) ضبط فی الصحاح بالتحریک و مثله فی النهایه و [3]اللسان،و [4]کله ضبط قلم.
5- (5) زیاده عن النهایه و اللسان،یعنی سعد بن أبی وقاص.

ذلِک مما یَلِی الأَرْضَ من جَوانِبِها، و الجَمْعُ : ظَلِفٌ وَ ظَلِفاتٌ .

و هُنّ أی الظَّلفاتُ : الخَشَباتُ الأَرْبَعُ اللّواتِی یَکُنَّ علی جَنْبَی البَعِیرِ،تُصِیبُ أَطْرافُها السُّفْلَی الأَرْضَ إذا وُضِعَتْ علیها،و فی الواسِطِ ظَلِفَتانِ ،و کذا فی المُؤَخَّرَهِ ،و هما ما سَفَل من الحِنْوَیْنِ لأَنَّ ما عَلاهُما مما یَلِی العَراقِیَ هُما العَضُدانِ ،و أَما الخَشَباتُ المُطَوَّلَهُ علی جَنْبِ البَعِیرِ فهی الأَحْناءُ،و شاهِدُهُ :

کأَنَّ مَواقِعَ الظَّلِفاتِ منهُ

مَواقِعُ مَضْرَحِیّاتٍ بِقارِ

یُریدُ أنَّ مَواقِعَ الظَّلِفاتِ مِنْ هذا البَعِیرِ قد ابْیَضَّتْ ، کمواقِعِ ذَرْقِ النَّسْرِ،و

17- فی حدِیثِ بِلالٍ : «کانَ یُؤَذِّنُ عَلَی ظَلِفاتِ أَقْتابٍ مُغَرَّزَهٍ فی الجِدارِ». و هو من ذلِکَ .

وَ قالَ أَبو زَیْدٍ:یُقالُ لأَعْلیَ الظَّلِفَتَیْن مما یَلِی العَراقِیَ :

العَضُدان،و أَسْفَلُهما: الظَّلِفَتان ،و هما:ما سَفلَ من الجِنْوَیْنِ الواسِط و المُؤَخَّرَهِ ،و شاهِدُ الظَّلِفِ قولُ حُمَیْدٍ الأَرْقَطِ .

و عَضَّ مِنْها الظَّلِفُ الدَّئِیَّا

عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصَ الخَطِّیَّا (1)

و الظَّلِیفُ ، کأَمِیرٍ:السَّیِّیءُ الحالِ نقَلَه الجَوْهرِیُّ .

و الذَّلِیلُ فی مَعِیشَتِه (2).

و الظَّلِیفُ من الأَماکِنِ :الخَشِنُ نقله الجَوْهرِیُّ ،زادَ غیرُه:فیه رَمْلٌ کَثِیرٌ.

و الظِّلِیفُ من الأُمورِ:الشَّدِیدُ الصَّعْبُ یُقال:شَرٌّ ظَلِیفٌ :أی شَدِیدٌ،نقله الجوهَرِیُّ .

و الظَّلِیفُ : الشِّدَّهُ و کلُّ ما عَسُر علیکَ مَطْلبُهُ : ظَلیفٌ .

قال ابنُ دُرَیْدٍ: و الظَّلِیفُ من الرَّقَبَهِ :أَصْلُها و منه قوْلُهم:أَخَذَ بظَلِیفِ رقَبتِه:أی بأَصْلِها.

و رَجُلٌ ظَلِیفُ النَّفْسِ ،و ظَلِفُها کَکَتِفٍ :أی نَزِهُها و هو من قَوْلِهم: ظَلَفَه عن کَذا ظَلْفاً :إذا منَعَه. و ذَهَبَ بِهِ و نصُّ أَبی زیْدٍ فی النَّوادِرِ:ذَهَبَ فلانٌ بغُلامِی ظَلِیفاً : أی بغَیْرِ ثمَنٍ مَجّانًا قال قَیْسُ بنُ مَسْعُود:

أَ یَأْکُلُها ابنُ وعْلَهَ فی ظَلِیفٍ

وَ یَأْمَنُ هَیْتَمٌ و ابنا سِنانِ ؟

قال ابنُ برِّی:و مثلُه قولُ الآخَر:

فقُلْتُ کُلُوها فی ظَلِیفٍ فعَمُّکُمْ

هو الیومَ أَوْلَی منکُمُ بالتَّکَسُّبِ

و یُقالُ : أَخَذَه بظَلِیفِهِ ،و ظَلَفِه ،مُحَرَّکَهً : أی أَخَذَه کُلَّه وَ لم یَتْرُک منه شَیْئاً کما فی العُبابِ ،و هو قَولُ أَبی زَیْدٍ، وَ الَّذِی فی اللِّسان:أَخَذَ الشَّیْ ءَ بظَلِیفَتِه و ظَلِفَتهِ :أی بأَصْلِه وَ جمِیعِه،و لم یَدَعْ منه شَیْئاً.

و قال أَبو عَمْرٍو: ذَهَبَ دَمُه ظَلْفاً بالفَتْحِ و یُحَرَّکُ : أیْ باطِلاً هَدَرًا لم یُثْأَرْ بِهِ ،قال:و سمعهُ بالطاءِ و الظاءِ.

و الأُظْلُوفَهُ ،بالضمِّ :أَرْضٌ صُلْبَهٌ فِیها حِجارَهٌ حِدادٌ،کأَنَّ خِلْقَتَها خِلْقهُ الجبلِ (3)و لو قال علی خِلْقَهِ الجَبَلِ کان أَخْصَرَ ج: أَظالِیفُ و انشد ابنُ بَرِّی:

لَمْح الصُّقُورِ عَلَتْ فوقَ الأَظالِیفِ (4)

و أَظْلَفَ الرَّجُلُ : وَقَعَ فِیها أی: الأُظْلُوفَهِ ،أَوفی الظَّلَفِ .

و ظَلَفَ نَفْسَه عنه یَظْلِفُها ظَلْفاً : مَنَعَها من أَنْ تَفْعَلَه،أَو تَأْتِیَهُ قال الشاعرُ:

لقد أَظْلِفُ النَّفْسَ عن مَطْعَمٍ

إذا ما تَهافَتْ ذِبّانُهُ

أَو ظَلَفَها عَنْهُ :إذا کَفَّها عنه.

و ظَلَفَ أَثَرَه یَظْلُفه بالضمِّ و یَظْلِفُه بالکسرِ، ظَلْفاً فیهما:

أَخْفاه لِئَلاّ یُتْبَعَ ،أو مَشَی فی الحُزُونَهِ کَیْلا یُرَی أَثَرُه فِیها، قال عَوْفُ بنُ الأَحْوَصِ :

ص:367


1- (1) عن الجمهره 207/2 و [1]بالأصل«المطیا».
2- (2) عباره التهذیب:و الظلیف:الذلیل السییء الحال فی معیشته.
3- (3) کذا بالأصل و اللسان و فی القاموس:خلقهُ جبلٍ .
4- (4) اللسان و [2]بهامشه:«قوله:لمح الصقور،کذا بالأصل بتقدیم اللام،و ذکر للمؤلف فی ماده ملح ما نصه:ملح الصقور تحت دجن مغین.قال أبو حاتم:قلت للأصمعی:أتراه مقلوباً من اللمح ؟قال:لا،إنما یقال لمح الکوکب،و لا یقال ملح،فلو کان مقلوباً لجاز أن یقال ملح».

أَلَم أَظْلِفْ عَنْ (1)الشُّعَراءِ عِرْضِی

کما ظُلِفَ الوَسِیقَهُ بالکُراعِ

قال ابنُ الأَعرابیِّ :هذا رجلٌ سَلَّ إِبِلاً،فأَخَذَ بها فی کُراعٍ من الأَرضِ ،لئلا تَسْتَبِینَ آثارُها فیُتْبَع (2)،یَقُول:أَلمْ أَمْنَعْهُم أَنْ یُؤَثِّرُوا فِیها،و الوَسِیقَهُ :الطَّرِیدَهُ کظَالَفَه هکَذا فی سائِرِ النسخِ ،و هو غَلَطٌ ،صوابُه: کأَظْلَفَه ،کما هو نَصُّ الصِّحاحِ و اللِّسانِ .

و ظَلَفَ الشّاهَ ظَلْفاً : أَصاب ظِلْفَها یُقال:رَمَیْتُ الصَّیْدَ فظَلَفْتُه ،أی:أَصبْتُ ظِلْفَه ،فهو مَظْلُوفٌ ،نَقَله الجَوْهَرِی عن یعْقوبَ .

و الظَّلْفاءُ :صفاهٌ قد اسْتَوَتْ فی الأَرْضِ ،مَمْدُودَهٌ ، نقَلَه الصّاغانِیُّ .

و الظَّلْفَهُ بالفتحِ و تُکْسَرُ لامُها:سِمهٌ للإِبلِ نقلَه الصّاغانِیُّ .

و الظُّلَیْفُ کزُبَیْرٍ:ع قال عُبَیْدُ بنُ أَیُّوبَ العنْبَرِیُّ .

أَلا لَیْتَ شِعْرِی هلْ تَغَیَّرَ بَعْدَنا

عن العَهْدِ قاراتُ الظُّلَیْفِ الفَوارِدُ

و مکانٌ ظَلَفٌ ،مُحَرَّکَهً ،و ککَتِفٍ و علی الأَخیرِ اقتصر ابنُ عَبّادٍ: مُرْتَفِعٌ عن الماءِ و الطِّینِ .

و قال ابنُ الأَعرابیّ : ظَلَّفَ علی کَذا تَظْلِیفاً : زادَ علیه، وَ کذلک ذَرَّف،و طلَّف،و طَلَّثَ ،و رَمَّثَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

قد یُطْلَقُ الظِّلْفُ علی ذاتِ الظِّلْف نفسِها مَجازاً،و منه

16- حدیثُ رُقَیْقَهَ : «تَتابَعَتْ علی قُرَیْشٍ سِنُو جَدْبٍ أَقْحَلَتِ الظِّلْفَ ».

وَ یُقال:بَلَدٌ من ظِلْفِ الغَنَم:أی مِمّا یُوافِقُها.

وَ غَنَمُ فُلانٍ علی ظِلْفٍ واحدٍ،بالکسْرِ،و ظَلَفٍ واحدٍ، مُحَرَّکَهً :أی قد وَلَدتْ کُلُّها.

وَ ظَلِفَتْ نَفْسُه عن کَذا،کفَرِحَ :کَفَّتْ .

وَ امْرَأَهٌ ظَلِفَهُ النَّفْسِ :أی عَزِیزَهٌ عند نَفْسِها.و فی النَّوادِر: أَظْلَفْت فلانًا عن کذا،و ظَلَّفْتُه :إذا أَبْعَدْتَه عنه (3).

وَ یُقالُ :أَقامَه اللّه علی الظَّلَفاتِ ،مُحَرَّکَهً :أی علَی الشِّدَّهِ و الضِّیقِ ،و قال طُفَیْلٌ :

هُنالِکَ یَرْوِیها ضَعِیفی و لَم أُقِمْ

عَلَی الظَّلَفاتِ مُقْفَعِلَّ الأَنامِلِ

وَ الظَّلَفُ ،محرَّکَهً :کُلُّ هَیِّنٍ .

وَ ظَلِیفَهُ الشیءِ،کسَفِینَهٍ :أَصْلُه و جَمِیعُه.

وَ الظَّلْفُ ،بالکسرِ:الشَّهْوَهُ ،و یُقال:هو یَأْکُلُه بضِرْسٍ ، وَ یَطَؤُه بِظلْفٍ .

وَ قامُوا علی ظَلِفاتِهم :علی أَطْرافِهم.

وَ نَحْنُ علی ظَلِفاتِ أَمْرٍ،و شَفَا أَمْرٍ،و هو مجازٌ.

ظوف

أَخَذَ (4)بِظُوفِ رَقَبَتِه بالضمِّ و بِظافِها : أی بجِلْدِها لغهٌ فی صُوفِ رَقَبَتِه،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ غیرُه:أی بجَمِیعِها،أو بشَعْرِها السّابِلِ فی نُقْرَتِها.

و قال ابنُ عَبّادٍ: تَرکْتُه بِظُوفِها ،و ظَافِها و ظافِ قَفاهُ :أی وَحْدَه.

قال: و جاءَ یَظُوفُه ،کیَسُوقُه،و یَظْأَفُه،کیَمْنَعُه: أی یَطْرُدُه و الأَخِیرُ قد مَرَّ ذِکرُه قریباً.

فصل العین مع الفاء

عترف

العِتْرِیفُ ،کزِنْبِیلٍ و عُصْفُورٍ:الخَبِیثُ الفاجِرُ نقَلَه الجوْهَرِیُّ ،زادَ غیرُه:الذی لا یُبالِی ما صنَعَ ،و زاد الجَوْهرِیُّ : الجَرِیءُ الماضِی و زادَ ابنُ دُرَیْدٍ: الغاشِمُ المُتَغَشْرِمُ و به فُسِّرِ

16- الحدِیثُ : «أَوَّهْ لِفِراخِ مُحَمّدٍ من خَلِیفَهٍ یُسْتَخْلف، عِتْریفٍ مُتْرَفٍ ،یَقْتُلُ خَلَفی،و خَلَفَ الخَلَفِ ».

وَ قیلَ :هو الدّاهِی الخَبِیثُ .

ص:368


1- (1) عن التهذیب و اللسان و [1]بالأصل«علی».
2- (2) التهذیب:فتُتَّبَع.
3- (3) نص التهذیب عن النوادر:أظلفت فلانًا عن کذا و کذا و ظلَّفته و شذّیته وَ أشذیته إذا أبعدته عنه.
4- ((*)) بالقاموس:«أَخَذَه»بدل:«أَخذ».

و العِتْرِیفُ ،و العُتْرُوفُ من الجِمالِ :الشَّدِیدُ،و هی بهاءٍ قال ابنُ مُقْبِلٍ :

من کُلِّ عِتْرِیفَهٍ لم تَعْدُ أَنْ بَزَلَتْ

لَم یَبْغِ دِرَّتَها راعٍ (1)و لا رُبَعُ

أَو العِتْرِیفَهُ :القَلِیلهُ اللَّبَنِ قاله ابنُ عَبّادٍ.

و العِتْرِیفَهُ أَیضاً: العَزیزَهُ النَّفْسِ التی لا تُبالِی الزَّجْرَ عن ابنِ عَبّادٍ.

و العُتْرُفانُ بالضمِّ :الدِّیکُ نقلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنشدَ لعَدِیِّ بنِ زیْدٍ:

ثَلاثهَ أَحْوالٍ و شَهْرًا مُحَرَّماً

تُضِیءُ کعَیْنِ العُتْرُفانِ المُحارِبِ (2)

وَ کذلک العُتْرُسان،کما تَقدّم.

و العُتْرُفانُ :نَبْتٌ عَرِیضٌ رَبِیعِیٌّ کما فی اللِّسانِ وَ العُبابِ .

و العَتْرَفَهُ :الشِّدَّهُ کالعَتْرَسَهِ .

و التَّعَتْرُفُ :التَّغَطْرُشُ .

و التَّعَتْرُفُ أَیضاً: ضِدُّ التَّعَفْرُتِ نقله الصاغانیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

العُتْرُفُ ،کقُنْفُذٍ:الدِّیکُ ،و کذلِک العُتْرُسُ .

وَ أَبو العِتْرِیفِ :من کُناهُم.

عتف

العَتْفُ (3)أهمله الجَوهرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعرابِیّ :هو النَّتْفُ .

و یُقال: مَضَی عِتْفٌ من اللَّیْلِ ،و عِدْفٌ بالکَسْرِ: أی قِطْعَهٌ منه،و طائِفَهٌ قالَه ابنُ دُریْدٍ،و کأَنَّ التاءَ بَدلٌ عن الدّالِ .

عجرف

العَجْرَفَهُ :جَفْوَهٌ فی الکَلامِ ،و خُرْقٌ فی العَمَلِ قاله اللَّیْثُ . و قال ابنُ دُرَیْدٍ: العجْرَفَهُ : الإِقْدامُ فی هَوَجٍ .

و قال الأَزْهرِیُّ : یکُونُ الجَمَلُ عَجْرَ فی المَشْیِ لسُرْعَتِه.

و قال الجوْهَرِیُّ :جَمَلٌ فیه تَعَجْرُفٌ ،و عَجْرَفَهٌ ، وَ عَجْرَفِیَّهٌ (4)کأَنَّ فیه خُرْقًا،و قِلَّهُ مُبالاهٍ لسُرْعَتِه و فی المُحْکَم: العَجْرَفِیَّهُ :أَن تَأْخُذَ الإِبلُ فی السّیْرِ بخُرْقٍ إذا کَلَّتْ ،قال أُمَیَّهُ بْنُ أَبی عائِذٍ:

وَ مِنْ سَیْرِها العَنَقُ المُسْبطِرْ

رُ و العَجْرفِیَّهُ بعدَ الکلالِ (5)

وَ قال الأَزهرِیُّ : العَجْرَفِیَّهُ من سیر الإبِلِ :الاعْتراضُ فی نَشاطٍ ،و أَنشد قولَ أُمَیَّه.

وَ قال ابنُ سِیدَه:و عَجْرَفِیَّهُ ضَبَّهَ :أُراها تَقَعُّرَهم فی الکَلامِ .

وَ جَمَلٌ عَجْرفیٌّ :لا یقْصِدُ فی مَشْیِه من نشاطِه،و الأُنْثَی بالهاءِ.

و العُجْرُوفُ کزُنْبُورٍ:الخفِیفَهُ مِن النُّوقِ عن ابن عبّادٍ.

و العُجْرُوفُ : دُوَیْبَهٌ کما فی الصِّحاحِ ،زاد اللَّیْثُ :

ذاتُ قوائِمَ طِوالٍ :

أَو النَّمْلُ الطَّوِیلُ الأَرْجُلِ ،نقله الجَوْهرِیُّ ،و قال ابنُ سِیدَه:أَعظَمُ من النَّمْلِ ،و قال الازهریُّ :یُقال أَیضاً لهذا النَّمْلِ الذی رفعتْه عن الأَرْضِ قوائِمُه عُجْرُوفٌ (6).

و قال العُزَیْزِیُّ : العُجْروفُ : العجُوُز، کالعُجْرُوفهِ وَ أَنشَد لعبْدِ الصَّمدِ بنِ عَنَمَهَ :

فآبَ إلی عُجْرُوفَهٍ باهِلِیه

یُخَلُّ علَیْها بالعَشِیِّ نجادُها

و عَجارِیفُ الدَّهْرِ:حوادِثُه نقله الجوهریُّ قال قیْسٌ :

لم تُنْسِنِی أُمَّ عمّارٍ نوًی قَذَفٌ

وَ لا عَجارِیفُ دَهْرٍ لا تُعَرِّینِی

أی:لا تُخَلِّینِی.

ص:369


1- (1) فی الدیوان و التکمله:«راعٍ ».
2- (2) و أنشد الأزهری شاهداً آخر،کما فی اللسان: وَ کأن أسآد الجیاد شقائق أو عترفانٌ قد تحشحس للبلی یرید دیکاً قد یبس و مات.
3- (3) الأصل و القاموس و التکمله و فی اللسان:العُتُوف.
4- (4) فی القاموس:«و عجرفیه و عجرفه».
5- (5) دیوان الهذلیین 175/2 و فسر العجرفیه بالشدید،قال:یقول:إذا کلّت رأیت فیها عجرفیه من شده نفسها،و بقیه فیها.
6- (6) ضبطت بالقلم فی التهذیب بفتح العین.و الأصل کاللسان. [1]

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: العَجارِیف من المَطرِ:شِدَّتُه عند إِقباله، کعَجارفه فی الدَّهْرِ و المَطَرِ.

و هو یتَعَجْرَفُ علَیْنا:أی یتکبَّرُ و رَجُلٌ فیه تعَجْرُفٌ .

و فی الصِّحاحِ :هو یتَعَجْرَفُ علَیْهِم: إذا کان یَرْکبُهُم بما یَکْرَهُونه،و لا یَهابُ شَیْئاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

بعِیرٌ ذُو عَجارِفَ و عجارِیفَ :فیه نَشاطٌ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

وصَلْنا بِها الأَخْماسَ حتّی تَبَدَّلتْ

من الجَهْدِ أَسْداساً ذواتُ العَجارِفِ

وَ العَجْرَفَهُ :رُکُوبُکَ الأَمْرَ لا تُروِّی فیهِ ،و قد تَعَجْرَفَه .

عجف

العَجَفُ ،مُحرَّکَهً :ذَهابُ السِّمَنِ ،و هو أَعْجَفُ ،و هی عَجْفاءُ ج: عِجافٌ من الذُّکْرانِ و الإِناثِ ، قالَهُ اللَّیْث،و هو شاذٌّ علی غیرِ قِیاسٍ ؛ لأَنَّ أَفْعلَ و فَعْلاءَ لا یُجْمَعُ علی فِعالٍ بالکَسْرِ غیر هذِه الکَلِمَه،رِوایَهً شاذّهً عن العَرَبِ و لکنَّهُم بَنَوْهُ علی لفظِ سِمانٍ فقالُوا:سِمانٌ وَ عِجافٌ ،و قیل:هو کما قالُوا:أَبْطَحُ و بِطاحُ ،و أَجْرَبُ وَ جِرابٌ ،و لا نَظِیرَ لعَجْفاءَ و عِجافٍ إِلا قولُهم:حَسْناءُ وَ حِسانٌ ،کذا قولُ کُراعٍ ،و لیسَ بقَوِیٍّ ؛لأَنَّهم قد کَسَّرُوا بطْحاءَ علی بِطاحٍ ،و بَرْقَاءَ علی بِراقٍ لأَنَّهُم قَد یَبْنُونَ و نَصُّ الجَوْهَرِیِّ :و العَرَبُ قَد تَبْنِی الشَّیْ ءَ و نَصُّ العُباب:قد تَحْمِلُ الشیءَ علی ضِدِّهِ قال شَیْخُنا:و لو قالَ بَنَوْه،علی نِدِّه،أی:مِثْلِه لکانَ أَقْربَ ،و هو ضِعافٌ ،کما مالَ إِلیه بعضُهم کما قالُوا (1):عَدُوَّهٌ بالهاءِ لِمکانِ صدِیقَهٍ ،و فَعولٌ إِذا کانَ بمَعْنَی فاعِلٍ لا تَدْخُلُه الهاءُ نَقَلَه الجَوْهرِیُّ ،و منه قولُه تَعالَی: یَأْکُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ (2)هی الهَزْلَی التی لا لَحْمَ علیها و لا شَحمَ ،ضُرِبَتْ [مثلا]لسَبْعِ سِنینَ لا قَطْرَ فیها و لا خِصْبَ ،و

14- فی حَدِیثِ أُمِّ مَعْبَد: «یَسُوقُ أَعْنُزاً عِجافاً ». و قال مِرْداسُ بنُ أُدَیَّهَ (3):

وَ أَنْ یَعْرَیْنَ إِن کُسِیَ الجَواری

فَتَنْبُو العَیْنُ عن کَرَمٍ عِجافِ

و قد عجِفَ ،کفرِحَ و کَرُمَ و قد جاءَ أَفْعلُ و فَعْلاءُ علی فَعُلَ یَفْعُلُ فی أَحرفٍ مَعْدُودهٍ ،منها: عجُفَ یَعْجُفُ فهو أَعْجَفُ ،و أَدُمَ یَأْدُم فهو آدَمُ ،و سَمُرَ یسْمُر فهو أَسْمَرُ،و حَمُقَ یَحْمُقُ فهو أَحْمَقُ ، عجُف و عَجِفَ ،و حمُقَ و حمِقَ ،و رَعُنَ وَ رَعِنَ ،و خَرُقَ و خَرِقَ .

و نَصْلٌ أَعْجَفُ : أی رقِیقٌ ،و نِصالٌ عِجافٌ قال أُمیَّهُ بنُ أَبِی عائِذٍ:

تَراحُ یَداهُ لَمَحْشُورَهٍ

خَواظِی القِداحِ عِجافِ النِّصالِ (4)

و العَجْفاءُ :الأَرْضُ لا خَیْرَ فِیها و منه قولُ الرّائِدِ:

وجَدْتُ أَرْضاً عَجْفاءَ ،و شَجَرًا أَعْشَمَ ،أی:قد شارفَ الیُبْسَ .

وَ فی الأَساس:نَزَلُوا فی بلادٍ عَجْفاءَ (5):أی غیرِ مَمْطُورَهٍ .

وَ فی اللِّسان:و رُبَّما سَمَّوْا الأَرْضَ المُجْدِبَهَ عِجافاً ،قال الشاعِرُ یصف سَحاباً:

لَقِحَ العِجافُ له لسابِعِ سبْعَهٍ

فشَرِبْنَ بعد تَحَلُّوءٍ فَرَوِینَا

یَقول:أَنْبَتَت هذهِ الأرَضُون المُجْدِبَهُ لسَبْعَهِ أَیّامٍ بعدَ المَطَر.

و أَبُو العَجْفاءِ :هَرِمُ بنُ نُسَیْبٍ السُّلَمِیُّ : تابِعیٌّ یَرْوِی عن عُمرَ بنِ الخَطّابِ ،عِدادُه فی أَهلِ البصْرهِ ،روی عنه محمَّدُ بنُ سِیرِینَ ،أَورده ابنُ حِبّان فی کتابِ الثِّقاتِ .

و أَبو العَجْفاءِ : عبدُ اللّه بن مُسْلِمٍ المَکِّیُّ من تَبَعِ التّابِعِینَ .

و فاتَه:أَبُو العَجْفاءِ :عَمْرُو بنُ عَبْدِ اللّه الدَّیْلَمِیُّ السَّیْبانِیُّ ،و قد صحَّفَه المصِّنفُ فی«سیب»فقَالَ :أَبو العَجْماءِ،و هو غلَطٌ ،و قد نَبَّهْنا عَلَیه هُناک.

و حکَی الکِسائِیُّ : شَفَتانِ عَجْفاوانِ : أی لَطِیفَتانِ و العِجافُ ککِتابٍ : حَبُّ الحَنْظَلِ عن ابنِ عبّادٍ.

و العِجافُ :اسمٌ من أسْماءِ الدَّهْرِ عن ابنِ عَبّادٍ أَیْضاً.

ص:370


1- ((*)) فی القاموس:« [1]کقولهم»بدل:«کما قالوا».
2- (1) سوره یوسف الآیه 43. [2]
3- (2) عن اللسان [3]ط دار المعارف و بالأصل:«أذنه».
4- (3) دیوان الهذلیین 184/2 و قوله:عجاف النصال أی مرهقه رقیقه.
5- (4) الأساس:فی بلاد عجاف.

و العُجافُ ، کغُرابٍ :نَوعٌ من التَّمْرِ کما فی اللِّسانِ .

و عَجفَ نَفْسَه عن الطَّعامِ یعْجِفُها عَجْفاً و عُجُوفاً :

حَبسَها عنه،و هی تَشْتَهِیهِ ؛لِیُؤْثِر بِهِ غیرَه:أی جائعاً و لا یَکُونُ العَجْفُ إلاّ علی الجُوعِ و الشَهْوهِ ، أَو لِیُشْبِعَ مُؤاکِلَهُ الذی یُؤَاکِلُه کعَجَّفَ تَعْجِیفاً و منه قولُ سلَمهَ بنِ الأَکْوَعِ :

لَم یَغْذُها مُذٌّ و لا نَصِیفُ

و لا تُمَیْراتٌ و لا تَعْجِیفُ

لکِنْ غَذاهَا اللَّبَنُ الخَرِیفُ

المَحْضُ و القارِضُ و الصَّرِیفُ

و عَجَفَ نَفْسَه علی المَرِیضِ : إذا صَبَّرَها علی التَّمْرِیضِ ،و القِیامِ به قال:

إِنِّی و إِن عَیَّرْتِنِی نُحولِی

أَو ازْدَرَیْتِ عِظَمِی و طُولِی

لأَعْجَفُ النّفْسَ علی الخَلِیلِ

أَعْرِضُ بالوُدِّ و بالتَّنْوِیل

کأَعْجَفَ بنَفْسِه عَلَیه.

و تقول: عَجَفَ نَفْسَهُ علی فُلانٍ : أی احْتَمَلَ عنه،و لم یُؤَاخِذْهُ نقَلَه الصّاغانیُّ .

و عَجَفَ الدَّابَّهَ یَعْجُفُها بالضمِّ و یَعْجِفُها بالکسرِ، عَجْفاً : هَزَلَها، کأَعْجَفها و هذه عن الجَوْهرِیِّ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «حتّی إذا أَعْجَفَها رَدَّها فیه».

و عَجَفَ عن فُلانٍ .تَجافاهُ .

وَ فی الأَساسِ :عَجَفْتُها علی أَذَی الخلِیلِ :إذا لم تَخْذُلْه.

و عَجَفَ نَفْسَه:حَلَّمَها یَعْجِفُها عَجْفاً ،کما فی اللِّسانِ .

و سیْفٌ مَعْجُوفٌ :داثِرٌ لم یُصْقَلْ قال کَعْبُ بنُ زُهَیْرٍ، رضی اللّه عنه:

وَ کأَنَّ مَوْضِعَ رَحْلِها من صُلْبِها

سَیْفٌ تَقادَمَ عهْدُه مَعْجُوفُ

و بَعِیرٌ مَعْجُوفٌ ،و مُنْعَجِفٌ : أی أَعْجَفُ و فی بعضِ النسخ مُنْعَجِفٌ (1)و هو غلطٌ ،قال ساعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ :

صِفْرِ المَباءَهِ ذِی هَرْسیْنِ مُنْعَجِفٍ

إذا نظَرْتَ إلیه قلتَ قدَ فَرَجَا (2)

و العُجُوفُ بالضمِّ : تَرْکُ الطَّعامِ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ ،زادَ غیرُه،مع الشَّهْوهِ إِلیه.

و بَنُو العُجَیْفِ ،کزُبیْرٍ:قَبیلَهٌ من العربِ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ.

و عاجِفٌ :ع،فی شِقِّ بَنِی تَمِیم مما یَلِی القبْلَهَ ،قاله ابنُ دُرَیْدٍ،قال ابنُ مُقْبِلٍ :

أَلا لَیْتَ لیْلَی بَیْن أَجْمادِ عاجِفٍ

وَ تِعشارَ أَجْلَی فی سَرِیحٍ و أَسْفرَا

و أَعْجَفُوا : إذا عَجِفَتْ مَواشِیهِمْ أی،هُزِلتْ .

و التَّعْجِیفُ :الأَکْلُ دُون الشِّبَعِ و قد تَقَدَّم شاهدُه من قولِ سلَمهَ بنِ الأَکوعِ رضی اللّه عنه.

و العَنْجَفُ ،کجَنْدلٍ ،و زُنْبُورٍ:الیابِسُ هُزالاً أَو مَرَضاً، هکذا أَوردَه ابنُ دُرَیْدٍ و الأَزْهَرِیُّ فی الرُّباعِیّ ،و هو أَیضاً قولُ أَبی عَمْرٍو.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ فی بابِ فُعْلُول: العُنْجُوفُ : القَصِیرُ المُتَداخِلُ ،و رُبَّما وُصِفَتْ به العَجُوزُ و سَیَأْتِی البَحْثُ فیه فی«عنجف»لأنَّ المُصَنَفَ أعادَه هُناک ثانِیاً؛لاخْتِلافِهم فی النّونِ :أَهِی زائِدهٌ أَمْ لا؟ (3).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

التَّعْجِیفُ :حَبْسُ النَّفْسِ عن الطَّعام و هو مُشْتَهٍ له؛لِیُؤْثِرَ به غیرَه،و قالَ ابن الأَعْرابِیِّ : التَّعْجِیفُ :أَن یَنْقُلَ قُوتَهُ إلی غیرِه قبلَ أَنْ یَشْبعَ ،من الجُدُوَبهِ .

وَ العُجُوفُ :مَنْعُ النَّفْسِ عن المَقابحِ .

وَ التَّعْجِیفُ :سُوءُ الغِذاءِ،و الهُزالُ .

ص:371


1- (1) کذا،و الذی فی القاموس:منعجف،بالنون.
2- (2) دیوان الهذلیین 208/2 قوله:ذی هرسین:ذی خلقین،و منعجف: مهزول.
3- (3) اقتصر اللسان [1]علی أصاله النون.قال الصاغانی فی التکمله:و اشتقاق المعنی من العجف و مشارکه الأعجف و العنجوف فی معنی الیبس و الهزال ینددان بزیادتها.و عندی أنها زائده.و عنجف فنعل.و عنجوف فنعول،و هذا موضع ذکرهما.

و رَجُلٌ عَجِفٌ ،و ککتِفٍ : أَعْجَفُ ،و هی أَیضاً بلا هاءٍ، وَ جَمْعُهما عِجافٌ .

وَ التَّعَجُّفُ :الجَهْدُ،و شِدَّهُ الحالِ ،قال مَعْقِلُ بنُ خُوَیْلدٍ:

إذا ما ظَعَنّا فانْزِلُوا فی دِیارِنَا

بقِیَّهَ من أَبْقَی التَّعَجُّفُ من رُهْمِ (1)

وَ العَجَفُ ،محرَّکهً :غِلَظُ العِظامِ و عراؤها من اللَّحْمِ ، وَ وَجْهٌ عَجِفٌ و أَعْجَفُ :کالظَّمْآنِ .

وَ لِثَهٌ عَجْفاءُ :ظَمْأَی،قال:

تنْکَلُّ عن أَظْمَی اللِّثاتِ صافِ

أَبْیَضَ ذِی مَناصِبٍ عِجابِ

وَ أَعْجفَ القومُ :حَبسُوا أَمْوالَهُم من شِدَّهٍ و تَضْیِیقٍ .

وَ العَجِیفُ :المَهْزُولُ ،جَمْعُه عَجْفی ،کمَرْضَی،و منه المَثلُ :

لکِنْ علی بَلْدَحَ قومٌ عَجْفَی

قال شیخُنا:و إِن ثَبَتَ عَجِیفٌ فیَحْتَمِلُ حِینَئِذٍ أنّه جمعٌ له،و هو قِیاسٌ فیه.

وَ حَبٌّ عِجافٌ :أی غیرُ رابٍ ،کما فی الأَساسِ .

وَ إِبْراهِیمُ بنُ عُجَیْفِ بنِ حازِمٍ البُخارِیّ ،عن أَسباط [أَبی] (2)الْیَسَع و غیرِه.

عجلف

عَیْجَلُوفُ ،بالجیم،کحیْزَبُونٍ أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسانِ ،و قال الصّاغانِیُّ :هو اسْمُ النَّمْلَهِ المَذْکُورَهِ فی التَّنْزِیلِ و قیل:اسمُها طاخیَه،کما سیأْتِی للمصنف فی«طخی»و فیه اخْتِلافٌ کثیرٌ،أَوردَه السُّهَیْلِیّ فی الإِعْلامِ ،و شیخُنا فی حاشِیَه الجَلالَیْنِ ،ثم إنَّ وزنَه حَیْزَبُون مصرِّحٌ بأَنّه بالیاءِ التَّحْتِیَّه قبل الجیمِ ،و هو الصّوابُ ،علی ما فی الأصولِ المُصحَّحه،و قد وَقَع فی بعضِ النُّسَخِ تَقْیِیدُه بالنونِ بدل الیاءِ،و اعتمَدَه بعضُ المُقیِّدِین،و هو غَلَطٌ ،فلیُتنبَّهْ لذلک.

عدف

العَدْفُ :النَّوالُ القلِیلُ یُقالُ :أَصَبْنا فی مالِه عَدْفاً ،نقَلَه ابنُ فارِسٍ ،و فی اللِّسانِ : العَدْفُ :النَّوْلُ الیَسِیرُ من إِصابهٍ .

و فی الصِّحاحِ : العَدْفُ : الأَکْلُ .

و فی اللِّسانِ : العَدْفُ : الیَسِیرُ من العَلَفِ .

و العِدْفُ بالکَسْرِ:القِطْعَهُ من اللَّیْلِ یُقال:مرَّ عِدْفٌ من اللَّیْلِ ،و عِتْفٌ :أی قِطْعَهٌ ،نقَله الجَوْهرِیُّ .

و العِدْفُ : الجماعَهُ مِنّا،کالعِدْفَهِ قاله ابنُ دُرَیْدٍ.

و العُدْفُ ، بالضَّمِّ :جمعُ العَدُوفِ ، کصَبُورٍ و هو:

الذَّوَاقُ (3)کسَحابٍ ،و هو ما یُذاقُ ،قال الشّاعِرُ:

وَ حَیْفٌ بالقَنِیِّ فهُنَّ خُوصٌ

وَ قِلَّهُ ما یَذُقْنَ من العَدُوفِ

عَدُوفٍ من قَضامٍ غیرِ لَوْنٍ

رَجِیعِ الفَرْثِ أو لَوْکِ الصَّرِیفِ

و العَدَفُ بالتَّحْرِیکِ :القَذَی نَقَلَه الجَوْهِریُّ ،قال ابنُ بَرِّیٍّ :شاهِدُه قولُ الرّاجِزِ یَصِفُ حِمارًا و أُتُنَهُ :

أَوْرَدَها أَمِیرُها مع السَّدَف

أَزْرقَ کالمِرْآهِ طَحّارَ العَدَفْ

أی:یَطْحَرُ القَذی و یَدْفعُه.

و عَدَفَ یَعْدِفُ عَدْفاً : أَکَل نَقَلَهُ الجَوْهریُّ .

و یُقال: ما ذُقْنَا عَدُوفاً ، کصَبُورٍ، و لا عَدُوفَهً بالهاءِ، و لا عَدْفاً بالفتحِ و یُحرَّکُ ،و لا عُدافاً کغُرابٍ : أی شَیْئاً اقْتَصَرَ الجَوْهرِیُّ علی الأُولَی و الثالِثهِ و الخامِسَهِ ،و فی العُبابِ :قال أَبو عَمْرٍو:کُنْتُ عند یَزِیدَ بنِ مَزْیَدٍ الشَّیْبانِیّ ،فأَنْشَدْتُه بیت قیْسِ بنِ زُهَیْرٍ:

وَ مُجَنَّباتٍ ما یَذُقْنَ عَذُوفَهً

یَقْذِفْنَ بالمُهَرَاتِ و الأَمْهارِ (4)

ص:372


1- (1) شرح أشعار الهذلیین 384/1 بروایه:فاخلفوا فی دیارنا و فسر التعجف بزمن الهزال.و لم یرد البیت فی دیوان الهذلیین فی شعر معقل.
2- (2) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.
3- ((*)) بالقاموس:«الدَّواق»بدل:«الذَّواق».
4- (3) فی التهذیب و اللسان« [1]عدوقه»بالدال المهمله،و فی الشرح«عذوقه» بالذال. وَ البیت لیس لقیس بن زهیر،إنما هو للربیع بن زیاد یرثی مالک بن زهیر العبسی من قصیده مطلعها: إنی أرقت فلم أغمض حار من سییء النبإ الجلیل الساری کذا فی شرح الحمامه للتبریزی 24/3 و انظر التکمله.

فقَالَ َ لی یَزِیدُ:صَحَّفْتَ یا أَبا عَمْرٍو،إِنّما هی عَدُوفَهٌ ، بالدّالِ المُهْمَلهِ ،قال:فقلتُ له:لم أُصَحِّفْ أَنا و لا أَنْتَ ، تقولُ رَبِیعهُ هذا الحرْفَ بالذّال المُعْجَمهِ ،و سائِرُ العَربِ بالدّالِ المُهْمَلهِ ،قال الصاغانیُّ :هکَذا نسَبَ أَبو عَمْرٍو هذا البیتَ إلی قَیْسِ بنِ زُهیرٍ،و إِنّما هو للرَّبِیعِ بنِ زِیادٍ العَبْسِیِّ .

و یُقال:باتتْ دابَّهٌ بلا عَدُوفٍ : أی بلا عَلَفٍ هذه لُغَهُ مُضَرَ،نقَله الجَوْهرِیُّ .

و العِدْفَهُ ؛بالکَسْرِ:ما بَیْن العَشَرَهِ إلی الخَمْسِینَ وَ خَصَّصهُ الأَزْهَرِیُّ و الجَوْهرِیُّ ،فقَال: من الرِّجالِ (1)و عَمَّ به کُراع فی الماشِیَه،قال:ابنُ سِیده:و لا أَحُقُّها کالعِدْفِ ، بالکَسْرِ.

و العِدَفُ ، کعِنَبٍ و الذی یَظْهَرُ من عِبارهِ اللِّسانِ أنَّ العِدْفَ و العِدَفَ کِلاهُما جَمْعانِ للعِدْفهِ و مَعْناها: التَّجَمُّعُ قال ابنُ سِیدَه:و عندِی أنَّ المَعْنِیَّ هُنَا بالتَّجَمُّع الجماعَهُ ؛ لأَنَّ التَجمُّعَ عَرَضٌ ،و إِنَّما یکونُ مثلُ هذا فی الجَوَاهِرِ المَخْلُوقَهِ ،کسِدْرَهٍ و سِدَرٍ،و رُبَّما کانَ فی المَصْنُوعِ ،و هو قَلِیلٌ .

و العِدْفهُ : القِطْعهُ من الشَّیْ ءِ، کالعَیْدَفِ کحَیْدرٍ،نقلَه ابنُ عَبّادٍ،قال:و لا أَحُقُّه.

وَ یُقالُ : عَدَفَ له عِدْفَهً من المالِ :أی قَطَعَ له قِطْعهً منه.

و العِدْفَهُ : الصُّدْرَهُ عن ابنِ عَبّادٍ.

و العِدْفَهُ کالصَّنِفهِ من الثَّوْبِ نقله الجوهریُّ ،و فی اللِّسانِ :یقال:ما عَلیْهِ عِدْفَهٌ :أی خِرْقَهٌ ،لغهٌ مَرْغُوبٌ عَنْها.

و العِدْفَهُ : أَصْلُ الشَّجَرَهِ (2)الذّاهِبُ فی الأَرْضِ ،و یُحَرَّکُ وَ هذه عن ابنِ الأَعْرابِیّ ج:کعِنبٍ هذا علی القوْلِ الأَوَّل و یُحَرَّکُ هذا علی قولِ ابنِ الأَعرابیِّ ،و أَنشَدَ للطَّرِمّاحِ :

حَمّالُ أثْقالِ دِیاتِ الثأَی

عن عِدَفِ الأَصْلِ و کُرّامِها (3)

هکذا أَنشَدَه بالتَّحْرِیک،و غیرُه یَرْوِیه بالکَسْرِ،یقولُ :إِنَّه یَحْمِلُ الحَمالاتِ و المغارِمَ عن أَقاصِی الأَصلِ ،فکیفَ عن مُعْظَمِه،یعنِی به یزیدَ بنَ المُهَلَّبِ .

و قال العُزَیْزِیُّ : ما تَعَدَّفْتُ الیومَ : أی ما ذُقْتُ قَلِیلاً فَضْلاً عن کَثِیرٍ.

و فی التَّکْمِلهِ : عَدْفاءُ :ع.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

العِدَفَهُ ،بکسرٍ ففتحٍ :کالصَّنِفهِ من الثَّوْبِ ،لغهٌ فی العِدْفَهِ ،بالکسرِ.

وَ اعْتَدَفَ الثَّوْبَ :أَخَذَ منه عِدْفَهً .

وَ اعْتَدَفَ العِدْفَهَ :أَخذَها.

وَ عِدْفُ کُلِّ شَیْ ءٍ،بالکَسْرِ:أَصْلُه.

وَ عُدَاف ،کغُرابٍ :وادٍ فی دِیارِ الأَزْدِ بالسَّراه،و قِیلَ :

جَبَلٌ .

عذف

العُذوفُ کصَبُورٍ: العَدُوفُ فی لُغاتِه قاله ابنُ دُرَیْدٍ،و هو ما یَتَقَوَّتُه الإِنْسانُ و الدَّابَّهُ و الذّالُ المُعجَمهُ لُغَهُ رَبِیعَهَ ،و بالمُهْمَلِه لغهٌ لسائِرِ العَرَبِ کما تقَدَّم ذلِک عن أَبِی عمْرٍو الشّیْبانِیّ (4).

و عَذَفَ یَعْذِفُ عُذُوفاً : أَکَلَ .

و یُقال: سَمٌّ عُذافٌ ،کغُرابٍ : أی قاتِلٌ مَقْلُوبٌ من ذعافٍ ،حَکاهُ یَعْقُوبُ و اللِّحْیانِیُّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ ما زِلْتُ عاذِفاً مُنْذُ الیَوْمِ : أی لم أَذُقْ شَیْئاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

عَذَفَ نفسَه،کعَدَفَها.

وَ قالَ ابنُ الأَعرابِیِّ : العُذُوفُ :السُّکُوتُ .

وَ العُذُوفُ :المَراراتُ .

ص:373


1- (1) کذا و لم ترد العباره فی التهذیب،و هی فی الصحاح و [1]فی اللسان [2]نقلاً عن الأزهری.و اقتصر الأزهری فی التهذیب علی القول:ما بین العشره إلی الخمسین.
2- ((*)) فی القاموس:«الشَّجَرِ»بدل:«الشَّجَره».
3- (2) و یروی:و جشّامها بدل و کرامها.
4- (3) ورد قریباً فی تعقیبه علی بیت قیس بن زهیر-کما فی الأصل-فی ماده «عدف».

عرجف

العُرْجُوفُ ،کعُصْفُورٍ أَهْملَه الجَوْهرِیُّ وَ صاحبُ اللِّسانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هی النّاقَهُ الشَّدِیدَهُ الضَّخْمَهُ کالعُرْجُومِ ،نقله الصّاغانِیُّ .

عرصف

عِرْصافُ الإکافِ ،بالکسرِ،و عُرْصُوفُه ، وَ عُصْفُورُه، أَیضاً:قِطْعَه خَشَبَه مَشْدُودَه بَیْنَ الحِنْوَیْنِ المُقَدَّمَیْنِ نقَله الجَوْهَرِیُّ .

أَو العِرْصافُ :السّوْطُ یُسَوَّی (1)من العَقَبِ کالعِرْفاصِ ، نَقَله الأَزهرِیُّ و قال اللّیْثُ : العِرْصافُ : العَقْبُ المُسْتَطِیلُ وَ أَکْثَرُ ما یُقالُ ذلِک لعَقَبِ الجَنْبَیْنِ و المَتْنَیْنِ أَو: هُوَ خُصْلَهٌ من العَقَبِ و القِدِّ یُشَدُّ بِها أَعْلَی قُبَّهِ الهوْدَج،کالعِرْفاصِ ، نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ (2).

و فی الصِّحاحِ : العِرْصافُ :واحِدُ العَراصِیف من الرَّحْلِ و هی أَرْبعَهُ أَوْتادٍ یَجْمَعْنَ بَیْنَ رُؤوسِ أَحْناءِ القَتَبِ ، فی رَأْسِ کُلِّ حِنْوٍ وَتَدانِ مشْدُودَانِ بعَقبٍ أَو بجُلُودِ الإِبِلِ ، وَ فیه الظّلِفات.

أَو هِی: الخَشَبَتانِ اللَّتانِ تُشَدّانِ بیْنَ واسِطِ الرَّحْلِ وَ آخِرَتِه یَمِینًا و شِمالاً قاله الأَصْمعیُّ .

و العَراصِیفُ من سنَامِ البَعِیرِ:أَطْرافُ سَناسِنِ ظَهْرِه نَقَله ابنُ عَبّادٍ.

وَ فی اللِّسانِ : العَراصِیفُ :ما عَلَی السَّناسِنِ کالعَصافِیرِ، قال ابنُ سِیدَه:و أَرَی العَرافِیصَ فیه لُغهً .

و العَراصِیفُ من الخُرْطُومِ :عِظامٌ تَنْثَنِی (3)فی الخَیْشُومِ نَقَله ابنُ عَبّادٍ.

و العُرْصُوفانِ :عُودانِ قد أُدْخِلا فی دُجْرَیِ الفَدّانِ لیَعْزَفا (4)،و الدُّجْرُ:الخَشَبَهُ التی تُشَدُّ علیها حَدِیدَهُ الفَدّانِ .

و عَرْصَفَه :جَذَبَه کما فی اللِّسانِ ،زادَ اللَّیْثُ : فشَقَّهُ مُسْتَطِیلاً.

و العَرْصَفُ کجَعْفَرٍ: نَبْتٌ ،یونانِیَّتهُ کمافیطوس و به اشْتَهَر عندَ الأَطِبّاءِ،قالُوا: إِذا شُرِبَ مِنْ وَرَقِهِ بماءٍ العَسَلِ أَرْبَعِینَ یَوْماً أَبْرأَ عِرْقَ النَّسَا،و سَبْعَهَ أَیّامٍ أَبْرَأَ الیَرَقانَ و فی قَوْلِه:«عِرْقَ النَّسَا»البَحْثُ الذی سیَأْتِی للمُصَنِّفِ .

عرف

عَرَفَه یَعْرِفُه مَعْرِفَهً ،و عِرْفانًا ،و عِرْفَهً بالکسرِ فیهما و عِرِفّانًا ،بکسْرَتَیْنِ مُشَدَّدَهَ الفاءِ:عَلِمَه و اقتصر الجوهریُّ علی الأَوّلَیْنِ ،قال ابنُ سِیده:و ینْفَصِلان بتَحْدِیدٍ لا یَلیقُ بهذا المَکانِ .

وَ قال الرّاغِبُ : المَعْرِفهُ و العِرْفانُ :إِدْراکُ الشیءِ بتَفَکُّرٍ وَ تَدَبُّرٍ لأَثَرِهِ ،فهی أَخصُّ من العِلمِ ،و یُضَادُّه الإِنکارُ، وَ یُقال:فلانٌ یعرِفٌ اللّه و رَسُولَه،و لا یُقال:یَعْلمُ اللّه متَعَدِّیاً إلی مفعولٍ واحدٍ لمّا کانَ مَعرِفَهُ البَشَرِ للّه تعالَی هو تَدبُّرُ (5)آثارِه دُونَ إدْراکِ ذاتِه،و یُقالُ :اللّه یَعْلَمُ کذا،و لا یُقالُ :

یَعْرِفُ کذا؛لمّا کانت المَعْرِفهُ تُسْتَعْمَلُ فی العِلْمِ القاصِرِ المُتَوَصَّلِ إِلیه بتَفَکُّر،و أَصْلُه من عَرَفْتُهُ ،أی:أَصَبْتُ عَرْفَه ،أی رائِحَتَه،أو من أَصَبْتُ عَرْفَه :أی خَدَّهُ فهو عارِفٌ ،و عَریفٌ ،و عَرُوفَهٌ یَعْرِفُ الأُمورَ،و لا یُنْکِرُ أَحَداً رآه مرّهً ،و الهاءُ فی عَرُوفَه للمُبالَغَهِ ،قال طَرِیفُ بْنُ مالِکٍ (6):

أَوَ کُلَّما وَرَدَتْ عُکاظَ قبِیلَهٌ

بَعَثُوا إِلیَّ عَرِیفَهُم یَتَوَسَّمُ ؟

أی: عارِفَهم ،قال سِیبَوَیْه:هو فَعِیل بمَعْنی فاعِلٍ ، کقْولِهم:ضَرِیبُ قِداحٍ .

و عَرَفَ الفَرَسَ عَرْفاً ،بالفتحِ ، و ذِکْرُ الفتح مُسْتَدْرَکٌ : جَزَّ عُرْفَه یقال:هو یَعْرِفُ الخیل:إذا کانَ یَجُزُّ أَعْرافَها ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ و الجَوْهَرِیُّ و ابنُ القَطّاعِ .

و عَرَف بذَنْبِه،و کذا عَرَفَ لَهُ : إذا أَقَرَّ به،و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

عَرَفَ الحِسانُ لها غُلَیِّمَهً

تَسْعَی مع الأَتْرابِ فی إِتْبِ

وَ قال أَعرابِیٌّ :ما أَعْرِفُ لأَحَدٍ یَصْرَعُنِی:أی لا أُقِرُّ بِهِ .

و عَرَفَ فُلانًا:جازاهُ ،و قَرَأَ الکِسائِیّ قولَه عزَّ و جَلّ :

وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِیُّ إِلی بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِیثاً فَلَمّا نَبَّأَتْ بِهِ

ص:374


1- (1) الأصل و التکمله و فی التهذیب«و یقال للسوط إذا سمّی من العقب عرصاف.
2- (2) انظر الجمهره 387/3. [1]
3- (3) فی التکمله:تتثنّی.
4- (4) فی التکمله:یفترقان.
5- (5) فی المفردات: [2]هی بتدبّر.
6- (6) کذا فی اللسان و [3]زید فیه:و قیل:طریف بن عمرو.

وَ أَظْهَرَهُ اللّهُ عَلَیْهِ عَرَفَ بَعْضَه و أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ (1): أیْ جازَی حَفْصَهَ رَضِیَ اللّه تَعالَی عَنْها ببَعْضِ ما فَعَلَتْ قال الفَرّاءُ:من قَرَأَ « عَرَّفَ » بالتّشْدیدِ،فمَعْناه أَنّه عَرَّفَ حَفْصَهَ بعضَ الحَدِیثِ و ترَکَ بَعْضاً،و من قَرأَ بالتَّخْفِیف،أَرادَ غَضِبَ من ذلِکَ ،و جازَی عَلَیهِ ،قال:و لعَمْرِی جازَی حَفْصَهَ بطَلاقِها،قال:و هو وَجْهٌ حَسَنٌ ،قرأَ بذلِک أَبو عَبْدِ الرَّحْمنِ السُّلَمِیّ .

أَو مَعْناهُ :أَقَرَّ ببَعْضِه وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ،و منه قولُهم:

أَنا أَعْرِفُ للمُحْسِنِ و المُسِیءِ:أی لا یَخْفَی علیَّ ذلکَ و لا مُقابَلَتُه بما یُوافِقُه و

14- فی حدِیثِ عَوْفِ بن مالِکٍ : «لتَرُدَّنَّهُ أَو لأُعَرِّفَنَّکَها عندَ رسُولِ اللّه صلَی اللّه عَلَیه و سلَّمَ ». أی لأُجازِیَنَّک بها حتَّی تَعْرِف (2)سُوءَ صَنِیعِک،و هی کلمهٌ تُقالُ عند التَّهْدِیدِ و الوَعِیدِ،و قالَ الأَزْهَری:قَرَأَ الکِسائِیُّ وَ الأَعْمشُ (3)عن أَبِی بَکْرٍ عن عاصِمٍ « عَرَف بَعْضُه» خفیفهً ، وَ قرأَ حَمْزهُ و نافِعٌ و ابنُ کَثِیرٍ و أَبو عَمْرٍو و ابنُ عامِرٍ الیَحْصُبِیُّ بالتّشْدِیدِ.

و العَرْفُ :الرِّیحُ طیِّبَهً کانَتْ أَو مُنْتِنهً یُقال:ما أَطْیَبَ عَرْفَه !کما فی الصِّحاحِ ،و أَنشدَ ابنُ سِیدَه:

ثَناءٌ کَعُرْفِ الطِّیبِ یُهْدَی لأَهْلِه

وَ لَیْسَ له إلاّ بَنِی خالِدٍ أَهْلُ

وَ قال البُرَیْقُ (4)الهُذَلِیُّ فی النَّتْنِ :

فلَعَمْرُ عَرْفِکِ ذِی الصُّماخِ کما

عَصَبَ السِّفادُ بغَضْبهِ اللِّهْمِ (5)

و أَکْثَرُ اسْتِعمالِه فی الطَّیِّبَهِ و منه

16- الحَدِیثُ : «من فَعَل کَذَا وَ کَذَا لم یَجِدْ عَرْفَ الجَنَّهِ ». أی:رِیحَها الطَّیِّبَهَ .

و فی المثل:« لا یَعْجَزُ مَسْکُ السَّوْءِ عن عَرْفِ السَّوْءِ »کما فی الصِّحاحِ ،قال الصاغانیُّ : یُضْرَبُ للَّئِیمِ الذی لا یَنْفَکُ عن قُبْحِ فِعْلِه،شُبِّهَ بجِلْدٍ لَم یَصْلُحْ للدِّباغِ فنُبِذَ جانِباً،فأَنْتَنَ .

و العَرْفُ :نَباتٌ ،أو الثُّمامُ ،أو نَبْتٌ لیْسَ بحَمْضٍ و لا عِضاهٍ من الثُّمامِ کذا فی المُحیطِ و اللِّسانِ .

و العَرْفَهُ بهاءٍ:الرِّیحُ .

و العَرْفَهُ : اسمُ من اعْتَرَفَهُم اعْتِرافاً :إذا سَأَلَهُم عن خَبَرٍ لیَعْرِفَه ،و منه قولُ بِشْرِ بنِ أَبی خازِمٍ :

أَسائِلَهٌ عُمَیْرَهُ عن أَبِیها

خِلالَ الجَیْشِ تَعْتَرِفُ الرِّکابَا (6)

و یُکْسَرُ.

و العَرْفَهُ أیضاً: قُرْحَهٌ تَخْرُجُ فی بَیاضِ الکَفِّ نقله الجوهریُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ .

و یُقال: عُرِف الرَّجلُ کعُنِیَ عَرْفاً ،بالفَتْحِ و فی بعضِ النُّسخِ عِرْفانًا بالکسرِ،فهو معْرُوفٌ : خَرَجَتْ به تِلکَ القُرْحَهُ ،کما فی الصِّحاح.

و المَعْرُوفُ :ضِدُّ المُنْکَرِ قال اللّه تعالَی: وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ (7)و

16- فی الحَدِیث: «صَنائِعُ المَعْرُوفِ تَقِی مَصارِعَ السُّوءِ».

وَ قال الرّاغِبُ : المَعْرُوفُ :اسمٌ لکلِّ فِعْلٍ یُعْرَفُ بالعَقْلِ وَ الشَّرْعِ حُسْنُه،و المُنْکَرُ:ما یُنْکَرُ بِهِما،قال تَعالی:

تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ (8)و قالَ تعالَی:

وَ قُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (9)و من هذا قیل للاقْتِصادِ فی الجُودِ:

مَعْرُوفٌ ،لَمّا کانَ ذلِک مُسْتَحْسَنًا فی العُقولِ ،و بالشَّرْعِ نحو: وَ مَنْ کانَ فَقِیراً فَلْیَأْکُلْ بِالْمَعْرُوفِ (10)و قولُه:

وَ لِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ (11)أی بالاقْتِصادِ، وَ الإِحسانِ ،و قولُه: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَ مَغْفِرَهٌ خَیْرٌ مِنْ صَدَقَهٍ

ص:375


1- (1) سوره التحریم الآیه 3 و [1]القراءه: عَرَّفَ .
2- (2) عن اللسان و [2]بالأصل«یعرف».
3- (3) الأصل و اللسان [3]عن الأزهری،و فی التهذیب:الأعشی.
4- (4) کذا بالأصل و اللسان و [4]البیت لیس فی شعره فی دیوان الهذلیین،و هو من أبیات وردت فی شرح أشعار الهذلیین فی شعر الأعلم،أخی صخر الغی الهذلی،ج 324/1.
5- (5) عجزه بالأصل: عصب السفار بعصبه اللهم وَ المثبت عن شرح أشعار الهذلیین.
6- (6) التهذیب بروایه:خلال الرکب.
7- (7) سوره لقمان الآیه 17. [5]
8- (8) سوره آل عمران الآیه 110. [6]
9- (9) سوره الأحزاب الآیه 32. [7]
10- (10) سوره النساء الآیه 6. [8]
11- (11) سوره البقره الآیه 241. [9]

یَتْبَعُها أَذیً (1)أی:رَدٌّ بالجَمِیلِ و دُعاءٌ خیرٌ من صَدَقَهٍ هکذا.

و معْرُوفٌ :فَرَسُ سَلَمَهَ بنِ هِنْد الغاضِرِیِّ من بَنِی أَسَدٍ، وَ فیه یَقُولُ :

أُکَفِّیءُ مَعْرُوفاً علیهِم کأَنَّه

إذا ازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ الأَسِنَّهِ أَحْرَدُ

و مَعْرُوفُ بنُ مُسْکانَ :بانی الکعبَهِ شَرَّفها اللّه تَعالَی، أَبُو الوَلِیدِ المَکِّیُّ ،صَدُوقٌ مُقْرِیءُ مَشْهُورٌ،مات سنه 165 (2)و مُسکانُ کعُثْمانَ ،و قِیلَ بالکَسْرِ،هکَذا هو بالسِّینِ المُهْمَلهِ ،و الصوابُ بالمُعْجَمه.

و مَعْرُوفُ بنُ سُوَیْدٍ الجُذامِیُّ :أَبو سَلَمَهَ البَصْرِیُّ ، رَوَی له أَبو دَاوُدَ و النِّسائِیّ .

و مَعْرُوفُ بنُ خَرَّبُوذَ المَکِّیُّ : مُحَدِّثانِ و قد تَقَدَّم ضبطُ خَرَّبُوذَ فی موضِعِه،قال الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ:تابِعِیٌّ صَغِیرٌ، وَ لیسَ له فی البُخارِیّ غیرُ موضعٍ واحدٍ،و فی کِتابِ الثِّقاتِ لابن حِبّان،یَرْوِی عن أَبِی الطُّفَیْلِ ،قال:و کانَ ابنُ عُیَیْنَهَ یقولُ :هو مَعْرُوفُ بْنُ مُشْکانَ ،رَوَی عنه ابنُ المُبارکِ ، وَ مَرْوانُ بنُ معاوِیَهَ الفَزارِیُّ .

و أَبو محْفُوظٍ مَعْرُوفُ بنُ فَیْرُوزانَ الکَرْخِیُّ قَدَّسَ اللّه رُوحَه من أَجِلَّهِ الأَولِیاءِ،و قَبْرُه التِّرْیاقُ المُجَرَّبُ ببَغْدادَ لقَضاءِ الحاجاتِ ،قال الصّاغانِیُّ :عَرَضَتْ لِی حاجَهٌ ، وَ حَیَّرَتْنِی فی سنهِ خَمْسَ عَشرَهَ و سِتَّمائهٍ ،فأَتَیْتُ قَبْرَهُ ، وَ ذَکَرْتُ له حاجَتِی،کما تُذْکَرُ للأَحْیاءِ مُعْتَقِداً أنَّ أَوْلیاءَ اللّه لا یَمُوتُونَ ،و لکِنْ یُنْقَلُون من دارٍ إلی دارٍ،و انْصَرَفْتُ ، فقُضِیَت الحاجَهُ قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إلی مَسْکَنِی.

قلتُ :و فاتَه مِمَّن اسمُه مَعْرُوفٌ جماعَهٌ من المُحَدِّثِینَ منهم:

مَعْرُوفُ بنُ محَمّدٍ أَبو المَشْهُورِ عن أَبی سَعِیدِ بنِ الأَعْرابِیّ ،و مَعْرُوفُ بنُ أَبِی مَعْرُوفٍ (3)البَلْخِیّ ،و مَعْرُوفُ بنُ هُذَیْلٍ الغَسّانِیُّ ،و مَعْرُوفُ بنُ سُهَیْلٍ :مُحَدِّثُون،و هؤلاءِ قد تُکُلِّمَ فیهِم.و مَعْرُوفٌ الأَزْدِیُّ الخَیّاط (4)،أَبُو الخَطّابِ مَوْلَی بنِی أُمَیَّهَ ، وَ مَعْرُوفُ بنُ بَشِیرٍ أَبُو أَسْماء،و هؤلاءِ من ثِقاتِ التّابِعِینَ .

و مَعْرُوفَهُ بِهاءٍ:فَرَسُ الزُّبَیْرِ بْنِ العَوّامِ القُرَشِیِّ الأَسَدِیّ ،هکذا فی سائِرِ النّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ،و الصوابُ أَنّ اسمَ فَرسِه مَعْرُوف بغیر هاءٍ،و هی التی شَهِدَ علیها حُنَیْنًا، وَ مثله فی اللِّسان و العُبابِ ،و أَنْشدَ الصّاغانِیُّ لیَحْیَی بْنِ عُرْوَهَ بنِ الزُّبَیْرِ:

أَبٌ لِیَ آبِی الخَسْفِ قَدْ تَعْلَمُونَه

وَ صاحِبُ مَعْرُوفٍ سِمامُ الکَتائِبِ

وَ قد تَقَدّم ذلک فی«خسف».

و یَوْمُ عَرَفَهَ :التّاسِعُ من ذِی الحِجَّهِ تَقُول:هذا یَوْمُ عَرَفَهَ غیرَ مُنَوَّنٍ ،و لا تَدْخُلُه الأَلِفُ و الّلامُ ،کما فی الصِّحاحِ .

و عَرَفاتٌ :موقِفُ الحاجِّ ذلِکَ الیَوْمَ ،علی اثْنَیْ عَشَرَ مِیلاً من مَکَّهَ علی ما حَقَّقَه المُتَکَلِّمُونَ علی أَسماءِ المَواضِع، و غَلِطَ الجَوْهَرِیُّ فقَالَ َ:مَوْضِعٌ بمِنًی و کذا قَوْلُ غیرِه:

موضِعٌ بمَکَّهَ ،و إِن أُریدَ بذلک قُرْبَ مِنًی و مَکَّهَ فلا غَلَطَ ، قال ابنُ فارِسٍ :أَمّا عَرفاتٌ فقَالَ َ قَومٌ : سُمِّیَتْ بذلِکَ لأَنَّ آدَمَ و حَوّاءَ علیهما السّلامُ تَعارَفَا بِها بعد نُزُولِهما من الجَنَّهِ .

أَو لِقَوْلِ جِبْرِیلَ لإِبْراهِیمَ علیهما السَّلامُ ،لمّا عَلَّمَه المَناسِکَ و أَراهُ المَشاهِدَ أَ عَرَفْت ؟أَ عَرَفْتَ ؟ قال: عَرَفْتُ عَرَفْتُ .

أَو لأَنَّها مُقدَّسَهٌ مُعَظَّمَهٌ ،کأَنَّها عُرِفَتْ ؛أی طُیِّبَتْ .

وَ قِیلَ :لأَنَّ الناسَ یَتَعارَفُونَ بها.زادَ الرّاغِبُ :و قیل:

لِتَعرُّفِ العِبادِ فیها إلی اللّه تَعالَی بالعِباداتِ و الأَدْعِیَهِ .

قال الجَوْهَرِیُّ :و هو اسمٌ فی لَفْظِ الجَمْعِ ،فلا یُجْمعُ کأَنّهم جَعَلُوا کُلَّ جُزْءٍ منها عَرَفه ،و نقَلَ الجَوْهرِیُّ عن الفَرّاءِ أَنَّه قالَ :لا واحِدَ له بصِحَّهٍ و هی مَعْرِفَهٌ و إِنْ کانَ جَمْعاً؛ لأَنَّ الأَماکِنَ لا تَزُولُ ،فصارَتْ کالشَّیْ ءِ الواحِدِ و خالَفَ الزَّیْدِینَ ،تقولُ :هؤَلاءِ عرفاتٌ حَسَنَهً ،تنصِبُ النَّعْت (5)لأَنَّه نَکِرَهٌ ،و هی مَصْرُوفَهٌ قال سِیبَویْه:و الدَّلِیلُ علی ذلِک قولُ العَرَب:هذهِ عَرَفاتٌ مُبارَکاً فِیهَا،و هذِه عَرَفاتٌ حَسَنَهً ،

ص:376


1- (1) سوره البقره الآیه 263. [1]
2- (2) بالأصل«سنه 65»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
3- (3) عن میزان الاعتدال و بالأصل«آبی المعروف».
4- (4) فی میزان الاعتدال:معروف بن عبد اللّه،أبو الخطاب الدمشقی الخیاط .
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:تنصب النعت،لعل الأولی:تنصب الحال».

قال:و یَدُلُّکَ علی کَوْنِها مَعْرِفَهً أَنّکَ لا تُدْخِلُ فیها أَلفاً وَ لاماً،و إِنما عَرفاتٌ بمَنْزِلَهِ أَبانَیْنِ ،و بمنزلهِ جَمْعٍ ،و لو کانت عَرَفاتٌ نَکِرَهً لکانَتْ إِذَنْ عَرَفاتٌ فی غیرِ مَوْضِعٍ ، وَ قال الأَخْفَشُ :و إِنّما صُرِفَتْ عَرَفاتٌ لأَنَّ التاءَ بمَنْزلَهِ الیاءِ وَ الواوِ فی مُسْلِمینَ و مُسْلِمُون لأَنّه تَذْکِیرُه،و صار التَّنْوِینُ بمنزلهِ النّونِ ،فلمّا سُمِّیَ به تُرِکَ علی حالِه،کما یُتْرَکُ مُسْلِمُون إذا سُمِّیَ به علی حالِه،و کذلِک القولُ فی أَذْرِعاتٍ ،و عاناتٍ ،و عُرَیْتِناتٍ ،کما فی الصِّحاحِ .

و النِّسْبَهُ عَرَفیٌّ محَرَّکَهً .

و زَنْفَلُ بنُ شَدّادٍ العَرَفیُّ من أَتْباعِ التّابِعِینَ ،رَوَی عن ابنِ أَبِی مُلَیْکَهَ سَکَنَها فَنُسِب إِلیها ذَکَرَهُ الصّاغانِیُّ و الحافِظُ .

قال الجَوْهَرِیُّ : و قَوْلُهمُ :نَزَلْنا عَرَفَهَ شَبِیهُ مُوَلَّدٍ و لیسَ بعرِبِیٍّ مَحْضٍ (1).

و العارِفُ ،و العَرُوفُ :الصَّبُورُ یُقال:أُصِیبَ فُلانٌ فوُجِدَ عارِفاً .

و العارِفَهُ : المَعْرُوفُ ، کالعُرْفِ بالضّمِّ ، یُقال:أَوْلاهُ عارِفَهً :أی مَعْرُوفاً ،کما فی الصِّحاحِ ج: عَوارِفُ و منه سَمَّی السُّهْرَوَرْدِیُّ کتابه« عَوارِفَ المعارِفِ ».

و العَرّافُ کشَدّادٍ:الکاهِنُ .

أَ و الطَّبِیبُ کما هو نَصُّ الصِّحاح.

وَ من الأَوّل

16- الحَدِیثُ : «من أَتَی عَرّافاً فَسأَلَه عَنْ شَیْ ءٍ لم یُقْبَلْ مِنْهُ صلاهٌ أَرْبَعینَ لَیْلَهً ».

وَ من الثّانِی قولُ عُرْوَهَ بنِ حِزامٍ العُذْرِیِّ :

وَ قُلْتُ لعَرّافِ الیَمامَهِ داوِنِی

فإِنَّکَ إِنْ أَبْرَأْتَنِی لطَبِیبُ

فما بِیَ مِنْ سُقْمٍ و لا طَیْفِ جِنَّهٍ

وَ لکنَّ عَمِّی الحِمْیَرِیَّ کَذُوبُ

هکذا فَصَّلَه الصّاغانِیُّ ،و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «من أَتَی عَرّافاً أو کاهِنًا فقَدْ کَفَرَ بما أُنْزِلَ علی مُحَمّدٍ رسولِ اللّهصلّی اللّه عَلَیه و سَلَّمَ ». قال ابن الأثِیرِ: العَرّافُ :المنَجِّمُ ،أَو الحازِی الذی یَدَّعِی عِلْمَ الغَیْبِ الذی (2)استَأْثرَ اللّه بعِلْمِه، وَ قالَ الرّاغِبُ : العَرّافُ :کالکاهِنِ ،إلاّ أنَّ العَرّاف یُخَصُّ بمَنْ یُخْبِرُ بالأَحْوالِ المُسْتَقْبَلَهِ ،و الکاهِنُ یخبِرُ بالأَحْوالِ (3)الماضِیَهِ .

و عَرّافٌ : اسمٌ .

و قال اللَّیْثُ :یُقالُ : أَمْرٌ عارِفٌ : أی مَعْرُوفٌ فهو فاعِلٌ بمعْنی مَفْعُولٍ ،و أَنْکَره الأَزْهَریُّ ،و قال:لم أَسْمَعْهُ لغیرِ اللَّیْثِ ،و الّذِی حَصَّلْناه للأَئِمَّهِ :رَجُلٌ عارِفٌ :أی صَبُورٌ، قاله أَبو عُبَیْدَهَ (4)و غیرُه.

و قال ابنُ الأَعرابیِّ : عَرِفَ الرَّجُلُ ، کسَمِعَ : إذا أَکْثَرَ من الطِّیبِ .

و العُرْفُ ،بالضمِّ :الجُودُ.

و قِیلَ :هو اسْمُ ما تَبْذُلُه و تُعْطِیه.

و العُرْفُ : مَوْجُ البَحْرِ و هو مجازٌ.

و العُرْفُ : ضِدُّ النُّکْرِ و هذا قد تَقَدَّم له،فهو تَکْرارٌ، وَ منه قَوْلُ النّابِغَهِ الذَّبْیانِیِّ -یَعْتَذِرُ إلی النُّعْمانِ بْنِ المُنْذِرِ-:

إلی اللّه (5)إِلا عَدْله و وَفَاءَه

فلا النُّکْرُ مَعْرُوفٌ ،و لا العُرْفُ ضائِعُ

و العُرْفُ : اسمٌ من الاعْتِرافِ الّذِی هو بمَعْنَی الإقْرارِ، تَقُول:لَهُ علیَّ أَلْفٌ عُرْفاً :أی اعْتِرافاً و هو تَوْکِیدٌ،نقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و العُرْفُ : شَعَرُ عُنُقِ الفَرَسِ و قِیل:هو مَنْبِتُ الشَّعَرِ وَ الرِّیشِ من العُنُقِ ،و اسْتَعْمَلَه الأَصْمَعِیُّ فی الإِنْسانِ ، فقَالَ َ:جاءَ فلانٌ مُبْرَئِلاًّ للشَّرِّ:أی نافِشاً عُرْفَه ،جَمْعُه أَعْرافٌ و عُرُوفٌ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

نَمُشُّ بأَعْرافِ الجِیادِ أَکُفَّنَا

إذا نَحْنُ قُمْنا عَنْ شِواءِ مُضَهَّبِ

ص:377


1- (1) قال یاقوت:و عرفه و عرفات واحد عند أکثر أهل العلم و لیس کما قال بعضهم إن عرفه مولّد.و بهامش الصحاح [1]المطبوع قال مصححه:إذا أراد عرفه اسم الموضع فوهم فقد جاء فی الحدیث الشریف«الحج عرفه»و «عرفه کلها موقف»و إذا أراد التعبیر فالتعبیر صحیح.
2- (2) عن النهایه و [2]بالأصل«أی».
3- (3) فی المفردات: [3]عن الأحوال.
4- (4) الأصل و اللسان و [4]فی التهذیب:أبو عبید.
5- (5) فی الدیوان صنعه ابن السکیت 53:أبی اللّهُ .

و یُضَمُّ راؤُه کعُسُرٍ،و عُسْرٍ.

و العُرْفُ : ع قال الحُطَیْئهُ :

أَدارَ سُلَیْمَی بالدَّوانِکِ فالعُرْفِ

أَقامَتْ علَی الأَرْواحِ و الدِّیَمِ الوُطْفِ

وَ فی المُعْجَمِ :فی دِیارِ کِلابٍ به (1)مُلَیْحَهُ :ماءَهٌ من أَطْیَبِ المِیاهِ بنَجْدٍ،یخرجُ من صَفاً صَلْدٍ (2).

و العُرْفُ : عَلَمٌ .

و العُرْفُ : الرَّمْلُ و المَکانُ المُرْتَفِعانِ ،و یُضَمُّ راؤُه (3)وَ فی الصِّحاح: العُرْفُ :الرَّمْلُ المُرتَفِعُ ،قال الکُمَیْتُ :

أَهاجَکَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ

وَ ما أَنْتَ و الطَّلَلُ المُحْوِلُ ؟! (4)

وَ قالَ غیرُه: العُرْفُ هُنا:موضِعٌ أو جَبَلٌ ، کالعُرْفهِ بالضّمِّ ،ج:کصُرَدٍ،و جمْعُ العُرْفِ : أَعْرافٌ ،مثل أَقْفالٍ .

و العُرْفُ : ضَرْبٌ من النَّخْلِ قال الأَصْمَعِیُّ :فی کلامِ أَهل البَحْرَیْنِ .

وَ قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الأَعْرافُ :ضربٌ من النَّخْلِ ،و أَنْشَد:

یَغْرِسُ (5)فیها الزّاذَ و الأَعْرافَا

و النّابِجِیَّ مُسْدِفاً إِسْدافَا

أَو هی: أَوَّلُ ما تُطْعِمُ و قِیلَ :إذا بَلَغَت الإِطْعامَ .

أَو هی: نَخْلَهٌ بالبَحْرَیْنِ تُسَمَّی البُرْشُومَ و هو بعینهِ الذی نَقَلَه الأَصْمَعِیُّ و ابنُ دُرَیْدٍ.

و العُرْفُ : شجَرُ الأُتْرُجِّ نَقَلَه الجوهَرِیُّ ،کأَنَّه لرائِحَتِه.

و العُرْفُ من الرَّمْلَهِ :ظَهْرُها المُشْرِفُ و کذا من الجَبَلِ ، وَ کُلِّ عالٍ .

و العُرُف : جَمْعُ عَرُوفٍ کصَبُورٍ للصّابِرِ.

و العُرْفُ : جَمْعُ العَرْفاءِ من الإِبِلِ و الضِّباعِ و یُقال:ناقَهٌ عَرْفاءُ :أی مُشْرِفَهُ السَّنامِ ،و قِیلَ :ناقَهٌ عَرْفاءُ :إذا کانَتْ مذَکَّرَهً تُشْبِه الجِمالَ ،و قیلَ لها: عَرْفاءُ لِطُولِ عُرْفِها ، وَ أَمّا العَرْفاءُ من الضِّباعِ فسیأْتِی للمُصَنِّفِ فیما بَعْدُ.

و العُرْفُ : جَمْعُ الأَعْرَفِ من الخَیْلِ و الحَیّاتِ یُقال:

فَرَسٌ أَعْرَفُ :کثیرُ شَعَرِ المَعْرَفَهِ ،و کذا حَیَّهٌ أعْرَفُ .

و یُقال: طارَ القَطَا عُرْفاً بالضَّم: أی مُتَتابِعَهً بَعْضُها خَلْفَ بَعْضٍ ،و یُقالُ : جاءَ القَوْمُ عُرْفاً عُرْفاً أی مُتَتابِعَهً کذلِک و منه

16- حدِیثُ کَعْبِ بنِ عُجْرَهَ : «جاءُوا کأَنَّهُم عُرْفٌ ».

أی یَتْبَعُ بعضُهُمْ بَعْضاً، قِیلَ :و منه قَولُه تَعالی:

وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (6)و هی المَلائِکَهُ أُرْسِلَتْ مُتَتابِعَهً ، مُستعارٌ من عُرْفِ الفَرَسِ .

أَو أَرادَ أَنَّها تُرْسَلُ بالمَعْرُوفِ و الإِحْسانِ ،و قُرِئت:

عُرْفاً ،و عُرُفاً (7).

و ذُو العُرْفِ ،بالضَّمِّ :رَبِیعَهُ بنُ وائِل ذِی طَوّافٍ الحَضْرَمِیُّ و قد تَقَدَّم ذکرُ أبیهِ فی«طوف» من وَلَدِه الصّحابِیُّ رَبِیعَهُ بنُ عَیْدانَ بنِ رَبِیعَهَ ذِی العُرْفِ الحَضْرَمِیُّ ،و یُقالُ :

الکِنْدِیُّ -رضِیَ اللّه عنه-شَهِدَ فتحَ مِصْر،قاله ابنُ یُونُسَ ،و هو الذی خاصَمَ إلی النَّبِیِّ صلّی اللّه عَلَیه و سلَّم فی أَرْضٍ ،و تقَدَّم الاخْتلافُ فی ضَبْطِ اسمِ أَبیهِ ،هلْ هو عَیْدانُ ،أو عَبْدانُ .

و العُرُفُ (8)کعُنُقٍ :ماءٌ لبَنِی أَسَدٍ من أَحْلَی المِیاهِ .

و أَیضاً: ع و به فَسَّرَ غیرُ الجَوْهَرِیِّ قولَ الکُمَیْتِ السّابِقَ .

و المُعَلَّی بنُ عُرْفانَ بنِ سلَمَهَ الأَسَدِیُّ الکُوفیُّ بالضَّمِّ :

من أَتْباعِ التّابِعِینَ ضَبَطَه الصّاغانِیُّ هکذا.

قلتُ :و هو أَخُو ابنِ أَبِی وائِلٍ شَقِیقِ ابن سَلَمَهَ ،یَرْوِی عن عَمِّه،قال یَحْیَی و أَبو زُرْعَهَ و الدَّارَقُطْنِیّ :ضَعِیفٌ ،و قالَ البُخارِیُّ و أَبو حاتِمٍ :مُنْکَرُ الحَدِیثِ ،و قال النسائِیُّ وَ الأَزْدِیّ :مَتْرُوکُ الحَدِیثِ و قال ابنُ حِبّان:یَرْوِی الموْضُوعاتِ عن الأَثْباتِ ،لا یَحِلُّ الاحْتِجاجُ به،قاله ابنُ الجَوْزِیِّ و الذَّهَبِیُّ (9).

ص:378


1- (1) عن معجم البلدان و بالأصل«ابن».
2- (2) عن معجم البلدان و [1]بالأصل«صلدم».
3- (3) و نقل یاقوت أیضاً عن الخارزنجی أنه رواه بفتحه(أی الحرف الثانی)علی وزن زُفَر.و ضبطه فی البیت الشاهد للکمیت کزُفَر.
4- (4) معجم البلدان:أأبکاک بالعرف.و ذکر بعده بیتاً آخر.
5- (5) عن التهذیب و التکمله و بالأصل«نغرس»و فی التهذیب:«الزاد»بالدال المهمله.و الزاد یعنی الأزاذ،و النابجی ضرب من التمر أسود.
6- (6) الآیه الأولی من المرسلات.
7- (7) و المعنی فی الکلّ واحد.
8- ((*)) فی القاموس:«و عُرُفٌ »بدل:«العُرُف».
9- (8) ترجمه الخطیب فی تاریخ بغداد 186/13.

و عُرُفّانٍ ، کجُرُبّانٍ ،و عِفِتّانٍ ثُم فَسَّر الوَزْنَیْنِ بقولِه:

بضَمَّتَیْن مُشَدَّدَهً ،و بِکَسْرَتَیْنِ مُشَدَّدَهً و فیه لَفُّ و نَشْرٌ مَرتَّبٌ ، قال أَبو حَنِیفَهَ : جُنْدَبٌ ضَخْمٌ کالجَرادَهِ له عُرْفٌ ، لا یَکُونُ إلاّ فی رِمْثَهٍ ،أو عُنْظُوانَهٍ و قد اقْتَصرَ علی الضَّبْطِ الأَوّلِ . أَو دُوَیْبَهٌ صَغِیرَهٌ تکونُ برملِ عالِجٍ أَو رِمالِ الدَّهْناءِ و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: العُرُفّانُ بالضبط الأَوّل: جَبَلٌ أَو دُوَیْبَّهٌ .

و العِرِفّانِ ، بکَسْرَتَیْنِ مُشَدَّدَهً فقَط : اسمُ رَجُلٍ ،و هو صاحبُ الرّاعِی الشاعِرِ الذی یَقُولُ فیه:

کُلُوءَ النُّجُومِ و النُّعاسُ مُعانِقُهْ

فباتَ یُرِیهِ عِرْسَهُ و بَناتِه

و قال ثَعْلَبٌ : العِرِفّانُ هنا:الرّجلُ المُعْتَرِفُ بالشیءِ الدَّالُّ عَلَیهِ و هذا صِفَهٌ ،و ذکر سِیبَوَیْه أَنه لا یَعْرِفُه وَصْفاً و یُضَم مع التّشْدِیدِ،و هکذا رواهُ سِیبَویْه،جَعَلَه مَنْقُولاً عن اسمِ عینٍ .

و عِرْفانُ ،کعِتْبانَ :مُغَنِّیَهٌ مَشْهُورهٌ نَقَله الصّاغانِیَّ .

و العُرْفَهُ ،بالضمِّ :أَرْضٌ بارِزَهٌ مُسْتَطِیلَهٌ تُنْبِتُ .

و العُرْفَهُ أَیضاً: الحَدُّ بینَ الشّیَئَیْنِ کالأُرْفَهِ ج: عُرَفٌ کصُرَدٍ.

و العُرَفُ :ثَلاثَهَ (1)عَشَرَ مَوْضِعاً، فی بلادِ العَرَبِ ،منها عُرْفَهُ صارَهَ ،و عُرْفَهُ القَنانِ ،و عُرْفَهُ ساقٍ و هذا یُقالُ لهُ :

ساقُ الفَرْوَیْنِ و فِیهِ یَقُولُ الکُمَیْتُ :

رَأَیْتُ بعُرْفَهِ الفَرْوَیْنِ نارًا

تُشَبُّ و دونِیَ (2)الفَلُّوجَتانِ

و عُرْفَهُ الأَمْلَحِ ،و عُرْفَهُ خَجَا،و عُرْفَهُ نِباطٍ ،و غیرُ ذلک (3)و یُقال: العُرَفُ فی بلادِ ثَعْلَبَهَ بنِ سَعْدٍ،وَ هُمْ رَهْطُ الکُمَیْتِ ،و فی اللِّسانِ : العُرْفَتانِ ببلادِ بنِی أَسَدٍ (4). و الأَعْرافُ :ضَرْبٌ من النَّخْلِ عن ابنِ دُرَیْدٍ،و خَصَّهُ الأَصْمَعِیُّ بالبَحْرَیْنِ ،و قد تقَدَّم شاهِدُه.

و الأَعْرافُ : سُورٌ بینَ الجَنَّهِ و النّارِ و به فُسِّرَ قولُه تعالی:

وَ نادی أَصْحابُ اَلْأَعْرافِ (5)و قالَ الزَّجّاجُ : الأَعْرافُ :

أَعالِی السُّورِ،و اخْتُلِفَ فی أَصْحابِ الأَعْرافِ ،فَقِیلَ :هم قَوْمٌ اسْتوَتْ حَسَناتُهم و سیئاتهم فلم یستحقّوا الجَنَّهَ بالحَسَناتِ ،و لا النارَ بالسَّیِّئاتِ ،فکانُوا علی الحِجابِ الّذِی بینَ الجَنَّهِ و النّارِ،قالَ :و یَجُوزُ أَن یَکُونَ مَعْناه-و اللّه أَعْلَمُ -: عَلَی اَلْأَعْرافِ :علی مَعْرَفَهِ أَهْلِ الجَنَّهِ و أَهْلِ النّارِ هؤلاءِ الرِّجالُ ،و قِیلَ : أَصْحابُ اَلْأَعْرافِ :أَنْبِیاءُ،و قِیلَ :

مَلائِکَهٌ علی ما هو مُبَیِّنٌ فی کُتُب التّفاسِیرِ.

و الأَعْرافُ من الرِّیاحِ :أعالِیها و أَوائِلُها،و کذلک من السَّحابِ و الضَّبابِ ،و هو مجازٌ.

و أَعْرافُ :نَخْلٌ (6)و هِضابٌ و فی بعضِ النُّسَخِ -و هو الصَّواب-و أَعْرافُ نَخْلٍ :هِضابٌ حُمْرٌ لبَنِی سَهْلَه هکَذا فی النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ،صوابُه حُمْرٌ فی أَرْضٍ سهْلَهٍ ،کما هو نَصُّ المُعْجَمِ لیاقُوت،و أَنشدَ:

یا مَنْ لثَوْرٍ لَهَقٍ طَوّافِ

أَعْیَنَ مشّاءٍ علی الأَعْرافِ

وَ یومُ الأَعْرافِ :من أَیّامِهِمْ .

و قال أَبُو زِیاد:فی بِلادِ العَرَب بُلْدانٌ کَثیرهٌ تُسَمَّی الأَعْراف ،منها: أَعْرافُ لُبْنَی،و أَعْرافُ غَمْرَهَ و غیرُهما، وَ هی مَواضِعُ فی بِلادِ العَرَبِ ،قال طُفَیْلٌ الغَنَوِیُّ :

جلَبْنَا من الأَعرافِ أَعْرافِ غَمْرَهٍ

وَ أَعْرافِ لُبْنَی الخَیْلَ مِنْ کُلِّ مَجْلَبِ

عِراباً و حُوًّا مُشْرِفاً حَجَبَاتُها (7)

بَناتِ حِصانٍ قَدْ تُخُیِّرَ مُنْجِبِ

بناتِ الأَغَرِّ و الوَجِیهِ و لاحِقٍ

وَ أَعْوَجَ ینْمِی نِسْبَهَ المُتَنَسِّبِ (8)

ص:379


1- (2) فی معجم البلدان:«بضع عشره عُرْفَه».
2- (3) بالأصل«وددن الفلوجتان»،و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله وددن الفلوجتان کذا فی الأصل و حرر»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه نقلاً عن العباب.
3- (4) انظر معجم البلدان«العرفه»و ما بعدها،و لم یرد فیه«عرفه قنان»و إنما ذکر قنان فی موضعه.
4- (5) لعلهما«عرفه أعیار»«و عرفه قنان»کما یفهم من عباره معجم البلدان.
5- (6) سوره الأعراف الآیه 48. [1]
6- (7) فی القاموس:«و أعرافُ نخلٍ :هضابٌ ..»مثله فی معجم البلدان.
7- (8) عن معجم البلدان« [2]الأعراف»و بالأصل«مشرفاً صحباتها».
8- (9) الأبیات فی الدیوان باختلاف فی ترتیبها و فی روایتها.

و العَریفُ ،کأَمِیرٍ:مَنْ یُعَرِّف أَصْحابَه،ج: عُرَفاءُ و منه

16- الحدِیثُ : «فارْجِعُوا حتّی یَرْفَع إِلینا عُرَفاؤکُم أَمْرَکُم».

و عَرُفَ الرَّجُلُ ، ککَرُمَ و ضَرَب عَرافَهً مصدر الأَول، وَ اقْتَصَر الصّاغانیُّ و الجَوْهَریُّ علی البابِ الأَوّلِ ،أی: صارَ عَرِیفاً ،و یُقال أَیضاً: عَرَفَ فلانٌ عَلَیْنا سِنَین، یعْرُفُ عِرافَهً ککَتَبَ کِتابَهً : إذا عَمِلَ العِرافَهَ نَقَلَه الجَوْهرِیُّ .

و العَرِیفُ :رَئِیسُ القَوْمِ و سَیِّدُهم سُمِّی به؛ لأَنَّه عُرِفَ بذلِکَ أَو لمعْرِفَتِه بسِیاسهِ القَوْمِ .

أَو النَّقِیبُ ،و هو دُونَ الرَّئِیسِ و

16- فی الحَدِیث: « العِرافَهُ حقٌ ،و العُرَفاءُ فی النّارِ». و قال ابنُ الأَثِیرِ: العُرَفاءُ جمعُ عَرِیفٍ ،و هو القَیِّمُ بأمورِ القَبِیلَهِ أو الجَماعهِ من النّاسِ ، یَلِی أُمُورَهُم،و یَتَعَرَّفُ الأَمِیرُ منهُ أَحْوالَهُم،فِعِیلٌ بمعنی فاعِلٍ ،و

16- قولُه: « العِرافَهُ حَقٌّ ». أی فِیها مَصْلَحَهٌ للنّاسِ ، وَ رِفْقٌ فی أُمورِهم و أَحوالِهم،و

16- قولُه: «و العُرَفاءُ فی النّارِ».

تَحْذِیرٌ من التَّعَرُّضِ للرِّیاسَهِ ؛لِمَا فی ذلکَ من الفِتْنَهِ ؛فإِنّه إذا لَم یَقُمْ بحَقِّه أَثِمَ ،و اسْتَحَقَّ العُقُوبَهَ ،و منه

17- حَدِیثُ طاوُس: «أَنَّه سأَلَ ابنَ عَبّاسٍ :ما مَعْنَی قَوْلِ النّاسِ :

«أَهْلُ القُرآنِ عُرَفاءُ أَهْلِ الجَنَّهِ ؟فقَالَ َ:رُؤَساؤُهم». و قال عَلْقَمَهُ بنُ عَبْدَهَ :

بل کُلُّ حَیٍّ و إِنْ عَزُّوا و إِنْ کَرُمُوا

عَرِیفُهم بأَثافی الشَّرِّ مَرْجُومُ (1)

و عَرِیفُ بنُ سَرِیعٍ ،و ابنُ مازِنٍ :تابِعِیّانِ أَما الأَولُ فإِنّه مِصْرِیّ یَرْوِی عنْ عبدِ اللّه بنِ عَمْرٍو و عنه تَوْبَهُ بنُ نَمْرٍ،ذکرهُ ابنُ حِبّانٍ فی الثّقاتِ ،و أَما الثّانِی،فإِنّه حَکَی عن عَلِیِّ بْنِ عاصِمٍ ،قاله الحافِظُ .

و عَرِیفُ بنُ جُشَمَ :شاعِرٌ فارِسٌ و هو من أَجدادِ دُرَیْدِ ابنِ الصِّمَّهِ و غیرِه من الجُشَمِیِّینَ .

و ابنُ العَرِیفِ :أَبُو القاسِمِ الحُسَیْنُ بنُ الوَلِیدِ القُرْطُبِیُّ الأَنْدَلُسِیُّ :نَحْوِیُّ شاعِرٌ.

و فاته:أَبو العَبّاسِ بنُ العَرِیفِ : مَعْرُوفٌ ،نقله الحافِظُ .

قلت:و هو أَبو العَبّاسِ أَحمَدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ مُوسَی بنِ عَطاءِ اللّه الصِّنْهاجِیُّ الطَّنْجِیُّ نَزِیلُ المَرِیَّهِ ،و المُتوفَّی بمَرّاکُشَ سنه 536 أَخَذ عن أَبِی بَکْرٍ عبدِ الباقِی بنِ مُحَمّدِ بْنِ بُرْیال الأَنْصارِیّ ،تلمیذِ أَبی عَمْرٍو الطَّلَمَنْکِیِّ ،و عنه مُحْیِی الدّینِ ابنُ العَرَبِیِّ ،و غَیْرُه،کَما ذَکَرْناهُ فی رِسالَتِنا:«إِتْحاف الأَصْفیاءِ بسُلاّک الأَوْلِیاءِ».

و کَزُبَیْرٍ: عُرَیْفُ (2) بْنُ دِرْهَمٍ أَبُو هُرَیْرهَ الکُوفیُّ عن الشَّعْبِیِّ .

و عُرَیْفُ بْنُ إِبْراهِیمَ یَرْوِی حَدِیثَه یَعْقُوبُ بنُ مُحَمّدٍ الزّهرّیْ .

و عُرَیْفُ بنُ مُدْرِکٍ و غیرُ هؤلاءِ: مُحَدِّثُونَ .

و الحارِثُ بنُ مالِکِ بنِ قَیْسِ بن عُرَیْفٍ :صَحابِیُّ ، لم أَجِدْ ذِکْره فی المَعاجِمِ .

و عُرَیْفُ بنُ آبَدَ کأَحْمَدَ فی نَسِبِ حَضْرَمَوْتَ من الیَمَنِ .

و فی الصِّحاحِ : العِرْفُ بالکَسر،من قَوْلِهم: ما عَرَفَ عِرْفی [بالکسرِ] (3)إِلاّ بِأَخَرَهٍ :أی ما عَرَفَنِی إلاّ أَخِیرًا.

و (4)العِرْفَهُ ،بالکسر: المَعْرِفَهُ و هذا تقدم ذکره فی أَولِ الماده،عند سَرْدِه مَصادِرَ عَرَفَ .

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : العِرْفُ بالکسرِ:الصَّبْرُ و أَنشَد لأبِی دَهْبَلٍ الجُمَحِیِّ :

قُلْ لابْنِ قَیْسٍ أَخِی الرُّقَیّاتِ

ما أَحْسَنَ العِرْفَ فی المُصِیباتِ

و قد عَرَفَ للأَمْرِ یعْرفُ من حَدِّ ضَرَبَ ، و اعْتَرَفَ أی:

صَبَرَ،قال قَیْسُ بنُ ذَرِیحٍ :

فیا قَلْبُ صَبْرًا و اعْتِرافاً لِما تَرَی

وَ یا حُبَّها قَعْ بالَّذِی أَنْتَ واقَعُ

و المَعْرَفَهُ ،کَمَرْحَلَهٍ :مَوْضِعُ العُرْفِ من الفَرَسِ من النّاصِیَهِ إلی المِنْسَجِ ،و قِیلَ :هو اللَّحْمُ الّذی یَنْبُتُ عَلَیه العُرْفُ .

و الأَعْرفُ من الأَشیاءِ: مالهُ عُرْفٌ قال:

عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِینَ أَحْلِفُ

کمِثْلِ شَیْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ

ص:380


1- (1) مختار الشعر الجاهلی 428/1 بیت رقم 29 بروایه:«بل کل قوم.».
2- (2) ضبط فی میزان الاعتدال،بالقلم،کأمیر.
3- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
4- ((*)) فی القاموس: [1]«أو»بدل:«و».

و العَرْفاءُ :الضَّبُعُ ،لکَثْرَهِ شَعَرِ رَقَبَتِها و قِیلَ :لطُولِ عُرْفِها ،و أَنشدَ ابنُ بَرَیٍّ للشَّنْفَرَی:

وَ لِی دُونَکُم أَهْلُونَ سِیدٌ عَمَلَّسٌ

وَ أَرْقَطُ زُهْلُولٌ و عَرْفاءُ جَیْأَلُ

وَ قال الکُمَیْتُ :

لها راعِیَا سُوءٍ مُضِیعانِ مِنْهُما

أَبو جَعْدَهَ العادِی و عَرْفاءُ جَیْأَلُ

و یُقال: امْرَأَهٌ حَسَنهُ المَعارِفِ :أی الوَجْهِ و ما یَظْهَرُ مِنْها،واحِدُها مَعْرَفٌ ، کمَقْعَدٍ سُمِّیَ به لأَنَّ الإِنسانَ یُعْرَفَ بهِ ،قال الرَّاعِی:

مُتَلَثِّمِینَ علی مَعارِفِنَا

نَثْنِی لَهُنَّ حَواشِیَ العَصْبِ (1)

وَ قِیل: المَعارِفُ :مَحاسِنُ الوَجْهِ .

و یُقال: هو من المَعارِفِ :أی المَعْرُوفِینَ کأَنَّه یُرادُ به من ذَوِی المَعارِفِ ،أی:ذَوی الوُجُوهِ .

و من سجَعاتِ المَقاماتِ الحَرِیریّهِ : حَیّا اللّه المعارفَ وَ إِنْ لم یَکُنْ مَعارِف . أی حیّا اللّه الوُجُوهَ .

و أَعْرَفَ الفَرَسُ : طالَ عُرْفُه .

و التَّعْرِیفُ :الإِعْلامُ یُقال: عَرَّفَه الأَمْرَ:أَعْلَمَه إِیّاه، وَ عَرَّفَهُ بَیْتَه:أَعْلَمَه بمَکانِه،قال سِیبَوَیْه: عَرَّفْتُه زَیْداً، فذَهَبَ إلی تَعْدِیَهِ عَرَّفْتُ بالتَّثْقِیل إلی مَفْعُولَیْنِ ،یعنی أَنَّک تَقُول: عَرَفْتُ زَیْداً،فیَتَعَدَّی إلی مَفْعُولَیْنِ ،قال:و أَمّا عَرَّفْتُه بزْیدٍ،فإِنَّما تُرِیدُ عرَّفْتُه بهذِه العَلامَهِ و أَوْضَحْتُه بها،فهو سِوَی المَعْنَی الأَوّلِ ،و إِنّما عَرَّفْتُه بزیدٍ،کقَوْلِکَ سَمَّیْتُه بزَیْدٍ.

و التَّعْرِیفُ : ضِدُّ التَّنْکِیرِ و به فُسِّرَ قولُه تعالی: عَرَّفَ بَعْضَهُ وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ (2)علی قِراءَهِ من قَرأَ بالتَّشْدِیدِ.

و التَّعْرِیفُ : الوُقُوفُ بعرَفاتٍ یُقال: عَرَّفَ الناسُ :إذا شَهِدُوا عَرَفاتٍ ،قال أَوْسُ بنُ مَغْراءَ:

وَ لا یَرِیمُونَ للتَّعْرِیفِ مَوْقِفَهم

حتّی یُقال:أَجیزُوا آلَ صَفْوانَا

و هو المُعَرَّفُ ،کمُعَظَّمٍ :الموْقِفُ بعَرَفاتٍ و

17- فی حَدِیثِ ابنِ عَبّاسٍ : « ثُمَّ مَحِلُّها إِلَی الْبَیْتِ الْعَتِیقِ (3)و ذلِکَ بعدَ المُعَرَّفِ ». یریدُ بعدَ الوُقُوفِ بعَرَفَهَ ،و هو فی الأَصْلِ موضِعُ التَّعْرِیفِ ،و یکونُ بمعنی المَفْعُول.

و من المَجازِ: اعْرَوْرَفَ الرَّجلُ : إذا تَهَیَّأَ للشَّرِّ و اشْرَأبَّ له.

و من المَجازِ أَیضاً: اعْرَوْرَفَ البَحْرُ: إذا ارْتَفَعَت أَمْواجُه کالعُرْفِ .

وَ کذلِکَ اعْرَوْرَفَ السَّیْلُ :إذا تَراکَمَ و ارْتَفَعَ .

و من المجاز أَیضاً: اعْرَوْرَفَ النَّخْلُ : إذا کَثُفَ و الْتَفَّ کأَنّه عُرْفُ الضَّبُعِ قال أُحَیْحَهُ بنُ الجُلاحِ یصِفُ عَطَنَ إِبِلِه:

مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جبّارُه

بحافَتَیْهِ الشُّوعُ و الغِرْیَفُ

و اعْرَوْرَفَ الدَّمُ صارَ له زَبَدٌ مثلُ العُرْفِ ،قال أَبو کَبِیرٍ الهُذَلِیُّ :

مُسْتَنَّهٍ سنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّهٍ

تَنْفی التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ (4)

و اعْرَوْرَفَ الرَّجُلُ الفَرَسَ : إذا علا عَلَی عُرْفِه نَقَلَه الصّاغانیُّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: اعْرَوْرفَ الرَّجلُ :ارْتَفَع علَی الأَعْرافِ .

و یُقال: اعْتَرَفَ الرَّجُلُ بهِ أی بذَنْبِه: أَقَرَّ به،و منه

17- حَدِیثُ عُمَرَ رضیَ اللّه عنه: «اطْرُدُوا المُعْتَرِفِینَ ». و هم الَّذِین یُقِرُّون علی أَنْفُسِهِم بما یَجِبُ علیهم فیهِ الحَدُّ و التَّعْزِیرُ، کأَنَّه کَرِه لَهُم ذلِک،و أَحَبَّ أَنْ یَسْتُرُوه.

و اعْتَرَفَ فُلانًا: إذا سَأَلَه عن خَبَرٍ لیَعْرِفَه و الاسمُ العِرْفَهُ ،بالکَسْرِ،و قد تَقَدَّم شاهدُه من قولِ بِشْرٍ.

و اعْتَرَفَ الشَّیْ ءَ: عَرَفَه قال أَبُو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ سَحاباً:

ص:381


1- (1) دیوانه ص 7 و انظر تخریجه فیه،و فی الدیوان:متختمین بدل متلثمین.
2- (2) سوره التحریم الآیه 3. [1]
3- (3) سوره الحج الآیه 33. [2]
4- (4) دیوان الهذلیین 110/2 و فسر المعرورف بالذی له عرف،یقول:یخرج منها الدم کأنه عرف فی الطول.و إنما عنی بالقاحز الدم نفسه.

مَرَتْه النُّعامَی فلم یَعْتَرِفْ

خِلافَ النُّعامَی مِن الشَّأْمِ رِیحَا (1)

وَ رُبّما وَضَعُوا اعْتَرَفَ موضِعَ عَرَفَ ،کما وَضَعُوا عَرَفَ موضِعَ اعْتَرَف .

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : اعْتَرَفَ فُلانٌ :إذا ذلَّ و انْقادَ و أَنْشَدَ الفَرَّاءُ فی نوادِرِه:

ما لَکِ تَرْغِینَ و لا یَرْغُو الخَلِفْ

و تَجْزَعِینَ و المَطِیُّ یَعْتَرِفْ

أی:یَنْقادُ بالعملِ ،و فی کِتاب«یافِع و یَفَعَه»:و المَطِیُّ مُعْتَرِف (2).

و اعْتَرَفَ إِلیَّ :أَخْبَرَنِی باسْمِه و شَأْنِه کأَنّه أَعْلَمَه به.

و تَعَرَّفْتُ ما عِنْدَک: أی تَطَلَّبْتُ حتّی عَرَفْتُ و منه

16- الحَدِیثُ : « تَعَرَّفْ إلی اللّه فی الرَّخاءِ یَعْرِفْکَ فی الشِّدَّه».

و یُقال:ائْتِه فاسْتَعْرِفْ إِلیهِ حَتَّی یَعْرِفَکَ و فی اللِّسانِ :

أَتَیْتُ مُتَنَکِّرًا ثم اسْتَعْرَفْتُ :أی عَرَّفْتُه مَنْ أَنا،قال مُزاحِمٌ العُقَیْلِیُّ :

فاسْتَعْرِفا ثُمّ قُولاَ:إنَّ ذا رَحِمٍ

هَیْمانَ کَلَّفَنا من شَأْنِکُم عَسَرَا

فإِن بَغَتْ آیهً تَسْتَعْرِفانِ بِها

یَوْماً،فقُولاَ لَها:العُودُ الَّذِی اخْتُصِرَا

و تَعارفُوا : عَرَفَ بَعْضُهُمْ بعْضاً و منه قَولُه تَعالی :

وَ جَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا (3).

و سَمَّوْا عَرَفَهَ مُحَرَّکَهً ،و مَعْرُوفاً ،و کزُبَیْرٍ،و أَمِیرٍ، وَ شَدّادٍ،و قُفْلٍ ، و ما عَدا الأَوَّلَ فقد ذَکَرَهم المُصَنِّفُ آنِفاً، فهو تَکْرارٌ،فتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَمْرٌ عَرِیفٌ : معروفٌ ،فَعِیلٌ بمعنی مَفْعُولٍ .

وَ أَعْرَفَ فُلانٌ فُلانًا،و عَرَّفَه :إذا وَقَفَهُ علی ذَنْبِه،ثم عَفَا عنه.و عَرَّفَه بِهِ :و سَمَهُ .

وَ هذا أَعْرَفُ مِنْ هذا،کَذا فی کِتاب سِیبَوَیْهِ ،قال ابنُ سِیدَه:عِنْدِی أَنَّه علی تَوَهُّم عَرُفَ ؛لأَنَّ الشَّیْ ءَ إِنَّما هو مَعْرُوفٌ لا عارفٌ ،و صِیغَهُ التَّعَجُّبِ إِنّما هِیَ من الفاعِل دونَ المَفْعُولِ ،و قد حَکَی سِیبَوَیْه:ما أَبْغَضَه إِلیَّ :أی أَنَّه مُبْغَضٌ ،فتَعَجَّبَ من المَفْعُول کما یُتَعَجَّبُ من الفاعِلِ ، حتَّی قال:ما أَبْغَضَنِی له،فعَلَی هذا یَصْلُحُ أَنْ یکونَ أَعْرَفُ هنا مُفاضَلَهً و تَعَجُّباً من المَفْعُولِ الَّذِی هو المَعْرُوف .

و التَّعْرِیفُ :إِنشادُ الضّالَّهِ ،نَقَلَه الجَوْهَریُّ (4).

وَ تَعَرَّفَ الرَّجُلُ ،و اعْتَرَفَ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی لطَرِیفٍ العَنْبَرِیّ :

وَ تَعَرَّفُونِی (5)إِنَّنِی أَنا ذَاکُمُو

شاکٍ سِلاحِی فی الفَوارِسِ مُعْلَمُ

وَ اعْتَرَفَ اللُّقَطَهَ : عَرَّفَها بصِفَتِها و إِنْ لم یَرَها فی یدِ الرَّجُلِ ،یقال: عَرَّفَ فلانٌ الضّالَّهَ :أی ذَکَرَها و طَلَبَ مَنْ یَعْرِفُها ،فجاءَ رَجُلٌ یَعْتَرِفُها :أی یَصِفُها بصِفَهٍ یُعْلِمُ أَنّه صاحِبُها.

وَ اعْتَرَفَ له:وصَفَ نفسَه بصفهٍ یُحَقِّقُه بها.

وَ اسْتَعْرَفَ إِلیه:انْتَسَب له.

وَ تَعَرَّفَهُ المَکانَ ،و فیهِ :تأَمَّلَه بِه،و أَنشَدَ سِیبَوَیْه:

وَ قالُوا: تَعَرَّفْها المَنازِلَ مِنْ مِنیً

وَ ما کُلُّ من وافَی مِنیً أَنا عارِفُ

وَ مَعارِفُ الأَرضِ :أَوْجُهُها و ما عُرِف مِنْها.

وَ نَفْسٌ عَرُوفٌ :حامِلَهٌ صَبورٌ إذا حُمِلَتْ علی أَمرٍ احْتَمَلَتْه (6).

قال الأَزْهَرِیُّ :و نفسٌ عارِفَهٌ ،بالهاءِ مِثْلُه،قال عَنْتَرَهُ :

فصَبَرْتُ عارِفَهً لذلِکَ حُرَّهً

تَرْسُو إذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ (7)

ص:382


1- (1) دیوان الهذلیین 132/1 بروایه:السَّام دون همز.و النُعامی:الجنوب.
2- (2) و فی التهذیب:معترف،قال:أی تعترف و تصبر،و ذکّر معترف لأن لفظ المطی مذکر.
3- (3) سوره الحجرات الآیه 13. [1]
4- (4) یقال:عرَّف الضاله:نشدها.
5- (5) اللسان:« [2]تعرفونی»بدون واو.
6- (6) و شاهده ما أنشده ابن الأعرابی،کما فی اللسان: [3] فبآبوا بالنساء مردفاتٍ عوارفَ بعد کنٍّ و ابتجاح.
7- (7) التهذیب و اللسان و [4]ذکر معه بیتاً آخر.

یَقُول:حَبَسْتُ نَفْساً عارِفَهً ،أی:صابرَهً .

وَ العَوارِفُ :النُّوقُ الصُّبُرُ،و أَنشدَ ابنُ بَرِّیٍّ لمُزاحِمٍ العُقَیْلی:

وقَفْتُ بها حَتّی تَعالَتْ بیَ الضُّحَی

وَ مَلَّ الوُقُوفَ المُبْرَیاتُ العَوارِفُ

المُبْرَیاتُ :التی فی أُنُوفِها البُرَهُ .

وَ العُرُف ،بضمَّتَیْنِ :الجُودُ،لغهٌ فی العُرْفِ بالضم،قال الشّاعِرُ:

إنَّ ابنَ زَیْدٍ لا زالَ مُسْتَعْمَلاً

بالخَیْرِ یُفْشِی فی مِصْرِه العُرُفَا

وَ المَعْرُوف :الجُودُ إذا کانَ باقْتِصادٍ:و به فَسَّرَ ابنُ سِیدَه ما أَنشَدَه ثَعْلَبٌ :

وَ ما خَیْرُ مَعْرُوفِ الفَتَی فی شَبابِه

إذا لم یَزِدْهُ الشَّیْبُ حِینَ یَشِیبُ

وَ المَعْرُوف :النُّصْحُ ،و حُسنُ الصُّحْبَهِ مع الأَهْلِ و غیرِهم من النّاسِ ،و هو من الصِّفاتِ الغالِبَهِ .

وَ یُقال للرَّجُلِ -إِذا وَلَّی عنکَ بِوُدِّه-:قد هاجَتْ مَعارِفُ فُلانٍ ،و هی ما کُنْتَ تَعْرِفُه من ضَنِّه بکَ ،و معنَی هاجَتْ :یبِسَتْ ،کما یَهیجُ النَّباتُ إذا یَبِسَ .

وَ التَّعْرِیفُ :التَّطْیِیبُ و التَّزْیِینُ ،و به فُسِّرَ قولُه تعالی :

وَ یُدْخِلُهُمُ الْجَنَّهَ عَرَّفَها لَهُمْ (1)أی:طَیَّبَها،قال الأَزهَرِیُّ :هذا قولُ بعضِ أَئِمَّهِ اللُّغَهِ ،یقال:طَعامٌ مُعَرَّفٌ :

أی مُطَیَّبٌ ،و قال الفَرّاءُ:معناه یَعْرِفُونَ منازِلَهُم حَتَّی یکونَ أَحَدُهم أَعْرَفَ بمَنْزِلِه[فی الجَنَّهِ مِنْهُ بمَنْزِله] (2)إِذا رَجَع من الجُمُعَهِ إلی أَهْلِه،و قالَ الرّاغِبُ : عَرَّفَها لَهُمْ بأَن وَصَفَها وَ شَوَّقَهُم إِلیها.

وَ طَعامٌ مُعَرَّفٌ :وُضِعَ بعضُه علی بعضٍ .

وَ عَرُفَ الرَّجُلُ ،ککَرُمَ :طابَ رِیحُه.

وَ عَرِفَ ،کعَلِم:إذا تَرَکَ الطِّیبَ ،عن ابنِ الأَعرابیِّ .

وَ أَرْضٌ مَعْرُوفَهٌ :طَیِّبَهُ العَرْفِ .و تَعَرَّفَ إِلیه:جَعَله یَعْرِفُه .

وَ عَرَّفَ طَعامَه:أَکْثَر إِدامَهُ .

وَ عَرَّفَ رَأْسَهَا بالدُّهْن:روّاهُ .

وَ اعْرَوْرَفَ الفَرَسُ :صارَ ذا عُرْفٍ .

وَ سَنامٌ أَعْرَفُ :أی طَوِیلٌ ذُو عُرْفٍ .

وَ ناقَهٌ عَرْفاءُ :مُشْرِفَهُ السَّنامِ ،و قیل:إذا کانَتْ مُذَکَّرهً تُشْبِهُ الجِمالَ .

وَ جَبَلٌ أَعْرَفُ :له کالعُرْفِ .

وَ عُرْفُ الأَرْضِ ،بالضَّمِّ :ما ارْتَفَعَ منها،و حَزْنٌ أَعرَفُ :

مُرْتَفِعٌ .

وَ الأَعْرافُ :الحَرْثُ الذِی یَکُونُ علی الفُلْجانِ و القَوائِدِ.

وَ عَرَّفَ الشَّرَّ بینَهم:أَرَّثَه،أُبْدِلَت الأَلِفُ لمکانِ الهَمْزَهِ عَیْنًا،و أُبْدِل الثّاءُ فاءً،قالَهُ یَعْقُوبُ فی المُبْدَلِ ،و أَنشد:

وَ ما کُنْتُ مِمَّن عَرَّفَ الشَّرَّ بینَهُم

وَ لا حینَ جَدَّ الجِدُّ مِمَّنْ تَغَیَّبَا

:أی أَرَّثَ .

وَ مَعْرُوفٌ :وادٍ لَهُم،أَنشَدَ أَبُو حنِیفَهَ :

وَ حَتَی سَرَتْ بعدَ الکَرَی فی لَوِیِّهِ

أسارِیعُ مَعْرُوفٍ و صَرَّتْ جَنادِبُهْ

وَ تَعارَفُوا :تَفاخَرُوا،و یُرْوَی بالزای أَیضاً،و بهما فُسِّرَ ما

16- فی الحَدِیثِ : «أَنّ جارِیَتَیْن کانَتَا تُغَنِّیانِ بما تَعارفَت الأَنْصارُ یومَ بُعاثٍ ».

وَ تَقُولُ -لمَنْ فِیه جَرِیرَهٌ (3)-:ما هو إِلا عُوَیْرِفٌ .

وَ قُلَّهٌ عَرْفاءُ :مرتَفِعَهٌ ،و هو مجازٌ.

وَ عَرَفْتُه :أَصَبْتُ عَرْفَه ،أی:خَدَّه (4).

وَ العارِفُ -فی تَعارُفِ القومِ -:هو المُخْتَصُّ بمَعْرِفَهِ اللّه،و مَعْرِفهِ مَلَکُوتِه،و حُسْنِ مُعامَلَتِه.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: عَرَفَ :اسْتَحْذَی.

ص:383


1- (1) سوره محمّد(صلَّی اللِّه علیه و آله)الآیه 6. [1]
2- (2) ما بین معقوفتین زیاده-عن التهذیب-اقتضاها السیاق.
3- (3) فی الأساس:جَرْبَزَه.
4- (4) بالأصل«أوحده»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.

و قد عَرَفَ عندَ المُصِیبَهِ :إذا صَبَرَ.

وَ عَرُفَ ،ککَرُمَ ، عَرافَهً :طابَ رِیحُه.

وَ أَعْرفَ الطَّعامُ :طابَ عَرْفُه ،أی رائِحَتُه.

وَ الأَعَارفُ :جِبالُ الیمامَهِ ،عن الحَفْصِیِّ .

وَ الأَعْرَفُ :اسمُ جَبَلٍ (1)مُشْرِفٍ علی قُعَیْقِعانَ بمَکَّهَ .

وَ الأُعَیْرِفُ :جَبَلٌ لطَیِّیءٍ،لهم فیه نَخْلٌ ،یُقالُ له:

الأَفِیقُ .

وَ عَرَف ،مُحَرَّکَهً :من قُرَی الشِّحْرِ بالیَمَنِ .

وَ عَبْدُ اللّه بنُ مُحمَّدِ بنِ حُجْرٍ العَرّافیُّ بالفتح[مع التَّشدید] (2)رَوَی عن شیخٍ یُکْنَی أَبا الحَسَنِ ،و عنه حَسَنُ ابنُ یَزْدادَ.

عزف

عَزَفَتْ نَفْسِی عنه تَعْزِفُ بالکسرِ و تَعْزُفُ بالضمِّ ، عَزْفاً ، و عُزُوفاً : تَرَکَتْه بعدَ إِعْجابِها به.

و زَهِدَتْ فِیه،و انْصَرَفَتْ عنه و قِیلَ :سَلَتْ .

أو عَزَفَتْ : مَلَّتْهُ و هذه عن ابنِ دُرَیْدٍ.

أو صَدَّتْ عنهُ فهو عَزُوفٌ عنه: أی عن الأَمرِ،إذا أَباهُ ، وَ أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

أَ لَم تَعْلَمِی أَنِّی عَزُوفٌ عن الهَوَی

إذا صاحِبِی فی غَیْرِ شَیءٍ تَعَصَّبَا (3)

وَ أَنْشَدَ الجَوْهرِیُّ للفَرَزْدَقِ یُخاطب نفسَه:

عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ و ما کِدْتَ تَعْزِفُ

وَ أَنْکَرْتَ من حَدْراءَ ما کُنْتَ تَعْرِفُ

وَ قد تَقَدَّم البَحْثُ فیهِ فی:«عشش»و فی«حدر».

و العَزْفُ ،و العَزِیفُ :صوتُ الجِنِّ ،و هو جَرْسٌ یُسْمَعُ فی المَفاوِزِ باللَّیْلِ .

وَ قِیلَ :هو صَوْتٌ یُسمَعُ باللَّیْلِ کالطَّبْلِ .

وَ قِیلَ :هو صَوْتُ الرِّیاح فی الجَوِّ،فتَوَهَّمَه أَهلُ البادِیَهِ صَوْتَ الجِنِّ ،و فیه یَقُولُ قائِلُهم:

و إِنِّی لأَجْتابُ الفَلاهَ و بَیْنَها

عوازِفُ جِنّانٍ و هامٌ صَواخِدُ

وَ قد عَزَفَت الجِنُّ تَعَزِفُ عَزْفاً ،و عَزِیفاً ،و

17- من حدیثِ ابنِ عبّاسٍ : «کانَت الجِنُّ تَعْزِفُ اللَّیْلَ کُلَّه بینَ الصَّفا و المَرْوَهِ ».

و العَزّافُ کشَدّادٍ:سَحابٌ یُسْمَعُ فیه عَزِیفُ الرَّعْدِ و هو دَوِیُّهُ ،قال جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّی یَدْعُو علی رَجُلٍ :

یا رَبَّ رَبَّ المُسْلِمِینَ بالسُّوَرْ

لا تَسْقِه صَیِّبَ عَزّافٍ جُؤَرْ

ذِی کِرْفِیءٍ و ذی عِفاءٍ مُنْهَمِرْ

هکَذا أَورَدَه الأَصْمَعِیُّ و الفارِسیُّ ،و روایهُ ابنِ السّکِّیتِ «غَرّاف»بالغین معجمه.

و العَزّافُ : رَمْلٌ لبَنِی سَعْدٍ صفهٌ غالبهً ،مشتَقَّهٌ من عَزِیفِ الجنِّ .

أَو جَبَلٌ بالدَّهْناءِ قال السُّکَّرِیُّ : علی اثْنَیْ عَشَرَ مِیلاً مِنَ المَدِینَهِ قیل: سُمِّیَ به لأَنّه کانَ یُسْمَعُ به عَزِیفُ الجِنِّ و هو یسْرَهَ طَرِیقِ الکُوفَهِ من زَرُودَ،قال جرِیرٌ:

بین المُخَیْصِرِ فَالعَزّافِ منْزِلهً

کالوَحْیِ مِنْ عَهْدِ مُوسَی فی القَراطِیسِ (4)

وَ فی الصِّحاحِ :و یُقال:أَبْرقُ العَزّافِ ،و هو قَرِیبٌ من زرُودَ.

و فی العُبابِ :و یُقال: أَبْرَقُ العزّافِ :ماءٌ لبَنِی أَسَد بنِ خُزَیْمَهَ بنِ مُدْرِکَهَ مَشْهُورٌ،له ذِکْرٌ فی أَخبارِهِمْ و هو فی طَرِیقِ القاصِدِ إلی المَدِینهِ من البَصْرَهِ یُجاءُ مِنْ حَوْمانَهِ الدَّرّاجِ إِلیهِ ،و منه إلی بَطْنِ نَخْلٍ ،ثُم الطَّرْفِ ،ثُم المَدِینَهِ وَ مِثْلُه فی المُعْجَم،قال الشاعِرُ:

لِمَن الدِّیارُ بأَبْرَقِ العَزّافِ

أَضْحَت تَجُرُّ بِهَا الذُّیُولَ سوافِ

وَ قالَ ابنُ کَیْسانی:أَنْشَدَنِی المَبرِّدُ لرَجُلٍ یَهْجُو بنِی سَعِیدِ ابنِ قُتَیْبهَ البِاهِلیِّ :

وَ کأَنَّنِی لمّا حَطَطْتُ إِلیهِمُ

رَحْلِی نَزَلْتُ بأَبْرَقِ العَزّافِ

ص:384


1- (1) فی معجم البلدان«الأعراف»:«للجبل المشرف».
2- (2) زیاده عن المطبوعه الکویتیه،اقتضاها السیاق.
3- (3) فی اللسان«علی الهوی»بدل«عن الهوی»،و فی المحکم:«تغضّباً»بدل «تعصباً».
4- (4) و یروی:«بین المحیصر».

و عَزْفُ الرِّیاحِ :أَصْواتُها نقله الجوهرِیُّ .

و المَعازِفُ :المَلاهِی (1)التی یُضْرَبُ بها، کالعُودِ وَ الطُّنْبُورِ و الدُّفِّ ،و غَیْرِها،و فی حَدِیثِ أُمِّ زَرْعٍ :«إذا سَمِعْنَ (2)صَوْتَ المَعازِفِ أَیْقَنَّ أَنّهُنَّ هَوالِکُ » الواحِدُ عُزْفٌ علی غیرِ قِیاسٍ ،و نَظِیرُه مَلامِحُ و مَشابِهُ فی جمعِ لَمْحَهٍ وَ شَبَهٍ أَو مِعْزَف ،کمِنْبَرٍ،و مِکْنَسَهٍ قِیلَ :إذا أُفْرِدَ المِعْزَفُ فهو ضَرْبٌ من الطّنابِیرِ،و تتَّخِذُه أَهْلُ الیَمَن،قلتُ :و هو المُسَمَّی بالقبوس الآن،و غیرُهم یَجْعلُ العُودَ مِعْزَفاً .

و العازِفُ :اللاّعِبُ بِها.

و أَیضاً: المُغَنِّی و قد عَزَف عَزْفاً .

و عازِف : ع،سُمِّیَ بِهِ لأَنَّه تَعْزِفُ بِهِ الجِنُّ قال ذُو الرُّمَّهِ :

وَ عَیْناءَ مِبْهاجٍ کأَنّ إِزارَها

علی واضِحِ الأَعْطافِ مِنْ رَمْلِ عازِفِ (3)

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : عَزَفَ یَعْزِفُ عَزْفاً :إذا أَقامَ فی الأَکْلِ و الشُّرْبِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: عَزَفَ البَعِیرُ: إذا نَزَتْ حَنْجَرَتُه عندَ المَوْتِ قلتُ :و کأَنَّه لغهٌ فی عَسَفَ بالسین،کما سَیَأتِی.

و العُزْفُ ،بالضَّمِّ :الحَمامُ الطُّورانِیَّهُ و هی الّتِی لها صَوْتٌ و هَدِیرٌ،و به فُسِّرَ قولُ الشَّمّاخِ :

حَتّی اسْتَغاثَ بأَحْوَی فَوْقَه حُبُکٌ

یَدْعُو هَدِیلاً بِهِ العُزْفُ العَزاهِیلُ (4)

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : أَعْزَفَ :سَمعَ عَزِیفَ الرِّمالِ زادَ غیرُه:و الرِّیاح و هو ما یُسْمَعُ من دَوِیِّها،و أما عَزِیفُ الرِّمالِ فهو صَوْتٌ فیه لا یُدْرَی ما هُو،و قیل:هو وُقُوعُ بعضِه علی بعضٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

العَزْفُ :الطَّرْقُ و الضَّرْبُ بالدُّفُوفِ ،و منه

17- حَدِیثُ عُمَر:

«أَنَّه مَرَّ بعَزْفِ دُفٍّ ،فقَالَ َ:ما هَذا؟قالُوا:خِتانٌ ،فَسَکَتَ ».

وَ قال الرّاجِزُ:

للخَوْتَعِ الأَزْرَقِ فِیها صاهِلْ

عَزْفٌ کعَزْفِ الدُّفِّ و الجَلاجِلْ

وَ کُلُّ لَعِبٍ عَزْفٌ .

وَ تَعازَفُوا :أی تَناشَدُوا الأَراجِیزَ،أو هَجَا بَعْضُهم بَعْضاً، وَ قِیلَ :تَفاخَرُوا.

وَ رَجُلٌ عَزُوفٌ عن اللَّهْوِ:إذا لم یَشْتَهِه،و عن النِّساءِ:

إذا لم یَصْبُ إِلَیْهِنَّ .

وَ عَزَفَت القَوْسُ عَزْفاً ،و عَزِیفاً :صَوَّتَتْ ،عن أَبِی حَنِیفَهَ .

وَ رَمْلٌ عازِفٌ و عَزّافٌ :مُصَوِّتٌ .

وَ مَطَرٌ عَزّافٌ :مُجَلْجِلٌ .

وَ عَزَفَ نَفْسَه عَنْ کذا:مَنَعَها عنه.

وَ قَوْلُ أُمَیَّهَ بنِ أَبِی عائِذٍ:

وَ قِدْماً تَعَلَّقْتُ أُمَّ الصَّبِیْ

یِ مِنِّی عَلَی عُزُفٍ و اکْتِهالِ (5)

أَرادَ عَلَی عُزُوفٍ ،فحَذَفَ .

وَ العَزُوفُ ،کصَبُورٍ:الَّذِی لا یکادُ یثْبُتُ علی خُلَّهٍ .

وَ اعْزَوْزَفَ للشَّرِّ:تَهَیَّأَ،عن اللِّحْیانِیِّ و قد سَمَّوْا عازِفاً ، وَ عُزَیْفاً ،کزُبیْرٍ.

عسف

عسَفَ عن الطَّرِیقِ یَعْسِفُ عَسْفاً : مالَ و عَدلَ وَ سارَ بغَیْرِ هِدایَهٍ و لا تَوَخِّی صَوْبٍ ، کاعْتَسَفَ و تعَسَّفَ یُقال: اعْتَسَفَ الطَّرِیقَ اعْتِسافاً ،و تَعسَّفَه :إذا قَطَعَه دُونَ صَوْبٍ تَوَخّاه فأَصابَه.

أَو عَسَفَه : خَبَطَه فی ابْتِغاءِ حاجَهٍ علی غَیْرِ هِدایَهٍ قال ابنُ دُرَیْدٍ:هذا هو الأَصْلُ ، و منه قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ :

ص:385


1- (1) التهذیب و اللسان: [1]الملاعب.
2- (2) عن التهذیب و بالأصل«سمعت».
3- (3) دیوانه ص 379 بروایه:«من رمل عاجف»فلا شاهد فیها و الذی فی معجم یاقوت:یجوز أن تکون الریح تعزف فی هذا الموضع فسمی عازفاً وَ استشهد بقول لبید: کأن نعاجاً من هجائن عازفٍ علیها و أرآم السُّلَی الخواذلا.
4- (4) دیوانه ص 82 بروایه لا شاهد فیها: حتی استغاثت بجون فوقه جبلا تدعو هدیلا به الورق المثاکیل وَ العزاهیل:ذکور الحمام.
5- (5) دیوان الهذلیین 174/2.أی عزفت عن النساء و اکتهلت.

قد أَعْسِفُ النّازِحَ المَجْهُولَ مَعْسِفُهُ

فی ظِلِّ أَغْضَفَ یَدْعُو هامَهُ البُومُ (1)

ثم کَثُر حتّی قِیلَ : عَسَفَ السُّلْطانُ : إذا ظَلَمَ وَ قالَ ابنُ الأَثِیرِ: العَسْفُ فی الأَصْلِ :أَنْ یأَخذَ المُسافِرُ علی غیرِ طَرِیقٍ و لا جادَّهٍ و لا عَلَم،فنُقِلَ إلی الظُّلْمِ وَ الجَوْرِ.

و عَسَف فُلانًا:اسْتَخْدمَه، کاعْتَسَفَه : اتَّخَذه عَسِیفاً ، یُقال:کَمْ أَعْسِفُ لکَ ؟أی:کَمْ أَعْملُ لکَ :أی أَسْعَی علَیْکَ عامِلاً لک،مُتَرَدِّداً علیکَ ، کعاسِفِ اللَّیْلِ .

و عَسَفَ ضَیْعَتَهُم:رَعاهَا،و کَفاهُم أَمْرَهَا و تردَّدَ فِیما یُصْلِحُها.

و عَسفَ علیهِ ،و لَه: أی عَمِلَ لَهُ .

و عَسَفَ البَعِیرُ یَعْسِفُ عَسْفاً و عُسُوفاً ،فهو عاسِفٌ :

أَشْرَفَ علی المَوْتِ من الغُدَّهِ ،فَجَعلَ (2)یَتَنَفَّسُ فتَرْجُفُ حَنْجَرَتُه.

و ناقَهٌ عاسِفٌ بلا هاءٍ،نقَلَه الجَوْهرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ و بِها عَسَفاتٌ مُحَرّکَهً و عُسافٌ ،کغُرابٍ قال الأَصْمعِیُّ :

قلتُ لرَجُلٍ من أَهْل البادِیَهِ :ما العُسافُ ؟قال:حِینَ تَقْمُصُ حَنْجَرَتُه:أی تَرْجُفُ (3)النَّفَسَ .

و العَسْفُ :نَفْسُ المَوْتِ قالُوا: العُسافُ للإِبِلِ کالنِّزاعِ للإِنسانِ ،قال عامِرُ بنُ الطُّفَیْلِ فی قُرْزُلٍ یومَ الرَّقَم:

وَ نِعْمَ أَخُو الصُّعْلُوکِ أَمْسِ تَرَکْتُه

بتَضْرُعَ یَکَبْوُ للیَدَیْنِ و یَعْسِفُ (4)

و العَسْفُ : القَدَحُ الضَّخْمُ نقله الجَوْهریُّ ،و الجَمْعُ العُسُوفُ ،و کذلک العُسُّ ،و قد تَقَدَّم.

و العَسْفُ : الاعْتِسافُ باللَّیْل یبْغِی طَلِبَهً نَقَله الصاغانیُّ ، وَ منه قولُ الشُّاعِرِ:

إِذا أَرادَ عَسْفَهُ تَعَسَّفَا

و العَسِیفُ :الأَجِیرُ نَقَله الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ و ابنُ فارِسٍ فی المَقایِیس لأَبِی دُوَادٍ الإیادِیّ :

کالعَسِیفِ المَرْبُوعِ شَلَّ جِمالاً

مالَهُ دُونَ مَنْزِلٍ من مَبِیتِ

وَ کلاهُما رَوَی«المَرْبُوع»و الرّوایهُ :

کالعَسِیفِ المَرْبُوع شَلَّ قِلاصاً

مالَهُ دُونَ مَنْهلٍ من مَباتٍ

وَ قبله:

لا تَوَقّی الدِّهاسَ (5)من حَدَم الیَوْ

مِ و لا المُنْتَضَی من الخَبِراتِ 5

و قِیلَ : العَسِیفُ : العَبْدُ المُسْتَعانُ بِهِ هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و صوابُه،المُسْتَهانُ به،کما هو نَصُّ العُبابِ وَ اللِّسانِ ،و قال نُبَیْهُ بنُ الحَجّاجِ :

أَطَعْتُ النَّفْسَ فی الشَّهواتِ حَتْی

أَعادَتْنِی عَسِیفاً عَبْدَ عَبْدِ (6)

وَ هو فَعِیلٌ بمعْنَی فاعِلٍ کعَلِیمٍ ، مِنْ عَسَفَ له: إذا عَمِل له أَو فَعِیلٌ بمعْنَی مَفْعُولٍ کأَسِیرٍ من عَسَفَه : إذا اسْتَخْدَمَه کما تَقَدَّم،و جمعه علی فُعَلاءَ،علی القِیاسِ فی الوَجْهیْنِ ، نحو قَوْلِهم:عُلَماءُ و أُسَراءُ،و

16- فی الحَدِیثِ : «لا تَقْتُلُوا عسِیفاً و لا أَسِیفاً». و الأَسِیفُ :العبْدُ،و قیلَ :هو الشَّیْخُ الفانِی،و قِیلَ :کُلُّ خادِمٍ عَسِیفٌ ،و

14- فی الحَدِیثِ : «أَنّه بَعَثَ سَرِیَّهً ،فَنَهی عن قَتْلِ العُسَفاءِ و الوُصَفَاءِ».

و عُسْفانُ ،کعُثْمانَ :ع،علی مَرْحَلَتَیْنِ مِن مَکَّهَ حَرَسها اللّه تعالَی لمن قَصَد المدِینَه علی ساکِنِها السَّلامُ ،قال عَنْتَرَهُ :

کأَنَّها حِینَ صَدَّتْ ما تُکَلِّمُنَا

ظَبْیٌ بعُسْفانَ ساجِی الطَّرْفِ مطْرُوفُ

وَ قال ابنُ الأَثِیرِ:هی قریهٌ جامِعَهٌ بینَ مَکَّهَ و المدِینَهِ ،

ص:386


1- (1) دیوانه ص 574،و یروی:فی ظل أخضر.
2- (2) عن القاموس و [1]بالأصل«و جعل».
3- (3) فی الصحاح و [2]اللسان: [3]ترجف من النَّفَسِ .
4- (4) دیوانه ص 86 بروایه: «بتضروع یمری بالیدین» و فی الصحاح و [4]اللسان: «بتضرع یمری بالیدین».
5- (5) روایه البیت بالأصل: لألوفی الدهاس من جدم الیو م و لا المنتضی من الخیرات وَ التصویب،و المثبت عن المطبوعه الکویتیه نقلاً عن العباب.
6- (6) و یروی:أطعت العرس.

و قِیل:هی مَنْهلَهٌ من مَناهِلِ الطَّرِیقِ بینَ الجُحْفَهِ و مَکَّه، قال الشّاعر:

یا خَلِیلَیَّ ارْبَعا و اسْ

تَخْبِرَا رَسْماً بعُسْفانْ

و أَعْسَفَ الرّجُلُ : أَخَذَ بعِیرَهُ نَفَسُ المَوْتِ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .

قال: و أَعْسَفَ أَیضاً:إذا أَخَذ غُلامَه بعمَلٍ شَدِیدٍ.

قال: و أَعْسَفَ :إذا سارَ باللَّیْلِ خَبْطَ عَشْواءَ.

قال: و أَعْسَفَ :إذا لَزِم الشُّرْبَ فی القَدَحِ الکَبِیرِ کلُّ ذلِک نَقَلَه ابنُ الأَعْرابِیِّ .

و عَسَّفَه : أی بَعِیرَه تَعْسِیفاً :أتْعَبَه بالسَّیْرِ.

و تَعَسَّفَه :ظَلَمَه أَو رَکِبَه بالظُّلْمِ ،و لم یُنْصِفْه.

و انْعَسَفَ :انْعَطَف و منه قَوْلُ أَبی وَجْزَهَ :

و اسْتَیْقَنَتْ أنَّ الصَّلِیفَ مُنْعَسِفْ

الصَّلِیفُ :عُرْضُ العُنُقِ .

و العَسُوفُ :الظَّلُومُ و منه

14- الحَدِیثُ : «لا تَبْلُغُ شَفاعَتِی إِماماً عَسُوفاً ». أی،جائِرًا ظَلُوماً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

عَسَفَ المَفازَهَ عَسْفاً :قَطَعَها علی غیرِ هِدایَهٍ .

وَ ناقَهٌ عَسُوفٌ :ترکَبُ رَأْسَها فی السَّیْرِ،و لا یَثْنِیها شَیْ ءٌ.

وَ التَّعْسِیفُ :السَّیْرُ علی غَیْرِ عَلَمٍ و لا أثَرٍ.

وَ العَسْفُ :رکُوبُ الأَمْرِ بلا تَدَبُّرٍ و لا رَویَّهٍ ،و کذلِک التَّعَسُّفُ ،و الاعْتِسافُ .

وَ اعْتَسَفَه :رَکِبَه بالظُّلْمِ .

وَ یُجْمَعُ العَسِیفُ أَیْضاً علی عِسَفَهٍ ،بکسرٍ ففَتْحٍ ،علی غیْرِ قِیاسٍ .

وَ العُسُوفُ :إِشْرافُ البَعِیر علی المَوْتِ .

وَ سَمَّوْا عَسّافاً ،کَشدّادٍ.

وَ یُقال:أَخَذُوا فی مَعاسِفِ البِیدِ و مَعامِیها.

وَ سُلْطانٌ عسّافٌ :جائِر.

و عَسَفَ فُلانَهَ :غَصبَها نَفْسَها،و امْرَأَهٌ مَعْسُوفَهٌ .

وَ یُقالُ :وقَعَ عَلَیهِ السَّیْفُ فتَعسَّفَه :أی أصاب الصَّمِیمَ دُونَ المَفْصِلِ .

وَ الدَّمْعُ یَعْسِفُ الجُفونَ :إذا کَثُرَ فجَرَیَ فی غیرِ مَجارِیه، کما فی الأَساسِ .

عسقف

العَسْقَفَهُ :نَقِیضُ البُکاءِ قاله اللّیْثُ أَو هو جُمُودُ العَیْنِ ،و ذلک أَنْ یُرِیدَ البُکاءَ فَلا یَقْدِرُ علیهِ ،نقله الجَوْهَرِیُّ و ابنُ عبّادٍ،یقال:بَکَی فُلانٌ ،و عَسْقَفَ فُلانٌ :

أی جَمَدَت عینُه فلم یَبْکِ .

و قال العُزَیْزِیُّ : عَسْقَفَ فلان فی الخَیْرِ: إذا هَمَّ بِهِ وَ لَم یفْعَلْ قال شَیْخُنا:و صَرَّحَ الشَّیخ أَبو حَیّان:أنَّ سِینَ العَسْقَفَهِ زائِدَهٌ ،قال:و مَعْناها جُمُودُ العَیْنِ من (1)البُکاءِ.

عشف

العُشُوف ،بالضَّمِّ أَهْمَلَه الجوْهریُّ ،و قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :هی الشَّجَرَهُ الیابِسهُ .

قال: و المُعْشِفُ ،کمُحْسِنٍ :مَنْ عُرِضَ عَلَیهِ ما لَم یَکُنْ یَأْکُلُ فلَم یَأْکُلْهُ .

و قال ابنُ شُمَیْلِ : البَعِیرُ إِذا جِیءَ به أَوَّلَ ما یُجاءُ بِهِ من البَرِّ،لا یَأْکُلُ القَتَّ ،و لا النَّوَی،وَ لا الشَّعِیرَ یُقالُ له:

إِنَّه لمُعْشِفٌ .

و یُقالُ : أَکَلْتُه أی:الطَّعامَ ، فأَعْشَفْتُ عَنْهُ : أی مَرِضْتُ عنه و لم یَهْنَأْنِی.

و یُقال: أَنا أُعْشِفُ هذَا الطَّعامَ أی: أَقْذَرُهُ و أَکْرَهُه.

و یُقالُ :و اللّه ما یُعْشَفُ لی أَمْرٌ قَبِیحٌ : أی ما یُعْرَفُ ، وَ قد رکِبْتَ أَمراً ما کانَ یُعْشَفُ لکَ : أیْ ما کانَ یُعْرَفُ کذا فی اللِّسانِ و العُبابِ و التَّکْمِلَهِ .

عصف

العَصْفُ :بَقْلُ الزَّرْعِ نقله الجَوْهرِیُّ عن الفَرّاءِ.

و قد أَعْصَفَ الزَّرْعُ : طَالَ عَصْفُه ،أو حانَ أَنْ یُجَزَّ،کذا فی الصِّحاحِ ،و قالَ اللِّحْیانِیُّ :[مَکانٌ مُعْصِفٌ ] (2).

:کَثِیرُ التِّبْنِ ،و أَنشَدَ:

ص:387


1- (1) فی اللسان: [1]عن البکاء.
2- (2) عن اللسان. [2]

إِذا جُمادَی مَنَعَتْ قَطْرَها

زان جَنابِی عَطَنٌ مَعْصِفُ

هکذا رواه اللِّحیانِیُّ ،و یُرْوَی مُغْضِف،بالضادِ المعجمَهِ ،و نسبَ الجَوْهَریُّ هذا البیتَ لأَبِی قَیْسِ بنِ الأَسْلَتِ ،قال ابنُ بَرِّیّ :هو لأَحَیْحَهَ بْنِ الجُلاحِ .

و قال الحَسَنُ فی قوله تَعالَی: فَجَعَلَهُمْ کَعَصْفٍ مَأْکُولٍ (1)قال: أی،کَزَرْعٍ قَدْ أُکِلَ حَبُّه،و بَقِیَ تِبْنُه وَ أَنْشَد المُبَرِّدُ:

فصُیِّرُوا مِثْلَ کَعَصْفٍ مَأْکُولٍ

أَراد مثلَ عَصْفٍ مَأْکُولٍ ،فزادَ الکافُ للتَّأْکِید أَوْ أَنّه یحتَمِلُ معْنَیَیْنِ ،أَحَدُهُما:أَنَّه جَعلَ أَصحاب الفِیلِ کوَرَقٍ أُخِذَ ما کانَ فیهِ (2)،و بَقِیَ هو لا حَبَّ فیهِ ،أَو أَنَّه جَعَلَهم کوَرَقٍ أَکَلَتْهُ البَهائِمُ و رُوِیَ عن سَعِیدِ بنِ جُبَیْرٍ أَنّه قالَ فی قَوْلِه تَعالی : کَعَصْفٍ مَأْکُولٍ قال:هو الهَبُّورُ،و هو الشَّعِیرُ النابِتُ بالنَّبَطِیَّهِ .

و عَصَفَه یَعْصِفُه عَصْفاً :صَرَمَه من أَقْصابِه.

أَو جَزَّهُ قَبلَ أَن یُدْرِکَ أی:جَزَّ وَرَقَهُ الذی یَمِیلُ فی أَسْفَلِه؛لیکونَ أَخَفَّ للزَّرْعِ ،فإنْ لم یَفْعَلْ مالَ بالزَّرْعِ .

و العُصافَهُ ،ککُناسَهٍ :ما سَقَطَ [مِنَ السُّنْبُلِ ] (3)من التِّبْنِ وَ نحوِه،نقله الجوهرِیُّ .

[ و ککَنِیسَهٍ :الوَرَقُ المُجْتَمِعُ الذی لیسَ فیه السُنْبُلُ ] (4).

وَ قِیل:هو الوَرقُ الذی یَنْفَتِحُ عن الثَّمَرهِ .

وَ قِیلَ :هو رُؤُوسُ سُنْبُلِ الحِنْطَهِ ،قال عَلْقَمَهُ بنُ عَبَدَهَ :

تَسْقِی مَذانِبَ قَدْ زالَتْ عَصِیفَتُها

حُدُودُها من أَتِیِّ الماءِ مَطْمُومُ (5)

و یَقُولون: سَهْمٌ عاصِفٌ : أی مائِلٌ عن الغَرَضِ وَ کذلک سِهامٌ عُصَّفٌ ،و هو مجازٌ. و کُلُّ مائِلٍ : عاصِفٌ قاله المُفَضَّلُ و أَنشد لکُثَیِّرٍ:

فَمَرَّتْ بِلَیْلٍ و هی شَدْفاءُ عاصِفٌ

بمُنْخَرَقِ الدَّوْداهِ مَرَّ الخَفَیْدَدِ

و عَصَفت الرِّیحُ تَعْصِفُ عَصْفاً ،و عُصُوفاً :اشْتَدَّتْ ،فهی ریحٌ عاصِفَهٌ ،و عاصِفٌ ،و عَصُوفٌ و اقتصر الجَوهرِیُّ علی الأَخِیرَیْنِ ،من ریاحٍ عواصِفَ ،قال اللّه تَعالَی:

فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً (6)یعنِی الریّاحَ تَعْصِفُ ما مَرَّتْ عَلَیه من جَوَلانِ التُّرابِ تَمْضِی به،و قد قِیلَ :إنَّ العَصْفَ -الْذِی هُوَ التِّبْنُ -مُشْتَقٌّ منه؛لأَنَّ الرِّیحَ تَعْصِفُ به،قال ابنُ سِیدَه:و هذا لیس بقَوِیٍّ ،و

16- فی الحَدِیث: «کانَ إذا عَصَفَت الرِّیحُ ». أی:إذا اشْتَدَّ هُبُوبُها.

قال الجوهریُّ : و فی لُغَهِ بنی أَسَدٍ: أَعْصَفَت الرِّیحُ فهی مُعْصِفٌ ،و مُعْصِفَهٌ زادَ غیرُه:من رِیاحٍ مَعاصِفَ وَ مَعاصِیفَ :إذا اشْتَدّتْ .

و قولُه تَعالی: کَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّیحُ فِی یَوْمٍ عاصِفٍ (7)أی: تعْصِفُ فیهِ الرِّیحُ و هو فاعِلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ مثلُ قولهم:لَیْلٌ نائِمٌ ،و هَمٌّ ناصِبٌ ،کما فی الصِّحاح،و قال الفَرّاءُ:إنَّ العُصُوفَ للرِّیاحِ ،و إِنَّما جعله تابِعاً للیومِ علی جِهَتَیْنِ :إِحْداهُما:أَن العُصُوفَ و إِن کان للرِّیحِ فإِنَّ الیومَ یُوصَفُ به؛لأَنَّ الریحَ تکونُ فیه،فجازَ أَن یُقال:یومٌ عاصِفٌ ،کما یُقالُ :یومٌ حارٌّ،و یومٌ بارِدٌ،و الحَرُّ وَ البَرْدُ فیهما،و الوَجْهُ الآخرُ:أَنْ یُقال:أَراد فی یوْمٍ عاصِفِ الرِّیحِ [فتحْذِف الرِّیحَ ] (8)لأَنها[قد] 7ذُکِرتْ فی أَوَّلِ الکَلِمه.

و عَصفَ عِیالَه یعْصِفُهم عصْفاً : کسَبَ لَهُم نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،زاد غَیْرُه:و طَلَب و احْتالَ ،و قِیل: العَصْفُ :هو الکَسْبُ لأَهلِه،و منه قَوْلُ العَجّاجِ :

قد یَکْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافی

بغَیْرِ ما عَصْفٍ و لا اصْطِرافِ

و من المَجازِ: ناقَهٌ عَصُوفٌ ، و نَعَامَهُ عَصُوفٌ : أی سَرِیعَهٌ تَعْصِفُ براکِبِها فتَمْضِی بِهِ ،قالَه شَمِرٌ،و نقَلَه

ص:388


1- (1) سوره الفیل الآیه 5. [1]
2- (2) یعنی من الحب،کما فی التهذیب.
3- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
4- (3) ما بین معقوفتین ساقط من الأصل و قد نبه عَلَیه بهامش المطبوعه المصریه، بعد لفظه«من التبن»و قد استدرکناه عن القَاموس،و هنا موقعه.
5- (4) و یروی:قد مالت عصیفتها.
6- (5) سوره المرسلات الآیه 2. [2]
7- (6) سوره إبراهیم الآیه 18. [3]
8- (7) زیاده عن التهذیب.

الجَوْهرِیُّ ،قال الزمِّخْشَرِیُّ :شُبِّهت بالرِّیحِ فی سُرْعَهِ سَیْرِها.

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : العُصُوفُ :الکُدْرَهُ هکذا فی سائِرِ النُّسخِ ،و فی العُبابِ الکَدَرُ،و فی اللِّسانِ (1)الکَدّ،فَتأَمَّلْ ذلک،و العیْنُ من العُصُوفِ مَضْمُومهٌ ،و إِطلاقهُ یُوهِمُ الفَتْحَ .

و قال أَیضاً: العُصُوفُ : الخُمُورُ.

و قال ابنُ فارِسٍ : عَصْفَتُها :رِیحُها إِذا فاحَتْ ،زادَ الزَّمَخْشَرِیّ :شُبِّهت فَغْمَهُ رِیحِها بعَصْفَهِ الرِّیحِ .

و أَعْصَفَ الرَّجُلُ : هَلَک حکاه أَبو عُبَیْدهَ ،و نقله الجَوهرِیُّ .

و أَعْصَفَ الفَرسُ :مَرَّ مَرًّا سَرِیعاً لغهٌ فی أَحْصَف،نَقَلَه الجَوْهَریُّ .

و قال النِّضْرُ: أَعْصَفَت الإِبِلُ :اسْتَدارَتْ حَوْلَ البِئْرِ حِرْصاً علی الماءِ،و هی تُثِیرُ التُّرابَ حولَه (2).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

العَصْفُ ،و العَصْفَهُ ،و العَصِیفَهُ ،و العُصافَهُ :ما کانَ علی ساقِ الزَّرْعِ من الوَرَقِ الَّذِی یَیْبَسُ فیَتَفَتَّتُ (3)،و قِیلَ :هو وَرَقُه،من غیرِ أَن یُعَیَّنَ بِیُبْسٍ أو غَیْرِه،و قِیلَ :وَرَقُه و ما لا یُؤْکَلُ ،و بکُلِّ ذلِک فُسِّرَ قولُه تعالی : وَ الْحَبُّ ذُو اَلْعَصْفِ وَ الرَّیْحانُ (4)و قالَ النَّضْرُ: العصْفُ :القَصِیلُ ،و قیل:وَرَقُ السُّنْبُلِ ، کالعَصِفَهِ ،و قِیلَ :ما قُطِعَ منه کالعَصِیفِ ،و قِیلَ :

هما وَرَقُ الزَّرْعِ الذی یَمِیلُ فی أَسْفَلِه،فتَجُرُّه لِیَخِفَّ ، وَ قِیلَ : العَصْفُ :ما جُرَّ من وَرقِ الزَّرْعِ فأُکِلَ و هو رَطْبٌ ، وَ قِیلَ : العَصْفُ :السُّنْبُلُ نَفْسُه،و جَمْعُه عُصُوفٌ .

وَ قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ : العَصْفانِ :التِّبْنانِ ،و العُصُوف :

الأَتْبانُ .

وَ اسْتَعْصَفَ الزَّرْعُ :قَصَّبَ .

وَ مَکانٌ مُعْصِفٌ :کثِیرُ التِّبْنِ ،عن اللِّحْیانِیّ .و العُصافَهُ :ما عَصَفَتْ به الرِّیحُ .

وَ المُعْصِفاتُ :الرِّیاحُ التی تُثِیر السَّحابَ و الوَرَقَ .

وَ العَصْفُ ،و التَّعَصُّفُ :السُّرْعَهُ علی التَّشْبِیه بذلِک.

وَ أَعْصَفَت النَّاقَهُ فی السَّیْرِ:أَسْرَعَتْ فَهِیَ مُعْصِفَهٌ ،قال الشّاعِرُ:

وَ مِنْ کُلِّ مِسْحاجٍ إذا ابْتَلَّ لِیتُها

تَحَلَّبَ منها ثائِبٌ مُتَعَصِّفُ

یعنی العَرَقَ .

وَ قالَ شَمِرٌ:ناقَهٌ عاصِفٌ :سَرِیعَهٌ ،و أَنشَدَ قولَ الشَّمّاخِ :

فأَضْحَتْ بصَحْراءِ البُسَیْطَهِ عاصِفاً

تُوالِی الحَصَی سُمْرَ العُجایاتِ مُجْمِرَا

وَ نُوقٌ عُصُفٌ :سَرِیعاتٌ ،قال رُؤْبَهُ :

بعُصُفِ المَرِّ خِماصِ الأَقْصابْ

وَ أَعْصَف الرَّجُلُ :جارَ عن الطَّرِیقِ .

قال الجَوْهَریُّ :و الحَرْبُ تَعْصِفُ بالقَوْمِ :أی تَذْهَبُ بهم،و تُهْلِکُهُم،قال الأَعْشَی:

فی فَیْلَقٍ جأْواءَ مَلْمُومَهٍ

تَعْصِفُ بِالدَّارِعِ و الحاسِرِ (5)

وَ هو مَجازٌ،و فی العُباب: أَعْصفَت الحَرْبُ بالقَوْمِ :أی ذَهَبَتْ بهم و أَهْلَکَتْهُم،قال:و هذه أَصَحُّ من عَصَفَتْ بهِم.

وَ قالَ اللِّحْیانِیُّ : اعْتَصَفَ لِعِیالِه:إذا کَسَب لَهُم،نَقَلَهُ الجَوْهَریُّ و الصّاغانِیُّ ،یُقال: عَصَف و اعْتَصَف ،کما یُقال:

صَرَفَ و اصْطَرفَ .

عطف

عَطَفَ یَعْطِفُ عَطْفاً : مالَ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، وَ منه

16- الحَدِیثُ : «فو اللّه لکأَنَّ عَطْفَتَهُم حِینَ سَمِعُوا صَوْتِی عَطْفَهُ البَقَرِ علی أَوْلادِها».

و عَطَفَ علیهِ :أَشْفَقَ کتَعَطَّفَ قال شیخُنا:صَرَّحُوا بأَنّ العَطْفَ بمَعْنَی الشَّفَقَهِ مَجازٌ من العَطْفِ بمعنَی الانْثِناءِ ثم

ص:389


1- (1) و فی التهذیب أیضاً:الکَدّ.
2- (2) فی التهذیب:«و هی تطحن التراب حوله و تثیره»و فی التکمله:و هی تطحی.
3- (3) فی التهذیب:یبس فتفتّت.
4- (4) سوره الرحمن الآیه 12. [1]
5- (5) دیوانه ص 96 و صدره فیه: یجمع خضراء لها سورهٌ وَ فی التهذیب: فی فیلق شهباء ملمومهٍ .

اسْتُعِیرَ للمَیْلِ و الشَّفَقَهِ إذا عُدِّیَ بعَلَی،و إذا عُدِّیَ بعَنْ کان عَلَی الضِّدِّ.

و عَطَفَ الوسَادَهَ :ثَناها، کعَطَّفَها تَعْطِیفاً .

و عَطَفَ علیه: أی حَمَلَ و کَرَّ و فی اللِّسان:رَجَع عَلَیه بما یَکْرَهُ ،أو لَهُ بما یُرِیدُ.

وَ یَتَوَجَّهُ قولُ أَبِی وَجْزَهَ السَّعْدِیُّ :

العاطِفُونَ تَحِینَ ما مِنْ عاطِفٍ

وَ المُسْبِغُونَ یداً إذا ما أَنْعَمُوا (1)

علی العاطِفَهِ ،و علی الحَمْلَهِ .

و العَطْفَهُ :خَرَزَهٌ للتَّأْخِیذِ تُؤَخِّذُ بها النِّساءُ الرِّجالَ ،کما فی الصِّحاحِ .

و العَطْفَهُ : شَجَرهٌ تَتَعَلّقُ الحَبَلَهُ بها و هی التی یُقالُ لها:

العَصْبه،کما سَیَأْتِی و یُکْسَرُ فِیهِما فی الأُولی حَکَی اللِّحْیانِیّ ،و فی الثّانِیَه أَبُو حَنِیفَهَ ،و أَنشَدَ الأَزْهَرِیُّ قولَ الشاعر:

تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمِی و لَحْمِی

تَلَبُّسَ عَطْفَهٍ بفُرُوعِ ضالِ

وَ قال ابنُ بَرِّیّ : العَطْفَهُ :اللَّبْلابُ ،سُمِّی بذلِکَ لتَلَوِّیهِ علی الشَّجَرِ.

و العِطْفَهُ بالکَسْرِ:أَطْرافُ الکَرْمِ المُتَعَلِّقَهُ منه،و شَجَرَهُ العَصْبَهِ و هی الَّتِی تَقَدَّم فیها أنَّ الحَبَلَهَ تَتَعلَّقُ بِها.

و بالتَّحْرِیکِ :نَبْتٌ یتَلَوَّی علی الشَّجَرِ لا وَرَقَ له،و لا أَفْنانَ ،تَرْعاهُ البَقَرُ خاصّهً ،و هو مُضِرُّ بِها،و یَزْعمُونَ أَنَّه یُؤْخَذُ بعضُ عُرُوقِه و یُلْوَی،و یُرْقَی،و یُطْرَحُ علی الفارِکِ فتُحِبُّ زَوْجَها قال الأَزْهَرِیّ :و قالَ النَّضْرُ:إِنَّما هی العَطَفَهُ فخَفَّفَها الشاعرُ ضرورهً ؛لیَسْتَقِیمَ له الشّعْرُ،و قال أبو عَمْرٍو فی (2)غَریبِ شَجَرِ البَرِّ: العَطَفُ ،واحِدُها عَطَفَهٌ .

وَ ظَبْیَهٌ عاطِفٌ : تَعْطِفُ جِیدَها (3)إِذا رَبَضَتْ و کذلِک الحاقِفُ من الظِّباءِ. و العِطافُ ککِتابٍ ،و المِعْطَفُ کمِنْبَرٍ:الرِّداءُ وَ الطَّیْلَسانُ ،و کُلُّ ثَوْبٍ یُتَرَدَّی به،جمعُ الأَخِیرِ: مَعاطِفُ ، قال ابنُ مُقْبِلٍ :

شُمُّ العَرانِینِ یُنْسِیهِم مَعاطِفَهُم

ضَرْبُ القِداحِ و تَأْرِیبٌ علی الخَطَرِ

وَ قالَ الأَصْمَعِیُّ :لم أَسْمَعْ للمَعاطِفِ بواحدٍ،و

17- فی حَدِیثِ ابن عُمَرَ: «خَرَجَ مُتَلَفِّعاً بعِطافٍ ». و

17- فی حَدِیثِ عائِشَهَ : «فناوَلْتُها عِطافاً کانَ عَلَیَّ ». و جمع العِطافِ : عُطُفٌ ، وَ أَعْطِفَهٌ ،و عُطُوفٌ ،و المِعْطَفُ و العِطافُ ،مثل مِئْزَرٍ و إِزارٍ، وَ مِلْحَف و لِحافٍ ،و مِسْرَدٍ و سِرادٍ.

وَ قِیلَ :سُمِّیَ الرِّداءُ عِطافاً لوُقُوعِه علی عِطْفَی الرَّجُلِ ، وَ هُما ناحِیَتا عُنُقِه.

و العِطافُ : السَّیْفُ لأَنَّ العربَ تُسَمِّیهِ رِداءً،قال:

وَ لا مالَ لِی إلاّ عِطافٌ و مِدْرَعٌ

لَکُم طَرَفٌ منه حَدِیدٌ ولِی طَرَفْ

الطَّرَفُ الأَول:حَدُّه الذی یُضْرَبُ به،و الطرَفُ الثانِی:

مَقْبَضُهُ ،و قال آخر:

لا مالَ إِلا العِطَافُ تُؤْزِرُه

أُمُّ ثَلاثِینَ ،و ابْنَهُ الجَبَلِ (4)

و قال ابنُ عَبّادٍ: العِطافُ ککِتابٍ :اسمُ کَلْبٍ .

و العَطُوفُ :النّاقَهُ التی تُعْطفُ علی البَوِّ فتَرْأَمُه نقله الجوهَرِیُّ ،و الجمع عُطُفٌ .

و العَطُوفُ : مَصْیَدهٌ سُمِّیَتْ لأَنَّ فیها خَشَبَهٌ مُنْعَطِفَه الرأْسِ کالعاطُوفِ .

و العَطُوفُ فی قِداحِ المَیْسِرِ: القِدْحُ الذی یَعْطِفُ علی القِداحِ فیَخْرُجُ فائِزاً قال صَخْرُ الغَیِّ الهُذَلِیُّ (5):

فخَضْخَضْتُ صُفْنِیَ فی جَمِّهِ

خِیاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفاً (6)

ص:390


1- (1) هذه روایه ابن بری و فیها:و المنعمون...و فی اللسان [1]روایه أخری: العاطفون تحین ما من عاطفٍ وَ المطعمون زمان أین المطعمُ ؟.
2- (2) فی التهذیب:من غریب شجر البرّ.
3- (3) فی اللسان: [2]تعطف عنقها.
4- (4) قال ثعلب:هذا وصف صعلوکاً فقَالَ :لا مال له إلا العطاف،و هو السیف،و أم ثلاثین:کنانه فیها ثلاثون سهماً،و ابنه الجبل:قوس نبعه فی جبل و هو أصلب لعود له.
5- (5) زید فی التهذیب:یصف ماء ورده.
6- (6) دیوان الهذلیین 75/2 و فسر العطوف بالقدح الذی یرد مره بعد مره.

أَو هو: القِدْحُ الّذِی لا غُرْمَ فیهِ و لا غُنْمَ و هو أَحَدُ الأَغْفالِ الثّلاثَهِ من قِداحِ المَیْسِرِ،سُمِّی عَطُوفاً لأَنّه [یُکَرُّ] (1)فی کُلِّ رِبابَهٍ یُضْرَب،قاله القُتَیْبِیُّ فی کِتابِ المَیْسِرِ کالعَطّافِ ،کشَدّادٍ فِیهِما.

أَو العَطُوفُ : الَّذِی یُرَدُّ مَرَّهً بعد مَرَّهٍ .

أَو الذی کُرِّرَ مَرَّهً بعدَ مَرَّهٍ قاله السُّکَّرِیُّ فی شرحِ دیوانِ الهُذَلِیِّینَ .

أَو العطّافُ کشَدّادٍ:قِدْحٌ یُعْطَفُ علی مَآخِذِ القِداحِ ، وَ یَنْفَرِدُ و به فُسِّرَ قولُ ابنِ مُقْبِلٍ :

وَ أَصْفَرَ عَطّافٍ إذا راحَ رَبُّهُ

غَدا ابْنَا عِیانٍ فی الشِّواءِ المُضَهَّبِ

و العَطّافُ : فَرَسُ عَمْرِو بنِ مَعْدِی کَرِبَ رضِیَ اللّه عنه.

و عطّافُ بنُ خالِدٍ:مُحَدِّثٌ مَخْزُومِیٌّ مَدَنِیٌّ ،یروِی عن نافِعٍ ،قال أَحْمَدُ:ثِقَهٌ ،و قال ابنُ مَعِینٍ :لیس به بَأْسٌ .

و العَطَفُ ،مُحَرَّکَهً :طُولُ الأَشْفارِ و انْعِطافُها ،و منه

14- حَدِیثُ أُمِّ مَعْبَدٍ: «و فی أَشْفارِهِ عَطَفٌ ». نقله کُراعٌ ،و یُرْوَی بالغَیْن،و هو أَعْلی.

و عُطَیْفٌ کزُبَیْرٍ:عَلَم، و الأَعْرَفُ غُطیْفٌ ،بالمعجمه، عن ابنِ سِیدَه.

و المعْطُوفَهُ :قَوْسٌ عَرَبِیَّهٌ تُعْطَفُ سِیَتُها عَلَیْها عَطْفاً شَدِیداً وَ هی التی تُتَّخَذُ للأَهْدافِ قاله ابنُ دُرَیْدٍ و الجَوْهرِیُّ .

و فی الصِّحاحِ : عِطْفا الرَّجُلِ :جانِباهُ من لدُنْ رَأْسِه إلی ورِکیْهِ ،و کذلِک عِطْفَا کُلِّ شَیْ ءٍ بالکَسْرِ:جانِباهُ .

و قال ابنُ الأَعرابِیّ :یُقال: تَنَحَّ عن عِطْفِ الطَّرِیقِ ، وَ یُفْتَحُ :أی قارِعَتِه و کذا عن عَلْبِه،و دَعْسِه،و قَرْیِهِ (2)، وَ قارِعَتهِ .

و عِطْفُ القَوْسِ بالکسرِ: سِیَتُها و لَها عِطْفانِ ،قاله ابنُ عَبّادٍ.

و یُقال: هو یَنْظَرُ فی عِطْفَیْهِ :أی مُعْجِبٌ بنَفْسِه.قال ابنُ دُرَیْدٍ: و جاءَ فُلانٌ ثانِیَ عِطْفِه :أی جاءَ رَخِیَّ البالِ و منه قوله تعالی: ثانِیَ عِطْفِهِ لِیُضِلَّ عَنْ سَبِیلِ اللّهِ (3)أَو مَعْناه: لاوِیاً عُنَقَه قال الأَزْهَرِیُّ :و هذا یُوصفُ به المُتَکَبِّرُ أَو المعْنَی: مُتَکَبِّرًا مُعْرِضاً عن الإِسلامِ ،و لا یخْفَی أَنّ التّکَبُّرَ و الإِعْرَاضَ من نتائِجِ العُنُقِ ،فالمَآلُ واحدٌ و یُقالُ : ثَنَی عنهُ فلانٌ عِطْفَه :أی أَعْرَضَ عنه،نَقَله الجوْهَرِیُّ .

و تَعوَّج الفَرَسُ هکذا فی النُّسَخِ ،و هو غلطٌ ،و الصوابُ وَ تَعَوَّجَ القَوْسُ فی عِطْفَیْهِ : إذا تَثَنَّی یَمْنَهً و یَسْرَهً کما هُوَ نَصُّ العُبابِ .

و العِطْفُ أَیْضاً أی:بالکسرِ: الإِبِطُ و قِیلَ :المَنْکِبُ ، وَ قال الأَزْهریُّ :مَنْکِبُ الرَّجُلِ عِطْفُه ،و إِبِطُه عِطْفُه ، وَ الجَمْعُ العُطُوفُ .

و العَطْفُ بالفتْحِ :الانْصِرَافُ و قد عَطَفَ یَعْطِفُ عَطْفاً .

و العُطْفُ بالضّمِّ :جمْعُ العاطِفِ و العَطُوفِ و هُما العائِدُ بالفَضْلِ ،الحَسَنُ الخُلُقِ .

و العِطافُ بالکسرِ،و هذه للإِزارِ و فی عبارهِ المصنِّف قَلاقَهٌ ظاهِرَهٌ .

و قال أَبو زَیْدٍ: امْرأَهٌ عَطِیفٌ ،کأَمِیرٍ: أی لَیِّنَهٌ مِطْواعٌ (4)وَ هی التی لا کِبْرَ لَها.

و یُقال: عَطَّفْتُه ثَوْبِی تَعْطِیفاً : إذا جَعَلْتهُ عِطافاً لَهُ أی رِداءً علی مَنْکِبَیْه کالَّذِی یفعَلُه الناسُ فی الحَرِّ.

و قِسِیٌّ مُعَطَّفَهٌ : معْطُوفَهُ إِحْدَی السِّیَتَیْنِ علی الأُخْرَی و کذلک لِقاحٌ مُعَطَّفَهٌ ،شُدِّدَ فیهما للکَثْرَهِ قال الجَوْهَرِیُّ :

و رُبَّما عَطَفُوا عِدَّهَ ذَوْدٍ علی فَصِیلٍ واحِدٍ،و احْتَلَبُوا أَلْبانَهُنَّ علی ذلِک لِیَدْرُرْنَ .

و انْعَطَف الغُصْنُ و غیرُه: انْثَنَی و هو مُطاوِع عَطَفَه .

قال الجَوْهرِیُّ : و مُنْعَطفُ الوادِی: مُنْعَرَجُه،و مُنْحَناه.

قال: و تَعاطَفُوا : أی عَطَفَ بعضُهُم علی بَعْضٍ .

قال: و تَعَطَّفَ بِهِ أی بالعِطافِ :إذا ارْتَدَی بالرِّداءِ،و منه

ص:391


1- (1) زیاده عن التهذیب و التکمله.
2- (2) زید فی التهذیب:و قرقِهِ .
3- (3) سوره الحج الآیه 9. [1]
4- (4) فی التهذیب:اللینه الذلیله المطواع.

16- الحَدِیثُ : «سُبْحانَ من تَعَطَّفَ بالعِزِّ و قالَ بِهِ ». معناهُ :سُبْحانَ من تَرَدَّی بالعِزِّ،و التَّعَطُّفُ فی حَقِّ اللّه سُبحانَه مَجازٌ،یُرادُ به الاتِّصاف،کأَنَّ العِزَّ شَمِلَه شُمُولَ الرِّداءِ،هذا قولُ ابنِ الأَثِیرِ،قال صاحبُ اللِّسانِ :و لا یُعْجِبُنِی قولُه:کأَنّ العِزَّ شَمِلَه شُمُولَ الرِّداءِ،و اللّه تعالَی یَشْمَلُ کلَّ شیءٍ،و قالَ الأَزهری:المُرادُ به عِزُّ اللّه و جَمالُه و جَلاَلُهُ ،و العَرَبُ تَضَعُ الرِّداءَ موضِعَ البَهْجَهِ و الحُسْنِ ،و تَضَعُه موضِعَ النَّعْمَهِ و البَهاء کاعْتَطَف بهِ اعْتِطافاً،کما فی المُحیطِ و اللِّسانِ ،و منه قولُ ابنِ هَرْمَهَ :

عُلِّقَها قَلْبُه جُوَیْریَهً

تَلْعَبُ بینَ الوِلْدانِ مُعْتَطِفَهْ

و قال اللَّیْثُ :یُقالُ للإنسانِ : یَتَعاطَفُ فی مِشْیَتِه:إذا حَرَّکَ رأْسَهُ ،و قال غیرُه:هو بمَنْزِلَهِ تَهادَی و تَمایَلَ ، أَو تَبَخْتَرَ و هما واحِدٌ.

و اسْتَعْطَفَه اسْتِعْطافاً : سأَلَه أَنْ یَعْطِفَ عَلَیهِ فعَطَف .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رَجُلٌ عَطُوفٌ و عَطّافٌ :یحمِی المُنْهَزِمِینَ .

وَ تَعَطَّفَ عَلَیه:وصَلَه و بَرَّهُ .

وَ تَعَطَّفَ علی رَحِمِه:رَقَّ لها.

وَ العاطِفَهُ :الرَّحِمُ ،صفهٌ غالِبهٌ .

وَ قالَ اللَّیْثُ : العَطّافُ :الرجلُ الحَسَنُ الخُلُقِ ، العَطُوفُ علی الناسِ بفَضْلِه.

وَ یُقال:ما تَثْنِینِی علیکَ عاطِفَهٌ من رَحِمٍ و لا قَرابهٍ .

وَ عَطَف الشَّیءَ عُطُوفاً ،و عَطَّفَه تَعْطِیفاً :حَنَاه و أَمالَه، فانْعَطَفَ و تَعَطَّفَ .

وَ یُقال: عَطَّفْتُ رَأْسَ الخَشَبَهِ ،شُدِّدَ للکَثْره.

وَ قَوْسٌ عَطُوفٌ ،و مُعَطَّفَهٌ : مَعْطُوفَهُ إِحْدَی السِّیَتَیْنِ علی الأُخْرَی.

وَ العَطِیفَهُ و العِطافَهُ :القَوسُ :قال ذُو الرُّمَّهِ فی العطائِفِ :

وَ أَشْقَرَ بَلَّی وَشْیَه خَفَقانُه

علی البِیضِ فی أَغْمادِها و العَطائِف (1)

و قَوْسٌ عَطْفَی :أی مَعْطُوفَهٌ ،قال أُسامَهُ الهُذَلِیُّ :

فمَدَّ ذِراعَیْهِ و أَجْنَأَ صُلْبَهُ

وَ فَرَّجَها عَطْفَی مَرِیرٌ مُلاکِدُ

وَ العِطافَهُ بالکَسْرِ:المُنْحَنَی،قال ساعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ یصفُ صَخْرَهً طَوِیلَهً فیها نَحْلٌ :

من کُلِّ مُعْنِقَهٍ و کُلِّ عِطافَهٍ

مِنْها یُصَدِّقُها ثَوابٌ یَزْعَبُ (2)

وَ شاهٌ عاطِفَهٌ بَیِّنَهُ العُطُوفِ و العَطْفِ :تَثْنِی عُنُقَها لِغَیْرِ عِلَّهٍ .

وَ

16- فی حَدِیثِ الزّکاهِ : «لَیْسَ فِیها عَطْفاءُ ». أی:مُلْتَوِیَهُ القَرْنِ ،و هی نَحْو العَقْصاءِ.

وَ العَطُوفُ :المُحِبَّهُ لزَوْجِها،و الحانِیَهُ علی وَلَدِها.

وَ انْعَطَفَ نَحْوَه:مالَ إِلیهِ .

وَ عَطَفَ رَأْسَ بَعِیرِه إِلیهِ :إذا عاجَه عَطْفاً .

وَ عَطَفَ اللّه تَعالَی بقَلْبِ السُّلْطانِ علی رَعِیَّتِه:إذا جَعَله عاطِفاً رحِیماً.

وَ جَمْعُ عِطْفِ الرَّجُلِ : أَعْطافٌ ،و عِطافٌ ،و عُطُوفٌ .

وَ مَرَّ یَنْظُرُ فی عِطْفَیْهِ :إذا مَرَّ مُعْجِباً.

وَ اعْتَطَفَ السَّیفَ و القَوْسَ :ارْتَدَی من بِهِما،الأَخِیرهُ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ و أَنْشَدَ:

وَ منْ یَعْتَطِفْهُ علی مِئْزَرِ

فنِعْمَ الرِّداءُ علَی المِئْزَرِ

وَ العَطْفُ : عَطْفُ أَطْرافِ الذَّیْل مِن الظِّهارِهِ علی البِطانِهِ .

وَ فی حَلْبهِ الخَیْلِ : العاطِفُ ،و هو السّادِسُ ،رُوِیَ ذلِکَ عن المُؤَرِّجِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و لم أَجِد الرِّوایَهَ ثابِتهً عن المُؤَرِّجِ من جِهَهِ من یُوثَقُ به (3)،قال:فإِنْ صَحَّتْ عنه الرِّوایهُ فهو ثِقَهٌ .

وَ سَمَّوْا عاطِفاً ،و عُطَیْفَهَ ،کجُهَیْنَهَ .

ص:392


1- (1) التهذیب و بروایه:«و أصفر...»و بعد البیت قال:و أصفر یعنی بردا یظلل به.و البیض:السیوف.
2- (2) دیوان الهذلیین 177/1 بروایه:مما یصدقها.
3- (3) قال أبو عبید لا یعرف منها إلا السابق و المصلّی ثم الثالث و الرابع إلی العاشر وَ آخرها السُّکَیت و الفِسْکِل.

و فی الأَساس:یُقالُ :لا تَرْکَبْ مِثْفارًا و لا مِعْطافاً :أی مُقَدِّماً للسَّرْجِ ،و لا مُؤَخِّرًا.

عفف

عَفَّ الرَّجُلُ عَفًّا ،و عَفَافاً ،و عَفافَهً ،بفتحهنَّ ، وَ عِفَّهً ،بالکسرِ و هو یَعِفُّ ،قال شیخُنا:ظاهِرُ إِطلاقِه أنَّ المُضارِعَ منه بالضَّمِّ ککَتَبَ ،و لا قائِلَ بِهِ ،بل هو کَضَرَبَ ؛ لأَنه مُضَعَّفٌ لازمٌ ،و قاعدَهُ مُضارِعهِ الکسرُ،إِلا ما شَذَّ منه:

کما قَدّمْناه فَهُو عَفٌّ ،و عَفِیفٌ : أی: کَفَّ عن الحَرامِ ،کما فی الصِّحاح،و فی المُحْکَمِ : عَمّا لا یِحْلِ و لا یَجْمُلُ وَ قیل:عن المَحارِمِ و الأَطْماعِ الدَّنِیَّهِ ،قال ذو الأُصبع العَدْوانِیُّ :

عَفٌّ یَؤُوسٍ إذا ما خِفْتُ من بَلَدٍ

هُونًا فَلَسْتُ بوَقّافٍ علی الهُونِ

کاسْتَعَفَّ و منه

16- الحَدِیثُ : «و اسْتَعْفِفْ من السُّؤالِ ما اسْتَطَعْتَ ». و فی التّنْزیلِ : وَ مَنْ کانَ غَنِیًّا فَلْیَسْتَعْفِفْ (1).

و کذلِک تَعَفَّفَ .

و قیل: الاسْتِعْفافُ :طَلَبُ العفافِ (2)،و هو الکَفُّ عن الحَرامِ و السُّؤَالِ من النّاسِ ،و التَّعَفُّفُ (3):الصَّبْرُ و النَّزاهَهُ من الشَّیْ ءِ.

ج: أَعِفّاءُ هو جمع عَفِیفٍ ،و لم یکَسِّرُوا العَفَّ .

و هی عَفَّهٌ و عَفِیفَهٌ ج: عَفائِفُ ،و عَفِیفاتٌ یُقال: العَفِیفَهُ من النّساءِ:السَّیِّدَهُ الخَیِّرَهُ .

وَ امرأَهٌ عَفِیفَهٌ : عَفَّهُ الفَرْجِ .

و أَعَفَّهُ اللّه.

و تَعَفَّفَ :تَکَلَّفَهَا نَقَله الجَوْهَرِیُّ ،و منه قَوْلُ جَرِیرٍ:

وَ قائِلهٍ ما للفَرَزْدَقِ لا یُرَی

مع العِّفِّ یَسْتَغْنِی و لا یَتَعَفَّفُ (4)

و عُفَیِّفٌ ،مُصَغَّرًا مُشَدَّداً:ابنُ مَعْدِی کَرِبَ عن النَّبِیِّ صلّی اللّه عَلَیه و سَلّم،و عنه ابنُه فَرْوَه،و قِیل:سَعِیدٌ. و عَطِیَّهُ بنُ عازِبِ بنِ عُفَیْفٍ الکِنْدِیُّ (5)کزُبَیْرٍ و هو الکَثِیرُ المَشْهُورُ، أَو کأَمِیرٍ هکَذا ضَبَطَه بَعْضُهُم: صَحابِیّانِ .

قلتُ :أَمّا الأَولُ :فقد اخْتُلِفَ فی حَدِیثِه عَلَی هِشامِ بن الکَلْبِیّ ،فقِیلَ :عن سَعِیدِ بن فَرْوَهَ بنِ عُفَیِّفٍ ،عن أَبِیهِ عن جَدِّه،و قِیلَ :عنه عن فَرْوَهَ بنِ سَعِیدِ بنِ عُفَیِّفٍ ،عن أبِیهِ ، عن جَدِّهِ ،و الأَولُ أَصْوَبُ .قلت:و ذَکَرَه ابنُ حِبّان فی ثِقاتِ التّابِعِینَ ،و قالَ یَرْوی عن عُمَرَ بنِ الخَطّابِ ،و عنه هارُونُ ابنِ عبدِ اللّه،قال الحافِظُ :و فَرّقَ غیرُ واحدٍ بینَ هذا و بَیْنَ عُفَیِّفٍ قَریبِ الأَشْعَثِ بنِ قَیْسٍ الَّذِی أَخْرجَ له النَّسائِیُّ فی الخَصائِصِ ،و قِیل:هُما واحِدٌ.

وَ أَمّا الثّانی:فإِنّه شامِیٌّ ،و قد اخْتُلِفَ فی صُحْبتِه،و أَکثرُ روایَتِه عن عائِشَهَ رضی اللّه عنها.

و ابنُ العُفَیْفِ ،کزُبَیْرٍ:رَوَی عن أَبی بَکْرٍ الصِّدِّیقِ رَضِیَ اللّه تَعالَی عنه فهو تابِعِیٌّ ،و لم یُعْرَف اسمُه،و هکذا ذَکَرَه الحافِظُ أَیضاً.

و عُفَیِّفُ بنُ بُجَیْدِ بنِ رُؤاسٍ ،و هو الحارِثُ بنُ کِلابٍ مُشَدَّدٌ أَیْضاً.

و عَفِیفٌ ،کأَمِیرٍ:أَخُوه کذا فی جَمْهَرَه النَّسَب،و ضبطه ابنُ ماکُولا کزُبَیْرٍ،أی فی أَخِیه.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: عَفَّ اللَّبَنُ یَعِفُّ بالکسرِ عَفًّا :إذا اجْتَمَعَ فی الضَّرْعِ .

و عَفَّ اللَّبَنُ فی الضَّرْعِ :إذا بَقِیَ فیهِ و هذا عن ابن عَبّادٍ.

و العُفَافَهُ ،بالضَّمِّ :الاسْمُ منه و هو: بَقِیَّهُ اللَّبَنِ فی الضَّرْعِ بعدَ ما امْتُکَّ أَکْثَرُه، کالعُفَّهِ بالضَّمِّ أَیضاً،نقله الجَوْهَریُّ ،و أَنشَد للأَعْشَی:

وَ تَعادَی عَنْهُ النّهارَ فما تَعْ

جُوهُ إلاّ عُفافَهٌ أو فُواقُ

قال ابنُ بَرِّیّ :و الرِّوایهُ :«ما تَعادَی» (6)و هی رِوایهُ أَبِی عَمْرٍو،و روی الأَصْمَعِیّ :«ما تَجافَی».

ص:393


1- (1) سوره النساء الآیه 6. [1]
2- (2) زید فی النهایه:و التعفف.
3- (3) فی النهایه و [2]اللسان:و [3]الاستعفاف...عن الشیء».
4- (4) دیوانه بروایه:«علی السّنّ »بدل«مع العف».
5- (5) فی أسد الغابه:النضری.
6- (6) و هی روایه الدیوان ص 126،و نصب«النهارُ»علی الظرف و تعادی أی تباعد.

و قَدْ أَعَفَّت الشّاهُ من العُفافَهِ ،نقلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

قال: و عَفَّفْتُه تَعْفِیفاً :سَقَیْتُه إِیّاها أی: العُفافَه .

و تَعَفَّفَ :شَرِبَها نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالت امرَأَهٌ لابْنَتِها:

«تَجَمّلِی و تَعَفَّفی »:أی ادَّهِنِی بالجَمِیلِ ،و اشْرَبِی العُفافَهَ .

و قولُهم: جاءَ فُلانٌ علی عِفّانِه بالکَسْرِ:أی إفّانِه أی:

حِینِه و أوانِه،نقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ فارِسٍ :إِنَّه من بابِ الإِبْدالِ .

و قال أَبُو عَمْرٍو: العِفافُ ککِتابٍ :الدَّواءُ.

و قال ابنُ الفَرَجِ : العُفَّهُ بالضمِّ :العَجُوزُ کالعُثَّهِ بالثاءِ، فهِی من بابِ الإبْدالِ .

و العُفَّهُ أَیضاً: سَمَکَهٌ جَرْداءُ بَیْضاءُ صَغِیرَهٌ ،طَعْمُ مَطْبُوخِها کالأُرْزِ.

و عَفّانُ من الأَعلامِ یُصْرَفُ و لا یُصْرَفُ و الکَلامُ فیهِ کالکَلامِ فی حَسّان،علی أَنَّه فَعّالٌ ،أو فَعْلان.

وَ عَفّانُ بنُ أَبی العاصِ بن أُمَیَّهَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ الأَمَوِیَّ والِدُ أَمِیرِ المُؤْمِنِینَ عُثْمانَ رَضِیَ اللّه تعالی عَنْهُ و هو أَخُو الحَکَمِ و سَعِیدٍ و سَعْدٍ.

و عَفّانُ الأَزْدِیُّ ،غیرُ مَنْسُوبٍ و قالَ ابنُ حِبّان فی الثِّقاتِ :شَیْخٌ یَرْوِی (1)عن ابنِ عُمَر،رَوَی عن ابنِ عُمَرَ رَوَی عنه قَتادَهُ ،و نَقَل ابنُ الجَوْزِیّ فی کِتابِ الضُّعَفاءِ أَنّ الرّازِی قال:إِنّه مجهولٌ ،و مثله فی الدِّیوانِ للذَّهَبِیّ ، فتَأَمّل.

وَ کذا عَفّانُ بنُ سَعِیدٍ،عن ابنِ الزُّبَیْرِ،فإِنّه مَجْهُولٌ أَیضاً،و قد ذَکَره ابنُ حِبّان أَیضاً فی کتابِ الثِّقاتِ و قالَ :

روی عنه مِسْعَرُ بنُ کِدامٍ .

و عفَّان بنُ سیَّارٍ الجرجانی وصل حدیثاً مُرسِلاً.

و عَفّانُ بنُ جُبَیْرٍ، وَ عَفّانُ بنُ مُسْلِمٍ :مُحَدِّثُونَ .

و عَفّانُ بنُ البُحَیِّرِ (2)السُّلَمِیُّ : صَحابِیٌّ نَزَلَ حِمْصَ ، وَ قِیلَ فی اسْمِه:غِفارٌ،بالراءِ و الفاءِ،و قیل:عَقّارٌ بالقافو الراءِ،روی عنه جُبَیْرُ بنُ نُفَیْرٍ،و خالدُ بنُ مَعْدان،و کَثِیرُ بنُ قَیْسٍ .

و فاتَه: عفّانُ بنُ حَبِیبٍ ،رَوَی عنه أَیضاً دَاوُدُ.

و أَبو عَفّانَ :غالِبٌ القَطّانُ ،و أَبو عَفّان عُثْمانُ العُثْمانِیُّ :

رَوَیَا إِن کان الأَخیرُ هو أَبو عَفّانَ الأُمَویُّ المَدَنِی الذی رَوَی عن[ابن] (3)أبی الزِّنادِ فإِنَّ البُخارِی قالَ فِیه:إِنَّه مُنْکَرُ الحَدِیثِ .

و قال أَبو عمرٍو: العَفْعَفُ کجَعْفَرٍ: ثَمَرُ الطَّلْحِ و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو ضَرْبٌ من ثَمَرِ العِضاهِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: عَفْعَفَ : إذا أَکَلَهُ : أی العَفْعَفَ .

و یُقال: تَعافَّ یا مَرِیضُ بتَشْدِیدِ الفاءِ:أَمْرٌ من التَّعافُفِ ؛أی تداوَ: أَمْرٌ من المُداواهِ ،و هو ظاهِرٌ،و أَصلُه من کلامِ أَبی عَمْرٍو،فإِنَّه قالَ :یُقال:بأَیِّ شیءٍ نتعافَّ ؟ أی،نَتَداوَی،و فی النّامُوسِ :الظّاهِرُ أنَّ مَعْنَاهُ احْتَمِ ،نعم لو رُوِیَ بتَخْفِیفِ الفاءِ لَکانَ معناه ما قالَه،فیکونُ سَهْواً منه أو وَهْماً.قال شَیْخُنا:لا سَهْوَ و لا وَهْمَ ،و إِنَّما المُعْتَرِضُ ذاهبٌ مع الجُمُودِ و التّقْلِیدِ کلَّ مَذْهَبٍ ،و لا مُنافاهَ بینَ ما جَعَلَه صَواباً،و ما قاله المُصَنِّفُ ؛إِذ الاحْتِماءُ هو من أَنواعِ المُداواهِ ،کما أَشَرْنا إِلیه،فَتَأَمّلْ .

و تَعافَّ یا هَذا ناقَتَکَ : أی احْلُبْها بعدَ الحَلْبَهِ الأُولَی کما فی اللِّسانِ و العُبابِ .

و اعْتَفَّتِ الإِبلُ الیَبِیسَ ،و اسْتَعَفَّتْ :أَخَذَتْه بلِسانِها فَوقَ التُّرابِ مُسْتَصْفِیَهً له کما فی العُبابٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الأَعِفَّهُ :جمعُ عَفِیفٍ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «فإِنَّهُم-ما عَلِمْت- أَعِفَّهٌ صُبُرٌ».

وَ اعْتَفَّ الرِّجُلُ :من العِفَّهِ ،قال عَمْرُو بنُ الأَهْتَمِ :

إِنّا بَنُو مِنْقَرٍ قَوْمٌ ذَوُو حَسَبٍ

فِینا سَراهٌ بَنِی سَعْدٍ و نادِیها

جُرْثُومهٌ أُنُفٌ یَعْتَفُّ مُقْتِرُها

عن الخَبِیثِ و یُعْطِی الخَیْرَ مُثْرِیها

ص:394


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:شیخ یروی عن ابن عمر،کذا بالأصول التی بأیدینا»یبدو أنها مکرره و الصواب حذفها.
2- (2) کذا ضبطت فی القاموس،و علی هامشه عنِ نسخه أخری:«البُحَیْر»ضبط قلم.
3- (3) زیاده عن التاریخ الکبیر للبخاری 220/6 و ذکره باسم عثمان بن خالد.

و قالَ الفَرّاءُ: العُفافَهُ ،بالضمِّ :أَنْ تَأْخُذَ الشَّیءَ بعدَ الشَّیْ ءِ،فأَنْتَ تَعْتَفُّه .

وَ مُنْیَهُ العَفِیفِ ،کأَمیرٍ:قریهٌ بمِصْرَ بالمُنُوفِیَّه،و قد دَخَلْتُها.

عقف

العَقْفُ :الثَّعْلَبُ نَقَلَه الجَوْهرِیُّ و ابنُ فارِسٍ ، وَ أَنشدَ الأَوَّلُ لحُمیْدِ بنِ ثَوْر:

کأَنَّه عَقْفٌ تَوَلَّی یَهْرُبُ

من أَکْلُبٍ یَعْقُفُهُنَّ أَکْلُبُ (1)

وَ قالَ ابنُ بَرِّیّ :هذا الرَّجَزُ لحُمَیْدٍ الأَرْقَطِ ،و مثلُه لابن فارِسٍ ،قال الصّاغانِیُّ :و لیسَ الرَّجَزُ لأَحَدِ الحُمَیْدَیْنِ .

و عَقَفَه ،کضَرَبَه یَعْقِفه عَقْفاً : عَطَفَه نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و قال اللَّیْثُ : الأَعْقَفُ :الفَقِیرُ المُحْتاجُ و أَنْشَد لیَزِیدَ بنِ مُعاوِیَهَ :

یا أَیُّها الأَعْقَفُ المُزْجِی مَطِیَّتَه

لا نِعْمَهً تَبْتَغِی عِنْدِی و لا نَشَبَا (2)

وَ الجمعُ : عُقْفانٌ .

و الأَعْقَفُ من الأَعْرابِ :الجافی نَقَلَه الجَوْهَرِیِّ .

و الأَعْوَجُ : أَعْقَفُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ،و أَنشَدَ للعَبْدِیِّ .

إِذا أَخَذْتُ فی یَمِینِی ذا القَفَا

و فی شِمالِی ذا نِصابٍ أَعْقَفَا (3)

وجَدْتَنِی للدَّارِعِینَ مِنْقَفَا

و الأَعْقَفُ : المُنْحَنِی المُعْوَجُّ .

و العَقْفاءُ :حَدِیدَهٌ قد لُوِیَ طَرَفُها،و فِیها انْحِناءٌ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: العَقْفاءُ : نَبْتٌ قال الأَزْهَرِیُّ :الذی أَعْرِفُه فی البُقُولِ :الفَقْعاءُ،و لا أَعرفُ العَقْفاءَ ،و قالَ أَبو حَنِیفَهَ :أَخْبرنِی أَعرابیٌّ من الیَمامه،قال: العَقْفاءُ : وَرَقُهُ کالسَّذابِ و له زَهْرَهٌ حَمْراءُ،و ثمرٌ عَقْفاءُ ،کأَنّها شِصُّ فیهاحَبٌّ یَقْتُل الشَاءَ،و لا یَضرُّ بالإِبِلِ ،و یُقال: هی العُقَیْفاءُ بالتصغیر.

و العُقّافَه ،کرُمّانهٍ :خَشبَهٌ فی رَأْسِها حُجْنَهٌ یُمَدُّ (4)بها الشَّیْ ءُ،کالمِحْجَنِ و یُقال:هی الصَّوْلَجانُ ،و منه

16- الحَدِیثُ :

«فانْحَنَی و اعْوَجَّ ،حتَّی صارَ کالعُقّافَهِ ».

و العُقافُ ،کغُرابٍ :داءٌ یَأْخُذُ فی قَوائِمِ الشّاءِ تَعْوَجُّ منهُ .

و یُقالُ : شاهٌ عاقِفٌ ،و مَعْقُوفَهُ الرِّجْلِ و قد عُقِفَتْ ، وَ رُبَّما اعْتَرَی ذلِک کلّ الدَّوابِّ .

و عُقْفانُ ،کعُثْمان:حَیٌّ من خُزاعَهَ نَقَلَه اللَّیْثُ .

و عُقْفانُ : ع بالحِجازِ.

و قال أَبو ضَمْضَمٍ النَّسَّابَهُ البَکْرِی:للنَّمْلِ جَدّانِ :

عُقْفانُ و فازِرٌ (5)، فعُقْفانُ : جَدُّ الحُمْرِ منَ النَّمْلِ ،و فازِرٌ:

جَدُّ السُّودِ کذا فی العُبابِ ،و نقل ابنُ بَرِّیّ عنَ دغْفَلٍ النَّسّابَهِ أَنَّه قال:یُنْسَبُ النّملُ إلی عُقْفانَ و الفازِرِ، فعُقْفانُ :

جَدُّ السُّودِ،و الفازِرُ:جَدُّ الشُّقْرِ،فتَأَمَّلْ ذلِک،و قالَ إِبراهیمُ الحَرْبِیُّ :النَّمْلُ ثلاثَهُ أَصْنافٍ :الذَّرُّ (6)،و الفازِرُ، و العُقَیْفانُ فالعُقَیْفانُ : النَّمْلُ الطویلُ القَوائِمِ یَکُونُ فی المَقابِر وَ الخَرِباتِ (7)قال:و الذَّرُّ:الذی یکُون فی البُیُوتِ یُؤْذِی النّاسَ ،و الفازِرُ:المُدَوَّرُ الأَسْودُ،یکونُ فی التَّمْرِ،و أَنْشَدَ:

سُلِّطَ الذَّرُّ فازِرٌ و عُقَیْفا

نُ فأَجْلاهُمُ لدارٍ شَطُونِ (8)

و قال أَبو حاتِمٍ : العَقُوفُ ، کصَبُورٍ،من ضُرُوعِ البَقَرِ:ما یُخالِفُ شَخْبُه عِنْدَ الحَلْبِ .

و انْعَقَفَ :انْعَوَجَ و انْعَطَفَ ،کما فی الصِّحاحِ ،و هو مُطاوِعُ عَقَفَه عَقْفاً ، کتَعَقَّفَ : إذا تَعَوَّجَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

ص:395


1- (1) فی إحدی روایتی التکمله:«کأنه حین»و فی روایه أخری«من أکلب یتبعهن».
2- (2) اللسان [1]بدون نسبه،و البیت فی الأصمعیات 46-50 منسوباً لسهم بن حنظله الغنوی بروایه«یا أیها الراکب».
3- (3) بالأصل«إذا أخذل..»و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله إذا أخذل الخ کذا بالأصل و لعلها أخذن،و حرر»و المثبت«أخذت»عن الجمهره 3/ 126. [2]
4- (4) فی التهذیب:یحتجن بها الشیء.
5- (5) عن التهذیب و معجم البلدان«عقفان»و الذی بالأصل«فارز»و قد صححت فی کل مواضع العباره.
6- (6) الأصل و التکمله و فی التهذیب:«النمل»ثم ذکر«الذرّ»بعد.
7- (7) فی التهذیب و اللسان و [3]التکمله:و الخرابات.
8- (8) فی الحیوان للجاحظ : سلط اللّه فازرًا و عقیفا ن فجازاهم بدار شطون.

ظبْیٌ أَعْقَفُ :مَعْطُوفُ القُرُونِ .

وَ العَقْفاءُ من الشِّیاهِ :الَّتِی الْتَوَی قَرْناها علی أُذُنَیْها.

وَ شَوْکَهٌ عَقِیفَهٌ :أی مَلْوِیَّهٌ کالصِّنّارَهِ .

وَ شَیْخٌ مَعْقُوفٌ :انْحَنَی من شِدَّهِ الکِبَرِ.

وَ التَّعْقِیفُ :التَّعْوِیجُ ،نَقَلَه الجَوْهرِیُّ .

وَ العَیْقُفانُ ،علی فَیْعُلان:نَبْتٌ کالعَرْفَجِ ،له سَنِفَهٌ کسَنِفَه الثُّفاءِ (1)،عن أبی حَنِیفَهَ .

وَ عُقْفانُ بنُ قَیْسِ بنِ عاصِمٍ :شاعِرٌ.

عکف

عَکَفَه یعْکُفُه بالضَّمِّ و یَعْکِفُه بالکَسْرِ عَکْفاً :

حَبَسَه و وَقَفَه،و منه قَوْلُه تَعالَی: وَ الْهَدْیَ مَعْکُوفاً (2).

یُقال:ما عَکفَکَ عن کَذا؟قالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و فی التَّهْذِیبِ :

یُقالُ : عَکَفْتُهُ عَکْفاً ، فعَکَفَ یَعْکُف عُکُوفاً ،و هو لازِمٌ وَ واقِعٌ ،کما یُقال:رَجَعْتُه فرَجَعَ ،إِلا أَنّ مَصْدَرَ اللاّزمِ العُکُوفُ ،و مَصْدَر الواقِعِ العَکْفُ ،و أَما قولُه تعالی:

وَ الْهَدْیَ مَعْکُوفاً فإِن مُجاهِداً و عَطاءً قالا:مَحْبُوساً.

و عَکَفَ علیه یَعْکِفُ ،و یَعْکُفُ عَکْفاً ،و عُکُوفا :أَقْبَلَ علیهِ مُواظِباً لا یَصْرِفُ عنه وَجْهَه،و قیل:أَقامَ ،و منه قوله تعالی: یَعْکُفُونَ عَلی أَصْنامٍ لَهُمْ (3)أی:یُقِیمُون،و قَرَأَ الکُوفِیُّون غیرِ عاصِمٍ : « یَعْکِفُون » بکسرِ الکافِ ،و الباقُونَ بضَمِّها.

و عَکَفَ القَوْمُ حولَه:اسْتَدارُوا و قال العَجّاجُ :

عَکْفَ النَّبِیطِ یلْعَبُونَ الفَنْزَجَا

و کذا عُکُوفُ الطَّیْر حَوْلَ القَتِیلِ أَنْشَد ثَعْلَبٌ :

تَذُبُّ عَنْه کَفٌّ بها رَمَقٌ

طَیْرًا عُکُوفاً کزُوَّرِ العُرُسِ

یعنِی بالطَّیْرِ هُنا الذِّبّانَ ،فجَعَلَهم طَیْرًا،و شَبَّهَ اجْتماعَهُنَّ للأَکْلِ باجْتماعِ الناسِ للعُرْسِ ،و قالَ عَمْرُو بنُ کُلْثُوم:

تَرْکَنا الطَّیْرَ عاکِفَهً عَلَیهِ

مُقَلَّدَهً أَعِنَّتَتهَا صُفُونَا (4)

و یُقالُ : عَکَفَ الجَوْهَرُ فی النَّظْمِ : إذا اسْتَدارَ فیه کما فی الصِّحاحِ .

و عکَف فلانٌ فی المَسْجِدِ و اعْتَکَفَ : أقام به و لازمَهُ ، وَ حَبَسَ نَفْسَه فیهِ لا یَخْرُجُ منه إلاّ لحاجَهِ الإِنسانِ ،قال اللّه تَعالَی: وَ أَنْتُمْ عاکِفُونَ فِی الْمَساجِدِ (5)و

16- فی الحَدِیثِ :

أَنّه«کانَ یَعْتَکِفُ فی المَسْجِدِ».

و عَکَفَ : رَعَی.

[ و عکف : أَصْلَحَ ] (6).

و عَکَف : تَأَخَّرَ.

و قَوْمٌ عُکُوفٌ بالضمِّ :أی عاکِفُونَ أیْ :مُقِیمُون مُلازِمُون لا یَبْرَحُونَ ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ الأَثافیَّ :

فَهُنَّ عُکُوفٌ کَنَوْحِ الکَرِی

مِ قد شَفَّ أَکْبادَهُنَّ الهَوِیُّ (7)

و عَکّافٌ ،کشَدَّادٍ:ابنُ وَدَاعَهَ الهِلالِیُّ الصَّحابِیُّ رضی اللّه عنه،و هو الَّذِی

14- قالَ له صَلّی اللّه عَلَیه و سَلَّمَ : «یا عَکّافُ أَ لَکَ شاعَهٌ ؟». أی:زَوْجَهٌ ،و قد تَقَدَّم،و الحدیثُ قَوِیٌّ .

و قال ابن عبّادٍ: العکفِ ککتِفٍ :الجعْدُ من الشَّعَرِ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: عُکَیْفٌ کزُبَیْرٍ:اسمٌ .

و شَعَرٌ معْکُوفٌ : أی مَمْشُوطٌ مَضْفُورٌ قال اللَّیْثُ :قَلَّما یَقُولُونَ : عَکِفٌ ،و إِن قِیلَ کانَ صواباً.

قال: و عُکِّفَ النَّظْمُ تَعْکِیفاً : إذا نُظِمَ و نَصُّ اللَّیْثِ :

نُضِّدَ (8)فِیه الجَوْهرُ قال الأَعْشَی:

وَ کأَنَّ السُّمُوطَ عَکَّفَها السِّلْ

کُ بِعطْفَیْ جعیْداءَ أُمِّ غَزالِ

أی:حبَسَها،و لَم یَدَعْها تَتَفَرَّقُ .

ص:396


1- (1) عن اللسان و بالأصل«السفاء».
2- (2) سوره الفتح الآیه 25. [1]
3- (3) سوره الأعراف الآیه 138. [2]
4- (4) من معلقته بروایه«ترکتا الخیل».
5- (5) سوره البقره الآیه 187. [3]
6- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
7- (6) دیوان الهذلیین 67/1 و بالأصل«لنوح الکریم»و المثبت روایه الدیوان.
8- (7) عن اللسان و [4]بالأصل«نص».

و عُکِّفَ الشَّعَرُ:جُعِّدَ.

و تَعَکَّفَ الشَّیْ ءُ: تَحَبَّسَ کاعْتَکَفَ و هو مُطاوِعُ عَکَفَه عَکْفاً ، و لا تَقُل: انْعَکَفَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

قَومٌ عُکَّفٌ ،کسُکَّرٍ:أی عُکُوفٌ .

وَ عَکَفَت الخَیْلُ بقائِدِها:إذا أَقْبَلَت عَلَیهِ .

وَ العُکُوفُ :لُزُومُ المَکانِ .

وَ عَکَفَه عن حاجَتِه، یَعْکِفُه و یَعْکُفُه ، عَکْفاً ،صَرَفَه، وَ یُقال:إِنَّکَ لتَعْکِفُنِی عن حاجَتِی:أی تَصْرِفُنِی عنها.

وَ عَکَّفَه تَعْکِیفاً :حَبَسَه،لُغَهٌ فی عَکَفَه عَکْفاً .

وَ المُعَکَّفُ ،کمُعَظَّمٍ :المُعَوَّجُ المُعَطَّفُ وَ هو فی مُعْتَکَفِه :موضع اعْتِکافه .

علف

العَلَفُ ،مُحَرَّکَهً :م مَعْرُوفٌ ،و هو ما تَأْکُلُه الماشِیَهُ ،أو هو قُوتُ الحَیوانِ ،و قالَ ابنُ سِیدَه:هو قَضِیمُ الدَّابَّهِ .

ج: عُلُوفَهٌ بالضَّمِّ و أَعْلافٌ ،و عِلافٌ الأَخیرانِ کسَبَبٍ وَ أَسْبابٍ ،و جَبَلٍ و جِبالٍ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «و یَأْکُلُونَ عِلافَها » (1).

و مَوْضِعُه: مَعْلَفٌ ،کمَقْعَدٍ و فی الصِّحاح: مِعْلَفٌ بالکسرِ،فانْظُره.

و بائِعُه عَلاّفٌ و قد نُسِبَ هکذا بعضُ المُحَدِّثِینَ ،منهم:

بیتُ بَنِی دُرُسْتَ (2)المُتَقَدِّمِ ذکْرُهم فی التّاءِ الفَوقِیّه.

و عِلافٌ ، ککِتابٍ ابنُ طُوارٍ هکَذا فی سائِرِ النّسخِ ، وَ هو تَحْرِیفٌ قَبِیحٌ [و الصواب] (3)ابنُ حُلْوانَ بنِ عِمْرانَ بنِ الحافی بنِ قُضاعَهَ ،و اسمُ عِلافٍ رَبّانُ (4)،و هو أَبُو جَرْمِ بنُ رَبّانَ ، إِلیهِ تُنْسَبُ الرِّحالُ العِلافِیِّهُ ؛لأَنَّه أَوَّلُ مَنْ عَمِلَها وَ قیلَ :هو رجلٌ من الأَزْدِ،قال الصّاغانِیُّ : و صَغَّرَهُ حُمَیْدُابنُ ثَوْرٍ العامرِیُّ الهِلالِیُّ الصَّحابِیُّ رَضِیَ اللّه تعالَی عنه تصْغِیرَ تَرْخِیمٍ ،فقَالَ َ:

هکَذا فی سائرِ النُّسَخِ ،و الصوابُ «جَلْعَدَا»و«مُوکَدَا» کما هو نَصُّ العُبابِ و اللِّسان،و قد تَقَدّم إِنشادُه فی الدّالِ علی الصَّحیحِ ،فراجِعْه.

أَو هُوَ أَعْظَمُ الرِّحالِ آخِرَهً و واسِطاً قالَهُ اللّیْثُ ،ما یکون (5)من الرِّحالِ ،و لیسَ بمَنْسُوبٍ إلاّ لَفْظاً،کعُمَریٍّ ، قال ذُو الرُّمَّهِ :

أَحَمُّ عِلافیٌّ و أَبْیَضُ صارِمٌ

وَ أَعْیَسُ مَهْرِیٌّ و أَرْوَعُ ماجِدُ

وَ قال الأَعْشَی:

هِیَ الصّاحِبُ الأَدْنَی و بَیْنِی و بَیْنَها

مَجُوفٌ عِلافیٌّ و قِطْعٌ و نُمْرُقُ (6)

وَ الجَمْعُ : عِلافِیّاتٌ ،و منه قولُ النّابِغَهِ الذُّبْیانِیّ :

شُعَبُ العِلافِیّاتِ تحت فُرُوجِهِم

وَ المُحْصَناتُ عوازِبُ الأَطْهارِ (7)

و قال ابنُ عَبّادٍ: المَعْلَفُ کمَقْعَدٍ:کواکِبُ مُسْتَدِیرهٌ مُتَبَدِّدَهٌ و رُبّما سُمِّیَت الخِباءَ أَیضاً.

و العَلْفُ ،کالضَّرْبِ :الشُّرْبُ الکَثِیرُ عن أَبی عمرٍو.

و العَلْفُ أَیْضاً: إِطْعامُ الدّابَّهِ و قد عَلَفَها یَعْلِفُها عَلْفاً ، وَ أَنشَدَ الفَرّاءُ:

ص:397


1- (1) فی اللسان:و تأکلون.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«دوست».
3- (3) زیاده مقتبسه عن المطبوعه الکویتیه،و فی هامش القاموس:قوله طوار... تحریف عن حلوان.
4- (4) فی التهذیب و اللسان«زبَّان»بالزای.و بهامش المطبوعه المصریه:«الصواب ابن زبان بن حلوان».
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:قاله اللیث ما یکون،عباره اللسان: وَ قیل:هی أعظم ما یکون الخ».
6- (6) دیوانه ط بیروت ص 118 و فسر مصححه العلافی بالضخم.
7- (7) روایته بالأصل: مشعب العلافیات بین فروجهم وَ المحصنات عواقب الأطهار وَ بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:مشعب العلافیات هکذا بالأصل و لعله:شعب العلافیات»و الروایه المثبته هی روایه الدیوان صنعه ابن السکیت ص 103 وَ فسر العلافیات بالرحال.و روایه أبی عبیده: بخت العلافیات بین فروجهم وَ المحصنات عواقب الأطهار.

عَلَفْتُها تِبْنًا و ماءً بارِداً

حَتَّی شَتَتْ هَمّالَهً عَیْناهَا

أی:و سَقَیْتُها ماءً کالإِعْلافِ .

أو العَلْفُ و الإِعْلافُ :إِکْثارُ تَعَهُّدِها بإلْقاءِ العَلَفِ لها.

و العِلْفُ بالکَسْرِ:الکَثِیرُ الأَکْلِ عن أَبی عَمْرٍو.

و العِلْفُ أَیْضاً: شَجَرَهٌ یَمانِیَّهٌ ورَقُه کالعِنَبِ یُکْبَسُ فی المَجانِب و یُشْوَی و یُجَفَّفُ ثم یُرْفَعُ و یُطْبَخُ به اللَّحْمُ عِوَضاً عن الخَلِّ ،و یُضَمُّ .

و العُلُفُ بضَمَّتَیْنِ :جَمْعُ العَلُوفَهِ ،و هی:ما تَأْکُلُه الدَّابَّهُ قال اللَّیْثُ :و یَقُولُونَ : عُلُوفَهُ الدَّوابَ کأَنَّها جمعٌ ، وَ هی شَبِیهَهٌ بالمَصْدَرِ،و بالجَمْع أَحْرَی.

و العَلِیفَهُ ،و العَلُوفَهُ :النّاقَهُ أو الشّاهُ تَعْلِفُها و لا تُرْسِلُها لِلرَّعْیِ لتَسْمَنَ ،قال الأَزْهرِیُّ :تُسَمَّنُ بما یُجْمَعُ من العَلَفِ ،و قالَ اللِّحْیانِیُّ : العَلِیفَهُ : المَعْلُوفَهُ ،و جَمْعُها عَلائِفُ ،و قالَ غَیْرُه:جَمْعُ العَلُوفَهِ عُلُفٌ ،و عَلائِفُ ،و قالَ غَیْرُه:جَمْعُ العَلُوفَهِ عُلُفٌ ،و عَلائِفُ ،قال:

فأَفَأْتُ أُدْماً کالهِضابِ و جامِلاً

قَدْ عُدْنَ مثلَ علائِفِ المِقْضابِ (1)

و العُلْفُوفُ کعُصْفُورٍ:الجافی من الرِّجالِ المُسِنُّ نقلَه الجَوْهَرِیُّ عن یَعْقُوبَ ،و أَنشدَ لعُمَر (2)بنِ الجَعْدِ الخُزاعِیّ :

یَسَرٍ إذا هَبَّ الشِّتاءُ و أَمْحَلُوا

فی القَوْمِ غَیْرَ کُبُنَّهٍ عُلْفُوفِ (3)

و قال الأَزْهَرِیُّ : العُلْفُوفُ : الشَّیْخُ اللَّحِیمُ المَشْعَرانِیُّ أی الکَثِیرُ الشَّعرِ،و أَنْشَد لأَبِی زُبَیْدٍ الطّائِیِّ یَرْثِی عُثْمان رَضِیَ اللّه عنه:

مَأْوَی الیَتِیمِ و مَأْوَی کُلِّ نَهْبَلَهٍ

تَأْوِی إلی نَهْبَلٍ کالنَّسْرِ عُلْفُوفِ

وَ قالَ غَیْرُه: العُلْفُوفُ من الرِّجالِ :الذی فیهِ غِرَّهٌ وَ تَضْیِیعٌ ،و منه قولُ الأَعْشَی:

حُلْوَهِ النَّشْرِ و البَدِیهَهِ و العِ

لاّتِ لا جَهْمَهٍ و لا عُلْفُوفِ (4)

و قال ابنُ عَبّادٍ: العُلْفُوفُ من النِّساءِ: العَجُوزُ و قالَ غیرُه:هی الجافِیَهُ المُسِنَّهُ (5).

قال: و العُلْفُوفُ من الخَیْلِ : الحِصانُ الضَّخْمُ .

قال: و ناقَهٌ عُلْفُوفُ السَّنامِ : أی مُلَفَّفَتُه،کأَنّها مُشْتَمِلَهٌ بکِسَاءٍ.

و قال اللَّیْثُ : شَیْخٌ عِلَّوْفٌ ،کجِرْدَحَلٍ : أی کَبِیرُ السِّنِّ .

و العُلَّفُ ،کقُبَّرٍ:ثَمَرُ الطَّلْحِ یُشْبِهُ البَاقِلاءَ الغَضَّ یَخْرُجُ فتَرعاه الإِبلُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قِیلَ :أَوْعِیَهُ ثَمَرِه،و قال أَبُو حَنِیفَه:هی کأَنَّها هذه الخَرُّوبَه السائبه (6)،إِلا أَنَّها أَعْبَلُ ، وَ فِیها حَبٌّ کالتُّرْمُسِ أَسْمَرُ ترعاهُ السائِمَهُ ،و لا تأَکُلُه الناسُ إِلاَّ المُضْطَّر،قال العَجّاجُ :

أَمانَ غَرّاءُ تَرون الشُّنَّفَا (7)

بِجِیدِ أَدْماءَ تَنُوشُ العُلَّفَا

و عُلَّفَهٌ بهاءٍ: واحِدَتُها مِثْلُ قُبَّرٍ و قُبَّرَهٍ ،و قالَ ابنُ الأَعرابِیِّ : العُلَّفُ مِنْ ثَمرِ الطَّلْحِ :ما أَخَلْفَ بعد البَرَمَهِ ، وَ هو شَبِیهُ اللُّوبِیاءِ،و هو الحُبْلَهُ (8)من السَّمُرِ،و هو السِّنْفُ من المَرْخِ کالإِصْبَعِ .

و عُلَّفَهُ : والِدُ عَقِیلٍ المُرِّی الشّاعِرِ. قلتُ :الشاعِرُ هو عَقِیلٌ ، وَ کان أَعْرابِیًّا جِلْفا،و أَبُوه عُلَّفَهُ أَدْرَکَ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ رَضِیَ اللّه تعالی عَنْهُ رَوَی عنه ابنُ عَقِیلُ بنُ عُلَّفَهُ ، وَ له ابنٌ شاعرٌ اسمُه عُلَّفَهُ أَیْضاً،قالَه الحافِظُ .

و عُلَّفَهُ بنُ الفَرِیشِ : والِدُ المُسْتَوْرِدِ الخارِجِیِّ

1- وَ المُسْتَوْرِدُ هذا قَتَلَ مَعْقِلَ بنَ قَیْسٍ الرِّیاحِیَّ ،و قَتَلَه مَعْقِلٌ ، قَتَلَ کلُّ واحِدٍ منهُما صاحِبَه،و کانَ قاتَلَ مع علیٍّ رضِیَ اللّه

ص:398


1- (1) نسب بحواشی المطبوعه الکویتیه إلی أخت مُفَصّص الباهلیه.
2- (2) فی الصحاح:قال الخزاعی،و بهامشه:«عمر بن الجعدی»و فی شرح أشعار الهذلیین 462/1«عُمَیر»و مثله فی اللسان [1]ط دار المعارف.
3- (3) الصحاح [2]بروایه:إذا کان الشتاء.
4- (4) دیوانه ط بیروت ص 113.
5- (5) و فی التهذیب:«الجافی من الرجال و النساء»و فی التکمله:المرأه التی قد عجّزت.
6- (6) فی اللسان:« [3]السامیه»و فیه:«العظیمه السامیه»و فی المحکم: [4]الشامیَّه بالشین المعجمه و الیاء المشدده.
7- (7) فی دیوان العجاج:تروق الشّنّفا.
8- (8) عن التهذیب و بالأصل«الحلبه».

عنه،ثم صارَ من الخَوارِجِ ،و هو الَّذِی قَتَلَ بنِی سامَهَ وَ سَباهُم، قالَه ابنُ حَبِیب .

و فی قَیْسٍ : عُلَّفَهُ بنُ الحارِثِ بْنِ مُعاوِیَهَ بنِ ضِبابِ (1)ابنِ جابِر بْنِ یَرْبُوعِ بنِ غَیْظِ بنِ مُرَّهَ بنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بنِ ذُبْیانَ الذُّبْیانِیّ .

و عُلَّفَهُ : والِدُ هَلالٍ التَّیْمِیِّ ،و هِلالٌ هذا قاتِلُ رُسْتَمَ أَحدِ الأَبطالِ المَشْهُورِینَ فی الفُرْسِ یومَ القادِسِیَّهِ .

و فاتَه ذِکْرُ وَرْدانَ بنِ مُجالِدِ بن عُلَّفَهَ التَّیْمِیِّ ،و هو ابنُ أَخِی المُسْتَوْرِدِ المَذْکُورِ،أَحدُ الخَوارِج،رَفِیقُ بْنِ مُلْجِمٍ فی قَتْلِ علیٍّ رضِیَ اللّه عنه،و قد تقَدَّم ذکرُه و ذِکْرُ عَمِّه (2)فی«فرش»فراجِعْه.

و أَعْلَفَ الطَّلْحُ :خَرَجَ عُلَّفُه نَقَلَه الجَوْهرِیُّ کعَلَّفَ تَعْلِیفاً قال ابنُ عَبّادٍ: و هذه نادِرَهٌ ،لأَنّه إِنَّما یَجِیءُ لهذا المَعْنَی أَفْعَلَ لا فَعّلَ .

و قال أَبو حَنِیفَهَ فی ذِکْرَ الحُبْلَهِ :قال أَبو عَمْرٍو:یُقال:

قد أَحْبَلَ و عَلَّفَ تَعْلِیفاً : إذا تَناثَرَ وَرْدُه و عَقَدَ.

و قال اللَّیْثُ : شاهٌ مُعَلَّفَهٌ ،کمُعَظَّمَهٍ :مُسَمَّنَهٌ قال:و إِنّما قیل (3):لِکَثْرهِ تَعاهُدِ صاحِبِها لها،و مُدافَعتِه لها.

و شاهٌ عَلِیفٌ : أی مَعْلُوفَهٌ و حکی أَبو زَیْدٍ:کبشٌ عَلِیفٌ من کِباشٍ علائِفَ ،قال اللِّحْیانِیُّ :هی ما رُبِطَ فعُلِفَ ،و لم یُسَرَّحْ و لا رُعِیَ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: المُعْتَلِفَهُ : هی القابِلَهُ قال: کَلِمَهٌ مُسْتعارَهٌ .

و یُقال: اسْتَعْلَفَتْ الدَّابَّهُ :إذا طَلَبَت العَلَفَ بالحَمْحَمَهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

هی تَعْتَلِفُ اعْتِلافاً :تَأْکُل.

وَ تُجْمَعُ العَلُوفُ علی العُلُفِ و العَلائِفِ .

وَ العُلْفَی مَقْصُورًا:ما یَجْعَلُه الإِنسانُ عندَ حَصادِ شَعِیرِه لخَفِیرٍ أو صَدِیقٍ ،و هو مِنَ العَلْفِ ،عن الهَجَرِیِّ .و تَیْسٌ عُلْفُوفٌ :کَثِیرُ الشَّعرِ.

وَ العُلْفُوف :الذی فیه غِرَّهٌ و تَضْییعٌ ،و قد تَقَدَّم شاهِدُه من قولِ الأَعْشَی.

وَ من المَجاز:قَولُهم للأَکُولِ :هُو مُعْتَلِفٌ ،و قد اعتلف .

وَ هم عَلَفُ السِّلاحِ ،و جَزَرُ السِّباعِ .

علهف

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

المُعَلْهِفَهُ ،بکسرِ الهاءِ:أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغانِیُّ وَ المُصَنِّفُ ،و قالَ کُراع:هی الفَسِیلَهُ التی لم تَعْلُ ،نَقَلَهُ عنه صاحبُ اللِّسانِ .

عنجف

العُنْجُفُ ،کقُنْفُذٍ و زُنْبُورٍ أَهْمَلَه الجَوْهرِیُّ ، وَ قالَ أَبو عَمْرٍو:هو الیابِسُ هُزالاً أَو مَرَضاً،هکذا أَورَدَه ابنُ دُرَیْدٍ و الأَزْهِرِیُّ فی الرّباعِیّ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ-فی باب فُعْلُول-: العُنْجُوفُ :هو القَصِیرُ المُتَداخِلُ الخَلْقِ ،قال: و رُبَّما وُصِفَتْ به العَجُوزُ وَ قد تَقَدَّم مثلُ ذلِک للمُصَنِّفِ فی«عجف» و قِیلَ :النُّونُ زائِدَهٌ قال الصّاغانیُّ -فی التَّکْمِلَه- (4):ذَکَرَ ابنُ دُرَیْدٍ وَ الأَزْهَرِیُّ الکَلِمتَیْنِ فی الرُّباعِیِّ ،و إِفرادُ ابنِ دُرَیْدٍ العُنْجُوفَ فی بابِ فُعْلُول یَدُلُّ علی أَصالهِ النُّون عندَهُما،و اشْتقاقُ المَعْنَی من العَجْفِ ،و مُشارَکَهُ الأَعْجَفِ و العُنْجُوفِ فی مَعنی الیُبْسِ و الهُزالِ یُنَدِّدانِ بزیادَتِها،و عندِی أَنَّها زائِدَهٌ ، وَ عُنْجُفٌ فُنْعُل،و عُنْجُوفٌ فُنْعُول،و هذا موضعُ ذکرِهِما أی فی باب«عجف».

عنف

العُنْفُ ،مُثَلَّثَهَ العَیْنِ و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ وَ الصاغانِیُّ و الجَماعهُ علی الضَّمِّ فَقَط ،و قالُوا:هو ضِدُّ الرِّفْقِ الخُرْقُ بالأَمْرِ،و قِلَّهُ الرِّفْقِ به،و منه

16- الحدیثُ :

«و یُعْطِی (5)علَی الرِّفْقُ ما لا یُعْطِی عَلَی العُنْفِ ».

عَنُفَ -ککَرُمَ -علیه،و بِهِ یَعْنُفُ عُنْفاً و عَنافَهً ، و أَعْنَفْتُه أَنا،و عَنَّفْتُه تَعْنِیفاً : عیَّرْتُه و لُمْتُه،و وبَّخْتُه بالتَّقْرِیعِ .

و العَنِیفُ :مَنْ لا رِفْقَ له برُکُوبِ الخَیْلِ و الجَمْعُ عُنُفٌ ،

ص:399


1- (1) عن جمهره ابن حزم ص 253 و [1]بالأصل«صار».
2- (2) بالأصل«عمر»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
3- (3) فی المطبوعه الکویتیه:«و إنما ثُقِّل».
4- (4) وردث العباره فی التکمله فی ماده«عجف»و لم یذکر الصاغانی فیها ماده «عنجف».
5- (5) فی اللسان: [2]إن اللّه تعالی یعطی.

نقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قِیلَ :هو الَّذِی لا یُحْسِنُ الرُّکُوبَ ،و قیل:

هو الذی لا عَهْدَ له بُرُکوبِ الخَیْلِ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ یصفُ فَرَساً:

یُزِلُّ الغُلامَ الخِفَّ عن صَهَواتِه

وَ یُلْوِی بأَثْوابِ العَنِیفِ المُثَقَّلِ (1)

وَ شاهِدُ الجَمْعِ :

لم یَرْکَبُوا الخَیْلَ إِلا بعْدَ ما هَرِمُوا

فَهُم ثِقالٌ علی أَکْتافِها عُنُفُ

و العَنِیفُ : الشَّدِیدُ من القَوْلِ و منه قَوْلُ أَبِی صَخْرٍ الهُذَلِیِّ یُعَرِّضُ بتَأَبَّطَ شَرَّاً:

فإِنَّ ابنَ تُرْنَی إذا جِئْتُکُمْ

أَراهُ یُدافِعُ قَوْلاً عَنِیفاً (2)

و العَنِیفُ أَیضاً:الشِّدِیدُ من السَّیْرِ.

و قال الکِسائِیُّ :یُقال: کانَ ذلک مِنّا عُنْقَهً ،بالضَّمِّ و عُنُفَهً بضَمَّتَیْنِ ،و اعْتِنافاً :أی ائْتِنافاً قلِبَت الهمزهُ عیْنًا، وَ هذه هی عَنْعَنَهُ بنی تمِیم.

و عُنْفُوانُ الشّیْ ءِ،بالضِّمِّ و عَلَیه اقتصر الجَوْهرِیُّ ،و هو فُعْلُوان من العُنْفِ ،و یَجُوزُ أَن یکونَ أَصلُه أُنْفُوان فقُلِبَت الهمزهُ عینًا و زاد ابنُ عبّادٍ: عُنْفُوُّه ،مشَدّدَهً : أی أَوَّلُه کما فی الصِّحاحِ ، أَو أَوّلُ بَهْجتِه کما فی العینِ و التّهْذِیبِ ،و قد غَلَب علی الشَّبابِ و النباتِ ،قال عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ العِبادِیُّ :

أَنْشَأْتَ تَطَّلِبُ الّذِی ضَیَّعْتَه

فی عُنْفُوانِ شَبابِک المُتَرَجْرِجِ

وَ

17- فی حَدِیثِ مُعاوِیَهَ : « عُنْفُوان المَکْرَعِ ». أی:أَوَّله، وَ شاهِدُ النّباتِ قولُه:

ما ذَا تَقُولُ نِیئُها تَلَمَّسُ

و قد دَعاهَا العُنْفُوانُ المُخْلِسُ

و یُقال: هُمْ یَخْرُجُونَ عُنْفُوانًا عَنْفاً عَنْفاً ،بالفَتْحِ أی:

أَوَّلاً فأَوَّلاً و قال أَبو عَمْرٍو: العَنَفَهُ ،محرَّکَهً :الَّذِی یَضْرِبُه الماءُ فیُدِیرُ الرَّحَی.

قال: و العَنَفَه أَیضاً: ما بَیْنَ خَطَّیِ الزَّرْعِ .

و قال غیرُه: اعْتَنَفَ الأَمْرَ: إذا أَخَذَه بعُنْفٍ و شِدَّهٍ .

و اعْتَنَفَه : ابْتَدَأَهُ قال اللَّیْثُ : و بعضُ بَنِی تَمِیم یَقُول:

اعْتَنَفَ الأَمْرَ،بمَعْنَی ائْتَنَفَهُ و هذِه هی العَنْعَنهُ .

و قال أَبُو عُبَیْدٍ (3): اعْتَنَفَ الشَّیْ ءَ: جَهِلَه و وَجَدَ لَه عَلَیهِ مَشَقّه و عُنْفاً ،و منه قَوْلُ رُؤْبهَ :

بأَرْبَعٍ لا یَعْتَنِفْنَ العَفْقَا

أی:لا یَجْهَلْنَ شِدَّهَ العَدْوِ.

أَو اعْتَنَفَه اعْتِنافاً :إذا أَتاهُ و لَم یکُنْ له بِهِ عِلْمٌ قال أَبو نُخَیْلَهَ السَّعْدِیُّ یَرْثی ضِرارَ بنَ الحارثِ العَنْبَرِیَّ :

نَعَیْتُ امْرَأً زَیْنًا إِذَا تُعْقَدُ الحُبَی

وَ إِنْ أُطْلِقَتْ لم تَعْتَنِفْهُ الوَقائِعُ

أی:لیسَ یُنْکِرُها (4).

و اعْتَنَفَ الطَّعامَ و الأَرْضَ اعْتِنافاً : کَرِهَهُما قال الباهِلِیُّ :

أَکَلْتُ طَعاماً فاعْتَنَفْتُه ؛أی:أَنْکَرْتُه،قال الأَزْهَرِیُّ :و ذلِک إذا لم یُوافِقْه،و قالَ غیرُه: اعْتَنفَ الأَرْضَ :إذا کرِههَا.

وَ اسْتَوْخمَها.

و اعْتَنفتْنِی الأَرْضُ نَفْسُها:نَبَتْ (5)،و لَم تُوافِقْنِی وَ أَنْشدَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :

إذا اعْتَنفَتْنِی بلْدَهٌ لم أَکُنْ لَها

نَسِیًّا،و لم تُسْدَدْ علیَّ المَطالِبُ (6)

و یُقال:هذه إِبلٌ مُعْتَنِفَهٌ : إذا کانَتْ فی أَرْضٍ لا تُوافِقُها.

و یُقال: اعْتَنَفَ المَجْلِسَ : إذا تَحَوَّلَ عنهُ کائْتَنَفَ ،و منه

ص:400


1- (1) دیوانه،و تقدم فی خفف.انظر ما لاحظناه هناک.
2- (2) دیوان الهذلیین 73/2 فی شعر صخر الغی،و لیس کما ورد بالأصل أنه لأبی صخر.و قوله:ابن ترنی کأنه یهجّن أمه،فابن ترنی و ابن فرتنی من أسماء العبید.
3- (3) فی التهذیب:أبو عبیده.
4- (4) مکانها فی التهذیب و اللسان: [1]یرید:لم تجده الوقائع جاهلاً بها.
5- (5) فی اللسان:و [2]اعتنفته الأرضُ نفسها:نَبَتْ عَلَیه.
6- (6) التهذیب بروایه:«نسیباً»و قد ورد البیت فیه و فی اللسان شاهداً علی الاعتناف بمعنی الکراهه.

قولُ الشّافِعِیِّ رَحِمَه اللّه تعَالَی (1)،و اعْتِنافِ المَجْلِسِ ما یَذْعَرُ عَنْه النَّوْمَ ،نَقَلَه الأَزهَرِیُّ .

و اعْتَنَفَ المَرَاعِی: إذا رَعی أُنُفَها و هذا کقَوْلِهم:«أَعَنْ تَرسَّمْتَ » (2)فی موضع:«أَأَنْ تَرَسَّمْتَ ».

و یُقال: طَرِیقٌ مُعْتَنِفٌ : أی غیرُ قاصِدٍ.

وَ قد اعْتَنَفَ اعْتِنافاً :إِذَا جارَ و لم یقْصِدْ،و أَصلُه من اعْتَنَفْتُ الشَّیْ ءَ:إذا أَخَذْتَه،أو أَتَیْتَه غیرَ حاذِقٍ به و لا عالِمٍ .

وَ یُوجَدُ هُنا فی بعضِ النُّسَخِ زیادَهً قولُه: و عنَّفَهُ :لاَمَهُ بعُنْفٍ و شِدَّهٍ و سَقَطَ من بعضِ النُّسَخِ ،و قد تَقَدَّمَ التَّعْنِیفُ بمعنَی التَّوْبِیخِ و التَّعْییرِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

العَنِیفُ :مَنْ لم یَرْفُقْ فی أَمْرِه،کالعَنِفِ ،ککَتِفٍ ، وَ المُعْتَنِفِ ،قال:

شَدَدْتُ عَلَیهِ الوطْ ءَ لا مُتَظالِعاً

وَ لا عَنِفاً حَتَّی یَتِمَّ جُبُورُها

أی:غیرَ رَفِیقٍ بها،و لا طَبٍّ باحْتِمالِها،و قال الفَرَزْدَقُ :

إذا قادَنِی یومَ القِیامَهِ قائِدٌ

عَنِیفٌ و سوّاقٌ یَسُوقُ الفَرَزْدَقَا (3)

وَ الأَعْنَفُ کالعَنِیفِ ،و العَنِفِ ،کقَوْلِه:

لعَمْرُکَ ما أَدْرِی و إِنِّی لأَوْجلُ

بمَعْنی وَجِلٍ ،قال جَرِیرٌ:

تَرَفَّقْتَ بالکِیرَیْنِ قَیْنَ مُجاشعٍ

وَ أَنْت بهَزِّ المَشْرَفِیَّهِ أَعْنَفُ

و أَعْنَفَ الشیءَ:أَخْذَه بشِدَّهٍ .

وَ العُنُفُ ،بضَمَّتَیْنِ :الغَلَظُ و الصَّلابَهُ ،و به فَسَّرَ اللِّحْیانِیُّ ما أَنْشَده:

فقَذَفَتْ بِبَیْضَهٍ فِیها عُنُفْ

وَ عُنْفُوانُ الخَمْرِ:حِدَّتُها.

وَ العُنْفُوانُ :ما سالَ من العِنَبِ من غیرِ اعْتِصارٍ.

وَ العُنْفُوهُ :یَبِیسُ النَّصِیِّ .

عوف

العَوْفُ :الحالُ و الشّأْنُ یُقال (4):نَعِمَ عَوْفُک :

أی نَعِمَ بالُک و شَأْنُک،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَصْبَحَ فلانٌ بِعَوْفِ سَوْءٍ،و بَعوْفِ خَیْرٍ:أی بحالِ سَوْءٍ،و بحالِ خَیْرٍ،قال:

وَ خَصَّ بعضُهم به الشَّرَّ،قال الأَخْطَلُ :

أَزَبُّ الحاجِبَیْنِ بِعَوْفِ سَوْءٍ

من النَّفَرِ الَّذِین بأَزْقُبانِ

و یُقال للرَّجُلِ صَبِیحَهَ بِنائِه:نَعِمَ عَوْفُک ،یعْنُونَ به الذَّکَر و فی الصِّحاحِ قال أبو عُبَیْدَهَ (5):و کانَ بعضُ النّاسِ یتَأَوَّلُ العَوْفَ الفَرْجَ ،فذَکَرْتُه لأَبِی عمرٍو فأَنْکَره،انْتَهی.

قال أَبو عُبَیْدٍ:و أَنکر الأَصْمعِیُّ قولَ أَبی عَمْرٍو فی نَعِمَ عوْفُک ،و یُقال:نَعِمَ عوْفُک :إذا دُعِیَ له أَنْ یُصِیبَ الباءَهَ التی تُرْضِی،و یُقالُ للرَّجُلِ إذا تَزوّج هذا،و عَوْفُه :ذَکَرُه، وَ ینشد:

جارِیَهٌ ذاتُ هَنٍ کالنَّوْفِ

مَلَمْلَمٍ تَسْتُرُه بحَوْفِ

یا لَیْتَنِی أَشِیمُ فِیها عَوْفی

أی:أُولِجُ فیها ذَکَرِی،و النَّوْفُ :السَّنام.

و العَوْفُ : الضَّیْفُ عن اللَّیْثِ ،و به فُسِّرَ الدُّعاءُ:نَعِمَ عَوْفُکَ .

و یُقالُ :هو الجَدُّ و الحَظُّ و به فُسِّرَ أَیضاً قولُهم:نَعِمَ عَوْفُکَ .

و قیلَ : العَوْفُ فی هذا الدُّعاءِ: طائِرٌ و المَعْنَی نَعِمَ طَیْرُک.

ص:401


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و منه قول الشافعی الخ کذا بالأصل»و قد استدرک محقق المطبوعه الکویتیه قول الشافعی نقلاً عن العباب و نصه فیها: أُحب للرجل إذا نعس فی المجلس یوم الجمعه،و وجد مجلساً غیره لا یتخطی فیه أحداً،أن یتحول عنه،لیحدث له بالقیام.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:أعن ترسمَت،کذا اللسان،و [1]لعل الأولی:توسمت من قول ذی الرمه المتقدم: أعن توسمت من خرقاء منزله ،البیت»و تمامه فی الدیوان ص 567. أأن ترسمت من خرقاء منزله ماء الصبابه من عینیک مسجوم.
3- (3) دیوانه بروایه:إذا جاءنی.
4- (4) فی اللسان:و [2]فی الدعاء:نعم عوفک.
5- (5) فی الصحاح: [3]«أبو عبید».

و العَوْفُ : الدِّیکُ .

و العَوْفُ : صَنَمٌ نقَلَهُما الصّاغانیُّ .

و عَوْفٌ : جَبَلٌ و کذا تِعار،قال کُثَیِّرٌ:

وَ ما هَبَّت الأَرْواحُ تَجْرِی و ما ثَوَی

بنَجْدٍ مُقِیماً عَوْفُها و تِعارُها (1)

و العَوْفُ :من أَسْماءِ الأَسَدِ سُمِّی به لأَنّه یَتَعَوَّفُ باللّیْلِ فیَطْلُبُ .

و العَوْفُ : الذِّئْبُ .

و العَوْفُ : حُسْنُ الرِّعْیَهِ یُقال:إِنّه لحَسَنُ العَوْفِ فی إِبِلِه:أی الرِّعْیَهِ .

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : العَوْفُ : الکادُّ علی عِیالِه.

و قال الدِّینَوَرِیُّ : العَوْفُ :ضَرْبٌ من الشجَرِ،و یُقال:

هُوَ من نَبات البرِّ طَیِّب الرَّائِحَهِ قال: و بِهِ سَمَّوْا الرَّجُلَ عَوْفاً ،قال النابغَهُ الذُّبْیانِیُّ :

فأَنْبَتَ حَوْذانًا و عَوْفاً مُنَوِّرًا

سَأُهْدِی له مِنْ خَیْرِ ما قالَ قائِلُ (2)

و یُقالُ :قد عافَ الرَّجُلُ :إذا لَزِمَهُ أی:هذا الشَّجَرَ.

و العَوْفانِ فی سَعْدٍ: عَوْفُ بنُ سَعْدٍ،و عوْفُ بنُ کَعْبِ ابنِ سَعْدٍ کما فی الصِّحاحِ .

و الجَرادُ:أَبُو عَوْفٍ نقله الأَزهریُّ (3)و هِیَ أی:الأُنْثَی أُمُّ عَوْفٍ نَقَله الجوْهرِیُّ ،قال:و أَنشدَنِی أَبُو الغوْثِ لأَبِی عَطاءٍ السَّنْدِیِّ ،هکذا فی الصِّحاحِ ،و الصَّوابُ لحَمّادِ عَجْرَد یُعانِی (4)أَبا عَطاءٍ مُحاجاهً :

فما صَفْراءُ تُکْنَی أُمَّ عَوْفٍ

کأَنَّ رُجَیْلَتَیْها مِنْجَلانِ

و قَوْلُهم:« لا حُرَّ بِوادِی عَوْفٍ »و کذا قَوْلُهم:« هوَ أَوْفَی مِنْ عَوْفٍ »: أی عَوْفِ بنِ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلِ بنِ شَیْبانَ وَ ذلِکَ لأَنَّ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ طَلَبَ منه مَرْوانَ القَرَظِ و قِیلَ لهمرْوانُ القرَظِ لاِنَّه کانَ یغْزُو الیَمَنَ ،و هی مَنابِتُ القَرَظِ و کانَ قدْ أَجارَه،فمَنعَه عَوْفٌ ،و أَبَی أَنْ یُسَلِّمَه،فقَالَ َ عَمْرٌو ذلِک القَوْلَ : أی أَنَّه یقْهَرُ منْ حَلَّ بِوادِیهِ ،و کُلُّ مَنْ فِیهِ کالعَبِیدِ له؛لِطاعتِهِمْ إِیّاهُ و قد نقَله الجَوْهرِیُّ باختِصارٍ،و قال أَبُو عُبیْدٍ:هو من أَمْثالِ العَرَبِ فی الرَّجُلِ العَزِیزِ المَنِیعِ الّذی یَعِزُّ به الذَّلِیلُ ،و یَذِلُّ به العَزِیزُ قولُهم:«لا حُرَّ بِوادِی عَوْفٍ »:أی کلُّ مَنْ صار فی ناحِیتِه خَضَعَ له، أَو قِیلَ ذلِک لأَنَّه کانَ یَقْتُلُ الأُسارَی نَقَلَه الصّاغانِیُّ عن بعضِهِم أَو هُوَ عَوْفُ بنُ کَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَیْدِ مَنَاهَ بْنِ تَمِیمٍ ،قاله أَبو عُبَیْدَهَ ،و کان المُفَضَّلُ یُخْبِرُ أنَّ المَثَلَ للمُنْذِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ،قالَهُ فی عَوْفِ بنِ مُحلِّمِ بْنِ ذُهْل،و ذلِک لأَنَّه طَلَبَ مِنْهُ المُنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماءِ زُهَیْرَ بنَ أُمیَّهَ الشَّیْبانِیّ لِذَحْلٍ ،فمَنَعَه عَوْفٌ ،و أَبیَ أَن یُسلِمَه فَقال المُنْذِرُ ذلِکَ القَول،و فی سِیاقِ المُصَنِّفِ تَخْلِیطٌ کما تَرَی.

و عوْفُ بنُ مالِکِ بنِ أَبِی عَوْفٍ الأَشْجَعِیٌّ :صَحابِیٌّ رضِی اللّه تعالی عنه،کانَتْ معه رایَهُ أَشْجَعَ یومَ الفَتْحِ .

و عَوْفُ بن مالِکِ بنِ عبْدِ کُلالٍ ،أَبو الأَحْوصِ الجُشَمِیُّ و یُقال:مالِکُ بنُ نَضْلَهَ .

و عَوْفُ بنُ الحارِثِ بنِ الطُّفَیْلِ بن سَخْبَرهَ (5)بنِ جُرْثُومهَ الأَزْدِیُّ :تابِعِیّانِ .

قلتُ :أَمّا الأَوّلُ :فإِنّه کُوفیٌّ یَرْوِیِ عن ابنِ مسْعُودٍ، وَ عنه أَبو إِسحاق السَّبِیعِیُّ ،قتَلَتْه الخَوارِجُ فی أَیّامِ الحَجّاجِ ابنِ یُوسُفَ ،کذا قالَه ابنُ حِبّان،و أَوردَه العَسْکَرِیُّ فی مُعْجَم الصَّحابهِ ،و تبعه ابنُ فَهْدٍ و الذَّهَبِیُّ .و أَمّا الثّانِی،فإِنَّه أَخُو عائِشَهَ من الرَّضاعَهِ (6)،یَرْوِی عن عائِشَهَ ،و ابنِ الزُّبیْرِ، وَ أَبِی هُریْرهَ ،روی عنه الزُّهْرِیُّ و بُکَیْرُ بنُ الأَشَجِّ .

قلتُ :و بَقِیَ عَلَیهِ من الصَّحابهِ من اسْمُه عوْفٌ جماعهٌ ، منهم: عَوْفُ بنُ أَثاثَهَ ،و عوْفُ بنُ الحارِثِ البَجَلِیُّ ،و عوْفُ ابنُ الحارِثِ اللَّیْثِیُّ ،و عَوْفُ بن حُضَیْرَهَ (7)،و عَوْفٌ الخَثْعَمِیُّ ،و عوْفُ بْنُ دَلْهَمٍ ،و عَوْفُ بْنُ رَبِیعٍ ،و عوْفُ بْنُ

ص:402


1- (1) و یروی:و ما هبّت الأریاح.
2- (2) دیوانه ط بیروت ص 90 بروایه:و ینبت...سأتبعه من خیر و لم یرد البیت فی دیوانه صنعه ابن السکیت و فیه القصیده علی نفس القافیه.
3- (3) فی التهذیب:و یقال لذکر الجراد:أبو عُوَیف.
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«یعالی».
5- (5) عن أسد الغابه ترجمه«طفیل بن عبد اللّه بن الحارث بن سخبره»و بالأصل «سنجره».
6- (6) الذی فی أسد الغابه أن الطفیل هو أخو عائشه لأمها من أم رومان و کانت تحت عبد اللّه قبل أبی بکر.و الأصل کالتاریخ الکبیر للبخاری 57/7.
7- (7) عن أسد الغابه و بالأصل«حصیره».

سُراقَهَ ،و عَوْفُ بنُ سَلامَهَ (1)،و عوْفُ بْنُ شِبْلٍ (2)،،و عَوْفُ ابنُ عَفْراءَ،و عَوْفُ بْنُ القُعْقاعِ ،و عوْفُ بنُ نَجْوَهَ ،و عَوْفُ ابنُ النُّعْمانِ ،و عَوْفٌ الورِقانِیُّ ،و عوْفُ بْنُ العَبّاسِ ،فهؤُلاءِ کُلُّهم لَهُمْ صُحْبَهٌ ،رضِیَ اللّه عنهم،و کان یَنْبَغِی للمُصَنِّفِ أَن یُشِیرَ إِلیهم إِجْمالا،کما فَعَلَ ذلِک فی«ربع»و غیرها.

وَ فی التّابِعِینَ الثِّقاتِ مَن اسْمُه عَوْفٌ جماعهٌ ،منهم:

عَوْفُ بنُ حُصَیْن،و عَوْفُ بن مالِک الجابرِیُّ ،و عَوْفٌ البکّالُ (3)و عَوْفٌ الأَعْرابِیُّ غیرُ مَنْسُوبٍ (4)و عَطِیَّهُ بنُ سَعْدٍ أَبو الحَسَنِ العَوْفیُّ الکُوفیُّ : مُحَدِّثانِ الأَخِیرُ ضَعَّفَه الثَّوْرِیُّ و هُشَیْمٌ (5)وَ یَحْیَی و أَحْمَد و الرّازِیُّ و النَّسائِیُّ ،و قال ابنُ حِبّان:سمعَ من أَبِی سَعِیدِ الخُدْرِیِّ أَحادِیثَ ،فلمّا ماتَ جَعَلَ یُجالِسُ الکلبِیَّ ،فإِذا قالَ الکَلْبیُّ :قال رَسُولُ اللّه صلّی اللّه عَلَیه وَ سَلّمَ ،حَفِظَ ذلِک و رَواهُ عنه،و کَنّاه أَبا سَعِیدٍ،فیُظَنُّ أَنّه أَرادَ الخُدْرِیَّ ،و إِنما أَرادَ الکلْبِیَّ ،لا یَحِلُّ کَتْبُ حدِیثِه إِلاّ علی التَّعَجُّبِ ،و کذا فی کتابِ الضُّعَفاءِ لابنِ الجَوْزِیِّ .

قلتُ :و ولَداهُ :عبْدُ اللّه بنُ عَطِیَّهَ ،و الحَسَنُ بنُ عَطِیَّهَ ، الأَولُ رَوی عن الثّانِی،قال البُخارِیُّ :لم یصحَّ حَدِیثُهما.

و العافُ :السَّهْلُ نقله الصّاغانِیُّ .

و عُویْفُ القَوافی،کزُبَیْرٍ:شاعِرٌ مشْهُورٌ و هُو عُویْفُ بنُ عُقْبهَ بنِ مُعاوِیهَ بنِ حِصْنٍ أَو عُوَیْفُ بنُ مُعاوِیَهَ بنِ عُقْبَهَ (6)ابنِ حِصنِ بنِ حُذیْفَهَ بنِ بَدْرِ بنِ عَمْرِو بنِ جُؤَیَّهَ بنِ لَوْذانَ ابنِ ثَعْلَبَهَ بنِ عَدِیِّ بنِ (7)فَزارَه،و لُقِّب عُویْف القَوافی بقوْلِه:

سَأَکْذِبُ منْ قَدْ قالَ یَزْعُمُ أَنَّنِی

إذا قُلْتُ قَوْلاً لا أُجِیدُ القَوافِیَا

14- و عُویْفُ بنُ الأَضْبَطِ : صَحابِیٌّ أَسْلَمَ یَومَ الحُدیْبِیهِ ،و استَخْلَفَه النبی صَلّی اللّه عَلَیهِ و سَلَّمَ علی المَدِینَهِ عامَ عُمْرَهِ القَضاءِ. . و قال شَمِرٌ: عافَتِ الطَّیْرُ تَعُوفُ عَوْفاً :إذا اسْتَدارَتْ علَی الشَّیْ ءِ زادَ غیرُه: أَو الماءِ،أو الجِیَفِ .

أَو عافَتْ : إِذا حامَتْ علَیْهِ تَتَرَدَّدُ و لا تَمْضِی،تُریدُ الوُقُوعَ قال أَبو عَمْرٍو:واوِیٌّ ،و قالَ غیرُه:یائِیٌّ ،کما سَیَأْتِی فی التی تَلِیها،و به فَسَّرُوا

16- الحَدِیثَ (8): «فَرأَوْا طائِرًا واقِعاً علی جَبلٍ ،فَقالُوا:إنَّ هذا الطّائِرَ لعائِفٌ علی ماءٍ». قال أَبُو عُبَیْدَهَ : العائِفُ هُنا:هو الّذی یَتَرَدَّدُ (9)علی الماءِ و یَحُومُ وَ لا یَمْضِی،قال ابنُ الأَثِیرِ:و

16- فی حَدِیثِ أُمِّ إِسماعِیلَ عَلَیهِ السَّلامُ : «و رَأَوْا طَیْرًا عائِفاً علی الماءِ». أی:حائِماً لیَجِدَ فُرْصه فیشْربَ .

و العُوافُ و العُوافَهُ ، کثُمامٍ و ثُمامهٍ :ما یتَعوَّفُه الأَسدُ باللّیْلِ فیَأْکُلُه و یُقال:کُلُّ مَنْ ظَفِرَ باللَّیْلِ بشَیْ ءٍ فالشَّیْ ءُ عُوافَتُه ، وَ عُوافُه .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: بنُو عُوافَهَ :بطْنٌ مِنْ بنِی أَسَدٍ،أَو هُم مِنْ بنِی سعْدِ بنِ زَیْدِ مناهَ بنِ تمِیم، مِنْهُمُ الزَّفَیانُ المشْهُور (10)،و هو: أَبُو المِرْقالِ عطِیَّهُ بنُ أَسِیدٍ العُوافیُّ الرّاجِزُ المُحْسِنُ ،هکَذا فی سائِرِ النُّسخِ فی اسْمِه عطِیَّه، وَ الصوابُ عطاءُ بْنُ أَسِیدٍ،و الزَّفَیانُ ،بالزّای و الفاءِ،و الیاءُ مُحرّکهٌ ،و راجِزٌ آخرُ یُعْرَفُ بالزَّفَیانِ ،لم یُسَمَّ ،ذَکَرَهُما الآمِدِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

تَعَوَّفَ الأَسَدُ:الْتَمَسَ الفَرِیسَهَ باللَّیْلِ .

وَ أُمُّ عَوْفٍ :دُویْبَّهٌ أُخْرَی غیرُ الجَرادَهِ .

وَ قالَ أَبو حاتِمٍ :أَبُو عُوَیْفٍ :ضَرْبٌ من الجِعْلانِ ،و هی دُویْبَّهٌ غَبْراءُ تَحْفِرُ بِذَنَبِها و بَقَرْنَیْها،لا تَظْهَرُ أَبداً.

عیف

عافَ الرَّجُلُ الطَّعامَ ،أو الشَّراب-و قَدْ یُقالُ فی غیرِهِما- یَعافُه ،و زادَ الفَرّاءُ: یَعِیفُه عَیْفاً بالفتح،

ص:403


1- (1) فی أسد الغابه:عوف بن سلمه بن سلامه بن وقش.
2- (2) فی أسد الغابه:عوف أبو شُبیل.
3- (3) فی التاریخ الکبیر 58/7 البکالی.
4- (4) فی التاریخ الکبیر 58/7 عوف بن أبی جمیله...و اسم أبی جمیله بندویه، وَ یقال بندویه اسم أمه و اسم أبیه رزینه.و به جزم ابن حبان فی الثقات.
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و هیثم».
6- (6) فی معجم الشعراء للمرزبانی ص 277 [1] عتیبه.
7- (7) عن المرزبانی و بالأصل«عن».
8- (8) الذی فی التهذیب:«و فی حدیث ابن عباس،و ذکره ابراهیم(صلوات اللّه علیه) وَ إسکانه إبنه إسماعیل و أمه مکه و أن اللّه تعالی فجر لهما زمزم و قال:فمرت رفقه من جرهم،فرأَوا طائرًا..».
9- (9) عن التهذیب و اللسان و [2]بالأصل«المتردد».
10- (10) قیل له الزفیان لقوله-کما فی المؤتلف للآمدی: وَ الخیل تزفی النعم المعقودا.

و عَیَفانًا مُحَرَّکَهً ،و عِیافَهً و عِیافاً بکَسْرِهِما و اقتَصَر الجَوْهَرِیُّ وَ الصاغانیُّ علی الأَخِیرِ،و ما عَداه ففی (1)ابنِ سِیدَه: کَرِهَهُ فلَم یَشْرَبْه طَعاماً أو شَراباً قال ابنُ سِیدَه:و قد غَلَبَ علی کَراهِیَهِ الطَّعامِ ،فهو عائِفٌ ،و

16- فی حدیثِ الضَّبِّ : «و لکِنَّه لَم یَکُنْ بأَرْضِ قَوْمِی،فأَجِدُ نَفْسِی تَعافُه ». و قال أَنَسُ بنُ مُدْرِکَهَ الخَثْعَمِیُّ :

إِنِّی و قَتْلِی سُلَیْکاً ثم أَعْقِلُه

کالثَّوْرِ یُضْرَبُ لمّا عافَت البَقَرُ

قال الجَوْهَرِیُّ :و ذلِک أنَّ البَقَرَ إذا امْتَنَعَتْ من شُرُوعِها فی الماءِ لا تُضْرَبُ ؛لأَنَّها ذاتُ لَبَنٍ ،و إِنّما یُضْرَبُ الثّورُ، لتَفْزَعَ هی،فتَشْرَبَ .

أَو العِیافُ ککِتاب:مَصْدَرٌ و ککِتابَهٍ :اسْمٌ قالَه ابنُ سِیدَه،و أَنْشَد ابنُ الأَعرابِیِّ :

کالثَّوْرِ یُضْرَبُ أَنْ تَعافَ نِعاجُه

وَجَبَ العِیافُ ضَرَبْتَ أو لَم تَضْرِبِ

و عِفْتُ الطَّیْرَ و غیرَها من السَّوانِحِ أَعِیفُها عِیافَهً بالکسرِ:

أی زَجَرْتُها،و هو أَنْ تَعْتَبِر بأَسْمائِها و مَساقِطِها و مَمَرِّها و أَنوائِها هکَذا فی سائِرِ النُّسخِ ،و مثلُه فی العُبابِ ،و هو غَلَطٌ ،قلَّدَ المُصَنِّفُ فیه الصاغانیَّ ،و إِنَّما غَرَّهُما تَقَدُّمُ ذِکْرِ المَساقِطِ ،و أَینَ مَساقطُ الطَّیْرِ من مساقِطِ الغَیْثِ ،فتَأَمَّلْ ، وَ الصَّوابُ :و أَصْواتها،کما هو نَصُّ المُحْکمِ و التَّهْذِیبِ وَ الصِّحاحِ ،و نَقَلَه صاحبُ اللِّسانِ هکذا علی الصَّوابِ فتتسَعَّد،أو تَتَشأّمُ و هو من عادهِ العَرَبِ کثیرًا،و هو کثیرٌ فی أَشْعارِهِم قال الأَعْشَی:

ما تَعِیفُ الیَوْمَ فی الطَّیْرِ الرَّوَحْ

من غُرابِ البَیْنِ أو تَیْسٍ بَرَحْ (2)

وَ قال الأزْهَرِیُّ : العِیافَهُ :زَجْرُ الطَّیْرِ،و هو أَنْ یَرَی طائِرًا أو غُراباً فیتطَیَّرَ،و إِنْ لم یَر شَیْئاً فقَالَ َ بالحَدْسِ کانَ عِیافَهً أَیضاً،و

16- فی الحَدِیثِ : « العِیافَهُ و الطَّرْقُ من الجِبْتِ ». قال ابنُ سِیدَه:و أَصْلُ « عِفْتُ الطَّیْرَ»فعَلْتُ ،عَیَفْتُ ،ثم نُقِلَ من فَعَلَ إلی فَعِلَ ،ثُمّ قُلِبَت الیاءُ فی فَعِلْتُ أَلفاً،فصار عَافْتُ ، فالْتَقَی ساکِنانِ :العیْنُ المُعْتَلّه و لامُ الفِعْلِ ،فحُذِفَت العَیْنُ لالتِقائِهما،فصار التَّقْدِیرُ عَفْتُ ،ثم نُقِلت الکَسْرهُ إلی الفاءِ لأَنَّ أَصْلَها قبلَ القَلْبِ فَعِلْتُ فصارَ عِفْتُ ،فهذِه مُراجعهُ أَصْلٍ ،إلاّ أنَّ ذلک الأصْلَ الأَقْرَبُ لا الأَبْعَدُ،أَلا تَرَی أنَّ أَوّل أَحوالِ هذه العَیْنِ فی صِیغَهِ المِثالِ إِنما هو فَتْحَهُ العَیْنِ التی أُبْدِلَتْ منها الکَسْرَهُ ،و کذلِک القَوْلُ فی أَشباهِ هذا من ذَواتِ الیاءِ،قال سِیبوَیْه:حملُوه علی فِعالهَ کَراهِیهَ الفُعُولِ .

و العائِفُ :المُتَکَهِّنُ بالطَّیْرِ،أو غَیْرِها من السّوانِحِ ،و

17- فی حَدِیثِ ابنِ سِیرِینَ : «أنَّ شُرَیْحاً کانَ عائِفاً ». أَرادَ أَنَّه کانَ صادِقَ الحَدْسِ و الظَّنِّ ،کما یُقالُ للَّذِی یُصِیبُ بظَنِّهِ :ما هو إلاّ کاهِنٌ ،و للبَلِیغ فی قوله:ما هُو إلاّ ساحِرٌ،لا أَنَّه کانَ یفْعَلُ فِعْلَ الجاهِلِیَّه فی العِیافَهِ .

و عافَت الطیْرُ، تَعِیفُ عَیْفاً : إذا حامَتْ عَلَی الماءِ،أَو علی الجِیَفِ ،تَتَرَدَّدُ و لا تَمْضِی،تُرِیدُ الوُقُوعَ کتَعُوفُ عَوْفاً لُغَهٌ فیه،و هِیَ عائِفَهٌ ،قال أَبُو زُبَیْدٍ الطّائِیُّ :

کأَنَّهُنَّ بأَیْدِی القَوم فی کَبدی

طیْرٌ تَعِیفُ علی جُونٍ مَزاحِیفِ

هکَذا أَنشَدَه الصاغانیّ ،و الَّذِی فی الصِّحاحِ :

کأَنّ أَوْبی مَساحِی القَوْمِ فَوْقَهُمُ (3)

طَیْرٌ..

الخ و الاسْمُ العَیْفَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَریُّ .

قال: و العَیُوفُ کصَبُورٍ من الإِبِلِ :الَّذِی یَشَمُّ الماءَ، فیدَعُهُ و هو عَطْشَانُ .

قال الصّاغانِیُّ : و عَیُوفُ : اسمُ امْرَأَهٍ .

17- و قَوْلُ المُغِیرَهِ بنِ شُعْبَهَ رضِیَ اللّه عنه فِیما رَواه عنه إِسْماعیلُ بنُ قَیْسٍ : لا تَحْرُمُ (4)العَیْفَهُ قِیلَ لَه:و ما العیْفَهُ ؟ قال: هی أَنْ تَلِدَ المرْأَهُ ،فیُحْصَرَ لَبَنُها فی ثَدْیِها،فَتْرضَعَها .

هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّواب فتَرْضَعَه،کما فی العُبابِ وَ النِّهایَهِ (5)جارَتُها المَرَّهَ و المَرَّتَیْنِ هکَذا فی النُّسخ بالرّاءِ،

ص:404


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:ففی ابن سیده،کذا بالاصل،و لیحرر».
2- (2) دیوانه ط بیروت ص 38 مطلع قصیده یمدح إیاس بن قبیصه الطائی.
3- (3) فی الصحاح:«أوب»و مثله التهذیب و اللسان.و [1]بعد البیت فی التهذیب: شبه اختلاف المساحی فوق رؤوس الحفارین بأجنحه الطیر،و أراد بالجون إبلاً قد أَحفت فالطیر تحوم حولها.
4- (4) ضبطت بالقلم فی اللسان و النهایه بضم التاء و شد الراء المکسوره.
5- (5) و التهذیب و اللسان أیضاً.

و الصّوابُ المَزَّهَ و المَزَّتَیْنِ ،بالزّایِ ،کما هو فی النِّهایَهِ وَ اللِّسانِ (1)و العُبابِ ،زادَ الأَزْهَرِیُّ : لیَنْفَتِحَ ما انْسَدَّ مِن مَخارِجِ اللَّبَنِ فی ضَرْعِ الأُمِّ قال: سُمِّیَتْ عَیْفَهً لأَنَّها تَعَافُه وَ تَقْذَرُهُ و تَکْرَهُه،قال الأَزْهَری: و قولُ أَبِی عُبَیْدٍ:لا نَعْرِفُ العَیْفَهَ فی الرِّضاعِ ، و لکِنْ نُراها العُفَّهَ و هی بَقِیَّهُ اللَّبَن فی الضَّرْعِ بعدَ ما یُمْتَکُّ أَکْثَرُ ما فِیهِ قُصُورٌ مِنْهُ قال:و الَّذِی صَحَّ (2)عندِی أَنَّها العَیْفَهُ لا العُفَّهُ ،و معناه أنَّ جارَتَها تَرْضَعُها المَزَّهَ و المَزَّتَیْنِ ؛لیَنْفَتِحَ ما انْسَدَّ من مَخارِجِ اللَّبَنِ ، کما تَقَدَّم.

و العَیِّفانُ ،کتَیِّهانٍ :مَن دَأْبُه و خُلُقُه کَراههُ الشَّیْ ءِ نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و العِیفَهُ ،بالکسرِ:خِیارُ المالِ مِثلُ العِیمَه.

و قال شَمِرٌ: العَیَافُ -کسحابٍ -و الطَّرِیدَهُ :لُعْبَتانِ لَهُم أی لصِبْیانِ الأَعْرابِ ،و قد ذَکَر الطِّرِمّاحُ جوارِیَ شَبَبْنَ عن هذه اللُّعَبِ ،فقَالَ َ:

قَضَتْ مِنْ عَیافٍ و الطَّرِیدهِ (3)حاجَهً

فهُنَّ إلی لهْوِ الحدِیثِ خُضُوعُ

أَو العَیافُ : هی لُعْبهُ الغُمَیْصاءِ و فی بعْضِ النُّسخِ :

الغُمیْضاءِ،بالضادِ المُعْجَمه.

وَ أَعافُوا : عافَتْ دوابُّهُم الماءَ،فلم تَشْرَبْهُ قالَه ابنُ السِّکِّیتَ .

قال ابنُ عبّادٍ: و اعْتافَ الرَّجُلُ :إذا تَزَوَّد زاداً للسَّفَرِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رَجُلٌ عَیُوفٌ ،و عَیْفانُ : عائِفٌ .

وَ نُسُورٌ عوائِفُ (4): تَعِیفُ علی القَتْلَی و تَتَرَدَّدُ.و اعْتافَه : عافَهُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «أنَّ أَبا النَّبِیِّ صلَّی اللّه علیهِ و سَلَّمَ مرَّ بامْرأَهٍ تَنْظُرُ و تَعْتَافُ ».

وَ أَبُو العَیُوفِ ،کصبُورٍ:رجُلٌ قالَ :

وَ کانَ أَبُو العَیُوفِ أَخاً و جارًا

وَ ذا رَحِمٍ فقُلْتُ له نِقاضَا

وَ ابنُ العَیِّفِ العبْدِیُّ ،کسیِّدٍ:من شُعرائِهِم.

وَ مَعْیُوفُ بنُ یحْیی الحِمْصِیُّ ،روی عن الحکَمِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ المخْزُومِیِّ ،و عنه ابنُه حُمیْدٌ،نقله ابنُ العدِیم فی تاریخِ حلَبَ .

وَ مَعْیُوفٌ أَیضاً:رجلٌ آخرُ حَدَّث بدِمْیاطَ ،رَوَی عنه أَبو مَعْشَرٍ الطَّبرِیُّ نقله الحافِظُ .

وَ أَبُو البرَکاتِ بنُ عبْدِ الواحِدِ بنِ محمدِ بنِ عَمْرٍو (5)، المعْیُوفیُّ الدِّمشْقِیُّ :حدَّث عن أَبِی مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ.

فصل الغین المعجمه مع الفاء

غترف

الغَتْرَفَهُ أَهْمَلَه الجوْهرِیُّ و الصّاغانِیُّ فی التَّکْمِلَه،و أَوْرَدَه فی العُبابِ نَقْلاً عن الأَحْمرِ،کذا فی اللِّسانِ قالَ : الغَتْرَفَهُ : و الغَطْرفَهُ ،و التّغَتْرُفُ ،و التَّغَطْرُفُ :

التَّکَبُّرُ (6)و أَنْشَد للمُغَلِّسِ بنِ لَقِیطٍ :

فإِنَّک إِن عادَیْتَنِی غَضِب الحَصَی

علیکَ و ذُو الجَبُّورهِ المُتَغَتْرِفُ

وَ یُرْوَی:«المُتَغَطْرِفُ »قال یعْنِی:الرَّبَّ تَبارَکَ و تَعالی، قال الأَزْهَرِیُّ :و لا یَجُوزُ أَنْ یُوصَفَ اللّه تعالَی بالتَّغَتْرُفِ و إِن کانَ معناه تَکَبُّرًا؛لأَنَّه عزَّ و جَلَّ لا یُوصفُ إلاّ بما وَصَفَ به نَفْسه لفْظاً لا معنًی،ثم إِن الجَوْهریَّ أَوْرَدَ هذا الحَرْفَ اسْتِطْراداً فی«غطْرف»،و أَنْشَدَ هذا الشِّعْرَ،و ذَکَر الرِّوایتینِ ، فکِتابَهَ المُصَنِّفِ إِیّاه بالأَحْمَرِ مَحَلُّ نظَرٍ لا یَخْفَی،فتأَمّل.

ص:405


1- (1) الذی فی اللسان و التهذیب بالراء فی اللفظتین کالأصل.
2- (2) کذا بالأصل و التکمله،و فی اللسان [1]عنه:و الذی هو أصح عندی...و لم ترد العباره فی التهذیب.و فی النهایه [2]عن الأزهری معقباً علی قول أبی عبید: العیفه صحیح،و سمیت عیفه من عفت الشیء أعافه إذا کرهته.
3- (3) عن التهذیب و اللسان و [3]بالأصل«و الطریره».
4- (4) وردت فی قول الطرماح: وَ یصبح لی مَنْ بطنُ نسرٍ مقیله دوین السماء فی نسورٍ عوائفِ .
5- (5) بالأصل«بن مهدی عمرو»و التصحیح عن المطبوعه الکویتیه نقلاً عن التبصیر.
6- (6) الذی فی اللسان: [4]التغترف مثل التغطرف:الکِبْرُ.

غدف

الغُدافُ ،کغُرابٍ ،غُرابُ القَیْظِ نقَلَه الجوْهَرِیُّ ،زادَ غیرُه:الضَّخْمُ ،و أَطْلَقه بَعْضُهم،فقَالَ َ:هو الغُرابُ مُطْلَقًا و رُبَّما سُمِّیَ النَّسْرُ الکَثِیرُ الرِّیشِ غُدافاً ج:

غِدْفانٌ بالکَسْرِ.

و الغُدَافُ : علَم رجُلٍ .

و الغُدَافُ : الشَّعَرُ الطَّوِیلُ الأَسْودُ الوافِرُ،قال الکُمیْتُ -یَصِفُ الظَّلِیمَ و بیْضَه-:

یَکْسُوهُ وَحْفاً غُدافاً من قَطِیفَتِه

ذاتِ الفُضُولِ مع الإِشْفاقِ و الحَدَبِ

وَ أَنشَدَ ابنُ الأَعرابِیِّ :

تَصَیَّدُ شُبَّانَ الرِّجالِ بفاحِمٍ

غُدافٍ و تَصْطادِینَ عُثًّا و جُدْجُدَا

و الغُدَافُ : الجَناحُ الأَسْودُ قال رُؤْبَهُ :

رُکِّبَ فی جَناحِکَ الغُدافی

من القُدامَی و من الخَوافی (1)

وَ یُقالُ :أَسْوَدُ غُدافیٌّ :إذا کانَ شَدِیدَ السَّوادِ،و قیل:کُلُّ أَسْوَدَ حالِکٍ غُدافٌ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الغادِفُ :المَلاّحُ لُغهٌ یَمانِیّهٌ .

قال: و الغَادُوفُ :المِجْدافُ بلُغَتِهِمْ کالمِغْدَفِ کمِنْبَرٍ، وَ کذلِک المِغْدَفَهُ ،بالهاءِ.

و یُقال: هُمْ فی غَدَفٍ من مَعِیشَتِهِم مُحَرَّکَهً :أی نَعْمَهٍ وَ خِصْبٍ و سَعَهٍ کما فی العُبابِ و التَّکْمِلَه،و وَقَع فی اللِّسانِ فی غِدافٍ (2)من عِیشَتِهم.

و الغِدَفُّ کهِجَفٍّ :الأَسَدُ نقلَه الصّاغانِیُّ .

و قال ابنُ عبّادٍ: غَدَفَ لَهُ فی العَطاءِ: أی أَکْثَرَ و وَسَّعَ .

و أَغْدَفَت المَرْأَهُ قِناعَها: أی أَرْسَلَتْه علی وَجْهِها قال عَنْتَرَهُ :

إِنْ تُغْدِفی دُونِی القِناعَ فإِنَّنِی

طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ

و من المَجازِ: أَغْدَفَ اللَّیْلُ : إذا أَقْبَلَ ،و أَرْخَی سُدُولَه قال:

حَتَّی إذا اللَّیْلُ البَهیمُ أَغْدَفَا

و أَغْدَفَ الصَّیّادُ الشَّبَکَهَ عَلَی الصَّیْدِ: إذا أَسْبَلَها علیهِ ، وَ منه

15,1,14- الحَدِیثُ : « فأَغْدَفَ عَلَیْهما خَمِیصَهً سَوْداءَ». أی عَلَی [علِیٍّ ] (3)و فاطِمَهَ رضی اللّه عنهُما.

و أَغْدَفَ الخاتِنُ :اسْتَأْصَلَ الغُرْلَهَ کأَسْحَتَ ،قال ابنُ سِیدَه:و عِنْدِی أَنّ أَغْدَفَ :تَرَکَ منه،و أَسْحَتَ :اسْتَأْصَلَه، وَ یُقال:إذا خَتَنْتَ فلا تُسْحِتْ و لا تُغْدِفْ ،و معنی لم یُغْدِفْ :أی لم یُبْقِ شیئاً کَثِیرًا من الجِلْدِ،و لم یُطْحِرْ:لم یَسْتَأْصِل.

و أَغْدَفَ الرَّجُلُ بِها أی بالمَرْأَهِ :إذا جامَعَها نقلَهُ ابنُ عَبّادٍ،و فی الأَساسِ :دَخَلَ بها.

و اغْتَدَفَ فلانٌ منه اغْتِدافاً : أَخَذَ مِنْهُ شیْئاً کَثِیرًا کما فی اللِّسانِ و المُحِیطِ .

و اغْتَدَفَ الثَّوْبَ :قَطَعَه کما فی المُحِیطِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

اغْدَوْدَفَ اللَّیْلُ :أَقْبَلَ بظَلامِه.

وَ أَغْدَفَ عَلَیهِ :أَرْسَلَ عَلَیهِ الشَّبَکَهَ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «إِنّ قَلْبَ المُؤْمِنِ أَشَدُّ ارْتِکاضاً-من الذَّنْب یُصِیبُه-من العُصْفُورِ حین یُغْدَفُ بِه» (4). نقَلَه الجوْهریُّ ،أَراد:حین تُطْبِقُ الشِّباکُ عَلَیه فیضطَّربُ لیُفْلِتَ .

وَ الغِدْفَهُ بالکَسر:لباسُ المَلِکِ .

وَ بالضَّمِّ :کهیْئَهِ القِناعِ تَلْبسُه نِساءُ الأَعْرابِ .

وَ عیْشٌ مُغْدِفٌ :مُلْبِسٌ واسِعٌ .

وَ أَغْدَفَ البحْرُ:اعْتَکرتْ أَمْواجُه،و هو مجازٌ.

غذف

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الغَذُوفُ ،بالذّال المُعْجمَه:لُغَهٌ فی الغَدُوف،أَهْمَله

ص:406


1- (1) فی أراجیزه ص 100:من القدامی لا من الخوافی.
2- (2) و فی التهذیب المطبوع:«غِداف»أیضاً.
3- (3) زیاده عن النهایه و اللسان و التهذیب.
4- (4) نصه فی التهذیب:«لقلبُ المؤمن أشد ارتکاضاً علی الخطیئه من العصفور حین یُغدف به»و فی النهایه:«لنفس المؤمن.».

الجَماعهُ ،و نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،قال:و أَنْکَرَهُ السِّیرافیُّ ،کما فی اللِّسان.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:أَیضاً:

غذرف

التَّغَذْرُفُ ،أَهمَلَه الجماعهُ ،و قالَ ثعْلَبٌ :هو الْحَلِفُ ،کما فی اللِّسان.

غرضف

الغُرْضُوفُ ،و الغُضْرُوفُ :کُلُّ عَظْمٍ لَیِّنٍ ، نَقَلَه الجَوْهریُّ ،زاد غیرُه رَخْص فی أیِّ موضعٍ کان،زاد الأَزْهَریُّ : یُؤْکَلُ و زادَ غیرُه: و هُو مثْلُ مارن الأَنْف و هو ما صَلُبَ من الأَنْف،فکانَ أَشَدَّ من اللَّحْمِ ،و أَلْیَنَ من العَظْم و نُغْضُ الکَتف غُرْضُوف و کذلک رُؤُوسُ الأَضْلاعِ ، وَ رَهابَهُ الصَّدْرِ،و داخلُ قُوف الأُذُن کما فی العُباب.

وَ الغُرْضُوفانِ من الفَرَس:أَطْرافُ الکَتِفَیْن من أَعالیهما،ما دَقَّ عن صَلابَه العَظْمِ ،و هما عَصَبَتان فی أَطْراف العَیْرَیْنِ من أَسافلهما.

و الغُرْضُوفان :الخَشَبَتان: اللَّتان یُشَدّان یَمِینًا و شِمالاً بَیْنَ واسِطِ الرَّحْلِ و آخِرَتِهِ کما فی العُباب ج: غَراضِیفُ وَ غَضارِیفُ (1).

غرنف

الغِرْنِفُ :کزِبْرِجٍ ،و قَبْلَ الفاءِ نُونٌ أهْمله الجَوْهرِیُّ و الصّاغانِیُّ فی العُبابِ ،و أَوْرَدَه فی التّکْمِلَهِ کصاحبِ اللِّسانِ عن أَبِی حَنِیفَهَ فی کتابِ النَّباتِ (2)،قال:

هو الیاسَمُونُ ،و لیسَ بتَصْحِیفِ غِرْیَفٍ کحِذْیَمٍ ،و هو البَرْدِیُّ علی ما سیَأْتِی و زَعَمَ بعضُ الرُّواهِ أَنَّه بالوَجْهَیْنِ رُویَ بَیْتُ حاتِمٍ و هو قولُه:

رِواءٌ یَسِیلُ الماءُ تَحْتَ أُصُولِه

یَمِیلُ بِهِ غَیلٌ بأَدْناهُ غِرْنِفُ (3)

قال الصّاغانِیُّ :و لم أَجِدْهُ فی شِعْرِ حاتِمٍ .

غرف

الغَرْفُ بالفَتْح و یُحَرَّکُ و هذه نَقَلَها أَبو حَنِیفَهَ وَ الجَوْهرِیُّ عن یَعْقُوب: شَجَرٌ یُدْبَغُ بِهِ فإِذا یَبِسَ فهو الثُّمامُ ،و قال أَبو عُبَیْدٍ:هو الغَرْفُ و الغَلْفُ ،و قال أَبو حَنِیفَهَ : الغَرْفُ :شَجَرٌ یُعْمَلُ منه القِسِیُّ و لا یَدْبُغُ به أَحَدٌ،و قال القَزّازُ:یَجوزُ أَنْ یُدْبَغَ بوَرَقهِ ،و إِنْ کانَت القِسِیُّ تُعْمَلُ من عِیدانِه،و حکَی أَبو مُحَمّدٍ،عن الأَصْمَعِیِّ ،أنَّ الغَرْفَ یُدْبَغُ بوَرَقِه،و لا یُدْبَغُ بعِیدانِه،و شاهِدُ الفتح قولُ عَبْدَهَ العَبْشَمِیُّ :

وَ ما یَزالُ لَها شَأْوٌ یُوَقِّرُه

مُحَرَّفٌ من سُیُورِ الغَرْفِ مَجْدُولُ (4)

وَ شاهِدُ التَّحْرِیکِ قولُ أَبِی خِراشٍ الهُذَلِیِّ :

أَمْسَی سُقامٌ خَلاءً لا أَنِیسَ بِهِ

إِلا السِّباعُ و مَرُّ الرِّیحِ بالغَرَفِ (5)

سُقام:اسمُ وادٍ،و یُرْوی:«غیرُ السِّباع».

و سِقآءٌ غَرْفیٌّ :دُبِغَ بِهِ أی بالغَرْف ،و کذلکَ مزادَهٌ غَرْفِیَّهٌ ،قال عُمَرُ بن لَجَأ:

تَهْمِزُه الکَفُّ علی انْطِوائِها

هَمْزَ شَعِیبِ الغَرْفِ مِنْ عَزْلائِها (6)

یعنی مَزادَهً ذُبِغَتْ بالغَرْفِ ،و قالَ الباهِلِیُّ : الغَرْفُ :جُلُودٌ لیست بقَرَظِیَّهٍ تُدْبَغُ بهَجَرَ،و هو أَنْ یُؤْخَذَ لَها هُدْبُ الأَرْطَی،فیُوضَعَ فی مِنْحاز،و یُدَقَّ ،ثم یُطْرَحَ عَلَیه التَّمْرُ، فتَخْرُجَ له رائِحَهٌ خَمِرَه،ثم یُغْرَفُ لکُلِّ جِلْدٍ مِقْدارٌ،ثم یُدْبَغَ به،فذلِکَ الَّذِی یُغْرَفُ یُقال له: الغَرْفُ ،و کلُّ مِقْدارِ جِلدٍ من ذلِکَ النَّقِیعِ فهو الغَرْفُ ،واحِدُه و جَمْعُه سَواءٌ، وَ قالَ الأَزْهَرِیُّ :و الغَرْفُ الذی تُدْبَغُ به الجُلودُ مَعْروفٌ ، مِنْ شَجَرِ البادِیَهِ ،قال:و قَدْ رَأَیْتُه.قال:و الَّذِی عِنْدِی أنَّ الجُلُودَ الغَرْفِیَّهَ منسوبهٌ إلی الغَرْفِ الشَّجَرِ،لا إلی ما یُغْرَفُ (7)،و قالَ الأَصْمَعِیّ : الغَرْفُ :بِإِسْکانِ الراءِ:جُلودٌ یُؤْتَی بها من البَحْرَیْنِ ،و قالَ أَبُو خَیْرَهَ : الغَرْفِیَّهُ یَمانِیّهٌ وَ بَحْرانِیّهٌ ،و قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

وَفْراءَ غَرْفیَّهٍ أَثْأَی خَوارِزُها

مُشَلْشِلٌ ضَیَّعَتْهُ بَیْنَها الکُتَبُ

یَعْنِی مَزادَهً دُبغَتْ بالغَرْفِ ،و قال أَبو حَنیفَهَ :مَزادَهٌ غَرْفیَّهٌ ،و قِرْبَهٌ غَرْفیَّهٌ ،و أَنشد الأَصْمَعیُّ :

ص:407


1- (1) کذا بالأصل،و غضاریف جمع غضروف لا غرضوف،فکان الأولی التنبیه علی ذلک قبل ذکر الجمع،قاله بهامش المطبوعه المصریه.
2- (2) انظر النبات لأبی حنیفه رقم 803.
3- (3) کتاب النبات رقم 803. [1]
4- (4) مفضلیه 26 لعبده بن الطبیب،من قصیده قالها بعد وقعه القادسیه.
5- (5) دیوان الهذلیین 156/2:و یروی:غیر الذئاب.
6- (6) الرجز فی کتاب النبات لأبی حنیفه رقم 479 فی وصف غزر ناقه بروایه: تهمرها الکف...همر.
7- (7) فی التهذیب:لا إلی غرفه تغترف بالید.

کأَنّ خُضْرَ الغَرَفیّاتِ الوُسُعْ

نِیطَتْ بأَحْقِی مُجْرئشّاتٍ هُمُعْ (1)

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : الغَرَفُ بالتّحْریک:الثُّمامُ بعَیْنه لا یُدْبَغُ به،قال الأَزْهَریُّ :و هذا الَّذِی قالَه ابنُ الأَعْرابِیِّ صَحیحٌ ،و قالَ أَبو حَنیفَهَ :إذا جَفَّ الغَرَفُ فمَضَغْتَه شَبَّهْتَ رائحَته برائحه الکافُورِ.

أَو هو الثُّمامُ ما دامَ أَخْضَرَ و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ لجَریرٍ:

یا حَبَّذا الخَرْجُ بینَ الدّامِ فالأُدَمَی

فالرِّمْثُ من بُرْقَه الرَّوْحانِ فالغَرَفُ

وَ قال أَبو عُبَیْدَهَ (2):الثُّمامُ أَنواعٌ ،منه الغَرْفُ (3)،و هو شَبِیهٌ بالأَسَلِ ،و تُتَّخَذُ منه المَکانِسُ ،و یُظَلَّلُ به المَزادُ فیُبَرِّدُ الماءَ.

و قال أَبو سَعیدٍ السُّکَّریُّ : الشَّثُّ ،و الطُّبّاقُ کَرُمّان و البَشَمُ مَحَرَّکَهً و العَفارُ کسَحابٍ و العُتْمُ بالضمِّ و الصَّوْمُ ، وَ الحَبَجُ بالتَّحْریک فی الأَخیر، و الشَّدْنُ بالفَتْح، و الحَیْهَلُ کفَیْعَلٍ ، و الهَیْشَرُ کحَیْدَرٍ، و الضِّرْمُ بالکسرِ (4)کُلُّ هؤلاءِ یُدْعَی الغَرَفَ و الواحدَهُ غَرَفَهً .

و الغَرَفُ أَیضاً: وَرَقُ الشَّجَرِ الذی یُدْبَغُ به.

وَ غَرَفَه أی الشیءَ، غَرْفاً :إذا قَطَعَه.

و قال الأَصْمَعیُّ : غَرَفَ ناصِیَتَه أی الفَرَسَ :أی جَزَّها وَ قَطَعَها، و المَّرَّهُ منه غُرْفَهٌ .

و

14- فی الحَدیث: « نَهَی رَسُولُ اللّه صَلّی اللّه عَلَیه و سَلَّمَ عن الغارِفَهِ » . و هی أی: الغارفَه إِمّا فاعلَهٌ بمَعْنَی مَفْعُولَهِ ک عِیشَهٍ راضِیَهٍ و هی:الَّتِی تَقْطَعُها المَرْأَهُ و تُسَوِّیها مُطَرَّزَهً علی وَسَط جَبِینِها نَقَلَهُ الأَزْهَریُّ و إِمّا مَصْدَرٌ بمَعْنَی الغَرْف ، کاللاَّغیَه و الثّاغِیَه و الرَّاغِیَه،و قالَ الأَزْهَریُّ :و الغارفَهُ فی الحَدیث:اسمٌ من الغَرْفَهِ ،جاءَ علی فاعلَهٍ کقولهم:

سمِعْتُ رَاغَیَهَ الإِبل،و کقَوْل اللّه تعالَی: لا تَسْمَعُ فِیهالاغِیَهً (5)أی لَغْواً،و مَعْنَی الغارِفَه غَرْفُ النّاصیَهِ مُطَرَّزَهً علی الجَبِین،و قالَ الخطّابیُّ :یریدُ بالغارفَه التی تَجُزُّ ناصیَتَها عندَ المُصِیبَه،و غَرَفَ شَعَرَه:إذا جَزَّهُ .

و ناقَهٌ غارفَهٌ ،سَریعَهُ السَّیر،سُمِّیَتْ لأَنّها ذاتُ غَرْفِ ، أی،قَطْعٍ ، و إِبلٌ غَوارفُ : جمعُ عارفَهٍ .

و یُقال: خَیْلٌ مَغارِفٌ ،کأَنّها تَغْرِفُ الجَرْیَ غَرْفاً .

و فارسٌ مِغْرَفٌ ،کمِنْبَرٍ قال مُزاحمٌ العُقَیْلیّ :

جَوادٌ إذا حَوْضُ النَّدَی شَمَّرَتْ لَهُ

-بأَیْدِی اللَّهامیمِ الطِّوالِ - المَغارفُ

و غَرَفَ الماءَ بیَده یَغْرِفُه بالکَسْرِ و یَغْرُفُه بالضَّمِّ غَرْفاً ، وَ اقْتَصَر الجَماعهُ علی الکَسْر فی المُضارع فقط : أَخَذَه بیَدِه، کاغْتَرَفَه و اغْتَرَفَ منْهُ .

و الغَرْفَهُ بالفَتْحِ للمَرَّه الواحدَهِ منه.

و الغِرْفَهُ بالکَسْر:هیْئَهُ الغَرْفِ .

و الغِرْفَهُ : النَّعْلُ بلُغَه أَسَد ج: غِرَفٌ کعِنَب.

و الغُرْفَهُ بالضَمِّ :اسمٌ للمَفْعُولِ منه کالغُرافَهِ کثُمامَهٍ ، قال الجَوْهَرِیُّ : لأَنَّکَ ما لَم تَغْرِفْه لا تُسَمِّیه غُرْفَهً و قَرَأَ ابنُ کَثیرٍ و أَبو جَعْفَر و نافعٌ و أَبو عَمْرو إِلاّ مَن اغْتَرَفَ غَرْفَهً (6)بالفَتْحِ ،و الباقُونَ بالضَّمِّ ،و قالَ الکسائیُّ :لو کانَ مَوْضِعُ اِغْتَرَفَ غَرَفَ اخْتَرْتُ الفَتْحَ ؛لأَنَّه یُخَرَّجُ علی فَعْلَهِ ،و لمّا کانَ اِغْتَرَفَ لم یُخَرَّجْ علی فَعْلَه.

وَ رُویَ عن یُونُسَ أَنَّه قالَ : غَرْفَهٌ و غُرْفَهٌ عَرَبیّتان، غَرَفْتُ غَرْفَهً ،و فی القِدْر غُرْفَهٌ ،و حَسَوْتُ حَسْوَهً ،و فی الإِناءِ حُسْوَهٌ .

و الغِرافُ ،کنِطافٍ جمع نُطْفَهٍ جَمْعُها أی،جَمْعُ الغُرْفَهِ بالضمِّ .

و الغِرافُ : مِکْیالٌ ضَخْمٌ مثل الجِراف،و هو القَنْقَلُ ، نَقَلَه الجَوْهَریُّ .

و المِغْرَفَهُ کمِکْنَسَه:ما یُغْرَفُ به و الجمعُ المَغارفُ .

و غَرِفَت الإِبلُ ،کفَرِحَ تَغْرَفُ غَرَفاً بالتَّحْرِیک:إذا

ص:408


1- (1) کتاب النبات رقم 481 [1] قال أبو حنیفه:یعنی بالغرفیات ههنا المزاد التی دبغت جلودها بالغَرَف و شبّه ضروع إبل وصفها بالمزاد فی عظمها، وَ المجرئشات:الممتلئات،و الهمع:السائله.
2- (2) اللسان و التهذیب أبو عبید.
3- (3) فی التهذیب:فمنها الضَّفَه و منها الجلیله و منها الغَرَف یشبه الأسل.
4- (4) کذا،و ضبطت فی القاموس بالقلم بضمه فسکون.
5- (5) سوره الغاشیه الآیه 11.
6- (6) سوره البقره الآیه 249. [2]

اشْتَکَتْ بُطُونَهما من أَکلِ الغَرَف و أَخْصَرُ منه عبارَهُ الجَوْهَرِیّ :إذا اشْتَکَتْ عَنْ أَکْلِ الغَرَفِ .

و الغَرِیفُ ،کأَمیرٍ:القَصْباءُ و الحَلْفاءُ نَقَله أبو حنیفَهَ ،قال الأَعْشَی:

کَبَرْدِیَّهِ الغِیلِ وَسْطَ الغَریف

إذا ما أَتَی الماءُ منها السَّرِیرَا (1)

وَ یُرْوَی السَّدیرَا»هذا هو الصَّواب فی إِنْشادِه،و ما أَنْشَدَه الجوهریُّ فإِنّه مُخْتَلٌّ ،نَبَّه عَلَیه ابنُ بَرِّیٍّ و الصّاغانیُّ .

و قال أَبُو حَنِیفَهَ : الغَرِیفُ :هو الغَیْقَهُ أَیضاً،قال أَبُو کَبِیرٍ الهُذَلیُّ :

یَأْوی إلی عُظْمِ الغَرِیفِ و نَبْلُه

مِنِّی (2)کما رَزَمَ العَیّارُ فی الغُرُفِ

أَو: الغَرِیفُ فی بیت الأَعْشَی: الماءُ فی الأَجَمَه نقله اللّیثُ ،و أَبْطَلَه الأَزْهریُّ (3).

و الغَرِیفُ : سَیْفُ زَیْدِ بنِ حارثَهَ الکَلْبیِّ رضیَ اللّه تعالَی عَنْهُ و فیه یَقُول:

سَیْفی الغَرِیفُ و فَوْقَ جلْدِیَ نَثْرَهٌ

من صُنْعِ داودٍ لها أَزْرارُ

أَنْفی به مَنْ رامَ منْهُمْ فُرْقَهً

وَ بمِثْلِه قَدْ تُدْرَکُ الأَوْتارُ

و الغَرِیفُ : الشَّجَرُ الکَثیرُ المُلْتَفُّ من أیِّ شَجَرِ کانَ نَقَلَه الجَوْهَریُّ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَی، کالغَریفَه بالهاءِ عن ابن سیدَه.

أَو الأَجَمَهُ من البَرْدیِّ و الحَلْفاءِ و القَصَب،قال أَبوحَنیفَهَ : و قد یَکُونُ من الضّالِ و السَّلَمِ و به فُسِّرَ قولُ أَبِی کَبیرٍ الهُذَلیِّ السّابقُ .

و غَرِیف : عابدٌ یَمانیٌّ غَیْرُ مَنْسُوبٍ حَکَی عنه عَلیُّ بنُ بَکَّارٍ.

و الغَرِیفُ بنُ الدَّیْلَمیِّ :تابعیٌّ عن واثلَهَ بن الأَسْقَعِ ، هکذا ذَکَرَه الحافِظُ فی التَّبْصِیر،و قَرَأْتُ فی کتاب الثِّقات لابنِ حبّان ما نصُّه:« الغَرِیفُ بنُ عَیّاشٍ من أَهْل الشّامِ ، یَرْوِی عن فَیْرُوزَ الدَّیْلَمیِّ ،و له صُحْبَهٌ ،رَوَی عنه إِبْراهیمُ بنُ أَبی عَبْلَهَ »انْتَهی،فتَأَمَّل ذلک.

و الغَرِیفَهُ بهاءٍ:النَّعْلُ بلُغَه بنی أَسَد،قالَه الجَوْهریُّ ، قال شَمِرٌ:و طَیِّیءٌ تَقُولُ ذلک.

أَو الغَریفَهُ : النَّعْلُ الخَلَقُ قالَه اللِّحْیانِیُّ ،و به فُسِّر قولُ الطِّرِمّاحِ یَذْکُرُ مِشْفَرَ البَعیر:

خَرِیعَ النَّعْوِ مُضطَّرِبَ النواحی

کأَخْلاقِ الغَریفَهِ ذِی غُضُونِ (4)

قال الصاغانیُّ :کذا وقع فی النُّسَخِ «ذی غُضُون»، وَ الرِّوایه:«ذا غُضُون»منصوبٌ بما قبلَه،و هو قوله:

تُمِرُّ علی الوِراک إِذَا المَطایَا

تَقایَسَت النِّجادَ من الوجِینِ

و قیلَ : الغَریفَهُ فی شعر الطِّرمّاحِ : جَلْدَهٌ من أَدَمٍ نَحْوُ شِبْرٍ فارغهٌ مرتَّبَهٌ فی أَسْفَلِ قِرابِ السَّیْفِ تَذَبْذَبُ ،و تَکُونُ مُفَرَّضَهً مُزَیَّنَهً و إِنما جَعَلَها خَلَقًا لنُعُومَتها.

و الغِرْیَفُ کحِذْیَمٍ :شَجَرٌ خَوّارٌ مثلُ الغَرَب،قاله أَبو نَصْرٍ.

أَو البَرْدیُّ نقله أَبو حَنیفَهَ ،و بهما فُسِّرَ قَوْلُ حاتمٍ فی صفَه نَخْلٍ :

رِواءٌ یَسیلُ الماءُ تحتَ أُصولِه

یَمیلُ به غَیْلٌ بأَدْناهُ غِرْیَفُ

وَ قالَ أُحَیْحَهُ بنُ الجُلاحِ :

یَزْخَرُ فی حافاتِه مُغْدِقٌ

بحافَتَیْهِ الشُّوعُ و الغِرْیَفُ (5)

ص:409


1- (1) و یروی عجزه-کما فی الصحاح- ساق الرصاف إلیه غدیرًا وَ رواه ابن بری: إذا خالط الماء منها السرورا وَ السریر:ساق البردی.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:منی رزم الخ هکذا فی النسخ و أورده فی اللسان هکذا: کسوام دبر الخشرم المتثور » وَ مثله فی دیوان الهذلیین 102/2.
3- (3) زید فی التهذیب:و الغریف:الأجمه نفسها بما فیها من شجرها.
4- (4) التهذیب بروایه«ذا غصون»بالصاد المهمله.
5- (5) الصحاح بروایه: مغرورف أسبل جبّاره.

و الغِرْیفُ : جَبلٌ لبَنی نُمَیْرٍ قال الخَطَفَی جَدُّ جَریرٍ:

کَلَّفَنِی قَلْبِیَ ما قَدْ کَلَّفَا

هوازِنِیّاتٍ حَلَلْنَ غِرْیَفَا (1)

و غِرْیَفَهُ بهاءٍ:ماءٌ عنْدَ غِرْیَفِ المذکور فی واد یُقالُ له:التَّسْریرُ.

و عَمُودُ غِرْیَفَهَ :أَرْضٌ بالحِمَی لغَنِیِّ بن أَعْصُرَ کذا فی العُباب و المُعْجَمِ .

و الغُرْفَهُ ،بالضَّمِّ :العُلِّیَّهُ ،ج: غُرُفاتٌ ،بضمَّتَیْنِ ،و غُرَفاتٌ بفَتْحِ الرّاءِ،و غُرْفاتٌ بسُکُونها،و غُرَفٌ کصُرَدٍ.

و الغُرْفَهُ (2)أَیْضاً: الخُصْلَهُ مِن الشَّعَر.

و الغُرْفَهُ أَیضاً: الحَبُْلُ المَعْقُودُ بأُنْشُوطَهٍ یُعَلَّقُ فی عُنُق البَعِیر.

و قَوْلُ لَبیدِ-رضیَ اللّه عنه-:

سَوَّی فَأَغْلَقَ دُونَ غُرْفَهِ عَرْشِهِ

سَبْعاً طِباقًا فَوْقَ فَرْعِ المَنْقَلِ (3)

کما فی الصِّحاحِ ،و فی المُحْکَمِ «فوْقَ فَرْعِ المَعْقِل» قال:و یُرْوَی«المَنْقَل»و هو ظَهْرُ الجَبَل،یَعْنی به السَّماء السّابِعَه قال ابنُ بَرِّیّ :الَّذی فی شِعْره:«دُونَ عِزَّه عَرْشه» وَ المَنْقَلُ :الطَّریقُ فی الجَبل.

و بالتَّحْریک: غَرَفَهُ بنُ الحارث الکِنْدیُّ الصّحابیُّ رضیَ اللّه عنه،کُنْیَتُه أَبو الحارث،سکن مِصْرَ،و هو مُقلٌّ له فی سُنَن أَبی دَاود،قال الحافِظُ :و ذَکَره ابنُ حبّان فی الحَرْفَیْنِ ،أی،العَیْن المُهْمَلَه و المُعْجَمَه.قلتُ :و فاته:

غَرَفَهُ الأَزْدِیُّ من أصحاب الصُّفَّه،استَدْرَکُه ابنُ الدَّبّاغ،و له حَدیثٌ ،و اختُلفَ فی سِنان بنِ غَرَفَهَ الصَّحابیِّ ،فقیلَ :

بالمعجمه،و مثلُه فی کتاب الصَّحابَه للطَّبَرانیِّ ،و الباوَرْدیّ وَ ابن السَّکَن و ابن مَنْدَهْ ،و غیرهم،قال الحافظُ :و رَأَیْتُه أَنا فی أَکثر الرِّوایاتِ بالمُعْجَمه،و کذا ضبَطَهُ ابنُ فَتْحُونَ عن ابن مُفَرِّجٍ فی کتاب ابن السَّکن،قال:و کذا هو فی کتاب الباوَرْدِیّ ،و تَرَدَّدَ فیه ابنُ الأَثیر،و قالَ ابنُ فَتْحُون:و رأَیتُهأَیضاً فی نسخه من کتاب ابن السَّکَن بکسر العَیْنِ المُهْمَله، وَ سُکُون الرّاءِ بعدَها قاف.

بِئَرٌ غَرُوفٌ : یُغْتَرَفُ ماؤُها بالیَد نقله الصاغانیُّ وَ صاحبُ اللِّسان.

و غَرْبٌ غَرُوفٌ ،و غَرِیفٌ :کَبیرٌ،أو کَثیرُ الأَخْذِ للماءِ قالَه اللَّیْثُ ،و یُقال:دَلْوٌ غَرِیفَهٌ .

و الغَرّافُ کشَدّادٍ:نَهَرٌ کَبیرٌ بینَ واسطَ و البَصْرَهِ ،علیه کُورَهٌ کَبیرَهٌ لها قُرًی کثیرهٌ ،و فی التَّبْصیر:هی بُلَیْدَهٌ ذاتُ بَساتینَ آخرَ البَطائحِ تَحتَ واسِطَ ،و منها الإمامُ نُورُ الدِّین أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ عبد المُحْسن بن أَحْمَدَ الحُسَیْنیُّ الغَرّافیُّ ،من شُیُوخِ الشَّرَفِ الدِّمْیاطیِّ ،و ابْناهُ :أَبو الحَسَن تاجُ الدِّین علیٌّ ،مُحَدِّثُ الإِسْکَنْدَریَّه،و أَخُوه أَبُو إِسْحاقَ إِبراهیمُ تُوُفِّیَ بالإسْکَنْدَریّه سنه 728.

وَ القاضی أَبو المَعالی هِبَهُ اللّه بنُ فَضْلِ اللّه الغَرّافیُّ ، سَمعَ المَقاماتِ من الحَریریِّ ،و ابْنُه یَحْیَی رَوَی عن أَبی علیٍّ الفارقیِّ ،و ابنُه مُحَمّدُ بنُ یَحْیَی ساقطُ الرِّوایَه،مات سنه 613.

وَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن سُلْطَانَ الغَرّافیُّ ،عن أَبی علیٍّ (4)الفارقیّ أَیضاً،مات سنه 587.

وَ صالحُ بنُ عبد الرَّحْمن الغَرَّافیُّ ،عن الحُصَیْن.

وَ أَبُو بکر أَحْمَدُ بنُ صَدَقَهَ الغَرّافیُّ الواسطیُّ ،عن أَبی عَبْد اللّه الجُلاّبیِّ .

وَ عَلیُّ بنُ حَمْزَهَ الغَرّافیُّ ،له شعْرٌ حَسَنٌ ،و یُلَقَّبُ بالثَّوْرِ، بمُثَلَّثه.

و غَرّافٌ : فَرَسُ البَرَاءِ بن قَیْس بْنِ عَتّاب (5)بن هَرْمیِّ ابنِ ریاحٍ الیَرْبُوعیِّ ،و هو القائلُ فیه:

فإِنْ یَکُ غَرّافٌ تَبَدَّلَ فارساً

سوایَ ،فقَدْ بُدِّلْتُ منْه سَمَیْدَعَا

قال أَبُو محمَّدٍ الأَعرابِیُّ :سأَلْتُ أَبا النَّدَی عن السَّمَیْدَعِ مَنْ هُوَ؟قال:کانَ جارًا للبَرَاءِ بن قَیْسٍ ،و کانا فی مَنْزِل

ص:410


1- (1) معجم البلدان« [1]غریف»فی أبیات.
2- (2) عن التهذیب،نقلاً عن الأصمعی،و بالأصل:و الغرف.
3- (3) دیوانه ط بیروت بروایه:«دون غره عرشه»فلا شاهد فیها،و نبه بهامشه إلی روایه الأصل.و فی التهذیب بروایه:سبعاً شداداً.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:عن أبی علی الفارقی،هکذا هو فی النسخ الخط التی بأیدینا».
5- (5) عن جمهره ابن حزم ص 227 و هو عتاب الردف،و بالأصل«عقاب».

فأَغارَ علیهما ناسٌ من بَکْرِ بن وائلٍ ،فحَمَلَ البَرَاءُ أَهْلَهَ ، وَ رکبَ فَرَساً یُقال له: غَرّافٌ ،فلا یَلْحَقُ فارساً منهم إِلاّ ضَرَبَه برُمْحه،و أُخِذَ السَّمَیْدَعُ ،فنَاداه یا بَراءُ أَنْشُدُکَ الجوارَ،و أَعْجَبَ القَوْمَ الفَرَسُ ،فقالُوا:لَکَ جارُکَ و أَنْتَ آمِنٌ ،فأَعْطِنَا الفَرَسَ ،فاسْتَوْثَقَ منْهُم،و دَفَعَ إِلیهم الفَرَسَ ، وَ اسْتَنْقَذَ جارَه،فلَمّا رَجَع إلی أَخَوَیْهِ -عَمْرٍو و الأَسْوَد- لاماه علی دَفْعه فَرَسَه،فقَالَ َ فی ذلکَ قطْعهً منها هذا البَیْتُ .

و الغَرّافُ من الأَنْهُرِ:الکَثیرُ الماءِ و قال أَبو زَیْدٍ: الغَرّافُ من الخَیْل:الرَّحِیبُ الشَّحْوَهِ ، الکَثیرُ الأَخْذِ بقَوائمه من الأَرْض.

و الغُرَیْفَهُ ، کجُهَیْنَهٍ :ع کما فی التَّکْملَه (1)، و یُقال: تَغَرَّفَنِی : أی أَخَذَ کُلَّ شَیْ ءٍ مَعی کما فی التَّکْملَه.

و انْغَرَفَ الشیءُ: انْقَطَعَ مطاوعُ غَرَفَه غَرْفاً ،قال قَیْسُ بن الخَطِیمِ :

تَنامُ عن کُبْرِ شَأْنِها فإِذَا

قامَتْ رُوَیْداً تَکادُ تَنْغَرِفُ (2)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

غَیْثٌ غَرّافٌ :غَزِیرٌ،قال:

لا تَسْقِهِ صیِّبَ غَرّافٍ جُؤَر

وَ یُرْوَی«عَزّاف»و قَدْ ذُکرَ فی موضعه.

وَ قال ابنُ الأَعْرابیِّ : الغَرْفُ :التَّثَنِّی و الانْقصافُ .

وَ قالَ یَعْقُوب: انْغَرَفَ :تَثَنَّی،و به فُسِّر قَوْلُ قَیْسٍ السابقُ ،و قیلَ :مَعْناه:تَنْقَصِفُ من دقَّه خَصْرِها.

وَ انْغَرَفَ العَظْمُ :انْکَسَرَ.

وَ انْغَرَفَ العُودُ:انْقَرَضَ (3)،و ذلک إذا کُسِرَ و لم یُنْعَمْ کَسْرُه.و انْغَرَفَ :مات.

وَ غَرَفَ البَعیرَ یَغْرُفُه ،و یَغْرِفُه غَرْفاً :أَلْقَی (4)فی رَأْسه الغُرْفَه :أی الحَبْلَ ،یمانیَّهٌ .

وَ مَزادَهٌ غَرْفِیَّهٌ :أی مَلْآنَهٌ ،و قیل:مدْبُوغَهٌ بالتَّمْرِ وَ الأَرْطَی و المِلْحِ .

وَ غَرَف الجلْدَ غَرْفاً :دَبغَه بالغَرْف .

وَ الغَرِیفُ ،کأَمیرٍ:رَمْلٌ لبَنِی سَعْدٍ.

وَ أَبُو الغَرِیف :عُبَیْدُ اللّه بنُ خَلیفَهَ الهَمْدانیُّ (5)،رَوَی عن صَفْوانَ بن عَسّالٍ ،و عنه أَبو رِزْقٍ (6)الهَمْدانیُّ .

وَ عَمْرُو بنُ أَبی الغَرِیف ،عن الشَّعْبیِّ ،و ابْناه:مُحَمَّدٌ وَ هُذَیْلٌ ،عن أَبیهما.

وَ قد سَمَّوْا غُرَیْفاً و غَرّافاً ،کزُبَیْرٍ و شَدّادٍ.

وَ الغَرّافُ :فَرَسُ خُزَزَ بن لَوْذانَ .

وَ الزُّبَیْرُ بنُ عَبْدِ اللّه بن عُبَیْد اللّه بن ریاحٍ المُغْتَرِفیُّ ،عن أبیه،و عنه ابنُه إِسْحاقُ ،و حَفیدُه الزُّبَیْرُ بنُ إِسْحاقَ عَنْ أَبیه، ذکره ابنُ یُونُسَ .

غسف

الغَسَفُ ،مُحرَّکَهً أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ وَ الصّاغانیُّ ،فی التَّکْملَه،و أَوردَه فی العُباب کصاحب اللِّسان:هو الظُّلْمَهُ و السَّوادُ،و قالَ الأَفْوَهُ الأَوْدیُّ :

حتّی إذا ذَرَّ (7)قَرْنُ الشَّمْس أَوْ کَرَبَتْ

وَ ظَنَّ أَنْ سَوْفَ یُولِی بیْضَهُ الغَسَفُ

وَ نَقَله ابنُ بَرِّی أیضاً هکذا،و أنشَدَ للرّاجز:

حَتَّی إذا اللَّیْلُ تَجَلَّی و انْکَشَفْ

و زالَ عن تلْکَ الرُّبَا حتّی انْغَسَفْ

و أَغْسَفوا :أَظْلَمُوا و قَرَأَ بَعْضُهم و منْ شَرِّ غاسِفٍ إذا وَقَبَ (8).

ص:411


1- (1) قیدها یاقوت:تصغیر الغرفه،موضع فی قول عدی بن الرقاع حیث قال: ..لما تلحلح بالبیاض عماؤه حول الغریفه کاد یثوی أو ثوی.
2- (2) بعده فی اللسان:قال یعقوب:معناه تتثنی،و قیل:معناه تنقصف من دقه خصرها.
3- (3) فی التهذیب:«انفرض»بالفاء.و فیه:انغرف العود و انفرض إذا کُسر...
4- (4) فی التهذیب،عن ابن درید؛و غرفت البعیر أغرِفه و أغرُفه إذا ألقیت فی رأسه غرفه،و هو الحبل المعقود بأنشوطهٍ .
5- (5) فی التاریخ الکبیر للبخاری 380/5 الهمدانی الأرحبی.
6- (6) فی التاریخ الکبیر:أبو روق.
7- (7) عن اللسان و [1]بالأصل«زر».
8- (8) سوره الفلق الآیه 3 و [2]القراءه المشهوره: «غاسِقٍ » .

غضرف

الغُضْرُوفُ بالضّمِّ ،هو: الغُرْضُوفُ فی مَعانِیهِ التی تَقَدَّمَتْ قریباً.

ثم إنَّ المصنِّفَ کَتَبَ هذا الحَرْفَ بالحُمْرَه علی أَنَّه مُسْتَدْرکٌ به عَلَی الجَوْهَریِّ ،و هو قَدْ ذَکَرَه فی غَرْضَفَ اسْتطْراداً،فَتأَمَّلْ ذلک.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

امْرأَهٌ غَنْضَرِفٌ ،و غَنْضَفیرٌ:إذا کانَتْ نَسخْمَهً لها خَواصرُ وَ بُطُونٌ و غُضُونٌ ،مثلُ خَنْضَرِفٍ ،و خَنْضَفیرٍ،کما فی اللِّسان،و قد تَقَدَّم فی موضعه.

غضف

غَضَفَ العُودَ و الشَّیْ ءَ یَغْضِفُه غَضْفاً : کَسَرَه فلم یُنْعِمْ کَسْرَه،نَقَلَه الجَوْهَریُّ ،و هو قَوْلُ ابنِ الفَرَجِ رَواهُ عن بَعْضهم.

و غَضَفَ الکَلْبُ أُذُنَه یَغْضِفُها غَضْفاً : أَرْخَاهَا و کَسَرَها نَقَلَه الجَوْهَریُّ ،و قالَ غَیْرُه: غَضَفَ الکَلْبُ أُذُنَه غَضَفانًا ، وَ غَضْفانًا :إذا لَواهَا،و کذلک إذا لَوَتْها الرِّیحُ .

و غَضَفَت الأَتانُ تَغْضِفُ غَضْفاً :إذا أَخَذَت الجَرْیَ أَخْذاً قال أُمَیَّهُ بنُ أَبی عائذٍ الهُذَلیُّ :

یَغُضُّ و یَغْضِفْنَ منْ رَیِّقٍ

کشُؤُوبِ ذی بَرَدٍ و انْسحالِ (1)

کذا فی العُباب،و فَسَّرَه السُّکَّریُّ بالأَخْذِ و الغَرْف.

و قال الأَصمَعیُّ : غَضَفَ بها و خَضَفَ بها: إذا ضَرِطَ .

و الغَضَفُ :مُحرَّکَهً :شَجَرٌ بالهنْد کالنَّخْل سَواءً،غیرَ أنَّ نَواهُ مُقَشَّرٌ بغَیْر لِحاءٍ،و منْ أَسْفَلِه إلی أَعْلاهُ سَعَفٌ أَخْضَرُ مُغَشَّی عَلَیه،قالَه اللَّیْثُ ،و قالَ أَبُو حنیفَهَ :هو نَباتٌ یُشْبهُ نباتَ النَّخْل سواءً،و لکنَّه لا یَطُولُ ،له سَعَفٌ کثیرٌ و شَوْکٌ ، وَ خُوصٌ من أَصْلَبِ الخُوص،تُعْمَلُ منه الجِلالُ العِظامُ ، فتَقُومُ مَقامَ الجُوالَق،یُحْمَلُ فیها المَتاعُ فی البَرِّ و البَحْر، وَ یَخْرجُ فی رؤُوسها بُسْرًا بَشِعاً لا یُؤْکَلُ ،قال:و تُتَّخَذُ من خُوصه حُصْرٌ أَمْثالُ البُسُطِ ،و تُفْتَرَشُ الواحدَهُ عِشْرینَ سنَهً (2). و الغَضَفُ : اسْتِرْخاءٌ فی الأُذُنِ و تَکَسُّرٌ.

و قَدْ غَضِفَ ،کفَرِحَ : إذا صارَ مُسْتَرْخِیَ الأُذُنِ ،کما فی الصِّحاحِ .

و یُقالُ : کَلْبٌ أَغْضَفُ ،من کِلاب غُضْفٍ بالضَّمِّ ، وَ قِیلَ : غَضِفَت الأُذُنُ غَضَفاً ،و هی غَضْفاءُ :طالَتْ وَ اسْتَرْخَتْ و تَکَسَّرَتْ ،و قِیلَ :أَقْبَلَتْ علی الوَجْهِ ،و قِیلَ :

أَدْبَرَتْ إلی الرَّأْسَ و انْکَسَرَ طَرَفُها،و قِیلَ :هی الَّتِی تَتَثَنَّی أَطْرافُها علی باطِنِها،و هی فی الکِلابِ :إِقْبالُ الأُذُنِ علی القَفَا،و فی التَّهْذِیبِ : الغَضَفُ اسْتِرْخاءُ أَعْلَی الأُذُنَیْنِ علی مَحارَتِها من سَعَتِها و عِظَمِها و قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

غَضْفٌ مُهَرَّتَهُ الأَشْداقِ ضارِیَهٌ

مِثْلُ السَّراحِینِ فی أَعْناقِها العَذَبُ

و الأَغْضَفُ من السِّهامِ :الغَلِیظُ الرِّیشِ و هو خِلافُ الأَصْمَعِ .

و الأَغْضَفُ من اللَّیالِی:المُظْلِمُ یُقالُ :لیلٌ أَغْضَفُ :

إذا أَلْبَسَ ظَلامُه،قال ذُو الرُّمَّهِ :

قد أَعْسِفُ النّازحَ المَجْهُولَ مَعْسِفَهُ

فی ظِلِّ أَغْضَفَ یَدْعُو هامَهُ البُومُ

و الأَغْضَفُ مِنَ العَیْشِ :النَّاعِمُ الرَّغد الرَّخِیُّ الخَصِیبُ .

و الأَغْضَفُ من الأَسْدِ:المُتَثَنِّی الأُذُنَیْنِ و هو قَولُ أَبِی سَهْلٍ الهَرَوِیِّ ،و نَصُّه:و أَمّا الأَغْضَفُ :فهُوَ الأَسَدُ المُتَثَنِّی الأُذُنَیْنِ ،و هو أَخْبَثُ له أَو المُسْتَرْخِیهِما قال النّابِغَهُ الجَعْدِیُّ رضِیَ اللّه عنه:

إذا ما رَأَی قِرْنًا مُدِلاًّ هَوَی لَهُ

جَرِیئاً عَلَی الأَقْرانِ أَغْضَفَ ضارِیَا

أَو المُسْتَرْخِی أجْفانُه العُلْیا علی عَیْنَیْهِ غَضَباً أو کِبْرًا وَ هذا قولُ ابنِ شُمَیْلٍ ،قال:و یُقالُ : الغَضَفُ فی الأُسْدِ:

ص:412


1- (1) دیوان الهذلیین 108/2 و فسر الغضف بالکفّ ،و قال:یغضفن،أی الأُتُن،من رَیِّق:یعنی من أول جریهن.
2- (2) خلط الشارح بین کلام أبی حنیفه فی«الغضف»و کلام اللیث فیه،و أما نص قول أبی حنیفه فی کتاب النبات رقم 950 [1] فهو:و الغضف أیضاً له خوص جید متین تتخذ منه القفاع التی یُحمل فیها الجهاز کما یحمل فی الغرائر تتخذ أعدالاً فلها بقاء و نباتها نبات النخل و لکن لا یطول،و تُخرِج فی رؤوسها بُسرًا بشعاً لا یؤکل،فإِذا أُسفت من خَوصه القفاع أخذت متون الخوص و هی الأَوتار التی تمتد فی وسط الخوص فبُلّت و دُقّت علی الفرازیم و عُملت حبالاً و أجره جیاداً باقیه قویه.

کثرهُ أَوْبارِها و تَثَنِّی جُلودِها،و قال اللّیْثُ : الأَغْضَفُ من السِّباعِ :الذی انْکَسَرَ أَعْلَی أُذُنِه،و اسْتَرْخَی أَصْلُه.

و الغاضِفُ :النّاعِمُ البالِ .

و الغاضِفُ : النّاعِمُ من العَیْشِ نقلَهُما الجَوْهریُّ ، وَ شاهِدُ الأَوّلِ :

کَمِ الیَوْمَ مَغْبُوطٌ بخَیْرِکَ بائِسٌ

وَ آخَرُ لم یُغْبَطْ بخَیْرِکَ غاضِفُ

وَ قد غَضَفَ غُضُوفاً .

و قال ابنُ الأَعرابیِّ : الغاضِفُ من الکِلابِ :

المُنْکَسِرُ (1)أَعْلَی أُذُنَیْهِ إلی مُقَدَّمِهِ ،و الأَغْضَفُ :إلی خَلْفِه و من ذلِکَ سُمِّیَتْ کلابُ الصّیْدِ غُضْفاً ،صِفَهٌ غالِبَهٌ .

و الغَضَفَهُ ،مُحرَّکَهً :طائرٌ،أَو هی القَطاهُ الجُونِیَّهُ عن ابنِ دُرَیْدٍ و الجَمْعُ غُضْفٌ ،قال ابنُ بَرِّیّ :و قولُ الجَوْهَرِیِّ :

الغُضْفُ :القَطَا الجُونُ ،صوابُه: الغُضْفُ :القَطَا الجُونِیُّ .

وَ الغَضَفَهُ : الأَکَمَهُ نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و غُضَیْفٌ ،کزُبَیْرٍ:ابنُ الحارِثِ الکِنْدِیُّ أَو هو الحارِثُ ابنُ غُضَیْفٍ هکَذا ذکَره أَرْبابُ المَعاجمِ فی المَوْضِعَیْنِ الثُّمالِیُّ و فی بعض نُسَخِ المُعْجَمِ :الیَمانیُّ أَو السَّکُونِیُّ صَحابِیٌّ نَزَلَ حِمْصَ ،و قیل:إِنّه یَمانیٌّ ،فقولُه:«الثُّمالیّ » تَحْرِیفٌ من المُصَنِّفِ ،و هم إِنَّما اخْتَلَفوا فی الکنْدِیِّ :

وَ السَّکُونِیّ (2)،و فی کونِه حِمْصِیًّا أو یَمانِیًّا،فتَأَمَّلْ ذلک، قال أَبُو عمر:و روی عَنْه ابنُه عِیاضٌ ،و فیه اضطِّرابٌ ، أَو الصَّوابُ بالطّاءِ کما سَیَأْتِی (3).

و أَغْضَفَ اللَّیْلُ :أَظْلَمَ و اسْوَدَّ نقله الجَوْهَرِیُّ ،و لَیْلٌ أَغْضَفُ ،و قد غَضِفَ غَضَفاً ،کما ذُکِر.

و أَغْضَفَت النَّخْلُ :کَثُرَ سَعَفُها،و ساءَ ثَمَرُها فهِیَ مُغْضِفٌ ،و مُغْضِفهٌ .

وَ ثَمَرَهٌ مُغْضِفَهٌ :تَقارَبَتْ من الإِدْراکِ و لَمّا تُدْرِکْ ،قالهشَمِرٌ (4)،و قالَ غیرُه:إذا لم یَبْدُ صَلاحُها،و قالَ أَبُو عَمْرٍو:

هی المُتَدَلِّیَهُ فی شَجَرِها،المُسْتَرْخِیَهُ ،رواه عنه أَبو عُبَیْدٍ.

أَو أَغْضَفت النَّخْلُ :إذا أَوْقَرَتْ (5)قال أَبو عَدْنان:هکَذا قالَتْ لِیَ الحَنْظَلِیَّهُ .

و أَغْضَفَت السَّماءُ: إذا أَخالَتْ للمَطَر و ذلِکَ إذا لَبِسَها الغَیْمُ .

و أَغْضَفَ العَطَنُ :کَثُرَ نَعَمُه و علی هذِه اللُّغَهِ قَوْلُ أُحَیْحَهَ بنِ الجُلاحِ :

إذا جُمادَی مَنَعَتْ قَطْرَهَا

زانَ جَنابِی عَطَنٌ مُغْضِفُ

أَرادَ بالعَطَنِ هنا نَخِیلَه الرّاسِخَهَ فی الماءِ الکَثِیرهَ الحَمْلِ ،و رَواهُ ابنُ السِّکِّیتِ «مُعْصِفُ »بالعینِ و الصّادِ المُهْمَلتین (6)،و قد ذُکِر الاخْتِلافُ فیه فی«عصف».

و التَّغْضِیفُ :التَّدْلِیَهُ نقله الصّاغانِیُّ .

و التَّغَضُّفُ :التَّغَضُّنُ مثل التَّغَیُّفِ ،نقله الأَزهرِیُّ و المَیْلُ ،و التَّثَنِّی،و التَّکَسُّرُ یقالُ : تَغَضَّفَ عَلَیهِ :إذا مالَ وَ تَثَنَّی و تَکَسَّرَ.

و التَّغَضُّفُ : تَهَدُّمُ أَجْوالِ البِئْرِ و قد تَغَضَّفَتْ .

و تَغَضَّفَ عَلَیْنا اللَّیْلُ :أَلْبَسَنا قال الفَرَزْدَق:

فَلَقْنَا الحَصَی عَنْهُ الَّذِی فَوْقَ ظَهْرِه

بأَحْلامِ جُهّالٍ إذا ما تَغَضَّفُوا (7)

و تَغَضَّفَتْ عَلَیْنا الدُّنْیا: إذا کَثُرَ خَیْرُها و أَقْبَلَتْ .

و تَغَضَّفَت الحَیَّهُ :تَلَوَّتْ قال أَبُو کَبِیرٍ الهُذَلِیُّ :

إلاّ عَواسِلُ کالمِراطِ مُعِیدَهٌ

باللَّیْلِ مَوْرِدَ أَیِّمٍ مُتَغَضَّفِ (8)

ص:413


1- (1) فی التهذیب:المتکسر.
2- (2) فی أسد الغابه: [1]الکندی و قیل السکونی و قیل الأزدی،و هو ابن زنیم الثمالی..و قد اتفقوا علی أنه ثمالی و إذا کان کذلک فهو أزدی،لأن ثماله بطن من الأزد.
3- (3) قال العقیلی و الصحیح غضیف،بالضاد المعجمه.انظر أسد الغابه،ترجمه «غطیف بن الحارث».
4- (4) ورد قوله تفسیرًا لحدیث عمر رضی اللّه عنه و قد ذکر أبواب الربا،ثم قال: وَ منه الثمره تباع و هی مغضِفه.
5- (5) ضبطت فی التهذیب بضم الهمزه و کسر القاف.
6- (6) زید فی التهذیب:و قال:هو من العصف،و هو ورق الزرع و إنما أراد خوص سعف النخل.
7- (7) و یروی:«قلفنا».
8- (8) دیوان الهذلیین 105/2 و یروی«إلا عواسر»و یروی:«کالقداح»بدل «کالمراط ».

و انْغَضَفُوا فی الغُبارِ:دَخَلُوا فِیهِ .

و انْغَضَفَتِ البِئْرُ:انْهارَتْ و تَهَدَّمتْ أَجْوالُها،قال العَجّاجُ :

و انْغَضَفَتْ فی مُرْجَحِنٍّ أَغْضَفَا

شَبَّهَ ظُلْمَهَ اللَّیْلِ بالغُبارِ.

و غَنْضَفٌ کجَعْفَرٍ: اسمٌ و النُّونُ زائِدَهٌ .

*و ممّا یُسْتَدرَکُ عَلَیه:

غَضَّفَه تَغْضِیفاً (1):کَسَرَه، فانْغَضَفَ :انْکَسَرَ،و تَغَضَّفَ .

وَ کُلُّ مُتَثَنٍّ مُسْتَرْخٍ : أَغْضَفُ ،و الأُنْثَی غَضْفاءُ .

وَ الغَضْفاءُ من المَعزِ:المُنْحَطَّهُ أَطْرافُ الأُذُنینِ من طُولِهِما.

وَ المُغْضِفُ کالأَغْضَفِ .

وَ الأَغْضَفُ :من أَسْماءِ الأَسَدِ.

وَ انْغَضَفَتْ أُذُنُه:إذا انْکَسَرَتْ من غَیْرِ خِلْقَهٍ .

وَ غَضِفَتْ :إذا کانَتْ خِلْقَهً .

وَ انْغَضَفَ الضَّبابُ :تَراکَمَ بعضُه عَلَی بَعْضٍ ،قال:

لمّا تَآزَیْنا إلی دِفْ ءِ الکُنُفْ

فی یَوْمِ رِیحٍ و ضَبابٍ مُنْغَضِفْ

وَ یُقالُ :فی أَشْفارِه غَضَفٌ و غَطَفٌ بمعنًی واحِدٍ.

وَ قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :سَنَهٌ غَضْفاءُ :إذا کانَتْ مُخْصِبَهً .

وَ غَضَفَ الفَرَسُ و غَیْرُه:أَخَذَ فی الجَرْیِ من غَیْرِ حِسابٍ .

وَ قالَ السُّکَّرِیُّ : الغَضَفُ :أَخْذٌ و غَرْفٌ ،و قالَ مرَّهً أُخْری:هو أَخْذٌ فی سَمْحٍ ،یُقال: غَضَفَ فلانٌ من طَعامٍ لَیِّنٍ .

وَ غُضَیْفٌ ،کزُبَیْرٍ:موضِعٌ .

غطرف

الغِطْریفُ بالکَسْرِ:السَّیِّدُ کما فی الصِّحاحِ ، زادَ اللَّیْثُ الشَّرِیفُ و أَنشَدَ:

أَنتَ إذا ما حَصَّلَ التَّصْنِیفُ

قَیْساً و قَیْسٌ فِعْلُها مَعْرُوفُ

بِطْرِیقُها و المَلِکُ الغِطْرِیفُ

وَ قالَ ابنُ السِّکِّیتِ : الغِطْرِیفُ :هو السَّخِیُّ السَّرِیُّ ، وَ الشابُّ کالغِطْرافِ بالکسرِ (2)،و قِیلَ :هو الفَتَی الجَمِیلُ ج: الغَطارِفَهُ و الغَطارِیفُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الغِطْرِیفُ : الذُّبابُ .

و فی الصِّحاحِ : الغِطْرِیف : فَرْخُ البازِیِّ و قالَ غیرُه:

الغِطْرِیفُ ،و الغَطْرافُ :البازِیُّ الّذِی أَخِذَ من وَکْرِه.

و قال ابنُ عَبّاد: الغِطْرِیفُ : الحَسَنُ ،کالغُطْرُوفِ کزُنْبُورٍ،و فِرْدَوْسٍ فهُنَّ ثَلاثُ لُغاتٍ .

أَو الغِطْرَوْفُ ، کفِرْدَوْسٍ : هو الشّابُّ الظَّرِیفُ قالَهُ أَبو عَمْرو،و أَنْشَدَ لنَوْفَلِ بنِ هَمّامٍ :

وَ أَبْیَضَ غِطْرَوْفٍ أَشَمَّ کأَنَّه

عَلَی الجَهْدِ سَیْفٌ صُنْتَهُ بصِیانِ

و تَغَطْرَفَ :تَکَبَّرَ قاله الأَحْمَرُ،و أَنْشَد:

فإِنَّکَ إِنْ عادَیْتَنِی غَضِبَ الحَصَی

عَلَیْکَ و ذُو الجَبُّورَهِ المُتَغَطْرِفُ (3)

وَ یُرْوَی:«المُتَغَتْرِفُ »و قد تَقَدَّم،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

و مَنْ یَکُونُوا قَوْمهُ تَغَطْرَفَا

وَ قالَ الفَرَزْدَقُ :

إذا ما احْتَبَتْ لِی دارِمٌ عندَ غابَهٍ

جَرَیْتُ إِلَیْها جَرْیَ مَنْ یَتَغَطْرَفُ (4)

وَ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لکَعْبِ بنِ مالِکٍ :

الحَمْدُ للّه الّذِی قَدْ شَرَّفا

قَوْمِی و أَعطاهُمْ معاً و غَطْرَفَا

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : تَغَطْرَفَ : اخْتالَ فی المَشْیِ خاصَّهً ،و أَنْشَدَ:

ص:414


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:غضّفه تغضیفاً الخ،عباره اللسان: [1]غَضَف العودَ و الشیء یغضُفه غَضْفاً فانغضف و غَضَّفَه فتغضَّف:کَسَرَه فانکسر و لم یُنعم کسرَه ا ه ».
2- (2) فی اللسان:الغطریفُ و الغُطارفُ :السید الشریف السخی الکثیر الخیر. وَ فی التهذیب کالأصل:الغطریف و الغِطراف.
3- (3) اللسان و [2]نسبه لمغلس بن لقیط ،و فی التهذیب بدون نسبه بروایه:المتغترف.
4- (4) دیوانه بروایه:عند غایه.

فإِنْ یَکُ سَعْدٌ مِنْ قُرَیْشٍ فإِنَّما

بغَیْرِ أَبِیهِ منْ قُرَیْشٍ تَغَطْرَفَا

یَقولُ :إِنّما تَغَطْرَفَ من وِلایَتِه و لم یَکُ أَبُوه شَرِیفاً،و قد حُکِیَ ذلِک فی التَّغَتْرُفِ أَیْضاً.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الغَطْرَفَهُ :الخُیَلاءُ و العَبَثُ .

وَ قال الجَوْهرِیُّ : الغَطْرَفَهُ :التَّکَبُّرُ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

عَنَقٌ غطْرِیفٌ :واسِعٌ ،و کذلِک خِطْرِیفٌ .

وَ أُمُّ الغِطْرِیفِ :امْرَأَهٌ من بَلْعَنْبَرِ بْنِ عَمْرِو بنِ تَمِیم.

وَ جَمْعُ الغِطْرِیفِ : غَطارِیفُ ،قال جَعْوَنَهُ العِجْلِیّ :

وَ تَمْنَعُها من أَنْ تُسَلَّ و إِنْ تُخَفْ

تَحُلْ دُونَها الشُّمُّ الغَطارِیفُ من عِجْلِ

وَ یُجْمَع أَیضاً علی الغَطارِفِ ،و أَنشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ لابنِ الطَّیْفَانِیَّهِ :

وَ إِنِّی لَمِنْ قَوْمٍ زُرَارَهُ مِنْهُمُ

وَ عَمْرٌو و قَعقاعٌ أُولاکَ الغَطارِفُ

وَ ابنُ الغِطْرِیفِ :مُحدِّثٌ مَشْهُورٌ.

غطف

الغَطَفُ ،مُحرَّکَهً :سَعَهُ العَیْشِ و عَیْشٌ أَغْطَفُ ،مثل أَغْضَفَ :مُخْصِبٌ .

و الغَطَفُ : طُولُ الأَشْفارِ و تَثَنِّیها و هو مذکورٌ فی العینِ عن کراعٍ ،و

14- فی حدیثِ أُمِّ مَعْبَدٍ: «و فی أَشْفارِه غَطَفٌ ». هو أَنْ یَطُولَ شَعَرُ الأَجْفانِ ثم یَنْعَطِفَ ،و رَواه الرُّواهُ بالعَیْنِ المهمله،و قال ابنُ قُتَیْبَهَ :سأَلْتُ الرِّیاشِیَّ فقَالَ َ:لا أَدْرِی ما العَطَفُ ،و أَحْسَبُه الغَطَفَ بالغَیْنِ ،و به سُمِّیَ الرَّجُلُ غُطَیْفاً [و غطفان ] (1).

أَو کَثْرَهُ شَعَرِ الحاجِبِ .

وَ قیلَ : الغَطَفُ :قِلَّهُ شَعَرِ الحاجِبِ ،و رُبَّما اسْتُعْمِل فی قِلَّهِ الهُدْبِ .

وَ قالَ شَمِرٌ:الأَوْطَفُ ،و الأَغْطَفُ بمَعْنًی واحدٍ فی الأَشفارِ.و قال ابنُ شُمَیْلٍ : الغَطَفُ :الوَطَفُ .

وَ قال ابنُ دُرَیْدٍ: الغَطَفُ :ضدُّ الوَطَفِ ،و هو قِلَّهُ شَعَرِ الحاجِبیْنِ (2)،فتَأَمَّلْ ذلک.

و غَطَفانُ ،مُحرّکَهً :حیٌّ مِنْ قَیْسٍ و هو غَطَفانُ بنُ سعْدِ ابْنِ قَیْسِ عَیْلانَ ،و أَنشَدَ الجوْهرِیُّ :

لَوْ لَم تَکُنْ غَطَفانٌ لا ذُنُوبَ لَها

إلیَّ لامتْ ذَوُو أَحْسابِها عُمَرَا

قال الأَخْفَشُ :قولُه:لا زائِدَهَ یُرِیدُ:لو لَم تَکُنْ لها ذُنُوبٌ .

و أَبُو غَطَفانَ بنُ طَرِیفٍ و یُقال:ابنُ مالِکٍ المُرِّیُّ عن الحجازِیِّ ،تابِعِیٌّ رَوَی عَنْ أَبِی هُرَیْرَهَ و ابنِ عَبَّاسٍ و رَوَی عنه إِسْماعِیلُ بنُ أُمَیَّهَ ،کذا ذَکَره المِزِّیُّ .

و بَنُو غُطَیْفٍ ،کزُبَیْرٍ:حَیٌّ مِنَ العَرَبِ . قلتُ :هم قَبِیلَتان:إِحْدَاهُما مِن مَذْحِجٍ ،و هم بَنُو غُطَیْفِ بن ناجِیَهَ بنِ مُرادٍ،رَهْطُ فَرْوَهَ بنِ مُسَیْکٍ الغُطَیْفیِّ الصّحابِیِّ ،رضِی اللّه عنهُ ،و الثانِیهُ من بَنِی طَیِّیءٍ،و هم بَنُو غُطَیْفِ بنِ حارِثَهَ بْنِ سَعْدِ بنِ الحَشْرَجِ بنِ امْرِیءِ القَیْسِ بْنِ عَدِیِّ بنِ أَخْزَمَ بنِ هزومه بنِ رَبِیعَهَ بنِ جَرْوَلٍ الطّائِیّ ،أَخو (3)مِلْحانَ الذی رَثاهُ حاتِمٌ ،و ابْناهُ حَلْبَس (4)و مِلْحان ابنا هزومه بنِ رَبِیعَهَ شَهِدا صِفِّینَ .

أَو هم قَوْمٌ بالشّامِ و هؤلاءِ من بَنِی طَیِّیءٍ،فلا حاجَهَ إلی الإِعادَهِ ،و لو قال:«مِنْهُم قومٌ بالشّام»لأَصابَ المِحَزَّ.

و الغُطَیْفیُّ :فَرَسٌ کانَ لَهُمْ فی الإِسْلامِ نُسِبَ إِلیهِمْ ،قال الخُزاعِیُّ یَفْخَرُ بما صارَ إِلیه من نَسْلِه:

أَنْعَتُ طِرْفاً من خِیارِ المِصْرَیْنْ

مِن الغُطَیْفِیّاتِ فی صَرِیحَیْنْ

و أُمُّ غُطَیْفٍ الهُذَلِیَّهُ :صَحابِیَّهٌ هی الَّتِی ضَرَبَتْها مُلَیْکَهُ فی قِصّهِ حَمَل بْنِ مالِکِ بنِ النّابِغَهِ .

ص:415


1- (1) زیاده عن التهذیب.
2- (2) الجمهره 108/3. [1]
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:أخو ملحان الخ العباره هکذا فی النسخ الخط و الطبع،و حرر،ا ه ».
4- (4) کذا بالأصل و الذی فی جمهره ابن حزم ص 402:و [2]کان عدی(بن حاتم) مع علی فی جمیع مشاهده،و کان بنو عمه:لأمْ و حلبس و ملحان بنو غطیف ابن حارثه بن سعد بن الحشرح مع معاویه بصفین،و هم أخوه عدی بن حاتم لأمه.

و غُطَیْفُ بنُ الحارِثِ الکِنْدِیُّ : صَحابِیٌّ أَو هو الحارِثُ ابنُ غُطَیْفٍ و تَقَدَّمَ الاخْتِلافُ فی«غضف» قَرِیباً.

و أَبو غُطَیْفٍ الهُذَلِیُّ :تابِعِیٌّ و یُقالُ :غُضَیْفٌ ،و یُقالُ :

عُطَیْفٌ ،رَوَی عن عبدِ اللّه بنِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ ،و عنه عبدُ الرَّحْمنِ بنُ زِیادِ بنِ أَنْعُم الْإِفْرِیقِیُّ ،قال ابنُ أَبِی حاتِمٍ :

سُئل أَبو زُرْعَهَ (1)عن اسْمِه فقَالَ َ:لا یُعْرَفُ اسمُه.

وَرْوحُ بنُ غُطَیْفٍ بنِ أَبِی سُفْیانَ الثَّقَفیُّ الجَزَرِیُّ :

مُحَدِّثٌ یَرْوِی عن الزُّهْرِیِّ ،قال الدّارَقُطْنِیُّ : ضَعِیفٌ و قالَ النَّسائِیُّ :مَتْرُوکُ الحدیثِ ،و قال أَبُو حاتِمٍ الرّازِیُّ :مُنْکَرُ الحَدِیثِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الغاطُوفُ :المِصْیَدَهُ ،لغهٌ فی المُهْمَلَهِ ،و قد تَقَدَّم.

وَ غَطَفانُ ،غیرُ مَنْسُوبٍ :تابِعِیٌّ یَرْوِی عن ابنِ عَبّاسٍ ، وَ عنهُ أَهْلُ الشّامِ ،ماتَ فی ولایهِ مَرْوانَ ،ذکر هؤلاءِ ابنُ حِبّان فی الثِّقَاتِ .

وَ غُطَیْفٌ (2)السُّلَمِیُّ :الذی قِیلَ فیهِ :

لَتَجِدَنِّی بالأَمِیرِ بَرَّا

و بالقَناهِ مِدْعَساً مِکَرَّا

إِذا غُطَیْفُ السُّلَمِیُّ فَرَّا

غظف

غُظَیْفٌ کزُبَیْرٍ أَهْمَلَه الجَوْهرِیُّ و صاحبُ اللِّسانِ ،و قالَ الصّاغانِیُّ :قال أَبو مُحَمَّدٍ الأَعرابِیُّ ،فی کتابِ الخَیْلِ ،من تَأْلِیفه:هو فَرَسُ عَبْدِ العَزِیرِ بنِ حاتِمٍ الباهِلِّی من نَسْلِ الحَرُونِ کذا فی العُبابِ ،و زادَ فی التَّکْمِلَه:و أَنا أَخْشَی أَنْ یکونَ تَصْحِیفاً.قلت:و هو ظاهرٌ، فإِنّنی قد قَرَأْتُ فی کتاب الخَیْلِ لابنِ هِشامٍ الکَلْبِیّ :

غُطَیْف،هکَذا هو مَضْبوطٌ بالطّاءِ المُهْملهِ ،و هی نُسْخَهٌ قدیمهٌ یُوثَقُ بها،ثم إنَّ الذی فی کِتابِ أَبی مُحَمَّدٍ الأَعرابِیِّ :« غَظِیفٌ »کأَمِیرٍ،و هکَذا ضَبَطَه الصّاغانِیُّ فی کِتابَیْهِ ضَبْطَ القَلَمِ ،و الحَرُونُ الَّذِی ذَکَره فإِنَّه فَرَسُ مُسْلِمِ ابنِ عَمْرٍو الباهِلِیِّ ،و نتاجُه فی بَنِی هِلالٍ ،و نَسَبُه هکَذا:

الحَرُونُ بنُ الخُزَزِ بنِ الوَثِیمِیِّ بنِ أَعْوَجَ ،فهو أَخُو الأَثاثِیِّ علی ما یَأْتِی بیانُه فی«حرن»إِنْ شاءَ اللّه تعالی.

غفف

الغُفَّهُ ،بالضمِّ :البُلْغَهُ من العَیْشِ کالغُبَّهِ ، وَ أَنشد الجَوْهرِیُّ لثابِتِ (3)قُطْنَهٍ :

لا خَیْرَ فی طَمَعٍ یُدْنِی إلی طَبَعٍ

وَ غُفَّهٌ من قِوامِ العَیْشِ تَکْفِینِی

وَ أَنشَدَه التَّنُوخِیُّ فی کتابِ «الفَرَج بعدَ الشِّدَّهِ »لعُرْوَهَ بنِ أُذَیْنَهَ .

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : الغُفَّهُ : الفَأْرُ سُمِّیَ بذلِک لأَنَّه بُلْغَهُ (4)السِّنَّوْرِ قالَه ابنُ دُرَیْدٍ و أَنْشَدَ:

یُدِیرُ النَّهارَ بحَشْرٍ لَهُ

کما عالَجَ الغُفَّهَ الخَیْطَلُ (5)

الخَیْطَلُ :السِّنَّوْرُ،و هذا البیتُ یُعایَا به،یَصِفُ صَبیًّا یُریدُ نَهارًا،أی:فَرْخَ حُبارَی.

و الغُفَّهُ ،کالخُلْسَهِ ،و هو ما یَتَناوَلُه البَعِیرُ بفِیهِ عَلَی عَجَلَهٍ منه،و قالَهُ شَمِرٌ.

و الغَفُّ ،بالفَتْحِ :ما یَبِسَ من وَرَقِ الرَّطْب کالقَفِّ ، وَ ذِکْر الفَتْحِ مُسْتَدْرَکَ .

وَ قالَ ابنُ عَبّادٍ:یُقال: جاءَ علی غِفّانِهِ ،بالکَسْرِ أی:

حِینِه و إِبّانِه،أو الصّوابُ بالمُهْمَلَهِ و هو مُبْدَلٌ من إِفّانِه،نَبَّه علیه الصّاغانِیُّ ،و قد سَبَقَ البحثُ فیه.

و اغْتَفَّتِ الدَّابَّهُ اغْتِفافاً : أَصابَتْ غُفَّهً من الرَّبِیعِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الکِسائِیِّ ،زادَ غیرُه:و لم تُکْثِرْ.

أَو إذا سَمِنَتْ بعضَ السِّمَنِ قال الجَوْهَریُّ :حکاهُ عن الکِسائِیِّ غیرُ أَبِی الحَسَنِ ،و قالَ أَبو زَیْدٍ، اغْتَفَّ المالُ اغْتِفافاً ،قال:و هو الکَلَأُ المُقاربُ ،و السِّمَنُ المُقارِبُ ،قال الطُّفَیْلُ الغَنَوِی:

وَ کُنَّا إذا ما اغْتَفَّتِ الخَیْلُ غُفَّهً

تَجَرَّدَ طَلاّبُ التِّراتِ مُطَلَّبُ (6)

یَقُول:تَجَرَّدَ طالِبُ التِّرَهِ ،و هو مَطْلُوبٌ مع ذلِک،فرفَعَه بإِضمارِ هُوَ،أی:هو مُطَلَّبٌ .

ص:416


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«أبو وزعه».
2- (2) عن اللسان و بالأصل«و غطیفه».
3- (3) بالأصل«لثابت بن قطنه»و المثبت عن اللسان [1]ماده طبع.
4- (4) فی التکمله عن ابن درید:لأنها قوت السنّور.
5- (5) اللسان [2]بروایه:«بجشءٍ له»بدلا من«بحشرٍ له»و الخیطل:السنّور.
6- (6) الأساس بروایه:«یُطلِّبُ »بدل«مطلب».

و یُقال: اغْتَفَفْتُه : إذا أَعْطَیْته شَیْئاً یَسِیرًا نَقَلَه الصّاغانیُّ .

و غَفِیفَهٌ من بَقْلٍ :ضَغِیفَهٌ و قد تَقَدَّم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

تَغَفَّفَت الدّابَّهُ :نَالَتْ غُفَّهً من الرَّبِیعِ .

وَ الاغْتِفافُ :تَناوُلُ العَلَفِ .

وَ الغُفَّهُ أَیْضاً:کَلَأٌ قَدِیمٌ بالٍ ،و هُو شَرُّ الکَلِأ.

وَ غُفَّهُ الإِناءِ و الضَّرْعِ :بَقِیَّهُ ما فِیهِ .

وَ تَغَفَّفَه :أَخذَ غُفَّتَه .

غلدف

المُغْلَنْدِفُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسانِ ، وَ قال ابنُ عَبّادٍ:هو الشَّدِیدُ الظُّلْمَهِ .

غلطف

کالمُغْلَنْطِفِ بالطاءِ،أَهْمَلَه الجَوْهرِیُّ ، وَ صاحبُ اللِّسانِ أَیضاً،و نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ فی المُحِیطِ .

غلف

الغِلافُ ،ککِتابٍ :م مَعْرُوفٌ و هو الصِّوانُ ،و ما اشْتَملَ علی الشَّیْ ءِ،کقَمِیصِ القَلْبِ ،و غِرْقِیءِ البَیْضِ ، وَ کِمامِ الزَّهْرِ،و ساهُورِ القَمَرِ ج: غُلْفٌ بضَمَّهٍ ،و قُرِیءَ قولُه تَعالَی: و قالُوا قُلوبُنَا غُلُفٌ (1)بضَمَّتَیْنِ أی:أَوْعِیَهٌ للعِلْمِ ،فما بالُنا لا نَفْقَهُ ما تَقُولُ ،و هی قِراءَهَ ابنِ عَبّاسٍ ، وَ سَعِیدِ بنِ جُبَیْرٍ،و الحَسَنِ البَصْرِیِّ ،و الأَعرَجِ ،و ابنِ مُحَیْصِنٍ ،و عَمْرِو بنِ عُبَیْدٍ،و الکَلْبِیِّ ،و أَحْمَدَ-عن أَبی عَمْرٍو-و عِیسَی،و الفَضْلِ الرَّقاشِیّ ،و ابنِ أَبِی إِسْحاقَ .

و فی رِوایَهٍ : « غُلَّفٌ » کرُکَّعِ ،و قرأَ بِهِ ابنُ مُحَیْصِنٍ فی رِوایَهٍ أُخْری،و هو مُحَمّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ المَکِّیُّ ،أحدُ الأَربَعَهِ من الشَّواذِّ،اتّفاقًا،قال الصّاغانِیُّ :و لَعَلَّهُ أَرادَ به الجَمْعَ .

و غَلَفَ القارُورَهَ غَلْفاً : جَعَلَها فی غِلافٍ و کذا غَیْرَها کغَلَّفَها تَغْلِیفاً : أَدْخَلَها فی غِلافٍ ،أو جعلَ لها غِلافاً.

و قَلْبٌ أَغْلَفُ بَیِّنُ الغُلْفَهِ کأَنَّما أُغْشِیَ غِلافاً فهو لا یَعِی شیْئاً و منه

16- الحَدِیثُ (2): «القُلُوبُ أَرْبَعَهٌ :«فقَلْبٌ أَغْلَفُ ». أی:

علیه غِشاءٌ عن سَماعِ الحَقِّ و قَبُولِه،و هو قَلْبُ الکافِرِ، وَ جَمْعُ الأَغْلَفِ : غُلْفٌ ،و منه قَوْلُه تَعالَی: وَ قالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ أی:فی غِلافٍ عن سَماعِ الحَقِّ و قَبُولِه،و

14- فی صِفَتِه صَلّی اللّه عَلَیهِ و سلَّمَ : «یَفْتَحُ قُلوباً غُلْفاً ». أی:مُغَشّاهً مُغَطّاهً ،و لا یَکُونُ الغُلُفُ -بضَمَّتَیْنِ -جمعَ أَغْلَفَ ؛لأَنّ «فُعُلاً»لا یَکُونُ جَمْعَ أَفْعَل عند سِیبَوَیْهِ إلاّ أَن یُضطّر شاعرٌ، کقوله:

جَرَّدُوا منها وراداً و شُقْرْ (3)

وَ قالَ الکسائِیُّ :ما کانَ جَمعُ فِعالٍ و فَعُولٍ و فَعِیلٍ [فهو] (4)علی فُعُلٍ مُثَقَّلٍ .

و رَجُلٌ أَغْلَفُ بَیِّنُ الغَلَفِ ،مُحَرَّکهً : أی أَقْلَفُ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو الَّذِی لم یَخْتَتِنْ .

و الغُلْفَهُ ،بالضَّمِّ :القُلْفَهُ .

و غُلْفَهُ : ع.

و یقالُ : عَیْشٌ أَغْلَفُ : أی واسعٌ رَغْدٌ.

و سَیْفٌ أَغْلَفُ : فی غِلافٍ ، و قَوْسٌ غَلْفاءُ و کَذلِک کُلُّ شیءٍ فی غِلافٍ .

وَ سَنَهٌ غَلْفاءُ :مُخْصِیَهٌ کَثُرَ نَباتُها،و عامٌ أَغْلَفُ کَذلک.

و أَوْسُ بنُ غَلْفاءَ :شاعِرٌ و هو القائِلُ :

أَلا قالَتْ أُمامَهُ یومَ غَوْلٍ

تَقَطَّعَ بابنِ غَلْفاءَ الحِبالُ

و الغَلْفاءُ أَیضاً: لَقَبُ سَلَمَهَ عمِّ امْرِیءِ القَیْسِ بنِ حُجْرٍ عن ابن دُرَیْدٍ (5).

و أَیضاً لَقَبُ مَعْدِی کَرِبَ بنِ الحارِثِ بن عَمْرٍو أَخِی شُرَحْبِیلَ (6)بْنِ الحارِثِ لأَنَّه أَوَّلُ مَنْ غَلَّفَ بالمِسْکِ زَعَمُوا،کذا فی الصِّحاحِ .

و قال شَمِرٌ: الأَرْضُ الغَلْفاءُ :هی الّتِی لم تُرْعَ قَبْلُ فَفِیها کُلُّ صَغِیرٍ و کَبِیرٍ من الکَلَأَ و هو أیضاً قولُ خالِدِ بنِ جَنْبَهَ .

و غَلْفانُ ، کسَحْبانَ : ع.

و بَنُو غَلْفانَ :بَطْنٌ من العَرَبِ .

ص:417


1- (1) سوره البقره الآیه 88،و [1]القراءه «غُلْفٌ » .
2- (2) فی النهایه و اللسان: [2]حدیث حُذیفه و الخدری.
3- (3) ما بین معقوفتین زیاده عن اللسان [3]اقتضاها السیاق.
4- (4) زیاده عن اللسان. [4]
5- (5) الجمهره 147/3. [5]
6- (6) الأصل و الصحاح و فی اللسان«شراحیل».

و الغَلْفُ :شَجَرٌ یُدْبَغُ بِهِ ، کالغَرْفِ و قِیلَ :لا یُدْبَغُ به إِلاّ معَ الغَرْفِ .

و تَغَلَّفَ الرَّحْلُ ،و اغْتَلَفَ :حَصَلَ (1)له غِلافٌ من هذَا الأَدِیمِ و نحوِه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:

أَغْلَفَ القارُورَهَ إِغْلافاً :جَعَلَ لها غِلافاً ،نَقَلَه اللَّیْثُ ، وَ هو فی الصِّحاح.

وَ سَرْجٌ مُغَلَّفٌ ،و رَحْلٌ مُغَلَّفٌ :علیه غِلافٌ من الأَدِیمِ وَ نحوهِ .

وَ الأَغْلَفُ :الَّذِی عَلَیه لِبْسَهٌ لم یَدَّرِعْ مِنْها،أی:لم یَخرج منها،قالَهُ خالِدُ بنُ جَنْبَهَ .

وَ قَلْبٌ مُغَلَّفٌ :مُغَشًّی.

وَ الغُلْفَتانِ :طَرَفا الشّارِبَیْنِ ممّا یَلِی الصِّماغَیْنِ (2).

وَ الغَلَفُ ،محرکهً :الخِصْبُ الواسعُ .

وَ غَلَفَ لِحْیَتَه بالطِّیبِ و الحِنّاءِ و الغالِیهِ .

وَ غَلَّفَها :لَطَخَها،و کَرِهَها ابنُ دُرَیْدٍ،و نَسَبَها للعامَّهِ ، وَ قالَ :إِنَّما هو غَلاّها (3)،و أَجازَها اللَّیْثُ و آخرونَ ،

14- ففی حدیثِ عائِشَهَ -رضی اللّه عنها-: «کُنْتُ أُغَلِّفُ لِحْیَهَ رسولِ اللّه صلّی اللّه عَلَیه و سَلَّمَ بالغالِیَهِ ». أی:أَلْطَخُها، وَ أَکْثَرُ ما یُقال: غَلَفَ بها لِحْیَتَه غَلْفاً ،و غَلَّفَها تَغْلِیفاً .

وَ قالَ ثَعْلَبٌ : تَغَلَّفَ الرَّجُلُ بالغالِیَهِ و سائِر الطِّیبِ ،و قالَ غیرُه: اغْتَلَفَ من الطِّیبِ .

وَ قالَ ابنُ الفَرَجِ (4): تَغَلَّفَ بالغالِیَهِ إذا کانَ ظاهِرًا، وَ تَغَلَّلَ بِها:إذا کانَ داخِلاً فی أُصُولِ الشَّعَرِ.

وَ الغَلْفُ ،ککَتِفٍ :نَبْتٌ تَأْکُلُه القُرودُ خاصّهً ،حکاه أَبُو حَنِیفَهَ .

غنضف

غَنْضَفٌ ،کجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ وَ الصّاغانیُّ فی کِتابَیْهِ ،و هو اسْمٌ کما فی اللِّسانِ .

غنطف

غَنْطَفٌ ،کجَعْفَرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغانِیُّ فی کتابَیْهِ ،و هو أَیضاً اسمٌ کما فی اللِّسانِ ،و الظّاهِرُ من سیاقِ المصنِّفِ إِیّاهُما هنا أنَّ نُونَهُما أصلیّهٌ ،و عندِی فی ذلِکَ نَظَرٌ.

غنف

الغَیْنَفَ ،کزَیْنَبَ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :هو غَیْلَمُ (5)الماءِ فی مَنْبَعِ الآبارِ و العُیُونِ .

و بَحْرٌ ذُو غَیْنِفٍ أی:مادَّهٍ ،قال رُؤْبَهُ :

أَنَا ابنُ أَنْضادٍ إِلیها أُرْزِی

أَغْرِفُ من ذِی غَیْنَفٍ و أُوزِی (6)

قال الأَزْهَرِیُّ :و لم أَسْمَع الغَیْنَفَ بمعنی غَیْلَمِ الماءِ لغیرِ اللَّیْثِ ،و البیتُ الذی أَنْشَدَه لرُؤْبَهَ رواه شَمِرٌ عن الإِیادِیّ :

من ذِی غَیِّثٍ و نُوزِی

قال:و لا آمَنُ أَن یکونَ غَیْنَفُ تَصْحِیفاً،و کانَ غَیِّثاً فصُیِّر غَیْنَفاً ،قال:فإِنْ رَواه ثِقَهٌ و إِلاَّ فهو غَیِّثٌ ،و هو صَوابٌ .

قلتُ :و هذا سَبَبُ إِهْمالِ الجوهریِّ هذا الحَرْفَ ،و ما أَدَقَّ نظرَه رَحِمَه اللّه تَعالَی.

غیف

غافَتِ الشَّجَرَهُ تَغِیفُ غَیَفانًا ،مُحَرَّکَهً : إذا مالَتْ أَغْصانُها یَمِینًا و شِمالاً،کتَغَیَّفَ ، کذا فی النُّسَخِ ، وَ الصَّوابُ کتَغَیَّفَتْ ،نقله الجَوْهَریُّ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ لنُصَیْبٍ :

فظَلَّ لها لَدْنٌ من الأَثْلِ مُورِقٌ

إذا زَعْزَعَتْهُ سَکْبَهٌ یَتَغَیَّفُ

و قال اللَّیْثُ : الأَغْیَفُ کالأَغْیَدِ،إلاّ أَنّه فی غَیْرِ نُعاسٍ قال العَجّاجُ یصف ثَوْرًا:

فی دِفْ ءِ أَرْطاهٍ لَها حَنِیُّ

عُوجٌ جَوافٍ و لها عِصِیُّ

و هَدَبٌ أَغْیَفُ غَیْفانِیُّ (7)

وَ یُرْوَی:«أَهْدَبُ ».

ص:418


1- (1) عن القاموس و [1]بالأصل«جعل».
2- (2) عن اللسان و [2]بالأصل«الصماخین».
3- (3) انظر الجمهره 147/3.
4- (4) فی التهذیب و اللسان:و [3]قال بعضهم.
5- (5) فی التکمله:عیلم بالعین المهمله،و الأصل کاللسان و التهذیب.
6- (6) دیوانه ص 64 بروایه:«من ذی حدب»و قبلهما: لا توعدنی حیه بالنکز.
7- (7) الثالث فی اللسان و نسبه لرؤبه،و الأرجاز فی دیوان العجاج ص 70 و الثالث فیه بروایه:و أهدب.

و الأَغْیَفُ من العَیْشِ :النّاعِمُ مثلُ الأَغْضَفِ ،عنِ ابنِ عَبّادٍ.

قال: و الغَیْفُ :جَماعَهُ الطَّیْرِ.

و الغَیّافُ : کشَدّادٍ:مَنْ طالَتْ لِحْیَتُه و عَرُضَتْ من کُلِّ جانِبٍ و کَبُرَتْ جدًّا بالباءِ الموحّده،و فی بعضِ النُّسَخِ بالمُثَلَّثهِ .

و الغَیْفانُ ،کرَیْحانٍ و هَیَّبانٍ :المَرْخُ هکَذا فی سائرِ النُّسخِ ،و هو تَصْحیفٌ ،صوابُه المَرَحُ محرَّکَهً ،أی فی السَّیْرِ،کما فی اللِّسانِ ،و فی نُسْخَهِ التَّکْمِلَهِ المَرِحُ ، ککَتِفٍ ،هکَذا هو مَضْبُوطٌ ،و الأُولی الصوابُ .

و قال أَبُو حَنِیفَهَ : الغافُ :شَجَرٌ عِظامٌ یَنْبُتُ فی الرَّمْلِ ، وَ یَعْظُمُ ،و ورقُ الغافِ أَصْغَرُ من وَرَقِ التُّفّاحِ ،و هو فی خِلْقَتِه،و له ثَمَرٌ حُلْوٌ جِدًّا و هو غُلْفٌ کأَنَّه قُرُونُ الباقِلَّی، وَ خَشَبُه أَبیضُ ،أَخْبَرَنِی بذلِک بعضُ أَعرابِ عُمَانَ ،و هُناک مَعْدنُ الغافِ ،الواحِدَهُ غافَهٌ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

إلی ابْنِ أَبِی العاصِی هِشامٍ تَعَسَّفَتْ

بِنا العِیسُ من حَیْثُ الْتَقَی الغافُ و الرَّمْلُ

أَو:هو شَجَرُ الیَنْبُوت یَکُونُ بعُمَانَ ،و قالَ أَبو زَیْدٍ:

الغافُ :من العِضاهِ ،و هی شَجَرهٌ نحوُ القَرَظِ شاکَهٌ حِجَازِیّهٌ ،تَنْبُتُ فی القِفافِ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ لقَیْسِ بنِ الخَطِیمِ :

أَلْفَیْتَهُمُ یومَ الهِیاجِ کأَنَّهُم

أُسْدٌ ببیشَهَ أو بِغافِ رُؤافِ (1)

وَ رُؤاف:موضِعٌ قُرْبَ مکَّهَ ،و قالَ الفَرَزْدَقُ :

إِلیکَ نَأَشْتُ یا ابْنَ أَبِی عَقِیلٍ

وَ دُونِی الغافُ غافُ قُرَی عُمانِ

و أَغَافَهُ أی:الشَّجَرَ،إِغافَهً : أَمالَهُ من النَّعْمَهِ وَ الغُضُوضَهِ .

و غَیْفَهُ :ه،قُرْبَ بُلْبَیْسَ شَرْقِیَّ مِصْرَ،و قد صَحَّفَه شَیْخُنا وَ حَرَّفَه،فأَعادَه ثانِیاً فی القافِ ،کما سَیَأْتی،قال الحافِظُ :

وَ الذی علی أَلْسِنَهِ المِصرییِّن الآن غَیْثَهُ ،بالثاءِ بدلَ الفاءِ،و قال أَبو عُبَیْدٍ البَکْرِیُّ :ناحِیَهٌ عَلَی طَرِیقِ الفَرْماء (2)إلی مِصْر.

و قال أَبو عُبَیْدَهَ : غَیَّفَ تَغْییفاً : إذا فَرَّ.

و یُقالُ :حَمَلَ فی الحَرْبِ فَغَیَّفَ :أی جَبُنَ و عَرَّدَ وَ کَذَّبَ ،و أَنْشَدَ الجَوْهرِیُّ للقُطَامِیّ :

وَ حَسِبْتُنَا نَزَعُ الکَتِیبَهَ غُدْوَهً

فیُغَیِّفُونَ و نُوزِعُ السَّرَعانَا

وَ یُرْوی«و نَرْجِعُ » (3).

و تَغَیُّفُ الفَرَسِ :تَعَطُّفُه و مَیَلانُه فی أَحَدِ جانِبَیْهِ فی العَدْوِ.

و المُتَغَیِّفُ :فَرَسُ أَبِی فَیْدِ بنِ حَرْمَلٍ السَّدُوسِیِّ صِفَهٌ غالبهٌ من ذلِک،و فی نُسْخَهِ اللسانِ :« المُغَیَّفُ »بَدَل « المُتَغَیِّف »هکَذا هو مَضْبُوطٌ کَمُعَظَّمٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

تَغَیَّفَ :تَبَخْتَرَ و مَشَی مِشْیَهَ الطِّوالِ ،و قِیلَ :مَرَّ مَرًّا سَهْلاً سَرِیعاً،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :مَرَّ البَعِیرُ یَتَغَیَّفُ ،و لم یُفَسِّرُْه،قال شَمِرٌ:مَعْناهُ یُسْرِعُ ،قال:و قالَ أَبُو الهَیْثَمِ :

التَّغَیُّفُ :أَنْ یَتَثَنَّی و یَتَمایَلَ فی شِقَّیْهِ من سَعَهِ الخَطْوِ،و لِینِ السَّیْرِ،و قالَ المُفَضَّلُ : تغَیَّفَ :اخْتالَ فی مِشْیَتِه.

وَ أَغْیَفَت الشَّجرهُ أَغْیافاً: تَغَیَّفَتْ .

وَ شَجَرَهٌ غَیْفاءُ ،و شَجَرٌ أَغْیَفُ ،و غَیْفانِیٌّ :یَمْؤودٌ،قال رُؤْبَهُ :

و هَدَبٌ أَغْیَفُ غَیْفانِیُّ (4)

وَ تَغَیَّفَ عَنِ الأَمْرِ،و غَیَّفَ :نَکَلَ ،الأَخِیرَهُ عن ثَعْلَبٍ .

وَ غَیْفانُ :موضعٌ .

وَ الغافُ :موضِعٌ بعُمان.

ص:419


1- (1) معجم البلدان«رؤاف»بروایه:بغاب رؤاف.
2- (2) قیدها یاقوت«الفرما»بالتحریک،و القصر.
3- (3) قال ابن بری:الذی فی شعره:و نوزع السرعانا.
4- (4) تقدم مع شطرین آخرین فی الماده منسوبین للعجاج،و هی فی دیوانه صلّی اللّه علیه و آله 70.

فصل الفاء مع الفاء

فلسف

*و ممّا یُسْتَدرَکُ عَلَیه:

الفَلْسَفَهُ :الحِکْمَهُ ،أَعجَمِیٌّ ،و هو الفَیْلَسُوفُ ،و قد تَفَلْسَفَ ،هذا مَوْضِعُ ذِکْرِه،و قد ذَکَره المُصَنِّفُ اسْتِطْراداً فی«سوف»کذِکْرِه«سَمَرْقَنْدَ»فی«شمر»و فیهِ مُعَایَاهٌ للطَّلَبهِ ، فتأَمَّل.

فولف

الفَوْلَفُ ،کَحَوْقَلٍ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ هی الجِلالُ مِنَ الخَوصِ .

قال: و غِطاءُ کُلِّ شَیْ ءٍ و لِباسُه فَوْلَفٌ ،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

و صارَ رَقْراقُ السَّرابِ فَوْلَفَا

للبیدِ و اعْرَوْرَی النِّعافَ النُّعَّفَا (1)

« فَوْلَفاً لِلْبِیدِ»:مُغَطِّیاً لأَرْضِها،هکذا أَورَدَه اللَّیْثُ فی ترکیب«لفف».

و قال فی تَرْکِیبِ «ولف» الفَوْلَفُ : غِطاءٌ تُغَطَّی بِهِ الثِّیابُ .

وَ أَورَدَه الأَزْهَرِیُّ فی الثّانِی المُضاعَف،قال:و مما جاءَ علی بِناءِ فَوْلَف :قَوْقَلٌ للحَجَلِ ،و شَوْشَبٌ :اسمٌ للعَقْرَبِ ، وَ لَوْلَبٌ :لَوْلَبُ الماءِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الفَوْلَفُ :السَّرابُ عن ابنِ عَبّادٍ.قلتُ :و عِنْدِی فیه نَظَرٌ.

وَ حَدِیقَهٌ فَوْلَفٌ :مُلْتَفَّهٌ .

وَ الفَوْلَفُ :بِطانُ الهَوْدَجِ ،و قِیلَ :هو ثَوبٌ رَقِیقٌ .

فوف

الفَوفُ ،بالفَتْحِ و الضَّمِّ و لو قالَ :و یُضَمُّ لکانَ أَخْصَرَ و أَغْنَی عن ذَکْرِ الفَتْحِ : مَثَانَهُ البَقَرِ نقله الصّاغانیِ فی التَّکْمِلَه.

و الفَوْفُ : مَصْدَرُ الفُوفَهِ ،یقالُ : ما فافَ عَنِّی بخَیْرٍ و لا زَنْجَرَ،و هو یَفُوفُ بِهِ فَوْفاً و الفُوفَهُ الاسْمُ ، و هو أَنْ یَسْأَلَهشَیْئاً فیَقُولَ بظُفْر إِبْهامِهِ عَلَی ظُفْرِ سَبّابَتِه،و لا مِثْلَ هَذَا و أَمَّا الزَّنْجَرهُ (2)فأَنْ یَأْخُذَ بَطْنُ الظُّفْرِ من طَرَفِ الثَّنِیَّه،و منه قولُ الشَّاعِرِ:

وَ أَرْسَلْتُ إِلَی سَلْمَی

بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ

فما جادَتْ لَنَا سَلْمَی

بزِنْجِیرٍ و لا فُوفَهْ

و الفُوفُ بالضَّمِّ :البَیاضُ الذی یکونُ فی أَظْفارِ الأَحْداثِ نَقَلَه الجوهریُّ ، أَو بالضّمِّ أَکْثَرُ (3)و قد رُوِیَ فیه الفَتْحُ ،و هو قلیلٌ الواحِدَهُ بهاءٍ.

و الفُوفُ بالضَّمِّ :القِشْرَهُ التی تَکُونُ علی حَبَّهِ القَلْبِ .

و فی التَّهْذِیب:هی القِشْرَهُ الرَّقِیقَهُ علی النَّواهِ دُونَ لَحْمَهِ التَّمْرِ قال:و هی القِطْمِیرُ أَیْضاً.

و کُلُّ قِشْرٍ: فُوفٌ ،و فُوفَهٌ .

وَ قال الجَوْهَریُّ : الفُوفُ :الحَبَّهُ البَیْضاءُ فی باطنِ النَّواهِ التی تَنْبُتُ منها النَّخْلَهُ .

و الفُوفُ : ضَرْبٌ من بُرُودِ الیَمَنِ و قالَ ابنُ الأَعرابِیِّ :

وَ هی ثِیابٌ رِقاقٌ من ثِیابِ الیَمَنِ مُوَشّاهٌ .

و الفُوفُ : قِطَعُ القُطْنِ ثَبَتَ فی بعضِ أَصُولِ الصِّحاحِ ،و سقَطَ من بَعْضٍ (4).

و الفُوفُ فی قَوْلِ ابْنِ أَحْمَرَ:

وَ الفُوفُ تَنْسُجُه الدَّبُورُ و أَتْ

لالٌ مُلَمَّعَهُ القَرَا شُقْرُ

: الزَّهَرُ،شَبَّهَه (5)بالفُوفِ من الثِّیابِ تَنْسُجُه الدَّبُوُر إذا مَرَّتْ به،و أَتْلالٌ :جمع تَلْ ،و المُلَمَّعَهُ من النَّوْرِ و الزَّهْرِ.

و قَوْلُهم: ما ذاقَ فُوفاً : أی شَیْئاً، و ما أَغْنَی عَنِّی فُوفاً :

ص:420


1- (1) الشطران فی دیوان العجاج ص 70 و نسبا إلیه فی اللسان و [1]التکمله.
2- (2) فی التهذیب:فما یأخذ بطنُ الظفرِ من طرف الثنیه(فی اللسان: [2]بطن الثنیه) إذا أخذتها به.
3- (3) علی هامش القاموس نبه إلی أن جمله«أو بالضم أکثر»مضروب علیها فی نسخه المؤلف.
4- (4) لم ترد فی الصحاح المطبوع،إلاّ أن مصححه نبه علیها بهامشه.
5- ((*)) بالقاموس:«شُبِّه»بدل:«شَبَّهَهُ ».

أی شَیْئاً و سُئِلَ ابنُ الأَعرابِیِّ عن الفُوفِ فلم یَعْرِفْه،و أَنشَدَ ابنُ السِّکِّیتِ :

و أَنْتِ لا تُغْنِینَ عَنِّی فُوفَا

أی:شَیْئاً،و الواحِدَهُ فُوفَهٌ .

و بُرْدٌ مُفَوَّفٌ ،کمُعَظَّمٍ :رَقِیقٌ کما فی الصِّحاح.

أَو فیهِ خُطُوطٌ بیضٌ .

و قولَهم: بُرْدُ أَفْوافٍ ،مُضافَهً کما فی الصِّحاحِ ،و کذا حُلَّهُ أَفْوافٍ :أی رَقِیقٌ و هی جَمْعُ فُوف ،و منه

17- حَدِیثُ عُثْمانَ : «و عَلَیْهِ حُلَّهُ أَفْوافٍ ». و قالَ اللَّیْثُ : الأَفْوافُ :ضَرْبٌ من عَصْبِ الْبُرُودِ.

و فافانُ :ع،علی دِجْلَهَ تحت مَیّافارِقِینَ (1)نَقَله الصّاغانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

بُرْدٌ فُوفیٌّ ،و ثُوثِیٌّ ،علی البَدَلِ ،حَکاه یَعْقُوبُ :فیه خُطُوطٌ بیضٌ .

وَ غُرْفَهٌ مُفَوَّفَهٌ ،جاءَ ذکرُها فی حَدیثِ کَعْبٍ (2)، وَ تَفْوِیفُها :لَبِنَهٌ من ذَهَبٍ و أُخْرَی من فِضَّهٍ .

فیف

الفَیْفُ :المَکانُ المُسْتَوِی نقله الجَوهریُّ .

أَو هی المَفازَهُ التی لا ما فِیها مع الاسْتِواءِ و السَّعَهِ ، قالَهُ اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ:

وَ الرَّکْبُ یَعْلُو بهِمْ صُهْبٌ یَمانِیَهٌ

فَیْفاً عَلَیهِ لذَیْلِ الرِّیحِ نِمْنِیمُ (3)

کالَفْیفاهِ و هذِه عن ابنِ جِنِّی و الفَیْفاءِ بالمَدِّ و یُقْصَرُ فیُکْتَبُ بالیاءِ،قال المُبَرِّدُ:أَلِفُ فَیْفاءَ زائِدَهٌ ؛لأَنَّهم یَقُولون: فَیْفٌ فی هذا المَعْنَی،و قالَ شَیْخُنا:وَزْنُ فَیْفاء فَعْلاء،و لولا الفَیْفُ لَکانَ حَمْلُه علی فَعْلانَ أَوْلی،و لکِنَّ الفَیْفَ دَلَّ علی زِیادَهِ الأَلِفَیْنِ ،فهی من بابِ قلق،و هی أَلفاظٌ یَسِیرهٌ ، وَ لیسَتْ أَلِفُ فَیْفاءَ للإِلْحاقِ فیُصْرَف؛لأَنَّه لیسَ فی الکلامِ فَعْلال،و قد بَسَطَه السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ ،فراجِعْه. ج الفَیْفِ : أَفْیافٌ ،و فُیُوفٌ و أَنْشَدَ الجَوْهرِیُّ لرُؤْبَهَ :

مَهِیلُ أَفْیافٍ لها فُیُوفُ

وَ المَهِیلُ :المَخُوفُ ،و قولُه:لها؛أی من جَوانِبِها صَحاری،هذا نَصُّ الصِّحاح،و فی التَّکْمِلَهِ :هو تَصْحِیفٌ قبِیحٌ ،و تَفْسِیرٌ غیرُ صَحیحٍ ،و الرّوایهُ «مَهْبِلُ »بسکون الهاءِ وَ کسر الباءِ المُوحَّدَهِ ،و هی مَهْواهُ ما بینَ کلِّ جَبَلَیْنِ ،و ازْدادَ فَساداً بتَفْسِیرِه؛فإِنَّه لو کانَ یکونُ من الهَوْلِ لَقِیلَ :مَهُولُ ، بالواو.

و جَمْعُ الفَیْفَی ،مَقْصُورًا: فَیَافٍ .

و قال المُؤَرِّجُ : الفَیْفُ من الأَرْضِ :مُخْتَلَفُ الرِّیاحِ وَ رجَّحَه شَمِرٌ و أَقَرَّه.

و فَیْفٌ ،من غیرِ إِضافَهٍ : مَنْزِلٌ لمُزَیْنَهَ قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ المُزَنِیُّ :

أَعاذِلَ مَنْ یَحْتَلُّ فَیْفاً و فَیْحَهً

وَ ثَوْرًا،و من یَحْمِی الأَکاحِلَ بعْدَنَا؟

و فَیْفُ الرِّیحِ :ع،بالدَّهْناءِ قال أَبو عَفّانَ :هو بأعالِی نَجْدٍ، و له یَوْمٌ مَعْرُوفٌ ،کانَ فیه حَرْبٌ بینَ خَثْعَمَ و بَنِی عامِرٍ فُقِئَتْ فیه عینُ عامِرِ بْنِ الطُّفَیْلِ و هو القائِلُ فیه:

وَ قد عَلِمُوا أَنِّی أَکُرُّ علیهِمُ

عَشِیَّهَ فَیْفِ الرِّیحِ کَرَّ المُدَوَّرِ (4)

وَ أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لعَمْرِو بنِ مَعْدِیکَرِبَ :

أَخْبَرَ المُخْبِرُ عنکُمْ أَنَّکُمْ

یومَ فَیْفِ الرِّیحِ أُبْتُمْ بالفَلَجْ

وَ قالَ الصّاغانِیُّ :و لیسَ هذا البیتُ فی دیوانِ عَمْرِو بنِ مَعْدِیکَرِبَ ،و لا لَه قَصِیدَهٌ علی هذه القافِیَهِ .

و قولُ الجَوْهَرِیِّ :و فَیْفُ الرِّیحِ :یَوْمٌ من أَیّامِ العَرَبِ غَلَطٌ و الصَّوابُ :و یَوْمُ فَیْفِ الرِّیحِ :یَوْمٌ من أَیّامِ العَرَبِ .

و فَیْفاءُ رَشادٍ:ع قال کُثَیِّرٌ:

ص:421


1- (1) زاد یاقوت:یصب فی دجله عنده وادی الرزم.
2- (2) و نصبه فی اللسان:تُرفعُ للعبد غرفهٌ مغوّفه.
3- (3) نسبه فی التهذیب لذی الرمه،و هو فی دیوانه ص 577.
4- (4) قبله فی معجم البلدان« [1]فیف الریح»: لعمری و ما عمری علیّ بهین لقد شان حر الوجه طعنه مسهر فبئس الفتی إن کنتُ أعور عاقرًا جبانًا فما عذری لدی کل محضر؟.

و قد عَلِمَتْ تِلْکَ المَطِیَّهُ أَنّکُمْ

مَتَی تَسْلُکُوا فَیْفا رَشادٍ تَخَوَّدُوا (1)

14- و فَیْفاءُ الخَبارِ: موضعٌ بالعَقِیقِ قُرْبَ المَدِینهِ ،أَنْزَلَه النبیُّ صلّی اللّه عَلَیه و سلم نَفَرًا من عُرَیْنَهَ عند لِقاحِه. و الخَبارُ، کسَحابٍ :الأَرْضُ اللَّیِّنَهُ ،و روَاهُ بعضُهم الحَبّار،بالحاءِ المُهْمَلَهِ و المُوَحّدَهِ المُشَدَّدهِ .

و فَیْفاءُ الغَزالِ : مو بمَکَّهَ حَیْثُ یُنْزَلُ مِنْها إلی الأَبْطَح قال کُثَیِّرٌ:

أُنادِیکِ ما حَجَّ الحَجِیجُ و کَبَّرَتْ

بفَیْفا غَزالٍ رُفْقَهٌ و أَهَلَّتِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الفَیْفاءُ :الصَّخْرَهُ المَلْساءُ،و هذا قَدْ ذَکَرَه الجَوْهرِیُّ .

وَ فَیْفاءُ مَدَان (2):موضِعٌ جاءَ ذِکْرُه فی غَزْوَهِ زَیْدِ بنِ حارِثَهَ .

وَ قالَ أَبُو عَمْرٍو:و کُلُّ طَرِیقٍ بَیْنَ جَبَلَیْن: فَیْفٌ .

وَ فَیْفان :اسمُ موضِعٍ ،قال تأَبَّطَ شَرّاً:

فحَثْحَثْتُ مَشْغُوفَ الفُؤادِ و راعَنِی

أُناسٌ بفَیْفان فَمِرْتُ الفَرانِیَا

فصل القاف مع الفاء

قحف

القِحْفُ ،بالکَسْر العَظْمُ الذی یَکُونُ فَوْقَ الدِّماغِ من الجُمْجُمَهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو قَوْلُ اللَّیْثِ ، وَ الجُمْجُمَهُ التی فیها الدِّماغُ .

و قِیلَ : قِحْفُ الرَّجُلِ : ما انْفَلَقَ من الجُمْجُمَهِ فبانَ ، وَ لا یُدْعَی قِحْفاً حَتَّی یَبِینَ .

أَو لا یَقُولونَ لِجَمِیع الجُمْجُمَهِ قِحْفاً حَتَّی یَنْکَسِرَ منه شَیْ ءٌ فیُقالُ للمُنْکَسِرِ: قِحْفٌ ،و إِن قُطِعَت منه قِطعَهٌ فهو قِحف أَیضاً.و قیل: القِحْفُ :القَبِیلَهُ من قَبائِلِ الرَّأْسِ ،و هی کُلُّ قِطْعَهٍ منها.

و ج کُلِّ ذلِک: أقْحافٌ ،و قُحُوفٌ ،و قِحَفَهٌ الأَخِیرُ بکَسْرٍ ففَتْحٍ ،قال جَرِیرٌ:

تَهْوِی بذِی العَقْرِ أَقْحافاً جَماجِمُها

کأَنّها الحَنْظَلُ الخُطْبانُ یُنْتَقَفُ (3)

و قال الأَزْهَرِیُّ : القِحْفُ : القَدَحُ إِذا انْثَلَمَتْ (4)،قال:

وَ رَأَیْتُ أَهْلَ النَّعَمِ إذا جَرِبَتْ إِبِلُهُم یَجْعَلُونَ الخَضْخَاضَ فی قِحْفٍ ،و یَطْلُونَ الأَجْرَبَ بالهِناءِ الذی جَعَلُوه فیه،قال:

وَ أَظُنُّهم شَبَّهُوه بقِحْفِ الرَّأْسِ ،فَسَمَّوْهُ به.

أَو القِحْفُ : الفِلْقَهُ من فِلَقِ القَصْعَهِ أَو القَدَحِ ،و قَولُه:

إذا انْثَلَمَتْ حَقُّه أَنْ یُذْکَر عندَ القَدَح،کما هو نصُّ الأَزْهَرِیِّ ،فتأَمّلْ ذلک.

و قال الجَوْهرِیُّ : القِحْفُ : إِناءٌ من خَشَبٍ ،نَحْوُ قِحْفِ الرَّأْسِ ،کأَنَّه نِصْفُ قَدَحٍ ،و قال غیرُه: منه قَوْلُ امْرِیءِ القَیْسِ عَلَی الشَّرابِ -حینَ قِیلَ له:قُتِلَ أَبُوکَ -: الیَوْمَ قِحافٌ ،و غَداً نِقافٌ : الیَوْمَ خَمْرٌ،و غَداً أَمْرٌ: أی الیَوْمَ الشُّرْبُ بالقِحافِ .

أَو القِحْفُ ،و القِحافُ ،بکَسْرِهِما:شِدَّهُ الشُّرْبِ و به فَسَّرَ بعضٌ قولَ امرِیءِ القَیْسِ السابقَ .

وَ قال أَبُو الهَیْثَمِ : المُقاحَفَهُ :شِدَّهُ المُشارَبَهِ بالقِحْفِ ، وَ ذلِک أنَّ أَحَدَهُمْ إذا قَتَلَ ثَأْرَهُ شَرِبَ بقِحْفِ رَأْسِه،یَتَشَفَّی بهِ .

و یُقالُ : مالَه قِدٌّ و لا قِحْفٌ :أی شَیْ ءٌ،و القِدُّ:قَدَحٌ من جِلْدٍ و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.

و القِحْفُ :قَدَحٌ من خَشَبٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و هُو أَفْلَسُ من ضارِبِ قِحْفِ اسْتِهِ ،و هو شِقُّه،بمَعْنی لِحْفِ اسْتِه نَقَلَه الصّاغانِیُّ (5).

و القُحْفُ بالضمِّ :جَمْعُ قاحِفٍ ،لمُسْتَخْرِجِ ما فی الإِناءِ من ثَرِیدٍ و غیرِه.

ص:422


1- (1) فی معجم البلدان« [1]فیفاء»بروایه:تحرّدوا.
2- (2) ضبطت عن معجم البلدان« [2]المدان».
3- (3) التهذیب بروایه:«جماجمهم...تُنتقف».
4- (4) التهذیب:تثلّمت.
5- (5) انظر المستقصی رقم 1162. [3]

و یُقال: رَماهُ بأَقْحافِ رَأْسِه:إذا أَسْکَتَه بداهِیَهٍ أَوْرَدَها علیهِ نقَلَه الجَوْهرِیُّ ،أو إذا رَماهُ بالمُعْضِلاتِ ،أو بالأُمورِ العِظام، أَو مَعْناه:رَماه بِنَفْسِه،أو نَطَحَه عَمّا یُحاوِلُه کما فی العُبابِ .

و القَحْفُ ،کالمَنْعِ :قَطْعُ القِحْفِ ،أو کَسْرُه کما فی العُبابِ أَو ضَرْبُه،أو إصابَتُه کما فی الصِّحاحِ ،و بِکُلِّ ذلِکَ فُسِّرَ قَوْلُهم: قَحَفْتُه قَحْفاً ،فهو مَقْحُوفٌ .

و القَحْفُ : شُرْبُ جَمِیعِ ما فی الإِناءِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ کالاقْتِحافِ یُقال: قَحَفَ ما فی الإناءِ قَحْفاً ،و اقْتَحَفَه :شَرِبَه جمِیعَه.

و القَحْفُ : اسْتِخْراجُ ما فی الإِناءِ و منه القاحِفُ الذی ذُکِرَ.

أَو القَحْفُ : جَذْبُ الثَّرِیدِ و غَیْرِه منه أی:من الإِناءِ، وَ نَصُّ کتابِ الجامِعِ لمُحَمّدِ بنِ جَعْفَرٍ القَزّازِ: القَحْفُ :

جَرْفُکَ ما فی الإِناءِ من ثَرِیدٍ و غَیْرِه.

و رَجُلٌ مَقْحُوفٌ :مَقْطُوعُ القِحْفِ و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

یَدَعْنَ هامَ الجُمْجُمِ المَقْحُوفِ

صُمَّ الصَّدَی کالحَنْظَلِ المَنْقُوفِ

و المِقْحَفَهُ ، کمِکْنَسَهٍ :المِذْرَاهُ و هی الَّتِی یُقْحَفُ بها الحَبُّ ؛أی:یُذْرَی قاله ابنُ سِیدَه.

و القاحِفُ :المَطَرُ الشَّدِیدُ،کما فی الصِّحاحِ ،زادَ الصّاغانِیُّ کالقاعِفِ ،زادَ ابنُ سِیدَه یَجِییءُ فَجْأَهً فَیقْتَحِفُ سَیْلُه کُلَّ شَیْ ءٍ؛أی یَذْهَبُ به و منه قِیلَ :سَیْلٌ قُحافٌ ،کما یَأْتِی قریباً.

و القُحَیْفُ ، کزُبَیْرٍ:ابْنُ عُمَیْرٍ هکَذا فی النُّسَخِ ، وَ صوابُه ابنُ خُمَیْرٍ،بالخاءِ المُعْجَمه (1)،کما هو نَصُّ العُبابِ ابنِ سُلَیْم بالتَّصْغِیر،و قَوْلُه: النَّدَی لَقَبُه،هکَذا هو مَضْبُوطٌ فی سائِرِ النُّسَخِ ،و قالَ الصاغانِیُّ :رَأَیْتُ بخَطِّ محمَّدِ بنِ حَبِیب فی أَوّل دِیوانِ شِعْرِه: القُحَیْفُ البَدِیّ ، بالباءِ المُوَحَّده و تشدیدِ التَّحْتِیَّه،و هو ابنُ عبدِ اللّه بْنِ عوْفِ ابنِ حَزْنِ بنِ مُعاوِیَهَ بنِ خَفاجَهَ (2)بنِ عَمْرو بن عُقَیْلٍ : شاعِرٌ و هو المُرادُ بالقُحَیْفِ العُقَیْلِیّ المَذْکُور فی مُصَنَّفِ أَبی عُبَیْدٍ،و منهم من یَنْسِبُهُ ،فیَقولُ :العامِریُّ .

و القُحُوفُ :المَغارِفُ عن ابنِ الأَعْرابِیّ .

و سَیْلٌ قُحافٌ ، وَ قُعافٌ ،و جُحافٌ کغُرابٍ : أی جُرافٌ کثیرٌ،یَذْهَبُ بکُلِّ شَیْ ءٍ.

و بَنُو قُحافَهَ کثُمامَهَ : بَطْنٌ من خَثْعَمَ .

و أَبُو قُحافَهَ ،عُثْمانُ بنُ عامِر بنِ عَمْرِو بن کَعْبِ بنِ سَعْدِ ابنِ تَیْمِ بنِ مُرَّهَ بنِ کَعْبِ بنِ لُؤَیٍّ : صَحابِیٌّ ،والِدُ أَمِیرِ المُؤْمِنینَ أَبِی بَکْرٍ الصِّدِّیق-رضِیَ اللّه تَعالَی عَنْهُما -أَسْلَمَ یومَ الفَتْحِ ،فأُتِیَ به،و کأَنَّ رَأْسَهُ ثَغامَهٌ (3)،فقَالَ َ:غَیِّرُوا هذا بشَیْ ءٍ،و اجْتَنِبُوا السَّوادَ.

و کُلُّ ما اقْتَحَفْتَه من شَیْ ءٍ و اسْتَخْرَجْتَه فهو قُحافَهٌ و به سُمِّیَ الرَّجُلُ .

وَ قالَ أَبُو زَیْدٍ: عَجَاجَهٌ قَحْفاءُ و هی:الَّتِی تَقْحَفُ الشَّیْ ءَ،أی:تَذْهَبُ بِهِ .

قال: و أَقْحَفَ الرَّجُلُ :إذا جَمَعَ حِجَارَهً فی بَیْتِه،فوَضَعَ علَیْها مَتاعَه کما فی العُبابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

ضَرَبَهُ فاقْتَحَفَه :أَبانَ قِحْفاً من رَأْسِه.

وَ المُقاحَفَهُ ،و القِحافُ :شِدَّهُ المُشارَبَهِ بالقِحْفِ ،قالَهُ أَبُو الهَیْثَم.

وَ قالَ غیرُه: مُقاحَفَهُ الشِّیْ ءِ و اقْتِحافُه ،و قِحافُهُ :أَخْذُه وَ الذَّهابُ به.

وَ الإِقْحافُ (4):الشُّرْبُ الشَّدِیدُ،و منه

16- حَدِیثُ أَبِی هُرَیرهَ :

«أَ تُقَبِّلُ و أَنْتَ صائِمٌ ؟قال:نَعَمْ ،أُقَبِّلُها و أَقْحَفُها ». یَعْنِی أَشْرَبُ رِیقَها،و أَتَرَشَّفُه.

وَ قِحْفُ الرُّمّانَهِ :قِشْرُها؛تَشْبِیهاً بقِحْفِ الرَّأْسِ .

وَ قَحَفَ یَقْحُفُ قُحافاً :سَعَلَ عن ابنِ الأَعرابیِّ .قلتُ :

وَ قَحَبَ -بالباء-مثلُه،لُغَهُ الْیَمَنِ .

ص:423


1- (1) انظر الآمدی ص 93 و فی معجم المرزبانی ص 331«حمیر»و نقل الآمدی عن ابن ماکولا«خمیر»بضم الخاء و تشدید الیاء.
2- (2) سقط لفظ «معاویه»عند الآمدی،و قال المزربانی:حزن بن خفاجه،اسمه معاویه بن عمرو....
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«ثعامه».
4- (4) اللسان:و الاقتحاف.

و قَحَافَهُ کسَحابَهٍ :قَریهٌ بمصْر من أَعْمالِ الغَرْبیَّهِ ،و أُخْرَی بالفَیُّومِ .

وَ قالَ ابنُ عَبّادٍ:مَرّ مُضِرًّا مُقْحِفاً :أی مَرَّ مُقارِباً.

وَ قُحافَهُ بنُ رَبیعَهَ ،یَروی عن أَبِی هُرَیْرَهَ ،و عنه نُمَیْرُ بنُ یَزِیدَ القَیْنِیُّ (1).

وَ القِحْفُ :الِکُرْنافُ عامِّیّهُ ،و منه قَوْلُ بعضِ المُوَلّدِینَ :

رَأَیْتُ النَّخْلَ یَطْرَحُ کُلَّ قِحْفٍ

وَ ذاکَ اللِّیفُ مُلْتَفٌّ عَلَیْهِ

فقُلْتُ :تَعَجَّبُوا من صُنْعِ ربِّی

«شَبیهُ الشَّیْ ءِ مُنْجَذِبٌ إِلَیْهِ »

وَ القحْفُ :لَقَبُ أَبِی عَبْدِ اللّه الحُسَیْنِ بنِ عُمَرَ،القاصِّ المِصْریِّ الشاعِرِ.

وَ أَبو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِیِّ بنِ عُمَرَ القحْف ،روی عن أَبِی العَلاءِ بنِ سُلَیْمانَ ،قالَه ابنُ العَدِیمِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

قحلف

قَحْلَفَ ما فی الإِناء،و قَحْفَلَهُ :أَکَلَه أَجْمَعَ ، أَهمَلَه الجماعه،و استَدْرَکَه صاحبُ اللِّسانِ ،و عندی أنَّ اللامَ زائِدَهٌ کما هو ظاهر.

قدف

القَدْفُ أَهْمَلَه الجَوهرِیُّ ،و قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :

هو النَّزْحُ و الصَّبُّ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: القَدْفُ : غَرْفُ الماءِ من الحَوْضِ ،أَو مِنْ شَیْ ءٍ یَصُبُّه بکَفِّهِ ،عُمانِیَّهٌ .

قال: و القَدْفُ أَیضاً: أَصْلُ کَرَبِ النَّخْلِ ،و هو الَّذِی قُطِعَ عَنْه الجَرِیدُ و هو أَصلُ العِذْقِ . و بَقِیَتْ له أَطْرافٌ طِوالٌ أَزْدِیَّهٌ .

و القُدافُ ، کغُرابٍ :الحَفْنَهُ ، وَ قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: جَرَّهٌ من فَخّارٍ قال:و کانَتْ جارِیَهٌ من العَرَب بنتُ بعضِ مُلُوکِهمْ تُحَمَّقُ ،یَعْنِی العُمَانِیَّهَ بنتَ الجُلَنْدَی (2)،فأَخَذَتْ غَیْلَمَهً ، وَ هی السُّلَحْفاهُ ،فأَلْبَسَتْها حُلِیَّها،فانْسابَتِ السُّلَحْفاهُ فی البَحْرِ،فدَعَت جَوارِیَها،و قالَتْ :انْزِفْنَ ،و جَعَلَتْ تَقُولُ :نَزافِ نَزافِ ،لم یَبْقَ فی البَحْرِ غیرُ قُدَافِ ،هذا کُلُّه کلامُ ابنِ دُرَیْدٍ؛أیْ :غیرُ (3)جَفْنَهٍ .قُلْتُ :و قَدْ سَبَقَ فی غَرَفَ أَنّه یُرْوَی،غیرُ غِرافٍ ،بالکسرِ،جمعُ غُرْفَهٍ ،کنُطْفهٍ و نِطافٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

القُدافُ ،کغُرابٍ :الغُرْفَهُ من الحَوْضِ .

وَ ذُو القَدَافِ (4):موضعٌ قال:

کأَنّه بِذِی القَدَافِ سِیدُ

و بالرِّشاءِ مُسْبِلٌ وَرُودُ

قذرف

القُذْرُوفُ ،کزُنْبُورٍ أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الصّاغانِیُّ :هو العَیْبُ ،و الجمعُ القَذارِیفُ ، وَ أَیْضاً فی قَوْلِ أَبِی حِزامٍ غالِبِ بْنِ الحارِثِ العُکْلِیِّ :

هی العُیُوبُ و قَوْلُه:نُور: أی نَوافِر لا یُلاخِینَ : لا یُصادِقْنَ إِنْ لَصَوْنَ : إِن أَحْبَبْنَ یُقال:هو یَلْصُو إِلیه:إذا أَحَبَّه،و الغُسُوس: الأَدْنِیاءُ کما فی العُبابِ .

قذف

قَذَفَ بالحِجارَهِ یَقْذِفُ بالکسرِ قَذْفاً : رمی بِها یُقالُ :هُم بَیْنَ حاذِفٍ و قاذِفٍ ،فالحاذِفُ بالعَصا،و القاذِفُ بالحِجارهِ ،نقله الجَوْهَرِیُّ ،و یُقالُ أَیضاً:بین حاذٍ و قاذٍ، علی التَّرخِیمِ .

وَ قال اللَّیْثُ : القَذْفُ :الرَّمْیُ بالسَّهْمِ و الحَصَی و الکَلامِ وَ کُلِّ شَیءٍ،و قَوْلُه تعالَی: إِنَّ رَبِّی یَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاّمُ الْغُیُوبِ (5)قال الزَّجّاجُ :مَعْناه:یَأْتِی بالحَقِّ ،و یَرْمِی بالحَقِّ ،کما قالَ تَعالی: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَی الْباطِلِ فَیَدْمَغُهُ (6)و قولُه تَعالَی: وَ یَقْذِفُونَ بِالْغَیْبِ مِنْ مَکانٍ بَعِیدٍ (7)قال الزَّجّاجُ :کانوا یَرْجُمُون الظُّنُون أَنَّهم یُبْعَثُون.

و قَذَفَ المُحْصَنَهَ یَقْذِفُها قَذْفاً : رَماهَا کما فی الصِّحاحِ ،زادَ غَیْرُه: بزَنْیَهٍ و هو مَجازٌ،و قِیلَ : قَذَفَها :

ص:424


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«القتبی».
2- (2) فی التکمله:بنت جُلَنْداء.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:غیر جفنه،المناسب أن یقول أی غیر جره فخار و قیل أی غیر جفنه کما هو ظاهر،ا ه ».
4- (4) ضبطت عن اللسان [1]ط دار المعارف.
5- (5) سوره سبأ الآیه 48. [2]
6- (6) سوره الأنبیاء الآیه 18. [3]
7- (7) سوره سبأ الآیه 53. [4]

سَبَّها،و

17- فی حَدِیثِ هِلالِ بنِ أُمَیَّهَ : «أَنّه قَذَفَ امْرَأَتَه بِشَرِیکٍ ».

فأَصْلُ القَذْفِ :الرَّمْیُ ،ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فی السَّبِّ و رَمْیِها بالزِّنا، أو ما کانَ مَعْناهُ ،حَتَّی غَلَبَ عَلَیه.

و قَذَفَ فُلانٌ : إذا قاءَ.

و من المَجازِ نَوًی قَذَفٌ ، وِنیَّهٌ قَذَفٌ ، و فَلاهٌ قَذَفٌ ، مُحَرّکَهً ،و قُذُفٌ بضَمَّتَیْنِ کصَدَفٍ و صُدُوفٍ ،و طَنَفٍ وَ طُنُفٍ ، و قَذُوفٌ کصَبُورٍ: أی بَعِیدَهٌ تَقاذَفُ بمَنْ یَسْلُکُها، وَ أَنْشَدَ أَبو عُبَیْدٍ:

وَ شَطَّ وَلْیُّ النَّوَی إنَّ النَّوَی قَذَفٌ

تَیّاحَهٌ غَرْبَهٌ بالدّارِ أَحْیانًا

وَ کَذلِکَ سَبْسَبٌ قَذَفٌ ،و مَنْزِلٌ قَذَفٌ .

أَو نِیَّهٌ قَذَفٌ ،مُحَرَّکَهً فقَطْ نقله الجوهریُّ .

و القَذِیفُ کأَمِیرٍ:سَحابَهٌ تَنْشَأُ من قِبَلِ العَیْنِ نقله ابنُ عَبّادٍ.

و القَذِیفَهُ بهاءٍ:کُلُّ ما یُرْمَی بِهِ قال المُزَرِّدُ:

قَذِیفَهُ شَیْطانٍ رَجِیمٍ رَمَی بها

فصارَتْ ضَواهً فی لَهازِمِ ضِرْزِمِ

و بَلْدَهٌ قَذُوفٌ :طَرُوحٌ ؛لبُعْدِها نقَلَه الجوهریُّ .

و رَوْضُ القِذافِ ،ککِتابٍ :ع عن ابنِ دُرَیْدٍ قالَ :

عَرَکْرَکٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ أَوَّمَهُ

رَوْضُ القِذافِ رَبِیعاً أیَّ تَأْوِیمِ

وَ قال ذُو الرُّمَّهِ :

جادَ الرَّبِیعُ له رَوْضَ القِذافِ إلی

قَوَّیْن و انْعَدَلَتْ عنهُ الأَصارِیمُ

و القِذافُ أَیْضاً:ما قَبَضْتَ بیَدِکَ مِمّا یَمْلَأُ الکَفَّ ،فرَمَیْتَ بهِ قالَه النَّضْرُ،قال:و یُقالُ :نِعْمَ الجُلْمُودُ القِذافَ هذا، قال:و لا یُقالُ للحَجَرِ نفسِه:نِعْمَ القِذافُ .

أَو: هو ما أَطقْتَ حَمْلَه بیَدِکَ و رَمَیْتَه قال أَبو خَیْرَهَ :قال رُؤْبَهُ یُخاطِبُ ابْنَه (1)العَجّاج:

و هو لأَعْدائِکَ ذُو قِرافِ

قَذّافَهٌ بحَجَرِ القِذافِ

و ناقَهٌ قاذِفٌ ،و قِذافٌ ،و قُذُفٌ ککِتابِ و عُنُقٍ و الذی فی النّوادِرِ لأَبِی عمرٍو:ناقَهٌ قِذافٌ و قَذُوفٌ و قُذُفٌ ،و هی التی تَتَقَدَّمُ من سُرْعَتِها و تَرْمِی بنَفْسِها أَمامَ الإِبِلِ فی سَیْرِها،قال الکُمَیْتُ یمدحُ أَبانَ بنَ الوَلیدِ البَجَلِیَّ :

جَعَلْتُ القِذافَ لِلَیْلِ التَّمامِ

إلی ابن الوَلِیدِ أَبانٍ سِبارَا

و المِقْذَفُ ،و المِقْذافُ کمِنْبَرٍ و مِحْرابٍ :المِجْدافُ (2)للسَّفِینَهِ عن أَبی عمرٍو.

و القَذّافُ کشَدّادٍ:المِیزانُ (3)قاله ابنُ الأَعرابیِّ و قال ثَعْلَبٌ :هو المنْجَنِیقُ نقله اللّیْثُ و ابنُ الزُبَیْدِیّ .

و قال أَبو خَیْرَهَ : القَذّافُ الذی یُرْمَی بِهِ الشّیءُ فیَبْعُدُ، الواحِدَهُ قَذّافَهٌ و قد خالَفَ اصْطِلاحَه هنا،و أَنشَدَ:

لمّا أَتانِی الثَّقَفیُّ الفَتّانْ

فنَصَبُوا قَذّافَهً لا بَلْ ثِنْتانْ (4)

و یُقال: بَیْنَهُم قِذِّیفَی ،کخِلِّیفَی: أی سِبابٌ ،و رَمْیٌ بالحِجارَهِ .

و القُذْفَهُ ،بالضمِّ الشُّرْفَهُ ،أو ما أَشْرَفَ من رُؤُوسِ الجِبالِ قال أَبو عُبَیْدهَ :و به شُبِّهَت الشُّرَفُ ج: قِذافٌ وَ قُذَفٌ ،و قُذُفٌ ،و قُذُوفاتٌ کبِرامِ و غُرَفٍ ،و کَتَبٍ و قُرُباتٍ جمع بُرْمَهٍ و غُرْفَهٍ و کتابٍ و قُرْبَهٍ ،اقْتَصَر الجَوْهَریُّ علی الثانِی و الأَخِیرِ،و أَنْشَدَ لامْریءِ القَیْسِ :

مُنِیفاً تَزِلُّ الطَّیْرُ عن قُذُفاتِه

یظَلُّ الضبابُ فَوْقَه قَدْ تَعَصَّرَا (5)

وَ أَنْشَد أَبو عَمرٍو قَوْلَ ابنِ مُقْبِلٍ یَصِفُ وَعِلاً:

ص:425


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:قال رؤبه یخاطب ابنه العجاج هکذا هو فی التکمله،و المعروف أن العجاج والد رؤبه،لعل رؤبه له ابن سماه العجاج أیضاً»و فی الدیوان ص 99 یخاطب العجاج أباه و یعاتبه.
2- (2) فی التهذیب و التکمله و اللسان:مجذاف بالذال المعجمه.
3- ((*)) بعدها فی القاموس:و المرکب.
4- (3) کذا بالأصل«لا بل ثنتان»و لا یستقیم به الوزنَ و الصواب إسقاط «لا»کما فی التهذیب.
5- (4) التهذیب بروایه«منیفٌ ...قد تقصرا»و الصواب ما أثبت»منیفاً بالنصب لأن قبله: وَ کنت إذا ما خفت یوماً ظلامه فإن لها شعباً ببلطه زیمرا.

عَوْداً أَحَمَّ القَرَا أُزْمُولَهً وَقِلاً

علی تُراثِ أَبِیهِ یَتْبَعُ القُذَفَا

قال ابنُ بَرِّی:و یُرْوَی:« القَذَفا »و قد ضَعَّفَه الأَعْلمُ ،قال ابنُ بَرِّیّ :و مِثْلُه لِبشْرِ بنِ أَبِی خازِمٍ :

وَ صَعْبٌ تَزِلُّ الطَّیْرُ عن قُذُفاتِه

لحافاتِه بانٌ طِوالٌ و عَرْعَرُ

وَ

16- فی الحَدِیثِ : «أَنَّه صَلّی فی مَسْجِدٍ فیه قُذُفاتٌ ». و

17- فی الحَدِیثِ : کانَ ابنُ عُمَرَ و الَّذِی فی المُصَنَّفِ لأَبِی عُبَیْدٍ: «أنَّ عُمَرَ رضِیَ اللّه عنه کانَ لا یُصَلَی فی مَسْجِدٍ فیه قِذافٌ » وَ نَصُّ أَبِی عُبَیْدٍ:«فیه قُذُفاتٌ »هکذا یُحَدِّثُونَه،و رَواه غیرُ أَبِی عُبَیْدٍ« قِذافٌ ». کما هو للمُصَنِّفِ ،و کِلاهُما قد رُوِیَ ، قال ابنُ الأَثِیرِ: القِذافُ :جمعُ قُذْفهٍ ،و هی الشُّرْفَهُ ،کبُرْمَهٍ وَ برامٍ ،و بُرْقَهٍ و بِراقٍ ،و قالَ ابنُ بَرِّی: قُذُفاتٌ صحیحٌ ،لأَنَّه جَمْعُ سَلامهٍ کغُرْفَهٍ و غُرُفاتٍ ،و جمعُ التَّکْسِیر قُذَفٌ ،کغُرَفٍ و قَوْلُ الأَصْمَعِیِّ :إِنَّما هو قُذَفٌ کغُرَفٍ و أَصْلُها قُذْفَهٌ ،و هی الشُّرَفُ لیسَ بشَیْ ءٍ قال ابنُ بَرِّیّ :الأَوَّلُ الوَجْهُ (1)؛لِصحَّهِ الرِّوایَهِ ،و وُجودِ النَّظِیرِ.

و قال الأَصْمَعِیّ : القُذُفُ ،کعُنُق و جَبَلٍ :المَوْضِعُ الذی زُلَّ عَنْه و هُوِیَ ،و قال ابنُ عَبّادٍ: القُذُفُ : الجانِبُ ، کالقُذْفِ و القُذْفَهِ ،بضَمِّهما و هو مجازٌ.

و قُذُفَا النَّهْرِ،و الوادِی بضَمَّتَیْنِ ،و زادَ فی بعضِ النُّسَخ و یُحَرَّکُ و سَقط من بَعْضٍ : ناحِیَتاهُ و هو مَجازٌ ج: قَذَفاتٌ مُحرّکَهٌ و قِذافٌ بالکَسْر،و قُذُفٌ بضمَّتَیْنِ ،قال النّابِغَهُ الجَعْدِیُّ -رضِیَ اللّه عنه یصفُ مَنْهَلاً-:

طَلِیعَهُ قَوْمٍ أو خَمِیسٌ عَرَمْرَمٌ

کَسَیْلِ الأَتِیِّ ضَمَّهُ القُذُفانِ

وَ قال اللَّیْثُ : القُذَفُ (2):النَّواحِی.

و قَرَبٌ قَذّافٌ ،کشَدّادٍ بمنزلهِ بَصْباص کما فی العُبابِ ، وَ هو مجازٌ،و لکنه لم یَضْبِطْه بالتّشْدِیدِ.

و المُقَذَّفُ کمُعَظَّمٍ :المُلعَّنُ و به فُسِّربیتُ زُهَیْرٍ:

لَدَی أَسَدٍ شاکِی السِّلاحِ مُقَذَّفٍ

له لِبَدٌ أَظْفارُهُ لم تُقَلَّمِ (3)

و قِیلَ : المُقَذَّفُ : من رُمِیَ باللَّحْمِ رَمْیاً فصارَ أَغْلَبَ .

و التَّقاذُفُ :التَّرامِی یُقالُ : تَقاذَفُوا بالحِجارَهِ :إذا تَرَامَوْا بها.

وَ من المَجازِ: تَقاذَفَتْ بهِمُ المَرامِی (4)،و الرِّکابُ تَتَقاذَفُ بهم،و البَعِیرُ یَتَقاذَفُ فی سَیْرِه:أی یَتَرامَی فیه.

و التَّقاذُف : سُرْعهُ رَکْضِ الفَرَسِ ،و فَرَسٌ مُتَقاذِفٌ سَرِیعُ الرَّکْضِ ،قاله اللَّیْثُ ،و هو مجازٌ،و أَنشد لجَرِیرٍ یَصِفُ فَرَساً:

مُتَقاذِفٌ تَئِقٌ کأَنَّ عِنانَهُ

عَلِقٌ بأَجْرَدَ من جُذُوعِ (5)أَوالِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

انْقَذَفَ الشَّیْ ءُ:مُطاوِعُ قَذَف ،أَنشَدَ اللَّحْیانِیُّ :

فقَذَفَتْها فأَبَتْ لا تَنْقَذِفْ

وَ قَذَفَه به:أصابَه،و قَذَفَه بالکَذِبِ کَذلِک.

وَ تَقاذَفُوا بالأَراجِیزِ:تَشاتمُوا بها.

وَ القَذِیفَهُ ،کسَفِینَهٍ :السَّبُّ .

وَ قَوْلُ النّابِغَهِ :

مَقْذُوفهٍ بدَخِیسِ النَّحْضِ بازِلُها

له صَرِیفٌ صَریفَ القَعْوِ بالمَسَدِ (6)

:أی مَرْمِیَّهٌ باللَّحْمِ ،یُقال: قُذِفَت النّاقَهُ باللَّحْمِ قَذْفاً ، وَ لُدِسَتْ به لَدْساً،کأَنَّها رُمِیَتْ به رَمْیاً،فأَکْثَرَتْ (7)منه.

وَ مَنْزِلٌ قَذِیفٌ کأَمِیرٍ:بَعِیدٌ،نَقَلَه الجَوْهریُّ .

وَ القَذّافُ ،ککَتّانٍ :المَرْکَبُ ،عن ابنِ الأَعرابیِّ .

وَ أَقْذافُ ،ککَتّانٍ :المَرْکَبُ ،عن ابنِ الأَعرابیِّ .

وَ أَقْذافُ القَصْرِ:شُرُفاتُه.

وَ ناقَهٌ مُتقاذِفَهٌ :سَرِیعَهٌ .

ص:426


1- (1) یعنی قوله«قذفات»و یفهم من عباره ابن الأثیر أنه عنی بالأول الوجه: القِذاف.
2- (2) کذا بالأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:القِذاف:النواحی،واحدتها قُذفه.
3- (3) من معلقته.
4- (4) فی الأساس:«الموامی».
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«جزوع».
6- (6) دیوان النابغه الذبیانی صنعه ابن السکیت ص 6.
7- (7) الأصل و اللسان،و [2]فی التهذیب:فاکتنزت منه.

و سَیْرٌ مُتَقاذِفٌ :سَریعٌ ،قال النّابغَهُ الجَعْدِیُّ :

بحَیَّ هَلاً یُزْجُونَ کُلَّ مَطِیَّهٍ

أَمامَ المَطایَا سَیْرُها المُتَقاذِفُ

وَ القِذافُ :سُرْعَهُ السَّیْرِ.

وَ القَذُوفُ ،و القِذافُ (1)من القِسِیِّ :المُبْعِدُ السَّهْمِ ، حَکاه أَبو حَنِیفَهَ ،قال عَمْرُو بنُ بَراء:

ارْمِ (2)سَلاماً و أَبا الغَرّافِ

و عاصِماً عَنْ مَنْعَهٍ قِذافِ

وَ قالَ ابنُ بَرِّیّ : القَذَافُ ،کسَحابٍ :الماءُ القَلِیلُ ،و منه المَثَل:«نَزافِ نَزافِ ،لم یَبْقَ غیْرُ قَذافِ »و قد تَقَدَّمَ قَرِیباً.

وَ من المَجاز:البَحْرُ یَقْذِفُ بالجَواهِرِ،و هو قَذّافٌ باللُّؤْلُؤِ.

وَ فُلانٌ یَقْذِفُ بنَفْسِه المَقاذِفَ :أی المَهالِکَ .

قرصف

القُرْصُوفُ ،کزُنْبُورٍ أهمله الجَوْهِریُّ ،و قال ابنُ الأَعرابیِّ :هو القاطِعُ و رُویَ عنه أَیضاً بالضّادِ المُعْجَمه،و مثلُه فی اللِّسانِ .

و القِرْصافَهُ ،بالکسرِ،الخُذْرُوفُ و قد تَقَدَّمَ .

قال: و القِرْصافَهُ من النِّساءِ،و مِن النُّوقِ : هی التی تَتَدَحْرَجُ کأَنّها کُرهٌ .

و أَبُو قِرصافَهَ :جَنْدَرَهُ بنُ خَیْشَنَهَ الکِنانِیُّ : صَحابِیٌّ رضِیَ اللّه عنه،نَزَلَ عَسْقَلانَ ،رَوَتْ عنه بِنْتُه.

و قِرْصافَهُ :امْرَأَهٌ مَجْهُولَهٌ من التّابِعِیّاتِ رَوَتْ عن عائِشَهَ رضِیَ اللّه عنها.

و قَاصَّهُ قِرْصافَهَ :لُعْبَهٌ لَهُم قاله ابنُ عَبّادٍ.

و قال ابنُ خَالَوَیْهِ : المُقْرَنْصِفُ :المُسْرِعُ .

و أَیضاً:من أَسْماءِ الأَسَد *و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

تَقَرْصَفَ :إذا أَسْرَعَ .و القَرْصَفُ :القَطِیفَهُ ،هکَذا رَواهُ أَبو مُوسی المَدِینِیّ (3).

قرضف

القُرْضُوفُ ،کزُنْبُورٍ أَهْمَلَه الجوْهرِیُّ ،و قالَ ابنُ عَبّادٍ:هو عَصَا الرّاعِی.

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : القُرْضُوفُ : الرَّجُلُ الکَثِیرُ الأَکْلِ قال:و هو أَیْضاً القاطِعُ ،و قد تَقَدَّم قریباً.

قرطف

القَرْطَفُ کجَعْفَرٍ:القَطِیفَهُ نقَلَه الجَوْهرِیُّ ، وَ منه قَوْلُ الکُمَیْتِ :

علیهِ المَنامَهُ ذاتُ الفُضُولِ

مِنَ الوَهْنِ و القَرْطَفُ المُخْمَلُ

وَ

14- فی حَدِیثِ النَّخَعِیِّ : -فی قولِه[تعالی]: یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ (4)-:«أَنَّه کانَ مُتَدَثِّرًا فی قَرْطَفٍ ». و هو القَطِیفَهُ الَّتِی لها خَمْلٌ ،و الجمْعُ قَراطِفُ ،قال الأَزْهَرِیُّ :هی فُرُشٌ مُخْمَلَهٌ ،قال مُعَقِّرٌ البارِقِیُّ :

وَ ذُبْیانِیَّهٍ أَوْصَتْ بَنِیها

بأَنْ کَذَبَ القَراطِفُ و القُرُوفُ

أی:علیکُمْ بِها فاغْنَمُوها.

و القَرْطَفُ أَیضاً: بَقْلَهٌ ،أَو هو ثَمَرَهُ الرِّمْثِ کالسُّنْبُلَهِ البَیْضاءِ،قالَه الفَرّاءُ.

قرعف

تَقَرْعَفَ الرَّجُلُ ،و اقْرَعَفَّ : أَهمَلَه الجَوْهرِیُّ ، وَ قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أی تَقَبَّضَ و کذلِکَ تَقَرْفَعَ ،و قد ذُکِرَ فی موضِعِه.

قرف

القِرْفُ ،بالکَسْرِ:القِشْرُ و جَمْعُه قُرُوفٌ ، أَو قِشْرُ المُقْلِ و قِشْرُ الرُّمّانِ و کلّ قِشْرٍ: قِرْفٌ .

و القِرْفُ من الخُبْزِ:ما یَتَقَشَّرُ مِنْهُ و یَبْقَی فی التَّنُّورِ.

و القِرْفُ مِنَ الأَرْض:ما یُقْتَلَعُ مِنْها مَعَ و فی العُبابِ مِن البُقُولِ و العُرُوقِ و منه

16- الحَدِیثُ : «إِذا وجَدْتَ قِرْفَ الأَرْضِ فلا تَقْرَبْها». أی المَیْتهَ ،أَرادَ ما یُقْتَرَفُ من بَقْل الأَرْضِ و عُرُوقِه و یُقْتَلَعُ ،و أَصلُها أَخْذُ القِشْرِ منه.

و القِرْفُ : لِحاءُ الشَّجَرِ واحِدَتُه قِرْفَهٌ ، کالقُرافَهِ ، ککُناسَهٍ .

ص:427


1- (1) ضبطت عن النبات [1]لأبی حنیفه رقم 1068 و فیه بالقلم هنا و فی الشاهد بکسر القاف و إهمال ضبط الذال.و ضبطت فی اللسان« [2]القذَّاف»ضبط قلم أیضاً.
2- (2) فی النبات [3]لأبی حنیفه:«أرمی»و الأصل کاللسان. [4]
3- (3) زید فی النهایه«قرصف»:و یروی بالواو.
4- (4) الآیه الأولی من سوره المدثر. [5]

و القِرْفَهُ بهاءٍ:التُّهَمَهُ یُقال:فلانٌ قِرْفَتِی :أی تُهَمَتِی، أی هو الَّذِی أَتَّهِمُه.

و القِرْفَهُ الهُجْنَهُ و منه المُقْرِفُ للهَجِینِ ،کما سَیَأْتِی.

و القِرْفَهُ : الکَسْبُ یُقال:هو یَقْرِفُ لعِیالِه:أی یَکْسِبُ لهمْ .

و القِرْفَهُ القِشْرَهُ واحِدَهُ القِرْفِ .

و القِرْفَهُ :اسم قُشُور الرُّمَّانِ یُدْبَغُ بها.

و من المَجازِ: القِرْفَهُ :هی المُخاطُ الیابِسُ الّلازِقُ فی الأَنفِ کالقِرْفِ و منه

17- حدیثُ ابن الزُّبَیْرِ: «ما عَلَی أَحَدِکُم إذا أَتَی المَسْجِدَ أَنْ یُخْرِجَ قِرْفَهَ أَنْفِه». أی:قِشْرَتَه،أی یُنَقِّیَ أَنْفَه منه.

و القِرْفَهُ : مَنْ تَتَّهِمُه بشیْ ءٍ و منه:فلانٌ قِرْفَتِی .

و القِرْفَهُ : ضَرْبٌ مِنَ الدّارِصِینیِّ و هو عَلَی أَنْواع لأَنَّ (1)منه الدَّارَصِینِیِّ علی الحَقِیقَهِ ،و یُعْرَفُ بِدارَصِینِیِّ الصِّینِ ، وَ جِسْمُه أَشْحمُ و فی بعض النُّسَخِ زِیاده و أَسْخَنُ أی:أَکْثرُ سُخُونَهً و أَکثَرُ تخَلْخُلاً،و منه المَعْرُوفُ بالقِرْفَهِ علی الحَقِیقَهِ وَ هو أَحْمَرُ أَمْلَسُ مائِلٍ إلی الْجُلْوِ،ظاهِرُه خَشِنٌ برائِحَهٍ عَطِرَهٍ ،و طَعْمٍ حادٍ حِرِّیفٍ ،و منْهُ المَعْرُوفُ بقِرْفَهِ القَرَنْفُلِ ،و هی رَقِیقَهٌ صُلْبهٌ إلی السَّوادِ بلا تَخَلْخُلِ أَصْلاً، وَ رائِحَتُها کالقَرَنْفُلِ و علی هذا الأَخیرِ اقْتَصَرَ أَهلُ اللُّغَهِ ، قال ابنُ دُرَیْدٍ:ضَرْبٌ من أَفْواهِ الطِّیبِ و الکُلُّ مُسَخِّنٌ مُلَطِّفٌ ،و مُدِرٌّ مُجَفِّفَ مُحَفِّظٌ باهِیٌّ کما بَیَّنَهُ الأَطباءُ.

و یُقال: هُمْ قِرْفَتِی :أی عِنْدَهُمْ أَظُنُّ طَلِبَتِی.

و یُقال: سَلْهُم عن ناقَتِکَ فإِنَّهُم قِرْفَهٌ :أی تجِدُ خَبَرَها عِنْدَهُم کما فی الصِّحاحِ .

و یُقالُ : هو أَمْنَعُ کما فی روایهٍ ،و مثلُه فی الصِّحاحِ ، أَو أَعَزُّ مِنْ أُمِّ قِرْفَهَ قال الأَصْمَعِیُّ :هی امْرَأَهٌ فَزَارِیَّهٌ ،و إِنّما ضُرِبَ بمَنعَتِها المَثَلُ لأَنَّهُ کانَ یُعَلَّقُ فی بَیْتِها خَمْسُونَ سَیْفاً لخَمْسِینَ رَجُلاً کُلُّهُم مَحْرَمٌ لَهَا و هی زَوْجَهُ مالِکِ بن حُذَیْفَهَ ابنِ بَدْرٍ الفزارِیِّ ،و قد جاءَ ذکرُها فی کُتُبِ السِّیَرِ.

و أَبو الدَّهْماءِ قِرْفَهُ بنُ بُهَیْسٍ کزُبَیْرٍ،و هو الأَکْثَرُ أَوبَیْهَسٍ کحَیْدَرٍ، أَو قِرْفَهُ بنُ مالِک بنِ سَهْمٍ : تابِعِیٌّ قال ابنُ حِبّان:هو مِنْ أَهْلِ البَصْرَهِ ،رَوَی عن رَجُلٍ من أَصْحابِ رَسُولِ اللّه صَلّی اللّه عَلَیهِ و سلّم،رَوَی عنه حُمَیْدُ بنُ هِلالٍ .

و حَبِیبُ بنُ قِرْفَهَ العَوْذِیُّ :شاعِرٌ منسوبٌ إلی عَوْذِ بن غالِبِ بنِ قُطَیْعَهَ بْنِ عَبْسٍ (2).

و فاتَه:والانُ بنُ قِرْفَهَ العَدَوِیُّ (3)عن حُذَیْفَهَ .

وَ صالِحُ بنُ قِرْفَهَ ،عن داوُدَ بن أَبِی هِنْد.

و القَرْفُ ،بالفَتْح:شَجَرٌ یُدْبَغُ بِهِ الأَدِیمُ أَو هُو الغَرْفُ وَ الغَلْفُ و قد تقَدَّم ذِکرُهُما.

و قال الجَوْهرِیُّ : القَرْفُ : وِعاءٌ من أَدَمٍ یُدْبَغُ بالقِرْفَهِ :

أی بقُشُور الرُّمّانِ ،یُجْعَلُ فیهِ لَحْمٌ مَطْبُوخٌ بتَوابلَ و فی التّهْذِیبِ : القرْفُ :شیءٌ من جُلُودٍ یُعْمَلُ منه (4)الخَلْعُ ، وَ الخَلْعُ :أَنْ یُؤْخَذَ لَحْمُ الجَزُورِ،و یُطْبَخَ بشَحْمِه،ثم یُجْعَلَ فیه تَوابلُ ،ثم یُفْرغَ فی هذا الجِلْدِ،و الجَمْعُ قُرُوفٌ ،و بِهِ فُسِّرَ قولُ مُعَقِّر بن حِمارٍ البَارِقِیّ :

وَ ذُبْیانِیَّهٍ أَوْصَتْ (5)بَنِیها

بأَنْ کَذَبَ القَراطِفُ و القُرُوفُ

وَ قال أَبُو سَعِیدٍ: القَرْفُ :الأَدِیمُ (6)،و جمعُه قُرُوفٌ ،زاد غیرُه:کأَنَّه قُرِفَ أی قُشِرَ،فَبَدَتْ حُمْرَتُه،و قال:أَبو عَمْروٍ:

القُرُوفُ :الأَدَمُ الحُمْرُ،الواحِدُ قَرْفٌ قال:و القُرُوفُ وَ الظُّرُوفُ بمعنًی واحدٍ.

و القَرْفُ : الأَحْمَرُ القانِیءُ و یُقالُ :هو أَحْمَرُ قَرْفٌ :أی شَدِیدُ الحُمْرَهِ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «أَراکَ أَحْمَرَ قَرْفاً ». و یُقالُ أَیضاً:أَحْمَرُ کالقَرْفِ ،عن اللِّحْیانِیّ ،و أَنشدَ:

أَحْمَرُ کالقَرْفِ و أَحْوَی أَدْعَجُ

کالأَقْرَفِ عن أَبِی عَمْرٍو،هذا حاصِلُ ما فی العُبابِ ،

ص:428


1- (1) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:لأنه منه.
2- (2) انظر المؤتلف للآمدی ص 95.
3- (3) فی التاریخ الکبیر للبخاری 185/8 والان بن بیهس العدوی و یقال والان بن قرفه.
4- (4) فی التهذیب:فیه.
5- (5) التهذیب و اللسان: [2]وصَّت.
6- (6) فی التهذیب:«الأدیم الأحمر»و الأصل کاللسان. [3]

و هو صَریحٌ فی أنَّ القَرْفَ بالفتحِ ،و ضَبَطَه ابنُ الأَثیرِ فی النِّهایَهِ «أَحْمَرَ قَرِفاً »ککَتِفٍ ،فانظُر ذلک.

و القَرَفُ بالتَّحْرِیکِ :الاسْمُ من المُقارَفَهِ و القِرافِ بالکسرِ للمُخالَطَهِ و فی الصِّحاحِ :هو مُداناهُ المَرَضِ ، یُقال:أَخْشَی عَلَیْکَ القَرَفَ ،و قد قَرِفَ بالکسرِ،و

14- فی الحَدِیثِ : «أنَّ قَوْماً شَکَوْا إِلَیْهِ صَلّی اللّه عَلَیهِ و سَلَّم وَبَاءَ أَرْضِهِم،فقَالَ َ:تَحَوَّلُوا،فإِنَّ مِن القَرَفِ التَّلَفَ .

و القَرَفُ : داءٌ یَقْتُلُ البَعِیرَ عن ابنِ عبّادٍ،قال:و یکونُ من شَمِّ بَوْلِ الأَرْوَی،قال:

و القَرَفُ أَیضاً: النُّکْسُ فی المَرَضِ .

و القَرَفُ أَیضاً: مُقارَفَهُ الوَباءِ أی مُداناتُهُ .

وَ قال أَبو عَمْرٍو: القَرَفُ :الوَباءُ،یُقالُ :احْذَر القَرَفَ فی غَنَمِک.

و القَرَفُ : العَدْوی و قالَ ابنُ الأَثِیرِ-فی شَرْحِ الحَدِیثِ المَذْکور-: القَرَفُ :مُلابَسَهُ الدَّاءِ،و مُداناهُ المَرَضِ ،و التَّلَفُ :الهَلاکُ ،قال:و لیسَ هذَا من بابِ العَدْوَی،و إِنَّما هو من الطِّبِّ ،فإِنَّ اسْتِصْلاحَ الهَواءِ من أَعَوَنِ الأَشْیاءِ علی صِحَّهِ الأَبْدانِ ،و فَسادَ الهَواءِ من أَسْرعِ الأَشیاءِ إلی الأَسْقامِ .

و القَرَفُ من الأَراضِی:المَحَمَّهُ أی:ذاتُ حُمّی وَ وباءٍ،نقله ابنُ عبّادٍ.

و القَرَفُ :مثلُ الخَلِیق الحَدِیر قال الأَزْهَرِیُّ :و منه

16- الحَدِیثُ : «هُو قَرَفٌ أَنْ یُبارَکَ لَهُ فِیه». کالقَرِفِ ککَتِفٍ ، و یُقال: هو قَرِفٌ من کَذَا،و قَرِفٌ بِکَذا أی: قمِنٌ قال:

وَ المرءُ ما دامَتْ حُشاشَتُه

قَرِفٌ من الحِدْثانِ و الأَلَمِ

وَ التَّثْنِیَهُ و الجَمْعُ کالواحدِ، أَو لا یقالُ کَکَتِفٍ ،و لا کَأَمِیرٍ،بَلْ بالتَّحْریکِ فَقَطْ و قولُ أَبِی الحَسن: و لا یُقالُ :ما أَقْرفَهَ ،و لا أَقْرِفْ بِهِ ،أو یُقالُ و أَجازَهُما ابنُ الأَعْرَابیِّ علی مِثْلِ هذَا.

و قَرَفَ علَیْهِمْ یَقْرِفُ قَرْفاً :إذا بَغَی عَلَیْهِم،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ .

و قَرَفَ القَرَنْفُلَ قَرْفاً : قَشَرَه بَعْدَ یُبْسِهِ هکَذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و الصّوابُ و قَرفَ القَرْحَ :قَشَرَه بعدَ یُبْسِه.

و قَرَفَ فُلانًا:عابَهُ ،أو اتَّهَمَه و یُقالُ : هو یُقْرَفُ بکَذا:

أی یُرمَی به و یُتَّهَمُ ،فهو مَقْرُوفٌ .

وَ قَرَفَ به و یُتَّهَمُ ،فهو مَقْرُوفٌ .

وَ قَرَفَ الرَّجُلَ بسُوءٍ:رَماه به.

وَ قَرَفْتُه بالشَّیْ ءِ، فاقْتَرَفَ بِهِ .

و قَرَفَ لعیالِه: إذا کَسَبَ لَهُم من هُنا و من هُنا.

قَرَفَ قَرْفاً :إذا خَلَّطَ تَخْلِیطاً.

و قَرَفَ عَلَیهِمْ قَرْفاً :إذا کَذَبَ .

و قَوْلُهم: تَرَکْتُه علی مِثْلِ مَقْرِفِ الصَّمْغَهِ ،و یُرْوَی مثل مَقْلَعِ الصَّمْغَهِ ،و قد تَقَدَّمَت الإِشارهُ إِلیه فی«قلع»: أی علَی خُلُوٍّ؛لأَنَّ الصَّمْغَهَ إذا قُلِعَتْ لم یَبْقَ لها أَثَرٌ و فی الصِّحاحِ :و هو مَوْضِعُ القَرْفِ ،أی القَشْرِ،و هو شَبیهٌ بقولِهم:تَرَکْتُه علی مِثْلِ لَیْلَهِ الصَّدَرِ،زادَ الصاغانیُّ :لأَنَّ الناسَ یَنْفِرُونَ من مِنًی فلا یَبْقَی منهم أَحَدٌ.

و القَرافَهُ کسَحابَهٍ :بَطْنٌ من المَعافِرِ بنی یَعْفُرَ بنِ مالِکِ ابنِ الحارِثِ بْنِ مُرَّهَ بنِ أُدَدَ بنِ زَیْدِ بن یَشْجُبَ بنِ عُرَیْبِ ابنِ زَیْدِ بنِ کَهْلانَ بنِ سبَأ بنِ یَشْجُبَ بنِ یَعْرُبَ بنِ قَحْطانَ .و قولُ الجَوْهَریِّ :یَعْفُرُ بنُ هَمْدانَ خطَأٌ،نَبَّه عَلَیهِ ابنُ الجَوّانِیِّ النَّسّابَهُ ،و عامَّهُ المَعافِرِ بمصر (1)،و لَهُم خُطَّهٌ بمِصْر تُعْرَفُ ،مُتَّصِلَهٌ بالقَرافَهِ ،و قَرافَهُ هذه أُمُّهُم،و هم وَلَدُ عصر بنِ سَیْفِ بنِ وائِل بن الحریّ (2)وَ بهِمْ سُمِّیَتْ مقْبَرَهُ مِصْرَ القَرافَه ،و لقَرافَهَ مَسْجِدٌ بالقَرافَهِ یُعْرَفُ بمَسْجِدِ الرَّحْمَهِ ،شریفٌ مُجابُ الدُّعاءِ،خُطِّیٌّ ،بُنِیَ وقتَ الفُتُوحِ ، وَ هو مَجاوِرٌ لمَسِجدِ الأُقْهُوبِ الخُطِّیِّ ،قال ابنُ الجَوّانِیِّ :

وَ انقَرضَ بنُو قَرافَهَ لم یَبْقَ منهم أَحدٌ و بِها قَبْرُ إِمامِ الأَئِمَّهِ أَبِی عبدِ اللّه مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِیسَ الشّافِعِیِّ رَحِمَه اللّه تَعالَی وَ رَضِیَ الله عنه،و عمَّنْ أَحَبَّه،و قد تَقَدَّم ذکره فی«شفع»و ذَکَرْنا هُناک مَوْلِدَه،و وفاتَه،و قد نُسِبَ إلی سُکْناها و مُجاوَرَتِها جُمْلَهٌ من المُحَدِّثِینَ .

ص:429


1- (1) فی جمهره ابن حزم ص 418 [1] المعافر،و هم بالیمن و الأندلس و مصر.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الجنری».

و قَراف کسَحابٍ :ه،بجَزِیرَهٍ لبَحْرِ الیَمَن بحِذاءِ الجارِ أَهْلُها تُجّارٌ،نقله الصّاغانِیُّ ،و ضبَطَه فی التّکْمِلهِ ککِتابٍ .

و رَجُلٌ مَقْرُوفٌ :ضامِرٌ لَطِیفٌ مَخْرُوطٌ ،نقله ابنُ عَبّادٍ.

و أَقْرفَ له:داناهُ عن أَبِی عَمْرٍو، و قال الأَصمَعِیُّ :أی خالَطَه یُقال:ما أَبْصرَتْ عَیْنِی،و لا أَقْرَفَتْ یَدِی،أی:ما دَنَتْ مِنْه،و ما أَقْرَفْتُ لذلِک:أی ما دَانَیْتُه،و لا خالَطْتُ أَهْلَه،قال ابنُ بَرِّیّ :شاهِدُه قولُ ذِی الرُّمَّهِ :

نَتُوجٍ و لم تُقْرَفْ لِما یُمْتَنَی لَه

إذا نُتِجَتْ ماتَتْ و حَیَّ سَلِیلُها

لم تُقْرَفْ :لم تُدانِ ما لَهُ مُنْیَهٌ ،و المُنْیَهُ :انْتِظارُ لَقْحِ النّاقَهِ من سبعهِ أَیَّامٍ إلی خَمْسَهَ عَشَرَ یوماً.

و قال اللَّیْثُ : أَقْرَفَ فلانٌ فُلانًا و ذلک إذا وَقَعَ فیهِ وَ ذَکَرَه بسُوءٍ.

و یُقال: أَقْرَفَ به و أَظَنَّ بِهِ :إذا عَرَّضَه للتُّهْمَهِ و الظِّنَّهِ وَ القِرْفَهِ .

و قال أَبو عَمْرٍو: أَقْرَفَ آلُ فُلانٍ فُلانًا: إذا أَتاهُم و هُمْ مَرْضَی فأَصابَهُ ذلِکَ فاقْتَرَفَ هو من مَرَضِهم.

و المُقْرِفُ ،کمُحْسِنٍ من الفَرَسِ و غَیْرِه:ما یُدانِی الهُجْنَهَ ،أی الذی أُمُّه عَرَبِیَّهٌ لا أَبُوه؛لأَنَّ الإِقْرافَ إِنَّما هُو مِنْ قِبَلِ الفَحْلِ ،و الهُجْنَهُ من قِبَلِ الأُمِّ و منه

16- الحَدِیثُ : «أَنَّه رَکِبَ فَرَساً لأَبِی طَلْحَهَ مُقْرِفاً ». و قِیلَ :هو الَّذِی دَانَی الهُجْنَهَ من قِبَلِ أَبِیه.

و المُقْرِفُ : الرَّجُلُ فی لَوْنِه حُمْرَهٌ ، کالقَرْفیِّ بالفَتْحِ وَ کذلکَ القَرْفیُّ من الأَدِیمِ :هو الأَحْمرُ.

و اقْتَرَفَ :اکْتَسَبَ و منه قَولُه تَعالی: وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَهً (1)أی:یَکْتَسِب،و قولُه تَعالَی: وَ لِیَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (2)أی:لیَعْمَلُوا ما هُمْ عامِلُونَ من الذُّنُوب.

وَ اقْتَرَفَ لعِیالِه:أی:اکْتَسَبَ لهم.

و اقْتَرَفَ الذَّنْبَ :أَتاهُ و فَعَلَه: قال الرّاغِبُ :أَصْلُ القَرْفِ وَ الاقْتِرافِ :قَشْرُ اللِّحاءِ عن الشَّجرِ،و الجُلَیْدَهِ عنالجُرْحِ (3)،و اسْتُعِیرَ الاقْتِرافُ للاکْتِسابِ حُسْنًا کانَ أَو سُوءًا،و هو فی الإِساءَهِ أَکْثَرُ استَعْمالاً،و لهذا یُقالُ :

الاعْتِرافُ یُزیلُ الاقْتِرافَ .انتهی.

و بَعِیرٌ مُقْتَرَفٌ للمَفْعُولِ : الذِی اشْتَرِی حَدِیثاً و إِبلٌ مُقْتَرَفَهٌ :مُسْتَجَدَّهٌ .

و قارَفَهُ مُقارَفَهً ،و قِرافاً : قاربَهُ و لا تکونُ المُقارَفَهُ إِلا فی الأشْیاءِ الدَّنِیَّه،قال طَرَفَهُ :

وَ قِرافُ مَنْ لا یَسْتَفِیقُ دَعارَهً

یُعْدِی کما یُعْدِی الصَّحِیحَ الأَجْرَبُ (4)

وَ قالَ النّابِغَهُ :

وَ قارَفَتْ و هِیَ لَم تَجْرَبْ و باعَ لَها

من الفَصافِصِ بالنُّمِّیِّ سِفْسِیرُ (5)

أی:قارَبَتْ أَنْ تَجْرَبَ ،و

14- فی حَدِیث الإِفْکِ : «إِنْ کُنْتِ قد قارَفْتِ (6)ذَنْباً فتُوبِی إلی اللّه». و هذا راجِعٌ إلی المُقارَبَهِ وَ المُداناهِ .

وَ قارَفَ الجَرَبُ البَعِیرَ قِرافاً :داناهُ شَیْ ءٌ منه.

وَ ما قارَفْتُ سُوءًا:ما دانَیْتُه:و

16- فی الحَدِیث: «هَلْ فِیکُمْ مِنْ أَحَدٍ لم یُقارِف اللَّیْلَهَ ؟فقَالَ َ أَبُو طَلْحَهَ -رضِیَ اللّه عنه:

أَنَا». قال ابنُ المُبارَک:قال فُلَیْحٌ :أُراهُ یَعْنی الذَّنْبَ .

و قال ابنُ فارِسٍ : قارَفَ المَرْأَهَ :جامَعَها لأَنَّ کلَّ واحِدٍ مِنْهُما لِباسُ صاحِبِه.

وَ قالَ الرّاغِبُ : قارَفَ فُلانٌ أَمْرًا:إذا تَعاطَی منه ما یُعابُ به.

و تَقَرَّفَت القَرْحَهُ : إذا تَقَشَّرَتْ و ذلِکَ إذا یَبِسَتْ ،قال عَنْتَرَهُ العَبْسِیُّ :

ص:430


1- (1) سوره الشوری الآیه 23. [1]
2- (2) سوره الأنعام الآیه 113. [2]
3- (3) فی المفردات:و [3]الجلده عن الجرح،و ما یؤخذ منه قرف.
4- (4) دیوانه ط بیروت ص 12 و فسر القراف بالمخالطه.
5- (5) البیت لأوس بن حجر و هو فی دیوانه ط بیروت ص 41.قال الجوالیقی: قارفت أی دنت من الجرب و لم تجرب بعد،و إنما دنت من الجرب لأنها أقامت فی الریف،و یقال معناه دانت الجرب. وَ فی دیوان النابغه الذبیانی صنعه ابن السکیت ص 204 من قصیده مطلعها: و دع أمامه و التودیع تعذیر وَ ما وداعک من قفَّت به العیرُ.
6- (6) کذا بالأصل:«قد قارفت»و بدون«قد»روایه النهایه.

عُلالَتُنا فی کُلِّ یومِ کَرِیهَهٍ

بأَسْیافِنَا و القَرْحُ لم یَتَقرَّفِ

وَ أَنشدَهُ الجوهریُّ :«و الجُرْحُ لم یَتَقَرَّفِ ».

و القَرُوفُ کصَبُورٍ: الرَّجُلُ الکَثِیرُ البَغْیِ مِن قَرَفَ علیه:إذا بَغَی.

و القَرُوفُ الجِرابُ یُوضعُ فیه الزّادُ ج: قُرْفٌ ،بالضمِّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

القِرْفَهُ بالکسر:الطائِفهُ من القِرْفِ .

وَ صَبغَ ثوبَه بقِرْفِ السِّدْرِ:أی بقِشْرِه.

وَ قَرَفَ الشّجَرهَ یَقْرِفُها قَرْفاً :نَحَتَ (1)قِرْفَها ،و کذلک قَرَفَ القَرْحَهَ ،و قَرَفَ جِلْدَ الرِّجْلِ :إذا اقْتَلَعه،و

16- فی حدیثِ الخَوارِجِ : «إِذا رَأَیْتُمُوهم فاقْرِفُوهُم و اقْتُلُوهم». أَراد اسْتَأْصِلُوهُم.

وَ القِرْفَهُ :اسمُ الجِلْدِ المُنْقَشِرِ من القَرْحَهِ .

وَ أَنشدَ ابنُ الأَعرابیّ :

اقْتَرِبُوا قِرْفَ القِمَعْ

نصَبه علی النِّداءِ،أی:یا قِرْفَ القِمعِ ،و یَعْنِی بالقِمعَ قِمَعَ الوَطْبِ الَّذِی یُصَبُّ فیه اللَّبَنُ ،و قِرْفُهُ :ما یلْزَقُ به من وَسَخِ اللَّبَنِ ،فأَرادَ أنَّ هؤلاءِ المُخاطَبِینَ أَوْساخٌ .

وَ القارُوفُ :مِحْلَبُ اللَّبَنِ ،مِصْرِیَّه.

وَ قَرَفَ الذَّنْبَ و غیرَه قَرْفاً ،و اقْتَرَفَه :

اکتَسَبَه.

وَ اقْتَرَف المالَ :اقْتَناه.

وَ رَجُلٌ قُرَفَهٌ ،کتُؤَدَهٍ :إذا کانَ مُکْتَسِباً.

وَ هذِه إِبلٌ مُقْرَفَهٌ ،کمُکْرَمَهٍ :أی مُسْتَجَدَّهٌ .

وَ اقْتُرِفَ الرّجُلُ بسُوءٍ:رُمِیَ به.

وَ اقْتَرَفَ :مَرِضَ من المُداناهِ .

وَ یُقالُ :هو قَرَفٌ مِن ثوْبِی،للَّذِی تَتَّهِمُه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و القِرْفُ بالکَسْرِ:التُّهَمَهُ ،و الجمعُ قِرافٌ .

وَ قَرَفَ الشیءَ:خَلَطَه.

وَ المُقارَفَهُ ،و القِرافُ :المُخالَطَهُ .

وَ یُقالُ :لا تُکْثِرْ من القِرافِ :أی الجِماعِ .

وَ أَقْرَفَ الجَرَبُ الصِّحاحَ :أَعْدَاها.

وَ المُقْرِفُ :کمُحْسِنٍ :النَّذْلُ الخَسِیسُ .

وَ وَجْهٌ مُقْرِفٌ :غیرُ حَسَنٍ ،قال،ذُو الرُّمَّهِ :

تُرِیک سُنَّهَ وجْهٍ غَیْرَ مُقْرِفَهٍ

مَلْساءَ لیسَ بها خالٌ و لا نَدَبُ

هکَذا فی اللِّسانِ ،و فسَّره الصاغانِیُّ بوجهٍ آخر،فقَالَ :

هو یَقُولُ :هی کریمَهُ الأَصلِ ،لم یُخالِطْها شیءٌ من الهُجْنَهِ .

وَ رَجُلٌ مِقْرافُ (2)الذُّنُوب:إذا کانَ کثیرَ المُباشَرَهِ لها.

وَ قِرافُ التَّمْرِ،بالکسرِ:جَمْعُ قَرْفٍ ،بالفتحِ ،و هو وِعاءٌ من جِلْدٍ یُدْبَغُ بقُشُورِ الرُّمّانِ .

وَ تقارَفُوا :تَزاجرُوا.

وَ خَیْلٌ مَقارِیفُ (3):هَجائِنُ .

قرقف

القَرْقَفُ ،کجَعْفَرٍ و زادَ ابنُ عَبّادٍ:

و القُرْقُوفُ ،مثلُ عُصْفُورٍ: اسمُ الخَمْر قال السُّکَّرِی:الَّتِی یَرْعَدُ عَنْها صاحِبُها من إِدْمانِه إِیّاها،و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ :

سُمِّیَتْ بذلِکَ لأَنَّها تُرْعِدُ شارِبَها.

وَ قال اللَّیْثُ : القَرْقَفُ :تُوصفُ به الخَمْرُ،و یُوصَفُ به الماءُ البارِدُ ذُو الصَّفاءِ،قال الفَرَزْدَقُ فی وَصْفِ الماءِ:

وَ لا زادَ إِلا فضْلَتانِ :سُلافهٌ

وَ أَبْیَضُ من ماءِ الغمامَهِ قَرْقَفُ

قال الأَزْهَرِیُّ :هذا وَهَمٌ ،و فی البَیْتِ تأَخیرٌ،أُرِیدَ به التَّقْدِیم،و المَعْنَی سُلافَهٌ قَرْقَفٌ ،و أَبْیَضُ من ماءِ الغمامَهِ و قَوْلُ الجَوْهَرِیّ : القَرْقَفُ :الخَمْرُ قال: هو اسمٌ لها، و أَنْکَرَ أَنْ تَکُونَ سُمِّیَتْ بذلِکَ لأَنَّها تُرْعِدُ شارِبَها،قال

ص:431


1- (1) فی المحکم:«نجب».
2- (2) قوله:مقراف،مفعال من أبنیه المبالغه.
3- (3) الذی فی الأساس:فرس مُقرَف،و خیل مقارفُ و مقاریفُ .و أُقرفَ :أُدنی للهجنه.

الصّاغانِیُّ :قولُه:«قال» کلامٌ ضائِعٌ لأَنَّه لم یُسْنِدْه -أی:

القولَ ،و کذا الإِنْکار- إلی أَحَدٍ سَبَق ذِکْرُه،و إِنَّما نَقَلَه من کِتابٍ رُوِیَ فیه عن أَبِی عُبَیْدٍ ما ذُکِرَ،و أَرادَ أَنْ یَقْتَصِرَ علی الغَرضِ ،فسَبَقَ القَلَمُ بذُنابَهِ الکَلامِ و إِنَّما القائلُ و المُنْکِرُ أَبو عُبیْدَهَ هکَذا فی النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ صوابُه أَبو عُبَیْدٍ،کما فی العُبابِ و التَّکْمِله و المُنْکَرُ عَلَیهِ هو ابنُ الأَعْرابِیِّ هکَذا فی النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ حَقَّقَه الصّاغانِیُّ ،و رامَ شیخَنا أَن یَتَحَمَّلَ جوابا عن الجوْهَرِیِّ فلم یَفْعَلْ شیئاً،و إِنَّما أَحالَه علی ما حصَلَ للمُصَنِّفِ فی«السَّبْعِ الطِّوَالِ »فی«طول» علی ما سَیأْتِی الکلامُ عَلَیه فی موضِعِه.

و القُرْقُفُ کهُدْهُدٍ (1):طَیْرٌ صِغارٌ کأَنّها الصِّعاءُ.

أَو هُو القُرْقُبُ بالباءِ المُوَحَّدَهِ ،علی ما حَقَّقَه الأَزْهَرِیّ .

و قال اللَّیْثُ : القُرْقُوفُ ، کسُرْسُورٍ:الدِّرْهَمُ الأَبْیضُ ، وَ حُکِیَ عن بعضِ العَرَبِ أَنَّه قالَ :أَبْیَض قُرْقُوف ،بلا شَعَرٍ وَ لا صُوف،فی البِلادِ یَطُوف.

و دِیکٌ قُراقِفٌ ،بالضمِّ : أی صَیِّتٌ نَقَله الصّاغانِیُّ عن ابنِ عَبّادٍ.

و قَرْقَفَ :أَرْعَدَ عن ابنِ الأَعرابِیِّ ،و نَقَله الجَوْهَرِیُّ بالمعْنَی؛فإِنَّه قالَ :لأَنّها تُرْعِدُ صاحِبَها،و هو بَعْیِنه تَفْسِیرٌ لقَرْقَف .

قلت:قد سَبَقَ فی«رقف»عن الأَزْهرِیِّ أَنّ القَرْقَفَهَ للرِّعْدَهِ مأَخوذهٌ من أُرْقِفَ إِرْقافاً،کُرِّرت القافُ فی أَوَّلها،و قالَ الصاغانیُّ هُناک:فعَلَی هذا وَزْنُه«عفعل»و هذا الفِعْلُ موضِعُه الراءُ لا القافُ ،و زادَ المُصَنِّفُ هُناک تَوْهِیمَ الجَوْهَرِیِّ من حیثُ ذِکْره فی القافِ ،و تَقَدَّم أَیضاً أنَّ الأَزْهَرِیَّ لم یُوافِقْهُ أَحدٌ من الأَئِمَّهِ فیما قالَهُ ،و قد أَقامَ شَیْخُنا-رَحِمَه اللّه-النَّکِیر علی المُصَنِّفِ ،و لم یَتْرُکْ فیه مقالاً لقائِل،و نَصُّه:زَعَم المُصنِّفُ فی«رقف»أنَّ القَرْقَفَهَ بمعنی الرِّعْدَهِ مَحَلُّها هُناکَ ،و وَهَّم الجَوْهَری فی ذِکْرِها هُنا،و تَبِعَه غیرَ مُنَبِّهٍ عَلَیه،إِما رُجُوعاً إلی الإِنْصافِ و عَدَمِ التَّحامُل،و إِشارَهً إلی أنَّ هذا موضِعُها لا ذاک،أو إلی أنَّ فِیها قَوْلَیْنِ ،و أَنّها تَحْتَمِلُ الوَجْهَیْنِ :تقدیمَ العَیْنِ کما هُناک فی رَأْیٍ ،أو کَوْنَها رُباعِیَّهً لا تکریرَ فیها،کما هُنا،أو غَفْلَهً عن ذلِک الاجْتهادِ فی فصل الراءِ و نِسْیانًا،علی أنَّ الجوهریَّ لم یَذْکُر قَرْقَف بمعنی الرِّعْدَه فی الصِّحاح أَصْلاً، وَ لا تَعرَّضَ له،فَلا مَعْنَی لتَغْلِیطِه فیما لم یَذْکُرْه،و کأَنَّه تَوَهَّمَ ذلِک لکَثْرَهِ وُلُوعهِ بالتَّغْلِیطِ ،فوَهَّمَه علی الوَهْم، وَ غَفْلَهِ الفَهْم،و اللّه أَعلم فتَأَمَّل.

و قُرْقِفَ الصَّرِدُ،بالضَّمِّ أی:مبنِیًّا للمفْعولِ و کَذا تَقَرْقَفَ : أی خَصِرَ حَتَّی تَقَرْقَفَتْ ثَنایاهُ بَعْضُها ببَعْضٍ ،أی تَصْدِم قال:

نِعْمَ ضَجِیعُ الفَتَی إذا بَرَدَ الْ

لَیْلُ سُحَیْرًا و قُرْقِفَ الصَّرِدُ (2)

وَ منهُ

16- حدِیثُ أُمِّ الدَّرْداءِ رضِیَ اللّه عنها: «فیَجِیءُ و هو یُقَرْقِفُ ،فأَضُمُّه بینَ فَخِذَیَّ ». أی یَرْتَعِدُ من البَرْدِ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: القَرْقَفَهُ فی هَدِیرِ الحَمامِ و الفَحْلِ ، وَ الضَّحِکِ :الشِّدَّهُ . قلتُ :هو مِثْلُ القَرْقَرَهِ .

و قال الفَرّاءُ:من نادِرِ کلامِهم: القَرْقَفَنَّهُ ،بنُونٍ مُشَدَّدهٍ :

الکَمَرَهُ .

و القَرْقَفَنَّهُ أَیضاً: اسمُ طائِر یَمْسَحُ جَناحیْهِ علی عَیْنیِ القُنْذُعِ أی الدَّیُّوثِ ،فیَزْدادُ لِینًا و هذا قد

16- جاءَ فی حَدِیثِ وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ : «أنَّ الرجُلَ إذا لَم یَغَرْ علی أَهْلِه بعَثَ اللّه طائِرًا یُقالُ له: القَرْقَفَنَّهُ ،فیَقَعُ علی مِشْرِیقِ بابِه،و لو رَأَی الرِّجالَ مع أَهْلِه لَم یُبْصِرْهُم،و لم یُغَیِّرْ أَمْرَهُم» (3). و قد ذُکِرَ ذلِکَ فی حَرْفِ العَیْنِ فی ماده«قنذع».

قشف

القَشَفُ ،محرَّکَهً :قَذَرُ الجِلْدِ عن اللَّیْثِ .

و قال غیرُه: القَشَفُ : رَثاثَهُ الهَیْئَهِ ،و سُوءُ الحالِ ، وَ ضِیقُ العَیْشِ ،و إِن کانَ مع ذلِکَ یُطَهِّرُ نَفْسَه بالماءِ وَ الاغْتِسالِ یُقالُ :أَصابَهُم من العَیْشِ ضَفَفٌ و شَظَفٌ (4)وَ قَشَفٌ ،بمعنیً واحدٍ؛أی:شِدَّهُ العَیْشِ .

و قد قَشِفَ ،کفَرِحَ و کرُم قَشَفاً مُحَرَّکهً و قَشافَهً و فیهِ لَفٌّ وَ نشْرٌ مُرتَّبٌ فهو قَشْفٌ ،بالفَتْحِ ،و یُحَرَّکُ قالَه اللَّیْثُ .

ص:432


1- (1) ضبطت بالقلم فی اللسان:« [1]بفتحتین».
2- (2) البیت فی تهذیب الألفاظ 121 و 212 منسوباً إلی عمر بن أبی ربیعه، وَ فی المقاییس 15/5 [2] بروایه:و قفقف.
3- (3) اللسان [3]و انظر الفائق« [4]شرق»654/1.
4- (4) اللسان:و [5]حففٌ .

و رجُلٌ قَشِفٌ ،ککَتِفٍ : إذا لَوَّحَتْهُ الشَّمْسُ أو الفَقْرُ، فتَغَیَّرَ، وَ قد قَشِفَ قَشَفاً ،لا غیرُ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: القُشّافُ کَرُمّانٍ ،و الواحِدهُ بهاءٍ:حَجَرٌ رَقِیقٌ أیَّ لَوْنٍ کانَ .

و قال الفرّاءُ: عامٌ أَقْشفُ أَقْشَرُ: أی شَدِیدٌ.

و المُتقَشِّفُ :المُتبَلِّغُ بقُوتٍ و مُرَقَّعٍ نَقَلَه الجَوْهریُّ (1).

و قال اللَّیْثُ : المُتَقَشِّفُ : مَنْ لا یُبالِی بما تَلطَّخَ بجَسَدِه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رَجُلٌ مُتَقَشِّفٌ :تارِکٌ النَّظافَهَ و التَّرَفُّهَ .

وَ رَجُلٌ قَشِفُ الهَیْئَهِ :تارِکٌ للتَّنْظِیفِ .

وَ قَشَّفَ اللّه عَیْشَه تَقْشِیفاً.

وَ رَأَیْتُه علی حالهٍ قَشِفَهٍ .

وَ القَشَفُ ،مُحَرَّکَهً :ما یَرْکَبُ علی أَسْفَلِ قدمِه من الوَسَخ.عامِّیَّه.

قصف

قَصَفَه یَقْصِفُه قَصْفاً :کَسَرَه و فی الصِّحاحِ :

القَصْفُ :الکَسْرُ،و فی التَّهْذِیبِ :کسْرُ القَناهِ و نحْوِها نِصْفَیْنِ .

و من المَجازِ: قَصَفَ الرَّعْدُ و غیرُه قَصِیفاً کأَمِیرٍ،کما فی الصِّحاحِ ،و زادَ الزَّمَخْشَریُّ و قَصْفاً : اشْتَدَّ صَوْتَه فهو قاصِفٌ ،کأَنَّ السماءَ تَنْقصِفُ بِهِ ،و قال أَبو حَنِیفه:إذا بَلَغَ الرَّعْدُ الغایَهَ فی الشِّدَّهِ فهو القاصِفُ ،و

16- فی حَدِیثِ مُوسَی علیه السَّلامُ : «و ضرَبَه البَحْرُ فانْتهَی إِلیه و له قَصِیفٌ ،مخافَهَ أَنْ یَضْرِبَه بعَصاهُ ». أی:صوْتٌ هائِلٌ یُشْبِهُ صوتَ الرَّعْدِ.

وَ قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:فی دُعائهِم:بَعَثَ اللّه عَلَیهِ الرِّیحَ العاصِفَ ،و الرَّعْدَ القاصِفَ .

14- و فی الحَدِیثِ یَرْویه نابِغَهُ بنِی جعْدهَ عن النَّبِیِّ صَلّی اللّه علیهِ و سَلَّمَ أَنَّه قال: « أَنا و النَّبِیُّون فُرّاطٌ لِقاصِفِینَ ».

هکَذا هو فی نُسَخِ النِّهایهِ ،و وَقَع فی العُبابِ :فُرّاطُ القاصِفِینَ (2)،قال: هُمُ المُزْدَحِمُونَ ،کأَنَّ بَعْضَهُم یَقْصِفُ بَعْضاً أی:یَکْسِرُ و یَدْفَعُ شَدِیداً لفرْطِ الزِّحامِ بِدَارًا إِلَی الجَنَّهِ و هکَذا نَقَله ابنُ الأَثِیرِ أَیضاً،یقولُ :یتَقدَّمُون الأُمَمَ إلی الجَنَّهِ ،و هم علی إِثْرِهِم،و قالَ ابنُ الأَنْبَارِیّ -فی مَعْنَی الحدِیثِ -: أی نَحْنُ مُتَقَدِّمُونَ فی الشَّفاعَهِ لقَوْمٍ کَثیرِینَ مُتَدافِعِینَ مُزْدحِمِینَ .

و من المَجاز: رَعْدٌ قاصِفٌ : أی صَیِّتٌ و قد تَقَدَّم قَرِیباً.

و القصِیفُ کأَمِیرٍ:هَشِیمُ الشَّجرِ نقَلَه الجوْهریُّ .

و القَصِیفُ : صَریفُ الفَحْلِ و هو شِدَّهُ رُغائِهِ و هدِیره فی الشِّقْشِقَهِ ،و قد قَصَف قَصْفاً و قَصِیفاً و قُصُوفاً و قَصْفَهً ،و هو مجازٌ.

و قَصِفَ ،العُودُ،کفَرِحَ یَقْصَفُ قَصفاً فهو قَصِفٌ ککَتِفٍ ،و أَقْصفُ : صارَ خَوّارًا ضَعِیفاً،و کذلک الرَّجُلُ و هو مجازٌ.

و قصِفَ النَّبْتُ یَقْصَفُ قصَفاً فهو قَصِفٌ : طالَ حَتَّی انْحَنَی مِنْ طُولِه قال لَبِیدٌ-رَضِیَ اللّه عنه-:

حَتَّی تَزَیَّنَتِ الجِواءُ بفاخِرٍ

قَصِفٍ کأَلْوانِ الرِّجالِ عَمِیمِ (3)

أی:نَبْتٍ فاخِرٍ.

و قال اللَّیْث: قَصِفَ الرُّمْحُ یَقْصَفُ قَصَفاً ،فهو قَصِفٌ :

إِذا انْشَقَّ عَرْضاً، وَ أَنشد:

سَیْفی جرِیءٌ و فَرْعِی غَیْرُ مُؤْتَشَبٍ

وَ أَسْمَرٌ غَیْرُ مَجْلُوزٍ علی قَصِفِ

و قَصِفَ نابُه: إذا انْکَسرَ نِصْفُه.

و قَصِفَتْ القَناهُ قَصَفاً :إِذا انْکَسَرَتْ و لم تَبِنْ .

وَ انْقَصَفَت :إذا بانَتْ ،هکذا فَرَّقَ بِهِ بَعْضُهم.

و الأَقْصَفُ :من انْکَسَرَتْ ثَنِیَّتُه من النِّصْفِ قال الأَزْهرِیُّ :و المعْرُوفُ فیه الأَقْصَمُ ،و قالَ الجَوْهریُّ :هو لُغَهٌ فیه.

ص:433


1- (1) فی الصحاح:«و المتقشِّف الذی یتبلّغ بالقوت و بالمرقَّع»و فی الأساس: وَ هو یتقشف فی لباسه:یتبلغ بالمرقّع و الوسخ»یعنی بالمرقع:الثیاب.
2- (2) و هذه روایه التهذیب و النهایه.و الذی فی غریب الهروی و اللسان و [1]الدر النثیر للسیوطی«فراطٌ لقاصفین».
3- (3) دیوانه ط بیروت ص 190 بروایه:کألوان الرحال.

قال اللَّیْثُ : و الأَقْصَفُ ،و القَصِیفُ ،و القَصِفُ کأَمِیرٍ وَ کَتِفٍ :ما انْقَصفَ نِصْفَیْنِ من کُلِّ شَیْ ءٍ.

و من المَجاز: القَصِفُ ککَتِفٍ :الرَّجُلُ السَّرِیعُ الانْکِسارِ عن النَّجْدَهِ نَقَلَه الجَوْهرِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ ،و قال ابنُ بِرِّیّ :و شاهِدُهُ قولُ قَیْسِ بنِ رِفاعَهَ :

أُولُو أَناهٍ و أَحْلامٍ إذا غَضِبُوا

لا قَصِفُونَ و لا سُودٌ رَعابِیبُ

و رَجُلٌ قَصِفُ البَطْنِ :مَنْ إذا جاعَ اسْتَرْخَی و فَتَرَ،و لم یَحْتَمِلِ الجُوعَ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .

و القُصُوفُ بالضمِّ : الإِقامَهُ فی الأَکْلِ و الشُّرْبِ عن ابنِ الأَعرابِیِّ .

و أَمّا القَصْفُ من اللَّهْوِ و اللَّعِبِ فغَیْرُ عَربِیٍّ و نَصُّ الصِّحاح:یُقال:إِنَّها مُوَلَّدَهٌ ،و قالَ ابنُ دُرَیْد فی الجَمْهره:

فأَمّا القَصْفُ من اللَّهْوِ فلا أَحْسَبُه عَربِیّاً صحیحا (1)،و هکَذا نَقَله الصّاغانِیُّ ،و یُقالُ :هو الجَلَبَهُ و الإِعْلانُ باللَّهْوِ،و فی الأَساس:هو الرَّقْصُ مع الجَلَبَهِ ،و رأَیْتُهم یَقْصِفُون وَ یَلْعَبُون،و إذا عَرَفْتَ ذلِکَ فقولُ شَیْخِنا-و سیَذْکُرُه فی آخِرِ المادَّهِ فیقول: التَّقَصُّفُ :الاجْتِماعُ و اللَّهْوُ و اللَّعِبُ علی الطَّعامِ ،فیَظْهَرُ لک تَناقضُ کلامهِ ،و اخْتِلالُ نِظامِه-:فیه نظرٌ ظاهِرٌ،ثم قالَ :و قَدْ أَوردَ هذا اللَّفْظَ و بَسَطَه فی شفاءِ الغَلِیل،و نقَلَ عن الرّاغِبِ أَنَّه مَأْخُودٌ من قَوْلِهِمْ :رَعْدٌ قاصِفٌ :فی صَوْتهِ تَکَسُّرٌ (2)،ثم تُجُوِّزَ به عن کُلِّ لهوٍ.

قلتُ :و الَّذِی یَقْتَضِیه سِیاقُ الزَّمَخْشَریِّ فی الأَساسِ أَنّه مَأْخُوذٌ مِنْ قَصْفِ العِیدانِ ،ثُمَّ قالَ :و أَنْشَدَ التِّلِمْسانِیُّ یصِفُ البانَ :

تَبَسَّمَ ثَغْرُ البانِ عَنْ طِیبِ نَشْرِهِ

وَ أَقْبَلَ فی حُسْنٍ یَجِلُّ عن الوَصْفِ

هَلُمُّوا إِلیه بینَ قَصْفٍ و لَذَّهٍ

فإِنَّ غُصونَ البانِ تَصْلُحُ للقَصْفِ

و القَصْفَهُ :مَرْقاهُ الدَّرَجَهِ مثل القَصْمَه،نقله الجوهریُّ .

و القَصْفَهُ من القَوْمِ :تَدَافُعُهُم و تَزاحُمُهُم کما فیالصِّحاحِ ،زاد فی اللِّسانِ :و قد انْقَصفُوا ،و رُبّما قالُوه فی الماءِ.

وَ یُقالُ :سَمِعْتُ قَصْفَهَ النّاسِ :أی دفْعَتَهم وَ زَحْمَتَهم (3)،قال العَجّاج:

کقَصْفَهِ النّاسِ مِنَ المُحْرَنْجَمِ

وَ هو مَجاز.

و القَصْفَهُ : رِقَّهٌ تَخْرُجُ فی الأَرْطَی و جَمْعُها قَصَفٌ و قَدْ أَقْصَفَ .

و القَصْفَهُ : قطْعَهٌ من رَمْل تَنْقَصِفُ (4)من مُعْظَمِه حکاه ابنُ دُرَیْدٍ ج: قَصْفٌ و قُصْفانٌ ،کتَمْرهٍ و تمْرٍ و تُمْرانٍ کما فی الصِّحاح،قال ابنُ دُرَیْدٍ: و هی بالمُعْجَمَه بزِنَهِ عِنَبَهٍ و هو الصَّوابُ ،و سَیُذْکَر عقیب هذا التَّرکیب.

و قِصافٌ ککِتابٍ :اسْم رَجُلٍ عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و القِصافُ : فَرَسٌ کان لبنِی قُشَیْرٍ و فیه یَقُولُ زِیادُ بنُ الأَشْهَبِ :

أَتانی بالقِصافِ فقَالَ َ خُذْهُ

علانِیَهً فقَدْ بَرِحَ الخَفاءُ

وَ أَنکَرَ أَبو النَّدَی هذِه الرِّوایهَ ،و قالَ :الرِّوایَهُ «أَتانِی بالفُطَیْرِ»و قال:البَیْتُ للرُّقادِ.

و قال النَّضْرُ:تُسَمَّی المَرْأَهُ الضَّخْمَهُ القِصَاف (5).

و بَنُو قِصافٍ :بَطْنٌ من العَرَب.

و القَوْصَفُ کجَوْهَرٍ: القَطِیفَهُ و منه

14- الحَدِیثُ : «خَرَجَ النَّبِیُّ صلّی اللّه عَلَیهِ و سَلَّم علی صَعْدَهٍ ،یَتْبَعُها حُذَاقِیٌّ ،علیها قوْصَفٌ ،و لم یَبْقَ منها إِلا قَرْقَرُها». الصَّعْدَهُ :الأَتانُ ، وَ الحُذَاقِیُّ :الجَحْشُ ،و القَوْصَفُ :القَطِیفَهُ ،و القَرْقَرُ:

ظَهْرُها.قلتُ :و قد تقَدَّم أَنَّه رُوِی أَیضاً:«قَرْصَف»بالرّاءِ.

و التَّقَصُّفُ :التَّکَسُّرُ و هو مُطاوِع (6)قَصَفَه قَصْفاً .

ص:434


1- (1) الجمهره 81/3. [1]
2- (2) زید فی المفردات:و منه قیل لصوت المعازف قصفٌ .
3- (3) فی التهذیب:أی دفعتهم فی تزاحمهم.
4- (4) فی الصحاح و اللسان« [2]تتقصّف».
5- (5) ضبطت بالقلم فی التهذیب بفتح القاف و الصاد.و فی التکمله: «القصف».
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و هو مطاوع قصفه قصفاً،هکذا فی جمیع النسخ التی بأیدینا».

و التَّقَصُّفُ : الاجّتِماعُ و الازْدِحامُ ،و منه

17- الحدِیثُ : «کانَ أَبُو بَکْرٍ رضِیَ اللّه عنه یُصَلِّی بفناءِ دارِه فیَتَقَصَّفُ عَلَیه (1)نساءُ المُشْرِکِینَ و أَبْناؤُهم،یَعْجَبُونَ منه،و یَنْظُرُونَ إِلیه». أی:

یَزْدَحمُون و یَجْتَمعُون کالتَّقاصُف و منه

14- حَدِیثُ سَلْمانَ (2)رضِیَ اللّه عنه: «قال یَهُودِیٌّ إِنّ بَنِی قَیْلَهَ یَتَقاصَفُون علی رَجُلٍ بِقُبَاءٍ یَزْعُم أَنّه نَبِیٌّ ». أی:من شِدَّهِ ازْدِحامهم یَکْسِرُ بَعْضُهم بَعضاً.

و التَّقَصُّفُ : اللَّهْوُ و اللَّعِبُ علی الطَّعامِ و الشَّرابِ ،نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و أَبو تُقاصِفٍ بضمِّ المُثَنّاهِ من فَوْق: اسمُ رَجُل مِنْ خُنَاعَهَ ظَلَمَ قَیْسَ بنَ العَجْوَهِ الهُذَلِیَّ فَدَعَا علَیْهِ قَیْسٌ فاستُجِیبَ لَهُ ،و قد تَقَدَّم ذلِک بتَمامِه فی:«عود» (3).

و انْقَصَفَ :انْدَفَعَ و منه

14- الحَدِیثُ : «لَمَا یُهِمُّنِی من انْقِصافِهِمْ علی بابِ الجنَّهِ أَهَمُّ عِنْدِی من تَمامِ شَفاعتِی».

أی:انْدِفاعِهِم،قالهُ ابنُ الأَثِیرِ (4).

و یُقال: انْقَصَفَ القومُ عن فُلانٍ : إذا تَرَکُوه و مَرُّوا کما فی العُبابِ ،و الَّذِی فی اللِّسانِ :و یُقالُ للَقوم إذا خَلَّوْا عن شَیْ ءٍ فَتْرَهً و خِذْلانًا: انْقَصَفُوا عنه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رِیحٌ أَقْصَفُ :أی قَصِیفٌ .

وَ انْقَصَفَ :انْکَسَر.

وَ عَصَفَت الرِّیحُ فقَصَفَت السَّفِینهَ .

وَ قُصِفَ ظَهْرُه،و رَجُلٌ مَقْصُوفُ الظَّهْرِ.

وَ رُمْحٌ مُقَصَّفٌ ،کمُعَظَّمٍ :قَصِدٌ.

وَ رِیحٌ قاصِفٌ ،و قاصِفَهٌ :شَدِیدَهٌ تکْسِرُ ما مَرَّتْ به مِنالشَّجَرِ و غیرِه،و به فُسِّر قولُه تَعالَی: فَیُرْسِلَ عَلَیْکُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّیحِ (5).

و ثَوْبٌ قَصِیفٌ ،کأَمِیرٍ:لا عرْضَ له،و هو مَجازٌ،و فی الأَساسِ :قَلِیلُ العَرْضِ ،و هو سماعِیٌّ .

وَ القَصَفَهُ ،مُحرَّکَهً :هَدِیرُ البَعِیرِ،و صَرْفُ أَنْیابِه، کالقُصُوفِ بالضمِّ .

وَ قَصَفَ علینا بالطَّعامِ قَصْفاً :تابَعَ .

وَ القَصْفَهُ ،بالفَتْحِ :دَفْعَهُ الخَیْلِ عندَ اللَّقاءِ.

وَ انْقَصَفُوا عَلَیْه:تَتابَعُوا.

وَ القَصِیفُ :کأَمِیرٍ:البَرْدِیُّ إذا طالَ ،هکَذا فی اللِّسانِ .

وَ فی التَّکْمِلَه القِنْصِفُ ،أی:کزِبْرِجٍ عن أَبِی حَنِیفَهَ ، قال:هکَذا زَعَمَه بعضُ الرُّواه.

وَ انْقَصفُوا (6)عَنْه:إِذَا خَلَّوْا عنه عَجْزاً.

وَ تَقَصَّفُوا :ضَجُّوا فی خُصُومَهٍ و وَعِیدٍ.

وَ رجُلٌ قَصّافٌ ،کشَدّادٍ:صَیِّتٌ ،و کُلُّ ذلِک مَجازٌ،کما فی الأَساسِ .

وَ القَصْفُ :صوتُ المَعازِفِ ،نقَلَه الرّاغِبُ .

وَ ککِتابٍ : القِصافُ بِنْتُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ ضَمْرَهَ ،تَرْوِی عن أَبِیها،و له صُحْبَهٌ ،و عنها أَخُوها یَزِیدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ ابنِ ضَمْرَهَ .

قضف

القَضَفَهُ مُحَرَّکهً :طائِرٌ،أو القَطاهُ نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ عن أَبِی مالِکٍ ،قالَ ابنُ بَرِّی:و لم یَذْکُرْه أَحَدٌ سِواهُ (7).

و القَضافَهُ ،و القَضَفُ مُحرَّکَهً ،و القِضَفُ کعِنَبٍ :النَّحافَهُ وَ الدِّقَّهُ و قِلَّهُ اللَّحْم لا مِنْ هُزالٍ ،و قد قَضُفَ ککَرُمَ ،قال قَیْسُ بنُ الخَطِیمِ :

بَیْنَ شُکُولِ النِّساءِ خِلْقَتُها

قَصْدٌ فلا جَبْلَهٌ و لا قَضَفُ

ص:435


1- (1) عن النهایه و بالأصل«منه».
2- (2) فی النهایه:و منه حدیث الیهودی،لما قدم النبی(صلّی اللّه علیه و آله)المدینه،قال:ترکت ابنَیْ قیله یتقاصفون علی رجل یزعم أنه نبی.
3- (3) کذا،و لم یرد شیئاً فی القاموس [1]فی ماده«عود».
4- (4) کذا بالأصل،و لم ترد فی النهایه.و [2]نص قول ابن الأثیر فیها،و فی اللسان [3]عنه:یعنی استسعادهم بدخول الجنه و أن یتم لَهُم ذلک أهم عندی من أن أبلُغَ أنا منزله الشافعین المشفَّعین؛لأن قبول شفاعته کرامه له،فوصولهم إلی مبتغاهم آثر عنده من نیل هذه الکرامه،لفرط شفقته علی أمته.
5- (5) سوره الإسراء الآیه 69 و [4]بالأصل«أو یرسل»و الصواب فی الآیه ما أثبتناه.
6- (6) عن التهذیب،و العباره فیه:و یقال للقوم إذا خلوا عن شیء فتره و خذلانًا قد انقصفوا عنه.و فی إحدی نسخه:«جلوا»و بالأصل«أقصفوا».
7- (7) یعنی بقوله«أحد»أبا مالک،و هو القائل:القضفه:القطاه.

و هو قَضِیفٌ کأَمِیرٍ:نَحِیفٌ ج: قُضْفانٌ هکَذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ قِضافٌ ،کما هو نصُّ الصِّحاحِ و العُباب وَ اللِّسانِ و الجَمْهَره،زادَ فی اللِّسانِ : قُضَفاء .

و القِضَفَهُ کعِنَبَهٍ (1):قِطْعهٌ من الرَّمْلِ تَنْقَضِفُ من مُعْظَمِه أی تَنْکَسِرُ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :«من موضِعِه» وَ الأُولَی الصَّوابُ .

و القَضَفَهُ بالتَّحْریکِ :قِطْعَهٌ من الأَرْضِ تَغْلُظُ وَ تَحْدَوْدِبُ و تَطُولُ قَلِیلاً کما فی العُباب.

و قال اللَّیْثُ : القَضَفَهُ : أَکَمَهٌ کأَنَّها حَجَرٌ واحِدٌ،ج:

قَضَفٌ ،و قِضافٌ ،و قِضْفانٌ ،و قُضْفَانٌ کُلُّ ذلِک علی تَوَهُّمِ طَرْحِ الزَّائدِ،قال:و القِضافُ لا یَخْرُج سَیْلُها من بَیْنِها.

أَوْ هِیَ أی: القَضَفُ : آکامٌ صِغارٌ یَسِیلُ الماءُ بَیْنَها و هی فی مُطْمَأَنٍّ (2)من الأَرْضِ ،و علی جِرَفَهِ الوَادِی،نَقَلَهُ ابنُ شُمَیْلٍ عن أَبِی خَیْرَهَ ،و أَنْشَدَ لذِی الرُّمَّهِ :

وَ قَدْ خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ و غَرَّقتْ

جَوارِیهِ جُذْعانَ القِضافِ البَراتِکِ (3)

وَ قال أَبُو خَیْرَهَ أَیضاً: القَضَفهُ :أَکَمهٌ صغِیرهٌ بیضاءُ،کأَنَّ حِجارَتَها الجِرْجِسُ ،و هی هَناهٌ أَکْبَرُ (4)من البَعُوضِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :حَکَی ذلِک کُلَّه شَمِرٌ فیما قَرأْتُ بخَطِّهِ .

أَو القِضْفانُ ،و القُضْفانُ : أَماکِنُ مُرْتَفعَهٌ من الحِجارَهِ وَ الطِّینِ نَقَله الأَصْمَعِیُّ .

و القَضَفُ ،مُحَرَّکَهً :الحِجارَهُ الرِّقاقُ قال عبدُ اللّه بنُ سَلِمَهَ الغامِدِیُّ :

دَرَأْتُ علی أَوابِدَ ناجِیاتٍ

تَحُفُّ رِیاضَها قَضَفٌ ولُوبُ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

جارِیهٌ قَضِیفَهٌ :إذا کانَتْ مَمْشُوقَهً ،و جَمْعُها قِضافٌ ، وَ کذلِک امْرَأَهٌ قَضِیفَهٌ .

قطف

قَطَفَ العِنَبَ یَقْطِفُه :جَنَاه قال شیخُنا:

ظاهرُه أو صَرِیحُه أَنّه خاصُّ بالعِنَبِ ،و مثلُه فی المُغْرِبِ وَ المِصْباحِ و الصِّحاحِ و غیرِها،و فی کَلامِ صَدْرِ الشَّرِیعهِ .

أَنّه جَنْیُ الثَّمَرِ من الأَشْجارِ.قلتُ :و فی التَّهذِیب:

القَطْفُ :قَطْفُکَ العِنَبَ [و غیرَهُ ] (5)،و کلُّ شیْ ءٍ تَقْطِفُه عن شیءٍ فقد قَطَفْتَه حَتَّی الجَراد تَقْطِفُ رُؤُوسَها.ثمّ الّذِی یَظْهرُ من سِیاقِ عِبارَهِ هَؤُلاءِ أنَّ مصدرَ قَطَفَ العِنَبَ القَطْفُ لا غیرُ،و الذی فی المُحْکَم أنَّ قَطَفَ الشَّیْ ءَ بمعنَی قَطَعَه مصْدَرُه القَطْفُ ،و القَطَفانُ ،و القَطافُ ،و القِطافُ عن اللِّحْیانِیّ ،ثم نَقَل شیخُنَا عن البَیْضاوِیّ فی تفسیرِ قوله تَعالی: قُطُوفُها دانِیَهٌ (6)ما نَصُّه: القَطْفُ :هو الاجْتِناءُ بسُرْعهٍ ،و قالَ الشِّهابُ :إِنَّه لا بُدَّ فیهِ من السُّرْعَهِ ،لأَنّها شَأْنُه،و مثلُه فی کُتُبِ الأَفْعالِ و غیرِها،قال:ثُمَّ ظاهِرُ کلام المُصَنِّفِ أَیضاً-بل صَرِیحُه-أنَّ الفعلَ منه کضَرَب،و هو الأَکْثَرُ،و فی المِصباحِ أَنّه یُقالُ من بابَیْ ضرَبَ و قَتَلَ ،فتَأَمَّلْ .قلتُ :و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ قریباً أنَّ الَّذِی من البابَیْنِ هو قُطُوفُ الدَّابَّهِ ،فتَأمَّلْ ذلِکَ .

کَقطَّفَه تَقْطِیفاً ،و هو مُبالَغَهٌ فی القَطْفِ ،نَقَلَه الصّاغانیُّ ، وَ أَنشدَ للعَجّاجِ :

کأَنَّ ذا فَدّامَهٍ مُنَطَّفَا

قَطَّفَ من أَعْنابِهِ ما قَطَّفَا

و قَطَفَت الدَّابَّهُ :ضاقَ مَشْیُها و قِیلَ :أَساءَت السَّیْرَ وَ أَبْطَأَت،و فَسَّره بعضُهم بتَقارُبِ خَطْوِها.

وَ أَسْرَعَتْ تَقْطُفُ بالضَّمِّ و تَقْطِفُ بالکسرِ قِطافاً بالکسرِ و قُطُوفاً بالضَّمِّ .

أَو القِطافُ بالکسر: الاسْمُ کما فی الصِّحاح،و جمع القِطاف القُطُفُ و أَنشدَ الجَوْهَرِیُّ لزُهَیْرٍ:

بآرِزَهِ الفَقارَهِ لَم یَخُنْها

قِطافٌ فی الرِّکابِ و لا خِلاءُ

و دابَّهٌ قَطُوفٌ : بَطِیءٌ،و قالَ أَبو زَیْدٍ:هو الضَّیِّقُ المَشْیِ ،و فی التَّهْذِیبِ : القِطافُ :مَصْدَرُ القَطُوفِ من الدّوابِّ ،و هو المُتَقارِبُ الخَطْوِ،البَطِیءُ،و فَرَسٌ قَطُوفٌ :

ص:436


1- (1) نص الصاغانی علی ضبطها،فی التکمله،بالفتح.
2- (2) هکذا فی القاموس،و [1]علی هامشه عن نسخه أخری:«مطمئن»و مثلها فی الأصل و التهذیب و اللسان،و فی التکمله:«مطمأن»کالقاموس. [2]
3- (3) فی الدیوان ص 428 و التکمله بروایه:القضاف النوابک.
4- (4) فی التهذیب و اللسان:« [3]أصغر».
5- (5) زیاده عن التهذیب«قطف»281/16.
6- (6) سوره الحاقه الآیه 23. [4]

یَقْطِفُ فی عَدْوِه،و

17- فی حَدِیثِ جابِرٍ: «فبیْنا أَنَا علی جَمَلِی أَسِیرُ،و کَانَ جَمَلِی فیه قِطافٌ »و فی رِوایَهٍ :«علی جَمَلٍ لِی قَطُوفٍ »و فی حَدِیثٍ آخر:«رَکِبَ علی فَرَسٍ لأَبِی طَلْحَهَ تَقْطِفُ »و فی رِوایه:« قَطُوف ».

و قَطَفَ فُلانًا:خَدَشَه یَقْطِفُه قَطْفاً . کقَطَّفَه تَقْطِیفاً ،قال حاتِمٌ :

سلاحُکَ موقِیٌّ فما أَنْتَ ضائِرٌ

عَدُوّاً و لکن وَجْهَ مَوْلاکَ تَقْطِفُ (1)

وَ أَنشَدَ الأَزهَرِیُّ :

وَ هُنَّ إذا أَبْصَرْنهُ متَبَذِّلاً

خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرَّهً لم تُقَطَّفِ

أی:لم تُخْدَشْ . و به قُطُوفٌ :خُدُوشٌ حکاه أَبو یُوسُفَ عن أَبِی عَمْرٍو،و الواحِدُ قَطْفٌ ،کما فی الصِّحاح.

و القِطْفُ ،بالکسرِ:العُنْقُودُ ساعهَ یُقْطَفُ ،قال الجَوْهَرِیُّ :و بجَمْعِه جاءَ القُرآن: قُطُوفُها دانِیَهٌ .

و قال اللَّیْثُ : القِطْفُ : اسمٌ للثِّمارِ المَقْطُوفَهِ و مَعْنَی الآیه:أیْ ثِمارُها دانِیَهٌ من مُتناوِلِها،لا یَمْنَعُها بُعْدٌ و لا شَوْکٌ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «یَجْتَمِعُ النَّفَرُ علی القِطْفِ فیُشْبِعُهم».

وَ فی النِّهایه: القِطْفُ ،بالکَسْرِ:اسمٌ لکلِّ ما یُقْطَفُ کالذِّبْحِ وَ الطِّحْنِ ،و یُجْمَع علی قِطافٍ و قُطُوفٍ ،و أَکثرُ المُحدِّثِین یَرْوُونه بفتحِ القاف،و إِنّما هو بالکسرِ.

و القِطْفَهُ بهاءٍ:بقْلَهٌ رِبْعِیَّهٌ من السُّطّاحِ تَسْلَنْطِحُ وَ تَطُولُ ،شائِکَهٌ کالحَسَکِ ،جَوْفُها أَحْمَرُ،و وَرقُها أَغْبَرُ قال أَبو حَنِیفَه:و هذا عَن الأَعْرابِ القُدَماءِ،و قالَ غیرُهُم من الرُّواهِ : القِطْفُ (2):یُشْبِه الحَسَکَ ،و القَوْلانِ مُتَّفِقان.

و القَطَفُ ،مُحَرَّکَهً ،و کذا القَطَفَهُ بهاءٍ:الأَثَرُ نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و القَطَفُ : بَقْلَهٌ من أَحْرارِ البُقُولِ ،و هو الَّذِی یُقالُ لها بالفَارِسِیّه: السَّرْمَقُ و عِبارَهُ الصِّحاح: القَطْفُ :نَباتٌ رَخْصٌ عَرِیضُ الوَرَقِ یُطْبَخُ ،الواحِدَهُ قَطْفهٌ ،یُقال له بالفارسِیَّه:

سَرْنَکْ ،قال ابنُ بَرِّیّ :

کذا ذَکَر الجَوْهَریُّ القَطْفَ بالتسکین،و صوابُه القَطَفُ ، بفَتْح الطاءِ،الواحِدَهُ قَطَفَهٌ ،و به سُمِّیَ الرَّجُلُ قَطْفَهَ .

و قال أَبو حَنِیفَهَ : القَطَفُ : شَجرٌ جَبَلِیٌّ بقَدْرِ الإِجّاصِ وَ ورَقتُه خَضْراءُ مُعْرَضَّهٌ ،حَمْراءُ الأَطراف خَشْناءُ،و خَشَبُهُ صُلْبٌ مَتِینٌ ،یُتَّخَذُ منه الأَصْناقُ ،أیْ : الحَلَقُ التی تُجْعَلُ فی أَطْرافِ الأَرْوِیَهِ قال:أَخْبَرنِی بذلِک کُلِّه أَعْرابِیٌّ ، وَ أَنْشَدَ:

أَمِرَّه اللِّیفِ و أَصْناق القَطَفْ (3)

و قَولُه: بهِ قُطوفٌ :خُدُوشٌ ،الواحِدُ قَطْفٌ هکَذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هو مُکَرَّرٌ یَنْبَغِی التَّنَبُّهُ لذلِک.

و القَطَافُ ، کسَحابٍ و کِتابٍ :وَقْتُ القَطْفِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و فی التَّهْذِیب: القِطافُ :اسمُ وقتِ القَطْفِ ، وَ

17- قالَ الحَجّاجُ علی المِنْبَرِ: «أَرَی رُؤُوساً قد أَیْنَعَتْ و حانَ قِطافُها ». قال:و القَطافُ ،بالفتحِ :جائزٌ عندَ الکِسائِیِّ أَیضاً، قال:و یَجوزُ أَیضاً أَن یکونَ القِطافُ مَصْدَرًا.

و القَطُوفُ کصَبُورٍ:فَرَسٌ جابِر هکَذا فی النُّسَخ، وَ صوابُه جَبّار (4)بن مالِکِ بن حِمارٍ الشَّمْخِیِّ قال نَجَبَهُ بنُ رَبِیعهَ الفَزارِیُّ :

لم أَنْسَ جَبّارًا و مَوْقِفَه الَّذِی

وَقَفَ القَطُوفُ ،و کانَ نِعْمَ المَوْقِفُ

و فی المَثَلِ : « أَقْطَفُ مِنْ ذَرَّهٍ » و « أَقْطَفُ من حَلَمَهٍ »و « أَقْطَفُ من أَرْنَبٍ »فالأَوَّلُ و الثّانِی من القَطْفِ ،و هو الأَخْذُ بسُرْعَه،و الثالِثُ من قِطافِ الدّابَّهِ .

و القَطِیفَهُ :دِثارٌ مُخَمَّلٌ (5)کما فی الصِّحاح،و هی القَرْطَفَه،و قالَ بَعْضُهم:هی کِساءٌ مُرَبَّعٌ غَلِیظٌ له خَمْلٌ وَ وَبَرٌ،و

16- فی الحَدِیث: «تَعِسَ عبْدُ القَطِیفَهِ ». قال ابنُ الأَثِیر:

أی الَّذِی یَعْمَلُ لها،و یَهْتَمُّ لتَحْصِیلِها ج: قَطائِفُ ،و قُطُفٌ بضمتین مثل:صحِیفَهٍ و صُحُفٍ ،کأَنَّها جمعُ قَطِیفٍ وَ صَحِیفٍ ،قال ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ ظَلِیماً:

ص:437


1- (1) اللسان [1]بروایه:«مرقیّ »بدلا من«موقی».
2- (2) فی کتاب النبات برقم 932 [2] الأصناق جمع صنق و هو الحلقه من الخشب تکون فی طرف المریر(و المریر:الحبل).
3- (3) النبات رقم 932. [3]
4- (4) و مثله فی التکمله.
5- (5) علی هامش القاموس [4]عن نسخه أخری:«مُخْمَلٌ »و مثلها فی التهذیب.

هَجَنَّعٌ راحَ فی سَوْداءَ مُخْمَلَهٍ

من القَطائِفِ أَعْلَی ثَوْبِه الهُدَبُ

و القَطِیفَهُ : ه،دُونَ ثَنِیَّهِ العُقابِ لمَنْ طَلبَ دِمَشْقَ فی طَرَفِ البَرِّیَّهِ من ناحِیَهِ حِمْصَ نَقَلَه الصّاغانیُّ (1).

و أَبُو قَطِیفَهَ :شاعِرٌ من بَنِی أُمَیَّهَ ،و هو عَمْرُو بنُ الوَلِیدِ بن عُقْبَهَ بنِ أَبِی مُعَیْطٍ ،و له قِصَّهٌ غَریبَهٌ ذَکَرَها یاقُوت فی مُعْجَمِه فی«برام».

و أَمّا القَطائِفُ المَأْکُولَهُ فإِنَّها لا تعْرِفُها العَرَبُ ،أَو قِیلَ لها ذلِکَ لِما عَلَیْها من نَحْوِ خَمْلِ القَطائِفِ المَلْبُوسَهِ و فی التَّهذِیب: القَطائِفُ :طَعامٌ یُسَوَّی من الدَّقِیق المُرَقِّ بالماءِ، شُبِّهَتْ بخَمْلِ القَطائِفِ التی تُفْتَرَشُ .

و القَطائِفُ : تَمْرٌ صُهْبٌ مُتَضَمِّرهٌ نَقَله الصّاغانِیُّ .

و القَطِیفُ ، کشَرِیفٍ :د،بالبَحْرَیْن یُذْکَر مع الحِساءِ.

و قَطافِ ، کقَطامِ :الأَمَهُ نقَلَه الصّاغانِیُّ .

و القُطافَهُ ، ککُنَاسَهٍ :ما یَسْقُطُ من العِنَب إذا قُطِفَ کالجُرامَهِ من التَّمْرِ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و أَقْطَفَ الرَّجُلُ : صارَ لَه دابَّهٌ قَطُوفٌ قال ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ جُنْدباً (2):

کأَنَّ رِجْلَیْهِ رِجْلاً مُقْطِفٍ عَجِلٍ

إذا تَجاوَبَ من بُرْدَیْهِ تَرْنِیمُ (3)

و أَقْطَفَ الکَرْمُ :دَنا قِطافُه .

وَ أَقْطَفَ القومُ :حانَ قِطافُ کُرُومِهم کما فی الصِّحاح.

و المُقَطَّفَهُ ،کمُعَظَّمَهٍ :الرَّجُلُ القَصِیرُ نَقَلَه الصّاغانیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

المِقْطَفُ ،کمِنْبَرٍ:المِنْجَلُ الذی یُقْطَفُ به.

وَ أَیْضاً:أَصْلُ العُنْقُودِ.

وَ القَطِیفُ ،کأَمِیرٍ: المَقْطُوفُ من التَّمْرِ،فَعِیلٌ بمعنی مَفْعُولٍ .و القَطْفُ فی الوافِرِ:حَذْفُ حَرْفَیْن مِن آخِر الجُزْءِ، وَ تسکینُ ما قَبْلَهُما،کحَذفِکَ «تن»من مُفاعَلَتُنْ ،و تَسْکِین اللاّم،فیبقی مُفَاعَلْ ،فیُنْقَلُ فی التَّقْطِیع الی«فعَوُلُنْ ،و لا یکونُ إلاّ فی عَرُوضٍ أو ضَرْبٍ ،و لیس هذا بحادِثٍ للزِّحافِ ،إِنّما هو المُسْتَعْمَلُ فی عَرُوضِ الوافرِ و ضَرْبِه، وَ إِنَّما سُمِّیَ مَقْطُوفاً ؛لأَنَّک قَطَفْتَ الحَرْفَیْنِ و معهُما حرَکه قبلَهُما،فصارَ نحوَ الثَّمَرَهِ التی تَقْطِفُها فیَعْلَقُ بها شَیْ ءٌ من الشَّجَرهِ .

وَ قَطُفَت الدّابَّهُ ککَرُمَ ،فهی قَطُوفٌ ،مثل قَطَفَتْ ،و قد یُسْتَعْمَلُ القَطُوف فی الإِنسانِ ،أَنشد ابنُ الأَعرابِیِّ :

أَمْسَی غُلامِی کَسِلاً قَطُوفاً

مُوَصَّباً تَحْسَبُه مَجُوفَا

وَ القَطْفُ :ضَرْبٌ من مَشْیِ الخَیْلِ ،و

16- فی الحَدِیثِ :

« أَقْطَفُ القَوْمِ دابَّهً أَمِیرُهُمْ ». أی أَنَّهُم یَسِیرُون بسیرِ دابَّتِه، فیَتِّبِعُونَه کما یُتَّبَعُ الأَمیرُ.

وَ قَطَّفَ الماءَ فی الخَمْرِ:قَطَّرَه،قال جِرانُ العَوْدِ:

وَ نِلْنا سُقاطاً من حَدِیثٍ کأَنَّه

جَنَی النَّحْلِ فی أَبْکارِ عُوذٍ تُقَطَّفُ

قال شَیْخُنا:و کانُوا یُسَمُّونَ الشَّمْسَ قَطِیفَهَ المَساکِین، وَ منه قولهم:

یا شَمْسُ یا قَطِیفَهَ المَساکِینْ

قَرَّبَکِ اللّه مَتَی تَعُودِینْ

کذا فی«مُنْتَخَبِ رَبیعِ الأَبْرارِ».

وَ قد سمَّوْا قَطَفَه ،مُحَرَّکَهً ،نَقَلَه ابنُ برِّیّ .

وَ المَقْطَفُ ،کمَقْعَدٍ:ما یُجْنَی فیه الثَّمَرُ،و الجَمْعُ مَقاطِفُ .

وَ القَطْفُ :العَسَلُ ساعهَ یُجْنی عامِّیّهً .

وَ أَبو بَکْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الحَلاوِی القَطائِفیّ ،حَدَّثَ عن الجَوْهَرِیّ ،مات سنه 519.

قعف

قَعَفَ النَّخْلَهَ ،کمَنَعَ یَقْعَفُها قَعْفاً :اقْتَلَعها،و اسْتَأْصَلَها من أَصْلِها،نَقلَه الجَوْهَریُّ .

و قَعَفَ ما فی الإِناءِ: لغهٌ فی قَحَفَه أی:اشْتَفَّه أَجْمَعَ .

ص:438


1- (1) قیدها یاقوت القُطَیِّفه تصغیر القطیفه،و مثله فی التکمله.
2- (2) فی التهذیب:«یذکر جراداً».
3- (3) دیوانه ص 578 و النبات [1]لأبی حنیفه رقم 290،و الضبط عنه،مع بیتین آخرین.قال و المقطف صاحب الجمل القطوف،و یعنی ببردیه:جناحیه.

و قال اللَّیْثُ : قَعَفَ فلانٌ قَعْفاً : اجْتَرفَ التُّرابَ بقَوائِمِه من شِدَّهِ الوَطْ ءِ و أَنْشَدَ:

یَقْعَفْنَ قاعاً کفَراشِ الغِضْرِمِ

مَظْلُومَهً و ضاحِیاً لم یُظْلَمِ

و قَعَفَ المَطَرُ قَعْفاً : جَرَفَ الحِجارَهَ عن وَجْهِ الأَرْضِ فهو قاعِفٌ .

وَ قال الجَوْهَریُّ : القاعِفُ مثلُ القاحِفِ ،هو المطَرُ الشَّدِیدُ.

و قال ابنُ الأَعرابیِّ : القَعَفُ ،مُحَرَّکَهً :السُّقُوطُ فی کُلِّ شَیْ ءٍ أَو خاصُّ بالحائِطِ : أی بسُقُوطِه،قالهُ ابنُ الأَعرابِیِّ أَیْضاً فی مَوْضِعٍ آخَر من کِتابِه.

و القَعَفُ : الجِبالُ الصِّغارُ[یکونُ ] (1)بعْضُها عَلَی بَعْضٍ قالهُ ابنُ الأَعْرابِیِّ أَیضاً.

و انْقَعَفَ الجُرُفُ :انْهارَ و انْقَعَرَ،عن أَبی عُبَیْدٍ.

و انْقَعَفَ الحائِطُ :انْقَلَع من أَصْلِه نَقَلَه الجَوْهرِیُّ .

و انْقَعَفَ الشَّیءُ:زالَ عن مَوْضِعِه خارجاً،قاله ابنُ دُرَیْدٍ،و أَنْشَدَ:

شُدَّا علَیَّ سُرَّتِی لا تَنْقَعِفْ

إِذا مَشَیْتُ مِشْیهَ العَوْدِ النَّطِفْ

کتَقَعَّفَ و اقْتَعَفَ ،فی الکُلِّ مما ذُکِرَ من مَعانِیه.

و اقْتَعَفَه اقْتِعافاً : أَخذَه أَخْذاً رَغِیباً و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

و اقْتَعِفِ الجَلْمَهَ مِنْها و اقْتَثِثْ

فإِنّما تَکْدَحُها لِمَنْ یَرِثْ (2)

یُقالُ :أَخَذَ الشَّیْ ءَ بجَلْمَتِه،أی:أَخَذَه کُلَّه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

سَیْلٌ قُعافٌ ،مثلُ قُحافٍ :أی جُرافٌ ،نَقَلَه الجَوْهَریُّ .

وَ انْقَعَفَ :إذا ماتَ .

قفف

القَفِیفُ ،کأَمِیرٍ:یِبِیسُ أَحْرارِ البُقُولِ و ذُکُورِها کالجَفِیفِ ،و أَحْرارُ البُقُولِ :هو ما یُؤْکَلُ مِنْها بلا طَبْخٍ ، وَ ذُکُورُها:ما غَلُظَ منها.و إلی المَرارَهِ ما هُوَ،یُقال:الإِبلُ فیما شاءَتْ من جَفِیفٍ و قَفِیفٍ ،نقَلَه الجوهریُّ .

قَفَّ العُشْبُ ، قُفُوفاً بالضم: یَبِسَ و قالَ الأَصْمَعِیُّ :إذا اشْتَدَّ یُبْسُه،کما فی الصِّحاحِ .

و قَفَّ الثَّوْبُ قُفُوفاً : جَفَّ بعدَ الغَسْلِ نَقَلَه الجَوْهَریُّ .

و قَفَّ شَعَرُه قُفُوفاً :إذا قام فَزَعَاً نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قِیلَ :

غَضَباً،و قِیلَ :لَهُما.

وَ قالَ الفَرّاءُ: قَفَّ جِلْدُه قُفُوفاً ،یریدُ اقْشَعَرَّ،و أَنْشَدَ:

وَ إِنِّی لتَعْرُونِی لذِکْراکِ قُفَّهٌ

کما انْتَفَضَ العُصْفُورُ من سَبَلِ القَطْرِ

و قَفَّ الصَّیْرَفیُّ یَقُفُّ قُفُوفاً : سَرَقَ الدَّراهِمَ بینَ أصابِعِه،فهو قَفّافٌ کشَدّادٍ،نقله الجوهریُّ ،و فی حدیثِ بعضِهِم،و ضَرَبَ مثلاً فقَالَ :ذَهَبَ قَفّافٌ إلی صَیرَفیٍّ [بدَرَاهِمَ ] (3)،و هو الذی یَسْرِقُ الدّراهِمَ بکَفِّهِ عند الانْتِقادِ قال:

فقَفَّ بکَفِّهِ سَبْعِینَ مِنْها

من السُّودِ المُرَوَّقَهِ الصِّلابِ

وَ

17- رَوَیْنا عن عبدِ اللّه بنِ إِدْرِیسَ قال: سُئلَ الأَعْمَشُ عن حدیثٍ فامْتَنَعَ أَن یُحَدِّثَ به،فلم یَزالُوا به حَتّی اسْتَخْرَجُوه منه،فلمّا حَدَّثَ به ضَرَبَ مثلاً،فقَالَ :جاءَ قَفّافٌ إلی صَیْرَفیٍّ بدراهِمَ یُرِیه إِیّاها،فوَزَنَها،فوجَدَها تَنْقُصُ سَبْعِینَ دِرْهَماً،فأَنْشَأَ یقولُ :

عَجِبْتُ عَجِیبَهً من ذِئْبِ سَوْءٍ

أَصابَ فَرِیسَهً من لَیْثِ غابِ

فقَفَّ بکَفِّه سَبْعِینَ مِنْها

تَنَقّاها من السُّودِ الصِّلابِ

فإِنْ أُخْدَعْ فقد یُخْدَعْ و یُؤْخَذْ

عَتِیقُ الطَّیْرِ من جَوِّ السَّحابِ

نَقَلَه ابنُ ناصرِ الدِّینِ الدِّمَشْقِیّ الحافِظُ فی شَرْحِ حَدِیثِ أُمِّ زَرْعٍ .

ص:439


1- ((*)) ساقطه من الأصل و الکویتیه.
2- (1) اللسان [1]بروایه:«تقدحها»بدلا من«تکدحها»و قوله:منها،أی من الدنیا وَ ما فیها.
3- (2) زیاده عن اللسان و النهایه.

و یُقالُ : أَتَیْتُه عَلَی قَفّانِ ذلِکَ ،و قافِیَتِه: أی علی أَثَرِه وَ ذَکَرَهُ الجَوْهَریُّ فی«قفن»و منه

17- حَدِیثُ عُمَرَ رضی اللّه عنه:

«أَنّه قالَ له حُذَیْفَهُ رَضِیَ اللّه عنه:«إِنَّکَ تَسْتَعِینُ بالرَّجُلِ الفاجِرِ،فقَالَ َ:إِنِّی اسْتَعْمِلُه لأَسْتَعِینَ بقُوَّتِه،ثُمَّ أَکُونُ علی قَفّانِه » (1). یُرِیدُ ثمّ أَکُونُ علی أَثَرِه و من وَرائِه،أَتَتَبَّعُ أُمُورَه، وَ أَبْحَثُ عن أَخْبارِه،فکِفایَتُه و اضْطِلاعُه بالعَمَل یَنْفَعُنِی،و لا تَدَعُهُ مُراقَبَتِی و کِلاءَهُ (2)عَیْنِی أَنْ یَخْتانَ »و أَنْشَدَ الأَصْمَعیُّ :

وَ ما قَلَّ عِنْدِی المالُ إِلا سَتَرْتُه

بخِیمٍ علی قَفّانِ ذلِک واسِعِ

و قال بعضُهم: هذا قَفّانُه : أی حِینُه و أَوانُه و کذلِکَ ربّانُه و إِبّانُه.

و قِیلَ :قولُ عُمَرَ السابقُ مَأْخُوذٌ من قَوْلِهَم: هو قَفّانٌ علی فُلانٍ ،و قَبّانٌ :أی أَمِینٌ علیه یَتَحَفَّظَ أَمْرَهُ و یُحاسِبُه، وَ لهذا قِیلَ للمِیزانِ الذی یُقالُ له القَبّان:قَبّانُ ،کأَنَّه شَبّه اطِّلاعَه علی مَجارِی أَحْوالِه بالأَمِینِ المَنْصُوبِ عَلَیه، لإِغْنائِه مَغْناهُ ،و سَدِّه مَسَدَّه.

و قال الأَصْمعیُّ : قَفّانُ کُلِّ شیءٍ:جُمّاعُه (3)، وَ اسْتِقْصاءُ مَعْرفَتِه قال أَبو عُبَیْدٍ:و لا أُحْسَبُ هذه الکَلِمهَ عَرَبِیّهً ،إِنما أَصلُها قَبّان،و قَفّان :فعّالٌ من قولهم فی القَفَا:

القَفَن (4)،و مَن جَعَل النُّونَ زائدهً فهو فَعْلان،و ذَکَرَه الجَوْهَریُّ فی«قفن»ثم قالَ :و النُّونُ زائِدَهٌ ،و أَهْمَلَ ذِکْرَه فی هذَا المَوْضِعِ ،فقولُه:«بزیادهِ النُّونِ »یُلْزمُه ذِکْرَه اللّفْظَ فی هذا التَّرْکِیبِ ؛لأَنّه یکونُ فعلان،و ذَکَر الزَّمَخْشَرِیُّ أنَّ وَزْنَه فعَّال،و قالَ ابنُ الأَعرابِیِّ :هو عربیٌّ صحیحٌ لا وَضْعَ له فی العَجَمِیَّهِ ،فعَلَی هذا تکونُ النُّونُ فیه زائدهً ،فإِنّ ما فی آخرِهِ نونٌ بعدَ أَلِفٍ فإِنَّ فَعْلانَ فیه أَکثرُ من فَعَّالٍ ،و أَما الأَصْمَعِیُّ ،فقَالَ َ: قَفّانُ :قَبّانُ ،بالباءِ التی بینَ الباءِ وَ الفاءِ،أُعْرِبَتْ بإِخْلاصِها فاءً،و قد یجُوزُ إِخلاصُها باءً؛ لأَنَّ سِیبَوَیْه قد أَطْلَقَ ذلِکَ فی الباءِ التی بینَ الفاءِ و الباءِ.

و القفَّهُ ،مثَلَّثهً :رِعْدَهٌ تَأْخُذُ من الحُمَّی و قُشَعْرِیرَهٌ عن ابنِ شُمَیْلٍ ،و لم یَذْکُر التَّثْلِیثَ ،و قد قَفَّ قُفُوفاً :أَرْعَدَ و اقْشَعَرَّ.

وَ قال النّضْرُ: القُفَّهُ کالقُشَعْرِیرَهِ ،و أَصلُه التَّقَبُّضُ و الاجْتِماع، کأَنَّ الجلدَ ینقَبِضُ عند الفَزَعِ ،فیقومُ الشَّعَرُ لذلک.

و القِفَّهُ بالکسر:أَوَّلُ ما یَخْرُج من بَطْنِ المَوْلُودِ و هو العِقْیُ أَیضاً،کما فی اللِّسانِ .

و القُفَّهُ بالضَّمِّ : القَرْعَهُ الیابِسَهُ ،کما فی الصِّحاحِ ، وَ قال اللَّیْثُ : کهَیْئهِ القَرْعَهِ تُتَّخَذُ من الخُوصِ یُقالُ :شَیْخٌ کالقُفَّهِ ،و عَجوزٌ کالقُفَّهِ ،و عبارهُ الصِّحاحِ :و رُبَّما اتُّخِذَ من خُوصٍ و نحوِه کهَیْئَتِها،تَجْعَلُ فیه المَرْأَهُ قُطْنَها،و قالَ غیرُه:

یُجْتَنَی فیها من النَّخْلِ ،و یضَعُ فیها النِّساءُ غَزْلَتهُنَّ ،و قالَ الأَزْهریُّ :تُجْعَلُ فیها (5)مَعالِیقُ تُعَلَّقُ بها من رَأْسِ الرَّحْلِ ،یضَعُ فیها الرَّاکبُ زادَه،و تَکُونُ مُقَوَّرَهً ضَیِّقَهَ الرأْس.

و القُفَّهُ : القَارَهُ هو بالقافِ ،و وَقَعَ فی بعضِ نُسَخِ العُباب بالفاءِ.

و القُفَّهُ : ما ارتْفَعَ من الأَرْضِ کالقُفِّ قال شمر:

القُفُّ :ما ارْتَفَعَ من الأَرْضِ و غَلُظَ ،و لم یَبْلُغَ أَن یکونَ جَبَلاً،و فی الصِّحاحِ :ما ارْتَفَعَ من مَتْنِ الأَرضِ ،و الجَمْعُ قِفافٌ ،زاد غیرُه:و أَقْفافٌ ،قال امرُؤُ القَیْسِ :

فلمّا أَجَزْنَا ساحَهَ الحَیِّ و انْتَحَی

بِنَا بَطْنَ خَبْتٍ ذِی قِفافٍ عَقَنْقَلِ (6)

وَ قیل: القُفُّ کالغَبِیطِ من الأَرْضِ ،و قِیلَ :هو ما بَیْنَ النَّشْزَیْنِ ،و هو مَکْرَمَهٌ ،و قِیلَ : القُفُّ :أَغْلَظُ من الجَرْمِ وَ الحَزْنِ .

و القُفَّهُ : الرَّجُلُ الصَّغِیرُ الجِرْمِ ،عن الأَصمعِیِّ .

أَو القَصِیرُ القَلیلُ اللَّحْمِ .

وَ قالَ غیرُه:هو الضَّعِیفُ منهم، و بُفْتَحُ .

و القُفَّهُ : الأَرْنَبُ عن کُراعٍ .

و القُفَّهُ : شَیءٌ کالفَأْسِ کالقُفِّ بلا هاءٍ.

و القُفَّهُ : الشَّجَرَهُ البالِیَهُ الیابِسَهُ و به فَسَّر الأَصمعیُّ

ص:440


1- (1) انظر النهایه و [1]اللسان [2]باختلافٍ فی الروایه.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و کلأ».
3- (3) کذا ضبطت فی القاموس بالضم،و تشدید المیم و مثله فی النهایه و اللسان و [3]أهمل ضبطها فی التهذیب.
4- (4) قوله القفن قال فی القاموس:و القَفَنُ و تشدد نونه:القفا.
5- (5) فی التهذیب:یجعل لها معالیق.
6- (6) دیوانه من معلقته ص 41 بروایه:بطن خبت ذی حقاف،فلا شاهد فیها. وَ بهامشه:و یروی ذی قفاف،و هی جمع قف.

قولَهم:کَبِرَ حَتَّی صارَ کأَنَّه قُفَّهٌ ،کما فی الصِّحاح،و نسَبَه الصّاغانِیُّ لابنِ السِّکِّیتِ (1)،و قالَ الأَزْهَریُّ :و جائِزٌ أَنْ یُشَبَّه الشَّیْخُ إذا اجْتَمَعَ خَلْقُه بقُفَّهِ الخُوصِ .

قال الأَصْمَعِیُّ : و قد قَفَّ قُفُوفاً :إذا انْضَمَّ بعضُه إلی بَعْضٍ حَتّی صارَ کالقُفَّهِ و أَنْشَدَ:

رُبَّ عَجُوزٍ رَأْسُها کالقُفَّهْ

تَسْعَی بخُفٍّ مَعَها هِرْشَفَّهْ (2)

وَ روی أَبو عبید:«کالکُفَّهْ ».

و قَیْسُ قُفَّهَ ،ممنوعَهً من الصَّرْفِ : لَقَبٌ و هو غیرُ قَیْس کُبَّهَ الذی تَقَدَّم ذِکْرُه فی موضِعِه،قال سِیبَوَیْه:لا یَکُونُ فی قُفَّهَ التَّنْوِینُ ؛لأَنّکَ أَرَدْتَ المَعْرِفَهِ التی أَرَدْتَها حینَ قُلْتَ :

قَیْسُ ،فلو نَوَّنْتَ قُفَّهَ کان الاسمُ نکرهً ،کأَنَّک قلتَ : قُفَّهَ ، مُعَرَّفهً ثم لصقت قَیْساً إِلیها بعدَ تَعْرِیفها.

و القُفُّ ،بالضمِّ :القَصِیرُ من الرِّجالِ عن ابنِ عَبّادٍ.

و قال غیرُه: القُفُّ : ظَهْرُ الشَّیْ ءِ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: القُفُّ : خُرْتُ الفَأْسِ .

قال: و جاءَنا بقُفٍّ من النّاسِ أی، الأَوْباش وَ الأَخْلاط .

قال: و القُفُّ : السُّدُّ من الغَیْم کأَنَّهُ جَبَلٌ .

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : القُفُّ : حِجارَهٌ غاصَ بعضُها ببَعْضٍ مُتَرادِفٌ بَعْضُها إلی بَعْضٍ ،حُمْرٌ لا یُخالِطُها (3)من لِینٍ ،و سُهُولَه شیءٌ،قال: و هو جَبَلٌ ،غیرَ أَنَّه لیسَ بطَوِیلٍ فی السَّماءِ،فیه إِشْرافٌ علی ما حَوْلَه و ما أَشْرَفَ منه علی الأَرْضِ حِجارَهٌ ،تحتَ تلک الحِجارَهِ أَیضاً حِجارَهٌ ،قال:

وَ لا تَلْقَی قُفًّا إِلاّ و فیه حِجارَهٌ مُتَقَلِّعَهٌ عِظامٌ ،کالإِبِلِ البُرُوکِ وَ أَعْظَمُ ،و صِغارٌ قال: و رُبَّ قُفٍّ حِجارَتُه فَنادِیرُ أَمْثالُ البُیُوتِ قال: و قَدْ یَکُونُ فیهِ رِیاضٌ و قِیعانٌ فالرَّوْضَهُ حِینئذٍ من القُفِّ الذی هِیَ فِیهِ ،و لو ذَهَبْتَ تَحْفِرُ فیها لغَلَبْتْکَ کثرهُ حِجارتِها،و هی إذا رَأَیْتَها رَأَیْتَها طِینًا،و هی تُنْبِتُ و تُعْشِبُ .

قال الأَزْهَرِیّ :و قِفافُ الصَّمّانِ علی هذهِ الصِّفهِ ،و هیبلادٌ عَرِیضَهٌ واسِعَهٌ فیها رِیاضٌ و قِیعان[و سُلْقانٌ ] (4)کثیرهٌ ، وَ إذا أَخْصَبَت رَبَّعَت العَرَبَ جَمِیعاً،لسَعَتِها،و کَثْرهِ عُشْبِ قِیعانِها (5)،و هی من حُزُونِ نَجْدٍ.

ج: قِفافٌ بالکَسْرِ، و أَقْفافٌ و هذِه عن سِیبَوَیْه،و عَلَی الأُولَی اقْتَصَر الجَوْهَریُّ ،و تَقَدَّم شاهِدُ القِفافِ ،و أَمّا شاهِدُ أَقْفافٍ فقولُ رُؤْبَهَ :

و قُفِّ أَقْفافٍ و رَمْلٍ بَحْوَنِ

مِنْ رَمْل یَرْنَی (6)ذِی الرُّکامِ الأَعْکَنِ

و القُفُّ :علَمُ واد بالمَدِینَهِ علی ساکِنِها أَفضلُ الصلاهِ وَ السّلام،علیه مالٌ لأَهْلِها،قال زُهَیْرُ بنُ أَبی سُلْمَی:

لِمَنْ طَلَلٌ کالوَحْیِ عافٍ مَنازلُهْ

عَفَا الرَّسُّ مِنْها فالرُّسَیْسُ فعاقِلُهْ

فقُفٌّ فصاراتٌ فأَکْنافُ مَنْعِجٍ

فشَرْقِیُّ سَلْمَی حَوْضُه فأَجاوِلُهُ

و قد أَضافَ إِلیه زُهَیْرٌ المَذْکُور شَیْئاً آخَرَ فثَنّاهُ (7)،فقَالَ :

وَ فی بعضِ النُّسَخِ : فالقُفَّیْنِ ،و الأُولی الصوابُ .

و قفْقَفَتا (8)البَعِیرِ:لَحْیاهُ هکَذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :

قَفْقَفَا البَعِیرِ،کما هو نصُّ العُبابِ ،و أَما قولُ عَمْرِو بنِ أَحْمَرَ الباهِلِیِّ یَصِفُ ظَلِیماً:

یَظَلُّ یَحُفُّهُنَّ بقَفْقَفَیْهِ

وَ یَلْحَفُهُنَّ هَفْهافاً ثَخِینَا

فإِنَّه یُریدُ أَنَّه یَحُفُّ بیضَه بجَناحَیْه،و یَجْعَلُها له کاللِّحافِ ،و هو رَقِیقٌ مع ثِخَنِه.

ص:441


1- (1) و لابن السکیت أیضاً فی التهذیب.
2- (2) التهذیب بروایه:کل عجوز.
3- ((*)) فی القاموس:«تُخالِطُها»بدل:«یُخالِطُها».
4- (3) زیاده عن التهذیب.
5- (4) فی التهذیب:«ربعت العرب جمیعاً بکثره مرابعها»و فی معجم البلدان «القف»:بکثره مراتعها. [1]
6- (5) عن الدیوان ص 162 و بالأصل«رمل یرفی».
7- ((*)) بالقاموس:«و ثنَّاه»بدل:«فَثَنَّاه».
8- (7) فی القاموس [2]المطبوع:«و قَفْقفا البعیر»و مثله فی التهذیب و الصحاح وَ اللسان.

و أقفَّت الدَّجاجَهُ إِقْفافاً ،فهی مُقِفٌّ : انْقَطَعَ بَیْضُها قال الجَوْهَریُّ :هذا قولُ الأَصْمَعِیِّ .

أَو إِذا جَمَعَتْ بَیْضَها فی بَطْنِها،قال:هذا قولُ الکِسائِیِّ .

و قال أَبو زَیْدٍ: أَقَفَّتْ العَیْنُ عَیْنُ المَرِیضِ و الباکِی:

ذَهَبَ دَمْعُها و ارتَفَعَ سوادُها.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: قَفْقَفَ الرَّجُلُ : ارْتَعَدَ من البَرْدِ و غَیْرِه کالخَوْفِ و الحُمَّی و الغَضَبِ ،و قیل: القَفْقَفَه :الرِّعْدَهُ مَغْمُوماً،و أَنْشَدَ:

نِعْمَ ضَجِیعُ الفَتَی إذا بَرَدَ اللَّیْ

لُ سُحَیْرًا و قَفْقَفَ الصَّرِدُ

وَ یُرْوَی،«قُرْقِفَ »و قد ذُکِر فی موضِعِه.

أَو قَفْقَفَ :إذا اضْطَرَبَ حَنَکاه،و اصْطَّکَّتْ أَسْنانُه من البَرْدِ،أَو (1)من نافِضِ الحُمَّی،قالَه اللَّیْثُ .

و قَفْقَفَ : النَّبْتُ :یَبِسَ ،کتَقَفْقَف فِیهما أی فی النّبْتِ وَ الارْتعادِ بالبَرْدِ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.

وَ قالَ الأَصْمَعِیُّ : تَقَفْقَفَ من البَرْدِ،و تَرَفْرَفَ بمعنًی واحدٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

القَفُّ (2):ما یَبِسَ من البُقُولِ و تَناثَرَ حَبُّه و وَرَقُه،فالمالُ یَرعاه،و یَسْمَنُ عَلَیه،و أَنشدَ اللَّیْثُ :

کأَنَّ صَوْتَ خِلْفِها و الخِلْفِ

کَشَّهُ أَفْعَی فی یَبِیسٍ قَفِّ

وَ أَنْشدَ أَبو حَنِیفَهَ :

تَدُقُّ فی القَفِّ و فی العَیْشُومِ

أَفاعِیاً کقِطَعِ الطَّخِیمِ

وَ القُفُّ ،بالضم:من حَبائِلِ السِّباعِ .

وَ ناقَهٌ قُفِّیَّهٌ :تَرْعَی القُفَّ ،قال سِیبَوَیْه-فی مَعْدُولِ النَّسَبِ الذی یجیءُ علی غَیْر قیاس-إِذا نَسَبْتَ إلی قِفافٍ قُلتَ : قُفِّیٌّ ،فإِن کانَ عَنَی جمْعَ قُفٍّ فلیس من شاذِّ (3)النَّسَبِ ،إلاّ أَنْ یکونَ عَنَی به اسم مَوْضِعٍ أو رَجُلٍ ،فإِن ذلِکَ إذا نَسَبْتَ إِلیه قلت: قِفافیٌّ ؛لأَنَّه لیس بجَمْعٍ فیُرَدّ إلی واحدٍ للنَّسَب.

وَ اسْتَقَفَّ الشَّیْخُ :أی انضَمَّ و تَشَنَّج،نَقَله الجَوْهَریُّ وَ الزَّمَخْشَرِیّ (4).

و قفَّت الأَرْضُ :یَبِسَ بقْلُها جُفُوفاً،و أَرْضٌ جافَّهٌ : قافَّهٌ .

وَ قال أَبو حَنیفَهَ : أَقَفَّت السّائمَهُ :وَجَدَت المَراعیَ یابسَهً .

وَ قالَ ابنُ الأَثیر: قُفُّ البئْر،بالضمِّ :هو الدَّکَّهُ التی تُجْعَلُ حَوْلَها،و به فَسَّر

16- حَدیث أَبی مُوسَی: «دَخلْتُ عَلَیه فإِذا هُو جالسٌ علی رأْس البئْر،و قد تَوَسَّط قُفَّها ». و أَصْلُ القُفِّ :ما غَلُظَ من الأَرْض و ارْتَفَع،أو هو من القُفِّ :

الیابِس؛لأَنّ ما ارْتَفَع حولَ البئْرِ یکونُ یابِساً فی الغالِبِ .

وَ قال اللّیْثُ : القُفَّهُ :بُنَّهُ الفَأْسِ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :بُنَّهُ الفأسِ :أَصْلُها الذی فیه خُرْتُها.

وَ القُفّانِ ،بالضَّمِّ :موضِعٌ ،قال البُرْجُمِیُّ :

خَرَجْنَا من القُفَّیْنِ لا حَیَّ مِثْلُنا

بآیَتِنَا نُزْجِی اللِّقاحَ المَطافِلاَ

وَ القَفّانُ :الجَماعهُ .

وَ قَفْقفا الطّائِرِ:جَناحاه.

وَ القَفْقَفانِ :الفَکّانِ .

وَ نَبْتٌ قَفْقافٌ :یابِسٌ .

وَ فی رِوایَهِ النَّسائِیِّ ،فی حدیث أُمِّ زَرْعٍ :«إِذا أَکَلَ اقْتَفَّ »أی:أَتَی علی جَمِیعِه،لشَرَهِهِ و نَهَمِه.

قلطف

قِلْطِفٌ ،کزِبْرِجٍ أَهمله الجوهریُّ و صاحبُ اللِّسانِ ،و قال الصّاغانِیُّ :هو ابنُ صَعْتَرهَ الطَّائِیُّ ،أَحَدُ حُکّامِ العَرَبِ و کُهّانِهِم کما فی العُبابِ .

و القَلْطَفَهُ :الخِفَّهُ فی صِغَرِ جِسْمٍ (5)و به سُمِّی الرّجُلُ .

ص:442


1- (1) فی التهذیب:«أو غیره»مکان قوله:«أو من نافض الحمی».
2- (2) نص الأزهری علی ضبطها بفتح القاف.
3- (3) عن اللسان و [1]بالأصل«من شأن».
4- (4) فی الأساس:«تقبّض»و المثبت روایه الصحاح و التهذیب.
5- (5) فی القاموس: [2]فی صِغَرِ الجسمِ .

قلعف

اقْلَعَفَّ الجِلْدُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :

أی انْزَوَی کاقْفَعَلَّ .

و اقْلَعَفَّتْ أَنامِلَه: إذا تَشَنَّجَتْ من بَرْدٍ أو کِبَرٍ کاقْفَعلَّتْ .

و قال اللَّیْثُ : البَعِیرُ یَقْلَعِفُّ :إذا انْضَمَّ إلی النّاقَهِ حینَ الضِّرَابِ ،و صارَ عَلَی عُرْقُوبَیهِ [مُعْتَمِداً عَلَیْهِما] (1)و هو فی ضِرابه و هذا لا یُقْلَبُ .

و قال ابنُ شُمیْلٍ : المُتَقَلْعِفُ :الرَّاکِبُ علی مَرْکَبٍ غیرِ وَطِیءٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

قال اللَّیْثُ :إذا مَدَدْتَ شیئاً ثم أَرْسَلْتَه فانْضَمَّ قیل:

اقْلَعَفَّ .

قلف

القِلْفُ ،بالکسرِ:الدَّوْخَلَّهُ .

و القِلْفُ : القِشْرُ (2)،کالقَلافَه بالضمِّ و منه قِلْفُ الشَّجَرهِ ، کما سیأْتِی.

أَو هو قِشْرُ شَجَرِ الکُنْدُرِ الَّذِی یُدَخَّنُ بِهِ کما فی العُبابِ .

أَو قِشْرُ الرُّمّانِ کما فی اللِّسان.

و هی القِلْفَهُ بهاءٍ.

و القِلْفُ أَیضاً: المَوْضِعُ الخَشِنُ نقله الصاغانیُّ .

و الأَقْلَفُ :مَنْ لم یُخْتَنْ قال الجَوهَرِیُّ :و تَزْعُم العَرَبُ أنَّ الغُلامَ إذا وُلِد فی القَمْراءِ قَسَحَتْ قُلْفَتُه ،فصارَ کالمَخْتُونِ ، قال امْرُؤُ القَیْسِ -و قد کانَ دَخَلَ مع قَیْصَرَ الحَمّامَ ،فرآه أَقْلَفَ -:

إِنِّی حَلَفْتُ یَمِینًا غیرَ کاذِبَهٍ

لأَنْتَ أَقْلَفُ إلاّ ما جَنَی القَمَرُ

و الأَقْلَفُ من العَیْشِ :الرَّغَدُ النّاعِمُ و هو مَجازٌ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الأَقْلَفُ من السُّیُوفِ :ما فی طَرَفِ ظُبَتِه تَحْزِیزٌ،و له حَدٌّ واحِدٌ و هو مَجازٌ.

و القُلْفَهُ ،بالضمِّ و عَلَیه اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ و یُحَرَّکُ عنالفَرّاءِ: جِلْدَهُ الذَّکَرِ التی أُلْبِسَتْها الحَشَفَهُ ،و هی الَّتِی تُقْطَعُ من ذَکَرِ الصّبیِّ ،قال الجَوْهرِیُّ :و أَنْشَدَنِی أَبو الغَوْثِ :

کأَنَّما حِثْرِمَهُ بنُ غابِنِ

قُلْفَهُ طِفْلٍ تحتَ مُوْسَی خاتِن

قال:و القَلَفَهُ منَ الأَقْلَف ،کالقَطَعَهِ من الأَقْطَعِ .

قال:و القَلَفَهُ منَ الأَقْلَف ،کالقَطَعَهِ من الأَقْطَعِ .

قَلِفَ ،کَفرِحَ قَلَفاً ،محرَّکَهً فهو أَقْلَفُ ،مِنْ أَطْفالٍ قُلْفٍ بالضمِّ .

و القَلْفُ ،بالفَتْح:اقْتِطاعُه من أَصْلِه و عبارهُ المُحْکَمِ :

القَلْفُ :قَطْعُ القُلْفهِ ،و اقْتلاعُ الظُّفر من أَصْلِها (3).

و فی الصِّحاحِ : قَلَفَها الخاتِنُ قَلْفاً : قَطَعَها و فی العُبابِ :یقُولونَ إذا کان الصَّبِیُّ أَجْلَعَ :خَتَنَه القَمَرُ.

و من المَجاز: سَنَهٌ قَلْفاءُ : أی مُخْصِبَهٌ ،و کذا عامٌ أَقْلَفُ : کثیرُ الخَیْرِ.

و القَلَفانِ ،محرَّکَهً ،و القُلْفتانِ بالضَّمِّ :حَرْفَا هکَذا فی النُّسَخَ ،و صوابُه:طَرفَا الشَّارِبَیْنِ مما یَلِی الصِّماغَیْنِ .

و قَلَفَ الشَّجَرَهَ یَقْلِفُها قَلْفاً : نَحَّی (4)عَنْها قِلْفَها :أی لِحاءَها کما فی الصِّحاح،قال ابنُ بَرِّیّ :شاهِده قولُ الفَرَزْدَقِ :

قَلَفْتُ الحَصَی عَنْهُ الّذِی فوقَ ظَهْرِه

بأَحْلامِ (5)جُهّالٍ إذا ما تَغَضَّفُوا

و قَلَفَ الدَّنَّ یَقْلِفُه قَلْفَا ،و قَلْفَهً :فَضَّ عَنْهُ طِینَه: أی قَشَرَه، فهو قَلِیفٌ ،و مَقْلُوفٌ .

وَ قالَ ابنُ بَرِّیّ : القَلِیفُ :دَنُّ الخَمْرِ الَّذِی قُشِرَ عنه طِینُه،و أَنْشَد:

و لا یُرَی فی بَیْتِه القِلیفُ

و قَلَف الشَّیْ ءَ قَلْفاً :مثلُ قَلبَه قلْباً،عن کُراعٍ .

و قلفَ السَّفینَهَ قَلْفاً : خَرَزَ أَلْواحَها باللِّیف،و جَعَلَ فی

ص:443


1- ((*)) ساقطه من المصریه و الکویتیه.
2- ((*)) وردت بالکویتیه(القشره).
3- (1) الأصل و اللسان،و فی التهذیب:من أصله.
4- (2) فی اللسان:« [1]نزع»و الصحاح کالقاموس. [2]
5- (3) عن الدیوان و اللسان،و بالأصل:«بأعلام جهال».

خَلَلها القَارَ نقلَه الجَوْهَریُّ ، کقَلَّفَها تَقْلِیفاً ،نقله الصّاغانِیُّ و الاسْمُ القِلافَهُ ککِتابَهٍ .

و قَلَفَ العَصیرُ یَقْلِفُ قَلْفاً : أَزْبَدَ و

17- سُمِع أَحمدُ بنُ صالحٍ یَقُولُ فی حَدیث یُونُسَ عن ابنِ شِهابٍ عن سَعِیدِ بن المُسَیَّبِ : «أَنَّه کان یَشْرَبُ العَصِیرَ ما لَم یَقْلِفْ ». قال:ما لَم یُزْبِدْ،قال الأَزْهَریُّ :أَحمدُ بنُ صالِحٍ صاحبُ لُغَهٍ ،إِمامٌ فی العَرَبِیّهِ .

و القِلَّفُ کقِنَّبِ :الغِرْیَنُ و التِّقْنُ (1)إِذا یَبِسَ قالَه أَبُو مالِکٍ ،و مثله القِنَّفُ ،و یُقال له:غِرْیَنٌ إذا کانَ رَطْباً،و نحو ذلک (2)،و قال الفَرّاء:و مثله حِمَّصٌ و قِنَّبٌ ،و رجُلٌ خِنَّبٌ :

[طویل] (3)و قال ابنُ بَرِّیّ : القِلَّفُ :یابِسُ طِینِ الغِرْیَنِ .

و القَلِیفُ کأَمیرٍ،و سَفِینَهٍ :جُلَّهُ التَّمْر و قالَ کُراعٌ :

القَلِیفُ :الجُلَّهُ العظیمهُ ج قَلِیفٌ و الواحدَهُ قَلِیفَهٌ ،عن أَبِی حَنِیفه جج: قُلُفٌ کعُنُقٍ .

و القِلْیَفُ کحِمْیَرٍ:الضَّخْمَهُ من النَّوقِ عن ابنِ عَبّادٍ.

و قال النَّضْرُ: القَلْفَهُ ،و المَقْلُوفَهُ :الجِلالُ البَحْرانِیَّهُ المَمْلُوءَهُ تَمْرًا ج قَلْفٌ بالفَتْحِ و مَقْلُوفاتٌ کُلُّ جُلَّهٍ منها قَلْفَهُ ،و هی المَقْلُوفَهُ أَیضاً،و ثلاثُ مَقْلُوفاتٍ ،کُلُّ جُلَّهٍ مَقلُوفَهٌ .

و اقْتَلَفْتُ منه أَرْبَعَ قَلَفاتٍ مُحرَّکَهً ،و کذا أَرْبع مَقْلُوفاتٍ :

أی أَخَذْتُها مِنْهُ بلا کَیْلٍ و هو أَن تَأْتِیَ الجُلَّهَ عندَ الرَّجُلِ ، فَتَأْخُذها بقَوْله منه،و لا تکِیلُها.

و القِلْفَهُ ،بالکسرِ (4):نَباتُ أَخْضَرُ له ثَمَرَهٌ صَغِیرهٌ ،و هی کالقُلقُلانِ و المالُ عَلَیْها حَرِیصٌ نَقَلَه أَبو حنِیفَهَ عن بعضِ الأَعرابِ ،و یَعْنِی بالمالِ :الإِبِل.

و قولُ الظُّفْرُ:اقْتُلِعَ من أَصْلِه هکَذا فی سائِر النُّسَخِ ، أی أنَّ القِلْفَهَ بالکسرِ:هی الظُّفْرُ المُقْتَلَعُ ،و الَّذِی فی العُباب: اقْتُلِفَ الظُّفْرُ:اقْتُلِعَ من أَصْلِه،و أَنْشَد اللّیْثُ :

یَقْتَلِفُ الأَظْفارَ عن بَنانِهِ

و الاسمُ القَلْفُ ،بالفَتْحِ و قد ذُکِرَ آنِفاً.

و التَّقْلِیفُ :تَمْرٌ یُنْزَعُ نَواهُ ،و یُکْنَزُ فی قِرَبٍ و ظُرُوفٍ من الخُوصِ لغهٌ حَضْرَمِیَّه.

و قال العُزَیْزِیُّ : انْقَلَفَتْ سُرَّتُه: إذا تَعَجَّرَتْ و أَنْشَدَ:

شُدُّوا عَلَیَّ سُرَّتِی لا تَنْقَلِفْ

قلتُ :و قد مَرَّ ذلک أَیضاً فی«قعف».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

صَخْرَهٌ قِلْیَفَهٌ ،کحِمْیَرَهِ :أی ضَخْمَهٌ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

وَ قال أَیضاً: قَلَّفْتُ الجَزُورَ تَقْلِیفاً:إذا عَضَّیْتَها.

وَ شَفَهٌ قَلِفَهٌ ،کفَرِحَهٍ :فِیها غِلَظ .

وَ القَلِیفُ ،کأَمِیرٍ:التَّمْرُ البَحْرِیُّ یَتَقَلَّفُ عنه قِشْرُه،قاله ابنُ بَرِّیّ ،و أَنشدَ:

لا یَأْکُلُ البَقْلَ و لا یَرِیفُ

و لا یُرَی فی بَیْتِه القَلِیفُ

قال:و القَلِیفُ أَیضاً:ما یُقْلَفُ من الخُبْزِ،أی:یُقْشَرُ.

قال:و القَلِیفُ أَیضاً:یابِسُ الفاکِهَهِ .

وَ القَلِیفُ :الذَّکَرُ الذی قُطِعَت قُلْفَتُه .

وَ من المَجازِ:هو أَقْلَفُ [القلب] (5):لا یَعِی خَیْرًا.

وَ قُلُوبٌ قُلْفٌ :غُلْفٌ ،نَقلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .

قلهف

شَعَرٌ مُقْلَهِفٌّ ،کمُشْمَعِلٍّ أَهمَلَه الجوهَرِیُّ وَ صاحبُ اللِّسانِ ،و فی النَّوادرِ:أی مُرْتَفِعٌ جافِلٌ .

قال: و القَلَهْنَفُ ،کعَجَنَّسٍ و لو قالَ :«کسَفَرْجَلٍ »کانَ أَوضَح: المُرْتَفِعُ الجِسْمِ کذا فی العُبابِ و التَّکْمِلَه.

قنصف

القِنْصِفُ ،کخِنْدِفٍ ،و الصادُ مُهْمَلَهٌ أَهْمَلَه الجوهریُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :هو طُوطُ البَرْدِیِّ نَفْسُه هکَذا نقَلَه الصّاغانِیُّ فی العُبابِ هنا کصاحبِ اللِّسانِ ،و أورده فی التَّکْمِله فی«قصف»قال:و هو البَرْدِیُّ إذا طالَ ،قال:هکَذا نقله أَبُو حنیفَه فیما زَعَمَه بعضُ الرُّواهِ ،و قد أَشَرْنا إِلیه آنِفاً.

قنف

القُنافُ ،کغُرابٍ ،و کِتابٍ : الضمُّ نَقَلَه

ص:444


1- (1) عن التهذیب و بالأصل«و الیفن».
2- (2) کذا بالأصل،و فی التهذیب و اللسان«و [1]نحو ذلک قال الفراء».
3- (3) زیاده اقتضاها السیاق عن التهذیب.
4- (4) ضبطت بالقلم فی التکمله بالفتح فسکون.
5- (5) زیاده عن الأساس.

الجَوْهَریُّ ،و الکسرُ عن ابنِ عَبّادٍ: الکَبِیرُ الأَنْفِ کما فی الصِّحاح (1).

و قال ابنُ عَبّادٍ: القُنافُ : الضَّخْم اللِّحْیَهِ .

و قِیلَ :هو الطَّوِیلُ الغَلِیظُ الجِسْمِ ،قال:و الکسرُ لغهٌ فیه.

قال: و القُنافُ : الفَیْشَلَهُ الضَّخْمَهُ و هی الحشَفَهُ کالقُنافیِّ بالضَّمِّ (2)،عن أَبی عَمْرٍو فی کتابِ الجِیمِ ،و هو الرَّجُلَ العَظِیمُ ،و قال غیرُه:هو العظِیمُ الرّأْسِ و اللِّحْیَهِ .

و قَبِیصهُ بنُ هُلْب و اسمُه یزِیدُ بن قُنافَهَ الطّائِیُّ ،کثُمامَهَ ، هو و أَبُوه هُلْبٌ : مُحَدِّثانِ و هو یَرْوِی عن أَبِیه هُلْبٍ ،و هُلْبٌ له صُحْبَهٌ ،فقَبیصَهُ من التّابِعِینَ ،عِدادُه فی أَهلِ الکُوفَهِ ، روی عنه سِماکُ بنُ حَرْبٍ ،ذکَرَه ابنُ حِبّان فی الثِّقاتِ ، فکانَ یَنْبغِی للمُصَنِّفِ أَن یُشِیرَ إلی ذلِکَ علی عادَتِه.

و الأَقْنَفُ :الأَبیضُ القَفا من الخَیْلِ نَقلَه الجَوْهَریُّ ،زادَ غیرُه:و لونُ سائِرِه ما کان،و المَصْدَرُ القَنَفُ .

و القَنَفُ ،محرَّکَهً :صِغَرُ الأُذُنَیْنِ و غِلَظُهُما کما فی الصِّحاحِ ،زادَ ابنُ دُرَیْدٍ: و لُصُوقُهما بالرَّأْسِ و قِیلَ :عِظَمُ الأُذُنِ و انْقِلابُها،و الرَّجُلُ أَقْنَفُ ،و المَرْأَهُ قَنْفاءُ ،و قِیلَ :

انْتِشارُهُما و إِقبالُهُما علی الرَّأْسِ ،و قیلَ :انْثِناءُ أَطْرافِهِما علی ظاهِرِهِما.

و قال أَبو عَمْرٍو: القَنَفُ : البیاضُ الَّذِی عَلی جُرْدانِ الحِمارِ.

و قال اللَّیْثُ : القَنْفاءُ من آذانِ المِعْزَی: هی الغَلِیظَهُ ، کأَنَّها رأَسُ نَعْل مخْصُوفَه.

و القَنْفاءُ مِنّا:ما لاَ أُطُرَ لها.

و من المَجازِ الکَمَرَهُ القَنْفاءُ :هی العَظِیمَهُ علی التَّشْبِیهِ ،أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

و أُمُّ مَثْوایَ تُذَرِّی لِمَّتِی

و تَغْمِزُ القَنْفاءَ ذاتَ الفَرْوهِ

قال ابنُ بَرِّی:و هذا الرَّجزُ ذکَرَه الجَوْهَریّ ،«و تَمْسَحُ القنفاءَ »،و صوابُه«و تَغْمِزُ القَنْفاءَ »قال:و فَسَّرَه الجَوْهَرِیُّ بأَنّه،الذَّکَرُ،قال ابنُ بَرِّیّ :و القَنْفاءُ :لیست من أَسْماءِ الذَّکَرِ،و إِنَّما هی مِن أَسْماءِ الکَمَرَهِ ،و هی الحَشَفَهُ و الفَیْشَهُ وَ الفَیْشَلَهُ ،و یُقالُ لَها:ذاتُ الحُوقِ ،و الحُوقُ :إِطارُها المُطِیفُ بها،و منه قَوْلُ الرّاجِزِ:

غَمْزَکَ بالقَنْفاءِ ذاتِ الحُوقِ

بین سِماطَیْ رَکَبٍ مَحْلُوقِ

و یُروَی أَنّه کانَ و فی العُبابِ کانَتْ لهَمّامِ بنِ مُرَّهَ بنِ ذُهْلِ بنِ شَیْبانَ ثَلاثُ بناتٍ ،فأَبَی أَنْ یُزَوِّجَهُنَّ (3)و فی العُباب:فآلَی أَلاّ یُزَوِّجَهُنَّ أَبَداً فلما عَنَسْنَ و طالت بهنّ العُزُوبَهُ و اغْتَلَمْنَ ،قالَتْ إِحداهُنَّ بَیْتاً،و أَسْمَعَتْه إِیّاهُ مُتَجاهِلَهً أی:کأَنّها لا تَعْلَمُ أَنَّه یَسْمعُ ذلک:

فأَعْطاها سَیْفاً،فقَالَ َ:هَذَا یَکُونُ مع الرِّجالِ ،فقالت أُخْرَی و هی التی تَلِیها: ما صَنَعْتِ شَیْئاً،ولکِنِّی أَقُولُ :

أَهَمّامَ بنَ مُرَّهَ إنَّ هَمِّی

لَفی قَنْفاءَ مُشْرِفَهِ القَذالِ

فقَالَ َ:و ما قَْنفاءُ ؟تُرِیدِینَ معْزَی ؟ (4)فقالَت الصُّغْرَی:ما صَنَعْتُما شَیْئاً،و لکِنِّی أَقُولُ :

أَهَمّامَ بنَ مُرَّهَ إنَّ هَمِّی

لَفی عَرْدٍ أسُدُّ بِهِ مَبالِی

فقَالَ َ:أَخْزاکُنَّ اللّه،فَزَوَّجَهُنَّ هکَذا أَورَدَها اللیْثَ ، وَ حَکاها أَبو عُبَیْدَهَ ،و فیها تَقْدِیمٌ و تَأْخِیرٌ و تَبْدِیلٌ فی روایِه بعضِ الأَبْیاتِ ،و أَورَدَها المُبَرِّدُ فی الکامِلِ علی أَنَّها بِنْتٌ (5)واحِدَهٌ ،و فیهِ فی البیتِ الأولِ :«حَنَّ قَلْبِی إلی» بَدَلَ :«إنَّ هَمِّی لَفی»و کذا فی سائِر البُیُوتِ ،فقَالَ َ لَها:یا فَساقِ ،أَرَدْتِ صَفِیحَهً ماضیهً ،و فی البَیْتِ الثانِی:«إلی صَلْعاءَ» (6)بدل«إلی قَنْفاءَ »فقَالَ َ لها:یا فَجارِ أَرَدْتِ بَیْضَهً ،

ص:445


1- (1) فی الصحاح المطبوع ضبطت بالقلم بضمه و کسره علی القاف و فی اللسان:القُناف و القِناف.
2- (2) ضبطت فی التکمله بالقلم بالکسر.
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«فآلی أن لا یُزَوِّجَهُنّ ».
4- (5) فی أمالی القالی:«تصف فرساً».
5- (6) فی الکامل للمبرد:جاریه.
6- (7) عن المبرد و بالأصل«حلفاء».

و فی الثّالِثَه:«إلی أَیْرٍ»بدل«لَفی عَرْدٍ»و فیه:فقامَ فقَتَلَها، قال شیخُنا:و هذه أَشْهَرُ عندَ الرُّواهِ ،و فی اللسان:و ذَکَر اللَّیْثُ قِصَّهً لهَمّامِ بنِ مُرَّهَ و بَناتِه یَفْحُش ذِکْرُها،فلم یَذْکُرْها الأَزْهَریُّ .

قُلتُ :و لو تَرَکَها المُصَنِّفُ أَیْضاً کانَ أَوْفَقَ لاخْتِصارِه.

و القَنِیفُ ،کأَمِیرٍ:جَماعاتُ النّاسِ کما فی الصِّحاح، وَ کذلِکَ القَنِیبُ ،و هو قَوْلُ أَبِی عَمْرٍو،و قالَ غیرُه:الجَماعهُ من النِّساءِ و الرِّجالِ ،و الجَمعُ : قُنُفٌ .

و قال ابنُ عبّادٍ: القَنِیفُ : الرَّجُلُ القَلِیلُ الأَکْلِ .

و أَیضاً: الأَزْعَرُ القَلِیلُ شَعَرِ الرَّأْسِ هکَذا فی سائرِ النُّسخِ ،و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ : القَنِفُ ،ککَتِفٍ :الأَزْعَرُ القَلیلُ الشّعرِ،کما هو نَصُّ العُبابِ و التَکْمِلهِ .

و القَنِیفُ : السَّحابُ عن ابنِ دُرَیْدٍ أَو السَّحابُ الکَثِیرُ الماءِ و فی الصِّحاح:السَّحابُ ذُو الماءِ الکَثِیرِ.

و حکَی ابنُ دُرَیْدٍ:یُقال:مَرَّ قَنِیفٌ من اللَّیْلِ : أی قِطْعَهٌ منه،و یُقال:طائِفَهٌ منه،کما فی الصِّحاحِ .و فی العُبابِ :إذا مَرَّ هَوِیٌّ مِنْه ؛و لیس بثَبْتٍ .

و قال ابنُ عبّادٍ: قَنِفَ القاعُ ،کفَرِحَ :تَشَقَّقَ طِینُه.

و قال ابنُ الأَعرابِیّ : القَنَّفُ (1)،کقِنَّبٍ :ما تَطایَرَ من طِینِ السَّیْلِ علی وَجْهِ الأَرْضِ و تَشَقَّقَ و فی بعضِ نُسَخِ النَّوادِرِ عن وَجْهِ الأَرْضِ (2).

وَ قال السِّیرافیُّ : القِنَّفُ :ما یَبِسَ من الغَدِیرِ فتَقَلَّعَ (3)طِینُه،و کذلِکَ القِلَّفُ ،و قد ذُکِر فی موضِعِه.

و أَقْنَفَ الرَّجُلُ : اسْتَرْخَتْ أُذُنُه عن ابنِ الأَعرابیِّ .

و أَقْنَفَ : صارَ ذا جَیْشٍ کَثِیرٍ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و قال ابنُ الأَعْرابیّ : أَقْنَفَ : اجْتَمَعَ له رَأْیُه و أَمْرُه فی مَعاشِه کاسْتَقْنَفَ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: حَجَفَهٌ مُقَنَّفَهٌ ،کمُعَظَّمَهٍ : أی مُوَسَّعَهٌ .

و یُقالُ : قَنَّفَه بالسَّیْفِ تَقْنِیفاً : إذا قَطَّعَه به.*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

القَنِیفُ ،کأَمِیرٍ:الطَّیْلَسانُ ،حکاه ابنُ بَرِّیّ عن السِّیرافیُّ ،و أَنْشَدَ (4):

فلَقَدْ نَنْتَدِی و یَجْلِسُ فِینَا

مَجْلِسٌ کالقَنِیفِ فَعْمٌ رَداحُ

وَ یُقال: اسْتَقْنَفَ المَجْلِسُ :إذا اسْتَدارَ.

وَ بَنُو قانِفٍ :حَیٌّ بالیَمنِ ،منهم عبدُ اللّه بنُ داودَ الخُرَیْبِیُّ القانِفیّ کذا نَسَبَه المالِینِیُّ ،و قاسِمُ بنُ رَبِیعَهَ بنِ قانِفٍ القانِفیُّ ،نُسِب إلی جَدِّهِ .

قوف

قُوفُ الأُذُنِ بالضّمِّ :أَعْلاهَا کما فی الصِّحاحِ ، أَو هو مُسْتَدارُ سَمِّها کما فی العُباب و اللِّسان.

و یُقال: أَخَذَه (5)بقُوفِ رَقَبَتِه و قُوفَتِها ،بضَمِّهِمَا و علی الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِیُّ کصُوفِها،و طُوفِها هکَذا فی النُّسَخِ ،و الصوابُ :«و صُوفَتها»أی برَقَبَتِه جَمْعاءُ،کما فی الصِّحاحِ ،و قِیلَ :یَأْخُذُ برَقَبَتِه فیَعْصِرُها،و أَنشدَ الجَوْهَریُّ :

نَجَوْتَ بقُوفِ نَفْسِکَ غیرَ أَنِّی

إِخالُ بأَنْ سَیَیْتَمُ أو تَئیمُ

أی نَجَوْتَ بنَفْسِکَ ،قال ابنُ بَرِّیّ :أی سَیَیْتَمُ ابنُکَ ، وَ تَئِیمُ زَوجَتُک،قال:و البَیْتُ غُفْلٌ ،لا یُعرفُ قائلُه.

و بَیْتُ قُوفَی ،کطُوبَی،ه،بدِمَشْقَ .

و القافُ :حرْف هجاءٍ،و هو مجْهُورٌ،و یَکُونُ أَصْلاً،لا بَدَلاً،و لا زائِداً،و سَیَأْتِی بیانُه فی مبدإِ حرفِ القافِ ،قال ابنُ سِیدَه:قَضَیْنا أنَّ أَلِفَها من الواوِ لأَنَّ الأَلِفَ إذا کانَتْ عینًا فإِبْدالُها من الواوِ أَکثرُ من إِبدالِها من الیاءِ.

و جاءَ فی بعضِ التَّفاسِیرِ أنَّ «ق»: جَبَلٌ مُحِیطٌ بالأَرْضِ قال اللّه تَعالی: ق،وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ (6)کما فی العُبابِ و الصِّحاحِ ،قال شیخُنا:فیه أنَّ اسمَ الجَبَلِ المُحِیطِ « قاف »:عَلَمٌ مُجرَّدٌ عن الأَلِفِ و اللاَّمِ ،و قد وَهَّمَ المُصَنِّفُ الجَوْهَرِیَّ بمثلِه فی«سَلْع»الّذِی هو جَبَلٌ

ص:446


1- (1) فی التهذیب و اللسان: [1]القنّب و القلّف:ما تطایر.
2- (2) و هی روایه التهذیب و اللسان. [2]
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:فتقلع طینه،کذا فی اللسان،و بهامش المطبوع:لعله تقلّف أی تفلَّق و تشقق».
4- (4) فی اللسان:و [3]أنشد لقیس بن رفاعه.
5- ((*)) فی القاموس:«أَخذ»بدل:«أَخذه».
6- (5) سوره ق الآیه الأولی. [4]

بالمَدِینهِ ،و قالَ :إِنَّه علمٌ لا تدخُلُه الَّلام،و کأَنَّه نَسِیَ هذه القاعِدَهَ التی أَصَّلَها،و أَوجَبَت استقراءَ ما ارتَکَبَه لأَجْلِ اعْتِراضِه بِهِ جَرْیاً علی مَذْهَبِه،و مُجازاهً له علی اعْتِراضِه بلا شَیْ ءٍ،فأَخَذَ یرتَکِبُ مثلَه فی کَثِیرٍ من التّراکِیبِ ،کما نَبَّهْنا علیه هُناکَ ،إلی آخر ما قال.

أَو هو جَبَلٌ مِنْ زُمُرُّذٍ أَخْضَرَ،و قِیلَ :من یاقُوتَهٍ خَضْراءَ، وَ أنَّ السّماءَ بَیْضاءُ،و إِنّما اخْضَرَّتْ من خُضْرَتِه و ما مِنْ بَلَدٍ إلاّ و فیهِ عِرْقٌ منه،و علَیْهِ مَلَکٌ یُقال:اسمُه صلصائِیل إِذا أَرادَ اللّه أَنْ یُهْلِکَ قَوْماً أَمَرَه[فَحَرَّکَ ] (1)فَخَسَفَ بهم کَذَا ذَکَره بعضُ المُتَکَلِّمِینَ علی عَجائِبِ المَخْلُوقات.

أَو هو اسْمٌ للقُرآنِ .

وَ قِیل:مَعْناه قُضِیَ الأَمرُ،کما قیل: حم :حُمَّ الأَمْرُ.

و القائِفُ :مَنْ یَعْرِفُ الآثارَ،ج: قافَهٌ .

و قافَ أَثَرَهُ یَقُوفُه قَوْفاً ،و قِیافَهً : تَبِعَهُ ،کقَفَاهُ قَفْواً،کما فی الصِّحاحِ ،و أَنشدَ للقُطامِیِّ :

کَذَبْتُ علیکَ لا تَزالُ تَقُوفُنِی

کما قافَ آثارَ الوَسِیقَهِ قائِفُ

وَ قالَ ابنُ بَرِّی:البیتُ للأَسْوَدِ بن یَعْفُرَ.

و اقْتافَهُ مثل قافَه ،و کذلِکَ اقْتَفاه.

وَ قالَ ابنُ الأَثِیر: القائِفُ :الذی یَتَّبَعُ الآثارَ،و یَعْرِفُها وَ یَعْرِفُ شَبَه الرَّجُلِ بأَخیه و بأَبِیهِ ،و منه

16- الحَدِیث: «إنَّ مُجَزِّزاً کانَ قائِفاً ».

و یُقال: هُو أَقْوَفُهُم : أی أَکْثَرُهُمْ فی القَوْفِ .

و قال ابنُ شُمَیْلٍ :یُقال: هو یتَقَوَّفُ علیَّ مالِی أی یَحْجُرُ:علیَّ فیهِ .

و تَقَوَّفَ فُلانًا فی المَجْلِسِ : صارَ یَأْخُذُ عَلَیهِ فی کَلامِه،و یَقُولُ له:قُلْ کَذَا و کَذَا کما فی اللِّسانِ و العُبابِ .

وَ قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: القافُ و الواوُ و الفاءُ لیسَتْ أَصْلاً،و إِنَّما هی من بابِ الإِبْدالِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه: قُوفُ الرَّقَبَهِ و قُوفَتُها ،مثل قُوفِها ،نَقلَهُ الجوْهرِیُّ .

وَ القِیافَهُ ،بالکسر:تَتَبُّعُ الأَثَرِ.

وَ تَقَوَّفَه :تَتَبَّعَه،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

مُحَلًّی بأَطْوافٍ عِتاقٍ یَبِینُها

علی الضَّزْنِ أَغْبَی الضَّأْنِ لو یَتَقَوَّفُ (2)

الضَّزْنُ هنا:سوءُ الحالِ من الجَهْلِ ،یَقُولُ :کَرَمُه وجُودُه یَبِینُ لمن لا یَفْهَمُ الخَبَرَ،فکیفَ من یَفْهَمُ ؟.

وَ القَوْفُ :القَذْفُ ،مثلُ القَفْوِ،قال:

أَعُوذُ باللّه الجَلِیلِ الأَعْظَمِ

من قَوْفیَ الشَّیءَ الذی لم أَعْلَمِ

کما فی اللِّسانِ .

وَ ابنُ القُوفِ ،بالضَّمِّ :من المُحَدِّثِینَ .

وَ القَوّافُ ،و القَیّافُ : القائِفُ .

قیف

ذُو قَیْفانَ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسانِ ، وَ قالَ الصّاغانِیُّ :هو لَقَبُ عَلْقَمَه بن عَبْسٍ (3)هکَذا فی النُّسَخِ ،و مثلُه فی جَمْهَرهِ ابنِ الکَلْبِی،و وُجِدَ فی نُسَخِ العُباب و التَّکْمِلَهِ «عَلَس»بالّلامِ ،و هو ذو جَدَنِ بنُ الحارِثِ ابن زَیْدِ بن الغَوْثِ بنِ الأَصْغَرِ بنِ (4)سَعْدِ بنِ عَوْفِ بنِ عَدِیٍّ الحِمْیَرِیُّ أَو ذُو قَیْفانَ بنُ مالِکِ بن زُبَیْدِ بنِ وَلِیعَهَ بن مُعَیْدِ (5)بن سَبَإِ الأَصْغَرِ بنِ کَعْبِ بنِ زَیْدِ بنِ سَهْلٍ ،و قرأَتُ فی جمهرَهِ الأَنسابِ لأَبِی عُبَیْدٍ ما نَصُّه:و ذُو جَدَن اسمه عَبْسُ بنُ الحارِثِ من وَلَدِه عَلْقَمَهُ بن شَراحِیل،و هو ذُو قَیْفان کان مَلِکَ البَوْنِ ،و البَوْنُ :مَدینَهٌ لهَمْدانَ ،قتَلَه زَیْدُ بن مُرْبّ (6)الهَمْدانِیّ ،جَدُّ سَعِیدِ بنِ قَیْسِ بنِ زَیْدٍ،و مَلَکَ بعدَه مَرْثَدُ بنُ عَلَسٍ الَّذِی أَتاهُ امرؤُ القَیْسِ یَسْتَمِدُّه علی بَنِی أَسَدٍ،و فی ذی قَیْفانَ یَقُول عَمْرُو بْنُ مَعْدِی کَرِبَ -رضِیَ اللّه عنه-:

ص:447


1- (1) ما بین معقوفین سقط من الأصل و استدرک عن القاموس. [1]
2- (2) اللسان [2]ط دار المعارف بروایه:أغنی الضأن.
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«عَلَسٍ »و هی روایه التکمله وَ جمهره ابن حزم ص 436.و [3]فیه علقمه بن شراحیل بن ذی جدن.
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الأصفر».
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«معبد».
6- (6) عن جمهره ابن حزم ص 436 و [4]بالأصل«مرسب».

و سَیْفٌ لابنِ ذِی قَیْفانَ عِنْدِی

تَخَیَّرَهُ الفَتَی من قَوْمِ عادِ

فصل الکاف مع الفاء

کأف

*و ممّا یُسْتَدرَکُ عَلَیه:

أَکْأَفَت النَّخْلَهُ :انْقَلَعَتْ من أَصْلِها،قال أَبو حَنِیفَهَ :

وَ أَبْدَلُوا فقالُوا:أَکْعَفَتْ .

کتف

الکَتِفُ ،کفَرِحٍ ،و مِثْلٍ ،و حَبْلٍ و اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ و الصّاغانِیُّ علی الأَوَّلَیْنِ ،و قالَ :مثل کَذِبٍ وَ کِذْبٍ :عَظْمٌ عَریضٌ خَلْفَ المَنْکِبِ ،مؤنَّثَهٌ ،و هی تَکونُ للنّاسِ و غَیْرِهم،قال الشّاعرُ:

إِنِّی امْرُؤٌ بالزَّمانِ مُعْتَرِفُ

عَلَّمَنِی کَیْف تُؤْکَلُ الکَتِفُ

یُضْرَبُ لکُلِّ شَیْ ءٍ عَلِمْتَهُ ،و

14- فی الحَدِیثِ : «ائْتُونِی بکَتِفٍ وَ دَواهٍ أَکْتُبُ لکم کِتاباً». قال ابنُ الأَثِیرِ: الکَتِفُ :عظْمٌ عَرِیضٌ فی أَصْلِ کَتِفِ الحَیَوانِ من النّاس و الدَّوابِ ،کانُوا یَکْتُبُونَ فیه لقِلَّهِ القَراطِیسِ عِنْدَهُم. ج: کِتَفَهٌ ،و أَکْتافٌ کقِرَدَهٍ و أَصْحابٍ الأُولی حَکاهَا اللِّحْیانِیُّ ،و الثانِیَهُ عن سِیبَوَیْهِ ،و قالَ :لم یُجاوِزُوا به هذا البِناءَ.

و الکَتْفُ ،بالفَتْحِ :ظَلَعٌ یَأْخُذُ من وَجَعٍ فی الکَتِفِ قالَهُ ابنُ السِّکِّیتِ .هکَذا فی النُّسَخِ ،و الصوابُ بالتَّحْریکِ ،کما فی اللِّسانِ ،و نصُّه:بالتَّحْرِیکِ :نُقْصانٌ فی الکَتِفِ ،و قیل:

هو ظَلَعٌ یأْخُذُ من وَجعِ الکَتِف ،و مثلُه نَصُّ الصِّحاح.

و قد کَتِفَ الفَرَسُ ، وَ کَذا الجَمَلُ یَکْتَفُ کتَفاً ،و هو أَکْتَفُ : إذا اشْتَکَی کتِفَهُ ،و ظَلَعَ منها.

وَ قالَ اللِّحْیانِیُّ :بالبَعِیرِ کَتَفٌ شدیدٌ:إذا اشْتکَی کَتِفَه ، یُقالُ :جَملٌ أَکْتَفُ ، و هی کَتْفاءُ .

و الکُتْفُ ، بالضّمِّ :جمعُ الأَکْتَفِ من الخَیْلِ و هو الَّذِی فی فُرُوعِ کَتِفَیْه انْفِراجٌ فی غَراضِیفِها مما یَلِی الکاهِلَ ،و هو من العُیوبِ الَّتِی تَکُونُ خِلْقَهً ،قالَهُ أَبو عُبَیدهَ .

و الکُتْفُ أَیضاً:جَمْعُ الکِتافِ للحَبْلِ الذی یُکَتَّفُ به الإنْسانُ ککِتابٍ و کُتْبٍ .

و الکُتْفُ أَیضاً:جمعُ الکَتِیفِ کأَمِیرٍ للضَّبَّهِ و یُجْمَعُ أَیضاً علی کُتُفٍ ،بضَمَّتَیْنِ .

و ذُو الکَتِفِ ،کفَرِحٍ هو: أَبو السِّمْطِ مَرْوانُ بنُ سُلَیْمانَ ابن یَحْیَی بنِ أَبِی حَفْصَهَ یَزِیدَ (1)بنِ مَرْوانَ بنِ الحَکَمِ وَ أَصْلُهُم یَهودٌ،من موالِی السَّمَوْأَلِ بنِ عادِیا،و هم یَدَّعُونَ أَنَّهُم موالِی عُثْمانَ بنِ عَفّانَ رضِیَ اللّه عنه،و إِنَّما أَعتَقَ مَرْوانُ بنُ الحَکَمِ أَبا حَفْصَهَ یومَ الدّارِ،و یُقالُ :إنَّ عُثْمانَ رضِیَ اللّه عنه اشْتَراه غُلاماً من سَبْیِ اصْطَخْرَ،و وَهَبَه لمَرْوانَ بنِ الحَکَمِ لُقِّبَ ذا الکَتِفِ ببَیْتٍ قالَهُ .

و ذو الأَکْتافِ :سابُورُ بنُ هُرْمُزَ بنِ نَرْسِی (2)بنِ بَهْرامَ لُقِّب بهِ لأَنّهُ سارَ فی أَلْفٍ قال ابنُ قُتَیْبَهَ :لمّا بَلَغَ سابُورُ سِتَّ عَشْرَهَ سنهً أَمَرَ أَنْ یَخْتارُوا له أَلفَ رجُلٍ من أَهْلِ النَّجْدَهِ ،ففَعَلُوا،فأَعْطاهم الأَرْزاقَ ،ثم سارَ بِهِم إلی نَواحِی العَرَبِ الَّذِینَ کانُوا یَعِیشُونَ فی الأَرْضِ ،فقَتَلَ مَنْ قَدَرَ علیهِم هکذا فی النسخ،و صوابُه«عَلَیْهِ »و هو نصُّ کِتابِ المَعارِفِ لابنِ قُتَیْبَهَ و نَصُّ العُبابِ و نَزَع أَکْتافَهُم .

و الکَتّافُ کشَدّادٍ:الحَزّاءُ و هو النّاظِرُ بالکَتِفِ و نصُّ العُبابِ فی الکَتِفِ ،زادَ فی اللِّسانِ فیُکَهِّنُ فِیها (3).

و کَتِفَ الرَّجُلُ کفَرحَ :عَرُضَ کَتِفُه و فی المُحْکَمِ :

عَظُمَ کَتِفُه ،فهو أَکْتَفُ ،کما یُقال:أَرْأَسُ و أَعْنَقُ ،و ما کانَ أَکْتَفَ و لَقَدْ کَتِفَ .

و کَتِفَ الفَرَسُ : إذا حَصَل فی أَعالِی غَراضِیفِ کَتِفَیْهِ مما یَلِی الکاهِلَ انْفِراجٌ فهو أَکْتَفُ ،قال أَبو عُبَیْدَهَ :و هو من العُیُوبِ التی تَکُونَ خِلْقَهً ،و قد تَقَدَّم.

و الکُتافُ ، کغُرابٍ :وَجَعُ الکَتِفِ عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و الکُتْفانُ کعُثْمانَ هکَذا ضَبَطَه الجَوْهَرِیُّ و الصاغانِیُّ وَ الأَزْهرِیُّ ،و قولُه: و یُکْسَرُ لم أَجِدْ من تعرَّض له (4)،و إِنَّما ذکَرَ ابنُ بَرِّیّ فیه بضَمَّتَیْنِ لضَرُورَهِ الشِّعْرِ،کما سَنُورِدُه فی

ص:448


1- (1) کذا،و فی معجم المرزبانی ص 396« [1]یزید مولی مروان..».
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«مرسی».
3- (3) عن اللسان و [2]بالأصل«فیه».
4- (4) فی اللسان:و الکُتْفانُ و الکِتْفانُ .

المُسْتَدْرکات: الجَرادُ أَوَّلُ ما یَطِیرُ منه،الواحِدَهُ کُتْفانَهٌ کما فی الصِّحاحِ ،و زادَ و یُقالُ :هو الجَرادُ بعدَ الغَوْغاءِ،أَوَّلُها، السِّرْوُ،ثم الدَّبَی،ثم الغَوْغاءُ،ثم الکُتْفانُ أَو واحِدَهُ الکُتْفانِ من الدَّبَی: کاتِفَهٌ و الذَّکَر کاتِفٌ ،قالَهُ الأَصْمعِیّ :

قال ابنُ دُرَیْدٍ:سُمِّیَ به لأَنّه یَتَکَتَّفُ فی مَشْیهِ ،أی یَنْزُو، وَ قالَ غیرُه:هو کُتْفانٌ ،إذا بَدَا حَجْمُ أَجْنِحَتِه،و رأَیتَ موضِعَه شاخِصاً،و إِن مَسِسْتَه وجَدْتَ حَجْمَه،و قالَ أَبو عُبَیْدَه:یکونُ الجَرادُ بعدَ الغَوْغاءِ کُتْفانًا ،قال الأَزْهَریُّ ، سَماعِی من العَرَب فی الکُتْفانِ من (1)الجَرادِ التی ظَهَرَتْ أَجْنَحَتُها و لمّا تَطِرَ بَعدُ،فهی تَنْقُزُ (2)فی الأرْضِ نَقَزانًا، مثل المَکْتُوف الذی لا یَسْتَعِینُ بیدَیْه إذا مَشَی،و قالَ الأَصْمعِیُّ :إذا اسْتبانَ حَجْمُ أَجْنِحَهِ الجَرادِ (3)فهو کُتْفانٌ ، وَ إذا احْمَرَّ الجَرادُ فانْسَلَخَ من الأَلْوانِ کُلِّها فهی الغَوْغاءُ.

و کَتِفَ ،کَضَرَب و فَرِحَ :مَشَی رُوَیْداً هکَذا نَقَلَه الفَرّاءُ فی نَوادِرِه،و اقْتَصَر الجَوْهرِیُّ علی الأَوّلِ ،فإِنَّه قالَ :

وَ الکَتْفُ :المَشْیُ الرُّوَیْدُ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ شاهِداً علی یَکْتِفُ -کیَضْرِبُ -قولَ الأَعْشَی:

فأَفْحَمْتُه حَتّی اسْتَکَانَ کأَنَّه

قَرِیحُ سِلاحٍ یَکْتِفُ المَشْیَ فاتِرُ (4)

وَ أَنْشَدَ ابنُ سِیدَه للَبیدٍ:

وَ سُقْتُ رَبیعاً بالقَناهِ کأَنَّه

قَرِیحُ سِلاحٍ یَکْتِفُ المَشْیَ فاتِرُ (5)

و کَتَفَ کضَرَبَ کَتْفاً : رَفَقَ فی الأَمْرِ.

و کَتَفَ کَتْفاً : شَدَّ حِنْوَی الرَّحْلِ أَحَدَهُما عَلَی الآخَرِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجازٌ.

و کَتَفَ فُلانًا:شَدَّ یَدَیْهِ إلی خَلْفُ بالکِتافِ ،و هو حَبْلٌ یُشَدُّ بِهِ قالَتْ بَعْضُ نِساءِ الأَعْرابِ تَصِفُ سَحاباً:

أَناخَ بِذی بَقَرٍ بَرْکَهُ

کأَنَّ علی عَضُدَیْهِ کِتافَا 5

و

16- فی الحَدیثِ : «الذی یُصَلِّی و قَدْ عَقَصَ شَعَرَه کالَّذِی یُصَلِّی و هو مَکْتُوفٌ ». هو الَّذِی شُدَّتْ یَداهُ من خَلْفِه،یُشَبِّه بهِ الذی یَعْقِدُ شَعَرَه من خَلْفِه.

وَ قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الکِتافُ :حَبْلٌ یُشَدُّ بِهِ وَظِیفُ البَعِیرِ إلی کَتِفَیْهِ .

و کَتَفَ فُلانًا:ضَرَبَ کَتِفَه أَو أَصابَها،فهو مَکْتُوفٌ .

و کَتَفَ کَتْفاً : مَشَی رُوَیْداً و هو مُکرَّرٌ مع ما سبَقَ له.

أَو کَتَفَ کَتْفاً :مَشی مُحَرِّکاً کَتِفَیْهِ و فی الأَساسِ «مَنْکِبَیْه»،و فی اللِّسان:و کَتَفَت المَرْأَهُ تَکْتِفُ :مَشَتْ فحَرَّکَتْ کَتِفَیْها ،قال الأَزْهَرِیُّ :و قولُهم:مَشَتْ فکَتَفَتْ :

أی حَرَّکَت کَتِفَیْها یعنِی الفَرَسَ .قلتُ :و مثلُه للزَّمَخْشَرِیِّ وَ ابنِ دُرَیْدٍ.

وَ کَتَفَ السَّرْجُ الدَّابَّهَ کَتْفاً : جَرَحَ کَتِفَها فهی مکْتافٌ .

وَ کَتَفَ الأَمْرَ:کَرِهَهُ عن ابنِ عَبّادٍ.

وَ کَتَفَت الخَیْلُ :ارْتَفَعَتْ فُرُوعُ أَکْتافِها فی المَشْیِ ، فهی تَکْتِفُ کَتْفاً ،و عُرِضَتْ علی ابنِ أُقَیْصَرٍ-أَحدِ بنی أَسَدِ بنِ خُزَیْمَهَ -خَیْلٌ ،فأَوْمَأَ إلی بَعْضِها،و قالَ :تَجِیءُ هذِه سابِقَهً ،فسَأَلُوه:ما الَّذِی رَأَیْتَ فِیها؟فقَالَ َ:رَأَیْتُها مَشَتْ فکَتَفَتْ ،و خَبَّتْ فوَجَفَتْ ،و عَدَتْ فنَسَفَتْ ،فجاءَتْ سابِقَهً .

و کَتَفَ الإِناءَ یَکْتِفُه کَتْفاً : لَأَمه (6)بالکَتِیفِ و هو صَفِیحهٌ رَقِیقَهٌ کأَنَّها شَبَهٌ ککَتَّفَ تَکْتِیفاً فهو إِناءٌ مَکْتُوفٌ و مُکَتَّفٌ :أی مُضَبَّبٌ ،قال جَریرٌ:

وَ یُنْکِرُ کَفَّیْهِ الحُسامُ و حَدُّه

وَ یَعْرِفُ کَفَّیْهِ الإِناءُ المُکَتَّفُ

و کَتَفَ الطّائِرُ کَتْفاً ،و کَتَفانًا الأَخِیرُ بالتَّحْرِیکِ عن اللَّیْثِ : طارَ رادًّا جَناحَیْهِ ،ضامًّا لَهُما إلی ما وَراءَه.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الکاتِفُ :الکارِهُ و قد کَتَفَه .

و الکَتَفانُ ،مُحَرَّکَهً :سُرْعَهُ المَشْیِ عن ابنِ عَبّادٍ.

ص:449


1- (1) فی التهذیب:«أنه»و فی نسخه منه:«من».
2- (2) فی التهذیب«من»و الأصل کاللسان [1]عنه.
3- (3) التهذیب:«فهی»و الأصل کاللسان. [2]
4- (4) البیت فی دیوان لبید ط بیروت ص 64 بهذه الروایه باختلاف«سلالٍ »بدلا من«سلاحٍ »و ضبطت فیه یکتف بفتح التاء.
5- (5) البیت فی دیوان لبید ص 64 بروایه: وسقت ربیعاً بالفناء کأنه قریع هجان یبتغی من یخاطرُ وَ بهامشه قال:و یروی:وسقت ربیعاً بالقناه.و یروی:دس منه المساعر. نسبه بحواشی المطبوعه الکویتیه إلی سحیم عبد بنی الحسحاس.
6- (6) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«لاَءَمَه»و المثبت کاللسان. [3]

و کُتَیْفَهُ کجُهَیْنَهَ (1):ع،ببلادِ باهِلَهَ قال امرُؤُ القَیْسِ :

فکَأَنَّما بَدْرٌ وَصِیلُ کُتَیْفَهٍ

وَ کأَنَّما مِنْ عاقِلٍ أَرْمامُ

یَقُولُ :قَطَعْتُ هذِین المَوْضِعَیْن-اللَّذَیْنِ ذَکَر-علی بُعْدِ ما بَیْنَهُما قَطْعاً سَریعاً حَتَّی کأَنَّ کُلَّ واحدٍ مُتَّصِلٌ بصاحِبه،و عاقِلٌ و أَرْمامٌ :مَوضِعان مُتباعِدانِ ،و قالَ أَیضاً:

فأَضْحَی یَسُحُّ الماءَ حَوْلَ کُتَیْفَهٍ

یَکُبُّ علی الأَذْقانِ دَوْحَ الکَنَهْبَلِ

و الکَتِیفُ ، کأَمِیرٍ:السَّیْفُ الصَّفِیحُ عن شَمِرٍ،و أَنْشَدَ لأَبِی دُوادٍ الإِیادِیِّ :

نُبِّئْتُ أنَّ أَخا رِیاحٍ جاءَنِی

زَیْداً لِنابَیْهِ علیَّ صَرِیفُ

فَوَدَدْتُ لو أَنِّی لَقِیتُکَ خالِیاً

أَمْشِی بکَفِّی صَعْدَهٌ و کَتِیفُ

أَراد سَیفاً صَفِیحاً،فسمّاهُ کَتِیفاً .

و الکَتِیفُ : ضَبَّهُ الحَدِیدِ جمعُه کَتِیفٌ (2)،و کُتُفٌ .

و الکتِیفَهُ بهاءٍ:ضَبَّهُ البابِ قال الجَوْهرِیُّ : و هی حَدِیدهٌ طَوِیلَهٌ عَرِیضهٌ ،و رُبّما کانَتْ کأَنّها صَفِیحَهٌ قال الأَعْشَی:

أو إِناءِ النُّضارِ لاحَمَهُ القَیْ

نُ و دَانَی صُدُوعَه بالکتِیفِ (3)

یعنِی بالکَتِیفِ کَتائِفَ رِقاقًا من الشَّبَهِ .

و الکَتِیفَهُ : السَّخِیمَهُ و الحِقْدُ و العَداوهُ ،و هو من مَجازِ المَجازِ،و یُجْمَعُ علی الکَتائِفِ ،قال القُطامِیُّ :

أَخُوکَ الذی لا تَمْلِکُ الحِسَّ نَفْسُه

وَ تَرْفَضُّ عندَ المُحْفِظاتِ الکَتائِفُ

و قال أَبو عَمْرٍو: الکَتِیفَهُ : الجَماعَهُ من النّاسِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الکَتِیفَهُ : کَلْبَتَا الحَدّادِ. و من المَجازِ: إِناءٌ مَکْتُوفٌ أی: مُضَبَّبٌ و کذلِک مُکتَّفٌ ،و قد تَقَدَّمَ شاهِدُه.

و کَتَّفَ اللَّحْمَ تَکْتِیفاً .قَطَّعَه صِغارًا قالَه الأَمَوِیُّ .

و کَتَّفَت الفَرَسُ تَکْتِیفاً : مَشَتْ فحَرَّکَتْ کَتِفَیْها فی المَشْیِ ،قالَه ابنُ دُرَیْدٍ،أو مَنْکِبَیْها،قاله الزَمَخْشَرِیُّ .

و تَکَتَّفَ الکُتْفانُ فی مَشْیهِ : إذا نَزَا.

و المِکْتافُ من الدّوابِّ : دابَّهً یَعْقِرُ السَّرْجُ کَتِفَها و الإسمُ الکِتافُ بالکسرِ،قاله الصّاغانِیُّ .

وَ التَّرْکِیبُ یدُلُّ علی عَرضٍ فی حَدِیدَهٍ أو عَظْمٍ ،و قد شَذّ عنه الکُتْفانُ .

*و ممّا یُسْتَدرکُ عَلَیه:

الأَکْتَفُ من الرِّجالِ :مَنْ یَشْتَکِی کَتِفَه .

وَ الکَتَفُ مُحَرَّکَهً :عَیْبٌ فی الکَتِفِ ،و قیل:هو نُقْصانٌ فیها.

وَ الأَکْتَفُ :الذی انضَمَّتْ کَتِفاهُ علی وَسَطِ کاهِلِه خِلْقَهً قَبِیحَهً .

وَ تَکَتَّفَ الخَیْلُ :ارْتَفَعَتْ فُروعُ أَکْتافِها .

وَ الکَتِفانُ ،بفَتْحٍ فکَسْرٍ:اسمُ فَرَسٍ ،قالت بنتُ مالِکِ بنِ زَیْدٍ (4)تَرْثِیهِ :

إذا سَجَعَتْ بالرَّقْمَتَیْنِ حَمامَهٌ

أو الرَّسِّ تَبْکِی فارِسَ الکَتِفانِ (5)

وَ الکِتافُ ،ککِتابٍ :مصدرُ المِکْتافِ من الدّوابِّ ،و قیل:

هو اسمٌ .

وَ الکَتِیفُ ،کأَمِیرٍ:المَشْیُ الرُّوَیْدُ،نقله ابنُ سِیدَه.

وَ الکُتُفانُ بضمتین:لغهٌ فی الکُتْفانِ کعُثْمانَ للجَرادِ،قال ابنُ بَرِّی:هو فی ضَرُورَهِ الشِّعْرِ،قال صَخْرٌ أَخُو الخَنْساءِ:

ص:450


1- (1) قیدها یاقوت تصغیر ترخیم للکتیفه،و هو جبل بأعلی مُبهل،و مبهل وادٍ لعبد اللّه بن غطفان.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:جمعه کتیفٌ ،لعل هذا جمع کتیفه لا کتیف»و هذا ما ورد فی التهذیب و اللسان« [1]کتیف»جمعا«للکتیفه».
3- (3) دیوانه ط بیروت ص 114 بروایه:«و داری صدوعه».
4- (4) فی الفاخر للمفضل ص 228 بنت مالک بن بدر ترثی أباها.و کان قد قتله،یوم الهباءه حنیدب بن زید.
5- (5) الفاخر بروایه: إذا هتفت...فابکی فارس. وَ بعده فیه: أحل به أمس الجنیدب نذره وَ أی قتیل کان فی غطفان.

وحَی حَرِیدٍ قد صَبَحْتُ بغارَهٍ

کرِجْلِ الجَرادِ أو دَبیً کُتُفانِ

وَ کَتَّفَه تَکْتِیفاً :شَدَّ یَدَیْهِ من خَلْفُ بالکِتاف ،فهو مُکَتَّفٌ ، یقال:مَرَّ بهِم مُکَتَّفِینَ .

وَ جاءَ بِهِ فی کِتافٍ :أی وِثاقٍ ،و قِیلَ الکِتافُ :وِثاقٌ فی الرَّحْلِ و القَتَبِ .

وَ کَتَّفَ الثوبَ تَکْتِیفاً :قَطَّعَه صغارًا،و کَتَّفَه بالسَّیْفِ کَذلِک.

وَ قالَ خالِدُ بنُ جَنْبَهَ : کَتِیفَهُ الرَّحْلِ :واحِدَهُ الکَتائِفِ ، وَ هی حَدِیدَهٌ یُکْتَفُ بها الرَّحْلُ ،و قالَ ابنُ الأَعْرابیِّ :أُخِذَ المَکْتُوفُ من هذا؛لأَنَّه جَمَع یَدَیْهِ .

وَ کِتَافُ القَوسِ :بالکسرِ:ما بَیْنَ الطّائِفِ و السِّیَهِ ، وَ الجَمْعُ : أَکْتِفَهٌ و کُتُفٌ .

کثف

الکَثْفُ :الجَماعَهُ و منه

1- حَدِیثُ ابنِ عَبّاسٍ :

«أَنّه انْتَهَی إِلَی علیٍّ رضِیَ اللّه عَنْهُ یومَ صِفِّین،و هو فی کَثْفٍ ». أی:حَشْدٍ و جَماعَهٍ .

و الکَثافَهُ کسَحابَهٍ :الغِلَظُ .

وَ قد کَثُفَ ، الشَّیْ ءُ ککَرُمَ ،فهو کَثِیفٌ : غَلِیظٌ ثَخِینٌ کاسْتَکْثَفَ .

و قال اللَّیْثُ : الکَثافَهُ : الکَثْرَهُ و الالْتِفافُ و الفعلُ کالفِعْلِ .

و الکَثِیفُ (1):اسْم کَثْرَتِه، یوصَفُ به العَسْکَرُ و السَّحابُ وَ الماءُ و أَنْشدَ-لأُمَیَّه بنِ أَبی الصَّلْتِ -:

وَ تَحْتَ کَثِیفِ الماءِ فی باطِنِ الثَّرَی

مَلائِکَهٌ تَنْحَطُّ فیهِ و تَصْعَدُ

وَ یُرْوَی:«کَنِیف الماءِ».

و کَثِیفٌ السُّلَمِیُّ ،کأَمِیرٍ هکَذا ضَبَطَه الحافِظُ فی التَّبْصِیرِ أَو الصَّوابُ کزُبَیْرٍ:تابِعِیٌّ قال ابنُ حِبّان:رَوَی عن عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عَوْفٍ رَضِیَ اللّه عنه،و عنه سَعْدُ بنُ إِبْراهیمَ بنِ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ عَوْفٍ . و کَزُبَیْرٍ،مَوْأَلَهُ بنُ کُثَیْفِ بنِ حَمَل بنِ خالِدِ بنِ عَمْرِو بنِ مُعاوِیَهَ الکِلابِیُّ : صَحابِیٌّ رضِیَ اللّه عنه رَوَی عنه ابْنُه عبدُ العَزِیزِ.

و رِفاعَهُ بنُ کُثَیْفٍ :تُجِیبِیٌّ من بَنِی تُجِیبَ ،نَقَلَه الحافظُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ:یُقالُ : أَکْثَفَ مِنْکَ کذا:أی قَرُبَ وَ أَمْکَنَ بُنِیَ مثل أَکْثَبَ .

و کَثَفَهُ تَکْثِیفیاً :جَعَلَه کَثِیفاً ثَخِینًا.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:کُلُّ مُتَراکِبٍ مُتکاثِفٌ ،و منه: تَکاثَفَ السَّحابُ :إذا تَراکَبَ و غَلُظَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الکَثِیفُ ،و الکُثافُ :الکَثِیرُ،و هو أَیضاً الکَثِیرُ المْتکاثِفُ المُتَراکِبُ المُلْتَفُّ من کُلِّ شَیْ ءٍ.

وَ کَثَّفَه تَکْثِیفاً :کَثَّرَه (2).

وَ اسْتَکْثَفَ أَمرُه:عَلاَ و ارْتَفَعَ .

وَ جمعُ الکَثِیفِ : کُثُفٌ ،بضمّتیْنِ .

وَ امرأَهٌ مُکَثَّفَهٌ ،کمُعَظَّمَهٍ :کثیرهُ اللَّحْمِ ،و قالَ ثَعْلَبٌ :

هی المُحْکَمَهُ الفَرْجِ .

وَ الکَثِیفُ :السَّیْفُ ،عن کُراعٍ ،و قال ابنُ سِیدَه:و لا أَدْرِی ما حَقِیقَتُه،و الأَقْربُ أَنْ یکونَ تاءً؛لأَنَّ الکَتِیفَ من الحَدِیدِ.

کحف

الکُحُوفُ ،بالمُهْمَلَهِ أَهْمَلَه الجَوْهرِیُّ و ابنُ سِیدَه،و قالَ الأَزْهَرِیُّ -خاصَّهً عن ابنِ الأَعرابِیِّ -:هِیَ الأَعْضاءُ و هی القُحُوفُ ،کما فی اللِّسان و العُباب.

کدف

الکَدَفَهُ ،بالمُهْمَلَه مُحَرَّکَهً أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ، وَ قالَ الخارْزَنْجِیَّ :هو صَوْتُ وَقْعِ الأَرْجُل.

أَو هو صَوْتٌ تَسْمَعُه من غَیْرِ مُعایَنَه کذا فی نَوادر الأَعْراب،یُقالُ :سَمعْتُ کَدَفَتَهُم ،و حَدَفَتَهُم،و هَدَفَتَهُم، وَ حَشَکَتهُم و هَذَأَتهُم،و أَزَّهُم،و أَزِیزَهُم (3)،کلُّ ذلک بمعنی واحدٍ.

ص:451


1- (1) فی التهذیب:«و الکثف»و ذکر البیت الشاهد و فیه«و تحت کثیف..» کالأصل.
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«کسره».
3- (3) الذی فی التهذیب:«...و جدفتهم...و هدأتهم و وبدهم و أوبدهم وَ أزهم و أزیزهم».

و قال الخارْزَنْجیُّ : أَکْدَفَت الدَّابَّهُ :سُمعَ لحوَافِرِها صَوْتٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الکُدّافُ ،محرّکَهً :بمنزلَه الجلیده (1).

کرسف

الکُرْسُفُ ،کعُصْفُرٍ و زُنْبُورٍ:القُطْنُ نَقَلَه الفَرّاءُ،و اقْتَصَرَ الجَوْهَریُّ علی الأَوّلِ ،قال أَبو النَّجْمِ یَصفُ فحْلاً:

کأَنَّهُ و هْوَ به کالأَفْکَلِ

مُبَرْقَعٌ فی کُرْسُفٍ لم یُغْزَلِ

شَبَّه ما عَلَی لَحْیَیْه و مَشافرِه من اللَّغامِ إذا هَدَرَ بالکُرْسُفِ .

و الکُرْسُفیُّ :نَوْعٌ من العَسَلِ نَقَلَه الصّاغانِیُّ ، کأَنَّه لبَیاضِهِ شُبِّه بالکُرْسُفِ .

و کُرْسُفَّهُ بالضم مُشَدَّدَهَ الفاءِ:ع نَقَلَه الصّاغانِیُّ (2).

و قال ابنُ عَبّادٍ: الکِرْسافَهُ ،بالکَسْرِ:کُدُورَهُ العَیْنِ وَ ظُلْمَتُها.

قال: و الکَرْسَفَهُ قَطْعُ عُرْقُوبِ الدّابَّهِ .

و قِیلَ :هو أَنْ تُقَیِّدَ البَعِیرَ فتُضَیِّقَ عَلَیهِ کالکَرْفَسَهِ .

وَ قالَ أَبُو عَمْرٍو: المُکَرْسَفُ :الجَمَلُ المُعَرْقَبُ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: تَکَرْسَفَ الرَّجُلُ :إذا تَدَاخَلَ بعضُه فی بَعْضٍ کما فی العُبابِ و اللِّسانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَکَرْسِیفُ (3):بَلَدٌ بالمَغْرِب.

کرشف

الکَرْشَفَهُ بالفتح و تُکْسَرُ،و ا لکِرْشافَهُ ، بالکَسْرِ هکَذا فی النُّسَخِ ،و نَصُّ النَّوادِرِ:و الکِرْشاف ،أَهْمَلَهُنَّ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ أَبو عَمْرٍو:هی الأَرْضُ الغَلِیظَهُ کالخَرْشَفَهِ ،و الخِرْشِفَهِ ،و الخِرْشاف،و أَنْشَد:

هَیَّجَها من أَجْلُبِ الکِرْشافِ

و رُطُبٍ من کَلَإٍ مُجْتافِ

أَسْمَرُ للوَغْدِ الضَّعِیفِ نافی

جَراشِعٌ جَباجِبُ الأَجْوافِ

حُمْرُ الذُّرَی مُشْرِفَهُ الأَفْوافِ (4)

کرف

کَرَفَ الحِمارُ و غَیرُه کالبِرْذَوْنِ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ وَ اللَّیْثُ : یَکْرُفُ بالضمِّ ، و یَکْرِفُ بالکسرِ،لُغتانِ . کَرْفاً وَ کِرافاً : شَمَّ بَوْلَ الأَتانِ أَو رَوْثَه (5)أَو غَیْرَهما، ثمَّ رَفَعَ رأْسَهُ إلی السَّماءِ و قَلَبَ جَحْفَلَتَه و کذلِکَ الفَحْلُ :إذا شَمَّ طَرُوقَتَه، ثم رَفَعَ رأْسَهُ نحوَ السّماءِ،و کَشَّرَ حتی تَقْلُصَ شَفَتاه و لا یُقالُ فی الحِمارِ شَفَتُه،و وهِمَ الجَوْهَرِیُّ و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی للأَغْلَبِ العِجْلِیِّ :

تَخالُهُ من کَرْفِهِنَّ کالِحَا

و افْتَرَّ صاباً و نَشُوقًا مالِحَا

کأَکْرَفَ و هذِه عن الزَّجّاجِ .

و رُبَّما یُقالُ : کَرَفَها ظاهرُ سِیاقِه یَقْتَضِی أَنَّه بالتَّخْفِیفِ ، وَ الصَّوابُ :« کَرَّفَها »بالتَّشْدِیدِ،أی:تَشَمَّمَ بَوْلَها.

و حِمارٌ مِکْرافٌ :مُعْتادُه أی:یَشُمُّ الأَبْوالَ ،قالَه ابنُ دُرَیْدٍ.

قال: و کُلُّ ما شَمَمْتَه فقَدْ کَرَفْتَهُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: أَکْرَفَتِ (6)البَیْضَهُ :أَفْسَدَتْ .

و أَمّا الکِرْفِئُ فإِنَّها قِطَعٌ منَ السَّحابِ مُتَراکِمَهٌ صِغارٌ، واحدَتُه کِرْفِئَهٌ ،و هی الکِرْثِئُ أَیضاً،بالمُثَلَّثهِ ، و ذَکَرَه الجَوْهَریُّ فی الهَمْزِ وَهَماً.

وَ قال الصّاغانِیُّ :و الکِرْفِئُ ذُکِرَ فی ترکیبِ «کرفأَ» لاختِلافِ النّاسِ فی أَصالَهِ الهَمْزِ و زیادَتِه،قال شیخُنا:و قد تَبِعَه المُصَنِّفُ هُناکَ بلا تَنْبِیهٍ عَلَیه،فوافَقَه فی هذا الوَهمِ ،

ص:452


1- (1) کذا بالأصل و التکمله هنا،و فیها فی ماده جلبد:جلبده الخیل:أصواتها. فلعل جلیده بالیاء مصحّفه عن جلبده بالباء،و قد تقدم عن الخارزنجی أکدفت الدابه سمع لحوافرها صوت،و هذا یقوی کونها«جلبده»لا «جلیده».
2- (2) و قیدها یاقوت اسم موضع فی قول الشاعر: کل رزءٍ ما أتانی جلل غیر کُرْسُفّهَ من قنعیْ قطن.
3- (3) ضبطت عن التکمله،و أهمل ضبطها یاقوت.
4- (4) فی التکمله:مشرفه الأنواف.
5- (5) کذا وردت بالأصل،و بهامش المطبوعه الکویتیه:«..و ظاهره أن الضمیر عائد علی الحمار و غیره کالبرذون فإذا عاد علی أقرب مذکور و هو الأتان فحقه التأنیث..».
6- (6) فی التکمله:اکْتَرَفَت.

عَلَی أَنَّه فی الحَقِیقَهِ لا یُعَدُّ وهَماً؛إِذْ عَدَّهُ کثیرٌ من أَئِمَّهِ التَّصْریف رُباعِیاً،و حَکَمُوا بأَصالَهِ الهَمْزَهِ ،و قالوا:مثلُ هذا لیسَ من مَواضِع الزِّیادَهِ ،فاعرفه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الکِرافُ :الشِّمُّ .

وَ حِمارٌ کَرّافٌ ،و کَرُوفٌ .

وَ الکَرّافُ :مُجَمِّشُ القِحابِ ،و قالَ ابنُ خالَوَیْهِ :

الکَرّافُ :هو الَّذِی یَسْرِقُ النَّظَرَ إلی النِّساءِ.

وَ الکِرْفُ ،بالکَسْرِ:الدَّلْوُ من جِلْدٍ واحِدٍ کما هُو،أَنْشَدَ یَعْقُوب:

أَ کُلَّ یَوْمٍ لک ضَیْزَنانِ

علی إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِ

بکِرْفَتَیْنِ تَتواهَقانِ

تَتَواهَقانِ :أی تَتَبارَیانِ .

وَ تَکَرْفَأَ السَّحابُ :تَراکَبَ .

وَ الکِرْفِئ :قِشْرُ البَیْضِ الأَعْلَی الیابسُ الذی یُقال له:

القَیْضُ ،و قد ذُکِرا فی بابِ الهَمْزِ،فراجعه.

کرنف

الکُرْنافُ قال شیخُنا:أَورَدَه المُصَنِّفُ فی أَکثرِ الأُصُولِ ترجمهً وَحْدَه،بناءً علی أَنَّه فِعلال،و أنَّ النُّونَ فیه أَصلِیَّهٌ ،و قد صَرَّحَ أَبو حیّان و غیرُه من أَئِمَّهِ العَرَبیَّهِ بأَنّ النّونَ زائدَهٌ ،و أَنَّه یُذْکَرُ فی«کرف»و لذلِکَ یُوجَدُ فی نُسخٍ أَثناءَ المادّهِ ،و دُونَ تَمْییزٍ،و هو الصَّوابُ ،و اللّه أَعلمُ .قلتُ :

ذکَرَه الجَوْهَریُّ فی ترکیبِ «کرف»علی أنَّ النونَ زائِدَهٌ ، وَ أَفْرَدَه الصّاغانِیُّ و صاحبُ اللِّسانِ فی ترکیبٍ مُسْتَقِلٍّ ، وَ إِیّاهُما تَبعَ المُصَنِّفُ ،و قالُوا:لا یُحْکَمُ بزیادَهِ النُّونِ إِلاّ بِثَبْتٍ ،و هی بالکَسرِ و الضَّمِّ -و علی الأُولیَ اقْتَصَرَ الجَوهرِیُّ (1)،و الثانِیَهُ لغهٌ عن ابنِ عَبّادٍ-: أُصُولُ الکَرَبِ تَبْقَی فی الجِذْعِ جِذْعِ النَّخْلَه بعد قَطْعِ السَّعَفِ و ما قُطعَ مع السَّعَفِ فهو کَرَبٌ الواحِدُ بهاءٍ.

وَ یُقال للرَّجُلِ العَظیمِ القَدَمِ :کأَنَّ قَدَمَه کرْنافٌ :أی کَرَبَهٌ ،کما فی المُحِیط . ج: کَرانیفُ و قیلَ : الکَرانِیفُ :أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ العِراضُ التی إذا یَبِسَتْ صارتْ أَمثالَ الأَکْتاف،و منه

16- حَدِیثُ الزُّهْریّ : «و القُرآنُ فی الکَرانیف ». یعْنِی أَنَّه کانَ مَکْتُوباً فیها (2)قَبْلَ جَمْعِه فی الصُّحُفِ .

و الکِرْنِیفَهُ ،بالکسرِ:ضَخامَهُ الأَنْفِ و قال ابنُ عبّادٍ:هو الأَنْفُ الضَّخْمُ .

وَ قالَ : و الکُرْنَفَهُ ،کجُنْدَبَهٍ :الضّاویُّ مِنّا جَمِیعاً و من الإِبِل.

قال: و المُکَرْنِفُ :الأَنْفُ الضَّخْمُ کالکِرْنِیفَهِ .

و فی اللِّسانِ : المُکَرْنِفُ : لاقِطُ التَّمْرِ مِن أُصُولِ کَرانِیفِ النَّخْلِ و أَنْشَدَ أَبُو حَنِیفَهَ :

قد تَخِذَتْ سَلْمَی (3)بقَرْنٍ حائِطَا

و اسْتَأْجَرَتْ مُکَرْنِفاً و لا قِطَا

و طارداً یُطارِدُ الوَطاوِطَا

و کَرْنَفَهُ بالسَّیْفِ کَرْنَفَهً :إذا قَطَعَه و فی النَّوادر: کَرْنَفَه بِهِ وَ خَرْنَفَه:إذا ضَرَبَه به.

و قال اللَّیْثُ : کَرْنَفَه بالعَصا: إذا ضَرَبَ بها و أَنْشَد لبَشِیرٍ القَرِیریِّ :

لما انْتَکَفْتُ له فوَلَّی مُدْبِرًا

کَرْنَفْتُه بهِراوَهٍ عَجْراءَ

و کَرْنَفَ الکَرانِیفَ :قَطَعَها.

وَ فی اللِّسانِ : کَرْنَفَ النَّخْلَهَ :جَرَدَ جِذْعَها من کَرانِیفِه .

کرهف

المُکْرَهِفُّ ،کمُشْمَعِلٍّ أَهْمَلَه من الجَوْهَرِیُّ ، وَ قالَ الأَصْمَعِیُّ :هو سَحابٌ یَغْلُظُ ،و یَرْکَبُ بَعضُه بَعْضاً کالمُکْفَهِرِّ،أو هو مَقْلُوبٌ عنه (4)،و بَیْتُ کُثَیِّرٍ یُرْوَی بالوَجْهَیْنِ ،و هو قولُه:

نَشِیمُ عَلَی أَرْضِ ابنِ لَیْلَی مَخِیلَهً

عَریضاً سَناهَا مُکْرَهِفًّا صَبِیرُها

و المُکْرَهِفُّ من الشَّعَرِ:المُرْتَفِعُ الجافِلُ .

ص:453


1- (1) ضبطت بالقلم فی الصحاح و علی الکاف ضمه و تحتها کسره.
2- (2) فی اللسان و النهایه:علیها.
3- (3) فی التکمله:لیلی.
4- (4) فی التکمله:مثل المکفَهِرِّ.

و من الذَّکَرِ:المُنْتَشِرُ النّاعِظُ قال أَبو عَمْرٍو: اکْرَهَفَّ الذَّکَرُ:إذا انْتَشَرَ،و أَنشد:

قَنْفاءُ فَیْشٍ مُکْرَهِفٍّ حُوقُها

إِذا تَمَأتْ و بَدا مَفْلُوقُها

قال شیخُنا:قولُه:«من الذَّکَرِ»صوابُه من الذُّکُورِ،کما لا یَخْفَی،و لو جُوِّزَ وقوعُ المُفْرَدِ موقِعَ الجَمْعِ مراعاهً للجنْسِ ، یُوَلُّونَ الدُّبُرَ (1)لکِنّه اعْتَرَض بمثلِه فی «سلع»أَیضاً،فلذلِکَ یَجْرِی مَذْهَبُه و اعتِراضُه عَلَیه،و اللّه أَعلم.

کسف

الکِسْفهُ ،بالکسرِ:القِطْعَهُ من الشَّیْ ءِ قال الفَرّاءُ:و سَمِعْتُ أَعْرابِیًّا یَقُولُ :أَعْطِنِی کسْفَهً من ثَوْبِکَ :

یُریدُ قِطْعَهً ،کقولک:خِرْقَهً ،و سُئِلَ أَبُو الهَیْثَمِ عن قَوْلِهم:

کَسَفْتُ الثَّوبَ أی:قَطَعْتُه،فقَالَ :کُلُّ شَیْ ءٍ قَطَعْتَه فقد کَسَفْتُه ،و قال أَبو عمرٍو:یُقال لخِرْقَهِ القَمِیصِ قَبْلَ أَن تُؤَلَّفَ : الکِسْفَهُ ،و الکِیفَهُ ،و الحِذْفَهُ (2)ج: کِسْفٌ بالکسرِ، قال الفَرّاءُ:و قد یکونُ الکِسْفُ جِماعاً للکِسْفَهِ ،مثل عُشْبَهٍ وَ عُشْبٍ و یُجْمع أَیضاً علی کِسَف بکسر ففتح،و منه قوله تعالی: أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ کَما زَعَمْتَ عَلَیْنا کِسَفاً (3)قَرأَها هُنا«بفَتْح السِّین»أَبو جَعْفَرٍ،و نافِعٌ ،و أَبو بکر،و ابنُ ذَکْوانَ ،و فی الرُّومِ بالإِسکانِ أَبو جَعْفَرٍ و ابنُ ذَکْوان،و قَرأَ بالفتح-إِلاّ فی الطُّورِ-حَفْصٌ ،فمن قَرَأَ مُثَقَّلاً جعَلَه جَمْعَ کِسْفَهٍ ،کفِلْقَهٍ و فِلْقٍ ،و هی القِطْعَهُ و الجانِبُ ،و من قَرَأَ مُخَفَّفاً فهو علی التوحیدِ،و قوله: جَج أی:جَمْع الجَمْع أَکْسافٌ کعِنَبٍ و أَعْنابٍ و کُسُوفٍ کأَنَّه قَالَ :تُسْقِطُها طبَقًا علینا،و الَّذِی یُفْهَم من سِیاقِ الصّاغانِیِّ أنَّ الأَکْسافَ وَ الکُسُوفَ جَمْعانِ لِکِسْفٍ ،علی أَنَّه واحِدٌ،فتَأَمّلْ .

و کَسَفَه أی:الثَّوْبَ یَکْسِفُه :قَطَعَه قالَه أَبو الهَیْثَم.

و کَسفَ عُرْقُوبَه:عَرْقَبَه و قِیلَ :قَطَع عَقِبَه دُونَ سائِرِ الرِّجْلِ ،یُقالُ :اسْتَدْبَرَ فَرَسَه فکَسَفَ عُرْقُوبَیْهِ ،و منه

14- الحَدِیثُ : «أنَّ صَفْوانَ کَسَفَ عُرْقُوبَ راحِلَتِه،فقَالَ َ النَّبِیُّ صَلَّی اللّه عَلَیهِ و سَلّم:أَحْرَجَ » (4). و أَنشدَ اللّیْثُ :

و یَکْسِفُ عُرْقُوبَ الجَوادِ بِمِخْذَمِ

و کَسَفَ الشَّمْسُ و القَمَرُ کُسُوفاً :احْتَجَبا و ذَهَبَ ضَوْؤُهما و اسْوَدَّا کَانْکَسَفا و قالَ اللَّیْثُ :بعضُ النّاسِ یَقولُ :

انْکَسَفَت الشَّمْسُ ،و هو خَطَأٌ،و هکَذا قالَه القَزّازُ فی جامِعِه،و تَبعَهَما الجَوْهَرِیُّ فی الصِّحاحِ ،و أَشارَ إِلیه الجَلالُ فی التَّوشِیح،و قد رَدَّ علیهمُ الأَزْهَرِیُّ ،و قالَ :کیفَ یکونُ خَطَأً و قد وَرَدَ فی الکَلامِ الفَصیحِ ،و الحَدِیثِ الصَّحِیحِ ،و هو ما

14- رَواه جابِرٌ رضِی اللّه عنه: « انْکَسَفَت الشَّمْسُ علی عَهْدِ رَسُولِ اللّه صلَّی اللّه عَلَیه و سَلَّم». فی حَدِیثٍ طَویل،و کذلِک رَوَاه أَبُو عُبَیْدٍ« انْکَسَفَتْ ».

و کَسَفَ اللّه تَعالَی إِیّاهُما:حَجَبَهُما یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قد تَکَرَّر فی الحَدِیثِ ذِکْرُ الکُسُوفِ وَ الخُسُوفِ للشَّمْسِ و القَمَر،فرَواهُ جَماعهٌ فیهِما بالکافِ ، وَ آخَرُونَ فیهما بالخِاءِ،و رواه جَماعهٌ فی الشَّمسِ بالکاف، وَ فی القَمَر بالخاءِ،و کُلُّهم

14- رَوَوْا: «إنَّ الشّمْسَ و القَمَرَ آیتانِ من آیاتِ اللّه لا یَنْکَسِفانِ لمَوْتِ أَحَدٍ و لا لِحَیاتِه».

و الأَحْسَنُ و الأَکْثَرُ فی اللُّغَه-و هو اخْتِیارُ الفَرّاءِ- فی القَمَرِ:خَسَفَ ،و فی الشّمْسِ : کَسَفَتْ یُقالُ : کَسَفَت الشَّمْسُ ،و کَسَفَها اللّه و انْکَسَفَتْ ،و خَسَفَ القَمَرُ،و خَسَفَه اللّه تعالَی،و انْخَسَفَ ،و

14- وَرَدَ فی طَریقٍ آخرَ: «إنَّ الشَّمْسَ وَ القَمَرَ لا یَنْخَسِفانِ (5)لمَوْتِ أَحَدٍ و لا لِحَیاتِه». قال ابنُ الأَثِیرِ:خَسَفَ القَمَرُ:إذا کانَ الفِعْلُ لَهُ ،و خُسِفَ عَلَی ما لم یُسَمَّ فاعِلُه،قال:و قد وَرَدَ الخُسُوفُ فی الحَدِیثِ کَثِیرًا للشَّمْسِ ،و المَعْرُوفُ لها فی اللُّغَهِ الکُسُوفُ ،قال:فأَمَّا إِطلاقُه فی مِثْلِ هذا فتَغْلِیباً للقَمَرِ،لتَذْکِیرِه علی تَأْنِیث الشَّمْسِ ،یجمع بینهما فیما یَخُصُّ القَمَر،و للمُعارَضَهِ أَیضاً،لِما جاءَ فی الرِّوایَهِ الأُولی:«لا یَنْکَسِفانِ »قال:و أَمَّا إِطْلاقُ الخُسُوفِ علی الشَّمْسِ مُنْفَردَهً فلاشْتِراکِ الخُسُوفِ وَ الکُسُوفِ فی مَعْنَی ذَهاب نُورِهِما و إِظْلامِهِما،و قد تَقَدَّمَ عامَّه هذا البَحْثِ فی«خسف».

و من المَجازِ: کَسَفَت حالُه: أی ساءَتْ و تَغَیَّرت،نقله الجَوْهریُّ .

و من المَجاز أَیضاً: کَسَفَ فُلانٌ : إذا نَکَّسَ طَرْفَهُ

ص:454


1- (1) سوره القمر الآیه 45. [1]
2- (2) فی التهذیب:و الخِدْفه،بالخاء المعجمه،و الأصلِ کاللسان. [2]
3- (3) سوره الإسراء الآیه 92. [3]
4- (4) بالأصل«امرح،و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:امرح،کذا فی بعض النسخ،و فی بعضها:احرح»و المثبت عن التکمله.
5- (5) عن اللسان و [4]بالأصل«لا یخسفان».

و فی الأَساسِ : کَسَفَ بَصَرَه:خَفَضَه.

وَ أَیْضاً:لم یَنْفَتِحْ (1)من رَمَدٍ.

و من المجازِ أَیضاً: رَجُلٌ کاسِفُ البالِ : أی سَیِّئُ الحالِ نقَلَه الجوهریُّ .

و من المَجاز أَیْضاً:رَجُلٌ کاسِفُ الوَجْهِ : أَی عابِسٌ نقله الجوهریُّ ،أی من سوءِ الحالِ ،و قِیل: کُسُوفُ البالِ :أَنْ تُحَدِّثَه نفسُه بالشّرِّ،و قیل:هو أَنْ یَضِیقَ عَلَیه أَمَلُه.

وَ یُقال:عبَسَ فی وَجْهِی،و کَسَفَ کُسُوفاً .

وَ الکُسُوفُ فی الوَجْهِ :الصُّفْرَهُ و التَّغَیُّرُ،و رجلٌ کاسِفٌ :

مَهْمُومٌ قد تَغَیَّر لونُه و هُزِلَ من الحُزْنِ .

و فی المَثَلِ : «أَ کَسْفاً و إِمْساکاً؟» یُضْرَبُ للمُتَعَبِّسِ البَخِیلِ و فی الصِّحاح:أی أَ عُبُوساً (2)و بُخْلاً،و مثله فی الأَساسِ (3)،و هو مَجازٌ.

و من المَجاز: یومٌ کاسِفٌ : أی عَظِیمُ الهَوْلِ ،شَدِیدُ الشَّرِّ قال:

یا لَکَ یَوْماً کاسِفاً عَصَبْصَبَا

و الکَسْفُ فی العَرُوضِ :أَنْ یکونَ آخِرُ الجزْءِ منه مُتَحَرِّکاً فیَسْقُطَ الحَرْفُ رَأْساً قال الزمَخْشَرِیُّ : و بالمُعْجَمَهِ تَصْحیفٌ نقله عنه الصّاغانِیُّ فی العُباب (4)،و الذی رَواهُ بالمُعْجَمَهِ یقولُ :إِنّه تشبیها له بالرَّجُل المَکْشُوفِ الذی لا تُرْسَ معه،أو لأَنَّ تاءَ مَفْعُولات تمنعُ کونَ ما قَبْلَها سببا، فینکَشِفُ المَنْعُ بزَوالِها،نقله شیخُنا،و قوله:«هو غَلَطٌ محضٌ »بعدَ ما صَرّحَ أَنّه تابَعَ فیها الزَّمَخْشَرِیِّ ،و کذا قولُه فِیما بعدُ:«فلا مَعْنَی لما ذَکَرَه المصنِّفُ »مَحَلُّ تأَمُّلٍ یُتَعَجَّبُ له.

و کَسَفُ بالتَّحْرِیکِ :ه،بالصُّغْدِ بالقُرْبِ من سَمَرْقَنْدَ.

و کَسَفَهُ (5)بالفَتْح: ماءَهٌ لبَنِی نَعامَهَ مِنْ بَنِی أَسَدٍ،و قِیلَ :

هی بالشِّینِ المُعْجَمَه و صَوَّبه فی التَّکْمِلَه. و قولُ جَرِیرٍ یَرْثِی عُمَرَ بنَ عبدِ العَزِیز-رحمَهُ اللّه تَعالَی-:

فالشَّمْسُ کاسِفَهٌ لَیْسَتْ بطالِعَهٍ

تَبْکِی علیکَ نُجُومَ اللَّیْلِ و القَمَرَا (6)

أی: الشَّمْسُ کاسِفَهٌ لمَوْتِکَ تَبْکِی عَلیْکَ الدَّهْرَ أَبَداً قال شَیْخُنا:هو بِناءٌ علی أنَّ نَصْبَ النُّجُوم و القَمَر علی الظَّرْفِیَّهِ لا المَفْعُولِیَّه،و هو مُخْتارُ کَثِیرٍ،مِنْهُم الشَّیْخُ ابنُ مالِکٍ ،کما فی شَرْحِ الکافِیَهِ ،قال:و جَوَّزَ ابنُ إِیازٍ-فی شَرْح فُصُولِ ابنِ مُعْطِی-کونَ نُجومِ اللَّیْلِ مَفْعُولاً معه،علی إِسْقاطِ الواوِ من المَفْعُولِ معه،قال شیخُنا:فما إِخالُه یُوافَقُ علی مِثْلِه.قلتُ :و أَنشَدَه اللَّیْثُ هکذا،و قالَ :أَرادَ ما طَلَع نَجْمٌ وَ ما طَلَع قمرٌ،ثم صَرَفه فنَصَبَه،و هذا کما تَقُول:لا آتیکَ مَطْرَ السَّماءِ:أی ما مَطَرَت السَّماءُ،و طُلُوعَ الشَّمْسِ ،أی ما طَلَعَت الشّمسُ ،ثم صَرَفْتَه فنَصَبْتَه،و قالَ شَمِرٌ:سَمِعْتُ ابنَ الأَعرابیِّ یَقُولُ :تَبْکِی علیکَ نُجومَ اللّیْل و القَمَرَ:أی ما دامَت النُّجُومُ و القمرُ،و حُکِیَ عن الکِسائِیِّ مثلُه و وَهِمَ الجَوْهَریُّ فغَیَّرَ الرِّوایهَ بقَوْلِه:«فالشَّمْسُ طالِعَهٌ لَیْسَتْ بکاسِفهٍ (7)قال الصّاغانیُّ :هکَذا یَرْویه النُّحاهُ مُغَیرا،قال شیخُنا:و هِیَ رِوایه جَمِیعِ البَصْرِیِّینَ ،کما هُو مَبْسُوطٌ فی شَرْح شَواهِد الشَّافِیَهِ ،فی الشّاهدِ الثالِثَ عَشَرَ،و عَلَی هذِه الرِّوایه اقْتَصَرَ ابنُ هِشامٍ فی شَواهِدِه الکُبْرَی،و الصُّغْرَی، وَ مُوقِدِ الأَذْهانِ و مُوقِظ الوسَنْانِ ،و غیرِها و تَکَلَّفَ لمَعْناهُ و هو قولُه:أی لَیْسَت تَکْسِفُ ضوءَ النُّجُومِ مع طُلُوعِها؛لقِلَّهِ ضَوْئِها و بُکائِها علیکَ .

وَ فی اللِّسانِ :و کَسَفَت الشَّمْسُ النُّجُومَ إذا غَلَبَ ضَوْءُها علی النُّجُوم،فلم یَبْدُ منها شَیْ ءٌ،فالشَّمْسُ حِینَئذٍ کاسِفَهُ النُّجُوم،و أَنْشَدَ قولَ جَرِیرٍ السّابِقَ ،قال:و مَعْناه أَنَّها طالِعَهٌ تَبْکِی علیکَ ،و لم تَکْسِفْ ضوءَ النُّجوم و لا القَمَر؛لأَنَّها فی طُلُوعِها خاشِعَهٌ باکِیَهٌ لا نُورَ لَها.قلتُ :و کذلکَ ساقَهُ المُظَفَّرُ سیفُ الدَّولَهِ فی تارِیخِه،و قالَ إنَّ ضوءَ الشَّمْسِ

ص:455


1- (1) عن الأساس و بالأصل«لم یفتح».
2- (2) عن اللسان،و بالأصل«أعبساً»و نص اللسان:أعُبُوساً مع بخلٍ .
3- (3) کذا بالأصل و لم أجده فی الأساس المطبوع.
4- (4) و نقله فی التکمله بدون عزوٍ لأحد.
5- (5) بالأصل و القاموس:و کشفه بالشین المعجمه.و ما أثبت عن معجم البلدان و قد ذکرها فی السین و الشین المعجمه و نص علی الفتح ثم السکون،و فی الموضوعین قال:ماء لبنی نعامه.
6- (6) التهذیب:بروایه:الشمس طالعه لیست بکاسفه،و فسره قال:و معناه أنها طالعه تبکی علیک و لم تکسف النجوم و لا القمر لأنها فی طلوعها خاشعه لا نور لها.و سیرد ذلک قریباً نقلاً عن اللسان. [1]
7- (7) و هی روایه التهذیب انظر الحاشیه السابقه.

ذَهَبَ من الحُزْنِ ،فلم تَکْسِف النُّجومَ و القَمَرَ،فهما مَنْصُوبانِ بکاسِفَهٍ أو علی الظَّرْفِ ،و یجوزُ تُبْکِی من أَبْکَیْتُه، یُقالُ :أَبْکَیْتُ زَیْداً علی عَمْرٍو،قال شیخُنا:و کلامُ الجوهریِّ کما تَراه فی غایهِ الوُضُوحِ ،لا تَکَلُّفَ فیه،بل هو جارٍ علی القَوانِین العَرَبِیّهِ ،و کَسَفَ یُسْتَعْمَلُ لازِماً وَ مُتَعَدِّیاً،کما قالَه المُصَنِّفُ نَفْسُه،و هذا من الثّانِی،و لا یَحْتاج إلی دَعْوَی المُغالَبَهِ ،کما قالَه بعضٌ ،و اللّهُ أَعلم.

قلتُ :قال شَمِرٌ:قلتُ للفَرّاءِ:إِنَّهُم یَقُولُونَ فیه:إِنّه علی معنَی المُغالَبَهِ :باکَیْتُه فبَکَیْتُه،فالشّمْسُ تَغْلِبُ النجومَ بُکاءً،فقَالَ َ:إنَّ هذا لوَجْهٌ حَسَنٌ ،فقلتُ :ما هَذا بحَسَنٍ وَ لا قَرِیبٍ منه،ثم قالَ شَیْخُنا:و قد رَأَیْتُ من صَنَّفَ فی هذا البَیْتِ علی حِدَهٍ ،و أَطالَ بما لا طائِلَ تحتَه،و ما قالَهُ یرجعُ إلی ما أَشَرْنا إِلیه،و اللّهُ أَعلم.

*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَکْسَفَ اللّهُ الشَّمْسَ ،مثلُ کَسَفَ ،و کَسَفَ أَعْلَی.

وَ أَکْسَفَه الحُزْنُ :غَیَّرَهُ .

وَ کَسَّفَ الشَّیْ ءَ تَکْسِیفاً :قَطَّعَه،و خَصَّ بَعْضُهم به الثَّوْبَ وَ الأَدِیمَ .

وَ کِسْفُ السَّحابِ ،و کِسَفُه :قِطَعُه،و قِیلَ :إذا کانَتْ عَریضَهً ،فهی کِسْفٌ .

وَ کَسَفْتُ الشیءَ کَسْفاً :إذا غَطَّیْتَه.

وَ قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :یقالُ : کَسفَ أَمَلُه،فهو کاسِفٌ :إذا انْقَطَع رَجاؤُه مِمّا کانَ یَأْمُلُ ،و لم یَنْبَسِط .

وَ الکِسْفُ ،بالکَسْرِ:صاحِبُ المَنْصُورِیَّه،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

کشف

الکَشْفُ ،کالضَّرْب،و الکاشِفَهُ :الإِظْهارُ الأَخِیرُ من المَصادِرِ التی جاءَت علی فاعِلَهٍ ،کالعافِیهِ وَ الکاذِبَهِ ،قال اللّه تَعالَی: لَیْسَ لَها مِنْ دُونِ اللّهِ کاشِفَهٌ (1)أی: کَشْفٌ و إِظهارٌ،و قالَ ثَعْلَبٌ :الهاءُ للمُبالَغَهِ ،و قِیلَ :إِنّما دَخَلَت الهاءُ لیُساجِعَ قوله: أَزِفَتِ الْآزِفَهُ (2). و قال اللَّیْثُ : الکَشْفُ : رَفْعُ شَیْ ءٍ عَمّا یُوارِیه و یُغَطِّیهِ ، کالتَّکْشِیفِ قال ابنُ عَبّادٍ:هو مُبالَغَهُ الکَشْفِ .

و الکَشُوفُ کصَبُورٍ:النَّاقَهُ یَضْربُها الفَحْلُ و هی حامِلٌ ، وَ رُبَّما ضَرَبَها و قد عَظُمَ بَطْنُها نَقَلَهُ اللَّیْثُ ،و تَبِعَهُ الجَوْهریُّ ،و قالَ الأَزهَریُّ :هذا التَّفْسِیرُ خَطَأٌ،و نقَلَ أَبو عُبَیْدٍ عن الأَصْمَعِیِّ أَنّه قالَ : فإِن حُمِلَ عَلَیْها الفَحْلُ سَنَتَیْن وِلاءً فذلِکَ الکِشافُ ،بالکَسْر و هی ناقَهٌ کَشُوفٌ و قد کَشَفَتِ النّاقَهُ تَکْشِفُ کِشافاً أَو هُوَ أَن تُلْقِحَ حِینَ تُنْتَجُ و فی الأَساسِ :ناقَهٌ کَشُوفٌ :

کُلَّما نُتِجَتْ لَقِحَتْ و هی فی دَمِها،کأَنَّها-لکَثْرَه لِقاحِها، وَ إِشالَتِها ذَنَبَها-کثیرهُ الکَشْفِ عن حَیائِها،و نَصُّ الأَزْهَرِیّ :هو أَنَ یُحْمَلَ علی النَّاقهِ بَعْدَ نِتاجها و هی عائِذٌ،و قد وَضَعَتْ حَدِیثاً.

أَو أَنْ یُحْمَلَ علیها فی کُلِّ سَنَهٍ قال اللَّیْثُ : و ذلِکَ أَرْدَأُ النِّتاج أَو هو أَنْ یُحْمَلَ علیها سنهً ،ثم تُتْرَکَ سَنَتَیْنِ أو ثلاثاً، وَ جَمْعُ الکَشُوفِ : کُشُفٌ ،قال الأَزْهَریُّ :و أَجْودُ نِتاجِ الإِبلِ أَنْ یَضْرِبَها الفَحْلُ ،فإِذا نُتِجَتْ تُرِکَتْ سنهً لا یضرِبُها الفَحْلُ ،فإذا فُصِلَ عَنْها فَصِیلُها-و ذلک عند تَمامِ السّنَهِ من یوم نِتاجِها-أُرْسِلَ الفَحْلُ فی الإِبِلِ التی هِیَ فِیها فیَضْرِبُها،و إذا لم تَجِمَّ سنَهً بعدَ نِتاجها کان أَقَلَّ للبَنِها، وَ أَضعفَ لَولَدِها،و أَنْهَکَ لقُوَّتِها و طِرْقِها.

و الأَکْشَفُ :مَنْ بِهِ کَشَفٌ ،محرَّکَهً أی:انْقِلابٌ من قُصاصِ النّاصِیَهِ ،کأَنَّها دائِرَهٌ ،و هی شُعَیْراتٌ تَنْبُتُ صُعُداً وَ لم یَکُنْ دائِرهً ،نقله الجَوْهَرِیُّ ،قال اللَّیْثُ :و یُتَشاءَمُ بها، وَ قالَ غیرُه: الکَشَفُ فی الجَبْهَهِ :إِدْبارُ ناصِیَتِها من غیرِ نَزَعٍ ،و قِیلَ :هو رُجُوعُ شَعَرِ القُصَّهِ قِبَلَ الیَافُوخِ ،و

16- فی حَدِیث أَبی الطُّفَیْلِ : «أَنّه عَرَضَ له شابٌّ أَحْمَرُ أَکْشَفُ ».

قال ابنُ الأَثیرِ: الأَکْشَفُ :الذی تَنْبُتُ له شَعراتٌ فی قُصاص ناصِیَتِه ثائِرَهٌ لا تَکادُ تَستَرْسِلُ و ذلِکَ المَوْضِعُ کَشَفَهٌ ،مُحَرَّکَهً کالنَّزَعَهِ .

و الأَکْشَفُ من الخَیْلِ :الّذِی فی عَسِیبِ ذَنَبِه الْتِواءٌ نقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الأَکْشَفُ : مَنْ لا تُرْسَ مَعَهُ فی الحَرْبِ نقلَه

ص:456


1- (1) سوره النجم الآیه 58. [1]
2- (2) سوره النجم الآیه 57. [2]

الجَوْهَریُّ ،کأَنَّهُ مُنْکَشِفٌ غیرُ مَسْتُورٍ،و الجمعُ : کُشُفٌ ، قالَه ابنُ الأَثِیرِ.

و قِیل: الأَکْشَفُ : من یَنْهِزمُ فی الحَرْبِ و لا یَثْبُتُ ، وَ بالمعنَیَیْنِ فُسِّرَ قولُ کَعْبِ بنِ زُهَیْرٍ رضِیَ اللّه عنه:

زالُوا فما زالَ أَنْکاسٌ و لا کفٌ

عندَ اللِّقاءِ و لا مِیلٌ مَعازِیلُ

وَ قِیلَ : الکُشُفُ هنا:الَّذِینَ لا یَصْدُقُونَ القِتالَ ،لا یُعْرَفُ له واحدٌ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الأَکْشَفُ : مَنْ لا بَیْضَهَ علی رَأْسِه.

و قال غَیْرُه: کَشَفَتْهُ الکَواشِفُ ، أی: فَضَحَتْه الفواضِحُ .

وَ قال ابنُ الأَعرابیِّ : کَشِفَ کفَرِحَ :انْهَزَمَ و أَنْشَدَ:

فما ذُمَّ حادِیهِم و لا فَالَ رَأْیُهُمْ

وَ لا کَشِفُوا إِنْ أَفْزَعَ السِّرْبَ صائِحُ (1)

أی:لم یَنْهَزِمُوا.

و کُشاف کغُرابٍ :ع،بزابِ المَوْصِل عن ابنِ عَبّادٍ.

و أَکْشَفَ الرَّجُلُ : ضَحِک فانْقَلَبَتْ شَفَتُه حَتَّی تَبْدُوَ دَرادِرُه قالَه الأَصمَعِیُّ .

و قال الزَّجّاجُ : أَکْشَفَت النّاقَهُ :تابَعَتْ بینَ النِّتاجَیْنِ .

و قال غیرُه: أَکْشَفَ القَوْمُ : کَشَفَتْ إِبِلُهُم أَو صارَتْ إِبلُهُمْ کُشُفاً .

و قال ابنُ عَبّادٍ: أَکْشَفَ النَّاقَهَ :جَعَلَها کَشُوفاً .

و الجَبْهَهُ الکَشْفاءُ : هی الَّتِی أَدْبَرَتْ و فی بَعْضِ النُّسَخِ أُدِیرَتْ ،و هو غَلَطٌ ناصِیَتُها کما فی العُبابِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: کَشَّفْتُه عن کَذَا تَکْشِیفاً : إذا أَکْرَهْتَه علی إظْهارِهِ ففِیه مَعْنَی المُبالَغَهِ .

و تَکَشَّفَ الشَّیْ ءُ: ظَهَرَ، کانْکَشَفَ و هُما مُطاوِعَا کَشَفَه کَشْفاً .

و مِن المَجازِ: تَکَشَّفَ البَرْقُ : إذا مَلأَ السَّماءَ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ . و اکْتَشَفَت المَرْأَهُ لزَوْجِها: إذا بالَغَتْ فی التَّکَشُّفِ له عندَ الجِماعِ قالَه ابنُ الأَعْرابیِّ ،و أَنْشَد:

و اکْتَشَفَتْ لناشِیءٍ دَمَکْمَکِ

عن وَارمٍ (2)أَکظارُه عَضَنَّکِ

تَقولُ دَلِّصْ ساعهً لا بَلْ نِکِ

فَداسَها بأَذْلَغِیٍّ بَکْبَکِ

و اکْتَشَفَ الکَبْشُ النَّعْجَهَ :إذا نَزَا (3).

و اسْتَکْشَفَ عنهُ : إذا سأَلَ أَن یُکْشَفَ لَهُ عنه.

و فی الصِّحاح: کاشَفَه بالعَداوَهِ : أی بادَاهُ بِها مُکاشَفهً ، وَ کِشافاً .

و یُقالُ

16- فی الحَدِیث: « لو تَکاشَفْتُمْ ما تَدَافَنْتُم ». قال الجَوْهَرِیُّ : أی لو انْکَشَفَ عَیْبُ بَعْضِکُم لبَعْضٍ و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:أی لو عَلِمَ بَعْضُکُم سَرِیرَهَ بعضٍ لاسْتَثْقَلَ تَشْیِیعَ جنازَتِه و دَفْنَه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رَیْطٌ کَشِیفٌ : مَکْشُوفٌ ،أو مُنْکَشِفٌ ،قال صَخْرُ الغَیِّ :

أَجَشَّ رِبَحْلاً لهُ هَیْدَبٌ

یُرَفِّعُ للخالِ رَیْطاً کَشِیفَا (4)

قال أَبو حَنِیفَهَ :یَعْنِی أنَّ البَرْقَ إذا لَمَعَ أَضاءَ السَّحابَ ، فتَراه أَبیضَ ،فکأَنَّه کَشَفَ عن رَیْطٍ .

وَ المَکْشُوفُ فی عَرُوضِ السَّریعِ :الجزءُ الَّذِی هو «مَفْعُولُنْ »أَصْلُه«مَفْعُولات»حُذِفَت التاءُ،فَبقِیَ مَفْعُولا فنُقِلَ فی التَّقْطِیع إلی مَفْعُولُن،و قد ذَکَرَه المصنِّفُ فی التَّرْکِیبِ الذی قَبْلَه،و تَبِع الزَّمَخْشَرِیَّ فی أنَّ إِعجامَ الشِّین تَصْحِیفٌ ،و قد عَرَفْتَ أَنّ أَئِمَّهِ العَروضِ ذکَرُوه بالشِّینِ المُعْجَمهِ .

وَ کاشَفَه ،و کاشَفَ عَلَیهِ :إذا ظَهَرَ له،و منه المُکاشَفَهُ عند الصُّوفِیَّه.

وَ کَشَفَهُ ،بالفَتْح:موضعٌ لبَنِی نَعامَهَ من بَنِی أَسَدٍ،و قد

ص:457


1- (1) التکمله بروایه:«فَما ذَمَّ جادیهم».
2- (2) عن التکمله و بالأصل«دارم».
3- (3) فی اللسان: [1]نزا علیها.
4- (4) دیوان الهذلیین،68/2 بروایه:یکشِّف للخال».

ذکَرَه المُصَنِّفُ فی الذی قَبْلَه،و صَرَّح فیه بأَنّ إِهمالَ الشینِ فیه تَصْحِیفٌ .

وَ من المَجازِ:لَقِحَت الحَرْبُ کِشافاً :أیْ دامَتْ ،و منه قَوْلُ زُهَیْرٍ:

فتَعْرُکُکُمْ عَرْکَ الرَّحَی بِثِفالِها

وَ تَلْقَحْ کِشافاً ثمَّ تُنْتَجْ فتَفْطِمِ (1)

فَضَرب إِلْقاحَها کِشافاً بحِدْثان نِتاجِها و إِفْطامِها،مَثَلاً لشِدَّهِ الحَرْبِ ،و امْتِدادِ أَیّامِها.

وَ من المَجاز أَیضاً: کَشَفَ اللّه غَمَّه.

وَ هو کَشّافُ الغَمِّ (2).

وَ حَدِیثٌ مَکْشُوفٌ :مَعْرُوفٌ .

وَ تَکَشَّفَ فُلانٌ :افْتَضَحَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

کعف

أَکْعَفَت النَّخْلَهُ :انْقَلَعَتْ من أَصْلِها،أَهمَلَه الجوهریُّ و الصّاغانِی و المُصَنِّفُ ،و حَکاه أَبُو حَنِیفَهَ ،و زَعَم أنَّ عَیْنَها بدَلٌ من هَمْزهِ أَکْأَفَت،و قد تَقَدَّمَت الإِشارَهُ إِلیه.

کفف

الکَفُّ :الیَدُ سُمِّیَتْ لأَنَّها تَکُفُّ عن صاحِبها، أو یَکُفُّ بها ما آذاه،أو غیر ذلِکَ أَو مِنْها إلی الکُوعِ قال شَیْخُنا:هی مُؤَنَّثَهٌ و تَذْکِیرُها غَلَطٌ غیرُ مَعْروفٍ ،و إِنْ جَوَّزَه بعضٌ تَأْوِیلاً،و قالَ بعضٌ :هی لُغَهٌ قلیلهٌ ،فالصّوابُ أَنَّه لا یُعْرَفُ ،و ما وَرَدَ حَمَلُوه علی التَّأْوِیل،و لم یَتَعَرَّض المُصَنِّفُ لذلِکَ قُصُورًا،أو بِناءً علی شُهْرَتِه،أو علی أنَّ الأَعْضاءَ المُزْدَوَجَهَ کُلَّها مُؤَنّثهٌ .انتهی.

قلتُ :و فی التَّهْذِیبِ : الکَفُّ : کَفُّ الیَدِ،و العَرَبُ تَقُولُ :

هَذِه کَفٌّ واحِدَهٌ ،قال ابنُ بَرِّیّ :و أَنْشَدَ الفَرّاءُ:

أُوَفِّیکُما ما بَلَّ حَلْقِیَ رِیقَتِی

وَ ما حَمَلَتْ کَفّایَ أَنْمُلِیَ العَشْرَا

قال:و قالَ بِشْرُ بنُ أَبِی خازمٍ :

لَهُ کَفّانِ : کَفٌّ کَفُّ ضُرٍّ

وَ کَفُّ فوَاضِلٍ خَضِلٌ نَداهَا

وَ قالت الخَنْساءُ:

فما بَلَغَتْ کَفُّ امْرِئٍ مُتَناوِلٍ

بها المَجْدَ إلاّ حَیْثُ ما نِلْتَ أَطْوَلُ

قال:و أَما قَوْلُ الأَعْشَی:

أَرَی رَجُلاً منهم أَسِیفاً کأَنَّما

یَضُمُّ إلی کَشْحَیْهِ کَفًّا مُخَضَّبَا

فإِنَّه أَرادَ الساعِدَ فذَکَّرَ،و قِیلَ :إنَّما أَرادَ العُضْوَ،و قِیلَ :

هو حالٌ من ضَمیرِ یَضُمُّ ،أو من هاءِ کَشْحَیْه.

ج: أَکُفُّ قال سِیبَوَیْهٌ :لم یُجاوِزُوا هذا المِثالَ و حَکَی غیرُه کُفُوفٌ قال أَبُو عُمارَهَ بنُ أَبِی طَرَفَه الهُذَلِیّ یَدْعُو اللّه عَزّ وَ جَلَّ :

فَصِلْ جَناحِی بأَبی لَطِیفِ

حتی یَکُفَّ الزَّحْفَ بالزُّحُوفِ

بکُلِّ لَیْنٍ صارِمٍ رَهِیفِ

و ذابِلٍ یَلَذُّ بالکُفُوفِ

أَبُو لَطِیفٍ ،یَعْنِی أَخاً له أَصْغَرَ منه،و أَنشَدَ ابنُ بَرِّیّ للَیْلَی الأَخْیَلِیَّه:

بقَوْلٍ کتَحْبِیرِ الیَمانِی و نائِلٍ

إذا قُلِبَتْ دُونَ العَطاءِ کُفُوفُ

و کُفٌّ ،بالضَّمِّ و هذه عن ابنِ عَبّادٍ.

وَ قال ابنُ دُرَیْدٍ:و کَفُّ الطّائِرِ أَیضاً،و فی اللِّسانِ :

وَ للصَّقْر و غیرِه من جَوارحِ الطَّیْرِ کَفّانِ فی رِجْلَیْهِ ،و للسَّبُعِ کَفّانِ فی یَدَیْهِ ،لأَنه یَکُفُّ بِهمَا عَلَی ما أَخَذَ.

و الکَفُّ : بَقْلَهُ الحَمْقاءِ قال أَبو حَنِیفَهَ :هکَذا ذَکَرَه بعضُ الرُّواهِ ،و هی الرِّجْلَهُ .

و من المَجازِ: الکَفُّ : النِّعْمَهُ یُقال:للّه علینا کَفٌّ واقِیَهٌ ،و کَفٌّ سابِغَهٌ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لذِی الأُصْبُع:

زَمانٌ بِهِ للّه کَفٌّ کَرِیمَهٌ

عَلَیْنَا و نُعْماهُ بِهِنَّ تَسِیِرُ

و الکَفُّ فی زِحافِ العَرُوضِ :إسْقاطُ الحَرْفِ السّابعِ

ص:458


1- (1) دیوانه،و فی التهذیب و اللسان:« [1]فتتئمِ »بدلا من«تفطم»و یروی:«تحمل» بدل«تنتج».
2- (2) فی الأساس:«الغُمَم».

من الجُزْءِ إِذا کانَ ساکِنًا،کنُونِ فاعِلاتُنْ ،و مفاعِیلُنْ ، فیصِیرُ:فاعِلاتُ و مَفاعِیلُ و کذلِک کُلُّ ما حُذِف سابِعُه، علی التَّشْبِیهِ بکُفَّهِ القَمِیصِ الَّتِی تَکُونُ فی طَرَفِ ذَیْلِه، فبَیْتُ الأَوّلِ :

لَنْ یَزالَ (1)قَوْمُنا مُخْصِبِینَ

سالِمِینَ ما اتَّقُوْا و اسْتقامُوا

وَ بیتُ الثانی:

دَعانِی إلی سُعادَا

دَواعِی هَوَی سُعادَا

قال ابنُ سِیدَه:هذا قولُ أَبی إِسْحاقَ ،و المَکْفُوفُ فی عِلَلِ العَرُوضِ «مَفاعِیلُ »کان أَصْلُه«مَفاعِیلُنْ »فلمّا ذَهَبَت النُّونُ قالَ الخَلِیلُ :هو مَکْفُوفٌ .

14- و ذُو الکَفَّیْنِ :صَنَمٌ کان لِدَوْسٍ قال ابنُ دُریْدٍ:و قالَ ابنُ الکَلْبِی:ثم لمُنْهِبِ بنِ دَوْسٍ ،فلمّا أَسْلَمُوا بَعثَ النَّبِیُّ صلَّی اللّه عَلَیه و سَلَّمَ الطُّفَیْلَ بنَ عَمْرٍو الدَّوْسِیَّ فحَرَّقَه،و هو الَّذِی یَقُولُ :

یا ذَا الکَفَیْنِ لَسْتُ من عِبادِکَا

میلادُنا أَکْبَرُ من مِیلادِکَا

إِنّی حَشَوْتُ النارَ فی فُؤادِکَا.

وَ إِنَّما خَفَّفَ الفاءَ لضَرُورهِ الشِّعْرِ،کما صَرَّح به السُّهَیْلِیُّ فی الروضِ .

و ذُو الکَفَّیْنِ : سَیْفُ أَنْمارِ بنِ حُلْفٍ (2)قالَتْ أَختُ أَنْمارٍ:

إِضْرِبْ بذِی الکَفَّیْن مُسْتَقْبِلاً

وَ اعْلَم بأَنِّی لکَ فی المَأْتَمِ

17- و ذُو الکَفَّیْنِ : سَیْفُ عَبْدِ اللّه بنِ أَصْرَمَ بنِ عَمْرِو بنِ شُعَیْثَهَ ،و کانَ وَفَدَ علی کِسْرَی فسَلَّحَهُ بسَیْفَیْنِ أَحَدُهُما هذا، و الآخَرُ أَسْطامٌ فشَهدَ یَزیدُ بنُ عبدِ اللّه حَرْبَ الجَمَلِ مع عائِشَهَ رَضِیَ اللّه عنها،فجَعَلَ یَضْرِبُ بالسَّیْفَیْنِ ، وَ یَقولُ :

أَضْرِبُ فی حافاتِهِمْ بسَیْفَینْ

ضَرْباً بإِسْطامٍ و ذِی الکَفَّیْنْ

سَیْفی هِلالِیٌّ کَرِیمُ الجَدَّیْن

وارِی الزِّنادِ و ابنُ وارِی الزَّنْدَیْن.

و ذُو الکَفِّ :سَیْفُ مالِکِ بنِ أُبَیِّ بنِ کَعْبٍ هکَذا فی النُّسَخِ ،و صَوابُه مالِکُ بنُ أَبِی کَعْبٍ الأَنْصارِیّ . و تَخاطَرَ أَبُو الحُسام ثابتُ بنُ المُنْذِرِ بن حَرامٍ ،و مالِکٌ ،أَیُّهما أَقْطَعُ سَیْفاً،فجَعَلا سَفُّوداً فی عُنُقِ جَزُورٍ،فنَبَا سَیْفُ ثابِتٍ ،فقَالَ َ مالِکٌ :

لم یَنْبُ ذُو الکَفِّ عن العِظامِ

و قَدْ نَبا سَیْفُ أَبِی الحُسامِ

و ذُو الکَفِّ أَیْضاً: سَیْفُ خالِدِ بن المُهاجِرِ بنِ خالِدِ بنِ الوَلِیدِ المَخْزُومِیِّ ،و قالَ حینَ قَتَل ابنَ أُثالٍ ،و کان یُکْنَی أَبا الوَرْدِ:

سَلِ ابنَ أُثالٍ هَلْ عَلَوْتُ قَذَالَه

بذِی الکَفِّ حَتّی خَرَّ غیرَ مُوَسَّدِ

وَ لَوْ عَضَّ سَیْفی بابنِ هِنْدٍ لَساغَ لِی

شَرابِی،و لم أَحْفِلْ مَتَی قامَ عُوَّدِی

و ذُو الکَفِّ الأَشَلِّ : هو عَمْروُ بنُ عَبْدِ اللّه أَخُو بَنِی سَعْدِ ابن ضُبَیْعَهَ بنِ قَیْسِ بنِ ثَعْلَبَهَ الحِصْنِ بنِ عُکابَه مِنْ فُرْسانِ بَکْرِ بن وائِلٍ و کانَ أَشَلَّ .

و کَفُّ الکَلْبِ و یُقالُ له:راحَهُ الکَلْبِ ،و هو غیرُ الرِّجْلَهِ ، و کَفُّ السَّبْعِ أو الضَّبُعِ ،و کَفُّ الهرِّ،و کَفُّ الأَسَدِ،و کَفُّ الذِّئْبِ ،و کَفُّ الأَجْذَمِ أو الجَذْماءِ،و کَفُّ آدَمَ ،و کَفُّ مَرْیَمَ :نَباتاتٌ و الأَخِیرُ هی أُصُولُ العَرْطَنِیثَا،و یُقالُ أَیضاً:

الرُّکْفَه،و بَخُور مَرْیَمَ ،و لکلٍّ منها خَواصُّ و منافِعُ مَذْکُورهٌ فی کُتُبِ الطِّبِّ .

و یقالُ : لَقِیتُه کَفَّهَ کَفَّهَ و هُما اسْمانِ جُعِلاَ واحداً،و بُنِیا علی الفَتْح، کخَمْسَهَ عَشَرَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و یُقال أَیضا:لَقِیتُه کَفَّهٍ لکَفَّهٍ ،و کَفَّهٍ عن کَفَّهٍ ،علی فَکِّ التَّرْکِیبِ ،أی:کِفاحاً هکَذا فَسَّرَهُ الجَوْهَرِیُّ کأَنَّ کَفَّکَ مَسَّتْ کَفَّهُ ،أو ذلِکَ هکذا فی النُّسَخ،و الصوابُ :و ذلِک إِذا لقِیتَهُ فمَنَعْتَه مِنَ النُّهُوضِ و مَنَعَکَ و

14- فی حَدِیثِ ابنِ الزُّبَیْرِ:

«فتَلَقّاهُ رَسُولُ اللّه صَلَّی اللّه عَلَیهِ و سَلَّم کَفَّهَ کَفَّهَ ». أی

ص:459


1- (1) بالأصل«لن یزالوا»و التصویب عن التکمله.
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«خَلَقٍ »بالخاء،و الذی فی التکمله:نَهارِ بن جُلَف.

مواجَهَهً ،کأَنَّ کُلَّ واحدٍ منهما قَدْ کَفَّ صاحِبَه عن مُجاوَزَتهِ إلی غیره،أی:مَنَعَه،قاله ابنُ الأَثِیرِ،و فی المُحْکَم:لَقِیتُه کَفَّهَ کَفَّهَ ،و کَفَّهَ کَفَّهٍ علی الإِضافه:أی فَجْأَهً مُواجَهَهً ،قال سِیبَوَیْهٌ :و الدَّلِیلُ علی أنَّ الآخرَ مَجْرورٌ أَن یُونُسَ زَعَم أَنَّ رُؤْبَهَ کانَ یَقولُ :لَقِیتُه کَفَّهً لِکَفَّهٍ ،أو کَفَّهً عن کَفَّهٍ ،إِنَّما جُعِلَ هذا هکَذا فی الظَّرْفِ و الحالِ ؛لأَنَّ أَصلَ هذا الکَلام أَنْ یَکُونَ ظَرْفاً أو حالاً.

و جاءَ النّاسُ کافَّهً :أی کُلُّهُم،و لا یُقال:جاءَت الکَافَّهُ ؛ لأَنَّه لا یَدْخُلُها أَلْ ،و وَهِمَ الجَوْهَرِیُّ ،و لا تُضافُ و نصُّ الجَوْهَرِیِّ : الکافَّهُ :الجَمِیعُ من النّاسِ ،یُقال:لَقِیتُهم کافَّهً :أی کُلَّهُم،و أَما قَوْلُ ابنِ رَواحَهَ :

فسِرْنا إِلَیْهمْ کافَهً فی رحالِهِم

جَمِیعاً عَلَیْنا البِیضُ لا نَتَخَشَّعُ

فإِنَّما خفَّفَه ضَرُورهً ؛لأَنّه لا یَصِحُّ الجمعُ بین السّاکِنَیْنِ فی حَشْو البَیْت،و هذا کما تَرَی لا وَهَمَ فیه؛لأَنَّ النَّکِرَهَ إذا أُریدَ لَفْظُها جازَ تَعْریفُها،کما هو مَنْصُوصٌ عَلَیه.

وَ أَمّا قولُه:«و لا یُقالُ :جاءَت الکَافَّهُ »،فهو الذی أَطْبَقَ علیه جَماهِیرُ أَئِمَّهِ العربیَّهِ ،و أَوْرَدَ بَحْثَه النَّوَوِیُّ فی التَّهْذِیب،و عابَ علی الفُقَهاءِ و غیرِهمُ اسْتِعْمالَه مُعَرَّفاً بأَلْ أو الإِضافَهِ ،و أَشارَ إِلیه الهَرَویُّ فی الغَرِیبَیْنِ ،و بَسَطَ القولَ فی ذلِکَ الحَرِیریُّ فی دُرَّهِ الغَوّاصِ ،و بالغَ فی النَّکِیرِ علی من أَخْرَجَه عن الحالِیَّهِ ،و قالَ أَبو إِسْحاقَ الزَّجّاجُ فی تَفْسِیر قولِه تَعالَی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ کَافَّهً (1)قال: کافَّهً بمعنَی الجَمِیعِ و الإِحاطَهِ ،فیجوزُ أَن یَکُونَ مَعْناه ادْخُلُوا فی السِّلْمِ کُلِّه،أی فی جَمِیعِ شَرائِعِه، وَ معنی کَافَّهً فی اشْتِقاقِ اللُّغَهِ :ما یَکُفُّ الشَّیءَ فی آخِرِه، فمَعْنَی الآیه:ابْلُغُوا فی الإِسلامِ إلی حَیْثُ تَنْتَهِی شَرائِعُه، فتُکَفُّوا من أَنْ تَعْدُوا شَرائِعَه،و ادْخُلُوا کُلُّکُم حتی یُکَفَّ عن عَدَدٍ واحدٍ لم یَدْخُلُ فیه،و قالَ :فی قَوْلِه تَعالَی: وَ قاتِلُوا الْمُشْرِکِینَ کَافَّهً (2)منصوبٌ علی الحالِ ،و هو مَصْدَرٌ علی فاعِلَهٍ ،کالعافِیَهِ و العاقِبَهِ ،و هو فی مَوْضِع قاتِلُوا المُشْرِکِین مُحِیطِینَ ،قال:فلا یَجُوزُ أَن یُثَنَّی و لا أَنْ یُجْمَعَ ،و لا یُقال:قاتِلُوهُم کافّاتٍ و لا کافِّینَ ،کما أَنَّک إذا قُلْتَ :«قاتِلْهُم عامَّهً »لم تُثَنِّ و لم تَجْمَعْ ،و کذلک خاصَّهً ،و هذه مَذْهَبُ النَّحْوِیِّین،قال شیخُنا:و یَدُلُّ علی أنَّ الجَوْهَریَّ لم یُرِدْ ما قَصَدَه المُصَنِّفُ أَنَّه لمّا أرَادَ بیانَ حُکْمِها مثَّل بما هُوَ موافِقٌ لکلامِ الجُمْهُورِ.عَلَی أنَّ قولَ الجُمْهُور کالمُصَنّفِ :«لا یُقالُ :جاءَت الکافَّهُ »ردَّه الشِّهابُ فی شَرْح الدُّرَّهِ ،و صحَّحَ أَنَّه یُقال،و أَطالَ البحثَ فیهِ فی شرح الشِّفاءِ،و نقله عن عُمَرَ و عَلِیٍّ رضِیَ اللّه عَنْهُما،و أَقَرَّهُما الصّحابَهُ ،و ناهِیکَ بهم فَصاحَهً ،و هو مَسْبُوقٌ بِذلِکَ ،فقد قالَ شارِحُ اللُّبابِ :

إِنَّه اسْتُعْمِلَ مَجْرورًا،و استَدَلَّ له

17- بقولِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رضی اللّه عنه: «علی کافَّهِ بَیْتِ مالِ المُسْلِمِینَ ». و هو من البُلَغاءِ،و نَقَله الشُّمُنِّیُّ فی حواشِی المُغْنِی،و قال الشیخُ إِبراهِیمُ الکُورانِیُّ فی شرحِ عَقِیدَهِ أُستاذِه:من قالَ من النُّحاهِ إنَّ کافَّهً لا تَخْرُجُ عن النّصْبِ فحُکْمُه ناشئٌ عن اسْتِقْراءٍ ناقِصٍ ،قال شَیْخُنا:و أَقولُ :إِنْ ثَبَتَ شیءٌ مما ذَکَرُوه ثُبُوتاً لا مَطْعَنَ فیه فالظّاهِرُ أَنّه قَلِیلٌ جِدًّا،و الأَکثَرُ استعمالُه علی ما قالَه ابنُ هِشامٍ و الحَرِیرِیُّ و المُصنِّفُ .

و کَفَّت النّاقَهُ کُفُوفاً :کَبِرَتْ فقَصُرَتْ أَسْنانُها حتی تَکادَ تَذْهَبُ فَهِی کافٌّ و کذلک البَعِیرُ،نقله الجوهرِیُّ ،و فی اللِّسانِ :فإِذا ارْتفَع عن ذلکَ فالبَعِیرُ ماجٌّ ،قال الصّاغانِیُّ :

و ناقَهٌ کَفُوفٌ مثلُه.

و کَفَّ الثَّوْبَ کَفًّا .خاطَ حاشِیَتَه قال الجَوْهَرِیُّ : و هو الخِیاطَهُ الثّانِیَهُ بعدَ الشَّلِّ کذا فی النُّسَخ،و فی الصِّحاحِ وَ العُبابِ :بعدَ المَلِّ (3)،و هی الکِفافَهُ ،و هو مَجازٌ.

و کَفَّ الإِناءَ کَفًّا : مَلَأَهُ مَلْأً مُفْرِطاً فهو ثَوْبٌ مَکْفُوفٌ ، وَ إِناءٌ مَکْفُوفٌ .

و کَفَّ رِجْلَه کَفًّا : عَصَبَها بِخِرْقَهٍ و منه

17- حَدِیثُ الحَسَنِ :

«قال له رَجُلٌ :إنَّ بِرِجْلِی شُقَاقًا،قال: اکْفُفْه بخِرْقَهٍ ». أی:

اعْصِبْه بها،و اجْعَلْها حَوْلَه.

و من المَجازِ: عَیْبَهٌ مَکْفُوفَهٌ : أی مُشَرَّجَهٌ (4)مَشْدُودَهٌ کما فی الصِّحاح

14- و فی الحَدِیثِ فی کِتابِ النبیِّ صلَّی اللّه علیهِ و سَلَّم فی صُلْحِ الحُدَیْبَیهِ حینَ صالَحَ أَهلَ مکَّهَ ،

ص:460


1- (1) سوره البقره الآیه 208. [1]
2- (2) التوبه الآیه 36. [2]
3- (3) فی الصحاح المطبوع:«بعد الشلِّ ».
4- (4) ضبطت بالقلم فی الصحاح بتخفیف الراء.

و کتَبَ بینَهُ و بَیْنَهُم کتاباً،فکَتَب فیه: «أَنْ لا إِغْلالَ و لا إِسْلالَ ، و أنَّ بَیْنَهُمْ عَیْبَهً مَکْفُوفَهً ». أَرادَ بالمَکْفُوفَهِ :التی أُشْرِجَتْ علی ما فِیهَا،و قُفِلَت، مَثَّلَ بِها الذِّمَّهَ المَحْفُوظَهَ التی لا تُنْکَثُ و قالَ ابنُ الأَثیرِ:ضَرَبَها مَثلاً للصُّدُورِ،و أَنَّها نَقِیَّهٌ من الغِلِّ و الغِشِّ فیما کَتَبُوا و اتَّفَقُوا عَلَیه من الصُّلْح نَقِیَّهٌ من الغِلِّ و الغِشِّ فیما کَتَبُوا و اتَّفَقُوا عَلَیه من الصُّلْح وَ الهُدْنَهِ ،و العَرَبُ تُشَبِّه الصُّدورَ التی فیها القُلوبُ بالعِیابِ التی تُشْرَجُ علی حُرِّ الثِّیابِ ،و فاخِرِ المَتاع،فجَعَلَ النَّبِیُّ صلّی اللّه عَلَیهِ و سلّمَ العِیابَ المُشَرَّجَهَ (1)علی ما فِیها مَثَلاً للقُلُوب طُوِیَتْ علی ما تَعاقَدُوا،و منه قَوْلُ الشّاعِر:

وَ کادَتْ عِیابُ الوُدِّ بَیْنِی و بَیْنَکُم

وَ إِنْ قِیلَ أَبناءُ العُمُومَهِ -تَصْفَرُ (2)

فجَعَل الصُّدُورَ عِیاباً لِلوُدِّ، أَو مَعْناهُ أنَّ الشَّرَّ یکونُ مَکْفُوفاً بَیْنَهُم،کما تُکَفُّ العِیابُ (3)إِذا أُشْرِجَتْ علی ما فِیهَا من المَتاعِ ،کذلِکَ الذُّحُولُ التی کانَتْ بَیْنَهم قد اصْطَلَحُوا علی أَنْ لا یَنْشُرُوها،بل یَتَکافُّونَ عَنْها،کأَنَّهم جَعَلُوها فی وِعاءٍ،و أَشْرَجُوا عَلَیْها و هذا الوَجْهُ قد نَقَلَه أَبو سَعِیدٍ الضَّرِیرُ (4).

و من المَجازِ:هُو مَکْفُوفٌ ،و هم مَکافِیفُ ،و قد کُفَّ بَصَرُه،بالفَتْحِ و الضَّمِّ الأُولَی عن ابنِ الأَعرابِیِّ : عَمِیَ و مُنِعَ من أَنْ یَنْظُرَ.

و کَفَفْتُه عَنْهُ کَفًّا : دَفَعْتُه و مَنَعْتُه و صَرَفْتُه عنه،نقَلَه الجوهَرِیُّ ، ککَفْکَفْتُه نقلَه الصّاغانِیُّ و صاحبُ اللِّسانِ ،و منه قولُ أَبِی زُبَیْدٍ الطّائِیّ :

أَ لَم تَرَنِی سَکَّنْتُ لَأْیاً کِلابَکُمْ

وَ کَفْکَفْتُ عنکُمْ أَکْلُبِی و هی عُقَّرُ

فکَفَّ هُوَ قال الجَوْهَرِیُّ : لازِمٌ مُتَعَدٍّ و المَصْدَرُ واحدٌ، وَ قالَ اللَّیْثُ : کَفَفْتُ فُلانًا عن السُّوءِ، فکَفَّ یَکُفُّ کَفًّا ، سَواءٌ لَفْظُ الّلازِمِ و المُجاوِزِ.

و کَفافُ الشَّیْ ءِ کسَحابٍ :مِثْلُه و قَیْسُه.

و الکَفافُ من الرِّزْقِ و القُوتِ : ما کَفَّ عن النَّاسِ و أَغْنَی و فی الصِّحاحِ :أی أَغْنَی،و

16- فی الحَدِیثِ : اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ کَفافاً ». کالْکَفَفِ مَقْصُورًا منه،و قال الأَصْمَعِیُّ :یُقالُ :نَفَقَتُه الکَفافُ :أی لَیْسَ فِیها فَضْلٌ ، وَ إِنَّما عندَه ما یَکُفُّه عن الناسِ ،و

17- فی حَدِیثِ الحَسَن: «ابْدَأْ بمَنْ تَعُولُ ،و لا تُلامُ علی کفافٍ . یَقُولُ إذَا لَم یَکُن عندَکَ فضْلٌ لم تُلَم علی أَن لا تُعْطِیَ أَحَداً.

و قولُ رُؤْبَهَ لأَبِیهِ العَجّاجِ :

فلَیْتَ حَظِّی مِنْ نَداکَ الضّافی

و الفَضْلِ أَنْ تَتْرُکَنِی کَفافِ (5)

هو من قَوْلِهم: دَعْنِی کَفافِ ،کقَطامِ :أی کُفَّ عَنِّی، وَ أَکُفُّ عَنْکَ أی:نَنْجُو رَأْساً برَأْسٍ ،و یَجِیءُ مُعْرَباً،و منه قولُ الأُبَیْرِدِ الیَرْبُوعِیِّ :

أَ لا لَیْتَ حَظِّی من غُدانَهَ أَنّه

یَکُونُ کَفافاً ؛لا عَلَیَّ و لا لِیَا

وَ

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ رضِیَ اللّه عنه: «وَدِدْتُ أَنِّی سَلِمْتُ من الخِلافَهِ کَفافاً ؛لا عَلیَّ و لا لِیَ ». و هو نَصْبٌ علی الحالِ ، وَ قِیلَ :إِنَّه أَرادَ مَکْفُوفاً عَنِّی شَرُّها (6).

و کُفَّهُ القَمِیصِ ،بالضَّمِّ :ما اسْتَدارَ حَوْلَ الذَّیْلِ کما فی الصِّحاحِ أَو کُلُّ ما اسْتَطَالَ فهو کفَّهٌ بالضَّمِّ ، و کحاشَیهِ الثَّوْبِ و کُفَّهِ الرَّمْلِ و الجَمْعُ : کِفافٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ .

و الکُفّهُ : حَرْفُ الشَّیْ ءِ؛لأَنَّ الشیءَ إذا انْتَهَی إلی ذلِکَ کَفَّ عن الزِّیادَهِ قالَه الأَصْمَعِیُّ .

و الکُفَّهُ من الثَّوْبِ :طُرَّتُه العُلْیا الَّتِی لا هُدْبَ فِیها و قد کفَّ الثَّوْبَ یَکُفُّه کَفًّا :تَرَکَه بلا هُدْب.

و الکُفَّهُ : من الثَّوْبِ :طُرَّتُه العُلْیا الَّتِی لا هُدْبَ فِیها و قد کفَّ الثَّوْبَ یَکُفُّه کَفًّا :تَرَکَه بلا هُدْب.

و الکُفَّهُ : حاشِیَهُ کُلِّ شَیْ ءٍ و طُرَّتُه،و فی التَّهْذِیبِ :و أَمّا کُفَّهُ الرَّمْلِ و القَمِیصِ فطُرَّتُهُما و ما حَوْلَهُما.

ج:کصُرَدٍ،و جِبالٍ و فی بعضِ النُّسَخ«ج:کصُرَدٍ،

ص:461


1- (1) ضبطت فی اللسان و التهذیب بدون تشدید.
2- (2) فی التهذیب و النهایه و اللسان« [1]العیبه».
3- (3) البیت فی الأساس«عیب»بروایه:«منا و منکم»و نسبه لبشر بن أبی خازم.
4- (4) نقله عنه صاحب التهذیب،و ورد فی النهایه [2]بدون عزوٍ.
5- (5) التکمله بروایه:«من جداک»بدلا من«من نداک»و فی اللسان بروایه «و النفع»بدلا من«و الفضل»و قبلهما فی التکمله ورد مشطوران. وَ إن تشکیت من الإسخاف لم أر عطفاً من أبٍ عطاف.
6- (6) و قیل:معناه:ألاّ تنال منی و لا أنال منها،أی تکفّ عنّی و أکفّ عنها.

جج: کِفافٌ »أی أنَّ الأَخیرَ جَمْعُ الجَمْعِ ،و الأَوَّلُ هو الصوابُ ،و من الأَوّلِ

1- قَولُ علیٍّ رضِیَ اللّه عنه یصِفُ السَّحابَ : «الْتَمَعَ بَرْقُه فی کُفَفِه ». أی فی حواشِیه.

و کِفافُ الشّیْ ءِ،بالکَسْرِ:حِتارُه (1)قالَه الأَصْمَعِیُّ .

و من السِّیْفِ :غِرارُه و نصُّ النوادِرِ للأَصْمَعِیّ : کِفافَا الشَّیْ ءِ:غِراراهُ .

قال: و الکِفَّهُ ،بالکَسْرِ مِنَ المِیزانِ :م أی معروفٌ ،قال ابنُ سِیدَه:و الکَسْرُ فیها أَشْهَرُ و قد یُفْتَحُ و أَباها بَعْضُهم.

و الکِفَّهُ من الصائِدِ:حِبالَتُه تُجْعَلُ کالطَّوْقِ ،و قالَ ابنُ بَرِّیّ :و شاهِدُه قَوْلُ الشّاعِرِ:

کأَنَّ فِجاجَ الأَرْضِ و هی عَرِیضَهٌ

علی الخائِفِ المَطْلُوبِ کِفَّه حابِلِ

و یُضَمُّ .

و الکِفَّهُ من الدُّفِّ :عُودُه قال الأَصْمَعِیُّ : و کُلُّ مُسْتَدِیرٍ کِفَّهٌ ،بالکَسْرِ،کدارَهِ الوَشْمِ ،و عُودِ الدُّفِّ ،و حِبالَهِ الصَّیْدِ.

و الکِفَّهُ : نُقْرَهٌ مُسْتَدِیرَهٌ یَجْتَمِعُ فیها الماءُ.

و الکِفَّهُ من اللِّثَهِ :ما انْحَدَرَ مِنْها علی أُصُولِ الثَغْرِ، کذا فی التَّهْذِیبِ ،و فی المُحْکَم:هی ما سالَ مِنها علی الضِّرْسِ و یُضَمُّ ج: کِفَفٌ ،و کِفافٌ بکسرهما.

و الکِفَفُ أَیْضاً: أی بالکَسْر فی الوَشْمِ :داراتٌ تَکُونُ فیهِ قالَه الأَصْمَعِیُّ ،و أَنشَدَ قولَ لَبیدٍ-رضِیَ اللّه عنه:-

أو رَجْعُ واشِمَهٍ أُسِفَّ نَؤُورُها

کِفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها (2)

کالکَفَفِ ،مُحَرَّکَهً .

و الکِفَفُ : النُّقَرُ التی فِیها العُیُونُ و منه المُسْتَکِفّاتُ علی ما یَأْتی بیانُه.

و قال الفَرّاءُ: الکُفَّهُ ،بالضمِّ من الشَّجَرِ مُنْتَهاهُ حیْثُ یَنْتَهِی و یَنْقَطِعُ .

و الکُفَّهُ من النّاس: الکَثْرَهُ و ذلک أَنّک تَعْلُو الفَلاهَ أَوالخَطِیطه،فإِذا عایَنْتَ سَوادهُمْ و جَماعتُهم قلتَ :هاتِیکَ کُفَّهُ النّاسِ .

أَو کُفَّتُهم : أَدْناهُم إِلیکَ مَکانًا.

و الکُفَّهُ من الغَیْمِ :طُرَّتُه کطُرَّهِ الثّوْبِ ،و قیل:ناحِیَتُه، قال القَنانِیُّ :

وَ لو أَشْرَفتْ من کُفَّهِ السِّتْر عاطِلاً

لقُلْتَ :غَزالٌ ما عَلَیهِ خَضاضُ (3)

و قال ابنُ عَبّادٍ: الکُفَّهُ :مثلُ العَلاهِ ،و هی حَجَرٌ یُجْعَلُ حَوْلَه أَخْثاءٌ و طِینٌ ،ثم یُطْبَخُ فیهِ الأَقِطُ .

قال: و الکُفَّهُ من اللَّیْل:حیثُ یَلْتَقِی اللَّیْلُ و النَّهارُ،إِمّا فی المَشْرِقِ و إِمّا فی المَغْرب.

و فی اللِّسانِ : الکُفَّهُ : ما یُصادُ به الظِّباءُ یُجْعَلُ کالطَّوْقِ .

و الکُفَّهُ من الدِّرْعِ :أَسْفَلُها.

و الکُفَّهُ من الرَّمْل:ما اسْتَطالَ فی اسْتِدارَهٍ و هذا بعَیْنِه قد تقَدَّم آنِفاً،فهو تَکْرارٌ،و کأَنَّه جَمَعَ بین القَوْلَیْنِ :أی الاسْتِطالَه و الاسْتِداره.

و قال الفَرّاءُ:یُقال: اسْتَکَفُّوا حَوْلَه: إذا أَحاطُوا بِهِ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ و منه

14- الحَدِیثُ : «أَنَّه صَلّی اللّه عَلَیهِ و سَلَّمَ خرجَ من الکَعْبَهِ و قد اسْتَکَفَّ له النّاسُ فخَطَبَهُم». قال الجَوْهَرِیُّ :و منه قولُ ابنِ مُقْبِلٍ :

إذا رَمَقَتْه من مَعَدٍّ عِمارَهٌ

بَدَا و العُیُونُ المُسْتَکِفَّهُ تَلْمَحُ (4)

و اسْتَکَفَّت الحَیَّهُ : إذا تَرَحَّتْ کالکِفَّهِ .

و اسْتَکَفَّ الشَّعَرُ:اجْتَمَعَ و انضَمَّت أَطْرافُه.

و اسْتَکَفَّ بالصَّدَقَهِ : إذا مَدَّ یَدَه بِها و منه

16- الحَدِیثُ :

«المُنْفِقُ علی الخَیْلِ کالمُسْتَکِفِّ بالصَّدَقَهِ ». أی الباسطِ یدَه یُعْطِیها.

ص:462


1- (1) حتار کل شیء:حرفه و ما استدار به.
2- (2) دیوانه ط بیروت ص 165،و یروی:تعرض،و قرئ علی المجهول «تُعرّض».
3- (3) بالأصل:«لقلت غزالاً»و المثبت عن الأساس«خضض»و ضبطت فیها کفه بفتح الکاف.
4- (4) دیوانه و صدره فیه: خروج من الغمّی إذا صُکّ صکَّهً وَ المثبت روایه الصحاح و [1]اللسان.و فی التهذیب:«خروجاً».

و اسْتَکَفَّ السائِلُ :طَلَبَ بِکَفِّهِ کتَکَفَّفَ و قد اسْتَکَفَّهُم ، وَ تَکَفَّفَهُمْ ،و فلانٌ یسْتَکِفُّ الأَبْوابَ و یَتَکَفَّفُها ،و

16- فی الحدیثِ : «إِنَّکَ إِنْ تَذَر (1)وَرَثَتَکَ أَغْنِیاءَ خَیْرٌ من أَنْ تَذَرَهُم 1عالَهً یَتکَفَّفُونَ الناسَ ». و الاسمُ الکَفَفُ مُحَرَّکَهً قاله الهَرَوِیُّ ،و قال ابنُ الأَثیرِ: اسْتَکَفَّ و تکَفَّفَ :إذا أَخَذَ ببَطْنِ کَفِّه ،أو سأَلَ کَفًّا من الطَّعامِ ،أو ما یَکُفُّ الجُوعَ .

وَ یُقال: تَکَفَّفَ و اسْتَکَفَّ :إذا أَخَذَ الشیءَ بکَفِّهِ ،قال الکُمَیْتُ :

وَ لا تُطْعِمُوا فیها یَداً مُسْتَکِفَّهً

لغَیْرِکُمُ لو تَسْتَطِیعُ انْتِشالَها (2)

و اسْتَکْفَفْتُه :اسْتَوْضَحْتُه،بأَنْ تَضَعَ یَدَکَ علی حاجِبِکَ ، کمَنْ یَسْتَظِلُّ من الشَّمْسِ یَنْظُرُ إلی الشَّیْ ءِ هل یَراهُ ،نقَلَه الجوهریُّ ،و قالَ الکِسائِیُّ : اسْتَکْفَفْتُ الشَّیْ ءَ،و اسْتَشْرَفْتُه، کِلاهُما أَنْ تَضَعَ یَدَکَ علی حاجِبکَ ،کالَّذِی یَسْتَظِلُّ من الشَّمْسِ ،حتَّی یَسْتَبینَ .

یُقال: اسْتَکَفَّتْ عَیْنُه:إذا نَظَرَتْ تَحْتَ الکَفِّ .

و قولُ حُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ رضِیَ اللّه عنه:

ظَلَلْنا إلی کَهْفٍ و ظَلَّتْ رِکابُنا

إلی مُسْتَکِفّاتِ لهُنَّ غُرُوبُ

قِیل: المُسْتَکِفّاتُ : هی العُیُونُ لأَنَّها فی کِفَفٍ :أی نُقَرٍ،و قِیل: المُسْتَکِفَّهُ هنا:هی الإِبِلُ المُجْتَمِعَهُ یُقال (3):

جَمَّهٌ مُجْتَمِعهٌ ،لَهُنَّ غُروبٌ ،:أی دُموعُهُنَّ تَسِیلُ مِمّا لَقِینَ من التَّعَبِ ،و قِیلَ :أَرادَ بها الشَّجَرَ قد اسْتَکَفَّ بَعْضُها إلی بَعْضٍ .و الغُرُوب:الظِّلالُ .

و تَکَفْکَفَ عن الشَّیْ ءِ: انْکَفَّ و هما مُطاوِعَا کَفَّهُ ، وَ کَفْکَفَه .

وَ قال الأَزهریُّ : تَکَفْکَفَ أَصلُه عندِی من وکَفَ یَکِفُ ، وَ هذا کقَوْلِهم:لا تَعِظِینِی و تَعَظْعَظِی (4)،و قالُوا:خَضْخَضْتُ الشَّیْ ءَ فی الماءِ،و أَصلُه من خُضْتُ . و انْکَفُّوا عن المَوْضِعِ :تَرَکُوه نقله الصاغانیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

قد یُجْمَع الکَفُّ عَلَی أَکْفافٍ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ لعَلِیِّ بنِ حَمْزَهَ :

یُسُسُونَ ممّا أَضْمَرُوا فی بُطُونِهِمْ

مُقَطَّعَهً أَکْفافُ أَیْدِیهِمُ الیُمْنُ

وَ الکَفُّ الخَضِیبُ :نَجْمٌ .

وَ الکَفَّهُ :المَرَّهُ من الکَفِّ .

وَ اکْتَفَّ اکْتِفافا : انْکَفَّ .

وَ قالَ ابنُ الأَعْرابیِّ : کَفْکَفَ :إذا رَفِقَ بغَرِیمهِ ،أو رَدَّ عَنْهُ من یُؤْذِیه.

وَ اسْتَکَفَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ ،من الکَفِّ عن الشَّیْ ءِ.

وَ تَکَفْکَفَ دَمْعُه:ارْتَدَّ.

وَ کَفْکَفَه هُوَ:مَسَحه مَرَّهً بعدَ أُخْرَی؛لیَرُدَّه.

وَ الکَفِیفُ ،کأَمیرٍ:الضَّرِیرُ،و قد لُقِّبَ به بعضُ المُحَدِّثِینَ ،کالمَکْفُوفِ و جَمْعُه مَکافِیفُ .

وَ الکِفافُ من الثّوْبِ :موضِعُ الکَفِّ .

وَ

16- فی الحَدِیثِ : «لا أَلْبَسُ القَمِیصَ المُکَفَّفَ بالحَرِیرِ». أی الذی عُمِلَ علی ذَیْلهِ و أَکْمامِه و جَیْبِه کِفافٌ من حَرِیرٍ.

وَ کُلُّ مَضَمِّ شیءٍ: کِفافُه ،و منه کِفافُ الأُذُنِ ،و الظُّفُر، وَ الدُّبُرِ.

وَ کِفافُ السَّحابِ :أَسافِلُه،و الجمعُ أَکِفَّهٌ .

وَ الکِفافُ :الحُوقَهُ و الوَتَرهُ .

وَ المُسْتَکِفُّ :المُسْتَدِیرُ کالکِفَّهِ .

وَ کَفَّ عَلَیهِ ضَیْعَتَه:جَمَعَ عَلَیهِ مَعِیشَتَه و ضَمَّها إِلیه.

وَ کفَّ ماءَ وَجْهِه:صانَهُ و مَنَعَه عن بَذْلِ السُّؤالِ .

وَ

16- فی الحَدِیثِ (5): « کُفِّی رَأْسِی». أی اجْمَعِیهِ و ضُمِّی أَطْرافَه،و

16- فی روایه: « کُفِّی عَنْ رَأْسِی». أی:دَعِیه و اتْرُکِی مَشْطَه.

ص:463


1- (1) روایه التهذیب:لأن تدع...من أن تدعهم»و فی النهایه:و فی الحدیث: «أنه قال لسعد:خیرٌ من أن تترکهم عاله یتکففون الناس».
2- (2) التهذیب بروایه:«لو یستطیع»و فی اللسان [1]بروایه:«و لا تطمعوا».
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:یقال،لعله:یقول».
4- (4) أی اتَّعظی أنت.
5- (5) فی اللسان و [2]النهایه: [3]حدیث أم سلمه.

و استَکَفَّ الشَّجَرُ بعضُها إلی بعضٍ :اجْتَمَع،و به فُسِّرَ قولُ حُمَیْدٍ السابقُ ،کما تقَدَّم.

وَ أَکافِیفُ الجَبَلِ :حُیُودُه،قال:

مُسْحَنْفِرًا من جبالِ الرُّومِ یَسْتُرُه

مِنْها أَکافِیفُ فِیما دُونَها زَوَرُ (1)

یصف الفُراتَ و جَرْیَه فی جبالِ الرُّومِ المُطِلَّهِ عَلَیه، حتی یَشُقَّ بلادَ العِراقِ قال أَبُو سَعِیدٍ:یُقال:فلانٌ لَحْمُه کَفافٌ لأَدِیمِه:إِذَا امْتَلَأ جِلْدُه بکَبَرِه (2)بَعْدَ ما کانَ مُکْتَنِزَ اللَّحْمِ ،و کانَ الجِلْدُ مُمْتَدّاً مع اللَّحْمِ لا یَفْضُل عنه،و هو مجازٌ.

وَ قَولُه-أَنشدَه ابنُ الأَعرابِیِّ -:

نَجُوسُ عِمارَهً و نَکُفُّ أُخْرَی

لَنا حَتّی یُجاوِزَها دَلِیلُ

رامَ تَفْسِیرَها فقَالَ : نَکُفُّ :نأْخُذُ فی کِفافِ أُخْرَی،قال ابنُ سِیدَه:و هذا لیسَ بتَفْسِیرٍ؛لأَنَّه لم یُفَسِّر الکِفافَ ،و قال الجَوْهَرِیُّ فی تَفْسیر هذا البَیْتِ :یَقُولُ :نَطَأُ قَبیلَهً و نَتَخَلَّلُها، وَ نَکُفُّ أَخْرَی:أی نَأْخُذُ فی کُفَّتِها ،و هی ناحِیتُها،ثم نَدَعُها و نَحْنُ نَقْدِرُ علیها.

وَ الکِفافُ ،ککِتابٍ :الطَّوْرُ،و أَنشَدَ ابنُ بَرِّیّ لعَبْدِ بَنِی الحَسْحاسِ :

أَحارِ تَرَی البَرْقَ لم یَغْتَمِضْ

یُضِیءُ کِفافاً و یَخْبُو کِفافَا (3)

وَ کَفَّت الزَّنْدَهُ کَفًّا :صَوَّتَت نارُها عندَ خُرُوجِها،نقلَه ابنُ القَطّاع.

وَ رَجُلٌ کافٌّ ،و مَکْفُوفٌ :قد کَفَّ نَفْسَه عن الشّیْ ءِ.و المُکافَّهُ :المُحاجَزَهُ .

وَ تَکافُّوا :تَحاجَزُوا.

وَ اسْتَکَفَّ الرجلُ :اسْتَمْسَکَ (4).

وَ یُقال:هو أَضْیَقُ مِنْ کِفَّهٍ (5).

وَ ثَوْبٌ مُکَفَّفٌ :خِیطَ أَطرافُه بحَرِیرٍ (6).

وَ جِئْتُه فی کُفَّهِ اللَّیْلِ :أی أَوَّلِه،و هو مجازٌ.

کلف

الکَلْفُ ، بالفتح: السَّوادُ فی الصُّفْرَهِ (7).

و الکِلْفُ ، بالکَسْرِ (8):الرَّجُلُ العاشِقُ المُتَولَّعُ بالشَّیْ ءِ مع شُغْلِ قَلْبٍ و مشَقَّهٍ .

و الکُلْفُ ، بالضّمِّ :جَمْعُ الأَکلَفِ و الکَلْفاءِ و سیأْتِی معناهُما.

و الکَلَفُ مُحَرَّکَهً :شَیْ ءٌ یَعْلُو الوَجْهَ کالسِّمْسِمِ نقله الجَوْهَرِیُّ .

وَ قد کَلِفَ وجْهُه کَلَفاً :إذا تَغَیَّرَ،قال:

و الکَلَفُ : لَوْنٌ بَیْنَ السَّوادِ و الحُمْرَهِ ،و هی:حُمْرَهٌ کَدِرَهٌ تَعْلُو الوَجْهَ و الاسْمُ الکُلْفَهُ ،بالضَّمِّ .

و الأَکْلَفُ :الذی کَلِفَتْ حُمْرَتُهُ فلم تَصْفُ ،من الإِبِلِ وَ غَیْرِه و فی الصِّحاحِ :الرَّجُلُ أَکْلَفُ ،و یُقال،کُمَیْتٌ أَکْلَفُ لِلَّذِی کَلِفَتْ حُمْرَتُه فلم یَصْفُ ،و یُرَی فی أَطْرافِ شَعَرِه سَوادٌ إلی الاحْتِراقِ ما هُوَ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :إذا کانَ البَعِیرُ شَدِیدَ الحُمْرَهِ یَخْلِطُ حُمْرَتَه سَوادٌ لیس بخالِصٍ ،فذلِک الکُلْفَهُ ،و البَعیرُ أَکْلَفُ و النَّاقَهُ کَلْفاءُ و أَنشَدَ الصّاغانِیُّ للعَجّاجِ یصِفُ ثَوْرًا:

فَباتَ یَنْفی فی کِناسٍ أَجْوَفَا

عن حَرْفِ خَیْشُومٍ و خَدٍّ أَکْلَفَا

ص:464


1- (1) التهذیب بروایه:تستره.
2- (2) کذا وردت العباره بالأصَل و فیها اضطراب،و ثمه سقط فی الکلام أدّی إلی تشویه و تشویش المعنی و تمام العباره فی التهذیب:إذا امتلأ جلده من لحمه، قال النمر بن تولب: فضول أراها فی أدیمی بعدما یکون کفاف اللحم أو هو أجمل أراد بالفضول:تغضن جلده لکبره بعد ما...و انظر اللسان و [1]الأساس.
3- (3) دیوانه ص 46 بروایه:«و یجلو کفافا»،و فسر الکفاف أنه ما تعلّق من السحاب و برز البرق من خلله.
4- (4) فی الأساس:و استکف الرمل:استمسک؛قال النابغه: بات بحقفٍ من البقّار یحفره إذا استکف قلیلاً تربه انهدما.
5- (5) فی الأساس:من کفّهِ الحابلِ .
6- (6) فی الأساس:و ثوب مکفّفٌ :له کفائف دیباج یُکفّ بها جیبه و أطراف کمّیه.
7- (7) عن القاموس و بالأصل«صفره».
8- (8) ضبطت بالقلم فی النهایه و اللسان بالتحریک.

و یُوصَفُ به الأَسَدُ قال الأَعْشَی یصفُ فَرَساً:

تَغْدُو بَأَکْلَفَ مِنْ أُسُو

دِ الرَّقْبتَیْنِ حَلِیفِ زَارَهْ (1)

و الکَلْفاءُ :الخَمْرُ لِلَوْنِها،و هی التی تَشْتَدُّ حُمْرَتُها حتی تَضْرِبَ إلی السوادِ،و قال شَمِرٌ:من أَسْماءِ الخَمْرِ الکَلْفاءُ ، وَ العَذْراءُ.

و الکُلْفَهُ ،بالضَّمِّ :لَوْنُ الأَکْلَفِ مِنّا و من الإِبلِ ، أَو حُمْرَهٌ کَدِرَهٌ تعلُو الوَجْهَ ،أو سَوادٌ یکونُ فی الوَجْهِ .

و الکُلْفَهُ : ما تَکَلَّفْتَه من نائِبَهٍ أو حَقٍّ نقلَه الجَوْهَرِیُّ .

و کُلْفَهُ : جَدُّ قد اخْتَلفوا فی نسبِ جِرانِ العَوْدِ و اسمِه، فقِیلَ :اسمُه المُسْتَوْرِدُ،و قیل: عامِر بن الحارِثِ بن کُلْفَهَ و یُفْتَحُ .

و کُلْفَی کبُشْرَی:رَمْلَهٌ بجَنْبِ غَیْقَهَ بتِهامَهَ أَو بَیْنَ الجارِ وَ وَدّانَ أَسفلَ من الثَّنِیَّهِ و فوقَ الشَّقْراءِ،و هذا قولُ ابنِ السِّکِّیتِ ،و فی بعضِ النُّسَخِ :وَرْدان،و هو غَلَطٌ مُکَلَّفَهٌ بالحِجارهِ ،أیْ :بها کَلَفٌ لِلَوْنِ الحِجارَهِ ،و سائِرُها سَهْلٌ لا حِجارَهَ فیهِ .

و الکُلاَفُ کغُرابٍ :وادٍ بالمَدِینَهِ علی ساکِنِها أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلامِ ،قال لَبِیدٌ-رضِیَ اللّه عنه-.

عِشْتُ دَهْرًا و لا یَدُومُ علی الأَیّ

امِ إِلا یَرَمْرَمٌ أو تِعارُ (2)

وَ کُلافٌ و ضَلْفَعٌ و بَضِیعٌ

وَ الذی فوقَ حُبَّهٍ تِیمارُ (3)

وَ الذی یَظْهَرُ من سِیاقِ المُعْجَمِ أَنّه جَبَلٌ نَجْدِیٌّ .

و قال أَبو حَنِیفَهَ : الکُلافیُّ مَنْسُوباً: نوعٌ من أَنواعِ أَعْنابِ أَرْضِ العَرَبِ ،و هو: عِنَبٌ أَبْیَضُ فیه خُضْرَهٌ ،و زَبِیبُه أَدْهَمُ أَکْلَفُ و لذلک سُمِّیَ الکُلافیّ ،و قیل:هو منسُوبٌ إلی الکُلافِ :بَلَدٌ بشِقِّ الیَمَنِ .

و الکَلُوفُ کصَبُورٍ:الأَمْرُ الشّاقُّ . و کالِف کصاحِبٍ :قَلْعَهٌ حَصِینَهٌ بشَطِّ جَیْحُونَ (4)و هم یُمِیلُون الکافَ ،کإِمالَهِ کافِ کافِرٍ.

و یُقال: کَلِفَ به،کفَرِحَ کَلَفاً و کُلْفَهً ،فهو کَلِفٌ : أُولِعَ به و لَهِجَ و أَحَبَّ ،و منه

16- الحَدِیثُ : « اکْلَفُوا من العَمَلِ ما تُطِیقُونَ ». و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «عُثْمانُ کَلِفٌ بأَقارِبِه». أی:

شَدِیدُ الحُبِّ لَهُمْ .

وَ الکَلَفُ :الوَلُوعُ بالشَّیْ ءِ مع شغُلِ قَلْبٍ و مَشَقَّهٍ .

وَ فی المَثَل: « کَلِفْتُ إِلیْکَ عَرَقَ القِرْبَهِ » و فی مَثَلٍ آخرَ:

«لا یَکُنْ حُبُّکَ کَلَفاً ،و لا بُغْضُکَ تَلَفاً» .

و أَکْلَفَه غَیْرُهُ .

و التَّکْلِیفُ :الأَمْرُ بِما یَشُقُّ علَیْکَ و قد کَلَّفَه تَکْلِیفاً ،قال اللّه تَعالَی: لا یُکَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها (5).

و تَکَلَّفَه تَکَلُّفاً :إذا تَجَشَّمَهُ نقَلَه الجَوْهرِیُّ ،زادَ غیرُه علی مَشَقَّهٍ و عَلَی خِلافِ عادَهٍ ،و

14- فی الحَدِیثِ : «أَنَا و أُمَّتِی بُرَآءُ (6)منَ التَّکَلُّفِ ». و

16- فی حَدِیثِ عُمَرَ رضِیَ اللّه عنهُ : «نُهِینَا عن التَّکَلُّفِ ». أَرادَ کَثْرَهَ السُّؤالِ ،و البَحْثَ عن الأَشْیاءِ الغامِضَهِ التی لا یَجبُ البَحْثُ عنها.

و المُتَکَلِّفُ :العِرِّیضُ لِمَا لا یَعْنِیهِ نَقلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ غیرُه:هو الوَقّاعُ فِیما لا یَعْنِیهِ ،و بِهِ فُسِّر قولُه تَعالَی: وَ ما أَنَا مِنَ اَلْمُتَکَلِّفِینَ (7).

و یُقال: حَمَلْتُه تَکْلِفَهً :إذا لم تُطِقْهُ إلاّ تکَلُّفاً و هو تَفْعِلَهٌ ،کما فی الصِّحاح.

و یُقال: اکْلافَّتِ الخَابِیَهُ اکْلِیفافاً کاحْمارَّت:أی صارَتْ کَلْفاءَ کما فی العُبابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

خَدٌّ أَکْلَفُ :أَسْفَعُ .

وَ یُقال للبَهَقِ : الکَلَفُ .

وَ المُکَلَّفُ بالشَّیْ ءِ،کمُعَظَّمٍ :المُتَولِّعُ به.

ص:465


1- (1) دیوانه ط بیروت بروایه:أسود الرقمتین.
2- (2) دیوانه ط بیروت ص 77 بروایه«و تعار».
3- (3) دیوانه بروایه«خُبّه تیمار»و کلاف و ضلفع و بضیع و تیمار:أسماء جبال.
4- (4) بینها و بین بلخ ثمانیه عشر فرسخاً،یاقوت.
5- (5) سوره البقره الآیه 286. [1]
6- (6) الأصل و النهایه،و [2]فی اللسان: [3]إبَراءٌ.
7- (7) سوره ص الآیه 86. [4]

و قال أَبو زَیْدٍ: کَلِفْتُ منک أَمْرًا،کفرِحَ کَلَفاً .

وَ رَجُلٌ مِکْلافٌ :مُحِبٌّ للنِّساءِ.

وَ هو یَتَکَلَّف لإِخْوانِه الکُلَفَ ،و التَّکالِیفَ ،الأَخیرُ یحتملُ أَنْ یکونَ جَمْعاً لتَکْلِفَهٍ ،زِیدَتْ فیه الیاءُ لحاجَتِه (1)،و أَنْ یکونَ جَمْعَ التَّکْلِیفِ ،قال زُهَیْرُ بنُ أَبی سُلْمَی:

سَئِمْتُ تَکالِیفَ الحَیاهِ و مَنْ یَعِشْ

ثَمانِینَ حَوْلاً-لا أَبالَکَ -یَسْأَمِ

وَ جَمْعُ التَّکْلِفَهِ :تکالِفُ ،و منه قولُ الرّاجِز:

و هُنَّ یَطْوِینَ علی التَّکالِفِ

بالسَّوْمِ أَحْیانًا و بالتَّقاذُفِ

قال ابنُ سِیدَه:و یَجُوزُ أَنْ یکونَ من الجَمْعِ الَّذِی لا واحِدَ له،و رواهُ ابنُ جِنِّی:« التَّکالُفِ »بضم الّلام،قال ابنُ سِیدَه:وَ لَم أَرَ أَحَداً رَواه[بضَمِّ الّلامَ ] (2)غَیْرَه.

وَ ذُو کُلافٍ ،کغُرابٍ :اسمُ وادٍ فی شِعْرِ ابنِ مُقْبلٍ :

عَفَا مِنْ سُلَیْمَی ذُو کُلافٍ فمَنْکِفُ

مَبادِی الجَمِیعِ القَیْظُ و المُتَصَیَّفُ

وَ کُلاف أَیضاً:بَلَدٌ بشِقِّ الیَمَنِ ،قِیلَ :إِلیه نُسِبَ العِنَبُ الکُلافیُّ ،کما تَقَدَّم.

کنف

أَنْتَ فی کَنَفِ اللّه تَعالَی،مُحَرَّکَهً : أی فی حِرْزِه وَ سِتْرِهِ یَکْنُفُه بالکَلاءَهِ و حُسْنِ الولایَهِ ،و

16- فی حَدِیثِ ابنِ عُمَرَ فی النَّجْوَی: «یُدْنَی المُؤْمِنُ من رَبِّهِ یومَ القِیامَهِ حَتَّی یَضَعَ علیهِ کَنَفَه ». قال ابنُ المُبارکِ :یَعْنِی یَسْتُرُه،و قِیلَ :یَرْحَمُه وَ یَلْطُفُ به،و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ :یَضَعُ اللّه عَلَیه کَنَفَه ،أی:

رَحْمَتَه و بِرَّه،و هو تمثِیلٌ لجَعلِه تحتَ ظِلِّ رَحْمَتِه یومَ القِیامهِ .

و هو أی: الکَنَفُ أَیضا: الجانِبُ قال ابنُ مُقْبلٍ :

إذا تَأَنَّسَ یَبْغِیها بحاجَتِه

إِنْ أَیْأَسَتْهُ و إِنْ جَرَّتْ له کَنَفَا

و الکَنَفُ : الظِّلُّ یُقال:هو یَعِیشُ فی کَنَفِ فُلانٍ :أیْ فی ظِلِّه. و الکَنَفُ : النّاحِیَهُ ، کالکَنَفهِ مُحَرَّکَهً أَیضاً،و هذه عن أَبی عُبَیْدَهَ ،و الجَمْعُ : أَکْنافٌ .

وَ أَکْنَافُ الجَبَل و الوادِی:نَواحِیهِما حَیْثُ تَنْضَمُّ إِلیه، وَ

16- فی حَدِیثِ جَرِیرٍ: «قال له:أَینَ مَنْزِلُکَ ؟قال: بأَکْنافِ بِیشَهَ ». أی نواحِیها.

وَ کَنَفا الإِنسانِ :جانِباهُ و ناحِیتاهُ عن یَمِینِه و شِمالِه،و هُما حِضْناه،و هُما العَضُدان و الصَّدْرُ.

و من المَجاز: الکَنَفُ من الطّائِرِ:جَناحُه و هُما کَنَفانِ ، یُقال:حَرَّکَ الطائِرُ کَنَفَیْهِ ،قال ثَعْلَبَهُ بنُ صُعَیْرٍ یصفُ ناقَتَه:

وَ کأَنَّ عَیْبَتَها و فَضْلَ فِتانِها

فَنَنانِ من کَنَفَیْ ظَلِیمٍ نافِرِ (3)

وَ قال آخرُ:

عَنْسٌ مُذَکَّرَهٌ کأَنَّ عِفاءَها

سِقْطانِ من کَنَفَیْ ظَلیمٍ جافِلِ

و کَنَفَی کجَمَزَی:ع،کانَ بِهِ وقْعَهٌ و أُسِرَ فِیها حاجِبُ بنُ زُرارَهَ بنِ عُدَسَ التَّمِیمِیُّ .

و کَنَفَ الکَیّالُ یَکْنُفُ کَنْفاً حَسَنًا: جَعَلَ یَدَیْهِ عَلَی رَأْسِ القَفِیزِ یُمْسِکُ بهما الطَّعامَ یُقال:کِلْهُ و لا تَکْنُفْه ،و کِلْهُ کَیْلاً غیرَ مَکْنُوفٍ .

و کَنَفَ الإِبلَ و الغَنَمَ یَکْنُفُها ،و یَکْنِفُها من حَدَّیْ نَصَرَ وَ ضرَب،نَقَلَه الجَوْهرِیُّ ،و اقْتَصَر علی الإِبِل: عَمِلَ لها حَظِیرَهً یُؤْوِیها إِلَیْها لتَقِیهَا الرِّیحَ و البَرْدَ.

وَ قال اللِّحْیانِیُّ : کَنَفَ لإِبِلِه کَنِیفاً :اتَّخَذَه لَها و کَنَفَ عَنْه:عَدَل نَقَلَه الجَوْهَریُّ ،و أَنْشَدَ للقُطامِیِّ :

فصَالُوا و صُلْنَا و اتَّقَوْنَا بماکِرٍ

لیُعْلَمَ ما فِینَا عن البَیْعِ کانِفُ

وَ هکَذا أَنْشَدَه الصاغانِیُّ أَیْضاً،قال الأَصْمَعِیُّ :و یُرْوَی «کاتِف»قال ابنُ بَرِّیّ :و الَّذِی فی شِعْرِه:

لیُعْلَمَ هَلْ مِنّا عن البَیْعِ کانِفُ

ص:466


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«لحاجه».
2- (2) زیاده عن اللسان. [1]
3- (3) المفضلیات ص 129 بروایه:«فننان»بدلاً من«فتنان».و فی شرحه:کنفا الظلیم:جانباه،و أراد جناحیه.

و ناقَهٌ کَنُوفٌ :تَسِیرُ هکَذا فی النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ، صوابُه:تَسْتَتِرُ فی کَنَفَهِ الإِبلِ من البَرْدِ إذا أَصابَها.

أَو هِی التی تَعْتَزِلُها ناحِیهً ،تستَقْبِلُ الرِّیحَ لصِحَّتِها.

و قال أَبو عُبَیْدَهَ :ناقَهٌ کَنُوفٌ : تَبْرُکُ فی کَنَفِها (1)مِثلُ القَذُورِ،إِلا أَنَّها لا تَسْتَبْعِدُ کما تَسْتَبْعِدُ القَذُورُ.

و قالَ ابنُ بَرِّی:ناقَهٌ کَنُوفٌ :تَبِیتُ فی کَنَفِ الإِبِلِ :أی ناحِیَتِها،و أَنشَدَ:

إذا اسْتَثارَ کَنُوفاً خِلْتَ ما بَرَکَتْ

علیه تُنْدَفُ فی حافاتِه المُطُبُ

و

17- فی حَدِیثِ النَّخَعِیِّ : «لا تُؤْخَذُ فی الصَّدَقَهِ کَنُوفٌ ».

قال هُشَیْمٌ : الکَنُوفُ من الغَنَمِ :القاصِیَهُ الّتِی لا تَمْشِی معَ الغَنَمِ .

قال إِبراهیمُ الحَرْبِیُّ -رَحِمَه اللّه تَعالی-:لا أَدْرِی لِم لا تُؤخَذُ فی الصَّدَقَهِ ؟هل لاعْتِزالِها عن الغَنَمِ التی یَأْخُذُ منها المُصَدِّقُ و إِتْعابِها إِیّاه ؟قال:و أَظُنُّه أَرادَ أَن یَقُولَ :

الکَشُوف،فقَالَ : الکَنُوف ، و الکَشُوفُ (2): التی ضَربَها الفَحْلُ و هی حامِلٌ فنَهَی عن أَخْذِها؛لأَنَّها حامِلٌ ،و إِلاَّ فلا أَدْرِی،هکَذا هو نَصُّ العُبابِ ،فتَأَمَّلْ عِبارهَ المُصَنّفِ کیفَ فَسَّرَ الکَنُوفَ بما هُوَ تفسیرٌ للکَشُوفِ .

و یُقال: انْهَزَمُوا فما کانَتْ لَهُم کانِفَهٌ دُونَ المَنْزِلِ أَو العَسْکَرِ:أی مَوْضِعٌ یَلْجَؤُون إِلیه،و لم یُفَسِّرْه ابنُ الأَعرابِیِّ ،و فی التَّهْذِیبِ :فما کانَ لهُم کانِفَهٌ دونَ العَسْکَر:

أی:حاجِزٌ یَحْجُزُ العَدُوَّ عَنْهُم.

وَ یُدْعَی علی الإِنْسانِ فیُقال:لا تَکْنُفُه من اللّه کانِفَهٌ :أی لا تَحْفَظُه،و قالَ اللَّیْثُ :یُقالُ للإِنْسانِ المَخْذُولِ :لا تَکْنُفُه من اللّه کانِفَهٌ :أی لا تَحجُزُه،و

1- فی حَدِیثِ علیٍّ رضِیَ اللّه عنه: «و لا یَکُنْ للمُسْلِمِین کانِفَهٌ ». أی:ساتِرَهٌ ،و الهاءُ للمُبالَغَهِ .

و الکِنْفُ ،بالکَسْرِ: الزَّنْفَلِیجَهُ ،و هی: وِعاءٌ طَوِیلٌ تَکُونُ فیه أَدَاه الرَّاعِی و مَتاعُه. أَو هو وِعاءُ أَسْقاطِ التّاجِرِ و مَتاعِه و

17- فی الحَدِیثِ : «أَنّ عُمَرَ أَلْبَسَ عِیاضاً-رَضِیَ اللّه عنهما-مِدْرَعَهَ صُوفٍ ، وَ دَفَع إِلَیْهِ کِنْف الرّاعِی». قال اللِّحْیانِیُّ :هو مِثْلُ العَیْبَه، یُقال:جاءَ فلانٌ بکِنْفٍ فیه مَتاعٌ .و إِنَّما سُمِّی به لأَنَّه یَکْنُف ما جُعِلَ فیه،أی:یَحْفَظُه.

و الکُنْفُ بالضمِّ :جَمْعُ الکَنُوفِ من النُّوقِ قد تقَدّمَ تفسیرُه.

و أَیضاً: جَمْعُ الکَنِیفِ ،کأَمِیرٍ،و هو بمعنَی السُّتْرَه و به فُسِّرَ

17- حَدِیثُ أَبی بَکْرٍ رضِیَ اللّه عنه: «أَنّه أَشْرَفَ من کَنِیفٍ ».

أی:مِن سُتْرَهٍ ،کما فی العُبابِ (3)،و أَهْلُ العِراقِ یُسَمُّون ما أَشْرَعُوا من أَعالِی دُورِهِم کَنِیفاً .

و الکَنِیفُ أَیضاً: السّاتِرُ قال لَبِیدٌ:

حَرِیماً حِینَ لمْ یَمْنَعْ حَرِیماً

سُیُوفُهمُ و لا الحَجَفُ الکَنِیفُ (4)

و الکَنِیفُ أَیضاً: التُّرْسُ لِسَتْرِه،و یوصفُ به،فیُقال:

تُرْسٌ کنِیفٌ ،کما هُو فی قَوْلِ لَبیدٍ.

و منه سُمِّیَ المِرْحاضُ کَنِیفاً ،و هو الَّذِی تُقْضَی فیه حاجَهُ الإِنسانِ ،کأَنّه کُنِفَ فی أَسْتَرِ النَّواحِی.

و الکَنِیفُ : حَظِیرَهٌ من شَجَر أَو خَشَبٍ تُتَّخَذُ للإِبِلِ زادَ الأَزْهَرِیُّ :و للغَنَمِ ،تَقِیها الرِّیحَ و البَرْدَ،سُمِّیَ بذلِکَ لأَنّه یَکْنُفُها ،أی:یَسْتُرُها و یَقِیها،و منه قولِ کَعْبِ بن مالِکٍ -رضِیَ اللّه عنه-:

تَبِیتُ بَیْنَ الزَّرْبِ و الکَنِیفِ

وَ شاهِدُ الجَمْع:

لمّا تآزَیْنَا إلی دِفءِ الکُنُفْ

و الکَنِیفُ : النَّخْلُ یُقْطَعُ فیَنْبُتُ نحوَ الذِّراعِ ،و تُشَبَّهُ به اللِّحْیَهُ السَّوْداءُ فیقالُ :کأَنّما لِحْیَتُه الکَنِیفُ .

و کُنَیْفٌ کزُبَیْرٍ:عَلَمٌ ،ککانِفٍ کصاحِبٍ .

و من المَجازِ:

17- کُنَیْفٌ : لَقَبُ عَبْدِ اللّه بنِ مَسْعُودٍ،لَقَّبَه عُمَرُ رَضِیَ اللّه عنهُما،فقَالَ َ:« کُنَیْفٌ مُلِیءَ عِلْماً». و هذا هو

ص:467


1- (1) فی اللسان:«فی کنفه الإبل»و کنفه الإبل:ناحیتها.
2- (2) بالأصل«و الکنوف»و التصویب عن المطبوعه الکویتیه.و انظر ما ورد بحاشیتها.
3- (3) و مثله فی النهایه و اللسان. [1]
4- (4) ذیل دیوانه ط بیروت ص 227.

المَشْهُورُ عند المُحَدِّثِینَ ،خِلافاً لما فی الفَتاوَی الظَّهِیرِیَّه أَنَّه لَقَّبَه إِیّاهُ النَّبیُّ صلَّی اللّه عَلَیه و سَلَّم،أَشارَ له شَیْخُنا،أی:

أَنّه وِعاءٌ للعِلْم تَشْبیهاً بوِعاءِ الرَّاعِی الَّذِی یَضَعُ فیه کلَّ ما یَحْتاجُ إِلیهِ من الآلاتِ ،فکذلِک قَلْبُ ابنِ مَسْعُودٍ قد جُمِع فیه کُلُّ ما یَحْتاجُ إِلیه الناسُ من العُلُومِ ،و تَصْغِیرُه علی جَهَهِ المَدْحِ له،و هو تَصْغِیرُ تَعْظِیمٍ للکِنْفِ ،

17- کقوْلِ الحُبابِ بنِ المُنْذِرِ: «أَنا جُذَیْلُها المُحَکَّکُ ،و عُذَیْقُها المُرَجَّبُ ».

و کَنَفَه یَکْنُفُه کَنْفاً : صانَهُ و حَفِظَه،و قِیلَ : حاطَهُ کما فی الصِّحاح، و قِیلَ : أَعانَه و قالَ ابنُ الأَعرابِیِّ :أی ضَمَّهُ إِلیه وَ جَعَله فی عِیالِه،و قال غیرُه:أی قامَ بِهِ و جَعَلَه فی کَنَفِه ، وَ کُلُّ ذلِکَ مُتقارِبٌ .

کأَکْنَفَه فهو مُکْنَفٌ ،و هذِه عن ابن الأَعْرابیِّ ،یُقالُ :

أَکْنَفَه ،أی:أَتاهُ فی حاجَهٍ ،فقامَ له بها،و أَعانَه علَیْها.

و کَنَفَ الرَّجُلُ کَنِیفاً : إذا اتَّخَذَهُ یُقال: کَنَفَ الکَنِیفَ یَکْنُفُه کَنْفاً ،و کُنُوفاً :إذا عَمِلَه.

و کَنَفَ الدّارَ یَکْنُفها :اتَّخَذَ، و جَعَلَ لَهَا کَنِیفاً و هو المِرْحاض.

و أَبُو مُکْنِفٍ ،کمُحْسِنٍ و مَعْناهُ المُعِینُ :

14- زَیْدُ الخَیْلِ بنُ مُهَلْهِلِ بنِ زَیْدِ (1)بنِ عَبْدِ رُضا،الطّائِیُّ : صحابِیٌّ رضِیَ اللّه عنهُ ،و سَمّاه النبیُّ صلّی اللّه عَلَیهِ و سَلّم زَیْدَ الخَیْرِ.

وَ ابنُه مُکْنِفٌ هذا کانَ له غَناءٌ فی الرِّدَّهِ مع خالِدِ بن الوَلِیدِ، وَ هو الذی فَتَح الرَّیَّ ،و أَبو حَمّادٍ الرّاوَیَهُ من سَبْیِهِ .

و التَّکْنِیفُ :الإِحاطَهُ بالشَیْ ءِ،یُقال: کَنَّفُوه تَکْنِیفاً :إذا أَحاطُوا بِهِ ،نَقَلَه الجَوْهَریُّ ،قال: و منه صِلاءٌ مُکَنَّفٌ ، کمُعَظَّمٍ : أی أُحِیطَ بِهِ من جَوانِبِه.

و قال ابنُ عَبّادٍ: رَجُلٌ مُکَنَّفُ اللِّحْیَهِ : أی عَظِیمُها.

قال: و لِحْیَهٌ مُکَنَّفَهٌ أَیضاً: أی عَظِیمَهُ الأَکْنافِ : أی الجَوانِبِ ، و إِنه لمُکَنَّفُها : أی عَظِیمُها،لا یَخْفَی أَنّه تَکْرار.

و اکْتَنَفُوا :اتَّخَذُوا کَنِیفاً : أی حَظِیرَهً لإِبِلِهم و کذا للغَنَمِ .

و اکتَنَفُوا فُلانًا: إذا أَحاطُوا بِهِ من الجَوانِبِ و احْتَوَشُوه،و منه

17- حَدِیثُ یَحْیَی بنِ یَعْمَرَ: « فاکْتَنَفْتُه أَنَا و صاحِبی». أی:

أَحَطْنَا به من جانِبَیْه، کتَکَنَّفُوه و منه قولُ عُرْوَهَ بْنِ الوَرْدِ:

سَقَوْنِی الخَمْرَ ثُمَّ تَکَنَّفُونِی

عُدَاهُ اللّه من کَذِبٍ و زُورِ (2)

وَ تَقَدَّمَتْ قِصّهُ البیتِ فی«یستعر».

و کانَفَه مُکانَفَهً : عاوَنَه و منه

16- حَدِیثُ الدُّعاءِ: «مَضوْا علی شَاکِلَتِهم مُکانِفِینَ ». أی: یَکْنُفُ بعضُهم بعضاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

یُقال:بَنُو فُلانٍ یَکْتَنِفُونَ بَنِی فُلانٍ :أی هُمْ نُزُولٌ فی ناحِیَتِهم،و کذا یَتَکَنَّفُونَ .

وَ کَنَفَه عَن الشَّیْ ءِ:حَجَزَه عنه.

وَ تَکَنَّفَه ،و اکْتَنَفَه :جَعَله فی کَنَفِه ، ککَنَفَهُ .

وَ أَکْنَفَه الصَّیْدَ و الطَّیْرَ:أَعانَه علی تَصَیُّدِها.

وَ اکْتَنَفَت النّاقَهُ :تَسَتَّرَتْ فی أَکْنافِ الإِبِلِ من البَرْدِ.

وَ حکَی أَبو زَیْدٍ:شاهٌ کَنْفاءُ :أی حَدْباءُ،کما فی الصِّحاح.

وَ المُکانِفُ :التی تَبْرُک من وَراءِ الإِبِلِ ،عن ابنِ الأَعرابیِّ .

وَ

16- فی الحَدِیثِ (3): «شَقَقْنَ أَکْنَفَ مُرُوطِهِنَّ ،فاخْتَمَرْنَ بِهِ ».

أی أَسْتَرَها و أَصْفَقَها،و یُرْوی بالثّاءِ المُثَلَّثَهِ ،و النونُ أَکثرُ.

وَ اکْتَنَفُوا :اتَّخَذُوا کَنِیفاً :أی مِرْحاضاً.

وَ فی المُحِیطِ و اللِّسان: تکَنَّفَ القَومُ بالغُثاتِ ،و ذلک أَنْ تَمُوتَ غَنَمُهُم هُزالاً،فیَحْظُرُوا بالَّتِی ماتَتْ حولَ الأَحیاءِ التی بَقِینَ ،فتَسْتُرُها من الرِّیاحِ و نَصُّ المُحیطِ :«فیَسْتُرُونَها من الشَّمالِ ».

وَ یُقال: کَنَفَ القومُ :أی حَبَسُوا أَمْوالَهُم من أَزْلٍ و تَضْیِیقٍ علیهم.

وَ الکَنِیفُ :الکُنَّهُ تُشْرَعُ فوقَ بابِ الدّار.

وَ کَنَفَ الشّیْ ءَ کَنْفاً :جَعَلَه کالکِنْفُ بالکسرِ،و هو الوعاءُ.

ص:468


1- (1) فی جمهره ابن حزم ص 403 [1] زید بن منهب بن عبد رِضی و فی المقتضب ص 91« [2]یزید».
2- (2) دیوانه ط بیروت ص 32 بروایه:«سقونی النَّسءَ»یقال لکل مسکرٍ نسء.
3- (3) فی اللسان و [3]النهایه:و فی حدیث عائشه رضی اللّه عنها.

و یُسْتعارُ الکِنْفُ لدَواخل الأُمورِ.

وَ الکُنافَهُ ،کثُمامَهٍ :هذِه القَطائِفُ المأْکُولَه،و صانِعُها کَنَفانِیٌّ ،محرّکَهً لُغهٌ عامِّیّهٌ .

کنهف

کَنْهفٌ ،کجَنْدَلٍ أَهملَه الجوهریُّ ،و صاحبُ اللِّسانِ ،و الصّاغانِیُّ فی کِتابَیْهِ هُنا،و أَورده فی العُباب فی «کهف»عن ابن دُریْدٍ:أَنَّه: ع و أَغْفَلَه یاقِوت فی المُشْتَرکِ (1).

و یُقال: کَنْهَفَ عنّا: أی مضَی و أَسْرعَ عن ابنِ دُریْدٍ أَیضاً أَو النُّونُ زائِدهٌ و هو الَّذِی صوَّبه ابنُ دُریْدٍ،و لِذا أَعاده المُصنِّفُ ثانِیاً فی«کهف».

کوف

الکُوفَهُ ،بالضَّمِّ :الرَّمْلَهُ الحمْراءُ المُجْتَمِعهُ ، وَ قِیلَ : المُسْتَدِیرهُ ،أو کلُّ رَمْلَهٍ تُخالِطُها حصْباءُ أَو الرَّمْلَه ما کانَتْ .

و الکُوفَهُ : مَدِینَهُ العِراقِ الکُبْری، وَ هی قُبَّهُ الإِسْلام، و دارُ هِجْرَهِ المُسْلِمِینَ ، قیل: مَصَّرَها سعْدُ بنُ أَبِی وقّاصٍ ، وَ کانَ قبل ذلِک مَنْزَلَ نُوحٍ عَلَیهِ السَّلامُ ،و بَنَی مَسْجِدَها الأَعْظَم،و اخْتُلِفَ فی سبَب تَسْمِتِها،فقِیلَ : سُمِّی هکَذا فی النُّسخ،و صوابُه سُمِّیَتْ لاسْتِدارتِها،و قِیل:بسبَب اجْتِماعِ النّاسِ بِها و قِیلَ :لکَوْنِها کانَتْ رَمْلَهً حمْراءَ،أَو لاخْتِلاطِ تُرابِها بالحَصَی،قاله النَّوَوِیُّ ،قال الصّاغانِیُّ :

وَ ورَدَتْ رامهُ بِنْتُ الحُصَیْن (2)بنِ مُنْقِذِ بنِ الطَّمّاحِ الکُوفَهَ فاسْتَوْبلَتْها،فقالَتْ :

أَلاَ لَیْتَ شِعْرِی هلْ أَبِیتَنَّ لَیْلَهً

وَ بیْنِی و بیْنَ الکُوفَهِ النَّهَرانِ

فإِنْ یُنْجِنِی مِنْها الَّذِی ساقَنِی لَها

فلا بُدَّ من غِمْرٍ (3)،و مِن شَنَآنِ

و یُقال:لَها أَیْضاً کُوفانُ بالضمِّ ،نقله النّوَوِیُّ فی شرحِ مُسْلِمٍ عن أَبی بَکْرٍ الحازمِیِّ الحافِظِ ،و غیرِه،و اقْتَصرُوا علی الضَّمِّ ،قال أَبو نُواس:

ذَهَبَتْ بنا کُوفانُ مذْهَبَها

وَ عَدِمْتُ عن ظُرَفائِها خَیْرِی (4)

وَ قالَ اللِّحْیانِیُّ : کُوفانُ :اسمٌ للکُوفَهِ ،و بها کانَتْ تُدْعی قبلُ ،و قال الکِسائِیُّ :کانَت الکُوفَهُ تُدْعَی کُوفانَ .قولُه:

و یُفْتَحُ إِنما نَقَل ذلکَ عن ابنِ عبّادٍ فی قولِهم:إِنَّه لَفی کَوْفانٍ ،کما سیأْتِی، و یُقالُ لها أَیضاً: کُوفَهُ الجُنْدِ؛لأَنّه اخْتُطَّتْ فیها خِطَطُ العربِ أَیّامَ عُثْمانَ رضِی اللّه عنه،و فی العُباب،أَیامَ عُمَرَ رضِی اللّه عنه خَطَّطَها أی:تَولَّی تَخْطِیطَها السّائِبُ بنُ الأَقْرَع بنِ عوْفٍ الثَّقَفیُّ رضِی اللّه عنه (5)،و هو الذی شَهد فتحَ نَهاوَنْدَ مع النُّعْمانِ بنِ مُقَرِّنٍ ، وَ قد ولِیَ أَصْبهانَ أَیضاً،و بها ماتَ ،و عَقِبُه بها،و منه قَوْلُ عَبْدهَ بنِ الطَّبِیبِ العَبْشَمِیّ :

إِنّ التِی ضَرَبَتْ بیْتَاً مُهاجرهً

بکُوفَهِ الجُنْدِ غالَتْ وُدَّها غُولُ

أَو سُمِّیَتْ بِکُوفانَ ،و هو جُبَیْلٌ صَغِیرٌ،فسَهَّلُوهُ و اخْتَطُّوا علَیْهِ و قد تقَدَّم ذلِکَ عن اللِّحْیانِیِّ و الکِسائِیِّ ، أَو مِنَ الکَیْفِ وَ هو القَطْعُ ،لأَنَّ أَبْرَوِیزَ أَقْطَعَه لبَهْرامَ ،أو لأَنَّها قِطْعَهٌ من البلادِ،و الأَصلُ کُیْفَه،فلمّا سَکَنَت الیاءُ و انْضَمَّ ما قَبْلَها جُعِلَتْ واواً،أَو هی من قَوْلِهم:هُمْ فی کُوفانٍ ،بالضّمِّ وَ یُفْتَحُ و هذه عن ابنَ عَبّادٍ،و الضَّمُّ عن الأَمَویّ و کَوَّفانٍ ، مُحَرَّکَهً مشَدَّدَهَ الواوِ،أی فی عِزٍّ و مَنَعَهٍ (6)،أو لأَنَّ جَبَلَ ساتِیدَمَا (7)مُحِیطٌ بِها کالکافِ ،أو لأَنَّ سَعْداً أی ابنَ أَبی وقّاصٍ -رضِی اللّه عنه- لَمّا أَراد أَنّ یبْنِیَ الکُوفَهَ ارْتادَ هذِه المَنْزِلَهَ للمُسْلِمِینَ ،قال لَهُم: تَکَوَّفُوا فی هذا المَکانِ ، أی:اجْتَمِعُوا فیه، أَو لأَنَّه قالَ : کَوِّفُوا هذِه الرَّمْلَهَ :أی نَحُّوها و انْزِلُوا،و هذا قولُ المُفَضَّلِ ،نقله ابنُ سِیدَه.

قال یاقُوت،و لمّا بَنَی عُبَیْدُ اللّه بْنُ زِیادٍ مَسْجِدَ الکُوفَهِ صَعَد المِنْبَرَ،و قالَ :یا أَهْلَ الکُوفَهِ ،إِنِّی قد بَنَیْتُ لکُمْ

ص:469


1- (1) و فی معجم البلدان:أیضاً.
2- (2) فی معجم البلدان«الکوفه»:«بنت الحسین»و البیتان فیه.
3- (3) عن معجم البلدان و [1]بالأصل«من عمر».
4- (4) معجم البلدان«کوفان»بروایه«صبری»بدل«خیری»و ذکر بیتاً آخر: ما ذاک إلاّ أننی رجل لا أستخف صداقه البصری.
5- (5) فی معجم البلدان:و أبو الهیاج الأسدی.
6- (6) فی معجم البلدان:«أی فی أمر یجمعهم»و نقل عن الأموی فی«کوفان»أی فی حرز و منعه.
7- (7) عن القاموس و [2]بالأصل«ساتیذما»بالذال.و المثبت یتفق مع روایه یاقوت.

مَسْجِداً لم یُبْنَ علی وَجْهِ الأَرضِ مِثْلُه،و قد أنْفَقْتُ علی کُلِّ أُسْطوانَهٍ سَبْعَ عَشْرَهَ مائهً ،و لا یهدِمه إِلا باغٍ أَو حاسِدٌ (1)،و رُوِیَ عن بِشْرِ بن عَبْدِ الوَهّابِ القُرَشِیِّ مَوْلَی بنِی أُمَیَّه،و کان یَنْزِلُ دِمَشْقَ ،و ذَکَر أَنَّه قَدَّر الکُوفَهَ ،فکانَتْ سِتَّهَ عَشَرَ مِیلاً و ثُلُثَیْ مِیلٍ ،و ذَکَر أنَّ فِیها خَمْسِینَ أَلْفَ دارٍ للعَرَبِ من رَبیعَهَ و مُضَرَ،و أَرْبَعهً و عِشْرِینَ أَلْفَ دارٍ لسائِر العَرَبِ ،و ستّهً و مُضَرَ،و أَرْبَعهً و عِشْرِینَ أَلْفَ دارٍ لسائِر العَرَبِ ،و ستّهً و ثَلاثِینَ أَلفَ (2)دارٍ للیَمَنِ .و الحَسْناءُ لا تَخْلُو من ذامٍّ ،قال النِّجاشِیُّ یَهْجُو أَهلَها:

إذا سَقَی اللّه قَوْماً صَوْبَ غادِیَهٍ

فلا سَقَی اللّه أَهْلَ الکُوفَهِ المَطَرَا

التّارِکِینَ علی طُهْرٍ نَساءَهُمُ

وَ النائِکِین بشَطَّیْ دِجْلَهَ البَقَرَا

وَ السّارِقِینَ إذا ما جَنَّ لَیْلُهُمُ

وَ الدّارِسِینَ إذا ما أَصْبَحُوا السُّوَرَا

وَ المَسافَهُ ما بینَ الکُوفَهِ و المَدِینَهِ نحوُ عِشْرِینَ مَرْحَلَهً .

و کُوَیْفَهُ کجُهَیْنَهَ :ع،بقُرْبِها أی الکُوفَه ، و یُضافُ لابنِ عُمَرَ،لأَنَّه نزَلَها و هو عبدُ اللّه بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ ،هکَذا ذکره الصّاغانیُّ (3)،و الصوابُ ما فی اللِّسانِ ،یقال له:

کُوَیْفَهُ عَمْرٍو،و هو عَمْرُو بنُ قَیْسٍ من الأَزْدِ،کان أَبْرَوِیزُ لمّا انْهَزَمَ من بَهْرام جُورَ نَزَل به،فَقَراهُ ،فلما رَجَع إلی مُلْکِه أَقْطَعَه ذلِک المَوْضِعَ .

و کُوفَی ، کطُوبَی:د،بِباذَغِیسَ ،قُرْبَ هَراهَ نَقَله الصّاغانِیُّ .

و الکُوفانُ بالضمِّ و یُفْتَحُ عن ابنِ عَبّادٍ و الکَوَّفانُ ، وَ الکُوَّفانُ ،کهَیَّبان،و جُلَّسانٍ .الرَّمْلَهُ المُسْتَدِیرَهُ و هو أَحَدُ أَوْجُهِ تَسْمِیَهِ الکوفَهِ کُوفَهَ ،کما تقَدَّم.

و الکوفانُ : الأَمْرُ المُسْتَدِیرُ یُقالُ :تُرِکَ القَوْمُ فی کُوفانٍ ، نَقَلَه الجَوْهَریُّ .

و الکوفانُ (4): العَناءُ و المَشَقَّهُ ،و به فُسِّرَ أَیْضاً قولُهُم:تَرَکْتُهم فی کوفانٍ ،کما فی الصِّحاحِ :أی عَناءٍ و مَشَقَّهٍ وَ دَوَرانٍ ،و أَنشَدَ اللَّیْثُ :

فلا أُضْحِی و لا أَمْسَیْتُ إِلاّ

وَ إِنِّی منکُمُ فی کَوَّفانِ

و قال الأُمَوِیُّ : الکُوفانُ ،بالضمِّ : العِزُّ و المَنَعَهُ ،و منه قولُهم:إِنَّه لفی کُوفانٍ ،و فتَحَ ابنُ عَبّادٍ الکافَ ،و فی اللِّسانِ :إِنَّه لَفی کُوفانٍ من ذلِک:أی حِرْزٍ و مَنَعَهٍ .

و الکُوفانُ : الدَّغَلُ من القَصَبِ و الخَشَبِ نَقَله الصّاغانِیُّ ،و فی اللِّسانِ بَیْنَ القَصَبِ و الخَشَبِ ، و یُقال:

ظَلُّوا فی کُوفانٍ : أی فی عَصْفٍ کَعَصْفِ الرِّیحِ و الشَّجَرهِ أَو فی اخْتِلاطٍ و شَرٍّ شَدِیدٍ أَو فی حَیْرَهٍ ،أَو فی مَکْرُوهٍ ، أَو فی أَمْرٍ شَدِیدٍ کلُّ ذلِک أَقوالٌ ساقَها الصّاغانِیُّ .

و یُقال: لَیْسَت به کُوفَهٌ و لا تُوفَهٌ : أی عَیْبٌ نقَلَه الصّاغانِیُّ ،و هو مثل المَزْرِیَه،و قد تافَ و کافَ .

و کافَ الأَدِیمَ یَکُوفُه کَوْفاً : کَفَّ جَوانِبَه.

و الکافُ :حَرْف یذَکَّر و یُؤَنَثُ ،و کذلک سائِرُ حُروفِ الهِجاءِ،قال الرّاعِی:

أَشاقَتْکَ أَطْلالٌ تَعَفَّتْ رُسُومُها

کما بَیَّنَتْ کافٌ تَلُوحُ و مِیمُها (5)

وَ أَلِفُ الکافِ واوٌ،و هی من حُرُوف ال جَرِّ تکون:أَصْلاً، وَ بَدَلاً،و زائداً،و تکونُ اسْماً،فإِذا کانت اسماً ابْتُدِیءَ بها، فقِیلَ :کزَیدٍ جاءَنِی،یریدُ:مِثْل زَیْدٍ جاءَنِی.

و تَکُونُ للتَّشْبِیهِ مثل:زَیْدٌ کالأَسَدِ.

و تکونُ للتَّعْلِیل عند قَوْمٍ ،و منه قولُه تَعالَی: کَما أَرْسَلْنا فِیکُمْ رَسُولاً (6): أی،لأَجْلِ إِرْسالِی،و قولُه تَعالی: وَ اذْکُرُوهُ کَما هَداکُمْ (7)أی لأَجْلِ هِدایتِه لَکُم.

و تَکُونُ أَیضاً للاسْتِعْلاءِ قال الأَخْفَشُ :و ذلِک مثلُ قَوْلِهم: کُنْ کَما أَنْتَ علَیْهِ أی:علی ما أَنْتَ عَلَیهِ .

و کَخَیْرٍ،فی جوابِ ما إذا قِیلَ : کَیْفَ أَنْتَ ؟أَو کَیْفَ

ص:470


1- (1) معجم البلدان: [1]جاحد.
2- (2) معجم البلدان:و [2]سته آلاف دار للیمن.
3- (3) و یاقوت فی معجم البلدان.
4- (4) هذه نص الصاغانی فی التکمله علی أنها بالفتح و التشدید لغه فی کُوفان بالضم.
5- (5) دیوانه ص 258 و صدره فیه: أشاقتک آیات أبان قدیمها.
6- (6) سوره البقره الآیه 151. [3]
7- (7) سوره البقره الآیه 198. [4]

أَصْبحْتَ ؟ فالکافُ هُنا فی معنَی علَی،قال ابنُ جِنِّی:و قد یجُوزُ أَنْ تکونَ فی معْنَی الباءِ،أی:بخَیْرٍ.

و تکونُ للمُبادرهِ :إذا اتَّصلَتْ بِما،نحو:سلِّمْ کَما تَدْخُلُ ،و صلِّ کَما یَدْخُلُ الوَقْتُ .

وَ قد تَقَعُ موقعَ الاسمِ ،فیدْخُلُ علیها حرفُ الجرِّ،کما قال امْرُؤُ القَیْسِ یصِفُ فَرساً:

وَ رُحْنَا بکَابْنِ الماءِ یُجْنَبُ وَسْطَنا

تَصوَّبُ فیهِ العیْنُ طَوْرًا و تَرْتَقِی

و قد تَکُونُ للتَّوْکِیدِ،و هی الزَّائِدهُ بمنزلهِ الباءِ-فی خَبِر لَیْس،و فی خَبر ما-و مِنْ ،و غَیْرِها من الحروفِ الجارَّهِ ،نحو قولِه عزَّ و جلّ : لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ (1)وَ تَفْسِیرُه-و اللّه أَعلَمُ :-لیس مِثْلَه شیْ ءٌ،و لا بُدَّ من اعتِقادِ زیادهِ الکافِ ،لیصحَّ المَعْنَی؛لأَنَّکَ إِن لم تَعْتَقِد ذلِک أَثْبتَّ له عزَّ اسمُه مِثْلاً،و زَعَمْتَ أَنّه لَیْس کالَّذِی هُو مِثله شیءٌ، فیفْسُدُ هذا من وجْهیْنِ :

أَحدُهما:ما فِیه من أَثْباتِ المِثْلِ لمَنْ لا مِثْلَ له،عزَّ وَ علاَ علُوًّا کَبیرًا.

و الآخرُ:أنَّ الشَّیْ ءَ إذا أَثْبتَّ له مِثْلاً فهو مِثْلُ مِثْلِه؛لأَنَّ الشَّیْ ءَ إذا ماثَلَهُ شَیْ ءٌ فهو أَیْضاً مُماثِلٌ لِما ماثَلَه،و لو کانَ ذلِکَ کذلک-علی فَسادِ اعْتِقادِ مُعْتَقِدِه-لما جازَ أَن یُقال:

لَیْس کمِثْلهِ شیءٌ؛لأَنَّه تعالَی مِثْلُ مِثْلِه،و هو شَیْ ءٌ؛لأَنَّه تبارکَ و تَعالَی قد سَمَّی نَفْسه شَیْئاً بقولِه: قُلْ أَیُّ شَیْ ءٍ أَکْبَرُ شَهادَهً ،قُلِ اللّهُ شَهِیدٌ بَیْنِی وَ بَیْنَکُمْ (2).

فعُلِم من ذلکَ أنَّ الکافَ فی لَیْسَ کَمِثْلِهِ لا بُدّ أَنْ تَکُونَ زائِدَهً ،و مثلُه قولُ رُؤْبه:

لَواحِقُ الأَقْرابِ فِیها کالمَقَقْ

وَ المَقَقُ :الطُّولُ ،و لا یُقال:فی هذَا الشَّیْ ءِ کالطُّولِ ، إِنّما یُقال:فی هذَا الشیءِ طُولٌ ،فکأَنَّه قالَ :فِیها مَقَقٌ :أی طُولٌ .

وَ قال شیخُنا فی قَوْلِه تَعالی: لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ قد أَخْرجها المُحقِّقُونَ عن الزِّیادهِ ،و جعلُوها من بابِ الکِنایهِ ،کما فی شُرُوحِ التَّلْخِیصِ و المِفْتاحِ ،و التَّفْسِیرَیْنِ ، وَ غیرِها.

و تَکُونُ اسْماً جارًّا مُرادِفاً لِمِثْل،أو لا تَکُونُ إلاّ فی ضَرُورهٍ ،کقَوْلِه:

یضْحکْنَ عَنْ کالْبَرَدِ المُنْهَمِّ (3)

أی:عَن مثل البَرَدِ.

و قد تَکُونُ ضَمِیرًا مَنْصوباً و مَجْرُورًا،نحو قولِه تَعالی: ما وَدَّعَکَ رَبُّکَ وَ ما قَلی (4)و نَصُّ الصِّحاحِ :

وَ قد تَکُون ضَمِیرًا للمُخاطَبِ المَجْرُورِ و المَنْصُوب، کقولِکَ :غُلامُکَ ،و ضَرَبَکَ ،زاد الصّاغانِیُّ :تُفْتَحُ للمُذَکَّر، وَ تُکْسَرُ للمُؤَنَّثِ ،للفَرْقِ .

و قد تکونُ حَرْفَ مَعْنًی،لاحِقَهً اسْمَ الإِشارَهِ و نصُّ الصِّحاحِ :و قد تَکُونُ للخِطابِ ،و لا موضعَ لها من الإِعْرابِ کَذلِکَ ،و تِلْکَ و أُولئکَ ،و رُوَیْدَکَ ؛لأَنَّها لَیْسَتْ باسمٍ هُنا، وَ إِنَّما هی للخِطاب فقط ،تُفْتَحُ للمُذَکَّرِ،و تُکسرُ للمُؤَنَّثِ .

و تکون لاحِقَهً للضَّمِیرِ المُنْفَصِلِ المَنْصُوبِ ،کإِیّاکَ وَ إِیّاکُما.

و لاحِقَهً لبَعْضِ أَسْماءِ الأَفْعالِ ،کحَیَّهَلَکَ ،و رُوَیْدَکَ ، وَ النَّجاکَ (5).

و تکونُ لاحِقَهً لأَرَأَیْتَ ،بمَعْنَی أَخْبِرْنِی،نحو:

أَ رَأَیْتَکَ هذَا الَّذِی کَرَّمْتَ عَلَیَّ (6)و قد بُسِط معانِی« الکافِ » وَ ما فِیها کُلُّه فی المُغْنِی و شُرُوحِه،و أَوردَ الشیخُ ابنُ مالِکٍ أَکثَرَها فی التَّسْهِیل عن اللِّحْیانِیّ .

و تُکافُ ،بضَمِّ المُثَنّاهِ الفَوْقِیّه:ه بجُوزَجانَ ،و:ه أُخْرَی بنَیْسابُورَ.

وَ کَوَّفْتُ الأَدِیمَ تَکْوِیفاً : قَطَعْتُه،کَکَیَّفْتُهُ تَکْییفاً.

و کَوَّفْتُ الکافَ : عَمِلْتُها،و کَتَبْتُها.

و تَکَوَّفَ الرَّمْلُ تَکَوُّفاً ،و کَوْفانًا بالفَتْحِ :اسْتَدارَ و کذلِک الرَّجُلُ .

ص:471


1- (1) سوره الشوری الآیه 11.
2- (2) سوره الأنعام الآیه 19. [1]
3- (3) الرجز للعجاج،انظر الخزانه 462/4. [2]
4- (4) سوره الضحی الآیه 3. [3]
5- (5) فی المغنی ص 240:« [4]النجاءک».
6- (6) سوره الإسراء الآیه 62. [5]

و تَکَوَّفَ الرَّجُلُ : تَشَبَّهَ بالکُوفِیِّین،أو انْتَسبَ إِلَیْهم أَو تَعصَّبَ لهُم،و ذَهَبَ مَذْهَبَهم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

کَوَّفَ الشیءَ:نَحّاهُ ،و قِیلَ :جَمَعَه.

وَ کَوَّفَ القومُ :أَتَوا الکُوفَهَ ،قال:

إذا ما رَأَتْ یَوْماً مِنَ النّاسِ راکِباً

یُبَصِّرُ من جِیرانِها و یُکَوِّفُ

وَ قالَ یَعْقُوبُ : کَوَّفَ :صارَ إلی الکُوفَهِ .

وَ النّاسُ فی کَوْفَی من أَمْرِهِم،کسَکْری:أی فی اختِلاطٍ .

وَ جمعُ الکافِ أَکْوابٌ علی التَّذْکِیرِ،و کافاتٌ علی التَّأْنِیثِ ،و من الأَخِیرِ قَوْلُهم: کافاتُ الشِّتاءِ سَبْعٌ .

وَ الکافُ :الرَّجُلُ المُصْلِحُ بینَ القَوْمِ ،قال:

خِضَمٌّ إذا ما جِئْتَ تَبْغِی سُیُوبَه

وَ کافٌ إذا ما الحَرْبُ شَبَّ شِهابُها

وَ الکافُ :لَقَبُ بعضِهم.

وَ الکُوفِیّهُ :ما یُلْبَسُ علی الرَّأْسِ ،سُمِّیَتْ لاسْتِدارَتِها.

کهف

الکَهْفُ :کالبَیْتِ المَنْقُور فی الجَبَلِ ج:

کُهُوفٌ کذا فی الصِّحاح أَو هو کالغَارِ کذا فی النُّسَخِ ، وَ صوابُه کالمَغارِ فی الجَبَلِ کما هو نَصُّ العَیْنِ إِلا أَنَّه واسِعٌ ،فإِذا صَغُرَ فَغارٌ أی:فالغارُ أَعَمُّ ،لا أَنّه خاصُّ بغیرِ الواسِعِ ،کما تَوَهَّمَ ،قاله شیخُنا.

و من المَجازِ: الکَهْفُ : الوَزَرُ و المَلْجَأُ یُقال:هو کَهْفٌ قَوْمِه:أی مَلْجَؤُهم،أُولئکَ معاقِلُهُم و کُهُوفُهم ،و إِلَیْهِم یَأْوِی ملْهُوفُهم،کما فی الأَساسِ ،و فی التّهْذِیبِ :فُلاَنٌ کهْفُ (1)أَهْلِ الرِّیَبِ :إذا کانُوا یلُوذُونَ به،فیکُونُ وَزَرًا (2)وَ مَلْجأً لهم،و أَنشَد الصّاغانِیُّ :

وَ کنتَ لَهُمْ کَهْفاً حصِینًا و جُنَّهَ

یَؤُولُ إِلَیْها کَهْلُها و ولِیدُها (3)

و قال ابنُ دُریْدٍ: الکَهْفُ زَعَمُوا: السُّرْعَهُ و المَشْیُ وَ نصُّ الجمْهَرهِ :السُّرْعَهُ فی المَشْیِ و العَدْوِ،و قال: و هو فعْلٌ مُماتٌ ،و منه بِناءُ کَنْهَفَ عنّا: إذا أَسْرَع،و قالَ مَرّهً :

وَ منه بِناءُ کَنْهَف ،و هو مَوْضِعٌ ، و النونُ زائِدهٌ و قد تَقَدَّمَت الإِشارهُ إِلیه.

و أَصحابُ الکَهْفِ المذْکُورُونَ فی القُرْآنِ :اخْتُلِفَ فی ضَبْطِ أَسامِیهِم علی خَمْسهِ أَقوالٍ :

القولُ الأَوّلُ : مَکْسَلْمِینا،إِمْلِیخا،مَرْطُوکش،نَوالِس، سانیوس،بَطْنَیُوس،کَشْفُوطَط .

أَو،مَلِیخا بحَذْفِ الأَلفِ مَکْسَلْمِینا مثل الأَول مَرْطُوس، نِوانِس،أَرْبطانس،أَونوس،کَنْدَ سَلْطَطْنوس و هذا هو القول الثانی.

أَو مَکْسَلْمِینا،مَلِیخا،مَرْطُونَس،یَنْیُونس،سارَبونَس، کَفَشْطَیُون و فی بعضِ النسخ لطاءَین ذُو نُواس و هذا هو القول الثالث.

أَو مَکْسَلْمِینا،أَمْلیخا،مَرَطونَس،یُوانَس،سارَیْنوس، بَطْنَیوس،کَشْفوطَط و هذا هو القول الرابع.

أو مَکْسَلْمینا،یَمْلِیخا،مَرْطونَس،یَنْیونِس،دوانَوانِس، کَشْفیطَط ،نونَس و هذا هو القول الخامس.

وَ قد اقْتَصَر الزَّمَخْشَریُّ فی الکَشّافِ علی القولِ الأَخیرِ، مع تَغْییرٍ فی بعضِ الأَسماءِ.

وَ قد ذکرَ أَهلُ الحُروفِ و المُتَکَلِّمُون فی خواصِّها أنَّ من کَتَبَها فی ورقَهٍ و عَلَّقَها فی دارٍ لم تُحْرَق،و قد جُرِّبَ مِرارًا، وَ یَزِیدُون ذِکْرَ«قِطْمِیر»و هو اسمُ کلبِهم،و یَکْتُبُونَه وَحْدَه علی طَرَفِ الرسائِل،فتُبَلَّغُ إلی المُرسَل إِلیه.

و المَکْهَفَهُ هکذا فی النسخ،و الصوابُ : الکَهْفَهُ : ماءَهٌ لبَنِی أَسَد بن خُزَیْمَهَ قریبهُ القَعْر،کما هو نصُّ العُبابِ وَ المُعْجَم.

و أُکَیْهِفٌ مصغّرًا و ذاتُ کُهْفٍ بالضمِّ ،و کَنْهَفٌ کجَنْدَلٍ :

مواضِعُ شاهِدُ الأَوّلِ قولُ أَبی وَجْزَهَ .

حتی إذا طَوَیَا و اللَّیْلُ مُعْتَکِرٌ

من ذِی أُکَیْهِفَ جِزْعَ البانِ و الأَثَبِ

ص:472


1- (1) فی التهذیب:لأهل الریب.
2- (2) فی التهذیب:وزرًا لَهُم یلجأون إلیه إذا رُوِّعوا.
3- (3) عجزه بالأصل: یؤوب إلیها کهفها و ولیدها وَ المثبت عن المطبوعه الکویتیه.

و أَما الثّانِی فقد ضَبَطَه یاقوتٌ و الصّاغانِیُّ بالفَتْح،و منه قولُ بِشْرِ بنِ أَبی خازِمٍ :

یَسُومُونَ الصَّلاحَ بذاتِ کَهْفٍ

وَ ما فِیها لَهُم سَلَعٌ وقارٌ

وَ قولُ عَوْفِ بنِ الأَحْوَصِ :

یَسُوقُ صُرَیْمٌ شاءَها من جُلاجلٍ

إِلیَّ و دُونِی ذاتُ کَهْفٍ وقُورُها

وَ أَما الثالِثُ فقد ذَکَرَه ابنُ دُرَیْدٍ،و تَقَدّمت الإِشارهُ إِلیه.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: تَکَهَّفَ الجَبَلُ :صارَ تْ فیه کُهُوفٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

ناقَهٌ ذاتُ أَرْدافٍ و کُهُوفٍ ،و هی ما تَراکَبَ فی تَرائِبِها وَ جَنْبَیْها من کَرادِیسِ اللَّحْمِ و الشَّحْمِ ،و هو مجازٌ نقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ (1)و ابنُ عَبّادٍ.

وَ تَکَهَّفَت البِئْرُ،و تَلَجَّفَت،و تَلَقَّفَت:إذا أَکَلَ الماءُ أَسْفَلَها فَسَمِعْتَ للماءِ فی أَسْفَلِها اضْطِراباً،نقله ابنُ دُرَیْدٍ (2).

وَ تَکَهَّفَ ،و اکْتَهَفَ :لَزِمَ الکَهْفَ .

وَ کَهْفَهُ :اسمُ امْرَأَهٍ ،و هی: کَهْفَهُ بنتُ مَصادٍ أَحدِ بَنِی نَبْهانَ .

کیف

الکَیْفُ :القَطْعُ و قد کافَه یَکِیفُه ،و مِنه: کَیَّفَ الأَدِیمَ تَکْیِیفاً :إذا قَطَعَه.

و کَیْفَ ،و یُقال:کَیْ بحَذْفِ فائِه،ما قالُوا فی سَوْفَ :

سَوْ،و منه قولُ الشّاعرِ:

کَیْ تَجْنَحُونَ إلی سَلْمٍ و ما ثُئِرَتْ

قَتْلاکُمُ (3)،و لَظَی الهَیْجاءِ تَضْطَرِمُ

کما فی البَصائِرِ،قال الجوْهَرِیّ : اسمٌ مُبْهَمٌ غیرُ مُتَمَکِّنٍ وَ إِنّما حُرِّکَ آخِرُه للسّاکِنَیْنِ ،و بُنِی بالفَتْحِ دونَ الکَسْرِ لمَکانِ الیاءِ کمَا فی الصِّحاحِ ،و قال الأَزْهرِیُّ : کَیْفَ :حرفُ أَداهٍ ،و نُصِبَ الفاءُ فِرارًا (4)به من الیاءِ الساکنهِ فیها؛ لئلاّ یَلْتَقِیَ ساکنانِ .

و الغالبُ فیه أَنْ یَکُونَ اسْتِفهاماً عن الأَحْوالِ إِما حَقِیقِیًّا، ککَیفَ زَیْدٌ؟أَو غَیْرَهُ مثل: کَیْفَ تَکْفُرُونَ بِاللّهِ (5)فإِنَّهُ أُخْرِج مُخْرَجَ التَّعَجُّبِ و التّوْبِیخِ ،و قالَ الزَّجَاجُ : کیفَ هُنا:

اسْتِفْهامٌ فی معنَی التَّعَجُّبِ ،و هذا التَّعَجُّبُ إِنّما هو للخَلْق وَ للمُؤْمِنِینَ ،أی اعْجَبُوا من هؤلاءِ کیفَ یَکْفُرُونَ باللّه و قد ثَبَتَتْ حُجَّهُ اللّه علیهم ؟و کذلِکَ قولِ سُوَیْدِ بنِ أَبی کاهِلٍ الیَشْکُرِیِّ :

فإِنّه أُخْرِجَ مُخْرَجَ النَّفْیِ أی:لا تَرْجُوا مِنِّی ذلِک.

و یَقَعٌ خَبَرًا قَبْلَ ما لا یَسْتَغْنِی عَنْه، کَکَیْفَ أَنْتَ ؟و کَیْفَ کُنْتَ ؟.

و یَکُونُ حالاً لا سُؤالَ معه،کقَوْلِکَ :لأُکْرِمَنَّکَ کَیْفَ کُنْتَ ،أی:عَلَی أیَّ حالٍ کُنْتَ ،و حالاً قَبْلَ ما یَسْتَغْنِی عَنْهُ ، کَکَیْفَ جاءَ زَیْدٌ ؟ و یَقَعُ مَفْعولاً مُطْلَقًا مثل: کَیْفَ فَعَلَ رَبُّکَ (6).

وَ أَما قَوْلُه تعالی: فَکَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ کُلِّ أُمَّهٍ بِشَهِیدٍ (7)فهو تَوْکِیدٌ لِما تَقَدَّمَ من خَبَرٍ،و تَحْقِیقٌ لما بعدَه،علی تَأْوِیلِ إنَّ اللّه لا یَظْلِمُ مِثْقال ذَرَّهٍ فی الدُّنْیا، فکَیْفَ فی الآخِرَهِ ؟ و قِیلَ : کیفَ یُسْتَعْمَلُ علی وَجْهَیْنِ :

أَحَدُهما:أَن یکونَ شَرْطاً،فیَقْتَضِی فِعْلَیْنِ مُتَّفِقَیِ اللَّفْظِ وَ المَعْنَی،غیرَ مَجْزُومَیْنِ ، کَکَیْفَ تَصْنَعُ أَصْنَعُ و لا یَجُوزُ کَیْفَ تَجْلِسُ أَذْهَبُ باتِّفاقٍ .

وَ الثانِی-و هو الغالِبُ -:أَنْ یکونَ اسْتِفْهاماً،و قد ذَکَرَه المُصَنِّفُ قَرِیباً (8).

ص:473


1- (1) و شاهده فی الأساس قول الشاعر: حسرَّ منه الخمس عن کهوفِ مثل أعالی الظُفُن الوقوفِ .
2- (2) انظر الجمهره 195/3. [1]
3- (3) عن المغنی ص 241 و 270 و [2]بالأصل«قتلا لکم».
4- (4) عباره التهذیب:فرارًا من التقاء الساکنین فیها.
5- (5) سوره البقره الآیه 28. [3]
6- (6) سوره الفیل الآیه 1 [4] قال ابن هشام فی المغنی ص 271 [5] إذ المعنی أی فعل فعل ربک ؟و لا یتجه فیه أن یکون حالاً من الفاعل.
7- (7) سوره النساء الآیه 41. [6]
8- (8) انظر فی المغنی ص 270-271 شروحات لوجهی استعمال کیف.

و فی الارْتِشافِ : کَیْفَ :یکونُ اسْتِفْهاماً،و هی لتَعْمِیم الأَحْوالِ ،و إذا تَعَلَّقَت بجمْلَتَیْنِ ،فقالُوا:یکونُ للمُجازاهِ من حَیْثُ المَعْنَی لا مِنْ حَیْثُ العَمَل،و قَصُرت عن أَدَواتِ الشَّرْطِ بکَوْنِها لا یَکُونُ الفِعلانِ مَعَها إِلا مُتَّفِقَیْنِ نحو: کیفَ تَجْلِسُ أَجلِسُ .

وَ قالَ شَیْخُنا: کَیْفَ :إِنما تُسْتَعْمَلُ شَرْطاً عند الکُوفِیِّینَ ، وَ لم یَذْکُرُوا لها مِثالاً،و اشْتَرَطُوا لها-مع ما ذَکَر المُصنِّفُ -أَن یَقْتَرِنَ بها«ما»فیُقالُ : کَیْفَما ،و أَمّا مُجَرَّدهً فلم یَقُل أَحَدٌ بشَرْطِیَّتِها،و من قالَ بشَرْطِیَّتِها-و هم الکُوفِیُّون-یَجْزِمُونَ بها،کما فی مَبادِئ العَرَبِیَّهِ ،ففی کلامِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ من وَجُوهٍ .

قلتُ :و هذا الَّذِی أَشارَ له شَیْخُنا فقد ذَکَرَه الجوهریُّ حیثُ قالَ :و إذا ضَمَمْتَ إِلیه«ما»صَحَّ أَن یُجازَی به تَقُولُ :

کَیْفَما تَفْعَلْ أَفْعَلْ .

وَ قالَ ابنُ بَرِّیّ :لا یُجازَی بکَیْفَ ،و لا بِکَیْفَما عندَ البَصْرِیِّینَ ،و مِنَ الکُوفِیِّینَ من یُجازِی بکَیْفَما ،فتأَمَّلْ هذا مع کلامِ شَیْخِنا.

وَ قال سِیبَوَیْه (1):إنَّ کَیْفَ :ظَرْفٌ .

وَ عن السِّیرافیّ ،و الأَخْفَش:لا یَجُوزُ ذلِک أی،أَنَّها اسمٌ غیرُ ظَرْفٍ .

وَ رَتَّبُوا علی هذا الخِلافِ أُمورًا:

أَحدُها:أنَّ موضِعَها عندَ سِیبَوَیْهِ نَصْبٌ [دائماً] (2)، وَ عندَهُما رَفْعٌ مع المُبْتَدإِ،نَصْبٌ مع غیرِه.

الثانی:أنَّ تَقْدِیرَها عندَ سِیبَوَیْهِ فی أیِّ حالٍ ،أو عَلَی أیِّ حالٍ ،و عِنْدَهُما تَقْدِیرُها فی نحو: کَیْفَ زَیْدٌ؟ أَصَحِیحٌ ،و نحوُه،و فی نحو: کَیْفَ جاءَ زَیْدٌ؟راکِباً جاءَ زَیْدٌ،و نَحْوه.

الثالث:أنَّ الجَوابَ المُطابِقَ عندَ سِیبَوَیْهِ :علی خَیْرٍ، وَ نَحْوه (3)،و عندَهُما:صَحِیحٌ ،أو سَقِیمٌ ،و نحوه.و قال ابنُ مالِکٍ :صَدَقَ الأَخْفَشُ و السِّیرافیُّ ،لم یَقُلْ أَحَدٌ إنَّ کَیْفَ ظَرْفٌ ؛ إِذ لَیْسَ زَمانًا و لا مَکانًا،نَعَم لمّا کانَ یُفَسَّرُ بقَوْلِکَ :علی أیِّ حالٍ -لکَوْنِه سُؤالاً عن الأَحْوالِ العَامَّهِ - سُمِّیَ ظَرْفاً لأَنَّها فی تَأْوِیلِ الجارِّ و المَجْرُورِ، وَ اسمُ الظَّرفِ یُطْلَقُ عَلَیْهما (4)مَجازاً.

وَ فی الارتِشافِ :سِیبَوَیْه یَقُول:یُجازَی بکَیْفَ ،و الخَلِیلُ یَقُول:الجَزاءُ بِهِ مُسْتَکْرَهٌ ،و قال الزَّجّاجُ :و کُلُّ ما أَخْبَر اللّه تَعالَی عن نَفْسِه بلَفْظِ کیفَ ،فهو اسْتِخبارٌ علی طَرِیقِ التّنْبِیهِ للمُخاطَبِ ،أو تَوْبِیخٌ ،کما تَقَدَّمَ فی الآیهِ .

قال ابنُ مالِکٍ : و لا تَکُونُ عاطِفَهً ،کما زَعَمَ بعضُهم (5)مُحْتَجًّا بقَوْلِه أی الشاعر:

؟ (6)لاقْتِرانِه بالفاءِ و نَصُّ ابنِ مالکٍ :و دُخُولُ الفاءِ علیها یَزِیدُ خَطَأَه وُضُوحاً و لأَنَّه هُنا اسمٌ مَرْفُوعُ المَحَلِّ عَلَی الخَبَرِیَّهِ ثم إنَّ المصنِّفَ یستَعْمِلُ کیفَ مُذَکَّرًا تارَهً ،و مُؤَنّثاً أُخْرَی،و هما جائِزانِ ،فقَالَ َ اللِّحْیانِیُّ : کیفَ مُؤَنَّثَهٌ ،فإِذا ذُکِّرَتْ جازَ.

و الکِیفَهُ ،بالکسرِ:الکِسْفَهُ من الثَّوْبِ قالَه اللِّحْیانِیُّ .

و الخِرْقَهُ التی تَرْقَعُ بها ذَیْلَ القَمِیصِ من قُدّامُ : کِیفهٌ و ما کانَ مِنْ خَلْفُ فحِیفَهٌ عن أَبی عَمْرٍو،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.

و قال الفَرّاءُ: یقالُ : کَیْفَ لِی بفُلانٍ ؟فتَقُول:کُلُّ الکَیْفِ ،و الکَیْفَ ،بالجَرِّ و النَّصْبِ .

وَ حِصْنُ کِیفی (7)،کضِیزَی: قَلْعَهٌ حَصِینَهٌ شاهِقَهٌ بینَ آمِدَ وَ جَزِیرَهِ ابنِ عُمَرَ و فی تاریخ ابنِ خِلِّکان:بَیْنَ مَیَّافارِقِینَ وَ جَزِیرهِ ابنِ عُمَرَ.قلتُ :و النِّسْبَهُ إِلیه:الحَصْکَفیُّ .

وَ قال اللِّحْیانِیّ :کَوَّفَ الأَدِیمَ و کَیَّفَهُ : إذا قَطَعَه من الکَیْفِ ،و الکَوْفِ .

ص:474


1- (1) انظر فی المغنی ص 272. [1]
2- (2) زیاده عن المغنی.
3- (3) ثمه سقط فی العباره اضطرب معه المعنی،و تمامها من المغنی:«و [2]نحوه، وَ لهذا قال رؤبه،و قد قیل له:کیف أصبحت ؟خیر عافاک اللّه،أی علی خیر،فحذف الجار و أبقی عمله،فإن أجیب علی المعنی دون اللفظ قیل صحیح أو سقیم.و عندهما علی العکس،و قال ابن مالک....
4- (4) عن المغنی و [3]بالأصل«علیه».
5- (5) ممن قال أن کیف تأتی عاطفه عیسی بن موهب،ذکره فی کتاب العلل،انظر المغنی. [4]
6- (6) المغنی لابن هشام ص 273. [5]
7- (7) قیدها یاقوت:حصن کَیْفا،قال:و یقال:کَیْبا،و أظنها أرمنیه.

و قولُ المُتَکَلِّمِینَ فی اشْتِقاقِ الفِعْلِ من کَیْفَ : کَیَّفْتُه ، فتَکَیَّفَ فإِنَّه قِیاسٌ لا سَماعَ فِیهِ من العَرَب،و نَصُّ اللِّحْیانِیّ :فأَمّا قَوْلُهم: کَیَّفَ الشیءَ فکلامٌ مُوَلَّدٌ.قلتُ :

فعَنَی بالقِیاسِ هُنَا التَّوْلِیدَ،قال شیخُنا:أَو أَنَّها مُوَلَّدَهٌ ، و لکن أَجْرَوْهَا علی قِیاسِ کلامِ العَرَب.قلتُ :و فیه تَأَمُّلٌ .

قال ابنُ عَبّادٍ: و انْکافَ :انْقَطَعَ فهو مُطاوعُ کافَه کَیْفاً .

قال: و تَکَیَّفَه أی الشیءَ:إذا تَنَقَّصَه، کتَحَیَّفَه.

وَ أَمّا قولُ شَیْخِنا:و یَنْبَغِی أَن یَزیدَ قَولَهم: الکَیْفِیَّهُ أَیْضاً:

فإِنَّها لا تکادُ تُوجَدُ فی الکلامِ العَربِیِّ .قلتُ :نَعَمْ قد ذَکَرَه الزَّجّاج،فقَالَ َ:و الکَیْفِیَّهُ :مصدَرُ کَیْفَ ،فتأَمَّل.

فصل اللام مع الفاء

لأف

لَأَفَ الطَّعامَ ،کمَنَعَ یَلْأَفُه لَأْفاً .أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :أی أَکَلَه أَکْلاً جَیِّداً کما فی التَّهْذِیبِ و العُباب.

لجف

اللَّجْفُ :الضَّرْبُ الشَّدِیدُ زِنَهً و مَعْنًی قالَه أَبو عَمْرٍو،و هکَذا هو فی العُبابِ ،و سَیَأْتِی فی«لخف»هذا بعَیْنِه،قال الجَوْهَرِیُّ :هکَذا نقَلَه أَبو عُبَیْدٍ عن أَبِی عَمْرٍو، فتأَمَّلْ .

و قال اللَّیْثُ :اللَّفُ : الحَفْرُ فی أَصْلِ الکِناسِ و قال غیرُه:فی جَنْبِ الکِناسِ و نَحْوِه.

و اللَّجَفُ بالتَّحْرِیکِ :الاسْمُ منه.

و قال الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدٍ: اللَّجَفُ مِثْلُ البُعْثُطِ ، وَ هو سُرَّهُ الوادِی.

قال: و یُقالُ : اللَّجَفُ : حَفْرٌ فی جانِبِ البِئْرِ و قد اسْتُعِیرَ ذلِکَ فی الجُرْحِ ،قال عِذارُ بنُ دُرَّهَ الطّائِیّ یصفُ جِراحَهً :

یَحُجُّ مَأْمُومَهً فی قَعْرِها لَجَفٌ

فَاسْتُ الطَّبیبِ قَذاهَا کالمَغارِیدِ

وَ أَنشَدَ ابنُ الأَعْرابِیّ :

دَلْوِیَ دَلْوٌ إِنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ

و إِن نَجَا صاحِبُها من اللَّفَفْ

و اللَّجَفُ : ما أَکَلَ الماءُ من نَواحِی أَصْلِ الرَّکِیَّهِ و إِن لم یَأْکُلْها،و کانَتْ مُسْتَوِیهَ الأَسْفَلِ فلیسَ بلَجَفٍ ،قالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ ،و قالَ یُونُسُ : اللَّجَفُ :ما حَفَرَ الماءُ من أَعْلَی الرَّکِیَّهِ و أَسْفَلِها،فصارَ مثلَ الغارِ.

و قال اللَّیْثُ : اللَّجَفُ : مَحْبِسُ السَّیْلِ و مَلْجَؤُه ج الکُلِّ : أَلْجافٌ کسَبَبٍ و أَسْبابٍ ،و أَنشَدَ النَّضْرُ:

لو أنَّ سَلْمَی وَرَدَتْ ذا أَلْجافْ (1)

لقَصَّرَتْ ذَناذِنَ الثَّوْبِ الضَّافْ

و اللِّجافُ : ککِتابٍ :الأُسْکُفَّهُ من البابِ ،کالنِّجافِ .

و اللِّجافُ أَیْضاً: ما أَشْرَفَ علی الغار من صَخْرَهٍ أَو (2)غَیْرِها ناتِئٌ فی الجَبَلِ و رُبَّما جُعِلَ ذلِکَ فوقَ البابِ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و فی بَعْضِ النُّسَخ:«من الجَبَلِ ».

و اللَّجِیفُ ،کأَمِیرٍ:سَهْمٌ عَرِیضُ النَّصْلِ هکَذا رَواه أَبو عُبَیْدٍ عن الأَصْمَعِیِّ ، أَو الصَّوابُ النَّجِیفُ بالنون،قال الأَزْهرِیُّ :شَکَّ فیه أَبو عُبَیْدٍ،و حُقَّ له أَن یَشُکَّ فیه؛لأَنَّ الصَّوابَ فیه النُّونُ ،و سیأْتِی ذِکْرُه و یُرْوَی اللَّخِیفُ بالخاءِ، وَ هو قولُ السُّکَّریِّ ،کما سَیَأْتی.

و لَجِیفَتَا البابِ :جَنْبَتاهُ عن أَبِی عَمْرٍو.

و التَّلْجِیفُ :الحَفْرُ فی جوانِب البِئْرِ نقَلَه الجوهرِیُّ ، وَ فاعِلُه مُلَجِّف .

و التَّلْجِیفُ : إِدْخالُ الذَّکَرِ فی نَواحِی الفَرْجِ : قال البَوْلانِیُّ :

فاعْتَکَلاَ و أَیّما اعْتِکالِ

و لُجِّفَتْ بمدْسَرٍ مُخْتالِ

و تَلَجَّفَت البِئْرُ:انْخَسَفَتْ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ ، فهِیَ بِئْرٌ مُتَلَجِّفَهٌ ،و قالَ غیرُه: تَلَجَّفَت :أی تَحَفَّرت و أُکِلَتْ من أَعْلاها و أَسْفَلِها.

و لَجَّفَ (3) البِئْر مَخْضُ الدِّلاءِ تلْجِیفاً : حَفَر فی جَوانِبِها،لازِمٌ مُتَعَدٍّ قال العَجّاجُ یصفُ ثَوْرًا:

ص:475


1- (1) التهذیب بروایه:ذات اللّجاف.
2- (2) فی القاموس:«و غیرها»و المثبت کالتهذیب و التکمله.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و لجّف البئر،مخض الدلاء الخ أخرج المصنف عن ظاهره،مع أنه لا یلائمه،قوله لازم متعد،-

بسَلْهَبَیْنِ فوقَ أَنْفٍ أَذْلَفَا

إِذا انْتَحَی مُعْتَقِماً أو لَجَّفَا

و قد تَبَنَّی مِنْ أَراطِ مِلْحَفَا

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

اللَّجَفُ ،محرّکَهً :النَّاحِیَهُ من الحَوْض یأْکُلُه الماءُ فیَصِیرُ کالکَهْفِ ،قال أَبو کَبیرٍ:

مُتَبَهِّراتِ بالسِّجالِ مِلاؤُها

یَخْرُجْنَ من لَجَفٍ لها مُتَلَقِّمِ (1)

وَ لَجِفَت البِئْرُ،کفَرِحَ ، لَجَفاً ،و هی لَجْفاءُ :تَحَفَّرتْ .

وَ قال ابنُ سِیدَه: اللَّجَفَهُ ،محرّکَهً :الغارُ فی الجَبَل، وَ الجمعُ لَجَفاتٌ ،قال:و لا أَعْلَمُه کُسِّرَ.

وَ لَجَّفَ الشیءَ تَلْجِیفاً :وَسَّعَه،و منه تَلْجِیفُ القَوْمِ مِکْیالَهم،و هو تَوْسِعَتُه من أَسْفَلِه،و هو مَجازٌ.

وَ تَلَجَّفَ الوَحْشُ الکِناسَ :حَفَرَ فی جانِبِه،و نَظِیرُه اللَّحْدُ فی القَبْرِ،و هو مجازٌ.

وَ لَجَفَتا البابِ ،مُحَرَّکَهً :عِضادَتاهُ و جانِباهُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «فأَخَذَ بلَجَفَتَیِ البابِ ،فقَالَ :مَهْیَمْ ». قال ابنُ الأَثِیر:و یُرْوَی بالباءِ،و هو وَهَمٌ .

وَ اللَّجِیفُ ،کأَمیرٍ:اسمُ فَرَسِه صلّی اللّه عَلَیه و سَلَّمَ ،قال ابنُ الأَثِیرِ:کذا رَواهُ بعضُهم بالجِیم،فإِن صَحَّ فهو من السُّرْعهِ ،و لأَنَّ اللَّجِیفَ سَهْمٌ عَرِیضُ النَّصْلِ .

وَ قالَ ابنُ عَبّادِ: أَلْجَفَ بِیَ الرَّجُلُ :إِذَا أَضَرَّ بِکَ .کذا نقَلَه الصّاغانِیُّ عنه.

قلتُ :و الصَّوابُ أَلْحَفَ بِی،بالحاءِ المُهْملَه،کما سَیأْتِی.

وَ تَلَجَّفْتُ البِئرَ:حَفَرْتُ فی جَوانِبِها،هکَذا رُوِی مُتَعَدِّیاً، نقله الصّاغانِیُّ .

لحف

لَحَفَه ،کمنَعَهُ :غَطّاهُ باللِّحافِ و نَحْوِه قالَهُ اللَّیْثُ ،و قِیلَ :إذا طَرَحَ عَلَیه اللِّحافَ ،أو غَطّاهُ بشیءٍ، وَ أَنْشَد الجَوْهَرِیُّ لطَرَفَهَ :

ثُمَّ راحُوا عَبَقُ المِسْکِ بهِمْ

یَلْحَفُونَ الأَرْضَ هُدّابَ الأُزُرْ

أی:یُغَطُّونَها،و یُلْبِسُونَها هُدَّابَ أُزُرِهِمْ إذا جَرُّوها فی الأَرْضِ .

و لَحَفَه لَحْفاً : لَحِسَه عن ابنِ عَبادٍ،و هو مَجازٌ،و منه قولُهمُ :أَصابَهُ جُوعٌ یَلْحَفُ الکَبِدَ،و یَلْحَسُ الکَبِدَ،و یَعَضُّ بالشَّراسِیفِ .

و الْتَحَفَ بِهِ : إذا تَغَطَّی و منه

16- الحَدِیثُ : «و هُوَ یُصَلِّی فی ثَوْبٍ مُلْتَحِفاً به،و رِدَاؤُه مَوْضُوعٌ ».

و اللِّحافُ ، ککِتابٍ : اسمُ ما یُلْتَحَفُ بِهِ و قالَ أَبو عُبَیْدٍ:

کلُّ ما تَغَطَّیْتَ بِهِ فهو لِحافٌ ،و الجَمْعُ لُحُفٌ ،کَکُتُبٍ ،و منه

16- الحَدِیث: «کانَ لا یُصَلِّی فی شُعُرِنا و لا فی لُحُفِنا ».

و من المَجاز امْرَأَهُ (2)الرَّجُلِ : لِحافُه .

و اللِّحافُ أَیضاً: اللِّباسُ فوقَ سائِر اللِّباسِ مِنْ دِثارِ البَرْدِ و نَحْوِه.

کالمِلْحَفَهِ و المِلْحَفِ ،بکسرِهِما جَمْعُهما مَلاحِفُ .

وَ فی اللِّسانِ : المِلْحَفَهُ عندَ العَرَبِ :هی المُلاءَهُ السِّمْطُ ،فإِذا بُطِّنَتْ ببِطانَهِ ،أو حُشِیَتْ فهی عندَ العَوامِّ مِلْحَفَهٌ ،و العَرَبُ لا تَعْرِفُ ذلِکَ .

قُلتُ :و کذا الحالُ فی اللِّحاف ،قال الأَزْهَریُّ : لِحافٌ وَ مِلْحَفٌ بمعنًی واحد،کما یُقال:إِزارٌ و مِئْزَرٌ،و قِرامٌ وَ مِقْرَمٌ ،و قد یُقالُ :مِقْرَمَهٌ و مِلْحَفَهٌ ،و سَواءٌ کان الثَّوْبُ سِمْطاً أو مُبَطَّنًا.

و اللَّحِیفُ کأَمیرٍ،أو زُبَیْرٍ (3):فَرَسٌ لرَسُول اللّه صَلَّی اللّه تَعالَی علیه و سَلَّمَ سُمِّیَ به لطُول ذَنَبِه،قال أَبو عُبَیْدٍ الهَرَویُّ ،هو فَعیلٌ بمَعْنَی فاعل کأَنّه کانَ یَلْحَفُ الأَرْضَ بذَنَبه أَی: یُغَطِّیها به أَهْداه له رَبیعَهُ بنُ أَبی البَراءِ فأَثابَه علیه فَرائِضَ من نَعَمِ بَنی کلابٍ ،قال شیخُنا:و رَوَی آخَرُونَ أَنّه بالخاءِ المُعْجَمَه،کما یَأْتی للمُصَنِّف،و الحاءُ

ص:476


1- (1) دیوان الهذلی [1]ین 114/2 و فسر اللجف بما تهدم من طیّ البئر من أسفلها، یرید صوت الماء.
2- (2) فی القاموس:« [2]زوجهَ الرجلِ ».
3- (3) فی اللسان:و لحاف و اللَّحِیف فرسان لرسول اللّه(صلّی اللّه علیه و آله).

المُهْمَلَهُ غَلَطٌ ،و قال آخرونَ بالعکسِ ،و الصوابُ أَنّه یُقالُ بکُلٍّ منهُما،بل صَحَّحَ قومٌ أَنّهُما فَرَسانِ ،أَحَدُهُما بالمهمَلَهِ ،و الآخرُ بالمُعْجَمَه،و ستَأْتی الإِشارَهُ إلی الخِلاف فی«لخف».

و لُحِفَ فی مالِهِ ،کعُنِیَ ، لُحْفَهً : (1)إِذا ذَهَبَ منه شَیْ ءٌ عن ابن عَبّادِ،و هو قولُ اللِّحْیانِیِّ .

و اللِّحْفُ ،بالکسرِ:أَصْلُ الجَبَلِ .

و اللِّحْفُ : صُقْعٌ من نَواحی بَغْدادَ،سُمِّی بذلک لأَنَّه فی أَصْلِ جبالِ هَمَذانَ و نَهاوَنْدَ و هو دُونَهُما مما یَلی العراقَ .

و لِحْفٌ (2): وادٍ بالحجاز علَیْه قَرْیَتان:جَبَلَهُ و السِّتارُ (3)نقَلُه الصّاغانیُّ .

و اللِّحْفُ من الاسْت:شِقُّها،و قال ابنُ الفَرَجِ :

سَمعْتُ الخَصیبیَّ (4)یَقُول: هُو أَفْلَسُ منْ ضارِبِ قِحْفِ اسْتِه،و من ضارِب لِحْفِ اسْتِه و هو شِقُّها،قال: لأَنَّه لا یَجِدُ ما یَلْبَسُه،فتَقَعُ یَدُه علی شُعَبِ اسْتِه و تقَدَّم مثْلُه فی «قحف».

و اللِّحْفَهُ بالکسرِ: حالَهُ المُلْتَحِفِ و فی التّهْذِیبِ :یُقال:

فلانٌ حَسَنُ اللِّحْفَهِ ،و هی الحالَهُ التی یَتَلَحَّفُ (5)بها.

و من المَجازِ: الإِلْحافُ :شِدَّهُ الإِلْحاحِ فی المَسْأَلَهِ وَ فی التنزیل: لا یَسْئَلُونَ النّاسَ إِلْحافاً (6)و قد أَلْحَفَ علیهِ : إذا أَلَحَّ .

وَ قال الزّجّاجُ : أَلْحَفَ :شَمِلَ بالمَسْأَلَهِ و هو مُسْتَغْنٍ عنها، وَ منه اشْتُقَّ اللِّحافُ ؛لأَنّه یَشْمَلُ الإِنْسانَ فی التَّغْطِیَهِ ،قال:

وَ مَعْنَی الآیهِ :لیسَ فِیهم سُؤالٌ فیکونُ إِلْحافٌ ،کما قال امْرُؤُ القَیْسِ :

علی لاحِبٍ لا یُهْتَدَی بمَنارِه (7).

المَعنَی:لیس بِهِ منارٌ فیُهْتَدَی به.

قال الجَوْهَریُّ :یُقال:

و لَیْسَ للمُلْحِفِ مِثْلُ الرَّدِّ

قال ابنُ بَرِّی:هو قَوْلُ بَشّارِ بنِ بُرْدِ،و أَوّلُه:

الحُرُّ یُلْحَی و العَصَا للعَبْدِ

و لَیْسَ للمُلْحِفِ مِثْلُ الرَّدِّ

و عن أَبِی عَمْرٍو: أَلْحَفَ بِهِ و أَعَلَّ به:إذا أَضَرَّ بهِ .

و من المَجازِ: أَلْحَفَ الرَّجُلُ ظُفُرَهُ : إذا اسْتَأْصَلَه بالمِقَصِّ ،و کذلِکَ أَحْفاهُ ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ،زادَ الزَّمَخْشَرِیُّ :

وَ یَجوزُ کونُ إِلْحافِ السائِل منه.

و أَلْحَفَ الرَّجُلُ : مَشَی فی لِحْفِ الجَبَلِ .

و أَلْحَفَ :إذا جَرَّ إِزارَه عَلَی الأَرْضِ خُیَلاءَ و بَطَرًا،و به فَسَّرَ الکِسائِیُّ بیتَ طَرَفَهَ السابِقَ کَلَحَّفَ تَلْحِیفاً کأَنَّه غَطَّی الأَرْضَ بما یَجُرُّه من إِزارِه.

و لاحَفَه مُلاحَفَهً : کانَفَهُ و لازَمَهُ و هو مَجازٌ.

و تَلَحَّفَ :اتَّخَذَ لِنَفْسِه لِحافاً نقَلَه الأَزْهَرِیُّ .

وَ قِیلَ : تَلَحَّفَ به:إذا تَغَطَّی به.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

لَحَفَه لِحافاً :أَلْبَسه إِیّاه.

وَ أَلْحَفَه إِیّاه:جَعَلَه له لِحافاً .

وَ أَلْحَفَه :اشْتَرَی له لِحافاً ،حکاهُ اللِّحْیانِیّ عن الکِسائِیّ .

وَ الْتَحَفَ الْتِحافاً :اتَّخَذ لنَفْسِهِ لِحافاً .

وَ لَحَفَ باللِّحافِ لَحْفاً :تَغَطَّی بِهِ ،لُغَیَّهٌ .

وَ تَقولُ :فلانٌ یُضاجِعُ السَّیْفَ و یُلاحِفُه (8).

وَ الْتَحَفَت الدَّابَّهُ بالسِّمَنِ ،و لُحِفَتْ و هو مَجازٌ.

وَ یُقال: لَحَفَنِی فَضْلَ لِحافِه :أی أَعْطانِی فَضْلَ عَطَائِه، قال الأَزْهَرِیُّ :أَخْبَرَنِی المُنْذِرِیُّ عن الحَرّانِیِّ عن ابنِ السِّکِّیتِ أَنّه أَنشَدَه لجَرِیرٍ:

ص:477


1- (1) ضبطت،ضبط حرکات،فی اللسان بالفتح ثم السکون.
2- (2) قیدها یاقوت:لحف بفتح أوله و سکون ثانیه.
3- (3) فی معجم البلدان:و السِّتاره.
4- (4) الأصل و اللسان،و [1]فی التهذیب:الحُصَینِیّ .
5- (5) عن التهذیب و بالأصل«تتلحف بها».
6- (6) سوره البقره الآیه 273. [2]
7- (7) عجزه فی الدیوان: إذا سافه العَوْدُ النباطیّ جرجرا.
8- (8) فی الأساس:فلان یضاجع السیف و یلاحف الخوف.

کَمْ قَدْ نَزَلْتُ بکُم ضَیْفاً فتَلْحَفُنِی

فَضْلَ اللِّحافِ ،و نِعْمَ الفَضْلُ یُلْتَحَفُ

قال:أَرادَ أَنَلْتَنِی مَعْروفَکَ و فَضْلَکَ ،و زَوَّدْتَنِی،و هو مَجازٌ.

قال:و أَلْحَفَ الرَّجُلُ ضَیْفَه:إذا آثَرَهُ بفِراشِه و لِحافِه فی شِدَّهِ البَرْدِ و الثَّلْجِ .

وَ أَلْحَفَ شارِبه:بالَغَ فی قَصِّه،کأَحْفاه،و هو مَجاز.

وَ لَحَفْتُه سَهْماً:أَصَبْتُه به.

وَ لَحَفَه بجُمْعِ کَفِّه:ضَرَبَه.

وَ لَحَفْتُه بنارِ الحَطَبِ :أَلْقَیْتُه بها (1)،و کلُّ ذلِک مَجازٌ.

وَ لحافٌ ،ککِتابٍ :اسمُ فَرَسِه صَلّی اللّه عَلَیهِ و سَلّم، کما فی اللِّسانِ .

وَ لَحَفْتُ عنه اللَّحْمَ :سَحَوْتُه،کأَنَّه کانَ لِحافاً لَه فکَشَفْتُه عنه،و هو مَجازٌ.

وَ لُحِفَ (2)القَمَرُ،کعُنِی:امْتَحَقَ ،کما فی الأساسِ .

وَ فی اللِّسانِ :إذا جاوَزَ النِّصْفَ ،فنَقَصَ ضَوْءُه عمّا کانَ عَلَیْهِ .

لخف

اللَّخْفُ مثلُ الرَّخْفِ ،هو: الزُّبْدُ الرَّقِیقُ نَقَلَه الجَوهرِیُّ .

و قال أَبُو عُبَیْدٍ عن أَبِی عَمْرٍو: اللَّخْفُ : الضَّرْبُ الشَّدِیدُ.

وَ قالَ إِبراهیمُ الحَرْبِیُّ -فی تَرْکِیب«لجف»-اللَّجْفُ :

الضَّربُ الشَّدِیدُ،و عَزاه إلی أَبِی عَمْرٍو،و قد تقَدَّمت الإِشارهُ إِلیه.

وَ قد لَخَفَه بالعَصَا لَخْفاً :إذا ضَرَبَه بها،قال العَجّاجُ :

و فی الحَراکِیل نحُورٌ جُزَّلُ (3)

لَخْفٌ کأَشْداقِ القِلاصِ الهُزَّلِ

و قالَ ابنُ فارِسٍ : لَخَفَه بالسَّیْفِ :إذا ضَرَبَه بِهِ ضَرْبَهً شَدِیدهً رغِیبَهً .

و قال ابنُ عَبّادٍ: اللَّخْفَهُ بهاءٍ:الاسْتُ .

قال: و اللَّخْفَهُ : سِمَهٌ .

و لَخَفَه (4)،کمَنَعَه:أَوْسَعَ وَسْمَه کذا فی العُبابِ .

و قال السُّلَمِیُّ :الوَخِیفَهُ ، و اللَّخِیفَهُ و الخَزِیرَهُ واحدٌ، وَ کذلک السَّخِینَهُ ،و کلُّها من أَطْعِمَهِ العَرَبِ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : اللِّخافُ ، ککِتابٍ :حِجارَهٌ بِیضٌ رِقاقٌ ،واحِدُها لَخْفَهٌ بالفَتْحِ و

16- فی حَدِیثِ زَیْدِ بنِ ثابِتِ رضِیَ اللّه عنه: «فجَعَلْتُ اتتبّعُه من الرِّقاعِ و اللِّخافِ وَ العُسُبِ ».

و کأَمِیرٍ،أو زُبَیْرٍ:فَرَسٌ للنَّبِیِّ صَلّی اللّه تَعالَی علیهِ وَ سَلَّمَ قال ابنُ الأَثِیرِ:کذا رَواهُ البُخارِیُّ ،و لم یَتَحَقَّقْه أَو هو بالحاءِ المُهْمَلَهِ ،قال:و هو المَعْرُوفُ و قد تَقَدَّم قال:

وَ یُرْوَی بالجیمِ أَیضاً،و قد أَشَرْنا إِلیه فی مَوْضِعِه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

لَخَفَ عَیْنَه:لَطَمَها،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .

وَ اللِّخافَهُ ،بالکسرِ:حَجَرَهٌ رَقِیقَهٌ مُحَدَّدَهٌ .

لصف

اللَّصَفُ ،مُحَرَّکَهً : لُغَهٌ فی الأَصَف الواحِدَهُ لَصَفَهٌ ،قالَه اللَّیْثُ ،و هی ثَمرَهُ حَشِیشَهٍ ،له عُصارهٌ یُصْطَبَغُ بها،یُمْرِئُ الطَّعامَ ،و قال أَبو زِیادٍ:مِنَ الأَغْلاثِ اللَّصَفُ ، وَ هو الَّذِی یُسَمِّیهِ أَهلُ العِراقِ الکَبَرَ،یعظُمُ شَجَرُه،و یَتَّسِعُ ، وَ مَنْبِتُه القِیعانُ و أَسافِلُ الجِبالِ ، أَو هو أُذُنُ الأَرْنَبِ ،و رَقُه کوَرَقِ لِسانِ الحَمَلِ ،و أَدَقُّ و أَحْسنُ ،زَهْرُه أَزْرَقُ فیه بِیاضٌ ،و له أَصْلٌ ذُو شُعَبٍ ،إذا قُلِعَ و حُکَّ به الوَجْهُ حَمَّرَه وَ حَسَّنَه، وَ قال الجَوْهَرِیُّ :هو شَیْ ءٌ یَنْبُتُ فی أُصُولِ الکَبَرِ، کأَنَّه خِیارٌ،قال الأَزْهَرِیُّ :هذا هو الصَّحِیح،و أَما ثَمَرُ الکَبَرِ فإِنَّ العَرَبَ تُسَمِّیهِ الشَّفَلَّحَ (5)،إذا انْشَقَّ و تَفَتَّحَ کالبُرْعُومهِ .

قال الجَوْهَرِیُّ و هو أَیضاً: جِنْسٌ مِنَ التَّمْرِ و لم یَعْرِفْهُ أَبُو الغَوْثِ .

ص:478


1- (1) عباره الأساس:و لحفت النار الحطبَ إذا ألقیته فیها.
2- (2) فی الأساس:«لَحَفَ »و فی اللسان:«لُحفَ ».
3- (3) فی البیت إقواء.و روایته فی الدیوان ص 54. وَ فی الحراکیک بخدبٍ جُزَّلِ وَ المثبت کاللسان. [1]
4- (4) فی التکمله:و لخفه بالمیسم.
5- (5) الأصل و اللسان و [2]فی التهذیب:الشفلّجِ بالجیم.

و لصَفُ : بِرْکَهٌ بَیْنَ المُغِیثَهِ و العَقَبَهِ غَرْبِیَّ طَرِیقِ مَکَّهَ حرسها اللّه تعالَی،کذا فی المُعْجَمِ .

و اللَّصَفُ : یُبْسُ الجِلْدِ و لُزُوقُه و قد لَصِفَ ،کفَرِحَ .

و لَصافِ ، کقَطامِ و عَلَیه اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ و فیه لُغَتانِ ، إِحْداهُما:مثلُ سَحَابٍ و إِلیه أَشارَ الجَوْهَرِیُّ بقولِه:

وَ بعضُهُم یُعْرِبُه و یُجْرِیه مُجْرَی ما لا یَنْصِرِف و یُکْسَر و هذِه هی اللُّغَهُ الثّانِیَهُ : جَبَلٌ لتَمِیم و فی الصِّحاحِ :موضِعٌ من مَنازِلِ بَنِی تَمِیم،و أَنشَدَ الجَوْهَرِیُّ شاهداً للأُولی قولَ أَبی (1)المُهَوِّسِ الأَسَدِیِّ :

قَدْ کُنْتُ أَحْسَبُکُم أُسُودَ خَفِیَّهٍ

فإِذا لَصافِ تَبِیضُ فیهِ الحُمَّرُ

وَ إذا تَسُرُّکَ من تَمِیمٍ خَصْلَهٌ

فلَما یَسُوءُکَ منْ تَمِیمٍ أَکْثَرُ

وَ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ شاهِداً للثانیه:

نَحْنُ وَرَدْنَا حاضِرِی لَصافَا

بسَلَفٍ یَلْتَهِمُ الأَسْلافَا

وَ فی المُعْجَم: لَصاف و ثَبْرَهُ :ماءَانِ بناحِیَهِ الشَّواجِنِ فی دِیارِ ضَبَّهَ بنِ أُدٍّ،و إِیّاها أَرادَ النَّابِغَهُ بقولِه:

بمُصْطَحِباتٍ من لَصَاف و ثَبْرَهٍ

یَزُرْنَ إِلالاً سیْرُهُنَّ التَّدافُعُ

و اللاّصِفُ :الإِثْمِدُ الذی یُکْتَحَلُ به فی بعض اللُّغاتِ ، قال ابنُ سِیده:سُمِّی به من حَیْثُ وصْفُه بالبَرِیقِ .

و اللَّصْفُ : تَسْوِیَهُ الشّیْ ءِ،مثلُ الرَّصْفِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: اللَّصِیفُ :البَرِیقُ و لَصَفَ لونُه لَصْفاً وَ لُصُوفاً و لَصِیفاً :بَرَقَ و تَلَألَأ،قال ابنُ الرِّقاعِ .

مُجَلِّحَه مِنْ بَناتِ النَّعا

مِ بَیْضاءُ واضِحَهٌ تَلْصِفُ

و

17- فی حَدِیثِ ابنِ عَبّاسٍ : «لَمّا وَفَدَ عَبْدُ المُطَّلِبِ و قَرَیْشٌ إلی سَیْفِ بنِ ذی یَزَنَ ،فأَذِنَ لهم،فإِذا هُوَ مُتَضَمِّخٌ بالعَبِیرِ یَلْصُفُ (2)وَبِیصُ المِسْکِ من مَفْرِقِه». کیَنْصُر أی:

یَبْرُق و یَتَلَألَأُ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

اللَّصْفُ ،بالفَتْحِ لغهٌ فی اللَّصَفِ محرَّکَهً ،عن کُراعٍ وحْدَه،واحِدُه لَصْفَهٌ ، فلَصْفٌ -علی قَوْلِه-اسْمٌ للجَمْعِ .

وَ لَصَفَ البَعِیرُ لَصْفاً :أَکَلَ اللَّصَفَ .

لطف

لَطَفَ بِهِ ،و لَه کنَصَرَ یَلْطُفُ لُطْفاً بالضمِّ : إذا رَفَقَ به،و أَنا أَلْطُفُ بِهِ :إذا أَرَیْتَهُ مَوَدَّهً و رِفْقًا فی مُعامَلهٍ ، وَ هو لَطِیفٌ بهذا الأَمْرِ،رَفِیقٌ بمُداراتِه،قال شَیْخُنا:قد أَغْفَل المصنِّفُ رَحِمَه اللّه أَداهَ تَعْدِیَتِه،و المَشْهُورُ تعدِیَتُه بالباءِ،کقولِه تَعالَی: اَللّهُ لَطِیفٌ بِعِبادِهِ (3)و جاءَ مُعَدًّی بالّلامِ ،کقَوْله تَعالَی: إِنَّ رَبِّی لَطِیفٌ لِما یَشاءُ (4)إِمّا حَقِیقَهً ،کما هو رَأْیُ ابنِ فارِسٍ ،و صَرَّحَ به فی المُجْمَلِ کظاهِرِ تَفْسیرِ المُصَنِّفِ ،أو لتَضْمِینِ مَعْنی الإِیصالِ ،و عَلَیهِ صاحِبُ العُمْدَهِ ،و صَرَّحَ به الرَّاغِبُ ،و علی تَعْدِیَتِه بالباءِ اقْتُصِرَ فی المِصْباحِ و الأساسِ ،و عَلَیه مُعَوَّلُ النّاس.

قلت:و هذا الذی ذَکَرَهُ شَیْخُنا من تَعْدِیَتِه بالباءِ و الّلام، فقد ذکَرَه المُصَنّفُ بقَوْلِه بعدُ:«و اللّه لَکَ :أَوْصَل...» وَ بقوله«البَرُّ بعِبادِه»فتأَمّلْ ذلِکَ .

وَ

14- فی حَدِیثِ الإِفْکِ : «و لا أَرَی مِنْهُ اللُّطْفَ الَّذِی کُنْتُ أَعْرِفُه». أی:الرِّفْقَ و البِرَّ،و یُرْوَی بفتح الطَّاءِ و الّلامِ ،لُغَهٌ فیه.

و قال ابنُ عَبّادٍ: لَطُفَ یَلْطُفُ : دَنَا یَدْنُو.قلتُ :و کأَنَّه لَحَظَ إلی قَوْلِ الفَرَزْدَقِ :

وَ للّه أَدْنَی من وَرِیدِی و أَلْطَفُ (5)

وَ لیسَ کما فَهِم،بل مَعْناه:و أَلْطَفُ اتِّصالاً،فتأَمّلْ .

و قال ابنُ الأَعْرابیِّ : لَطُفَ فُلانٌ لفُلانٍ یَلْطُفُ -:إذا

ص:479


1- (1) کذا بالأصل و الصحاح و [1]اللسان و [2]فی معجم البلدان« [3]لصاف»:«ابن المهوس».
2- (2) فی القاموس:«تلصُفُ کتنصُرُ تَبْرُقُ »و الأصل کاللسان [4]هنا،و فی اللسان [5]فی رأس الماده:لصف لونه یلصِفُ لصفاً،(من باب ضرب).
3- (3) سوره الشوری الآیه 19. [6]
4- (4) سوره یوسف الآیه 100. [7]
5- (5) دیوانه و صدره فیه: دعوتُ الذی سوّی السموات أَیدُه.

رَفَقَ - لُطْفاً ،و یُقال: لَطَفَ اللّه لَکَ : أی أَوْصَلَ إِلَیْکَ مُرادَک بلُطْف و رِفْقٍ .

و أَما لَطُفَ الشَّیْ ءُ، ککَرُمَ لُطْفاً بالضَّمِّ ،علی غَیْر قیاسٍ ، و لَطافَهً علی القیاس،فمَعْناه: صَغُرَ و دَقَّ ،فهو لَطِیفٌ یُقال:عُودٌ لَطِیفٌ :إذا کانَ غیرَ جافٍ .

و اللَّطیفُ : صفَهٌ من صفات اللّه تَعالَی،و اسمٌ من أَسمائه،و مَعْناهُ -و اللّه أَعْلَمُ -: البَرُّ بعباده المُحْسِنُ إلی خَلْقه بإِیصال المَنافعِ إِلَیْهم برفْقٍ و لُطْفٍ .

وَ قال أَبو عَمْرٍو: اللَّطیفُ :الذی یُوصِلُ إِلیکَ أَرَبَکَ فی رِفْقٍ .

أَو العالِمُ بخَفایَا الأُمُور و دَقائقِها.

قال شَیْخُنا:حاصلُه قَوْلانِ ،قیل:الأَوّلُ من لَطَفَ کنَصَرَ لُطْفاً :إذا رَفَقَ ،و الثّانی:علی أَنَّه من لَطُفَ کَرُمَ لُطْفاً وَ لَطافَهً بمعنی دَقَّ ،و قال الفَیُّومِیُّ :إِنَّهما متقاربانِ .

قلتُ :و قالَ ابنُ الأَثیرِ فی تفْسیرِه: اللَّطِیفُ :هو الَّذی اجْتَمَعَ له الرِّفْقُ فی الفعْلِ ،و العلْمُ بدَقائق المَصالحِ ، وَ إِیصالها إلی من قَدَّرَها لَهُ من خَلْقِه.

قال الأَزْهَریُّ : و اللَّطیفُ من الکَلامِ :ما غَمُضَ مَعْناهُ وَ خَفیَ .

و اللُّطْفُ ،بالضَّمِّ من اللّه تَعالَی: التَّوْفِیقُ و العِصْمَهُ .

و بالتَّحْرِیکِ :الاسْمُ منه ظاهِرُه-کالعُبابِ -أَنّ اللَّطَفَ ، مُحَرَّکَهً :اسمٌ من لَطَف بِه أو لَهُ ،و الَّذِی فی اللِّسانِ و غیرِه أَنَّه اسمٌ من أَلْطَفَه بکَذا:إذا بَرَّه بِهِ ،و یَدُلُّ له ما أَنْشَدَه الصّاغانِیُّ ،لکَعْبِ بنِ زُهَیْرٍ رضِیَ اللّه عنه:

ما شَرُّها بَعْدَ ما ابْیَضَّتْ مسائِحُها

لا الوُدَّ أَعْرِفُه منها،و لا اللَّطَفَا

ثم إنَّ التَحْرِیکَ فی الاسْمِ هو الَّذِی صَرَّحَ به أَئِمَّهُ اللَّغَهِ ،و قد أَنْکَرَه أبو شامَهَ فی شَرْحِ «الشَّقْراطِسِیَّه» (1)وَ تَوَقَّف فی سَماعِه،قال شیخُنا:و هو منه قُصُورٌ.

و اللَّطَفُ : الیَسِیرُ من الطَّعامِ و غیرِه یقال:طَعِمَ طَعَاماً لَطَفاً . و اللَّطَفَهُ بهاءٍ:الهَدِیَّهُ یُقالُ :جاءَتْنا لَطَفَهٌ من فُلانٍ :کما فی الصِّحاحِ ،و ظاهر الجَوْهَرِیِّ کالمُصَنِّف أَنّه إِنّما یُقال:

اللَّطَفَهُ بالهاءِ بمعنی الهَدِیَّهِ ،و قد أَطْلَقُوا اللَّطَفَ أَیْضاً علیها،کما قاله الزَّمَخْشَرِیُّ و غیرهُ ،و أَنْشَدَ:

کَمَنْ لَهُ عِنْدَنا التَّکْرِیمُ و اللَّطَفُ

وَ یُقال:أَهْدَی إِلیه لَطَفاً ،و الجمعُ أَلْطافٌ ،کسَبَبٍ وَ أَسْبابٍ ،و ما أَکْثَر تُحَفَه و أَلْطافَه .

و اللَّطْفانُ کسَکْرانَ : المُلاطِفُ عن ابنِ عَبّادٍ.

و اللَّواطِفُ من الأَضْلاعِ :ما دَنَا من صَدْرِکَ و فُؤادِکَ ، عن ابنِ عَبّادٍ و الزَّمَخْشَرِیّ (2).

و أَلْطَفَه إِلْطافاً :أَتْحَفَه.

و بِکَذَا.بَرَّهُ به،و الاسمُ اللَّطَفُ ،مُحرَّکَهً .

و أَلْطَفَ فلانٌ بَعِیرَهُ : إذا أَدْخَلَ قَضِیبَه فی حیاءٍ النّاقَهِ وَ کذلِک أَلْطَفَ لَه،نقله ابنُ الأَعْرابِیِّ ،و ذلِکَ إذا لَم یَهْتَدِ لمَوْضِعِ الضِّرابِ ،و قال أَبو زَیْدٍ:یُقالُ للجَمَلِ إذا لَم یَسْتَرْشِدْ لطَرُوقَتِه،فأَدْخَلَ الرّاعِی قَضِیبَه فی حَیائِها:قد أَخْلَطه إِخْلاطاً،و أَلْطَفَه إِلْطافاً ،و هو یخْلِطُه و یُلْطِفُه .

و قال أَبو صاعِد الکلابیُّ : أَلْطَفَ الشَّیْ ءَ بجَنْبِه: إذا أَلْصَقَه به، کاسْتَلْطَفَه و هو ضدُّ جافَیْتُه عَنِّی،و أَنْشَدَ:

سَرَیْتُ بها مُسْتَلْطفاً دُونَ رَیْطَتِی

وَ دُونَ ردائی الجُرْدِ ذا شُطَبٍ عَضْبَا

و المُلاطَفَهُ :المُبارَّهُ نقَلَه الجَوْهریُّ .

و تَلَطَّفُوا للأَمْرِ،و فی الأَمْرِ و تَلاطَفُوا : إذا رَفَقُوا الأَخیرُ عن ابن دُرَیْدٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

قال اللِّحْیانیُّ :هؤُلاءِ لَطَفُ فلانٍ ،مُحَرَّکَهً :أی أَصْحابُه وَ أَهْلُه الذین یُلْطِفُونَه .

ص:480


1- (1) بالأصل«الشقراطیسیه»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه،و انظر ما لاحظه محققها بحاشیتها.
2- (2) الذی فی الأساس:و الضلوع اللواطف:الدوانی من الصدر و شاهده فیه قوله: ورحنا ما أدّت کلاماً عرفته سوی خابلٍ بین الضلوع اللواطف.

و الأَلاطِفُ :الأَحِبَّهُ ،قال ابنُ الأَثِیرِ:هو جمعُ الأَلْطَفِ ، [أَفْعَل] (1)من اللُّطْفِ ،بمعنَی الرِّفْقِ .

وَ اللَّطف أَیْضاً: اللَّطِیفُ .

وَ اللَّطِیفُ من الأَجْرامِ :ما لا جَفاءَ (2)فیه.

وَ جارِیَهٌ لَطِیفَهُ الخَصْرِ:إذا کانَتْ ضامِرَهَ البَطْنِ .

وَ هو لَطِیفُ الجَوانِحِ .

وَ هُو لَطِیفٌ : یَلْطُفُ لاسْتِنْباطِ المَعانِی.

وَ اللُّطْفُ ،بالضمِّ :جمعُه أَلْطافٌ ،کقُفْلٍ و أَقْفالٍ .

وَ اللَّطِیفَهُ من الکَلامِ :الرَّقِیقَهُ ،جَمْعُها لَطائِفُ .

وَ لَطائِفُ اللّه: أَلْطافُه .

وَ قد لُطِفَ به،کعُنِی،فهو مَلطُوفٌ بِهِ .

وَ اللِّطّافُ ،کشَدّادٍ:الکَثِیرُ اللُّطْفِ .

وَ اللِّطافُ ،بالکسرِ:جمعُ لَطِیفٍ ،کَرِیمٍ و کِرامٍ ،و قَوْلُ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

وَ هُمْ سَبْعَهٌ کعَوالِی الرِّما

حِ بیضُ الوُجُوهِ لِطافُ الأُزُرْ (3)

إِنما عَنَی أَنَّهُم خِماصُ البُطونِ ، لِطافُ مَواضِعِ الأُزُرِ.

وَ لَطُفَ عنه،کصَغُرَ عَنْه.

وَ أَلْطَفَ (4)بهِ فی القَوْلِ ،و أَلْطَفَ له فی المَسْأَلَهِ :سأَلَ سُؤالاً لَطِیفاً .

وَ لاطَفَه مُلاطَفَهً :ألانَ له القَوْلَ .

وَ تَلاطَفُوا :تَواصَلُوا.

وَ أُمٌّ لَطِیفَهٌ بوَلَدِها،و هی تُلْطِفُه إِلْطافاً .

وَ لَطَّفَ الکِتابَ و غَیْرَه:جَعَلَه لَطِیفاً .

وَ تَلَطَّفَ بفُلانٍ :احْتالَ عَلَیهِ حَتَّی اطَّلَع علی سِرِّهِ .

و داءٌ مُلاطِفٌ :مُداخِلٌ .و اسْتَلْطَفَ الفَحْلُ بنَفْسِه،و اسْتَخْلَطَ :إذا أَدْخَلَ ثَیْلَه فی الحَیاءِ من تلْقاءِ نَفْسِه،و أَخْلَطَه غیرُه،نقله الجَوْهَرِیُّ وَ الزَّمَخْشَرِیُّ .

وَ أَبُو لَطِیفِ بنُ أَبِی طَرَفَهَ الهُذَلِیُّ :شاعِرٌ،قال فیهِ أَخُوهُ [أَبُو] (5)عُمَارَه بنُ أَبِی طَرَفَهَ :

فَصِلْ جَناحِی بأَبِی لَطِیفِ

وَ قد تَقَدّمَ بقیَّهُ الرَّجَزِ فی«کفف».

لعف

أَلْعَفَ الأَسَدُ،أو البَعِیرُ أَهمَلَه الجَوهرِیُّ وَ اللَّیْثُ ،و قال ابنُ عَبّادٍ: أَلْعَفَ الأَسَدُ،و أَلْغَفَ :إذا وَلَغَ الدَّمَ ؛أَو حَرِدَ و تَهَیَّأَ للمُساوَرَهِ ، کتَلَعَّفَ .

أَو تَلَعَّفَ الأَسَدُ،أو البَعِیرُ:إذا نَظَرَ ثُمّ أَغْضَی ثُمّ نَظَرَ و کذلک تَلَغَّفَ ،نقله الأَزْهَرِیُّ عن ابن دُرَیْدٍ،قال:و لم أَجِدْه لغیرِه،فإِن وُجِدَ شاهِدٌ لما قالَه فهو صَحِیحٌ .

قلت:فهذَا هو سَبَبُ إِهْمالِ الجَوْهرِیِّ و اللَّیْثِ إِیّاه.

لغف

اللَّغِیفُ کأَمِیرٍ أَهمَلَه الجَوْهرِیُّ (6)،و قال أَبو عَمْرٍو:هو مَنْ یَأْکُلُ مع اللُّصُوصِ و یَشْرَبُ ، و یَحْفَظُ ثِیابَهُم،و لا یَسْرِقُ مَعَهُم و الجَمْعُ لُغَفاءُ ،یُقال:فی بَنِی فُلانٍ لُغَفاءُ .

و قال أَبو الهَیْثَمِ : اللَّغِیفُ : خاصَّهُ الرَّجُلِ مَأْخوذٌ مِنَ اللَّغْفِ ،و هو لَقْمُ الإِدامِ ،کما سیاتی.

و قال ابنُ السِّکِّیتِ :یُقالُ :فُلانٌ لَغِیفُ فُلانِ ، وَ خُلْصانُه،و دُخْلُلُه و سَجِیرُه ج: لُغَفاءُ قال أَبُو حِزامٍ :

فلا تَنْحِطْ علی لُغَفاءَ دَجُّوا

فَلَیْسَ (7)مُفِیئَهُمْ أَمْرُ النَّحیطِ

دَجُّوا:أی ذَهَبُوا،و الأَمرُ:الکَثْرَهُ .

و قال أَبو الهَیْثَمِ : لَغِفَ الإِدامَ ،کفَرِحَ : إذا لَقِمَهُ وَ أَنْشَدَ:

یَلْصَقُ باللِّین و یَلْغَفُ الأُدُمْ

ص:481


1- (1) زیاده عن النهایه.
2- (2) فی اللسان:« [1]ما لا خفاء فیه»و فی الأساس:شیء لطیف:لیس بجافٍ .
3- (3) دیوان الهذلیین 150/1.
4- (4) الأساس:«و ألطف له».
5- (5) بالأصل«عماره»و الزیاده عن التاج ماده«کفف».
6- (6) کذا بالأصل و التکمله و بهامش الصحاح المطبوع:«زیاده فی المخطوطه (لغف)لَغَفَ و أَلْغَفَ :حَارَ،و أَلْغَفَ بعینه:لحِظَ .و علی الرجل:أکثر من الکلام القبیح.و لغِفْتُ الإِناء لغفاً:لَعَقْتُهُ ».
7- (7) عن التکمله و بالأصل«مغیثهم».

و قال ابنُ عَبّادٍ: اللَّغْفُ ،و اللَّغِیفَهُ :العَصِیدَهُ .

و الإِلْغافُ :الإِلْعافُ : و هو تَحْدِیدُ البَصَر.

و الإِلْغافُ : الإِسْراعُ فی السَّیْرِ.

و قال ابنُ عَبّادِ: الإِلْغافُ : قُبْحُ المُعامَلَهِ ،و الجَوْرُ.

قال: و الإِلْغافُ : التَّلْقِیمُ یقال: أَلْغَفَنِی لُغْفَهً :أی لَقِمَنِی لُقْمَهً .

و التَّلَغُّفُ :التَّلَعُّفُ و هو تَحْدیدُ النَّظَرِ.

و لاغَفَه مُلاغَفَهً : صادَقَه و خالَلَه.

و لاغَفَ المَرْأَهَ : إذا قَبَّلَها نقَلَه الصّاغانِیُّ .

و اللُّغْفَهُ ،بالضّمِّ :اللُّقْمَهُ و منه قولُهم: أَلْغَفَنِی لُغْفَهً من شَیْ ءٍ،کأَنّه أَرادَ أَطْعَمَنِی.

و أَلْغَفَ الرَّجُلُ : صارَ لَغِیفاً لِلُّصُوصِ : أی مَعَهُم.

أَو المُلْغِفَهُ کمُحْسِنَهٍ ،و فی بعضِ النُّسَخِ بالفتحِ : القَوْمُ یَکُونُونَ لُصُوصاً،لا حَمِیَّهَ لَهُم نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

اللَّغِیفَهُ :کُلُّ شیءٍ رِخْوٍ،عن ابنِ عَبّادٍ.

وَ لَغَفَ بعَیْنِه لَغْفاً :لَحَظَ بها مُتَتابِعاً عن ابنِ عَبّادٍ أَیضاً.

وَ لَغِفَ ما فی الإِناءِ لَغْفاً :لَعِقَهُ .

وَ تَلَغَّفَ الشیءَ:إذا أَسْرَعَ أَکْلَه بکَفِّه من غَیْرِ مَضْغٍ .

وَ لَغِفْتُ الإِناءَ لَغْفاً ،و لَغَفْتُه لَغْفاً :لَعِقْتهُ .

وَ لَغَفَ لَغْفاً :جارَ (1).

وَ أَلْغَفَ علی الرَّجُلِ :أَکْثَرَ من الکَلامِ القَبیحِ .

وَ اللَّغِیفُ :الذی یَسْرِقُ اللُّغَهَ من الکُتُبِ .

وَ فی نَوادِرِ الأَعْرابِ :دَلَغْتُ الطَّعامَ و ذَلَغْتُه؛أی:أَکَلْتُه، وَ مثله اللَّغْفُ .

لفف

لَفَّه یَلُفُّه لَفًّا : ضِدُّ نَشَرَه، کَلَفَّفَه قال الجَوْهِریُّ :

شُدِّدَ للمُبالَغَهِ .

و لَفَّ الکَتِیبَتَیْنِ یَلُفُّهُما لَفًّا : خَلَطَ بیْنَهُما بالحَرْبِ و هو مَجازٌ،و أَنشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

و لَکَمْ لَفَفْتُ کَتِیبَهً بکَتِیبَهٍ

وَ لَکَمْ کَمِیٍّ قد تَرَکْتُ مُعَفَّرَا (2)

و لَفَّ فُلانًا حَقَّه یلُفُّه لَفًّا : مَنَعَه نقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قال أَبو عُبَیْدٍ-فی تَفْسِیرِ حَدِیثِ أُمِّ زَرْعٍ :-«زَوْجِی إِنْ أَکَلَ لَفَّ »- اللَّفُّ فی الأَکْلِ : إذا أَکْثَرَ مِنْه مُخَلِّطاً من صُنُوفِه مُسْتَقْصِیاً لا یُبْقِی منه شَیْئاً.

أَو مَعْنَی لَفَّ : قَبَّحَ فِیه.

و لَفَّ الشّیْ ءَ بالشّیْ ءِ: إذا ضَمَّه إِلَیْه و جَمَعَه و وَصَلَه بِهِ .

و اللِّفافَهُ بالکسرِ:ما یُلَفُّ بِهِ علی الرِّجْلِ و غَیْرِها،ج:

لَفائِفُ نَقَلَه الجَوْهَری،یُقال:لَبسَ الخُفَّ باللُّفافَه .

قال: و قولُهم: جاءُوا و مَنْ لَفَّ لِفَّهُم ،بالکسرِ، وَ الفَتْحِ و اقتصرَ الجوهَرِیُّ علی الکَسْرِ،و جَمَع بَیْنَهُما ابنُ سِیدَه،قال:و إِن شِئْتَ رَفَعْتَ (3)،و القولُ فیه کالقَوْلِ فی:

«و مَنْ أَخَذَ إِخْذَهُم و أَخْذَهُم»قال الصاغانِیُّ :و أَجازَ أَبو عَمْرٍو فتحَ اللاّمِ أَو یُثَلَّثُ . قلتُ :و الضمُّ غَرِیبٌ : أی مَنْ عُدَّ فِیهِم و تَأَشَّبَ إِلَیْهِم،قال الأَعْشَی:

وَ قد مَلاَتْ بَکْرٌ و مَنْ لَفَّ لِفَّها

نُباکاً فقَوًّا فالرَّجَا فالنَّواعِصَا (4)

وَ أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

سَیَکْفِیکُمُ أَوْداً و مَنْ لَفَّ لِفَّها

فَوارسُ منْ حَرْمِ بن رَیّانَ کالأُسْدِ(5)

و قال المُفَضَّلُ الضَّبِّیُّ : اللِّفُّ بالکَسْر:الصِّنْفُ من النّاس من خَیْرٍ أو شَرٍّ.

و اللِّفُّ : الحزْبُ و الطّائفَهُ ،یُقالِ :کانَ بَنُو فُلانٍ لِفًّا ، وَ بَنُو فُلانِ لقَوْمٍ آخَرینَ لِفًّا :إذا تَحَزَّبُوا حزْبین و

17- فی حَدیث نابلٍ : «سافَرْتُ معَ مَولایَ عُثْمانَ و عُمَرَ فی حَجٍّ أو عُمْرَهٍ ، فکانَ عُمَرُ و عُثْمانُ و ابنُ عُمَرَ لِفًّا ،و کنتُ أَنا و ابنُ الزُّبَیْرِ فی

ص:482


1- (1) الأصل و اللسان،و [1]بهامش الصحاح:«حار»بالحاء المهمله.
2- (2) یرید:ضمّ اللام فی«لفّهم».
3- (3) دیوانه ط بیروت بروایه: نباکاً فأحواض الرجا فالنواعصا.
4- (4) الجمهره 118/1 [2] بروایه:من جرم بن ریان و فی الأساس بروایه:جرم بن زبان.

شَبَبَهٍ مَعَنا لِفًّا ،فکُنّا نَتَرامَی بالحَنْظَلِ ،فما یَزِیدُنا عُمَرُ عَلَی أَن یَقُولَ :کذاک لا تَذْعَرُوا عَلَیْنا إِبِلَنا» (1).

و اللِّفُّ : القَوْمُ المُجْتَمِعُونَ فی موضعٍ ج: لُفُوفٌ وَ أَلْفافٌ ،قال أَبُو قِلابَهَ :

إِذْ عارَت النَّبْلُ و الْتَفُّوا اللُّفُوفَ و إِذْ

سَلُّوا السُّیُوفَ عُراهً بَعْدَ اشْجانِ (2)

و قال اللَّیْثُ : اللِّفُّ : ما یُلَفُّ من ههُنا و ههُنا:أی یُجْمَعُ ،کما یُلَفِّفُ الرَّجُلُ شُهُودَ الزُّورِ.

قال: و اللِّفُّ : الرَّوْضَهُ المُلْتَفَّهُ النَّباتِ ،و کذلک البُسْتانُ المجْتَمِعُ الشَّجَرِ.

و یُقال: جاؤُوا بِلِفهِم و لَفِیفِهِمْ : أی أَخْلاطِهِم وَ اللَّفِیفُ :ما اجْتَمَعَ من النّاسِ من قَبائِلَ شَتَّی.

وَ یُقال للقَوْمِ إذا اخْتَلَفُوا: لِفٌّ ،و لَفِیفٌ .

و حَدِیقَهٌ لِفٌّ و لِفَّهٌ بکسرِهِما و یُفْتَحانِ : أی مُلْتَفَّه الأَشْجارِ.

و الأَلْفافُ :الأَشْجَارُ المُلْتَفَّهُ بعضُها ببعضٍ ،و قالَ الزَّجّاجُ فی قولِه تعالَی: وَ جَنّاتٍ أَلْفافاً (3)أی و بَساتِینَ مُلْتَفَّه واحِدُها لَفٌّ ،بالکَسْرِ و الفَتْحِ و نَظِیرُ المکسورِ عِدٌّ وَ أَعْدادٌ أَو واحِدُها بالضّمِّ التی هی جَمْعُ لَفّاءَ قال أَبو العَبّاس:لم نَسْمَعْ (4)شجرهٌ لَفَّهٌ ،لکن واحدُها لَفّاءُ ، وَ جَمعُها لُفٌّ ، فیکونُ الأَلْفافُ جج أی جمع الجمعِ و قَدْ لَفَّتْ لَفًّا و قال أَبو إِسْحاقَ :هو جمعُ لَفِیفٍ ،کنَصِیرٍ و أَنْصارٍ.

و قوله تعالی: جِئْنا بِکُمْ لَفِیفاً (5)أی مُجْتَمِعِینَ مُخْتَلِطِینَ کما فی الصِّحاحِ ،و قال أَبو عَمْرٍو: اللَّفِیفُ :

الجمعُ العَظیمُ من أَخْلاطٍ شَتَّی،فیهم الشَّرِیفُ و الدَّنِیءُ، وَ المُطِیعُ و العاضِی،و القَوِیُّ و الضَّعِیفُ ،و مَعْنَی الآیه:أی أَتَیْنا بِکُم (6)من کُلِّ قَبِیلَهٍ . و قالَ شیخُنا: اللَّفِیفُ :جَماعهٌ انْضَمَّ بعضُهُم إلی بَعْضٍ ،من لَفَّهُ :إذا طَواهُ ،قیل:اسمُ جَمْعٍ کالجَمِیعِ ،لا واحِدَ له،و یَرِدُ مَصْدَرًا،یُقال: لفَّ لَفًّا و لَفِیفاً .

و طَعامٌ لَفِیفٌ :مَخْلُوطُ من جِنْسَیْنِ فصاعِداً نَقَلَهُ الجوهَرِیُّ .

و قولُ الجَوْهَرِیِّ : فُلانٌ لَفِیفُه : أی صَدِیقُه،غَلَطٌ ، وَ الصّوابُ :لَغِیفُه،بالغَیْنِ نَبَّه عَلَیه الصاغانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ .

و اللَّفِیفُ فی بابِ الصَّرْفِ علی نوعین: مقْرُونٌ و هو:ما اقْتَرَنَ فیه حَرْفا العِلَّهِ کطَوَی یَطْوِی طَیًّا، و مَفْرُوقٌ و هو:أَنْ یَکُونَ بَیْنَ الحَرفْین حَرْفٌ آخَرُ کوَعَی بَعِی وعَیْاً؛ لاجْتِماعِ المُعْتَلَّیْنِ فی ثُلاثیّهِ .

وَ قال اللَّیْثُ : اللَّفِیفُ من الکلامِ :کلُّ کلمَهٍ فیها مُعْتَلاّنِ ،أو مُعْتَلٌّ و مُضاعَفٌ .

و اللَّفِیفَهُ بهاءٍ:لَحْمُ المَتْنِ تحتَ العَقَبِ من البَعِیرِ و وقعَ فی التَّکْمِلَهِ «الّذِی تَحْتَهُ العَقَبُ ».

و قال اللَّیْثُ : المِلَفُّ ،کمِقَصّ :لِحافٌ یُلْتَفُّ بِهِ و الفتحُ عامِّیّه.

و رَجُلٌ أَلَفُّ بَیِّنُ اللَّفَفِ :عَیِیٌّ بَطِیءُ الکَلامِ ،إذا تَکَلَّمَ مَلأَ لِسانُه فَمَهُ قال الکُمَیْتُ :

وِلایَهُ سِلَّغْدٍ أَلَفَّ کأَنَّهُ

من الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنَّوْکِ أَثْوَلُ

نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

قال: و الأَلَفُّ أَیضاً: الثَّقِیلُ البَطِیءُ قال زُهَیْرٌ:

مَخُوفٌ بَأْسُه یَکْلاکَ مِنْهُ

قَوِیٌّ لا أَلَفُّ و لا سَؤُومُ

و الأَلَفُّ : المَقْرُونُ الحاجبَیْن نَقَلَهُ الصّاغانیُّ .

و الامْرَأَهُ اللَّفّاءُ :الضَّخْمَهُ الفَخِذَیْنِ المُکْتَنزَهُ ،کما فی الصِّحاحِ و قال غیرُه:امْرَأَهٌ لَفّاءُ : مُلْتَفَّهُ الفَخذَیْنِ .

و اللَّفّاءُ : الفَخِذُ الضَّخْمَهُ قال الجَوْهَرِیُّ :فَخِذانِ لَفّاوانِ ،قال الحَکَمُ بنُ مَعْمَرٍ الخُضْرِیُّ :

تَساهَمَ ثَوْباها ففی الدِّرْعِ رَأْدَهٌ

وَ فی المِرْطِ لَفّاوانِ رِدْفُهُما عَبْلُ

ص:483


1- (1) لم ترد لفظه«إبلنا»فی نص الحدیث فی النهایه. [1]
2- (2) دیوان الهذلیین 38/3 بروایه:و التفَّ اللفوف...بعد إشحان،و فسر الإشحان بالتهیؤ للبکاء،و جعله هاهنا للقتال.
3- (3) سوره النبأ الآیه 16. [2]
4- (4) عن التهذیب و اللسان و [3]بالأصل«تسمع».
5- (5) سوره الإسراء الآیه 104. [4]
6- (6) بالأصل«أتیناکم»و المثبت عن اللسان. [5]

و قال ابنُ الأَثِیرِ:تَدانِی الفَخِذَیْنِ من السِّمَنِ ،قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و هوَ عَیْبٌ فی الرّجُلِ ،مَدْحٌ فی المَرْأَهِ .

و اللَّفّاءُ من الرِّیاضِ :الأَغْصانُ المُلْتَفَّهُ یُقال:شَجَرهٌ لَفّاءُ .

وَ حَدِیقَهٌ لَفَّهٌ :أی مُلْتَفَّهُ الأَغْصانِ .

و الأَلَفُّ عِرْقٌ یَکُون فی وَظِیفِ الیَدِ بَیْنَه و بَیْنَ العُجَایَهِ فی باطِنِ الوَظِیفِ ،قال:

یا رِیَّها إِنْ لَم تَخُنِّی کَفِّی

أَو یَنْقَطِعْ عِرْقٌ مِنَ الأَلفِّ

و قال الأَصْمَعِیُّ : الأَلَفُّ : المَوْضِعُ الکَثِیرُ الأَهْلِ قال ساعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ :

وَ مُقامِهِنَّ إِذَا حُبِسْنَ بمَأْزِمٍ

ضَیْقٍ أَلَفَّ و صَدَّهُنَّ الأَخْشَبُ (1)

نقله الجَوْهریُّ .

وَ قال السُّکَّرِیُّ فی شرحِ الدِّیوانِ :مَکَانٌ أَلَفُّ :أی مُلْتَفٌّ ،و به فَسّرَ البَیْتَ .

و الأَلَفُّ : الرَّجُلُ الثَّقِیلُ اللِّسانِ عن الأَصْمَعِیِّ .

و قال أَبو زَیْدٍ:هو العَیِیُّ بالأُمُورِ و لا یَخْفَی أَنّ هذا قد تَقَدَّم للمصَنِّفِ بعینِه،فهو تَکْرارٌ.

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : اللَّفَفُ مُحَرَّکَهً : أَنْ یَلْتَوِیَ عِرْقٌ فی ساعِدِ العامِلِ فیُعَطِّلَه عنِ العَمَلِ و أَنْشَدَ:

الدَّلْوُ دَلْوِی إِنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ

و إِنْ نَجَا صاحِبُها من اللَّفَفْ

و قال المُفَضَّل الضَّبِّیُّ : اللُّفُّ بالضّمِّ : الشوابل من الجَوارِی و هُنَّ السِّمانُ الطِّوالُ کذا فی التّهْذِیبِ .

و اللُّفُّ : جَمْعُ اللَّفّاءِ و هی الضَّخْمَهُ الفَخِذَیْنِ ،و أَنشَدَ ابنُ فارِسٍ :

عِراضُ القَطَا مُلْتَفَّهٌ رَبَلاتُها

وَ ما اللُّفُّ أَفْخاذاً بتارِکَهٍ عَقْلاَ (2)

و اللُّفُّ أَیضا: جَمْعُ الأَلَفِّ بالمَعانِی التی تَقَدَّمَتْ .

و لَفْلَفٌ :ع،بَیْنَ تَیْماءَ و جَبَلَیْ طَیِّئٍ قال القَتّالُ :

عَفَا لَفْلَفٌ من أَهْلِهِ فالمُضَیَّحُ

فلَیْسَ بِهِ إِلا الثَّعالِبُ تَضْبَحُ (3)

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: رَجُلٌ لَفْلَفٌ و لَفْلاَفٌ : أی ضَعِیفٌ .

و قال اللَّیْثُ : أَلَفَّ الطّائِرُ رَأْسَه فهو مُلِفٌّ : جَعَلَه تَحْتَ جَناحَیْهِ .

قال: و أَلَفَّ فُلانٌ : أی یَعْنِی رَأْسَه: جَعَلَه فی جُبَّتِهِ (4)قال أُمَیّهُ بنُ أَبِی الصَّلْتِ یَذْکُرُ المَلائِکَهَ :

وَ مِنْهُم مُلِفٌّ فی جَناحَیْهِ رَأْسَه

یَکادُ لذِکْرَی رَبِّه یَتَفَصَّدُ (5)

و یُقال: هُنا تَلافِیفُ مِنْ عُشْبٍ : أی نَباتٌ مُلْتَفٌّ لا واحِد له.

و الشَّیْ ءُ المُلَفَّفُ فی البِجادِ فی قَوْلِ أَبِی المُهَوِّسِ کمُحَدِّثٍ الأسَدِیِّ :

إذا ما ماتَ مَیْتٌ مِنْ تَمِیمٍ

وَ سَرَّکَ أَن یَعِیشَ (6)فجِئْ بِزادِ

تَراهُ یُطَوِّفُ الآفاقَ حِرْصاً (7)

لیَأْکُلَ رَأْسَ لُقْمانَ بنِ عادِ

: وَطْبُ اللَّبَنِ قال ابنُ بَرِّیٍّ یقال:إِنّ هذَیْنِ البَیْتَیْنِ لأَبِی المُهَوِّسِ الأَسَدِیّ ،و یُقالُ :إِنّهما لیَزِیدَ بنِ عَمْرِو بنِ

ص:484


1- (1) دیوان الهذلیین 171/1.
2- (2) بالأصل«بتارکه غفلا»و المثبت عن مقاییس اللغه 107/5. [1]
3- (3) و ذکر یاقوت شاهداً آخر،هو قول الهذلی: وَ أعلیت من طور الحجاز نجوده إلی الغور ما اجتاز الفقیر و لفلفُ .
4- (4) فی التهذیب:جعله تحت ثوبه.
5- (5) التهذیب بروایه: وَ منهم ملفٌ رأسه فی جناحه.
6- (6) عن الکامل للمبرد 224/1 و [2]بالأصل«تعیش»و فی الکامل«فسرّک».
7- (8) فی الکامل: تراه ینقب البطحاء حولاً.

الصَّعِقِ ،قال:و هو الصَّحِیحُ (1)،و مثله فی حَلْیِ النَّواهِد للصَّلاحِ الصَّفَدِیِّ و إِنشادُ الجَوْهَریِّ .

بخُبْزٍ أو بسَمْنٍ أو بَتَمْرٍ

مُخْتَلٌّ و قولُ الشّیخِ علِیٍّ المَقْدِسِیِّ فی حَواشِیه:إِنّ الجَوْهَرِیَّ أَنشَدَه کالمُصَنِّفِ ،فلا أَدْرِی وَجْه اخْتِلالِه ما هو، إِلا غَفْلَهٌ ظاهِرَهٌ ،و سهوٌ واضِحٌ لمن تأَمَّلَه،و

17- فی حَدِیثِ معاوِیَهَ رِضِیَ اللّه عنه: أَنّه مازَحَ الأَحْنَفَ بنَ قَیْسٍ فما رُئِی مازِحانِ أَوْقَرَ مِنْهُما،قال لَه:یا أَحْنَفُ .ما الشّیْ ءُ المُلَفَّفُ فی البِجادِ؟فقَالَ َ:هو السَّخِینَهُ یا أَمیرَ المُؤمِنینَ ،ذهبَ مُعاوِیَهُ رضِیَ اللّه عنه إلی قَوْلِ أَبِی المُهَوِّسِ ،و الأَحْنَفُ إلی السَّخِینَهِ الّتِی کانَتْ تُعَیَّرُ بها قُرَیْشٌ ،و هی شَیْ ءٌ یَعْمَلُ من دَقِیقٍ و سَمْنٍ ؛لأَنَّهُم کانُوا یُولَعُونَ بِها،حتّی جَرَتْ مَجْرَی النَّبْزِ لَهُم،و هی دُونَ العَصِیدَهِ فی الرِّقَّهِ ،و فوقَ الحَسَاءِ،و کانُوا یَأْکُلُونَها فی شِدَّهِ الدَّهْرِ،و غَلاءِ السِّعْرِ، وَ عَجَفِ المالِ . قال کَعْبُ بنُ مالِکٍ رضِیَ اللّه عنه:

زَعَمَتْ سَخِینَهُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّها

وَ لَیُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاّبِ

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : لَفْلَفَ الرّجُلُ :إذا اسْتَقْصَی الأَکْلَ وَ العَلَفَ .

و قال فی موضعٍ آخر: لَفْلَفَ البَعِیرُ: إذا اضْطَرَبَ ساعِدُه مِن الْتِواءِ عِرْقٍ فیه،و کذلِکَ الرَّجُلُ ،و هُوَ اللَّفَفُ .

و الْتَفَّ فی ثَوْبِه، و تَلَفَّفَ فی ثَوْبِه بمعنًی واحِدٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رَجَلٌ أَلَفُّ :ثَقِیلٌ فَدْمٌ .

وَ جَمْعٌ لَفِیفٌ :مُجْتَمِعٌ مُلْتَفٌّ من کُلِّ مَکانٍ ،قال ساعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ :

فالدَّهْرُ لا یَبْقَی علی حَدَثانِه

أَنَسٌ لَفِیفٌ ذُو طَرائِفَ حَوْشَبُ (2)

و جاءَ القَوْمُ بلَفَّتِهِم :أی بجَماعَتِهمْ .

وَ جاءُوا أَلْفافاً :طَوائِفَ .

وَ الْتَفَّ الشَّیْ ءُ:تجَمَّعَ و تَکاثَفَ ،و قد لَفَّه لَفًّا .

وَ یُقال: الْتَفُّوا علَیْه،و تَلَفَّفُوا :إذا تَجَمَّعُوا.

وَ هو یَتَلَفَّفُ له علی حَنَقٍ ،و هو مَجازٌ.

وَ اللَّفِیفُ :الکَثِیرُ من الشَّجَرِ یَجْتَمِعُ فی موضِعٍ و یَلْتَفُّ .

وَ الْتَفَّ الشَّجَرُ بالمَکانِ :کَثُرَ و تَضایَقَ ،قالَه أَبو حَنِیفَهَ .

وَ اللَّفَفُ فی الأَکْلِ :إِکْثارٌ و تَخْلِیطٌ .

وَ قال المَبَرِّدُ: اللَّفَفُ :إِدْخالُ حَرْف فی حَرْفٍ .

وَ لَفْلَفَ فی ثَوْبِه،کالْتَفَّ به.و فی حَدِیثِ أُمِّ زَرْعٍ :«و إِنْ رَقَدَ الْتَفَّ »أی:نامَ فی ناحِیَهٍ و لم یُضاجِعْها،و قالت امْرَأَهٌ لزَوْجِها:«إنَّ ضِجْعَتَکَ لانْجِعاف،و إِنّ شِمْلَتَک لالْتِفاف ، وَ إنَّ شُرْبَکَ لاشْتِفاف،و إِنَّک لتَشْبَعُ لیلَهَ تُضاف،و تَأْمَنُ لیلَهَ تَخاف».

وَ قال الأَزْهَرِیُّ -فی تَرْجَمه«عمت» (3)-یُقالُ :فُلانٌ یَعْمِتُ أَقْرانَه:إذا کانَ یَقْهَرُهُم و یَلُفُّهم ،یُقالُ ذلِکَ فی الحَرْبِ ،و جَوْدَه الرَّأْیِ ،و العِلْمِ بأَمْرِ العَدُّوِّ،و إِثْخانِه (4)، قال الهُذَلِیُّ :

یَلُفُّ طَوائِفَ الفُرْسا

نِ و هْوَ بِلَفِّهمْ أَرِبُ (5)

وَ قوله تعالی: وَ اِلْتَفَّتِ السّاقُ بِالسّاقِ (6)قیل:إِنّه اتِّصالُ شِدَّهِ الدُّنْیا بشِدَّهِ الآخرهِ ،و المَیِّتُ یُلَفُّ فی أَکْفانِه:

إذا أُدْرِجَ فِیها.

وَ اللَّفِیفُ :حَیٌّ من الیَمَنِ .

وَ اللَّفَفُ :ما لَفُّوا من هُنا و من هُنا (7).

ص:485


1- (1) اختلف فی اسم أبی المهوس،بالسین المهمله أو بالشین المعجمه،و اختلف فی نسبه هذه الأبیات انظر ما لاحظه محقق الکامل للمبرد بحاشیه صفحه 224 من الجزء الأول ط مؤسسه الرساله بیروت.
2- (2) دیوان الهذلیین 183/1 بروایه:«ذو طوائف»و فسر أنس لفیف أی جماعه کثیره.
3- (3) التهذیب 290/2.
4- (4) بعدها فی التهذیب:و من ذلک قیل للفائف الصوف عُمُت واحدها عمیت، لأنها تُعَمتُ أی تُلَفُّ .
5- (5) البیت فی دیوان الهذلیین 250/2 فی شعر أبی العیال الهذلی یرثی ابن عم له یقال له عبد بن زهره.
6- (6) سوره القیامه الآیه 29. [1]
7- (7) فی التهذیب:و اللفف:ما لففوا من هاهنا و هاهنا.

و قالَ أَبو عَمْرٍو: اللَّفُوفُ من الغَنَم:التی یَذْبَحُها صاحِبُها وَ کانَ یَرَی أَنّها لا تُنْقِی فأَصابَها مُنْقِیَهً ،کما فی العُباب.

وَ رَجُلٌ مُلَفَّفٌ :عَیِیٌّ .

وَ بِلِسانِه لَفْلَفَهٌ .

وَ الْتَفَّت اللُّفُوفُ .

وَ من المَجازِ: الْتَفَّ وَجْهُ الغُلامِ ،و غُلامٌ مُلْتَفُّ الوَجْهِ :

اتَّصَلَتْ لِحْیَتُه.

وَ أَرْسَلْتُ الصَّقْرَ علی الصَّیْدِ فَلافَّهُ : التَفَّ عَلَیه،و جَعَلَه تَحْتَ رِجْلَیْهِ .

وَ ما تَصافُّوا حتَّی تَلافُّوا.

وَ لافَفْناهُم .

وَ طارَتْ لَفائِفُ النَّباتِ ،و هی قِشْرُه.

وَ هَمٌّ یُذِیبُ لَفائفَ القُلُوبِ :جمعُ لِفافَهٍ ،و هی شَحْمَهٌ تَلْتَفُّ علی القَلْب،کما فی الأَساسِ .

لقف

لَقِفَه ،کسَمِعَه لَقْفاً بالفَتْحِ و لَقَفَانًا ،مُحَرَّکَهً وَ هذِه عن الفَرّاءِ: تَناوَلَه بسُرْعَهٍ هکَذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن یَعْقُوبَ ،و قالَ غَیْرُه: اللَّقَفُ :تَناوُلُ الشّیْ ءِ یُرْمَی إِلیکَ ، وَ فی المُحْکَمِ : اللَّقْفُ :سُرْعَهُ الأَخْذِ لما یُرْمَی إِلیکَ بالیَدِ، أو باللِّسانِ ،و قالَ غیرُه: اللَّقْفُ أَنْ تَأْخُذَ شَیْئاً فتَأْکُلَه وَ تَبْتَلِعَه،و قَرَأَ ابنُ أَبی عَبْلَهَ تَلْقَفُ (1)بسکُونِ اللاَّمِ ، وَ رفعِ الفاءِ علی الاسْتِئْنافِ .

و یُقال: رَجُلٌ ثَقْفٌ لَقْفٌ ،بالفَتْحِ و عَلَیه اقتَصَر الجَوْهَرِیُّ و زادَ اللِّحْیانِیُّ :رَجُلٌ ثَقِفٌ لَقِفٌ ،و ثَقِیفٌ لَقِیفٌ ککَتِفٍ و أَمِیرٍ: أی خَفِیفٌ حاذِقٌ کما فی الصِّحاحِ ،و قیل:

سَریعُ الفَهْمِ لما یُرْمَی إِلیه من کَلامٍ باللِّسانِ ،و سریعُ الأَخْذِ لما یُرْمَی إِلیه بالیَدِ،و قِیلَ :هو إذا کانَ ضابِطاً لما یَحْوِیه،قائِماً به،و قیل:هو الحاذِقُ بصِناعَتِه،و قد یُفْرَدُ اللَّقْفُ فیقالُ :رَجُلٌ لَقِفٌ یعنِی به ما تَقَدّم.

و اللَّقَفُ مُحَرَّکَهً و کَذا اللَّجَفُ : جانِبُ البِئْرِ و الحَوْضِ ، ج: أَلْقافٌ و أَلْجافٌ ،کَسَبَبٍ و أَسْبابٍ .

و قال الجَوْهَرِیُّ : اللَّقَفُ : سُقُوطُ الحائِطِ ،و تَهَوُّرُالحَوْضِ من أَسْفَلِه، وَ قد لَقِفَ الحَوْضُ لَقَفاً :إذا تَهَوَّرَ من أَسْفَلِه و اتَّسَعَ .

کالتَّلَقُّفِ هذه عن ابْنِ دُرَیْدٍ،یُقالُ : تَلَقَّفَ الحوضُ من أَسْفَلِه:إِذا تَلَجَّفَ .

و هُو أی:الحَوْضُ لَقِفٌ و لَقِیفٌ ککَتِفٍ ،و أَمِیرٍ قال خُوَیْلِدٌ،کما فی الصِّحاحِ ،و قال ابنُ بَرِّی و الصّاغانِیُّ :هو لأَبِی خِراشٍ الهُذَلِیِّ .قلتُ :و اسمُ أَبِی خِراشٍ خُوَیْلِدٌ، فارتَفَعَ الإِشْکالُ :

کابِی الرَّمادِ عَظِیمُ القِدْرِ جَفْنَتُه

حِینَ الشِّتاءِ کحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ (2)

وَ قال أَبُو ذُؤَیْبٍ :

فلَم یَرَ غیرَ عادِیَهٍ لِزاماً

کما یَتَفَجَّرُ الحَوْضُ اللَّقِیفُ (3)

أَو هو أی: اللَّقِیفُ ،و اللَّقِفُ : ما لَم یُحْکُمْ بِناؤُه،و قَدْ بُنِیَ بالمَدَرِ کما فی العُبابِ ،و قال السُّکَّرِیُّ :یُقال:إِنَّه الّذِی سُوِّیَ بالطِّینِ .

أَو هو الَّذِی یُحْفَرُ جانِباهُ و هُوَ مَمْلُوءٌ،فیَحْمِلُ علَیْهِ الماءُ فیُفَجِّرُه و قال السُّکَّرِیُّ :یَقالُ :هو الَّذِی یَتَساقَطُ من جانِبَیْهِ وَ هو مَمْلُوءٌ،و قالَ الأصْمَعِیُّ :الذی یَضْرِبُ الماءُ أَسْفَلَه فیَتَساقَطُ .و قالَ فی شَرْحِ قَوْلِ أَبِی ذُؤَیْبٍ : اللَّقِیفُ :الَّذِی یَتَقَعَّرُ من أَسْفَلِه،فَیَتَشَعَّبُ (4)الماءُ منه و فی الصِّحاحِ :

وَ یُقالُ :هو الْمَلْآنُ ،و الأولُ هو الصَّحِیحُ ،و قال أَبُو الهَیْثَمِ :

اللَّقِیفُ بالمَلْآنِ أَشْبَهُ منه بالحَوْضِ الّذِی لم یُمْدَرْ،یُقال:

لَقِفْتُ الشیءَ أَلْقَفَهُ لَقْفاً ،فأَنا لاقِفٌ و لَقِیفٌ ،و إِن جَعَلْتَه بمعنَی ما قالَ الأَصْمَعِیُّ :إِنّه تَلَجَّفَ و تَوَسَّع أَلْجافُه حَتی صارَ الماءُ مُجْتَمِعاً إِلیهِ ،فامْتَلَأت أَلْجافُه کان حَسَنًا.

و لِقْفٌ ،بالکسرِ (5):ماءُ آبارٍ کَثِیرَهٍ عَذْبٌ لیسَ علیها

ص:486


1- (1) من الآیه 69 من سوره طه.
2- (2) دیوان الهذلیین 156/2 بروایه:«عند الشتاء»و جاء فی تفسیره:و الحوض اللقف:الذی یتهدم من أسفله،و بهامشه عن الأغانی [1]فی تفسیر اللقف: اللقف:الذی یضرب الماء أسفله فیتساقط و هو ملآن.
3- (3) دیوان الهذلیین 102/1 بروایه:کما یتهدّم»و فی شرحه:کما یتهدم الحوض اللقیف:الذی قد نخر و ضرب الماء أسفله.
4- (4) الذی فی التهذیب عن الأصمعی قال:هو الذی یتلجّف من أسفله فینهار، وَ تَلَجُّفُهُ :أَکلُ الماءِ نواحیه.
5- (5) قیدها یاقوت«لَقْفٌ »قال:ضبطه الحازمی بفتح أوله و سکون ثانیه.

مَزارِعُ ،و لا نَخْلَ فِیها؛لِغِلَظِ مَوْضِعِها و خُشُونَتِه،و هو بأَعْلَی قَوْرانَ : وادٍ من ناحیَهِ السَّوارِقِیَّهِ ،نقله الصّاغانِیُّ ،قلتُ :

وَ الفَتْحُ لُغَهٌ فیه،و بِهِما رُوِیَ ما أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

لَعَنَ اللّه بَطْنَ لِقْفٍ مَسِیلاً

وَ مَجاحاً فلا أُحِبُّ مَجاحَا

لَقِیَتْ ناقَتِی بِهِ و بِلَقْفٍ

بَلَداً مُجْدِباً و ماءً شَحاحَا (1)

و التَّلْقِیفُ :بَلْعُ الطَّعامِ قال ابنُ شُمَیْلٍ :یُقالُ :إِنّهُم لیُلَقِّفُونَ الطّعامَ :أی یَأْکُلُونَه،و أَنْشَد:

إذا ما دُعِیتُمْ للطَّعامِ فَلقِّفُوا

کما لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِیَهٌ حُرْدُ

کالتُلَقُّفِ و هو:الابْتلاعُ ،و منه قولُه تَعالَی: تَلَقَّفْ ما صَنَعُوا و قَرَأَ ابنُ ذَکْوانَ برفعِ الفاءِ علی الاسْتِئْنافِ .

و (2) التَّلْقِیفُ : الإِبْلاعُ و قد لَقَّفَهُ تَلْقِیفاً ، فلَقِفَهُ .

و قال أَبو عُبَیْدَهَ : التَّلْقِیفُ : تَخَبُّطُ الفَرَسِ بیَدَیْهِ فی اسْتِنانِه،لا یُقِلُّهُما نحوَ بَطْنِه.

أَو هو: شِدَّهُ رَفْعِها یَدَیْها،کأَنَّما تَمُدُّ مَدًّا.

أو هو ضَرْبُ البُعْرانِ (3)بأَیْدِیها لَبَّاتِها فی السَّیْرِ نقَلَه الصّاغانِیُّ ،و به فَسَّر ما أَنْشَدَه ابنُ شُمَیْلٍ ،و قد تَقدّم.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: بَعِیرٌ مُتَلَقِّفٌ :إِذا کانَ یَهْوِی بخُفَّیْ یَدَیْهِ إلی وَحْشِیِّه فی سَیْرِه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

اللَّقَفُ ،محرَّکَهً :الأَخْذُ بسُرْعَهٍ ، کالالْتِقافِ ،و التَّلَقُّفِ .

وَ تَلَقَّفَه مِنْ فَمِه:إذا تَلَقّاهُ و حَفِظَه بسُرْعَهٍ .

وَ امْرَأَهٌ لَقُوفٌ ،و هی الَّتِی إذا مَسَّها الرَّجُلُ لَقِفَتْ یَدَهُ سَرِیعاً،أی:أَخَذَتْها.

وَ اللَّقَافَهُ :الحِذْقُ ،کالثَّقافَهِ .

وَ اللَّقْفُ ،بالفَتْح:الفَمُ ،یمانِیَّهٌ .

لکف

اللِّکافُ ،ککِتابٍ أَهمَلَه الجوهرِیُّ و صاحبُ اللِّسانِ ،و قالَ الصّاغانِیُّ :هی لُغَهُ العامَّهِ فی الإِکافِ .

قال: و لَکْفُو :جِنْسٌ من الزَّنْجِ کذا فی العُبابِ وَ التَّکْمِلَهِ .

لوف

اللُّوفُ ،بالضّمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الصّاغانِیُّ : ه و نَصُّ العُبابِ : لُوف :قَرْیَهٌ (4).

و قال أَبُو حَنِیفَهَ : اللُّوفُ : نَباتٌ لَهُ ورَقاتٌ خُضْرٌ رِواءٌ طِوالٌ جَعْدَهٌ ،فیَنْبَسِطُ علی وَجْهِ الأرضِ ،تَخْرُجُ له قَصَبهٌ ، من وَسَطِها و فی رَأْسِها ثَمَرَهٌ ،و له بَصَلَهٌ کالعُنْصُلِ و النّاسُ یَتَداوَوْنَ به،قال:و سَمِعْتُها من عَرَبِ الجَزِیرهِ ،قال:

وَ اللُّوفُ عندَنا کَثِیرٌ،و نَباتُه یَبْدَأُ فی الرَّبِیعِ ،و رَأَیْتُ أَکْثَرَ مَنابِتِه مَا قارَبَ الجِبَالَ ،و قالَ غیرُه: و تُسَمَّی الصَّرّاخَهَ ؛لأَنَّ له فی یَوْمِ المَهْرَجانِ صَوْتاً یَزْعُمُونَ أنَّ مَنْ سَمِعَه یَمُوتُ فی سَنَتِه،و شَمُّ زَهْرِه الذّابِلِ یُسْقِطُ الجَنِینَ ،و أَکْلُ أَصْلِه مُدِرٌّ مُنْعِظٌ :أی محَرِّکٌ للبَاهِ ، و الطِّلاءُ بِهِ مَسْحُوقًا بدُهْنٍ یُوقِفُ الجُذامَ ،واحِدَتُه بهاءٍ.

وَ قولُه و ه کذا وُجِدَ فی أَکْثَرِ النُّسَخِ ،و هو تَکْرارٌ.

و قال ابنُ عَبْادٍ، لُفْتُ الطَّعامَ أَلُوفُه لَوْفاً :أَکَلْتُه،أَو مَضَغْتُه و کذلِکَ لِفْتُه لَیْفاً،کما سیأْتی،و فی الأساسِ :

أَصْبَحَ فلانٌ یَلُوفُ الطَّعامَ لَوْفاً ،حَتَّی اعْتَدَلَ و اسْتَقامَ شِبَعاً، وَ هو اللَّوْکُ و المَضّغُ الشَّدِیدُ،قال:و منه سَماعِی من فِتْیانِ مَکَّهَ :الصُّوفِیَّهُ : اللُّوفِیَّهُ .

و اللَّوْفُ من الکَلَإ و الطَّعامِ و نصُّ العُبابِ :«من الکَلامِ وَ المَضْغِ »: ما لا یُشْتَهَی.

و اللَّوْفُ : أَکْلُ المالِ الکلَأَ یابِساً و فی الأساسِ :أی یَمْضُغُه شَدِیداً.

و کَلأٌ مَلُوفٌ :قد غَسَلَهُ المَطَرُ عن ابنِ عَبّادٍ.

و اللَّوّافُ ، کشَدّادٍ:صانِعُ الزَّلالِیِّ (5)نقلَه الصّاغانِیُّ .

و لُوفَی ،کطُوبَی (6):نَباتٌ یُشْبِهُ حَیَّ العالَمِ ،أو نَوْعٌ منه، مُجَرَّبٌ فی الإِسْهالِ المُزْمِنِ .

ص:487


1- (1) البیتان فی معجم البلدان« [1]مجاح»و نسبهما لمحمد بن عروه بن الزبیر.بروایه «و أرضا شحاحا».
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«و هو».
3- (3) یعنی الجمال،کما فی التهذیب.
4- (4) و مثله فی التکمله.
5- (5) الزلالی واحدتها زلَیه بتشدید اللام.و هی البسط .
6- ((*)) فی القاموس«و [2]لوفا کروما»بدل:«و لوفی کطوبی».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

اللَّوافَهُ ،بالضمِّ :الدَّقِیقُ الذی یُبْسَطُ علی الخِوانِ ؛لِئَلاّ یَلْتَصِقَ به العَجِینُ .

وَ اللَّیِّفُ ،کسَیِّدٍ،من الکَلإِ:الیابِسُ :و أَصْلُه لَیْوِفٌ .

لهف

لَهِفَ ،کفَرِحَ یَلْهَفُ لَهَفاً : حَزِنَ و تَحَسَّرَ، کتَلَهَّفَ عَلَیهِ کما فی الصِّحاح،و قال غیرهُ : اللَّهَفُ :الأَسَی وَ الحُزْنُ و الغَیْظُ ،و قِیلَ :الأَسَی علی شَیْ ءٍ یَفُوتُکَ بعدَ ما تُشْرِفُ عَلَیهِ ،قال الزَّفَیانُ :

یا ابْنَ أَبِی العاصِی إِلَیْکَ لَهِفَتْ

تَشْکُو إِلیکَ سَنَهً قد جَلَفَتْ (1)

أَمْوالَنا مِن أَصْلِها و جَرَفَتْ

و قَوْلُهم: یا لَهْفَهُ :کلمَهٌ یُتَحَسَّرُ بِها علی فائِتٍ نقَلَه الجَوْهریُّ .

وَ أَمّا ما أنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِیِّ و الأَخْفَشُ من قَوْلِ الشّاعِر:

فلَسْتُ بمُدْرکٍ ما فاتَ منِّی

بلَهْفَ ،و لا بِلَیْتَ ،و لا لَو إِنِّی

فإِنَّما أَرادَ بأَنْ أَقُولَ :وا لَهْفَا ،فحَذَفَ الأَلِفَ .

و قال الفَرّاءُ: یُقال:یا لَهْفی عَلَیْکَ ،و یا لَهْفَ عَلَیْکَ وَ یا لَهْفَا علیکَ ،و أَصلُه یا لَهْفی علیکَ ،ثم جُعِلَت (2)یاءُ الإضافَهِ أَلِفا،کقَوْلِهم:یا وَیْلاَ عَلَیهِ ،و یا وَیْلِی عَلَیهِ ،کلُّ ذلِکَ مثلُ یا حَسْرَتِی عَلَیهِ و یا لَهْفَ أَرْضِی و سَمائِی عَلَیْکَ ، و یُقال: یا لَهْفاهُ ،و یا لَهْفَتاهُ ،و یا لَهْفَتِیاهُ .

وَ المَلْهُوف ،و اللَّهِیفُ ،و اللَّهْفانُ ،و اللاَّهِفُ :المَظْلُومُ المُضْطَرُّ،یَسْتَغِیثُ و یَتَحَسَّرُ و فیهِ لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ ،ففی الصِّحاح: المَلْهُوفُ :المَظْلُوم یَسْتَغِیثُ ،و اللَّهیفُ (3):

المُضطَرُّ:و اللَّهْفانُ :المُتَحَسِّرُ،و

16- فی الحَدِیثِ : «اتَّقُوا دَعْوَهَ اللَّهْفانِ ». هو المَکْرُوبُ ،و

16- فی الحَدِیث: «کانَ یُحِبُّ إِغاثَهَ اللَّهْفانِ ».

وَ یُقال: لَهِفَ لَهَفاً ،فهو لَهْفانُ ،و لُهِفَ ،فهو مَلْهُوفٌ (4)،و

16- فی الحَدِیثِ : «أَجِبِ المَلْهُوفَ ». و

16- فی آخرَ: «تُعِینُ ذَا الحاجَهِ المَلْهُوفَ ». و شاهِدُ اللَّهِیفِ قولُ ساعِدَهَ بنِ جُؤَیَّهَ :

صَبَّ اللَّهیفُ لَها السُّبُوبَ بطَغْیَهٍ

تُنْبِی العُقابَ ،کَما یُلَطُّ المِجْنَبُ (5)

و امْرَأَهٌ لاهِفٌ بلا هاءٍ،و زادَ ابنُ عبّادٍ، و لاهِفَهٌ ،و لَهْفَی کسَکْرَی و نِسْوَهٌ لَهافَی کسَکارَی و لِهافٌ بالکسر.

و یُقالُ :هُوَ لَهِیفُ القَلْب،و لاهِفُه و مَلْهُوفُه :أی هو مُحْتَرِقُه کذا فی نَوادِرِ الأَعْرابِ .

و اللَّهِیفُ ، کأَمِیرٍ هکَذا فی سائرِ النُّسَخ،و الصَّوابُ کصَبُورٍ،کما هو نَصُّ العَیْنِ و اللِّسانِ و المحیطِ : الطَّوِیلُ .

قال ابنُ عَبّادٍ: و الغَلِیظُ أَیضاً.

قال: و الإِلْهافُ :الحِرْصُ و الشَّرَهُ .

و قال اللَّیْثُ : لَهَّفَ فلانٌ نفْسَه،و أُمَّهُ تَلْهِیفاً : إذا قال:

وا نَفْسَاهُ ،وا أُمَّیاهُ ،وا لَهْفَاهُ وا لهَفْتاهُ وا لَهْفَتِیاهُ .

و قال شَمِرٌ: لَهَّفَ فلانٌ أُمَّهُ ،و أُمَّیْهِ :أی أَبَوَیْه قال النّابِغَهُ الجَعْدِیُّ -رضِیَ اللّه عنه-:

أَشْلَی و لهَّفَ أُمَّیْهِ و قَدْ لَهِفَتْ

أُمّاهُ و الأُمُّ مِمّا تُنْحَلُ الخَبَلاَ

یُرِیدُ أَباه و أُمَّه،قال شیخُنا:الأُمّانِ :تَثْنِیَهُ أُمٍّ ،و القاعِدَهُ هی تَغْلِیبُ المُذَکَّرِ علی المُؤَنَّث،و المُفْرَدِ علی المُرَکّب، وَ هنا جاءَ خِلافَ ذلک،فغَلَّبَ الأُنْثَی علی الذَّکَرِ،و ثَنَّی أُمًّا وَ أَباً علی أُمَّیْنِ ،و لم یَقُلْ أبَوَیْهِ ،و وَجْهُه أَن المَقْصُودَ هُنا من یَکْثُرُ لَهَفُه و حُزْنُه،و هذا الوَصْفُ فی النِّساءِ أَکْثَرَ منه فی الرِّجالِ ،فلَمّا کانزت الأُمُّ أَشَدَّ شَفَقَهً ،و أَکْثَرَ حُزْنًا عَلی وَلَدِها،کانَتْ هُنا أَوْلَی من الأَبِ بالحُزْنِ و التَّلَهُّفِ ،و هو ظاهِرٌ،و اللّه أَعلم.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الْتَهَفَ :الْتَهَبَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

اللَّهْفُ ،بالفتح:لغهٌ فی اللَّهَفِ مُحَرَّکَهً ،بمعانِیه.

وَ رَجُلٌ لَهِفٌ ،ککَتِفٍ :أیْ لَهِیفٌ .

ص:488


1- (1) قوله:«لهفت»و«جلفت»ضبطت اللفظتان بتخفیف اللام عن التهذیب. وَ لهفت أی استغاثت.
2- (2) فی التهذیب:قُلبت.
3- (3) عن الصحاح و [1]بالأصل«و اللهف».
4- (4) زید فی التهذیبِ بعدها:أی حزین قد ذهب له مالٌ أو فجع بحمیم.
5- (5) دیوان الهذلیین 181/1.

و نِسْوَهٌ لُهُفٌ ،بضَمَّتَیْنِ ،کلَهَافَی.

وَ من أَمْثالِهمْ :«إلی أُمِّه یَلْهَفُ اللَّهْفانُ »،قال شَمِرٌ:یُقالُ ذلِکَ لمَنْ اضْطُرَّ فاسْتَغاثَ بأَهْلِ ثِقَتِه.و اسْتعارَ بعضُهم المَلْهُوفُ للرُّبَعِ من الإِبلِ ،فقَالَ َ:

إِذا دَعاها الرُّبَعُ المَلْهُوفُ

نَوَّهَ منْها الزَّجِلاتُ الحُوفُ

کأَنّ هذا الرُّبَعَ ظُلِمَ بأَنَّه فُطِمَ قبلَ أَوانِه،أو حِیلَ بینَهُ وَ بینَ أُمِّهِ بأَمْرٍ آخَرَ غیرِ الفِطامِ ،کما فی اللِّسانِ .

لیف

لِیفُ النَّخْلِ ،بالکَسْرِ:م مَعْرُوفٌ و أَجوَدُه لِیفُ النارَجِیلِ ،یُقالُ له:الکِنْبارُ،یکونُ أَسْوَدَ شَدِیدَ السَّوادِ، وَ ذلِکَ أَجْوَدُ اللّیفِ ،و أَقْواهُ مَسَداً،و أَصْبَرُه علی بناءِ (1)البَحْرِ،و أَکثرهُ ثَمَنًا القِطْعَهُ بهاءٍ قال شیخُنا:فما کانَ من غیرِ النَّخْلِ لا یُسَمَّی لِیفاً ،خِلافاً لما یُفْهِمُه شُرَّاحُ الشَّمائِلِ فی فِراشِه صَلّی اللّه عَلَیه و سَلَّمَ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: لِفْتُ الطَّعام بالکسرِ أَلِیفُه لَیْفاً :أی أَکَلْتُه لُغَهٌ فی لُفْتُه لَوْفاً.

و لَیَّفْتُ اللِّیفَ تَلْیِیفاً : عَمِلْتُه.

و لَیَّفَتِ الفَسِیلَهُ کذلکَ :إذا غَلُظَتْ ،و کَثُرَ لِیفُها .

و قال الفَرّاءُ: رَجُلٌ لِیفانِیٌّ بالکَسْرِ: أی لِحْیانِیٌّ نُسِب إلی لِیفِ النَّخْلِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

لَیَّفَه تَلْیِیفاً :غَسَلَه باللِّیفِ ،و هو المُلَیِّفُ .

وَ لِحْیَهٌ لِیفانِیَّهٌ :کثِیرَهُ الشَّعَرِ،مُنْبَسِطَهُ الأَطْرافِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

فصل المیم مع الفاء

اشاره

قال شیخُنا أَهمَلَه لأَنَّ استِقْراءَه اقْتَضَی أَنّه لیسَ فی کَلامِ العَرَبِ کَلِمَهٌ أَوَّلُها میمٌ و آخرُها فاءٌ،و کانَ مُقْتَضَی التَّبَجُّحِ ،و دَعْوَی الإِحاطَهِ أَنْ یَذْکُرَ ما وَرَدَ فی هذا الفَصْلِ من أَسماءِ القُرَی و المُدُنِ ،ثم ذَکَر:

مسف

مَسُّوف ،کتَنُّورٍ،و هی بلادٌ من بادِیَهِ التّکْرُورِ، منها:أَحْمَدُ بنُ أَبی بَکْرٍ المَسُّوفیُّ ،ذَکَرَهُ السَّخاوِیُّ فی تاریخِ المَدِینَهِ .

مغف

و مَغُوفَهُ ،بفتحِ المیمِ ،و ضَمِّ الغَیْنِ ،و بعدَ الواو فاءٌ:من بِلادِ الأَنْدَلُسِ بنواحِی تُدْمِیرَ و قَرْطاجَنَّهَ ،و قد تُبْدَلُ الفاءُ بسینٍ مهملهٍ ،و تُقالُ بالمعجمَهِ أَیْضاً.

قُلتُ :و هذا الأخِیرُ هو المَشْهورُ،کما صَرَّحَ به المَقَّرِیُّ فی نَفْحِ الطِّیبِ ،و قد ذَکَرْناها فی الشّینِ المُعْجَمَهِ مما اسْتَدْرَکْنا به علی المُصَنِّفِ هُناکَ .

منصف

و مَنْصَف ،کمَقْعَدٍ:من قُرَی بَلَنْسِیَهَ بالأَنْدَلُسِ ،ذکَرَها المَقَّریُّ أَیْضاً.

قلتُ :و هذا أَشْبَهُ أَنْ یَکُونَ محَلُّه فی«نصف».

منف

و مَنُوف کصَبُورٍ:قَرْیَهٌ عظِیمهٌ مَشْهُورَهٌ بمصر (2)، هذا موضِع ذِکْرِها،و ذِکْرُه إِیّاها فی«ناف»،و إِشْعارُه بزِیادَهِ المِیمِ یَحْتاجُ إلی دَلیلٍ ؛لأَنّه خِلافُ الأَصْلِ ،و لَعلَّها لَیْسَتْ من لُغَهِ العَرَبِ .

قلتُ و هذا سَیَأْتِی الکلامُ عَلَیه فی«ناف»قریبا.

وَ إِنّما المُناسِبُ هنا ذِکْرُ مَنْف،بفتحِ المیمِ أو کَسْرِها، وَ النونُ ساکِنَهٌ (3)،قِیلَ :هی مَدِینَهُ عَیْنِ الشَّمْسِ ،فی مُنْتَهَی جَبَلِ المُقَطَّمِ ،و قد خَرِبَتْ فی زَمَنِ الفَتْحِ الإِسْلامِیّ ، وَ بُنِی بها مَدِینَهُ الفُسْطاطِ ،و قیلَ :هی بِقُرْبِ البَدْرَشِین،و قد صارَتْ تلالاً عظیمهً ،و هی مَدِینَهُ فِرْعَوْنَ ،و بها وَکَزَ مُوسَی القِبْطِیَّ ،و کانَتْ منزِلَ یُوسَفَ الصِّدِّیقِ و مَنْ قَبْلَه،و فی تَفْسِیرِ الخازِن-کالبَغَویِّ -:علی رأْسِ فَرْسَخَیْنِ من مِصْر، فتأَمَّلْ ذلک.

ص:489


1- (1) فی اللسان:« [1]ماء البحر».
2- (2) یقال لکورتها الآن المنوفیه،قاله یاقوت.
3- (3) قیدها یاقوت بالفتح ثم السکون و فاء...قال القضاعی:أصلها بلغه القبط مافه فعرّبت فقیل منف.

فصل النون مع الفاء

نأف

نَئِفَ مِنَ الطَّعامِ ،کسَمِعَ نأْفاً : أَکَلَ منه،نقلَهُ الجوهرِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ،زادَ أَبُو عَمْرٍو:و یَصْلُحُ فی الشُّرْبِ أَیضاً،و قال ابنُ سِیدَه: نَئِفَ الشّیْ ءَ نَأْفاً ،و نَأَفاً :أَکَلَه، وَ قِیلَ :هو أَکْلُ خِیارِ الشَّیْ ءِ و أَوَّلِه.

وَ نَئِفَت الرَّاعِیَهُ المَرْعَی:أَکَلَتْهُ .

وَ زَعَمَ أَبو حَنِیفَهَ :أَنّه علی تَأْخِیرِ الهَمْزَهِ ،قال:و لَیْسَ هذا بقَوِیٍّ .

و نَئِفَ فی الشُّرْبِ : أی ارْتَوَی کذا نصُّ الصِّحاحِ ، وَ هو قَوْلُ أَبِی عَمْرٍو،و قالَ غیرُه: نَئِفَ من الشَّرابِ نَأْفاً ، وَ نَأَفاً :رَوِی.

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : نَئِفَ فُلانًا: إذا کَرِهَهُ کأَنِفَه،و قد تَقَدَّم فی«أَنف».

و قال أَبو عَمْرٍو: نَأَفَ کمَنَع: أی جَدَّ،و منه قولُهم:

هُوَ مِنْأَفٌ ،کمِنْبَرٍ کما فی العُبابِ .

نتف

نَتَفَ شَعَرَه یَنْتِفُه نَتْفاً ،من حَدِّ ضَرَبَ ،و کذا الرِّیشَ ،أی:نَزَعَه، و نَتَّفَه تَنْتِیفاً مثلُ ذلک،قال الجَوْهرِیُّ :

شُدِّدَ للکَثْرَهِ فانْتَتَفَ ،و تَناتَفَ و هُما مُطاوعانِ ،أی:انتَزَع، قال عَدِیُّ بنُ الرِّقاعِ :

غَبْراءُ تَنْفُضُه حَتّی یُصاحِبَها

مِنْ زِفِّهِ قَلِقُ الأَرْصافِ مُنْتَتِفُ

و من المَجازِ: نَتَفَ فی القَوْسِ نَتْفاً :إذا نَزَع فِیها نَزْعاً خَفِیفاً کما فی المُحِیطِ و الأَساسِ .

و النُّتافَهُ ککُناسَهٍ ،و غُرابٍ :ما انْتَتَفَ و سَقَطَ من النَّتَفِ أی:الشیءُ المَنْتُوفُ ،کنُتافَهِ الإِبطِ ،و ما أَشْبَهَه.

و النُّتْفَهُ ،بالضمِّ :ما تَنْتِفُه بإِصْبَعِکَ و فی الصِّحاحِ :

بأَصابِعِکَ من النَّبْتِ و غَیْرِه،ج: نُتَفٌ کصُرَدٍ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و من المَجاز: النُّتَفَهُ کهُمَزَهٍ :مَنْ یَنْتِفُ من العلْمِ شَیْئاً وَ لا یَسْتَقْصِیهِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و کانَ أَبو عُبَیَدهَ إذا ذُکِرَ له الأَصْمَعِیُّ یَقُولُ :ذاکَ رَجُلٌ نُتَفَهٌ ،قال الأَزْهَرِیُّ :أَرادَ أَنَّه لم یَسْتَقْصِ کلامَ العَرَب،إِنَّما حَفِظَ الوَخْزَ و الخَطِیئَهَ منه.

و المِنْتافُ ، وَ المِنْتاخُ ،و المِنْتاشُ بمَعْنًی واحدٍ.

و جَمَلٌ مِنْتَافٌ : مُقارِبُ الخَطْوِ إِذا مَشَی غَیْرُ وَ ساع قال الأَزْهَرِیُّ : و لا یَکونُ حینَئِذٍ وَطِیئاً (1)قال:هکَذا سَمِعْتُه من العَرَبِ .

و المَنْتُوفُ : لَقَبُ رَجُلٍ اسْمُه سالِمٌ ،کان مَوْلًی لبَنِی قَیْسِ بن ثَعْلَبَهَ و کانَ صاحِبَ أَمْرِ یَزِیدَ بنِ المُهَلَّبِ فی حَرْبِه،و قد مَرَّ ذکرُه فی«قحف».

و قال ابنُ عَبّادٍ: غُرابٌ نَتِفُ الجَناحِ ،ککَتِفٍ :أی مُنْتَتِفُه .

و یُقال: جَمَلٌ نَتِیفٌ ،کأَمِیرٍ: إذا نُتِفَ حَتَّی یَعْمَلَ فیهِ الهِناءُ قال صَخْرُ الغَیِّ :

فَذَاکَ السِّطاعُ خِلافَ النِّجا

و تَحْسِبُه ذَا طِلاءٍ نَتِیفَا (2)

وَ قالَ السُّکَّرِیُّ :أی بَعِیرًا أَجْرَدَ نُتِفَ ،و إِنما نُتِفَ (3)لیَأْخُذَ فیه الطِّلاءُ إلی الجِلْدِ.

و النَّتِیفُ أَیْضاً:لَقَبُ أَبِی عَبْدِ اللّه مُحَمَّدٍ الأَصْفَهانِیِّ الأُصُولِیِّ الفَقِیهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

تَنَتَّفَ الشَّعَرُ:أی تَناتَفَ .

وَ حُکِیَ عن ثَعْلَبٍ : أَنْتَفَ الکَلأُ:أَمْکَنَ أَنْ یُنْتَفَ .

وَ رَجُلٌ مِنْتافٌ :یُقارِبُ خَطْوَهُ إذا مَشَی.

وَ النَّتَفُ :ما یُقْتَلَعُ (4)من الإِکْلِیلِ الّذِی حَوالَیِ الظُّفرِ.

وَ فُلانٌ نَتُوفٌ (5)،کصَبُورٍ:مُولَعٌ بنَتْفِ لِحْیَتِه.

وَ أَعْطاهُ نُتْفَهً من الطَّعامِ و غَیْرِه،بالضمِّ :شَیْئاً منه.

وَ أَفادَ نُتَفاً من العِلْمِ .

ص:490


1- (1) فی اللسان و التکمله عن الأزهری:و البعیر إذا کان کذلک کان غیر وطییءٍ.
2- (2) دیوان الهذلیین 70/2 بروایه:و ذاک.
3- (3) یعنی أنه نتف من الجرب،کما فی دیوان الهذلیین.
4- (4) فی اللسان: [1]ما یتقلّع.
5- (5) کذا،و فی الأساس المطبوع:منتوف.

و النَّتْفَهُ ،بالفتحِ :النَّزْعَهُ الخَفِیفَهُ .

وَ ما کانَ بیْنَهُم نَتْفَهٌ و لا قَرْصَهٌ :أی شیْ ءٌ صَغِیرٌ و لا کَبِیرٌ، وَ هو مَجازٌ،کما فی الأساسِ .

وَ المَنْتُوفُ :لَقَبُ أَبِی عَبْدِ اللّه مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ بنِ یَزِیدَ (1)ابنِ حیّانِ ،مَوْلَی بنِی هاشِمٍ ،روَی عنه القاضِی المَحامِلِیُّ .

نجف

النَّجَفُ ،مُحَرَّکَهً ،و النَّجَفَهُ ، بهاءٍ:مَکانٌ لا یَعْلُوهُ الماءُ،مُسْتَطِیلٌ مُنْقادٌ کمَا فی الصِّحاحِ و قال اللَّیْثُ : النَّجَفُ یَکُونُ فی بَطْنِ الوادِی شَبِیهٌ بنِجافِ الغَبِیطِ ، وَ هو جِدارٌ لیس بِحَدٍّ (2)،عَرِیض لَهُ طولٌ مُنْقادٌ من بَیْنِ مُعْوَجٍّ و مُسْتَقِیمٍ ،لا یَعْلُوه الماءُ و قد یَکُونُ بِبَطْنٍ مِنَ الأَرْضِ ،ج: نِجافٌ بالکَسْرِ.

أَو هِیَ أی: النِّجافُ : أَرْضٌ مُسْتَدِیرَهٌ مُشْرِفَهٌ عَلَی ما حَوْلَها الواحِدَهُ نَجَفَهٌ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

أَرَی ناقَهَ المَرْءِ قَدْ أَصْبَحَتْ

عَلَی الأَیْنِ ذاتَ هِبابٍ نَوارَا

رَأَتْ هَلَکاً بنِجافِ الغَبِیطِ

فکادَتْ تَجُذُّ لِذاکَ الهِجارَا (3)

وَ قِیلَ : النِّجافُ :شِعابُ الحَرَّهِ التی یُسْکَبُ فِیها،یُقال:

أَصابَنَا مَطَرٌ أَسالَ النِّجافَ .

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : النَّجَفُ مُحَرَّکَهً :التَّلُّ و قالَ غیرُه:

شِبْهُ التَّلِّ .

و النَّجَفُ أَیضاً: قُشُورُ الصِّلِّیَانِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: النَّجَفَهُ بهاءٍ:ع،بینَ البَصْرَه وَ البَحْرَیْنِ و قال السَّکُونِیُّ :هی رَمْلَهٌ فیها نخْلٌ یُحْفَرُ له، فیَخْرُجُ الماءُ،و هو شَرْقِیُّ الحاجِرِ بالقُرْبِ منه.

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : النَّجَفَهُ : المُسَنّاهُ .

و قال الأَزْهریُّ : النَّجَفَهُ : مُسَنّاهٌ بظاهِرِ الکُوفَهِ تَمْنَعُ ماءَ السَّیْلِ أَنْ یَعْلُوَ مَقَابِرَهَا و مَنازِلَها. و قالَ أَبو العَلاءِ الفَرَضِیّ : النَّجَفُ :قَرْیَهٌ علی بابِ الکُوفَهِ ،و قال إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِیمَ المَوْصِلِیُّ :

ما إِنْ رَأَی النّاسُ فی سَهْلٍ و فی جَبَلٍ

أَصْفَی هَواءً و لا أَغْذَی مِنَ النَّجَفِ

کأَنَّ تُرْبَتَه مِسْکٌ یَفُوحُ بِهِ

أو عَنْبَرٌ دافَهُ العَطّارُ فی صَدَفِ (4)

وَ قال السُّهَیْلِیُّ :بالفَرْعِ عَیْنانِ ،یُقالُ لإِحْداهُما (5):

الغَرِیضُ ،و للأُخْری النَّجَف ،یَسْقِیان عِشْرِینَ أَلْفَ نَخْلَهٍ ، وَ هو بظَهْرِ الکُوفَهِ کالمُسَنّاهِ ،و بالقُرْبِ من هذا المَوْضِعِ قَبْرُ أَمِیرِ المُؤْمِنینَ عَلِیِّ بنِ أَبِی طالِبٍ رضِیَ اللّه عنه.

و نجَفَهُ الکَثِیبِ مُحَرَّکَهً : المَوْضِعُ الذی تُصَفِّفُه الرِّیاحُ فتَنْجُفُه ،فیَصِیرُ کأَنّه جُرُفٌ مُنْجَرِفٌ (6)و هُو الذی یُحْفَرُ فی عَرْضِه،و هو غیرُ مَضْرُوحٍ ،و فی اللِّسانِ :کأَنَّه جُرُفٌ مَنْجُوفٌ ،و الَّذِی ذکَرَهُ المصَنِّفُ موافِقٌ لما فی العُبابِ ،زادَ أَبو حَنِیفَهَ :تکونُ فی أَسافِلِها سُهُولَهٌ تَنْقادُ فی الأَرْضِ ،لها أَوْدِیَهٌ تَنْصَبُّ إلی لینٍ من الأَرْضِ ،و فی الصِّحاحِ :یُقالُ لإِبطِ الکَثِیبِ : نَجَفَهُ الکَثِیبِ .

و النِّجافُ ، ککِتابٍ :المِدْرَعَهُ قالَه الفَرّاءُ (7).

و قال الأَصْمَعِیُّ : النِّجافُ :العَتَبَهُ ،و هی أُسْکُفَّهُ البابِ نقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

أَو النِّجافُ : ما یَسْتَقْبِلُ البابَ مِنْ أَعْلَی الأُسْکُفَّهِ و یُسَمَّی أَیضاً:الدَّوّارَهَ ،عن ابنِ شُمَیْلٍ .

أَو النِّجافُ : دَرَوَنْدُ البابِ و یُسَمّی أَیضاً النَّجْرانَ ،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ ،قال الأَزْهَرِیُّ :یَعْنِی أَعْلاه.

و قال اللَّیْثُ : النِّجافُ : جِلْدٌ، أَو خِرْقَهٌ یُشَدُّ بینَ بَطْنِ التَّیْسِ و قضِیبِه،فلا یَقْدِرُ علی السِّفادِ و منه المَثَلُ : «لا تَخُونک الیَمانِیّهُ ما أَقامَ نِجافُها» .

وَ فی الصِّحاحِ : نِجافُ التَّیْسِ :أَنْ یُرْبَطَ قَضِیبُه إلی

ص:491


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«زید».
2- (2) فی اللسان:« [1]بجدٍّ عریضٍ »و عباره التهذیب:شبه جدار لیس بعریض.
3- (3) بالأصل«ذات هبات»و«فکادت تجد»بالدال المهمله،و المثبت فی البیتین عن المطبوعه الکویتیه.
4- (4) البیتان من قصیده یمدح الواثق و یذکر النجف،کما فی معجم البلدان «النجف». [2]
5- (5) بالأصل«لأحدهما...و للآخر»و المثبت عن معجم البلدان. [3]
6- (6) فی معجم البلدان:« [4]جُرُف منخرق،و قبر منجوف هو الذی یحفر فی عرضه» وَ فی التهذیب:جرف منجوف.
7- (7) عباره التهذیب:و قال الفراء:نجاف الإنسان:مَدْرَعَتُهُ .

رِجْلِه،أو إلی ظَهْرِه،و ذلِکَ إذا أَکْثَرَ الضِّرابَ ،یُمْنَعُ بذلِکَ منه،تقولُ مِنْه: تَیْسٌ مَنْجُوفٌ قال أَبو الغَوْثِ :یُعْصَبُ قَضِیبُه،فلا یَقْدِرُ علی السِّفادِ،و قالَ ابنُ سِیدَه: النِّجافُ :

کِساءٌ یُشَدُّ علی بَطْنِ العَتُودِ لِئَلاّ یَنْزُوَ،و عَتُودٌ مَنْجُوفٌ ،قال:

وَ لا أَعْرِفُ له فِعْلاً.

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : أَنْجَفَ الرَّجُلُ : عَلَّقَه أی: النِّجافَ علیهِ أی:علی التَّیْسِ ،و لکِنَّه فسَّرَ النِّجافَ بشِمالِ الشَّاهِ الذی یُعَلَّقُ علی ضَرْعِها،و لذا قالَ الصّاغانِیُّ :علی الشّاهِ .

و سُوَیْدُ بنُ مَنْجُوفٍ السَّدُوسِیُّ أَبُو المِنْهالِ ،والِدُ علیِّ ابنِ (1)سُوَیْدٍ: تابِعِیٌّ عِدادُه فی أَهْلِ البَصْرَهِ ،رأَی علِیَّ بنَ أَبِی طالبٍ ،روَی عنه المُسَیَّبُ بنُ رافعٍ ،کذا فی الثِّقاتِ لابن حِبّان.

قلت:و من وَلَدِه أَحمَدُ بنُ عبدِ اللّه بنِ علِّی بنِ سُوَیْدٍ القَطّان،و یُعرَف بالمَنْجُوفیِّ ،نسبهً إلی جَدِّه،و هو من مَشایخِ البُخارِیِّ فی الصَّحِیحِ ،ماتَ سنه 252.

و المَنْجُوفُ ،و النَّجِیفُ ،سَهْمٌ عَرِیضُ النَّصْلِ ،ج نُجُفٌ ، ککُتُبٍ نَقَله الجوهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ ،و أَنْشَدَ لأَبِی کَبِیرٍ الهُذَلِیِّ :

نُجُف بَذَلْتُ لها خَوافیَ ناهِضٍ

حُشْرِ القَوادِمِ کاللِّفاعِ الأَطْحَلِ (2)

وَ قال أَبو حَنِیفَهَ :سَهْمٌ نَجِیفٌ :هو العَرِیضُ الواسِعُ الجُرْحِ .

و نَجَفَه یَنْجُفُه نَجْفاً : بَراه و عَرَّضَه.

و قال ابنُ الأعرابِیِّ : نَجَفَ الشّاهَ یَنْجُفُها نَجْفاً : حَلَبَها حَلْباً جَیِّداً،حَتَّی أَنْفَضَ الضَّرْعَ قال الرّاجِزُ یَصِفُ ناقهً غَزِیرَهً :

تَصُفُّ أو تُرْمِی علی الصُّفوفْ

إِذا أَتاها الحالِبُ النَّجُوفْ

و قال ابنُ عَبّادٍ: نَجَفَ الشَّجَرهَ من أَصْلِها: أی قَطَعَها.

و یُقال: غَارٌ مَنْجُوفٌ أی: مُوَسَّعٌ نقَلَه الجَوْهرِیُّ ، وَ أَنشَدَ لأَبِی زُبَیْدٍ یَرْثِی عُثمانَ رضِیَ اللّه عنه:

یا لَهْفَ نَفْسِیَ إِنْ کانَ الَّذِی زَعَمُوا

حَقًّا،و ماذا یَرُدُّ الیومَ تَلْهِیفی ؟

إِنْ کانَ مَأْوَی وُفُودِ النّاسِ راحَ بِهِ

رَهْطٌ إلی جَدَثٍ کالغارِ مَنْجُوفِ

و قال ابنُ عَبّادٍ: النُّجُفُ ، ککُتُبٍ :الأَخْلاقُ من الشِّنانِ وَ الجُلُودِ (3).

و أَیْضاً: جَمْعُ نَجِیفٍ من السِّهامِ ،و هذا قد تَقَدَّمَ ،فهو تَکْرارٌ.

و المَنْجُوفُ :الجَبانُ عن ابنِ عَبّادٍ.

و المَنْجُوفُ : المُنْقَطِعُ عن النِّکاحِ عن ابنِ فارسٍ .

و المَنْجُوفُ من الآنِیَهِ :الواسعُ الشَّحْوَهِ (4)و الجَوْفِ یُقال:قَدَحٌ مَنْجُوفٌ ،نقله ابنُ عَبّادٍ.

وَ فی المُحْکَمِ :إِناءٌ مَنْجُوفٌ :واسعُ الأَسْفلِ ،و قَدَحٌ مَنْجُوفٌ :واسعُ الجَوْفِ ،و رَوَاه أَبو عُبَیْدٍ:مَنْجُوبٌ بالباء، قال ابنُ سِیدَه:و هذا خَطَأٌ،إِنَّما المَنْجُوبُ :المَدْبُوغُ بالنَّجَبِ .

و النُّجْفَهُ ،بالضمِّ :القَلِیلُ من الشَّیْ ءِ عن ابنِ عَبّادٍ.

و قال ابنُ الأعرابِیِّ : المِنْجَفُ و المِجْفَنُ (5)کمِنْبَرٍ:

الزَّبِیلُ زادَ اللحْیانِیُّ :و لا یُقال: مِنْجَفَهٌ .

و نَجَّفَت الرِّیحُ الکَثِیبَ تَنْجِیفاً:جَرَفَتْه.

و قال ابنُ عَبّادٍ:یُقالُ : نَجِّفْ له نُجْفَهً من اللَّبنِ : أی اعْزِلْ له قَلِیلاً مِنْه.

و انْتَجفَه :استَخْرَجَه نقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و انْتَجَفَ غَنَمَه:اسْتَخْرَجَ أَقْصَی ما فی ضَرْعِها مِنَ اللَّبَنِ .

و انْتَجَفَت الرِّیحُ السَّحابَ :اسْتَفْرَغَتْه و أَنشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ للشّاعِرِ یَصِفُ سَحاباً:

ص:492


1- (1) عن التاریخ الکبیر للبخاری 143/4 و بالأصل«أبی سوید».
2- (2) دیوان الهذلیین 99/2 بروایه«نجفاً».
3- (3) فی التکمله:من الثیاب و الجلود.
4- (4) الشحوه:الفم.
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و المجفن،کذا فی النسخ و حرره»و الذی فی التهذیب عن ابن الأعرابی:المنجف الزبیل،و هو المِجْفَنُ و المِسْمَدُ وَ الخِرْصُ و المِنْثَلَهُ .

مَرَتْهُ الصَّبَا و رَفَتْه الجَنُو

بُ و انْتَجَفَتْه الشَّمالُ انتِجافَا

کاسْتَنْجَفَتْه و هذِه عن الصّاغانِیِّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

نَجَّفَه تَنْجِیفاً :رَفَعَه،و مِنْ ذلِکَ

17- حَدِیثُ عائِشهَ -رضِیَ اللّه عنها-: «أَنّ حَسّانَ بنَ ثابِتٍ دَخَلَ عَلَیْها فأَکْرَمَتْه وَ نَجَّفَتْه ».

وَ یُقال:جَلَسَ علی مِنْجافِ السَّفِینَهِ ،قیلَ :هو سُکّانُها الّذِی تُعَدَّلُ بِهِ ،سُمِّیَ بِهِ لارتِفاعِه،و قِیلَ : مِنْجافَا السَّفِینَهِ جانِباهَا،و قال الخَطّابِیُّ :لم أَسْمَعْ فِیهِ شَیْئاً أَعْتَمِدُه.

وَ النِّجافُ ،بالکَسْرِ:البابُ ،و الغارُ و نَحْوُهُما.

وَ المَنْجُوفُ :المَحْفُورُ من القُبورِ عَرْضاً غیر مُضَرَّحٍ (1)، وَ قِیلَ :هو المَحْفُورُ أیَّ حَفْرٍ کانَ ،و قد نَجَفَه نَجْفاً :حَفَرَه کذلِکَ .

وَ علی بابِه نِجافٌ ،بالکسرِ،و هو ما بُنِیَ ناتِئاً فوقَ البابِ مُشْرِفاً عَلَیه،کنِجافِ الغارِ،و هی صَخْرَهٌ ناتِئَهٌ تُشْرِفُ عَلَیه، کما فی الأَساسِ .

وَ النَّجْفُ ،و التَّنْجِیفُ :التَّعْرِیضُ ،و کُلُّ ما عُرِّضَ فقَدْ نُجِّفَ .

وَ نَجَفَ القِدْحَ نَجْفاً :بَراهُ .

وَ الرِّماحُ المَنْجُوفَهُ ،من نَجَفْتُ ،أی حَفَرْتُ ،أو من نَجَفْتُ العَنْزَ:شَدَدْتُها بالنِّجافِ ،أَورَدَه السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ .

نحف

نَحِفَ ،کسَمِعَ نقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ، و قَدْ قالُوا:

نَحُفَ ،مثلُ کَرُمَ و عَلَیه اقْتَصَر الجوهرِیُّ نَحافَهً ،و هو مَنْحُوفٌ کذا قالَ ابنُ دُرَیْدٍ مَنْحُوفٌ .

و رَجُلٌ نَحِیفٌ بَیِّن النَّحافَهِ ،من قَوْمٍ نِحافٍ ، کما یُقالُ :سَمِینٌ من قَوْمٍ سِمانٍ ،و ذلِکَ إذا هُزِلَ ،أو صارَ قَضِیفاً ضَرْباً قَلِیلَ اللَّحْمِ ،خِلْقَهً لا هُزالاً و أَنشدَ اللَّیْثُ لسَابِقٍ ،و أَنْشَدَه أَبو تَمّام فی الحَماسَهِ للعَبّاسِ بنِ مِرْداسٍ السُّلَمِیِّ ،و لیسَ له،و قال أَبُو رِیاشٍ :هو لمُعَوِّدِ الحُکَماءِ:

تَرَی الرَّجُلَ النَّحِیفَ فتَزْدَرِیهِ

وَ فی أَثْوابِهِ أَسَدٌ مَرِیرُ (2)

و أَنْحَفَه غیرُه: أَهْزَلَه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رَجُلٌ نَحِفٌ ،ککَتِفٍ :دَقِیقُ الأَصْلِ .

وَ جَمْعُ النَّحِیفِ : نُحَفاءُ .

و النَّحِیفُ :اسمُ فَرَسِ النَّبِیِّ صَلَّی اللّه عَلَیهِ و سَلَّمَ .

وَ من المَجازِ:هو نَحِیفُ الدِّینِ و الأَمانَهِ .

وَ تقولُ :مَنْ کانَ حَنِیفاً لم یَکُنْ نَحِیفاً .

نخف

نَخَفَت العَنْزُ،کمَنَعَ و نَصَرَ أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، وَ قال ابنُ دُرَیْدٍ: نَفَخَتْ فهو مقلوبٌ منه،قِیلَ :نحو نَفْخُ الهِرَّهِ .

أَو النَّخْفُ : شَبِیهٌ بالعُطاسِ .

أَو هو: صَوْتُ الأَنْفِ إذا مُخِطَ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .

أَو هُو: النَّفَسُ العالِی.

و النَّخِیفُ ، کأَمِیرٍ:مِثْلُ الخَنِینِ من الأَنْفِ .

و قال ابنُ الأعرابِیِّ : النِّخافُ ککِتابٍ :الخُفُّ ،ج.

أَنْخِفَهٌ و منه قَوْلُ الأَعرابِیِّ :جاءَ فُلانٌ فی نِخافَیْنِ مُلَکَّمَیْنِ ، قال الأَزْهَرِیُّ :أی فی خُفَّیْنِ مُرَقَّعَیْنِ .

و النَّخْفَهُ بالفَتْحِ : وَهْدَهٌ فی رَأْسِ الجَبَلِ نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : أَنْخَفَ الرَّجُلُ : کَثُرَ صَوْتُ نَخِیفِه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

النَّخْفُ :النِّکاحُ .

قال ابنُ دُرَیْدٍ:و قد سَمَّت العَرَبُ نَخْفاً بنَخْفِ الدّابَّهِ (3).

ندف

نَدَفَ القُطْنَ یَنْدِفُه نَدْفاً : ضَرَبَه بالمِنْدَفِ ،

ص:493


1- (1) فی التهذیب و اللسان:غیر مضروح.
2- (2) فی اللسان:رجل مریر،و فسرها بالعاقل.و فی التهذیب:رجل مزیر. وَ البیت فی دیوان الحماسه للتبریزی 89/3 و نسبه للعباس بن مرداس، بروایه:«أسد مزیر»و فیها:و یروی مریر أی قوی القلب شدیده.
3- (3) انظر الجمهره 239/2. [1]

و المِنْدَفَهِ بکسرِهِما: أی خَشَبَتِه التی یُطْرَقُ بِها الوَتَرُ لیَرِقَّ القُطْنُ ؛و هو مَنْدُوفٌ ،و نَدِیفٌ قال:

یا لَیْتَ شِعْرِی عَنْکُمُ حَنِیفاً

و قد جَدَعْنا مِنْکُمُ الأُنُوفَا

أَ تَحْمِلُونَ بَعْدَنا السُّیُوفَا

أَمْ تَغْزِلُون الخُرْفُعَ المَنْدُوفَا

وَ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ یصفُ ناقَتَه:

یُضحِی علی خَطْمِها مِن فَرْطِها زَبَدٌ

کأَنَّ بالرَّأْسِ مِنْها خُرْفُعاً نُدفَا

و من المَجازِ: نَدَفَت الدَّابَّهُ تَنْدِفُ فی سَیْرِها نَدْفاً بالفتحِ ، و نَدَفانًا ،مُحَرَّکَهً : أی أَسْرَعَتْ رَجْعَ یَدَیْها نقله الجَوْهَرِیُّ .

و نَدَفَت السِّباعُ نَدْفاً : شَرِبَت الماءَ بأَلْسِنَتِها.

و من المَجازِ: نَدَفَ الطَّعامَ نَدْفاً :أی أَکَلَه بیَدِه.

و من المَجازِ: نَدَفَ بالعُودِ: أی ضَرَبَ فهو مِزْهَرٌ مَنْدُوفٌ ،قال الأَعْشَی:

وَ صَدُوحٍ إذا یُهَیِّجُها الشَّرْ

بُ تَرَقَّتْ فی مِزْهَرٍ مَنْدُوفِ

و نَدَفَ الحالِبُ نَدْفاً : فَطَرَ الضَّرَّهَ بإِصْبَعِه.

و من المَجازِ: نَدَفَت السَّماءُ بالمَطَرِ: مثل نَطَفَتْ .

و نَدَفَت بالثَّلْجِ : أی رَمَتْ بِهِ .

و قال الفَرّاءُ: نَدَفَ الدَّابَهَ یَنْدِفُها نَدْفاً : ساقَهَا سَوْقًا عَنِیفاً، کأَنْدَفَها .

و النُّدْفَهُ ،بالضمِّ :القَلِیلُ من اللَّبَن.

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : أَنْدَفَ الرَّجُلُ : مالَ إلی النَّدْفِ ، وَ هو صَوْت (1)العُودِ فی حِجْرِ الکَرِینَهِ .

و أَنْدَفَ الکَلْبَ :أَوْلَغَهُ عن ابنِ عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

التَّنْدِیفُ :مبالَغَهٌ فی النَّدْفِ ،و قُطْنٌ مُنَدَّفٌ : مَنْدُوفٌ ، قال الفَرَزْدَقُ :

و أَصْبَحَ مُبْیَضُّ الصَّقِیعِ کأَنَّه

عَلَی سَرَواتِ النِّیبِ (2)قُطْنٌ مُنَدَّفُ

وَ النَّدْفُ ،بالفتح: المَنْدُوفُ ،قال الأَخْطَلُ یصفُ کِلابَ الصَّیْدِ:

فأَرْسَلُوهُنَّ یُذْرِینَ التُّرابَ کما

یُذْرِی سَبائِخَ قُطْنٍ نَدْفُ أَوتارِ

وَ النَدّافُ کشَدّادٍ:العَوّادُ.

وَ قال الأَصْمَعِیُّ :رجُلٌ نَدّافٌ :کثیرُ الأَکلِ یَنْدِفُ الطَّعامَ ،و هو مَجازٌ.

وَ النَّدافُ : نادِفُ القُطْنِ ،عربِیَّهٌ صَحِیحهٌ .

وَ نَدَفَت السّحابَهُ بالبَرَدِ نَدْفاً ،علی المَثَل.

نزف

نَزَفَ ماءَ البِئْرِ یَنْزِفُه نَزْفاً : نَزَحَه کُلَّه.

و نَزَفَت البِئْرُ بنفسِها: نُزِحَتْ ، کنُزِفَتْ ،بالضمِّ ،لازِمٌ مُتَعَدٍّ نقَلَه الجوهرِیُّ هکذا،و

16- فی الحَدیثِ : «زَمْزَمُ لا تُنْزَفُ وَ لا تُذَمُّ ». أی لا یَفْنَی ماؤُها علی کَثْرهِ الاسْتِقاءِ.

وَ فی المُحْکَمِ : نَزَفَ البِئْرَ یَنْزِفُها نَزْفاً ،و أَنْزَفَها ،بمعنًی واحدٍ،کلاهُما نَزَحَها،و أَنْزَفَت هی:نُزِحَت و ذَهَبَ ماؤُها، قال لَبِیدٌ:

أَرَبَّتْ عَلَیهِ کُلُّ وَطْفاءَ جَوْنَهٍ

هَتُوف مَتَی یُنْزِفْ لها الماءُ تَسْکُبِ (3)

قال:و أَما ابنُ جِنِّی فقَالَ َ: نَزَفْتُ البِئرَ و أَنْزَفَتْ هی،فإِنَّه جاءَ مُخالِفاً للعادَهِ ،و ذلِکَ أَنَّکَ تجِدُ فِیها فَعَلَ مُتَعَدِّیاً، وَ أَفْعَلَ غیرَ مُتَعَدٍّ،و قد ذَکَر علَّهَ ذلِک فی شَنَقَ البَعِیرَ،و جَفَلَ الظَّلِیمَ .قلتُ :و هذا قَدْ نقَلَهَ الجَوْهَرِیُّ عن الفَرّاءِ.

و الاسْمُ النُّزْفُ ،بالضّمِّ قال:

تَغْتَرِقُ (4)الطَّرْفَ و هیَ لاهِیَهٌ

کأَنَّما شَفَّ وَجْهَها نُزْفُ

ص:494


1- (1) فی التکمله:«ضرب العود»و الکرینه:المغنیه الضاربه بالعود.
2- (2) عن الدیوان،و بالأصل«البیت».
3- (3) دیوانه ط بیروت ص 29 بروایه: «متی ینزف لها الوبل تسکب» وَ یروی:هتون و الهتون:التی تسح بالمطر.و الهتوف التی یصوت فیها الرعد.
4- (4) کذا بالأصل و التهذیب بالفاء،و فی اللسان: [1]تغترق بالقاف و نسب البیت إلی قیس بن الخطیم و هو فی دیوانه ط بیروت ص 104 و فیه«تغترق» بالقاف.و انظر تخریجه فیه.

أَرادَ أَنّها رَقِیقَهُ المَحاسِنِ ،حتَّی کأَنَّ دَمعها مَنْزُوفٌ .

و بِئْرٌ نَزُوفٌ کصَبُورٍ:أی نُزِفَتْ بالیَدِ و ذلِکَ إذا قَلَّ ماؤُها.

و نُزِفَ ،کعُنِیَ :ذَهَبَ عَقْلُه،أو سَکِرَ،و منه قولُه تَعالی :

لا یُصَدَّعُونَ عَنْها وَ لا یُنْزِفُونَ (1)قال الجَوْهَرِیُّ :أی لا یَسْکَرُونَ ،و أَنْشَدَ للأُبَیْرِدِ:

لعَمْرِی لِئِنْ أَنْزَفْتُمُ أو صَحَوْتُمُ

لبِئْسَ النَّدامَی کُنْتُمُ آلَ أَبْجَرَا

قال:و قومٌ یَجْعَلُونَ المُنْزِفَ :مثلَ النَّزِیفِ (2)،الَّذِی قَدْ نُزِفَ دَمُه.

و قال أَبو عُبَیْدَهَ : نَزِفَتْ عَبْرَتُه،کسَمِعَ :فَنِیَتْ .

و أَنْزَفْتُها : أَفْنَیْتُها،قال العَجّاج:

و صَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لِمَنْ ذَمَرْ

و أَنْزَفَ العَبْرَهَ مَنْ لاَقَی العِبَرْ

وَ قال أَیْضاً:

و قد أَرانِی بالدِّیارِ مُنْزَفَا (3)

أَزْمانَ لا أَحْسِبُ شَیْئاً مُنْزَفَا

و النُّزْفَهُ ،بالضمِّ :القَلِیلُ من الماءِ و نَحْوِه مثلُ الغُرْفَه ج:

نُزَفٌ کغُرَفٍ نقَلَه الجَوْهرِیُّ ،قال العَجّاجُ یصِفُ الخَمْرَ:

فشَنَّ فی الإِبْرِیقِ مِنْها نُزَفَا

مِنْ رَصَفٍ نازَعَ سَیْلاً رَصَفَا

وَ قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

یُقَطِّعُ مَوْضُونَ الحَدِیثِ ابْتِسامُها

تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ فی نُزَفِ الخَمْرِ

و عُرُوقٌ نُزَّفٌ ،کرُکَّعٍ :غَیْرُ سائِلَهٍ قال العَجّاجُ یصِفُ ثَوْرًا:

أَعْیَنُ بَرْبادٌ إذا تَعَسَّفَا

أَحْوازَهَا هَدَّ العُرُوقَ النُّزَّفَا (4)

و نُزِفَ فُلانٌ دَمَهُ ،کعُنِیَ هکَذا فی سائرِ النُّسَخِ ،و هو نَصُّ ابنِ دُرَیْدٍ: سالَ حَتّی یُفْرِطَ فَهُوَ مَنْزُوفٌ ،و نَزِیفٌ .

و نَزَفَه الدَّمُ یَنْزِفُه من حَدِّ ضَرَبَ نَزْفاً ،قال:و هو من المقْلُوبِ الّذی یُعْرَفُ معْناهُ ،قال الجَوهَرِیُّ :و ذلِک إذا خَرَجَ منه دَمٌ کثیرٌ حَتّی یَضْعُفَ (5).

و فی المَثَلِ : «أَجْبَنُ منَ المَنْزُوفِ ضَرِطاً» (6)نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و ابنُ دُرَیْدٍ:و کذا: «أَجْبَنُ من المَنْزُوفِ خَضْفاً» (7)یقالُ : خَرَجَ رَجُلانِ فی فَلاهٍ ،فلاحتْ لهُما شَجَرَهٌ ،فقَالَ َ أَحَدُهما:أَرَی قَوْما قَدْ رَصَدُونَا،فقَالَ َ الآخَرُ:إِنَّما هِیَ عُشَرَهٌ ،فظَنَّهُ یَقُولُ :عَشَرَهٌ ،فجَعَلَ یَقُولُ :

وَ ما غَناءُ اثْنَیْنِ عَنْ عَشَرَهٍ ؟و یَضْرطُ حتّی ماتَ نَقَلَه الصّاغانِیُّ فی«ضرط ».

أَو نِسْوَهٌ لم یَکُنْ لهُنَّ رجُلٌ ،فزَوَّجْنَ إِحْداهُنَّ رَجُلاً کانَ یَنامُ الصُّبْحَه،فإِذا أَتَیْنَه بصَبُوحٍ و نَبَّهْنَه،قال:لَوْ نَبَّهْتُنَّنِی لعادِیَهٍ ؟فلَمّا رأَیْنَ ذلِکَ قُلْنَ :إنَّ صاحِبَنا لشُجاعٌ ،تعالَیْنَ حَتّی نُجَرِّبَهُ ،فأَتَیْنَهُ فأَیْقَظْنَه،فقَالَ َ کعادَتِه،فقُلْنَ و أَخْصَرُ منه عِبارَهُ ابنِ بَرِّی،حیثُ قالَ :هو رجلٌ کانَ إذا نُبِّهَ لشُرْبِ الصَّبُوحِ قال:هَلاّ نَبَّهْتَنِی لخَیْلٍ قد أَغارَتْ ؟فقِیلَ له یَوْماً علی جِهَهِ الاخْتِبارِ: هَذِه نَواصِی الخَیْلِ ،فجَعَلَ یَقُولُ :

الخَیْلَ الخَیْلَ و یَضْرِطُ ،حتّی ماتَ و أَخْصَرُ منهُما عبارهُ اللحْیانِیّ فی النّوادِرِ:هو رجُلٌ کانَ یَدَّعِی الشَّجاعَهَ ،فلَمّا رَأَی الخَیْلَ جَعَلَ یَفْعَلُ حتّی ماتَ ،هکَذا قالَ :یَفْعَلُ ،یعنِی یَضْرِطُ .

أَو المَنْزُوفُ ضَرِطاً: هی دابَّهٌ بینَ الکَلْبِ و الذِّئْبِ تَکونُ بالبادِیَهِ ،إذا صِیحَ بِها لم تَزَلْ تَضْرِطُ حتّی تَمُوتَ قالَه أَبُو الهَیْثَمِ و فِیهِ قَوْلانِ آخَرانِ أَورَدَهُما الصّاغانِیُّ فی العُبابِ فی«ضرط »فراجِعْهُ .

و المِنْزافُ کمِصْباحٍ من المَعَز: التی یَکُونُ لَها لَبَنٌ فیَنْقَطعُ نَقَله ابنُ عَبّادٍ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: المِنْزَفَهُ کمِکْنَسَهٍ : ما یُنْزَفُ به الماءُ، وَ قِیلَ :هی دُلَیَّهٌ تُشَدُّ فی رَأْسِ عُودٍ طَوِیلٍ ،و یُنْصَبُ عُودٌ،

ص:495


1- (1) سوره الواقعه الآیه 19. [1]
2- (2) کذا،و فی اللسان:« [2]المنزوف»و فی التهذیب:نزف الرجل فهو منزوف وَ نزیف أیضاً.
3- (3) فی الدیوان ص 82«مترفاً».
4- (4) فی الدیوان ص 94«بربار»بدل«برباد»و«أجوازها هذّ»بدل«و أحوازها هد».
5- (5) یعنی إذا استخرجه بحجامه أو فصدٍ کما فی التهذیب.
6- (6) ضبطت بالقلم فی التهذیب و اللسان بفتح الضاد و الراء.
7- (7) عن اللسان و بالأصل«خطفاً».

و یُعَرَّضُ ذلِکَ العودُ الّذِی فی طَرَفِه الدَّلْوُ علَیْهِ أی:عَلَی العُودِ المَنْصُوبِ و یُسْتَقَی بِهِ الماءُ.

و النَّزِیفُ کأمِیرٍ:المَحْمُومُ .

و قال أَبو عَمْرٍو: النَّزِیفُ : السَّکْرانُ قال امْرُؤُ القَیْس:

وَ إِذْ هِیَ تَمْشِی کمَشْیِ النَّزِی

فِ یَصْرَعُه بالکَثِیبِ البُهُرْ

وَ قالَ آخر:

بَدَّاءُ تَمْشِی مِشْیَهَ النَّزِیفِ

و النَّزِیفُ أَیضاً: مَنْ عَطِشَ حَتّی یَبِسَتْ عُرُوقُه،و جَفَّ لِسانُه، کالمَنْزُوفِ نقَلَه الأَزْهَرِیُّ ،و مِنْه قولُ جَمِیلٍ :

فلَثِمْتُ فاهَا آخِذاً بقُرُونِها

شُرْبَ النَّزِیفِ بِبَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِ

قال أَبو العَبّاسِ :الحَشْرَجُ :النُّقْرَهُ فی الجَبَلِ یَجْتَمِعُ فیها الماءُ فیَصْفُو (1).

و النَّزِیفُ : سَیْفُ عِکْرِمَهَ بنِ أَبِی جَهْلٍ ،رضِیَ اللّه عنه وَ فیه یَقُولُ :

وَ قَبْلَهُما أَرْدَی النَّزِیفُ سَمَیْدَعاً

له فی سَناءِ المَجْدِ بَیْتٌ و مَنْصِبُ

و من المَجاز: نُزِفَ الرَّجُلُ ، کعُنِیَ :انْقَطَعَت حُجَّتُه فی الخُصُومَهِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و نَزافِ کقَطامِ :أی انْزِفْ (2)،أَمْرٌ و منه قولُ ابنَهِ الجُلَنْدَی مَلِکِ عمانَ ،حین أَلْبَسَتِ السُّلَحْفاهَ حُلِیَّها، فغاصَتْ فی البَحْرِ: نَزافِ ،لم یَبْقَ فی البَحْرِ غیرُ قُدافِ :

أَمَرَتْ بالنَّزْفِ .

و أَنْزَفَ (3)الرَّجُلُ : سَکِرَ و منه قِراءَهُ الکُوفِیِّینَ -غیرَ عاصِمٍ -فی الصّافّاتِ : و لا هُمْ عَنْها یُنْزِفُونَ (4)بکسرِ الزّایِ ،و قراءَهُ الکُوفِیِّینَ فی الواقعه و لا یُنْزَفُونَ (5)کذلک و منه قولُ الأُبَیْرِدِ الیَرْبُوعِیِّ الذی أَنشَدَه الجوهَرِیُّ وَ تقَدَّمَ ذکره.

و أَنْزَفَ الرِّجلُ : ذَهَبَ ماءُ بِئْرِه بالنَّزْحِ و انْقَطَع،نقَلَه الجَوْهرِیُّ .

أَو أَنْزَفَ :ذَهَبَ ماءُ عَیْنِه بالبُکاءِ.

و قال الفَرّاءُ: أَنْزَفَ الرّجُلُ :إذا فَنِیَ خَمْرُه و به فُسِّرَت الآیهُ :أی خَمْرُ أَهْلِ الجَنَّهِ دائِمَهٌ لا تَفْنَی،و عبارَتُه:

وَ یُقال: أَنْزَفَ القومُ :انْقَطَعَ شَرابُهُم،و قُرِئَ : وَ لا یُنْزِفُونَ بکسرِ الزایِ .

و قال أَبو زَیْدٍ: نَزَّفَت المَرْأَهُ تَنْزِیفاً : إذا رَأَتْ دَماً علَی حَمْلِها و ذلِکَ مما یَزِیدُ الوَلَدَ صِغَرًا و ضَعْفاً،و حَمْلَها طُولاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

بِئْرٌ نَزِیفٌ :قَلِیلَهُ الماءِ.

وَ نَزَفهُ الحَجّامُ یَنْزِفُه و یَنْزُفُه :أَخْرَجَ دَمَه کُلَّه.

وَ نَزَفَ فُلانٌ دَمَه، یَنْزِفُه نَزْفاً :اسْتَخْرَجَه بحِجامَهٍ أَو فَصْدٍ.

وَ النُّزْفُ ،بالضمِّ :الضَّعْفُ الحادِثُ مِن خُرُوجِ کثیرِ الدَّمِ ،و قیلُ : النُّزْفُ :الجُرْحُ الذی نَزَفَ عنهُ دَمُ الإِنْسانِ .

وَ نَزَفَه الدَّمُّ و الفَرَقُ :زالَ عَقْلُه،عن اللِّحیانِیِّ ،قال:و إِن شِئْتَ قلتَ : أَنْزَفَه .

وَ نُزِفَ الرّجلُ دَماً،کعُنِیَ :إذا رَعَفَ فخَرَجَ دَمُه کلُّه.

وَ المُنْزَفُ :الذّاهِبُ العَقْلِ .

وَ أَنْزَفَ الرَّجُلُ :انْقَطَع کلامُه،أو ذَهَبَ عَقْلُه،أو ذَهَبَتْ حُجَّتُه فی خُصُومهٍ أو غَیْرِها.

وَ قالَ بعضُهُم:إِنْ کانَ فاعِلاً فهو مُنْزِفٌ ،و إِن کانَ مَفْعُولاً فهو مَنْزُوفٌ ،کأَنَّه علی حَذْفِ الزّائِدِ،أو کأَنّه وُضِعَ فیه النَّزْفُ .

نسف

نَسَفَ البِناءَ یَنْسِفُه نَسْفاً : قَلَعَه مِنْ أَصْلِه و منه قَوْلُه تَعالی : فَقُلْ یَنْسِفُها رَبِّی نَسْفاً (6)أی:یَقْلَعُها من أُصُولِها،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ،و هو مَجازٌ.

ص:496


1- (1) و قال المبرد:الحشرج هاهنا:الکوز الرقیق الحاریّ .
2- (2) فی القاموس:«الْزفْ »و علی هامشه عن نسخه أخری:«انزف»کالأصل.
3- (3) فی القاموس:«و أَلْزَفَ »و بهامشه عن نسخه أخری:و أَنْزَفَ کالأصل.
4- (4) سوره الصافات الآیه 47. [1]
5- (5) الآیه 19 من الواقعه.
6- (6) سوره طه الآیه 105. [2]

و نَسَفَ البَعِیرُ النَّبْتَ کذلِکَ : أی قَلَعَه بفِیهِ من الأَرْضِ بأَصْلِه، کانْتَسَفَه فیهِمَا قال أَبُو النَّجْمِ :

و انْتَسَفَ الجالِبَ من أَنْدابِهِ

إِغْباطُنا المَیْسَ علی أَصْلابِه

و من المَجازِ: بَعِیرٌ نَسُوفٌ : یَقْتَلِعُ الکَلَأ من أَصْلِه بمُقَدَّمِ فِیهِ ،و ناقَهٌ نَسُوفٌ کذلِکَ .

و إِبِلٌ مَناسیفُ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ :کأَنَّها جمعُ مِنْسافٍ ،و هی من بابِ مَلامِحَ ،و مَذاکِرَ.

و من المَجازِ: نَسَفَ الجِبالَ نَسْفاً :أی دَکَّها و ذَرّاهَا و منه قَوْلُه تَعالَی: وَ إِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (1):أی ذُهِبَ بها کُلِّها بسُرْعَهٍ ،و قولُه تَعالَی: ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِی الْیَمِّ نَسْفاً (2):أی لنُذَرِّیَنَّه تَذْرِیَهً .

و المِنْسَفَهُ ، کمِکْنَسَهٍ :آلهٌ یُقْلَعُ بِها البِنَاءُ عن أَبی زَیْدٍ.

و نَسَفَ الطَّعامَ :نَفَضَه.

وَ المِنْسَفُ ، کمِنْبَرٍ: اسمٌ لما (3)یُنْفَضُ به الحَبُّ و هو شَیْ ءٌ طَوِیلٌ مَنْصُوبُ الصَّدْرِ هکَذا فی سائِرِ النّسَخِ ، وَ الصوابُ مُتَصَوِّبُ الصَّدْرِ،کما هو نَصُّ اللِّسانِ أَعلاهُ مُرتَفِعٌ یکونُ عندَ القاشِرِ،قال الجَوْهَرِیُّ :و یُقال:أَتَانَا فُلانٌ کأَنَّ لِحْیَتَه مِنْسَفٌ ،حَکاها أَبو نَصْرٍ أَحمَدُ بنُ حاتِمٍ .

و المِنْسَفُ : فَمُ الحِمارِ، کمَنْسِفٍ ،کمَنْزِلٍ مثال مِنْسَرٍ وَ مَنْسِرٍ.

و النُّسافَهُ ککُناسَهٍ :ما یَسْقُطُ من المِنْسَفِ عند النَّسْفِ ، وَ خَصَّ اللِّحْیانِیُّ به نُسافَهَ السَّوِیقِ .

و قال ابنُ فارِسٍ : النُّسافَهُ : الرُّغْوَهُ من اللَّبَنِ (4)و غیرُه یقولُها بالشین المُعْجَمَهِ ،کما سیأْتِی.

و فَرَسٌ نَسُوفُ السُّنْبُکِ :إذا کانَ یُدْنِیهِ من الأَرْضِ فی عَدْوِه،أو یُدْنِی مِرْفَقَیْهِ من الحِزامِ ،و إِنّما یکونُ ذلِکَ لتَقارُبِ مِرْفَقَیْهِ و هو مَحْمُودٌ نقله الجَوْهَرِیُّ ،و أَنشَدَ لبِشْرِ بنِ أَبِی خازِمٍ :

نَسُوفٌ للحِزامِ (5)بمِرْفَقَیْهَا

یَسُدُّ خَواءَ طُبْیَیْها الغُبَارُ

أَلا تَرَی إلی قَوْلِ الجَعْدِیِّ :

فی مِرْفَقَیْهِ تَقارُبٌ و لَه

بِرْکَهُ زَوْرٍ کجَبْأَهِ الخَزَمِ

و نَسَفَ ،کنَصَرَ، نَسْفاً علی القِیاسِ و نُسُوفاً قال الصّاغانِیُّ :کِذا قال السُّکَّرِیُّ : نُسُوفاً ،و القِیاسُ نَسْفاً :

عَضَّ .

أَو النُّسُوفُ :آثارُ العَضِّ .

وَ بِهِما فُسِّرَ قولُ صَخْرِ الغَیِّ الهُذَلِیِّ :

کعَدْوِ أَقَبَّ رَباعٍ تَرَی

بفائِلِه و نَساهُ نُسُوفَا (6)

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ :یُقالُ للرَجُلِ :إِنّه لکَثِیرُ النَّسِیفُ ، کأَمِیرٍ و هو السِّرارُ و یُقالُ :أَطالَ نَسِیفَه :أی سِرارَهُ .

و النَّسِیفُ أَیضاً: السِّرُّ.

و أَیضاً: أَثَرُ کَدْمِ الحِمارِ یُقالُ للحِمارِ:بهِ نَسِیفٌ ، وَ ذلِک إذا أَخَذَ الفَحْلُ منه لَحْماً أو شَعْرًا فبَقِی أَثَرُه،قال المُمَزّقُ العَبْدِیُّ :

وَ قَدْ تَخِذَتْ رِجْلِی لَدَی جَنْبِ غَرْزِها

نَسِیفاً کأُفْحُوصِ القَطاهِ المُطَرِّقِ

و النَّسِیفُ . أَثَرُ الحَلْبَهِ (7)من الرَّکْضِ نَقَلَه اللَّیْثُ .

قال: و النَّسِیفُ : الخَفیُّ من الکَلامِ لُغَهٌ هُذَلِیَّهٌ ،و منه قولُ أَبِی ذُؤَیْبٍ الهُذَلِیِّ :

فأَلْفَی القَوْمَ قد شَرِبُوا فضَمُّوا

أَمامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُم نَسِیفُ (8)

ص:497


1- (1) سوره المرسلات الایه 10. [1]
2- (2) سوره طه الآیه 97 [2] قال الراغب فی المفردات: [3]أی نطرحه فیه طرح النسافه وَ هی ما تثور من غبار الأرض.
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:ما.
4- (4) زید فی المقاییس 420/5 لأنها تنتسف علی وجه اللبن.
5- (5) عن الصحاح و [4]التهذیب و اللسان و [5]بالأصل«للحوام»یقول:إذا استفرغت جریاً نسفت حزامها بمرفقی یدیها،و إذا ملأت فروجها عدواً سد الغبار ما بین طبییها و هو خواؤه.
6- (6) دیوان الهذلیین 76/2 بروایه: وَ یعدو کعدو کُدُرٍّ تری بفائله و نساه نُسوفا.
7- (7) علی هامش القاموس عن نسخه أخری«الجُلْبَهِ ».
8- (8) دیوان الهذلیین 102/1 بروایه:«أمام الماء».

قال الأَصْمَعِیُّ :أی یَنْتَسِفُون الکلامَ انتِسافاً ،لا یُتِمُونَه من الفَرَقِ ،یَهْمِسُونَ به رُوَیْداً من الفَرَقِ ،فهو خَفیٌّ ،لِئَلاّ یُنْذَرَ بِهِم،و لأَنَّهُم فی أَرضِ عَدُوٍّ،نَقَلَه السُّکَّرِیُّ وَ الجَوْهرِیُّ .

و إِناءٌ نَسْفانُ :مَلْآنُ یفِیضُ من امْتِلائِهِ .

و نَسَفانُ ، مُحَرَّکَهً :مِخْلافٌ بالیَمَنِ قُرْبَ ذَمارِ علی ثمانِیَهِ فَراسِخَ مِنْها.

و النُّسّافُ کَزُنّارٍ:طَیْرٌ له مِنْقارٌ کبِیرٌ،قالَه سِیبَوَیْه،قال اللَّیْثُ : کالخَطاطِیفِ یَنْسِفُ الشَّیْ ءَ فی الهَواءِ ج:

نَساسِیفُ .

و نَسَفُ ، کجَبَلٍ :د بل کُورَهٌ مستَقِلَّهٌ مشْهُورهٌ مما وراءَ النَّهْرِ،بینَ جَیْحُونَ و سَمَرْقَنْدَ،علی عِشْرِینَ فَرْسَخاً من بُخاری،و هو مُعَرَّبُ نَخْشَبَ اصْطِلاحاً،قالَه الصَّاغانیُّ ، وَ نَقَلَ شَیْخُنا عن بعضِ الثِّقاتِ أنَّ اسمَ البَلَدِ نَسِف ، ککَتِفٍ ،و النِّسْبَهُ بالفَتْحِ علی القِیاسِ ،کنَمَرِیٍّ .قلتُ :

وَ النسبهُ إِلیه نَسَفیٌّ علی الأَصْلِ ،و نَخْشَبِیٌّ علی التَّغْیِیرِ، وَ قد تَقَدَّم ذلِک للمُصَنِّفِ فی«نخشب»و ذُکِر ما یَتَعَلَّقُ بِهِ هُناک.

و النَّسْفَهُ بالفَتْح و یُثَلَّثُ ،و یُحَرَّکُ ،و النَّسِیفَهُ کسَفِینَهٍ وَ اقْتَصَرَ اللَّیْثُ علی الفَتْحِ : حِجارَهٌ سُودٌ ذاتُ نَخارِیبَ ، تُحَکُّ (1)بها الرِّجْلُ فی الحَمّاماتِ سُمِّیَ بِهِ لانْتِسافِهِ الوَسَخَ من الرِّجْلِ ،أَو هی حِجارَهُ الحَرَّهِ ،و هی سُودٌ کأَنّها مُحْتَرِقَهٌ و القَولانِ واحِدٌ،قال ابنُ سِیدَه:هکَذا أَوْرَدَه اللَّیْثُ بالسِّینِ ج: نِسَفٌ ککِسَرٍ،و نِسافٌ ،مثل صِحافٍ ،و نُسُفٌ مثل کُتُبٍ فالأُولَی جمعُ نِسْفَهٍ ،بالکسر،و الثانیهُ جمعُ نُسْفَهٍ بالضمِّ ،کنُطْفَه و نِطافٍ ،و الثالِثَهُ جمع نَسِیفَهٍ ،کسَفِینَهٍ وَ سُفُنٍ .و فاتَه من جمعِ المَضْمُومِ نُسَفٌ ،کنُطْفَهٍ و نُطَفٍ ، وَ جُمِعَ المَکْسُورُ بحَذْفِ الهاءِ،کتِبْنَهٍ و تَبْنٍ ،و جُمِعَ المَفْتُوحُ بحَذْفِها أَیضاً،کتَمْرَهٍ و تَمْرٍ،و جُمِعَ المُحَرَّکُ بحَذْفِها أَیضاً کثَمَرَهٍ و ثَمَرٍ،و هذا قد یَجِیءُ فی التَّرْکِیبِ الذی بَعْدَه،و هما واحدٌ،فتأَمَّلْ ذلِکَ أَو الصّوابُ بالشِّینِ المعجمه،کما نَبَّه علیه ابنُ سِیدَه و الصّاغانِیُّ أَو لُغَتانِ مثل: انْتُسِفَ لَوْنُه، وَ انْتُشِفَ ،و سِمْتُ و شِمْتُ ،کما فی التَّکْمِلَهِ . و یُقال: هُما یَتَنَاسَفانِ الکَلامَ أی یَتَسارّانِ نقَلَه الجَوهرِیُّ ،زادَ الصّاغانِیُّ :کأَنَّ هذا یَنْسِفُ ما عندَ ذلِک، وَ ذلِک یَنْسِفُ ما عندَ هذا.

و من المجازِ: انْتُسِفَ لَوْنُه مَبْنِیًّا للمَفْعُولِ : أی تَغَیَّرَ عن اللِّحْیانِیِّ ،و الشِّینُ لُغَهٌ ،کما سَیَأْتِی.

و من المَجازِ:بَیْنِی و بَیْنَه عَقَبَهٌ نَسُوفٌ کصَبُورٍ:أی طَوِیلَهٌ شاقَّهٌ تَنْسِفُ صاحِبَها.

و التَّنَسُّفُ فی الصِّراع:أَنْ تَقْبِضَ بِیَدِهِ ،ثمّ تُعَرِّضَ له رِجْلَکَ ،فتُعَثِّرَهُ کذا فی التَّکْمِلَهِ .

*و مما یُستدرَکُ عَلَیه:

نَسَفَت الرِّیحُ الشیءَ تَنْسِفُه نَسْفاً ،و انْتَسَفَتْهُ :سَلَبَتْه.

وَ أَنْسَفَت الرِّیحُ إِنْسافاً :اشْتَدَّتْ ،و أَسافَت التُّرابَ وَ الحَصَی.

وَ النَّسْفُ :نَقْرُ الطّائِرِ بمِنْقارِهِ .

وَ قد انْتَسَفَ الطّائِرُ الشیءَ عن وَجْهِ الأَرْضِ بمِخْلَبِه، وَ نَسَفَهُ .

وَ النَّسّافُ ،کشَدّادٍ:لُغَهٌ فی النُّسّافِ ،کرُمّانٍ ،عن کُراعٍ (2):طائِرٌ له مِنْقارٌ کَبِیرٌ.

وَ النَّسُوفُ من الخَیْلِ :الواسع الخطوِ.

وَ نَسَفَه بسُنْبُکِهِ -أَو ظِلْفِه- یَنْسِفُه ،و أَنْسَفَه :نَحّاهُ .

وَ نَسَفَ نَسْفاً :خَطَا.

وَ ناقَهٌ نَسُوفٌ : تَنْسِفُ التُّرابَ فی عَدْوِها.

وَ نَسَفَ البَعِیرَ حِمْلُه نَسْفاً :إذا مَرَطَ حِمْلُه الوَبَرَ (3)عن صَفْحَتَیْ جَنْبَیْه.

وَ نَسَفَ الشَّیْ ءَ،و هُوَ نَسِیفٌ :غَرْبَلَه.

وَ النَّسْفُ :تَنْقِیَهُ الجَیِّدِ من الرَّدِیءِ.

وَ یُقالُ :اعْزِل النُّسافَهَ ،و کِلْ من الخالِصِ .

وَ المِنْسَفَهُ :الغِرْبالُ .

وَ انْتَسَفُوا الکَلامَ بَیْنَهُم:أَخْفَوْه و قَلَّلُوه.

ص:498


1- (1) فی القاموس:« [1]یُحَکُّ ».
2- (2) یعنی کشدّاد عن کراع،کما فی اللسان. [2]
3- (3) فی التهذیب:حملُه وَبَرَ صفحتی جنبیه.

و نَسَفَ الحِمارُ الأَتانَ بفِیهِ ، یَنْسِفُها نَسْفاً ،و مَنْسَفاً ، وَ مَنْسِفاً :عَضَّها فتَرَکَ فِیها أَثَرًا،الأَخِیرَهُ کمَرْجِعٍ من قولِه تَعالی : إِلَی اللّهِ مَرْجِعُکُمْ (1).

وَ تَرَکَ فِیهَا نَسِیفاً :أی أَثَرًا من انْحِصاصِ وَبَرٍ.

وَ النَّسِیفُ :أَثَرُ رَکْضِ الرِّجْلِ بجَنْبَیِ البَعِیرِ إذا انْحَصَّ عنه الوَبَرُ،یقال:اتَّخَذَ فلانٌ فی جَنْبِ ناقَتِه نَسِیفاً :إذا انْجَرَدَ وَبَرُ مَرْکَضَیْهِ برِجْلَیْهِ .

وَ ما فی ظَهْرِه مَنْسَفٌ ،کقولِکَ :ما فی ظَهْرِه مَضْرَبٌ .

وَ نَسَفَ البَعِیرُ برِجْلِه نَسْفاً :ضَرَبَ بِهَا قُدُماً.

وَ نَسَفَ الإِناءُ، یَنْسِفُ :فاضَ .

وَ النَّسْفُ :الطَّعْنُ ،مثلُ النَّزْعِ .

وَ النُّسافَهُ ،بالضمِّ :ما یَثُورُ من غُبارِ الأَرْضِ ،قالَهُ الرّاغِبُ .

نشف

نَشِفَ الثَّوْبُ العَرَقَ ،کسَمِعَ قال ابنُ السِّکِّیتِ :و هو الفَصِیحُ الذی لا یُتَکَلَّمُ بغیرِه و نَشَفَ مثل نَصَر لغهٌ فیهِ ،و کذلِک نَفَدَ یَنْفَدُ فی نَفِدَ یَنْفَدُ،قالَهُ ابنُ بزُرْجَ :أی: شَرِبَه.

و نَشِفَ الحَوْضُ الماءَ و نَشَفَ : شَرِبَه زادَ ابنُ السِّکِّیتِ :

کَتَنَشَّفَه .

و نَشِفَ الماءُ فی الأَرْضِ :ذَهَبَ و یَبِسَ و الاسمُ النَّشَفُ ،مُحَرَّکَهً .

وَ قال ابنُ فارِسٍ : النَّشْفُ فی الحِیاضِ ،کالنَّزْحِ فی الرَّکایَا.

و یُقال: أَرْضٌ نَشِفَهٌ ،کَفَرِحَهٍ : بَیِّنَهُ النَّشَفِ :إذا کانَتْ تَنْشَفُ الماءَ أی:تَشْرَبُه،أو یَنْشَفُ ماؤُها،قال ابنُ الأَثیرِ:

وَ أَصْلُ النَّشْفِ (2):دُخُولُ الماءِ فی الأَرْضِ و الثَّوْبِ .

و النَّشْفَهُ بالفتحِ : خِرْقَهٌ أَو صُوفَهٌ یُنْشَفُ بِها ماءُ المَطَرِ، وَ تُعْصَرُ فی الأَوْعِیَهِ و أَخْصَرُ مِن هَذا:صُوفَهٌ یُنْشَفُ بِها الماءُ من الأَرْض.

و النُّشْفَه بالضّمِّ و الکَسْرِ:الشَّیْ ءُ القَلِیلُ یَبْقَی فی الإِناءِ مثل الجُرْعَه عَنْ أَبِی حَنیفَهَ ،و اقتَصَرَ علی الضمِّ . و النُّشْفَهُ بالضمِّ : ما أُخِذَ من القِدْرِ بمِغْرَفَهٍ حَارّاً فَحُسِیَ عن اللِّحیانِیِّ .

و النُّشْفَهُ بالتّثْلِیثِ ،و یُحَرَّکُ فهی أَربعُ لُغاتٍ :الضمُّ عن أَبی عَمْرٍو،و الکَسْرُ عن الأَصْمَعِیِّ و الأُمَوِیّ :هی النَّسْفَهُ بالسّینِ ،و هی الحِجارَهُ السُّودُ التی یُنَقَّی بها وَسَخُ الأَقْدامِ فی الحَمّاماتِ ج:کتَمْرٍ،و تِبْن،و کِسَرٍ،و نُطَفٍ ،و نِطافٍ فی تَمْرَهٍ و تِبْنَهٍ و کِسْرَهٍ و نِطافٍ و نُطْفَهٍ ،و فاتَه جَمْعُ المُحَرَّکِ ، وَ نَظِیرُه ثَمَرَهٌ و ثَمَرٌ.ذَکَره الصّاغانِیُّ ،و لعَلَّ سَبَبَ ترکِه قولُ سِیبَوَیْهِ ما نَصُّه:«فَأَمّا النَّشَفُ فاسْمٌ للجَمْعِ ،و لیسَ بجَمْعٍ ؛لأَنَّ فَعْلَهَ و فِعْلَهَ لیسَ مما یُکَسَّرُ علی فَعَلٍ »فتأَمل.

قال اللَّیْثُ :سُمِّیَ به لانْتِشافِه الوَسَخَ ،و قِیلَ : لتَنَشُّفِها الماءَ،و أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو:

طُوبَی لِمَنْ کانَتْ له هِرْشَفَّهْ

و نَشْفَهٌ یَمْلَأُ مِنْها کَفَّهْ

وَ قالَ الأَصْمَعِیُّ : النَّشْفُ بالتَّسْکِینِ ،و النَّشَفُ بالتَّحْرِیکِ ، واحِدَتُه نَشْفَهٌ ،قال ابنُ بَرِّی:و نَظِیرُه حَلْقَهٌ و حَلَقٌ ،و فَلْکَهٌ وَ فَلَکٌ ،و حَمْأَهٌ و حَمَأٌ،و بَکْرَهٌ و بَکَرٌ،و

17- فی حَدِیثِ حُذَیْفَهَ -رضِیَ اللّه عنه-: «أَتَتْکم الدُّهَیْماءُ (3)،تَرْمِی بالنَّشَفِ ،ثُمّ الَّتِی تَلِیها تَرْمِی بالرَّضَفِ ». یَعْنِی أنَّ الأُولَی من الفِتَنِ لا تُؤَثِّرُ فی أَدْیانِ النّاسِ ؛لخِفَّتِها،و التی بَعْدَها کهَیْئَهِ حِجارَهٍ ،و قَدْ أُحْمِیَتْ بالنارِ،فکانَتْ رَضَفاً،فهِیَ أَبْلَغُ .

و النُّشافَهُ ککُناسَهٍ :الرَّغوَهُ التی تَعْلُو اللَّبَنَ إذا حُلِبَ ، وَ هو الزُّبْدُ و الجُفالَه (4)قاله ابنُ السِّکِّیتِ ،و قالَ اللِّحْیانِیُّ :

هی رَغْوَهُ اللَّبَنِ ،و لم یَخُصّ وقتَ الحَلْبِ کالنُّشْفَهِ بالضّمِّ .

و انْتَشَفَ النُّشافَهَ : شَرِبَها کما فی الصِّحاحِ ،أو أَخَذَها، کما فی اللِّسانِ .

و یَقُولُ الصَّبِیُّ (5): أَنْشِفْنِی النُّشَافَهَ أَنْشافاً أَشْرَبها:أی اسْقِنِیَها کما فی الصِّحاحِ .

و النَّشُوفُ کصَبُورٍ: ناقَهٌ تَدِرُّ قَبْلَ نِتاجِها،ثُمَّ تَذْهَبُ دِرَّتُها (6).

ص:499


1- (1) سوره المائده الآیه 48 و [1]من الآیه 105.
2- (2) ضبطت بإسکان الشین عن النهایه.
3- (3) فی النهایه و [2]اللسان: [3]أظلّتکم الفتن.
4- (4) کذا بالأصل و التهذیب بالجیم،و فی اللسان«بالحاء المهمله».
5- (5) فی اللسان:«و [4]یقال للصبی»و الأصل کالتهذیب و الصحاح.
6- ((*)) بعدها فی القاموس:و النَّشَّاف.

و قال ابنُ عَبّادٍ:لا یَکُونُ الفَتَی نَشَّافاً ،و هو بمَنْزِلَهِ النَّشّالِ ، کشَدّادٍ و هو: مَنْ یَأخُذُ حَرْفَ الجَرْدَقَهِ ،فیَغْمِسُه فی رَأْسِ القِدْرِ،و یَأْکُلُه دُونَ أَصْحابِه.

و النَّشّافَهُ بهاءٍ:مِنْدِیلٌ یُتَمَسَّحُ بِهِ و منه

14- الحَدِیثُ : «کانَ لَه صَلَّی اللّه عَلَیهِ و سَلَّمَ نشّافَهٌ یُنَشِّفُ بها غُسالَهَ وَجْهِهِه».

یعنِی مِنْدِیلاً یَمْسَحُ بِهِ (1)وَضُوءَه،قالهُ ابنُ عَبّادٍ.

و ناقَهٌ مِنْشافٌ (2):إذا کانَتْ تُرَی مَرّهً حافِلاً،و مَرَّهً ما فی ضَرْعِها لَبَنٌ و إِنّما یَکُونُ ذلِکَ حِینَ یَدْنُو نِتاجُها.

و من المَجازِ: نَشَفَ المالُ کنَصَرَ:ذَهَبَ و هَلَکَ عن ابنِ عَبّادٍ،و الزَّمَخْشَرِیِّ .

و أَنْشَفَت النّاقَهُ : إذا وَلَدَتْ ذَکَرًا بعدَ أُنْثَی عن ابنِ عَبّادٍ.

و نَشَّفَ الماءَ تَنْشِیفاً :أَخَذَه بخِرْقَهٍ و نَحْوِها و منه

16- الحَدِیثُ (3): «فقُمْتُ أَنا و أُمُّ أَیُّوبَ بقَطِیفَهٍ ما لَنَا غیرُها نُنَشِّفُ بِها الماءَ».

و انْتُشِفَ لَوْنُه مَبْنِیًّا للمَفْعُولِ : أی تَغَیَّرَ حَکَاهُ یَعْقُوبُ ، وَ اللِّحْیانِیُّ ،و السینُ لُغَهٌ ،و قد تَقدَّم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

نَشَفَ الماءَ یَنْشِفُه نَشْفاً ،من حَدِّ ضَرَبَ :أَخَذَه مِنْ غَدِیرٍ أو غَیْرِه بخِرْقَهٍ أو غَیْرِها،کما فی اللسانِ و المِصْباحِ .

وَ النُّشافَهُ بالضمِّ :ما نَشِفَ من الماءِ.

وَ انْتَشَفَ الوَسَخَ :أَذْهَبَه مَسْحاً و نحوَه.

وَ النُّشافَهُ ،بالضمِّ :ما أُخِذَ من القِدْرِ و هو حارٌّ.

وَ نَشَّفَت الإِبِلُ تَنْشِیفاً :صارَتْ لأَلْبانِها نُشافَهٌ ،و حکَیَ یَعْقُوبُ :أَمْسَتْ إِبِلُکُم تُنَشِّفُ و تُرَغِّی:أی لَها نُشافَهٌ و رَغْوَهٌ ، کما فی الصِّحاحِ .

وَ قال النِّضْرُ: نَشَّفَت النّاقَهُ تَنْشِیفاً ،فهی مُنَشِّفٌ ،و هو أَنْ تَراهَا مَرّهً حافِلاً و مرّهً لا.

وَ النَّشْفُ :اللَّوْنُ ،و یُرْوَی بَیْتُ أَبِی کَبِیرٍ:

و بَیاضُ وَجْهِکَ لَم تَحُلْ أَسْرارُه

مِثْلُ الوَذِیلَهِ أو کَنَشْفِ الأَنْضُرِ (4)

قلتُ :و الرِّوایَهُ «کشَنْفِ الأَنْضُرِ»،قال أَبُو سَعِیدٍ:هو من الشُّنُوفِ .

وَ إبْراهیمُ بنُ محمَّدِ بنِ سَعِیدِ بنِ [إِسماعیل بن عبد الباقی بن أحمد بن] (5)النِّشَفِ ، النَّشَفیُّ ،مُحَرّکَهً ، الواسِطِیُّ ،سَمِعَ ببَغْدادَ من أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ البَنْدَنِیجِیِّ ، وَ سُلَیْمانَ (6)و عَلِیِّ ابْنَی المَوْصِلِیِّ ،و ابنُ أَخِیهِ مُحَمَّدُ بنُ سَعِید بنِ مُحمَّدِ بنِ سَعِیدٍ،سمِعَ مع عَمِّه عَلَیْهما،نَقَلَه الحافِظُ .

نصف

النِّصْفُ ،مثَلَّثَهً هکَذا نَقَلَه الصّاغانِیُّ ،عن ابنِ الأَعْرابِی،قال شَیْخُنا:أَفصَحُها الکَسْرُ،و أَقْیَسُها الضمُّ ؛ لأَنّه الجارِی علی بَقِیَّهِ الأَجْزاءِ کالرُّبْعِ و الخُمْسِ وَ السُّدْسِ ،ثم الفَتْحُ .قلتُ :الکَسْرُ و الضمُّ نَقَلَهما ابنُ سِیدَه،و أَما الفَتْحُ فإِنَّه عن ابن الأَعرابِیِّ ،و قَرَأَ زیدُ بنُ ثابِتٍ فَلَها النُّصْفُ (7)بالضمِّ : أَحَدُ شِقَّیِ الشَّیْ ءِ و فی الأساس أَحَدُ جُزْأیِ الکَمالِ (8)کالنَّصِیفِ کأَمِیرٍ،کالثَّلِیثِ و الثَّمِینِ وَ العَشِیرِ،فی الثُّلثِ و الثُّمْنِ و العُشر،قاله أَبو عُبَیْدٍ و منه

16- الحَدِیثُ : «ما أَدْرَکَ مُدَّ أَحَدِهِمْ و لا نَصِیفَه ». و قالَ الرّاجِزُ:

لَم یَغْذُهَا مُدٌّ و لا نَصِیفُ (9)

وَ قد مَرَّ فی«عجف».

ج: أَنْصافٌ کشِبْرٍ و أَشْبارٍ،و صَبْرٍ و أَصْبارٍ،و قُفْلٍ وَ أَقْفالٍ .

و النِّصْفُ بالکسرِ،و یُثَلَّثُ هو: النَّصَفَهُ الاسمُ من الإِنْصافِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و اقْتَصَرَ علی الکَسْرِ،و أَنشَدَ للفَرَزْدَقِ :

ص:500


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«بها».
2- (2) فی التهذیب و اللسان: [2]مُنَشِّفٌ .
3- (3) فی اللسان و النهایه: [3]حدیث أبی أیوب.
4- (4) دیوان الهذلیین 102/2 بروایه: وَ بیاض وجهٍ ...أو کسیف الأنضر وَ المثبت کروایه اللسان. [4]
5- (5) ما بین معقوفتین زیاده عن تبصیر المنتبه 1349/4.
6- (6) بالأصل:«و سلیمان بن علیّ بن الموصلی»و المثبت عن تبصیر المتنبه.
7- (7) سوره النساء الآیه 11. [5]
8- (8) و مثله فی التهذیب عن اللیث،و فی اللسان عن ابن جنّی.
9- (9) الرجز فی اللسان و [6]نسبه لسلمه بن الأکوع.

و لکِنَّ نِصْفاً لو سَبَبْتُ و سَبَّنِی

بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ مِنْ مَنافٍ و هاشِمِ

قال الصّاغانِیّ :هکذا أَنشَدَه سِیبَوَیْه،و الذی فی شِعْرِه «و لِکنَّ عَدْلاً».

و إِناءٌ نَصْفانُ کسَحْبانَ ، و قِرْبَهٌ نَصْفَی ، کسَکْرَی:إذا بَلَغَ الماءُ نِصْفَه و نِصْفَها ،و کذلِکَ إذا بَلَغَ الکَیْلُ نِصْفَه ،و لا یُقالُ ذلِکَ فی غیرِ النِّصْفِ من الأَجْزاءِ،أَعْنِی أَنّه لا یُقال:ثَلْثانُ وَ لا رَبْعانُ ،و لا غَیْرُ ذلِک من الصِّفات التی تَقْتَضِی هذه الأَجْزاءَ،و هذا مَرْوِیُّ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .

و نَصَفَهُ أی:الشَّیْ ءَ کنَصَرَه یَنْصُفُه نَصْفاً : بَلَغَ نِصْفَه تَقُولُ : نَصَفْتُ القُرآنَ .

و نَصَفَ النَّهارُ یَنْصِفُ و یَنْصُفُ :مثلُ انْتَصَفَ ، کأَنْصَفَ وَ ذلِکَ إذا بَلَغَ نِصْفَه .

وَ قِیلَ :کُلُّ ما بَلَغَ نِصْفَه فی ذاتِه فقَدْ أَنْصَفَ ،و کُلُّ ما بَلَغ نِصْفَه فی غَیْرِه فقَدْ نَصَفَ .

وَ قالَ المُسَیَّبُ بنُ عَلَسٍ یَصِفُ غائِصاً[فی البحر] (1)علی دُرَّهٍ :

نَصَفَ النَّهارُ الماءُ غامِرُه

وَ رَفِیقُهُ بالغَیْبِ لا یَدْرِی

أَراد: انْتَصَفَ النَّهارُ و الماءُ غامِرُهُ ، فانْتَصَفَ النَّهارُ و لمْ یَخْرُجْ من الماءِ،فحَذَف واوَ الحالِ .

و نَصَفَ القَومَ یَنْصُفُهم نَصْفاً بالفتحِ و نَصَافَهً کسَحابَهٍ و یُکْسَرُ: إذا أَخَذَ مِنْهُم النِّصْفَ کما یُقالُ :عَشَرَهُم یَعْشُرُهُم عَشْرًا:إذا أَخَذَ منهم العُشْرَ.

و نَصَفَ الشَّیْ ءَ نَصْفاً بالفَتْحِ : أَخَذَ نِصْفَهُ .

و نَصَفَ القَدَحَ نَصْفاً : شَرِبَ نِصْفَه .

و نَصَفَ النَّخْلُ نُصُوفاً کقُعُودٍ: احْمَرَّ بَعْضُ بُسْرِهِ وَ بَعْضُه أَخْضَرُ عن ابنِ عَبّادٍ کنَصِّفَ تَنْصِیفاً عن أبی حَنِیفهَ .

و نَصَفَ فُلانًا یَنْصُفُه بالضمِّ و یَنْصِفُه بالکسرِ لُغَهٌ فیه، ذکَرَهُما یَعْقُوبُ نَصْفاً بالفَتْحِ ، و نِصافاً و نِصافَهً ،بِکَسْرِهِما عن یَعْقُوبَ و فَتْحِهما عن غَیْرِه: خَدَمَهُ قال لَبِیدٌ-رَضِیَ اللّه عنه-یَصِفُ ظُروفَ الخَمْرِ:

لَها غَلَلٌ مِنْ رازِقِیٍّ و کُرْسُفٍ

بأَیْمانِ عُجْمٍ یَنْصُفُونَ المَقاوِلاَ (2)

کأَنصَفَه إِنْصافاً .

و المِنْصَفُ ،کمَقْعَدٍ و مِنْبَرٍ کِلاهُما عن ابنِ الأَعْرابِیِّ :

الخادِمُ و وافَقَه الأَصْمَعِیُّ علی الکسرِ،و

16- فی حَدیثِ دَاودَ علیه السَّلامُ : «فدَخَلَ المِحْرابَ ،و أَقْعَدَ مِنْصَفاً عَلَی البابِ ».

و هی بِهاءٍ،ج: مَناصِفُ قال عُمَرُ بنُ أَبِی رَبِیعَهَ :

لتِرْبِها و لأُخْرَی مِنْ مَناصِفِها

لَقَدْ وَجَدْتُ بِهِ فَوْقَ الَّذِی وَجَدَا

و مَنْصَفٌ کمَقْعَدٍ:وادٍ بالیَمامَهِ یَسْقِی بلادَ عامَرٍ من حَنِیفَهَ (3)،و مِنْ وَرائِه وادِی قَرْقَرَی،کما فی المُعْجَمِ .

و المَنْصَفُ من الطَّرِیقِ و مِنَ النَّهارِ،و مِنْ کُلِّ شیءٍ:

نِصفُه .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: ناصِفَهُ :ع قال البَعِیثُ :

أَهاجَ علیکَ الشَّوْقَ أَطْلالُ دِمْنَهٍ

بناصِفَهِ الجَوَّیْنِ أو جانِبِ الهَجْلِ

وَ یُرْوَی:

« بناصِفَهِ الجَوَّیْنِ أو بمُحَجَّرِ» (4).

و النّاصِفَهُ مِنَ الماءِ:مَجْراهُ فی الوادِی ج: نَواصِفُ قال طَرَفَهُ بنُ العَبْدِ:

کأَنَّ حُدُوجَ المالِکِیَّهِ غُدْوَهً

خَلایَا سَفِینٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ

أَو النّاصِفَهُ : صَخْرَهٌ تَکُونُ فی مَناصِفِ أَسْنادِ الوادِی کما فی المُحِیطِ ،و زادَ فی اللِّسانِ :و نَحْوُ ذلِکَ من المَسایِلِ .

و النَّصِیفُ کأَمِیرٍ:الخِمارُ و منه

16- الحَدِیثُ فی صِفَهِ الحُورِ

ص:501


1- (1) زیاده عن التهذیب و اللسان. [1]
2- (2) دیوانه ط بیروت ص 118 الرازقی:الکتاب،و الکرسف:القطن.
3- (3) عن معجم البلدان«المنصف»و بالأصل«بن حفینه».
4- (4) عجزه بهذه الروایه فی اللسان،و [2]الروایه الأولی فی التکمله.

العِینِ : «و لَنَصِیفُ إِحْداهُنَّ عَلَی رَأْسِها خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا و ما فِیهَا». و أَنشَدَ الجوهرِیُّ للنّابِغَهِ یَصِفُ امْرَأَهً :

سَقَطَ النَّصِیفُ و لَم تُرِدْ إِسْقاطَهُ

فتَناوَلَتْهُ و اتَّقَتْنا بالیَدِ (1)

وَ قِیلَ : نَصِیفُ المرأَهِ :مِعْجَرُها.

وَ قال أَبو سَعِیدٍ: النَّصِیفُ :ثَوْبٌ تَتَجَلَّلُ به المَرْأَهُ فوقَ ثِیابِها کُلِّها،سُمِّیَ نَصِیفاً ؛لأَنّه نَصَفَ بینَ النّاسِ و بَیْنَها، فحَجَزَ أَبْصارَهُم عَنْها،قال:و الدَّلِیلُ علی صِحَّهِ هذا قولُه:

«سَقَطَ النَّصِیفُ ».لأَنَّ النَّصِیفَ إذا جُعِلَ خِمارًا فسَقَطَ فلیسَ لسَتْرِها وَجْهَها مع کَشْفِها شَعْرَها معنًی.

و یُقالُ : النَّصِیفُ : العِمامَهُ ،و کُلُّ ما غَطَّی الرَّأْسَ فهو نَصِیفٌ .

و النَّصِیفُ من البُرْدِ:مالَهُ لَوْنانِ .

و النَّصِیفُ : مِکْیالٌ لَهُمْ ،نقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و به فُسّرَ الحدِیثُ السابقُ ،و قولُ الرَّاجِزِ.

و النَّصَفُ ،مُحَرَّکَهً :الخُدّامُ ،الواحِدُ ناصِفٌ نقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و فی المُحْکَمِ النَّصَفَهُ :الخُدّامُ ،واحِدُهم ناصِفٌ .

و قال ابنُ السِّکِّیتِ : النَّصَفُ : المَرْأَهُ بینَ الحَدَثَهِ وَ المُسِنَّهِ قال غیرُه:کأَنَّ نِصْفَ عُمْرِها قد ذَهَبَ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :

وَ إِنْ أَتَوْکَ و قالُوا:إِنَّها نَصَفٌ

فإِنَّ أَطْیَبَ نِصْفَیْها الَّذِی غَبَرَا

أَو هی الّتِی بَلَغَتْ خَمْساً و أَرْبَعِینَ سَنَهً ، أَو الَّتِی قَدْ بَلَغَتْ خَمْسِینَ سَنَهً و نَحْوَها، وَ القِیاسُ الأَوَّلُ ،لأَنَّهُ یَجُرُّه اشْتِقاقٌ ،و هذا لا اشْتِقَاقَ لَهُ ،کَمَا فی اللِّسانِ ،قال ابْنُ السِّکِّیتِ : و تَصْغِیرُها نُصَیْفٌ ،بلا هاءٍ؛لأَنَّها صِفَهٌ ،و هُنَّ أَنْصافٌ ،و نُصُفٌ بضَمَّتَیْنِ ،و بِضَمَّهٍ الثانِیَهُ عن سِیبَویْهِ و قد یَکُونُ النَّصَفُ للجَمْعِ کالواحِدِ و هو نَصَفٌ مُحَرَّکَهً ،من قومٍ أَنْصافٍ و نَصَفِینَ قال ابنُ الرِّقَاعِ :

تَنَصَّلَتْها لَهُ من بَعْدِ ما قَذَفَتْ

بالعُقْرِ قَذْفَهَ ظَنٍّ سَلْفَعٌ نَصَفُ

و رَجُلٌ نِصْفٌ ،بالکَسْرِ: أی من أَوْساطِ النّاسِ ،و للأُنْثَی وَ الجَمْعِ کَذلِکَ .

و الإِنْصافُ بالکسرِ: العَدْلُ قال ابنُ الأَعرابِیِّ : أَنْصَفَ :

إذا أَخَذَ الحَقَّ ،و أَعْطَی الحَقَّ .

و الاسْمُ النَّصَفُ و النَّصَفَهُ ،مُحَرَّکَتَیْنِ و تَفْسِیرُه أَنْ تُعْطِیَهُ من الحَقِّ کالَّذِی تَسْتَحِقُّه لنَفْسِکَ ،و یُقالُ : أَنْصَفَه من نَفْسِه.

و أَنْصَفَ الرَّجُلُ : سارَ نِصْفَ النَّهارِ عن ابنِ الأَعرابیِّ .

و أَنْصَفَ النَّهارُ:بَلَغَ النِّصْفَ أَو مَضَی نِصْفُه ، کانْتَصَفَ ،و قد تقَدَّمَ .

و أَنْصَفَ الشَّیْ ءَ:أَخَذَ نِصْفَه عن ابنِ الأَعرابِیَ .

و أَنْصَفَ فُلانٌ :أَسْرَعَ عن ابنِ عَبّادٍ.

و نَصَّفَ الجارِیَهَ بالخِمارِ تَنْصِیفاً :خَمَّرَها به عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .

و نَصَّفَ الشّیْ ءَ:جَعَلَه نِصْفَیْنِ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ أَیْضاً.

و نَصَّفَ رَأْسُه و لِحْیَتُه:صارَ السَّوادُ و البَیاضُ نِصْفَیْنِ نقَلَه الصّاغانِیُّ .

وَ فی الصِّحاحِ : نَصَّفَ الشّیْبُ رَأْسَه:بَلَغَ النِّصْفَ .

و یُقالُ :هو یَشْرَبُ المُنَصَّفَ ، کمُعَظَّمٍ :الشَّراب طُبِخَ حَتَّی ذَهَبَ نِصْفُه .

و المُنَصِّفُ ، کمُحَدِّثٍ :مَنْ خَمَّرَ رَأْسَه بعِمامَه.

و یُقالُ : انْتَصَفَ مِنْه: إذا اسْتَوْفَی حَقَّه مِنْهُ کامِلاً حَتَّی صارَ کُلٌّ عَلَی النَّصْفِ سَواءً، کاسْتَنْصَفَ مِنْه و هذه عن الکِسائِیِّ .

و انْتَصَفَت الجارِیَهُ :اخْتَمَرَتْ بالنَّصِیفِ کتَنَصَّفَ فِیهِما.

وَ یُقالُ : تَنَصَّفْتُ السُّلْطانَ ،إذا سَأَلْتَه أَنْ یُنْصِفَکَ .

وَ تَنَصَّفَت الجارِیَهُ :تَخَمَّرَتْ .

و یُقالُ :رَمَی فانْتَصَفَ سَهْمُه فی الصَّیْدِ: أی دَخَلَ فیهِ إلی النِّصْفِ .

ص:502


1- (1) دیوانه صنعه ابن السکیت ص 16 و فسر النصیف بالمطرف و هو الخمار، وَ الجمع أنصفه و نُصُف مثل رغیف و رُغُف و بعید و بُعُد،و أرغفه و أبعده.

و مُنْتَصَفُ النَّهارِ،و کُلِّ شَیْ ءٍ بفَتْحِ الصّادِ:وَسَطُه یُقالُ :

أَتَیْتُه مُنْتَصَفَ النَّهارِ،و الشَّهْرِ.

و تَناصَفُوا : أَنْصَفَ بَعْضُهُم بَعْضاً من نَفْسِه،نقَلَه الجَوْهرِیُّ ،و أَنْشَدَ قولَ ابنِ الرِّقاعِ :

إِنِّی غَرِضْتُ إلی تَناصُفِ وَجْهِها

غَرَضَ المُحِبِّ إلی الحَبِیبِ الغائِبِ (1)

یَعْنِی اسْتِواءَ المَحاسِنِ ،کأَنَّ بعضَ أَجْزاءِ الوَجْهِ أَنْصَفَ بَعْضاً فی أَخْذِ القِسْطِ من الجَمالِ ،و غَرِضْتُ :اشْتَقْتُ و قالَ غیرُه:مَعْناهُ خِدْمَهُ وَجْهِها بالنَّظَرِ إِلیهِ ،و قِیلَ :إلی مَحاسِنِه التی تَقَسَّمَت الحُسْنَ فَتناصَفَتْهُ :أی أَنْصَفَ بعضُها بَعْضاً، فاسْتَوَتْ فیهِ ،و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : تَناصُفُ وَجْهِها:

مَحاسِنُها؛أی أَنّها کُلَّها حَسَنَهٌ یُنْصِفُ بعضُها بَعْضاً،یُریدُ أنَّ أَعْضاءَها حَسَنَهٌ متساویهٌ فی الجَمالِ و الحُسْنِ ،فکأَنَّ بعضَها أَنْصَفَ بعضاً، فتَناصَفَ .

و ناصَفَه مُناصَفَهً : قاسَمَه علی النِّصْفِ نقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و تَنَصَّفَ الرّجُلُ : خَدَمَ نَقَلَه الجَوهرِیُّ ،و أَنشَدَ لحُرَقَهَ بنتِ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ:

فَأُفٍّ لدُنْیَا لا یَدُومُ نَعِیمُها

تَقَلَّبُ تَاراتٍ بِنا و تَصَرَّفُ

بَیْنَا (2)نَسُوسُ النّاسَ و الأَمْرُ أَمْرُنَا

إذا نَحْنُ فِیهِم سُوقَهٌ نَتَنَصَّفُ

قال الصّاغانِیُّ :و البَیْتُ مَخْرُومٌ .

وَ قالَ ابنُ بَرِّی: تَنَصَّفْتُه :خَدَمْتُه و عَبَدْتُه،و أَنْشَدَ:

فإِنَّ الإِلهَ تَنَصَّفْتُه

بأَنْ لا أَعُقُّ و أن لا أَحُوبَا

و تَنَصَّفَ فُلانًا:اسْتَخْدَمَه فَهُو ضِدٌّ و عِبارهُ العُبابِ :

تَنَصَّفَ :خَدَمَ ،و تَنَصَّفَه :اسْتَخْدَمَه، فتَنَصَّفَ لازِمٌ مُتَعَدٍّ، وَ لم یَذْکُر الضِّدِّیَّهَ ،فتَأَمَّلْ ،و یُرْوَی قولُ الحُرَقَهِ بفَتْحِ النُّونِ وَ بِضَمِّها؛فبالفَتْحِ :أی نَخْدُم،و بالضمِّ :أی نُسْتَخْدَمُ .

و تَنَصَّفَ زَیْداً:طَلَبَ ما عِنْدَه عن ابنِ عَبّادٍ. و تَنَصَّفَ فُلانًا:خَضَعَ له عن ابنِ عَبّادٍ أَیضاً.

و تَنَصَّفَ السُّلْطانَ :سَأَلَه أَنْ یُنْصِفَه ، کاسْتَنْصَفَه.

و تَنَصَّفَ الشَّیْبُ إِیّاهُ :عَمَّهُ عن ابنِ عَبّادٍ.

و قال الفَرّاءُ: تَنَصَّفْناکَ بَیْنَنا: أی جَعَلْناکَ بَیْنَنا.

و المَناصِفُ : أَوْدِیَهٌ صِغارٌ (3).

و:اسْمُ ع بعَیْنِه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

قال الیَزِیدِیُّ : نَصَفَ الماءُ البِئْرَ و الحُبَّ و الکُوزَ،و هو یَنْصُفُه نَصْفاً و نُصُوفاً ،و قد أَنْصَفَ الماءُ الحُبَّ إِنْصافاً ، وَ کذلِکَ الکُوزَ:إذا بَلَغَ نِصْفَه ،فإِنْ کُنْتَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِهِ قُلْتَ : أَنصَفْتُ الماءَ الحُبَّ و الکُوزَ.

وَ تَقُول: أَنْصَفَ الشیبُ رَأْسَه،و نَصَّفَ تَنْصِیفاً .

وَ إذا بَلَغْتَ نِصْفَ السِّنِّ قلتَ :قد أَنْصَفْتُه ،و نَصَّفْتُه ، إِنْصافاً و تَنْصِیفاً .

وَ المُناصِفُ ،بالضَّمِّ :البُسْرُ رَطَّبَ نِصْفُه ،لغهٌ یَمانِیَّهٌ .

وَ مَنْصَفُ القَوْسِ ،و الوَتَرِ:مَوْضِعُ النِّصْفِ منهما.

وَ المَنْصَفُ :المَوْضِعُ الوَسَطُ بینَ المَوْضِعَیْنِ .

وَ نَصَّفَ النَّهارُ تَنْصِیفاً : انْتَصَفَ قالَ العَجّاجُ :

حَتَّی إذا اللَّیلُ التَّمامُ نَصَّفَا

وَ قالَ ابنُ شُمَیْلٍ :إنَّ فُلانَهَ لعَلَی نَصَفِها ،مُحَرَّکَهً :أی نِصْفِ شَبابِها.

وَ نَصَّفَ الرَّجُلُ تَنْصِیفاً :صارَ کَهْلاً،کأَنَّه بَلَغَ نصفَ عُمُرِه.

وَ النَّصِیفُ ،کأَمِیرٍ:الخادِمُ .

وَ تَنَصَّفَه :طَلَبَ مَعْرُوفَه،قال:

فإِنّ الإِلَه تَنَصَّفْتُه

بأَن لا أَخُونَ و أَنْ لا أُخانَا

وَ قیلَ : تَنَصَّفْتُه :أَطَعْتُه،و انْقَدْتُ له.

وَ رَجُلٌ مُتَناصِفٌ :مُتَساوی المَحاسِنِ .

ص:503


1- (1) البیت فی التهذیب و اللسان و [1]نسباه لابن هرمه.
2- (2) فی الصحاح و اللسان:«فبینا نسوس»و المثبت کروایه التکمله،و نص فیها علی ضم نون«نتنصف».
3- (3) فی معجم البلدان:وادٍ أو أودیه صغار.

و مَکانٌ مُتَناصِفٌ :مُسْتَوِی الأَجْزاءِ،کأَنَّ بعضَ أَجْزائِه یُنْصِفُ بَعْضاً،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .

وَ النَّواصِفُ :الرِّحابُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و زادَ غیرُه:بها شَجَرٌ.

وَ قِیلَ : النّاصِفَهُ الأَرْضُ تُنْبِت الثُّمامَ و غیرَه،و قال أَبو حَنِیفَهَ : النّاصِفَهُ :موضِعٌ مِنْباتٌ ،یَتَّسِعُ من الوادِی،و قال غیرُه: النَّواصِفُ :أَماکِنُ بینَ الغِلَظِ و اللِّینِ .

وَ یُقالُ : انْصِفْ هذِه الدَّراهِمَ [بینَها] (1):أی اقْسِمْها نِصْفَیْنِ ،کما فی الأَساسِ .

وَ نَصَّفَه تَنْصِیفاً :اسْتَخْدَمَه (2)،کما فی الأَساسِ أَیضاً.

وَ المَنْصَفُ ،کمَقْعَدٍ:اختِلاسُ الحَقِّ بحِیلَهٍ ،عامِّیّهٌ ، وَ الجَمْعُ المَناصِفُ ،و الرَّجُلُ مَناصِفیٌّ .

وَ مَنْصَف :مِنْ قُرَی بَلَنْسِیَه.

وَ قدْ سَمَّوْا ناصِفاً .

وَ انْتَصَفَت الإِبِلُ ماءَ حَوْضِها:شَرِبَتْه أَجْمَعَ ،نقَلَه ابنُ الأَعْرابِیِّ ،و هی لُغَهٌ فی الضّادِ المعجمهِ .

وَ اسْتَنْصَفَ الوالِی الخَراجَ :اسْتَوْفاهُ ،هکَذا نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ علی الصَّوابِ فی ترکیب«نظف»و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ تَبَعاً لغَیْرِه أَنّه اسْتَنْظَفَ ،بالظاءِ (3).

وَ المَنْصِفُ ،کمَجْلِسٍ :لُغَهٌ فی المَنْصَفِ کمَقْعَدٍ، للوادِی،عن الحَفْصِیِّ .

وَ النّاصِفَهُ :الرَّحْبَهُ فی الوادِی.

وَ قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ : ناصِفَهُ :وادٍ من أوْدِیَهِ القَبَلِیَّهِ .

وَ ناصِفَهُ الشَّجْناءِ:موضِعٌ فی طَرِیقِ الیَمامَهِ .

وَ ناصِفَهُ العَمْقَیْنِ :فی بِلادِ بَنِی قُشَیْرٍ،قال مُصْعَبُ بنُ طُفَیْلٍ القُشَیْرِیُّ :

بناصِفَهِ العَمْقَیْنِ أو بُرْقَهِ اللِّوَی

علی النَّأْیِ و الهِجْرانِ شَبَّ شَبُوبُها

و ناصِفَهُ العُنَابِ :موضِعٌ آخرُ،قال مالِکُ بنُ نُوَیْرَهَ :

کأَنَّ الخَیْلَ مَبْرَکها (4)سَنِیحا

قُطامِیٌّ بنَاصِفَهِ العُنَابِ

وَ یومُ ناصِفَهَ :من أَیّامِ العَرَبِ .

وَ ناصِفَهُ العَقِیقِ :موضِعٌ بالمَدِینَهِ ،قال أَبو مَعْرُوفٍ -أَخُو (5)بَنِی عَمْرٍو بنِ تَمِیمٍ -:

أَ لَم تُلْمِمْ عَلَی الدِّمَنِ الخُشُوعِ

بناصِفَهِ العَقِیقِ إلی البَقِیعِ

وَ الناصِفَهُ :ماءٌ لبَنِی جَعْفَرِ بنِ کِلابٍ ،کذا فی المُعْجَمِ .

وَ النَّواصِفُ :موضِعٌ بعُمانَ .

نَضَفَ

النَّضْفُ :الخِدْمَهُ کالنَّصْفِ ،نقله أَبو عَمْرٍو، قال:هو کقَوْلِهم:ضافَ السَّهْمُ ،و صافَ .

و النَّضْفُ الضَّرْطُ و قال ابنُ الأعَرابِیِّ :هو إِبداءُ الحُصاصِ .

و قال اللَّیْثُ ،و ابنُ الأَعرابِیِّ : النَّضَفُ : بالتَّحْرِیکِ :

الصَّعْتَرُ البَرِّیُّ (6)و أَغْفَلَه أَبو حَنِیفَهَ فی کتابِ النَّباتِ ، الواحِدَهُ نضَفَهٌ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

ظَلاَّ بأَقْرِیَهِ التُّفَّاحِ یَوْمَهُمَا

یُنَبِّشانِ أُصولَ المَغْدِ و النَّضَفَا (7)

هکَذا أَنْشَدَه الأَزْهرِیُّ ،قال الصاغانِیُّ :لم یُنْشِدِ اللّیْثُ هذا البَیْتَ ،و الرِّوایه«اللَّصَفَا»،و البیتُ لکَعْبِ بنِ زُهَیْرٍ رضِیَ اللّه عنه.

و أَنْضَفَ الرّجُلُ : دامَ عَلَی أَکْلِ النَّضَفِ أی:الصَّعْتَرِ البَرِّیّ .

و رَجُلٌ ناضِفٌ ،و مِنْضَفٌ ،کمِنْبَرٍ:ضَرّاطٌ و کذلِکَ خاضِفٌ و مِخْضَفٌ ،قال:

ص:504


1- (1) عن الأساس.
2- (2) فی الأساس المطبوع:«و تنصّفه:خدمه،و تنصّفه:استخدمه».
3- (3) الذی فی الأساس«نظف»:«استنظف»و لیس«استنصف».
4- (4) فی معجم البلدان« [1]ناصفه»:مرّ بها.
5- (5) فی معجم البلدان« [2]ناصفه»:أحد بنی عمرو.
6- (6) فی التهذیب و اللسان و التکمله:«الصعتر»و لم یذکروا:البری.
7- (7) البیت لکعب بن زهیر،دیوانه ص 84 بروایه: یحتفران أصول المغد و اللصفا وَ فیه النفاخ بدلاً من التفاح.

فأَیْنَ مَوالِینَا المُرَجَّی نَوالُهم

وَ أَینَ مَوالِینَا الضِّعافُ المَناضِفُ

و نَضَفَ الفَصِیلُ ما فی ضَرْعِ أُمِّهِ ،کنَصَرَ و ضَرَبَ وَ کِلاهُما عن الفَرّاءِ و مثل فَرِحَ اقْتَصَر عَلَیه الجَوْهَرِیُّ ، نَضْفاً بالفتح،و نَضَفاً بالتَّحْرِیکِ : امْتَکَّهُ ،و شَرِبَ جَمِیعَ ما فِیهِ ، کانْتَضَفَه نَقَلَه الجَوْهرِیُّ .

وَ قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ : انْتَضَفَت الإِبِلُ ماءَ حَوْضِها:شَرِبَتْه أَجمعَ ،و الصادُ المُهْمَلَهُ لغهٌ فیهِ (1).

و النَّضَفانُ ،مُحَرَّکَهً :الخَبَبُ نقَلَه الصاغانِی.

و أَنْضَفَه :ضَرَّطَه.

و رَوَی أَبو تُرابٍ عن الخَصِیبِیِّ (2): أَنْضَفَت النّاقَهُ : إِذَا خبَّتْ و کذلِک أَوْضَفَتْ .

و أَنْضَفَ النّاقَهَ :أَخَبَّها.

و النَّضِفُ ، ککَتِفٍ ،و أَمِیرٍ:النَّجِسُ ،و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ :یُقال: هُمْ نَضِفُونَ نَجِسُونَ ،بمعنًی واحد.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

یَقُولُونَ فی السَّبِّ :یا ابْنَ المُنَضِّفَهِ :أی:الضَّرّاطَهِ ،لُغَهٌ یَمانِیَّه.

نطف

النُّطْفَهُ ،بالضّمِّ :الماءُ الصّافی قَلَّ أو کثُرَ فمِنَ القَلیلِ نُطْفَهُ الإِنْسانِ ،و قالَ أَبو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ عَسَلاً.

فَشَرَّجَها من نُطْفَهٍ رَجَبِیَّهٍ

سُلاسِلَهٍ مِنْ ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ (3)

أی:خَلَطَها و مَزَجَها بماءِ سَماءٍ أَصابَهُم فی رَجَب.

وَ شَرِبَ أَعرابِیٌّ شَرْبَهً من رَکِیَّهٍ یُقالُ لها:شَفِیَّه،فقَالَ َ:

وَ اللّه إِنَّها نُطْفَهٌ (4)بارِدَهٌ عَذْبَهٌ .

وَ قالَ الأَزْهَرِیُّ :و العَرَبُ تقولُ للمُوَیْهَهِ القَلِیلَهِ : نُطْفَهٌ ، وَ للماءِ الکَثِیرِ: نُطْفَهٌ ،و هو بالقَلِیلِ أَخَصُّ .

أَو قَلِیلُ ماءٍ یَبْقَی فی دَلْوٍ،أو قِرْبَهٍ عن اللِّحْیانِیِّ ،و قِیلَ :هی کالجُرْعَهِ ،و لا فِعْلَ للنُّطْفَهِ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «قال لأَصْحابِه:هَلْ مِنْ وَضُوءٍ؟فجاءَ رجلٌ بنُطْفَهٍ فی إِداوَهٍ ». أَرادَ بها هُنَا الماءَ القَلِیلَ کالنُّطافَهِ ،کثُمامَهٍ هی القُطارَهُ ج: نِطافٌ بالکسرِ، و نُطَفٌ بضَمٍّ ففَتْح.

و النُّطْفَهُ : البَحْرُ و هذا من الکَثِیرِ،و منه

16- الحَدِیثُ :

«قَطَعْنا إِلیْهِمْ هذِه النُّطْفَهَ ». أی:البَحْرَ و ماءَه،و

1- فی حَدِیثِ علیٍّ رَضِیَ اللّه عنه: «و لْیُمْهِلْها عِنْدَ النِّطافِ و الأَعْشابِ ».

أی:الإِبِلَ إذا وَرَدَتْ علی المیاهِ و العُشْبِ ،یَدَعُها لتَرِدَ وَ تَرْعَی،و قد فَرَّقَ الجَوْهَرِیُّ بینَ هذین اللَّفْظَیْنِ فی الجَمْعِ ،فقَالَ : النُّطْفَهُ :الماءُ الصّافی،و الجمعُ النِّطافُ .

و النُّطْفَهُ : ماءُ الرَّجُلِ الذی یَتَکَوَّنُ منهُ الوَلَدُ ج: نُطَفٌ قال الصّاغانِیُّ :و شِعْرُ مَعْقِلٍ حُجَّهٌ عَلَیهِ ،و هو قَوْلُه:

وَ إِنَّهُما لجَوّابا خُرُوقٍ

وَ شَرّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامِی (5)

وَ فی التَّنْزِیل العزیز: أ لَم یَکُ نُطْفَهً مِنْ مَنیٍّ تُمْنَی (6)وَ

16- فی الحَدِیثِ : تَخَیَّرُوا لِنُطَفِکُمْ ».

و النُّطْفَتانِ

14- فی الحَدِیثِ : : «لا یَزالُ الإِسْلامُ یَزِیدُ و أَهْلُه، وَ یَنْقُصُ الشِّرْکُ و أَهْلُه،حَتَّی یَسِیرَ الرّاکِبُ بینَ النُّطْفَتَیْنِ لا یَخْشَی إلاّ جَوْرًا». و هو من الکَثِیرِ:أی بَحْرا (7)المَشْرِقِ وَ المَغْرِبِ فأَمّا بحرُ المَشْرِقِ فیَنْقَطِعُ عند نواحِی البَصْرَهِ ، وَ أَما بَحْرُ المَغْرِبِ فمُنْقَطَعُه عندَ القُلْزُمِ .

أَو المُرادُ به: ماءُ الفُراتِ ،و ماءُ بَحْرِ جُدَّهَ و ما وَالاها، فکأَنّه صَلّی اللّه عَلَیهِ و سَلَّمَ أَرادَ أنَّ الرّجُلَ یَسِیرُ فی أَرضِ العَرَبِ لا یَخافُ فی طریقِه غیرَ الضَّلالِ و الجَوْرِ عن الطَّرِیقِ .

أَو المُرادُ بهما بَحْرُ الرُّومِ و بَحْرُ الصِّینِ لأَنَّ کُلَّ نُطْفَهٍ غیرُ الأَخری،و اللّه أَعلمُ بما أَرادَ،و

14- فی روایهٍ : «لا یَخْشَی جَوْرًا» (8). أی لا یخافُ فی طَرِیقِه أَحداً یَجُورُ عَلَیه و یظلِمُه.

و النَّطَفَه بالتَّحْرِیکِ ،و کهُمَزَهٍ :القُرْطُ ،أو اللُّؤْلُؤَهُ

ص:505


1- (1) تقدمت العباره عنه فی ماده«نصف»بالصاد المهمله.
2- (2) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:«الحصینی».
3- (3) دیوان الهذلیین 143/1.
4- (4) فی التهذیب و اللسان« [2]لنطفه»و سقطت لقطه«عذبه»منهما.
5- (5) البیت فی دیوان الهذلیین فی شعر معقل بن خویلد الهذلی 67/3 بروایه: فإنکما لجوابا.. ..بالنطف الدوامی».
6- (6) سوره القیامه الآیه 37. [3]
7- ((*)) فی القاموس:«بَحْرُ»بدل:«بَحْرا».
8- (7) هذه روایه الهروی فی غریبه:کما فی النهایه.

الصّافِیَهُ اللّوْنِ ، أَو اللَّؤْلُؤَهُ الصَّغِیرَهُ شُبِّهَتْ بقَطْرَهِ الماءِ ج نَطَفٌ (1)مُحَرَّکَهً ،قال الأَعْشَی:

یَسْعَی بِها ذُو زُجاجاتٍ لَهُ نَطَفٌ (2)

مُقَلِّصٌ أَسْفَلَ السِّرْبالِ مُعْتَمِلُ

و تَنَطَّفَت المَرْأَهُ ،أی: تَقَرَّطَتْ و منه قَوْلُ حَسّان رَضِیَ اللّه عنه:

یَسْعَی إِلَیَّ بکَأْسِها مُتَنَطِّفٌ

فَیُعِلُّنِی مِنْها و لَوْ لَم أَنْهَلِ

و وَصِیفَهٌ مُنَطَّفَهٌ ، کمُعَظَّمَهٍ : مُقَرَّطَهٌ بتُومَتَیْ قُرْطٍ ،و کذلِکَ غُلامٌ مُنَطَّفٌ ،قال الرّاجِزُ:

کأَنَّ ذا فَدّامَهٍ مُنَطَّفَا (3)

قَطَّفَ من أَعْنابِهِ ما قَطَّفَا

و نَطِفَ ،کفَرِحَ و عَلَیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، و نُطِفَ أَیْضاً، مثلُ عُنِیَ ، نَطَفاً بالتّحْرِیکِ فیهما، و نَطَافَهً ، ککَرامَهٍ و نُطُوفَهً بالضمِّ : اتُّهِمَ برِیبَهٍ و قِیلَ :عابَ و أَرابَ .

و أَیْضاً تَلَطَّخَ بعَیْبٍ .

و نَطِفَ الشَّیْ ءُ: فَسَدَ.

و نَطِفَ الرَّجُلُ : بَشِمَ من أَکْلٍ و نَحْوِه یَنْطَفُ نَطَفاً فی الکُلِّ .

و نَطِفَ البَعِیرُ نَطَفاً : دَبِرَ فی کاهِلِه أو سَنامِه، أَو أَغَدَّ أی:أَصابَتْهُ الغَدَّهُ فی بَطْنِه،أو أَشْرَفَتْ دَبَرَتُه علی جَوْفِه، فَنَقِبَتْ عن فُؤادِهِ ،و بَعِیرٌ نَطِفٌ ،ککَتِفٍ قال الراجِز:

کَوْسَ الهِبَلِّ النَّطِفِ المَحْجُوزِ

قال ابنُ بَرِّیّ :و مِثْلُه قولُ الآخَرِ:

شُدّا عَلَیَّ سُرَّتِی لا تَنْقَعِفْ

إِذا مَشَیْتُ مِشْیَهَ العَوْدِ النَّطِفْ

و أَنْشَدَه ابنُ دُرَیْدٍ أَیضاً، و هِیَ بهاءٍ قال ابنُ هَرْمَهَ یُخاطِبُ ناقَهً :

أَهْوَنُ شَیْ ءٍ علیَّ أَنْ تَقَعِی

مَقْلُوبَهً عندَ بابِهِ نَطِفَهْ

و نَطَفَ الماءُ و الحُبُّ ،و الکُوزُ کنَصَرَ و ضَرَبَ ، نَطْفاً ، وَ تَنْطافاً بفَتْحِهِما،و نَطَفَانًا محرّکَهً و نِطَافَهً ،بالکسرِ و نِطافاً ، ککِتَابٍ : سالَ و قَطَرَ قَلِیلاً قَلِیلاً،قال:

أَ لَم یَأْتِها أنَّ الدُّمُوعَ نِطافَهٌ

لِعَیْنٍ تُوافی فی المَنامِ حَبِیبُها؟

وَ

16- فی صِفَهِ السیِّدِ المَسِیحِ -علیهِ و عَلَی نَبِیِّنا الصلاهُ وَ السّلامُ : -:« یَنْطُفُ رَأْسُه ماءً». أی:یَقْطُرُ،و

14- فی الحَدِیثِ :

«أنَّ رَجُلاً أَتاهُ فقَالَ َ:یا رَسُولَ اللّه،رأَیْتُ ظُلَّهً تَنْطُفُ سَمْنًا وَ عَسَلاً». أی:تَقْطُر،و منه قولُ بَعْضِ الأَعْرَابِ -و وصفَ لیلهً ذاتَ مَطَرٍ-« تَنْطِفُ آذانُ ضَأْنِها حَتّی الصَّباحِ ».

و نَطَفَ فُلانًا یَنْطِفُهُ نَطْفاً : قَذَفَه بفُجُورٍ،أو لَطَّخَهُ بعَیْبٍ أو سُوءٍ تَلْطِیخاً کنَطَّفَهُ تَنْطِیفاً نَقَلَه ابنُ سِیدَه.

و نَطَفَ الماءَ نَطْفاً : صَبُّهُ .

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : النَّطِفُ ککَتِفٍ :النَّجِسُ ،و هُمْ قَوْمٌ نَطِفُونَ : نَجِسُونَ ،نَضِفُونَ ،و حَرُونَ بمعنًی.

و النَّطِفُ : الرّجُلُ المُرِیبُ المُتَّهَمُ ،و أَنَّه لنَطِفٌ بهذا الأَمْرِ،أی:مُتَّهَمٌ ،قالَه أَبو زَیْدٍ.

و یُقالُ : النَّطِفُ : مَنْ أَشْرَفَتْ شَجَّتُه عَلَی الدِّماغِ نقَلَه الجَوْهرِیُّ ،و هو قَوْلُ الأَصْمَعِیِّ .

و النَّطَفُ بالتَّحْرِیکِ :العَیْبُ کالوَحَزِ،عن الفَرّاءِ.

و یُقال:وَقَعَ فی النَّطَفِ ،أی: الشَّرّ و الفَساد.

و إِشْرافُ الدَّبَرَهِ علی الجَوْفِ ،و هذا قد تقَدّمَ .

و النَّطَفُ : عِلَّهٌ یُکْوَی مِنْها الإِنْسانُ و رَجُلٌ نَطِفٌ :به ذلِکَ الدَّاءُ،و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

و اسْتَمَعُوا قَوْلاً به یُکْوَی النَّطِفْ

یَکادُ مَنْ یُتْلَی عَلَیهِ یَجْتَئِفْ

و یُقال:ما تَنَطَّفَ به،أی:ما تَلَطَّخَ به.

ص:506


1- (1) فی القاموس«نُطَفٌ »و الذی فی التهذیب عن أبی عمر النّطفُ :القُرطه الواحده نَطفه.و قال اللیث:النُّطف اللؤلؤ الواحده نَطفه و هی الصافیه اللون.و قال بعضهم:نُطْفه»و عباره اللسان [1]أوضح:و النَّطَف و النُّطُف: اللؤلؤ الصافی اللون...الواحده...نَطَفهٌ و نُطَفَهٌ ».
2- (2) ضبطت عن اللسان،و [2]فی التهذیب نُطَفٌ ».
3- (3) فی التهذیب و نسبه للعجاج،و الشطران فی دیوانه ص 83.

و تَنَطَّفَ خَبَرًا: إذا تَطَلَّعَهُ .

و تَنَطَّفَ منه:تَقَزَّزَ و تَنَطَّسَ ،یُقال:هُوَ یَتَنَطَّفُ ، وَ یَتَنَظَّفُ .

و النَّطُوفُ ، کصَبُورٍ:ع و فی التّکْمِلَه:هی رَکِیَّهٌ لبَنِی کِلابٍ (1).

قلت:هو قولُ أَبِی زِیادٍ،و أَنْشَدَ:

وَ هَلْ أَشْرَبَنْ ماءَ النَّطُوفِ عَشِیَّهً ؟

وَ قَدْ عُلِّقَتْ فوقَ النَّطُوفِ المَواتِحُ ؟

وَ قالَ أُمَیَّهُ بنُ أَبِی عائِذٍ:

بضَهَاءِ أَظْلَمَ فالنَّطُوفِ فَضَائِفٍ

فالنُّمْر،فالبُرَقاتِ ،فالإِخلاص (2)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَنْطَفَه إِنْطافاً :إذا اتَّهَمَه برِیبَهٍ ،نقله الجَوْهَرِیُّ .

وَ النَّطْفُ :عَقْرُ الجُرْحِ .

وَ نَطَفَ الجُرْحَ و الخُرَاجَ نَطْفاً :عَقَرَه.

وَ جارِیَهٌ مُتَنَطِّفَهٌ ،کمُنَطَّفَهٍ .

قال الأَزْهَرِیُّ :قال ذُو الرُّمَّهِ -فجَعَل الخمرَ نُطْفَهً -:

تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ فی نُطَفِ الخَمْرِ (3)

قال الصّاغانِیُّ :و الرِّوایهُ :«فی نُزَفِ الخَمْرِ»و قد تقَدَّم.

قال:و أَما النّابِغَهُ الجَعْدِیُّ -رضِیَ اللّه عنهُ -فجَعَلَ النّاطِفَ :الخَمْرَ،فی قَوْلِه:

وَ باتَ فَرِیقٌ یَنْضَحُونَ کأَنَّما

سُقُوا ناطِفاً من أَذْرِعاتٍ مُفَلْفَلاَ

و قِیل:أَرادَ شَیْئاً نَطَفَ من الخَمْرِ:أی سالَ ،أی یَنْضَحُونَ الدَّمَ .

وَ لَیلَهٌ نَطُوفٌ :قاطِرَهٌ تُمْطِرُ حتّی الصباح،و هو مَجازٌ.

وَ نَطَفَتْ آذانُ الماشِیَهِ ،و تَنَطَّفَتْ :ابْتَلَّتْ بالماءِ فقَطَرَتْ .

وَ النّاطِفُ :نَوْعٌ من الحَلْواءِ،قال الجَوْهَرِیُّ :هو القُبَّیْطُ ، قال غیره:لأَنَّهُ یَتَنَطَّفُ قَبْلَ اسْتِضْرابِه،أی:یَقْطُر قبْلَ خُثُورَتِه.

وَ نَصْلٌ نَطافٌ ،کسَحابٍ ،و قِیلَ :کشَدّادٍ:لَطِیفُ العَیْرِ، نقَلَه الصّاغانِیُّ .

وَ قال ابنُ عَبّادٍ: المَناطِفُ :المَطالِعُ .

وَ نَطَفَ لی کذا،أی:طَلَعَ علیَّ .

وَ هو نَطَفٌ لهذَا الأَمْرِ،مُحَرَّکَهً ،أی:هو صاحِبُه.

وَ قولُهم:لَوْ کانَ عِنْدَه کَنْزُ النَّطِفِ ما عَدَا»هو ککَتِفٍ ، قال الجَوْهَرِیُّ :هو اسمُ رَجُلٍ من بَنِی یَرْبُوعٍ کان فَقِیرًا، فأَغارَ علی مالٍ بَعَثَ به باذانُ إلی کِسْرَی من الیَمَنِ ، فأَعْطَی منه یَوْماً إِلَی (4)أَنْ غابَت الشمسُ ،فضَرَبَت به العَرَبُ المَثَلَ ،قال ابنُ بَرِّیّ :هَذَا الرَّجُلُ هو النَّطِفُ بنُ الخَیْبَرِیِّ ،أَحدُ بَنِی سَلِیطِ بنِ الحارِثِ بنِ یَرْبُوعٍ ،و کان أصابَ عَیْبَتَیْ جَوْهَرٍ من اللَّطِیمَهِ الَّتِی کانَ باذانُ أَرْسَلَ بها إلی کِسْرَی،فانْتَهَبَها بَنُو حَنْظَلَهَ ،فقُتِلَتْ بها تَمِیمُ یَوْمَ صَفْقَهِ المُشَقَّرِ،و قالَ ابنُ بَرِّی أَیضاً:یُقالُ :إِنّ النَّطِفَ کان فَقِیرًا یَحْمِلُ الماءَ علی ظَهْرِه،فیَنْطِفُ أی:یَقْطُرُ،قال صاحِبُ اللِّسانِ :و رأَیتُ حاشِیَهً بخَطِّ الشیخِ رَضِیِّ الدِّینِ الشّاطِبِیِّ -رحِمَه اللّه تَعالَی-قال:قال ابنُ دُرَیْدٍ فی کِتابِ الاشْتِقاقِ : النَّطِفُ اسْمُه حِطّانُ .

وَ النِّطافُ ،بالکسرِ:العَرَق،کذا فی التَّکْمِلَهِ ،و الذی فی الأَساسِ :و عَلَی جَبِینِه نِطافٌ من العَرَقِ ،فتَأَمَّلْ .

وَ نُوَیْطِفٌ ،مُصَغَّرًا:موضِعٌ دُونَ عَیْنِ صَیْدٍ،من القَصِیمَهِ .

نظف

النَّظافَهُ :النَّقاوَهُ و قَدْ نَظُفَ الشیءُ، ککَرُمَ ،فهو

ص:507


1- (1) و مثلها فی معجم البلدان [1]نقلاً عن أبی زیاد.
2- (2) دیوان الهذلیین 191/2 بروایه: فضهاء أظلم فالنطوف فثادقٍ متن الصفا المتزحلف الدّلاّص وَ روایته فی معجم البلدان«النطوف»: فضهاء أظلم فالنطوف فصائف فالنمر فالبرقات فالأنحاص.
3- (3) دیوانه ص 264 و صدره: یقطع موضوع الحدیث ابتسامها وَ تقدم فی ماده نزف بروایه«موضون الحدیث...فی نزف الخمر».
4- (4) فی الصحاح و [2]اللسان: [3]حتی غابت الشمس.

نَظِیفٌ : حَسُنَ و بَهُوَ،و فی اللِّسانِ و الأَساسِ : النِّظافَهُ :

مصدَرُ التَّنْظِیفِ ،و الفِعْلُ اللاَّزِمُ منه نَظُفَ ،بالضَّمِّ .

و نَظَّفَه تَنْظِیفاً : نَقّاه، فتَنَظَّفَ .

و قال الأَزْهَرِیُّ : النَّظِیفُ ،کأَمِیرِ:الأُشْنانُ و شِبْهُه؛ لنَنْظِیفِه الیَدَ و الثَّوْبَ من غَمَرِ المَرَقِ و اللَّحْمِ ،و وَضَرِ الوَدَکِ ، وَ ما أَشْبَهَهُ .

و قال أَبُو بَکْرِ بنُ الأَنْباریِّ -فی قولِهمْ : هُوَ نَظِیفُ السَّراوِیلِ -مَعْناه:أَنّه عَفِیفُ الفَرْجِ یُکْنَی بالسَّراوِیلِ عن الفَرْجِ ،کما یُقالُ :هُوَ عَفِیفُ المِئْزَرِ و الإِزارِ (1)،قال:

وَ فُلانٌ نَجِسُ السَّراوِیلِ :إذا کانَ غیرَ عَفِیفِ الفَرْجِ ،قال:

وَ هُم یَکْنُونَ بالثِّیابِ عن النَّفْسِ و القَلْبِ ،و بالإِزارِ عن العَفافِ .

قال الجَوْهرِیُّ : و اسْتَنْظَفَ الوَالِی ما عَلَیْهِ من الخَراجِ :

أی اسْتَوْفَی و لا تَقُلْ : نَظَّفَ .

و هو من قَوْلِهم: اسْتَنْظَفَ الشَّیْ ءَ: إذا أَخَذَه کُلَّه، وَ منه

16- الحَدِیثُ : «تَکُونُ فِتْنَهٌ تَسْتَنْظِفُ العَرَبَ ». أی:تَسْتَوْعِبهُم هَلاکاً،و منه قولُهُم: اسْتَنْظَفْتُ ما عِنْدَه،و اسْتَغْنَیْتُ عنه.

قلتُ :و أَمّا الزَّمَخْشَرِیُّ فقَالَ َ:إِنَّ الصَّوابَ فیه الضّادُ المُعْجَمَهُ ،من انْتَضَفَ الفَصِیلُ ما فی الضَّرْعِ ،و الإِبِلُ ما بِالحَوْضِ :إِذَا اشْتَفَّتْهُ (2)،و قد أَشَرْنا إِلیهِ آنِفاً.

و تَنَظَّفَ :تَکَلَّفَ النَّظافَهَ نقله الجَوهَرِیُّ .

قال الأَزْهَرِیُّ : التَّنَظُّفُ عندَ العَربِ :شِبْهُ التَّنَطُّسِ وَ التَّقَزُّزِ،و طَلَبُ النَّظافَهِ من رائِحَهِ غَمَرٍ،أو نَفْیِ زُهُومَهٍ و ما أَشْبَهَا،و کذلِکَ غَسْلُ الدَّرَنِ و الوَسَخ و الدَّنَسِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

16- فی الحَدیثِ -أَخْرَجَه التِّرْمِذِیُّ و غیرُه-: «إنَّ اللّه تَبارَکَ وَ تَعالَی نَظِیفٌ یُحِبُّ النَّظافَهَ ». قال شیخُنَا:تَکَلَّمَ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ ،و ابنُ العَرَبِیِّ فی العارِضَهِ ،و غیرُ واحدٍ،و أَغْفَلَهالمُصَنِّفُّ ؛لأَنَّ الشیخَ مُحْیِی الدِّینِ لم یَتَعَرَّضْ له،بخِلافِ الدَّهْرِ من أَسْماءِ اللّه تعالَی.

قلت:و قالَ ابنُ الأَثیر: نَظافَهُ اللّه:کِنایَهٌ عَنْ تَنَزُّهِه عن (3)سِماتِ الحَدَثِ ،و تَعالِیهِ فی ذاتِه عن کُلِّ نَقْصٍ .

و حُبُّه للنَّظافَهِ من غیرِه:کِنایَهٌ عن خُلُوصِ العَقِیدَهِ ،و نَفْیِ الشِّرْکِ ،و مُجانَبَهِ الأَهْواءِ،ثُمَّ نَظافَهِ القَلْبِ عن الغِلِّ و الحِقْدِ وَ الحَسَدِ و أَمْثالِها،ثم نَظافَهِ المَطْعَمِ و المَلْبَسِ عن الحَرامِ وَ الشُّبَهِ ،ثم نَظافَهِ الظّاهِرِ بمُلابَسَهِ العِباداتِ ،و منه

16- الحَدِیثُ :

« نَظِّفُوا أَفْواهَکُم فإِنَّها طُرُقُ القُرْآنِ ». أی:صُونُوها عن اللَّغْوِ وَ الفُحْشِ و الغِیبَهِ و النَّمِیمَهِ و الکَذِبِ و أَمْثالِها،و عن أَکْلِ الحَرامِ و القَاذُورات،و فیه الحَثُّ علی تَطْهِیرِها من النَّجاساتِ ،و السِّواکِ (4)انْتَهَی.

وَ المِنْظَفَهُ »بالکَسْرِ:سُمَّهَهٌ تُتَّخَذُ من الخُوصِ .

وَ نَظَفَ الفَصِیلُ ما فی ضَرْع أُمِّه،و انْتَظَفَهُ :شَربَ جمیعَ ما فیهِ ،لغهٌ فی الضّادِ،و انْتَظَفْتُه أَنا کذلِکَ .

وَ رَجُلٌ نَظِیفُ الأَخْلاقِ :مُهَذَّبٌ ،و هو مَجازٌ.

وَ هو یَتَنَظَّفُ ،أی:یَتَنَزَّهُ من المَساوئ،و هو مَجازٌ أَیضاً.

وَ رَشَأُ (5)بنُ نَظِیفٍ :مُحَدِّثٌ .

نعف

النَّعْفُ بالفَتْحِ : ما انْحَدَرَ مِنْ حُزُونَهِ الجَبَلِ ، وَ ارْتَفَعَ عن مُنْحَدَرِ الوادِی فَما بَیْنَهُما نَعْفٌ ،و سَرْوٌ و خیْفٌ ، وَ لیسَ النَّعْفُ بالغَلِیظِ ،و قِیلَ : النَّعْفُ من الأَرْضِ :المَکانُ المُرْتَفِعُ فی اعْتِراضٍ ،و قِیلَ :هو ما انْحَدَرَ عن السَّفْحِ ، وَ غَلُظَ ،و کانَ فیه صُعُودٌ و هُبوطٌ ،و قِیلَ :هو ناحِیَهٌ من الجَبَلِ ،أو مِنْ رَأْسِه،و قیلَ :ما انْحَدَرَ عن غِلَظِ الجَبَلِ ، وَ ارْتَفَعَ عن مَجْرَی السَّیْلِ .

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : النَّعْفُ من الرَّمْلَهِ :مُقَدَّمُها،و ما اسْتَرَقَّ مِنْها قال ذُو الرُّمَّهِ :

إِلَی ابنِ العامِریِّ إلی بِلالِ

قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلَهَ العِدالاَ

ص:508


1- (1) شاهده قول متمم بن نویره یرثی أخاه: لا یمسک الفحشاء تحت ثیابه حلو شمائله عفیفُ المئزر فی أبیات،انظر الکامل للمبرد 1446/3.
2- (2) عن الأساس و بالأصل«استشفته».
3- (3) النهایه:«من».
4- (4) فی اللسان«و [1]السؤال»و فی الدر النثیر للسیوطی:و طهروها بالماء و السواک.
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«رشا».

یُریدُ ما اسْتَرَقَّ من رَمْلِه ج: نِعافٌ کحِبالٍ جَمْعُ حَبْلٍ ، قال المُتَنَخِّلُ :

عَرَفْتُ بأَجْدُثٍ فنِعافِ عِرْقٍ

عَلاماتٍ کتَحْبیرِ النِّماطِ (1)

و أَنْعَفَ :جَلَسَ عَلَیْها عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : نِعافٌ نُعَّفٌ ،کرُکَّعٍ :تَأْکِیدٌ کما یُقالُ :قِفافٌ قُفَّفٌ ،و بطاحٌ بُطَّحٌ ،و أَعْوامٌ عُوَّمٌ ،قال العَجّاجُ :

و کانَ رَقْراقُ السَّرابُ فَوْلَفا

لِلْبِیدِ و اعْرَوْرَی النِّعافَ النُّعَّفَا

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : النَّعْفَهُ :سَیْرُ النَّعْلِ الضّارِبُ ظَهْرِ القَدَمِ من قِبَلِ وَحْشِیِّها.

و النَّعَفَهُ بالتَّحْرِیکِ :العُقْدَهُ الفاسِدَهُ فی اللَّحْمِ .

و فی الصِّحاح: النَّعَفَهُ : الجِلْدَهُ التی تُعَلَّقُ بآخِرَهِ الرَّحْلِ حکاهُ أَبو عُبَیْدٍ (2)،و هی العَذَبَهُ ،و الذُّؤابَهُ أَیضا، وَ منه

17- حَدیثُ عَطاءٍ: «رأَیْتُ الأَسْوَدَ بنَ یَزیدَ قد تَلَفَّفَ فی قَطِیفَهٍ ،ثُمَّ عَقَدَ هُدْبَهَ القَطِیفَهِ بنَعَفَهِ الرَّحْلِ ،و هُو مُحْرِمٌ ».

أَو هی: فَضْلَهٌ من غِشاءِ الرَّحْلِ تُسَیَّرُ أَطْرافُها سُیُورًا، فهِیَ تَخْفِقُ علی آخِرَهِ الرَّحْلِ قالَهُ أَبو سَعِیدٍ السُّکَّریُّ ،و منه قولُ ابن هَرْمَهَ :

ما ذَبَّبَتْ ناقَهٌ براکِبِها

یَوْماً فُضُولَ الأَنْساعِ و النَّعَفَهْ

و قال ابنُ عَبّادٍ: النَّعَفَهُ : رَعْثَهُ الدِّیکِ و نقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ أَیضاً.

و أُذُنٌ ناعِفَهٌ ،و نَعُوفٌ نقَلَهُما ابنُ عبّاد و مُنْتَعِفَهٌ :مُسْتَرْخِیَهٌ نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و فی النَّوادِرِ: أَخَذَ ناعِفَهَ القُنَّهِ و راعِفَتَها،و طارِفَتَها (3)، وَ قائِدَتَها کلُّ ذلِکَ : مُنْقادها (4). و قال ابنُ عبّادٍ: مَناعِفُ الجَبَلِ ما عَرضَ من أَعَالِیه، وَ هی شَمارِیخُه.

و قال اللِّحْیانِیُّ :یُقال: ضعِیفٌ نَعِیفٌ ،إِتْباعٌ له.

و المُناعَفَهُ :المُعارَضَهُ من الرَّجُلَیْنِ فی طَرِیقَیْنِ ،یُرِیدُ أَحَدُهما سَبْقَ الآخَرِ.

و فی الصِّحاحِ : ناعَفْتُ الطَّرِیقَ :عارَضْتُه و قال غیرُه: الانْتِعافُ :وُضوحُ الشّخْصِ و ظُهُورُه، یُقال:من أَیْنَ انْتَعَفَ الرّاکِبُ ؟أی:من أَینَ ظَهَرَ و وَضَحَ .

و انْتَعَفَ فُلانٌ :ارْتَقَی نَعْفاً قالهُ اللّیْثُ ؟.

و انْتَعَفَ الشَّیْ ءَ:تَرَکَه إلی غَیْرِه کما فی الصِّحاحِ .

و المُنْتَعَفُ ،للمَفْعُولِ :الحَدُّ بینَ الحَزْنِ و السَّهْلِ قال البَعِیثُ :

وَ عِیسٍ کقَلْقالِ القِداحِ زَجَرْتُها

بمُنْتَعَفٍ بینَ الأَجارِدِ و السَّهْلِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

نِعافُ عِرْقٍ ،بالکسرِ:موضِعٌ فی طَرِیقِ الحاجِّ ،و به فُسِّرَ قولُ المُتَنَخِّلِ السابقُ .

وَ نَعْفُ سُوَیْقَهَ :موضِعٌ آخَر،جاءَ فی قَوْلِ الأَحْوَصِ (5).

وَ نَعْفُ مَیاسِرَ:ما بَیْنَ الدُّودَاءِ و بینَ المَدِینَهِ ،قال ابنُ السِّکِّیتِ :هو حَدُّ الخَلائِق،و الخَلائِقُ :آبارٌ.

وَ نَعْفُ وَداع:قُرْبَ نَعْمانَ فی قولِ ابنِ مُقْبِلٍ (6).

نغف

النَّغَفُ ،مُحَرَّکَهً :دُودٌ یَکُونُ فی کما فی الصِّحاحِ ،و فی المُحْکَمِ :«یَسْقُطُ من» أُنُوفِ الإِبِلِ وَ الغَنَمِ ،الواحِدَهُ نَغَفَهٌ قالَه الأَصْمَعِیُّ ، أَوْ دُودٌ أَبْیَضُ یَکُونُ فی النَّوَی المُنْقَعِ و ما سِوَی ذلِک من الدُّودِ فلیس بنَغَفٍ ، قاله أَبو عُبَیْدَهَ أَو دُودٌ طِوالٌ سُودٌ و غُبْرٌ و خُضْرٌ تَقْطَعُ الحَرْثَ

ص:509


1- (1) دیوان الهذلیین 18/2 قال أبو سعید:أجدث و نعاف عرق هی مواضع.
2- (2) فی التهذیب حکاه أبو عبید عن الأصمعی.
3- (3) بعدها فی التهذیب:و رُعَافها.
4- (4) فی القاموس:«سَلَکَ مُنْقادَها»و قد نبه إلی ذلک بهامش المطبوعه المصریه. وَ الأصل کالتهذیب و اللسان. [1]
5- (5) ورد فی معجم البلدان« [2]نعق سویقه» وَ ما ترکت أیام نعف سویقه لقلبک من سلماک صبرًا و لا عزما.
6- (6) ذکره یاقوت: فنعف وداعٍ فالصفاح فمکه فلیس بها إلا دماء و محربُ .

فی بُطونِ الأَرْضِ ،و قِیلَ :هی دُودٌ عُقْفٌ و قیل:غُضْفٌ تَنْسَلِخُ عن الخَنافِسِ و نَحْوِها و قِیلَ :هی دُودٌ بِیضٌ یکونُ فیها ماءٌ،و بکُلِّ ذلکَ فُسِّرَ

16- حَدِیثُ یَأْجُوجَ و مَأْجُوجَ : «یُسَلِّطُ اللّه علیهِم النَّغَفَ ،فیَأْخُذُ فی رِقابِهِمْ ،فیُصْبِحُونَ فَرْسَی» (1).

أی:مَوْتَی.

و النَّغَفُ : ما تُخْرِجُه من أَنْفِکَ مِنْ مُخاطٍ یابِسٍ و نَحْوِه فإِذا کانَ رَطْباً فهُوَ ذَنِینٌ و مِنْهُ قالُوا للمُسْتَحْقَرِ:یا نَغَفَهُ ، مُحَرَّکَهً یَسْتَقْذِرُونَه،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و فی النِّهایَهِ (2):العَرَبُ تَقُولُ لکُلِّ ذَلِیلٍ حَقِیرٍ:ما هُوَ إِلا نَغَفَهٌ ،یُشَبَّهُ بهذه الدُّودَهِ .

و قال اللَّیْثُ : لکُلِّ رَأْسٍ فی عَظْمَیْ وَجْنَتَیْهِ نَغَفَتانِ ، مُحَرَّکَهً :أی عَظْمانِ ،و مِنْ تَحَرُّکِهِما یَکُونُ العُطاسُ قال الأزْهَرِیُّ :و المَسْمُوعُ من العَرَبِ فیهِما«النَّکَفَتانِ »بالکافِ ، وَ هما حَدُّ (3)اللَّحْیَیْنِ من تَحْتُ ،قال:و أَمّا بالغَیْنِ فلم أَسْمَعْه لغَیْرِ اللَّیْثِ .

و قال اللَّیْثُ : نَغِفَ البَعِیرُ،کفَرِحَ : إذا کَثُرَ نَغَفُه و هی الدُّودُ.

نفف

نَفَّ الأَرْضَ یَنُفُّها نَفًّا : بَذَرَها عن ابنِ عَبّادٍ.

و رَوَی الأَزْهَرِیُّ عن المُؤَرِّجِ : نَفَفْتُ السَّوِیقَ ،کسَفَفْتُ زِنَهً و مَعْنًی،و هو النَّفِیفُ و السَّفِیفُ لسَفِیفِ السَّوِیقِ ،و أَنْشَدَ -لرَجُل من أَزْدِ شَنُوءَه-:

وَ کانَ نَصِیرِی مَعْشَرًا فطَحَا بِهِمْ

نَفِیفُ السَّوِیقِ و البُطُونُ النَّواتِقُ

و قال ابنُ عَبّادٍ: النَّفِّیُّ أی بتشدِیدِ الفاءِ: اسمُ ما یُغَرْبَلُ علیهِ السَّوِیقُ ،ج: نَفافیُّ .

و قال النَّضْرُ: النَّفِّیَّهُ :سُفْرَهٌ تُتَّخَذُ من خُوصٍ مُدَوَّرَهٌ ، وَ سَیَأْتِی فی المُعْتَلِّ عن الزَّمَخْشرِی عن النَّضْرِ ما یخالِفُ هذا الضَّبْط ،و قال أَبو تُرابٍ :هی النَّفِّیَّهُ و النَّبِّیَّهُ ،و وقع للمُصَنِّفِ فی المُسَوَّدَهِ «و بهاءٍ:السُّفْرَهُ ».قلتُ :و هو الصَّوابُ ،و سَیَأْتِی له فی«نبی»ضَبْطُه کغَنِیَّهٍ ،و هو خَطَأٌ و یُقالُ لها أَیضاً: نُفْیَهٌ بالضمِّ و الجَمْع نُفیً ،کنُهْیَهٍ و نُهًی قاله أَبو عَمْرٍو و ضَبَطَه و مَحَلُّها المُعْتَلُّ و سیأْتی إِن شاءَ اللّه تعالَی،و ذُکِر هُناک أَنها بالفتحِ ،و کَغَنِیَّهٍ ،فتأَمَّلْ ذلِکَ .

نفنف

النَّفْنَفُ هکذا فی سائِرِ الأُصُولِ إِفرادُه فی ترکیبٍ مُسْتَقِلٍّ ،و وَحَّدَهُما الصّاغانِیُّ ،فذَکَرَه فی نَفف (4)، قال الجوهَرِیُّ :هو الهَواءُ زادَ غیرُه:بین الشَّیْئَیْنِ و کُلُّ مَهْوًی بینَ جَبَلَیْنِ نَفْنَفٌ ،و هو قولُ الأَصْمَعِیِّ ،قال الفَرَزْدَقُ :

عَلَی سَوْرهٍ حَتّی کأَنَّ عَزِیزَها

تَرمَی بِهِ مِنْ بَیْنِ نِیقَیْنِ نَفْنَفُ (5)

وَ قال العَجّاجُ :

تَرْمِی المُرَدَّی نَفْنَفاً فنَفْنَفَا

کالنَّفْنافِ قال ابنُ شُمَیْلٍ :

و صُقْعُ الجَبَلِ الَّذِی کأَنّه جِدارٌ مَبْنِیٌّ مُسْتَوٍ: نَفْنَفٌ .

قال: و مِنْ شَفَهِ الرَّکِیَّهِ إِلَی قَعْرِها نَفْنَفٌ ،و قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ : النَّفْنَفُ :أَعْلَی البِئْرِ إلی الأَسْفَلِ .

قال ابنُ شُمَیْلٍ : و النَّفْنَفُ أیضاً: أَسْنادُ الجَبَلِ التی تَعْلُوهُ مِنْها و تَهْبِطُ مِنْها فتلکَ نفَانِفُ ،و لا تنْبِتُ النفانِفُ شَیْئاً؛لأَنَّها خَشِنَهٌ غَلِیظَهٌ بعیدَهٌ من الأَرْضِ .

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : النَّفْنَفُ : ما بَیْنَ أَعْلَی الحائِطِ إلی أَسْفَلَ ،و بَیْنَ السّماءِ و الأَرْضِ .

وَ قالَ غیرهُ :کُلُّ شَیْ ءٍ بَیْنَه و بَیْنَ الأَرْضِ مَهْوًی فَهُوَ نَفْنَفٌ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

تَرَی قُرْطَها مِنْ حُرَّهِ اللِّیتِ مُشْرِفاً

عَلَی هَلَکٍ فی نَفْنَفٍ یَتَطَوَّحُ (6)

أَرادَ أَنَّها طَوِیلَهُ العُنُقِ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعرابِیِّ له أَیْضاً:

وَ ظَلَّ للأَعْیَسِ المُزْجِی نَواهِضَهُ

فی نَفْنَفِ اللُّوحِ تَصْوِیبٌ و تَصْعِیدُ

ص:510


1- (1) انظر نصه فی النهایه و اللسان [1]بروایتین مختلفتین.
2- (2) لم یرد فی النهایه،و هی عباره التهذیب.
3- (3) فی التهذیب:حدّا اللجین.
4- (4) و الأَزهری أیضا ذکره فی ترکیب«نفّ ».
5- (5) روایه صدره بالأصل: علی ثوره حتی کأن عریزها وَ المثبت عن الدیوان 31/2 و فسر مصححه النفنف أنه ما بین أعلی الجبل إلی أسفله.
6- (6) دیوانه بروایه:فی واضح اللیت.

و نَفْنَفٌ : ع قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و أَنْشَدَ-لجَمِیلٍ -:

عَفَا بَرَدٌ مِنْ أُمِّ عَمْرٍو فَنَفْنَفُ (1)

وَ فی المُعْجَمِ أَنَّه جَبَلٌ قُرْبَ المَدِینهِ علی بَرِیدٍ منها،أَو نَحْوِه.

و قال اللَّیْثُ : النَّفْنَفُ : المَفازَهُ و أَنْشَدَ:

إِذا عَلَوْنَا نَفْنَفا فنَفْنَفَا

و نَفْنَفٌ :غُلامُ دِعْبِلِ بنِ عَلِیٍّ الخُزاعِیِّ الشّاعِرِ المَشْهور، و کانَ مُغَنِّیاً لَه ذِکْرٌ،نَقَلَه الحافِظُ .

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : نَفانِفُ الدَّارِ و الکَبِدِ:نَواحِیهِما.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

النَّفْنافُ :البَعِیدُ،عن کُراعٍ .

وَ النُّفْنُوفُ :مَهْوًی بینَ الجَبَلَیْنِ ،عامِّیَّه.

نقف

النَّقْفُ :کَسْرُ الهامَهِ عن الدِّماغِ و نَحْوُ ذلِکَ ، کما یَنْقُفُ الظَّلِیمُ الحَنْظَلَ عن حَبه،قاله اللَّیْثُ .

أَو ضَرْبُها أَشَدَّ ضَرْبٍ و فی اللِّسانِ أَیْسَرَ الضَّرْبِ (2)،أَو هو کَسْرُ الرَّأْسِ عَلَی الدِّماغِ .

أَو ضَرْبُک إِیّاه برُمْحٍ ،أو عَصاً.

وَ قد نَقَفَ رَأْسَه یَنْقُفُه نَقْفاً :ضَرَبَه حَتّی خَرَجَ دِماغُه.

و النَّقْفُ : ثَقْبُ البَیْضَهِ هکَذا فی النُّسَخِ بالثّاءِ المُثَلَّثَه، وَ الصَّوابُ :«نَقْبُ البَیْضَه»بالنُّون (3)،و نَقَفَ الفَرْخُ البَیْضَهَ :

نَقَبَها و خَرَجَ منها.

و النَّقْفُ : شَقُّ الحَنْظَلِ عن الهَبِیدِ نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ ، وَ أَنشَدَ لامْرِئِ القَیْسِ :

کأَنِّی غَدَاهَ البَیْنِ حِینَ تَحَمَّلُوا

لَدَی سَمُراتِ الحَیِّ ناقِفُ حَنْظَلِ

وَ قالَ القُتَیْبِیُّ :جانِی الحَنْظَلَهِ یَنْقُفُها بظُفرِه،فإِنْ صَوَّتَتْ علِمَ أَنّها مُدْرِکَهٌ ،فاجْتَناها،و إِنْ لَم تُصَوِّتْ ،علِمَ أَنّها لمتُدْرِکْ بعدُ،فَتَرکَها،و الظَّلِیمُ یَنْقُفُ الحَنْظَلَ ،فیَسْتَخْرِجُ هَبِیدَه کالإِنْقافِ ، وَ هذِه عن ابنِ عَبّادٍ و الانْتِقافِ .

و هُو أی:الحَنْظَلُ نَقِیفٌ ،و مَنْقُوفٌ قال الرّاجِزُ:

لکِنْ غَذَاهَا حَنظَلٌ نَقِیفُ (4)

و النِّقْفُ بالکَسْرِ:الفَرْخُ حِینَ یَخْرُجُ من البَیْضَهِ ، وَ یُفْتَحُ ،و حِینَئذٍ یکونُ تَسْمِیَهً بالمَصْدَرِ.

و النُّقْفُ ، بالضمِّ :جَمْعُ النَّقِیفِ من الجُذُوع و هو المَأْرُوضُ ،کما سَیَأْتِی.

و قال اللَّیْثُ : رَجُلٌ نَقّافٌ کشَدّادٍ و کِتابٍ :ذُو تَدْبِیرٍ للأَمْرِ، و نَظَرٍ فی الأَشْیاءِ،کأَنَّه یَنْقُفُ عنها،أی:یَبْحَثُ ، وَ هو مجازٌ.

و رَجُلٌ نَقَّافٌ ، کشَدّادٍ:سائِلٌ مُبْرِمٌ و هو مَجازٌ،قال ابنُ عبّادٍ:هو مَأْخُوذٌ ممن نَقَفْتُ ما فی القارُورَهِ :إذا اسْتَخْرَجْتَ ما فِیها،و الفِعْلُ منه نَقَفَه فهو ناقِفٌ :إذَا سَأَلَه أَو حَرِیصٌ علی السُّؤالِ ،و هی بهاءٍ قاله العُزَیْزِیّ ،و خَصَّ بعضُهم به سائِلَ الإِبِلِ و الشّاءِ،و أَنْشَدَ:

إذا جاءَ نَقّافٌ یَسُوقُ عِیالَه

طَوِیلُ العَصَا نَکَّبْتُهُ عَنْ عیالِیَا (5)

أَو النَّقّافُ : لِصُّ یَنْتَقِفُ ما یَقْدِر عَلَیه نَقَله العُزَیْزِیّ .

و المِنْقافُ ، کمِصْباحٍ :مِنْقارُ الطّائِرِ فی بعضِ اللُّغاتِ ،نقله الجَوْهَرِیُّ .

و المِنْقافُ : نَوْعٌ من الوَزَغِ هکَذا فی سائِر النّسَخ، وَ الصوابُ :«من الوَدَعِ »کما هو نَصُّ الصِّحاحِ و العُبابِ وَ اللِّسانِ .

أَو عَظْمُ دُوَیْبَهٍ بَحْرِیَّهٍ فی وَسَطِه مَشَقٌّ یُصْقَلُ بِهِ الوَرَقُ وَ الثِّیابُ و نَصُّ العَیْنِ :تُصْقَلُ به الصُّحُفُ .

و نَحَتَ النَّجّارُ (6)العُودَ،و تَرَکَ فیهِ مَنْقَفاً ،کمَقْعَدٍ:إذا لَم یُنْعِمْ نَحْتَه و لم یُسَوِّهِ ،و بَقَّی شَیْئاً فیه یَحْتاجُ إلی التَّسْویَهِ ،قال الرّاجِزُ:

ص:511


1- (1) عجزه فی دیوانه: فأدمان منها فالصرائم مألفُ وَ الذی ورد فیه«فلفلفُ »و صدره فی معجم البلدان« [1]نفنفٍ ».
2- (2) بالأصل«أیسر ضرب»و المثبت عن اللسان. [2]
3- (3) کما فی اللسان و التهذیب.
4- (4) فی النهایه و [3]اللسان:و [4]فی رجز کعب و ابن الأکوع،و ذکرا الرجز.
5- (5) اللسان بروایه: «یعدّ عیاله...عن شیاهها».
6- (6) فی التهذیب و اللسان:النحات.

کِلْنا عَلَیْهِنَّ بمُدٍّ أَجْوَفَا

لم یَدَعِ النَّقّافُ فِیهِ مَنْقَفَا

إِلاّ انْتَقَی مِنْ حَوْفهِ (1)و لَجَّفَا

یریدُ أَنَّهُ أَنْعَمَ نَحْتَه.

و جِذْعٌ نَقِیفٌ ،و مَنْقُوفٌ : إذا نُقِبَ ،أی: أَکَلَتْه الأَرضَهُ نقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،و هو مجازُ.

و قال ابنُ فارِسٍ : المَنْقُوفُ :الرَّجُلُ الدَّقِیقُ القَلِیلُ اللَّحْمِ ،أَو هو الضّامِرُ الوَجْهِ نَقَله العُزَیْزِیُّ ،و هو مجازٌ، أَو المُصْفَرُّهُ نقَلَه ابنُ عَبّادٍ،قال:و إذا أَصْبَحَ الرَّجُلُ مُصْفَرَّ الوَجْهِ ،قِیلَ :أَصْبَحَ مَنْقُوفاً .

و قال ابنُ فارِسٍ : المَنْقُوفُ : الجَمَلُ الخَفِیفُ الأَخْدَعَیْنِ ، وَ فی الصِّحاحِ :و المَنْقُوفُ :الرَّجُلُ الخَفِیفُ الأَخْدَعَیْنِ ،القَلِیلُ اللَّحْمِ .

و المَنْقُوفُ : الضَّعِیفُ و فی المُحِیطِ :ناقَهٌ مَنْقُوفَهٌ :

ضَعِیفَهُ الأَخْدَعَیْنِ ،رقِیقَتُهُما.

و عَیْنانِ مَنْقُوفَتانِ ، أی: مُحْمَرَّتانِ عن ابنِ عَبّادٍ.

و نَقَفَ الشَّرابَ :صَفّاهُ أو مَزَجَه و بِکِلَیْهِما فُسِّرَ قولُ لَبِیدٍ رضِی اللّه عَنْه:

لَذِیذاً و مَنْقُوفاً بصافی مَخِیلَهٍ

من النّاصِعِ المَخْتُومِ مِن خَمْرِ بابِلاَ (2)

و النَّقفَهُ مُحرَّکَهً -فی رَأْسِ الجَبَلِ -:وُهَیْدَهٌ ، صَغِیرَهٌ عن ابنِ عَبّادٍ،و هی کالنّجَفَهِ ،أو هی الأَکَمَهُ .

و الْأُنْقُوفَهُ ،بالضّمِّ :ما تَنْزِعُهُ المَرْأَهُ مِنْ مِغْزَلِها إذا کَمَّلَتْ وَ بَلَغت المِقْدارَ.نَقَلَهُ العُزَیزِیّ .

و قال أَبو عَمْرٍو:یُقالُ للرَّجُلَیْنِ : جَاءَا (3)فی نِقافٍ واحِدٍ،بالکَسْرِ:أیْ فی نِقابٍ واحِدٍ،و مِکانٍ واحِدٍ،و قال ابو سَعِیدٍ:إذا جاءَا مُتَساوِیَیْنِ ؛لا یَتَقَدَّمُ أَحَدُهُما الآخرَ، وَ أَصْلُه الفَرْخانِ یَخْرُجانِ من بَیْضَهٍ واحِدَهٍ . و یُقالُ : أَنْقَفْتُکَ المُخَّ أی: أَعْطَیْتُکَ العَظْمَ تَسْتَخْرِجُ مُخَّهُ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و أَنْقَفَ الجَرادُ الوادِیَ : إذا (4)أَکْثَرَ بَیْضَه فیهِ و منه قَوْلُهم:لا تَکُونُوا کالجَرادِ رَعَی وادِیاً،و أَنْقَفَ وادِیاً،نَقَلَه الجَوهَرِیُّ .

و رَجُلٌ مُنْقَفُ العِظامِ ،کمُکْرَمٍ : أی بادِیها عن ابنِ عَبّادٍ.

و قال اللَّیْثُ : المُنَاقَفَهُ ،و النِّقافُ : هی المُضارَبَهُ بالسُّیُوفِ عَلَی الرُّؤُوس و منه قولُ امْرِیءِ القَیْسِ حینَ أُخْبِرَ -و هو یَشْرَبُ -بقَتْلِ أَبِیه:«الیَوْمُ یَوْمُ قِحاف،و غَداً یَوْمُ نِقاف »و من رَواه«و غَداً ثِقاف»فقد صَحّفَ ،و

16- فی حَدِیثِ عبدِ اللّه بنِ عُمَرَ: «و اعْدُد اثْنَیْ عَشَرَ من بَنِی کَعْبِ بنِ لُؤَیٍّ ، ثم یَکُونُ النَّقْفُ و النِّقَافُ ». أی:القَتْلُ و القِتالُ ،أی:تَهِیجُ الفِتَنُ و الحُروبُ بَعْدَهم،و

16- فی حَدِیثِ مُسْلِمِ بنِ عُقْبَهَ المُرِّیِّ : «لا یَکُونُ إلاّ الوِقافُ ثُمَّ النِّقَافُ ،ثم الانْصِرافُ ».

أی:المُواقَفَهُ فی الحَرْبِ ،ثم المُناجَزَهُ بالسُّیوفِ ،ثم الانْصِرافُ عنها.

و انْتَقَفَه انْتِقافاً : اسْتَخْرَجَه نَقَلَهُ الجَوهَرِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

نَقَفَ الرُّمّانَهَ :إذا قَشَرَها لیَسْتَخْرِجَ حَبَّها.

وَ النَّقّافُ :السائِلُ القانِعُ .

وَ النَّقّافُ :النَّحّاتُ .

وَ یَقُولُون:یا ابْنَ المَنْقُوفَهِ ،یُعَرِّضُونَ به.

نکف

نَکِفَ عنه،کفَرِحَ و نَصَرَ الأُولَی عن ابنِ دُرَیْدٍ، وَ الثانِیَهُ عن الفَرّاءِ،و نقَلَهُما الجَوْهرِیُّ : أَنِفَ مِنْهُ و امْتَنَعَ ، وَ هو ناکِفٌ .

و نَکِفَ مِنْهُ ،کفَرِحَ نَکَفاً : تَبَرَّأَ هو نحوُ الأَول.

و نَکِفَتْ الیَدُ نَکَفاً : أَصابَها وَجَعٌ .

قال ابنُ دُرَیْدٍ: و یَنْکَفُ کیَمْنَعُ :ع.

قال: و یَنْکَفُ : مَلِکٌ لحِمْیَرَ و قالَ ابنُ الکَلْبِیِّ -فی نَسَبِ حِمْیَرَ-:فمِنْ ذِی أَصْبَحَ :أَبْرَهَهُ بنُ الصَّبّاحِ بنِ

ص:512


1- (1) عن التهذیب و اللسان و [1]بالأصل و التکمله«جوفه»و الحوف:الحرف وَ الناحیه.
2- (2) دیوانه ط بیروت ص 118 و فی التهذیب:«من الناصع المحمود»و المنقوف کما فسرها مصحح الدیوان:الذی قشر و استخرج ما فیه من الحب.
3- (3) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:«جاؤا».
4- (4) لفظه«إذا»وردت بالأصل علی أنها من القاموس،و لیست فیه.

لَهِیعَهَ بنِ شَیْبَه الحَمْدِ بنِ مَرْثَدِ الخَیْرِ بنِ یَنْکَفَ بنِ یَنِف بنِ مَعْدِیکَرِبَ بنِ مَضْحی ،و هُوَ عبدُ اللّه بنُ عَمرِو بنِ ذِی أَصْبَحَ .

و ذاتُ نَکِیفٍ ،کأَمِیرٍ:ع،بناحِیَهِ یَلَمْلَمَ .

و یَوْمُ نَکِیفٍ :م معروفٌ ، کانَ بِهِ وَقْعَهٌ بینَ قُرَیْشٍ و بَنِی کِنانَهَ ، فهَزَمَتْ قُرَیْشٌ بَنِی کِنانَهَ و عَلَی قُرَیْشٍ عَبْدُ المُطَّلِبِ ، قال ابنُ شُعْله (1)الفِهْرِیُّ :

فلِلهِ عَیْنَا مَنْ رَأَی مِنْ عِصابَهٍ

غَوَتْ غَیَّ بَکْرٍ یومَ ذاتِ نَکِیفِ

أَناخُوا إلی أَبْیاتِنَا و نِسائِنَا

فکانُوا لَنَا ضَیْفاً لشَرِّ مُضِیفِ

و نَکَفْتُ الغَیْثَ ،و انْتَکَفْتُه ، أی: أَقْطَعْتُه،أی:انْقَطَع عَنِّی کما فی الصِّحاحِ ،قال ابنُ بَرِّی:قولُ الجَوْهرِیِّ :أی أُقْطَعْتُه،قال:کذا فی إِصْلاحِ المَنْطِق،و قالَ :یُقالُ :

أَقْطَعْتُ الشَّیْ ءَ:إذا انْقَطَعَ عَنْکَ و یُقال:هذا غَیْثٌ لا یُنْکَفُ و هَذا غَیْثٌ ما نَکَفْناهُ ،أی:ما قَطَعْناه،قال ابنُ سِیدَه:و کذلِکَ حَکَاه ثَعْلبٌ «قَطَعْناه»بغیرِ أَلِفٍ ،و قد نَکَفْناهُ نَکْفاً و رَأَیْنا غَیْثاً ما نَکَفَهُ أَحَدٌ،سارَ یَوْماً،و لا یَوْمَیْن، أی:ما أَقْطَعَه کذا فی الصِّحاحِ و العُبابِ .

و قَوْلُهم: غَیْثٌ لا یُنْکَفُ ،بالضّمِّ : أی لا یَنْقَطِعُ و لا یَنْکُفُه أَحَدٌ،أی:لا یَعْلَمُ أَحدٌ أَینَ أَقصاهُ .

و فلانٌ بَحْرٌ لا یُنْکَفُ ،أی:لا یُنْزَحُ ،نَقَلَه الجَوْهرِیُّ .

أَو جاءَنا جَیْشٌ لا یُنْکَفُ و لا یُکَتُّ ،أی: لا یُبْلَغُ آخِرُه وَ قِیلَ :لا یَنْقَطِعُ آخِرُه،کأَنَّهُ من نَکَفَ الدّمْعُ و قِیل: لا یَنْقَطِعُ (2)، و قِیلَ : لا یُحْصَی و بکُلِّ ذلِکَ فُسِّرَ حدِیثُ حُنَیْنٍ (3).

و نَکَفَ الدَّمْعَ نَکْفاً : نَحّاهُ عن خَدِّه بإِصْبَعِه قال:

فبَانُوا فَلَوْلاَ ما تَذکَّرُ منهُمُ

من الحِلْفِ لَم یُنْکَفْ لعَیْنَیْکَ مَدْمَعُ (4)

و نَکَفَ عَنْه نَکْفاً : عَدَلَ مِثْلُ کَنَفَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و نَکَفَ أَثَرَهُ نَکْفاً : اعْتَرَضَه فی مَکانٍ سَهْلٍ ؛لأَنَّه عَلاَ ظَلَفاً من الأَرْضِ لا یُؤَدِّی أَثَرًا. کانْتَکَفَه نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ وَ الأَزْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

ثُمَّ استَحَثَّ ذَرْعَه (5)اسْتِحْثاثَا

نَکَفْتُ حَیْثُ مَثْمَثَ المِثْماثَا

و النَّکَفُ ،مُحَرّکَهً : جمعُ نَکَفَهٍ ،و هی. غُدَدٌ صِغارٌ فی أَصْلِ اللَّحْیِ ،بَیْنَ الرَّأْدِ و شَحْمَهِ الأُذُنِ ، وَ قِیلَ :هو حَدُّ اللَّحْیِ ،کما فی المُحْکَمِ ،و قِیلَ :هی ما بَیْنَ اللَّحْیَیْنِ ، وَ العُنُقِ من جانِبَیِ الحُلْقُومِ مِنْ قُدُمٍ ،من ظاهِرٍ و باطِنٍ ، وَ أَنشَد ابنُ الأَعْرابِیِّ :

فَطوَّحَتْ ببَضْعَهٍ و البَطْنُ خِفْ

فقَذَفَتْها فأَبَتْ لا تَنْقَذِفْ (6)

فحَرَّفَتْها فتَلَقّاهَا النَّکَفْ

وَ قالَ اللِّحْیانِیُّ : النَّکَفُ :ذِرْبَهُ تحتَ اللُّغْدَیْنِ مثلُ الغُدَدِ.

و النُّکْفَتانِ ،بالضمِّ و بالفَتْحِ و بالتَّحْرِیکِ :اللِّهْزمَتانِ قالَهُ أَبو الغَوْثِ ،و اقْتَصَر علی التّحْرِیکِ ،و قِیلَ :هُما غُدَّتانِ تَکْتَنِفانِ الحُلْقُومَ فی أَصْلِ اللَّحْیِ ،و قِیلَ :لَحْمَتانِ مُکْتَنِفَتَا (7)عَکَدَهِ اللِّسانِ من باطِنِ الفَمِ فی أُصُولِ الأُذُنَیْن، داخِلتانِ بینَ اللَّحْیَیْنِ ،و قِیلَ :هما عَظْمانِ ناتِئانِ عندَ شَحْمَهِ الأُذُنَیْنِ ،یکونُ فی النّاسِ و فی الإِبِل،و قِیلَ :هما:

عَنْ یَمِینِ العَنْفَقَهِ و شِمالِها و هو المَوْضِعُ الذی لا یَنْبُتُ عَلَیه شَعرٌ،و قِیلَ :هُما من الإنسانِ :غُدَّتانِ فی الحَلْقِ بینَهما الحُلْقُومُ ،و هُما من الفَرَسِ :طَرَفا اللَّحْیَیْنِ اللَّذانِ فی أُصولِ الأُذُنَیْنِ ،و قال ابنُ الأعرابیِّ :هما اللُّغْدانِ فی الحَلْقِ ،و هُما جانِبَا الحُلْقُومِ .

و النُّکَافُ کغُرابِ :وَرَمٌ فی نُکْفَتَی البَعِیرِ،أو داءٌ فی حُلُوقِها قاتِلٌ ذَریعاً و کذلِک النُّکَاثُ ،علی البَدَلِ ،و هو أَحَدُ الأَدْواءِ التی اشْتُقَّتْ من العُضْوِ، و هو أی:البَعِیرُ مَنْکُوفٌ وَ هِیَ أی:النّاقَهُ مَنْکُوفَهٌ .

ص:513


1- (1) عن معجم البلدان« [1]نکیف»و بالأصل«سغله».
2- ((*)) فی القاموس:«لا یُقْطَعُ »بدل:«لا ینقطع».
3- (2) نصه فی النهایه:و [2]فی حدیث حنین:قد جاء جیشٌ لا یُکَتُّ و لا یُنْکَفُ .
4- (3) فی التهذیب بروایه:«لعینک».
5- (4) عن اللسان و [3]بالأصل«درعه».
6- (5) التهذیب بروایه:أن تنقذف.
7- (6) اللسان:« [4]مکتنفتا».

و قال ابنُ السِّکِّیتِ : نَکَّفَت الإِبلُ تَنْکِیفاً :ظَهرَتْ نَکَفاتُها ،فهیَ مُنَکِّفهٌ کمُحَدِّثَهٍ :أَصابَها ذلِکَ .

وَ قالَ اللَّیْثُ :النَّفَکَهُ (1):لغهٌ فی النَّکَفَهِ .

و أَنْکَفْتُه :نَزَّهْتُه عَمّا یُسْتَنْکَفُ مِنْهُ و فی النِّهایهِ : إِنْکافُ اللّه من کُلِّ سُوءٍ؛أی:تَنْزِیههُ و تَقْدِیسُه،و قالَ ثَعْلَبٌ :هو التَّبَرُّؤُ من الأَوْلادِ و الصَّواحِبِ .

و قال ابنُ فارِسٍ : الانْتِکافُ :الخُرُوجُ من أَمْرٍ إلی أَمْرٍ،أَو مِنْ أَرْضٍ إلی أَرْضٍ .

و الانْتِکافُ : المَیْلُ تَقُولُ :ضَرَبَ هذا فانْتَکَفَ ، فضَرَبَ هذا،نَقَلَهُ الجَوْهریُّ .

وَ قالَ أَبو عَمْرٍو: انْتَکَفَ له فضَرَبَهُ ،أی:مِلْتُ عَلَیهِ ، وَ أَنشَدَ:

لَمّا انْتَکَفْ له فَولَّی مُدْبِرًا

کَرنَفْتُه بِهِراوَهٍ عَجْراءَ (2)

و الانْتِکافُ : الانْتِکاثُ و الانْتِقاضُ ،و أَنشَدَ الجَوهَرِیُّ لأَبِی النَّجْمِ :

ما بالُ قَلْبٍ راجَعَ انْتِکافَا

بَعْدَ التَّعَزِّی اللَّهْوَ و الإِیجَافَا

و فی نَوادِر الأَعْرابِ : تَناکَفَا أی الرَّجُلانِ الکَلامَ : إذا تَعاوَرَاهُ .

و قال المُفَسِّرُون: اسْتَنْکَفَ و اسْتَکْبَرَ بمعنًی واحِدٍ، وَ الاسْتِکْبارُ:أَنْ یَتَکَبَّرَ و یَتَعَظَّمَ ،و الاسْتِنکافُ :أَن یَقُولَ :

لا،رَوَاه المُنْذِرِیُّ عن أَبِی العَبّاسِ ،و قال الزَّجَّاجُ -فی تَفْسِیرِ قولِه تَعالَی-: لَنْ یَسْتَنْکِفَ الْمَسِیحُ أَنْ یَکُونَ عَبْداً لِلّهِ (3)أیْ :لَنْ یَأْنَفَ .و قِیلَ :لَنْ یَنْقَبِضَ ،و لَنْ یَمْتَنِعَ عَن (4)عُبُودَهِ اللّه.

و اسْتَنْکَفَ أَثَرَه:اعْتَرَضَه فی مَکانٍ سَهْلٍ ،کنَکَفَه کنَصَرَه و قد تَقَدَّمَ . و مَنْکِفٌ ، کمَجْلِسٍ و قالَ یاقُوت:قِیاسُه کمَقْعَدٍ: ع، وَ هو اسمُ وادٍ فی قَوْلِ ابنِ مُقبَلٍ :

عَفا مِنْ سُلَیْمَی ذُو کُلافٍ فمَنْکِفُ

مَبادِی الجَمِیعِ القَیْظُ و المُتَصَیَّفُ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

انْتَکَفَ العَرَقَ عن جَبِینِه؛أی:مَسَحَه و نَحّاه.

وَ قَلِیبٌ لا یُنْکَفُ :لا یُنْزَحُ ،و قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ : نَکَفَ البِئْرَ و نَکَشَها:أی نَزَحَها.

وَ عندَهُ شَجاعَهٌ لا تُنْکَفُ ،و لا تُنْکَشُ :أی لا تُدْرَکُ کُلُّها.

وَ نَکِفَ الرَّجُلُ عن الأَمْرِ،کفَرِحَ :أَنِفَ حَمِیَّهً ،و امْتَنَعَ (5).

وَ رَجُلٌ نِکْفٌ ،بالکسرِ: یُسْتَنْکَفُ منه.

و یُقالُ :ما عَلَیْهِ فی ذلِکَ الأَمْرِ نَکَفٌ و لا وَکَفٌ ؛أی:أَنْ یُقال لَه سُوءٌ.

وَ النَّکَفَهُ ،محرَّکَهً :وَجَعٌ یَأْخُذُ فی الأُذُنِ .

وَ انْتَکَفَ أَثَرَه،کَنَکَفَه،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

نوف

النَّوْفُ :السَّنامُ العالِی،ج: أَنْوافٌ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ ،و خَصّه غیرُه بسَنامِ البَعِیر،و به سُمِّیَ الرَّجُلُ نَوْفاً ،قال الرّاجِزُ:

جارِیَهٌ ذاتُ هَنٍ کالنَّوْفِ

مُلَمْلَمٍ تَسْتُرُه بحَوْفِ

یا لَیْتَنِی أَشِیمُ فیها عَوْفی

قال: و النَّوْفُ : بُظارَهُ المَرْأَهِ و کُلُّ ذلِکَ فی مَعْنَی الزِّیادَهِ و الارْتِفاعِ .

قال ابنُ دُرَیْدٍ: و ربَّما سُمِّیَ ما تَقْطَعُه الخَافِضَهُ مِنْهُنَّ نَوْفاً ،زَعَمُوا.

وَ فی الصِّحاحِ : النَّوْفُ :فَرْجُ المَرأَهِ .

وَ قالَ ابنُ بَرِّی: النَّوْفُ :البَظْرُ،و قِیلَ :الفَرْجُ ،أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی لهَمّامِ بنِ قَبِیصَهَ الفَزارِیِّ حینَ قَتَلهُ وازِعُ بن ذُؤالَهَ :

تَعِسْتَ ابنَ ذاتِ النَّوْفِ أَجْهِزْ علی امْرِیءٍ

یَرَی المَوْت خَیْرًا من فِرارٍ و أَکْرَمَا

ص:514


1- (1) عن التهذیب و اللسان و [1]بالأصل«النکفه».
2- (2) نسب فی اللسان ماده کرنف لبشیر القریری.
3- (3) سوره النساء الآیه 172. [2]
4- (4) فی التهذیب و اللسان: [3]من عبوده اللّه.
5- (5) زید فی الأساس:و انقبض.

و لا تَتْرُکَنِّی کالخُشاشَهِ إِنَّنِی

صَبُورٌ إذا ما النِّکْسُ مِثْلُکَ أَحْجَمَا

و قال الأَزْهَرِیُّ :قَرأْتُ فی کتاب نُسِبَ إلی المُؤَرِّجِ غیر مَسْمُوعٍ ،لا أَدْرِی ما صِحَّتُه: النَّوْفُ : الصّوْتُ ،أو صَوْتُ الضَّبُعِ یُقالُ : نافَت الضَّبُعَهُ ، تَنُوفُ نَوْفاً (1).

قال: و النَّوْفُ : المَصُّ مِنَ الثَّدْیِ .

و قال غیرُه: النَّوْفُ : أَنْ یَطُولَ البَعِیرُ و یَرْتَفِعَ ، و قد نافَ یَنُوفُ نَوْفاً (2)،و کذلِک کُلُّ شَیْ ءٍ.

قال ابنُ دُرَیْدٍ: و بَنُو نَوْف :بَطْنٌ من العَرَبِ ، أَحْسَبُه من هَمْدانَ (3).

و نَوْفُ بنُ فَضالَهَ أَبو یَزِیدَ البِکالِیُّ و یُقال:أَبو عَمْرٍو، وَ یُقالُ :أَبُو رشید (4)التّابِعِیُّ ،إِمامُ دِمَشْقَ أُمُّه کانَتْ امْرَأَهَ کَعْبِ [الأَحْبارِ] (5)،یَرْوِی القَصَصَ ،و هوَ الذی

17- قالَ فیه عبدُ اللّه بنُ عَبّاسٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُما: «کَذَبَ عَدُوُّ اللّه». رَوَی عَنْه أَبو عِمْرانَ الجَوْنِیُّ ،و النّاسُ ،و أَورَدَه ابنُ حِبّان فی الثِّقاتِ .

و یَنُوفَی بالتَّحْتِیَّهِ ، أَو تَنُوفَی بالفَوْقِیّهِ مَقْصُورتانِ ، أَو تَنُوفُ کتَقُولُ ،و فی الصِّحاحِ : یَنُوفُ بالتَّحْتِیّه،فهی ثَلاَثُ رِوایاتٍ : ع و فی العُبابِ :هَضْبَهٌ ،و فی اللِّسانِ :عَقَبَهٌ بجَبَلَیْ طَیِّئٍ و هُما أَجَأَ و سَلْمَی،و وَقَعَ فی الصِّحاحِ فی جَبَلِ بالإِفْرادِ،و الصَّوابُ ما للمُصَنِّفِ ،سُمِّیَتْ بذلِکَ لاِرْتِفاعِها، وَ بالوُجُوهِ الثَّلاثَهِ یُرْوَی قَوْلُ امْرِئ القَیْسِ :

کأَنَّ دِثارًا حَلَّقَتْ بلَبُونِه

عُقابُ تَنُوفَی لا عُقابُ القَواعِلِ

وَ القَواعِلُ :موضِعٌ فی جَبَلَیْ طَیِّئٍ ،و دِثارٌ:اسمُ راعی امْرِئِ القَیْسِ ،و أَنشَدَه ثَعْلَبٌ :«عُقابُ یَنُوفٍ »،کما وَقَع فی نُسَخِ الصِّحاحِ (6)،و رواهُ ابنُ جِنِّی:« تَنُوفٍ »مَصْرُوفاً علی فَعُولٍ ،قال فی التّکْمِلَهِ :فَعَلی هذَا التّاءُ أَصْلِیَّه، مثلُها فی تَنُوفَه ،و مَوْضِعُ ذِکْرِها فصلُ التّاءِ،و تَنُوفَی منالأَوْزانِ التی أَهْمَلَها سِیبَوَیْه،و قالَ السِّیرافیُّ : تَنُوفَی :

تَفُعْلَی،فعَلَی هذا یَسوغُ إیرادُ تَنُوف فی هذا التَّرْکِیبِ ، وَ وَزْنُه تَفُعْل،و لا یُصْرَف انتهی.

قلت:و تَنُوفَی روایهُ ابنِ فارِسٍ ،و قد تَقَدّم فی«تنف» وَزْنُه بجَلُولاَ،و مضَی الکلامُ عَلَیه هُناکَ ،و یَنُوفَی رِوایهُ أَبی عُبَیْدَهَ ،فراجِعْه فی«تنف».

و مَنافٌ :صَنَمٌ ،و به سُمِّیَ عَبْدَ مَنافٍ و کانت أُمُّه قد أَخْدَمَتْهُ هذا الصَّنمَ ،قال أَبو المُنْذِرِ:و لا أَدْرِی أَیْنَ کانَ ، وَ لِمَنْ کانَ ،و فیه یَقُولُ بَلْعاءُ بنُ قَیْسٍ :

وَ قِرْنٍ قَدْ (7)تَرَکْتُ الطَّیْرَ مِنه

کمُعْتَبِر العَوارِکِ مِنْ مَنافِ

وَ هو أَبُو هاشِمٍ و عَبْدِ شَمْسٍ و علیهما اقْتَصَرَ الجَوهرِیُّ ، زاد الصاغانِیُّ : و المُطَّلِبِ ،و تُماضِرَ،و قِلابَهَ و فاتَه:نَوْفَلُ بنُ عبدِ مَنافٍ (8)؛لأَنَّها بُطونٌ أَرْبَعَهٌ ،و اسمُ عبدِ منافٍ المُغِیرَهُ ، وَ یُدْعَی القاسِم،و یُلَقَّبُ قَمَرَ البَطْحاءِ،و یُکْنَی بأَبِی عَبْدِ شَمْسٍ ،و أُمُّه حُبَّی بنتُ حُلَیْل الخُزَاعِیَّهُ ،و هو رابِعُ جَدٍّ لسَیِّدِنا رَسُولِ اللّه صَلَّی اللّه عَلَیهِ و سَلّم،و فیه قال الشّاعِرُ:

کانَتْ قُرَیْشٌ بَیْضَهً فتَفَقَّأَتْ

بالمُحِّ خالِصَهً لعَبْدِ مَنافِ

وَ قالَ ابنُ تَیْمِیَهَ فی«السِّیاسَهِ الشَّرْعِیَهِ »:أَشْرَفُ بیتٍ کانَ فی قُرَیْشٍ بَنُو مَخْزُومٍ ،و بَنُوُ عَبْدِ منافٍ .

و النِّسْبَهُ إِلیه مَنافیٌّ قال سِیبَوَیْه:و هُوَ مما وَقَعَتْ فیه الإِضافَهُ إلی الثانِی دُونَ الأَوّلِ ؛لأَنَّه لو أُضِیفَ إلی الأَوّلِ لالْتَبَسَ ،قال الجوهرِیُّ : و کانَ القِیاسُ عَبْدِیٌّ ،فعَدَلُوا عن القیاسِ لإِزالَهِ اللَّبْسِ بینَه و بَیْنَ المَنْسُوبِ إلی عَبْدِ القَیْسِ وَ نحوِه.

و مَنُوفُ :ه،بمِصْرَ زادَ الصاغانِیُّ :القَدِیمَهِ .قلتُ :

وَ هی من جَزِیرَهِ بنی نَصْرٍ،و عَمَلِ أَبْیار،و یُقال لکُورَتِها الآنَ : المَنُوفِیَّه ،لها ذِکْرٌ فی فُتُوحِ مِصْر،و قولُ الصّاغانِیِّ «القَدِیمَه»یُوهِمُ أَنّها هی مَنْفُ التی کانَتْ بقُرْبِ الفُسْطاطِ وَ خَرِبَتْ ،و لیسَتْ هِیَ ،کما بَیَّناهُ فی«فصل المیم مع الفاءِ»

ص:515


1- (1) عباره التهذیب:و هذان الحرفان لا أحفظهما،و لا أدری من رواهما عنه.
2- (2) عن اللسان و بالأصل«نافاً».
3- (3) فی الاشتقاق ص 419 [1] ولد همدان:نوفاً و خیران.
4- (4) فی اللباب لابن الأثیر:أبو زید،و قیل أبو عمرو و قیل أبو رشید.
5- (5) عن اللباب.
6- (6) الذی فی الصحاح المطبوع:تنوفُ .
7- (7) بالأصل«و قد ترکت»و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و قد ترکت،کذا بالأصل،و لعل الواو زائده»و قد حذفناها تبعاً لابن الکلبی فی الأصنام.
8- (8) و انظر فی أسماء ولده سیره ابن هشام 112/1. [2]

و عِبارَهُ المُصَنِّفِ سالِمَهٌ عن الوَهَمِ ،إِلاَّ أَنّها غیرُ وافِیَهٍ بالمَقْصُودِ.

و جَمَلٌ نِیافٌ ، و ناقَهٌ نِیافٌ ،ککِتابٍ : أی طَوِیلٌ و طَوِیلَهٌ فی ارْتِفاعٍ کما فی الصِّحاحِ ،و قالَ ابنُ بَرِّی:طَوِیلاَ السَّنامِ ،و أَنشَدَ لزِیادٍ المِلْقَطِیِّ :

و الرَّحْلُ فَوْقَ ذاتِ نَوْفٍ خامِسِ

و الأَصْلُ نِوافٌ قُلِبَت الواوُ یاءً تَخْفِیفاً لا وُجُوباً،أَلاَ تَرَی إلی صِحَّهِ خِوان و صِوان و صِوار،علی أَنه قد حُکِیَ صِیانٌ وَ صِیارٌ،و ذلِکَ عن تَخْفِیفٍ لا عن صَنْعَهٍ ،قالَهُ ابنُ جِنِّی، وَ أَنشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرّاجِزِ-قلت:هو السَّرَنْدَی التّیْمِیُّ -:

أَفْرغْ لأَمْثالٍ مَعا إِلافِ

یَتْبَعْنَ وَخْیَ عَیْهَلٍ نِیافِ (1)

وَ کَذلِکَ جَبَلٌ نِیافٌ ،و أَنشَدَ الجَوْهرِیُّ لامْرِئِ القَیْسِ :

نِیافاً تَزلُّ الطَّیْرُ عَنْ قُذُفاتِه

تَظَلُّ الضَّبابُ فوقَه قَدْ تَعَصَّرَا (2)

قال ابنُ جِنِّی:و قد یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ نِیافاً مصدَرًا جارِیاً علی فِعْلٍ [معتلّ ] (3)مُقَدَّرٍ،فیَجْرِی حِینَئذٍ مَجْرَی صِیامٍ وَ قِیامٍ ،و وَصَفَ به،کما یُوصَفُ بالمصادِر.

و بعضُهم یَقُولُ : جَمَلٌ نَیّافٌ کشَدّادٍ علی فَیْعالٍ :إذا ارْتَفَع فی سَیْرِه، و الأَصْلُ نَیْوافٌ و أَنشَدَ:

یَتْبَعْنَ نَیّافَ الضُّحَی عُزَاهِلاَ (4)

قال الأَزْهَرِیُّ :رَواهُ غیرُه«یَتْبَعْنَ زیّافَ الضُّحَی»قال:

وَ هو الصّحِیحُ ،و قال أَبو عَمْرٍو:و العُزاهِلُ :التّامُّ الخَلْقِ .

« و النَّیِّفُ ،ککَیِّسٍ ،و قد یُخَفَّفُ کمَیِّتٍ و مَیْتٍ ،قاله الأَصْمَعِیُّ ،و قِیلَ :هو لَحْنٌ عندَ الفُصَحاءِ،و نَسَبَهُ بعضٌ إِلَی العامَّهِ ،و نسَبَها الأَزْهرِیُّ إلی الرَّدَاءَهِ : الزِّیادَهُ ، و أَصْلُه نَیْوِفٌ عَلَی فَیْعِلٍ یُقالُ :عَشَرَهٌ و نَیِّفٌ ، وَ مائَهٌ و نَیِّفٌ ، و کُلُّ ما زادَ عَلَی العَقْدِ فنَیِّفٌ ،إلی أَنْ یَبْلُغَ العَقْدَ الثّانِیَ و قالَ اللِّحْیانِیُّ :یُقال:عِشْرُونَ و نَیِّفٌ ،و مائَهٌ و نَیِّفٌ ،و أَلْفٌ و نَیِّفٌ ،و لا یُقال: نَیِّفٌ إلاّ بعدَ عَقْدٍ،قال:و إِنَّما قالَ :

نَیِّفٌ ؛لأَنَّه زائِدٌ علی العَدَدِ الذی حَواهُ ذلِکَ العَقْدُ.

و النَّیِّفُ :الفَصْلُ عن اللِّحْیانِیِّ ،و حَکَی الأَصْمَعِیُّ :ضَع النَّیِّفَ فی مَوْضِعِه،أی:الفَضْلَ ،کذَا فی المُحْکَمِ .

و النَّیِّفُ : الإِحْسانُ ، وَ هو مَأْخُوذٌ من مَعْنَی الزِّیادَهِ وَ الفَضْلِ .

و قال أَبو العَبّاسِ :الذی حَصَّلْناه من أَقاوِیلِ حُذّاقِ البَصْرِیِّینَ و الکُوفِیِّینَ أنَّ النَّیِّفَ : من واحِدَهٍ إلی ثَلاثٍ وَ البِضْعَ :من أَرْبَعٍ إلی تَسْعٍ .

و نافَ الشّیْ ءُ یَنُوفُ نَوْفاً :ارْتَفَع و أَشْرَفَ .

وَ نافَ یَنُوفُ :إذا طالَ و ارْتَفَعَ .

و أَنافَ عَلَی الشَّیْ ءِ:أَشْرَفَ و ارْتَفَع،و یُقالُ لکُلِّ مُشْرِفٍ علی غَیْرِه:إِنَّه لمُنِیفٌ ،و قد أَنافَ إِنافَهً ،قال طَرَفَهُ یَصِفُ إِبِلاً:

وَ أَنافَتْ بِهَوادٍ تُلُعٍ

کجُذُوعٍ شُذِّبَتْ عَنْها القُشُرْ

و المُنِیفُ :جَبَلٌ (5)یَصُبُّ فی مَسِیلِ مکَّهَ -حَرَسَها اللّه تَعالَی-قال صَخْرُ الغَیِّ یَصِفُ سَحاباً:

فَلمّا رَأَی العَمْقَ قُدَّامَهُ

وَ لَمَّا رَأَی عَمَرًا و المُنِیفَا (6)

و المُنِیفُ أَیْضاً: حِصْنٌ فی جَبَلِ صَبِرٍ من أَعْمالَ تَعِزَّ بالیَمَنِ .

و المُنِیفُ أَیْضاً: حِصْنٌ من أَعْمالِ لَحْجٍ قُرْبَ عَدَنِ أَبْیَنَ .

و المُنِیفَهُ بهاءٍ: (7)ماءَهٌ لتَمِیم عَلَی فَلْجٍ بَیْنَ نَجْدٍ وَ الیَمامَهِ قال:

أَقُولُ لصاحِبِی و العِیسُ تَهْوِی

بِنا بَیْنَ المُنِیفَهِ فالضِّمارِ

ص:516


1- (1) الوخی:حسن صوت مشیها.
2- (2) دیوانه بروایه:یظل الضباب.
3- (3) زیاده عن اللسان. [1]
4- (4) الأصل و التهذیب و فی اللسان [2]بروایه:عراهلا.
5- (5) فی معجم البلدان:موضع.و لم یعینه فی شعر صخر الغی.
6- (6) دیوان الهذلیین 70/2 بروایه:و لما رأی و فی شرحه:العمر و العمق وَ المنیف:بُلدان.
7- (7) معجم البلدان:« [3]ماء».

تَمَتَّعْ من شَمِیمِ عَرارِ نَجْدٍ

فَما بَعْدَ العَشِیَّهِ من عَرارِ

و أَنافَ عَلَیه:زادَ، کنَیَّفَ یُقالُ : أَنافَت الدَّراهِمُ علی المائَهِ ،أی:زادَتْ ،و نَیَّفَ فلانٌ علی السِّتِّینَ و نَحْوِها:إذا زادَ علَیْها.

و أَفْرَدَ الجَوْهَرِیُّ له تَرْکِیبَ « نیف »وَهَماً و قد تَبعَ فیه صاحِبَ العَیْنِ ،و الزبَیْدِیَّ فی مُخْتَصَرِه و الصَّوابُ ما فَعَلْنا؛لأَنَّ الکُلَّ واوِیُّ کما قالَه ابنُ جِنِّیِ ،و نَبَّه عَلَیه ابنُ بَرَّی،و الصّاغانِیَّ ،و صاحبُ اللِّسانِ ،مع أنَّ الجَوْهَرِیَّ ذَکَر فی« نیف »أنَّ أَصْلَه من الواو،و کأَنَّه نَظَرَ إلی ظاهِرِ اللَّفْظِ ، فتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَنافَهُ إِنافَهً ،بمعْنَی أَنافَ إِنافَهً ،هکَذا ذَکَره ابنُ جِنِّی متعَدِّیاً فی کتابِه المَوْسُومِ بالمُعْرِب (1)،و لیس بمَعْرُوفٍ .

وَ امْرَأَهٌ مُنِیفَهٌ (2)،و نِیافٌ :تامَّهُ الطُّولِ و الحُسْنِ ،و هو مَجازٌ.

وَ فَلاهٌ نِیافٌ :طَوِیلَهٌ عَرِیضَهٌ ،قال الرّاجِزُ:

إِذا اعْتَلَی عَرْضَ نِیافٍ فِلِّ

أَذْرَی أَساهِیکَ عَتِیقٍ أَلِّ

وَ النَّوْفُ :أَسْفَلُ الذَّیْلِ ؛لزِیادَتِه و طُولِه،عن کُراعٍ .

وَ جَبَلٌ عالِی المَنافِ ،أی:المُرْتَقَی قِیلَ :و منه عَبْدُ مَنافٍ ،نقَلَه الزَّمخْشَرِیُّ .

وَ یَنُوفُ بالیاء:جَبَلٌ ضَخْمٌ أَحْمَرُ،لکِلابٍ .

وَ تَنُوفُ بالتّاء:من أَرْضِ عُمانَ .

وَ النیوفه (3):ماءَهٌ فی قاعِ الأَرْض لبَنِی قُرَیْطٍ ،تُسَمّی الشَّبَکَه.

نهف

النَّهْفُ أَهمَلَه اللَّیْثُ و الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ :هو التَّحَیُّرُ کما فی اللِّسانِ و العُبابِ ،و أَغْفَلَه فی التَّکْمِلَهِ (4).

فصل الواو مع الفاء

وثف

وَثَفَ أَهْمَلَهُ الجَوهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ: وَثَفَ القِدْرَ یَثِفُها وَثْفاً ، و أَوْثَفَها یُوثِفُها إِیثافاً و وَثَّفَها تَوْثِیفاً : إذا جَعَلَ لَها أَثافیَّ کثَفَّاها تَثْفِیَهً ،کما فی العُبابِ و التَّکْمِلَهِ .

وَ فی اللِّسانِ :حَکَی الفارِسِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ: وَثَفَه من ثَفاه،و بذلِکَ اسْتَدَلَّ علی أنَّ أَلِفَ ثَفا واوٌ،و إِنْ کانَتْ تلکَ فاءً و هذِه لاماً،و هو مما یَفْعَلُ هذا کثیرا إذا عُدِمَ الدَّلِیلُ من ذاتِ الشَّیْ ءِ.

وجف

وَجَفَ الشَّیْ ءُ یَجِفُ وَجْفاً ،و وَجِیفاً ، وَ وُجُوفاً :اضْطَرَبَ و قَلْبٌ واجِفٌ :مُضطَرِبٌ خافِقٌ ،قال اللّه تعالی: قُلُوبٌ یَوْمَئِذٍ واجِفَهٌ (5).

قال الزَّجّاجُ :أی شَدِیدَهُ الاضْطِرابِ ،و قالَ قَتادَهُ :

وَجَفَتْ عَمّا عایَنَتْ ،و قالَ ابنُ الکَلْبِیِّ :خائِفَهٌ .

و الوَجْفُ ،و الوَجِیفُ :ضَرْبٌ من سَیْرِ الخَیْلِ و الإِبِلِ سَرِیعٌ ،و هو دُونَ التَّقْرِیبِ .

وَ قد وَجَفَ الفَرَسُ و البَعِیرُ یَجِفُ وَجْفاً ،و وَجِیفاً :أَسْرَعَ .

و أَوْجَفْتُه : حَثَثْتُه،و یُقالُ : أَوْجَفَ فأَعْجَفَ .

وَ شاهِدُ وَجَفَ قولُ العَجّاجِ :

ناجٍ طَواهُ الأَیْنُ مِمّا وَجَفَا

طَیَّ اللَّیالِی زُلَفاً فزُلَفَا

سَماوَهَ الهِلالِ حَتّی احْقَوْقَفَا

وَ شاهِدُ الإِیجافِ قَولُه تَعالَی: فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ خَیْلٍ وَ لا رِکابٍ (6).

وَ قال الأَزهرِیُّ : الوَجِیفُ یَصْلُحُ للبَعِیرِ و للفَرَسِ ،و قال

ص:517


1- (1) نص عباره ابن جنی کما نقلها صاحب اللسان:و [1]أنت تراهم قد استحدثوا فی حبله من قوله: لما رأیت الدهر جهماً حبلُهو حرفُ مدٍّ أنافوه علی وزن البیت.قال صاحب اللسان: [2]عدّی أنافوه وَ لیس هذا بمعروف،و إنما عدّاه لأنه فی معنی زاد.
2- (2) عن اللسان و [3]الأساس و بالأصل«نیفه».
3- (3) أغفلها یاقوت فی معجم البلدان،و قال فی ترجمه«الشبکه»هی لبنی أسد.
4- (4) ذکرها فی التکمله عن ابن الأعرابی النَّهْفُ :التَّحیّرُ کالأصل.
5- (5) سوره النازعات الآیه 8. [4]
6- (6) سوره الحشر الآیه 6. [5]

غیرُه:راکِبُ البَعِیرِ یُوضِعُ ،و راکِبُ الفَرَسِ یُوجِفُ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «لَیْسَ البِرُّ بالإِیجافِ ».

و قال اللَّیْثُ : اسْتَوْجَفَ الحُبُّ فُؤادَه: إذا ذَهَبَ بِهِ وَ أَنشَدَ لأَبِی نُخَیْلَهَ :

و لکِنَّ (1)هَذَا القَلْبَ قَلْبٌ مُضَلَّلٌ

هَفَا هَفْوَهً فاسْتَوْجَفَتْهُ المَقادِرُ

قال الصاغانِیُّ :هو فی شِعْرِ أَبی نُخَیْلَهَ «و اسْتَوْخَفَتْهُ » بالخاءِ المعجمه،و قال فی شرحِ البیتِ :اسْتَوْخَفَتْهُ :ذَهَبَت به،و اسْتَوْخَفَ الدَّهْرُ مالَه هذا آخر ما فی شرحِ البَیْتِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَوْجَفَ البابَ إِیجافاً :أَغْلَقَه،نقَلَه ابنُ القَطّاعِ و غیرُه.

وَ الإِیجافُ :التَّحْرِیکُ و الإِسْراعُ .

وَ ناقَهٌ مِیجافٌ :کَثیرهُ التّحْریکِ .

و الوَجِیفُ ،کالوَجِیبِ :السُّقُوطُ من الخَوْفِ .

وَ قَلْبٌ وَجّافٌ :شَدِیدُ الخَفَقانِ .

وحف

الوَحْفُ :الشَّعَرُ الکَثِیرُ الأَسْوَدُ نقَلَه اللّیْثُ و یُحَرَّکُ یُقال:شَعَرٌ وَحْفٌ ،و وَحَفٌ :أی کثیرٌ حَسَنٌ .

و الوَحْفُ : الجَناحُ الکَثِیرُ الرِّیشِ نقله الجَوْهَرِیُّ کالواحِفِ قال ذُو الرُّمَّهِ :

تَمادَی علی رَغْمِ المَهارَی و أَبْرَقَتْ

بأَصْفَرَ مثلِ الوَرْسِ فی واحِفٍ جَثْلِ

و الوَحْفُ : سَیْفُ و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ :فَرَسُ عامِرِ بنِ الطُّفَیْلِ و هو الصَّوابُ ،و الدَّلِیلُ عَلَیهِ قولُه فیه یومَ الرَّقَمِ (2):

وَ تَحْتِی الوَجْفُ و الجِلْواظُ سَیْفی

فکَیْفَ یَمَلُّ مِنْ لَوْمِی المُلِیمُ ؟

و الوَحْفُ من النَّباتِ :الرَّیّانُ کالواحِفِ ،و قد وَحُفَ النَّباتُ ،و کذا الشَّعَرُ،ککَرُمَ ،و وَجِلَ یُوْحُفُ (3)و یَوْحِفُ و حَافَهً بالفتح و وُحُوفَهً بالضَّمِّ : إذا غَزُرَ و أَثَّتْ أُصُولُه و اسْوَدَّ،قال ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ نَبْتاً:

وَحْفٌ کأَنَّ النَّدَی و الشَّمْسُ ماتِعَهٌ

إذا تَوَقَّدَ فی أَفْنانِه التُّومُ

وَ اقتَصَرَ الجَوْهَریُّ علی وَحُفَ ککَرُمَ ،و قالَ :و الاسمُ الوُحُوفَهُ ،و الوَحافَهُ .

و الوَحْفاءُ :أَرْضٌ فیها حِجارَهٌ سُودٌ،و لَیْسَتْ بحَرَّهٍ نقله الجَوْهَریُّ ،و هو قولُ الفَرّاءِ ج: وَحَافَی کصَحارَی.

و قال غیرُه: الوَحْفاءُ : الحَمْراءُ من الأَرْضِ و المَسْحاءُ:

السَّوْداءُ.

وَ قالَ بَعضُهم: الوَحْفاءُ :السَّوْداءُ،و المَسْحاءُ:الحَمْراءُ.

و قال أَبو عَمْرٍو: المُوحِفُ :الّذِی لَیْسَ له ذُرًی.

و قال ابنُ عَبّادٍ: المُوحِفُ : المُناخُ الّذِی أَوْحَفَ البازِلَ وَ عادَاه.

و الوُحَیْفُ ، کزُبَیْرٍ:فَرَسُ عُقَیْل بنِ الطُّفَیْلِ أَو عَمْرو وَ فی نُسْخَهٍ عامِرِ (4)بنِ الطُّفَیْلِ و الصّوابُ الأَوَّلُ ،قال جَبّارُ ابنُ سَلْمَی بنِ مالِکِ بنِ جَعْفَر بنِ کِلابٍ :

یَدْعُو عُقَیْلاً و قَدْ مَرَّ الوُحَیْفُ بِهِ

علی طُوالَهَ یَمْرِی الرَّکْضَ بالعَقِبِ

و وَحْفَهُ :فَرَسُ عُلاثَهَ بنِ جُلاسِ (5)بنِ مَخْرَبَهَ التَّمِیمِیِّ الحَنْظَلِیِّ ،و هو القائِلُ فیها:

ما زِلْتُ أَرْمِیهِمْ بوَحْفَهَ ناصِباً

لَهُمْ صَدْرَها وجداً أَزْرَقَ مِنْجَلِ (6)

کذا فی کِتابِ الخَیْلِ لابنِ الکَلْبِیِّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الوَحْفَهُ :الصّوْتُ و نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسانِ أَیْضاً.

ص:518


1- (1) بالأصل«و اسکن هذا»و المثبت عن اللسان،و [1]قد نبه بهامش المطبوعه المصریه إلی عباره اللسان. [2]
2- (2) ضبطت بفتح أوله و ثانیه عن معجم البلدان،قال یاقوت:و ربما روی بسکون القاف.
3- ((*)) عباره القاموس:وحُفَ النبات و الشَّعَرُ یَوْحُفُ ککرم....
4- (3) و هی عباره التکمله.
5- (4) فی اللسان:الجُلاس.
6- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:ما زلت أرمیهم الخ دخله الخرم،و اقتصر فی اللسان [3]علی الشطر الأول و لعل فی الشطر الثانی تحریفا»و فی أنساب الخیل لابن الکلبی ص 55:« [4]حداً و أزرق»و صوب الشطر محقق المطبوعه الکویتیه،عن العباب،«و حدَّ أزرق».

و فی الصِّحاحِ : الصَّخْرَهُ السَّوْداءُ: وَحْفَهٌ ،زادَ غیرُه:

فی بَطْنِ وادٍ أو سَنَدٍ،ناتِئَهٌ فی مَوضِعِها.

وَ قِیل: الوَحْفَهُ :أَرْضٌ مُسْتَدِیرَهٌ مُرْتَفِعَهٌ سَوْداءُ ج: وِحافٌ بالکسرِ،قال:

دَعَتْها التَّناهِی برَوْضِ القَطَا

فنَعْفِ الوِحافِ إلی جُلْجُلِ

وَ قالَ أَبُو خَیْرَهَ : الوَحْفَهُ :القارَهُ ،مثلُ القُنَّهِ ،غَبْراءُ وَ حَمْراءُ تَضْرِبُ إلی السَّوادِ،و الوِحافُ :جِماعُه،قال رُؤْبَهُ :

و عَهْدُ أَطْلالٍ بِوادِی الرّضْمِ

غَیَّرَها بَیْنَ الوِحافِ السُّحْمِ

وَ قالَ أَبو عَمْرٍو: الوِحافُ :ما بَیْنَ الأَرْضِینَ ما وَصَلَ بعضَها بعضاً.

و وِحافُ القَهْرِ:ع نَقَله الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ هو فی شِعْرِ لَبِیدٍ.قُلْتُ :و هو قولُه:

فَصُوائِقٌ إِنْ أَیْمَنَتْ فَمَظِنَّهٌ

مِنْها وِحافُ القَهْرِ أو طِلْخامُها (1)

و وَحَفَ الرَّجُلُ ،و کذا البَعِیرُ،کوَعَدَ وَحْفاً : ضَرَبَ بنَفْسِه الأَرْضَ و رَمَی کوَحَّفَ تَوْحِیفاً ،و هذه عن أَبِی عَمْرٍو.

و قال النَّضْرُ: وَحَفَ مِنّا: إذا دَنَا.

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : وَحَفَ إِلَیْنَا فُلانٌ :إذا قَصَدَنا و نَزَلَ بِنا و أَنشَدَ:

لا یَتَّقِی اللّه فی ضَیْفٍ إذا وَحَفَا

وَ قال مَرّهً : وَحَفَ إِلیهِ :إذا جاءَه و غَشِیَهُ ،و أَنْشَدَ:

لَمّا تآزَیْنا إلی دِفْ ءِ الکُنُفْ

أَقْبَلَت الخَوْدُ إلی الزّادِ تَحِفْ

و قِیلَ :هو مِنْ وَحَفَ إِلیه:إذا أَسْرَعَ ، کوَحَّفَ تَوْحِیفاً ، و أَوْحَفَ و أَوْجَف. و مَواحِفُ الإِبِلِ :مَبارِکُها نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،واحِدُها مَوْحِفٌ .

و ناقَهٌ مِیحافٌ : إذا کانَتْ لا تُفارِقُ مَبْرَکَها و نُوقٌ مَواحِیفُ .

و الواحِفُ :الغَرْبُ یَنْقَطِعُ منه و ذَمَتانِ (2)،و یَتَعَلَّقُ بوَذَمَتَیْنِ قاله النَّضْرُ.

و واحِف : ع نَقَلَه الجَوْهرِیُّ ،قال ثَعْلَبَهُ بنُ عَمْرٍو العَبْقَسِیُّ :

لِمَنْ دِمَنٌ کأَنَّهُنَّ صَحَائِفُ (3)

قِفارٌ خَلاَ مِنْها الکَثِیبُ فواحِفُ

و واحِفانِ :ع آخر،قال ذُو الرُّمَّهِ یصفُ حِمارًا رَعَی هذَیْنِ المَوْضِعَیْنِ :

عَناقَ فأَعْلَی واحِفَیْنِ کأَنَّهُ

من البَغْیِ للأَشْباحِ (4)سِلْمٌ مُصالِحُ

أی:رَعَی عَناقَ .

و الوَحِیفُ کأَمِیرٍ:ع،بمَکَّهَ -حَرَسَها اللّه تَعالی- کانَ تُلْقَی بِهِ الجِیَفُ نَقَلَهُ الصّاغانِیُّ .

و المُوَحَّفُ کمُعَظَّمٍ :البَعِیرُ المَهْزُولُ نَقَلَه الجَوْهرِیُّ ، قال العَجّاجُ :

جَوْنٌ تَرَی فِیه الجِبالَ خُشَّفَا

کما رَأَیْتَ الشّارِفَ المُوَحَّفَا

و قال أَبو عَمْرٍو: التَّوْحِیفُ :الضَّرْبُ بالعَصَا.

و قال ابنُ عَبّادٍ: التَّوْحِیفُ : تَوْفِیرُ العُضْوِ من الجَزُورِ *و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

عُتْسبٌ واحِفٌ ؛أی:کَثِیرٌ.

وَ زُبْدَهٌ وَحْفَهٌ :رَقِیقَهٌ ،و قِیلَ :هو إذا احْتَرَق اللَّبَنُ ،و رَقَّت الزُّبْدَهُ .

وَ وَحَفَ إِلیه:إذا جَلَس.

ص:519


1- (1) دیوانه ط بیروت بروایه:«فیها و حاف»و یروی:«فصعائد»و فی شرحه: وَ حاف القهر:الوحاف آکام صغار إلی جانب القهر.و القهر:جبل،و کلها فی دیار بنی عقیل علی الأرجح. وَ ذکر البیت فی معجم یاقوت«طلخام»قال:و ربما روی بالحاء المهمله، وَ نقل فی طلحام:عن ابن المعلی الأزدی:طلحام بالحاء المهمله لا تلتفتن إلی الخاء المعجمه فلیست بشیء.
2- (2) الوذمه:السیر بین آذان الدلو و عراقیها،تشدّ به.
3- (3) عن معجم البلدان و [1]بالأصل«الصحائف».
4- (4) عن معجم البلدان و [2]بالأصل«للأشیاخ».

و وَحَفَ الرَّجُلُ و اللَّیْلُ :تَدانَیا،عن ابنِ الأَعْرابیِّ .

وَ المَوْحِفُ ،کمَجْلِسٍ :موضِعٌ .

وخف

وَخَفَ الخِطْمِیَّ قال ابنُ دُرَیْدٍ:و کذا السَّویقَ یَخِفُه وَخْفاً ،کوَعَدَه یَعِدُه: ضَرَبَه بیَدِه،و بَلَّه فی الطَّشْتِ (1)حَتّی تَلَزَّجَ و تَلَجَّنَ ،و صارَ غَسُولاً، کأَوْخَفَه أَنشَدَ ابنُ الأَعْرابیِّ :

تَسْمَعُ للأَصْواتِ مِنْها خَفْخَفَا

ضَرْبَ البَراجِیمِ اللَّجِینَ المُوخَفَا (2)

فوَخَفَ ،لازِمٌ مُتَعَدٍّ هکَذا هُوَ فی التَّکْمِلَهِ .

وَ فی العُبابِ : وَخِفَ الخِطْمِیُّ :بالکسرِ:تَلَزَّجَ ،فَتأَمَّلْ .

و وَخَفَ فُلانًا:ذَکَرَهُ بقَبِیحٍ أَو لَطَّخَهُ بدَنَسٍ یَبْقَی عَلَیه أَثَرُه.

و أَوخَفَ :أَسْرَع مثل:أَوحَفَ ،و أَوْجَفَ .

و الوَخِیفَهُ :ما أَوْخَفْتَه من الخِطْمِیِّ نقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الشّاعِرُ یَصِفُ حِمارًا و أُتُنًا:

کأَنَّ علی أَکْسائِها مِنْ لُغامِه

وَخِیفَهَ خِطْمِیٍّ بماءٍ مُبَحْزَجِ

وَ

17- فی حَدِیثِ سَلْمانَ : «لما احْتُضِرَ دَعا بمِسْکٍ ،ثُمَّ قال (3): أَوْخِفِیهِ فی تَوْرٍ،و انْضَحِیه حَوْلَ فِراشِی». أی:

اضْربیه بالماءِ،و

17- فی حَدِیثِ النَّخَعِیِّ : « یُوخَفُ للمَیِّتِ سِدْرٌ، فیُغْسَلُ بِهِ ».

و المُوخِفُ ،کمُحْسِن:الأَحْمَقُ :أی یُوخِفُ زِبْلَه کما یُوخَفُ الخِطْمِیُّ و یُقالُ له:العَجّانُ أَیْضاً،و هو من کِنایاتِهم،کما فی الصِّحاحِ .

و طَعامٌ هکَذا هو فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :«و الوَخِیفَهُ :

طَعامٌ من أَقِطٍ مَطْحُونٍ ،یُذَرُّ علی ماءٍ،ثُمَّ یُصَبُّ عَلَیه السَّمْنُ ، وَ یُضْرَبُ بعضُه ببَعْضٍ ،ثُمّ یُؤْکَلُ ،قال الأَزْهَرِیُّ :

هو من طَعامِ الأَعْرابِ ،أو أنَّ فی العِبارَهِ تَقْدِیماً و تَأْخِیرًا، فلیُتَنَبَّهْ لذلک. أَو هو الخَزیرَهُ قالَه ابنُ عَبّادٍ.

أَو هی تَمْرٌ یُلْقَی عَلَی الزُّبْدِ فیُؤْکَلُ قالَه أَبو عَمْرٍو،و هی شَبیهَهٌ بالتَّنافِیطِ .

و الماءُ الّذی غَلَبَ عَلَیه الطِّینُ وَخِیفَهٌ عن ابنِ عَبّادٍ، یُقال:صار الماءُ وَخِیفَهً ،و حَکَاه اللِّحْیانِیُّ عن أَبِی طَیْبَهَ .

و قال العُزَیْزِیُّ : الوَخِیفَهُ : بَتُّ الحائِکِ (4)لُغَهٌ یمانِیهٌ .

و الوَخْفَهُ بالفَتْحِ : شِبْهُ خَرِیطَهٍ من أَدَمٍ کما فی اللِّسانِ وَ العُبابِ .

و اتَّخَفَتْ رِجْلُه: إذا زَلَّتْ ،و أَصْلُه إِوْتَخَفَتْ نقَلَه الصّاغانِیُّ .

*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیهِ :

وَخَّفَ الخِطْمِیَّ تَوْخِیفاً:مثلُ أَوْخَفَه ،و الوَخِیفُ :

الخِطْمِیُّ المَضْرُوبُ بالماءِ.

وَ یقال للإِناءِ الذی یُوخَفُ فیهِ : مِیخَفٌ ،و منه

14,2- حَدِیثُ أَبِی هُرَیْرَهَ : «أَنَّه قالَ للحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه عنهم:اکْشِفْ لِی عن المَوْضِعِ الّذِیِ کانَ یُقَبِّلُه رَسُولُ اللّه صَلّی اللّه عَلَیه وَ سَلّمَ مِنْکَ ،فکَشَفَ عن سُرَّتِه،کأَنَّها مِیخَفُ لُجَیْنٍ ». أی مُدْهُنُ فِضَّهٍ ،و أَصْلُه مِوْخَفٌ .

وَ قالَ ابنُ الأعْرابِیِّ فی قَوْلِ القُلاخِ :

و أَوْخَفَتْ أَیْدِی الرِّجالِ الغِسْلاَ (5)

قال:أَرادَ خَطَرانَ الیَدِ بالفَخارِ و الکَلامِ ،کأَنَّه یَضْرِبُ غِسْلاً.

وَ الوَخِیفهُ :السَّویقُ المبلولُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.

وَ الوَخِیفَهُ :اللَّبَنُ ،عن ابنِ عَبّادٍ،و یُقالُ :أَتاهُ بلَبَنٍ مثلِ وِخافِ الرَّأْسِ .

وَ الوَخَفَهُ ،مُحَرَّکَهً :لغهٌ فی الوَخْفَهِ ،بالفَتْحِ .

ص:520


1- (1) فی التهذیب:«الطست»بالسین،و حکی بالشین.
2- (2) کذا وردت البراجیم بالیاء،و ذلک لأن الشاعر أراد أن یوفی الجزء فأثبت الیاء لذلک،و إلاّ فلا وجه له.
3- (3) فی النهایه و اللسان: [1]ثم قال لامرأته.
4- (4) فی القاموس:«الکائکِ »و علی هامشه عن نسخه أخری:«الحائک».
5- (5) قبله فی الأمالی 156/2. [2] إنی إذا ما الأمر کان معلا وَ معهما ثالث فی اللسان« [3]معل»: لم تلفنی دارجه و وغلا قال القالی فی شرح الشاهد:و أوخفت أیدی الرجال یرید:قلبوا أیدیهم فی الخصومه.

و اسْتَوْخَفَ الدَّهْرُ مالَه:ذَهَبَ بِهِ ،و به فُسِّرَ قولُ أَبی نُخَیْلَهَ السّابقُ فی«وجف».

وَ وَخْفانُ :موضِعٌ عن ابنِ دُرَیْدٍ (1)،و قالَ یاقُوت:فیه نَظَرٌ.

ودف

وَدَفَ الشَّحْمُ ،کوَعَدَ، یَدِفُ وَدْفا : ذَابَ و سَالَ وَ هو مُطاوِعُ اسْتَوْدَفَه .

و وَدَفَ الإِناءُ وَدْفاً : قَطَرَ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و وَدَفَ له العَطاءَ:أَقَلَّه نقَلَه الصّاغانِیُّ .

و الوَدْفَهُ :الرَّوْضَهُ الخَضْراءُ من نَبْتٍ کالوَدِیفَهِ کما فی الصِّحاحِ ،و قِیلَ :الخَضْراءُ المَمْطُورَهُ اللَّیِّنَهُ العُشْبِ ، وَ قِیلَ :هی الرَّوْضَهُ النّاضِرَهُ المُتَخَیِّلَه،و قالُوا:أَصبَحَت الأَرْضُ وَدْفَهً واحِدَهً :إذا اخْضَرَّتْ کُلُّها و أَخْصَبَت.

قال أَبو صاعِدٍ:یُقال: وَدِیفَهٌ من بَقْلٍ و عُشْبٍ :إذا کانَت الرَّوْضَهُ ناضِرَهً مُتَخَیِّلَهً ،و یُقالُ :حَلُّوا فی وَدِیفَهٍ مُنْکَرَهٍ ،و فی غَذِیمَهٍ مُنْکَرهٍ .

و الوَدَفَهٌ بالتَّحْرِیکِ :النَّصِیُّ و الصِّلِّیَانُ عن ابن عَبّادٍ.

و قال ابنُ الأَعْرابیِّ : الوَدَفَهُ : بُظارَهُ المَرْأَهِ و الذّالُ لُغَهٌ فیه.

و الوُدافُ کغُرابٍ :الذَّکَرُ و أَصْلُه أُدافٌ ،قُلِبَت الواوُ هَمْزَه (2)،و هو مِمّا لَزِم فیه البَدَلُ ؛إِذ الوُدافُ غیرُ مَسْموعٍ فی کَلامِهِم،و هو قِیاسٌ مُطَّرِدٌ،قال الأَزْهَرِیُّ :سُمِّی بِهِ لما یَدِفُ أی:یَسِیلُ و یَقْطُرُ مِنْه من المَنِیِّ و غیرِه کالمَذْیِ وَ البَوْلِ ،و قال ابنُ الأَثِیرِ:سُمِّی بما یَقْطُرُ منه مَجازاً،و قد تَقَدَّمَ فی«أدف»نحوٌ من ذلِکِ .

و اسْتَوْدَفَ الشَّحْمَهَ :اسْتَقْطَرَها فوَدَفَتْ ،کما فی الصِّحاح.

و قال ابنُ عَبّادٍ: اسْتَوْدَفَ الخَبَرَ: إذا بَحَثَ عنه، کتَوَدَّفَه وَ کذلِکَ تَوَکَّفَه. و اسْتَوْدَفَت المَرْأَهُ : إذا جَمَعَتْ ماءَ الرَّجُلِ فی رَحِمِها وَ تَقَبَّضَتْ ؛لِئَلاَّ یَغْتَرِقَ (3)الماءُ فلا تَحْمِلُ ،قاله ثَعْلَبٌ .

و قال اللّیْثُ : اسْتَوْدَفَ لَبَنًا فی الإِناءِ و نحوِه:إذا فَتَحَ رَأْسَهُ فأَشْرَفَ عَلَیهِ و قالَ غیرُه: اسْتَوْدَفَ اللّبَنَ فی الإِناءِ:إذا صَبَّه فیهِ .

و اسْتَوْدَفَ النَّبْتُ : أی طالَ عن ابنِ عَبّادٍ.

و قال العُزَیْزِیُّ تَوَدَّفَت الأَوْعالُ فَوْقَ الجَبَلِ کأَنّها أَشْرَفَتْ علیهِ .

*و مما یُستَدْرَکُ عَلَیه:

الوَدْفُ ،بالفتحِ ،و الوُدافُ کغُرابٍ :المَنِیُّ حَکاهُ ابنُ بَرِّیّ عن أَبِی الطَّیِّبِ اللُّغَوِیِّ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «فی الوُدافِ الغُسْلُ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:هُو الّذِی یَقْطُرُ من الذَّکَر فوقَ المَذْیِ .

وَ هو یَسْتَوْدِفُ مَعْروفَ فُلانٍ :أی یَسْأَلُه.

وَ الوَدَفَهُ مُحَرَّکَهً :الرَّوْضَهُ الخَضْراءُ عن أَبی حازمٍ ،لَغَهٌ فی الوَدْفَهِ ،بالفتحِ .

وَ وَدْفَهُ الأَسَدِیُّ ،بالفتح:من شُعَرائِهِم.

وَ الوَدْفَهُ :الشَّحْمَهُ .

وَ إِیاسُ بنُ وَدَفَهَ الأَنْصارِیُّ ،مُحرَّکهً :له صُحْبَهٌ .

وذف

الوَذَفَهُ ،مُحرَّکَهً :بُظارَهُ ،المَرْأَهِ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .

و وَذَفَ الشَّحْمُ و غَیْرُه یَذِفُ ؛أی: سالَ و قَطَرَ،لُغَهٌ فی وَدَفَ .

و

14- فی الحَدِیثِ : نَزَلَ صَلَّی اللّه عَلَیهِ و سَلَّمَ بأُمِّ مَعْبَدٍ الخُزاعِیَّهِ -رضِیَ اللّه عنها- وَذْفانَ مَخْرَجِهِ إلی المَدِینَهِ . ؛ أی: عِنْدَ مَخْرَجهِ ،قال ابنُ الأَثِیرِ:و هو کما تَقُولُ : حِدْثانه، وَ سُرْعانه.

و یُقال: مَرَّ یُوَذِّفُ تَوْذِیفاً ،و یَتَوَذَّفُ : إذا کان یُقارِبُ الخَطْوَ،و یُحَرِّکُ مَنْکِبَیْهِ زادَ أَبو عَمْرو مُتَبَخْتِرًا و منه

17- حَدِیثُ الحَجّاجِ : «ثُمَّ انْطَلَقَ یَتَوَذَّفُ حَتَّی دَخَلَ عَلَیْها» (4).

ص:521


1- (1) کذا بالأصل و فی الجمهره 239/3«و خَفّان»بتشدید الفاء.و نقله عن ابن درید یاقوت فی معجمه وَخْفان:بالفتح ثم السکون.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:قلبت الواو همزه.هذا لا یتأتی إلا علی جعل وداف أصلاً و قلبت واوه همزه کما فی اللسان لا علی ما قاله المصنف هنا،نعم لو ذکر هذا فی«أدف»عند قول المصنف:الأداف کغراب: الذکر لکان أولی».
3- (3) فی اللسان:یفترق بالفاء.
4- (4) نصه فی التهذیب:و رُوی أن الحجاج قام یتوذّف بمکه فی سبتین له،بعد قتله ابن الزبیر،حتی دخل علی أسماء.

أَو یَتَوذَّفُ : یُسْرعُ قالَهُ أَبو عُبَیْدَهَ ،و اسْتَدَلَّ بقولِ بِشْرِ بنِ أَبی خازِمٍ :

یُعْطِی النَّجائِبَ بالرِّحالِ کأَنَّها

بَقَرُ الصَّرائِمِ و الجِیادُ تَوَذَّفُ

و الوُذافُ ،کغُرابٍ :الذَّکَرُ لغهٌ فی الوُدافِ بالدّالِ .

*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الوَذْفُ ،و الوَذَفانُ :مِشْیَهٌ فیها اهْتِزازٌ و تَبَخْتُرٌ،و قد وَذَفَ .

وَ وَذْفَهُ ،بالفَتْحِ :موضِعٌ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.

وَ قالَ ابنُ عَبّادٍ: المُتَوَذِّفَهُ من النِّساءِ:هی المُتَمَزْمِزَهُ ، یعنِی تَحْرِیکَها أَلْواحَها فی المَشْی.

وَ الوَذْفَهُ :الشَّحْمَهُ .

وَ الوَذْفُ :المَنِیُّ .

ورف

وَرَفَ الظِّلُّ یَرِفُ ، کوَعَدَ یَعِدُ وَرْفاً ،و وَرِیفاً ، وَ وُرُوفاً :اتَّسَعَ نَقَلَه الجَوْهرِیُّ عن الفَرّاءِ.

و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : وَرِفَ :إذا طَالَ و امْتَدَّ،کأَوْرَفَ ، وَ وَرَّفَ فهو وارِفٌ ،و أَنشَدَ قولَ الشاعِرِ یَصِفُ زِمامَ النَّاقَهِ :

وَ أَحْوَی کأَیْمِ الضَّالِ أَطْرَقَ بَعْدَ ما

حَبَا تَحْتَ فَیْنانٍ من الظِّلِّ وارِفِ

وارِفٌ :نَعْتٌ لفَیْنانٍ ،و الفَیْنانُ :الطَّوِیلُ ،و أَنشَدَ ابنُ بَرِّی لمُعَقِّرِ بنِ حِمارٍ البارِقِیِّ :

من الَّلائِی سَنابِکُهُنَّ شُمٌّ

أَخَفَّ مُشاشَها لَیْنٌ وَرِیفُ

و الوَرْفُ :ما رَقَّ من نَواحِی الکَبِدِ عن ابنِ فارِسٍ (1).

و یُقال:إنَّ الرُّفَه ،کَثُبَهٍ (2)مُخَفَّفَهً : التِّبْنُ و الناقِصُ واوٌ من أَوَّلِها،و فی المَثَل: «هو أَغْنَی من التُّفَهِ عَنِ الرُّفَهِ » فی إِحْدَی الرِّوایاتِ ،و قد تقَدَّمَ فی«رفف».

و الرِّفَهُ کعِدَهٍ :النّاضِرُ الرَّفّافُ الشَّدِیدُ الخُضْرَهِ من النَّبْتِ عن ابن عَبّادٍ.و قد وَرَفَ یَرِفُ رِفَهً :إذا اهْتَزَّ.

وَ قال الأَزْهرِیُّ :هما لُغَتانِ :رَفَّ یَرِفُّ ،و وَرَفَ یَرِفُ ، وَ هو الرَّفِیفُ ،و الوَرِیفُ .

و وَرَّفْتُه ، أی:الشَّیْ ءَ تَوْرِیفاً : أی مَصَصْتُه.

و وَرَّفْتُ الأَرْضَ تَوْرِیفاً : قَسَمْتُها نقَلَه الصّاغانِیُّ ،و کأَنّه لُغَهٌ فی أَرَّفْتُها،و أَرَّثْتُها.

*و مما یُستَدْرَکُ عَلَیه:

وَرْفُ الشَّجَرِ،بالفتح،و وَرَفُه ،مُحَرَّکَهً :تَنَعُّمُه و اهْتِزازُه، وَ بَهْجَتُه من الرِّیِّ و النَّعْمَهِ .

وَ وَرَفَ وَرْفاً :بَرَقَ .

وزف

وَزَفَ البَعِیرُ،و غیرُه یَزفُ وَزِیفاً :أَسْرَعَ المَشْیَ ،و قِیلَ :قارَبَ خُطاهُ ،کزَفَّ ،و قیلَ :هو مَقْلُوبُ وَفَزَ،و الوَزِیفُ :سُرْعَهُ السَّیْرِ،مثلُ الزَّفِیفِ ،و منه قِراءَهُ أَبی حَیْوَهَ : فأَقْبَلُوا إِلَیْهِ یَزِفُونَ (3)أی:یُسْرِعُونَ ،کما فی العُباب.قال اللِّحْیانِیُّ :قرأَ بِهِ حَمْزهُ عن الأَعْمَشِ ،عن ابنِ وَثّابٍ ،قال الفَرّاءُ:لا أَعْرِفُ وَزَفَ یَزِفُ فی کَلامِ العَرَبِ ،و قد قُرِئَ بِهِ ،قال:و زَعَم الکِسائِیُّ أَنّه لا یَعْرِفُها، وَ قال الزَّجّاجُ :عَرَفَ غیرُ الفَرّاءِ یَزِفُونَ ،بالتَّخْفِیفِ بمَعْنَی یُسْرِعُون کأَوْزَفَ ،و وَزَّفَ عن ابن الأَعْرابِیِّ ،جعَلَهُما لازِمَیْنِ ،کوَزَفَ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: وَزَفَ فُلانًا وَزْفاً : إذا اسْتَعْجَلَه یمانِیَّهٌ ، جعله مُتَعَدِّیاً،فهو لازِمٌ مُتَعَدٍّ.

و المُوازَفَهُ ،و التَّوازُفُ :المُناهَدَهُ فی النَّفَقاتِ قال ثَعْلَبٌ :

هی لُغَهٌ صَحِیحَهٌ ،یُقال: تَوازَفُوا بَیْنَهُم،قال المُرَقِّشُ الأَکْبَرُ:

عِظامُ الجِفانِ بالعَشِیَّهِ و الضُّحَی

مَشایِیطُ للأَبْدانِ غیرَ التّوازُفِ (4)

قال الصّاغانِیُّ :و یُرْوَی«التَّوارُفِ »من التَّرْفَهِ و الدَّعَهِ ؛

ص:522


1- (1) انظر المقاییس 101/6. [1]
2- (2) بهامش القاموس [2]عن نسخه أخری زیاده:بالضم و فی التکمله:الرفه مخففه.
3- (3) سوره الصافات الآیه 94 و [3]القراءه: یَزِفُّونَ .
4- (4) البیت 14 من المفضلیه رقم 50 ص 223 بروایه: ...بالعشیات وَ الضحی ...غیر التوارف» بالراء،و بشرحه:التوارف جمع تارف،من الترفه،و هی النعمه و الدعه،و المثبت کروایه التکمله.

أی:لَیْسُوا أَصْحابَ لَزُمٍ للبُیوتِ و لا دَعَهٍ ،هم فی إِغارَهٍ وَ طَلَبِ ثَأْرٍ،و کَفِّ نازِلَهٍ ،و خِدمَهِ ضیْفٍ .

*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الوَزْفُ ،و الوَزْفَهُ :الإِسْراعُ فی المَشْیِ ،و قِیلَ :مُقارَبَهُ الخَطْوِ،قال ابنُ سِیدَه:أُرَی الأَخِیرَهَ عن اللِّحْیانِیِّ ،و هی مُسْتَرابَهٌ .

وسف

الوَسْفُ :تَشَقُّقٌ یَبْدُو فی مُقَدَّم فَخِذِ البَعِیرِ وَ عَجُزِه عِنْدَ السِّمَنِ و الاکْتِناز ثُمّ یَعُمُّ فیهِ أی:فی جَسَدِه فیَتَوَسَّفُ جِلْدُه،و رُبَّما تَوَسَّفَ من داءٍ أو قُوَباءٍ،قالَه اللَّیْثُ .

و تَوَسَّفَ : إذا تَقَشَّرَ.

و تَوَسَّفَ البَعِیرُ:ظَهَرَ بِهِ الوَسْفُ أی:التَّشَقُّقُ ،و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :یُقال للقَرْحِ و الجُدَرِیِّ إذا یبِسَ و تَقَرَّفَ -و للجَرَبِ أَیضاً فی الإِبِلِ إذا قَفَل-:قد تَوَسَّفَ جِلْدُه، وَ تَقَشَّرَ جِلْدُه،و تَقَشْقَشَ جِلْدُه،کُلُّه بمَعْنیً .

أَو تَوَسَّفَ البَعِیرُ:إذا أَخْضَبَ و سَمِنَ ،و سَقَطَ وَبَرُه الأَوَّلُ ،و نَبَتَ الجَدِیدُ قالَه ابنُ فارِسٍ .

وَ قال غَیْرُه: تَوَسَّفَتْ أَوْبارُ الإِبِلِ :إذا تَطایَرَتْ عنها وَ اقْتَرَفَتْ (1)،و قالَ أَبُو عَمْرٍو:إذا سَقَطَ الوَبَرُ أو الشَّعَرُ من الجِلْدِ و تَغَیَّرَ قِیلَ : تَوَسَّفَ .

*و مما یُستَدْرَکُ عَلَیهِ :

التَّوْسِیفُ :التَّقْشِیرُ عن الفَرّاءِ،قال:و تَمْرَهٌ مُوَسَّفَهٌ :

مُقَشَّرَهٌ ،و قد تَوَسَّفَتْ ،قال الأَسْوَدُ بنُ یَعْفُرَ النَّهْشَلِیُّ :

وَ کُنْتُ إذا ما قُرِّبَ الزّادُ مُولَعاً

بکُلِّ کُمَیْتٍ جَلْدَهٍ لَم تُوَسَّفِ

کُمَیْتٌ :تَمْرَهٌ حَمْراءُ إلی السَّوادِ،و جَلْدَهٌ :صُلْبَهٌ ،و لم تُوَسَّفْ :لم تُقَشَّرْ.

وَ وَسْفُ ،بالفتح:قَرْیَهٌ من أَعمال هَمَذانَ ،و منها أَبُو علیٍّ رِزْقُ اللّه بنُ إِبراهِیمَ الوَسْفیُّ المُقِیمُ بغَزالِیَّهِ دِمَشْقَ سمِعَ منه البُرْهانُ الوانِی،و غَیْرُه.

وصف

وَصَفَه یَصِفُه وَصْفاً ، وصِفَهً و الهاءُ هذه عِوَضٌ عن الواوِ: نَعَتَه و هذا صَرِیحٌ فی أنَّ الوَصْفَ و النَّعْتَ مُترادِفانِ ،و قد أَکْثَرَ النّاسُ من الفُروق بَیْنَهما،و لا سِیَّما عُلماءُ الکلامِ ،و هو مَشْهورٌ،و فی اللِّسانِ : وَصَفَ الشیءَ لهُ و عَلَیهِ :إذا حَلاّه،و قِیلَ : الوَصْفُ :مَصْدَرٌ،و الصِّفَهُ :

الحِلْیَهُ ،و قال اللّیْثُ : الوَصْفُ : وَصْفُکَ الشیءَ بحِلْیَتِه و نَعْته فاتَّصَفَ أی:صارَ مَوْصُوفاً ،أو صارَ مُتَوَاصَفاً ،کما فی الصِّحاحِ قالَ طَرَفَهُ :

إِنِّی کَفانِیَ مِنْ أَمْرٍ هَمَمْتُ بِهِ

جارٌ کجارِ الحُذاقِیِّ الّذِی اتَّصَفَا

أی صارَ مَوْصُوفاً بحُسْنِ الجِوارِ.

و من المَجازِ: وَصَفَ المُهْرُ وَصْفاً :إذا تَوَجَّه لِشَیْ ءٍ من حُسْنِ السِّیرَهِ نقَلَه ابنُ عَبّادٍ،و قالَ غیرُه:إذا جادَ مَشْیُه، کأَنّه وَصَفَ الشیءَ (2)و قالَ الشَّمّاخُ :

إِذَا مَا أَدْلَجَتْ وَصَفَتْ یَدَاهَا

لَها الإِدْلاجَ لَیْلَهَ لا هُجُوعِ

یُریدُ:أَجادَتْ السَّیْرَ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :أی: تَصِفُ لها إِدْلاجَ اللَّیْلهِ التی لا تَهْجَعُ فِیها.

و الوَصّافُ :العارِفُ بالوَصْفِ عن ابنِ دُرَیْدٍ،و منه:

«و کانَ وَصَّافاً لحِلْیَهِ رَسُولِ اللّه صَلَّی اللّه عَلَیهِ و سَلّم».

قال ابنُ دُرَیْدٍ: و الوَصّافُ : لَقَبُ أَحَدِ سادَاتِهِمْ لُقِّبَ بذلِک لِحَدِیثٍ له أَو اسْمُه مالِکُ بنُ عامِر (3)بنِ کَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ ضُبَیْعَهَ (4)بنِ عِجْلٍ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:سُمِّی الوَصّافَ لأَنَّ المُنْذِرَ الأَکبَر ابنَ ماءِ السّماءِ قَتَلَ یومَ أُوارَهَ بَکْرَ ابنَ وائِل قَتْلاً ذَریعاً،و کانَ یَذْبحُهُم علی جَبَلٍ ،و آلَی أَن لا یَرْفَعَ عنهم القَتْلَ حتّی یَبْلُغَ الدَّمُ الأَرْضَ ،فقَالَ َ له مالِکُ بنُ عامِرٍ:لو قَتَلْتَ أَهْلَ الأَرْضِ هکَذا لم یَبْلُغَ دَمُهُم الأَرْضَ ، ولکن صُبَّ عَلَیهِ ماءً،فإِنّه یبلُغُ الأَرْضَ ،فسُمِّیَ بذلِکَ الوَصّاف .

و من وَلَدِه:عُبَیْدُ اللّه بنُ الوَلِیدِ الوَصّافیُّ المُحَدِّثُ العِجْلِیُّ عن عَطاءٍ و طَاوُس و عَطِیَّهَ العَوْفیِّ ،و عنه عِیسی بنُ یُونُسَ ،و ابنُه سَعِیدُ بنُ عُبَیْدِ اللّه،شیخٌ لمُحَمَّدِ بنِ عِمْرانَ ابنِ أَبِی لَیْلَی.

ص:523


1- (1) فی اللسان:و افترقت.
2- (2) فی التهذیب:وصف المشی.
3- (3) فی الاشتقاق ص 345 [1] الحارث بن مالک.
4- (4) ضُبَیه أمهم،کانت تحت عدی بن حنیفه،و هی بنت عجل بن لجیم.

و الوَصِیفُ کأَمِیرٍ:الخادِمُ و الخادِمَهُ (1)،أی:غُلاماً کان أو جارِیَهً کالوَصِیفَهِ قال ثَعْلَبٌ :و رُبَّما قالُوا للجارِیَهِ : وَصِیفَه ج: وصائِفُ و جَمْعُ الوَصِیفِ : وُصَفاءُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «أَنَّه نَهَی عن قَتْلِ العُسَفاءِ و الوُصَفاءِ ».

و قد وَصُفَ الغُلامُ ککَرُمَ : إذا بَلَغَ حَدَّ الخِدْمَهِ ،و الاسْمُ الإِیصافُ ،و الوَصافَهُ امّا أَبو عُبَیْدٍ فقَالَ َ: وَصِیفٌ بَیِّنُ الوَصافَهِ ،و أَمّا ثَعْلَبٌ فقَالَ َ:بَیِّنُ الإِیصافِ ،و أَدْخلاهُ فی المَصادِرِ التی لا أَفْعالَ لها،و إذا عَرَفْتَ ذلِکَ فلا عِبْرَهَ لما نَظَّرَه شَیخُنا،نعَمْ إنَّ ابنَ الأَعْرابِیِّ قد أَثْبَتَ فِعْلَه،و إِیّاه تَبعَ صاحبُ الخُلاصَهِ ،فهما قَوْلانِ .

و تَواصَفُوا الشَّیْ ءَ: وَصَفَه بَعْضُهُم لبَعْضٍ قال الجَوْهرِیُّ :و هو من الوَصْفِ .

و اسْتَوْصَفَه [لِدَائِهِ ] (2)أی:المَرِیضُ الطَّبِیبَ :إذا سَأَلَه أَنْ یَصِفَ لَهُ ما یَتَعالَجُ بِهِ کما فی الصِّحاحِ .

قال: و الصِّفَهُ :کالعِلْمِ و الجَهْل و السَّوادِ و البَیاضِ .

و أَما النُّحاهُ فإِنّما یُرِیدُونَ بها النَّعْتَ ،و هو أی:النَّعْتُ :

اسْمُ الفاعِلِ أو المَفْعُولِ نحو:ضارِبٍ و مَضْرُوبٍ أَو ما یَرْجِعُ إِلیهِما من طَرِیقِ المَعْنَی،کمِثْلٍ و شِبْهٍ و ما یَجْرِی مَجْرَی ذلِکَ ،تَقولُ :رَأَیْتُ أَخاکَ الظَّرِیفَ ،فالأَخُ هو المَوْصُوفُ ،و الظَّرِیفُ هو الصّفَهُ ،فلهذا قالُوا:لا یَجُوزُ أَنْ یُضافَ الشیءُ إلی صِفَتِه ،کما لا یَجُوزُ أَنْ یُضافَ إلی نَفْسِه؛لأَنَّ الصِّفَهَ هی المَوْصُوفُ عندَهُم،أَلا تَرَی أنَّ الظَّرِیفَ هو الأَخُ ؟کما فی الصِّحاحِ و العُبابِ .

*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

اتَّصَفَ الشَّیْ ءُ:أَمْکَنَ وَصْفهُ ،قال سُحَیْمٌ :

وَ ما دُمْیَهٌ مِنْ دُمَی مَیْسَنا

نَ مُعْجِبَهٌ نَظَرًا و اتِّصافَا (3)

وَ جَمْع الوَصْفِ : الأَوْصافُ ،و جمعُ الصِّفَه : الصِّفاتُ .و بَیْعُ المُواصَفَهِ :أَنْ یَبِیعَ الشیءَ بِصِفَتِه من غَیْرِ رُؤْیَهٍ ، کما فی الصِّحاحِ ،و

17- فی حَدِیثِ الحَسَن: «[أَنّه] (4)کَرِه المُواصَفَهَ فی البَیْعِ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:هو أَنْ یَبِیعَ ما لَیْسَ عندَه،ثُمّ یَبْتاعَه،فیَدْفَعَه إلی المُشْتَرِی،قِیلَ له ذلِکَ لأَنَّه باعَ بالصِّفَهِ من غیر نَظَرٍ و لا حِیازَهِ مِلْکٍ .

وَ قالَ ابنُ الأَعرابِیِّ : أَوْصَفَ الغُلامُ (5):تَمَّ قَدُّهُ ،و کذا أَوْصَفَت الجارِیَهُ ،و فی الأَساسِ أَوْصَفَ :بَلَغَ أَوانَ الخِدْمَهِ .

وَ الصِّفَهُ :الحالَهُ الّتِی عَلَیْها الشَّیْ ءُ من حِلْیَتِه و نَعْتِه.

وَ أَمّا الوَصْفُ فقد یَکُونُ حَقًّا و باطِلاً،یقال:لِسانُه یَصِفُ الکَذِبَ ،و منه قَوْلُه تَعالی : وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُکُمُ الْکَذِبَ (6)و هو مَجازٌ.

وَ تَواصَفُوا بالکَرَمِ ،و شَیْ ءٌ مَوْصُوفٌ و مُتواصِفٌ ، وَ مُتَّصِفٌ .

وَ قد اتَّصَفَ الرّجُلُ :صارَ مُمَدَّحاً.

وَ واصَفْتُه الشَّیْ ءَ مُواصَفَهً .

وَ توَصَّفْتُ وَصِیفاً ،و وَصِیفَهً :اتَّخَذْتُه للخِدْمَه و التَّسَرِّی.

وَ تَقولُ :وَجْهُها یَصِفَ الحُسْنَ .

وَ وَصِیفَهٌ مَوْصُوفَهٌ بالجَمالِ ، واصِفَهٌ للغَزالَهِ و الغَزالِ ، وَ هو مجازٌ.

وَ منه أَیْضاً:ناقَهٌ تَصِفُ الإِدْلاجَ ،ثُمَّ کَثُرَ حتی قالُوا:

وَصَفَت النَّاقَهُ وُصُوفاً :إذا جدّتْ فی السَّیْرَ (7).

وَ قالَ ابنُ الأَثِیرِ: وَصّافُ بنُ هُودِ بنِ زَیْدٍ المَرْوَزِیُّ ،من وَلَدِه طاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُزاحِمِ بنِ وَصّافٍ المُحَدِّثُ .

وَ سِکَّهُ وَصّافٍ بنَسَفَ ،منها أَبُو العَبّاسِ عبدُ اللّه بنُ مُحَمّدٍ الوَصّافیّ ،عن إِبْراهِیمَ بنِ مَعْقِلٍ .

وَ هُوَّهُ ابنُ وصَّافٍ ،دَحْلٌ بالحَزْنِ لبَنِی الوَصّاف ،مَثَلٌ

ص:524


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و الخادمه،یوجد فی نسخ المتن المطبوعه بعد هذه زیاده:ج وُصَفَاء.
2- ((*)) ساقطه من المصریه و الکویتیه.
3- (2) فی اللسان« [1]میس»بروایه: وَ ما قریه من قری میسنان إنما أراد میسان فاضطر فزاد النون.
4- (3) زیاده عن التهذیب.
5- (4) فی التهذیب:أوصف الوصیفُ .
6- (5) سوره النحل الآیه 116. [2]
7- (6) العباره فی الأساس:إذا أجادت السیر و جدّت فیه.

تسْتَعْمِلُه العَرَبُ لِمَنْ یَدْعُونَ عَلَیه،ذَکَرَها رُؤْبَهُ (1)فی شِعْرِه.

وضف

وَضَفَ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسانِ ، وَ قال أَبو تُرابٍ :سَمِعْتُ خَلِیفَهَ الحِصْنِیَّ یَقُولُ :وَصَفَ البَعِیرُ: إذا أَسْرَعَ کأَوْضَفَ : أی خَبَّ فی سَیْرِه.

و قال الخَارْزَنْجِیُّ : أَوْضَفْتُه :أَوْجَفْتُه فی الرَّکْضِ .

وَ قالَ أَبُو تُرابٍ : أَوْضَفَْتُ النّاقَهَ فوَضَفَت ،مثل أَوْضَعْتُها فوَضَعَتْ .

وطف

الوَطَفُ مُحَرَّکَهً :کَثْرَهُ شَعَرِ الحاجِبَیْنِ وَ العَیْنَیْنِ (2)و الأَشْفارِ،مع اسْتِرْخاءٍ و طُولٍ ،و هو أَهْوَن من الزّبَبِ ،و قد یَکُونُ ذلِکَ فی الأُذُنِ .

و الوَطَفُ : انْهِمارُ المَطَرِ عن ابنِ فارِسٍ .

و یُقالُ : عَلَیْهِ وَطْفَهٌ مِنَ الشَّعَرِ: أی قَلِیلٌ مِنْه عن ابنِ عَبّادٍ.

و رَجُلٌ أَوْطَفُ بَیِّنُ الوَطَفِ ،و امْرَأَهٌ وَطْفاءُ :إذا کانَا کَثِیرَیْ شَعَرِ اهْدابِ العَیْنَیْنِ ،و قد وَطِفَ یَوْطَفُ ،فهو أَوْطَفُ .

و سَحابَهٌ وَطْفاءُ : إذا کانَتْ مُسْتَرْخِیَه الجَوانِبِ لکَثْرهِ مائِها قال امْرُؤُ القَیْسِ :

دِیمَهٌ هَطْلاءُ فِیها وَطَفٌ

طَبَقُ الأَرْضِ تَحَرَّی و تَدُرْ

أَو هِیَ الدّائِمَهُ السَّحِّ ،الحَثِیثَهُ ،طالَ مَطَرُها أو قَصُرَ قالَه أَبُو زَیْدٍ.

قال: و یُقال: فِیهَا وَطَفٌ مُحَرَّکَهً : أی:تَدَلَّتْ ذُیُولُها.

و کذا لِکَ ظَلامٌ أَوْطَفُ : إذا کانَ مُلْبِساً دانِیا،و أَکثرُ ما یُقالُ فی الشَّعَرِ.

و عَیْشٌ أَوْطَفُ : ناعِمٌ واسِعٌ رَخِیٌّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:بَعِیرٌ أَوْطَفُ :کثیرُ الوَبَر سابِغُه.

وَ عَیْنٌ وَطْفاءُ :فاضِلَهُ الشُّفْرِ،مُسْتَرْخِیَهُ النَّظَرِ.

وَ سَحابٌ أَوْطَفُ :فی وَجْهِه کالحِمْلِ الثَّقِیلِ (3).

وَ عامٌ أَوْطَفُ :کَثِیرُ الخَیْرِ،مُخْصِبٌ .

وَ خُذْ ما أَوْطَفَ لَک؛أی:ما أَشْرَفَ و ارْتَفَع.

وَ وَطَفَ وَطْفاً :طَرَدَ الطَّرِیدَهَ ،و کانَ فی أَثَرِها.

وَ وَطَف الشَّیْ ءَ علی نَفْسِهِ وَطْفاً ،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ ، وَ لم یُفَسِّرْه.

وظف

الوَظِیفُ :مُسْتَدَقُّ الذِّراعِ و السّاقِ مِن الخَیْلِ ،و مِنَ الإِبِلِ و لَفْظَهُ مِن الثانیَهِ مُسْتَدْرَکَهٌ ،و کذا نَصُّ الصِّحاحِ :من الخَیْلِ و الإبِلِ و غَیْرِها و قال ابنُ الأَعْرابیِّ :

هو من رُسْغَیِ البَعِیرِ إلی رُکْبَتَیْهِ فی یَدَیْهِ ،و أَمَّا فی رجْلَیْهِ فمِنْ رُسْغَیْه إلی عُرْقُوبَیْهِ ،و قالَ غیرُه: الوَظِیفُ لِکُلِّ ذِی أَرْبَعٍ :ما فَوْقَ الرُّسْغِ إلی مَفْصِلِ السّاقِ ،و وَظِیفَا یَدَیِ الفَرَسِ :ما تَحْتَ رُکْبَتَیْهِ إلی جَنْبَیْهِ ،و وَظِیفَا رِجْلَیْهِ :ما بَیْنَ کَعْبَیْه إلی جَنْبَیْهِ .

ج: أَوْظِفَهٌ و عَلَیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و منه قَوْلُ الأَصْمَعِیِّ :یُسْتَحَبُّ من الفَرَسِ أَنْ تَعْرُضَ أَوْظِفَهُ رِجْلَیْهِ ، وَ تَحْدَبَ أَوْظِفَهُ یَدَیْهِ و یُجْمَعُ أَیضاً علی وُظُف ،بضَمَّتَیْنِ و قال أَبُو عَمْرٍو: الوَظِیفُ : الرَّجُلُ القَویُّ عَلَی المَشْیِ فی الحَزْنِ .

و من المَجازِ: جاءَت الإِبلُ علی وَظِیفٍ واحِدِ:إذا تَبِعَ بَعْضُها بَعْضاً کأَنَّها قِطارٌ،کلُّ بَعِیرٍ رَأَسُه عندَ ذَنَبِ صاحِبِه.

و وَظَفَه أی:البَعِیرَ یَظِفُه : إذا قَصَّرَ قَیْدَه.

و وَظَفَه وَظْفاً : أَصابَ وَظِیفَه .

و یُقال: وَظَفَ القَوْمَ یَظِفُهُم وَظْفاً :إذا تَبِعَهُم مَأْخُوذٌ من الوَظِیفِ ،عن ابن الأَعْرابِیِّ .

و الوَظِیفَهُ ، کسَفِینَهٍ :ما یُقَدَّرُ لکَ فی الیَوْمِ و کَذا فی

ص:525


1- (1) یعنی قوله،ذکر یاقوت فی هوه ابن الوصاف: لولا ترقی علی الأشراف أقحمتنی فی النفنف النفناف فی مثل مهوی هوّه الوصاف.
2- (2) لم یذکر«العینین»فی التهذیب.و المثبت کاللسان. [1]
3- (3) کذا بالأصل و اللسان،و [2]فی التهذیب:«سحابه و طفاء کأنما بوجهها حمل کثیر»و فی بعض نسخه«خمل»بالخاء و هو الصواب،یرید بالحمل:الماء الغزیر،و الخمل بفتح فسکون هدب القطیفه و نحوها مما ینسج،و السحب توصف بأنها ذوات أهداب.

السَّنَهِ و الزَّمان المُعَیَّنِ ،کما فی شُرُوح الشِّفاءِ مِن طَعامٍ ،أَو رِزْقٍ کما فی الصِّحاحِ ،زادَ غیرُه و نحْوِه کشَرابٍ ،أو عَلَف للدّابَّهِ ،یُقال:له وَظِیفَهٌ من رِزْقٍ و عَلَیْهِ کُلَّ یومٍ وظیفهٌ من عَمَلٍ .

قال شَیْخُنا:و یَبْقَی النَّظَرُ:هَلْ هُوَ عَرَبِیٌّ أو مُوَلَّد؟ وَ الأَظْهَرُ عِنْدِی الثّانِی.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الوَظِیفَهُ : العَهْدُ و الشَّرْطُ ،ج:

وَظائِفُ ،و وُظُفٌ ،بضَمَّتَیْنِ .

و التَّوْظِیفُ :تَعْیِینُ الوَظِیفَهِ یُقالُ : وَظَّفْتُ عَلَی الصَّبیِّ کُلَّ یَوْمٍ حِفْظَ آیاتٍ من کِتابِ اللّه عَزَّ و جَلَّ .

وَ یُقالُ : وَظَّفَ عَلَیه العَمَلَ ،و هو مُوَظَّفٌ عَلَیه.

وَ وَظَّفَ له الرِّزْقَ ،و لدَابَّتِه العَلَفَ .

قلتُ :و یُعَبَّرُ الآنَ فی زَمانِنا بالجِرَایَهِ و العَلِیقَهِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: المُواظَفَهُ : مثلُ المُوافَقَه،و المُوَازَرَه، وَ المُلازَمَه یُقال: واظَفْتُ فُلانًا إلی القَاضِی:إذا لازَمْتَه عِنْدَه.

و استَوْظَفَه :اسْتَوْعَبَه و منه قَوْلُ الإمام الشّافِعِیِّ رحِمَهُ اللّه -فی کِتابِ الصَّیْدِ و الذَّبائِح-:«إِذا ذَبَحْتَ ذَبِیحَهً فاسْتَوْظِفَ قَطْعَ الحُلْقُومِ و المَرِیءِ و الوَدَجَیْنِ »أی:

اسْتَوْعِبْ ذلِکَ کُلَّه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

وَظَفَ الشَّیْ ءَ علی نَفْسِه وَظْفاً :أَلْزَمَها إِیّاهُ (1).

وَ یُقال:للدُّنْیا وظائِفُ و وُظُفٌ ؛أی:نُوَبٌ و دُوَلٌ ،و أَنشَدَ اللَّیْثُ :

أَبْقَتْ لَنا وَقَعاتُ الدَّهْرِ مَکْرُمَهً

ما هَبَّت الرِّیحُ و الدُّنْیا لَها وُظُفُ

أی:دُوَلٌ و نُوَبٌ ،و هو مَجازٌ،و فی التَّهْذِیبِ :هی شِبْهُ الدُّوَلِ ،مَرَّهً لهؤلاءِ،و مَرَّهً لهؤُلاءِ،جَمْعُ الوَظِیفَهِ .

وعف

الوَعْفُ أَهمَلَه الجَوْهَرَیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو کُلُّ مَوْضِعٍ من الأَرْضِ فیه غِلَظٌ یَسْتَنْقِعُ فیه الماءُ،ج:

وِعافٌ بالکَسْرِ.

و قال ابنُ الأَعْرابیِّ : الوُعُوفُ بالضمِّ :ضَعْفُ البَصَرِ قال الأَزْهَرِیُّ :هکَذا جاءَ بِهِ فی بابِ العَیْنِ ،و ذَکَرَ معه العُوُوف،و أَمّا أَبو عُبَیْد فإِنَّه ذَکَر عن أَصحابِه الوَغْفَ ، بالغینِ المعجمهِ ،ضَعْفُ البَصَرِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَوْعَفَ الرَّجُلُ :إذا ضَعُفَ بَصَرُه،عن ابنِ الأَعرابِیِّ ،لُغَهٌ فی أَوْغَفَ بالمُعْجَمَهِ .

وغف

الوَغْفُ :قِطْعَهٌ من أَدَمٍ أو کِساءٍ تُشَدُّ علی بَطْنِ العَتُودِ أو التَّیْسِ ؛لِئَلاّ یَشْرَبَ بَوْلَه،أو یَنْزُوَ نقلَه ابنُ دُرَیْدٍ (2).

و الوَغْفُ : ضَعْفُ البَصَرِ نقله الجَوْهَرِیُّ ،و هو قولُ أَبی عُبَیْدٍ، کالوُغُوفِ بالضمِّ ،عن ابن الأَعْرابِیِّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :رأَیْتُ بخَطِّ الإِیادِیِّ فی الوَغْفِ (3)قال-فی کِتاب أَبی عَمْرٍو الشَّیْبانِیّ لأَبِی سَعْدٍ المَعْنِیِّ -:

لعَیْنَیْکَ وَغْفٌ إذ رَأَیْتَ ابنَ مَرْثَدِ

یُقَسْبِرُها بفُرْقُمٍ یتَزَبَّدُ

و وَغَفَ یَغِفُ وَغْفاً : أَسْرَعَ وعَدَا.

و قال أَبُو عَمْرٍو: أَوْغَفَت المَرْأَهُ :إذا ارْتَهَزَتْ عِنْدَ الجِماعِ تَحْتَ الرَّجُلِ و أَنشَدَ:

لَمّا دَحاهَا (4)بمِتَلٍّ کالصَّقْبْ

و أَوْغَفَتْ لِذاکَ إِیغافَ الکَلْبْ

بما یُدِیمُ الحُبَّ مِنْه فی القَلْبْ 3

و أَوْغَفَ الرَّجُلُ : عَدَا و أَسْرَعَ مثلُ وَغَفَ ،قال العَجّاجُ یذکُرُ الکِلاب و الثَّوْرَ:

و أَوْغَفَتْ شَوارِعاً و أَوْغَفَا

مِیلَیْنِ ثُمَّ أَزْحَفَتْ و أَزْحَفَا

ص:526


1- (1) تقدم فی ماده وطف عن ابن الأعرابی نفس العباره بالطاء،قال هناک:و لم یفسره.
2- (2) انظر الجمهره 148/3. [1]
3- (3) عن اللسان و [2]بالأصل«الوقف».
4- (4) الرجز لربعی الدبیری کما فی اللسان،و [3]فی التهذیب و التکمله بروایه«لما رجاها»بدلاً من«دحاها»و فی التهذیب و اللسان« [4]لما یدیم»بدلا من«بما یدیم».

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : أَوْغَفَ :إذا سارَ سَیْرًا مُتْعِباً.

قال: و أَوْغَفَ :إذا عَمِشَ من ضَعْفِ البَصَر.

قال: و أَوْغَفَ : أَکَلَ من الطَّعامِ ما یَکْفِیهِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: أَوْغَفَ الکَلْبُ إِیغَافاً :إذا لَهَثَ و ذَلِکَ أَنْ یُدْلِیَ لِسانَه من شِدَّهِ الحَرِّ و العَطَشِ .

قال: و أَوْغَفَ الخِطْمِیِّ و أَوْخَفَه بمَعْنًی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَوْغَفَ الرَّجُلُ :ضَعُفَ بَصَرُهُ ،کأَوْعَفَ .

وَ الإِیغافُ :سُرْعَهُ ضَرْبِ الجَناحَیْنِ .

وَ الإِیغافُ :التَّحَرُّکُ .

وَ المِیغَفُ ،کالمِیخَفِ .

وقف

الوَقْفُ :سِوارٌ مِنْ عاجٍ نَقَلَه الجَوْهرِیُّ ،و قالَ الکُمَیْتُ یصِفُ ثَوْرًا:

ثُمَّ اسْتَمَرَّ کوَقْفِ العاجِ مُنْکَفِتاً

یَرْمِی به الحَدَبَ اللَّمّاعَهَ الحَدَبُ

هکذا أَنشَدَهُ ابنُ بَرِّیّ و الصّاغانِیُّ ،و قِیلَ :هو السِّوارُ ما کانَ ،و الجَمعُ وُقُوفٌ ،و قِیلَ :المَسَکُ إذا کانَ من عاجٍ فهو وَقْفٌ ،و إذا کانَ من ذَبْلٍ فهو مَسَکٌ ،و هو کَهیْئَهِ السِّوار.

و الوَقْفُ : ه،بالحِلَّهِ المَزْیَدِیَّهِ أی:من أَعْمالِها بالعِراقِ .

و أَیضاً:قریهٌ أُخْری بالخالِصِ شَرْقِیَّ بَغْدادَ بینَهُما دُونَ فَرْسَخٍ .

و وَقْفٌ : ع،بِبلادِ بَنِی عامِرٍ قال لَبِیدٌ-رضِیَ اللّه عنه-:

لِهنْدٍ بأَعْلَی ذِی الأَغَرِّ رُسُومُ

إلی أُحُدٍ کأَنَّهُنَّ وُشُوُم

فوَقْفٍ فسُلِّیٍّ فأَکْنافِ ضَلْفَعٍ

تَرَبَّعُ فیه تارهً و تُقِیمُ (1)

و قال اللَّیْثُ : الوَقْفُ من التُّرْسِ :ما یَسْتَدِیرُ بحافَتِه مِنْ قَرْنٍ أو حَدِیدٍ و شِبهِه.

و وَقَفَ [ یَقِفُ ] (2)بالمَکانِ وَقْفاً ،و وُقُوفاً فهو واقِفٌ : دامَ قائِماً و کذا وَقَفَتِ الدّابَّهُ .

وَ الوُقُوفُ :خِلافُ الجُلُوسِ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

قِفا نَبْکِ مِنْ ذِکْرَی حَبِیب و مَنْزِلِ

بِسَقْطِ اللِّوَی بینَ الدَّخُولِ فحَوْمَلِ (3)

و وَقَفْتُه أَنا و کَذا وَقَفْتُها وَقْفاً :فَعَلْتُ بِهِ ما وَقَفَ أَو جَعَلْتُها تَقِفُ ،یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی،قال اللّه تَعالی: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (4)و قال ذُو الرُّمَّهِ :

وقَفْتُ عَلَی رَبْعٍ لمَیَّهَ ناقَتِی

فما زِلْتُ أَبْکِی عِنْدَهُ و أُخاطِبُه

کوَقَّفْتُه تَوْقِیفاً ، و أَوْقَفْتُه إِیقافاً ،قال شَیْخُنا:أَنْکَرَهما الجَماهِیرُ و قالُوا:غیرُ مَسْمُوعَیْنِ ،و قیل:غیرُ فَصِیحَیْنِ .

قلتُ :و فی العَیْنِ : الوَقْفُ :مصدرُ قولِکَ وَقفْتُ الدّابَّهَ ، وَ وَقَفْتُ الکلمَهَ وَقْفاً ،و هذا مُجاوزٌ،فإِذا کان لازِماً قلتَ :

وَقَفْتُ وُقُوفاً ،و إذا وَقَفْتَ الرَّجُلَ علی کَلِمَهٍ قلتَ : وَقَّفْتُه تَوْقِیفاً .انْتَهی .

وَ یُقال: أَوْقَفَ فی الدَّوابِّ و الأَرَضِینَ و غیرِها (5)لُغَهٌ ردِیئَهٌ .

وَ فی الصِّحاحِ :حَکَی أَبو عُبَیْدٍ-فی المُصَنَّفِ -عن الأَصْمَعِیِّ و الیَزیدِی أَنّهما ذَکَرا عن أَبِی عَمْرٍو بنِ العَلاءِ أَنَّه قال:لو مَرَرْتُ برَجُلٍ واقِفٍ ،فقُلْتُ له:ما أَوْقَفَکَ هاهُنا؟ لرَأَیْتُه حَسَنًا،و حَکَی ابنُ السِّکِّیتِ عن الکِسائِیِّ :ما أَوْقَفَکَ هاهُنا؟و أیُّ شَیْ ءٍ أَوْقَفَکَ هاهُنا؟:أیْ :أیُّ شَیْ ءٍ صَیَّرَکَ إلی الوُقُوفِ ،قال ابنُ بَرِّیّ :و مِمّا جاءَ شاهِداً علی أَوْقَفَ الدّابَّهَ قولُ الشّاعِرِ:

وَ قَوْلُها و الرِّکابُ مُوقَفَهٌ

أَقِمْ علینا أَخِی فَلَم أُقِمِ

و من المجاز: وقَفَ القِدْرَ بالمِیقافِ وَقْفاً : أَدامها

ص:527


1- (1) دیوانه ص 181 بروایه:«بأعلام الأغر وسوم»و وقف و سلی و ضلفع:أسماء مواضع.
2- ((*)) ساقطه من المصریه و الکویتیه.
3- (2) مطلع معلقته.
4- (3) سوره الصافات الآیه 24. [1]
5- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و غیرهم»و فی اللسان:و [2]غیرهما.

و سکَّنَها أی:أَدامَ غَلَیانَها،و هو أَنْ ینْضَحَها بماءٍ بارِدٍ أَو نَحْوِه؛لیُسکِّنَ غَلَیانَها،و الإِدامهُ و التَّدْوِیمُ :تَرْکُ القِدْرِ علی الأَثافیِّ بعد الفَراغِ .

و وقَفَ النَّصْرانِیُّ وِقِّیفی ،کخِلِّیفَی:خَدَمَ البِیعهَ و منه

14- الحدِیثُ فی کِتابِه لأهْلِ نَجْرانَ : «و أَنْ لا یُغَیِّرَ واقِفٌ مِنْ وِقِّیفاهُ ». الواقِفُ :خادِمُ البِیعَهِ ؛لأَنَّه وقَفَ نَفْسَه علی خِدْمتِها،و الوِقِّیفَی :الخِدْمهُ ،و هی مصْدرٌ.

و من المجازِ: وقَفَ فُلانًا علَی ذَنْبِه و سُوءِ صنِیعِه:إذا أَطْلَعه علیهِ ،و أعْلَمهُ به.

و وقَفَ الدَّارَ علی المساکِینِ ،کما فی العُبابِ ،و فی الصِّحاحِ للمِساکِینِ :إذا حَبَّسه هکذا فی سائِر النُّسخِ وَ الصّوابُ حَبَّسها؛لأَنَّ الدّار مُؤَنَّثَهٌ اتِّفاقًا،و إِن صحَّ ذلِک بالتَّأْوِیلِ بالمکانِ أو الموْضِعِ أو المسْکَنِ ،و نحو ذلکَ ،فلا داعِیَ إِلیهِ ،قالَهُ شیخُنا کأَوْقَفَهُ بالأَلِفِ ،و الصوابُ کأَوْقَفَها کما فی الصِّحاحِ ،قال الجوْهرِیُّ : و هذِه لُغَهٌ ردِیئَهٌ و فی اللِّسانِ :تَقولُ : وقَفْتُ الشّیْ ءَ أَقِفُه وَقْفاً ،و لا یُقالُ فیه:

أَوْقَفْتُ ،إلاّ علی لُغَهٍ ردِیئَهٍ .

و المَوْقِفُ کمَجْلِسٍ : مَحَلُّ الوُقُوفِ حیْثُ کانَ ،کما فی الصِّحاحِ .

و الموْقِفُ : محلَّهٌ بمِصْر کما فی التَّکْمِلَهِ ،و فی العِبابِ بالبصْرَهِ ،و هو غَلَطٌ ،و قد نُسِب إِلیها أَبو جرِیرٍ (1)الموْقِفیُّ المِصْرِیُّ ،یرْوِی عن مُحمَّدِ بنِ کَعْبٍ القُرَظِیِّ ،و عنه عبْدُ اللّه بنُ وَهْبِ ،مُنْکَرُ الحدیثِ .

و الموْقِفانِ من الفَرسِ :الهَزْمتانِ فی کَشْحَیْهِ کما فی الصِّحاحِ أَو هُما، نُقْرتا الخاصِرهِ علَی رَأْسِ الکُلْیهِ قالَه أَبو عُبیْدٍ،یُقال:فَرسٌ شَدِیدُ المَوْقِفَیْنِ ،کما یُقال:شَدِیدُ الجنْبیْن،و حَبِطُ المَوْقِفَیْنِ ،قال النّابِغَهُ الجَعْدِیُّ رضِی اللّه عنه یصِفُ فَرساً:

فَلِیقُ النَّسا حَبِطُ المَوْقِفَیْنِ

یسْتَنُّ کالصَّدَعِ الأَشْعبِ

وَ قِیلَ : مَوْقِفُ الفَرَسِ :ما دخَلَ فی وسَطِ الشّاکِلَهِ .

وَ قِیلَ :هو ما أَشْرفَ من صُلْبِه علی خاصِرَتِه. و من المجازِ: امْرَأَهٌ حَسَنَهُ المَوْقِفَیْنِ ؛أی:الوَجْهِ وَ القَدَمِ عن یَعْقُوبَ ،نقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَو العَیْنَیْنِ و الیَدَیْنِ ، وَ ما لا بُدَّ لها مِنْ إِظْهارِه نقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً،زادَ الزَّمَخْشَرِیُّ :لأَنَّ الأَبْصارَ تَقِفُ علیهِمَا؛لأَنَّهما مما تُظْهِرُه من زِینَتِها.

و قال أَبو عَمْرٍو: المَوْقِفانِ : هما عِرْقانِ مُکْتَنِفا القُحْقُحِ ،إذا تَشَنَّجا لم یَقُمِ الإِنْسانُ ،و إذا قُطِعا ماتَ کما فی العُبابِ .

و واقِفٌ : بَطْنٌ من الأَنْصارِ من بَنِی سالِمِ بنِ مالِکِ بنِ أَوْسٍ ،کما فی الصِّحاحِ ،و وقَعَ فی المُحْکَمِ :بَطْنٌ من أَوْسِ الّلاتِ ،و کأَنّه وَهَمٌ ،و قالَ ابنُ الکَلْبَی فی جَمْهَرَهِ نَسَب الأَوْسِ :إِنّ واقِفاً : لَقَبُ مالِکِ بنِ امْرِیءِ الْقَیْسِ بن مالِکِ بنِ الأَوْسِ ،و هُو أَبُو بَطْنٍ من الأَنْصارِ،مِنْهُم هِلالُ ابنُ أُمَیَّهَ بنِ عامرٍ الأَنْصارِیُّ الواقِفیُّ رضِیَ اللّه عنه،و هو أَحَدُ الثَّلاثَهِ الَّذِینَ خُلِّفُوا،ثُمَّ تِیبَ عَلَیْهِمْ (2)و الآخَرانِ :

کَعْبُ بنُ مالِکٍ ،و مُرَارهُ بنُ الرَّبِیعِ ،و ضابِطُ أَسْمائِهم مَکّه، وَ کانَ هِلالٌ بَدْرِیًّا فیما صَحّ فی البُخارِیّ ،و کان یَکْسِرُ أَصنامَ بَنِی واقِفٍ ،و کانَ معه رایَهُ قومِه یومَ الفَتْح.

و ذُو الوُقُوفِ بالضمِّ : فَرَسُ نَهْشَلِ بنِ دَارِمٍ هکذا فی:

سائِرِ النُّسَخَ و فی کتابِ الخَیْلِ لابنِ الکَلْبِیِّ :لرَجُلٍ من بَنِی نَهْشَلٍ ،و فی التَّکْمِلَه:فَرَسُ صَخْرِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دارِمٍ ، وَ هو الصّوابُ ،قال بنُ الکَلْبِیِّ :و لَهُ یَقولُ الأَسْوَدُ بنُ یَعْفُرَ:

خالِی ابنُ فارِسِ ذِی الوُقُوفِ مُطَلِّقٌ

وَ أَبِی أَبُو أَسْماءَ عَبْدُ الأَسْوَدِ

نَقَمَتْ بَنُو صَخْرٍ علیَّ و جَنْدَلٌ

نَسَبٌ لعَمْرُ أَبِیکَ لیسَ بقُعْدُدِ

و الوَقّافُ ،کشَدّادٍ:المُتَأَنِّی فی الأُمورِ الذی لا یَسْتَعْجِلُ ،و هو فَعّالٌ من الوُقُوفِ ،و منه

17- حَدِیثُ الحَسَنِ :

«إنَّ المُؤْمِنَ وَقّافٌ مُتَأَنٍّ ،و لیسَ کَحاطِبِ اللَّیْلِ ». و منه قولُ الشّاعِر:

وَ قَدْ وَقَّفَتْنِی بینَ شَکٍّ و شُبْهَهٍ

وَ ما کُنتُ وقّافاً علی الشُّبُهاتِ

ص:528


1- (1) کذا بالأصل و معجم البلدان« [1]الموقف»و فی اللباب: [2]أبو حریز،بالزای.
2- (2) یتب علیهم فی سوره براءه فی قوله تعالی آیه 118: «وَ عَلَی الثَّلاثَهِ الَّذِینَ خُلِّفُوا...» .

و یُقالُ : الوَقّافُ : المُحْجِمُ عن القِتالِ کأَنَّه یَقِفُ نَفْسَه عنه و یَعُوقُها،کأَنَّه جَبانٌ ،قال:

فَتَّی غیرُ وَقّافٍ و لیسَ بزُمَّلِ

وَ قالَ دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّهِ :

فإِنْ یَکُ عَبْدُ اللّه خَلَّی مَکانَه

فما کانَ وَقّافاً و لا طائِشَ الیَدِ (1)

و الوَقّافُ : شاعِرٌ عُقَیْلِیٌّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: کُلُّ عَقَبٍ لُفَّ علی القوسِ : وَقْفَهٌ ، وَ علی الکُلْیَهِ العُلْیا وَقْفَتانِ و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : وُقُوفُ القَوْسِ :أَوْتارُها المَشْدُودَهُ فی یَدِها و رِجْلِها.

و قال اللِّحْیانِیُّ : المِیقَفُ ،و المِیقافُ کمِنْبِرٍ و مِحْرابٍ :

عُودٌ یُحَرَّکُ به القِدْرُ،و یُسَکَّنُ بِهِ غَلَیانُها قال:و هو المِدْوَمُ وَ المِدْوامُ أَیضاً،قال:و الإِدامَهُ :تَرْکُ القِدْرِ علی الأَثافیِّ بعدَ الفَراغِ .

قال الجَوْهرِیُّ : و الوَقِیفَهُ کسَفِینَهٍ :الوَعِلُ تُلْجِئُه قال ابنُ بَرِّی:صَوابُه:الأُرْوِیَّهُ تُلْجِئُها الکِلابُ إِلَی صخْرِّهٍ لا مخْلَص لها مِنه (2)فلا یُمْکِنُه أَنْ یَنْزِلَ حتَّی یُصادَ قال:

فلا تَحْسبَنِّی شَحْمهً من وقِیفَهٍ

مُطَرَّدَهٍ مما تَصِیدُکَ سَلْفَعُ

قلتُ :هکَذا أَنْشَدَه ابنُ دُرَیْدٍ و ابنُ فارِسٍ ،و أَنشَده ابنُ السِّکِّیتِ فی کِتابِ «معانِی الشِّعْر»من تأَلِیفِه:« وقِیفَهٍ تَسَرَّطُها مما تَصِیدُکَ (3)»و سلْفَعُ :اسمُ کَلْبهٍ ،و قیل:

الوقِیفَهُ :الطَّرِیدَهُ إذا أَعْیَتْ من مُطارَدَهِ الکِلابِ .

و أَوْقَفَ :سکَتَ نَقَلَه الجَوْهریُّ عن أَبِی عَمْرٍو،و نَصُّه:

کَلَّمْتَهم ثم أَوْقَفْتُ ؛أی:سکَتُّ (4)،و کل شَیْ ءٍ تُمْسِکُ عنهُ تقولُ فیه: أَوْقَفْتُ .

و أَوْقَفَ عنهُ أی:عن الأَمْرِ الذی کانَ فِیه: أَمْسَکَ وَ أَقْلَعَ و أَنْشَد الجوهرِیُّ للطَّرِمّاحِ :

و لیسَ فی فَصِیحِ الکَلامِ أَوْقَفَ إلاّ لِهذَا المَعْنَی و نَصُّ الجَوْهَریِّ :و لیس فی الکَلامِ « أَوْقَفْت »إِلا حَرْفٌ واحِدٌ.

قلتُ :و لا یَرِدُ عَلَیه ما ذَکَرَه أَوّلاً مِن أَوْقَفَه بمعنی أَقامَهُ ؛فإِنَّه مُخَرَّجٌ علی قولِ من قالَ وَقَفَ و أَوْقَفَ سَواءٌ،و هو یَذْکُرُ الفَصِیحَ و غیرَ الفَصیحِ ،جَمْعاً للشَّواردِ،کما هو عادَتُه.

و وَقَّفَها تَوْقِیفاً فهِیَ مُوَقَّفَهٌ : جَعَلَ فی یَدَیْها الوَقْفَ أی:

السِّوار،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و وَقَّفَت المَرْأَهُ یَدَیْهَا بالحِنّاءِ تَوْقِیفاً : نَقَطَتْهُما نَقْطاً.

و المُوَقَّفُ کمُعَظَّمٍ من الخَیْلِ :الأَبْرَشُ أَعْلَی الأُذُنَیْنِ ، کأَنَّهُما مَنْقُوشَتانِ ببَیاضٍ ،و لَوْنُ سائِرِه ما کانَ کما فی العُبابِ و اللِّسانِ .

و قال اللِّحْیانِیُّ : المُوَقَّفُ من الحُمُرِ:ما کُوِیَتْ ذِراعاهُ کَیًّا مُسْتَدِیرًا و أَنشَدَ:

کوَیْنا خَشْرَماً فی الرَّأْسِ عَشْرًا

وَ وَقَّفْنَا هُدَیْبَهَ إِذْ أَتانَا

و مِنَ الأَرْوَی و الثِّیرانِ :ما فی یَدَیْهِ حُمْرَهٌ تُخالِفُ سائِرَهُ وَ فی نُسَخٍ :تُخالِفُ لَوْنَ سائِرِه (5).

وَ فی اللِّسانِ : التَّوْقِیفُ :البَیاضُ مع السَّوادِ،و دابَّهٌ مُوَقَّفَهٌ تَوْقِیفاً ،و هو شِیَتُها،و دابَّهٌ مُوَقَّفَهٌ :فی قَوائِمِها خُطُوطٌ سُودٌ، قال الشَّمّاخُ :

وَ ما أَرْوَی و إِنْ کَرُمَتْ عَلَیْنَا

بأَدْنَی مِنْ مُوَقَّفَهٍ حَرُونِ

أَراد بالمُوَقَّفَهِ أُرْوِیَّهً فی یَدَیْها حُمْرَهٌ تخالِفُ لونَ سائِرِ جَسَدِها،و یُقالُ أَیضاً:ثَوْرٌ مُوَقَّفٌ ،قال العَجّاجُ :

کأَنَّ تَحْتِی ناشِطاً مُجَأّفَا

مُذَرَّعاً بوَشْیِه مُوَقَّفَا

وَ اسْتَعْمَلَ أَبُو ذُؤَیْبٍ التَّوْقِیفَ فی العُقابِ ،فقَالَ َ:

مُوَقَّفَهُ القَوادِمِ و الذُّنابَی

کأَنَّ سَراتَها اللَّبَنُ الحَلِیبُ (6)

ص:529


1- (1) بالأصل«فلیس بوقافٍ و لا طائش...»و المثبت عن اللسان و التهذیب، وَ فیه:و لا رعش الید.
2- (2) فی اللسان: [1]لا مخلص لها منها فلا یمکنها أن تنزل حتی تصاد.
3- (3) بالأصل«تصدک»و التصویب عن التهذیب،و قد وردت هذه الروایه فیه.
4- (4) کذا بالأصل و اللسان و [2]فی الصحاح:أسکتُّ .
5- (5) نبه علیها بهامش القاموس [3]المطبوع علی أنها عباره نسخه أخری.
6- (6) دیوان الهذلیین 95/1 و یروی:مثقفه أی مقومه،و یروی:مولعه أی ذات ألوان مختلفه.و فی شرح موقفه یقول:فی قوادمها بیاض و فی ذناباها بیاض.

و قالَ اللَّیْثُ : التَّوْقِیفُ فی قَوائِمِ الدّابَّهِ و بَقَرِ الوَحْشِ :

خُطُوطٌ سُودٌ.

و المُوَقَّفُ مِنّا: هو المُجَرَّبُ المُحَنَّکُ الذی أَصابَتْه البَلایَا،قالَه اللِحْیانِیُّ ،و نقَله ابن عَبّادٍ أَیضاً.

و المُوَقَّفُ : من القِداحِ :ما یُفاضُ بِهِ فی المَیْسِرِ عن ابن عَبّادٍ.

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : التَّوْقِیفُ أَنْ یُوَقِّفَ الرَّجُلُ علی طائِفِ هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ طائِفَیْ قَوْسِه بمَضائِغَ مِنْ عَقَبٍ قد جَعَلَهُنَ فی غِراءٍ من دِماءِ الظِّباءِ فیَجِئْنَ سودا، ثمَّ یُغْلی (1)علی الغِراءِ بِصَدَإِ اطرَافِ النَّبْلِ ،فیجیءُ أَسْوَدَ لازِقًا،لا یَنْقطِعُ أَبَداً.

و التّوْقِیفُ : أَنْ یُجْعَلَ للفَرَسِ هکَذا فی النُّسَخِ ، وَ صوابُه:للتُّرْسِ وَقْفاً و قد ذُکِرَ مَعْناه،کما فی العُبابِ .

و التَّوْقِیفُ : أَنْ یُصْلِحَ السَّرْجَ و یَجْعَله واقِیاً لا یَعْقِرُ نقَلَه الصّاغانِیُّ .

و قال أَبو زَیْدٍ: التَّوْقِیفُ فی الحَدِیثِ :تَبْیِینُه و قد وَقَّفْتُه وَ بَیَّنْتُه،کلاهُما بمَعْنًی،و هو مَجازٌ.

و التَّوْقِیفُ فی الشَّرْع کالنَّصِّ نقله الجَوْهَرِیُّ .

قال: و التَّوْقِیفُ فی الحَجِّ : وُقُوُفُ النّاسِ فی المَواقِفِ وَ فی الصِّحاحِ : بالمَواقِفِ .

و التَّوْقِیفُ فی الجَیْشِ :أَن یَقِفَ واحِدٌ بَعْدَ واحِدٍ و به فُسِّرَ قولُ جَمِیلِ بنِ مَعمرٍ العُذْرِیِّ :

تَرَی النّاسَ ما سِرْنَا یَسِیرُونَ حَوْلَنا

وَ إِنْ نَحْنُ أَوْمَأْنَا إِلَی النّاسِ وَقَّفُوا (2)

یُقالُ :إِنّ الفَرَزْدَقَ أَخَذَ منه هذا البَیْتَ ،و قالَ :أَنَا أَحَقُّ بهِ منکَ ،مَتَی کانَ المُلْکُ فی عُذْرَهَ ؟إِنَّما هَذَا لمُضَرَ. و التَّوْقِیفُ : سِمَهٌ فی القِداحِ تُجْعَلُ عَلَیه،قاله ابنُ عَبّادٍ.

و التَّوْقِیفُ : قَطْعُ مَوْضِعِ الوَقْفِ ،أی: السِّوارِ من الدَّابَّهِ ،هکَذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و الصَّوابُ «بیاضُ مَوْضِعِ السِّوارِ،کما هو نَصُّ أَبی عُبَیْدٍ فی المُصَنِّفِ ،قال:إذا أَصابَ الأَوْظِفَهَ بَیاضٌ فی مَوْضِعِ الوَقْفِ ،و لَم یَعْدُها إلی أَسفَلَ و لا فَوْقَ فذلِکَ التَّوْقِیفُ ،و یُقالُ :فَرَسٌ مُوَقَّفٌ ،و نَقَله الصّاغانِیُّ أَیْضاً،هکَذا فتأَمّل ذلِک.

و التَّوَقُّفُ فی الشَّیْ ءِ،کالتَّلَوُّمِ فیه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: التَّوَقُّفُ علیه هو التَّثَبُّتُ یُقال: تَوَقَّفتُ علی هذا الأَمْرِ:إذا تَلَبَّثْتَ ،و هو مَجازٌ،و منه تَوَقَّفَ علی جَوابِ کلامِهِ .

قال: و الوِقافُ ، بالکَسْر، و المُواقفهُ :أَنْ تَقِفَ مَعَه، وَ یَقِفَ مَعَکَ فی حَرْبٍ أو خُصُومَهٍ ،و تَواقَفَا فی القِتالِ ، وَ واقَفْتُه علی کَذَا: وَقَفْت مَعَهُ فی حَرْبٍ أو حصومهِ .

قال و اسْتَوْقَفْتُه :سَأَلْتُه الوُقُوفَ یُقال:إنَّ امْرَأَ القَیْسِ أَولُ من اسْتَوْقَفَ الرَّکْبَ علی رَسْمِ الدّارِ بقَوْلِه:

« قِفا نَفْکِ ...».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الوُقْفُ ،و الوُقُوفُ بضَمِّهِما:جَمْعُ واقِفٍ ،و منه قولُ الشّاعِرِ:

أَحْدَثُ مَوْقِفٍ من أُمِّ سَلْمٍ

تصَدِّیَها و أَصْحابی وُقُوفُ

وُقُوفٌ فَوْقَ عِیسٍ قَدْ أُمِلَّتْ

بَراهُنَّ الإِناخَهُ و الوَجیفُ

أرادَ: وُقُوفٌ لإِبِلِهمْ ،و هُم فَوْقَها.

وَ المَوْقِفُ :مصدرٌ بمعنَی الوُقُوفِ .

وَ الواقِفُ :خادِمُ البِیعَهِ .

وَ المَوْقُوفُ من الحَدِیثِ :خِلافُ المَرْفُوعِ ،و هو مجازٌ.

وَ وَقَفَ وَقْفَهً ،و له وَقَفاتٌ .

وَ تَوَقَّفَ بمکانِ کَذا.

وَ وَقَفَ علی المَعْنَی:أَحاطَ بِهِ ،و هو مجازٌ.

ص:530


1- (1) کذا بالأصل و هو خطأ و فی التهذیب«یعلّی»و هو الصواب،یقال:یعلّی علی الغراء أی یوضع فوقه.
2- (2) البیت فی دیوان الفرزدق 32/2 بروایه:«خلفنا»بدلاً من«حولنا».و هو من قصیده مطلعها: عزفت بأعشاش و ما کدت تعزف وَ أنکرت من حدراء ما کنت تعرف وَ البیت فی دیوان جمیل ص 85 بروایه: نسیر أمام الناس و الناس خلفنا وَ بهامشه قال مصححه:هذا البیت سرقه الفرزدق و جعله فی ملحمته.

و کذا قَوْلُهم:أَنا مُتَوَقِّفٌ فی هَذا:لا أُمْضِی رَأْیاً.

وَ وَقَفَ عَلَیهِ :عایَنَه،و أَیْضاً:أُدْخِلَه فعَرَف ما فیهِ ،تَقُولُ :

وَقَفْتُ علی ما عِنْدَ فُلانِ :تُرِیدُ قد فَهِمْتُه و تَبَیَّنْتُه،و بکلیهِما فُسِّرَ قَوْلُه تَعالَی: وَ لَوْ تَری إِذْ وُقِفُوا عَلَی النّارِ (1).

وَ الواقِفَهُ :القَدَمُ ،یمانِیَّهٌ ،صِفَهٌ غالِبَهٌ .

وَ المَوْقُوفُ ،من عَرُوضِ مَشْطُورِ السَّرِیعِ و المُنْسَرِحِ :

الجُزءُ الَّذِی هو مَفْعُولانْ ،کقَوْلِه:

یَنْضَحْنَ فی حافَاتِها بالأَبْوَالْ

فقَوْلُه:«بالأَبْوالْ »مَفْعُولانْ ،أَصْلُه«مَفْعُولاتُ »أُسْکِنَت التّاءُ،فصارَ مَفْعُولاتْ ،فنُقِلَ فی التَّقْطِیعِ إلی مَفْعُولانْ (2).

وَ فی المُحْکَمِ :یُقالُ فی المَرْأَهِ :إِنَّها لجَمِیلَهُ مَوْقِفِ الرّاکِبِ ،یَعْنِی عَیْنَیْها و ذِرَاعَیْها،و هو ما یَراهُ الرّاکِبُ منها، وَ هو مَجازٌ.

وَ یُقالُ :هو أَحْسَنُ من الدُّهْمِ المُوَقَّفَهِ ،و هِیَ خَیْلٌ فی أَرْساغِها بَیاضٌ ،نقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .و هو مَجازٌ.

وَ کُلُّ مَوْضِعٍ حَبَسَتْه الکِلابُ علی أَصْحابِه فَهُوَ وَقِیفَهٌ .

وَ الوَقْفُ :الخَلْخالُ من فِضَّهِ أو ذَبْلٍ ،و أَکثَرُ ما یکونُ من الذَّبْلِ .

وَ حَکَی ابنُ بَرِّیّ عن أَبِی عَمْرٍو: أَوْقَفْتُ الجارِیَهَ :

جَعَلْتُ لَها وَقْفاً من عاجٍ .

وَ قالَ أَبو حَنِیفَهَ : التَّوْقِیفُ :عَقَبٌ یُلْوَی عَلَی القَوْسِ رَطْباً لیِّنًا،حَتّی یَصِیرَ کالحَلْقهِ ،مُشْتَقُّ من الوَقْفِ الذی هو السِّوارُ من العاجِ ،قال ابنُ سِیدَه:هذِه حِکایَهُ أَبِی حَنِیفَهَ ، جَعَلَ التَّوْقِیفَ اسْماً کالتَّمْتِینِ و التَّنْبِیتِ ،و فیه نَظَرٌ،و قال غَیْرُه: التَّوْقِیفُ :لَیُّ العَقَبِ علی القَوْسِ من غَیْرِ عَیْبٍ .

وَ ضَرْعٌ مُوَقَّفٌ :به آثارُ الصِّرارِ،أَنشَدَ ابنُ الأَعْرابیِّ :

إِبْلُ أبِی الحَبْحابِ إِبْلٌ تُعْرَفُ

یَزِینُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ (3)

و تَوْقِیفُ الدّابَّهِ :شِیَتُها.

وَ رَجُلٌ مُوَقَّفٌ علی الحَقِّ ؛أی:ذَلُولٌ بِه.

وَ اتَّقَفَ :مُطاوِعُ وَقَفَ ،یُقالُ : وَقَفْتُه فاتَّقَفَ ،کما تَقُولُ :

وَعَدْتُه فاتَّعَدَ،و الأَصْلُ فیهِ اوْتَقَفَ ،و

16- قد جاءَ فی حَدِیثِ غَزْوَهِ حُنَیْنٍ : «أَقْبَلْتُ معه، فوَقَفْتُ حَتَّی اتَّقَفَ النّاسُ کُلُّهُم».

وَ یُقالُ :فُلانٌ لا تُواقَفُ (4)خَیْلاهُ کَذِباً و نَمِیمَهً ؛أی:لا یُطاقُ ،و هو مَجازٌ.

وَ واقِفٌ :موضِعٌ فی أَعالِی المَدِینَهِ .

وکف

الوَکْفُ :النَّطَعُ نقَلَه الجَوهَرِیُّ ،و أَنشَدَ لأَبِی ذُؤَیْبٍ :

تَدَلَّی عَلَیْها بَیْنَ سِبٍّ و خَیْطَهِ

بجَرْداءَ مِثْلِ الوَکْفِ یَکْبُو غُرابُها (5)

و وَکَفَ البَیْتُ یَکِفُ ، وَکْفاً ،و وَکِیفاً و تَوْکافاً :قَطَرَ قال العَجّاجُ :

و انْحَلَبَتْ عَیْناهُ من فَرْطِ الأَسی

وَکِیفَ غَرْبَیْ دالِجٍ تَبَجَّسَا

کأَوْکَفَ قال الجَوْهَرِیُّ :لغهٌ فی وَکَفَ ،و کذلک السَّطْحُ .

و ناقَهٌ وَکُوفٌ :غَزِیرَهٌ نقَلَه الجَوْهرِیُّ ،و منه

16- الحَدِیثُ :

«أَنَّ رَجُلاً جاءَه،فقَالَ :أَخْبِرْنِی بعَمَلٍ یُدْخِلُ الجَنَّهَ ،قال:

المِنْحَهُ الوَکُوفُ ،و الفَیْ ءُ علی ذِی الرَّحِمِ ». قال أَبو عُبَیْدٍ:

هی الکَثِیرَهُ الدَّرِّ،و کذلِک شاهٌ وَکُوفٌ ،و قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :

الوَکُوفُ ،التی لا یَنْقَطِعُ لبَنُها سَنَتَها جَمْعاءَ.

و الوَکَفُ ،مُحَرَّکَهً :المَیْلُ و الجَوْرُ یُقال:إِنّی لأَخْشی وَکَفَ فُلانِ ،أی:جَوْرَه.

و الوَکَفُ : العَیْبُ یُقالُ :لیسَ علیکَ فی هذَا وَکَفٌ ، أی:مَنْقَصَهٌ و عَیْبٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الوَکَفُ : الإِثْمُ و قَدْ وَکِفَ الرَّجُلُ کوَجِلَ : إذا أَثِمَ ، وَ أَنشَدَ الجوهریُّ للشّاعِرِ:

ص:531


1- (1) سوره الأنعام الآیه 27 و [1]فی تفسیرها وجه ثالث هو أن یکونوا علیها و هی تحتهم.قال ابن سیده و الأجود من الأوجه الثلاثه أن یکون المعنی أدخلوها فعرفوا مقدار عذابها.
2- (2) سمی بذلک لأن حرکه آخره وُقِفتْ فسمی موقوفاً.
3- (3) و یروی:«محفف»بالحاء،أی ممتلئ.
4- (4) عن الأساس و بالأصل«یواقف».
5- (5) دیوان الهذلیین 79/1 و فسر الوکف بالنطع،و بهامشه النطع:بساط من الأدیم.

و الحافِظُو عَوْرَهَ العَشِیرَهِ لا

یأْتِیهِمُ مِنْ ورائِهِمْ وَکَفُ

قلتُ :هو من أَبْیاتِ الکِتابِ ،أَنشَدَه ابنُ السِّکِّیتِ لعَمْرِو ابنِ امْرئِ القَیْسِ الخَزْرَجیِّ ،و هکَذا رواهُ أَبو زَکَریّا التَّبْریزِیُّ أَیضاً،و یُرْوَی لقَیْسِ بنِ الخَطِیم،و قِیلَ :لشُرَیْحِ ابنِ عِمْرانَ القُضاعِیِّ ،و رَواه سِیبَوَیْه لرَجُل من الأَنْصارِ، وَ الصَّوابُ أَنَّه لمالِک بن عَجْلانَ الخَزْرَجِیِّ ،قال ابنُ برِّیّ :

وَ أَنْکَرَ علیُّ بنُ حَمْزَهَ أَنْ یکونَ الوَکَفُ بمعنی الإِثْمِ ،و قالَ :

هو بمَعْنَی العَیْب فقط .

و الوَکَفُ : سَفْحُ الجَبَلِ و به فَسَّرَ الجَوْهرِیُّ قولَ العَجّاجِ یصِفُ ثَوْرًا:

غَدا یُبارِی خَرِصاً و اسْتَأْنَفَا

یَعْلُو الدَّکادِیکَ و یَعْلُو وَکَفَا

وَ قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : الوَکَفُ من الأرْضِ :ما انْهَبَطَ عن المُرْتَفعِ ،و قال ثَعْلَبٌ :هو المَکانُ الغَمْضُ فی أَصْلِ شَرَفٍ ،و قال ابنُ شُمَیْلٍ : الوَکَفُ مِن الأَرْضِ :القِنْعُ یَتَّسِعُ ،و هو جَلَدٌ طِینٌ و حَصًی،و الجَمْع: أَوْکافٌ .

و الوَکَفُ : العَرَقُ نَقَلَه:إِبْراهِیمُ الحَرْبِیُّ فی غَرِیبهِ ، هکَذا بالعَیْنِ ،و أَنْشَدَ:

رَأَیْتُ مُلوکَ النّاسِ عاکِفَهً بهِمْ

علی وَکَفٍ من حُبِّ نَقْدِ الدَّراهِمِ

و عندَ ابنِ فارِسٍ :«الفَرَقُ »بالفاءِ کذا فی نُسَخِ المُجْمَلِ ،و المَقایِیسِ و لعَلَّه تَصْحِیفٌ .

قال الصّاغانِیُّ : و مُنْحَدَرُکَ من الصَّمّانِ إِذا خَلَّفْتَه یُسَمَّی الوکَفُ لانْهِباطِه،قال جَرِیرٌ:

سارُوا إِلَیْکَ من السَّهْبَی (1)و دُونَهُمُ

فَیْحانُ ،فالحَزْنُ ،فالصَّمّانُ ،فالوَکَفُ

و الوَکَفُ : الفَسادُ و الضَّعْفُ یُقال:لیسَ فی هَذا الأَمْرِ وَکَفٌ ،نقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ (2)،و قالَ غیرُه:أی مَکْرُوهٌ و نَقْصٌ ، وَ قال ثَعْلَبٌ و ابنُ الأَعرابِیِّ :فی عَقْلِه و رَأْسِه وَکَفٌ ،أی:

فَسادٌ. و قال أَبُو عَمْرٍو: الوَکَفُ : الثِّقْلُ و الشِّدَّهُ و قال اللَّیْثُ : الوَکَفُ : مِثْلُ الجَناحِ یَکُونُ علی کَنِیفِ البَیْتِ أَو الکُنَّه ج: أَوْکافٌ ،و

14- فی الحَدِیثِ : «خَیْرُ هَکَذا فی النُّسَخِ ،و الرِّوایَهُ خِیارُ الشُّهَداءِ عِنْدَ اللّه تَعالَی أَصْحابُ الوَکَفِ قِیلَ :یا رَسُولَ اللّه:و مَنْ أَصْحابُ الوَکَفِ ؟قال: أی الّذِینِ انْکَفَأَتْ و الرِّوایَهُ :تَکَفَّأَتْ (3)عَلَیْهِمْ مَراکِبُهُم فی البَحْرِ ». و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:المَعْنَی أَن مَرَاکِبَهُم انْقَلَبَتْ بِهِم فصارَتْ فَوْقَهُم مِثْلَ أَوْکافِ البَیْتِ و فی النِّهایَهِ البُیُوتِ ،قال شَمِرٌ:هکَذا فَسَّرَهُ النَّبِیُّ صَلّی اللّه عَلَیهِ و سَلَّمَ بأَبِی و أُمِّی.

و الوِکافُ ،ککِتابٍ و غُرابٍ لُغَتان فی الإِکافِ ککِتابٍ وَ غُرابٍ بالهَمْزِ،یکونُ للبَعِیرِ و الحِمارِ و البَغْلِ ،قال یَعْقُوبُ :

وَ کانَ رُؤْبَهُ یُنْشِدُ:

کالکَوْدَنُ المَشْدُودِ بالوِکافِ

و أَوْکَفَه :أَوْقَعَه فی الإِثْم نقَلَه ابْنُ عَبَّادٍ.

و وَکَّفَه تَوْکِیفاً نقَلَه الصّاغانِیُّ و آکفَهَ إِیکافاً و هذه لُغَهُ تَمِیم،نقلها الجَوْهَرِیُّ و أَکَّفَه تَأْکِیفاً و قد ذُکِرَ الأَخیرانِ أَیضاً فی«أکف»: وضَعَ عَلَیهِ الإِکافَ و مرَّ له فی«أکف»شَدَّهُ علیهِ .

و اسْتَوْکَفَ :اسْتَقْطَرَ و منه

16- الحَدِیثُ : «أَنّه تَوَضَأَ فاسْتَوْکَفَ ثَلاثاً». و المَعْنَی أَنَّهُ اصطَبَّهُ علی یَدَیْهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ،فغَسَلَهما قبلَ إِدْخالِهما الإِناءَ،و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ لحُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ -رضِیَ اللّه عنه-یَصِفُ الخَمْرَ:

إذا اسْتَوْکَفَتْ باتَ الغَوِیُّ یَشَمُّها

کما جَسَّ أَحْشاءَ السَّقِیمِ طَبِیبُ (4)

أَرادَ إذا اسْتَقْطَرَتْ .

و واکَفَهُ فی الحَرْبِ . و غَیْرِها مُواکَفَهً : واجَهَهُ ،و عارَضَه قال ذُو الرُّمَّهِ :

مَتَی ما یُواکِفْها ابنُ أُنْثَی رَمَتْ بِهِ

مَعَ الجَیْشِ یَبْغِیها المَغانِمَ تَثْکَلِ (5)

ص:532


1- (1) عن معجم البلدان«الوکف»و بالأصل«من الهباء».
2- (2) الجمهره 159/3. [1]
3- (3) فی اللسان و [2]النهایه«تُکْفَأُ»و فی التکمله«تَکْفَأُ»و فی التهذیب«تُکَفًّأُ».
4- (4) فی اللسان« [3]یسوفها»بدل«یشمها»و فی التهذیب استوکفت بالبناء للمجهول هنا و فی الشرح فی قوله أراد:استُقْطِرت.
5- (5) فی اللسان« [4]تنکل»بالنون.و فی التهذیب:یثکل و نبه بهامش اللسان [5]إلی روایه التاج.

أی:مَتَی ما یُواجِه هذِه الفَرَسَ ابنُ أُنْثَی،أی:رَجُلٌ .

و یُقالُ : هُوَ یَتَوَکَّفُ لَهُم أی:لِعِیالِه و حَشَمِه:إذا کانَ یَتَعهَّدُهُم،و یَنْظُرُ فی أُمُورِهِم.

و من المَجازِ:یُقال:هُو یتَوَکَّفُ الخَبَرَ و یتَوَقَّعُه، وَ یَتَسَقَّطُه؛أی: یَنْتَظِرُ وَکْفَهُ و یَدُلُّ علی أَنّه منه ما رَواهُ الأَصْمَعِیُّ من قولِهم:اسْتَقْطَرَ الخَبَرَ،و اسْتَوْدَفَه،و

16- فی حَدِیثِ ابنِ عُمَیْرٍ: «أَهْلُ القُبُورِ یَتَوَکَّفُونَ الأَخْبارَ». أی:

یَنْتَظِرُونَها،و یَسْأَلُون عَنْها،و فی التَّهْذِیبِ :أی یَتَوَقَّعُونَها، فإِذا ماتَ المَیِّتُ سأَلُوه:ما فَعَلَ فُلانٌ ؟و ما فَعَلَ فُلانٌ ؟ و قال أَبُو عَمْرٍو:هو یَتَوَکَّفُ لِفُلانِ : إذا کانَ یَتَعَرَّضُ له حَتّی یَلْقاهُ قال:

سَرَی مُتَوَکِّفاً عن آل سُعْدَی

وَ لَوْ أَسْرَی بلَیْلٍ قاطِنِینَا

وَ تَقُول:ما زِلْتُ أَتَوَکَّفُه حَتّی لَقِیتُه.

و قال ابنُ عَبّادٍ: تَواکَفُوا :انْحَرَفُوا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

وَکَفَ الماءُ و الدَّمْعُ وَکْفاً ،و وَکِیفاً وُ وکُوفاً ،و وَکَفانًا سالَ .

وَ وَکَفَتِ العَیْنُ الدَّمْعَ :أَسالَتْه عن اللِّحْیانِیِّ .

وَ سَحابٌ وَکُوفٌ :إذا کانَتْ تَسِیلُ قَلِیلاً قَلِیلاً.

وَ الواکِفُ :المطَرُ المُنْهلُّ .

وَ وکَفَتِ الدَّلْوُ وَکْفاً ،و وَکِیفاً :قَطَرَتْ .

وَ قِیلَ : الوَکْفُ :المصْدَرُ،و الوَکِیفُ :القَطْرُ نفسُه.

وَ اسْتَوْکَفَ الشَّیْ ءَ:اسْتَقْطَرَه.

وَ أَوْکَفَت المَرْأَهُ :قارَبَتْ أَنْ تَلِد.

وَ الوَکْفُ :بالفتحِ :لُغَهٌ فی الوَکَفِ مُحرَّکَهً ،بمعنی الفَسادِ،عن ابن دُرَیْدٍ.

وَ وکَفَ عن عِلْمِه؛أی:قَصَّرَ عنه و نَقَصَ ،قاله الزَّجّاجُ .

وَ قالَتِ الکِلابیَّهُ :یُقالُ :فُلانٌ عَلَی وکَفٍ من حاجَتِه، مُحَرَّکَهً :إذا کانَ لا یَدْرِی عَلَی ما هُوَ مِنْها.

وَ تَوکَّفَ الأَثَرَ:تَتَبَّعَهُ .

و جمعُ الوُکافِ وُکُفٌ ،بضَمَّتینِ .

وَ أَوْکَفَ الدّابَّهَ :لُغَهٌ حِجازیَّهٌ ،نقله اللِّحْیانِیُّ .

وَ وَکَّفَ وِکافاً :عَمِلَه.

وَ وَکَفُ الرِّماءِ (1)،مُحَرَّکَهً :اسمُ جَبَلٍ لهُذَیْلٍ .

ولف

وَلَفَ البَرْقُ یَلِفُ وَلْفاً بالفَتْحَ و وِلافاً،و إِلافاً، بکَسْرِهِما،و وَلِیفاً :تَتابَعَ نقَلَه الأَصْمَعِیُّ ،و اقْتَصَرَ علی المَصْدَرِ الأَخِیرِ و الوَلِیفُ أَیْضاً:البَرْقُ المُتَتابعُ اللَّمَعانِ و فی بعضِ النُّسَخِ اللّمعاتِ ،و هو غَلَطٌ ،قال صَخْرُ الغَیِّ :

لِثَمّاءَ بَعْدَ شَتاتِ النَّوَی

وَ قَدْح بِتُّ أَخْیَلْتُ بَرْقًا وَلِیفَا (2)

أی:مرَّتَیْنِ مرَّتَیْنِ ؛برْقَیْنِ برْقَیْنِ کالوَلُوفِ هکَذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ کالوِلافِ ،قال الأَصْمعِیُّ :إذا تَتابعَ لَمَعانُ البَرْقِ فهو وَلِیفٌ و وِلافٌ .

و الوَلِیفُ : ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ و هو أَنْ تَقَعَ القَوائِمُ معاً وَ قد، وَلَفَ الفَرَسُ یَلِفُ وَلِیفاً کالوِلافِ ،ککِتابٍ .

و الوَلِیفُ أَیْضاً: أَنْ یَجِیءَ القَوْمُ مَعاً هکَذا فی سائِرِ النسخِ ،و مِثْلُه فی العُبابِ و الصِّحاحِ ،و فی اللِّسانِ :

وَ کذلِکَ أَنْ تَجِیءَ القَوائِمُ معاً،فانْظُرْه و تَأَمَّلْ ،قال الکُمَیْتُ :

وَ وَلَّی بإِجْرِیّا وِلافِ کأَنَّه

عَلَی الشَّرَفِ الأَقْصَی یُساطُ و یُکْلَبُ

أی:مُؤْتَلِفَه،و الإِجْرِیّا:الجَرْیُ ،و العادَهُ بما یَأْخُذُ بِهِ نَفْسَه فیه،و یُساطُ :یُضْرَبُ بالسَّوْطِ ،و یُکْلَبُ :یُضْرَبُ بالکُلاّبِ ،و هو المِهْمازُ.

و الوِلافُ ،و المُوالَفَهُ :الإِلافُ و نَصُّ الجَوْهَرِیِّ : الوِلافُ مثلُ الإِلافِ ،و هو المُوالَفَهُ .قلتُ :و هو نَصُّ ابنِ السِّکِّیتِ فی الأَلْفاظِ ،قال:و هو مما یُقالُ بالواوِ و الهَمْزَهِ .

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : الوِلافِ فی قولِ رُؤْبَهَ :

و یَوْمَ رَکْضِ الغارَهِ الوِلافِ

بازی جِبالٍ کَلِبِ الخُطّافِ

ص:533


1- (1) عن معجم البلدان و بالأصل«الدماء»سمی بالرماء لأن جماعتین التجأوا إلی أصل جبل فنزلوا فیه و تراموا،فسمی و کف الرماء.
2- (2) دیوان الهذلیین 68/2 بروایه:«لشمّاء...و قد کنت أخیلت».

: الاعْتِزاءُ و الاتِّصالُ قال الأَزْهَرِیُّ :کانَ علَی معناهُ فی الأَصْلِ إِلافاً،فصَیَّر الهمزهَ واواً (1).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الوَلْفُ :ضربٌ من العَدْوِ، کالوَلِیفِ ،و قد وَلَفَ الفَرَسُ وَلْفاً .

وَ کُلُّ شیءٍ غَطَّی شَیْئاً و ألْبَسَه فَهُو مُولِفٌ له،قال العَجَّاجُ :

و صارَ رَقْرَاقُ السَّرابِ مُولِفَا

لأَنَّه غَطَّی الأَرْضَ .

وَ بَرْقٌ وِلافٌ ،و إِلافٌ :إذا بَرَقَ مَرَّتَیْنِ مَرَّتَیْنِ ،و هو الَّذِی یَخْطَفُ خَطْفَتَیْنِ فی واحِدَهٍ ،و لا یَکادُ یُخْلِفُ ،و زَعَمُوا أَنّه أَصْدَقُ المُخِیلَه،و إِیّاه عَنَیَ یَعْقُوبُ بقولِه: الوِلافُ ، وَ الإِلافُ .

وَ تَوالَفَ الشیءُ مُوالَفَهً ،و وِلافاً نادِرٌ:ائْتَلَفَ بعضُه إلی بَعْضٍ ،و لیسَ من لَفْظِه.

وهف

وَهَفَ النَّباتُ یَهِفُ وَهْفاً ،و وَهِیفاً :أَوْرَقَ وَ اهْتَزَّ و اخْضَرَّ،مثل:وَرَفَ یَرِفَ وَرْفاً،و وَرِیفاً.

و وَهَفَ فُلانٌ و وَحَفَ :إذا دَنَا و یُقال:خُذْ ما وَهَفَ لک وَ وَحَفَ لَکَ :أی دَنَا و أَمْکَنَ .

و فی کَلامِ قَتادَهَ :«کُلّما وَهَفَ (2)لَهُمْ شَیْ ءٌ من الدُّنْیا أَخَذُوه،و لا یُبالُونَ حَلالاً کانَ أو حَراماً»،أی: عَرَضَ لَهُم وَ بَدَا.

و وَهَفَ لِی کَذَا وَهْفاً :أی طَفَّ ، کأَوْهَفَ یُقال:ما یُوهِفُ له شَیْ ءٌ إِلاَّ أَخَذَه؛أی:ما یَرْتَفِعُ له شَیْ ءٌ إلاّ أَخَذَه، وَ کذلِکَ ما یُطِفُّ له،و ما یُشْرِفُ له، إِیهافا و إِشْرافا.

و الواهِفُ :سادِنُ الکَنِیسَهِ التی فِیها صَلِیبُهم و قیِّمُها کالوافِهِ ، و عَمَلُه الوَهافَهُ ،بالکسرِ و الفَتْحِ ،و الوُهْفِیَّهُ کأُثْفِیَّهٍ ، وَ الهِفِّیَّه و هذه موضِعُها المُعْتَلّ ،و کذا الوَفاهَهُ و الوَفْهِیَّهُ ،و منه

17- حَدِیثُ عُمَرَ رضِیَ اللّه عنهُ : «لا یُغَیَّرُ واهِفٌ عن وُهْفِیَّتِهِ » (3)و یُرْوَی وافِهٌ «عن وُفْهِیَّتِه». و قَدْ وَهَفَ یَهِفُ وَهْفاً و وِهافَهً و منه

14- حدیثُ عائِشهَ رَضِیَ اللّه عَنْها-تصِفُ أباهَا-: «قُبِضَ رَسُولُ اللّه صَلّی اللّه عَلَیهِ و سَلَّم و هُو عَنْه راضٍ ،قد طَوَّقَه وَهْفَ الأَمانَهِ » (4). أی القِیامَ بِها،من واهِفِ النَّصارَی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

وهَفَ الشیءُ یَهِفُ وَهْفاً :طارَ،نَقَلَه الأَزْهَریُّ ،و أَنشدَ للرّاجزِ:

سائِلَه الأَصْداغِ تَهْفُو (5)طاقُها

أیْ :یَطِیرُ کِساؤُها،هکَذا قالَ ،و أَوْرَدَ ابنُ بَرِّی هذا البَیْتَ فی ترجمه«هفا».

وَ الوَهْفُ :المَیْلُ مِن حَقٍّ إلی ضَعْفٍ ،کالهَفْوِ.

فصل الهاء مع الفاء

هتف

هَتَفَتِ الحَمامَهُ تَهْتِفُ هَتْفاً : صاتَتْ و فی نُسْخَهٍ :صاحَت،و فی السانِ :ناحَتْ ،و فی العُبابِ :

صَوَّتَتْ ،قال جَمِیلٌ (6):

أَأَنْ هَتَفَتْ وَرْقاءُ ظَلْتَ سَفاهَهً

تُبَکِّی علی جُمْلٍ لِوَرْقاءَ تَهْتِفُ ؟

و هَتَفَ به هُتافاً ،بالضّمِّ :صاحَ بهِ نقله الجَوْهَرِیُّ ، وَ قالَ غیرُه:دعاهُ ،و

16- فی حدِیثِ حُنَیْنٍ : «قال: اهْتِفْ بالأَنْصارِ». أی:نادِهِم و ادْعُهُم،و

16- فی حَدِیثِ بَدْرٍ: «فَجَعَل یَهْتِفُ بِرَبِّه». أی:یَدْعُوه و یُناشِدُه.

و هَتَفَ فُلانًا،و هَتَف بهِ الأَخِیرُ نقَلَه أَبو زَیْدِ: مَدَحَه.

و یُقال: فُلانَهُ یُهْتَفُ بِها أی: تُذْکَرُ بالجَمالِ .

و قَوْسٌ هَتّافَهٌ ،و هَتُوفٌ ،و هَتَفَی کجَمَزَی: مُرِنَّهٌ ذاتُ صَوْتٍ تَهْتِفُ بالوَتَرِ،قال أُمَیَّهُ بنُ أَبِی عائِذٍ الهَذَلِیُّ :

ص:534


1- (1) عباره التهذیب:کأنه أراد«الإلاف»فصیّر الهمزه واواً.
2- (2) فی التکمله:کانوا إذا وهفَ .
3- (3) نصه فی التهذیب:«و یُترک الواهف علی وهافته»قال ابن الأثیر:و یروی: الوافه و الواقه.
4- (4) فی التهذیب و النهایه:«وهف الدین»زید فی التهذیب بعده:أی قلّده القیام بشرف الدین بعده.
5- (5) فی التهذیب:یهفو.
6- (6) بالأصل«جمل»و البیت لجمیل فی دیوانه ط بیروت ص 81.

عَلَی عِجْسِ هَتّافَهِ المِذْرَوَیْنِ

زَوْراءَ مُضْجَعَهٍ فی الشِّمالِ (1)

وَ قال الشَّنْفَرَی یَصِفُ قَوْساً:

هَتُوفٌ من المُلْسِ المُتُونِ یَزِینُها

رَصائِعُ قد نِیطَتْ عَلَیْها و مِحْمَلُ (2)

وَ قال أَبو النَّجْمِ یَصِفُ صائِداً:

أَنْحَی شِمالاً هَمَزَی نَضُوحَا

و هَتَفَی مُعْطِیَهً طَرُوحَا

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الهَتْفُ ،و الهُتافُ :الصوْتُ الجافی العالِی،و قِیلَ :

الصَّوْتُ الشَّدِیدُ،و قال أَبو حَیّان:هو الصَّوتُ بقُوَّهٍ .

وَ سَمِعْتُ هاتِفاً :إذا کُنْتَ تَسْمعُ الصوتَ و لا تُبْصِرُ أَحَداً.

وَ هَتَّفَت الحَمامهُ تَهْتِیفاً :صَوَّتَتْ ،و أَنشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ لنُصَیْبٍ :

وَ لا أَنَّنِی ناسِیکَ باللَّیْلِ ما بَکَتْ

علی فَنَنٍ وَرْقاءُ ظَلَّتْ تُهَتِّفُ

وَ حَمامهٌ هَتُوفٌ :کثِیرَهُ الهُتافِ .

وَ ریحٌ هَتُوفٌ ؛حنّانهٌ ،و الاسم الهَتَفَی .

وَ فُلانٌ مَهْتُوفٌ بِه،لا مَهْتُوفٌ کما اسْتَعْمَلَه البَیْضاویُّ فی «غافر»و بَسَطَه فی العِنایَهِ .

وَ تَهاتَفَ :تضَاحَکَ هُزُؤاً،ذَکَرَه المُبَرِّدُ فی الکامِل (3)، وَ نقَلَه هکَذا شیخُنا.قلتُ :و هو تصحیفٌ ،و الصَّوابُ فیه «تَهانَفَ »بالنّونِ ،کما سیأْتی.

هجف

الهِجَفُّ ،بکسر الهاءِ و فتحِ الجِیم و شَدِّ الفاءِ:الظَّلِیمُ المُسِنُّ قالَهُ اللَّیْثَ ،و أَنشَدَ:

هِجَفٌّ کأَنَّ بِهِ أَوْلَقَا

إذا حاوَلَ الشَّدَّ من حَمْلَتِهْ

وَ قال ابنُ فارسٍ :أَظُنُّه من البابِ الَّذِی زِیدَتْ فیه الهاءُ، وَ أُبْدِلَتْ زایُه جِیما،و هو من الزِّفِّ ،و هو ریشُه.قلتُ :و یدُلُّ علی ذلِکَ ما سَیَأْتِی من أنَّ الهِزَفَّ مثلُه.

أَو هو الجافی الکثِیرُ الزِّفِّ الثَّقِیلُ الضَّخْمُ مِنْهُ و مِنَّا وَ أَنشَدَ الجَوْهَرِیُّ للکُمَیْتِ :

هُو الأَضْبَطُ الهَوّاسُ فِینَا شَجاعَهً

وَ فِیمَنْ یُعادِیِه الهِجَفُّ المُثَقَّلُ

وَ قالَ ابنُ أَحْمَرَ:

وَ ما بَیْضاتُ ذِی لِبَدٍ هِجَفٍّ

سُقِینَ بِزاجَلٍ حَتَّی رَوِینَا

و قال أَبو عَمْرٍو: الهِجَفُّ : الرَّغِیبُ الجَوْفِ ، کالهَجَفْجَفِ کسَفَرْجَلٍ ،قال:

قد عَلِمَ القومُ بنُو طَرِیفْ

أَنَّک شَیْخٌ صَلِفٌ ضَعِیفْ

هَجَفْجَفٌ لضِرْسِه حَفِیفْ

وَ قالَ أَبو عَمْرٍو: هَجِفَ ،کفَرِحَ هَجَفاً : جاعَ زادَ ابنُ بُزُرْجَ : و اسْتَرْخَی بَطْنُه.

و قال ابنُ عَبّادٍ: هَجِفَتْ أَرْضُنا أی: تَناثَرَ ما فِیها.

و الهِجْفَهُ بالکَسْرِ:الناحِیَهُ النَّدِیَّهُ قال:

سارُوا جمِیعا حِذارَ الکَهْلِ فاکْتَنَعُوا

بین الإِیادِ و بَیْنَ الهِجْفَهِ الغَدِقَهُ

و قال أَبو سَعیدٍ: الهَجِفَهُ کفَرِحَهٍ : مثلُ العَجِفَه (4)و هُوَ مِنَ الهُزالِ ،قال کَعْبُ بنُ زُهَیرٍ-رضِیَ اللّه عنه-:

وَ نِقْنِقًا خاضِباً فی رَأْسِه صَعَلٌ

مُصَعْلَکاً مُغْرَباً أَطْرافُه هَجِفَا (5)

ص:535


1- (1) دیوان الهذلیین 185/2 و الضبط عنه.و فی شرحه:العجس مقبض القوس.و هتافه المذروین:أی لطرفیها صوت نبض.
2- (2) مختار الشعر الجاهلی شرح لامیه العرب 599/2 بیت رقم 12 بروایه: نُیطت إلیها.
3- (3) الذی فی الکامل للمبرد 1187/3 [1] فتهانف(بالنون)حقیقته:تضاحک به ضحک هزءٍ،(و شاهده قول)ابن أبی ربیعه: فتهانفن و قد قلن لها: حسن فی کل عین من تود وَ بحاشیته:قال الخلیل الهناف مهانفه الجواری بالضحک و هو فوق التبسم،و کذلک التهانف،قال:و هذا نعت فی ضحک النساء لا یوصف به الرجال.
4- (4) ضبطت بالقلم،اللفظتان فی التهذیب و اللسان بإسکان الجیم فیهما.
5- (5) لم یرد فی دیوانه.و هو فی التکمله،و عجزه فی التهذیب و اللسان منسوبا فی الثلاثه لکعب.

و قال ابنُ عَبّادٍ. الهَجْفانُ :العَطْشانُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الهِجَفُّ :هو الطَّوِیلُ لا غَناءَ عندَه،و أَنشدَ الأَزْهَرِیُّ فی تَرْجَمَهِ «جرهم»فی الرُّباعِیِّ لعَمْرٍو الهُذَلِیِّ :

فَلا تَتَمَنَّنِی و تَمَنَّ جِلْفاً

جُراهِمَهً هِجَفًّا کالخَیالِ (1)

قال ابنُ دُرَیْدٍ (2):و سأَلْتُ أَبا حاتِمٍ عن قَوْلِ الرّاجِزِ:

و جَفَرَ الفَحْلُ فأَضْحَی قَدْ هَجَفْ

و اصْفَرَّ ما اخْضَرَّ من البَقْلِ وجَفْ

فقلتُ :ما هَجَفَ ؟فقَالَ َ:لا أَدْرِی،فسَأَلْتُ التَّوَّزِیَّ فقَالَ َ: هَجفَ :لَحَقَتْ خاصِرَتاهُ بجَنْبَیْهِ و أَنشَدَ فیه بیتاً.

وَ انْهَجَفَ الظَّبْیُ و الإِنْسانُ و الفَرَسُ :انْغَرَفَ من الجُوعِ وَ المَرَضِ ،و بَدَت عِظامُه من الهُزالِ ،و انْعَجَفَ .

وَ قال ابنُ بَرِّیٍّ : الأَهْجَفُ :الضّامِرُ،و الأُنْثَی هَجْفاءُ ، قال:

تَضْحَکُ سَلْمَی أَنْ رَأَتْنِی أَهْجَفَا

نِضْواً کأَشلاءِ اللِّجام أَهْیَفَا

هجنف

الهَجَنَّفُ ،کهَجَنَّعٍ أَهمله الجَوْهَرِیُّ و قال الأَصْمَعِیُّ :هو الطَّوِیلُ العَظِیمُ ،و فی بَعْضِ الأُصُولِ :

العَرِیضُ بدَلَ العَظِیمِ (3)،و أَنشَدَ لِجرانِ العَوْدِ:

یُشَبِّهُها الرّائِی المُشَبِّهُ بَیْضَهً

غَدا فی النَّدَی عَنْها الظَّلِیمُ الهَجَنَّفُ

هدف

الهَدَفُ ،مُحَرّکَهً :کُلُّ مُرْتَفِعٍ من بناءٍ أو کَثِیب رَمْلٍ أو جَبَلٍ و منه

16- الحَدِیثُ : «کانَ إذا مَرَّ بهَدَفٍ مائِلٍ ،أَو صَدَفٍ مائلٍ أَسْرَعَ المَشْیَ فیهِ » (4). و الجمعُ أَهْدافٌ ،لا یُکَسَّرُ علی غَیْرِ ذَلِکَ .قال الجَوْهریُّ : و منه سُمِّیَ الغَرَضُ هَدَفاً ،و هو:

المُنْتَضَلُ فیهِ بالسِّهامِ .

وَ قال النّضْرُ: الهَدَفُ :ما رُفِعَ و بُنِیَ من الأَرْضِ للنِّضالِ ،و القِرْطاسُ :ما وُضِعَ فی الهَدَفِ لیُرْمَی، وَ الغَرَضْ :ما یُنْصَبُ شِبْهُ غِرْبالٍ أو حَلْقَهٍ ،و قال فی موضِعٍ آخرَ:الغَرَضُ : الهَدَفُ ،و یُسَمّی القِرْطاسُ غَرَضاً،و هَدَفاً ، علی الاسْتِعارَهِ .

قال الجَوْهَرِیُّ : و به شُبِّه الرّجُلُ العَظِیمُ و زادَ غیرُه:

الجَسِیمُ الطَّویلُ العُنُقِ ،العَرِیضُ الأَلْواحِ ،علی التَّشْبِیهِ بذلِکَ ،و أَنْشَدَ لأَبِی ذُؤَیْبٍ :

إذا الهَدَفُ المِعْزابُ صَوَّبَ رَأْسَه

وَ أَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلَّهِ الخُطْلِ (5)

و قال السُّکَّرِیُّ : الهَدَفُ من الرِّجالِ : الثَّقِیلُ النَّؤُومُ الوَخْمُ الَّذِی لا خَیْرَ فیه و به فُسِّرَ البیتُ المَذْکُورُ و خَطَّأَ مَنْ قالَ :إِنّه الرَّجُلُ العَظِیمُ ،و قال أَیضاً-فی الهَدَفِ المِعْزابِ -إِنَّه راعِی ضَأْنٍ ،فهو لضَأنِه هَدَفٌ تَأوِی إِلیهِ ،و هذا ذمّ للرجُلِ إذا کانَ راعِیَ الضَّأْنِ ،و یُقال:أَحْمَقُ من راعِی الضَّأْنِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: هَدَفْ هَدَفْ :دُعاءٌ للنَّعْجَهِ إلی الحَلْبِ .

وَ فی النّوادِرِ:یُقالُ : هَلْ هَدَفَ إِلیکُمْ هادِفٌ أَو هَبَشَ هابِشٌ ؟:یَسْتَخْبِرُهُ هَلْ حَدَثَ ببَلَدِکُم أَحَدٌ سِوَی مَنْ کانَ به ؟.

و الهادِفَهُ :الجَماعَهُ یُقال:جاءَتْ هادِفَهٌ من النّاسِ ، وَ داهِفَهٌ :أی جماعَهً (6).

و الهِدْفَهُ ،بالکَسْرِ:القِطْعَهُ من النّاسِ و البُیُوتِ مثلُ الخِبْطَهِ یُقِیمُونَ فی مواضِعِهم و یَظْعَنُون.و قال الأَزْهَرِیُّ :

هی الجَماعَه الکَثِیرَه،و قال عُقْبَهُ :رأَیْتُ هِدْفَهً من النّاسِ ، أی:فِرْقَهً ،و قال الأَصْمَعِیُّ :غِدْفَهٌ و غِدَفٌ (7)،و هِدْفَهٌ وَ هِدَفٌ بمعنی قِطْعَه.

ص:536


1- (1) کذا بالأصل و اللسان [1]عنه،و لم أجد فی التهذیب 512/6 ماده«جرهم» البیت و هو فی اللسان [2]بروایه:کالجبال،و لم یرد البیت فی دیوان الهذلیین 3/ 116 و هو فی شرح أشعار الهذلیین فی شعر عمرو ذی الکلب 568/2.
2- (2) الجمهره 109/2. [3]
3- (3) فی اللسان:ظلیمٌ هَجَنَّفٌ :جافٍ .
4- (4) لفظه«فیه»لیست فی نص الحدیث فی التهذیب و النهایه و اللسان. [4]
5- (5) دیوان الهذلیین 43/1 بروایه:«و أمکنه ضفوٌ»و یروی:«المعزال»بدلا من «المعزاب»و فسر الهدف بالثقیل الوخم.
6- (6) فی التهذیب،نقلاً عن النوادر،:یقال جاءت هادفه من ناس و داهفه وَ حاهشه و هاجشه و هابشه و هائشه.زاد فی اللسان: [5]بمعنی واحد.
7- (7) فی التهذیب المطبوع:عدفه و عدف بالعین المهمله.و الأصل کاللسان. [6]

و قال ابنُ عَبّادٍ: هَدفَ إِلیْهِ : أی دَخَلَ إِلیه،و فی اللِّسانِ :أَسْرَعَ .

و من المَجازِ: هَدَفَ فُلانٌ للخَمْسِینَ : إذا قارَبَها، کأَهْدَفَ و منه

17- الحَدِیثُ : قال عبدُ الرَّحْمن بنُ أَبِی بکْرٍ لأَبِیهِ :

«لَقَدْ أَهْدَفْتَ لِی یَوْمَ بَدْرٍ،فَضِفْتُ عَنْکَ ».

و هَدَفَ کَضَرَبَ :کَسِلَ ،و ضَعُفَ عن ابنِ عَبّادٍ.

و الهِدْفُ ،بالکَسْرِ:الجَسِیمُ الطَّوِیلُ العُنُقِ ،و هو مَجازٌ.

و أَهْدَفَ عَلَیهِ : إذا أَشْرَفَ .

و أَهْدَفَ إِلَیْهِ : إذا لَجَأَ و به فُسِّرَ أَیضاً قولُ عبدِ الرَّحْمنِ ابنِ أَبی بَکْرٍ.

و أَهْدَفَ له الشَّیْ ءُ: إذا عَرَضَ لَهُ .

و أَهْدَفَ مِنْهُ : إذا دَنَا و یُقال: أَهْدَفَ الصَّیْدُ فَارْمِهِ ، وَ أَکْثَبَ ،و أَغْرَضَ مثلُه.

أَو أَهْدَفَ :إذا انْتَصَبَ و اسْتَقْبَلَ و هو قَوْلُ شَمِرٍ،و نَصُّه:

الإهْدافُ :الدُّنُوُّ منکَ ،و الاسْتِقبالُ لکَ ،و الانْتِصابُ ، یُقال: أَهْدَفَ لی الشَّیْ ءُ،فهو مُهْدِفٌ ،و أَهْدَفَ لی السَّحابُ :إذا انْتَصَبَ ،و أَنْشَدَ:

و مِنْ بَنِی ضَبَّهَ کَهْفٌ مِکْهَفُ

إِن سالَ یَوْماً جَمْعُهمْ و أَهْدَفُوا

و من المَجازِ: أَهْدَفَ الکَفَلُ : إذا عَظُمَ و عَرُضَ حَتِّی صارَ کالهَدَفِ نقَلَه الصّاغانِیُّ ،و أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیتِ :

لها جَمِیشٌ مُهْدِفٌ مُشْرِفٌ

مِثْلُ سَنامِ الرُّبَعِ الکاعِرِ

هکذا أَنْشَدَه الصّاغانِیُّ ،و جعَلَه شاهِداً علی عِظَمِ الکَفَلِ ،و لیس کما ذَکَر،بل هو شاهِدٌ لِعظَمِ الرَّکَبِ ،فإِنَّ الجَمِیشَ -کما تَقَدَّمَ -الرَّکَبُ المَحْلُوقُ ،فتأَمّلْ .

و قولُهم:من صَنَّفَ فَقَد اسْتَهَدَفَ : أی انْتَصَبَ و کُلُّ شیءٍ رَأَیْتَه اسْتَقْبَلَکَ اسْتِقبالاً فهو مُهْدِفٌ و مُسْتَهْدِفٌ ،و أَنشَدَ الجَوْهَریُّ لجُبَیْهاءَ الأَسَدِیّ :

وَ حَتَّی سَمِعْنَا خَشْفَ بَیْضاءَ جَعْدَهٍ

علی قَدَمَیْ مُسْتَهْدِفٍ مُتَقاصِرِ

قال:یَعْنِی بالمُسْتَهْدِف الحالِبُ یَتَقاصَرُ للحَلْبِ ،یَقُولُ :

سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّغْوَهِ تَتَساقَطُ علی قَدَمِ الحالِبِ .

و اسْتَهْدَفَ الشیءُ: ارْتَفَعَ .

و یُقال: رُکْنٌ مُسْتَهْدِفٌ : أی عَرِیضٌ هکذا وقَعَ فی سائرِ النُّسَخِ ،و مثلُه فی نُسَخِ الصِّحاحِ ،و الصوابُ :«رَکَبٌ مُسْتَهْدِفٌ » (1)و منه قولُ النّابِغَهِ الذُّبْیانِیِّ :

وَ إذا طَعَنْتَ طعَنْتَ فی مُسْتَهْدِفٍ

رابِی المَجَسَّهِ بالعَبِیرِ مُقَرْمَدِ (2)

أی:عَرِیضِ مُرْتَفِعٍ مُنْتَصِبٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

أَهْدَفَ القومُ :قَرُبُوا و دَنَوْا.

وَ اسْتَهْدَفَ لکَ الشَّیْ ءُ:دَنا مِنْکَ .

وَ امْرَأَهٌ مُهْدِفَهٌ :لَحِیمَهٌ ،و قیل:مُرْتَفِعَهُ الجَهازِ.

وَ الهادِفُ :الغَرِیبُ .

هذف

هَذَفَ یَهْذِفُ هُذُوفاً أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبو عَمْرٍو:أی أَسْرَعَ قال: و الهَذّافُ ،کشَدّادٍ. السَّرِیعُ ،و لم یَشْتَرِطْ فیه السَّوْقَ .

و قال غیرُه: الهَذّافُ و المُهْذِفُ مثل مُحْسِنِ ،و الهَذِفُ مثل خَجِلٍ :السَّرِیعُ الحادُّ یُقالُ :جاءَ مِهْذَفاً و مِهْذَباً وَ مِهْذَلاً (3)بمعنًی واحدٍ،أی:سَرِیعاً.

وَ فَرَسٌ هَذِفٌ :سرِیعٌ ،و أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو:

یُبْطِرُ ذَرْعَ السّائِقِ الهَذّافِ

بعَنَقٍ من فَوْرِه زَرّافِ (4)

هذرف

الهُذْرُوفُ کعُصْفُورٍ أَهْمَلَه الجَوْهرِیُّ ، وَ صاحبُ اللِّسانِ ،و قالَ ابنُ عَبّادٍ:هو السَّرِیعُ ،ج:

هَذارِیفُ یُقال:إِبِلٌ هَذَارِیفُ ؛أی:سِراعٌ .

ص:537


1- (1) و هی روایه اللسان و [1]الصحاح [2]المطبوع،و بهامشها:«فی المطبوعه الأولی «رکن».
2- (2) دیوانه صنعه ابن السکیت ص 40 و فی شرحه:عن أبی عبیده قال: مستهدف منتصب کالهدف،و کل ما أشرف من شیء فهو هدفه.
3- (3) عن اللسان و بالأصل«مهزلاً»و قد وردت اللفظات الثلاث متتالیه بدون واو العطف.
4- (4) اللسان بروایه:«تبطر»و الأصل کالتکمله.

و الهَذْرَفَهُ :السُّرَعَهُ و الهَزْرَفَهُ بالزّایِ لُغَهٌ فیه،کما سیَأْتِی.

هرف

هَرَفَ یَهْرِفُ هَرْفاً : أَطْرَأَ فی المَدْحِ و الثّناءِ علی الشَّیْ ءِ،و جاوَزَ القدْرَ فیهما،و أطْنَبَ فی ذلِکَ ،حتّی کأَنّه یَهْدِرُ إِعْجابا به.

وَ قال اللَّیْثُ : الهَرْفُ :شِبْهُ الهَذَیانِ من الإِعْجاب بالشَّیْ ءِ،و منه

14- الحَدِیثُ : «أنَّ رُفْقَهً جاءَتْ إلی النَّبیِّ صَلّی اللّه عَلَیه و سَلَّمَ ،و هُمْ یَهْرِفُونَ بصاحِبٍ لهم،و یَقُولُونَ :یا رَسُولَ اللّه ما رَأَیْنا مِثْلَ فُلانٍ ،ما سِرْنَا إلاّ کانَ فی قِراءَهٍ ،و لا نَزَلْنا إلاّ کانَ فی صَلاهٍ ». قال أَبو عُبَیْد: یَهْرِفُونَ [به] (1)أی:یَمْدَحُونَه،و یُطْنِبُونَ فی الثَّناءِ عَلَیهِ .

أَو مَدَحَ بلا خِبْرَهٍ عن ابنِ الأَعْرابیِّ ، یُقالُ :لا تَهْرِفْ بما لا تَعْرِفُ کما فی الصِّحاحِ ،و یُرْوَی:قَبْلَ أَنْ تَعْرِفَ ،أی:

لا تَمْدَحْ قبلَ التَّجْرِبَهِ ،و هو أَنْ تَذْکُرَه فی أَوَّلِ کلامِکَ ،و لا یَکُونُ ذلِکَ إلاّ فی حَمْدٍ و ثَناءٍ.

و أَهْرَفَ الرَّجُلُ : نَمَا مالُه کأَحْرَفَ ،نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ .

و أَهْرَفَت النَّخْلَهُ :عَجَّلَتْ إِتاءَها نَقَلَه الجَوْهَریُّ کهَرَّفَتْ تَهْرِیفاً و هذِه عن أَبی حاتِمٍ فی کِتابِ النَّخْلَهِ .

و هَرَّفُوا إِلَی الصَّلاهِ تَهْرِیفاً : عَجَّلُوا یُقالُ :رَأَیْتُ قوماً یُهَرِّفُونَ فی الصَّلاهِ :أی یُعَجِّلُونَ ،نَقَلَه أَبو حاتِم،و قال ابنُ فارِسٍ :ما أُرَی هذِه الکَلِمهَ صَحِیحَهً (2)، أَو هَذِهِ الصَّوابُ أی: هَرَّفَ و أَهْرَفَ غَلَطٌ من الجَوْهَرِیِّ أی:أَنّ أَبا حاتِم اقْتَصَرَ فی کِتابِ النَّخْلَهِ عَلَی هَرَّفَت النّخْلَهُ ،و سکَتَ عن ذکرِ أَهْرَفَت ،کابْنِ دُرَیْدٍ و ابنِ عَبّادٍ و الأَزْهَریِّ ،فیکونُ أَهْرَفَتْ غَلَطاً،هذا مُؤَدَّی کلامِه،و أَنتَ خَبِیرٌ بأَنَّ مثلَ هذَا لا یُعَدُّ وَهَماً و لا غَلَطاً،فإِنَّ الجَوْهریَّ ثِقَهٌ ،لا یُدافَعُ فیما جاءَ به،فتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

یَهْرِفُ ،کیَضْربُ :اسمُ سَبُعٍ ،سُمِّی به لکَثْرَهِ صَوْتِه.

وَ الهَرْفُ :الهَدْرُ و الهَذَیانُ ،عن ابنِ الأَعْرابِیّ .

وَ الهَرْفُ :الأَوَّلُ .[و الهَرْفُ ] (3):ابْتِداءُ النَّباتِ ،عن ثَعْلَبٍ .

وَ هَرَفَ یَهْرِفُ :تابَعَ صَوْتَه.

وَ هَرَفَتْه الرِّیحُ :اسْتَخَفَّتْه،قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و منه قَوْلُ أَهْلِ بَغْدادَ: الهَرْفُ جَرْفٌ ؛أی:مَنْ جاءَ بالبَواکِیرِ جَرَفَ أَمْوالَ النّاسِ .

هرجف

الهِرْجَفُّ ،کقِرْشَبٍّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ وَ صاحِبُ اللِّسانِ ،و قالَ ابنُ عَبّادٍ:هو الرَّجُلُ الخَوّارُ کما فی العُبابِ .

هرشف

الهِرْشَفَّهُ ،کإِرْدَبَّهٍ :العَجُوزُ البالِیَهُ الکَبِیرهُ ، کالهِرْشَبَّهِ ،و نقله الجَوْهَرِی عن أَبِی عُبَیْدٍ،عن بَعْضِهم، کما سیَأْتِی.

و الهِرْشَفَّهُ أَیضا: قِطْعَهُ خِرْقَهٍ أَو کساءٍ یُنْشَّفُ بها ماءُ المَطَرِ منِ الأَرْضِ ثُمّ تُعْصَرُ فی الجُفِّ بالجِیم،هکَذا فی النُّسَخِ ،و مثلُه فی الصِّحاحِ ،و فی الأَصْلِ المَقْرُوءِ علی المُصَنِّفِ :الخُفّ بخاءٍ مُعْجَمَه بالقلمِ ،و ذلک لِقِلَّهِ الماءِ وَ فی الصِّحاح:فی قِلِّهِ الماءِ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :

یُنْتَشَفُ (4)بها ماءُ المَطَرِ،ثم تُعْتَصَرُ،و أَنشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرّاجِزِ:

طُوبَی لِمَنْ کانَتْ له هِرْشَفَّهْ

و نَشْفَهٌ یَمْلأَ منها کَفَّهْ

وَ قال آخرُ:

کُلُّ عَجُوزٍ رَأْسُها کالکُفَّهْ

تَحْمِلُ جُفًّا (5)مَعَها هِرْشَفَّهْ

قال أَبو عُبَیْدٍ:و بعضُهم یقولُ : الهِرْشَفَّهُ :مِنْ نَعْتِ العَجُوزِ،و هی الکَبِیرَهُ .

و صُوفَهُ الدَّواهِ إذا یَبِسَتْ : هِرْشَفَّهٌ .

و قد هَرْشَفَتْ و اهْرَشَّفَتْ نَقَلَه اللّیْثُ .

و قال أَبُو خَیْرَهَ : تَهَرْشَفَ : إذا تَحَسَّی قَلِیلاً قَلِیلاً

ص:538


1- (1) زیاده عن اللسان. [1]
2- (2) فی المقاییس:ما أری هذه الکلمه عربیه.
3- (3) زیاده عن اللسان.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و فی بعض النسخ ینتشق الخ عباره اللسان: [2]هی صوفه أو خرقه یُنشف بها الماء،و فی نسخه:ماء المطر من الأرض،ثم تعصر فی الإناء الخ».
5- (5) فی اللسان [3]بروایه:تسعی بجفٍّ .

و الأَصْلُ التَّرَشُّفُ ،فزِیدَت الهاءُ،و کذلِکَ الشَّهْرَبَهُ للحُوَیْضِ حولَ أَسْفَلِ النَّخْلَهِ ،و الأَصْلُ فیها الشَّرَبَهُ ، فزِیدَت الهاء.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الهِرْشَفُّ ،کإِرْدَبٍّ :العَجُوزَه.

وَ یُقالُ للنّاقَهِ الهَرِمَهِ : هِرْشَفَّهٌ ،و هِرْدَشَّهٌ (1).

وَ دَلْوٌ هِرْشَفَّهٌ :بالِیَهٌ مُتَشَنِّجَه،و قد اهْرَشَّفَتْ .

وَ الهِرْشَفُّ من الرِّجالِ :الکَبِیرُ المَهْزُولُ .

وَ الهِرْشَفُّ :الکَثِیرُ الشُّرْبِ ،عن السِّیرافیِّ .

هرصف

هِرْصِیفٌ ،کقِنْدِیلٍ أَهْمَلَه الجوهریُّ وَ صاحبُ اللِّسانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هُوَ عَلَمُ رَجُلٍ ،کما فی العُباب.

هرنف

هَرْنَفَ هَرْنَفَهً ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ و صاحِبُ اللِّسانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:أی ضَحِکَ فی ضَعْفِ .

قال: و المُهَرْنِفَهُ : المرأَهُ الضَّعِیفَهُ فی صَوْتِها و بُکائِها کما فی العُبابِ .

هزرف

الهُزْرُوفُ أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و قد اخْتَلَفَتْ نُسَخُ الکتابِ ،ففی غالِبِها هکَذا بتَقْدِیمِ الزّایِ علی الرّاءِ، وَ هو الصَّوابُ ،و فی أُخْرَی بالعَکْسِ ،و هو خطَأٌ،و اختُلِفَ فی ضَبْطِ هذه الکَلِمهِ :فقَالَ ابنُ دُرَیْدٍ: کزُنْبُورٍ،و عُلابِطٍ وَ قِرْطاسٍ ،و زادَ ابنُ عَبّادٍ: هِزْرَوْف ،مثلٍ بِرْذَوْنٍ هو:

الظَّلِیمُ السَّرِیعُ الخَفِیفُ و رُبّما نُعِتَ به غیرُ الظَّلِیمِ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : هَزْرَفَ فی عَدْوِه:إذا أَسْرَعَ و الذّالُ لُغَهٌ فیه،کما تَقَدّم.

و قال أَبُو عَمْرٍو: الهِزْرِفَهُ بالکسرِ،و الهِزْرَوْفَهُ ، کبِرْذَوْنَهِ :النّابُ الکَبِیرَهُ .و العَجُوزُ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الهُزْرُوفُ ،کزُنْبُورٍ:العَظِیمُ الخَلْق،نقَلَه ابنُ بَرِّی فی «هزف».

قال:و الهِزْرِفیُّ ،بالکسرِ:الکَثِیر الحَرَکَهِ ،و أَنشَدَ لتأَبَّطَ شَرًّا یَصِفُ ظَلِیماً:

من الحُصِّ هُزْرُوفٌ یَطِیرُ عِفاؤُه

إِذَا اسْتَدْرَجَ الفَیْفَاءَ مَدَّ المَغابِنَا

أَزَجُّ زَلُوجٌ هِزْرِفیٌّ زفازِفٌ

هِزَفٌّ یَبُذُّ النّاجِیاتِ الصَّوافِنَا

هزف

الهِزَفُّ من الظِّلْمانِ ، کخِدَبٍّ : مِثْلُ الهِجَفّ نقله الجَوْهَرِیُّ ،و هو السَّرِیعُ الخَفِیفُ ،و هی لُغَهُ رَبیعَهَ .

أَو النّافِرُ،أو الطَّوِیلُ الرِّیشِ .

أَو الجافی الغَلِیظُ ،و هذه عن ابن السِّکِّیتِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: هَزَفَتْه الرِّیحُ تَهْزِفُه : إذا اسْتَخَفَّتْه فی بعض اللُّغاتِ .قلتُ :و ضبطه الزَّمَخْشَرِیُّ بالراء،کما تقدم.

هطف

هَطَفَ أَهمَلَه الجوهَریُّ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:

هَطَفَ الرّاعِی یَهْطِف هَطْفاً :إذا احْتَلَبَ فتَسْمَعُ هَطْفَ الحَلِیبِ و حَفِیفه (2).

و قال ابنُ السِّکِّیتِ :باتَت السَّماءُ تَهْطِفُ هَطْفاً :إذا أَمْطَرَتْ .

و الهَطْفُ :حَفِیفُ اللَّبَنِ تَسْمَعُ به عندَ الاحْتِلابِ ،عن ابن عَبّاد.

و الهَطِفُ ککَتِفِ :المَطَرُ الغَزیرُ عن ابنِ السِّکِّیتِ ،قال ابنُ الرَّقاع:

مُجْرَنْثِماً لعَمَاءٍ باتَ یَضْرِبُه

مِنْهُ الرُّضابُ و منه المُسْبِلُ الهَطِفُ (3)

و بَنُو الهَطِفِ : حَیٌّ من العَرَب،قاله الأَزْهَرِیُّ ،قیل: مِنْ کِنانَهَ أو مِنْ أَسَدٍ،و هم أَوَّلُ مَنْ نَحَتَ هذِه الجفانَ و کانُوا حُلَفاءَ فی کِنانَهَ ،قال أَبُو خِراشِ الهُذَلِیُّ یَرْثِی دُبَیَّهَ (4)السُّلَمِیِّ :

لو کانَ حَیًّا لغَادَاهُم بمُتْرَعَهٍ

مِنَ الرَّواوِیقِ مِنْ شِیزَی بَنِی الهَطِفِ (5)

ص:539


1- (1) زید فی التهذیب«هرشف»516/6 و هِرْهِر.
2- (2) فی التکمله:أی حفیفه.
3- (3) فی التهذیب بروایه:«مجرنشماً».
4- (4) دیوان الهذلیین 156/2 بروایه:«فیها الرواویق»و الرواویق:المصافی.
5- (5) عن دیوان الهذلیین 155/2 و بالأص [1]ل«ربیئه»و کان دُبَیّه سادنًا لبعض-

و الهُطَیْفُ کزُبَیْرٍ:حِصْنٌ بالیَمَن بجَبَلِ واقِرَهَ کما فی المُعْجَم و العُبابِ .

وَ قال النّاشِرِیُّ :قَصْرُ الهُطَیْفِ علی رَأْسِ وادِی سِهامٍ لحِمْیَر.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الهَطَفَی ،مُحَرَّکَه:اسمٌ ،کما فی اللِّسانِ .

هفف

هَفَّت الرِّیحُ تَهِفُّ هَفًّا ،و هَفِیفاً : إذا هَبَّتْ فسُمِعَ صَوْتُ هُبُوبِها نقله ابنُ دُرَیْدٍ.

قال: و سَحابَهٌ هِفٌّ ،بالکَسْرِ:بلا ماءٍ و هو السَّحابُ الرَّقِیقُ ،قال ابنُ بَرِّی:و منه قولُ أُمَیَّهَ بنِ أَبی عائِذٍ (1):

شَوَّذَتْ شَمْسُهُم إذا طَلَعَتْ

بالجُلْبِ هِفًّا کأَنّه کَتَمُ

شَوَّذَتْ :ارْتَفَعَتْ ،أَرادَ أنَّ الشمسَ طَلَعَتْ فی قُتْمَهٍ ، فکأَنَّما عَمَّمْتها.

وَ

16- فی حدیثِ أَبی ذَرٍّ: «و اللّه ما فی بَیْتِکَ هِفَّهٌ (2)و لا سُفَّهٌ ».

أی:لا مَشْرُوبَ و لا مَأْکُولَ .

و شُهْدَهٌ هِفٌّ 3:لا عَسَلَ فِیهَا نَقَلَه الجوهَرِیُّ عن ابن السِّکِّیتِ ،و مثلُه لابنِ دُرَیْدٍ،و فی التَّهْذِیبِ :شُهْدَهٌ 4و عَسَلٌ هِفٌّ :رَقِیقٌ .

و الهِفُّ أَیْضاً:الزَّرْعُ الّذِی یُؤَخَّرُ حَصادُه فیَنْتَثِر حَبُّهُ کما فی الصِّحاح،و قد هَفَّ فهو هَافٌّ .

و الهِفُّ : السَّمَکُ الصِّغارُ و قال ابنُ الأَعرابِیِّ : الهِفُّ :

الهاربِیَّهُ هکذا فی سائِر النُّسَخِ ،و فی بعضِها الهارِبَهُ ،و کُلُّهغَلَطٌ ،و الصواب«:الْهَازِبَا» 5مقصورٌ،و هو نوعٌ من السَّمَکِ ،کما هُوَ نَصُّ النّوادِرِ،و مَرَّ للمُصَنِّفِ فی الموحَّدَهِ «الهازِبَا،و یُمَدُّ:جِنْسٌ من السَّمَکِ » و یُفْتَح.

و الهِفُّ : الدَّعامِیصُ الکبارُ عن المُبَرِّدِ واحِدَتُه بها ءٍ و منه

16- الحَدِیثُ : «کانَ بعضُ العُبّادِ یُفْطِرُ کُلَّ لَیْلَهٍ علی هِفَّهٍ یَشْویهَا». و قالَ عُمارهُ :یُقال للهِفِّ :الحُسَاسُ ،و الدُّعْمُوصُ :

دُوَیْبَّه تَکُونُ فی مسْتَنْقَعِ الماءِ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الهِفُّ : الخَفِیفُ مِنّا و ذکَرَه الجوهَرِیُّ وَ لم یُقَیِّدْهُ ،و قد هَفَّ هَفِیفاً :إذا خَفَّ .

و الهِفُّ : الشُّهْدَهُ الرَّقِیقَهُ الخَفِیفَهُ القَلِیلَهُ العَسَلِ قالَه أَبو حَنِیفَهَ ،و تقَدَّمَ عن یَعْقُوبَ :شُهْدَهً هِفٌّ :لیسَ فِیها عَسَلٌ ،فوَصَفَ به،و قال ساعِدَهُ :

لتَکَشَّفَتْ عَنْ ذِی مُتُونٍ نَیِّر

کالرَّیْطِ لاهِفٌّ ،و لا هُوَ مُخْرَبُ 6

مُخْرَب:تُرِکَ لم یُعَسَّلْ فیهِ .

و الهِفُّ أَیضاً: کُلُّ خَفِیفِ لا شَیْ ءَ فی جَوْفِه.

و زُقاقُ الهَفَّهِ ،بالفَتْحِ :ع من البَطِیحَهِ کثیرُ القَصْباءِ فیه مُخْتَرَقٌ للسُّفُنِ نقَلَه اللّیْثُ .

أَو طَرِیقُ الهَفَّهِ :ع،بالبَصْرَهِ .

وَ فی المُعْجَم: الهَفَّهُ :مدینَهٌ قَدِیمَهٌ کانت فی طَرَفِ السَّوادِ،بَناهَا سابُورُ ذُو الأَکْتافِ ،و أَسْکَنَها إِیاداً،و آثارُ سُورِها لم تَنْدَرِس.

و الهَفّافُ ،کشَدّادٍ،من الحُمُرِ:الطَّیّاشُ و

17- فی الحَدِیثِ :

«أنَّ الحَسَنَ ذَکَرَ الحَجّاجَ فقَالَ َ:ما کانَ 7إِلا حِمارًا هَفّافاً ».

و الهَفّافُ من الظِّلالِ :البارِدُ أو السّاکِنُ الطَّیِّبُ ،و هذِه عن الجَوْهَرِیِّ أَو ما لَم یَکُنْ ظَلِیلاً نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و الهَفّافُ من الأَجْنِحَهِ :الخَفِیفُ للطَّیَرانِ قال ابنُ أَحْمَرَ یَصِفُ بَیْضَ النَّعامِ :

ص:540


1- (1) کذا بالأصل،و ال [1]ذی فی اللسان:«و منه قول أمیه»و البیت الشاهد لأمیه بن أبی الصلت و هو فی دیوانه ص 60 باختلاف الروایه.و لم یرد فی شعر أمیه ابن أبی عائذ فی دیوان الهذلیین و لا فی شرح أشعار الهذلیین،لکنه ذکره فیما نسب إلیه و نبه محققه إلی نسبته لأمیه بن أبی الصلت 1422/3.
2- (2) ضبطت فی اللسان،بالقلم،بالضم،و فسرها بالسحاب لا ماء فیه، وَ السفّه ما ینسج من الخوص کالزبیل.

یَظَلُّ یَحُفُّهُنَّ بقَفْقَفَیْهِ

وَ یَلْحَفُهُنَّ هَفَّافاً ثَخِینَا (1)

أی،یُلْبِسُهُنَّ جَناحاً،و جَعَله ثَخِینًا لتَراکُب الرِّیشِ علیه.

و الهَفّافُ من القُمُصِ :الرَّقِیقُ الشَّفّافُ کما فی الصِّحاح،و قال غیرُه:ثَوْبٌ هَفّافٌ یَخِفُّ مع الرِّیح کالهَفْهافِ فِیهما یُقال:قَمِیصٌ هَفْهافٌ ،و رِیشٌ هَفْهافٌ ، نَقَلَه الجَوْهَریُّ ،و قال ذُو الرُّمَّهِ :

وَ أَبْیَضَ هَفّافِ القَمِیصِ أَخَذْتُه

فجِئْتُ بِهِ للقَوْمِ مُغْتَصِباً قَسْرَا (2)

أَراد بالأَبْیَضِ قَلْباً عَلَیه شَحْمٌ أَبیضُ و قَمِیصُ القَلْبِ :

غِشاؤُه من الشَّحْم،و جَعَلَه هَفّافاً لرِقَّتِه،و یُرْوَی بیتُ ابنِ أَحْمَر:«و یُلْحِفُهُنّ هَفْهافاً ».

وَ الهَفْهافانِ :الجَناحانِ ،لخِفَّتِهما.

و الهَفّافُ : البَرّاقُ نقله الجوهَریُّ .

و ریحٌ هَفّافَهٌ :طَیِّبَهٌ ساکِنَهٌ نقَلَه الجوهرِیُّ ،و قالَ غیرُه:

سَرِیعَهُ المُرُورِ فی هُبُوبها.

و الهَفِیفِ ،کأَمِیرٍ:سُرْعَهُ السَّیْرِ و قد هَفَّ هَفِیفاً :أَسْرَعَ فی السَّیْرِ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

إرذا ما نَعَسْنَا نَعْسَهً قُلْتُ غَنِّنَا

بخَرْقاءَ و ارْفَعْ مِنْ هَفِیفِ الرَّواحِلِ

و الهَفْهافُ :الضّامِرُ البَطْنِ نَقَلَهُ الصّاغانِیُّ .

و أَیْضاً: العَطْشانُ .

و الیَهْفُوفُ :الجَبانُ ، کالیَأْفُوفِ .

أَو الحَدِیدُ القَلْبِ عن ابن سِیدَه،زادَ غیرُه:من الرِّجالِ .

و هو أَیضاً: الأَحْمَقُ عن الفَرّاءِ،لخِفَّتِه.

و الیَهْفُوف : القَفْرُ من الأَرْضِ .

و یُقالُ : جاریَهٌ مُهَفَّفَهٌ و مُهَفّهَفَهٌ الأُولَی عن یَعْقُوبَ ؛أی:هَیْفاءُ ضامِرَهُ البَطْن (3)،دَقِیقَهُ الخَصْر قال امْرُؤُ القَیْسِ :

مُهَفْهَفَهٌ بَیْضاءُ غیْرُ مُفاضَهٍ

تَرائِبُها مَصْقُولَهٌ کالسَّجَنْجَلِ

و قال ابنُ الأَعْرابیِّ : هَفْهَفَ الرَّجُلُ : مُشِقَ بَدَنُه،فصارَ کأَنَّهُ غُصْنٌ یَمِیدُ مَلاحهً ،فهو مُهَفْهَفٌ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الاهْتِفافُ :بَریقُ السّراب (4).

و:الدَّوِیُّ فی المَسامِع.

و هِفّانُ بالفتح و یُکْسَر:من أَسْمائِهم.

و یُقالُ : جاءَ عَلَی هَفَانِه: أی علی إِثْرِهِ و فی اللِّسانِ :

أی وَقْتِه و حِینِه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

هَفَّتْ هافَّهٌ من النّاسِ :أی طَرَأَتْ عَنْ جَدْبٍ .

وَ ریحٌ هَفْهافَهٌ ، کهَفّافَهٍ ،و لها هَفَّهٌ و هَفْهَفَهٌ ،و هَفائِفُ .

وَ رَجُلٌ هَفّافُ القَمِیصِ :إذا نُعِتَ بالخِفَّهِ ،و هو مجاز.

وَ هَفَّهُ :حَرَّکَه و دَفَعَه.

وَ ظِلٌّ هَفْهَفٌ :بارِدٌ تَهِفُّ فیه الرِّیحُ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :

أَبْطَحَ حَیّاشاً و ظِلاًّ هَفْهَفَا

وَ غُرْفَهٌ هَفّافَهٌ ،و هَفْهافَهٌ :مُظِلَّهٌ .

وَ رَجُلٌ هَفْهافٌ : مُهَفْهَفٌ .

وَ

16- فی حَدِیثِ کَعْبٍ : «کانَت الأَرْضُ هِفًّا علی الماءِ». أی:

قَلِقَهً لا تَسْتَقِرُّ.

وَ فی النَّوادِر:تَقولُ العَرَبُ :ما أَحْسَنَ هِفَّهَ الوَرَق،أی:

رِقَّتَه (5).

وَ ظِلٌّ هَفّافٌ :باردٌ.

وَ سَرابٌ هَفَّافٌ (6)،و ثَغْرٌ هَفّافٌ (7).

ص:541


1- (1) اللسان بروایه:«یبیت»بدلاً من«یظل»و«هفهافاً»بدلاً من«هفافا».
2- (2) دیوانه ص 177 بروایه:«مغتصباً ضمرا».
3- (3) فی التهذیب و اللسان: [1]الخمیصه البطن.
4- (4) فی التکمله:بریق السحاب.
5- (5) فی اللسان: [2]ما أحسن هفه الورق و رقّته و هی إبْرِدَتُه.
6- (6) یعنی إذا برق و شاهده قول ذی الرمه: فی صحن یهماء یهتف السراب بها فی قرقر بلعاب الشمس مضروج عن الأساس.
7- (7) و شاهده فی الأساس قول القطامی.

و هُفْ ،بالضمِّ :زَجْرٌ للغَنَم.

هقف

الهَقَفُ ،مُحَرَّکَهً أَهمَلَه الجَوْهَریُّ ،و فی المُحِیطِ و اللِّسانِ :هو قِلَّهُ شَهْوَهِ الطَّعام و قالَ ابنُ سِیدَه:

لیسَ بثَبَتٍ .

هکف

الهَکَفُ ،مُحَرَّکَهً أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو السُّرْعَهُ فی العَدْوِ و المَشْی زَعَمُوا،و هو فِعلٌ مُماتٌ .

و منه بناءٌ هَنْکَفٌ ،کجَنْدَل،أو صَیْقَلٍ و مُقْتَضاه أَنْ یَکُونَ هَیْکَفٌ ،هکَذا،و لیسَ کذلِکَ ،و الذی ثَبَتَ عن ابن دُرَیْدٍ فی نُسَخ الجَمْهَرَهِ هَنْکَفٌ و کَنْهَفٌ ،قالَهُ مَرَّهً أَخْرَی، أی:بتَقْدِیم الکافِ علی النُّونِ ،و هو ع و قد مَرَّ له مثلُ ذلک فی فصلِ الکافِ مع الفاءِ،قال و النُّونُ زائِدَهٌ علی کِلاَ القَوْلَیْنِ ،فقولُ المُصَنِّفِ :«أَو صَیْقَل»غَلَطٌ ،فتأَمَّلْ ذلِکَ .

هلغف

الهِلَّغْفُ ،کجِرْدَحْلٍ ،و الغَیْنُ مُعْجَمَهٌ أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسانِ .

وَ قال ابنُ الفَرَج:سَمِعْتُ زائِدَهَ یقولُ :هو المُضْطَّرِبُ الخَلْقِ کما فی العُباب.

هلقف

الهِلَّقْفُ ،کجِرْدَحْلٍ أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ وَ صاحبُ اللِّسانِ ،و قالَ ابنُ عَبّادٍ:هو الفَدْمُ الضَّخْمُ .

وَ وُجِدَ فی بَعْضِ نُسَخ الصِّحاحِ علی الهامِشِ :

الهِلَّقْفُ :العَظِیمُ ،عن الجَرْمِیِّ .

هلف

الهِلَّوْفُ ،کجِرْدَحْلٍ :الثَّقِیلُ الجافی العَظِیمُ اللِّحْیَهِ ،کما فی الصِّحاح.

أَو هو، العَظِیمُ البَطِینُ کذا فی النُّسَخِ ،و نَصُّ ابنُ الأَعْرابِیِّ فی النّوادِرِ:الثَّقِیلُ البَطِیءُ.الَّذِی لا غَناءَ عِنْدَه وَ منه قولُ مَنْفُوسَهَ بنتِ زَیْدِ الخَیْلِ 1،و هی تُرَقِّصُ ابْنًا لَها.

و لا تَکُونَنَّ کهِلَّوْف وَکَلْ 2

و قال اللَّیْثُ : الهِلَّوْفُ : الکَذُوبُ من الرِّجالِ .

و الهِلَّوْفُ : اللِّحْیَهُ الضَّخْمَهُ الکَثِیرهُ الشَّعَر المُنْتَثِرَه، کالهِلَّوْفَهِ ،کسِنَّوْرَهٍ و قالَ :

هِلَّوْفَهٌ کأَنَّها جُوالِقُ

نَکْداءُ لا بارَکَ فِیها الخالِقُ

لَها فُضُولٌ و لها بَنائِقُ

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الهِلَّوْفُ : الکَثِیرُ الشَّعَر الجافی، کالهُلْفُوفِ کزُنْبُورٍ و هو کَثِیرُ شَعَرِ الرَّأْسِ و اللِّحْیَهِ کما فی المُحِیطِ و اللِّسانِ .

و قال ابنُ فارسٍ : الهِلَّوْفُ : الیَوْمُ الذی یَسْتُرُ 3غَمامُهُ شَمْسَهُ .

قال: و الهِلَّوْفُ أَیْضاً: الجَمَلُ الکَبِیرُ زادَ غیرُه:المُسِنُّ الکَثِیرُ الوَبَرِ،قال ابنُ دُرَیْدٍ: و اشْتِقاقُه مِن الهَلْفِ ،و هو فِعْلٌ مُماتٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الهِلَّوْفُ من الرِّجالِ :الشَّیْخُ الکَبِیرُ المُسِنُّ الهَرِمُ .

وَ الهِلَّوْفَهُ :العَجُوزُ،عن ابنِ عَبّادٍ،قال عَنْتَرَهُ بنُ الأَخْرَسِ :

إِعْمِدْ إِلَی أَفْصَی 4و لا تَأَخَّرِ

فکُنْ إلی ساحَتِهِم ثُمَّ اصْفِرِ

تَأْتِکَ مِنْ هِلَّوْفَهٍ و مُعْصِرِ 5

یَصِفُهم بالفُجُورِ،و أَنَّکَ متی أَرَدْت ذلِکَ منهم فاقْرُبْ من بُیُوتِهم،و اصْفِر تَأْتِکَ منهم الکَبِیرَهُ و الصَّغِیره.

هنف

الأَهْنافُ خاصُّ بالنِّساءِ و لا یُوصَفَ به الرِّجالُ ، قاله أَبو لَیْلَی، و هو ضَحِکٌ فی فُتُورٍ،کضَحِکِ المُسْتَهْزِیءِ، کالمُهانَفَهِ ،و التَّهانُفِ کما فی الصِّحاحِ ، وَ أَنشدَ للکُمَیْتِ :

مُهَفْهَفَهُ الکَشْحَیْن بَیْضاءُ کاعِبٌ

تَهانفُ للجُهّالِ مِنْهُم و تَلْعَبُ

ص:542

زادَ أَبُو لیْلَی و کذلِکَ الهِنافُ ،ککِتابٍ و أَنْشَدَ:

تَغُضُّ الجُفُونَ علی رِسْلِها

بحُسْنِ الهِنافِ ،و خَوْنِ النَّظَرْ

وَ قال اللَّیْثُ : الهِنافُ : مُهانَفهُ الجَوارِی بالضَّحِکِ ،و هو التَّبَسُّمُ (1).

وَ فی نُسْخَهٍ من کتابِ الکامِلِ للمُبَرِّدِ: التَّهانُفُ :

الضَّحِکُ بالسُّخْرَیَهِ (2)،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

إذا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَدِیثَ لأَهْلِه

حَدِیثَ الرَّنا فصَّلْنَه بالتَّهانُفِ

قال أَبُو لَیْلَی:الرَّنا هُنا:اللَّهْوُ.

و الإِهْنافُ : الإسْراعُ ، کالتَّهْنِیفِ یُقال:أَقْبَلَ مُهْنِفاً ، وَ مُهَنِّفاً ؛أی:مُسْرِعاً لِینالَ ما عِنْدِی.

و قال الأَصْمَعِیُّ : الإهْنافُ : تَهَیُّؤُ الصَّبِیِّ للبُکاءِ و هو مِثْلُ الإجْهاشِ .

قال: و المُهانفَه :المُلاعَبَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الهُنوفُ ،بالضمِّ :ضَحِکٌ فوقَ التَّبَسُّمِ ،عن ابنِ سِیدَه.

وَ تهانَفَ بِهِ :تعَجَّبَ ،عن ثَعْلَبٍ .

وَ التَّهَنُّفُ :البُکاءُ قال عَنْتَرهُ بن الأَخْرسِ :

تَکُفُّ و تَسْتَبْقِی حَیاءً و هَیْبَهً

لنا ثُمَّ یَعْلُو صَوْتُها بالتَّهَنُّفِ

وَ قد یکونُ التهانُفُ بکاءَ غَیْر الطِّفْلِ ،و أَنْشَدَ ثعلبٌ لأَعْرابِیٍّ (3):

تَهانَفْتَ و اسْتَبکاکَ رَسْمُ المَنازِلِ

بسُوقَهِ أَهْوَی،أو بِقارَهِ حائِلِ

فهذا هُنا إِنّما هُوَ للرِّجالِ دُون الأَطْفالِ ؛لأَنَّ الأَطْفالَ لا تَبْکِی علی المَنازِلِ .

قلتُ :و یُمکِنُ أَن یکونَ قولُهُ : تَهانَفْتَ ؛أی:تَشَبَّهتَ بالأَطْفالِ فی بُکائِکَ ،فتأَمّلْ .

هوف

الهَوْفُ بالفَتْحِ و یُضَمُّ و عَلَیه اقتَصَرَ الجَوْهَریُّ :

الرِّیحُ الحَارَّهُ کما فی الصِّحاحِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ (4): الرِّیحُ البارِدَهُ الهُبُوبِ فهو ضِدُّ قالت أُمُّ تَأَبَّطَ شَرًّا تُؤْبِّنهُ :«و ابْناهُ ،لَیْسَ بعُلْفُوف،تَلُفُّه هُوف ،حُشِیَ من صُوف»و قیل:لم یُسْمَعْ هذا إلاَّ فی کَلامِ أُمِّ تأَبَّطَ شَرًّا.

و الهُوفُ بالضمِّ :الرَّجُلُ الخاوِی الجَبانُ الذی لا خَیْرَ عِنْدَه.

وَ الهُوفُ : لُغَهٌ فی الهَیْفِ :لنَکْباءِ الیَمَنِ و به فُسِّرَ قولُ أَمِّ تأَبَّطَ شَرًّا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الهُوفُ ،بالضَّمِّ :الرَّجُلُ الأَحْمَقُ .

وَ قالَ ابنُ عَبّادٍ: الهُوفُ :نَحْوُ سِحاءِ (5)البَیْضِ .

وَ هَوْفانُ ،بالفتح:موضِعٌ .

هیف

الهَیْفُ :شِدَّهُ العَطَشِ من إصابَهِ الرِّیحِ الحارّهِ .

و الهَیْفُ ،و الهُوفُ : رِیحٌ حارَّهٌ تَأْتِی مِن نَحْوِ الیَمَنِ وَ هی نَکْباءُ بَیْنَ الجَنُوبِ و الدَّبُورِ من تَحْتِ مَجْرَی سُهَیْلٍ تُیَبِّسُ النَّباتَ ،و تُعَطِّشُ الحَیَوانَ و تُنَشِّفُ المِیاهَ قال ذُو الرُّمّهِ :

وَ صَوَّحَ البَقْلَ نَئّاجٌ تَجِیءُ بِهِ

هَیْفٌ یَمانِیَهٌ فی مَرِّها نَکَبُ

وَ قال ابنُ الأَعْرابِیِّ :نَکْباءُ (6)الصَّبا و الجَنُوبِ ، مِهیافٌ مِلْواحٌ مِیباسٌ للبَقْل،و هی التی تَجِیءُ بین رِیحَیْنِ ،و قال الأَصْمَعِیُّ : الهَیْفُ :الجَنُوبُ إذا هَبَّتْ بِحَرٍّ،و قِیلَ :إنّ

ص:543


1- (1) فی التهذیب:و هو فوق التبسم.
2- (2) انظر ماده«هتف»و ما لاحظناه هناک.
3- (3) اللسان و [1]بهامشه:قوله لأعرابی،فی معجم یاقوت:قال الراعی: تهانفت..الخ و البیت فی دیوانه ط بیروت ص 205 مطلع قصیده بمدح یزید بن معاویه بن أبی سفیان بروایه: بقاره أهوی أو بسوقه حائل وَ انظر تخریجه،و انظر معجم البلدان«أهوی»و«سوقه حائل».
4- (4) انظر الجمهره 162/3. [2]
5- (5) سحاء البیض:قشره.
6- (6) الأصل و اللسان و [3]فی التهذیب:نکساء.

الهَیْفَ :ریحٌ بارِدَهٌ تَجِیءُ من قِبَلِ مَهَبِّ الجَنُوبِ ،و یُقال:

إنّ هذا لا یُوافِقُ الاشْتِقاقَ ،قال الأَزْهرِیُّ :و الَّذِی قالَه اللَّیْثُ :إن الهَیْفَ رِیحٌ بارِدَهٌ ،لم یَقُلْه أَحَدٌ،و الهَیْفُ لا تَکُونُ إلاّ حارَّهً .

و فی المَثَلِ : «ذَهَبَتْ هَیْفٌ لأَدْیانِها» أی:لعَادَاتِها و إنّما جمع الأَدْیانَ ؛لأَنَّ الهیْفَ اسمُ جِنْسٍ ،و جاءَ بالَّلام علی معْنَی إلی،أی:رجعَتْ إلی عادَاتِها،و قالَ أَبو عُبَیْدٍ:

الهَیْفُ :السَّمُوم،و قَوْلُهم:لأَدْیانِها:أی لعادَاتِها لأَنَّها تُجَفِّفُ کُلَّ شیءٍ و تُیَبِّسُه یُضْرَبُ عندَ تَفَرُّقِ کُلِّ إنْسانِ لشأْنِه، أو لِمَنْ لَزِمَ عادَتَه و لم یُفارِقْها.

و هَیْفٌ :وادٍ بالیَمَنِ .

و فی الصِّحاحِ : تَهَیَّفَ منه، کتَشَتَّی.من الشِّتاءِ و کذلک تَصَیَّفَ :من الصّیْفِ .

و الهافَهُ :النّاقَهُ التی تَعْطَشُ سَرِیعاً و إبلٌ هافَهٌ کذلک کالمِهْیافِ کمِحْرابٍ ،و کذلِک المِهْیامُ ،نقَلَه الجوهرِیُّ ،و هو قولُ الأَصْمَعِیِّ .

و الهَیَفُ ،مُحَرّکَهً :ضُمْرُ البَطْنِ و رِقَّهُ الخَاصِرَهِ و قد هَیِفَ وَ هاف کفَرِحَ و خافَ ، هَیْفاً و هَیَفاً الأَخِیرهُ لغهُ تَمِیمٍ ،فهو أَهْیفُ و امْرأَهٌ هیْفاءُ ، و فَرسٌ هَیْفاءُ مِنْ نِسْوهٍ ،و أَفْراسٍ هِیفٍ و کذلِکَ قومٌ هِیفٌ .

و هافَ العَبْدُ یهافُ :أَبَقَ نَقَلَه الجوْهَرِیُّ و ابنُ عَبّادٍ،أی:

اسْتَقْبلَ الرِّیحَ .

و هافَت الإبِلُ هِیافاً ،بالکَسْرِ و الضّمِّ :إذا اسْتَقْبَلَتْ هُبُوبَ الهَیْفِ بوُجُوهِها،فاتِحَهً أَفْواهَها من شِدَّهِ العَطَشِ ، وَ هِیَ إبِلٌ هائِفَهٌ کما فی اللِّسانِ .

و المِهْیافُ من الإبِلِ :المِعْناقُ نقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و المِهْیافُ مِنّا:السَّرِیعُ العَطَشِ عن الأَصْمَعِیِّ ،و أَنشَدَ للشَّنْفَرَی:

وَ لَسْتُ بمِهْیافٍ یُعَشِّی سَوامَه

مُجَذَّعَهً سُقْبانُها و هی بُهَّلُ (1)

أَو الشَّدِیدُه أی العَطَشِ کالهائِفِ ،و الهَیُوفِ ،و الهَیْفانُ وَ هو الَّذِی لا یَصْبِرُ علی العَطَشِ .

و رَجُلٌ هَیْفانُ و مُهْیافٌ ،کمُشْتاقٍ أی، عَطْشانُ الأُولَی عن الأَصْمَعِیِّ ،و الثانِیَهُ ضَبْطُها غریبٌ لم أَرَ مَن تَعَرَّضَ له، وَ الظاهِرُ أَنه مِهْیافٌ کمِحْرابٍ (2)،أو الصواب مُهْتافٌ من اهْتافَ ،و حِینئَذٍ یَصِحُّ الوَزْنُ بمُشْتاقٍ ،فتأَمّلْ .

و أَهافُوا :عَطِشَتْ إبِلُهُم نقله الجَوْهَرِیُّ ،و أَنشَد للرّاجِزِ:

و قد أَهافُوا زَعَمُوا و أَنْزَعُوا (3)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

هافَ وَرَقُ الشَّجَرِ، یَهِیفُ :سَقَطَ .

وَ هافَ ،و اسْتَهافَ :أَصابَتْه الهَیْفُ ،فعَطِشَ ،أَنشَدَ ثَعْلَبٌ :

تَقَدَّمْتُهُنَّ علی مِرْجَمٍ

یَلُوکُ اللِّجامَ إذا ما اسْتَهافَا

وَ رَجُلٌ هافٌ :لا یَصْبِرُ علی العَطَشِ ،عن اللِّحْیانِیِّ ، وَ یُقالُ للعَطْشانِ :إنّه لَهَافٌ (4).

وَ اهْتَافَ :أی عَطِشَ .

وَ هَافَاه مُهافاهً :إذا مایَلَه إلی هَواهُ ،نقَلَه الأَزْهَرِیُّ فی ترجَمَهِ «فوه».

وَ هَیْفاءُ :فَرَسُ طارِقِ بنِ حَصَبَه.

وَ هَیْفاءُ :قریَهٌ بساحِلِ بَحْرِ الشّام.

وَ إبِلٌ هافَهٌ :إذا کانت تَعْطَشُ سَرِیعاً.

فصل الیاء مع الفاء

اشاره

أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :

یسف

الیَسَفُ ،مُحَرَّکَهً ،الذُّبابُ و أَنشَدَ لابنِ

ص:544


1- (1) مختار الشعر الجاهلی 599/2 لامیه العرب بیت رقم 14 بروایه:مجدّعه بالدال.أی المقطعه الآذان،و المراد بها:التی ساء غذاؤها.
2- (2) و هو ضبط اللسان و التهذیب،و کلاهما بالقلم.
3- (3) فی مطبوعه الصحاح [1]الأولی«و أنزفوا»و فی الصحاح [2]المطبوع المتداول «و أنزعوا»و نبه مصححه إلی الروایه الأولی.
4- (4) زید فی التهذیب:و الأنثی«هاقه»و فی اللسان: [3]هائفه.

الرِّقاعِ یمْدَحُ مُرِیَّ بنَ رَبِیعَهَ الکَلْبِیَّ :

حَتّی أَتَیْتُ مُرِیًّا و هو مُنْکَرِسٌ

کاللَّیْثِ یَضْرِبُه فی الغابَهِ الیَسَفُ

وَ یُرْوَی:«السَّعَفُ »و هُما بمعنًی،قال:و لم نَسْمَعْ بهذَیْنِ إلاّ فی هذَا الشّعْرِ،قال،و لعَلّهُما یَکُونانِ لُغَهً لهؤُلاءِ القومِ .

و قال الفَرّاءُ فی کتابِه البَهِیّ ،تَقُولُ : هِلالُ بنُ یسافِ ، بالکَسْرِ قال غیرُه: و قد یُفْتَحُ ،:تابِعیُّ کُوفیٌّ مولَی أَشْجَعَ ، أَدْرَکَ عَلِیًّا رضِیَ اللّه عنه،قال شَیْخُنا:و صَرَّح الإمامُ النَّوَوِیُّ بأَنَّ الأَشْهَرَ عند أَهلِ اللُّغَهِ «إسافٌ »بالهَمْزَه.

قلتُ :و ذَکَرَه ابنُ حِبّان فی الثّقاتِ ،و قال:کُنْیَتُه أَبو الحَسَنِ ،و رَوَی عن أَبِی مَسعُودٍ الأَنْصارِیِّ ،و وابِصَهَ بنِ مَعْبَدٍ،و رَوَی عنه مَنْصُورُ بنُ المُعْتَمِرِ،و حُصَیْنٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

یِسافُ بنُ عُتْبَهَ بنِ عَمْرٍو الخَزْرَجِیُّ ،والدُ خُبَیْبٍ الصَّحابِیّ .

وَ یاسُوفُ :قَرْیَهٌ قُربَ نابُلُسَ مِنْ فِلَسْطِینَ ،تُوصَفُ بکَثْرَهِ الرُّمَّانِ (1).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

یافا

یَافا :قریهٌ (2)علی ساحِلِ بَحَرِ الشّام بینَ قَیْسارِیَّهَ وَ عَکّا،و النِّسْبَهُ إلیها یافیٌّ ،و رُبَّما قِیلَ : یافُونِیّ (3)،هذا مَحَلُّ ذِکْره.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

ینف

یَنْفُ ،بالفَتْحِ :مَلِکٌ لِحِمْیَرَ،و هو والدُ یَنْکَفَ الذی تَقَدَّمَ نسبُه فی«نکف».

وَ به تمّ حرفُ الفاءِ من شَرْح القامُوسِ ،و الحمدُ للّه الذی بنِعْمَتِه تَتِمُّ الصَّالِحاتُ .

ص:545


1- (1) کما فی معجم یاقوت.
2- (2) فی معجم البلدان:مدینه.
3- (3) کما فی معجم البلدان و اللباب.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

المقدمة:
تأسّس مرکز القائمیة للدراسات الکمبیوتریة في أصفهان بإشراف آیة الله الحاج السید حسن فقیه الإمامي عام 1426 الهجري في المجالات الدینیة والثقافیة والعلمیة معتمداً علی النشاطات الخالصة والدؤوبة لجمع من الإخصائیین والمثقفین في الجامعات والحوزات العلمیة.

إجراءات المؤسسة:
نظراً لقلة المراکز القائمة بتوفیر المصادر في العلوم الإسلامیة وتبعثرها في أنحاء البلاد وصعوبة الحصول علی مصادرها أحیاناً، تهدف مؤسسة القائمیة للدراسات الکمبیوتریة في أصفهان إلی التوفیر الأسهل والأسرع للمعلومات ووصولها إلی الباحثین في العلوم الإسلامیة وتقدم المؤسسة مجاناً مجموعة الکترونیة من الکتب والمقالات العلمیة والدراسات المفیدة وهي منظمة في برامج إلکترونیة وجاهزة في مختلف اللغات عرضاً للباحثین والمثقفین والراغبین فیها.
وتحاول المؤسسة تقدیم الخدمة معتمدة علی النظرة العلمیة البحتة البعیدة من التعصبات الشخصیة والاجتماعیة والسیاسیة والقومیة وعلی أساس خطة تنوي تنظیم الأعمال والمنشورات الصادرة من جمیع مراکز الشیعة.

الأهداف:
نشر الثقافة الإسلامیة وتعالیم القرآن وآل بیت النبیّ علیهم السلام
تحفیز الناس خصوصا الشباب علی دراسة أدقّ في المسائل الدینیة
تنزیل البرامج المفیدة في الهواتف والحاسوبات واللابتوب
الخدمة للباحثین والمحققین في الحوازت العلمیة والجامعات
توسیع عام لفکرة المطالعة
تهمید الأرضیة لتحریض المنشورات والکتّاب علی تقدیم آثارهم لتنظیمها في ملفات الکترونیة

السياسات:
مراعاة القوانین والعمل حسب المعاییر القانونیة
إنشاء العلاقات المترابطة مع المراکز المرتبطة
الاجتنباب عن الروتینیة وتکرار المحاولات السابقة
العرض العلمي البحت للمصادر والمعلومات
الالتزام بذکر المصادر والمآخذ في نشر المعلومات
من الواضح أن یتحمل المؤلف مسؤولیة العمل.

نشاطات المؤسسة:
طبع الکتب والملزمات والدوریات
إقامة المسابقات في مطالعة الکتب
إقامة المعارض الالکترونیة: المعارض الثلاثیة الأبعاد، أفلام بانوراما في الأمکنة الدینیة والسیاحیة
إنتاج الأفلام الکرتونیة والألعاب الکمبیوتریة
افتتاح موقع القائمیة الانترنتي بعنوان : www.ghaemiyeh.com
إنتاج الأفلام الثقافیة وأقراص المحاضرات و...
الإطلاق والدعم العلمي لنظام استلام الأسئلة والاستفسارات الدینیة والأخلاقیة والاعتقادیة والردّ علیها
تصمیم الأجهزة الخاصة بالمحاسبة، الجوال، بلوتوث Bluetooth، ویب کیوسک kiosk، الرسالة القصیرة ( (sms
إقامة الدورات التعلیمیة الالکترونیة لعموم الناس
إقامة الدورات الالکترونیة لتدریب المعلمین
إنتاج آلاف برامج في البحث والدراسة وتطبیقها في أنواع من اللابتوب والحاسوب والهاتف ویمکن تحمیلها علی 8 أنظمة؛
1.JAVA
2.ANDROID
3.EPUB
4.CHM
5.PDF
6.HTML
7.CHM
8.GHB
إعداد 4 الأسواق الإلکترونیة للکتاب علی موقع القائمیة ویمکن تحمیلها علی الأنظمة التالیة
1.ANDROID
2.IOS
3.WINDOWS PHONE
4.WINDOWS

وتقدّم مجاناً في الموقع بثلاث اللغات منها العربیة والانجلیزیة والفارسیة

الکلمة الأخيرة
نتقدم بکلمة الشکر والتقدیر إلی مکاتب مراجع التقلید منظمات والمراکز، المنشورات، المؤسسات، الکتّاب وکل من قدّم لنا المساعدة في تحقیق أهدافنا وعرض المعلومات علینا.
عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.